Ya 7elween June

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪e‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪u‬‬

‫‪celebrity l luxury l diversity l aristocracy‬‬

‫الخطيئة‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫المرأة و الجمال‬ ‫مريم باجي‬

‫أمير البنفسج‬ ‫الشاعرة بلقيس الجنابي‬

‫أ ّم الدنيا سيدة لبنان‬ ‫مريم حرب‬

‫!!!! ‪RAMADAN MUBARAK‬‬

‫أ‬ ‫مفتاح الناقة ‪ ..‬ترتيب المالبس‬ ‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫‪J‬‬ ‫|‬ ‫‪5‬‬

‫‪e1‬‬

‫‪u‬‬

‫‪Iss‬‬


‫أ‬ ‫خطأ من صنع شب�ي وعندما تكون النفس ضعيفة‬ ‫َم ْن ِم َّنا ال يخطئ ‪ ،‬وهل هناك نفس ال تخطئ‪ ،‬وهل نحن من يصدر الحكام عىل الذين يخطئون لمجرد ٍ‬ ‫وال� قد ترتكب عمال غ� متعمد‪ ،‬آ‬ ‫ف‬ ‫والخرون يضاعفونه ت‬ ‫ت‬ ‫ويش�كون ف ي� شن�ه وربما كان ش‬ ‫الن� مجانباً للصدق‪ ،‬وقد يكون مصطنعاً إليذاء نفس‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي� لحظة معينة‪ ،‬ي‬ ‫شب�ية لمجرد ت ز‬ ‫والتشه� بسمعة هذا وذاك ‪ ،‬أو من أجل غاية شيطانية ال يعلمها إال هللا‪ ،‬والنفس إالنسانية كما وصفها القرآن الكريم‬ ‫االب�از من أجل المال‬ ‫ي‬ ‫ر�‬ ‫ّأمار ٌة بالسوء‪ ،‬إال ّ ما عصم ب ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫عمن نثق بهم لمجرد حادثة عابرة ‪ ،‬وملفقة ‪ ،‬ومصطنعة‪.‬‬ ‫نحن شب� ولسنا أنبيا ًء وال رسال ً ‪ ،‬قد نخطئ ي� مكان ونصيب ي� آخر ‪ ،‬وليس عدال ً أن نتخىل ّ‬ ‫ورحم هللا بشار بن برد ي ن‬ ‫ح� قال‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تعاتب ْه‬ ‫كنت ي� ِّكل المور معاتباً صديقكَ لم َ‬ ‫إذا َ‬ ‫تلق الذي ال ُ‬ ‫ض‬ ‫معايب ْه‬ ‫ومن ذا الذي تُر� سجايا ُه ك ُّلها كفى المر َء نبال ً أن تُ َع َّد ُ‬ ‫فإذا كان هذا الحدث شخصياً ولم يؤذ أحداً ‪ ،‬ولم يعتد عىل أحد ‪ ،‬ولم ي ش�ك آ‬ ‫شخص وليس ملكاً للعامة‪ ،‬فلماذا ال نعتمد‬ ‫الخرين ف ي� هذا الحدث النه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌي‬ ‫ال� ِّوي قليال ً من أجل وضوح الصورة قبل الحكم؟!‬ ‫ت َّ‬ ‫اح�امها وعدم التدخل فيها‪ ،‬وليس من حقنا وال من اختصاصنا أن نحكم عىل آ‬ ‫هناك خصوصيات علينا ت‬ ‫الخرين ‪ ،‬بل هللا يحكم عليهم ‪ ،‬وإذا رأينا منكراً علينا‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وبالحس� مع الصديق وثانياً بعدم بت�ير الخوض فيه من‬ ‫تغي�ه أوال ً‬ ‫العمل عىل ي‬ ‫________________________________________‬ ‫‪3/2‬‬ ‫آ‬ ‫الفردي ‪ ،‬ولم يتعد حدود الخرين ال من قريب‬ ‫أجل النيل من هذا الشخص المرتكب لهذا الفعل الذي لم يتعد الحرية الشخصية ‪ ،‬ولم يتعد حدود البيت‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫عز ّ‬ ‫حافظ�‬ ‫وجل " وما أرسلوا عليهم‬ ‫وال من بعيد ‪ .‬ويقول هللا ّ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫قد نخطئ كلما أحسسنا بالوحدة الجسدية ‪ ،‬والوحدة الروحية ‪ ،‬والضعف ال ن ي ِّ� العابر ‪ ،‬حيث تكون الروح ف ي� عالم الظلمة وبعيدةعن نور النبياء والرسل ‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫عل (ع) " أعظم الخطايا‬ ‫وهداية السماء ‪ .‬لقد قال المسيح ي� يوحنا (ع) " قد جئت نوراً إىل العالم ح� كل فريق يؤمن ب ي� ال يمكث ي� الظلمة" وقال االمام ي‬ ‫حب الدنيا"‬ ‫تقع علينا مسؤولية اخالقية ‪ ،‬وإيمانية ‪ ،‬وعقائدية ‪ ،‬وتوعية لعدم محاسبة آ‬ ‫الخرين عىل خطأ قد يحصل سهواً أو كاد يحصل ‪ ،‬وإن حصل فقد يكون الشخص‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ال� ال تخضع إىل مراقبة صارمة ودائمة‪ ،‬إنّه ٌ ت ض‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ا� ال‬ ‫عالم اف� ٌّي‬ ‫بريئا منه ‪ ،‬وأن ال نش ّهر به علنا عىل المل من خالل شبكات التواصل االجتماعي وما أك�ها‪ .‬و ي‬ ‫يمكن السيطرة عليه إال اذا امتلكنا عقال واعياً وقلبا ابيض تجاه آ‬ ‫الخرين ‪ ،‬علينا الوقوف بالمرصاد إىل كل محاوالت الغش واالحتيال ت ز‬ ‫واالب�از‪ ،‬ش‬ ‫ون� الفحشاء ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫العابث� بحرية الخرين ‪ ،‬والتطاول عليهم ‪ ،‬واستفزاز مشاعرهم ‪ ،‬وتحويل شبكات التواصل من هدفها‬ ‫ادع ‪ ،‬يردع‬ ‫ال� قد تحصل يومياً وليس هناك ُّ‬ ‫ي‬ ‫أي ر ٍ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫شو� ( رحمه هللا)‬ ‫ّ‬ ‫المقدس إىل هدف ّ‬ ‫مدمر للنفس ‪ ،‬وللخالق ‪ ،‬وللقيم ‪ ،‬حيث قال الشاعر القدير احمد ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ذه ُبوا‬ ‫إنَّما المم ال ُ‬ ‫ذهب ْت أخالقهم َ‬ ‫خالق ما بقيت ف َِإ ْن ُ‬ ‫هم َ‬ ‫ُ ت ض‬ ‫يز‬ ‫بدهال� هذا‬ ‫واحد منكم ومن هذا العالم الجديد ‪ ،‬لست أملك حصانة ومعرفة عميقة‬ ‫لقد فُرض علينا هذا‬ ‫ا� دون أن نُ‬ ‫ستشار ‪ ،‬مع ن يّأ� ٌ‬ ‫َ‬ ‫العالم االف� ي ُ‬ ‫العالم الغريب ‪،‬‬ ‫________________________________________‬ ‫‪3/3‬‬ ‫عميقة‬ ‫وثقافة‬ ‫وعلم ‪،‬‬ ‫وص� ‪،‬‬ ‫ثابتة‬ ‫والمتحرك ‪ ،‬والذي ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومعرفة ‪ٍ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يس� بخ ًطى ٍ‬ ‫تحمل ‪ ،‬ب ٍ‬ ‫وتصاعدية ‪ ،‬ال يمكن التصدي له‪ ،‬وال مجاراته إال إذا امتلكنا قدرة ٍ‬ ‫ش‬ ‫علق وقال له ‪ " :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق‪"....‬‬ ‫به وبطبيعة النفس الب�ية ومعرفة دقيقة بخالق هذا الكون الذي خلق االنسان ِم ْن ٍ‬ ‫ن‬ ‫َ ت ض‬ ‫العظيم الذي وهبنا إياه هللا ‪ ،‬وأودعه ف ي� ضمائرنا‬ ‫نسا�‬ ‫ا� ‪ ،‬من خالل إظهار‬ ‫نخلق عالماً جديداً يوازي هذا‬ ‫نحن باستطاعتنا ْأن َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الجانب إال ي ِّ‬ ‫العالم االف� ي َّ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫خال� ‪ ،‬إ ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫حميدة‬ ‫أفعال‬ ‫النفس ِم ْن‬ ‫ال�‬ ‫الكث� ‪ ،‬ي‬ ‫نسا� ‪ .‬باستطاعتنا ْأن نفعل ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال� تتحكم بكل ما تقوم به ُ‬ ‫ي‬ ‫الكث� لهذه الب�ية ي‬ ‫وأعمال دون المستوى ال ي ِّ‬ ‫وال ي ِّ‬ ‫ف‬ ‫متبوع� ‪ ..‬إنّها حقيقةٌ مأسا ُة الدهر ‪ ،‬هذا الدهر الذي يبدو مضطرباً ‪ ،‬ألنَّه يواجه عالما ت‬ ‫ين‬ ‫واحد ُرسم لنا لك نكون ي ن‬ ‫اف�اضياً ‪،‬‬ ‫تابع� ال‬ ‫ي‬ ‫اتجاه ٍ‬ ‫تس� ي� ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫غ� شب� ٍية ودون ش‬ ‫الب�ية ‪ ،‬لنَّها لو كشفت عن حقيقتها‬ ‫مدعوماً مادياً ومعلوماتياً من جهة واحدة ‪ ،‬أال وهي جهةال نراها وال ندركها لنَّها تحرك أدواتها ي َ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ت ض‬ ‫ش‬ ‫� ٍء من أجل إيصال‬ ‫ا� خاصاً بجهة أو مجموعة أو بشخص‬ ‫المتعددة الوجوء و المتقبلة الراء والفكار ‪ ،‬عندها ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫عمالق يملك َّكل ي‬ ‫يعد هذا العالم االف� ي‬ ‫رأيه الواحد‪،‬وتحجيم آراء آ‬ ‫الخرين‬


‫الخطيئة‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬


‫يحب� ذلك لك يظهرن جميالت قصد إبهار يغ�هم ‪ ،‬و فيهن من ب ن‬ ‫جميالت ‪ ،‬فيهن من ب ن‬ ‫يحب� ذلك ألنهن يعشقن أنفسهن جميالت دائما و الجمال عندهن مثل الطبع ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يبح� عن رس جمال امرأة تلفت أ‬ ‫النظار ث‬ ‫النتباه ث‬ ‫كث�ا ما تُ ْطرح تساؤالت سواء عند الرجال أو نساء أخريات ثن‬ ‫أك� من يغ�ها ‪.‬‬ ‫أك� من امرأة أخرى ‪ ،‬لذا ي‬

‫إل أحد ؟‬ ‫أما أنا لم يزد من ي‬ ‫جمال ولم ينتبه ي ّ‬

‫يعرفنها ؟‬

‫ح للجميع ذلك‪.‬‬

‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء شي�به ف ي� وسط الصحراء ‪ ،‬لهذا السبب بعض النساء فلنتوقع منهن الترصف بتهور‬ ‫ي‬ ‫�ء يزيد جمالها يشبه شعور العطشان الذي يبحث عن ي‬ ‫داخل الذي يجعل المرأة تبحث عن ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫حة شعر غريبة أو خارجة عن المألوف لنهن � حالة تشبه الالّوعي و كل ما يهمهن � تلك ت‬ ‫الف�ة هو محاولة لفت االنتباه و إبهار الناس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫فرق و أيضا مع متابعة النساء سنجد اختالفا ليس ي� الشعور فقط بل ي� الفكار أيضا هن مختلفات ‪ ،‬و هذا االختالف موجود بينهن‬ ‫ضهن البعض دائما ‪ ،‬و هذا أمر أكيد لن هللا خلق و ّ‬

‫النتباه عىل أرض الواقع مختلفا عن يغ�ها من النساء ‪ ،‬قد يكون جميال و قد ال يكون جميال ‪ ،‬قد يزيد من جمالها و قد ال يزيد منه‪.‬‬

‫ز‬ ‫الجمال حسب طبائعهن ‪:‬‬ ‫يل ذكر ألنواع النساء و فكرهن‬ ‫ي‬ ‫الغالبة عىل صفاتهن ‪ ،‬و كل نوع لديه يم�ات جمالية معينة ‪ ،‬و فيما ي‬ ‫ف‬ ‫تفك�ها و ساذجة ف� تعامالتها ‪ ،‬و قد تجدها ساذجة ت‬ ‫ح� ف ي� طرق محاولة إظهار جمالها و لفت االنتباه ‪.‬‬ ‫و ساذجة ي� ي‬ ‫ي‬ ‫تتم� هذه الفئة بعنرص التقليد و ليست لديها أفكار إبداعية هي فقط تفعل ما يفعله الغالبية ت‬ ‫يك� ‪ ،‬كما ي ز‬ ‫ح� و إن كان ذلك يجعلها بشعة أو ال يناسبها ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫خ�ة من إالثارة و الجمال ‪.‬‬ ‫ئما ي� المراكز ال ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫جمال خاص بها حيث يراه الجميع يغ�‬ ‫محيط الذي تعيش فيه ‪ ،‬و هي ي� الغالب تقوم بمحاولة دراسة و تحليل أفكار غالبية الناس الذين يعيشون حولها و بعد ذلك تقوم باخ�اع جو ي‬ ‫االنتباه و جميل و ينبهرون به ‪.‬‬

‫‪ ،‬كما أنها مع الوقت ستجد جاذبيتها و جمالها تي�اجعان ‪ ،‬و ستجد نفسها هي جميلة مع أناس ي ن‬ ‫معين� فقط و جذابة لدى أناس أقل منها جماال فقط ‪ ،‬و سبب ذلك يعود إىل أن الحياة‬ ‫اخ�اع جو جمال حسب ما يحبه الناس و ينسون أن تحليل الناس و محاولة اكتشاف ما يحبونه نتيجته نسبية أو قد تكون خاطئة ف� أغلب أ‬ ‫محاولة ت‬ ‫التفك� ي ن‬ ‫ب� ش‬ ‫الب�‬ ‫الحيان ألن طريقة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حيل‪.‬‬ ‫اصة بها ‪ ،‬هي تعتمد ف� تفك�ها عىل صقل نفسها بما تحبه هي قبل غ�ها و ف� أغلب أ‬ ‫الحيان ال تهتم لما يحبه يغ�ها إال إذا كان مرتبطا بالدين أو التقاليد ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫عجبها ألنها داخليا تتطلع للجمال الحقيقي و تحب نفسها أجمل الجميالت و ف� المراتب أ‬ ‫الوىل من الجمال دائما‪.‬‬ ‫ي‬

‫ا و ليس قصد إبهار يغ�ها برغم من أنها الفئة الجميلة و الجذابة بدون منازع ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تفك�هن يحتجن أفكار جديدة ت‬ ‫ت‬ ‫ح� الناس لم تفكر بها ‪ ،‬هن دائما ب ن‬ ‫يحب� جعل أنفسهن مختلفات عن يغ�هن ‪.‬‬ ‫جمال خاص بهن ‪ ،‬لنهن حسب ي‬ ‫ر أحد لمحاولة اخ�اع جو ي‬ ‫و الجاذبية ‪.‬‬ ‫الطابع البداعي يقومان بدفعهن للبحث عن الجمال الحقيقي و تقديسه و إظهاره بأحسن صورة و هذا ما يجعل هذه الفئة دائما ف� المراكز أ‬ ‫الوىل للجمال و الجاذبية ‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الداخلي� عىل أرض الواقع‪.‬‬ ‫رها‬ ‫ف� إظهاره و أن ال تتصنع أو تختار ما ليس مناسبا لها ت‬ ‫ح� و إن كان ذلك يعجب جميع الناس ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫داخل نظيف سيجعل ذلك منها أجمل نساء الكون ‪.‬‬ ‫الداخل النظيف لها ‪ ،‬فعندما يكون للمرأة جمال و شعور‬ ‫ل به دائما هو جمال الروح و الشعور‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫المرأة و الجمال‬ ‫مريم باجي‬

‫ مما ال شك فيه أن جميع النساء و بشكل دائم ثن‬‫يبح� عن وسائل لتجعلهن ج‬

‫‪ -‬تتعدد وسائل المرأة إلظهار جمالها لكن رغم هذا سنجد دائما امرأة تلفت اال‬

‫ن‬ ‫مايل ‪:‬‬ ‫ و من يب� أهم هذه التساؤالت ي‬‫ال�ء الذي ي ز‬ ‫ش‬ ‫يم� امرأة تلفت انتباه الجميع عن يغ�ها من النساء ؟‬ ‫ما هو ي‬ ‫ش‬ ‫ال�ء لفتت انتباه الجميع و زاد جمالها‬ ‫لماذا عندما اختارت هذه المرأة هذا ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تستند إليها امرأة فاتنة ف ي� اختياراتها و يغ�ها من النساء ال ي‬ ‫ما هي السس ي‬ ‫ قد يجد البعض صعوبة ف ي� إيجاد جواب لهذه التساؤالت لكن مقال ش‬‫سي�ح‬ ‫ي‬ ‫‪ -1‬من أين تستخرج المرأة أفكارها الجمالية ‪:‬‬

‫الداخل لها ‪ ،‬هذا الشعور الد‬ ‫بالشعور‬ ‫يرتبط الجمال دائما خاصة عند المرأة ّ‬ ‫ي‬ ‫أو اختيار أمور يغ� مناسبة لهن أو ت‬ ‫ح� اختيار نمط معيشة أو لباس أو ترسيح‬

‫الداخل سنجد أن النساء ال يشبهن بعض‬ ‫ و بالحديث عن النساء و شعورهن‬‫ي‬ ‫ت‬ ‫ح� و إن كن قريبات أو متشابهات أو صديقات ‪.‬‬ ‫ االختالف ف� الشعور و أ‬‫الفكار يجعل ما تفعله المرأة بنفسها قصد لفت اال‬ ‫ي‬

‫_‪2‬طبع النساء و عالقته بالجمال ‪:‬‬ ‫ بتعمق ف ي� دراسة النساء سنجدهن يُقسمن إىل ثالثة أنواع من حيث الطبائع ا‬‫نساء ذوات الطابع الساذج ‪ :‬هذه الفئة من النساء تكون ساذجة ف ي� ترصفاتها و‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء من دون تفك‬ ‫�ء و يفعل كل ي‬ ‫هذه الفئة هي من النوع الذي يصدق كل ي‬ ‫ قد تلفت االنتباه أحيانا لكنها داخليا يغ� راضية عىل نفسها و خارجيا هي دائ‬‫نساء ذوات الطابع التقليدي ‪ :‬هذه الفئة تستمد جمالها من أفكار أو تقاليد الم‬

‫خارج عن المألوف و بسيط و مشابه لنمط المعيشة الخاص بهم لكنه يلفت ا‬

‫ هذه الفئة قد تبهر أناسا ي ن‬‫معين� لكنها دائما ستجد نفسها ف ي� المرتبة الثانية ‪،‬‬ ‫يوميا ف ي� تطور و تجديد و أيضا ألن جمالهن يرتكز عىل تحليل أفكار الناس و م‬ ‫مختلفة و ال يستطيع أي شخص معرفة ما يدور ف� عقل آ‬ ‫الخر فهذا أمر مستح‬ ‫ي‬

‫نساء ذوات الطابع إالبداعي ‪ :‬هذه الفئة من النساء لديها أفكار متجددة و خا‬ ‫هذه الفئة ال تهتم لغ�ها ألنه بالنسبة لها ال يبهرها و قديم و هذا أ‬ ‫المر ال يع‬ ‫ي‬ ‫هذه الفئة تكون دائما واثقة من نفسها و الجمال طبع بها و هي تحبه لنفسها‬

‫لن نجد النساء ذوات الطابع إالبداعي يقلدن أحدا و لن نجدهن يدرسن أفكار‬

‫هي فئة ذكية و تعرف أن االختالف و التجديد هما أساس النجاح و الجمال و‬ ‫هذه الفئة أيضا تكون مبدعة ألن أ‬ ‫الداخل لنساء ذوات ا‬ ‫الحاسيس و الجمال‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬ترصف المرأة و طريقة محاولة إظهار جمالها هو مرآة تعكس شعورها و فكر‬

‫‪ -‬كما أنه يجب عىل المرأة دائما أن تحاول إبراز جمالها الخاص بها و أن تبدع �‬

‫‪ -‬أما جمال المرأة الحقيقي و الذي يجب عىل كل امرأة أن ال تنساه و أن تتجمل‬



‫أخت العواميد‬

‫هيام حيدر‬

‫عت ُعمري عىل شُ ّب ِ‬ ‫اك جرياين‬ ‫ض ّي ُ‬ ‫املرقم الـقاين‬ ‫حت أرسم ُها يف ِ‬ ‫كم ُر ُ‬ ‫وأحتّل عن ُربها أرجا َء وجداين‬ ‫مل ي ْد ُن يَنبو ُعها من ثغ ِر ظآمنِ‬ ‫كأمنا رو ُحه من خمر ِة الحان‬ ‫أطل عىل ال ّدنيا بألوان‬ ‫فج ٌر ّ‬ ‫القلوب فَتذكيها بنريان‬ ‫إىل‬ ‫ِ‬ ‫كزنبق يف حنايا ِ‬ ‫الروض ريّان‬ ‫ٍ‬ ‫يا للصباح ِني من نو ِر ونريان‬ ‫ووجن ٌة أسفرت عن زه ِر مرجان‬ ‫حوا ُء قالت َدنا ترحا َيل الثاين‬ ‫َ‬ ‫املقتول والجاين‬ ‫وكنت يف رش ِعها‬ ‫ُ‬ ‫ارتويت وجم ُر ِ‬ ‫الوجدأضناين‬ ‫فام‬ ‫ُ‬ ‫فأذهلتني وعنها الص ُرب أعياين‬ ‫فاقت خمر َة الحان‬ ‫وخمر ُة الوصلِ ْ‬ ‫هذي التي لُطفُها األحزا َن أنساين‬ ‫حادي العيس ح ّوطها ِبتَحنانِ‬ ‫يا َ‬ ‫سبعاً به َّن أم ُري الشع ِر ناجاين‬

