يا حلوين الحنني إىل الكلمة عمر شبيل املكياج الصيفي مريم باجي
التلوث والبيئة -مقاربات فاطمة سوبرة
خاص:
مرض الثعلبة( الصلع الجزيئ) وطرق عالجه د.انتظار القييس
الحب والقدر
د.حسن فرحات املسؤول ّية والشّ باب د.هويدا رشيف
77 67 47
حكاية شجرة مع ّمرة مرياي أبو حمدان.د
79 سيمياء الفضاء القصيص يف الخيانة * العظمى اسامعيل ابراهيم عب
..... ليىل القصاب ّ عبد السالم 69 ؟.......مل ال مجدي الشاعر
71 أنت الحكاية دعد غانم
All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar North African Corespondent: Meriem Badji Photographer: Hamouda Ben Jerad Editorial: Reyad Al Dellamy
75 مصري الثقافة والف ّن يف ظل الرأسامل ّية ّ هويدا رشيف.د
التلوث والبيئة – مقاربات فاطمة سوبرة 53 حوار مع سليمة مليزي خالدة بورجي:سألتها
57 مزاج صيفي ليىل السيد
36 عمرو بن معد يكرب فارس العرب ىف الجاهلية والفتوحات العربية كتاب مروج الذهب للمسعودي
ا ملحتو يا ت
ماذا لو غلقت األبواب نبيلة حامين أنت الحكاية دعد غانم
35 23 5 39
مل ال.......؟ الحب والقدر مجدي الشاعر د .حسن فرحات
هال فاتن عباس
9 املسؤول ّية والشّ باب مزاج صيفي د.هويدا رشيف
ليىل السيد
التلوث والبيئة – مقاربات فاطمة سوبرة
13
أشعب والدينار نوادر العرب
املكياج الصيفي الحنني إىل الكلمة عمر شبيل مريم باجي مرض الثعلبة (الصلع الجزيئ ) وطرق عالجه 17 د .انتظار القييس سامك سأحرق َ
د .عبدالله ربيع ابو رافع
حكاية شجرة مع ّمرة د .مرياي أبو حمدان
مرض الثعلبة (الصلع الجزيئ ) وطرق عالجه د .انتظار القييس 27 أُعلنت خطاي إليك.. فوزية عبد الوي
29
ماذا لو غلقت األبواب نبيلة حامين
33 والدينار عمرو بن معد يكرب فارس العرب ىف الجاهلية أشعب والفتوحات العربية كتاب مروج الذهب للمسعودي نوادر العرب
املقامة الدينارية بديع الزمان الهمذاين
حوار مع املفكر منح الصلح حاوره يف منزله األستاذ عمر شبيل والدكتور عيل زيتون والدكتورة راغدة املرصي والسيدة حياة عواد.
37 هال فاتن عباس 43
الحب والقدر د .حسن فرحات رئيس التحرير كثيرا عندما تركتُ لنفسي االبتعاد عن نفسي ،و حين تركتُ أنا ابتعدتُ عن نفسي ً البشر، أسرار يرسم لي طريقَ خالصي في هذه الحيا ِة المظلم ِة والكاتم ِة للقدر أن َ ِ ِ َ اإلنسان ال يُ ُ مكن قلب على امتدا ِد ٍ عالم الخيا ِل والواقعِ ،إن اإلشكاليةَ التي تواجهُ َ ِ هم كيفي ِة تعاطي اآلخر الذي قد يشب ُه َك في ك ِّل َ حصرها في خان ِة مالقاةِ ُ ش ْيءٍ ّإل في فَ ِ ِ فقدان االتصا ِل ت البشري ِة في لحظ ِة القلب مع الظاهر ِة الغريب ِة التي تطرأ على الذا ِ ِ اآلخر الذي ال يدركُ هذ ِه الظاهرة َ الطارئةَ التي ي واإلحساسي م َع ِ ي والشعور ّ الروح ّ هز كيانَ ال ُم ّ ت زلزاال َّ أحدث َ ْ يفكر اآلخر. تعط ِش لمعرف ِة بماذا ُ ق الذي يبدو ُمظلما ً ق ِ المرسوم منَ األعلى ألنَّهُ األعل ُم بهذا الطري ِ إنّها بدايةُ الطري ِ ُ يكون مشرقا ً الحقا ً بعد عناءٍ ومشق ٍة عندَ ك ّل نظر بشرية وقد بعض ِ َ الشيء من وجه ِة ِ ب الكثير األمر ألننا نجه ُل مشكل ٍة أو ُمعضل ٍة قد تواج ُهنا في بادئ علم الغي ِ الكثير في ِ َ َ ِ ت متفاوتةَ الذي يحض ُّر لنا مفاجآ ٍ ث ارتجاجٍ أو صدم ٍة دماغي ٍة العيار من أج ِل إحدا ِ ِ ُ يسيطر عالم الخيا ِل الذي يسكن الغوص الالعقالني الذي عالم الواقعِ دونَ ُ ِ تُعيدنا إلى ِ َ الجنس البشري الذي يُؤْ ِم ُن أن الخيا َل أحدَ المراح ِل المتقدم ِة األكبر من القسم على ِ ِ ِ ليس َ على الواقع ،إذ َ هناك عال ٌم واقع ٌّ ي دون أن يسبقهُ خيا ٌل متجردٌ من الواقعِ العقالني. ّ ــك ق النجــا ِة عنــد االصطــدام بمعضلــة ٍحياتيــ ٍة قــد تُــودي بعبقريتِ َ ِ إن مراحــ َل طــر ِ ـت خشــبةَ ـك الكثيــر ،لكــي تكــونَ أنـ َ ـر منـ َ وطموحـ َ ِ ـك فــي هــذا العالـ ِـم الــذي كانَ ينتظـ ُ ـداء الــذي استشــرى في هــذه البشــري ِة الفاقدةِ إلــى ك ّل القيـ ِـم والمعاني ـاص لـهُ مــنَ الـ ِ الخـ ِ الســماوي ِة التــي انزلَـ ْ ق إلــى عالـ ٍـم ـت علينــا مــن أجـ ِل أن نثبـ َ ـت عليهــا مــن أجـ ِل االنطــا ِ ـر والبرك ـةَ أوس ـ َع ُمتعطـ ٍ ـاتير الســماوي ِة لكــي يع ـ ّم العالــم كلُّ ـهُ الخيـ َ ـش إلــى هــذه الدسـ ِ ي فــي دنيــا الحيــاةِ دونَ واإلخــاص واإليمــانَ َّ َ والحــب ..إذ ال يســتقي ُم العــد ُل اإللهــ ُّ ْ ْ َ وإصــرار بحــزم األمــام إنطلــق إلــى عنــك ، يبحــث إبحــث ع ْنــهُ قبــ َل أن الحــب ، َ ٍ ِّ ِ ٍ ـوراء َّ ـب يكـ ُ دونَ تــردُّ ٍد والتفــا ٍ ـس العكــس ألن الحـ َّ ت إلــى الـ ِ ـون دائ ًمــا متقد ًمــا علينــا وليـ َ ـوس الحيــا ِة المفـ ـك مــن قبـ ِل اآلخريــنَ ،الحـ ُّ ـروض عليـ َ ـب هــو خال ُ ِ صنــا الوحيـدُ مــن كابـ ِ ب المــادي ـب وك ِّل َ الذيــن يفتقــدون معنــى الحـ ّ ِ شـ ْيءٍ جميـ ٍل ألنهــم يبحثــون عــن الجانـ ِ
ـتمرار ـاس فــي اسـ البحـ ِ ت والملمـ ِ ـوس وليــس الجانــب المعنــوي الــذي يبقــى هــو األسـ ُ ِ ي ِ باآلخــر ّ ، ـخص عندهــا ألن الحـ َّ ي إذا تملـ َ االرتبـ ِ ـك الشـ َ ـب المعنــو َّ ي ِ والذهنـ ّ ـاط الروحـ ّ ت تتســاق ُ ـار الدومينــو .. كل المســائ ِل والصعوبــا ِ ط كأحجـ ِ ّ قدرنــا الــذي ال بـدَّ منـهُ إذا أر ْدنــا أن نكــونَ ضمــنَ دائــرةِ الوجــو ِد لكــي إن الحـ َّ ـب هــو ُ ـاء ـب المتجــر ِد مــن التبعيـ ِة العميـ ِ ـتمر بالعطـ ِ نسـ َّ ـاء الالمحــدو ِد فــي هــذا العالـ ِـم الفاقـ ِد للحـ ّ ِ ـس الداخلــي ق والحـ ِ ّ والمقيَّــد ِة بقيــو ٍد جاهليـ ٍة وغيــر منطقيــة ،بعيــدة عــن العقـ ِل والمنطـ ِ َّ ، إن الحـ َّ ـدم عندهــا تصب ـ ُح الحيــاة ُ مجــردَ ـب أسـ ُ ـاس ك ِّل شــيءٍ فــي الوجــود ،وإذا انعـ َ ـب لنــا ولــك ِّل ـم لنــا دونَ ِ ق المحـ ّ ِ تكمل ـ ٍة لهــذا القـ ِ علمنــا بــل بعلـ ِـم الخال ـ ِ ـدر الــذي ُرسـ َ ـب ـب للحيــاةِ بجميــعِ تعقيداتِهــا وتشــعباتِها ،ومراح ِلهــا المتفاوت ـ ِة بيــن حـ ّ ٍ جمي ـ ٍل ومحـ ّ ٍ ي ٍ طبيعــي .ال يدخـ ُل الشـ ُّ ـب ي ٍ ُمصطنــعٍ وحـ ّ ٍ ـك فــي النفـ ِ ـوس ال ُمتعطشـ ِة للحـ ّ ِ بشــر ّ ـب إلهـ ّ ـس حتــى ـض الوقــت ،ألنّنــا مــا زلنــا تحـ َ ـار السـ ِ ـماء منــذ والد ِة النفـ ِ ـر بعـ َ إذا تأخـ َ ـت اختبـ ِ موع ـ ِد الرحيــل ،قــد يتجاذبُنــا الشـ ُّ ق وفــي ـب فــي منتصـ ِ ـك عنــد مالقــاةِ الحـ ّ ِ ـف الطري ـ ِ نهايتِ ـ ِه نفتق ـدُهُ ،وبعــد ذلــك نبحـ ُ ـدار فــا نج ـدُه ـث عن ـهُ فــا نج ـدُه ،وتنتهــي بِنَــا األقـ ُ ـار َك فاتحـا ً لــك ذراعيــه ، وال يجدُنــا ،ولكــن فــي لحظـ ٍة عابــر ٍة ومفاجئـ ٍة تجـدُهُ بانتظـ ِ ومتجســدا ً فــي حوريـ ٍة دنيويـ ٍة تفـ ُ ـار األبــدي ،وهنــا تدخـ ُل ـوق بجما ِلهــا حوريــا ِ ت االنتظـ ِ ـر ـب المتجــد ِد فــي مواجهـ ِة الحـ ّ ِ ـس فــي صــراعٍ مــع هــذا الحـ ّ ِ النفـ ُ ي ِ الــذي اختيـ َ ـب القــدر ّ ـب لـ َ ـب المتجــد ِد العابـ ِـر مقارن ـةً بالحـ ّ ِ ـدار والعالـ ِـم بهــذا الحـ ّ ِ ـك مــن قبــل منشــئ األقـ ِ القــدري . ـاء مجتمــعٍ منفص ـ ٍل عــن الواقــع ، صــرا ٌ ـاعر مــن أج ـ ِل إرضـ ِ ع مــازم ٌ وكبــتُ مشـ ٍ ـاعر واألحاســيس ،مقيّ ـ ٍد بسالس ـ َل حديدي ـ ٍة ال منغل ـ ٍ ق علــى نفســه ،ال يقي ـ ُم وزن ـا ً للمشـ ِ ي للحيــا ِة تملــكُ أنــت مفاتي َحهــا بــل اآلخــرون الذيــن لــم يختبــروا أبــدا ً الجانـ َ ـب المعنــو َّ ت البطــيء وإن ت للحيــا ِة المتمث ـ ِل بالمــو ِ ب المــادي البح ـ ِ المتمث ـ ِل بالحـ ّ ـب ،بــل الجان ـ ِ ـر بهــا ـاس بطــو ِل العمـ ِـر بــل باألوقــا ِ عشـ َ ت العذبـ ِة التــي تمـ ُّ ـت دهــرا ً ،إن الســعادة َ ال تُقـ ُ .خالصــة ُكالمــي ،إبحــث عنــه قبــل أن يبحـ َ ـث عنــك ،تحـ َّل بالجــرأةِ واسـ َع مــن أجلـ ِه َّ وحطــ ْم قيــودَ الخيــا ِل الموضوعــ ِة مــن اآلخريــن ّ ، الحــب هــو ألن وليــس العكــس ، َّ ـور البشـ ِـر إال بالحــب ..كل شــيءٍ يفنــى فــي الواقـ ُع والواقـ ُع هــو الحـ ّ ـتقيم أمـ ُ ـب ،لــن تسـ َ دنيــا الوجــو ِد إال هللا والحــب..
المسؤوليّة والشّباب د.هويدا شريف
شــباب العربــي ّ ،عــن ال ّ كثــر الحديــث فــي االونــة األخيــرة بيــن أوســاط ال ّ شــباب فــي أوروبــا وال ـدّول الغربيّــة الذيــن تــم تعيينهــم فــي حكومــات ومناصــب قياديــة رفيعــة المســتوى تعمــل علــى خدمــة المجتمــع وتطــوره كالشــاب سباســتيان كورش والشــابة عايــدة هازدبالــك وكذلــك سوســن شــبلي وليــس انتهاءاً.هــذه الشــخصيات وغيرهــا فتحــت عيــون وأفــكار الكثيريــن حــول دور ال ّ شــباب وأهميتهــم وتواجدهــم فــي مواقــع المســؤولية والقيــادة ،وهــذا مــا زاد مــن األســئلة عــن أســباب وصــول هــؤالء وأمثالهــم إلــى سـدّة القــرار فــي مؤسســات الدولــة ؟ ومــا الــذي يحتاجــه الشــاب العربــي لكــي يصــل الــى مــا وصــل الرضــى ويمثّــل مصــدر ثقــة؟ وهــل مــن أســباب حــدت الرئيســي الــذي يجــب أن يؤديــه لينــال ّ إليــه أقرانــه ؟ومــا هــو الـدّور ّ ومنعــت ووقفــت حجــر عثــرة أمامهــم للوصــول الــى هــذه المناصــب؟ إن الحديــث عــن هــذه االســئلة ومحاولــة اإلجابــة عليهــا ليــس مــن ســبيل المقارنــة مــع الشــباب فــي الــدول المختلفــة ولــن تفيــد مجــرد المقارن��ة ف��ي ش��يء ،ولــن يجل�بـ كث��رة الحدي��ث والتهكــم عل��ى حـ�ال بالدنــا إال مزيــدا ً مــن اليــأس واإلحبــاط لفئــة ال ّ شــباب ،ولــن تجــدي نفعـا ً منشــورات وتعليقــات مواقــع التّواصــل اإلجتماعــي إذا ر ّكــزت فقــط علــى عمــر هــؤالء ال ّ شــباب حينمــا تولّــوا مناصبهــم دون التّركيــز علــى أهــم مــا ميّزهــم قبــل تولّيهــم هــذه المناصــب. بقليــل مــن البحــث فــي ســيرة حيــاة ال ّ الرغــم مــن أن النتيجــة معروفــة وعلــى ثقــة مــن نتيجتهــا ، شــباب الــوزراء ،علــى ّ ولكــن علّنــا نجــد ح ّجــة مقنعــة تقنــع العقــل لتخمــد النــار المتأججــة والخامــدة فــي أرواحنــا مــن جــراء تهميــش وغيــاب دور ســند. الرغــم مــن أن الجميــع علــى قناعــة تا ّمــة بأنهــم الحاضــر والمســتقبل وعليهــم ال ّ شــبابنا علــى ّ سياســي قبــل توليهــم نعــود للقــول ،أن الســمة المشــتركة فيمــا بينهــم هــي نشــاطهم الثقافــي واإلجتماعــي والتّربــوي وربمــا ال ّ تلــك المناصــب ،ممــا يعنــي أن هــؤالء الشــباب قــد حققــوا فــي حياتهــم مــا يجعلهــم محـ ّ ـط اهتمــام وتقديــر وثقــة صانعــي القريــر (كبــار الســن)في تلــك الـدّول. فمــا ســبق نســتطيع القــول أننــا حينمــا نريــد أن نعالــج مشــكلة واقــع ال ّ شــباب فــي الوطــن العربــي ،علينــا أن نضــع نصــب أعيننــا تفريعــات المشــكلة وأجزائهــا ،فليــس مــن المنطــق أن نضــع اللــوم فــي أســباب المشــكلة علــى المســؤولين والمجتمــع العربــي وليــس مــن الحكمــة أن نعفــي الشــباب أنفســهم عــن تحمــل مســؤولية دورهــم . ولــن ننســى أن المشــكالت التــي يتعــرض لهــا الشــاب العربــي عديــدة ،وهــذه العوائــق ال بــد مــن اعتمادهــا كنــوع مــن تشــخيص ال ـدّاء قبــل الحديــث عــن مــا هــو المطلــوب مــن المجتمعــات العربيــة لتمكيــن دورهــم واألخــذ بيــده إلــى تحمــل ـض الطــرف عــن الوضــع اإلقتصــادي الــذي يعيشــه فمــن ال يســتطيع توفير المســؤولية ومنهــا البطالــة والفقــر ،فــا يمكــن غـ ّ لقمــة عيشــه لــن يســتطيع بــأي حــال مــن األحــوال تقديــم دور مهــم فــي تحمــل مســؤوليات المجتمــع ومــن ال يســتطيع أن يكــون امن ـا ً علــى مصــدر رزقــه لــن يســتطيع أن يتقــدم ليصبــح أمين ـا ً علــى مســتقبل أقرانــه وفــي حــال تأميــن الحاجــات االساســية يمكنــه مــن تجــاوز التفكيــر فــي هــذه األمــور واإلنطــاق إلــى التفكيــر فــي دوره اتجــاه لمجتمــع. واإلســتقطاب الحزبــي أو األديولوجــي أو العرقــي مــن معــاول هــدم طاقــات الشــباب فــي الوطــن العربــي وهــذا اإلســتقطاب الرحــب وصياغــة األفــكار والــرؤى والمشــاريع التــي تســاهم فــي يقــف حاجــزا ً أمــام انطــاق تفكيــر الشــباب إلــى الفضــاء ّ
مكوناتهــا ،فيتحجــم تفكيــر الشــباب ليصبــح فــي قالــب األيديولوجيــا والحــزب دون النظــر نهضــة المجتمعــات علــى اختــاف ّ إلــى صالــح العــام للمجتمــع وهــذا الــكالم ال يعنــي بالضــرورة اإلســتغناء عــن األحــزاب أو األيديولوجيــا ولكــن الحديــث هنــا عــن اإلســتقطاب الــذي يجعــل مــن الشــباب أداة فقــط لتحقيــق أدوار معيّنــة دون النظــر إلــى حاجــة المجتمــع ذاتــه .وإن أكثــر مــا يدمرقــدرات وطاقــات الشــباب هــو وصولهــم إلــى حالــة اليــأس واإلحبــاط التــي تنتــج عنهــا حالــة العجــز والتراخــي عــن عمــل أي شــيء جديــد أو ذو قيمــة مجتمعيّــة أو إنســانيّة أو حتــى تطوعيّــة ،وهــذه الحالــة التــي وصــل اليهــا الشــاب العربــي نتيجــة متوقعــة لواقــع المجتمعــات العربيــة المفــكك والملــيء بالنزاعــات والتفرقــة . والمصيبــة الكبــرى تكمــن فــي غيــاب العدالــة وضيــاع الهويــة الهــدف ،وهــذا مــا يدفعــه لعــدم اإلهتمــام بواقعــه وال بالمخاطــر التــي تحيــط بــه وبمجتمعــه وأهدافــه ،وينتــج عــن ذلــك ضيــاع الهــدف العــام الــذي يجــب علــى الشــباب أن يتبنــوه. فالعدالــة فــي توزيــع األدوار والعدالــة المجتمعيــة فــي الوظائــف والمناصــب فــي شــأنه أن يجعــل الشــباب علــى معرفــة قويــة بهويتهــم ويجعــل فــي نفوســهم الرغبــة فــي خدمــة مجتمعهــم الــذي ينتمــون إليــه فــي إشــارة قويــة علــى وضــوح الهــدف العــام الــذي يتخذونــه مســارا ً فــي خدمــة بالدهم.هــذه العراقيــل وغيرهــا ،تتطلــب مــن المجتمــع والمســؤولين توفيــر األجــواء الالزمــة ،ليثبــت الشــاب العربــي دوره الفعــال المؤثــر ولــن يحصــل قبــل أن يؤمــن ابتــداءا ً بــأن للشــباب طاقــة يجــب أن تكــون فــي مكانهــا الصحيــح. فــا بــد مــن اإلحتضــان الشــبابي وإعطــاء فرصــة لهــم إلثبــات جدارتهم وتطويرهــم علميّـا ً وتدريبهــم على إدارة المؤسســات والمعاهــد والشــركات وحتــى الــوزارات والمجالــس المحليــة وأن تكــون عمليّــة التدريــب عبــارة عــن محــاكاة صغيــرة لواقـ�ع كبيـ�ر وأشـ�مل . بعــدأن وضعنــا اإلصبــع علــى مكامــن الضعــف والقــوة والســبب والنتيجــة ،ال بــد مــن اعتمــاد الوعــي واليقظــة والتطويــر المســتمر واإلنفتــاح الدائــم ليتخــذ الشــاب العربــي دوره المفــروض ألننــا شــئنا أم أبينــا هــو ســر األمــة وأمــل مســتقبله وعليــه تعـ ّـول القــدرات ،وإننــا فــي أشــد الحاجــة إلــى غربلــة هــذا الغــذاء الثقافــي الــذي يقــدم إلــى الجيــل الجديــد فــي صــورة كتــب أو روايــات أو صحــف أو مجــات ،فمصيــر كل أمــة متوقفــة علــى شــبابها.
