براءة العشق
د.حسن فرحات
ليست هذه طيوراً لوركا شاعر الغجر
أستودعك بالف آ ٍه َ رياض الدليمي
الربود العاطفي مريم باجي
أنا وأنت وست الدنيا هويدا رشيف
ي ا ح ل وي
ن
All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar
كتاب البخالء الجاحظ يعــد كتــاب البخــاء لألديــب الكبيــر الجاحــظ موســوعة أدبيــة علميــة كبيــرة بحــق ، فبالرغــم مــن أن الجاحــظ تنــاول فيــه قصــص البخــاء وعاداتهــم الغريبــة ،إال أنــه أحــاط بطــرق عيشــهم االقتصاديــة واالجتماعيــة ..بــل والنفســية ،كمــا تنــاول أيضــا مســائل طبيــة وروحيــة ،كذكــر األكل وأصنافــه المفيــدة والمضــرة بصحــة اإلنســان ، وذلــك بأســلوب دقيــق شــامل ال يقــدر عليــه إال شــيخ األدبــاء الجاحــظ تغ ّ ديت اليوم ؟ حيلــة ماكــرة كان يلجــأ إليهــا أحــد الشــيوخ إذا أتــاه زائــر وأطــال جلوســه عنــده ديــت اليــوم ؟ فــإن قــال نعــم ،قــال :لــوال أنــك تغديــت لغ ّ فيق��ول ل��ه :تغ ّ ديتــك بغــداء طيــب ،وإن قــال ال .قــال :لــو كنــت تغديــت لســقيتك خمســت أقــداح .فــا يصيــر ف��ي ي��ده عل��ى الوجهي��ن قلي��ل وال كثي��ر . تعليق��ي :لــو كنــت مــكان الزائــر لقلــت لــه :ناولنــي األقــداح فســتكون خيــر غــداء لخي��ر بط��ن ههه��ه . الكندي أبخل خلق هللا حدثنــي عمــرو بــن نهيــوي قــال :تغديــت يومــا عنــد الكنــدي فدخــل عليــه رجــل كان لــه جــارا وكان لــي صديقــا ،فلــم يعــرض عليــه الطعــام ونحــن نــأكل .وكان أبخــل منــ خل�قـ هللا .فاســتحييت منــه ،فقلــت :ســبحان هللا ،لــو دنــوت فأصبــت معنــا مم��ا نأــكل ! قـ�ال :قــد وهللا فعلــت .فقــال الكنــدي :مــا بعــد هللا شــيء ! قــال عمــرو َ : فك َّت َفــه وهللا كتفــاً ال يســتطيع معــه قبضــا وال بســطا ،وتركــه .ولــو مــد يــده لــكان كاف��را ،أو ل��كان ق��د جع��ل م��ع هللا – ج��ل ذك��ره – ش��يئا ! تعليقي :وماذا أقول بعد الذي قيل ،وأي كالم يقال بعد ما قيل ! بخل يسري في العروق كنــت عنــد شــيخ مــن أهــل مــرو وصبــي لــه صغيــر يلعــب بيــن يديــه فقلــت للصبــي إمــا عابثــا أو ممتحنــا :أطعمنــي مــن خبزكــم ،قــال :ال تريــده هــو مــر .فقلــت : فاســقني مــن مائكــم ،قــال :ال تريــده فهــو مالــح .قلــت :هــات لــي مــن كــذا وكــذا ،قــال :ال تريــده هــو كــذا وكــذا .إلــى أن عــددت أصنافــا كثيــرة ،كل ذلــك يمنعنيــه أو يبغضــه إلــي . فضحــك أبــوه وقــال :مــا ذنبنــا ؟ هــذا مــن علّمــه مــا تســمع ؟ يعنــي أن البخ��ل طب��ع فيه��م وف��ي أعراقه��م وطينته��م . تعليقي :لو كنت مكان الراوي لقتلت الصبي ضربا وألحقت أباه به !
نقطع الضوء عن عينيك إذا لم تنفق ! يــروي الجاحــظ أن جماعــة مــن أهــل خراســان اجتمعــوا فــي منــزل ليــا ،فأحجمــوا عــن إنــارة المصبــاح وصبــروا علــى الظلمــة مــا أمكنهــم الصبــر ،ولمــا اضطــروا إلــى اإلنــارة جمعــوا النفقــة الالزمــة لذلــك وأبــى واحــد منهــم أن يشــاركهم فــي النفقــة ،فكانــوا إذا جــاء المصبــاح ش ـ ّ دوا عينيــه بمنديــل إلــى أن ينامــوا ويطفئــوا المصبــاح فيفرج��ون ع��ن عيني��ه وذل��ك حت��ى ال يس��تفيد م��ن ن��وره . تعليقـ�ي :ال حــول وال قــوة إال بــاهلل …ههــه فــي الحقيقــة تذكّــرت أيــام دراســتي الجامعيــة حيــث كنــا نقتصــد بشــدة علــى النفقــة فــي األكل ،بحكــم أننــا كنــا نقطــن فــي الحــي الجامعــي والمصاريــف آنــذاك كانــت بالــكاد تكفينــا ،لكــن قطعــا لــم نكــن كجماع��ة خراس��ان ! أكلي مع غيري زيادة في األصل وقــال أبــو نــواس :كان معنــا فــي الســفينة ،ونحــن نريــد بغــداد ،رجــل مــن أهــل خراســان ،وكان مــن عقالئهــم وفقهائهــم ،فــكان يــأكل وحــده .فقلــت لــه :لــم ي فــي هــذا الموضــع مســألة إنمــا المســألة علــى تأــكل وحدــك ؟ قاــل :ليــس علـ ّ مــن أكل مــع الجماعــة ،ألن ذلــك هــو التكلّــف .و أكلــي وحــدي هــو األصــل وأكلــي م��ع غي��ري زي��ادة ف��ي األص��ل . كالم بكالم وكالم بفعال ! ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ،ﺇﺫ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ ّ ﻫﻠﻢ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﻪﻠﻟﺍ .ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻣﻜﺎﻧﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ . ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ :ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻐﺬﻯ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻭﻟﻢ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻃﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻚ ﻣﺎﻟﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻨﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻭﻳﺤﻚ ،ﻟﻮ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﺎ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ :ﻫﻠﻢ ﻓﺘﺠﻴﺐ ﺃﻧﺖ :ﻫﻨﻴﺌﺎ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺑﻜﻼﻡ .ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺑﻔﻌﺎﻝ ﻭﻗﻮﻝ ﺑﺄﻛﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ
بابل
رياض الدليمي
{لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك ألقتلك إني أخاف هللا رب العالمين} شــهدت مدينتــي أول جريمــة فــي التاريــخ البشــري ،انــي أتنفــس الــدم الــذي تغلغــل فــي التــراب بيــن أظافــري هــو مــن ذاك األخ الــذي قــدم قرابينــه للــرب مــن ثمــار بســتان أبــي ،لقــد قطــف رمانــا وعنبــا وتينــا ليتقــرب بــه الــى هللا ،لقــد قبلــت قرابيــن هابيــل ألنــه اســتئذن أبــي بالقطــاف فمــأ ســاله . ان هابيــل كان يــدرك طيبــة ابــي فهــو ال يــرد صديقــا أو عــدوا كان يقســم رغيــف خبزنــا ليطعــم الجائــع وكل مــن يطــرق بابنــا فــي تلــك القريــة الصغيــرة مــن بابــل ،لــم يســمع أبــي صــراخ األرض التــي نــزف الــدم فيهــا أول مــرة ربمــا كان أبــي ال يصــدق مــا يســمعه لهــذا أعتقــد انــه صــراخ الجنيــات التــي تبحــث عــن حــب وحنــان وزوج لتحتمــي فيهــا مــن جنــون قابيــل . لكــن حصــل الــذي حصــل وأصبحــت قريتنــا تتناســل فيهــا الضحايــا واكتســت قشــرة أرضهــا ّ وعظمــه وأجلّــه واتقــاه كثيــرا رغــم بلــون الــدم فلــم يســلم منهــا أحــد ،لقــد شــكر أبــي الــرب الدمــاء ،رغــم البغــي رغــم الطغيــان الن يــدرك مغفرتــه ورحمتــه وصفحــه . ـرب ألنــه تقبـ َل ســال ثمــار بســاتينه التــي حملهــا لــه هابيــل ،وكلمــا تنــزف لقــد شــكر أبــي الـ ّ االرض دمــا أغــدق أبــي ســال االثمــار لوجــه .. كل وجــوه القريــة ســقطت أمــام هللا اال وجــه أبــي ألنــه كان يبتســم كثيــرا ،لــم أر وجهــه مكفهرا فــي يــوم مــن األيــام ..فــكان ان حــزن يومــئ برأســه فقــط ويرفعــه للســماء ويبكــي كثيــرا ،ومــا ان يهطــل رأســه حتــى الغمــام أهطلــت أمطارهــا فــوق جبيــن أبــي وشــعره فيفــرح كثيرا . كل غيــوم الشــتاء هــي ملــك أبــي لقــد أعطــاه ايــاه هللا توســما لبيــاض قلبــه ،كلمــا ســالت الدمــاء علــى هــذه األرض وتناثــرت الجثــث المجهولــة الملقــاة علــى قارعــة الطــرق كلمــا زاد هطــول المطــر فــي كــف أبــي ،لقــد فــاض المطــر بكفّيــه فمســح رؤوســنا بأمطــاره فصرنــا أوالد المطــر وأحفــاد التيــن ،لهــذا ترانــا جميعــا ال نتــذوق طعــم ذبائــح هابيــل وال نتبــارك بقرابينــه . يــا أبــي الحــاج ان أرض بابــل شــحت مياههــا وجفــت أبارهــا وتشــققت بســاتينها ..انــه اليبــاب يــا أبــي قــد لحــق بأراضينــا ،فهــل ســتمنحنا المطــر ثانيــة ؟ ،هــل ستســقي أفواهنــا بأديمــك ؟ يا أبي االرض هنا أسود وجهها فهل من بياض قلبك لتغسل سوادنا ؟
ُ جمال الروح بقلم الشاعر /عبدالرحمن عبداللطيف ن ُ أحيا� .. الروح جمال ي ِ ن عنوا� ُ فقلت :العشق ُ ي ..... ان .. وفيك القلب ي ح� ٌ ِ ُ لح� ِان ! وكم أوفت ي ..... مالكُ الروح ِ والحسن ِ .. ن شآ� ِ عل من ي فحبك يُ ي ..... أأنت نجمةٌ ُعليا .. ِ ن ُتُ ّج ُ ألحا� ؟! سحر مل ي َ ..... ريب .. نعم ِ أنت بال ٍ ُتُ ن عيدي� لقر ن يآ� ي ..... ألقرأ ك ُّل آيات .. ٍ ثان تعو ُد ُ الروح من ِ ..... يُطهرنا يُنقينا .. شيطان ويمحو َم ّس ِ ..... بالحب فلنحيا .. أال ِّ إنسان ويهنأُ ك ُُّل ِ ..... ُ الروح جمال أعشقه .. ُ ِ ن ن لشطآ� فيحمل� ي ي
..... ولوالك فلم أعشق .. ِ فأنت ِس أكوا�ن ي ِ ُّ ..... ن ن وتهدي� .. وتملك� ، ي ي ن عصيا� إذا ما طال ي ..... ُم ب ّ�أ ٌة من العيب ِ .. ن أوال� كأن هللا َّ ي ..... ُ قل� .. وتقتل دائماً ب ي ن الجا� وسحر جمالها ي ُ ..... ت كبستان .. فموال� ٍ ي ن َ ستا� زين يُ ُ جمال بُ ي ..... ت ُ حبيب� يبقي.. جمال ي فان وغ� جمالها ٍ يُ
العطر المجروح باسلة زعيتر
أذّ ْن بنا يا ربيع العمر مرتحالً
ضر فعمر نورك في األوهام يُحت ً ُ
سفر ال تجرح العطر ،إن العطر في ٍ َ
والسفر في رحلة العطر يحلو البَو ُح ُ
العطر إن لم يمتزج بدمي سأجرح َ
عها َحذ ُِر ْ ض ْو ُ ى لورو ٍد َ تمنح شذ ً تستعر ِس ِ ّكينتي لهفةٌ في الصدر ُ
عطر بَ ْو ُح َك في ثغر الهوى لغةٌ يا ُ
َفر تحكي ويمنعها في داخلي الخ ُ
أنا نَجي َُّك يا هذا الربي ُع فال
عطر جر ُح َك جرحي والهوى ِذ َم ٌم يا ُ
تلمني ،فإني منك أعتذر فال ْ
جرحتك سال الحبُّ من جسدي إذا َ
ي في لحن ِه الغاباتُ تختصر فالنا ُ
أنين الناي يحعلنــــــي وكان رج ُع ِ
البصر ب ما اليلم ُح ُ أرى من الغا ِ
يا ور ُد عطرك يحييني ويجرحني
القــدر وأستعيــــ ُد بــــــه ما بَــ َّد َد ُ
شذاك لماذا است َّل من دمنا وسل َ صبّ مرهقةَ أمست رياح المحبّ ال ّ وسل أنينَ ليالينا التي ذُ ْ بحت ْ همدت مضاجع الحلم تحت اللّيل قد َّرت أقنعةً ّأواه ،يا ور ُد كم َ غي َ
ض ُر العُ ُم ُر سيفا ً على نَ ْ ص ِل ِه يخ َ ض ْو ِ والفجر لملم عطرا كاد
يندثر ُ
كيف استبد ْ والضجر َّت بها األوها ُم ُ أخاف في غربتي أن يشمت الس َه ُر فال ْ تكن مث َل من راحوا زمن غ َدروا
ويا ربيعا ً مضىُ ،ر َّد الورو َد كما
ع ِط ُر كانتُ ، ور ّد عطورا ً نف ُحها َ
عطر ال ورو َد له صدر يا ور ُد في ال ّ ٌ
ينتشر العمر ما زال ملء رحاب ُ ِ
فاجمع خطاياك يا ور َد الربيعِ وبُ ْح
ينتحر فالحبُّ لوال حكايا الور ِد ُ
َ أستودعك بألف آ ٍه
رياض الدليمي
................... هيهات لور ٍد أقتحم أنفاسي ُ سأطبق فم الصباح دون رشف ٍة ندى على الشفاه سأتركُ الشمس على أبواب المساء َ ق ذاب ٍل على الجبين تتسك ُع بين أصي ٍل وشف ٍ ُ سأغلق أبواب قلبي َ أص ُد وجهي عن بريق زهر الليمون ْ ُ ابتلت ت المطر عروق السوسن بحبا ِ من فصو ٍل لم نعه ْدها و شتاءٍ ليس بشتاء . أرى ُحلما ً فيه ور ٌد ..يداعب أناملَّ ِك وغمازتيك ِ دون حياء . أراك مبتهجةً تراقصين األغصانَ ِ تنثرينَ أوراقَ الزيزفون وزغب الحمام َ هجر المنام . حلم على ٍ َ كم آفكةٌ راحةُ يدك
كانت وطنا لغفوتي واليوم َ ْ أمست وسادة ً يلوذ اليها البنفسج ك َّل مساء حضنا ً خائنا ً لدفء الشتاء ِ آ ٍه من يالمس ربيعا ، ور ٍد لم ْ آ ٍه من عبير شاكس شامةَ خدك ٍ آ ٍه من يلمح حزني لحظٍ لم ْ ْ ٌ رأت وعين تر أناملَّك تغز ُل أكالي َل و ٍد ويا ليتها لم َّ وغنجٍ لسواي .
أستودعك عطرا ً بألف آ ٍه وآه ِ ِ لشمس تذرف دمعا ً أستودعك لونا ً يرس ُم شفقا ً ٍ للغياب ،
ب أستحلفك بعذابا ِ ِ ت قل ٍ عطرك بين ثنايا أحالمي يمر أن ال ُّ ُ وحروف قصائدي الميتةَ منذ نار . َ قلب َ كفاك يا ُ قتلي ك َّل غياب فأنا ال أجي ُد الحيا َد في الحب
غض وال الطرف ، ِ َّ لغةُ الور ِد بينةٌ ْ آخر ست ٍ ان هَم َ لرياض ٍ فهي في دين العشق ..حر ٌام ..حرام ْ آخر وان أزهر الشوق في دي ٍّر ٍ َ كان زهوقا ً فليست ك ُّل األديّرةِ ّاس األشواق جديرة ً لقد ِ ولتبرئ ِة الذنوب . عينيك شموس حب بال سيزهر ٌ ِ ُ ِ في ظال ِل القصائ ِد لنبض القلب خالصا ً في عبادت ِه ِ قيس الحجر سينسى ونقوش ٍ َ َ ونحيب ليلى َ القس في حضرة ِ ّ ي ٍ سيصف ُح أي كرس ّ ب الورد ؟ عن ذنو ِ ..................