‫أسباب أحزاين‬ ‫ ال تسألو َين عن‬ ‫ِ‬ ‫ أرنو إليها ويب من ِ‬ ‫لحظها ٌ‬ ‫أرق‬ ‫األطياب عفتُها‬ ‫رش‬ ‫َ‬ ‫ حوري ٌة تن ُ‬ ‫فتنت بها‬ ‫ حورية ت ّيمتني قد ُ‬ ‫ ري ٌم‪ :‬سنا الصب ِح نشوا ٌن بروع ِته‬ ‫ يا غاد ًة قد بدا يف ضوء طلع ِتها‬ ‫طف نبالتٌ تُسددها‬ ‫ رموشُ ها ال ُو ُ‬ ‫ والثغ ُر كالزهر ِة الوسنى مراش ُف ُه‬ ‫الليل ٌ‬ ‫شالل هوى فغوى‬ ‫ وشع ُرها ُ‬ ‫ِ‬ ‫املسك ُمنبعثاً‬ ‫َتيت‬ ‫ خ ٌد يريني ف َ‬ ‫ وأمثر الخ ُّد تفاحاً‪ ،‬فلو نظرت‬ ‫ أومت لتَ ِ‬ ‫سح َرين ص ّدت لتقهرين‬ ‫ وحاولت بعد يأيس أن تُعلّلني‬ ‫ْ‬ ‫ كأنها شعل ٌة بالنو ِر قد َرفلَت‬ ‫رؤى ِ‬ ‫وطال‬ ‫وس" أهدى ً‬ ‫ كأمنا "با ُخ ٌ‬ ‫الناس عنها من تكو ُن ومن‬ ‫ أُ ُ‬ ‫سائل َ‬ ‫بنت البقا ِع سمت‬ ‫ هم جاوبوا إنها ُ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِت ِص َن بها‬ ‫ أخت‬ ‫العواميد ُ‬ ‫ُ‬ ‫أخت ّ‬

‫يف مجال التنقيب عن اآلثار‪ ،‬عرث اإللهام الشعري عىل أمرية القلعة‪ ،‬فكانت الفتاة البعلبكية‪ ،‬وهكذا‬ ‫رسمتها من عواطف شاب ت ّيمه الهوى‬



‫أ ّم الدنيا سيدة لبنان‬ ‫مريم حرب‬

‫يف تدبري يسوع الخاليص لإلنسان مقام للعذراء‪ ،‬يتجىل مبشاركة مريم هذا التدبري‪ .‬حواء الثانية وبعدما أعطت الحياة لعانوئيل ت ّم الخالص‬ ‫عىل يدها‪ .‬مشت مريم طريق الجلجلة إىل جانب وحيدها وسم ّرت تبيك حبيبها املصلوب الذي قام يف اليوم الثالث وأقام األموات بقيامته‬ ‫فتّم ما قيل يف الكتاب‪.‬‬ ‫ألم ّنا البتول مكانة خاصة يف قلوب املسيحيني الذين يترضعون إليها طالبني شفاعتها وحاميتها‪ .‬األ ّم التي تنظر بعني الرحمة والحنان واألمومة‬ ‫إىل كل إنسان‪ ،‬ومن يفتح قلبه لكلية الطوىب تنعم عليه بالخريات والزاد الروحاين‪.‬‬ ‫ببشارة املالك ملريم يف النارصة تستهل األعياد املرم ّية يليها يف الليتورجيا املارون ّية زيارة العذراء إىل اليصابات‪ ،‬قبل أن يكتمل رس التجسد مع‬ ‫مريم بوالدة يسوع فيهنئها املؤمنون مبولودها يف عيد خصصته الكنيسة لهذه الغاية‪.‬‬ ‫وكبت يسوع ابنها تعيد منذ ظهورها األ ّول بعث رسالة املحبة واألخوة واملسامحة إىل الشعوب جمعاء‪ .‬فتذكرنا مبحبة ابنها‬ ‫مريم التي علّمت ّ‬ ‫الآلمحدودة وتدعونا للتأمل مبسرية الله عىل األرض والعمل تبعاً لتعاليمه‪.‬‬ ‫حارضة هي يف كل لحظة عىل غرار عرس قانا لتطلب من ولدها متى فرغت جرارنا أن ميألها بنبيذه الحلو‪.‬حارضة هي تحت أقدام ابنها‬ ‫املصلوب لتضمه وتقبل وجنته املكللة بإكليل الشوك كام هي حارضة لتضمنا متى قست علينا الحياة فتهمس لنا‪ :‬أوالدي ال تخافوا وأنا إىل‬ ‫جانبكم‪.‬‬ ‫ال تخافوا فام بعد املوت إالّ القيامة‪ .‬بهذه النفحة الروحان ّية وهذه الحياة املارون ّية املندمجة بحياة مريم نعيش رس الفداء‪.‬‬ ‫وتحتفل الكنسية من بعد عيد العنرصة وعيد الرسل بعيد نياحت وانتقال السيدة يف ‪ 51‬آب ليحتفل املوارنة بحسب النافور املاروين األقدم‬ ‫"ش ْر" الذي يعيد إىل الذاكرة احتفال الرسل بانتقال العذراء بالنفس والجسد إىل السامء‪.‬‬ ‫َ​َ‬ ‫األعياد املرم ّية منها ما هو مرتبط بالسنة الطقس ّية كالتجسد ووالدة الكلمة ومنها تذكارات خاصة ارتبطت بتطور العبادة املرمي ّية وانتشار‬ ‫األناجيل املنحولة‪ ،‬فربزت ثالثة أعياد هي عيد حبل حنة مبريم يف ‪ 9‬كانون األ ّول وعيد والدتها يف ‪ 8‬أيلول وعيد تقدمها إىل الهيكل وهي بعمر‬ ‫الثالث سنوات يف ‪ 12‬ترشين الثاين‪ ،‬وهذه األعياد الثالث أضيفت ما بني القرن الخامس والسادس‪ .‬يف ما بعد برزت أعياد أخرى هي عيد سيدة‬ ‫الزروع يف ‪ 51‬كانون الثاين وعيد س ّيدة الحصاد يف ‪ 51‬أيار وعيد س ّيدة العنب يف ‪ 51‬آب‪.‬‬ ‫فخصص شهر ترشين األ ّول إلكرام الورديّة واليوم السابع منه عيدا ً للورديّة مع العلم أنّه‬ ‫يف ظهوراتها تحثنا مريم عىل صالة مسبحة الورديّة‬ ‫ّ‬ ‫أحد أعياد الروزنامة الآلتينيّة إذ كان يف األساس عيدا ً خاصاً لرهبانيّة الدومينكان وعيّنه البابا بيوس التاسع عيدا ً لسيدة الورديّة ذكرى انتصار‬ ‫معركة "البنته" يف ‪ 7‬ترشين األ ّول ‪ .1751‬ث ّم عم ّمه البابا إقليمس الحادي عرش عىل الكنيسة جمعاء سنة ‪ 6171‬وانترش عند املوارنة يف القرن‬ ‫الثامن عرش إىل أن دخل رسم ّيا يف كتاب الرتب املارون ّية املطبوع يف روما سنة ‪ .9381‬إىل جانب شهر الورديّة تك ّرم الروزنامة املارون ّية العذراء‬ ‫بشهرين آخرين هام آب وأيار‪.‬‬ ‫شهر آب يكرس للعذراء عىل أساس األسابيع من دون القاعدة الشهريّة فيسبق عيد انتقال العذراء أسبوعني من الصالة والقطاعة والصوم‪ .‬أما‬ ‫شهر أيار فيعود تاريخه إىل سنة ‪ 3381‬أي مع الدخول الثاين لآلباء اليسوعيني الذين وضعوا صورة للعذراء يف كنيسة سيدة النجاة يف دير اآلباء‬ ‫اليسوعيني يف بكف ّيا ومن هناك انترشت فكرة تكريس شهر أيار ملريم وقد لعبت األخويات املرم ّية يف لبنان دورا ً أساس ّياً يف تعزيز هذا اإلنتشار‪.‬‬ ‫الصالة ملريم ال تقف عند حد أعيادها وأشهر عبادتها‪ ،‬بل إ ّن يوم األربعاء من كل أسبوع هو أيضاً نهار للصوم والصالة لوالدة الله‪ .‬ويبقى أنّه‬ ‫يف كل يوم ساعة طقس ّية مكرسة للعذراء يف الصلوات املارون ّية هي صالة نصف الليل يتبعها نشيد "تعظم نفيس الرب" يف الصالة الصباح ّية‪.‬‬ ‫للبنان قصة مع العذراء فاللبنانيون تعبدوا لسلطانة البحار والجبال وأخذوها شفيعة لهم يف الصعاب واملحل‪ .‬وال متر يف قرية أو بلدة إالّ وترى‬ ‫مسيحي من متثال لها‪ .‬ولكرثة تعلق‬ ‫متاثيل العذراء وأيقوناتها من عن ميينمك وشاملك ورائحة البخور تفوح عطرا ً وطيباً كام ال يخلو منزل‬ ‫ّ‬ ‫املسيحيني اللبنانيني مبريم راحوا يسمون بالبلدة التي يقطون تيمنا بها‪ :‬سيدة حريصا‪ ،‬سيدة مغدوشة‪ ،‬سيدة إيليج‪ ...‬تختلف التسم ّية وتبقى‬ ‫سيدة بتول قديسة سلوى لقلوب اللبنانيني والعني السهرانة عىل لبنان الذي تكرس لقلب مريم الطاهر‪.‬‬


‫أكا ُد‬ ‫بالص ب�‬ ‫أغم ُ‬ ‫ولن ّ‬ ‫سه ّ‬ ‫يوسف‬ ‫أشم َ‬ ‫ّ‬ ‫فوح ُ‬

‫موع‬ ‫و ّ‬ ‫الد ِ‬

‫عباءة المسافات‬ ‫من ِ‬

‫أ‬ ‫اخضلت‬ ‫وقات‬ ‫ْ‬ ‫ُّكل ال ِ‬ ‫شهياً‬ ‫فجراً ّ‬

‫الورد‬ ‫ّ‬ ‫خطو ِ‬ ‫يمشط َ‬ ‫ساكن مملكةً من رغاب‬ ‫يُ ُ‬

‫همسه ف ي� مسمعي‬ ‫وهدير‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫وح‬ ‫الر ْ‬ ‫ّ‬

‫شجر الغيم‬ ‫يناجي َ‬

‫العشق‬ ‫آيات‬ ‫ير ُتل ِ‬ ‫ِ‬

‫قل�!‬ ‫ّ‬ ‫كأن ب ي‬ ‫قل� ما عاد ب ي‬

‫ت‬ ‫االنبعاث‬ ‫رس‬ ‫ِ‬ ‫وي�كُ َّ‬

‫جرساً أيقظ أ‬ ‫َاليائل‬

‫تقب من الضلوع‬ ‫المر ِ‬

‫الغافية ف ي� ّ‬ ‫القمر‬ ‫ظل ِ‬

‫الشوق‬ ‫عناقيد‬ ‫كم ضو ًء من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫يلزم�‬ ‫ي‬

‫وقع أبهته‬ ‫يُ ُ‬ ‫سابق َ‬ ‫طاعن ف ي� النبوءة‬ ‫ٌ‬ ‫الرساالت‬ ‫وأنا أعشق ّ‬ ‫تتفتح ي ن‬ ‫يديه‬ ‫ب� ِ‬ ‫يشق الموج‬ ‫ُّ‬ ‫بالنجوم‬ ‫رب‬ ‫ْ‬ ‫عشب ّ‬ ‫الد ُ‬ ‫ُفي ُ‬ ‫تمتد من أقىص الكون‬ ‫وأصابعي ّ‬ ‫إىل أقصاه‬ ‫العطر‬ ‫بعصاف�‬ ‫تمسكُ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫إل‬ ‫أيّها القادم ي ّ‬ ‫النهار مدائحي‬ ‫أول َغ ْز َل ِ‬ ‫لن ي‬

‫أ‬ ‫دفاتر العتمة‬ ‫لطوي َ‬ ‫للدنان أن تبوح؟!‪.‬‬ ‫ويج�‬ ‫ي زَ‬ ‫ِ‬


‫إل‬ ‫آت‬ ‫ٍ ّي‬

‫الشاعرة نجاح إبراهيم‬



‫قراءة أدبية يف ديوان " الورد يبيك والرصاص يبتسم "‬ ‫للشاعرة العراقية الدكتورة سيجال الركايب‬ ‫( القراءة فازت باملرتبة الثالثة يف مسابقة اتحاد االدباء الدويل ( الثقافية األدبية النسوية بامريكا ) لسنة ‪2017‬‬ ‫بقلم االديبة والصحافية سليمة ملّيزي – الجزائر‬ ‫(يتمدد نهري دجلة والفرات يف رحم الحيا‬ ‫وكان أثرهام عظيام يف عىل مدى التاريخ‬ ‫ولهام تجلياتهام وأثرهام الحضارة اإلنسانية‬ ‫البارزة يف الفنون واآلداب والحضارة)‬ ‫(وصف فاق الجامل لبالد الرافدين ملقدمة الديوان للشاعر والناقد العراقي ‪ :‬نارص ناظم القرييش)‬ ‫لو حكينا عن حضارة امتدت من فجر التاريخ ‪ ،‬نصبت يف قلب العامل وكانت لتاريخ حكاية مل تنتهي بعد تركت بصمة فكرية وعلمية مل متحوها الحروب رغم األمل الذي يرتبص بعراق بني النهرين‬ ‫بقية شامخة عرب العصور وحدائق بابل شاهد ٌة عىل أقوى حضارة عرفها االنسان عرب العصور ‪ ،‬وما تركته يف قلب هذا العرص البغيض ‪. ،‬؟‬ ‫حكاية( الورد يبيك والرصاص يضحك) كتبت بأنامل من حرير‪ ،‬رسمتها عىل مشارف النذور بني اليقظة والسبات ‪ ،‬يف عرص أصبحت فيه الورود تحايك الرصاص ‪ ،‬وهي تتناثر بني أفراح العذارى‬ ‫وهن يبحنث عن فرح ما بني القبور ‪ ،‬فكرة تنطلق من قضية أساسية ‪ ،‬أن الوطن هو الحياة والحياةهي الحب لهذا الوطن‪...‬كالهام ال ينفصالن عن اآلخر ‪ ،‬حيث يرى املتلقي لقصائدها أنها‬ ‫كتبتها بلغة شفيفة يشوبهاالحزن أحياناً والصوفية الروح أحياناً رغم الحرية املطلقة يف التعبري عن الروح والذات التي تسكن الشاعرة وتنطلق من منطلق حرية الفكر الذي يخدم العقل ‪...‬‬ ‫حيث نجد عند وقوع الوجود يف وجه الحقيقة يستيقظ االبداع الفعيل نتيجة الرغبة املتدفقة من الدواخل لتلد االستجابة عىل سطع تناغم الحرف فيلد التمرد عىل صفحات القصيدة ‪..‬‬ ‫تلكم هي أشعار الشاعرة الكبرية الدكتورة سيجال الركايب من العراقة‪ ،‬و نحن نقرأ ديوانها ( الورد يبيك والرصاص يضحك ) وهي التي تعيش بني بلدين مختلفني بعيدين بفارق قرن من الزمن‬ ‫‪ ..‬العراق وبريطانيا ‪..‬؟ و وتعود لتغريدةُالروح أحيانا بني ضفاف نهرين تربعت عىل عرشهام الحضارة التي ال متت رغم أن الرصاص أختلط بالزهور والزغاريد بالبكاء ‪ ،‬رغم أن شارع املتنبي‬ ‫مزال ينبض بالحياة ‪ ،‬حياة فكرية أدبية مدت يدها إىل عنان السامء عرب ممرات القوايف التي انترشت بني الروايب منسية من جفاء السنني ‪..‬‬ ‫وأنا أتصفح ديوانها الجميل استوقفتني قصائد للحب وقصائد للحزن وقصائد للزمن البغيض ‪ ،‬رغم الفرح الذي كان هناك ينبع بني القوايف تقول الشاعرة سيجال الركايب يف قصيدتها ( الف ال‬ ‫) تنادي بكاء طفل ‪ ،‬يف ليلة مقمرة تربع عىل جباه املتعبني‪ ،‬وتهلل للصامدين هناك عىل جبهة املوت ‪...‬‬ ‫( الــــف ال )‬ ‫انا ليىل‬ ‫اناغي بكاء طفل ٍ‬ ‫يبتسم املهد‬ ‫ارسي فيج ّن الشوق يف الغناء ِ‬ ‫املاء ‪ ،‬يزداد نقاء‬ ‫عىل جباه املتعبني ‪ ..‬تزهو قبلة‬ ‫تورق اغفاءة يأس‬ ‫انَدّي شفاه ً عطىش‬ ‫برقراق صرب ٍ‬ ‫مبحبتي تنضج السنابل‬ ‫فيكتمل البدر رغيفا ً‬ ‫ويرتنح العنب والتمر ‪ ،‬والتني‬ ‫مثالً يف شفاه العاشقني‬ ‫ابارك صخرة الجبل‬ ‫فتمطر شقائق‬ ‫واالشجار الباسقات‬ ‫م ّنــاً وحلوى‬ ‫اتفيأ قليالً‬ ‫عند شجرة امي وايب‬ ‫واقرأ تعويذة ً للمشاحيف‬ ‫ابارك املبتهلني‬ ‫اهلل للصامدين‬ ‫ا ّمكم انا ‪ ..‬وبنتكم‬ ‫عاشقتكم ‪ ..‬ومعشوقتكم‬ ‫ليـــــىل‬ ‫مريدتكم وحاميتكم‬ ‫ردايئ املزركش‬ ‫يقي من برد ٍ وجوع ٍ وخوف‬ ‫جدائيل ترصخ‬ ‫ان ‪ ،‬الف ال للمقص‬ ‫ولقوافل املسوخ ‪...‬‬

‫)‬


‫من ح ّناء عطش كربالء‬ ‫جوري ‪ ،‬اغتالته الغيالن‬ ‫وعطر‬ ‫ٍّ‬ ‫ستزهر شمسنا ‪ ..‬حقول فـــرح‬ ‫( كريستال )‬ ‫حني الليل يراقص النهار‬ ‫وتشاكس الحرية القرار‬ ‫عىل نغم السنطور‬ ‫حول قافية الكالم‬ ‫نعم ‪ ،‬وال تدور‬ ‫الضحكة ‪ ..‬البكاء‬ ‫التبتّل ‪ ..‬االغـــواء‬ ‫الجفوة ‪ ..‬الوصـــال‬ ‫وردة يف قارورة كريستال‬ ‫مزركشة بفوالذ‬ ‫سأبعرثك ‪ ..‬بأنامل الرقّــــــة‬ ‫يف قصيدة كريستال وهي قصيدة وجدانية عاطفية ارتكزت عىل املناجاة والشكوى والحس الوجداين الرهيف واالديب الرصني العميق تحايك الشاعرة روح املرأة وعمق مشاعرها وخلجاتها ‪ ...‬تحايك االنا فيها واآلخر بلمسة ادبية شاعرية عذبة البوح ‪ ،‬معتمدة يف بناءها‬ ‫حساً ومشاعر جيّاشة تكمن بغزارة يف صدر املرأة واعامقها ‪ ..‬لتجعل من املرأة ترميزا واشارة لفظية بديعية متمثلة يف ( وردة‬ ‫الفني واللفظي عىل الثنائيات اللفظية (الضحكة ‪ ،‬والبكاء ‪ ..‬التبتّل ‪ ،‬االغواء ‪ ...‬الجفوة ‪ ،‬الوصال ) متضادات ومفارقات عميقة تعيشها املرأة ّ‬ ‫وبحس املرأة التي يجهل الكثري كنهها وعميق كربيائها وانوثتها‬ ‫يف قارورة كريستال ) لكنها تبقى سجينة اط ٍر وقيود ٍ يف مفاهيم املجتمع ‪ ،‬كام يتضح يف قولها ( مزركشة بفوالذ ) وهي اشارة غاية االبداع والعمق والرتميز اىل قيود اوغلت فيها ويف ذاتها املكبّلة لكنها‬ ‫ّ‬ ‫ومكمن قوتها تقفل ما ابتدأته بقولها ( سأبعرثك ‪ ..‬بأنامل الرقّة)‪..‬‬ ‫بحسها الشاعري واالنساين واالنثوي العميق قيمة املرأة ومكانتها ووضوح صورتها يف املجتمع لتتدارك ذلك يف قصيدتها ( انا وانت َ ) التي اراها عطفا عىل قصيدة ( كريستال ) لتبني ان للمرأة مكانة تحفظ هيبتها وكرامتها ووجودها وبكل‬ ‫نجد ان الشاعرة تدرك ّ‬ ‫كيانها الطبيعي فهي تقول يف قصيدة ( انا ‪ ،‬وانت)‪..‬‬

‫لســت آالهــــة‬ ‫وال جـــــارية‪..‬‬ ‫شـــاطر ‪ ،‬ومشـــــطور‪ ..‬يف حقل مــ ّد ٍ وجـــزر‬ ‫انــــا ‪ ،‬وانـــــت‪..‬‬ ‫نصف املجتمع ‪ ..‬االنا واالخر ‪ ..‬فلسفة عميقة وجدلية اجتامعية اخذت حيزا كبريا ‪ ،‬تنظريا وواقعا مفروضا ‪ ..‬ببضع كلامت يف قصيدتها ‪ ،‬بيّنت الشاعرة عمق هذا التواصل والوجود واصل الخلق والخليقفة وان الحياة بينهام تبقى بني مد وجزر يف ظل ربيع وخرضة‬ ‫ودميومة الحياة عىل االرض ‪ ...‬ذلك هو انا ‪ ،‬وانت ‪ ..‬وتلك هي معادلة الحياة التي ال تقبل اال املشاركة والحب والود عىل قدم املساواة ‪ ،‬القامئة عىل تقبّل وفهم االنا ‪ ،‬واالخـــــــــر‪!!...‬‬


‫وتعب عن جراح ابناءه بلسان املرأة الشاعرة العميقة الجذور يف تربة الوطن والتي تش ّبثت رغم الجراح بأصالتها وعنفوانها ‪ ،‬وابراز دورها كأمرأة ‪ ،‬وام ٍّ معطاء وعاشقة ومعشوقة ‪ ..‬اذ‬ ‫ّ‬ ‫تجسدت شاعرية الشاعرة يف هذه القصيدة التي تحايك فيها اوجاع الوطن ‪ّ ،‬‬ ‫بكل دقة وعمق بد ًء من العنوان الصارخ الرافض ( الف ال ) وهي حالة ٍ‬ ‫رفض وشموخ ومقاومة حتى النهاية امام قوافل املسوخ‬ ‫وظّفت القصيدة ّ‬ ‫ليىل ‪ ،‬ترميز ُ ل ليىل العراق ‪ ،‬رمز االنوثة والحب والعطاء والتي طاملا تغ ّنى بها الشعراء ‪..‬‬ ‫وحسها الوطني مبختلف تنوعه وتشكله الدميوغرايف والطبوغرايف والبيئي من شامله لجنوبه‬ ‫أعتمدت الشاعرة مفردات الرتميز واالشارة العميقة الداللة يف مفردات قصيدتها من الناحية الفنية والبناء اللغوي للقصيدة حيث امطرت مشاعر الحب ّ وعمق شعورها ّ‬ ‫كام يف اشاراتها ( ارض السنابل ‪ ..‬ارض العنب والتمر والتني ‪ ..‬صخرة الجبل ‪ ..‬مشاحيف االهوار ) لتبارك للصامدين يف بلد الجراح والصمود ومتثّل املرأة كآلهة الشمس رمز حضارة العراق ‪ ،‬وهو ترمي ُز للمرأة العراقية عرب التاريخ كام يف قولها ( ا ّمكم انا ‪ ..‬بنتكم ‪..‬‬ ‫عاشقتكم ومعشوقتكم ‪ ..‬ليىل مريدتكم ‪ ،‬وحاميتكم ‪....‬‬