المكياج الصيفي مريم باجي- فــي فصــل الصيــف يكــون الجــو حــارا ً ; فنجــد اإلنســان يميــل لــكل شــيء خفيــف و مريــح يجعـ�ل نفســيته ال تحــس باالختنــاق أو الثقــل .فــي فصــل الصيــف أيضــا نجــد المــرأة تحتــار فــي طريقــة زينتهــا خاصــة فــي طريقــة وضــع الميــك اب و األلــوان الت��ي تس�تـعملها ; لي��س ألن نفس��يتها تريدــ اإلحسـ�اس بالراحــة فقــط ; بــل هنــاك أســباب أخــرى تجعلهــا تركــز علــى هــذا الموضــوع كثيراأهمهــا : _1تأثــر مســتحضرات التجميــل بحــرارة الجــو :كمــا نعلــم كل مســتحضرات التجميــل يجــب أن تكــون محفوظــة فــي مــكان معتــدل فــي درجةحرارتــه ; لكــي ال تفســد و حتــى ال تحــدث تفاعــات بيــن مكونــات المســتحضر بفعــل الحــرارة ; قــد يتســاءل البعــض ماــ الفائ��دة مــن ه�ذـا الحدي�ثـ خاص��ة و أن الثالج��ة موجــودة ! لكــن الموضــوع هنــا ال يخ��ص م��كان حف��ظ مس��تحضرات التجميــل فق��ط بـ�ل يخـ�ص مشــكلة وضعهــا علــى بش��رتنا و تع��رض البش��رة ألش��عة الش�مـس بعده�اـ أو الح�رـارة الزائدــة ; لهــذا يستحســن ف��ي فص��ل الصي��ف عــدم اســتعمال كل أنــواع كريمــات التجميــل المغيــرة للــون البشــرة أو التـ�ي تخفـ�ي العيـ�وب. كمــا يستحســن غســل الوجــه بالمــاء البــارد كل ســاعتين إلنعاشــه بعــد الجفــاف ; ويجــب أن ال ننســى اســتعمال « الكريــم المضــاد ألشــعة الشــمس « حســب نــوع البشــرة طبعــا لحمايتهــا مــن حــروق أشــعة الشــمس _2 الميــل لظهــور بســيط و ميــك اب ســهل الوضــع :فــي فصــل الصيــف نحــاول نحــن البش��ر ق��در المس��تطاع التحــرك بسرــعة و عــدم بــدل مجهــود كبيــر حتــى ال نحــس بتعــب يكســبنا حــرارة جديــدة ; كمــا نحــاول اســتعمال و اتبــاع فعــل ســهل حتــى يســهل علينــا فعلــه أو تغييــره ; لهــذا يتوجــب علــى المــرأة أن تتبــع هــي األخــرى طريقــة ســهلة و بســيطة فــي وضــع الميــك اب خاصــة فــي يومياتهــا العمليةخــارج البيــت ; ألنهــا فــي فصــل الصيــف يجــب مراعــاة شــعورها بالتعــب و أنهــا ستضطرلغســل وجههــا عــدة مــرات أو ستمســحه لتغيــره كل ســاعتين ألنهــا فــي فصــل الصيــف و اليجــب أن تطــول مــدة مســتحضر التجميــل فــوق البشــرة .
_3 للصيــف ألـ�وان محـ�ددة :بعيـ�دا عـ�ن ميـ�ك اب الحفـلات أو السـ�هرات الـ�ذي يكـ�ون فـ�ي أغلـ�ب األحيـ�ان صاخبـ�ا ً فـ�ي كل الفصـ�ول إال عنـ�د اللواتـ�ي يحببـ�ن البسـ�اطة ; يجـ�ب علــى المــرأة وضــع ألــوان خفيفــة فــي الميــك اب أو جعلــه بســيطا فــي فصــل الصيــف ; كمــا يستحســن عــدم اســتعمال ظــال العيــون فــي يومياتهــا العمليــة واالكتفــاء بتحديــد عيونه��ا باالي��زر.. ظــال العيــون المناســبة لفصــل الصيــف هــي األبيــض و الرمــادي الفاتــح والدراقــي واألصفـ�ر الفاتـ�ح و يستحسـ�ن االبتعـ�اد عـ�ن األلـ�وان الصاخبـ�ة أمـ�ا الماسـ�كارا يجـ�ب اســتعمال الماســكارا ذات اللــون الشــفاف فقــط .بالنســبة للشــفاه يستحســن اســتعمال ألــوان خفيف�ةـ أو ش��فافة لماي��ك اب أحمــر الشــفاه مثــل الــوردي الخفيــف أو الدراقــي أو األبيــض الشــفاف . فــي فصــل الصيــف أفضــل ظهــور للمــرأة هــو أن تكــون علــى طبيعتهــا لكــي تتجنــب الضررلبشــرتها ; و ألنهــا قــد تقــوم بأمــور تضطــر فيهــا لمســح الميــك اب فــا تقــع بعدهافــي مشــكلة أخــذ وقــت طويــل فــي إعادتــه وال تقــع فــي موقــف محــرج إن رأى أحده��م عيب�اـ ً كان��ت تخفي��ه طبق��ات المي��ك اب .الميــك اب أداة لتزيــن أو إلخفــاء عيوب الوجهــ و علىــ الم��رأة مراع��اة س�لامة بشــرتها قبــل كل شــيء ; و عليهــا أيضــا أن ال تنسـ�ى أن الجمـ�ال الطبيعـ�ي و جمـ�ال الـ�روح أفضـ�ل مـ�ن كل جمـ�ال مصطنـ�ع.
َ سماك سأحرق د .عبدهللا ربيع ابو رافع قامت تهددني سأحرق سماك وأرضك معلنة الحرب قلت تريثي ما أنا برجل حرب إنما رجل درب أحب األرض واعشقها وأكتب فيها ما هب ودب لكن معشوقتي تغار منها كأنها ضرة أو هي تهوى القرب آه من سماها تناطح سماي كأنها ظل مظلول في سحب اهواها وارضي كأن هواها أنفاسي غصب أتالشاها أبعد عنها تقف أمامي في كل سرب أتخيلها كأنها عيناي أغمض عيناي تخرج من القلب كم ألتقط أنفاسها أحصيها لها أجمعها في زرب ويحها أعلنت الحرب كيف لسمائي أن تضيء وأرضي أن تحضر وهي الماء والهواء
نستقي الماء منها ونسنشق الهواء أبية ترفض الهزيمة تعاند حتى االنتحار أخاف على نفسي منها وكيف أرضى لها االقهار أنا بدونها ذابل هزيل كأني في فرار أهرب من هذا وذاك ألملم أشيائي بانحدار ما أقوى نفسي بها دم في عروقي يخرج بانفجار معللتي هي دوائي هي كيف أهرب من الجنة للنار أغار عليها مع اشتياقي أغار عليها في وضح النهار ما كانت أمي وال أرضي أهواها بقلبي وهذا قرار.
مرض الثعلبة (الصلع الجزئي ) وطرق عالجه د .انتظار القيسي لغــرض عــاج مــرض الثعلبــة والصدفيــة نضــع بيــن ايديكم اهــم الطرق العالجيــة للتخلــص مــن هذيــن المرضيــن والتخفيــف مــن اثارهمــا علــى صحــة االنســان : .1ملعقة زيت ثوم .2ملعقة زيت صبار .3ملعقة عسل نحل .4صفار بيضتين 2 .5مالعق 3لمسحوق بابونج
وصفة الثوم لعالج الثعلبة نهائيا أ .ضــع زيــت الثــوم علــى عســل النحــل وقــم بالتقليــب حتى يتم تجانســهم
ثــم ضعهــم فــى الثالجة ب.قــم بعمــل شــاى البابونــج وذلــك بغلــى مســحوق البابونــج لمــدة 5 دقائــق واتركــه ليبــرد اخــرج خليــط الثــوم والعســل مــن الثالجــة وضــع عليهــم صفــار بيضــة واحــدة وملعقــة الصبــار وقلبهــم جيــدا ج .قــم بوضــع الخليــط المكــون مــن العســل والثــوم والصبــار وصفــار البيضــة علــى مــكان الثعلبــة فــى الشــعر لمــدة 20دقيقــة مــع التدليــك المســتمر .ويفضــل وضعــه علــى االماكــن المصابــة والغيــر مصابــة بالثعلبــة. ح ..اغسل شعرك او ذقنك بكمية قليلة من شامبو جونسون لالطفال د .ضــع صفــار البيضــة المتبقــى علــى الشــعر وتدليكــه جيــدا واتركــه لمــدة 10دقائــق اشــطف شــعرك بمغلــى البابونــج الــذى قمنــا باعداده ســابقا وضع منشــفة علــى شــعرك واتركــه حتــى يجــف شــعرك تماما خ .اغسل شعرك بشامبو جونسون لالطفال مرة اخرى عالج صدفية الراس .1تنــاول أســماك التونــة 3مــرات أســبوعيا ً بمعــدل كيلــو غــرام فــي األســبوع يعتبــر عــاج للصدفيــه النــه يحتــوي علــى اوميــكا 3التــي تنشــط جهــاز المناعــة والخاليــا الجلديــة .2ضــع كريــم مصنــوع مــن طحيــن بــذر الكتــان المطحــون بشــكل مبالــغ فيــه والعســل وزيــت الزيتــون بنســب تعطــي قــوام الكريــم ويدهــن منــه يوميــا .3الحجامة وسوف نذكر مواقع إجراء الخاصة بالصدفية
أُعلنت خطاي إليك.. فوزية عبد الوي عذرا سيدي.. يا ذا الجالل الباذخ يا دفقا من أغاريد وهبة نسيم من أيك .. يفوح ياسمينا ورجة رعشة في جسد المحال انفتح ودعني أمضي فيك رجع صدى ألناشيد الفتح وزئير زلزال... في جوف الصبوات.. ليتني أبت ٌل بعطورك الضمخى... بشذى الجريد أفنى وأنشر على أعتابك فما الحشر إن لم يكن في لهب حضورك؟ سأغرد في ايوانك الشامخ في أضلعي عندليبا تخلًف عن سرب هاجر الفصول وتيبست أجنحته على صفحات دربي.. هيت لك يا يوسف المنيع... ست في رحالي.. مكاييل الخطايا ُد ً وجرمي لديك أني... عن أعتابك ما صبئت وال انفتح في ملكوت البغايا خدري.. وما تحقًقتُ نبوءة في صحائف العشق عجافا أُعلنت خطاي إليك.. وسمانا عثراتي وتبتلي لي الهارب وجزأ جزئي يا ُك ً حنانيك إن ض ًل بعضي عن بعضي.. القصي يلقى العابر.. وهل في ملكوتك َ جرحه النازف أو غمد خنجره دون أن يسقًط نزفا... أو يصعًد في طباق األعالي روحا ضلت برزخها.. وأمام عرشك نيزكا تنجلي.
ماذا لو غلقت األبواب نبيلة حماني ماذا لو منحتني من راحك رشفة تعيدني بعد التيه إلي ماذا لو أصغيت للصوت اآلتي نبيذا ورجفة.. ماذا لو أعدت للروح سكينتها كيوم لقيتك صدفة .. وزغردت لك دون إذن مني الجوارح الخابية.. ماذا لو اقتلعت ذاكرة السقم ومنحتها قربانا لليم متاعا لتاريخ مجهول .. ماذا لو جعلتها وليمة للنسيان كنت ستنجو من جرح وقيد .. ماذا لو اعترفت األنفاس بميلها والعين بشوقها واليد برعشة التالقي على بحر ليس كالبحر .. ماذا لو مزقت صكا ينهي عناء القبيلة ومنحت الطائر المهاجر أمال بالموت بعيدا بعيدا حيت ال يدميه عطش وال جوع على مائدة فقيرة ..
ماذا لو غ ٍلقت األبواب وبحت لقلبي بالوجيعة .. فقد علمتها عرافتي قرأتها على كأس بيدي .. على جدران واهية عليلة لن يسرقها نسيان لن ينال منها نواح على خد الزمان لن يغيب اللهفة احتراق بدمي وال موت شهدته حروف على كراسة قديمة .. فنم قريرا ..ال تحزن لحزن الليل في مملكتي ال تفزع إللحاح السؤال ستعرف نشوة اللقاء على مرآي وستنعم بالفرح اآلتي ستجد النور بعد طول انتظار .. وسأكون بعضا مما اقتاته النسيان بعيدا عن مملكتك الجديدة الياسمين ذبول بيدي فقه معنى حزن األعماق معنى الوقوف على أرض من سراب ..
أشعب والدينار نوادر العرب
قــال أشــعب لزوجتــه ،وكان معهــا دينــار :أعطنــي هــذا الدينــار حتــى يلــد لــك فــي كل أســبوع درهم��ا . فأعطته إياه ،وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما . فلمــا كان األســبوع الرابــع ،تلــكّأ أشــعب عــن الدفــع ،فجــاءت زوجتــه وطلبــت الدينــار منــه ، فق��ال له��ا :لق��د م��ات بالنف��اس ! فصاحت مندهشة :كيف ؟ وهل يموت الدينار بالنفاس ؟! فقال أشعب :تصدقين بالوالدة ،وال تصدقين بالنفاس !
كان رجل…ومات !
كان أشعب يقص على أحد األمراء قصة ،بدأها بقوله :كان رجل… ُ وفجــأة أحضــرت المائــدة ،فعلــم أن القصــة ســتلهيه عــن الطعــام ،فســكت .فقــال لــه األميــر : كن��ت ق��د قل��ت :كان رجل…وس��ك ّ ت ،فتاب��ع وأخبرن��ا م��ا كان م��ن أم��ر ذل��ك الرج��ل . فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة :آه صحيح .كان رجل…ومات !
حساب دقيق
سئل أشعب مرة :كم يساوي اثنين في اثنين ؟ فأجاب :أربعة أرغفة . خرجت إلى أمي ً ٌ لقــي أشــعبَ صديقــا ألبيــه فقــال لــه :ويحــك يــا أشــعب ،كان أبــوك ألحــى ،وأنــت خفيــف شــعر اللحيــة ،فإلــى مــن خرجــت ؟ قال :إلى أمي .
أتريد أن أصلي ركعتين
سأل أشعب صديقا له :لماذا ال تدعوني أبدا إلى طعامك ؟ أجاب الصديق :ألنك شديد المضغ ،سريع البلع .إذا أكلت لقمة ،هيأت أخرى بسرعة . فصاح أشعب :جعلت فداك ،أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى ؟!
حياء أشعب
صحب أشعب أحد التجار ،فقال له التاجر :قم فاطبخ . فقال أشعب :ال أحسن ذلك . فطبخ الرجل ،ثم قال ألشعب :قم فأثرد . فقال أشعب :وهللا أنا كسالن . فثرد الرجل ،ثم قال :قم فاغرف . ي. فقال أشعب :أخشى أن ينقلب عل ّ فغرف الرجل ،ثم قال ألشعب :قم اآلن وكل . فنهض أشعب مسرعا قائال :وهللا قد استحييت من كثرة خالفي عليك .