نداء
هيام سليمان سجود ناجيتُ ربّي بال ّ
المسافر أن يعو ْد ع ّل َ
جرح ُمهجتي فالهجر ّ ُ
وبدا ذبو ٌل في الخدو ْد
والقلب أثقلهُ ال ّ ضنى ُ
خامرهُ الشرو ْد العق ِل َ فامألْ حياتي بالوعو ْد
الحزن أضنى مهجتي
وأنا أقاو ُم بالصمو ْد
إن كنتَ تنش ُد ُحبّنا ع ِلّ ْل فؤادي بالمنى درب الردى إن ال ّجفا ُ عمر إذا ال يُرتجى ٌ نعطي لعُمرينا المدى
ّ إن المنى تعني الوجو ْد والب ْي ُن من صف ِة اللحود صحب الماللةَ والجمو ْد َ حتى نُجازى بالخلو ْد
ُ يستوطن ليلي بلور ٌ شعر /رياض الدليمي ....................... ت تقولينَ ال صالة َ ترضي هللا كن ِ ان لم تُعفّر بتراب االوطان أراك تبحثينَ عن مسيحٍ تفتينهُ ِ بصالة مبلولة وغيوم ملبدة بروح المطر من خلف الخلجان وأقاصي البحار ممالك وترسمين حدودها الزرقاء تشيّدين َ بلون اَوردتي ِ ومسبحتي الفيروز ترتلينَ الدعا َء وتمجدينَ االسما َء ت سمرتي ت تتوقينَ للفحا ِ كن ِ الشمس على ُ ِ حينَ أَرف ُع األذان بعدَ عتقي من جل ِد السنين أتوهُ في الوادي السراب تلبس ردا َء التوت بين شمس ٍ ُ مر بِفصال الشفق وقمر ت َ َح َ تَعلقَ بأكتافٍ لم تهشمها النيران مشدودة ٌ بخيوط القمر ، ِ ي في مواسم الجني أَمدُ يد ّ بياض القهر ترتعش من ِ ُ
تشابكُ ألوانَ الكرز والتوت فيعشى النظر ويجف فمي . ُ بتُ مشلوالً من توبة البوح ي. ِ وطيش يد ّ ٌ ُ ألوان تسحق النظر وصوت ينادي في الوادي السراب لصال ةٍ وخيوط شمس قمر هالكٍ ِ ٍ ونور ٍ ِ تشدُ أذرعي ُ فتختنق الشهقاتُ ثق َل الحجار على صدري ُ وبياض يش ُع زهرا ً ٌ يفت ُح فمي المعتصم ، دعيني يا ُ نون الخطيئ ِة لصالةٍ في العراء مملكاتك الزرق . ولك صالة في ِ ِ أدمنتُ صب الشمع في السمع ، َّ لك تثقب جدار الشمع ( لم تع ْد ) هيت – َ َ ُ ُ وال تهلل لزوا ِل الشمس . ( أديرة ٌ تشيّدُ ) بسكراب األمس مساجد تع ّم ُر روحي المقبوضة بعطر النأي أنا الوحيد بتوبتي شعر اللي ُل أكتبهُ تعويذة َ ٍ
أحالم ، وتهجد ٍ ي يغمى عل ّ من َجل ِد األلوان وحالوةِ األضغاث . ُ بلور يستوطن ليلي ٌ ينا ُم على أبيض ( الستن ) والظهور عاريا ٍ ت ِ في عصور القت ِل والفتن من يحميها من طامعٍ ومتسل ٍل ؟ وفر في معارك األرج ِل كر ٌّ ٌّ بين ترفٍ وتوبتي تنهضينَ غبارا ً وصهيال الوهن . ُ وقوائم هَدها َ المنشطر بين دجل ٍة وفرات أنا ُ أال يُلمل ُم أجزائي شط العرب ؟
ترجمة حبّه د .هويدا شريف
وال ادري ما جرى تمر أيّام ّ ويجري الدّمع رقراقا لفتني مشهد انسكب على القلب فاعتصر حزنا ممزوجا ً بال ّ شهد مذاقا تع ّجب العقل من الخليط لم اليأس إن كان العسل يقطر ترياقا فقلت حبيبي داخل فوادي والروح تشدو ّ موسيقى اللغه والورد باقة والفكر مشغول بترجمه تشيزوفرينيا حروفه
برق الروح بقلم أسما عبيد ابتســامتك التــي فاجــأت الظهيــرة و حطــت علــى يومــي ،و رســمت هالــة حــزن حــول عيونــي مــن نبــض مــزق جيــوب الدمــع ...شــفاهك تكلمنــي دون صــوت و حشــرجات نــاي قلبــك يــدق علــى وتــر نبضــي المكتنــه بــك ،العائــم فيــك ....و همهمــة صوتــك تتــردد علــى مســمعي كوتــر مبتــور ،أنتظــرك أســابيع ضيقــة الجهــات ولــم يبــق ســوى آهــات حــارة تتــرك تحــت ركام الشــوق ظﻻل االنتظــار الداكنــة! كظلــي تتبعنــي وأدعــوك اللقيــا فــوق ســور الزمــن فأجــدك كالوميــض حــول نافذتــي أمســكه فيهــرب الوقــت منــي ومعــه فأكتــب كلماتــي التــي بحــت علــى شــفتي الظامئــة ....مــن يــروي وجهــي و يعيدنــي إلــى دينــي القديــم؟ أحرقــت كل المركــب خلفــي فاســتقبلت شمســك قلبــي! وهــا هــو وجهــك مقيــم أمامــي ﻻ يتزحــزح و هــذه الظهيــرة مــا زحزحتنــي نحــو المغــرب كــي أفطــر وجهــك و ﻻ الــى ليــل كــي أشــبع أحالمــي مــن أولــه حتــى يبــزغ فجــر غــد! خربشــاتي ***** حين تجلدني الظلمة بسياطها الباردة، وينساني الحزن فوق أسرته السوداء أخلد للنوم كحشرة بليدة، احلم بالثورة والحب واالطفال إن ما يعتريني محض خرافة البحيرات يا رفيقي قد تلفظ اسماكها الطازجة، والعصافير قد تهجر الغابة الجميلة والغربة أشهى ما يتمناه المرء في زمن حين أشتاقك أعض على جرحي كحمامة مطعونة حتى ﻻ يرى أحد أثرا ً ﻻنكسار قلبي.
هطول الغيم عمر شبيل تدرين كيف الغيم يهطل يف دمي فأدلهم من الحنني والربق يأخذين إليك ُّ وتسطعني ،وتسطعني هناك يف رشفات قلبي حيث يغدو الكون ملكك أنت يا أغىل النساء ويجيء كل الغائبني ،ويجلسون عىل فؤادي أي متسع لهم ال يربحون وال يرون سوى سهادي ُّ
رض بالهزائم والحنني وبطينك املنسوج من ح َمئي أعيد تشابك الزمن امل َّ ّرت يف شف ٍة ميوت املوت فيها ويزيد عمري كلام فك ُ رض» نال منها جرع ًة ،هي نفسها ماء الحياة أي «خ ٍ ّ يا فالق الظلامت من ثغر الحبيبة هات نوراً
إننا ظأمى وهذا الوجد ليس يفيق من أثر السبات
براءة العشق
مــال الفــؤاد حيــن التقيــا للمــرة األولــى بجانــب «بركــة عيــن الضيعــة» ،حيــث كانــا يلتقيــان ك َّل ليلــة حيــن تغفــو العيــون وفــي ســكون الليــل وظلمتــه .ب ِقيــا علــى تلــك الحالــة فترة مــن الزمــن و ِكال ُهما مفتــون باآلخر، إلــى أن باعــد بينهمــا القــدر رغمـا ً عنهمــا .ســنين مضــت ،ورغــم الفــراق ،وجــراح الحــب وعذاباتــه ،صــار حبهمــا أقــوى ،ومضــت عشــيقته غريبــة تائهــة فــي هــذه الدنيــا ال ســند لهــا فيهــا ،وال عضــد ،لكنهــا بَ ِقيَـ ْ ـت علــى العهــد ،تعيــش فــي عالــم الخيــال والرومانســية .آه ربــي ..مــا أجملــه مــن إحســاس حيــن تكتشــف هــذا القــدر مــن العشــق الريفــي!!!... نعــم لقــد أخلصــت فــي حبهــا وعشــقها لروحــه بشــك ٍل أبــدي .أحبتــه كمــا هــو بــا زيــف .. ..كمــا الزهــر فــي الحقول والنجــوم فــي الســماء ..أحبــت فيــه ابتســامته ،تواضعــه ،طيبتــه ،بــراءة طفولتــه ،وخفــة ظلــه .لقــد زرعــا معـا ً حــب الحيــاة فأنبتــا عشــقا أبديــا ،ســرمديا ،نعــم لقــد أحبتــه ،نعــم لقــد أحبتــه ..وأحبــت «كل الحلويــن» مــن حولــه .. فهــو كان ولــم يــزل يســكن فــي داخلهــا ،تتنفــس مــن رحيــق أنفاســه وتنــام كل ليلــة علــى قميصــه المعطــر بروحــه ،وتقــول لــه يــا هــذا مــاذا دهــاك ،ال تســألني أيــن أنــا ،أنــا هنــا بجانــب األمــواج ،أضــع أغلــى الزهــور فــي يــوم الحــب العالمــي ،حيــث األحاســيس والمشــاعر تســبح فــي جــزر األمــواج وحتــى يبقــى الحــب بيننــا مهمــا تباعدنــا .. الملوح الملقب بمجنون ليلى يقول قيس بن ّ أصلي فأبكي في الصالة لذكرها