‫فهي بقلبها وحبها وتعويذاتها تعشق الجميع وتحمي الجميع بأميانها ودعائها وحسها العميق وتستنهض الهمم يف رائعة قولها ‪ (..‬الف ال ‪ ..‬للمقص ) وهو ترميز ان الح ّرة لن ميسها االذى ولن تطال يد املسخ من عنفوانها‬ ‫وع ّزتها وكربيائها ورشفها ‪ ..‬وستبقى جدائلها وضفائرها رمز االباْء والشموخ ‪..‬ومل تنس جذورها املتأصلة برتبتها ومياهها يف قولها اتفيأ قليالً ‪..‬عند شجرة امي وأيب‬ ‫اما من حيث البناء االديب واللغوي فقد ارتكزت عىل توظيف املفردات البديعية لفظاً ومعنى ً ومضمونا وترميزا ً بدقة وعناية وعمق بالغي نظام ً واسلوبا ً‬ ‫(حلم ِدعـــة ٍ )‬ ‫ما كان الحلم سوى‬ ‫ســقف دعــة ٍ‬ ‫ندي‬ ‫تحت ىفء ٍّ‬ ‫وجدران حنان‬ ‫ايتها النخلة السامقة‬ ‫اكانت امنية ضالّة ‪ ..‬؟؟‬ ‫فلِم َ تساقط الدمع نديّاً ‪..‬؟‬ ‫وسال الدم زكيّأ ‪..‬؟‬ ‫هو جلجامش ‪ ،‬اهدانا عشبة الخلود ‪ !!..‬؟‬ ‫فأينعت عىل ضفاف االنهار‬ ‫البغض ثعبان‬ ‫الروح غزال‬ ‫سأمللم اطفايل‬ ‫يف آمريل ‪ ،‬وسنجـــار‬ ‫من مدن املتعبني‬ ‫وقرى الربتقال‬ ‫من غ ّزة الزيتون‬ ‫من ياسمني الشام‬ ‫من الشعاب ‪ ..‬من الرتاب‬ ‫من الفزع ‪ ..‬من الغضب‬ ‫اسقيهم ابجدية ‪ ،‬مبنقار الحامم‬ ‫حي عىل اإلباء‬ ‫ّ‬ ‫حي عىل السالم واالنسان‬ ‫ّ‬ ‫من ح ّناء ‪ ،‬عطش كربالء‬ ‫جوري ٍ اغتالته الغيالن‬ ‫وعط ُر‬ ‫ّ‬ ‫ستزهر شمسنا ‪ ..‬حقول فـــرح‪!!!...‬‬

‫ل‬ ‫و‬

‫ا‬

‫اعتمدت الشاعرة يف بناءها الفني لهذه القصيدة الرؤى البعيدة الشاملة يف اشطر قصيدتها التي اتسمت بوجدانية عميقة متضمنة مفردات ترميزية فنية وتاريخية متخذة من رمز العنفوان ( النخلة السامقة ) وهي رمز‬ ‫الرخاء والنامء وترميز اشارايت للمرأة واالنثى ‪ ،‬تحلم ان يعود الوطن السابق لسابق عهده من االمان والسالم ‪ ..‬فالحلم ال يعدو ان يكون سقفاً آمنا ً وسكنا ً ومستقرا ً ‪ ..‬مشرية ببعد رؤاها يف ملحمة جلجامش ورحلة بحثه‬ ‫عن الخلود ‪ ،‬وهي اشارة غالية العمق للنضال والصرب واملطاولة من اجل البقاء رغم كل يشء ‪ ..‬مسرتسلة يف ذكر اوجاع الشعوب يف بقاع االرض والعراق الجريح يف تساؤالت عميقة الشجن مستخدمة اداة االستفهام يف قولها‬ ‫‪..‬‬ ‫أيتها النخلة السامقة‪...‬‬ ‫أ كانت امنية ضالة‪..‬؟؟‬ ‫فلِ َم تساقط الدمع نديّا‪..‬؟؟ ً‬ ‫وسال الدم زك ّيا‪..‬؟؟ ً‬ ‫هو جلجامش ‪ ..‬اهدانا عشبة الخلود‪...‬؟؟؟‬ ‫ثم تسرتسل يف قصيدتها الغزيرة العميقة الشجن بتصوير ٍ مشهدي ٍّ عميق ذاكرة بتوصيفها مفردات ومفاصل الجرح‪.. ...‬‬ ‫سأمللم اطفايل‬ ‫يف آمريل ‪ ,‬وســنجار‬ ‫من مدن املتعبني‬ ‫وقرى الربتقال‬ ‫من غ ّزة الزيتون‬ ‫من ياسمني الشام‬ ‫من الشعاب ‪ ،‬من الرتاب‬ ‫من الفزع ‪ ،‬من الغضب‬ ‫وهي تشري اىل الفرقة والتمزق يف ( البغض ثعبان ) ينفث سمومه يف ارجاء االرض وبني ابناء املجتمع ‪ ..‬وتشري لنقيضه املوحي بالحياة والجامل والحب والعذوبة والرباءة يف ( والروح غزال ) ‪ ..‬ورمز السالم الذي يسقيهم‬ ‫حي عىل السالم ) وتذك ِّرهم برسالة غاية العمق يف االيثار من اجل الحرية والوقوف بوجه الظالم والظالل‬ ‫حي عىل اإلباء ‪ّ ..‬‬ ‫ويعلمهم لغة الحب والسالم يف قولها ( اسقيهم ابجدية مبنقار الحامم ) ثم تستثري الجمع ( ان ّ‬ ‫والظلم يف قفلة قصيدتها‪...‬‬


‫وظيفة الحواس في الشعر‬

‫عمر شبلي‬

‫ووضع والي العشق السرير على عرش الروح‬

‫*****‬ ‫أيتها السيدات‪ ،‬أيها السادة ستسمعون نجمة ميتة منذ مليون عام في حوصلة طائر"‬ ‫تشارلز سيميك شاعر امريكي‬ ‫هب لي ذلك الحب الذي يسربل القلب باألمن طاغور‬ ‫من شظايا دورة الخاتم في إصبع القدر‪:‬‬

‫لماذا يلجأ انفعالنا إلى تهديم الجدر بين األحاسيس؟ ولماذا نفضل الموت على جفاف حقول أرواحنا؟ وهل في الموت ما يغري بالحياة؟ وهل الحب ِّ‬ ‫ين أم ضماد؟‬ ‫سك ٌ‬ ‫وهل الكتابة تضمر نبتة الحياة؟ وهل انتبهنا لتسلل األفعى القادمة من بئر الموت لتنتصر لظلم اآللهة؟ وما معنى بقاء إهابها على حافة البئر؟‬ ‫لس َع األسئلة ياحكمت‪ ،‬وهي تقرع صدورنا في استدارات خاتمك الجميل الذي يسجن إصبعك‪ ،‬ويحرر قلبك بدفق يحمل غليان النفس في شظايا الكلمات‪.‬‬ ‫ما‬ ‫أشد ْ‬ ‫حكمت حسن تحاول أن تؤدي وظيفتها االنفعالية ٍ‬ ‫بتفان تعجز عنه الكلمات‪ ،‬ألن الكلمة ظل الشعور‪ ،‬وظل اإلحساس‪ ،‬وليست قادرة على نقل القلب إلى‬ ‫كلمات‬ ‫الكلمة‪ ،‬ولذا تحاول حكمت االستعانة بالحواس كلها دفعة واحدة لنقل الحال‪ ،‬وهذا شيء صعب‪ ،‬ولكنه ليس مستحيالً‪ ،‬وهذا يحتاج تحطيم الجدران بين جميع الحواس‬ ‫الموكلة بنقل الداخل إلى الخارج‪ ،‬وهذه المحاولة استعان بها الشاعر الفرنسي "شارل بودلير"‪ .‬وتعتمد هذه المحاولة على المزج بين الحواس‪ ،‬بين السمع والبصر والذوق‬ ‫واللمس والشم‪ ،‬في محاولة لتسرب اإلحساس عبر أوسع الوسائل النقلية في مدارج الذات اإلنسانية‪ .‬وقتها يتحول فيها العالم‪" :‬مرايا واسعة مبهورة‪/‬بجميع ما تعكسه"‪.‬‬ ‫تغل في اإلنسان‪ ،‬تتسرب عير جسده‪ ،‬ال األحاسيس التي‬ ‫تقول ماري ‪ //‬جان ديزي ـ الناقدة الفرنسية في مقدمة ترجمة أزهار الشر لخليل خوري‪" :‬األحاسيس التي ُّ‬ ‫ذات مسا ٍم‬ ‫مادة‪/‬‬ ‫كل‬ ‫تبدو‬ ‫النافذة‬ ‫"العطور‬ ‫انبثاقها‪:‬‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ظهور‬ ‫يمنحها النظر إلى األشياء‪ ،‬ويلتقطها في ظاهرها‪ .‬والعطور التي تحتله هي بالذات التي تكشف له عن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دفقات ِّ‬ ‫الكامن في كل مكان‪ ،‬وحيثما كان" ‪ .‬مثل هذا تكتشفه صاحبة خاتم الشاعرة حكمت‬ ‫السر‬ ‫المستنشقة تُ ْسِل ُمه‬ ‫َّل أنها تخترق الزجاج" إن الرائحة‬ ‫بإزائها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حتى ُيفيخي ُ‬ ‫ق‬ ‫ضائع‪ /‬ال أقوى على استعادته‪ /‬لئال يتهرب‬ ‫عطر‬ ‫"يدخل‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫حين‬ ‫نافذة‬ ‫بعطور‬ ‫مسامها‬ ‫وتختر‬ ‫‪،‬‬ ‫ها"‬ ‫عطر‬ ‫يتبعنا‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫غمين‪/‬‬ ‫مر‬ ‫"ننصاع‬ ‫قصيدة‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫حسن‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وكثافتهتا في الوجدان‪ ،‬ولذا استعانت باللمس‬ ‫مني" ‪ .‬العطر هنا تماماً يخترق حكمت وينفذ من مسامها‪ ،‬ويتخذ شكل المادة الملموسة‪ ،‬وهذا التكثيف مبعثه حدة الرؤيا‬ ‫مستخدمة اللمس مؤتلفة مع حاسة الشم لنقل الحال‪ .‬وسبب كل هذا عجز الكلمة عن نقل الحال‪.‬‬ ‫شيء يحيا‪ ،‬كل ٍ‬ ‫ولعل الروح المهيمنة على ما عداها‪ ،‬هي صدى األشياء كلها‪ ،‬بل هي كل شيء‪ ،‬ويرى هوغو‪" :‬إن كل ٍ‬ ‫شيء مملوء بالروح"‪ .‬ومن هذا الفهم الروحي‬ ‫للكون تغدو األصوات والعطور واأللوان تكاثرات الروح‪ ،‬والكاشف سرها الكوني المتجلي في األشياء كلها‪ .‬وهذه النظرة هي الهوتية قبل كل شيء‪ ،‬فإذا كان الوجود‬ ‫س اًر فإننا نكتشفه بتكاثراته‪ ،‬والتي نقول فيها‪ :‬إنها الروح‪.‬‬ ‫هذاا يظهر ألم بودلير وأزهار شره المعبرة عن مرضه‪ ،‬وروعتها أنه حول كل شء روحاً‪ ،‬يقول بودلير‪:‬‬ ‫أيها التحول الروحاني‬ ‫اسي كلها المنصهرة في حاسة واحدة‬ ‫تحُّو َل حو‬ ‫ياإن َ‬ ‫نفسها ُي ِبد ّع الموسيقى‬ ‫العطر‬ ‫مثلما ُي َوِّل ُد صوتُها‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫أما حكمت حسن فهي‪ ،‬وإن كانت تر األشياء كلها روحا‪ ،‬إال أنها تنطلق من شرقيتها الضاربة الجذور في الروح‪ ،‬ومحولة كل وجودها إلى ما يلمع كالسر الذي ال‬ ‫ندركه إال بتعاون الحواس‪ ،‬ومن أمثلة ذلك في شعر حكمت حسن‪:‬‬ ‫أيكون اإلحساس خارج األسوار‬ ‫وقولها أيضاً‪:‬‬ ‫نستنبط عاطفة طازجة‬ ‫وقولها‪:‬‬ ‫رأيت صفوفاً متراص ًة من المشاعر‬ ‫وهذا التحطيم المستمر في "خاتم" حكمت حسن مسفوح بكثرة في كتابها‪ ،‬بشرقية عالية التأثر‪ ،‬وروحانية تفيض في الجسد‪ ،‬وهي وإن كانت غير ُمَب َّرٍأة من األلم‪ ،‬إال‬ ‫أنها ترفض العدم‪ ،‬ألنها ترى أن الروح ال تفنى‪.‬‬ ‫الروح تغمر هذا الخاتم المستبد بقدر ذلك اإلصبع الذي هو في النهاية أحد تجليات الرح الكلي في هذا الكون‪.‬‬