فقام وأكل
المقامة الدينارية بديع الزمان الهمذاني ص ـد ُ ســى ْبـ ُ علــى أ َ ْش ـ َح ِذ َر ُج ـ ٍل بِبَ ْغ ـ َدا َد، ـن ِهشـ ٍ َّق بِ ـ ِه َ َح َّدثَنَــا ِعي َ ـام قَــا َل :اتَّفَــقَ لــي نَ ـ ْذ ٌر نَ َذ ْرت ُـهُ فــي دِينَـ ٍ ـار أَت َ َ علَ ْيـ ِه ،فَ َو َج ْدت ُـهُ ِفــي ُر ْفقَـةٍ، ي ،فَم َ ع ْنـهُ ،فَ ُد ِل ْلــتُ َ ســأ َ ْلتُ َ صـ َّدقَ ِبـ ِه َ َو َ ض ْيــتُ ِإلَ ْيـ ِه ألَت َ َ اإل ْسـ َك ْن َد ِر ِّ علــى أ َ ِبــي الفَتْـ َح ِ اجت َ َمعَـ ْ ْطيـهُ قَـ ْد ْ ص ْنعَتِـهَ ،فَأُع ِ ـر ُ ـت َ سا َ علَ ْيـ ِه فــي َحلَقَـةٍ ،فَقُ ْلــتُ :يَــا بَنــي َ ف بِ ِسـ ْـلعَتِهَ ،وأ َ ْشـ َحذُ فــي َ ســانَ ،أَيُّ ُكـ ْم أ َ ْعـ َ ع ـ ِة :الَ ،بَـ ْ شــا ّحتَّــى ار َ ـل أَنَــا .ث ُـ َّم تَنَاقَ َ ي :أَنَــاَ ،وقَــا َل آ َخـ ُ ـر ِمــنَ ال َج َما َ شــا َوت َ َه َ ه ـ َذا ال ِدّينَـ َ اإل ْس ـ َك ْن َد ِر ُّ ـار؟ فَقَــا َل ِ ـز بَـ َّ عـ َّ بَ ،و َمـ ْ احبَـهُ ،فَ َمـ ْ ـن َ ـوز، ص ِ ي :يَــا بَـ ْ ـن َ سـلَ َ غلَـ َ ـب َ قُ ْلــتُ ِ :ليَ ْشـت ُ ْم ُك ٌّل ِم ْن ُك َمــا َ ـر َد العَ ُجـ ِ اإل ْسـ َك ْن َد ِر ُّ ـز ،فَقَــا َل ِ ـوز ،يَــا د ِْرهَمـا ً ال يَ ُجـ ُ ـوز ،يَــا َحدِيـ َ ـب سـنَةَ ْالبُـ ِ ـوس ،يَــا َك ْو َكـ َ يَــا ُك ْربَـةَ ت َ ُّمــوزَ ،يَــا َو َ ـث ْال َم ِغّنيــنَ ،يَــا َ سـ َخ ال ُكـ ِ ـوس ،يَــا َو َ ـن ،يَــا َ ـراقَ ـوس ،يَــا ت ُ ْخ َمـةَ الـ َّ ـرؤ ِ طــأ َ الكابُـ ِ النَّ ُحـ ِ ـن ،يَــا فِـ َ غـ َداة َ ْالبَ ْيـ ِ ـن ،يَــا َر َمـ َد العَ ْيـ ِ ُس ،يَــا أ ُ َّم ُحبَ ْيـ ِ ـوم يَــا َ شـي ِْن يَــا بَريـ َد ال ُّ ـن يَــا ِسـ َمةَ ال َّ ـوم ط ِريـ َد اللُّـ ِ شـ ِ ـن يَــا َم ْقت َـ َل ال ُح َ ال ُم ِحبَّ ْيــن ،يَــا َ سـي ِْن يَــا ِثقَـ َل ال َّد ْيـ ِ ســاعةَ ال َح ْيـ ِ سـنَةَ َّ ـوم يَــا بَادِيـةَ َّ الو ِعيـدِ ،يَــا الطا ُ ـوم يَــا َم ْنـ َع ال َما ُ الزقُّـ ِ يَــا ث َ ِريـ َد الثُّـ ِ ـون يَــا َ عـ ِ عـ ِ ـي العَبِيـدِ ،يَــا آيَـةَ َ ـون يــا بَ ْغـ َ الم ال ُم ِعيـدِ ،يَــا أ َ ْقبَـ َح ِمـ ْ ـف ،يَــا تَن َْحنُـ َح اضـ َع َ صيـ ِ شـتَّى ،يَــا دُو َدة َ ال َك ِنيـ ِ ـف ،يَــا فَـ ْ ـر َوة ً ِفــي ال َم ِ ـن َحتَّــى ،فــي َم َو ِ َك َ ُور، ـف ،يَــا ُج َ ضيـ ِ ـور ،يَــا نَ ْك َهـةَ ال ُّ ـر َّ الر ِغيـ ُ ال ُم ِ ـف ِإ َذا ُك ِسـ َ ُّور ،يَــا ُخ ْذ ُروفَـةَ القُـد ِ ـور ،يَــا َوتِـ َد الـد ِ صقُـ ِ شــا َء ال َم ْخ ُمـ ِ ُور ،يَــا َ ـان ،يَــا ـان ،يَــا بَـ ْـو َل ِ الخ ْ يَــا أ َ ْربُعَــا َء الَ ت َـد ُ ـور ،يَــا َ ـر ال ِلّ َ ض َجـ َ ط َم ـ َع ال َم ْق ُمـ ِ ـان ،يَــا ُم َؤا َكلَـةَ العُ ْميَـ ِ صيَـ ِ سـ ِ ـازي ،يَــا بُ ْخ ـ َل األ َ ْهـ َـو ِازي ،يَــا َ س ـب َ ْت ِ ّ ش ـفَا َ ـان ،يَــا ِكتَـ َ عةَ العُ ْريَــان ،يَــا َ ـر َ ـازي ،يَــا قَـ َ ارة َ ال َمخـ ِ ـاب التَّعَـ ِ الص ْبيَـ ِ ُ ـر ِازي ،و ِ ِك ت ِبيَـد َ باو ْنـ َدَ ،وأ َ َخـ ْذ َ ـت ِإ ْحـ َدى ِر ْجلَ ْيـ َ ض ْعـ َ فُ ُ ضــو َل الـ َّ هللا لَـ ْـو َو َ ـرى َ ـك َ علــى أ َ ْر َو ْنـ َدَ ،واأل ْخـ َ علَــى ُد ْن َ �ت ِإالَ َحالَّجـ�اً. ب ال َمالئِ َكـ�ةََ ،مـ�ا ُك ْنـ َ س قُـ�زَ َحَ ،ونَ َد ْفـ َ �م فِـ�ي ِجبَـ�ا ِ قَـ ْ�و َ �ت الغَ ْيـ َ ع َدم ـا ً فِــي ُو ُجــودٍ ،يَــا َك ْلبَ ـا ً فِــي ـرودِ ،يَــا لَبُــو َد اليَ ُهــودِ :يَــا نَ ْك َه ـةَ األ ُ ُ ـر :يَــا قَـ َّ ـرا َد القُـ ُ َوقَــا َل اآل َخـ ُ ســو ِد ،يَــا َ ــاش ،يَــا أَقَــ َّل ِم ْ صنَــانَ الش ،يَــا ُدخَــانَ النِّ ْف ِ اش ،يَــا قِ ْ ــن ٍ اش ،يَــا قَرعيَّــةً ِب َم ٍ ــط ،يَــا ُ ــر ِ ــر ِ ــردا ً فِــي ال ِف َ ال ِه َ ـن بَــا َء بِ ـذُ ِّل َّ ـث ِم َّمـ ْ ـك ،يَــا أ َ ْخبَـ َ ق ،يَــا َو ْح ـ َل ـك ،يَــا ِه ـاَ َل ل ُهلـ ِ ـط ،يَــا زَ َوا َل ال ُم ْلـ ِ اإل ْبـ ِ قَ ،و َم ْنــعِ ال َّ ِ ص ـ َدا ِ الط ـاَ ِ ْ َّ َ ان، ق يَا ُم َح ِ ّ علــى ِ ّ ق ،يَــا َمــا ًء َ ــم يَا ُمعَ ِ ّجــ َل ال َهض ِ ــر َك العَظ ِ َان ،يَــا َو َ ســ َخ اآل َذ ِ ْــم يــا قَلَــ َح األسْــن ِ الريــ ِ الط ِريــ ِ ـرةٍ ،يَــا أ َ ْبغَــى ِمـ ْ ض ـ َح ِمـ ْ ـس ،يَــا أَقَ ـ َّل ِمـ ْ ـر ِمـ ْ ـف، ب ال ُخـ ّ ِ ـن فَ ْلـ ٍ ـن قَ ْلـ ٍ يَــا أ َ َجـ َّ ـرةٍ ،يَــا َم َه ـ ّ ِ ـس ،يَــا أ َ ْف َ ـن َ ـن إِ ْبـ َ ع ْبـ َ ـت ،و ِ علَــى ض ْعـ َ ـت َو َك ْيـ َ ـف الب ْي ـتِ ،يَــا َك ْيـ َ ـف ،يَــا ك ِل َم ـةَ لَ ْيـ َ يــا َم ْد َر َج ـةَ األ َ ُكـ ّ ِ هللا لـ ْـو َو َ ـت أ ْس ـت َ َك َ ـت ،يــا َو ْكـ َ ت ال ِ ّ ســما َء ِم ْنـ َـواالً، ش ـ ْع َرى ُخفّــاًَ ،والث ُ َريَّــا َرفَّــاًَ ،و َجعَ ْل َ ـومَ ،واتَّخَــ ْذ َ ْــت ِر ْجلَـ َ ـومَ ،و َدلَّي َ ــت ال َّ ـك فــي الت ُّ ُخـ ِ النُّ ُجـ ِ ْـ�ر َّ ـ�ت ِإالَّ َحائِـ�كا ً. ـ�ر ،مـ�ا ُك ْن َ َو ِح ْك َ ـ�رَ ،وأ َ ْل َح ْمتَـ�هُ بالفَلَ ِ ـ�وا َء ِس ْ ـ�رباالً ،فَ َ ـ�ك الدَّائِ ِ الطائِ ِ سـ� َّد ْيتَهُ ِب ْالنَّس ِ ـ�ت ال َه َ ســى ْبـ ُ ـام :فَـ َـو ِ ـب ع ِجيـ ُ ي َّ ـن ِهشـ ٍ هللا َمــا َ الر ُجلَيــن أُوثِـ ُـر؟! َو َمــا ِم ْن ُهمــا إِالَّ بَدِيــع ْال ـ َكالَ ِمَ ، قَــا َل ِعي َ ع ِل ْمــتُ أ َ َّ
صنَ ـ َع ـار ُمشــا ٌ ـام ،أَلَ ـ ُّد ِ ـام ،فَت َ َر ْكتُهمــاَ ،وال ِدّينَـ ُ صـ ِ ال َمقَـ ِ ص َر ْفــتُ َو َمــا أ َ ْد ِري َمــا َ ع بَ ْينَ ُه َمــا ،وا ْن َ الخ َ �ر بِ ِه َمـ�ا. ال َّد ْهـ ُ
متهل... يتوضأ ثغري ..بإسمك... تحييني نسامت فجرك... إىل اين ال ّرحيل...؟؟ وهل من عود...؟؟ نبت الطيب يف روحي جنبي شذاك... ومأل َّ يا شهر الرحمة... متهل...فالدمع مأل مقلتي وهتاف الروح عال يف اآلفاق... بطرفة عني ترحل.. وترتكني تائهة... أبحث عن السكينة... إىل يوم ألقاك...... عسانا لرحمة املوىل عز وجل نوفق...
هال
فاتن عباس
ما أرسعك... ما أرسع خطاك... مهال يا شهر الرحمة... أوشكت عىل الرحيل... باألمس كنا نشتاقك... واليوم زاد حده اإلشتياق... تأيت عىل مهل... وترحل عىل عجل... يا شهر الخري تر ّفق بنا... كيف تودعنا والحنايا بحبك مثقالت يا س ّيد أيامي... ووحي أقرأك يف كل اللغات.. توقف...
ورغــم إعجابــه الالمتناهــي باملتنبــي وعبقريتــه اعــرض ،ليقــول :ال أعتقــد أن مرحلــة معينــة مــن مراحــل عمــر اإلنســان هــي الوحيــدة يف إبداعاتهــا وعطاءاتهــا وقدراتهــا ،كل مرحلــة لهــا قوتهــا ونواحــي ضعفهــا ،وهــي متكاملــة يف متاســكها وانتقالهــا مــن حالــة إىل أخــرى ،إنهــا أشــبه بالفصــول ،فأنــت ال تســتطيع يختــص بــه ،ويضيــف معنــى واســتمراًرا ً ومتاســكاً مــع أن تعتــر الخريــف فصــاً شــاحباًمثالً ،للخريــف معنــى ّ الفصــول األخــرى .مــن غــر الجائــز أن نعتــر أن مرحلــة مــن مراحــل العمــر اإلنســاين هــي املشــكلة ،وأن مرحلــة أخــرى هــي الحــل .الحيــاة واألعــار نســيج تتواصــل خيوطــه ،هــذه هــي الحيــاة. وشــجعنا هــذا التمســك القــوي بقــدرة الشــيخوخة عــى الصمــود أن ندخــل يف ثقافــة األســتاذ منــح الصلــح التــي ال ضفــاف لهــا ،فقــال عمــر شــبيل :أســتاذ منــح أنــت عنــوان ثقــايف بــارز يف السياســةواالجتامع والفكــر، وقــد كانــت لــك تجربــة عميقــة وفكــر حــر يف كل هــذه املناحــي ،فكيــف تنظــر إىل تلــك اإلشــكالية التاريخيــة التــي افتعلتهــا السياســة بــن العروبــة واإلســام؟ ــــ العروبــة واإلســام كيانــان ،كل كيــان منهــا يخــر خصائصــه إذا اصطــدم باآلخــر ،فالعروبــة يجــب أن تبقــى عروبــة ،وأن تعم ِّـــق مفاهيمهــا مــن مــن خــال كينونتهــا هــي ،وكذلــك اإلســام يجــب أن يتعمــق مــن خــال خصائصــه الروحيــة والفكريــة ،وأن ينظــر إىل مســتقبله مــن خــال خصائصــه نفســها ،وهــذا يعنــي أن العروبــة واإلســام كيانــان ،ولــكل خصائصــه ،وال يجــب أن يــذوب أحدهــا يف اآلخــر ،ويجــب عــى الكيانــن العمــل عــى الوفــاق يف كثــر مــن املجــاالت ،عــى أن تبقــى العروبــة عروبــة واإلســام إســاماً ،وهــذا يجــب أالّ يــؤدي إىل التنافــر والشــقاق ألن مــد يــد التعــاون بينهامإخصــاب لكليهــا. ٌ ويــرى األســتاذ منــح الصلــح :أن العروبــة هــي الحركــة العمليــة للعربيــة عــى اعتبــار أن العربيــة هــي املنطلــق واالنتــاء ،وتبقــى العروبــة هــي الرتجمــة واملامرســة للفكــرة العربيــة مكونــ ِة العروبــة .ويــرى األســتاذ منــح الصلــح أن العــرب هــم أدوات الثــورة اإلســامية ،وأن العربيــة هــي الغطــاء لــكل هــذا وهــي املنطلــق أيضــاً. وأشــار الدكتــور عــي زيتــون إىل تقصــر املثقــف العــريب يف ترميــم الفجــوة التــي تتســع باســتمرار بــن الطائفتــن اإلســاميتني الســنة والشــيعة ،ثــم إن مجتمعنايواجــه أزمــات سياســية وثقافيــة واجتامعيــة ،ونجــد أن املثقــف ال يقــف موقف ـاً جــا ّدا ً مــن هــذه األزمــات ال ســلباً وال إيجاب ـاً .فهــل هنــاك أزمــة يف الثقافــة واملثقــف؟ وأجــاب األســتاذ منــح الصلــح :أمــا بشــأن األزمــة بــن الطائفتــن املســلمتني ،الســنة والشــيعة فــإن األمــر حســاس ،ألن هــذه األزمــات وهــذه املواضيــع تطــرح نفســها بقــوة ،وتظهــر نفســهاأنها جــزء ٍ وعندئــذ يكــون املثقــف حذرا ًومتخوفــاً مــن طرحهــا ومناقشــتها ،وهــذا املوضــوع الــذي طرحتــه مــن الديــن، هــو ســؤال تاريخــي بــدأ مــن أيــام الرســول محمــد ،وال يــزال يتــادى ويتســع إىل اآلن ،ومــن الطبيعــي أن يكــون لهــذه املواضيــع حرمــة ،ولــذا تــرى النــاس يتجنبــون الخــوض فيهــا بســبب حساســيتها املفرطــة. ومــع ذلــك فهــي قضايــا تســتحق الــدرس بحــذر واعٍ. ومــن الصعــب أن نقــول :ليــس هنــاك أزمةثقافيــة وسياســية واجتامعيــة ،ولكــن كل أزمــة رمبــا تســتطيع أن تكــون احتقانــاً مؤقتــاً ،وميكــن أن تنطلــق بعنــف ،وهــي وإن كانــت خطــوة إىل الــوراء ،إال أنهــا تدفــع أيضــاً إىل األمــام ،إن أيــة أزمــة حــن يتناولهــا العقــل تضمــر جانبــاً ثقافيــاً منتجــاً ،وهــذا إضافــة، وتراكــم اإلضافــات هــو ســر الثقافــة إىل األمــام رغــم كل مظاهــر التدهــور التــي تطفــو باســتمرار عــى ســطح األشــياء. وســأل عمــر شــبيل األســتاذ منــح الصلــح :أنــت دامئــاً تقــول :ال يجــب أن يجلــد املثقــف نفســه، أوليــس عــدم نقــده نفســه أزمــة ثقافيــة تســتحق اإلشــارة إليهــا؟. ــــ املثقــف العــريب مســؤول ،وميكــن أن يكــون مقــرا ً يف بعــض مســؤولياته ،ولكــن ال يجــوز أن
حوار مع املفكر منح الصلح حاوره يف منزله األستاذ عمر شبيل والدكتور عيل زيتون والدكتورة راغدة املرصي والسيدة حياة عواد.
يف منزلــه تــرى بــروت القدميــة التــي مل تتســلقهاالبنايات الشــاهقة ،ومل يرتجمهااإلســمنت والحديــد ـس بصوفيــة البيــت البــرويت القديــم األنيــق ذي الحديقــة التــي تعبــق بهــا روائــح املــايض إىل مدينــة أخــرى ،تحـ ُّ البــرويت مــع الــورود األنيقــة وشــجرات الشمشــر والكبــاد ،والذكريــات الصلحيــة املاثلــة يف الكــريس القديــم واألثــاث الجميــل الــذي أكســبه قدمــه حضــورا ً ال يتــاىش .إنــك يف بــروت الحقيقيةالتــي هاجمهــا الزمــن بــكل قســاوته ورضاوتــه ،ومياثــل هــذا القــدم حضــورا ً وعراقــة ًوجــو ُد األســتاذ منــح الصلــح املفكــر الوطنــي العــرويب الحــارض يف اللحظــة كحضــوره الــداليل يف التاريــخّ. األســتاذ منــح الصلــح قامــة فكريــة باســقة وضاربــة الجــذور يف حقــول املعرفــة الوطنيــة والقوميــة واإلنســانية .إن مثانــن حــوالً مل تســتطع أن تحنــي هــذه القامــة ،ومل تُ ُـــس ِئ ْمها»،ومن يعــش مثانــن حــوالً ال أبــا يســأم» ثقافتــه مل يخذلهــا العمــر املديــد ،يختــر الفكــرة بداللــة نافــذة تغريــك مبكنونهــا وإشــعاعها، لــك ِ يســتطيع باســتمرار عقلــه الثاقــب التغلــب عــى الجســد الواهــي الــذي ظهــرت فيــه أخاديــد الســنني ،وأفاجئــه بقــول املتنبــي: وإذا الشيخ قال ٍّأف فام ّ مل حيــا ًة وإمنا الضعف مالّ وشباب فإذا ولـّيا عن املرء ولـّى آلة العيش صح ٌة ٌ
مخطئــة ،األمــة متباطئــة ،األمــة بحاجــة إىل الجلــد ،إىل مــن يقســو عليهــا حتــى تتقــدم. د .عــي زيتــون :طاملاتحرضنــايف هــذه األيــام ذكــرى املرحــوم الشــيخ عبــد اللــه العاليــي ،فــا رأيــك مبوقعــه الثقــايف ،وهــل كانــت توجهاتــه متثــل اتجاهــاً توحيديــاً عربيــاً وإســامياً؟. ــــ الشــيخ عبــد اللــه العاليــي شــخصية بــارزة يف االتجــاه الــذي تتحــدث عنــه .إنــه شــخصية ثقافيــة أكــر مــا هــو شــخصية دينيــة ،إنــه شــخصية مســتقبلية تحم ّـــل نفســها العــبء ،عــبء االنتقــال إىل املســتقبل ،فهــل كانــت هــذه الشــخصية مســاوية لهــذا الطمــوح؟ هــذا يشء آخــر .هنــاك مــن يشــك يف أن هــذه الشــخصية متلــك حقيقــة القــدرة عــى أن تكــون متســاوية مــع كلامتهــا. بــدأت العاملــة تنبــه األســتاذ منــح إىل اق ـراب موعــده للذهــاب إىل املستشــفى ،حيــث كان عــى موعــد مــع فحــص جديــد لجســد قديــم يحمــل عــبء الشــيخوخة ،ولكــن يف الوقــت ذاتــه ال ي ـزال يحمــل أعبــاء أمتــه حيــث نــذر فكــره وقلبــه وقلمــه مــن أجــل تقدمهــا والدخــول يف ســباق مــع األمــم لصناعــة مســتقبل أفضــل وعامل ـاً أنقــى .و ّدعنــا هــذه الشــجرة الرشقيــة الباســقة املباركــة التــي تفيــأ ظاللهــا جيــل عــريب بأكملــه.