الملكان يكتب لي الوي ُل مما ُ ِ َ
ويقول أبضاً: يقولون ليلى في العراق مريضةٌ بتك بحبها يقولون ليلى عذّ َ
فيا ليتني كنتُ الطبيب المداويا وأفديك يا ليلى بنفسي وماليا
رئيس التحرير الدكتور حسن فرحات
المقامة األذربيجانية
شخصيات ,أدبيات وإنتاج أدبي ,مقامات بديع الزمان الهمذاني ـام :لَ َّمــا ن َّ ســى ْبـ ُ ـن ِه َ شـ ٍ َطقَنِــي ْال ِغنَــى ِبفَ ِ قَــا َل ِعي َ اض ـ ِل ذَ ْي ِل ـ ِه ،ات ُّ ِهمــتُ ِب َمــا ٍل س ـلَ ْبتُهُ ،أَو َك ْنـ ٍـز أ َ َ ص ْبت ُـهُ ،فَ َحفَزَ نــي ِ ت ِإلَ ْي َهــا َّ سـي ُْرَ ،والَ ا ْهت َـدَ ْ ـر ْ ـرَ ،حتَّــى ســا ِل َك لَـ ْم يَ ُر ْ ض َهــا ال َّ الط ْيـ ُ ســلكتُ فِــي ه ََر ِبــي َم َ ت ِبــي ال َخ ْيـلَُ ،و َ اللَّ ْيـلَُ ،و َ سـ َ َ ـردَهَُ ،وبَلَ ْغــتُ أ َ ْذ َربِي َجــانَ وقَـ ْد ـن ََوو َجـدْتُ بَـ ْ صـ ْ ض ُّ الر ْعـ ِ ـاو ْزتُ َحـدَّهَُ ،و ِ ط َو ْيــتُ أ َ ْر َ ـرتُ ِإلــى ِح َمــى األ َ ْمـ ِ ب َوتَجـ َ احـ�لَُ ،ولَ َّمـ�ا بَلَ ْغت ُ َهـ�ا: َح ِفيَـ� ِ احـ�لُ ،وأ َ َكلَت َّ َهـ�ا ال َم َر ِ الر َو ِ ت َّ َحتَّــى أَقَ ْمنَــا ِبهــا شَــ ْهرا ً ـــام ثَـــاثَةٌ *** فَ َ طابَ ْ ــت لَنَــا نَزَ ْلنَــا َ علــى أ َ َّن ال ُمـقَ َ ـض أ َ ْسـ َـواقِها إِ ْذ َ عص ـا ً قَ ـ ِد ا ْعت َ َمدَهــاَ ،ودنِّيَّ ـ ٍة قَ ـ ْد فَبَ ْينَــا أَنــا يَ ْوم ـا ً فــي بِ ْعـ ِ طلَ ـ َع َر ُج ـ ٌل بِ َر ْكـ َـوةٍ قَ ـ ِد ا ْعت َ َ ضدَ َهــا َو َ س�� َهاَ ،وفُوطـ� ٍة ق�� ْد ت َ َ ـي ْال ِع َ ـام ئ األ َ ْش ـيَ ِ يرتَ��هُ َوقَـ�ا َل :اللَّ ُه ـ َّم يــا ُم ْب ـ ِد َ س�� َها ،فَ َرفَ�� َع َ ظـ ِ طلَّ َ تَقَلَّ َ ع ِق َ اء َو ُمعيدَ َهــاَ ،و ُم ْحيِـ َ ِــك وصــ َل اآلالء ســا ِبغَةً ِإلَيْنــاَ ،و ُم ْمس َ ِ اإل ْ َو ُم ِبيدَهــاَ ،وخَا ِلــقَ ْال ِم ْ يــرهَُ ،و ُم ِ صبــاحِ َو ُم ِن َ صبــاحِ َو ُمد َ ِيــرهُ ،وفا ِلــقَ ِ سـ ِـم أ َ ْزواج ـا ً َو َجا ِع ـ َل ال َّ ض فِ َراش ـاً، ـراجاً ،وال َّ ال َّ سـ ِـم ِ س ـ َم ِ ـار َ س ـ ْقفا ً واأل َ ْر ِ اء أ َ ْن تَقَ ـ َع َ اء َ ئ النَّ َ شـ ْـم ِس ِسـ َ علَ ْينَــاَ ،وبَـ ِ ـم مــا فَـ ْـوقَ ئ ال َّ ب ثِقَــاالًَ ،و ُم ْر ِسـ َل ال َّ سـ َحا ِ ق نِـ َكاالًَ ،و َ ـار َمعَاشـاً ،و ُم ْن ِشـ َ َو َجا ِعـ َل اللَّ ْيـ ِل َ سـ َكنا ً َوالنَّ َهـ ِ صوا ِعـ ِ عا ِلـ َ ســلينَ ُ ،م َح َّمـ ٍد وآ ِلـ ِه َّ الطا ِهريــنَ ،وأ َ ْن ت ُ ِعينَنــي علــى ـوم ومــا ت َ ْحـ َ ـوم ،أ َ ْســأَلَ َك ال َّ صــاة َ َ ـت الت ُّ ُخـ ِ النُّ ُجـ ِ سـيِّ ِد ال ُم ْر َ علــى َ ـرةَُ ،وأ َ ْ ط َرتْـهُ ال ِف ْ ـن فَ َ ي ِمـ ْ طلَعَتْـهُ سـ ِ ّه َل ِلــي َ ـرةِ أ َ ْعـدُو ِظلَّهــا ،وأ َ ْن ت ُ َ علــى يَـدَ ْ الغُ ْربَـ ِة أَثْنِــي َح ْبلَ َهــاَ ،وعلــى العُ ْسـ َ طـ َ احل ـةً ت َ ْ ط ـ ِوى َه ـذَا َّ ْال ُّ س ـعُ ِني ـنَ ،ر ِ ـم َ الط ِريــقَ ،وزَ ادا ً يَ َ ـرةَُ ،و َ ط ْهـ َ ق ْال ُم ِبيـ ِ عـ ِ ـن ْال َم ِتيـ ِ س ـ ِعدَ بال ِدّيـ ِ ـن ال َح ـ ّ ِ ـنَ ،ولَ ـ ْم يَ ْعـ َ صــ ُح ِم ْ ســى ب ُ ــن ِإسْــ َك ْندَ ِر ِيّنَا أ َ ِبــي الفَتْــحِ، َــام :فَنَا َجيْــتُ نَ ْفسِــي ِبــأ َ َّن هــذَا َّ َّ ْــن ِهش ٍ والرفِيــقَ .قَــا َل عي َ الر ُجــ َل أ َ ْف َ ض َك ْيـد َُك ،وا ْنتَهــى ِإلــى هـذَا ال ِ ّ َو ْالتَفَـ ُّ ب شـ ْع ِ ـت لَ ْفت َـةً فَـإِذَا ُهـ َـو وهللاِ أَبُــو ْالفَتْــحِ ،فَقُ ْلــتُ يَــا أَبَــا الفَتْــحِ بَلَـ َغ هـ ِذ ِه األ َ ْر َ شـ�أ َ يَقُـ�ولُ: ص ْيـ�د َُك؟ فَأ َ ْن َ َ و َج َّوا ِبــةُ َج َّوالــةُ األُفُ ْ ـــق ِد *** الـ ِبـــا أِنــا ُّ ُخ ْذ ُر َوفــةُ َّ ــارة ُ ــر ْق ِن *** الزمـــا أَنَــا الط ُ َو َ ع َّم َ علَى ُك ْديَتي وذُ ْق الَ َتلُ ْمنِي لَ َك الَّرشَا *** دُ َ
وسام الوطن جراح شهداء الجيش اللبناني عمر شبلي
لبس الشهي ُد جرا َحهُ وغفا بـــــــهــا َ
ْ ليست جراحـا ً إنــــما هـي أنجـ ُم ٌ ب مو ِس ُم فصحا بها ص َ وطن وأ َ ْخ َ
جر ُح الشهي ِد ِوسا ُمنا بعطائــــــــــ ِه
وألنَّـــــــه منّا جميـــــــعا ً أكــر ُم
خاء دمائــــــِ ِه س ِ جر ُح الشهي ِد على َ
ما زال يمس ُح جر َحــــــنا ويبل ِس ُم
عرجْ على األرض الخضيب ِة وات َّ ِش ْح ّ
يهــــر ُم جر َح الشهيــــ ِد فإنـــه ال َ يُــر َجى من السيــف الذي يَتَثـلَّـم
واستمطر الشهدا ُء فـيـنـــــا نخــوة ً َ
فغـدا بنـــا المجرو ُح ال يَتـــــــألَّ ُم
لبنان قـ ُ ْ ُ بغيـــرهم ــل للمحتميــــن ِ
بجراحـــــ ِه ال يُهـــزَ ُم المحتمي ِ
ُ ص الجــــرا َح فإنــَّــــها لبنان ال ت ُ ْح ِ
والنصر في لَ َمعانِ ِه وبروقــــــــــه ُ
مر الشهي ُد بقريــــــــــ ٍة وطني إذا َّ
يخص المأت ُم فجميـــ ُع من فيــــها ُّ
ْ َّـــعت أنـــت العــزا ُء لكـــ ِّل أ ٍ ّم شي
من كان في أحشائــها يتـبـرعــ ُم والجـو ُد أعـــالهُ األمومــةُ والد ُم