‫ن‬ ‫شبل ف ي� مطلع دراسته النقدية حول الشاعرة الراحلة‪ ،‬والمعنونة "تكرار خلق المشهد بع� الحلم"‪ .‬ثم يطرح سؤاال ً ثانياً حول التجارب‬ ‫"لماذا أكتب عن‬ ‫توي�؟" تيسأل عمر ي‬ ‫ناديا ي‬ ‫ث‬ ‫الشعرية النسائية ت‬ ‫ال� من المف�ض أن تكون أفضل من التجارب الذكورية‪ ،‬طالما أن المرأة أك� قدرة عىل االنفعال بطبعها‪ ،‬وهي سليلة تلك الجذوة من الصلصال والحمأ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أن� الناي اىل الغابة ت‬ ‫كحن� ي ن‬ ‫تحن إليه ي ن‬ ‫توي�‪ ،‬وجد نفسه‬ ‫ال� قُصف منها"‪ .‬ثم يجيب بعد‬ ‫المسنون "منذ أن ق ُّدت من ضلع آدم‪ ،‬وال تزال‬ ‫ّ‬ ‫ذلك أنه‪ ،‬بعد اطالعه عىل تجربة ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫أمام شاعرة تقنعه بأن الشعر لم يستأثر به الرجال وحدهم كما استأثرت اللهة لنفسها بالخلود بينما صار الموت قدر ش‬ ‫الب�‪.‬‬ ‫أ‬ ‫متذو� أ‬ ‫وكان شبل تعرف إىل الشاعرة للمرة أ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫الدب‪ ،‬الذي أخرج ي ن‬ ‫أحس‬ ‫الوىل عندما زار أحد أقربائه من‬ ‫توي� من مكتبته طالباً منه قراءتهما‪ .‬منذ القراءة الوىل ّ‬ ‫ي‬ ‫ي ّ‬ ‫كتاب� لناديا ي‬ ‫أك� من السياسة بالنسبة‬ ‫أدب فمسكون بالعناد‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫وجد أن الوطن لبنان كان ب‬ ‫شبل بامتالء الشاعرة بالحزن‪ ،‬هي القائلة "كان عمري عمر دموعي"‪ ،‬ثم راح يحلل تيمات ٍ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫الم ُثل صعب تحقيقها"‪ ،‬عىل ما‬ ‫كفعل‬ ‫وتتغ� غداً‪ .‬إذ أن‬ ‫اىل الشاعرة‪ ،‬فهو خارج أي "مانشيت" سياسية‪،‬‬ ‫أخال�‪ ،‬لنه "كلما تعالت ُ‬ ‫تصدق اليوم ي ّ‬ ‫ي‬ ‫السياس ظهر ي� قصائدها ٍ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫عىل الصحراء‬ ‫تبك‪ ،‬لنها تعاملت مع الواقع بهذا النبل والتط ّلب‪ .‬بكاء هو أحد عنارص االحتجاج عىل الوضع السائد‪ .‬بكاء يهجم‬ ‫توي� وهي ن ي‬ ‫يقول نيتشه‪ .‬لذلك‪ ،‬ماتت ناديا ي‬ ‫ف‬ ‫متحدر من إيمانها بحتمية االنتصار والقيامة عىل طريقة ألعازر ي� الموروث‬ ‫توي� الباكية ف عنيدة أيضاً كعناد صخور وطنها‪ .‬عناد‬ ‫بالغمام‪ .‬من هذا المنطلق جاءت قصائد‬ ‫الدي�‪ .‬ويخلص شبل عىل هذا الصعيد اىل يأن لبنان � شعر ناديا ن‬ ‫ن‬ ‫عباده ّ ي ن‬ ‫توي�‬ ‫عبادتها تلك إىل رؤية جديدة للعالم انبثقت كونيتها من‬ ‫وقادتها‬ ‫‪،‬‬ ‫الورع�‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫وثن‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫العين�‪ /‬وإلهاً ما ي� الرض"‪.‬‬ ‫أحس ريحاً ي�‬ ‫ي‬ ‫خصوصيتها‪ ،‬كما يبدو ي� قولها‪" :‬السماء تجثم عىل الشجرة‪ /،‬ومثل نهاية للعالم ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫هذه الدراسة‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تتناول‬ ‫توي�"‪ ،‬خصت كل واحدة منهما بدراسة‬ ‫توي�‪" :‬محفوظات عاطفية لحرب لبنان" و"مختارات‬ ‫شعر من ناديا ي‬ ‫مجموعت� من شعر ناديا ي‬ ‫فالمجموعة أ‬ ‫ف‬ ‫الوىل ت‬ ‫ن‬ ‫زمن�‪ ،‬زمن "حديقة القنصل"‪ ،‬أي‬ ‫نفسية‬ ‫عىل‬ ‫آثار‬ ‫من‬ ‫تركته‬ ‫وما‬ ‫اللبنانية‬ ‫الحرب‬ ‫حول‬ ‫ّز‬ ‫ك‬ ‫ت�‬ ‫الشاعرة‪ .‬وينقسم الزمن الشعري ي� هذه المجموعة ي‬ ‫منفردة‪ .‬أو الجنة الضائعة حيث تنتمي الشاعرة اىل رومنطيقية عالية لكنها غ� مفرطة ف‬ ‫ض‬ ‫وجنونها حيث تحاول الشاعرة فأن تكون مستقبلية‪.‬‬ ‫قبحها‬ ‫بكل‬ ‫الحرب‬ ‫وزمن‬ ‫البكاء‪،‬‬ ‫�‬ ‫الما�‬ ‫ي‬ ‫ن ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫وتهدمه‬ ‫توي�‪،‬‬ ‫القامة يب� الفجيعة والحلم وبداية‬ ‫مث�اً نقاطاً ومالحظات عدة هي‪:‬‬ ‫الوطن ي� الداخل ّ‬ ‫شبل هذا الجزء أك� من الول‪ ،‬ي‬ ‫ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ويفصل ي‬ ‫التحوالت ي� شعر ي‬ ‫توازن أ‬ ‫ال ق‬ ‫اش�اك الحواس جميعها ف� نقل إ الحالة‪ ،‬القهر والحب ت‬ ‫الرؤية‪ ،‬ت‬ ‫خال� واتحاده بالمعاناة‪،‬‬ ‫البعد‬ ‫الت‪،‬‬ ‫التحو‬ ‫عذاب‬ ‫الوطن‪،‬‬ ‫جعان‬ ‫يس�‬ ‫عىل‬ ‫الرؤيا‬ ‫وانتصار‬ ‫الحب‬ ‫الخارج‪،‬‬ ‫ي�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وتع ّلم الحياة من الموت‪.‬‬ ‫ض‬ ‫توي�‪ ،‬لذلك‪ ،‬يصبح الزمن ملغى‪ ،‬ن‬ ‫ن‬ ‫"القامة ي ن‬ ‫تز‬ ‫ب� الفجيعة والحلم وبداية‬ ‫بمع� الحركة الذاتية‪.‬‬ ‫تحت عنوان إ‬ ‫ّ‬ ‫التحوالت"‪ ،‬يكتب ي‬ ‫الما� ضمقيم ال ي�حزح لدى ناديا ي‬ ‫شبل أن ف ي‬ ‫ً‬ ‫الذي يصارع الفجيعة‬ ‫الحلم‬ ‫إنه‬ ‫لحظتها‪.‬‬ ‫رسقة‬ ‫يحاول‬ ‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫عىل‬ ‫وتحتج‬ ‫الما�‬ ‫�‬ ‫الشاعرة‬ ‫تجلس‬ ‫هكذا‪،‬‬ ‫الشهية‪.‬‬ ‫فاقد‬ ‫ا‬ ‫زمن‬ ‫ويغدو‬ ‫فقط‬ ‫الخارج‬ ‫يتحرك من‬ ‫ّ‬ ‫فهو ّ‬ ‫توي� ت‬ ‫ليكون وحده هو الزمن من طريق إلغاء الوباء والعقم من المدينة‪ .‬ويالحظ يشبل أن ي الزمن يتحرك آلياً لدى ناديا ن‬ ‫ترص عىل وجودها ف ي� مكان وحيد هو‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ال�‬ ‫إذاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي ي ف‬ ‫ن‬ ‫ال�كة‪ ،‬رافضة العودة إىل الحا�ض حيث‬ ‫ونبتة‬ ‫المنح�‬ ‫ق‬ ‫العلي‬ ‫تافتا‬ ‫حيث‬ ‫القنصل"‬ ‫و"حديقة‬ ‫المسيحي"‬ ‫التعليم‬ ‫"صف‬ ‫شب الليل والخليلة الناعمة قرب الياسمينة والقمر ي� ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫تتحركوا‪ ،‬ف ي� سبيل العظمة‪ /‬تبقى الخرائب خرائب"‪.‬‬ ‫"الجنون يحصد المنظر الطبيعي" من خالل رصختها‪" :‬اجلسوا ال ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫بالحواس كلها دفعة واحدة‬ ‫تستع�‬ ‫ال�‬ ‫توي�‪ ،‬وخصوصاً الرؤية‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫شبل إىل وجود هندسة الشعر ب ي‬ ‫ويخلص أ ي‬ ‫البودل�ية للعملية الشعرية ي‬ ‫الغر� وعمق تجربته ي� شعر ناديا ي‬ ‫ف‬ ‫الثر المتوخى‪ ،‬مستخدمةً تقنيات المرايا العاكسة للكون والنفس‪ ،‬وكذلك الرؤية الرامبوية القائمة عىل آتكثيف الجملة وضغط القصيدة ي� ّ‬ ‫أقل قدر ممكن من الكلمات‪،‬‬ ‫لخلق‬ ‫وبعث موسيقى ت‬ ‫الوزن‪ .‬عىل أن تأثّرها بالقصيدة الغربية والفرنسية تحديداً‪ ،‬وال ت ي� من ثقافتها الفرنكوفونية وكتابتها باللغة الفرنسية فال يحجب‬ ‫موسيقى‬ ‫من‬ ‫كبديل‬ ‫كيب‬ ‫ال�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫توي� كان استجابة لما عانته ي� حياتها‪،‬‬ ‫ال� تشبهنا ونشبهها"‪ ،‬عىل ما يقول الناقد‪ .‬هكذا‪ ،‬يرى ي‬ ‫شبل أن شعر ناديا ي‬ ‫الرسة مدفون ي� هذه نالرض ي‬ ‫روحها ال�قية‪ ،‬لن "حبل ّ‬ ‫حن� مضمر وعميق ضد موت أشيائها الجميلة‪ ،‬أو برحيل لبنان الذي تحب والذي "خبأته تحت لسانها محفوظاً مثل قربان"‪،‬‬ ‫سواء برحيل "حديقة القنصل"‪ ،‬بما تعنيه من ي‬ ‫يس� برسعة نحو اغتيال الشعر واغتيال الحلم‪.‬‬ ‫عالم ي‬ ‫أو باحتكاكها الصعب بتجربة ٍ‬ ‫ن‬ ‫شبل ف ي� مطلع دراسته النقدية حول الشاعرة الراحلة‪ ،‬والمعنونة "تكرار خلق المشهد بع� الحلم"‪ .‬ثم يطرح سؤاال ً ثانياً حول التجارب‬ ‫"لماذا أكتب عن‬ ‫توي�؟" تيسأل عمر ي‬ ‫ناديا ي‬ ‫ث‬ ‫الشعرية النسائية ت‬ ‫ال� من المف�ض أن تكون أفضل من التجارب الذكورية‪ ،‬طالما أن المرأة أك� قدرة عىل االنفعال بطبعها‪ ،‬وهي سليلة تلك الجذوة من الصلصال والحمأ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أن� الناي اىل الغابة ت‬ ‫كحن� ي ن‬ ‫تحن إليه ي ن‬ ‫توي�‪ ،‬وجد نفسه‬ ‫ال� قُصف منها"‪ .‬ثم يجيب بعد‬ ‫المسنون "منذ أن ق ُّدت من ضلع آدم‪ ،‬وال تزال‬ ‫ّ‬ ‫ذلك أنه‪ ،‬بعد اطالعه عىل تجربة ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫أمام شاعرة تقنعه بأن الشعر لم يستأثر به الرجال وحدهم كما استأثرت اللهة لنفسها بالخلود بينما صار الموت قدر ش‬ ‫الب�‪.‬‬ ‫أ‬ ‫متذو� أ‬ ‫وكان شبل تعرف إىل الشاعرة للمرة أ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫الدب‪ ،‬الذي أخرج ي ن‬ ‫أحس‬ ‫الوىل عندما زار أحد أقربائه من‬ ‫توي� من مكتبته طالباً منه قراءتهما‪ .‬منذ القراءة الوىل ّ‬ ‫ي‬ ‫ي ّ‬ ‫كتاب� لناديا ي‬ ‫أك� من السياسة بالنسبة‬ ‫أدب فمسكون بالعناد‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫وجد أن الوطن لبنان كان ب‬ ‫شبل بامتالء الشاعرة بالحزن‪ ،‬هي القائلة "كان عمري عمر دموعي"‪ ،‬ثم راح يحلل تيمات ٍ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫الم ُثل صعب تحقيقها"‪ ،‬عىل ما‬ ‫كفعل‬ ‫وتتغ� غداً‪ .‬إذ أن‬ ‫اىل الشاعرة‪ ،‬فهو خارج أي "مانشيت" سياسية‪،‬‬ ‫أخال�‪ ،‬لنه "كلما تعالت ُ‬ ‫تصدق اليوم ي ّ‬ ‫ي‬ ‫السياس ظهر ي� قصائدها ٍ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫عىل الصحراء‬ ‫تبك‪ ،‬لنها تعاملت مع الواقع بهذا النبل والتط ّلب‪ .‬بكاء هو أحد عنارص االحتجاج عىل الوضع السائد‪ .‬بكاء يهجم‬ ‫توي� وهي ن ي‬ ‫يقول نيتشه‪ .‬لذلك‪ ،‬ماتت ناديا ي‬ ‫ف‬ ‫متحدر من إيمانها بحتمية االنتصار والقيامة عىل طريقة ألعازر ي� الموروث‬ ‫توي� الباكية ف عنيدة أيضاً كعناد صخور وطنها‪ .‬عناد‬ ‫بالغمام‪ .‬من هذا المنطلق جاءت قصائد‬ ‫الدي�‪ .‬ويخلص شبل عىل هذا الصعيد اىل يأن لبنان � شعر ناديا ن‬ ‫ن‬ ‫عباده ّ ي ن‬ ‫عبادتها تلك إىل رؤية جديدة للعالم انبثقت كونيتها من‬ ‫وقادتها‬ ‫‪،‬‬ ‫الورع�‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫وثن‬ ‫توي�‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫العين�‪ /‬وإلهاً ما ي� الرض"‪.‬‬ ‫أحس ريحاً ي�‬ ‫ي‬ ‫خصوصيتها‪ ،‬كما يبدو ي� قولها‪" :‬السماء تجثم عىل الشجرة‪ /،‬ومثل نهاية للعالم ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫توي�"‪ ،‬خصت كل واحدة منهما بدراسة‬ ‫توي�‪" :‬محفوظات عاطفية لحرب لبنان" و"مختارات‬ ‫هذه الدراسة‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تتناول‬ ‫شعر من ناديا ي‬ ‫مجموعت� من شعر ناديا ي‬ ‫فالمجموعة أ‬ ‫ف‬ ‫الوىل ت‬ ‫ن‬ ‫زمن�‪ ،‬زمن "حديقة القنصل"‪ ،‬أي‬ ‫نفسية‬ ‫عىل‬ ‫آثار‬ ‫من‬ ‫تركته‬ ‫وما‬ ‫اللبنانية‬ ‫الحرب‬ ‫حول‬ ‫ّز‬ ‫ك‬ ‫ت�‬ ‫الشاعرة‪ .‬وينقسم الزمن الشعري ي� هذه المجموعة ي‬ ‫منفردة‪ .‬أو الجنة الضائعة حيث تنتمي الشاعرة اىل رومنطيقية عالية لكنها غ� مفرطة ف‬ ‫ض‬ ‫وجنونها حيث تحاول الشاعرة فأن تكون مستقبلية‪.‬‬ ‫قبحها‬ ‫بكل‬ ‫الحرب‬ ‫وزمن‬ ‫البكاء‪،‬‬ ‫�‬ ‫الما�‬ ‫ي‬ ‫ن ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫وتهدمه‬ ‫توي�‪،‬‬ ‫القامة يب� الفجيعة والحلم وبداية‬ ‫مث�اً نقاطاً ومالحظات عدة هي‪:‬‬ ‫الوطن ي� الداخل ّ‬ ‫شبل هذا الجزء أك� من الول‪ ،‬ي‬ ‫ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ويفصل ي‬ ‫التحوالت ي� شعر ي‬ ‫توازن أ‬ ‫ال ق‬ ‫اش�اك الحواس جميعها ف� نقل إ الحالة‪ ،‬القهر والحب ت‬ ‫الرؤية‪ ،‬ت‬ ‫خال� واتحاده بالمعاناة‪،‬‬ ‫البعد‬ ‫الت‪،‬‬ ‫التحو‬ ‫عذاب‬ ‫الوطن‪،‬‬ ‫جعان‬ ‫يس�‬ ‫عىل‬ ‫الرؤيا‬ ‫وانتصار‬ ‫الحب‬ ‫الخارج‪،‬‬ ‫ي�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وتع ّلم الحياة من الموت‪.‬‬ ‫ض‬ ‫توي�‪ ،‬لذلك‪ ،‬يصبح الزمن ملغى‪ ،‬ن‬ ‫ن‬ ‫تز‬ ‫"القامة ي ن‬ ‫بمع� الحركة الذاتية‪.‬‬ ‫ب� الفجيعة والحلم وبداية‬ ‫تحت عنوان إ‬ ‫ّ‬ ‫التحوالت"‪ ،‬يكتب ي‬ ‫الما� ضمقيم ال ي�حزح لدى ناديا ي‬ ‫شبل أن ف ي‬ ‫ً‬ ‫الذي يصارع الفجيعة‬ ‫الحلم‬ ‫إنه‬ ‫لحظتها‪.‬‬ ‫رسقة‬ ‫يحاول‬ ‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫عىل‬ ‫وتحتج‬ ‫الما�‬ ‫�‬ ‫الشاعرة‬ ‫تجلس‬ ‫هكذا‪،‬‬ ‫الشهية‪.‬‬ ‫فاقد‬ ‫ا‬ ‫زمن‬ ‫ويغدو‬ ‫فقط‬ ‫الخارج‬ ‫يتحرك من‬ ‫ّ‬ ‫فهو ّ‬ ‫توي� ت‬ ‫ليكون وحده هو الزمن من طريق إلغاء الوباء والعقم من المدينة‪ .‬ويالحظ يشبل أن ي الزمن يتحرك آلياً لدى ناديا ن‬ ‫ترص عىل وجودها ف ي� مكان وحيد هو‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ال�‬ ‫إذاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي ي ف‬ ‫ن‬ ‫ال�كة‪ ،‬رافضة العودة إىل الحا�ض حيث‬ ‫ونبتة‬ ‫المنح�‬ ‫ق‬ ‫العلي‬ ‫تافتا‬ ‫حيث‬ ‫القنصل"‬ ‫و"حديقة‬ ‫المسيحي"‬ ‫التعليم‬ ‫"صف‬ ‫شب الليل والخليلة الناعمة قرب الياسمينة والقمر ي� ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫تتحركوا‪ ،‬ف ي� سبيل العظمة‪ /‬تبقى الخرائب خرائب"‪.‬‬ ‫"الجنون يحصد المنظر الطبيعي" من خالل رصختها‪" :‬اجلسوا ال ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫بالحواس كلها دفعة واحدة‬ ‫تستع�‬ ‫ال�‬ ‫توي�‪ ،‬وخصوصاً الرؤية‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫شبل إىل وجود هندسة الشعر ب ي‬ ‫ويخلص أ ي‬ ‫البودل�ية للعملية الشعرية ي‬ ‫الغر� وعمق تجربته ي� شعر ناديا ي‬ ‫ف‬ ‫الثر المتوخى‪ ،‬مستخدمةً تقنيات المرايا العاكسة للكون والنفس‪ ،‬وكذلك الرؤية الرامبوية القائمة عىل آتكثيف الجملة وضغط القصيدة ي� ّ‬ ‫أقل قدر ممكن من الكلمات‪،‬‬ ‫لخلق‬ ‫وبعث موسيقى ت‬ ‫موسيقى‬ ‫من‬ ‫كبديل‬ ‫كيب‬ ‫ال�‬ ‫الوزن‪ .‬عىل أن تأثّرها بالقصيدة الغربية والفرنسية تحديداً‪ ،‬وال ت ي� من ثقافتها الفرنكوفونية وكتابتها باللغة الفرنسية فال يحجب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫توي� كان استجابة لما عانته ي� حياتها‪،‬‬ ‫ال� تشبهنا ونشبهها"‪ ،‬عىل ما يقول الناقد‪ .‬هكذا‪ ،‬يرى ي‬ ‫شبل أن شعر ناديا ي‬ ‫الرسة مدفون ي� هذه نالرض ي‬ ‫روحها ال�قية‪ ،‬لن "حبل ّ‬ ‫حن� مضمر وعميق ضد موت أشيائها الجميلة‪ ،‬أو برحيل لبنان الذي تحب والذي "خبأته تحت لسانها محفوظاً مثل قربان"‪،‬‬ ‫سواء برحيل "حديقة القنصل"‪ ،‬بما تعنيه من ي‬ ‫يس� برسعة نحو اغتيال الشعر واغتيال الحلم‪.‬‬ ‫عالم ي‬ ‫أو باحتكاكها الصعب بتجربة ٍ‬


‫الـزمـــن إذ يــصــــعــد عـلـى أدراج‬ ‫حـــــلــم‬ ‫‪5‬‬

‫زينب عساف‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫ش�ازية‪.‬‬ ‫رشفات صوفية من كأس ي‬

‫د‪.‬سعاد الحكيم‬ ‫لفت� رونق غالفه فتأملت رموز المشهد المرسوم فوجدت المرأة ف� محورية الصورة ‪ ،‬ف� نقطة دائرة أ‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫النس والصفاء‬ ‫‪..‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫هد‬ ‫"‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫شع‬ ‫ة‬ ‫بالعربي‬ ‫ازي‬ ‫الش�‬ ‫تلقّيت كتاب " حافظ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ ي‬ ‫المفرحة من زهر وشجر وفاكهة وكتاب ‪ ..‬ي ن‬ ‫مخي تل� بصور يمجالس ملوك الدنيا نز‬ ‫الم�وعة‬ ‫وقابلت�‬ ‫الدنيا‬ ‫وأشياء‬ ‫فئدة‬ ‫وال‬ ‫العيون‬ ‫بها‬ ‫تحف‬ ‫ة‬ ‫ملكي‬ ‫أريكة‬ ‫والحب والشعر‬ ‫ّ‬ ‫عىلاتب شب�ها ّهرمية طبقية قهرية عىل رأسها واحد ليس وراءه وال أمامه أحد ‪ ..‬وشتات ف� اجتماع الناس ي أ‬ ‫أ‬ ‫النس والصفاء ت‬ ‫والمم ّما ي ي ن‬ ‫ب� الدائرة والهرم ‪.‬‬ ‫وي�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وبعد ت‬ ‫شبل‪..‬‬ ‫وجماليته‬ ‫وقف� مع رمزيّة الغالف‬ ‫أصبحت جاهزة إ‬ ‫قوا� ي‬ ‫ّ‬ ‫للبحار ي� ي‬ ‫الش�ازي مع شاعرنا عمر ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الدنيا يَ ُنور ويلمع‬ ‫عددت منها أربع وارتفع كوكب إىل‬ ‫فتحت الكتاب أوبدأت أقرأ فسقطت من حروفه ي� كفّي نجيمات‬ ‫ُ‬ ‫الصوفي ‪.‬ة ‪ ،‬وهي ‪ :‬خلوة أ‬ ‫السماءراً أ‬ ‫أما النجيمات الربع فهي عالمات أربع ّ‬ ‫الرس‪ ،‬العشق والجمال‪ ،‬رمز‬ ‫بعادها‬ ‫ل‬ ‫نظ‬ ‫سواها‬ ‫عىل‬ ‫قدمتها‬ ‫وقد‬ ‫تستنفذه‪،‬‬ ‫وال‬ ‫بديه‬ ‫تدل عىل الكتاب ‪ ،‬تُ‬ ‫ّ‬ ‫أجل كل نجيمة منها برسعة وإيجاز‪:‬‬ ‫الخمرة ‪،‬‬ ‫عرفان هللا ‪ .‬وسوف ّ ي‬ ‫خلوة أ‬ ‫‪:‬‬ ‫رس‬ ‫ال‬ ‫‪ 1‬ــ‬ ‫عجبت ألس� ــ هو عمر شبل ـــ يهدي كتابه الذي نناقشه اليوم إىل سجانيه ‪ ،‬آمر السجن ومساعده‪ ..‬وليس العجب ف‬ ‫ً‬ ‫العجب ف ي� التماح نظر‬ ‫ولكن‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫طي‬ ‫ال‬ ‫رج‬ ‫جان‬ ‫الس‬ ‫كون‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫شّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫يدل عىل أن وجدان شاعرنا مطبوع عىل جمالية رصفة أصيلة غامرة ّ‬ ‫�ء فإنّما ّ‬ ‫بإنسانيته ‪ ..‬وهذا إن ّ‬ ‫حبة‬ ‫تتجل ف ي�‬ ‫واالع�اف‬ ‫السجان‬ ‫ٍ‬ ‫عالقات ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫السج� لطيبة إنسان ّ‬ ‫دل عىل ي‬ ‫منسجمة مع الكون المحيط مهما تفاوتت ظروفه ‪.‬‬ ‫حولت أ‬ ‫شبه خلوة ّ‬ ‫الش�ازي ‪.‬‬ ‫تتجل فيها أالذات لذاتها ف ي� مرآة ‪ ..‬والمرآة كانت شعر‬ ‫إىل‬ ‫رس‬ ‫ال‬ ‫السجان‬ ‫حافظ ي‬ ‫فهذا أاالنسجام وهذه المصالحة مع ّ‬ ‫و� أ‬ ‫فهمه لشعره ‪ ..‬ف‬ ‫عر� ي ن‬ ‫مب� ‪.‬‬ ‫بلسان‬ ‫العربية‬ ‫اء‬ ‫قر‬ ‫بها‬ ‫وخاطب‬ ‫وىل‬ ‫ال‬ ‫قصائده‬ ‫ترجم‬ ‫رس‬ ‫ال‬ ‫ي� الرس قرأ شاعرنا ديوان حافظ ‪ ،‬وتف ّتح‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬ــ العشق‬ ‫اف�ق أهله ف‬ ‫والجمال‪ ..‬ف‬ ‫الصو� ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المتساقط�‬ ‫الملتاع�‬ ‫المجدين ف ي� ميدان الرياضة والمجاهدة ‪ ،‬وقافلة العشاق‬ ‫قافلت� ‪ :‬قافلة المجتهدين‬ ‫الروحي عىل‬ ‫سفرهم‬ ‫�‬ ‫الوجود‬ ‫منذ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫فجر غذاء لنار مقد يسة ‪ ..‬ف‬ ‫الش�ازي ‪.‬‬ ‫اشات‬ ‫كفر‬ ‫و� ركب القافلة الثانية سار حافظ ي‬ ‫ّ‬ ‫فً‬ ‫ي‬ ‫شبل ‪:‬‬ ‫لعمر‬ ‫الشعري‬ ‫والنص‬ ‫‪)101‬‬ ‫ص‬ ‫(‬ ‫الديوان‬ ‫�‬ ‫حافظ‬ ‫يقول‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ ن‬ ‫دي� ومعبودي‬ ‫أت كان‬ ‫مـر ًة‬ ‫ّ‬ ‫توض ُ‬ ‫أنا ‪ ،‬عندما من نبعة العشق ّ‬ ‫العشق ي‬ ‫النفس عن ّكل موجــود‬ ‫جـــنازة‬ ‫أقمت عىل الدنيا صالة‬ ‫ورح ُت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫أصد َ‬ ‫الدنيا ــ مدخل ش‬ ‫ال�ك‬ ‫العاشق‬ ‫ويصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعبوده‬ ‫دينه‬ ‫العشق‬ ‫فيصبح‬ ‫‪..‬‬ ‫لهي‬ ‫ال‬ ‫العشق‬ ‫عىل‬ ‫مفتوح‬ ‫والنص‬ ‫العشق‬ ‫بماء‬ ‫يتوضأ‬ ‫هو‬ ‫فها‬ ‫إ‬ ‫موحداً ال شي�ك بمعشوقه ‪ ،‬تموت ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬‬ ‫الجنازة‬ ‫صالة‬ ‫عليها‬ ‫ويصل‬ ‫ــ‬ ‫ي‬ ‫ت�حزح أ‬ ‫والعاشق مطيع ال إرادة له مع معشوقه ‪ ،‬يديم لزوم الباب ‪ ،‬عىس ت ز‬ ‫الستار ويحظى بنظرة من المحبوب ‪ ..‬يقول ( ص ‪:)91‬‬ ‫ٌ‬ ‫ونبتعد ؟‬ ‫فكيف عن بابكم ننأى‬ ‫كــحل ألعيننا‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫أعتاب ْ‬ ‫تــر ُ‬ ‫اب ِ‬ ‫ســواكم غايةً‬ ‫نجد؟‬ ‫أين‬ ‫‪،‬‬ ‫وأين‬ ‫لنا‬ ‫تريد‬ ‫ما‬ ‫ر‬ ‫قر‬ ‫‪،‬‬ ‫كَ‬ ‫أمر‬ ‫فهات‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ع� العشق فمن ي ن‬ ‫دائم الطلب للوصال إن لم يكن من ي ن‬ ‫يقدم ‪ ..‬يقول ( ص‪:)93‬‬ ‫والعاشق وإن كان ال إرادة له مع محبوبه ‪ ،‬إال أنّه ملحاح‬ ‫ع� الجزاء لما ّ‬ ‫نبغيه‬ ‫حق خدمتنا عىل أعتابكم‬ ‫أن تمنحونا َ‬ ‫من ِّ‬ ‫بعض ما ِ‬ ‫ــشقيه‬ ‫مــر ًة‬ ‫تنظر‬ ‫أنت‬ ‫لو‬ ‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫للعبد الذي تُ‬ ‫ِ‬ ‫بالعطف ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫يقول(ص‪:)36‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العاشق‬ ‫عىل‬ ‫وشفاهه‬ ‫المعشوق‬ ‫ثنايا‬ ‫حقوق‬ ‫ويذكر‬ ‫حف ُظها واجب عىل أ‬ ‫الرواح‬ ‫حــــقوق‬ ‫لــثناياكَ والشـــــفاه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫حرق من جــمرها اللفاح‬ ‫صدر‬ ‫كل‬ ‫واجب عىل‬ ‫فيه ٌ‬ ‫حف ُظها ن ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫والح�ة ف ي� المعشوق يقول (ص ‪:)49‬‬ ‫ب� العشق ي‬ ‫ويربط ي‬ ‫فيه!!‬ ‫مستوطن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أعرف‬ ‫كنت‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫تع‬ ‫كٌ‬ ‫ـ‬ ‫هل‬ ‫ت‬ ‫مس‬ ‫ه‬ ‫قلب‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫أنا الذي ُ‬ ‫يخ�نا حافظ عن فوران فيض دمعه الذي فاق طوفان نوح ومع ذلك فهو عاجز عن غسل صورة المحبوب المحفورة ف ي� لوح الصدر‪ .‬يقول‬ ‫وعىل عادة العشاق ي� المبالغة ب‬ ‫(ص ‪:)411‬‬ ‫ف‬ ‫تـهاله‬ ‫طــوفان‬ ‫فـيض ُه‬ ‫دمعي الذي يهمي ويسكب َ‬ ‫َ‬ ‫نــــوح فــاق ي� ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الواله‬ ‫لوح صدري‬ ‫عن‬ ‫كم‬ ‫عاجز عن غسل صـورة و ِّد‬ ‫َ‬ ‫المستهام ِ‬ ‫هو ٌ‬ ‫ِ‬