يجلــد نفســه ،ألن املثقــف حــن يجلــد نفســه يكــون مقــرا ً بتقصــره ،فكأنــه يعتــذر ،وكأنــه يهيــئ نفســه لالنســحاب مــن الســاحة وهــذا ال يليــق مبثقــف يحمــل قضيــة ،إن مهمــة املثقــف أن ينظــر باســتمرار إىل األمــام ألن النكــوص يعنــي االنحــدار والعــودة إىل بدايــة الجلجلــة. ّوإذا وقف املثقف عىل باب السلطان؟ ــــ إذا وقــف املثقــف عــى بــاب الســلطان فوقفتــه غــر مرشفــة ،وهــي وقفــة ال تغنيــه كــا يتصــور، وإمنــا تفقــره ،وال تدعــه يتقــدم ،بــل تدفــع بــه إىل الــوراء ألن مصداقيتــه تتــاىش ،ويفقــد حضــوره يف الوجــدان الجمعــي ،ثــم إن املثقــف العالــة هــو أســوأ أنــواع املثقفــن. د .عــي زيتــون :عندمــا يقولــون أنتــم تلقــون كل يشء عــى الغــرب واالســتعامر ،وهنــاك دوائــر إعالميــة ،ودوائــر مخابراتيــة تعمــل لهــذه الفتنــة ،ونجــد إزاءهــا املثقــف مكتفيــاً بالتفــرج ،ورمبــا قابــاً ملــا يحــدث. ــــ نعــم املثقــف الــذي ال يعتــر نفســه مته ـاً باســتمرار ليــس مثقف ـاً ،فالثقافــة إدراك ومســؤولية ،فــا يكفــي أن تكــون عارف ـاً ،وإمنــا عليــك أن تكــون منخرط ـاً يف الفعــل الثقــايف التصويبــي والتنويــري .عــى املثقــف أن يعتــر نفســه مق ـرا ً باســتمرار ،واملثقــف الــذ يكــون راضي ـاً عـ ّـا يجــري حولــه ليــس مثقف ـاً .والثقافــة باســتمرار تجعــل املثقــف متطلعــاً إىل األمــام ،وتجعلــه دائــم التفكــر يف كيفيــة الخــروج مــن األزمــات ومــن مراحــل االنحطــاط إىل فضــاء املعرفــة التــي تنــر ســبلنا للخــروج مــا نحــن فيــه مــن أزمــات .وهنــا يجــب أن ننظــر بإكبــار إىل أمتنــا العربيــة التــي تحــاول باســتمرار الخــاص مــن أزماتهــا ،ولــوال هــذا املحــاوالت الضمحلــت وتالشــت وحذفــت مــن الوجــود .أمتنــا عــر تاريخــا كلــه مل تقــف متحجــرة عنــد مرحلــة .إنهــا باســتمرار تنظــر إىل األمــام. د .راغــدة املــري :خــال مســرتك وخربتــك الطويلــة مفك ـرا ً كيــف تق ـ ّوم حركــة املثقــف العــريب علــوا ً وانحــدارا ً ،ومــا هــي املراحــل التــي مــر بهــا املفكــر العــريب؟ ــــ املثقــف العــريب نتــاج أمتــه أوالً ،ومراحلــه هــي مراحــل أمتــه نفســها ،وال يعنــي هــذا أنــه ملحــق ،إنــه رائــد باســتمرار ،ومتأثــر بثقافــات عــره الوافــدة إىل ثقافــة أمتــه ،ففــي عــر املأمــون مثــاً تطــور العقــل العــريب كثــرا ً بســبب غــزارة الرتجــات الوافــدة إىل ثقافتــه ،لقــد تأثــر املثقــف العــريب بالفلســفة اليونانيــة والهنديــة والفارســية ،وكانــت عمليــة التثاقــف غزيــرة وواســعة ومتشــعبة يف كافــة صنــوف املعــارف اإلنســانية ،كالفلســفة والطــب وعلــم االجتــاع وعلــم الفلــك والرياضيــات ،لقــد تثاقــف املثقــف العــريب مــع الثقافــات األخــرى دون أن يقتلـَــع مــن جــذور ثقافتــه العربية،لقــد اغتنــى وأغنــى، والثقافــة العربيــة جذورهاإنســانية ،وقــد حملهــا املثقــف العــريب امللتــزم بقضايــا أمتــه حمــاً واعيــا يربــط بــن خصوصيــة الهويــة وعامليتها.والثقافــة ليســت مراحــل متقطعــة ،حتــى ولــو بــدت كذلــك أحيانــاً بفعــل الركــود الحضــاري وطــول مدتــه. عمــر شــبيل :رغــم التقــارب الــذي أبدتــه الفــرة الشــهابية مــع العروبــة وتحديــدا ً مــع الفــرة النارصيــة، رغــم هــذا التقــارب فقــد اختلفــت أنــت مــع الفــرة الشــهابية فــا الســبب؟ ــــ أنــا مل أكــن ضــد الشــهابية ،أنــا كنــت صاحــب أمــل فيهــا ،وهــذا األمــل مل أجــده دامئــاً متحقق ـاً فيهــا ويف مامرســاتها ،والتجربــة الشــهابية كانــت أقــل مــن فــؤاد شــهاب نفســه ،هــي نــوع مــن النــزول مــن هــذه الرشفــة ،أو هــذا التحــدي الــذي اســمه فــؤاد شــهاب ،وقــد وضــع نفســه يف أيــدي الســكريرتية والعاملــن لشــهاب واألجهــزة املســتغلة اســم فــؤاد شــهاب ،فالشــهابية هــي نــداء إىل األمــام ،وهــي شــعور بقيمــة الــذات ،وهــي اندفــاع ســابق غــره .ولكــن أيــن الشــهابية الفكــرة الطمــوح مــن الشــهابية األجهــزة. نعــم هــذا ســبب خــايف مــع الشــهابية شــهابية املخابــرات وشــهابية الشــعور الدائــم أن األمــة
اإلنســان ،فالرســول العربــي اعتبــرأن «الكلمــة الطيبــة صقــة» .هــذا يجعــل الكلمــة تغــوص عمقـا ً فــي الــذات وتنقلهــا مــن حــال إلــى إلــى ،وقــد ســمعت فــي محنتــي كلمــات أكثــر تأيــرا ً مــن العطــاء ،وســمعت كلمــة ،كانــت تطفئنــي أحيانـا ً كثيــرة، ـر كيــف ضــرب هللا مثـاً كلمــة وهــذا يفســر اهتمــام التكويــن اإلنســاني بالكلمــة فــي حالتيهــا ،وفــي القــرآن الكريــم« :ألــم تـ َ طيبــة كشــجرة طيبــة ،أصلهــا ثابــت وفرعهــا فــي الســماء» .واضــح بشــكل إشــراقي فــي اآليــة انتقــال الكلمــة الطيبــة مــن األدنــى إلــى األعلــى ،إنهــا ترابيــة األصــل والتكويــن وســامية النمــاء والعطــاء ،حيــث تؤتــي أُكـُلـَــها فــي النفــوس التواقــة إلــى الخيــر بشــكل إشــراقي وضــيء. ــ 3ــ عنــد العــرب القدمــاء كانــت الكلمــة والفعــل غالبــا فــي مســتوى واحــد ،وذلــك بســبب التصاقهــا التكوينــي بإنســانها فــي بيئــة صعبــة جعلــت كل عناصــر التكويــن فــي إنســائها صعبــة أيض ـاً ،فالكلمــة صعبــة كالفعــل ،والتراجــع عنهــا يقتــرب مــن التراجــع عــن الحيــاة نفســها .وســوا ٌء أصدقــت الروايــة حــول مقتــل المتنبــي بســيف شــعره أم بولـ َغ فيهــا ،فإنهــا ذات داللـ ٍة علــى مــدى تأثيــر الكلمــة فــي صاحبهــا ،ففاتــك األســدي ،وهــذا ثابــت تاريخيـاً ،ك َمــنَ للمتنبــي ليقتلــه بســبب الكلمة،فقــد هجــا ـر بالهــرب أمــام هــول المــوت ،فقــال لــه غالمــه :أولســت القائــل: المتنبــي خالــه ،ثــم إن المتنبــي فكـّـ َ والقرطاس والقل ُم والسيف والرمح الخي ُل واللي ُل والبيدا ُء تعرفني ُ ُ فالتفــت إليــه المتنبــي ،وقــال لــه :لقــد قتلتنــي يــا غــام ،وعــاد فقاتــل حتــى قـ ُـ ِتل ،وال نــزال نذكــر قصــة عمــرو بــن كلثــوم ه�بـ اســتجابة لكلمةــ أم��ه الت��ي صرخ��ت« :واتغلبــاه» ،وكانــت أمــه مــن أكــرم نســاء العــرب نســباً، ش��اعر تغل��ب حينــ َ وأرادت أم ملــك المنــاذرة عمــر بــن هنــد أن تتعالــى عليهــا حيــن طلبــت منهــا أن تجلــب لهــا مــاء لتشــرب ،فقالــت لهــا أم الشــاعر :فلتقـ ْم صاحبــة الحاجــة إلــى حاجتهــا .فصرخــت بهــا أم الملــك باســتهانة فصرخــت أم الشــاعر« :واتغلبــاه» ،فســمع عمــرو بــن كلثــوم اســتغاثة أمــه ،وكانــت فــي الخيمــة المجــاورة ،فاســتل ســيف وضــرب الملــك فقتلــه ،رغــم كل األهــوال التــي أحاطــت بالحــادث ،وراح بنــو تغلــب بعــده يفاخــرون العــرب بقــول شــاعرهم: ــرك اليقـينا أبا هن ٍد فال تعج ْل عليـنــا وأنظرنا نخبـ ِّ ْ ْ ً متى كنا ألمــ ِّك مقتويــنا تهددنا وتوعدنا رويـــــدا فإن قناتنا يا عمرو أعيتْ على األعداء قبلك أن تلينا واســتطرادا ً مــن منــا لــم يقــرأ قصــة المعتصــم الخليفــة العباســي حيــن بلغــه أن امــرأة هاشــمية اســتنجدت بــه ،وصرخــت: «وامعتصماه»،وكانــت قــد أهينــت وهــي فــي بــاد الــروم ،وحيــن ســمع المعتصــم قصتهــا صــرخ «لبيــك» لبيــك» وكانــت وقعــة عموريــة فــي أهــم مواقــع الــروم .ويومهــا قــال أبــو تمــام حبيــب بــن أوس الطائــي: في ح ّدِه الح ُّد بين االجد واللعب ب السيف أصد ُ ُ ق أنبا ًء من الكت ِ ْ ً ً ب ور لبـّيْتَ صوتا زبطريـّا هرقت له َ َ ضاب الخـ ُ َّر ِد العُ ُر ِ كأس الكرى ُ بالسيف منصلــتــا ً أجبته معلنا ً ب ولو أجبتَ بغير ِ ِ السيف لم تج ِ واليوم تغير المنادي والمنادى ،كما يقول شوقي: ٌ أذان في منارتها إذا تعالى وال اآلذانُ آذانُ فال األذانُ ً ً وفــي معركــة «ذي قــار» وقــف هانــئ بــن مســعود الشــيباني خطيب ـا فــي المقاتليــن ليعطــي عهــدا فــي كلمــة « :وهللا لــن أهــرب حتــى تهــرب هــذه الخيمــة» ،كان النكــوص فــي المعركــة أصعــب مــن المــوت ،فكانــت الكلمــة فع ـاً. ــ 4ــ وألن الكلمــة كان تــوازي الفعــل فقــد اتســمت بالصــدق ،واعتـ ُـبِر الكــذب مــن الســقطات الكبــرى التــي ال تغفرهــا مجالــس العــرب ومحافلهــم وحديــث الرواحــل ،نقــرأ لشــاعر جاهلــي ،اســمه عبــاس بــن مــرداس حيــن وصــف قــوة أعدائــه فــي المعركــة: سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت أصبرا سقيناه ُم كأسا ً ْ إنــه يمتــدح صبــر أعدائــه علــى المــوت فــي المعركــة ،وهــذه أعلــى صفــات المــروءة والصــدق والخلــق واإلبــاء المــر الــذي يعتبــر الكــذب إهانــة ال تغتفــر لقائلــه .وال نــزال نحفــظ شــعر عنتــرة بــن شــداد ،وهــو يصــف خصمــه فــي المعركــة: ممعن هربا ً وال مستسلم ومدجـَّجٍ كر َه الكُماةُ نزاله ال ٍ بمحر ِم فشككتُ بالرمحِ األص ِ ّم ثيابه ليس الكري ُم على القنا َّ خصمــه شــاكي الســاح يخافــه الفرســان ،لــم يُهــزم مــرة فــي حياتــه ،ولــم يستســلم ،هــذه صفــة خصمــه ،إنــه الصــدق ،وإن كان ذلــك مدعــاة النتصــاره عليــه ،وتبيــان بطولتــه هــو ،لقــد انتصــر علــى الشــجاع القــوي. إن صــدق الكلمــة هــو الــذي رفــع قدرهــا وقــدر قائلهــا عنــد العــرب ،فكانــت الكلمــة مــرآة النفــس ،وخالقــة الصــورى المثلــى الجوانــي مــن اإلنســان .ومــن أجمــل اإليحــاءات وحركــة النفــس العربيــة وانفعاالتهــا أمــام للحقائــق الكامنــة فــي العالــم ّ اســتماعها لــكالم العــرب فــي محافلهــم قــول امــرئ القيــس حيــن نـُهـِـ ْ ـبت إبلــه فــي غــزوة: ٌ ْ حديث ما حديث الرواح ِل ولكن ود ْع عنك نهبا ً صي َح في جنباته تع��ط بــاالً لخســارة اإلبـ�ل ،ولك��ن م��ا أصع��ب حديثــ الرواح��ل حيــن يتحدث��ون عـ�ن عجزن��ا فـ�ي حمايــة يقوــل لصاحبـ�ه ال ِ
الحنين إلى الكلمة عمر شبلي
ــ 1ــ ً ً “فــي البــدء كانــت الكلمــة” ،ولــذا يحمــل الحنيــن إلــى الكلمــة حنينـا إبديـ ّـا إلــى أن نكــون ،والكينونــة هــي أعلــى مــا يتمنــاه المخلــوق ،وهكــذا كان الوجــود المســتمر فــي مــا بعــد المــوت هــو غائيــة كل مــا جــاءت بــه كل الديانــات إلنقــاذ اإلنســان مــن عدميتــه ،فلــو كنــا متيقنيــن مــن عدميتنــا لفقدنــا مبــرر اســتمرار كينونتنــا ،إذن البــد مــن وجــو ٍد آخــر ،بدايتــه ســرمدية الكلمــة بألوهيتهــا وإنســانيتها ،كونهــا أداة الفكــر والفعــل فــي آن .ومــن هنــا تتجلــى قدســية الكلمــة فــي جعــل الفعــل اســتمرارا ً لهــا .وألنهــا بدايــة كينونــة كل شــيء صــارت قداســتها منطوقــة تــوازي كينونتهــا فعـاً. ــ 2ــ انطالق ـا ً مــن قدســية الكلمــة صــارت اإلنســانَ نفســه ،فاحترمهــا صــا حــب الوجــود الفعلــي ،وأهانهــا صاحــب الوجــود الوهمي،وهكــذا تصبــح الكلمــة حيــن تخلــع ثــوب الفعــل عــورة ،ويصبــح صاحبهــا متهمـا ً بكشــف ســوءته أمــام النــاس ،ألنــه تحــول إلــى كائــن وهمــي ،وجــوده ليــس أكثــر مــن «صــورة اللحــم والــدم» ،وتحولــت الكلمــة عنــد الكائــن الوهمــي إلــى مائــدة بــا طعــام .وكثيــر مــن األســماء تمــر أمامنــا عاريــة ،وأصحابهــا جوعــى إلــى خبــز الحقيقــة ،ألن الكلمــة كانــت عـ ْـورة مكشــوفة وجائعــة إلــى فعــل يوازيهــا .وال بــد مــن التأكيــد علــى أن المبالغــة فــي الــكالم كالصمــت تمام ـاً ،وربمــا عــا الصمــت علــى جعج ـ ٍة ال تعطــي طحن ـاً ،وحيــن تصــاب الكلمــة بالــورم تكــون تمام ـا ً كاميــرا تصــور دخيلــة نفــس قائهــا ،وكمــا تخفــي دمويــة الطغــاة عبــر التاريــخ ضعفهــم ،فــإن مــا يحــدث لهــم وفيهــم يكشــف عوراتهــم ،ألنهــم يغلفــون الكلمــة بمــا يشــبه الفعــل عبــر دمويــة نظنهــا فعـاً ،ولكنهــا فــي حقيقتهــا نكــوص وارتــداد .وربمــا ســمت كلمــة إنســان أمــام المــوت ألن الكلمــة الملتزمــة بالفعــل كانــت ســمته ،وكانــت أســاس تكوينــه فلــم يســتطع المــوت أن يفصلــه عنهــا .وربمــا ـس أن قــوة تغادرنــي مــع خــروج الكلمــة الكاذبــة مــن فمــي .كنــت أنكشــف أمــام تجــارب قاســية كذبــتُ ،ولكننــي كنــت أحـ ُّ أمــام اآلخــر ألن للكلمــة عالقــة بتكويــن اإلنســان ،ألن الوجــه يتكلــم والدمعــة تتكلــم والكلمــة نفســها قــد تتكلــم كالمـا ً آخــر بزيـّـ�ه .ومــن الرائــع قــول الرســول العربــي فــي أميــة ف��ي اإلنس��ان الحقيقـ�ي .وافتعـ�ال الش��يء ال يس��ويه فع�لاً ،وإن تزيـّ�ىـ ِ ِّ بــن الصلــت ،فــي هــذا االتجــاه ،حيــث الكلمــة تتكلــم الحقيقــة ،وإن أعلنتهــا“ :إنــه رجـ ٌل آمــن لســانه ،وكفــر قلبهُ”.وبالمقابــل كان للكلمــة فعلهــا المؤثــر عمقــا ً بمــا يرفــع النفــس اإلنســانية علــى اعتبارهــا ثمــرة الفكــر والفعــل اإلنســاني منــذ كان
هكــذا كان العربــي فــي الجاهليــة واإلســام يعــرف اآلخــر مــن كالمــه ،وكأنــه كان يقــول لــه“ :تكل ـ ْم حتــى أراك” .وقــد ِب أهلـَــه” ،إن الرائــد الــذي يــدل القافلــة لخــص الرســول العربــي دعوتــه لقومــه بهــذه الكلمــة الصادقــة“ :إن الرائــد ال يَكـْـذ ُ علــى الطــرق الصحيحــة إلــى الواحــات يدلهــا علــى الحيــاة ،والــذي يكذبهــا يوردهــا مــوارد التهلكــة. وبــدأت الكلمــة تصبــح رخيصــة وغيــر ذات معنــى حيــن كبــرت الهــوة بينهــا وبيــن الفعــل ،لقــد كذبنــا فــي ديننــا وعقائدنــا عراهــا التاريــخ مــن شــدة التناقــض وحبنــا ،حتــى أن كل دهونــات ومكياجــات النفــاق لــم تســتطع أن تســتر ســوءاتنا التــي ّ بي��ن مــا نق��ول وم��ا نفع��ل ،وبدأن��ا نغتـ�ال اللغ��ة نفسـ�ها ونظهرهــا للعــام كذّابــة مثلنــا ،فــراح المغرضــون يبشــرون بمــوت اللغــة العربيــة ،دون أن يتحــروا الســبب ،ورحنــا نعيــب لغتنــا والعيــب فينــا .ومــن أمثلــة انتحــار اللغــة العربيــة علــى يــد أبنائهــا رحنــا نس ـ ِ ّمي الصلــح مــع العــدو الصهيونــي وتنازلنــا عــن معظــم فلســطين»:الحل العــادل والشــامل» ونس ـ ِ ّمي الهزيمــة النكــراء ســنة ألــف وتســع مئــة وســبع وستين»:نكســة» ،ونســمي مطالبتنــا بــاألرض ونحــن نتنــازل« :إزالــة آثــار الع��دوان» ،ونس�� ّمي التقلب�اـت السياس�يـة« :تدويـ�ر زوايــا» ،ونسمــي االستســام «الح��ل الســلمي» إل��ى ماــ ال نهايـ�ة .إننــا ق الكلمــة والفع��ل ولـ�و عل��ى حب��ل المش��نقة .إن أفعالنــا قصيرة بحاج��ة للع��ودة إل��ى تجرب�ةـ الكلمـ�ة الفعـ�ل ،إنن��ا بحاجـ�ة لتعانـُ�� ِ القامــة وأقوالنــا «تعانــق ال ُ ش ـ ُهبا» .لقــد كتــب كليــب وائــل وصيتــه ألخيــه «مهلهــل» علــى صخــرة ،وحبــره دمــه»:ال تصالــحْ » لــم يعــد أحــد مــن العالــم يحترمنــا ألننــا نحكــي يســارا ً ونمشــي يمينـاً ،وألننــا نغنــي فــي مهرجاناتنــا «بــاد العــرب ـرخ دولــة مــن دولــة .وتعلــو شــعاراتنا بمقــدار أوطانــي مــن الشــام لبغــدان» ،وعلــى أرض الواقــع كل يــوم نــزداد تفســخا ً ونفـ ّ م��ا تنخفـ�ض أعمالن��ا .أال يحــق لنــا بعــد هــذا كلــه أن نصــاب بــداء الحنيــن إلــى الكلمــة الكلمــة!!