سلَّـما ً وطني ستبــقى للمعـالـــــي ُ
ع َّ ْ سلَّ ُم ـز غيــرك للمعالــــــي ُ إن َ َ
جرح الشهيــد إذا تكلّ ــــــــم مرة َ
س الذين عـن الصمود تكلموا ِ خر َ
يا ويحـهم من وهج جرحك لو حكى
والجرح حيـن يبــو ُح ال يتــلعـثـ ُم
هذي جرا ُحك حيـن َ ت الثرى سلَ ِ غ َّ
بزغ ْ َت على كتـفيـــك منها األن ُج ُم
ي لو ه َدم الردى يا أيهـــــــا الجند ُّ
قمم الجـبــال فأنــت ال تـتهــــــدَّم
عـال النسر يا أيها الخضيب ،فال ُ ُ ُ
صوبَـــــــــــــــهُ يتق َّد ُم إالّ ِ وج ْن ُح َك َ
ْ جادت بـــــه من أج ِل أغلى ترب ٍة
أحمر ،خضرة ٌ ِلنَسي ِل ري ِش َك ،وهو ُ
للمآثـــــر والمعــالي موس ُم هي ِ
ورأيتُه حيّـــــــــــــــا ً ويُرزق بيننا
ل ّما رأيـــــتُ جراحــــــــه تتكلّ ُم
لبنـــــــــــــــان إذا كلَّمتَنا جيش يا ٍ َ
رد ْ قلوب قب َل أن يحكي الفـــ ُم ّت ٌ أعطتْ َك من أبنائـــــــــها ما تعل ُم
يا جيشَنا هَبْ للبالد كرامــــــــةً
فَ َلنت وحـــــــدك بيننا ال ُمت َ َك ِ ّر ُم
ص ْن ما تبقّى من شموخٍ عنـــدنَا ُ
َّ عزم َك ُم ْع َد ُم بغيـــر إن الشمو َخ ِ ِ
ٌ الجيش كان سيا َجــه وطن إذا ما ُ
صرو ُحـــــــــه الش ّما ُء ال تته َّد ُم فَ ُ
وطني سيبقى جنـّــــــة وإذا دنت
منه يــــ ُد العـــــدوان فهــو جهن ُم
وسام نِ ْلتَــــــــــــه هو حبُّنا أغلى ٍ
ي األعظــــــــ ُم يا أيها الجيش األب ُّ
مقرهــــا جيش لبنانَ ، يا النسور ُّ ُ َ
قم ٌم ووحــــ َد َك أنت فيــــــها تجث ُم
يا جيشَتا الغالي ،الصويرة ُ كلُّـــها
***** وطني ،السياسيّون صاروا سلعةً
وألنت أدرى من ه ُم ولمن هــــــ ُم
هم وزعوك على موائد غيـرهم
ضم سخ َْوا علينا بالــــــــذي ال يُه َ و َ
ع ويُشترى واستنسخوا وطنا ً يُبا ُ
يا ويحهم من حقدنا إذ يهجــــــــــ ُم
ت الفضائيّاتُ تصريحاتُــه ْم غزَ ِ
حتى كأنّهــــــــــــ ُم القضاء ال ُمبر ُم
قد َّلو ْ ثت حتى المياهَ وعودُهــ ْم ٌ البحر عند سفوحـــــــ ِه وطن يظ ُّل ُ
والنهر في سهل البقــــــاع هو الف ُم ُ ُمتسائـــــالً ماذا لنـــــــــــــا ستق ِ ّد ُم
رسم الحروف على البحار ولم يزل
نسر الخلــــــــــــود على ذراه يُ َح ّ ِوم
شموخــــك أرزة ٌ طو ٍد من َ في ك ِّل ْ
ّ َّ تتحطـــــ َ ُم تتحط ُم الدنيــــــــــــا وال
أنا وأنت وست الدنيا هويدا شريف وليتك تمسك يدي لنجوب شوارع بيروت في ّ الظالم والنّاس نيام أنا وأنت ّ وست الدّنيا ّ وست النّساء نجري نضحك تشاكسني في هذا المساء وأحلم أحالم ّ الطفولة وأنت تعبس في وجهي عبسة رجولة وتفرض شخصيتك القويّة فأنسى الماضي
وأتناسى كل ما كان أنا وأنت ننسى المكان تخلو بيروت وشوارعها إال من أنفاسنا ننسى ال ّ شارع والمكان ضحك وسعادة رباه إنها الوالدة حياة لم تعد تشبه الحياة من جديد أفكر فيها وأحلم فيها في المنام في اليقظة أراها من بعيد تتزين لي في االحالم ال يعلمها سواك أنت يا صاحب ّ سوداء النظارة ال ّ
مرايا الحنين بتول سليمان
ُ ّان أنا والحزن ضد ِ معا ً ننساب في جس ٍد وكم ننه ُّل في دمعٍ وخلف الدمعِ آال ٌم َ أنا في الدمع ِة األولى
صديقان ولكنّا ِ كعنوان يو ِ ّحدُنا ِ ْ فان ولكن دمعُنا ِ ابتسامان يعريها ّ ِ وأنت َمسيلُها الثاني
فوا َحزَ ني اإلخالص في قربي لم ُ َ
ألست تم ُّل وجداني َ
الحب أال تخشى بروق ِّ
حين يسي ُل تحناني
ومنك يخطفني يجيء َ
أال تأسى لهجراني
أال يؤذيك وه ُج الشوق
تهب نيراني حين ُّ
ويصبح قبلتي األولى
فأذكر فيه أوطاني ُ
وأذكر :أنت لي وحدي
نيسان وأنت كثلج ِ
سر التصاقك بي فما ُّ
ولست شبيهَ ألواني َ
محياي وال موتي وال َ فيا حزنا ً يعريني
وال حلمي وألحاني فأسكب فيه أشجاني ُ
أال اتركني هنيها ٍ ت
وخسران ِ بال لوعٍ
رجائي أن تفارقَني
وأن تنأى وتنساني
الطبيعة يف شعر حسن جعفر نور الدين
()1
د .محمود خليل*
ـكل مــا فيهــا مــن جــال رائــع أ ّخــاذ امللهــم األول للشّ ــعراء عــى مــدى العصــور األدب ّيــة ،تقـ ّدم لهــم املــا ّدة األول ّيــة كانــت الطبيعــة ومــا زالــت بـ ّ الخاصــة يف وصــف املشــهد بعضهــم ـكل واحـ ٍـد منهــم طريقتــه لتشــكيل قصائدهــم ،وقــد بــرع كثــرون منهــم يف تناولهــم لجامل ّيــات الطّبيعــة ،وكان لـ ّ ّ ـي مــا ّد ٍّي كالشّ ــعر القديــم ،وبعضهــم كان يندمــج مــع كان يق ّدمــه جزئ ًّيــا -أي املشــهد -حتــى يصــل إىل تشــكيل صــور ٍة ف ّن ّيـ ٍة متكاملـ ٍة ،ضمــن إطــا ٍر حـ ّ ٍّ ()2 ٍ كالقصــة والحكايــة ،كشــعراء املهجــر وشــعراء أدوات فنيّـةً، ـي ّ الطبيعــة بأحاسيســه وخلجــات نفســه مســتخد ًما يف تصويــره للمشــهد الجــا ّيل الطبيعـ ّ جبــل عامــل ،وكأ ّن الشّ ــاعر يــو ّد أن يخلــق رابطًــا مشــركًا مــا بــن الطّبيعــة واإلنســان. ـب إىل جاملهــا وروضهــا ورونــق ســائها ،فقــد وجــد فيها الشّ ــاعر لقــد َهــا َم اإلنســان بالطبيعــة منــذ أن فتــح عينيــه عــى محاســنها ،وتطلّــع بحـ ٍّ مرت ًعــا لخيالــه ،ومقيـ ًـا ألفــكاره وكانــت وحــي مــن اســتلهمها ،تنشــيه باهت ـزاز أزهارهــا وانســياب جداولهــا وتأللــؤ ظاللهــا ،فيجــود بالــكالم الخالــد واللوحــة الناطقــة. وشــعر الطبيعــة تعبــر جديــد يف أدبنــا ،جاءنــا مــن اآلداب الغربيّــة ،وكان لــه فيهــا أصولــه ،واتخــذ الشّ ــعراء امليدانيــون يف الطّبيعــة ميدانًــا فســي ًحا لحريّــة العمــل ،وتربــة خصبــة لنم ـ ّو العواطــف اإلنســانية ،وموضو ًعــا أكــر مالءم ـ ًة لألســلوب القــوي الرصيــح ،وكلّــا كان شــعر الطبيعــة يعــر عــن هــذه املشــاركة وهــذا االســتغراق ،ومصـ ّور جــال الطبيعــة وف ّنهــا يف شـتّى مظاهرهــا ،كان هــذا الشّ ــعر مزدهـ ًرا ومح ّق ًقــا غــرض موضوعــه. وشــاعرنا حســن جعفــر نــور الديــن أحــد الشّ ــعراء الّذيــن انغمســوا يف الطّبيعــة وذابــوا فيهــا كثـ ًرا ،ومــن هنــا وقــع الخيــار عــى موضــوع الطّبيعــة يف ـج إىل خفايــاه ومكنوناتــه ،فكيــف وصــف حســن جعفــر نــور الديــن الطّبيعــة؟ ومــا هــو الــدور شــعره ،ليكــون بحثًــا جامع ًّيــا نحــاول مــن خاللــه أن نلـ َ الــذي أ ّدتــه يف قصائــده ،وهــل اســتطاع مــن خاللهــا تحقيــق أغراضــه؟ وقــد ارتأيــت يف هــذا البحــث أن أت ّبــع املنهــج الوصفــي ،فهــو منهــج مــن املناهــج العمل ّيــة يف البحــث ،ويقــوم عــى اتبــاع خطـ ٍ ـوات منظمـ ٍة يف معالجــة الظواهــر والقضايــا .وهــو منـ ٌط مــن أمنــاط التفكــر العلمــي ،وطريقــة مــن طــرق العمــل يعقــد مــن أجــل تنظيــم العمــل العلمــي ،والدراســة والتحليــل لبلــوغ األهــداف املطلوبــة مــن البحــث .فاملنهــج الوصفــي ميتــاز عــن باقــي املناهــج بتتّبعــه للظاهــرة املدروســة باالســتناد إىل معلومــات تتعلّــق بالظّاهــرة يف زمــنٍ معـ ّـن ،أو فـرات زمن ّيــة مختلفــة ،للنظــر إليهــا يف أبعادهــا املختلفــة وتط ّوراتهــا؛ وذلــك مــن أجــل ضــان الوصــول إىل نتائــج يتوســل بهــا املنهــج موضوع ّيــة ،ومــن األدوات الوصف ّيــة التــي ّ الوصفــي ،أســلوب االســتقصاء أو املســح .ويقــوم أيضً ــا عــى تجميــع العيّنــات املدروســة؛ وذلــك بانتقــاء منــاذج منهــا مــن أجــل االختيــار والتجريــب ،وقــد يكــون االنتقــاء من ّو ًعــا ال ينحــر عنــد نقط ـ ٍة واحــد ٍة؛ وذلــك لتكــون النتائــج مبن ّي ـ ًة عــى مســح شــامل للظواهــر ،وبعــد االنتقــاء كل املعلومــات الّتــي تتعلّــق بالحالــة الخاصــة لبعــض الحــاالت؛ أي :ات ّخــاذ بعــض الحــاالت منوذ ًجــا ،وهــذا يفــي إىل اســتقصاء ّ تــأيت مرحلــة الدراســة ّ املدروســة ،وتت ّبعهــا مــن بني ـ ٍة إىل أخــرى ،ومــن وقـ ٍ ـت إىل آخــر.. إ ّن للطّبيعــة أثـ ًرا كبـ ًرا وفاعـ ًـا يف دواويــن الشــاعر حســن نــور الديــن ،ويف خصــب عقلــه ورفاهيــة حســه وســعة خيالــه ،إنّهــا املــدد الجميــل ـب الطبيعــة وشــغف بهــا وزاملهــا ،وهــو حتّــى اآلن يقــي جــز ًءا الــذي اســتم ّد منــه ألحانــه ،فنظــم قصائــد جميلـ ًة م ّيزتــه عــن غــره ،مبعنــى أنّــه أحـ ّ كبـ ًرا مــن وقتــه يف حضنهــا ،مســتمت ًعا مبناظرهــا الخالبــة ومشــاهدها املوحيــة. ومــا الطبيعــة ســوى هــذا الكــون الواســع ،ومــا اشــتمل عليــه مــن ينابيــع وأنهــار ،نرتــوي مــن عــذب مائهــا ،وهــي أشــجا ٌر وبســاتني وجنائــن نتنقــل بينهــا ونتف ّيــأ ظاللهــا ،ونــأكل مــن مثارهــا ،ونقطــف مــن أزهارهــا وفاكهتهــا ومروجهــا ،ونســوح يف كل ذ ّرة منهــا ،يف الجبــال والتــال والهضــاب، ّ ض ف الل ّ بنانية. محا� ي� الجامعة *استاذ 1 ف جامع .عشق الشعر منذ أستاذ وهو العربية، اآلداب � دولة اه ر دكتو يحمل 1945م، مواليد ، جنو� شاعر : الدين نور جعفر حسن () بي ف ي ي ين الحنو� .من دواوينه :شمس القرى – وردة قانا – الثقا� للبنان اللبناني� ،والمجلس طفولته .وهو عضو اتحاد الكتاب العرب والكتاب بي ي تقاسيم على بوابة فاطمة – أوراق الظمأ – نافذة الياسمين – ألحان الغدير ،وغيرها.. وإيليا أ� ض الجرّ ، () شكر هللا ّ ما�. 2 بي ي
مســتندين إىل قــول اللــه عــز وجــل ﴿أُولَٰ ِئـ َـك لَ ُهـ ْم َج َّنــاتُ َعـ ْدنٍ تَ ْجـرِي ِمـ ْن ت َ ْح ِت ِهـ ُم الْ َنْ َهــا ُر﴾
()3
را أساس ـيًّا وبــارزًا يف الطّبيعــة ،ففــي األنهــار يجــري ،وإىل البحــار ينضــم ويتدفّــق ،ومــن الينابيــع يتف ّجــر ،ويف وال شـ ّـك أ ّن املــاء يُش ـكّل عن ـ ً اآلبــار ينــام ،وعــى قمــم الجبــال يتحــول إىل ثلــوج ،وللشّ ــاعر يف وصــف مــاء ال ّنهــر عبــارات وأبيــات جميلــة تقطــر سالســة وتشــبيهات واســتعارات موفقــة ،ومــن ذلــك أبيــات مــن قصيــد ٍة إيقاع ّي ـ ٍة: ما أَج َملَه خ ُ َيط َحري ٍر نَا ِع ْم اس َيتل ّونُ ِم َثل َسبِيكَ ِة أَمل َ ِ يُ ْن ِعشُ َنا ب ُِبودَت ِه اب ال َع ْن ِرب يَجرِي ك ُم َذ ِ يف األَ ْح ْ داق الصخ ِر يَتل َّوى حي ًنا َ خلف َّ كأَ ْف َعى ثُّم يُتاب ُِع ِسريَ َة عم ِر ْه َي ْس ِقي ال َبح َر و َيس ِقينا ما أكر َم ثديي ِه الرقراق ْني
()4
مــا أعذبهــا مــن ألفـ ٍ الصــور يبــدو مج ـ ِّد ًدا ،إذ مل يعمــد إىل مشــابهة جامــدة كتشــبيه وجــه الصــايف ،والشّ ــاعر بهــذه ّ ـاظ كعذوبــة مــاء ال ّنهــر ّ بقمــر ،وشــعر بليــل ،وجســم بغصــنٍ ،إنّ ــا عــرض صــورة نابضــة بالحيــاة ،تنــأى عــن التّقليــد ،وكأ ّن الشّ ــاعر قــد اتّخــذ نه ـ َر ال ّزه ـراين مكانًــا ملطالعتــه ونظــم الشــعر وترتيــلِ أجمــلِ األلحــان: كم كنت أقطِّ ُع ش ْعري ف ْو َق ميا ِه ِه
()5
وبعــد غيــاب الشــاعر الطويــل عــن النهــر ،يعــود إليــه عــودة املهاجــر البعيــد عــن أهلــه وأوالده ووطنــه ،الــذي نــال منــه الفقــر والضيــم فقـ ّرر الهجــرة ،وهــا هــي ريــاح الحنــن والشــوق تعيــده إىل الوطــن ،مح ّمـ ًـا بصــور املــايض الــذي مل يغــب عــن خيالــه لحظـ ًة واحــدة: ِضــــــفَّــــــــ َتـــــــــ ْيــــــــــــكَ الـــــيـــــــــ ْو َم ع َــــــ ْو َد
مـــرحــــ ًبـــــــــــــــا يــــــــــا نــــهـــــــ ُر قــــــــــــدْ عُـــــــــــدْ ت إلَـــــــى األشـ َوقِ وتــــطَلَّــــــ ْعــــــــــــــ ُ ـم أجِ ــــــــدْ ـت طـــــــــــــــــــــويـــــــــــــ ًـا لَــــــــــــــ ْ َـــــــــــق الـــشَّ ــف ِ الـــــصـــــــ َبــــــــا ــــــــاب ذرتـــــــــــــــه ِ ّ و ُحــــــطـــــــــا ُم الــــــغـَ األفـــــــــــــق ِ ـوب ال َجو ِز َمــــــــــــــا عـــــــــــــاد َْت ِســــــ َوى وســــــــطـــــــــــــ ُ األزرقِ حــــــالـــــــم هــــــــــــــا هــــنـــــــــــــــــا كـــــنــــــــــــــت أغـــ ِّنــــي ً 3 4 5