‫وفناءه‪ ،‬دونه هتك الوقار وتحمل المالمة بجالل‪ ،‬يقول (ص ‪:)681‬‬ ‫والعشق ليس علماً يستفاد من الكتب بل ذوق دونه تفتت العاشق وتحلله‬ ‫الوقور أ‬ ‫ت‬ ‫الجــلـ َ ِل‬ ‫العقل‬ ‫الجـل‬ ‫يريد تع ُّل َم العشق‬ ‫يا من ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫من دف� ن ِ‬ ‫دون تح ُّل ِل‬ ‫ن يّإ� أخاف عليك ‪ ،‬إنكَ عاجـ ُز‬ ‫عن فهم مع� العشق َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫همية العظمى للعشق ف ي� أنّه حال‬ ‫وجدا� يحرر العاشق من كافة القيود ويضعه ف ي� ح�ض ة المعشوق يقول (ص ‪:)042‬‬ ‫وتكمن ال ّ‬ ‫ي‬ ‫تكيةُ‬ ‫حان‬ ‫درويش‬ ‫عشقهم‬ ‫العشاق ِ ف ي� حال‬ ‫ُ‬ ‫أتساوى لدى ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ومقصف ِ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫مكان‬ ‫كــــل‬ ‫نوار‬ ‫بال‬ ‫شعشع‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫بـــــــدا‬ ‫إذا‬ ‫الـــحبيب‬ ‫وجــه‬ ‫ُ‬ ‫ل ّن سنا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫الحب ‪،‬‬ ‫�ء وحيد ‪ :‬الجمال‪ ..‬والنكتة‪ّ ،‬‬ ‫ذا� الجمال بل ينبع جماله من نظرة عاشقه‪ ..‬ي� النظرة يكمن الجمال الذي هو سبب ّكل ّ‬ ‫أن المعشوق ليس ي‬ ‫ّأما سبب العشق فهو ي‬ ‫يقول(ص‪: )89‬‬ ‫برغم من ّيدعي ف ي� العلم معرفةً‬ ‫ومحظور‬ ‫العشق أممنو ٌع‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الـــجمال لهل العشق بت� ُير‬ ‫إن‬ ‫ــــج ُتنا‬ ‫ّ‬ ‫جمال وجهكَ تبقى فيه ُح َّ‬ ‫ف‬ ‫بقصة زليخا ويوسف ‪ ،‬يقول (ص‪: )32‬‬ ‫ويؤك ُّد عىل دور الجمال ي� العشق واالفتتان ّ‬ ‫جماله الوضـ ّ ْاح‬ ‫وفرط‬ ‫الــعليا‬ ‫بطلعة َ‬ ‫يوسف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العصمة الكَ َّباح‬ ‫حجاب‬ ‫من‬ ‫زليخا‬ ‫خرجت‬ ‫لقد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 3‬ــ رمز الخمرة ‪..‬‬ ‫الصوفية معجم الخمر ‪ ،‬من كأس وقدح وحانة ودنان وسقي وساق ش‬ ‫وغ� ذلك ‪ .‬كما استخدموا أسماء الخمرة‪ :‬صهباء‪ ،‬سالفة‪،‬‬ ‫استخدم‬ ‫و�ب وسكر ومجون ُ‬ ‫وخلع غدار ي‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫وغ�‬ ‫الكرم‪...‬‬ ‫ابنة‬ ‫مدامة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ال� بدأت ف‬ ‫ت‬ ‫وتحولت إىل قصيدة طويلة ف ي� القرن السادس ــ السابع الهجري‪ ،‬وأصبحت موضوعاً‬ ‫توالت‬ ‫‪،‬‬ ‫ونادرة‬ ‫ة‬ ‫قص�‬ ‫مقطوعات‬ ‫شكل‬ ‫عىل‬ ‫مبكر‬ ‫وقت‬ ‫�‬ ‫الخمريات‬ ‫وهذه‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫الصو� مع ابن الفارض‪.‬‬ ‫الشعر‬ ‫موضوعات‬ ‫من‬ ‫ي‬


4

5

12

13



‫ش‬ ‫التحرر من العالقات السائدة والزائفة والكشف عن الذات الحقيقية العريّة عن الملصقات‪ .‬يقول ف ي� انحيازه لمعجم الخمر( ص‬ ‫وال�ب رمز الذوق ‪ ،‬والسكر والمجون رمز‬ ‫ّ‬ ‫‪: )08‬‬

‫قل البنة الكرم أ‬ ‫ْ‬ ‫الج ّل ِس‬ ‫خدم لها ف ي�‬ ‫ال يث�ة إنــــنا‬ ‫ٌ‬ ‫ِْ‬ ‫محفل ُ‬ ‫ف‬ ‫الــكأس‬ ‫�‬ ‫مي‬ ‫فتقد‬ ‫نا‬ ‫أنفاس‬ ‫جميعها‬ ‫القيود‬ ‫من‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫حر‬ ‫قد‬ ‫َّ َ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ي‬ ‫ويؤكّد سلوكه سبيل السكر ويمهره باالغتسال بالخمر ‪ ،‬يقول (ص‪: )59‬‬ ‫صومعة من طول ما نزفَا‬ ‫تلويث‬ ‫ـــه‬ ‫أ َ‬ ‫ن ٍ‬ ‫قل� الـــــحزين اعتاد من ِدم ن ِ‬ ‫كذاكَ ب ي‬ ‫ْ‬ ‫الـسفَا‪1‬‬ ‫أعشق‬ ‫إ�‬ ‫كَ‬ ‫أمر‬ ‫مر‬ ‫فال‬ ‫بد�‬ ‫ل‬ ‫ــ‬ ‫شئت‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ــ‬ ‫إغسل‬ ‫بالخمر‬ ‫ُ ُ ي‬ ‫َ ي أ ي‬ ‫َ​َ‬ ‫ويربط ي ن‬ ‫(ص‪: )101‬‬ ‫يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫ار‬ ‫رس‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫والكشف‬ ‫الخمرة‬ ‫ب�‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫محج ِب أســـر ِار‬ ‫خـ� ًة‬ ‫أال‬ ‫فاعط� خمراً فأعطيكَ ب‬ ‫بما ي� الوجود من َّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ومن ِم ْن شذا ُه كان سكري و تَهذاري‬ ‫ا‬ ‫عاشق‬ ‫رصت‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫وج‬ ‫ن‬ ‫عم‬ ‫وأنبيكَ‬ ‫َّ ْ َ ُ ف ُ‬ ‫َن‬ ‫الثا�‪ ،‬فيقول (ص ‪: )901‬‬ ‫ويضع خط الزهد ي� مقابل خط السكر ّ‬ ‫ويرجح ي‬ ‫اهد‬ ‫كـــأسه‬ ‫إن الذي يحسو ثـــمالة‬ ‫تنتقد ُه لما ترى يا ز ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫تـــحفةٌ‬ ‫السبيئةَ‬ ‫ناقد‬ ‫يا‬ ‫‪2‬‬ ‫إل‬ ‫بربكم"‬ ‫"ألست‬ ‫لم نُ ْع َط مذ نادى‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫أخذَ‬ ‫ْ‬ ‫ألس ُت ِب ِربك ُْم ) ‪ .‬والخمرة عنده إشارة رمزية إىل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ُس‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫عىل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫وأش‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ُر‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ور‬ ‫ه‬ ‫ظ‬ ‫من‬ ‫آدم‬ ‫ب�‬ ‫من‬ ‫كَ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫(وإ‬ ‫تعاىل‬ ‫يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫الميثاق‬ ‫آية‬ ‫إىل‬ ‫يش� حافظ هنا‬ ‫ف ُّ ْ ي َ‬ ‫ي‬ ‫ُ ِ ِ ْ ن ِ َّ َ ُ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫ِ ِ ْ ْ‬ ‫اللهي لذراري نب� آدم‪ ،‬والذي ت‬ ‫ز‬ ‫وهذاالسماع‬ ‫‪،‬‬ ‫الخطاب‬ ‫سمع‬ ‫الكل‬ ‫بربكم"‬ ‫"ألست‬ ‫وخاطبهم‬ ‫أنفسهم‬ ‫عىل‬ ‫آدم‬ ‫ب�‬ ‫هللا‬ ‫أشهد‬ ‫عندما‬ ‫‪:‬‬ ‫الروح‬ ‫ذاكرة‬ ‫�‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫نه‬ ‫يخ�‬ ‫الخطاب إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يحتج به حافظ أمام الزاهد ال ّناقد ‪.‬‬ ‫للخطاب أسكر العشاق ‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫مقدس ال مدنّس ‪ ،‬قوله (ص‪: )74‬‬ ‫أن سكرحافظ ّ‬ ‫ومما يؤكد لدينا ّ‬ ‫ْ‬ ‫فح والـغفر ِان‬ ‫الص‬ ‫ذو‬ ‫ه‬ ‫وحد‬ ‫هو‬ ‫بــالذي‬ ‫واثمل‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫من مريدي‬ ‫َ ُ‬ ‫كن ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِ‬ ‫كانت ف‬ ‫طينةٌ‬ ‫الـــطوفان‬ ‫خطورة‬ ‫تهاب‬ ‫ليست‬ ‫فينة‬ ‫الس‬ ‫�‬ ‫"نوح"‬ ‫مع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي ّ‬ ‫(ص‪:)78‬‬ ‫وتظهر عالقة السكر يالتحرر من الملصقات والقيود ‪ ،‬يقول‬ ‫نفاق و ال ف‬ ‫ُّ‬ ‫طبعه دجــــل‬ ‫�‬ ‫خمر‪،‬ال ريــا َء بـه‬ ‫وال َ‬ ‫يظل ُ‬ ‫ي‬ ‫شارب ٍ‬ ‫هد‪ ،‬إذ ِ ف‬ ‫َ‬ ‫طبعه خ َت ُل‬ ‫�‬ ‫الز‬ ‫بائع‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫الق‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫مم‬ ‫وأفضل‬ ‫أسمى‬ ‫ّف َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الـحان‬ ‫نفاق فنحن ف ي�‬ ‫ترصفنا‬ ‫لسنا سكارى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وال سكارى ٍ‬ ‫رياء أ ي� ُّ‬ ‫وإعــالن‬ ‫ســـر‬ ‫�‬ ‫ـماثل‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫عىل‬ ‫شاهدنا‬ ‫ار‬ ‫رس‬ ‫وال‬ ‫الغيب‬ ‫وعالم‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫‪4‬ـ العرفان‪..‬عرفان‬ ‫هتكهللا أ‬ ‫الستار والكشف عن حقيقة الذات النسانية ف� العبودية ‪ ..‬ويظهر ارتواء حافظ من ماء الحياة ف‬ ‫الدراويش ‪ ،‬وتشديده عىل إقامة الحق‬ ‫دولة‬ ‫إىل‬ ‫دعوته‬ ‫�‬ ‫يقود السكر إىل‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وعدم االستكبار‪(.‬ص‪091‬ـ‪: )291‬‬ ‫ِ ت‬ ‫ال� تبقى‬ ‫عن‬ ‫أال أسمى دون تـكليف‬ ‫الدول ي‬ ‫هي ُ ت‬ ‫اويش بها الـحقّا‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫رس‬ ‫ُ‬ ‫ال� يُ ي‬ ‫الدول ي‬ ‫****‬ ‫ّْ‬ ‫فــيا مـــق َت ِدراً ْ‬ ‫تــــعتد‬ ‫مــكابر ًة وال‬ ‫أقــلل‬ ‫والعسجد‬ ‫يكون الجا ُه‬ ‫اويش‬ ‫ْ‬ ‫ففي كنف الدر ِ‬ ‫****‬ ‫الـعرص‬ ‫"آصف"‬ ‫لنظرة‬ ‫ومــأمور‬ ‫عبد‬ ‫أنا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫القصــــــر‬ ‫د‬ ‫سي‬ ‫ة‬ ‫وصور‬ ‫درويش‬ ‫ة‬ ‫س�‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫له ي‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يـــا "حاف ُظ" أن تـــجر ْع‬ ‫الحياة" أر ْد َت‬ ‫ء‬ ‫"ما‬ ‫ِ‬ ‫إذا َ‬ ‫الـــمنبع‬ ‫هو‬ ‫اويش‬ ‫ر‬ ‫الـــد‬ ‫خــــلوات‬ ‫أعتاب‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فمن ِ‬ ‫صوفية حافظ من وراء زجاج الكأس وحمرة الخمر ‪ ،‬يقول (ص‪:)88‬‬ ‫تجلت‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫كاملةً‬ ‫بفعل السوء إنسانا‬ ‫نا‬ ‫أصب‬ ‫وما‬ ‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫فروض‬ ‫أقمنا‬ ‫وقد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ولم ْ‬ ‫مــيدانا‬ ‫ْه‬ ‫ك‬ ‫نسل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫حالل‬ ‫هذا‬ ‫حرمو ُه لـنا‬ ‫ُ‬ ‫نقل لحر ٍام ّ‬ ‫دولة الدراويش تبطن نقداً للقيم السائدة ف� الحقل ن‬ ‫الدي� ي ن‬ ‫ب� الناس ‪ ،‬تحاول استعادة منظومة قيم دينية أصيلة تقرن الجوهر بالمظهر‪ ،‬تحفر ف ي� أرض‬ ‫إىل‬ ‫الدعوة‬ ‫إن هذه‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫يّ‬ ‫وتعل بنيانها ف ي� مملكة الروح ‪.‬‬ ‫الجسد‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫شبل ميداناً جديد فاً‬ ‫وبعد نهذه النجميات الربع نقول ختاماً ‪ :‬إن الكوكب الذي ارتفع إىل السماء الدنيا ينور ويلمع هو حافظ ي‬ ‫شبل ‪ ..‬لقد افتتح عمر ي‬ ‫الش�ازي ي� شعر عمر ي‬ ‫الصو�‬ ‫العر� عامةً والشعر‬ ‫للباحث� مفتوحاً عىل عدة قطاعات شعرية وصوفية ‪ ،‬عربية وفارسية ‪ ..‬كما فتح مجاال ً لقراءات ي‬ ‫ي‬ ‫تفس�ية وتأويلية تضيف جديداً إىل مسار الشعر ب ي‬ ‫يّ‬ ‫خاصةً ‪.‬‬


‫ن‬ ‫الح ِّب والشهوة‬ ‫ما يب� ُ‬

‫ن‬ ‫طو� الخوري‬ ‫الخوري ي‬

‫اح�ام‪ ،‬ويضحي تعايش أ‬ ‫الح ّب إىل ت‬ ‫الزواج أمراً ال َم َف َّر منه‪ ،‬يفرض ذاته عليهم فرضاً‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يتحول ُ‬ ‫سنوات من الزواج ّ‬ ‫والجتماعية والدينية‪ ،‬أليس صحيحاً هذا‬ ‫تغي� الحال بسبب الموروثات الثقافية إ‬ ‫والكث� منهم ليس لديهم القدرة عىل ي‬ ‫ي‬ ‫القول؟!‪.‬‬

‫أنواع‬ ‫شباب‪ ،‬فسألته وسألتهم‪ ،‬عن ّ‬ ‫عل هذا السؤال ٌ‬ ‫شاب تك َّلم باسم مجموعة ٍ‬ ‫أي ُح ٍّب تتكلمون؟ ولكن هل َّثمة ٍ‬ ‫َطرح ي َّ‬ ‫بصوت واحد ًم َّتحد!‬ ‫الح ّب؟! أجابوا ك ّلهم‬ ‫ٍ‬ ‫من ُ‬ ‫كال‪ ،‬كال‪ ،‬ليس هناك ُح ّبان بل ُح ٌّب واحد‪ ،‬وهناك ما يُدعى ُحباً وهو َشهوة‪ .‬ونحن غا ِلباً ما نخ َل ُط ما ي ن‬ ‫الح ّب والشهوة‪،‬‬ ‫ب� ُ‬ ‫الثا� إىل أ‬ ‫ن‬ ‫ال ّول‪ ،‬ولك ّنه ليس كذ ِلك‪ .‬وساد صمت‪...‬‬ ‫فننسب ي‬ ‫ن‬ ‫دعو� أوضح لكم ث‬ ‫ال ي ن‬ ‫أك�‪ ،‬لتفهموا الفرق ي ن‬ ‫ثن�‪:‬‬ ‫ب� إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ال ّول يُعطي ن‬ ‫يأخذ‪.‬‬ ‫والثا� ُ‬ ‫ني‬ ‫أ‬ ‫مج ن‬ ‫والثا� انتفاعي ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا�‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ني‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫والثا� يستهلك‪.‬‬ ‫هب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫والثا� غضوب‪.‬‬ ‫ال ّول َصبور‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫تك�‪.‬‬ ‫والثا� ُم ب ِّ‬ ‫ال ّول ُمتواضع‪ ،‬ن ي‬ ‫أ‬ ‫قاس‪.‬‬ ‫اس‪،‬‬ ‫حس‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫والثا� ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ن ي‬ ‫أ‬ ‫والثا� حاسد‪.‬‬ ‫ح‪،‬‬ ‫فار‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫والثا� ف ّظ‪.‬‬ ‫الول لطيف‪ ،‬ن ي‬ ‫أ‬ ‫والثا� حقود‪.‬‬ ‫الول َسموح‪،‬‬ ‫ني‬ ‫أ‬ ‫والثا� ُمس َت ِقبح‪.‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ني‬ ‫أ‬ ‫والثا� ُمراوغ‪.‬‬ ‫ق‪،‬‬ ‫صاد‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫أ‬ ‫ستعبد‪.‬‬ ‫الول ُم َح ِّرر‪ ،‬ن ي‬ ‫والثا� ُم ِ‬ ‫أ‬ ‫والثا� مؤ ّقت‪.‬‬ ‫ال ّول َدا ِئم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يك� ويتأصل ويتأ ّل ُق مع الزمن‪ّ ،‬أمأ ن‬ ‫الثا� فيضعف وينهار مع الزمن‪.‬‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الحب الذي يجعلكم تقولون شل�يك أو شل�يكة حياتكم‬ ‫الح ّب‬ ‫حقيقة؛ ُ‬ ‫فإذا كنتم تُريدون ُ‬ ‫الح ّب الذي ال يذبل ويزول‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫سنوات طويلة من الزواج‪ ":‬شكراً ي ن‬ ‫مرات"‪ ،‬عليكم أن تبحثوا عنه‪ ،‬ال ي� الكُ تب والمجالت ودور السينما‬ ‫مرة سبع‬ ‫سبع�‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫التصال االجتماعي‪ ،‬بل ي� كتاب الحياة‪ :‬القائل‪ ":‬أيُّ َها ال َ ِح َّبا ُء‪ِ ،‬ل ُن ِح َّب بَ ْع ُض َنا بَ ْع ًضا‪ ،‬ل َ َّن ا ْل َم َح َّب َة ِه َي‬ ‫وغ�ها من وسائل إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ِم َن هللاِ‪َ ،‬وك ُُّل َم ْن يُ ِح ُّب َف َق ْد ُو ِل َد ِم َن هللاِ َويَ ْع ِر ُف هللاَ َ‪.‬و َم ْن ال َ يُ ِح ُّب َل ْم يَ ْع ِر ِف هللاَ‪ ،‬ل َ َّن هللاَ َم َح َّب ٌة‬



‫وكيفية عالجه‬ ‫الشعر‬ ‫تساقط‬ ‫أسباب‬ ‫ّ‬

‫الحد اد‬ ‫كا رال‬ ‫ّ‬

‫الشعر‪.‬‬ ‫إهتمامهن ‪ ،‬ويصرفن القسم األكبر من‬ ‫يركزن معظم‬ ‫يتجزأ من إطاللة اإلنسان‪،‬‬ ‫الشعر جزء اً ال‬ ‫النساء الّلواتي ّ‬ ‫أموالهن عند مصففي ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاصة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إالَّ َّ‬ ‫األساسية التي يعاني منها الرجل والمرأة على السواء‪.‬‬ ‫المشاكل‬ ‫من‬ ‫يعتبر‬ ‫عر‬ ‫الش‬ ‫أن تساقط ّ‬ ‫ّ‬ ‫فما هي أسباب التساقط وهل من عالجات له؟‬ ‫تساقط الشعر من كل فروة الرأس‪:‬‬ ‫التقد م في‬ ‫الشعر جراء‬ ‫الصلع‪ ،‬ينتج عن بطء في نمو دورة ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو األكثر شيوعاً ‪ ،‬ويشكل ‪ %08‬من الحاالت التي تأتي إلى العيادات‪ .‬هو نوع من ّ‬ ‫للشعر إلى الوراء لدى الرجال‪ ،‬في حين َّ‬ ‫أنه يبقى‬ ‫بالنساء‪ .‬يتراجع الخط األمامي ّ‬ ‫الرجال مقارن ًة ّ‬ ‫العمر‪ .‬هي مشكلة وراثية تبرز بنسبة أكبر لدى ّ‬ ‫َّ‬ ‫ولكن الشعر يصبح أخف‪.‬‬ ‫على حاله لدى المرأة‬ ‫النقص في الفيتامينات‪:‬‬ ‫من يعاني من نقص في الحديد أو من مشاكل في الغدة الدرقية‪ ،‬أو نقص في الفيتامين "د" أو من يتناول مضادات االلتهاب‪ ،‬قد يعاني من هذه‬ ‫إن خاليا بصلة الشعر تتأ ثّر بكمية الفيتامينات والحديد في‬ ‫المشكلة إذ ّ‬ ‫الجسم‪ ،‬في هذه الحاالت يجب على الفرد الخضوع لفحص دم للحصول على تشخيص صحيح‪.‬‬ ‫ا لثعلبة ‪:‬‬ ‫الثعلبة هي من األسباب التي تؤدي إلى بروز فراغات وبقع محددة تظهر في الغالبية لدى األطفال أو لدى الشبان‪ .‬هي بقع دائرية مساحتها ‪1‬‬ ‫سنتيمتر‪ .‬الثعلبة غير خطرة‪ ،‬وغير معدية بل ناتجة من زيادة المناعة في هذه المنطقة من فروة الرأس‪ .‬للثعلبة عالجات كثيرة منها العالجات‬ ‫الموضعية أو باألدوية لتخفيف زيادة المناعة في فروة الرأس‪ .‬ويمكن عبر الكريمات أو الحقن باإلبر المساهمة في تسريع نمو الشعر‪.‬‬

‫ا لفطريا ت‬ ‫تُسبب الفطريات إحمرا راً وحكة في فروة الرأس‪ .‬تبرز هذه الحالة بشكل أكبر لدى الصغار‪ ،‬حيث تنتشر بقع حمراء مع قشرة‪ ،‬وغالباً ما يرجع‬ ‫سببها إلى عدوى من الحيوانات‪ .‬تعالج هذه الفطريات بالكريمات أو الحبوب‪ .‬هذه الحاالت تستدعي إستشارة طبيب جلد وبدأ العالج مبكراً ‪.‬‬ ‫ا لعال جا ت‬ ‫تساقط الشعر بشكل كثيف يوجب إجراء فحص للدم وتناول أدوية خصوصاً إذا ما رافقه حكة ووجع وإحمرار وذلك لوقف التّساقط‪.‬‬ ‫الرأس ما يؤدي إلى نمو الشعر‬ ‫الد ورة‬ ‫الرأس يخضع المريض لعالجات موضعية تحسن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدموية في فروة ّ‬ ‫في حال تساقط الشعر من كل فروة ّ‬ ‫الشعرة أسمك‪.‬‬ ‫لتصبح ّ‬ ‫ماذا عن العالجات الطبيعية؟‬ ‫الزيت وغيره من المواد ال يؤثران في نمو الشعر إنما يجعله أنعم من الخارج‪ .‬أما العالجات الثانية أي الطرق التقليدية القديمة التي قد يلجأ‬ ‫طبية مدروسة‪.‬‬ ‫الندوب واإللتهابات‪ .‬لذا‪ ،‬من األفضل إعتماد عالجات‬ ‫إليها البعض هي حتماً مضرة وتؤدي إلى ُ‬ ‫ّ‬