إبلنــا .إن حديــث الرواحــل أشـ ُّد إيالمـا ً مــن فقــدان اإلبــل والشــاء والخيــل نفســها وهــي «حبــال الحيــاة وكيــد العــداة وم ْيـ ُ ط األذى” كمــا يقــول المتنبــي .إن اقتــران الصــدق بالرجولــة مســألة تدعــو إلــى التأمــل ،وبخاصــة حيــن نســمع إعالمنــا العرب��ي الي��وم ،وه�وـ يك��ذب أكث�رـ مم��ا يتنفـ�س قائل��وه .لقــد كان أبوســفيان مــن أش ـ ّد النــاس عــداوة للرســول ،وكان ال يــزال علــى ديــن الجاهليــة ،وربمــا ،وهــو فــي إســامه لــم يكــن متحمسـا ً كثيــرا ً للرســالة النبويــة ،ومــع ذلــك لنســتمع إلــى ش�هـادته بالنب�يـ محم��د ،وكان ال يـ�زال يؤمــن باللـات والعز ّ ــى .لقــد ســمع هرقــل أن نبيـا ً ظهــر فــي بــاد العــرب ،فطلــب مــن مرافقيــه جلــب إنســان قريــب مــن الرســول ليســتوضح ،وكان هرقــل يومهــا فــي بيــت المقــدس ،وكان أبــو ســفيان عائ��دا ً ف��ي تجارت�هـ م��ن الش��ام م��رورا ً ببيـ�ت المقــدس ،وجــيء بــه إلــى هرقــل ،وجعــل هرقــل أصحــاب أبــي ســفيان خلــف ـأر مــن بــدر .وابتــدأ المترجــم ينقــل لهرقــل ظهــره ليكذِّبــوه إذا فعــل ،وكا أبــو ســفيان يكــره الرســول كراهيــة جاهلي ـ ٍة وثـ ٍ كالم أبــي ســفيان ،ســأله هرقــل :كيــف نسـبُه فيكــم؟ فأجــاب أبــو ســفيان :هــو فينــا ذو نســب .قــال هرقــل :فهــل قــال هــذا ـوة .قــال هرقــل :هــل كان مــن آبائــه القــول منكــم أحــد قبلــه؟ أجــاب أبــو ســفيان :ال لــم يـدَّعِ أحـ ٌد فــي تاريــخ العــرب النبـ ّ مــن ملــك؟ فقــال أبــو ســفيان:ال .قــال هرقــل أفأشــراف النــاس اتبعــوه أم ضعفاؤهــم؟ قــال أبــو ســفيلن :بــل ضعفاؤهــم. ق�اـل هرق�لـ :أيزيدــون أم ينقص�وـن؟ قاــل أبوــ سفــيان :ب�لـ يزيدــون .قــال هرقــل :فهــل يرتــد أحــد منهــم ســخطة لدينــه بعــد أن يدخــل فيــه؟ قــال أبــو ســفيان :ال ،ال يرتــد منهــم أحــد .قــال هرقــل :فهــل كنتــم تتهمونــه بالكــذب قبــل أن يقــول مــا قــال؟ قــال أبــو ســفيان :ال .قــال هرقــل :فهــل يغــدر؟ قــال أبــو ســفيان :ال . وفيما بعد علق أبو سفيان :فوهللا ،لوال الحياء من صحبي أن يقولوا كذب لكذبته حين سألني عنه، ــ 5ــ لقــد كان للكلمــة عنــد العربــي تأثيــر قــوي علــى ســامعها ،وال يبعــد عــن ذهننــا قــول األخطــل التغلبــي« :والقــو ُل ينفـذُ مــا ـر» ،وكان األخطــل التغلبــي قــد هجــا األنصــار»األوس والخــزرج» هجــاء جارحـاً ،ومفضـاً عليهــم قريشـاً: تنفـذُ اإلبـ ُ النجار فدعوا المكار َم لست ُم من أهلها وخذوا مساحيَك ْم بني ِ قريش بالمكارم والعال واللؤم تحت عمائم األنصار ذهبت ٌ وحيــن ســمع األنصــار هــذا الهجــاء ذهــب وفــد منهــم إلــى دمشــق ،ووضعــوا عمائمهــم أمــام معاويــة بــن أبــي ســفيان، وقالــوا لــه :أنظــر هــل تــرى لؤمـا ً تحــت عمائمنــا؟ فأجــاب معاويــة :ال وهللا ،ال أرى إال الفضــل والكرامــة ،فقالــوا لــه مــا قــال األخطــل ،وكاد يقطــع لســان األخطــل لــوال بعــض التدخــات .وقــد ســجن عمــر بــن الخطــاب الشــاعر الحطيئــة ،ألن الحطيئــة هجــا الزبرقــان بــن بــدر زعيــم تميــم بقصيــدة يقــول فيهــا: دع المكار َم ال ترح ْل لبغيتها واقع ْد فإنك أنت الطاعم الكاسي ً ً وجــاء الزبرقــان يشــكو الحطيئــة إلــى عمــر ،ولمــا كانــت الكلمــات تثيــر فتنـا وحروبـا فلــم يكــن أمــام عمــر إال أن يســجن الحطيئــة ،وكان الحطيئــة ذا عيــال وأطفــال وكان مولعـا ً بهــم ،فأرســل لعمــر شــعرا ً شــجيا ً مؤثــراً ،يقــول فيــه: شجر ب الحواصل ال ماءق وال ماذا تقول ألفـراخٍ بذي َ مرخٍ زغ ِ ُ عمــــر فاغفر عليك سال ُم هللا يا ألقيتَ كاسبه ْم في قعر مظلم ٍة ْ ُ لقــد بكــى عمــر حيــن ســمع هــذا الشــعر المؤثــر ،وأخــرج الحطيئــة مــن الســجن واشــترى منــه أعــراض المســلمين بأربعيــن ألــف درهــم. ً ً ـرهم شــاعرهم باســتبدال دم قتالهــم بديــات مــن خصومهــم ،فقــال قولـة ذهبــت ذمـا لهــم وقــد ثــارت ثائــرة قبيلــة عندمــا عيـّـ َ بيــن العــرب: غير أن اللون ليس بأحمرا أال إن ما أصبحت ُم تشربونه د ٌم َ ــ 6ــ وإذا كانــت الكلمــة تثيــر حرب ـا ً عنــد العــرب فقــد كانــت مدفــأة لهــم يتدفــأون بقــوة تأثيرهــا الروحــي فــي الليالــي الشــديدة البــرد ،وكانــت بالغــة الكلمــة آســرو عنــد العربــي ،بــل كانــت تعيــد صنــع اإلنســان صنــاة أوعــى وأنقــى ،فقــد أســلم عمــر بــن الخطــاب حيــن ســمع ســورة «طــه» «طــه .مــا أنزلنــا عليــك القــرآن لتشــقى» ،لقــد كان عمــر بطاشـا ً فــي الجاهليــة، وحيــن غيـّــره اإلســام أصبــح إنســانا ً آخــر ،لقــد بكــى لشــعر الحطيئــة الــذي شـبّه أبنــاءه بـــ «زغــب الحواصــل ال مــاء وال ش��جر» ،ونق��رأ ف��ي خطب��ة أب��ي حم��زة الخارج��ي وه��و يص��ف تأثي��ر اآلي��ات ف��ي «ال ُ ـر أحدهــم بآيــة فيهــا ٌ ش��راة»“ :إذا مـ َّ ً ـر بآيــة فيهــا ذكــر النــار شــهق شــهقة كأن زفيــر جهنــم فــي أذنيــه» إن الكلمــة التــي ذكــر الجنــة بكــى شــوقا ً إليهــا ،وإذا مـ ّ تجلبــك للحــال هــي بــا شــك ســاح أتقنــت النفســية العربيــة اســتخدامه لإلثــارة ببعديْهــا الســلبي واإليجابــي ،واعتبــر العــرب أن كمــال النفــس البشــرية عندهــم مقتــرن باألصغر ْيــن ،يقــول زهيــر بــن أبــي ســلمى فــي معلقتــه: ْ ب زيادته أو نقصه في التكلم وكائن ترى من صام ٍ معج ٍ ت لك ِ والدم فلم يبقَ إال صورةُ اللحم نصف ونصف لسانه لسان الفتى ٌ ِ فاإلنســان العربــي فــي نظــر اآلخريــن بأصغر ْيــه ،قل ِبـ ِه ولســان ِه .وكانــت الكلمــة عنــد العربــي تمرضــه أو تشــفيه لكثافتهــا ـدم» حضورهــا فــي داخلــه ،لقــد كان عنتــرة بــن شــداد يــزداد قــوة ً كلمــا قــال لــه الفــوارس «أقـ ِ أقدم ويك ولقد شفى نفسي وأبرأ سق َمها قي ُل الفوارسَ : عنتر ِ َ
أي “العلــم الــذي يــدرس عالقــة الكائنــات الحيــة بالوســط الــذي تعيــش فيــه”(.)2 إالّ أن كلمــة “اإليكولوجيــا” تشــرك مــع السياســة ،بأنّهــا يتّصفــان بالعلميــة ،فــإذا كانــت السياســة هــي علــم أو فــ ّن إدارة وتنظيــم املجتمــع ،أي تنظيــم عالقــة اإلنســان باإلنســان ،وعالقــة اإلنســان بالطبيعــة ،فــإن “اإليكولوجيــا” تعنــي “علــم إدارة شــؤون البيئــة” ،أي العلــم الــذي يــدرس القوانــن الطبيعيــة التــي تنظــم الوجــود ،والتــي تحــ ِّدد العالقــات بــن الكائنــات الحيــة واملحيــط الطبيعــي املناســب لعيشــها بأفضــل الــروط”(.)3 لقــد أطلــق العلــاء العديــد مــن التعريفــات لعلــم البيئــة ،وأجمعــت هــذه التعريفــات أ ّن “علــم البيئــة يعتــر مــن أحــدث العلــوم التــي تتنــاول العالقــة بــن اإلنســان ومحيطــه الطبيعــي” .ومــن خــال هــذا العلــم الحديــث ت ـ َّم دراســة التــوازن بــن األنــواع الحيــة يف الطبيعــة، التوصــل إىل توافقــات وتلــك النباتيــة وأحيانًــا املعدنيــة ،والتع ّمــق يف التناقضــات التــي شــهدها هــذا العلــم عــى مــ ّر الزمــن ،وإمكانيــات ّ عــر اســتمرارية علــم البيئــة وتطويــره عــى الــدوام ،والرتكيــز عــى أهميتــه يو ًمــا بعــد آخــر ،ليشــكّل الجــذر العلمــي الــذي مــن خاللــه نضــع السياســات البيئيــة ،وتتمكــن الجهــات الرســميّة وغــر الرســميّة مــن وضــع تصــورات وتقديــم اقرتاحــات عمليــة للتصــدي لحــاالت التل ـ ّوث التــي تتعــرض لهــا البيئــة ،وإيجــاد حلــول ملعالجــة التلــوث ومكافحــة كل أشــكال النفايــات املســببة لــه. وإذا كان علــم البيئــة “قــد اهتــم بدراســة الكائنــات الحيــة وطــرق تغذيتهــا ومعيشــتها ،وبالتــايل تنميتهــا ،وتحديــد أماكــن تواجدهــا يف مجتمعــات أو تجمعــات ســكنية ،فــإن هــذا العلــم يضمــن أيضً ــا دراســة العوامــل غــر الحيــة مثــل :املنــاخ بــكل خصائصــه (الح ـرارة -الرطوبــة – الضــوء – اإلشــعاعات املختلفــة – غــازات امليــاه والهــواء) .وكذلــك الخصائــص الفيزيائيــة والكيميائيــة لــأرض واملــاء (مســألة الحموضــة – املقاومــة النوعيــة – نســبة األيونــات – املــواد الصمغيــة – الرتكيــب الفيزيــايئ للرتبــة والرتســبات) ،باإلضافــة إىل مجموعــة عوامــل فيزيائيــة وميكانيكيــة مرتبطــة بوضعيــة كوكــب األرض ،وخاصــة الجاذبيــة)(.)4 أمــا العوامــل الحيات ّيــة ،فتتألّــف مــن مجموعــة مــن الكائنــات الحيــة املوجــودة يف الوســط ،إذ لــكل فــرد عالقــة مــا بأف ـراد نوعــه الذيــن يعيــش معهــم ويختلــط بهــم ويتأثــر بــكل مــا يتعرضــون لــه مــن ســلبيات وإيجابيــات الطبيعــة ،كــا يتواصــل مــع أنــواع مختلفــة مــن الكائنــات قســا منهــا أثنــاء بحثــه عــن الحيــة التــي تعيــش يف محيطــه الجغــرايف ،قــد يألــف البعــض وقــد يفــرس البعــض اآلخــر ،ويزاحــم ويصــارع ً الطعــام والــراب والســكن. مــن خــال ذلــك ،يتّضــح لنــا أ ّن علــم البيئــة يتّســع ويتشــ ّعب باســتعامل التقنيــات الحديثــة ،وتع ّمقــت الدراســات لتطويــر تلــك التقنيــات والتغلّــب عــى العوائــق املختلفــة أمامهــا ،مــا جعــل علــم البيئــة متج ـ ّذ ًرا يف علــم العــادات والفيزيولوجيــا وعلــم التغ ـرات والظواهــر الجويــة ،وعلــم املنــاخ ،واملحيطــات والبحــار ،وعلــم الحيــاة والدميغرافيــا ،وعلــوم الكيميــاء الحياتيــة والكيميــاء العضويــة ،والعلــوم كافــة التــي تالمــس الطبيعــة والحيــاة بشــكل عــام(.)5 ومــن خــال هــذا التشــابك بــن علــم البيئــة ومختلــف العلــوم األخــرى ،ولكــون الطبيعــةـ ،وثرواتهــا الهائلــة ،ليســت مل ـكًا لفئــة مح ـ َّددة مــن الكائنــات الحيــة ،وأنهــا تُــورث مــن جيــل إىل آخــر ،فــإن املطلــوب املحافظــة عليهــا وجعلهــا نظيفــة خاليــة مــن كل تلــوث ،ومــن الــرورة التصــ ّدي لــأرضار التــي تســبب هالكهــا ،واســتنفادها ،مــا يســاهم بالتــايل يف هــاك الكائنــات الحيــة ،ويتطلّــب عــدم اإلرساف يف اســتخدام مواردهــا األوليــة ،أو هــدم تلــك املــوارد ،والحفــاظ عــى اســتمراريتها وتنميتهــا عــى الــدوام. ـكل جوانبهــا ،مــا يســاهم يف تنظيــم عالقــة مــن هنــا ،فــإن أي سياســة بيئيــة ،يجــب أن تأخــذ بعــن االعتبــار قضايــا وشــؤون البيئــة بـ ّ اإلنســان بالطبيعــة ،وأن تتشــ ّدد تلــك السياســات يف عمليــات املراقبــة واملتابعــة لحركــة اإلنســان اليوميــة وكيفيــة تعاطيــه مــع الطبيعــة ،وقــد وضعــت القوانــن واآلليــات لتنظيــم هــذه األمــور يف مختلــف دول العــامل ،كــا أعــدت البحــوث وال ّدراســات لتصحيــح السياســات التــي أخفقــت يف تنظيــم العالقــة بــن اإلنســان والطبيعــة ،وإدارة هــذه العالقــة مبــا يحقّــق الهدفــن :الحفــاظ عــى الطبيعــة وعــدم تلوثهــا أو العبــث كل وســائل الراحــة والنمــو لــه. مبواردهــا ،وخدمــة اإلنســان وتوفــر ّ “السياســة البيئيــة إذًا ،هــي يشء جديــد ،مختلــف عــن السياســات التقليديــة كافــة التــي أ ّدت إىل اختــاالت خطــرة يف التــوازن الطبيعــي، وأصبحــت تهــدد نوعيــة الحيــاة ودميومتهــا”( .)6وكل ذلــك جــاء نتيجــة تدخــل اإلنســان بالطبيعــة ،مــن خــال نشــاطه وعلمــه ونظامــه الســيايس واالقتصــادي واإلنتاجــي واالســتهاليك واالجتامعــي والثقــايف .وعــى هــذا األســاس ،فــإن “السياســات البيئيــة” تُدخــل علــم البيئــة بالسياســة، وتتدخــل يف االقتصــاد والترشيــع والرتبيــة والثقافــة ،ويف كل األمنــاط الحضاريــة التــي نعيشــها. التخلّف والتنمية وعلم البيئة: يشــكل التخلّــف أكــر وأوســع عائــق أمــام التقــدم والتّنميــة والتطــور ومعالجــة األزمــات والكــوارث وكل مــا يهــ ِّدد حيــاة اإلنســان يف رصاعاتــه الدامئــة. 2 3 4 5 6
() أسد غندور ،البيئة واملجتمع ،ص .91 () حبيب معلوف – مجلة منرب البيئة ،عدد ،12كانون األول .1998 () دائرة املعارف – يونيفرسال. () د.أحمد رشيد ،كتاب علم البيئة – الصادر عن معهد اإلمناء العريب. () حبيب معلوف – مصدر سابق.
التلوث والبيئة – مقاربات فاطمة سوبرة
رئيســا مــن أبعــاد تع ـ ّد قضيــة حاميــة البيئــة واملحافظــة عليهــا مــن مختلــف أنــواع التلــوث واحــدة مــن أهــم قضايــا العــر ،وبع ـ ًدا ً التح ّديــات التــي تواجههــا الــدول الناميــة ،خاصــة يف مجــاالت التخطيــط للتنميــة الشــاملة املســتدامة ،ووفقًــا للتجــارب التــي خاضتهــا الــدول املتقدمــة ،واإلنجــازات التــي حقّقتهــا ،وال تــزال ،قبــل أن تقــي تراكــات التلــوث ،مبختلــف أنواعــه وأشــكاله ،الناتجــة عــن املشــكالت البيئيــة املعقــ َّدة ،عــى إمكانيــة العــاج الناجــح. مــن املتعــارف عليــه علم ًّيــا ،أن األرض ومــن عليهــا ،ومــا يف باطنهــا ،والســاء التــي تغطّيهــا ،تك ّونــت يف تــوازن دقيــق وكامــل ،تحكمــه نظــم بيئيــة ،طبيع ّيــة مــن جهــة ،وإراديّــة مــن جهــة أخــرى ،ت ُســر الحيــاة يف هــذا الكوكــب .إالّ أن اإلنســان ،بطبيعــة تكوينــه ،وحاجاتــه املتج ـ ّددة، وتراكــم مشــاكله وتطلّعاتــه وميولــه ،ويف بحثــه الدائــم عــن وســائل آليــات تســاعده عــى الحيــاة ،أســاء ،بوعــي ودون وعــي ،لهــذه املنظومــة، باســتخدامه الجائــر للمــوارد املتاحــة ،مــن دون النظــر إىل الحــدود املتوفــرة لهــذه املــوارد وكيفيــة تطويــر اســتخدامها ،وال لآلثــار الســلبيّة التــي ســوف ترتت ّــب عــن تراكــم مخلّفــات اســتخدامه لتلــك املــوارد وتأثريهــا يف هــذا االتــزان البيئــي ،وقــد أشــار القــرآن الكريــم إىل مشــكلة التلــوث ــض ٱل ِ ْــر َوٱلْ َب ْحــ ِر بِ َــا ك ََســ َب ْت أَيْ ِ ــدي ٱل َّن ِ َّــذي َع ِملُــوا ــاس لِ ُي ِذي َق ُهــم بَ ْع َ بأنهـ�ا نتيجـ�ة ملـ�ا تصنعـ�ه يـ�د اإلنسـ�ان ،فقـ�ال تعـ�اىل﴿ :ظ َهــ َر ٱلْف ََســا ُد ِف ٱل َ ِّ لَ َعلَّ ُهــ ْم يَ ْر ِج ُعــونَ﴾(.)1 وإذا كانــت البلــدان املتق ّدمــة ،يف معظــم أنحــاء املعمــورة ،اســتطاعت ،بنســب متفاوتــة ،مواجهــة بعــض آثــار التلــوث البيئــي، ووضعــت الحلــول املناســبة لهــا ،إالّ أنّهــا يف العديــد مــن املياديــن ،ال ت ـزال عاجــزة عــن إيجــاد الحلــول العلميّــة ملكافحــة بعــض أنــواع التلــوث. أمــا البلــدان الناميــة ،املتخلّفــة ،فــا ت ـزال تعــاين الكثــر مــن ويــات التلــوث وآثــاره الســلبية ،وعاجــزة ،حتــى اليــوم ،عــن التعاطــي بشــكل إيجــايب مــع هــذه املعضلــة الكارثيــة. السياسة البيئية: قبــل التطــ ّرق إىل موضــوع السياســات البيئيــة ،يف شــؤونها وشــجونها ،يف وجودهــا وعــدم وجودهــا ،ال بــد مــن البحــث يف معنــى «السياســة البيئيــة» ،أي البحــث يف تحديــد املفاهيــم ومتييزهــا. خالفًــا لالعتقــاد الســائد الــذي يفهــم «السياســة البيئيــة» باعتبارهــا مجــرد «إدارة الشــؤون البيئيــة» ،أو مجــرد تدخــل السياســة يف شــؤون البيئــة ،فــإن «السياســة البيئيــة» هــي يف تدخــل البيئــة (بقضاياهــا ومعطياتهــا العلميــة) بشــؤون السياســة. عــامل الحيــاة األملــاين ،آرنســت هيــكل ،الــذي يعتــر أحــد أكــر املدافعــن عــن مذهــب التحــ َّول ،ويعتــر األنــواع الحيــة غــر ثابتــة وهــي يف حالــة تطــور مســتمر ،ح ـ َّدد أن كلمــة ” “Ecologieمشــتقة مــن كلمتــن يونانيتــن “Oikos” :وتعنــي الســكان ،و” “Logosوتعنــي العلــم، 1
() الروم41 :
وبــكل أشــكال التضامــن الرخــوة ،واالنطــاق إىل ّ القــرارات واملواقــف الجريئــة التــي تشــكّك بالســلوكيات القدميــة والســلبيّة والجمــود القديــم ()8 رســم سياســات تحديثيــة ،واعيــة ،متّزنــة ،متقدمــة ،واندمــاج مجتمعــي متــن ،وبالتــايل تالحــم وطنــي وقومــي . وال ميكن تصور إحداث تنمية حقيقية إالّ يف إطار تجمعات برشية كبرية ،متعلّمة ،راقية ،ترفعت عن ذاتياتها ،عقالنية وعرصيّة. هــذا مــا أدركتــه شــعوب البلــدان املتق ّدمــة ،منــذ عــر التنويــر يف أواخــر القــرن الثامــن عــر وبدايــة القــرن التاســع عــر ،وانطــاق كل التصنيــع ،وإيجــاد حلــول لــكل املشــكالت والباليــا التــي كانــت تتخبــط بهــا ،وعــى رأســها كيفيــة التامهــي مــع الطبيعــة ومواردهــا ،وتجــاوز ّ وســائل هــدر املــوارد الطبيعيّــة والعبثيــة يف أســاليب اســتخدامها ،وتخريبهــا ،وكل مــا يســاهم بتلــوث الطبيعــة ويعمــل عــى إفنــاء مــا تختزنــه مــن ثــروات عظيمــة ورضوريــة ،وهــذا مــا يجــب أن تدركــه شــعوب وبلــدان العــامل الثالــث. قليــا ،مل يكــن اســتعامل األنهــار لترصيــف الفضــات ذات أهميــة وعــى ســبيل املثــال ،ميكننــا القــول إنــه عندمــا كان عــدد الســكان ً كبــرة ،ومــع الزمــن ،ومــن خــال حلــول الصناعــة ،راح اإلنســان يســتخدم بالصناعــة القــوة الجاذبيــة واالنحــدار الطبيعــي لترصيــف الفضــات الصناعيــة يف مجــاري األنهــار ،وكانــت نتيجــة ذلــك ســيئة ج ـ ًّدا ،وألحقــت الــرر باألنهــار وبالبيئــة ،وباملــوارد الطبيعيــة عــى حــد ســواء .كــا أن تخريــب األرايض عــر الجــرف املتزايــد للرتبــة بهــدف تحويــل الصخــور املكتنــزة يف الجبــال إىل حــى ومــواد بنــاء وغــر ذلــك ،وتحويــل الجبــال إىل أوديــة ســحيقة ،شــكل كارثــة بالنســبة للنظــم البيئيــة وللمــوارد الطبيعيــة. مــن هنــا ميكننــا القــول ،إ ّن اإلنســان غــر املمنهــج ،الــذي افتقــد الكثــر مــن العالقــات العقالن ّيــة بتعاطيــه مــع املــوارد الطبيعيــة، الســلبي مــع البيئــة وزيــادة مكونــات التلــوث يتوصــل إىل امتــاك وســائل حديثــة وعلم ّيــة تحــول دون نــدرة املــوارد الطبيعيــة ،وبتعاطيــه ومل ّ ّ بشــتى أوجههــا ،هــذا اإلنســان هــو املســؤول بالدرجــة األوىل عــن التلــوث والعمــل عــى الحــد مــن آثــاره الســلبيّة عــر سياســات بيئيــة متناميــة ومتطــورة. مصادر التلوث ،اقرتاح حلول: لســنا مبعــرض إج ـراء دراســة تاريخ ّيــة تلقــي الضــوء عــى كيفيــة تخريــب الطبيعــة بفعــل “الحضــارات املزيفــة” ،إالّ أننــا ميكننــا القــول إن قضيــة حاميــة البيئــة واملحافظــة عــى مواردهــا ،ومواجهــة التلــوث مبختلــف أنواعــه هــي مــن أهــم القضايــا التــي تواجــه العــر .وميكننــا أن نح ـ ِّدد أهــم أنــواع ومصــادر التلــوث التــي يفــرض العمــل إليجــاد حلــول لهــا والتخلــص مــن آفاتهــا ،هــي عــى ســبيل املثــال وليــس الحــر: -تلوث الهواء. -تلوث املياه. -التلوث باملخلفات الصلبة. -التلوث باملعادن الثقيلة. -التلوث اإلشعاعي. -التلوث الحراري. -التلوث الكيميايئ. -التلوث الضوضايئ. -األمطار الحمضية والضباب الحميض. ولــكل نــوع مــن هــذه األنــواع أســبابه ومصــادره ،وقــد متكنــت العديــد مــن الــدول الحــد مــن آثارهــا الســلبية ،وغرقــت دول أخــرى يف كوارثهــا، وعجــزت حتــى اآلن عــن التوصــل إىل حلــول علميــة للحــد مــن آثارهــا .وأكــر الــدول معانــاة مــن التلــوث وآثــاره الســلبية هــي دول العــامل الثالــث أو مــا يطلــق عليهــا “الــدول املتخلّفــة”. ويف لبنــان ،تــزداد مــن يــوم إىل آخــر مشــاكل التلــوث ،بعوامــل ذاتيــة إراديــة وغــر إراديــة ،ونتيجــة عوامــل خارجيــة جــراء الحــروب والتقنيــات اإلشــعاع ّية التــي اســتخدمت يف هــذه الحــروب .إالّ أ ّن أه ـ ّم مصــادر التل ـ ّوث ،والتــي تظهــر للعيــان وعــى شــكل مكشــوف هــو النفايــات ومخلّفــات املــواد الصلبــة ،مــا لــ ّوث الهــواء وامليــاه والطبيعــة والشــوارع والرتبــة ،والحدائــق والغابــات وكل جميــل يف الطبيعــة. إ ّن معالجــة التلــ ّوث يتطلّــب العديــد مــن الدراســات والخطــط والربامــج والسياســات البيئيــة والقوانــن الالزمــة لحاميــة الطبيعــة ومحاســبة املســؤول عــن هــذا التل ـ ّوث .وعــى الرغــم مــن الجهــود التــي بذلــت وال ت ـزال ،عــى املســتويني الرســمي واألهــي ،إالّ أن مشــكلة التلــوث وتراكــم النفايــات يو ًمــا بعــد آخــر ،يزيــد مــن صعوبــة إيجــاد حلــول علم ّيــة لهــا ،ويتطلّــب أحيانًــا قــرارات حاســمة وجريئــة وقاســية ،وثقافــة وصــول إىل اإلدارات واملؤسســات واملصانــع واملحــات التجاريّــة واملستشــفيات والدوائــر ً بيئ ّيــة واعيــة تبــدأ مــن البيــت واملدرســة واملجتمــع الصحيّــة وكل مــا ميــت بصلــة إىل حيــاة اإلنســان. وقــد عقــدت عــرات اللقــاءات والنــدوات وألقيــت مئــات املحــارضات حــول هــذه اإلشــكاليّة املتفاقمــة ،كــا نظ ّمــت املؤمتــرات عــى مــدى أيــام لعــرض املشــاكل البيئيــة ومصادرهــا وكيفيــة معالجتهــا ،وكان مؤمتــر “البيئــة واملجتمــع” الــذي عقدتــه “هيئــة تكريــم العطــاء املميــز” يف محافظــة النبطيــة يف كانــون الثــاين مــن العــام الفائــت ،عــى مــدى يومــن ،وشــارك فيــه نخبــة مــن الباحثــن والعلــاء واألســاتذة ،مــن أهــم املؤمتــرات وأحدثهــا ،ونــرت الدراســات يف كتــاب ضخــم ،ميكــن اعتبــاره مــن أهــم املصــادر التــي ميكــن االســتعانة بهــا للوقــوف عــى حالــة التلــوث ومصادرهــا وطــرق وأســاليب الحــد منهــا“ .كتــاب البيئــة واملجتمــع” – مقاربــات علميــة. 8
() الالعقالنية يف السياسة ،من كتابات الراحل ياسني الحافظ ،كاتب ومفكر سوري.