() القرآن الكريم .سورة الكهف اآلية .31 () حسن جعفر نور الدين .إىل جهة ف ي� السماء .ص .44 () حسن جعفر نور الدين .إىل جهة ف ي� السماء .ص.45
غَـــــ ْيـــــــــــــ َر صــَــــــ ْحـرا ٍء بـــِـــــــــلـَــــــــــــونِ حـــــمــــيـــــــــم فـَـــتـَـالشــَـــــــــــــــى فــــِــــــــــــــي ِ
لَـ ْو َحـــــــــــ ٍة عـَـــــ ْبـــــــــــــ َر خـَــــيـَـــــــــالـِــــــــــــــــــــي حــــــــــويل الــــــ ُحـــــــــو ُر وزهْـــــــــــ ُر الــــــ َحــــــــــــ
ــــق ـــــ َب ِ
()6
الســاء ،والتّطلّــع إىل مــا ترســله مــن عطايــا ،بعضهــا املطــر ،وهــي هنــا كأنّهــا تدعــو إىل الفــرح بالوجــود، يبــدو أ ّن ال ّنــاس اعتــادوا عــى مراقبــة ّ ِ مم ِّزقــة حجــاب الهــم والســويداء ،مــا دفــع الشّ ــاعر إىل رفــع لفظـة املطــر إىل مســتوى راقٍ .كــا نصــل مــع املناظــر الطبيعيّــة ،األخــرى ،مــن مدلولهــا السـ ّياب مــن املعــروف إىل مســتوى ال ّرمــز ،ألنّــه يحــاول مــن خــال رؤيتــه الشّ ــعريّة أن يعطــي اللّفــظ مدلــوالت ّ خاصــة وجديــدة( .)7ولعـ ّـل بــدر شــاكر ّ أكــر الشّ ــعراء الّذيــن أشــبعوا املطــر بـ ٍ كل مــن املــوت والحيــاة: ـض ببعـ ِـد ال ّرؤيــة والحلــمِ ،يجمــع املطــر ً ـدالالت مبتكــر ٍة تفيـ ُ رش جا َء زمانٌ كان فيه الب ُ يفدون من أبنائهم للمج ِد رب ُعطَّ ٌش نحنِ .. هات املط ِر يا ُّ ر ّو ال ُعطَّ َ اش منه ،ر ّو الشج َر
()8
الســياب .وقــد أ ّرخ الشــاعر ملــا جــرى يف خريــف 1950مــع إن منــاداة الشــاعر حســن نــور الديــن للمطــر شــبيهة مبــا ورد عنــد بــدر شــاكر ّ جــده الشــيخ محمــد عــي نعمــة يف بلــدة حبــوش ،حيــث انحبــس املطــر يف الســاء ،وصــار هـ ُّم النــاس اليومــي وشــغلهم الشــاغل يلــوذون بديــوان الشــيخ يفضــون إليــه بهمومهــم ،فأشــار إليهــم بتأديــة صــاة االستســقاء مردديــن خلفه»:اللهــم ارزقنــا مطــر الســاء وارزق بياراتنــا بالخـرات» .لقــد تو ّحــدت القلــوب يف أش ـ ّد لحظــات املعانــاة ،اإلنســانية ،وكانــت النتيجــة تســاقط مط ـ ٍر اســتحوذ قلــوب الجميــع ورضاهــم ،فضحكــت أقــام البيــادر الصفـراء ،تنبــض بالجــال وال ّروعــة ،مــع مــا فيهــا مــن صــو ٍر ف ّن ّيـ ٍة وبراعـ ٍة يف التّعبــر: ـرا ضفافــه ّ وامتــأت الحقــول بعشّ ــاقها ،وســار ال ّنهــر مبـ ّ ً هذا املط ُر ُسالف ُة السام ِء ينهل يف خف ِر ُ ينص ُب كاإلب ِر َّ من عرو ِة الفضا ِء هذا املط ُر أرجوح ُة املسا ِء
()9
ـرا عــن أحاسيســه ـس بالفــرح والبهجــة ،معـ ّ ً ـب الكــون لونــه األبيــض ويوحــي بالطّهــر والنقــاء ،فيحـ ّ ينظــر الشــاعر إىل الثلــج الــذي يُك ِْسـ ُ ّ بــأدق تعبــرٍ وأروع تصويــر: ومشــاعره اصع الث ُ َّلج ال َّن ُ اس األرض َّي ْة ثوب األَ ْعر ِ ُ بيض الجبل األَ َ ِع َم ُة شي ٍخ َسم ّي َناه َ َو ْه َو عىل األَشجا ِر يواقيت َما س ِّيه ٌ ات ومصابيح مائي ْة وكر ٌ ٌ 6 7 8 9
() حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.57 العر� المعارص .يب�وت ،دار العودة ،ط ،1972 ،2ص.219 () عز الدين اسماعيل .الشعر بي ()بدر شاكر السياب .الديوان.165. () حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.54
طازج من ل ٍنب ْ
()10
ثـ ّم يطلــب الشّ ــاعر مــن الثّلــج البقــاء واالســتمرار حيــث هــو ليســتمتع أكــر بجامالتــه ال ّرائعــة ،ويظهــر الثلــج هنــا بصــورة اإلنســان املؤمــن التقــي الــذي ينــر إميانــه يف قلــوب وعقــول النــاس: حل ع ّنا َيا ث ْغ َر الله ال ت ْر ْ وان ْرث لؤل َؤ ثَ ْغرِكَ القلب ويف الع ِني ويف يف ِ األهداب ْ يا وعدً ا منشو ًرا م ْن ثغ ِر الله ِ الغيث و َمرايا بنت ال ّراف ِد م ْن علم ال ّرحمن أنت اآلن ها َ تسك ُن يف األحداق
()11
هنــا مــزج الشّ ــاعر بــن مشــاهد الطبيعــة ومشــاعر النفــس اإلنســانية املتضاربــة املك ّونــة مــن ضحــك وبــكاء وأنــن وحنــن وتبســم وتجهــم ودمــوع ،فأضفــى عــى صــوره –أي الشــاعر -مختلــف املشــاعر اإلنســانية ،ووىش أوصافــه بــروب مــن البديــع والبيــان مــن دون تكلــف ،فأدهــش وأمتــع ،ولعــل صــورة الليــل التــي عرفهــا الشّ ــعراء قد ًميــا وحديثًــا والتــي كانــت مــن أجمــل مــا تفتقــت قرائحهــم يف ليــايل الهــدوء والهجـران ،ظلــت واقعيــة إىل حــد مــا ،كــا جــاء يف قــول امــرئ القيــس يف الم ّيــة طويلــة والقافيــة مــن املتــدارك: الـــــــطـــــــــــــويـــــــــل أال انـــجــــــــــلِ ُ أال أيّـــ َهــــــــا الل ُّيل
اإلصباح مــــــــ ْنـــــــــــكَ بأمـــــــثــــلِ بـــصبحٍ ومـــــــا ُ
()12
هنــا يرســم الشّ ــاعر صــور َة الليــل املرعــب املخيــف الحالــك ،الــذي يُ ِ دخــل يف القلــوب الخــوف والهلــع والفــزع ،فلــو كان هــذا الليـ ُـل إنســانًا لهجــره الشــاعر وهجــا ُه وابتعــد عنــه: ُ ِ اللصوص رسوال الل َُّيل عصم ال َّرغب ِة ال َهوجا ِء و ِم ُ ل ْو كانَ ه َذا الل َُّيل إِنسانًا ل َهج ْرتُه ونفي ُته
()13
الصــورة األوىل ،حيــث أنّــه يهيــم بالليــل ح ًّبــا وإميانًــا ،أل ّن قلبــه يــذوب أكــر يف ثــم يطلــع علينــا الشــاعر بصــورة مغايــرة ومتناقضـ ٍة متا ًمــا مــع ّ هيــكل العبــادة اإللهيــة ،فيصبــح الليــل ملهـ ًـا وحافـ ًزا للشــعر ومثـ ًرا للفكــر ،ومصبا ًحــا ينــر عتمــة الليــايل والســنني: الظلم ِت يف اللَّيلِ ُي ِض ُء الشِّ ع ُر َ صمت األَفكا ِر َ قطع ويَ ُ يُنريُ زوايَا األشيا ِء 1 0 11 12 13