‫نظرة ضعف‬

‫ماري ميشال اسحق‬

‫ن‬ ‫تفهمي� غلط بس اذا طريقك ع طريقي ت وصلك معي‪..‬‬ ‫واصل ؟ ما‬ ‫شو يا حلوة لوين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� تواجهها‬ ‫خلي� احملها عنك‪ ...‬هكذا تروي سوزان‬ ‫تفضل نعمل مشوار سوا ‪ ...‬بحمل عنك الشنطة؟‬ ‫ي‬ ‫العراقيل ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وهي متوجهة اىل عملها ي� كل يوم‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫التوعية‪..‬‬ ‫التفك� و جهل ي�‬ ‫كث�ة و مضايقات عىل مد عينك و النظر تكاد ال تنتهي‪ ..‬عهر ي�‬ ‫ي‬ ‫تعاب� ي‬ ‫ي‬ ‫هل لمجتمع ثك� فيه الفقر و الجهل ان يفقد االخالق و يذهب لالنحراف؟ هل باتت الفتاة عرضة لكل من شاء؟ هل‬ ‫النها فتاة تتحمل كل الضغوطات ‪..‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫خلقت ل َت ي ن‬ ‫الم�ل‪ .‬يقول احدهم الفتاة حرف ناقص واخر ضلع‬ ‫بق� ي�‬ ‫انك جاهلة و‬ ‫ِ‬ ‫الك عىل ِ‬ ‫ي� مجتمعنا ينظرون ِ‬ ‫ناقص ال قيمة لوجودها فهي سبب للعار اما الشاب فهو الخالص هو من يحمل اسم العائلة ‪.‬‬ ‫عن اين مستقبل نتحدث و عن اي وطن كيف يمكننا بناء وطن ثك�ت فيه قلة االخالق و الشواذ؟؟‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫ش‬ ‫� ء ما فينا شاذ يجعل‬ ‫ي� كل مرة نسمع فيها كلمة مسيئة او نظرة مخلة ن�عج و نعتقد بأننا عىل خطأ او انه ثمة ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫تجلب� العار و متعبة ‪..‬‬ ‫انت مصيبة‬ ‫االخر ينظر الينا هذه النظرات المقرفة‪ .‬ي� عيون البعض ِ‬ ‫ت‬ ‫ال� تق�ض ي عىل شخص بسبب جنسه و تحتم عليه امورا و تحرمه‬ ‫لم افهم قط هذة النظرة الجاهلة و المتعجرفة ي‬ ‫ن‬ ‫ان� سمعك ف ي� احد المقابالت احدا يقول ان الفتاة تجلب العار و عندما طرح عليه سؤال فيما‬ ‫من اخرى‪ .‬الغريب ي‬ ‫لو كانت الفتاة مغتصبة ( المظلومة من قبل وحش ت‬ ‫اف�سها) فقال انها قابلة لذلك و اال لم يتمكن من اغتصابها‪ ..‬و‬ ‫كأنه كان يغتصب الفتاة للمرة الثانية عندما جعلها هي المجرمة و اعفا عن المغتصب باطالق رصاحه والسبب النه‬ ‫ذكر ‪ ..‬اللعنة عىل مجتمع يفرق ي ن‬ ‫ب� رجل و امرأة ليخلق نوعا من الطبقية و التبعية و نوع من الطغيان ليبقى الرجل‬ ‫اقوى من االمرأة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫نب� و نحن نعزز للرجل فكرة التحرش طالما بن�ره منها ؟‬ ‫اي مجتمع ي‬ ‫ف� كل يوم نسمع قصة جديدة نقتعد اننا تجاوزنا التفرقة ي ن‬ ‫ب� الرجل و المرأة اال اننا لم نخرج قط من هذه الدوامة‬ ‫ي‬ ‫والتحرش اللفظي او الجسدي ي ز‬ ‫س�داد يوما بعد‬ ‫يوم الننا نسعى دائما البراء الرجل وابقاء المرأة العنرص االضعف‪.‬‬



‫الهمذا� البغدادية‬ ‫المقامة‬ ‫‬‫ن‬ ‫بديع الزمان‬ ‫ي‬

‫أ‬ ‫الج ْه ِد‬ ‫واد ٍّي يَ ُس ُ‬ ‫َح َّدثَ َنا ِع َيىس بْ ُن ِه َش ٍام ق َ​َال‪ْ :‬اش َت َه ْي ُت ال َ َزاذَ‪ ،‬وأَنَا ِب َبغْ َداذَ‪َ ،‬و َل ِي َس َم ْعي َعق ٌْد َعىل نَق ٍْد‪ ،‬ف َ​َخ ْر ْج ُت أَنْ َت ِه ُز َم َحا َّل ُه َح ت َّ� أَ َح َّل ِ ن ي� الكَ ْر َخ‪ ،‬ف َِإذَا أَنَا ِب َس ِ‬ ‫وق ِب َ‬ ‫ت‬ ‫واد ُّي‪َ :‬ل ْس ُت‬ ‫ِح ِم َار ُه‪َ ،‬ويَ َط ِّر ُف ِب َ‬ ‫الس ِ‬ ‫العق ِْد ِإ َز َار ُه‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬ظ ِف ْرنَا َوهللاِ ِب َص ْي ٍد‪َ ،‬و َح َّياكَ هللاُ أَبَا َزيْ ٍد‪ِ ،‬م ْن أَيْ َن أَق َْب ْل َت؟ َوأَيْ َن نَ َز ْل َت؟ َو َم َ� َواف َْي َت؟ َو َه ُل َّم ِإ َل َ‬ ‫الب ْي ِت‪َ ،‬فق َ​َال َّ‬ ‫الب ْع ِد‪ ،‬فَكَ ْي َف َح ُال أَ ِبيكَ ؟‬ ‫ِبأِبَ ي� َزيْ ٍد‪َ ،‬و َل ِك نِّ ي� أَبْو ُع َب ْي ٍد‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ :‬نَ َع ْم‪َ ،‬ل َع َن هللاُ َّ‬ ‫ان‪َ ،‬وأَبْ َع َد ال ِّن ْس َ‬ ‫الشي َط َ‬ ‫يان‪ ،‬أَنْ َسا ِنيكَ ُط ُول َ‬ ‫الع ْه ِد‪َ ،‬واتْ َص ُال ُ‬ ‫ون‪َ ،‬وال َ َح ْو َل وال َ قُو َة ِإالَّ ِبا ِ‬ ‫هلل‬ ‫اب بَ ْع ِدي؟ َفق َ​َال‪ْ :‬‬ ‫يع َع َل ِد ْم َن ِت ِه‪َ ،‬وأَ ْر ُجو أَ ْن يُ َص ي ِّ َ� ُه هللاُ ِإ َل َج َّن ِت ِه‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ِ :‬إنَّا هللِ ِوإنَّا ِإ َل ْي ِه َر ِاج ُع َ‬ ‫الر ِب ُ‬ ‫اب ك َ​َع ْهدي‪ ،‬أَ ْم َش َ‬ ‫أَ َش ٌ‬ ‫َقد نَ َب َت َّ‬ ‫ال�‪ِ .‬ت‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫الس ِ‬ ‫الع ِظيم‪َ ،‬و َم َد ْد ُت يَ َد ِالب َد ِار‪ِ ،‬إ يل ِ‬ ‫الص َد ِار‪ ،‬أُ ِر ُيد تَ ْم ِزيق َُه‪َ ،‬فق َ​َب َض َّ‬ ‫واد ُّي َعىل َخ ْ ِ‬ ‫الع ِ ي ِّ‬ ‫صي ِب ِج ُم ْع ِه‪َ ،‬وق َ​َال‪ :‬نَ َش ْدتُكَ هللاَ ال َم َّز ْق َت ُه‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬ه ُل َّم ِإىل ب َ ي ْ‬ ‫ت‬ ‫َاس َتف َّ​َزتْ ُه ُح َمةُ الق َ َِرم‪َ ،‬و َع َط َف ْت ُه َع ِاط ُفةُ ال َّلق َِم‪َ ،‬و َط ِم َع‪َ ،‬و َل ْم يَ ْع َل ْم أَنَّ ُه َوق َ​َع‪ ،‬ث َُّم أَتَ ْي َنا‬ ‫الس ُ‬ ‫وق أَق َْر ُب‪َ ،‬و َط َع ُام ُه أَ ْط َي ُب‪ ،‬ف ْ‬ ‫وق نَ ْش َ ِ� ِشوا ًء‪َ ،‬و ُّ‬ ‫نُ ِص ْب غ َ​َدا ًء‪ ،‬أَ ْو ِإ َل ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫َش َّوا ًء يَ َتقَا َط ُر ِش َواؤُ ُه َع َرقاً‪َ ،‬وتَ َت َسايَ ُل ُجوذَابَاتُ ُه َم َرقاً‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واء‪ ْ ،‬ت‬ ‫الس َّم ِاق‪ِ ،‬ليأَ ُك َل ُه أَبُو‬ ‫اف ِْر ْز لِب َ ي� َزيْ ٍد ِم ْن َهذا ِّ‬ ‫الح ْل ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫واء‪ ،‬ث َُّم ِز ْن َل ُه ِم ْن ِت ْلكَ َ‬ ‫َاق‪َ ،‬و ُر َّش َع َل ْي ِه َش ْي َئاً ِم ْن َم ِاء ُّ‬ ‫باق‪ ،‬وانْ ِض ْد َع َل ْي َها أَ ْو َر َاق ُّ‬ ‫الرق ِ‬ ‫واخ َ ْ� َل ُه ِم ْن ِت ْلكَ ال َ ْط ِ‬ ‫لس َو َج َل ْس ُت‪ ،‬وال يَ ِئ َس َوال يَ ِئ ْس ُت‪َ ،‬ح ت َّ� ْاس َتوف َْي َنا‪َ ،‬و ُق ْل ُت‬ ‫َزيْ ٍد َه َّنياً‪ ،‬فَأنْ ّخى َّ‬ ‫ورِه‪ ،‬ف َ​َج َعلها كَالك َْح ِل َس ْحقاً‪َ ،‬وكَال ِّط ْح ِن َدقْا‪ ،‬ث َُّم َج َ‬ ‫ورِه‪َ ،‬ع َل ُزبْ َد ِة تَ ُّن ِ‬ ‫الشوا ُء ِب َسا ُط ِ‬ ‫الح ْل َوى‪:‬‬ ‫ِل َص ِاح ِب َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الع ْمر‪ ،‬يَ ْو ِمي ال َّن ش ْ�‪َ ،‬ر ِق َيق ِ ش‬ ‫َ�‬ ‫الح ْشو‪ُ ،‬ل ْؤ ُل ِؤ َّي ُّ‬ ‫وق‪َ ،‬وأَ ْم�ض َ ِ ي� ُ‬ ‫�‪ ،‬ك َِث ِ‬ ‫وزينج ِر ْط َل ي ْ ِن� َف ْه َو أَ ْج َرى ِ ي� ُ‬ ‫يف َ‬ ‫ِز ْن لب َ ي� َزيْ ٍد ِم َن ال ُّل ِ‬ ‫وق‪َ ،‬و ْل َيك ُْن َل ْيلَّ ي ُ ِ‬ ‫الح ْل ِ‬ ‫الع ُر ِ‬ ‫َّ‬ ‫الق ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ْه ِن‪ ،‬ك َْوك ب ي َّ‬ ‫ت‬ ‫� ْاس َت ْوف َْي َنا ُه‪ ،‬ث َُّم ُق ْل ُت‪ :‬يَا أَبَا َزيْ ٍد َما أَ ْح َو َج َنا ِإ َل َم ٍاء‬ ‫الم ْض ِغ‪ِ ،‬ل َيأْ ُك َل ُه أَبَو َزيْ ٍد َه ِن َّياً‪ ،‬ق َ​َال‪ :‬ف َ​َو َزنَ ُه ث َُّم ق َ​َع َد َوق ْ‬ ‫َالص ْم ِغ‪ ،‬ق َْب َل َ‬ ‫وب ك َّ‬ ‫ال َّل ْو ِن‪ ،‬يَذُ ُ‬ ‫َعد ُت‪َ ،‬و َج َّر َد َو َج َّر ْد ُت‪َ ،‬ح َّ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ماء‪ ،‬ث َُّم َخ َر ْج ُت َو َج َل ْس ُت ِب َح ْي ُث أَ َرا ُه وال َ يَ َر ِ ن يا�‬ ‫� ِبة ٍ‬ ‫الص َّارةَ‪َ ،‬ويَفْثأَ ِ‬ ‫هذ ِه ال ُّلق َ​َم َ‬ ‫يُ َش ْع ِش ُع ِبال َّث ْل ِج‪ِ ،‬ل َيق َْم َع َه ِذ ِه َّ‬ ‫الح َّارةَ‪ْ ،‬اج ِل ْس يَا أَبَا َزيْ ٍد َح َّ� نأْ ِتيكَ ِب َس َّق ٍاء‪ ،‬يَأْ ِتيكَ ِب َ ْ‬ ‫الش َّوا ُء ِب ِإ َز ِارِه‪َ ،‬وق َ​َال‪ :‬أَيْ َن ث َ​َم ُن ما أَ َك ْل َت؟‬ ‫واد ُّي ِإ َل ِح َم ِارِه‪ ،‬فَا ْع َت َل َق َّ‬ ‫أَنْ ُظ ُر َما يَ ْص َن ُع‪َ ،‬ف َل َّما أَبْ َط ُ‬ ‫الس ِ‬ ‫أت َع َل ْي ِه ق َ​َام َّ‬ ‫ش‬ ‫الس َو ِاد ُّي يَ ْب ِ يك َويَ ُح ُّل ُعق َ​َد ُه‬ ‫َفق َ​َال‪ :‬أَبُو َزيْ ٍد‪ :‬أَ َك ْل ُت ُه َض ْي َفاً‪َ ،‬ف َلك َ​َم ُه َلك َْمةً ‪َ ،‬وث نَّ​َ� َع َل ْي ِه ِب َل ْط َم ٍة‪ ،‬ث َُّم ق َ​َال َّ‬ ‫الش َّوا ُء‪َ :‬هاكَ ‪َ ،‬و َم ت َ� َد َع ْونَاكَ ؟ ِز ْن يَا أَ َخا ِ‬ ‫� َ‬ ‫ين‪ ،‬ف َ​َج َع َل َّ‬ ‫الق َح ِة ِع ْ ِ‬ ‫ُول‪ :‬ك َْم ُق ْل ُت ِلذَ اكَ الق َُريْ ِد‪ ،‬أَنَا أَبُو ُع َب ْي ٍد‪َ ،‬و ْه َو يَق ُ‬ ‫ِبأَ ْس َنا ِن ِه َويَق ُ‬ ‫ُول‪ :‬أَنْ َت أَبُو َزيْ ٍد‪َ ،‬فأَنْ َش ْد ُت‪:‬‬ ‫آلـه *** ال َ تَق ُْع َد َّن ِبك ُِّل َحـا َل ْـه‬ ‫أَ ْع ِم ْل ِل ِر ْز ِقكَ ك َُّل ْ‬ ‫َالم ْر ُء يَ ْع ِج ُز ال َ َم َحا َل ْه‬ ‫َوانْ َه ْض ِبك ُِّل َع ِظ َـي ٍمة *** ف َ‬




‫أ‬ ‫مفتاح الناقة‪ ...‬ترتيب المالبس‬

‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫رس أناقة المالبس يكمن ف ي� المداومة عىل ترتيبها بشكل منظم داخل الخزانة المخصصة لها تج ّنبا لتعرضها لل ّتلف‪.‬‬ ‫ّ‬

‫عديدة هي أ‬ ‫الساليب إلستيعاب الخزانة لجميع المالبس بشكل منظم وأنيق‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫*تقسيم المالبس‬ ‫ف‬ ‫�ض‬ ‫ن‬ ‫يجب تصنيف المالبس بحسب النوع واللون‪ :‬ال يجب الخلط يب� المالبس الداخلية والقمصان والرسوايل ووضعها ي� مكان واحد‪ ،‬بل من ال وري‬ ‫تخصيص درج أو رف لكل نوع من هذه المالبس‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تتشابه ف ي� اللون‪ ،‬يجب توضيبها بعضها مع البعض‪ ،‬المر الذي يعطي تناسقا وتناغما من ناحية‪ ،‬ويسهل الوصول إىل قطع المالبس‬ ‫ّأما المالبس ي‬ ‫عند االحتياج إليها من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫*تنظيم الحقائب والمجوهرات‬ ‫الفضل تعليق الحقائب معا ف� مكان واحد ف� الخزانة‪ ،‬أ‬ ‫من أ‬ ‫المر الذي يؤدي إىل الحفاظ عليها وعدم إلحاق ال�ض ر بها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ً ي‬ ‫الحل والمجوهرات ف ي� درج مناسب ومغلق بإحكام وبشكل جيد من أجل حمايتها والحفاظ عليها وعىل رونقها‪.‬‬ ‫كما أنّه ال بد من وضع ي‬ ‫* فصل أزواج المالبس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫معا تبدو ي� غاية الناقة والشياكة‪ ،‬لكن المر يبدو ً‬ ‫ممل وفافدا للسحر والجنال مع‬ ‫بعض المالبس مؤ ّلفة من‬ ‫قطعت�‪ :‬علوية وسفلية‪ ،‬وعند ارتدائها ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫غي�‪.‬‬ ‫تكرار ذلك عدة مرات‪ .‬لذلك من الفضل فصلها ي� الخزانة والعمل عىل ارتداء كل قطعة بمفردها مع قطعة أخرى من المالبس‪ ،‬وذلك للتجديد وال ّت ي‬ ‫*المالبس وفقا للمناسبات‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وبالتال من الفضل فرز المالبس داخل‬ ‫ال� نرتديها للرياضة‪ ،‬للتسوق‪ ،‬أو الحفالت والمناسبات الخاصة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ال� نرتديها ي� العمل تختلف عن تلك ي‬ ‫المالبس ي‬ ‫الخزانة حسب نوع المناسبة‪.‬‬ ‫*تعليق المالبس عىل الشماعات‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫وغ�ها‬ ‫تعليق المالبس عىل الشماعات يحافظ عىل المالبس نظيفة ومرتبة وأنيقة‪ .‬هذا المر ال يقترص فقط عىل الرساويل والس�ات والقمصان‬ ‫والفسات� ي‬ ‫ي‬ ‫وح� أ‬ ‫من المالبس المختلفة‪ ،‬بل يشمل أ‬ ‫الوشحة والحقائب ت‬ ‫الحذية‪.‬‬ ‫*طي المالبس والقمصان بشكل صحيح‬ ‫ت‬ ‫ال� يمكن أن تستوعبها أدراج الخزانة‪.‬‬ ‫توف� مزيد من المساحات‪،‬‬ ‫طي المالبس بالطريقة الصحيحة يؤدي إىل ي‬ ‫وبالتال يزيد ّ‬ ‫ي‬ ‫كم المالبس ي‬ ‫وت�ك أ‬ ‫أخ�ا‪ ،‬توضيب المالبس أمر ال يتط ّلب سوى خمس دقائق يوميا‪ ،‬لذلك ال تهمل هذا أ‬ ‫المور تصل إىل ض‬ ‫المر ت‬ ‫الفو� العارمة داخل الغرفة والخزانة‪.‬‬ ‫ي‬


‫ف‬ ‫ن‬ ‫نسا�‪:‬‬ ‫أالرمز ي�‬ ‫العر� القديم‪ ،‬والشعر إ‬ ‫ال ي‬ ‫الشعر ب ي‬ ‫الستاذة أميمة مظلوم‬

‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� َ‬ ‫هدف‬ ‫وغ�ها ي‬ ‫العر� القديم‪" :‬زرقاء اليمامة"‪ ،‬و"ل َُبد" نرس لقمان‪ ،‬والجن‪ ،‬والدين‪ ،‬ي‬ ‫سؤال مطروح منذ كان الشعر‪ .‬ومن رموزه ي� أدبنا ب ي‬ ‫كث�‪ .‬وسنورد أمثلة من شعرنا القديم لتبيان الداللة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� يعتذر بها من النعمان بن المنذر‪:‬‬ ‫الرم ُز إليها‪ :‬يقول النابغة ي� قصيدته الطويلة ي‬ ‫الثمد‬ ‫الحي إذ ْ‬ ‫وارد ِ‬ ‫حمام ش� ٍاع ِ‬ ‫نظرت إىل ٍ‬ ‫كحكم ِ‬ ‫واحكم ِ‬ ‫ْ‬ ‫فتاة ِّ‬ ‫إىل حمامتنا أو نصفه فق َِد‬ ‫الحمام لنا‬ ‫قالت أال ليتما هذا‬ ‫ُ‬ ‫فحسبوه فألفَو ُه كما ذكرت تسعاً‬ ‫تزد‬ ‫ي نَ‬ ‫وتسع� لم تنقص ولم ِ‬ ‫َّ‬