إن التخلّــف مشــكلة سياســية وثقافيــة باألســاس ،وال ميكــن مواجهتهــا والتغلّــب عليهــا إالّ عــر متغــرات عميقــة وجذريّــة يف البنــى االجتامعيــة والعقليــة واالقتصاديــة ،واألطــر الفكريــة والثقافيــة املتعــددة الجوانــب .إنّــه مــن أكــر مشــاكل العــر أهميــة وخطــورة يف آن واحــد. والتوصــل إىل سياســات ولــي تتم ّكــن الشــعوب مــن مواجهــة حالــة التخلّــف والتغلّــب عليهــا ،يتطلّــب املزيــد مــن الوعــي والتامســك والوحــدة، ّ حديثــة وعلميــة عــى الصعــد املجتمع ّيــة واالقتصاديّــة والثقاف ّيــة والصح ّيــة والعمران ّيــة والبيئ ّيــة .فإمــا أن تتمكــن الشــعوب “املتأخــرة” قهــر حالــة البــؤس التــي تــرزخ تحــت وطأتهــا ،وإمــا أن تغــرق أكــر فأكــر يف الفــوىض والتخبــط والتســيب والضيــاع واالنهــزام أمــام قــوى جبابــرة اســتطاعت ،بقدراتهــا وسياســاتها العدوانيّــة ،أن تفــرض ســيطرتها عــى الــدول املتخلّفــة والتحكّــم بهــا ،وأن تنهــب ثرواتهــا وخرياتهــا ،وتعطــل أو تقــي عــى مبدعيهــا ،وتغ ّيــب دورهــم يف عمليــة التنميــة والتقــ ّدم ،واإلرصار عــى إغــراق الشــعوب الضعيفــة املقهــورة يف حالــة مــن التخلّــف والتأ ّخــر والتناحــر ،وإبقاءهــا رهينــة لهــم إىل أطــول مــدة زمنيــة. إن التنميــة ،مبفهومهــا الواســع والشــامل ،تتطلّــب مبــادرات خالّقــة مــن قبــل املفكريــن املتنوريــن وقــوى ورجــاالت الحكــم املتعاقبــة، والتوصــل إىل صياغــة مرشوعــات علميــة وجذريّــة ،مرتكــزة عــى وحــدة املجتمــع والدولــة ،ومتاســك ووعــي وثقــة بالنفــس وامتــاك القــوة ،مــا أول ،وبالتــايل االنطــاق لتوجهــات ومامرســات وبرامــج تحــد مــن آثــاره التدمرييــة ،وتتيــح إنشــاء يســاهم يف كــر إطــارات التخلــف ،وتجميــده ً ()7 شــبكات تنمويــة حديثــة متجــددة ومتطــورة عــى الــدوام . ونحــن يف عاملنــا العــريب ،ويف نضالنــا ضــد التأخــر والتخلّــف والســعي نحــو التنميــة ومواكبــة العــر ،نواجــه عــدة عقبــات ،يقــع يف أولويتهــا :التجزئــة واالنقســامات العاموديــة ،والتقوقــع يف بنــى اجتامعيــة ضيقــة األفــق ،متصارعــة عــى الــدوام ،وغيــاب االنتــاء الوطنــي وكســب صفــة املواطنيــة.
فلــي تكــون هنــاك تنميــة ،ال بــد مــن شــعب .ولــي يكــون هــذا الشــعب فاعـ ًـا ،ينبغــي أن يتوفــر لــه اندمــاج قومــي ،وتالحــم قومــي، ال أن يغــرق يف قوقعــات محصــورة مخصيــة ،ضعيفــة القــدرات ،متناحــرة فيــا بينهــا ،ثــم يدافــع عنهــا .فــا تنميــة حقيقيــة بــدون تالحــم قومــي ،والتالحــم القومــي يتطلّــب قيــادات مرتبطــة بشــعوبها ،متتلــك فكــ ًرا عقالن ًيــا متنــو ًرا ومتجــاوزة كل األطــر التقليديــة الرثــة ،قيــادات سياس ـيّة وفكريّــة وعلميّــة قــادرة عــى كســب ثقــة شــعوبها بهــا ،ودفــع هــذه الشــعوب إىل االرتقــاء ،باســم املصلحــة القوميّــة العليــا ،إىل ات ّخــاذ 7
() ج.م .الربيت ،كتاب التخلف والتنمية يف العامل الثالث ،دار الحقيقة للطباعة والنرش ،بريوت.1969 ،
ومن خالل الدراسات واألبحاث ،أمكننا التوصل إىل الجدول التايل: نسبتها العامة 42% 27% 9% 5% 2% 3% 2% 10%
مصادرها
123456-
أنواع املخلفات الصلبة
1مخلفات املنازل. 2مخلفات تجارية وشوارع. 3مخلفات املباين. 4مخلفات صناعية. 5مخلفات مستشفيات ومؤسسات صحية 6مخلفات زراعية.
القاممة املنزلية. األسواق والعمليات التجارية املختلفة. أعامل اإلنشاء والتعمري. األعامل واألنشطة الصناعية والورش. مجال الخدمات الطبية. األعامل الزراعية وطرق الري وجمع اإلنتاج. مواد متبقية يف محطات الرصف الصحي. ســيارات خــردة – حيوانــات تالفــة – مخلفــات مجــازر 7 7مخلفات الرصف الصحي.وخالفــه. 8 8-مختلف.
ومــن خــال هــذا الجــدول التقريبــي ،ميكــن اإلشــارة إىل أن املخلفــات املنزليــة هــي مــن أضخــم املخلفــات ،ومبــا أن مصادرهــا املنــازل ،فــإن كل مــن األرسة ،واملدرســة ،واإلدارات املحل ّيــة معالجتهــا تبــدأ مــن املنــازل ،أي مــن املصــدر نفســه ،وهــذا العمــل يتطلــب جهــد وتضافــر ّ الرســمية أي البلديــات ،والجمعيــات واألنديــة بشــتى تالوينهــا وأنواعهــا ،وزارة البيئــة ووزارة الداخليــة والبلديــات ووزارة الزراعــة ،والقوانــن البيئيــة وكيفيــة تطبيقهــا بشــكل موضوعــي بعي ـ ًدا عــن التدخــات مــن هنــا وهنــاك. املراجع القرآن الكريم1- . الربيت ،ج.م ،.التخلف والتنمية يف العامل الثالث ،دار الحقيقة للطباعة والنرش ،بريوت2- .9691 ، الحافظ ،ياسني ،الالعقالنية يف السياسة ،دمشق ،دار الحصاد3- . رشيد ،أحمد ،علم البيئة ،معهد اإلمناء العريب4- . دائرة املعارف – يونيفرسال5- . غندور ،أسد ،البيئة واملجتمع «مقاربات بيئيّة وعلميّة» ،بريوت ،منشورات رشاد برس ،الطبعة األوىل6- .7102 ، معلوف ،حبيب ،مجلة منرب البيئة ،عدد ،21كانون األول 7- .8991
حوار مع سليمة مليزي
سألتها :خالدة بورجي
“ +وقت الجزائر” :مبادرة جميلة قمت بها ،كأديبة ،بزيارة األطفال المرضى بمستشفى بني مسوس ..حدثينا عن ذلك.. + +سليمة مليزي :هذه المبادرة الجميلة دعتني إليها صفية زمام ،رئيسة المنظمة الجزائرية لرعاية الطفل واألسرة ،التي أحييها لجهودها في زرع البسمة على شفاه هؤالء األطفال ،المحتاجين ألينا ..لقد ذهبت لزيارة األطفال المرضى ،وشعرت باألسف على حال مستشفى جامعي كمستشفى بني مسوس ..حال يرثى لها على الرغم من رعاية الطاقم الطبي وسهره عليهم ..كأنه مشفى من العهد االستعماري ،من حيث نقص اإلمكانات ..ال يمكن تصور فرح األطفال بتلك الهدايا التي قدمناها لهم. +وزعت قصصا وكتبا على هؤالء األطفال ،كيف كانت ردة فعلهم؟ + +اتصلت بي رئيسة الجمعية يوما واحدا قبل المبادرة ،وقالت انه يسعدها ان تضم إلى مرافقيها كاتبة وصحفية ،وأديبة تكتب كثيرا عن األسرة والطفل ..كنت اشعر بالخجل ألنه لم يكن لدي ما أقدمه لهم غير قصصي التي ألفتها ،وقصصا من دار «القرن الواحد والعشرين» ،قلت لمرافقتي إنه من األفضل لو أخبرتني قبال بمدة كافية كي احضر لهم هدايا ..ولكم أن تتصوروا ان غبطة هؤالء األطفال بالكتاب فاقت فرحتهم بباقي الهدايا األخرى ،لقد تلقفوها بلهف ،ورأيت في عيونهم شغفا بالقراءة وتوقا إلى المدرسة والتعلم ..الطفل المريض ليس محتاجا إلى الغذاء والرعاية فحسب ،انه متلهف أيضا إلى الغذاء الفكري ،ينسى خاللها آالمه وقدره الصعب ..تلقفوا الكتب وتصفحوها بلهفة وراحوا يقرأونها ،حتى ان احد األطفال تبعني ي هذا الموقف.. إلى موقف السيارات كي يحصل على قصة هو اآلخر ..لكم أثر ف ّ +هل هي زيارتك األولى؟ وهل ستعملين على تحقيق المزيد منها مستقبال؟ + +ليست المبادرة األولى ..سبق لي ان وجهت لي نبيلة بوعشة من جمعية رعاية الطفولة والشباب بالتعاون مع الوكالة الوطنية للنشر واإلشهار «آناب» ،دعوة مماثلة ..حيث تم تنظيم زيارة إلى األطفال مرضى السرطان ،خالل الشهور الماضية ،في مشفى مصطفى باشا الجامعي ،كانت معنا سيدة تقرأ القصص التراثية {،طاطا حنيفة } قدمنا لهم مخزوننا الحكائي ،وكانت فرحتهم ال توصف بتلك القصص والكتب ..انه تصرف بسيط لكنه ذو اثر كبير في أنفسهم ،على األقل يشعرون ان هناك من يفكر في أمرهم ويهتم بشعورهم ويمنحهم األمل في الحياة ،وبدورنا نكتشف ان همومنا ال تساوي شيئا أمام معاناة هؤالء األطفال مع مرض خطير كالسرطان ..لقد سعدت جدا بمثل هذه المبادرات ،حققت من خاللها حبي لالطفال. +كنت من بين الرعيل األول الذي كتب للطفل في الثمانينيات ،التي شهدت وفرة قصصية كبيرة موجهة للطفل رغم قلة الكتاب ..فيما تتصف العشرية الحالية بوفرة في عدد األدباء وشح قصصي كبير في حق الطفل ..في رأيك لماذا؟ + +لدينا كتاب جيدون ،مثل عائشة بنور ،وزوجها رابح خدوسي ،وجميلة زنير وغيرهم ،لكن التشجيع غائب ..ليس هناك هيأة حكومية تشجع أدب الطفل في الجزائر ،االهتمام األكبر موجه للرواية ..في باقي الدول هناك هيآت حكومية تشجع أدب الطفل وتجمع األدباء وتكرمهم وتعنى بإنتاجهم ،وتبحث في كيفية تطويره ،ألن بناء الطفل يعني بناء رجل المستقبل، كما ان التراث الجزائري غني جدا بالحكايات واألساطير ،لماذا ال يتجسد في رسوم متحركة مثال؟ هناك قنوات فضائية كثيرة ،تهتم بكل شيء سوى الجانب التربوي للطفل .لماذا ال يوجد لدينا قناة خاصة بالطفل؟ +كنت من مؤسسي «الرياض» ..تلك المجلة التي صنعت جيال بأكمله ..كيف كانت قصتك معها؟ + +نعم ،كنت من مؤسسيها ..كانت فكرتي ..كنت اشتغل في مجلة «ألوان» ،في 1982طبعت مجموعة من القصص، من بينها «العصفور والضفدعة» لدى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،وكانت تطبع قصص األطفال المنشورة حديثا. يوما جاء سليمان جوادي ونبهني إلى افتتاح منشورات ادب الطفل طبع قصص األطفال ،جمعت ما لدي ،وكنت في الـ20 من عمري ،فأعجب المدير بها وعبر عن فرحه بوجود شابة يافعة تكتب لالطفال ،وقال ان هناك نقصا كبيرا في كتاب أدب الطفل ،وكنت األولى في محيطي التي كتبت قصصا وطبعتها ،ثم شاركت في برنامج إذاعي تحت اشراف مدير االذاعة والتلفزيون انذاك االستاذ عبد القادر نور ،البرنامج الذي كانت تنشطه ماما نجوى -بعنوان «الحديقة الساحرة»- بمجموعة من قصصي ،وقبل ان انتقل إلى مجلة «الوحدة» خامرتني فكرة تأسيس مجلة لالطفال ،وكنت أتابع كثيرا مجلة «العربي» التي انبثقت منها «العربي الصغير» ..اتجهت إلى مدير «الوحدة» االستاذ قارة محمد الصغير ،وعرضت عليه الفكرة ،خصوصا وأنها مجلة تمتلك إمكانيات كبيرة وتابعة لوزارة الشباب والرياضة ،فوافق على الفكرة ورحب بها ..قمنا
بإصدار ملحقا من خمس حلقات ،ثم أعجبتهم الفكرة أكثر فتم تطوير الملحق إلى مجلة ،وكنت المحررة الوحيدة فيها مع ثالثة رسامين ،وكان معنا عمي حكار ،الرسام والخطاط الشهير بعمله في كل المجالت ،ففي ذلك الوقت لم تكن التكنولوجيا متوفرة وكان أكثر العمل يتم يدويا ،وكان يشتغل معنا عراقي ،يراجع المحتوى اللغوي للمجلة ،التي كانت توزع في الوطن العربي ،وغنية جدا بالمعلومات والمعارف والقصص والمسابقات ،كل ذلك وأنا أحررها وحدي ،قبل ان يلتحق بنا كتاب آخرون ..لقد كانت تجربة ناجحة ،ولكن لألسف زالت تلك المجلة بزوال األشخاص الذين أسسوها ..لألسف تم استقدام شخص آخر سبب لنا الكثير من المشاكل ،ما أدى بي إلى االستقالة وانتقالي إلى «المجاهد» األسبوعي ..كانت فكرتي ،وقد ساهمت في تأسيسها ،وكانت إلى جانب «مقيدش» ،المجلة األولى الموجهة للطفل في الجزائر. + +وفرة قصصية ثم شح ..كيف تقارنين بين طفل الثمانينيات وطفل العشرية الحالية؟ + +في تلك الفترة كانت قيمة الكتاب كبيرة جدا ،وكان هناك تجانس بين األسرة والمدرسة ،قصص ذلك الوقت كانت قيمة المحتوى ،وكانت هناك لجان قراءة مكونة من أساتذة في اللغة واألدب وعلم النفس وعلوم التربية..الخ ،أي ان القصة تساهم في تربية الطفل ،وكانت المدرسة تساهم في تنمية حس القراءة ،حيث تخصص حصة أسبوعية للمطالعة، يتم خاللها قراءة قصة على األطفال ،ومناقشتها ،وتدريب األطفال على تذوقها وتلخيصها ،وكانت األمهات ينشغلن كثيرا بهذا الجانب ،ولكن اآلن ،مع تزايد عدد دور النشر ،وارتفاع عدد الكتاب ،واالنفتاح على حرية التعبير ،تراجع أدب الطفل وغابت قيمة القصة وطغت عليها المادة ،وصار نشر الكتاب أمرا تجاريا ،وكل دور النشر تقريبا تطبع أي شيء على حساب الجانب التربوي للطفل ..حتى الجرائد أصبحت حافلة باللغة الدارجة واألخطاء ..أما المدرسة فتراجع دورها ،ولم تعد هناك حصص للمطالعة ،بدعوى ازدحام البرنامج الدراسي ..اللغة هي أساس تعلم العلوم األخرى ،واللغة يكتسبها من المطالعة ..فضال عن آثار العشرية السوداء واإلرهاب.. +كم من قصة في رصيدك الموجه للطفل؟ + +فضال عن قصص كثيرة منشورة في الجرائد وغير مطبوعة ورقيا ،لدي العديد من القصص المطبوعة ،تقارب 12قصة ،منها قصتان طبعتا في ،1982لقد غبت عن الساحة األدبية مدة 23سنة ،واآلن أعود ،وانا أحمل في جعبتي وفكري الكثير من الطموح من اجل اثراء الساحة االدبية بأعمال وافكار تخدم الطفل ،طبعت اثنتين ولدي 4تحت الطبع ،ستصدر مع المعرض الدولي للكتاب .