‫ويقول أ‬ ‫ال ش‬ ‫ع�‪:‬‬

‫قلت ِعموا ظالما‬ ‫فقلت َ‬ ‫الجن ُ‬ ‫أتوا ناري‪ُ ،‬‬ ‫منون أنتم فقالوا‪ُّ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ويقول امرؤ القيس‪:‬‬ ‫ِ ن‬ ‫انتقيت‬ ‫شعرهن‬ ‫شئت من‬ ‫ُ‬ ‫الجن أشعارها فما ُ‬ ‫َّ‬ ‫ن� ُّ‬ ‫تلق ي‬ ‫ن‬ ‫ويقول متباهياً بشيطان شعره عىل شيطان منافسه‪" :‬شيطانه ث‬ ‫ذكر"‬ ‫أن�‬ ‫ي‬ ‫وشيطا� ْ‬ ‫ن‬ ‫الذبيا� أيضاً‪:‬‬ ‫ويقول النابغة‬ ‫ي‬ ‫أخ� عليها الذي ن‬ ‫أضحت خال ًء وأضحى أهلها احتملوا ن‬ ‫أخ� عىل ل َُب ِد‬ ‫ْ‬ ‫زه� بن ب يأ� سلمى‪ ،‬وقبل ظهور إالسالم‪:‬‬ ‫ويقول ي‬ ‫يعلم‬ ‫تكتمن هللاَ ما ف ي�‬ ‫فال‬ ‫نفوسكم ليخفى ومهما يُكْ َت ِم هللاُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫خر ليوم الحساب أو يُ َع َّج ْل ُفي ْنق َِم‬ ‫يؤخ ْر‬ ‫َّ‬ ‫كتاب ّ‬ ‫ْ‬ ‫فيد ْ‬ ‫فيوضع ي� ٍ‬ ‫نفسه يتلقى الوحي من الغيب‪:‬‬ ‫ويقول أمية بن ب يأ� الصلت متصوراً َ‬ ‫َّلب ْيكما َّلبيكما ها أنذا لديْكُما‬ ‫"س�يف" و "واللياذة" و"النياذة" أ‬ ‫نسا� أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫السطوري "ملحمة جلجامش"‪ ،‬وأسطورة ي ز‬ ‫و"الوذيسة"‪.‬‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ومن الرموز الخالدة ي� الشعر إال ي‬ ‫ف‬ ‫العر� مع نمو الثقافة العربية إالسالمية‪ ،‬ومع ازدهار الصوفية‪ ،‬حيث صار الحبيب رمزاً هلل‪ ،‬وصارت الخمرة ترمز للذوبان ف ي� الذات العظمى‪ ،‬وصار صفاء الكأس وجه‬ ‫وقد نما الرمز ي� الشعر ب ي‬ ‫الحبيب‪ ،‬يقول ابن الفارض‪:‬‬ ‫ش‬ ‫ذكر الحبيب مدامةً‬ ‫الكر ُم‬ ‫سكرنا بها من قبل أن يُخل َ​َق ْ‬ ‫ْ‬ ‫�بنا عىل ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� ذكرناها؟‬ ‫فما هي ‪ ،‬وبإيجاز‪ ،‬داللة الرمز ي� النماذج ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� استطاعت أن‬ ‫ال� ذكر فيها زرقاء اليمامة "فتاة الحي" إشارة إىل لفت نظر النعمان الذي أُ ِخذ بأقوال الوشاة وراح يهدد الشاعر إىل أن يكون دقيقاً ي� حكمه كزرقاء اليمامة ي‬ ‫ي� أبيات النابغة ي‬ ‫ف أ‬ ‫ف‬ ‫العر�‪.‬‬ ‫تحص عدد الحمام وهو طائر ي� رسبه بالفضاء‪ ،‬وقصة زرقاء اليمامة وحدة برصها معروفة ي� الدب ب ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫التعب� عن قبوله زيارتهم لقال عموا مساء‪ .‬إن استعمال كلمة الظالم‬ ‫‪":‬ع ُموا ظالما"‪ ،‬ولوا أراد‬ ‫رمز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وع� عن خوفه بقوله ِ‬ ‫و� بيت الع� ٌ‬ ‫للتعب� عن خوفه من زيارة الجن له تحت الظالم‪ ،‬ب ّ‬ ‫ي‬ ‫تعب� دقيق عن مشاعره المتشائمة من زيارة الجن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الشياء كلها مهما تعاقبت عىل وجودها أ‬ ‫ال� تغمر أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الزمنة‪ ،‬وقد رمز بهذا النرس للتدليل عىل أطالل قوم‬ ‫و� بيت النابغة استخدم أسطورة نرس لقمان الذي طال عمره ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫كث�ا ليؤكد حتمية الفناء ي‬ ‫ت‬ ‫ال� صارت أثراً بعد ي ن‬ ‫ع�‪.‬‬ ‫حبيبته ي‬ ‫الدي� ف� معلقة زه� بن أ� سلمى استسالم لقدرة الخالق عىل استجالء خفايا النفس النسانية‪ ،‬ليحذر آ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ال ي ن‬ ‫ثم� من مغبة إثمهم‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫و� الرمز ي ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫نز‬ ‫العر� قال فيه‪" :‬هذا ٌ‬ ‫رجل آمن لسانه‬ ‫و� بيت أمية بن ب يأ� الصلت استلهام لمع� الوحي‪ ،‬وكان أمية بن ب يأ� الصلت يعتقد أن وحياً سي�ل عليه‪ .‬وشعره مملوء بالرموز الدينية‪ ،‬رغم أن الرسول ب ي‬ ‫ي‬ ‫وكفر قلبه"‪.‬‬ ‫س�يف يهدف إىل تبيان غضب آلهة أ‬ ‫والرمز أ‬ ‫أ‬ ‫ال� كانت ملكاً لكب� آ‬ ‫ت‬ ‫اللهة "زوس"‪ ،‬الذي حكم عىل ي ز‬ ‫الولمب عىل ي ز‬ ‫السطوري ف� ي ز‬ ‫زل بنقل الصخرة إىل الجلجلة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫س�يف بالعذاب ال ي‬ ‫س�يف سارق النار ي‬ ‫المم أ‬ ‫الدب العر�‪ ،‬ووظفت توظيفاً مع�اً عن معاناة عىل مستوى أ‬ ‫س�يف إىل أ‬ ‫وقبل الوصول تنحدر الصخرة ليعيد تكرار نقلها‪ ،‬وقد نقلت أسطورة ي ز‬ ‫والفراد‪ ،‬كما ف ي� قول بدر شاكر السياب‪:‬‬ ‫ب‬ ‫بي ُ ِ ْ‬



‫المم أ‬ ‫الدب العر�‪ ،‬ووظفت توظيفاً مع�اً عن معاناة عىل مستوى أ‬ ‫س�يف إىل أ‬ ‫وقبل الوصول تنحدر الصخرة ليعيد تكرار نقلها‪ ،‬وقد نقلت أسطورة ي ز‬ ‫والفراد‪ ،‬كما ف ي� قول بدر شاكر السياب‪:‬‬ ‫ب‬ ‫بي ُ ِ ْ‬ ‫صعب هو ق‬ ‫المر� إىل الجلجلةْ‬ ‫ٌ‬ ‫والصخر يا ي ز‬ ‫أثقله‬ ‫"س� ُيف" ما ْ‬ ‫"س� ُيف"‪ ،‬إن الصخر َة آ‬ ‫يز‬ ‫الخرون‬

‫السطوري ف� هذه أ‬ ‫وتوظيف الرمز أ‬ ‫البيات رائع وهادف‪.‬‬ ‫ي‬

‫وسجلت مآثر العدو أيضاً‪.‬‬ ‫هوم�وس خوارق البطولة اليونانية‪،‬‬ ‫وروت إلياذة ي‬ ‫ْ‬ ‫تعب�اً عن شوق إالنسان إىل الخلود‪ ،‬ومحاولة الخالص من الموت‪.‬‬ ‫وكانت ملحمة "جلجامش" برمزيتها العالية ي‬ ‫******‬




‫رفيق الصيف‪ ...‬كوب الماء‬ ‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫أهمية كبرى في حياة اإلنسان‪ ،‬فالبعض يلجأ اليه كوسيلة سحرية لخسارة الوزن فيما البعض اآلخر‬ ‫للماء فوائد و ّ‬ ‫ر ضرورياً في حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫يعمل جاهداً على ادخاله في نظامه الغذائي كونه عنص اً‬ ‫ررة‪ ،‬تكثر اإلرشادات والنصائح حول اهمية اإلكثار من شرب‬ ‫مع إقتراب فصل الصيف وإرتفاع درجات الح ا‬ ‫الماء‪.‬‬ ‫ررة ولعطش؟‬ ‫هل من عالقة بين الح ا‬ ‫وما هي عواقب عدم نشرب الكمية الكافية يوميا من الماء؟‬ ‫ر لكل‬ ‫على اإلنسان ان يشرب يومياً بين ليتر وليترين‪ ،‬في حين يجب على األوالد شرب ما يقارب الـ ‪ 55‬ميللت اً‬ ‫كيلو يومياً‪ .‬تعتبر هذه الكيمة األمثل في الحياة اليومية وقد تزيد النسبة قليالً في فصل الصيف شرط ان ال‬ ‫تتعدى ‪ 3‬ليترات يومياً تجنباً ألي مشاكل في الكلى‪.‬‬ ‫النقص في الماء بنسبة ‪ %2-1‬يؤدي الى اعراض صحية مزعجة منها‪ :‬الصداع‪ ،‬الدوخة والشعور باإلرهاق‬ ‫والتعب‪ ،‬في حين تزداد االعراض خطورة في حال ارتفعت نسبة النقص الى ‪ %5‬ما يؤدي الى حالة اإلغماء‬ ‫وتستوجب الدخول الى المستشفى‪.‬‬ ‫في حال وصلت نسبة النقص الى ‪ %21-01‬فإن ذلك يؤدي الى الوفاة‪ .‬من هنا علينا ان نحرص على شرب‬ ‫الكمية المطلوبة يومياً بكل الطرق والحيل واألهم ان ُنبقي زجاجة الماء قربنا‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر ان حاسة العطش ليست دليالً على العطش وهي تختلف بين شخص وآخر‪ .‬من هنا علينا ان‬ ‫نشرب طيلة الوقت وليس عند الشعور بالعطش فقط‪ ،‬ألن العطش قد يشكل دليال على نقص الماء في الجسم‪.‬‬ ‫من الضروري شرب الماء طيلة اليوم وال سيما قبل نصف ساعة من األكل وبعد ساعة من انتهاء الوجبة‪.‬‬ ‫المشروبات الغازية والطبيعية ال تحل مكان الماء‪.‬‬



‫أ‬ ‫ين‬ ‫هاشم‬ ‫السيوف‪ ،‬والرومة‬ ‫أم�‬ ‫أم�‬ ‫المؤمن� ‪ ،‬وسي ُف ُه ي‬ ‫عل ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي ٌّ‬ ‫شبل‬ ‫عمر ي‬ ‫يا إمامي وأمامي‬

‫ش‬ ‫ب�‬ ‫أيها ُ‬ ‫القائم فينا طالما نحن ْ‬ ‫عل‬ ‫يا ي‬ ‫أ‬ ‫ال ف‬ ‫إظهر‬ ‫بلج ي� ِ‬ ‫أيها ُ‬ ‫ظلمة هذا الكون ْ‬ ‫أعطنا نوراً فإنا مظلمون‬ ‫العال فإنا ظامئون‬ ‫أسقنا من بابك ي‬ ‫*****‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تؤم صالتنا‬ ‫و� المسجد القىص ُّ‬ ‫ي‬ ‫تعص وال أنت راجع‬ ‫"خي�"‬ ‫فال ب ٌ‬ ‫ي‬ ‫ينجل‬ ‫ي‬ ‫الفتح‪ ،‬والنرص ي‬ ‫بغ� وسام ِ‬ ‫وصدر ُه‬ ‫محمد تلميذُ السماء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عل‬ ‫مدينةُ ٍ‬ ‫علم بابُها أنت يا ي‬ ‫وآخاكَ ‪ ،‬ت‬ ‫قسيم ُه‬ ‫رصت َ‬ ‫ح� َ‬ ‫أنت َ‬ ‫يكم ِل‬ ‫يقتسمه‬ ‫ومن‬ ‫صاحب الغار ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫*****‬ ‫أحس ضيا ًء منك مل َء جوانحي‬ ‫ابن عمي ما الذي‬ ‫ِ‬ ‫فقال‪َ :‬‬ ‫تفعالنه ّ‬ ‫ف‬ ‫دين التسامح‬ ‫شاور أباكَ‬ ‫بطاعة لتدخل ي� إال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فقال له‪ْ :‬‬ ‫سالم ِ‬ ‫فعاد ف‬ ‫جريء مكافح‬ ‫جندي‬ ‫غد متهلـِّال ً بإيمان‬ ‫ٍ‬ ‫عل ي� ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ي ٌّ‬ ‫يشاور ُه بر� ي ن‬ ‫ح� صاغ مالمحي‬ ‫أشاور ب يأ�‪ ،‬فلم‬ ‫عل‪ :‬لم‬ ‫ْ‬ ‫ْ ي‬ ‫وقال ي ٌّ‬ ‫الرحمن ما هو مانحي‬ ‫عل وخذ يدي سيمنحكَ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تقدم إلينا يا ي ُّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫فاتح‬ ‫ي‬ ‫و� اليوم هذا ّ‬ ‫كر َم هللاُ وج َهه وصار ف� إالسالم ّأو َل ِ‬ ‫*****‬ ‫قد ظمئنا ف ي� التحاريق لمائكْ‬ ‫تقدم لم يعد ماؤك‬ ‫أيها النهر ْ‬ ‫يجري كالصهيل‬ ‫يافرات‬

‫أ‬ ‫رض الموات‬ ‫أبقظ ال َ‬ ‫ِ‬ ‫عل‬ ‫وامتشق صوت ي‬ ‫عل‬ ‫يا ي‬ ‫أي رمل داست الخيل عليه‬ ‫ثم لم ينبت عليه المستحيل‬ ‫لليمان صوتاً تتهجاه الخيول‬ ‫إن إ‬ ‫كنت وكانت‬ ‫أينما َ‬

‫عل‬ ‫وتمسح َ‬ ‫حزن ِ‬ ‫ُ‬ ‫القدس كفـُّكَ يا ي‬


‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ال� قاتلته‬ ‫كان‬ ‫يشعل إيمانه فتسو ُّد ُّكل الوجوه ي‬ ‫كان يشبه شمساً‬ ‫ولكن عىل أ‬ ‫الرض كانت‬ ‫*****‬ ‫هو ساحل الروح الذي‬ ‫السفن‬ ‫تأوي إليه ف ي� عواصفها‬ ‫ْ‬ ‫******‬ ‫عندما يقتلنا نهر الفرات‬ ‫ُ‬ ‫يجف‬ ‫النهر لماذا لم ّ‬ ‫نسأل َ‬ ‫ش‬ ‫العط� ومن‬ ‫خجال ً من خيلك‬ ‫وجه السماء‬ ‫أيها النهر لماذا ال تفيض‬ ‫قد ظمئنا ف ي� التحاريق لمائكْ‬ ‫تقدم لم يعد ماؤك‬ ‫أيها النهر ْ‬ ‫يجري كالصهيل‬ ‫يافرات‬

‫أ‬ ‫رض الموات‬ ‫أبقظ ال َ‬ ‫ِ‬ ‫عل‬ ‫وامتشق صوت ي‬ ‫عل‬ ‫يا ي‬ ‫أي رمل داست الخيل عليه‬ ‫ثم لم ينبت عليه المستحيل‬ ‫لليمان صوتاً تتهجاه الخيول‬ ‫إن إ‬ ‫كنت وكانت‬ ‫أينما َ‬



‫نبال رعد‬ ‫والتهمة تحرش ن‬ ‫بال�جس‬ ‫ن‬ ‫اتا� ذات حب يحوم‬ ‫ي‬ ‫يدور ف ي� الفناء ثم يجلس‬ ‫راقبته ورحت لحركاته أدرس‬ ‫ُ‬ ‫اسجل التنهيد َة ان هو اطلقها‬ ‫ف‬ ‫يحبس‬ ‫او كم كان منها ي� ِ‬ ‫الفؤاد ُ‬ ‫تجف دمي كلما‬ ‫وير ُ‬ ‫بع‬ ‫بقلم ال ُهيام َط َ‬ ‫عىل صفحات القلب‬ ‫ما رأى أو َس ِم َع‬ ‫ف‬ ‫اختناق ي� ال َن َفس ْ‬ ‫سار ٌع ف ي� ال ّن ْب ِض او‬ ‫ٌ‬ ‫تَ ُ‬ ‫ن‬ ‫تلعن ما م�ض‬ ‫الحب ُ‬ ‫كانت تي‬ ‫ثوا� ِ‬ ‫آ‬ ‫وتلعن ال ي�‬ ‫ُ‬ ‫تكفر بكل آهات الغرام‬ ‫ُ‬ ‫فهل الحب حرام ؟‬ ‫سيم‬ ‫قي ُد ال ّن ُ‬ ‫أم هل يُ ّ‬ ‫ثغر‬ ‫او يُ ُ‬ ‫منع من ِ‬ ‫لثم ٍ‬ ‫عر‬ ‫ِ‬ ‫لمس َش ٍ‬ ‫شم صدر‬ ‫ِّ‬ ‫هل وهل‬ ‫القيد حول الهوى‬ ‫سي ْحك َُم ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحراكْ‬ ‫سيظل‬ ‫النسيم مكبال ُس ِل َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫والحب آن‬ ‫العناق‬ ‫أوان‬ ‫ْ‬ ‫وآن ُ‬ ‫عانَ َق ْت ُه بحبل ت‬ ‫الحياة‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫مه� ٍئ َ‬ ‫ٍ‬ ‫احكمت العناق‬ ‫ربطت وريده‬ ‫تململ متفلتا‬ ‫هب ْت‬ ‫همست‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫كعاصفة َّ‬ ‫أَ ْص َد َر ْت أمر الغرام‬ ‫تهمتك تحرش وخيانه‬ ‫رأيتك تالمس الزمان‬ ‫ت‬ ‫تس�ق المكان‬ ‫تختطف الروح‬ ‫تحطم وتؤلم‬

‫وتارة من مس لطفك‬ ‫تكاد الروح تسلم‬ ‫قد آن يل أن أسجنك‬ ‫والعقوبة أن ال مساس‬ ‫زنز ت‬ ‫ان� عذراء ُط ِل َي ْت بآيات العفاف‬ ‫ي‬ ‫من نوافذها ت‬ ‫تس�ق الشمس النظر‬ ‫ال ل ُت ْن ِذ َر بالحياة‬ ‫ت‬ ‫ان� ال نور فيها‬ ‫زنز ي‬ ‫فمالذك فيها الصالة‬ ‫تستغفر‬ ‫ستظل أُ ّم ًة‬ ‫ُ‬ ‫تتمتم بالكلمات التامات‬ ‫وتح ُل ُف‬ ‫بالعشق بالوله بالغرام‬ ‫ت‬ ‫توبة‬ ‫ح� إذا ِن ْلت َ كرامة ٍ‬ ‫وذابت منك العظام‬ ‫اطلقت رساحك حينها‬ ‫ف� روضة ن‬ ‫ال�جس‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫س�‬ ‫يا ايها ال َن َسم ال ي‬ ‫عشقت رصت جالدا‬ ‫انا إن‬ ‫ُ‬ ‫امتلكت الهوى‬ ‫وان‬ ‫ُ‬ ‫ش‬ ‫�ء ينفذُ‬ ‫أقفال‬ ‫ي‬ ‫ال ي‬ ‫ش‬ ‫أغالل‬ ‫يكس ي‬ ‫ال ي‬ ‫�ء ِ ُ‬ ‫قبلة تُردي قتيال ً‬ ‫سوى ٍ‬ ‫يطبعها‬ ‫الحب من ُ‬ ‫ُ‬ ‫بحك ِْم ِّ‬ ‫ن‬ ‫عىل شفاه ال�جس‬ ‫ •‬


‫ف‬ ‫ت‬ ‫ان�‪.‬‬ ‫النسيم العليل ي� زنز ي‬


‫أم� البنفسج‬ ‫ي‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫حطمت�‬ ‫عذبت� بالصمت بل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫لهف� وحريقي‬ ‫فاطفئ بنارك‬ ‫ي‬

‫الجنا�‬ ‫الشاعرة بلقيس ‪ :‬إكرام‬ ‫بي‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫فأجاء�‬ ‫الحن� بخافقي‬ ‫عصف‬ ‫ي‬ ‫أل رى الذي بالشهد بلل ريقي‬

‫أ‬ ‫إمل بمائك سائغا إبريقي‬

‫متهلل أ‬ ‫ال عطاف نز‬ ‫ي�ف صامتا‬

‫هذا هو الحب الذي ما إن خبا‬

‫ويذوب قبل اللمس من تحديقي‬

‫ت‬ ‫ح� يعود كطائر الفينيق‬

‫هو ال يرى يغ�ي ولم أر يغ�ه‬

‫الحب ما ال ينتهي فإذا انتهى‬

‫الضيق‬ ‫عند الرخاء وعند وقت‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫طلس يمامة‬ ‫ْ‬ ‫رفرفت فوق ال ي‬

‫يغدو كأسوأ صاحب وصديق‬ ‫ما أقرص اللقيا فهل من عودة‬

‫وهدلت فوق سواحل البلطيق‬ ‫ْ‬

‫بلقاء حب عاصف وحقيقي؟‬

‫ن‬ ‫فأعاد�‬ ‫وقف الزمان برهبة‬ ‫ي‬ ‫تزويق‬ ‫تلميذة من دونما‬ ‫ِ‬ ‫قد عاد نصف العمر إذ أبرصته‬ ‫ووثبت مثل الريم نحو عشيقى‬ ‫نهر الهوى‬ ‫ومشيت حافية عىل ِ‬ ‫ف ي� روض حب وارف ووريق‬ ‫أ‬ ‫وفيت بالوعد الذي أطلقته‬ ‫وأتيت واثقة الخطى بطريقي‬ ‫خبأت عطري للذي لما يزل‬ ‫ما ي ن‬ ‫ب� نب�ض ي غافيا وشهيقي‬ ‫وأتيت أنصت للعراق لشاعر‬ ‫لواله ما أفرطت ف ي� تحليقي‬ ‫ئ‬ ‫با� ) فازدهى‬ ‫قد ضم منه ( الحاء ) ( ي‬ ‫وعقيق‬ ‫( حب ) بأندر لؤلؤ‬ ‫ِ‬ ‫وتألقت عيناه ي ن‬ ‫ح� رأيته‬ ‫وعليه محنة يوسف الصديق‬ ‫عانقت فيه شهامة ورجولة‬ ‫ﻷم� عز تم�ف وعريق‬ ‫ي‬ ‫وغفوت من ولهي ولم أحفل بمن‬ ‫أجمل وأفيقي!‬ ‫قالوا ‪ :‬رويدك‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫� ء رمته‬ ‫لك يا ي‬ ‫أم�ي كل ي‬ ‫ت‬ ‫وإليك وحدك‬ ‫خمر� ورحيقي‬ ‫ي‬

‫يا ابن سومر والفرات وبابل‬

‫‪PRUP‬‬


‫التاجر املستو ِدع حديدا‬

‫القرود والطائر والر ُجل‬ ‫زعموا أن جامعة من القردة كانوا ساكنني‬ ‫يف جبل‪ .‬فالتمسوا* يف ليلة باردة ذات‬ ‫رياح و أمطار نارا فلم يجدوا‪.‬‬ ‫فرأوا يراعة* تطري كأنها رشارة نار‬ ‫‪ ,‬فظنوها نارا و جمعوا حطبا كثريا‬ ‫‪ ،‬فألقوه عليها ‪ ،‬و جعلوا ينفخون‬ ‫بأفواههم و يرتوحون بأيديهم* طمعا يف‬ ‫أن يوقدوا نارا يصطلون* بها من الربد ‪.‬‬ ‫و كان قريبا منهم طائر عىل شجرة‬ ‫ينظرون إليه و ينظر إليهم‪ ،‬وقد رأى ما‬ ‫صنعوا فجعل يناديهم و يقول‪ :‬ال تتعبوا‬ ‫أنفسكم فإن الذي رأيتموه ليس بنار‪.‬‬ ‫فلام طال ذلك عليه عزم عىل القرب‬ ‫منهم ‪ ،‬لينهاهم عام هم فيه‪ ،‬فمر به‬ ‫رجل فعرف ما عزم عليه فقال له‪:‬‬ ‫ال تلتمس تقويم ما ال يستقيم‪ ،‬فإن‬ ‫الحجر الصلب الذي ال ينقطع ال تج َرب‬ ‫عليه السيوف ‪ ،‬و العود الذي ال ينحني‬ ‫ال تعمل منه القوس ‪ ،‬فال تتعب‪.‬‬ ‫فأىب الطائر أن يطيعه و تقدم إىل القردة‬ ‫ليعرفهم أن الرياعة ليست بنار‪ ،‬فتناوله‬ ‫أحد القردة ‪ ،‬فرضب به األرض فامت ‪.‬‬ ‫بقلم يا حلوين‬

‫زعموا أنه كان بأرض كذا تاجر‪ ,‬فأراد الخروج إىل بعض الوجوه‬ ‫البتغاء الرزق‪ ,‬و كان عنده مائة طن من الحديد ‪ ،‬فأودعها رجال من‬ ‫إخوانه و ذهب يف وجهه‪ ,‬ثم قدم بعد ذلك مبدة‪ ,‬فجاء و التمس‬ ‫الحديد فقال له‪ :‬قد أكلته الجرذان‪ .‬فقال‪ :‬ق ْد سمعت أن ال يشء‬ ‫أقطع من أنيابها للحديد‪.‬‬ ‫ففرح الرجل بتصديقه عىل ما قال و ادعى‪ ,‬ثم إن التاجر خرج فلقي‬ ‫ابنــــًا للرجل‪ ,‬فأخذه و ذهب به إىل منزله‪ ,‬ثم رجع الرجل إليه‬ ‫من الغد فقال له‪ :‬هل عندك علم ٌ من ابني ؟ فقال له التاجر‪ :‬إين‬ ‫ملا خرجت من عندك باألمس رأيت بازيا* قد اختطف صبيا صفته‬ ‫كذا و كذا‪ , ..‬و لعله ابنك‬ ‫هل سمعتم أو رأيتم أن البزاة‬ ‫فلطم الرجل رأسه و قال‪ :‬يا قوم ْ‬ ‫تختطف الصبيان ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ,‬وإن أرضا تأكل جرذانها مائة طن‬ ‫من حديد ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة‪ .‬قال له الرجل‪ :‬أنا‬ ‫أكلت حديدك و هذا مثنه‪ ,‬فاردد عيل ابني‬ ‫و قد رضب هذا املثل لنعلم أنه إذا صاحب أحد صاحبا و غدر مبن‬ ‫سواه ‪ ,‬فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضع‬ ‫بقلم يا حلوين‬


‫ترك البخار آثارهم‬ ‫إ الّك‬ ‫‪4‬‬ ‫حا جز‬ ‫ومضيت عىل عجلٍ‬ ‫صوب ذاكريت‬ ‫رسنا‬ ‫أفتّش عن ّ‬ ‫قاومتني األشجار‬ ‫تش ّبثت يب‬ ‫ا ت ّجاهك خاطئ‬ ‫عود ي‬ ‫أسالك الكهرباء‬ ‫جدران البيوت‬ ‫أرست الهواء‬ ‫‪،‬كنت‬ ‫فال أم ّر‬ ‫َ‬ ‫تذكرة مروري‬ ‫رأوك يف عيني‬ ‫و قلبي‬ ‫هتفو ا‬ ‫أ كميل‬ ‫‪5‬‬ ‫خصب‬ ‫يرتاص الغيم‬ ‫ّ‬ ‫رمادي المع‬ ‫ّ‬ ‫كل سقوط‬ ‫يتو ّهج مع ّ‬ ‫رميت من عليائك‬ ‫مج ّرة من أفكار‬ ‫قدتني إىل فلك‬ ‫مداراته نقتسمها‬ ‫كلّام تراءى لنا‬ ‫إحساس شار ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بالحب‬ ‫خصبت‬ ‫أ‬ ‫ويوم‬ ‫ّ‬ ‫رصت رجال ًمقتبساً من فك ٍر‬ ‫‪6‬‬ ‫زا ئر‬ ‫ابتلعت األغصان رصير الربد‬ ‫نكست األطيار أجنحة الغيم‬ ‫متاثلت وعتم الهدوء‬ ‫أ تيت‬ ‫مل تجد األي مم ّرا ً‬ ‫وكنت قد أحرقت املسار‬ ‫يك ال أبدأ‬ ‫وحدهام عيناك‬ ‫دمرتا املخبوء‬ ‫وا قرت بتا‬

‫ ‬ ‫ ‬


‫من حسنشعر‬ ‫حكمت‬

‫‪1‬‬ ‫تتو يج‬ ‫عريي يلبس عرياً‬ ‫ترتاءى منهام‬ ‫ظالل مستكين ًة‬ ‫ٍ‬ ‫لجسد يتب ّد ل‬ ‫كلّام ازدان ال ّنرص‬ ‫بتتوي ٍج للظّاهر‬ ‫واستم ّر احتاللنا‬ ‫من طاق ٍة متب ّد ل ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ووقت زائلٍ‬ ‫ق ّو ته ذات سواد‬ ‫*****‬ ‫‪2‬‬ ‫تد اع‬ ‫لينفصل الوقت‬ ‫ويلتحم املكان‬ ‫لتشل الغيوم‬ ‫ّ‬ ‫الصوت‬ ‫يتقهقر‬ ‫ّ‬ ‫ويتو قّف سيل األفكار‬ ‫خلف جدار ال ّنبض‬ ‫حب كبري‬ ‫ّ‬ ‫صا خب‬ ‫مل يولد‬ ‫تب ّناه الدمع‬ ‫فر فض‬ ‫ض ّمته األحزان‬ ‫فثا ر‬ ‫ومل ينته‬ ‫*****‬ ‫‪3‬‬ ‫جا ذ بية‬ ‫تتزاحم األفكار‬ ‫هجينة‬ ‫مشوبة بأشخاص يف ال ّذ اكرة‬ ‫عىل اللّوح ال ّزجاجي‬ ‫صقي ٌع‬ ‫ٍ‬ ‫أنفاس‬ ‫ولهاث‬ ‫يخ ّط طرقات للعابرين‬ ‫يحتشد الوقت عليها‬ ‫تنزل عمودياً‬ ‫بتثا قل‬ ‫عربوا سدى ‪،‬إ الّك‬ ‫اخرتقت الحارض‬ ‫إىل الحارض‬


‫ح� الضائع‬ ‫بي‬

‫نهاد حبيب‬

‫جئت؟"‬ ‫وسألها ‪ " :‬كيف ِ‬ ‫دفة ُ ش‬ ‫يت ُص ً‬ ‫أم�‬ ‫قا َلت له‪ ":‬أتَ ُ‬ ‫كنت ي‬ ‫ش‬ ‫موعد‪...‬‬ ‫أم� كأنَ ن ي� عىل ِ‬ ‫ني‬ ‫شاغر‬ ‫َ‬ ‫مقعد ِ‬ ‫دت� ال ُطيور إىل ٍ‬ ‫أرش ي‬ ‫فجلست أنتظر القدر"‬ ‫ُ‬ ‫فنظرت إليه قائلة‪":‬‬ ‫ن‬ ‫الغريب‬ ‫ت� أيها َ‬ ‫وانت تذكر ي‬ ‫الض يف�ة‬ ‫غ�ة‪ ،‬ذات َ‬ ‫الص ي‬ ‫شب ُه تلك َ‬ ‫هل أُ ِ‬ ‫أ‬ ‫حالم عن ُحبنا بعد نَ ٍوم طويل‬ ‫وال‬ ‫ُ‬ ‫أنت‪...‬‬ ‫كأنك ِ‬ ‫فقال ‪ِ ":‬‬ ‫ِ ت‬ ‫كنت أُ ِفت ُش عنها‬ ‫ال� ُ‬ ‫أنت ي‬ ‫ن‬ ‫يال‪...‬‬ ‫الواقع َ‬ ‫والخ ِ‬ ‫يب� ش ِ‬ ‫الم َت َهدج‬ ‫وتَال� َصوتُ ُه ُ‬ ‫ت‬ ‫فاع� َفت ُله‪ :‬دونكَ ُح ب ي�‬ ‫َ​َ‬ ‫أنا نَ َف ٌس يَل َه ُث‬ ‫ئ‬ ‫واحتوا�‬ ‫إكتمال‬ ‫أنت‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف َهل لكَ أن تَع َقل؟"‬ ‫ف‬ ‫الحب‬ ‫ال ُح َب ي� ُ‬ ‫شغ ُف الروح للذات‬ ‫إنه َ‬ ‫ُ‬ ‫إنغ َر َس‬ ‫ذات الحبيب الذي َ‬ ‫ف� أ‬ ‫العماق‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الزمن‬ ‫َ‬ ‫دون ِ‬ ‫رفة جفن ي� غَف َل ٍة من َ‬ ‫نحن ِح ٌ‬ ‫كاية لم تَك َت ِمل‬ ‫ُ‬ ‫للشمس أن تُعا ِن َق ال َق َمر؟‬ ‫فكيف‬ ‫ِ‬

‫ ‬ ‫ ‬



‫الشوكوال‪ ...‬ليت الطفولة تعود يوما‬ ‫الحد اد‬ ‫كا رال‬ ‫ّ‬

‫لحظة ذوبان قطعة الشوكوال في الفم هي لحظة ملئية بالسعادة‪ .‬مجرد تذوقك الطعم اللذيذ يمنحك شعورا غريبا يقودك‬

‫للحظات استمتاع حقيقي‪ ،‬تعيدك لزمن الطفولة‪ .‬سواء كان الشوكوال‬ ‫المهم أنها العنوان الحقيقي للسعادة‪.‬‬

‫قطعة كيك بالشوكوال‪ ،‬بيضاء كانت أم سوداء‪،‬‬

‫أما شجرة الكاكاو‪ ،‬هي شجيرة صغيرة دائمة الخضرة‬ ‫الشوكوال مادة غذائية للتل ّذ ذ وهي مشتّقات الكاكاو وحبوبه‪ّ .‬‬ ‫طولها يراوح بين ‪ 4‬و‪ 88‬متراً ‪ ،‬يعود موطنها األصلي إلى المناطق االستوائية في أميركا الوسطى والجنوبية‪ ،‬حيث‬ ‫تحتاج شجرة الكاكاو إلى تربة خصبة ذات ماء وفير‪.‬‬

‫تحصد حبوب الكاكاو‪ ،‬تخمر‪ ،‬تجفف‪ ،‬تحمص‪ ،‬تزال القشرة‪ ،‬تطحن حتى تصبح عجينة‪ ،‬ثم تمزج بالماء الساخن‬

‫واإلضافات بحسب الرغبة مثل الفانيليا او العسل‪.‬‬

‫يحتوي الشوكوال على مضادات لألكسدة‪ ،‬وقد أثبتت الد راسات أن للشوكوال فوائد كثيرة على مستوى صحة الفم‬

‫واألسنان‪ ،‬إذ‬

‫إنه يحتوي على مادة الثيوبرومين التي تعمل على وقاية األسنان من التحلل من خالل قتل البكتيريا‬

‫المسببة لتحلل األسنان‪.‬‬

‫الشوكوال مفيد لعالج حاالت االكتئاب‪ ،‬كونه يحتوي على مادة السيروتونين التي تعد أحد مضادات االكتئاب‬ ‫الطبيعية‪ ،‬كما أنه يحفز إفراز هرمون اإلندروفين الذي يساعد على الشعور بالسعادة‪.‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬ال تحرم نفسك متعة التلذذ بطعم السعادة والدفء‪ ،‬إذهب إلى أقرب مكان وإشتري لوح من الشوكوال وإفرح‪.‬‬



‫هل يولد الحب عبر االنترنت ؟‬

‫زينة زغيب‬

‫االلكترونية‬ ‫تطور وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬أصبحت بعض المواقع‬ ‫في أيامنا هذه‪ ،‬ومع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وانتشارا بين‬ ‫اليومية‪ .‬وفي حين يبقى موقع "فايسبوك" هو األكثر شهرة‬ ‫يتجزأ من حياتنا‬ ‫جزء ا ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العالم االفتراضي ‪ ،‬نجد مواقع أخرى‬ ‫يتعرف من خاللها الناس على بعضهم البعض‪ .‬حتى أنه في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتطور إذا ما كان‬ ‫األحيان‪ ،‬تلد عالقات صداقات من باب الصدفة عبر خدمة "واتساب"‪ ،‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫انسجاما بين الطرفين‪.‬‬

‫تشكل‬ ‫ّ‬ ‫رواد‬ ‫ّ‬ ‫بعض‬ ‫هناك‬

‫طد‪ ،‬وأحيانا تكون عابرة‪ ،‬لكن ماذا لو أخذت العالقة من‬ ‫أحيانا‪ ،‬تنشأ صداقات عبر االنترنت وتتو ّ‬ ‫منحى أعمق؟ ماذا لو بدأ الشخصان يشعران بشيء غريب أشبه بالتعّلق الروحي باآلخر‬ ‫خلف الشاشات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫"البعيد القريب"؟‬ ‫جدلية كبيرة إذا ما كانت هناك فرصة للقاء‪ .‬فاالنسجام بين الطرفين يكون بالتالي‬ ‫يشكل ذلك مسألة‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلشكالية تقع عندما تفصل الشخصين‬ ‫لكن‬ ‫اآلمر الناهي‪ ،‬والعامل الذي يحكم على مصير العالقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفكري والروحي كافيان العتبار الرابط‬ ‫وقارات‪ .‬من هنا نسأل‪ :‬هل التقارب‬ ‫مسافات بعيدة وبحار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حب ؟‬ ‫صداقة أو ّ‬ ‫طي حياة الفردين؟‬ ‫نواح أخرى‪ ،‬كطريقة‬ ‫ألسنا بحاجة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫التصرف وجها لوجه‪ ،‬ورؤية مدى انسجام نم َ‬ ‫ّ‬ ‫امية من هذا النوع‪ .‬أحيانا‪ ،‬تفرض الظروف‬ ‫ليس هناك من إحصائيات تشير إلى مدى نجاح عالقة غر ّ‬ ‫الحب ال يعرفه مداه وال‬ ‫لكن األكيد هو أن‬ ‫معينة بسبب الد راسة أو العمل‪ّ .‬‬ ‫على الشخصين البعد لفترة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشخصيات ومدى االنسجام‪.‬‬ ‫وجها لوجه واختبار‬ ‫إل عند اللقاء‬ ‫صدقيته ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مخلصا لهذه العالقة‪،‬‬ ‫وفيا‬ ‫لكننا نتساءل من هذا المنطلق‪ :‬هل ُيخطئ أحد‬ ‫ّ‬ ‫بحق نفسه إذا ما بقي ً‬ ‫ً‬ ‫طاه وأكمل حياته من دونه؟‬ ‫حبا‬ ‫وهميا‪ ،‬وأن اآلخر تخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليكتشف الحًقا أنها لم تكن سوى ً‬



‫قدوتي في عالم الغناء هي الفنانة الفرنسية الراحلة "داليدا"‪ ،‬فأنا معجبة بإحساسها العالي بالغناء‪ ،‬حيث أن أغلب أغانيها لديهم قصة وثيقة بحياتها الشخصية‪،‬‬ ‫ومعجبة جدا بتصميمها على الوصول وتحقيقها النجاح الكبير بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها في فرنسا‪.‬‬ ‫‪ -3‬حدثينا عن مسيرتك الفنية‪ ،‬وما هي أهم اإلنجا زات التي حققتيها؟‬ ‫كما ذكرت منذ قليل‪ ،‬بدأت مسيرتي الفنية في عام ‪ 9002‬وقد أنتجت حتى اليوم ‪ 41‬أغنية بأربع لغات هي العربية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلنكليزية‪ ،‬واإلسبانية‪ .‬وصورت‬ ‫أربعة فيديو كليب في المغرب وإسبانيا وهولندا واليونان؛ شاركت بعدة مهرجانات غنائية في المغرب‪ .‬وفي عام ‪ 3102‬كنت قريبة جدا من الوصول للعالمية‪،‬‬ ‫لكن ولألسف انعدام الضمير لدى بعض األشخاص حرمني من هذه الفرصة‪ ،‬لكن ذلك زاد من إصراري على متابعة مسيرتي بقوة أكبر وثقة أكثر‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬كيف تختارين أغانيك؟ وما هو لونك المفضل؟‬ ‫ليست لدي طريقة ثابتة أختار بها األغاني‪ ،‬قد تأتي الفكرة من موقف مررت به أو من مشهد رأيته‪ ،‬وغالبا ما أؤلف األغاني وأنا مسافرة‪ ،‬أدندنها وأسجلها‬ ‫وأعود إليها الحقا ألنقحها وأضع عليها اللمسات األخيرة‪.‬‬ ‫لوني المفضل في الموسيقى هو ما يطربني شرقي غربي هندي الخ‪ ...‬بغض النظر عن اللغة‪ ،‬فالموسيقى قادرة أن تجعلك تتخيل الكلمات وتحس بها من‬ ‫غير أن تدرك معانيها‪.‬‬ ‫‪ -5‬بحسب رأيك‪ ،‬ما هي المقومات التي يجب أن يمتلكها الفنان ليحقق النجاح؟‬ ‫اإلصرار والمثابرة والثقة بالنفس هي المقومات األساسية للنجاح بأي عمل برأيي‪ ،‬وفيما يختص بالغناء يشترط ذلك طبعا امتالك الصوت الجميل القادر‬ ‫على الدخول إلى قلوب المستمعين‪ ،‬أضف إلى ذلك الذكاء باختيار األغاني التي تجمع بين األناقة والبساطة واالبتعاد عن اإلبتذال بكل أشكاله‪ .‬ولألسف‬ ‫نجد اليوم بأن هناك من يلجأ إلى أساليب غير أخالقية لتحقيق شهرة مؤقتة ونرى البعض حتى يتنازل عن كرامته في سبيل تحقيق نجاحات مؤقتة تعود عليه‬ ‫بالكسب مادي‪ ،‬ولهذه األسباب التي ذكرتها اخترت أن أعمل بمفردي ولو جعلني ذلك أستغرق وقتا أطوال ألحقق أهدافي‪.‬‬ ‫‪ -6‬ما هي نظرتك للوسط الفني في المغرب العربي بشكل عام؟ وفي المغرب بشكل خاص؟‬ ‫الوسط الفني غني بالفنانين المميزين وباألغاني الناجحة‪ ،‬وأتمنى أن يستمر هذا النجاح ويزداد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الموسيقى المغربية أستطيع أن أقول بأنها تطورت جدا خالل العشر سنوات األخيرة‪ ،‬وأظن بأن هذه المسألة ليست حكرا على المغرب فقط‪،‬‬ ‫وفيما يخص‬ ‫بل هي مرتبطة بالثورة التكنولوجية التي شهدها العالم وخصوصا اإلنترنت وما رافقه من انتشار واسع للمواقع اإللكترونية الفنية وبرامج التواصل اإلجتماعي‬ ‫كالفيسبوك والتويتر‪.‬‬ ‫‪ -7‬حدثينا عن عالقتك بالتراث الشعبي المغربي‪.‬‬ ‫الموسيقى الشعبية المغربية ما زالت تحافظ على مكانتها في األفراح والمناسبات‪ ،‬ولديها قدرة عجيبة على إدخال الفرح للنفوس بكل سهولة‪ ،‬وهذا ما يجعلها‬ ‫منتشرة بقوة بين الناس‪ .‬في المغرب باإلضافة لألغاني باللغة الدارجة نجد األغاني بثالث لهجات هي (الريفية‪ ،‬والسوسية‪ ،‬والشلحة)‪ ،‬والريفية أقربها إلي من‬ ‫ناحية اللحن‪ ،‬أما الشلحة فمواويلها قادرة أن تبكي السامع‪ ،‬أما السوسية فتمتاز بإيقاعاتها السريعة الفرحة‪ .‬وأنا جمعت كل تلك اللهجات في أغنيتي ّ"أرض‬ ‫ا لمغرب " ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ما هي مشاريعك المستقبلية وطموحاتك ؟ وما الرسالة التي تحبي أن توجهيها للقراء؟‬ ‫حاليا أستعد إلطالق أغنية جديدة باللغة اإلنكليزية لصيف ‪ 7102‬وقد صورت الكليب في اليونان‪ ،‬وهناك سفر قريب إلسبانيا أيضا بهدف التحضير ألغاني‬ ‫جديدة‪ ،‬ولي مشاركة في مهرجان سيقام في الدار البيضاء لمعرض صور للملوك العلويين‪.‬‬ ‫أما طموحي فهو العالمية‪ ،‬وأن أكتب وألحن أغاني للنجوم العالميين‪ ،‬ولدي أغنية جاهزة باللغة الفرنسية كتبها خصيصا للنجمة الكبيرة "سيلين ديون "‪ ،‬وأنا‬ ‫أنتظر الفرصة أللتقي بها وأعرضهاعليها‪.‬‬ ‫بالنهاية أحب أقول للعالم أجمع جملة واحدة ‪:‬ال تهم اإلختالفات بيننا فالموسيقى توحدنا‪.‬‬


‫حوار مع الفنانة المغربية مايا تدالوي‬

‫فنانة مغربية صاحبة صوت جميل‪ ،‬مثابرة ومثقفة‪ ،‬تغني بالعربية وبعدة لغات أوروبية‪ ،‬ترفض السير في الطرق المختصرة على حساب كرامتها‬ ‫لتحقيق النجاح السريع والنجومية المؤقتة‪ ،‬تسعى للعالمية بخطى واثقة‪ ،‬تعتبر الموسيقى لغة عالمية توحد االنسانية‪.‬‬ ‫حاورها ‪ :‬أيوب مرعي أبو زور‬ ‫‪ -1‬من هي مايا تدالوي؟‬ ‫أنا فنانة مغربية من مواليد مدينة فاس‪ ،‬انتقلت للعيش في شمال المغرب في مدينة طنجة الملقبة بعروس الشمال‪ ،‬إنسانة مثابرة و أعشق الحياة‪،‬‬ ‫وعلى عالقة وطيدة مع الموسيقى منذ الطفولة‪ ،‬أكتب األغاني بعدة لغات أجنبية باإلضافة للعربية‪ ،‬وأعتبر أن الموسيقى لغة عالمية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫دخلت إلى عالم الغناء؟ ومن قدوتك ؟‬ ‫‪ -2‬كيف‬ ‫بدأت بكتابة األغاني كهواية‪ ،‬وكنت أدندن أغاني ألول مرة أسمعها مني‪ ،‬ويمر الوقت وأنساها‪ .‬صادفت عام ‪ 9002‬كتابا غير معادلة حياتي‪،‬‬ ‫ومن بين األفكار التي قرأتها في صفحاته هذه الجملة (اجعل موهبتك مصدر دخلك)‪ ،‬فقررت حينها أن أدخل عالم الغناء وبدأت بأغنية عنوانها‬ ‫"بسالمة يا بالدي" باللهجة الدارجة المغربية‪ ،‬وهي وكل‬ ‫أغاني من كلماتي وألحاني‪.‬‬ ‫ّ‬


‫إن شهر رمضان المبارك هو شهر البحث عن‬ ‫" َّ‬ ‫الذات التي كانت غائبة أحد عشر شهراً "‬ ‫د‪.‬حسن فرحات ‪//‬‬

‫‪WWW.YA7ELWEENMAGAZINE.COM‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.