مزاج صيفي ليلى السيد أضيع مفاتيح السنة أمام عرق صيفي أحاصر المدن الليلية بنصف آلهة تقذف الذكريات غزالنا تحول لزوجة الصيف ندف ثلج تبحثعن اسمها ***** لن أكون ( ناطورة المفاتيح) سأهديك كل مفاتيح اللهفة وانتقل بعيدا ****** حارسة الليل ربما حارسة األمواج المخملية ربما لكني لست حارسة األلم إنه خلف ظهري وخطوتي البحر ******* صباح صيفي يقتضي ثورة عشق
****** الحب يهمس في صبار نافذتي فيورقه يا الهي لم ال نورق؟ ****** عناد الصيف كبير على ترك مرثية الظلمة من أجل أغنية قلب ******* في صباح صيفي صوت فيروز وأنا ( أهواك بال أمل ) ****** مطوال أفكر جحيم الصيف أم جحيم البشر *************** ال تخف فقط اصخ لجسارة جسدي على الحب ****** بسالم أتقلب في المحبة والصيف آيته ******* تقبلني بزهرة االختالف
بتقاسيم شرقية ******** نحن المرتابون في الفرح في الشوق في الجنون سمم نبضنا الحزن ******* في الجنون عناد وكبرياء يدلك علي ********** سأغسل ظالمك بالورد ورائحة شعري سأغسلك بضوئي ****** صباح بلبل سهل عليه الغناء أمامي سابقي نافذتي مفتوحة ********** لما تزل تقاسيمك تذيب ناري ***** الشجر في أول الصيف توشوش قصيدتي وبحري لما يزل
فمي يكره السالسل ***** فزعي من الحزن يخلقني آلهة /ال تأبه بكائنات بشرية ******** صباح صيفي /يحمل جحيمك حول قدمي/فتضيء المشاعل
عمرو بن معد يكرب فارس العرب فى الجاهلية والفتوحات العربية كتاب مروج الذهب للمسعودي
ـهورا بالشــجاعة ، ،وأنــه أســلم ثــم ارتــد ،ثــم عــاد الــى االســام ،وشــارك قالــوا إنــه كان فــارس العــرب مشـ ً فــى الفتوحــات العربيــة فــى المشــرق ،واشــتهرت بطولتــه فيهــا .وقالــوا أن عمــر كتــب إلــى النعمــان بــن مقــرن القائــد فــى حــرب فــارس ( :استشــر واســتعن فــي حربــك بطليحــة وعمــرو بــن معــد يكــرب ،وال تولهمــا مــن األمــر شــيئًا . )،طليحــة هــو الــذى زعــم النبــوة فــى حــرب الــردة ،ثــم بعــد هزيمتــه عــاد الــى االســام ،وشــارك فــى الفتوحــات وكان بطــا فيهــا ،مثلــه مثــل صاحبنــا عمــرو بــن معــد يكــرب .وقــد كان عمــر بــن الخطــاب معجبــا بعمــرو بــن معــد يكــرب ؛ يســتمع الــى نــوادره وبطوالتــه .نقتطــف منهــا هــذه الروايــة التــى تكــررت بصيــغ مختلفــة عــن إحــدى مغامراتــه فــى الغــزو والســلب والنهــب وســبى النســاء ( العربيــات ) مــن القبائــل األخــرى قبــل دخولــه فى ( االســام ) . :
عـ ْ ب َ ،ولَقَ ـ ْد ـن نَ ْف ِسـ َ 1ـ فــى روايــة تقــول أن عمــر ســأله (:يَــا أَبَــا ثَـ ْـو ٍر ،لَقَ ـ ْد َحدَّثْـ َ ـر ٍ ـت َ ـك بِ َمــأ ْ َك ٍل َو َم ْشـ َ ـار ٍس قَـ ُّ عـ ْ ـام ،فَأ َ ْخ ِب ْرنِــي َ :هـ ْ ـط « ؟ قَــا َل ص َد ْفـ َ لَ ِقيـ َ ـت ( أى إنصرفــت ) َ ال ْسـ ِ ـل َ ـن فَـ ِ ـاس فِــي ْال َجا ِه ِليَّـ ِة َو ْ ِ ـت النَّـ َ ـام ؟ ـف ِإ ْذ َه َدانِــي َّ ـرهُ ْال َكـذ َ ل ْسـ ِ ـر ْال ُمؤْ ِمنِيــنَ ،قَـ ْد ُك ْنــتُ أ َ ْكـ َ :يَــا أ َ ِميـ َ للاُ ِل ْ ِ ِب فِــي ْال َجا ِه ِليَّـ ِة َوأَنَــا ُم ْشـ ِـر ٌك ،فَ َك ْيـ َ علَــى َمـ ْ ات يَـ ْـو ٍم ِل َخ ْي ـ ٍل ِمـ ْ س ـ ٍد َ :هـ ْ علَــى بَنِــي َولَقَـ ْد قُ ْلــتُ َذ َ ـن ؟ قُ ْلــتُ َ : ـار ِة ؟ قَالُــوا َ : ـن بَنِــي أ َ َ ـل لَ ُك ـ ْم فِــي ْالغَـ َ ب .قُ ْلــتُ :فَعَلَــى َمـ ْ ْالبَـ َّك ِ سـلَ ٍ علَــى ِشـ َّد ِة َكلَـ ٍ اء .قَالُــوا َ :مغَـ ٌ ـن ؟ قَالُــوا َ : ـار بَ ِعيـ ٌد َ ، ب َو ِقلَّـ ِة َ علَــى َهـ َذا ْال َحـ ّ يِ ـوف .فَخ ََر ْجــتُ ِفــي َخ ْي ـ ٍل َحتَّــى ا ْنت َ َه ْيــتُ ِإلَــى َوا ٍد ِمـ ْ ِمـ ْ ـن أ َ ْو ِديَ ِت ِه ـ ْم ، ـن ِكنَانَ ـةَ ،فَإِنَّ ـهُ بَلَغَنَــا أ َ َّن ِر َجالَ ُه ـ ْم ُخلُـ ٌ ع ِظي َم ـ ٍة ـر َ « :و َمــا أ َ ْد َر َ ـراةٍ .فَقَــا َل ُ اك أَنَّ ُه ـ ْم ُ فَ ُدفِ ْعــتُ إِلَــى قَـ ْـو ٍم ُ ـراة ٌ « ؟ قَــا َل :ا ْنت َ َه ْيــتُ إِلَــى قُبَــا ٍ ع َمـ ُ ب َ سـ َ سـ َ ِمـ ْ ُور ُمثْفَــأَةٍ َ ،وإِبِ ـ ٍل َو َ ـرو : غنَـ ٍـم .فَقَــا َل ُ ع ْمـ ٌ ع َمـ ُ عال َم ـةُ ْاليُ ْسـ ِـر « َ .وقَــا َل َ ـر َ « :ه ـ َذا لَعَ ْمـ ِـري َ ـن أ َ َد ٍم َ ،وقُ ـد ٍ فَا ْنت َ َه ْيــتُ إِلَــى أ َ ْع َ عـ ْ ض َربَـ ْ ص ْد ِر َهــا اريَـ ٍة مثــل ْال َم َهــاةِ ،فَلَ َّمــا َرأَتْنِــي َ ـت يَ َد َهــا َ ظ ِم َهــا قُبَّـةً .فَأ َ ْك ِشـفُ َها َ علَــى َ ـن َج ِ ـام ت َ ْب ِكيــنَ ؟ قَالَـ ْ ـك ؟ قَالَـ ْ َ ،وبَ َكـ ْ ـت ـت .فَقُ ْلــتُ َ :مــا يُ ْب ِكيـ ِ علَــى ْال َمــا ِل .فَقُ ْلــتُ َ : ـت َ :مــا أ َ ْب ِكــي ِلنَ ْف ِســي َوال َ عـ َ ـن فِــي َه ـ َذا ْالـ َـوادِي .قَــا َل :فَ َهبَ ْ ـن َ ،و ُهـ َّ ب ِلــي ،قَـ ْد أ َ ِل ْفت ُ ُهـ َّ علَــى فَ َر ِســي ، ـرا ٍ ِي َ َ : علَــى َجـ ٍ ـوار أَتْـ َ طــتُ ْالـ َـواد َ اريَـةَ ضــو ٌ ْف َم ْو ُ سـي ٌ صـ ُ ع ،فَلَ َّمــا َرأ َ ْيت ُـهُ َ فَـإِ َذا أَنَــا ِب َر ُجـ ٍل قَا ِعـ ٍد يَ ْخ ِ ـف نَ ْعــا لَـهُ َ ،و ِإلَــى َجانِ ِبـ ِه َ ع ِل ْمــتُ أ َ َّن ْال َج ِ عــا َرا ِبيَـةً ،فَلَ َّمــا نَ َ ـر ُم ْكتَـ ِـر ٍ ـام َ ب عتْنِــي َ ،و َما َك َرتْنِــي .فَلَ َّمــا َرآنِــي َّ ـر ِإلَــى قُبَــا ِ ث ،ثُـ َّم َ قَـ ْد َخ َد َ ظـ َ غ ْيـ َ الر ُجـ ُل قَـ َ قَ ْو ِمـ ِه ُم َّ علَ ْيـ ِه .... فَ ْ ق، اختَلَ ْفنَــا َ ي ..ث ُـ َّم َح َم ْلــتُ َ ط ِر َحـةً َ ،ح َمـ َل َ ض ْربَت َ ْيـ ِ ـن ،فَأَض ِْربُـهُ أ َ ْحـ َذ َر ِمــنَ ْالعَ ْقعَـ ِ علَـ َّ ـر ِجي فَقَ َ ـر ِس ، عـ َّ ـوس ِسـ ْ ـف ِمــنَ ْال ِهـ ِ ّ سـ ْيفُهُ ِفــي قَ َربُـ ِ ـوس َ ،و َ ـر ،فَ َوقَـ َع َ ـض ِب َكا ِثبَـ ِة ْالفَـ َ َويَض ِْربُ ِنــي أَثْقَـ َ طـ َع ْالقَ َربُـ َ ـن َ ـار ُ ث ْبـ ُ ظا ِلـ ٍـم ـر ِ فَ َوث َ ْبــتُ َ ي قَا ِئ ًمــا َ ،وقُ ْلــتُ :يَــا َهـ َذا َ ،مــا َكانَ ِليَ ْلقَا ِنــي ِمــنَ ْالعَـ َ ب ِإال ثَالثَــةٌ ْ :ال َحـ ِ علَــى ِر ْج ِلـ َّ ـن ُّ الطفَ ْيـ ِل ِلل َّ ِل ْل ِسـ ِّ ف َوالنَّ ْجـ َدةِ َ ،و َربِيعَـةُ ْبـ ُ ـر ْبـ ُ ـت ـاء َو ْالبَــأ ْ ِس ،فَ َمــنَ أ َ ْنـ َ ـن مكـ ّد ٍِم ِل ْل َحيَـ ِ ـر ِ ع ِ امـ ُ ـن َوالت َّ ْج ِربَـ ِة َ ،و َ شـ َ ب ،قَــا َل َ :وأَنَــا َربِيعَـةُ ـل َمـ ْ ـك ؟ قَــا َل :بَـ ْ ـرو ْبـ ُ ـك أ ُ ُّمـ َ ـت ،ث َ ِكلَتْـ َ ـن أ َ ْنـ َ ـك أ ُ ُّمـ َ ،ث َ ِكلَتْـ َ ع ْمـ ُ ـك ؟ قُ ْلــتُ :أَنَــا َ ـن َم ْعدِي َكـ ِـر َ ض َ ـن ُم َك ـد َِّم .قُ ْلــتُ :فَ ْ ْبـ ُ ـوت األ َ ْع َج ـ ُل صــا ٍل :إِ َّمــا أ َ ْن نَ ْ ـر َم ِنّــي إِ ْح ـ َدى ثَــا ِ س ـ ْيفَ ْينَا َحتَّــى يَ ُمـ َ اختَـ ْ طـ ِـر َ ب بَ َ ث ِخ َ ص َ ـك .فَ ْ ـر .قُ ْلــتُ اك ِإلَ ْيـ َ ســالَ َمةُ .قَــا َل َ :ذ َ ص ِ ِمنَّــا َ ،و ِإ َّمــا أ َ ْن نَ ْ اختَـ ْ ـر َ طـ ِـر َ احبَـهُ قَتَلَـهُ َ ،و ِإ َّمــا ْال ُم َ ع َ ع ،فَأَيُّنَــا َ صـ َ ـك .ث ُـ َّم أ َ َخـ ْذتُ بِيَـ ِد ِه فَأَت َ ْيــتُ بِ ـ ِه ـر ِلــي َولَـ َ ـك ِإلَ ْيـ َ ِ :إ َّن بِقَ ْو ِمـ َ ســالَ َمةُ َخ ْيـ ٌ ي َحا َج ـةً َ ،و ْال ُم َ ـك َحا َج ـةً َ ،وبِقَ ْو ِمــي ِإلَـ َّ عـ ْ ـن فَ َر ِســي َمــا أَ ْ سـلُونِي َ ص َحا ِبــي َ ،وقُ ْلــتُ لَ ُهـ ْم :خَلُّــوا َمــا ِبأ َ ْيدِي ُكـ ْم ،فَلَــوا َرأ َ ْيتُـ ْم َمــا َرأ َ ْيــتُ لَخَلَّ ْيتُـ ْم َو ِز ْدتُـ ْم َ . اج ِعيــنَ «. هــذه الروايــة جعلوهــا حديثــا ( موقوفــا ) . ص َر ْفنَــا َر ِ فَعَـ َل .قَــا َل :فَت َ َر ْكنَــا َمــا ِبأ َ ْيدِينَــا َوا ْن َ
،ثــم قــال :خذهــا إليــك يــا عمــرو ،ولــوال أنــي أكــره قتــل مثلــك لقتلتــك .فقــال عمــرو :لــن ينصــرف إال أحدنــا ،فقــف لــي .فحمــل عليــه حتــى اذا ظــن أنــه قــد خالطــه الســنان اذا هــو حــزام لفرســه ،ومــر الســنان علــى ظهــر الفــرس .ثــم حمــل عليــه ربيعــة فقــرع بالرمــح رأســه أيضـا ً ،وقــال :أخذهــا إليــك يــا عمــرو ثانيــة ،وانمــا العفــو مرتــان .وصاحــت بــه إمرأتــه :الســنان هلل درك .فأخــرج ســنانا مــن ســنخ ازاره كأنــه
شــعلة نــار ،فركبــه علــى رمحــه ،فلمــا نظــر إليــه عمــرو ،وذكــر طعنتــه بــا ســنان قــال لــه عمــرو :يــا ربيعــة ،خــذ الغنيمــة .قــال :دعهــا وانــج .فقالــت بنــو زبيــد :أتــرك غنيمتنــا لهــذا الغــام ؟ فقــال لهــم عمــرو :يــا بنــي زبيــد ،وهللا لقــد رأيــت المــوت األحمــر فــي ســنانه ، وســمعت صريــره فــي تركيبــه .فقالــت بنــو زبيــد :ال يتحــدث العــرب أن قومــا مــن بنــي زبيــد فيهــم عمــرو بــن معــد يكــرب تركــوا غنيمتهــم لمثــل هــذا الغــام .قــال عمــرو :أنــه ال طاقــة لكــم بــه ،ومــا رأيــت مثلــه قــط ،فانصرفــوا عنــه ،وأخــذ ربيعــة امرأتــه والغنيمــة وعــاد إلــى قومــه).
2ـ جــاء المســعودى فــى تاريخــه ( مــروج الذهــب ) ( ) 541 : 538 / 1بنفــس الروايــة مــع اختــاف قليــل تحــت عنــوان ( :عمــرو يحــدث عمــر عــن فــراره ) .قــال المســعودى ( :وقــد كان عمــر آنــس عمــرا بعــد ذلــك ،وأقبــل يســأله ويذاكــره الحــروب وأخبارهــا فــي الجاهليــة فقــال لــه عمــر :يــا عمــرو ،هــل انصرفــت عــن فــارس قــط فــي الجاهليــة هيبــة لــه ؟قــال :نعــم ،وهللا مــا كنــت أســتحل الكــذب فــي الجاهليــة فكيــف اســتحله فــي اإلســام ؟ ألحدثنــك حديث ـا ً لــم أحــدث بــه أحــدا ً قبلــك :خرجــت فــي جريــدة خيــل لبنــي زبيــد أريــد الغــارة ،فأتينــا قومــا ســراة .فقــال عمــر :كيــف عرفــت أنهــم ســراة ؟ قــال :رأيــت مــزاود وقــدروا مكفــأة وقبــاب آدم حمــرا ونعم ـا ً كثيــرا وشــاء .قــال عمــرو :فأهويــت إلــى أعظمهــا قبــة بعــد مــا حوينــا الســبي ،وكان متبــددا مــن البيــوت ،واذا إمــرأة باديــة الجمــال علــى فــرش لهــا .فلمــا نظــرت إلــى والــي الخيــل اســتعبرت ،فقلــت :مــا يبكيــك ؟ فقالــت :وهللا مــا يبكــي علــى نفســي ،ولكــن أبكــي حســدا لبنــات عمــي يســلمن وأبتلــي أنــا مــن بينهــن .فظننــت وهللا أنهــا صادقــة ،فقلــت لهــا :وأيــن هــن ؟ قالــت :فــي هــذا الــوادي .فقلــت ألصحابــي :ال تحدثــوا شــيئا ً حتــى آتيكــم ،ثــم همــزت فرســي حتــى علــوت كثيــرا ً ،فــإذا أنــا بغــام أصهــب الشــعر ،أهــذب ،أقنــى أقــب ،يخطــف نعالــه وســيفه بيــن يديــه وفرســه عنــده .فلمــا نظــر إلــي رمــى النعــل مــن يــده ثــم أحضــر غيــر مكتــرث ،فأخــذ ســاحه وأشــرف علــى ثنيــة .فلمــا نظــر إلــى الخيــل محيطــة ببيتــه ركــب ثــم أقبــل نحــوي ..فحملــت عليــه .. ثــم حملــت عليــه بالفــرس ،فــإذا هــو ـر (قـ ّ ـط ) ،فــراغ عنــي ،ثــم حمــل علــى فضربنــي بســيفه ضربــة جرحتنــي .فلمــا أفقــت مــن أروغ مــن هـ ّ ضربتــه حملــت عليــه ،فــراغ وهللا ،ثــم حمــل علــي ،ثــم صرعنــي ،ثــم اســتاق مــا فــي أيدينــا .ثــم اســتويت علــى فرســي ،فلمــا رآنــي أقبــل ..فــراغ وهللا عنــي ،ثــم حمــل علــى فضربنــي ضربــة أخــرى .ثــم صــرخ صرخــة ،ورأيــت المــوت وهللا يــا أميــر المؤمنيــن ليــس دونــه شــئ وخفتــه خوفــا لــم أخــف قــط أحــدا ً مثلــه ، وقلــت لــه :مــن أنــت ثكلتــك أمــك ؟ فــوهللا مــا أجتــرأ علــى أحــد قــط إال عامــر بــن الطفيــل إلعجابــه بنفســه ،وعمــرو بــن كلثــوم لســنه وتجربتــه ،فمــن أنــت ؟ قــال :بــل مــن أنــت ؟ خبرنــي وإال قتلتــك .قلــت :أنــا عمــر بــن معــد يكــرب .قــال :وأنــا ربيعــة بــن مكــدم .قلــت :اختــر منــي إحــدى ثــاث خصــال :إن شــئت اجتلدنــا بســيفنا حتــى يمــوت األعجــز منــا ،وإن شــئت اصطرعنــا ،وإن شــئت الســلم ،وأنــت يــا ابــن أخــي حــدث ،وبقومــك إليــك حاجــة .قــال :بــل هــي إليــك ،فاختــر لنفســك .فاختــرت الســلم .ثــم قــال :انــزل عــن فرســك .قلــت :ياابــن أخــي قــد جرحتنــي جراحتيــن ،وال نــزول لــي .فــوهللا مــا كــف عنــي حتــى نزلــت عــن فرســي ،فأخــذ بعنانــه ،ثــم أخــذ بيــده وانصرفنــا إلــى الحــي وأنــا أجــر رجلــي حتــى طلعــت علينــا الخيــل . فلمــا رأونــي همــزوا خيولهــم إلــي فناديتهــم :إليكــم .وارادوا ربيعــة ،فمضــى وهللا كأنــه ليــث حتــى شــقهم ، ثــم أقبــل علــي فقــال :يــا عمــرو لعــل أصحابــك يريــدون غيــر الــذي تريــد .فصمــت وهللا القــوم مــا فيهــم أحــد ينطــق وأعظمــوا مــا رأوا منــه .فقلــت :يــا ربيعــة بــن مكــدم ،ال يريــدون إال خيــرا ً .وإنمــا ســميته ليعرفــه القــوم ،فقــال لهــم :مــا تريــدون ؟ فقالــوا :ومــا تريــد ؟ قــد جرحــت فــارس العــرب وأخــذت ســيفه وفرســه .ومضــى ومضينــا معــه ،حتــى نــزل ،فقامــت إليــه صاحبتــه وهــي ضاحكــة تمســح وجهه....الــخ ) . 3ـ وذكــر المســعودى نفــس الحــادث بروايــة أخــرى تقــول (:عمــرو بــن معــد يكــرب يغيــر علــى بنــي كنانــة ) ( وقــد كان عمــرو بــن معــد يكــرب بعــد ذلــك بزمــان أغــار علــى كنانــة فــي صناديــد قومــه ،فأخــذ غنائمهــم ،وأخــذ امــرأة ربيعــة بــن مكــدم .فبلــغ ذلــك ربيعــة –وكان غيــر بعيــد -فركــب فــي الطلــب علــى فــرس عــرى ومعــه رمــح بــا ســنان حتــى لحقــه .فلمــا نظــر إليــه :يــا عمــرو ،خــل عــن الظعينــة ومــا معــك .فلــم يلتفــت إليــه ،ثــم أعــاد عليــه ،فلــم يلتفــت إليــه .فقــال :يــا عمــرو ،أمــا أن تقــف لــي ،وامــا أن أقــف لــك .فوقــف لــه ربيعــة ،فحمــل عليــه عمــرو حتــى إذا ظــن أنــه قــد خالطــه الســنان اذا هــو لبــب لفرســه ،ومــر الســنان علــى ظهــر الفــرس .ثــم وقــف لــه عمــر ،فحمــل عليــه ربيعــة فقــرع بالرمــح رأســه
ليلى ..... صاب عبد السالم الق ّ
المجنون ً ْ ُ للجنون ، ليل س ه َم َ قا َل ُ :خذني ّ ليالي بعيدةْ . إن َ ْ فنون ، سا -:يا أخي يكفي س هم ً فأعا َد ال َم ُّ قا َل َدعها إنّها تبدو سعيدةْ . ......... ْ بالتالل ، عا قد ملَ ْلتُ يا جنوني ضقتُ ذر ً عا نحو تال ٍل من أ َ َد ْم . فلتقُ ْدني مسر ً ْ هالل . شهر قد قضى ،و َدنا منّي ذاك َ ٌ حولَ ْ عنك القَ َد ْم . ت َ قا َل لي -:ال تتو ّه ْم ّ ، ............ سا و َخبَاال ، قا َل -:فُتْها إنّها َ تألوك َم ًّ ع يقتاتُهُ البَ ُّق الد ْ ّقيق . صار فيها ضفد ٌ َ ين و جباال ، قلتُ :لم أبتغِ ّإل خندقَ ِ ْ حريق . كجحيم في إستحا َل البر ُد فيهم ٍ ............. عال الصب َح مسا ْء ، قلتُ :ال أقب ُل هذا ،إذ َ األندلس ت فأ ِع ْدها و أ ِع ْد لي ذكريا ِ ْ ْ صوب سما ْء ، هربت سرا ، قا َل -:ال َ أخفيك ًّ َ عر َج ْ ت بينَ ي َديها أمنياتُ األندلس . ْ َ .............. ْ قا َل ْ -: تلك و ِ مصيبة ، هللا كنت ستدري َ إن َ ّ ماح . س ْ إن فيها شبهَ قل ٍ ب قد خال منهُ َ ْ مصيبة ، ذاك أدهى من قلتُ :إنّي لستُ أدري َ استراح . عقلي منّي ،فأرا َح و قد ذوى ْ َ ........ س و ولّى ،يبتغي ِبيدًا جديدةْ . س ال َم ُّ يَ ِئ َ المجنون ّإل ْ ُ أن يُعي َد ْه . و أبى ........
لم ال.......؟
مجدي الشاعر لم ال نردد أننا يوما ً تمر ّدنا على قيد الحياة. ومضينا ننشد حبّنا أنشودة ً مكتوبةً فوق الجباه. و ضممنا أوراقَ الخريف لصدرنا سمت فوق الشفاة. فتب ّ وبنينا فى أوطاننا وطنا ً للحب ال ندرى مداه. ِّ و زرعنا فيه شوقنا أسطورة ً يشدو بها الطير غناه و زهدنا عالم من الزيف كم أشقى قلوبا ً فى هواه. لم ال......؟
أنت الحكاية
دعد غانم زدني عشقا فيضا وشغفا واطل على مقلتي الدامعة .. شوقا حقيقة كنت او طيفا وعلى قارعة الجنون اتركني امارس طقوس امواج عشقي وانانية طفولتي وحمقي انا اليوم عاشقة غجرية اطرق باب الدجالين مسرعة الخطى كالمجانين احاكي الجان اسقيك ماء مسحورا مخدر ...انت بدفئي وعشقي وعطري الساكن فيك همسة رمشي فجرت صمت نبض اكتوى لوعة ...حنينا ..واشتياقا استحضر قصص الهوى واساطير اله الحب ..اله الجنون فينا اجتمعا ال شريعة ال قانون يحكمنا احيطك باسوار الهيام
كرحم ام ...ال وسيلة للعيش سوى انفاسي مقيد انت في انا قبل التكوين بأعوام ممتد الى المدى البعيد خلف حدود الالمعقول جنون ال يعرف المستحيل اغضب ..اصرخ ..ابكي ..ارقص طربا على صوت خلخالي المتمرد وال تتردد كن انت .. لغزا ال يفسر متن القصيدة وانت الحكاية كل الحكاية أحبك وأكثر .
ّ والفن في ظ ّل الرأسماليّة مصير الثقافة د .هويدا شريف
ـاص بــه ،والثّقافــة مــن الخصائــص الحضاريّــة والفكريّــة التــي تتميّــز بهــا لــك ّل شــعب مــن شــعوب العالــم تــراث فكــري خـ ّ ي تراكمــي علــى المــدى ّ الطويــل ،كمــا أنهــا صقــل للنفــس والفطنــة والمنطــق وروح األ ّمــة والعنــوان ك ّل أ ّمــة ،ونمـ ّـو معرفـ ّ صعــب تمييــز واحــد مــن االخــر الرئيــس لهويتهــا ،وهــي شــكل مــن أشــكال التّعبيــر تســير جنبـا ً الــى جنــب الفــن ّ،إذ مــن ال ّ ّ .هــذه الجدليّــة القائمــة ذاهبــة نحــو اإلندحــار والـ ّ ـزوال كيــف ذلــك والرأســمالية تســعى جاهــدة للقضــاء علــى الفــن وبالتالــي الثقافــة أي يعنــي المجتمــع؟؟ ســلع المصنّعــة تخضــع الليــات وبنــى اقتصاديّــة واجتماعيّــة اســتهالكيّة والتــي كان لهــا بالــغ الثقافــة أضحــت مثلهــا مثــل ال ّ األث��ر علــى الجماليـ�ات والفــن ،إذ أخضع��ت “الحداث��ة” الفـ�ن لقواعـ�د ومعاييـ�ر المجتمـ�ع الرأسـ�مالي . صحي ـ ٌح أن التقنيــات والتكنولوجيــا الحديثــة ،أدت الــى تثويــر التو ّجهــات الفنيّــة وظهــرت مــدارس وحقــول جديــدة تعتمــد بالكامــل علــى تلــك التقنيــات الحديثــة ،إال أن هــذا التنويــر لــم يخــدم الفــن مــن ناحيــة إال وقــد ألحــق بــه الضــرر مــن الناحيــة األخــرى . قوتــه كأداة نقديّــة هدفهــا كشــف الحقائــق ،وأصبــح نقيضـا ً لهــذا التعريــف ،فصــار أداة لســلب الحقيقــة وتغييــب فالفــن فقــد ّ الوعــي .فالمجــات والتلفــاز وصفحــات الموضــة وغيرهــا مــن الفنــون الترفيهيــة قضــت علــى المعانــي الكليــة حــول صدق ي الثقافــي وأصالــة وثوريّــة العمــل الفنّــي الــذي ال بــد مــن أن يتــرك بصماتــه البيضــاء فــي عقــول نيّــرة تســعى إلــى ّ الرقـ ّ المزمــع تحقيقــه. ســامية الرفيعــة .فالعمــل الفنــي بطبيعتــه نقــدي والفــن دائم ـا ً فــي لذلــك ش ـ ّكلت الثقافــة المصنّعــة خطــرا ً علــى الفنــون ال ّ نقــاش مــع الواقــع ومــع ك ّل عمــل يقـدّم علــى أنــه فـ ّ ـن ،نقــاش ثــوري نقــدي هدفــه الوصــول إلــى عالــم جمالــي حقيقــي يتمتــع بقـ ّـوة رفــض الواقــع المفــروض ،بــل ويتمتــع بامكانيّــة تثويــر هــذا الواقــع أيضـاً. بالتالــي فـ ّ ـإن للفــن مطلــق الحــق فــي تقييــم كل مــادة مفاهيميــة تس ـ ّمي نفســها فنّ ـاً ،.وهــذه الجديّــة فــي تنــاول األعمــال ال تعتبــر تضييق ـا ً عليــه بــل تلــك هــي المعاملــة التــي يســتحق بهــا أن يعامــل بهــا أي فــن ،ألن الغايــة مــن أي عمــل ليســت المشــاهد الجماليــة فــي حـ ّد ذاتهــا ،بــل الحقيقــة فــي المجتمــع الرأســمالي اإلســتهالكي الحديــث الــذي يعمــل علــى تقويــض أي تيــارات معارضــة وتدجينهــا وتحويلهــا إلــى قــوى اســتهالكيّة ال تخــرج عــن المجتمع.كيــف ذلــك ؟وهــو وعــاء للحقيقــة يعكــس تاريــخ اإلنســان وأكثــر صدقـا ً مــن الحقائــق نفســها.ويمثل عالقــة العمــل مــع الحاضــر أو التاريــخ والرابــط بيــن هــذا العمــل وغيــره مــن األعمــال الفنيّــة .لذلــك هــو وعــاء للحقيقــة ونتــاج حتميــات وظــروف تاريخيّــة وقوالــب اجتماعيّــة معيّنــة وفــي حيــن يخــرج العمــل مــن صلــب تلــك الحتميــات والقوالــب فإنــه ال يهــدف هنــا لخلــق عالــم اخــر تختبــىء فيــه أرواح ه ّ شــة ومكســورة بــل أداة لتغييــب الوعــي ،بــل يصبــح وعــاء لحقيقــة هــذا العالــم الــذي تكونــت منــه كل أجــزاء العمل.وكأننــا نســتطيع تعقــب الحقيقــة تعقبـا ً تاريخيّـا ً بتحليــل العمــل وفقـا ً لمعاييــر منهجيّــة . هــذا التحليــل المنطقــي للــدور الســلبي الــذي تلعبــه الرأســمالية ،والمنطــق نفســه يقــول أن بفضلهــا لــن يبقــى فــن وال ثقافــة ،ولكــن هــل مــن منطــق يقــول ســنبقى بــا تاريــخ وال هويــة فــي ظــل هــذه الرأســمالية ؟؟
حكاية شجرة مع ّمرة د .ميراي أبو حمدان وقفَــت مترنّح ـةً تنعــي زمن ـا ً طوتــه ســحقات الدّهر،وناحــت فــوق ابتســامات األيام،فذرفــت الدّمــع ّ اللهــب ّ ســاعات مــع ،وجفّفــت اللؤلــؤ الحائر،ولمــزت الجفــن البائس،فمزقــت أوردة القلــب الهجيــن ونثــرت غبــار ال ّ الرياح.وقــد جرحــت آهاتهــا بيــاض القلــب ،فضمدتــه بفيــض مــن حنــان ،وباركتــه بشــذى األمــان. مهــبّ ّ ســجدت خائــرة تلــوي جراحهــا ،وقــد ترامــت على أثقالهــا شــذرات الدهر،وتكاثــرت على أحمالها انكســارات مــر ّ الزمان.هــوذا النّــور يقــف تجاهها،وقــد أغــدق حبّــا ً وأبــرق ال ّ صخــر ،فأينعــت صبراًوأعلنــت َجلَــدا ً ّ والرحيق،.فأطفــأ بحنــان نبيــل بلمــس لطيــف وحضنهــا و ّداً،وحــدّق ثقالً،فغافلهــا ٍ ،فطــوق بتالتهــا بالقــوة ّ ّ ٍ ســاعات،عندها الحــت بمنديلهــا ّ الطاهــر إلــى جــأش ضعفهــا حتّــى أمســكت معــول الثّبات،ومضغــت علقــم ال ّ الزمــن الجميــل الــذي ســافرإلى عالــم الســكون ،وطافــت بذكرياتهــا وناحــت بأمنياتها،فضحكــت متجلّــدة وتن ّه��دت مس��حوقة وش�رـدت أي��ام ط��وال غاب��ت عنهـ�ا أحـلام ثقــال ،ودامــت حزينــة مكلومــة تع ـ ّد خفقــات الرحــاب وتجلجــل ال ّ الرقــاب فشــعرت بتوقّــف شــوق أمــام أعيــن ّ العمر.عندهااشــت ّد الحمــل فــوق أكتــاف ّ األركان.أال ليـ�ت برــكان الهــوى يعوــد فيغـ�سل شــقائق النّعمــان.أال ليــت أغصــان النّــدى تزحــف إلــى أحضــان الحنــان وتغــدق حبّ ـا ً ولهفــة فــي وهــاد المــكان ـت عـ ّ ـذت الفرســان مــن فــم المــآن وعبــق ـرت شــوق اللئام،فأخـ َ ـزا ً يــا زمن.زلزلــت َوصــال الوئــام ،وقهـ َ دمـ َ العبيــر يبكــي الفرقان،فدسســت ّ الطعنــات فــي جســد األســد الجريــح وتغالبــت عليــه فــي ذبــح أمانيــه، وضللــت ّ ســرت وتر ّهلــت مــن وطــى الطريــق إلــى جــوف المحيــط تفتّــش عــن أغصــان شــجرة ثكلــى تك ّ ـن ســوى حنقــات ّ الزمــان ودغدغــات اآلهــات.أرادت طريقـا ً عامــرا ً بمحاســن األنواروظـ ّل الهجير،فلــم تجـ ِ األنصاب.هــي اشــتاقت ذرف الدّمــوع فــي حضــن األحبــاب ،واشــتاقت إلــى صمــت األحــزان الــذي ينبــع وجــدا ً ويطــوف حباً.ومــن أعلــى ناصيــة األشــجان كبُــر ال ّ شــوق إلــى أن المــس ســاقية الـدّم ،وأصبــح شــفا ًء للقهروســهادا ً للوجــد فــي ليالــي البــرد القــارس. أتــراك تعبريــن الســبيل وهــو مظلــم أيتهــا الشــجرة الكلمى؟وتنكبّيــن فــوق ذكريــات آلمتهــا زفــرات ِ المهاجع؟وهلــ تعيشيــن ضوض�اـء النف��س فيــ يومه�اـ الحاض��ر أم تعوديـ�ن إلـ�ى جم�رـ ّ الزم�نـ الغابــر؟ وهــل تأوهــات عرجــاء يتراكــم الحلــم فــوق الحلــم ويصبــح هبــا ًء منثــوراً؟ال لــن تعــودي إلــى مـ ٍ ـاض س ـ ِقم مــن ّ ت ت جمــر قلبــك فــي ســاقية عابــرة إلــى ســرداب الخالص،واغتســل ِ ،فبالــت عليــه لعنــة األشــقياء؟وأفرغ ِ طهــارة وتن ّ شــقت نقــاوة ،فخرجــت إلــى الحيــاة صافيــة مــن شــوائب الجراح،والنّــور يلثــم منبتــك ويغــدق فــي حبّـ�ك حتـ�ى اشـ�ت ّد عـ�ودك وثقُلـ�ت موازينـ�ك. أحســنت صنعـا ً انــك حيــن تلوذيــن اآلالم وتقهريــن اآلثــام تغديــن كمثــل الفــارس الرابــح فــي معركــة األبطــال والقابــض علــى مشــعل العبــور إلــى ســكك النجــاة ،النجــاة مــن أهــوال الســاعات وفاجعــات الليالــي. ولكــن ...حيــن حــزنَ النــور اآلتــي مــن بعيــد جـ ّدا ً جاءهــا مودّعـا ً نبــض مائهــا وحــاوة رخائهــا ،فلـ ّـوح لهــا ـرت عــودة مفارقـا ً أســود كبريائهــا وعظيــم عطائهــا وغـ َ ـاب إلــى حيــث ال رجعــة وال ســام وال لقاء...وانتظـ َ النّورالمــودّع ،وانتظ��رت رج��وع الوع��د المحت��وم ،فعتبتــ عل��ى غياب��ه وكلّم��ت وريقاتهــا الحزينة:قــد فــارق تنتظرنــي فــي مــكان آخــر مــن هــذا العالــم حيــث ال �اك ؟ هــل ه ّم��ي وحزن��ي ورح��ل ،كيــف الس��بيل إلــى لقيـ َ ُ وجـ�وم وال غيـ�وم وال جـ�روح؟. ي ،ورح�لـ إل��ى أج�� ٍل قريــب ،فاســتقامت تلــك عندهاغ�اـب عنه��ا األم�لـ الضعيـ�ف وجفــ النّــدى ال ّ ّ َ سخــ ّ الش��جرة وأفرغ��ت ج�� ّل مخزونه��ا إل��ى ترب��ة األرض البهيّ��ة ،فأثرتهــا خمــرة ً وريحان ـا ً وذرفــت دمــوع الرحي��ل ،وترام��ت بي��ن أحضــان األق��دار ومضــت إلــى ســراب يمـ ّ ـزق األحــام إربـا ً إربـاً ،ويشـتّت األدران ّ كرمــاد مبعثـ ٍـر خفيــف ،وهــي قــد تالقــت مــع مالئكــة الخــاص وحيــدة صاغي ـةً ،وفــي جيدهــا أمطارمــن األعتـ�اب علـ�ى سـ�نين األمجـ�اد وسـ�قطات األحقـ�اد.
سيمياء الفضاء القصصي في الخيانة العظمى اسماعيل ابراهيم عبد القص الموجز( ج) 1 القصة القصيرة جدا ً القصة الومضة تلك متشابهاتمتشابكات..
القصة القصة متشابهات
فــي ظــرف مجموعــة قصصيــة مثــل ’’ الخيانــة العظمــى ,,لحنــون مجيــد ,نخلــص منهــا الــى نتائــج مم ِيــزة لــكل نمــط مــن تلــك المنجــزات الســردية اإليجازيــة ..القــص الموجــز يضــع فــي قائمــة تصانيفــه ,القصــة القصيــرة ,والروايــة القصيــرة ,والقصــة القصيــرة جــدا ً ,والقصــة الومضــة ,والومضــة الشــعرية الســردية .لكــن تعـ ُّد القصــة القصيــرة جــدا ً قصــة الحالــة الواحــدة لـــكل مــن (اللحظــة والفكــرة والحادثــة والمفارقــة الســاخنة والمجــاز اللغــوي ,والحادثــة) .ماعــدا هــذا فليــس ســوى أنمــاط جديــدة يُــراد لهــا أن تحتــل مكانتهــا العصريــة بيــن الفنــون الراكــزة تأريخيـا ً .. ربمــا ســيصير الخليــط الفنــي الجديــد للعالــم اإلفتراضــي مســاحة عريضــة ,ليــس لخلــط الفنــون فقــط ,إنمــا لخلــط الفنــون والمعــارف ,وإختــاف الواحــدة باألخــرى ,مثــل اللــوح وظاللــه الفضائيــة . المبــرز عالمــا ً (القصــة القصيــرة جــداً) ؟ إنــه تــرى كيــف نفهــم اليــوم هــذا اللــون ّ جديــد وجـدّي ولــه ســطوة إعالميــة علــى المســتوى التداولــي .إذا ً مــاذا فــي ’’ الخيانــة العظمــى ,,المجموعــة القصصيــة للقــص القصيــر الموجــز ,مــن مؤشــرات تســهم فــي تبئيــر القصــة القصيــرة جــدا ً ,وتأصيلهــا محلي ـا ً وقليمي ـا ً لننظر[الطفلــة فــي العيــد لــم تعــرف الطفلــة ذات األربــع ســنوات مــا الــذي مـ ّ ـزق أطــراف ثوبهــا ,وال حتــى صاحــب األراجيــح الــذي نتــأ مســمار فــي آلتــه القديمــة ..التــي عرفــت ذلــك ولــم تســتطع إطفــاء بكائهــا ,عمتهــا التــي ال تعــرف الخياطــة . قصص الخيانة العظمى ,ص ] 20
«
« والدة اآلالم مصدرها الطمع ،وصناعة الفرح مصدرها القناعة» د .حسن فرحات