ن الياسم� .ص.78 () حسن جعفر نور الدين .نافذة ي ()حسن جعفر نور الدين .شمس القرى .ص.75 ش الع� .ص.36 () مفيد قميحة .المعلقات () حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.25
وتَثو ُر بِحا ُر الشِّ ع ِر العرب ِّية
()14
وهكــذا أرست الطبيعــة الشــاعر ،وحــارصت عواطفــه .والشــاعر إنســان لــه شــخصيته الخاصــة وكيانــه الــذايت ،وهــذه الخصوصيــة متأتيــة مــن كونــه قــاد ًرا عــى تنظيــمِ ر ّدة الفعــل ،فهــو أقــدر عــى اإلحاطــة بهــا إحاطــة جزئيــة أو شــاملة ،والشــاعر بــا طبيعــة مثلــه كمثــل مــن يفتقــد الضــوء فيتل ّمــس دون أن يــرى. وقــد يجــد الشــاعر نفســه محاطًــا بقــوة خفيــة تســعى للعــودة بــه إىل حضــن الطبيعــة أو االمتـزاج بهــا ،مبعنــى آخــر ،والعــودة إىل الطبيعــة الحسـيّة، رشا مــن دون تفتيــت للمــدركات ّ األم حيــث الحريــة واالنطــاق وســعة الكــون واألفــق ،والشّ ــاعر ال يقــرب مــن الطّبيعــة لينقلهــا لنــا نقـ ًـا مبــا ً ـديس يقــود إىل فهــم واســتنتاج وجدانيـ ّـن ،للتعبــر عــا يختلــج يف وجدانــه مــن حــاالت نفســية ،لذلــك نجــد وإمنــا يقــرب منهــا اق ـراب متــاس حـ ٍّ الطبيعــة ذابلــة ،نتيجــة حال ـ ِة الشــاعر النفســية ،ونجدهــا متّشــح ًة بال ّزهــو والخــرة ،مض ّمخــة بالعبــر والعطــر الف ّيــاض نتيجــة موقــف ان ـراح واطمئنــان ،والشــاعر بذلــك يتحــد معهــا ويحيــا يف داخلهــا ،ويكشــف خبايــا النفــس وأرسارهــا اإلنســانية ال الطبيعــة: ِ والزهري األبيض واألحم ِر ما ب َني ْ اب ال َح َب ِق ال َّن ْهري ال َّرائِعِ أرس ُ اض ذي ال ِعط ِر ال َف َّي ْ
()15
ـي بــثّ حالــة نفسـ ّي ًة هادئـ ًة مطمئنـةً ،غــر أن هــذه الحالــة مل تــدم طويـ ًـا ألن الشّ ــاعر اســتخدم أداة الربــط «لكــن» هــذا املشــهد الطّبيعـ ّ لتعـ ّـر عــن حالـ ٍة نفسـ ّي ٍة متفاوتـ ٍة تفاوتًــا ملحوظًــا مــع ســابقتها: لك َّن الل ََّيل عد ُّو ال َّنه ِر َش عن أَنْيابِه يُك ِّ ُ مس اس للشَّ ِ ويُ َصا ِد ُر آخ َر ِم ْت ٍ ت ََسل ََّل من زاوي ِة املِطْحن ِة الغَرب َّي ْة
()16
ـب عنـ َد حســن جعفــر نــور ال ّديــن امتزا ًجــا الفتًــا وواض ًحــا ،إذ تصبــح الطبيعــة جــز ًءا مــن لوحـ ٍة كبــر ٍة تشــر إىل حقيقـ ٍة ومتتـ ُ ـزج الطبيعـ ُة بال ُحـ ّ روحي ـ ٍة كــرى تســتغرق حيــاة الشّ ــاعر ،ففــي قصيــدة «ج ّنــة املســك» نالحــظ أن الشّ ــاعر ال يلتفــت لِ َحــا الطبيعــة ،وااللتفــات إليهــا ليــس التفاتًــا وصف ًيــا ،إمنــا التفــات جــزء مأخــوذ إىل األمــل والحــب ،بــل إنّــه يعمــد إىل التقليــل مــن املظاهــر الطبيع ّيــة يف محاولــة منــه للســم ّو بحبيبتــه حيــث يقــول: َسأَص َعدُ نحوكَ يَصعدُ خَلفي الشَّ ج ُر الس َنابلِ أَج ِني الثغو َر وشع َر َّ ُس ُ متوج هول بِالدي ُ بِح ِرب امل َعاولِ
()17
ـتغل حســن جعفــر نــور ال ّديــن الحــب والطّبيعــة ليوظفهــا يف بنيــة تصويريــة جديــدة ،تح ـ ّدد زاويــة النظــر التــي تســتغرق حــدود ويسـ ّ ـال تومــئ إىل إلغــاء الفواصــل بــن جزئ ّيــة مــن امــرأة (خــدك ،عيونــك ،شــعرك) وبــن الطّبيعــة ،يقــول يف قصيــدة (حــداء الوجــدان ،وتضفــي عليــه ظـ ً ربابــه): ُعيونُك َسح ُة بح ْر 1 4 15 16 17
() حسن نور الدين .إىل جهة ي ف � السماء .ص.109 � السماء .م .ن .ص.109 () حسن نور الدين .إىل جهة ي ف � السماء .م .ن .ص.110 ()حسن جعفر نور الدين .إىل جهة ي ف � السماء .م .ن .ص.42 () حسن جعفر نور الدين .إىل جهة ي ف
وخدُك بَ ُ رق َسحاب ْة شمس مت ُّر وخدُك ٌ الس َمء يل ن َ َعيم َّ وشع ُرك هيل ع ّ
()18
تقــوم العنــارص التصويريــة جميعهــا عــى املناظــر الطبيعيــة التــي تتضــاد مــع بعضهــا ،لتلتقــي موجــة البنيــة الدالليــة عــى حركــة جديــدة ـاص والحركــة الح ّيــة وســيلة مــن ـب الــذي يبعــث الحيــاة .وعليــه تكــون الطّبيعــة ذات ال ّنبــض الخـ ّ تتمثــل يف أن ملحبوبتــه وســيل َة رم ـ ٍز ملعنــى الحـ ّ رئيســا مــن عنــارص الطّبيعــة ،نجــد أنّهــا تحتضــن اإلنســان ،وتغمــره وتقــدم را ً وســائل البــثّ الشّ ــعري .وباالنتقــال إىل عــامل األرض التــي تش ـكّل عن ـ ً ـكل كائــنٍ يعيــش عــى ســطحها ،هــي الحيــاة لــه كل مــا يلــزم الســتمرار ال ّنســل والحيــاة ،يزرعهــا لتخصــب فيعطيــه ليمــأ ال ّدنيــا بالخـرات ،هــي أ ّم لـ ّ ـكل فيهــا دون اســتثناء بخاصــة واحــدة ،وهــي الدفــاع عنهــا ،وإشــباعها بال ّدمــاء لتبقــى ـكل جســد ،يشــرك الـ ّ واملــوت ،املهــد واللّحــد ،البدايــة وال ّنهايــة لـ ّ وتتطـ ّور وتزدهــر وهــذا مــا تفعلــه الحيوانــات أيضً ــا ،فتقطتــع ألنفســها شــط ًرا وتقيــم عليــه. ألجــل هــذا قدســتها الشّ ــعوب ،وأقامــت لهــا آلهـ ًة وأنصابًــا تعبدهــا وتصــي حولهــا وتقـ ّدم لهــا القرابــن ،فقــد كــرم اللّيتوانيــون األرض ،وهــي األديب واللّغــوي يتامهــى مصطلــح األرض كثـ ًـرا مــع مصطلــح األ ّم، تحمــي اإلنســان وعملــه ،كانــوا يرفعــون الصــاة يف بدايــة عملهــم فيهــا )19(.ويف تراثنــا ّ ـر معنــى كلمــة األرض فيقــول« :األرض هــي التــي عليهــا النــاس ،أنثــى وهــي اســم جنــس، فيقــول ابــن منظــور« :ال أرض لــك ال أم لــك» )20(.ثــم يفـ ّ ()21 وكان حــق الواحــدة منهــا أن يقــال أرضــة ولكنهــم مل يقولــوا». وقــد لفــت اإلســام نظــر اإلنســان إىل االهتــام بــاألرض ،فقــد جــاء يف القــرآن الكريــم ﴿ ُهـ َو الّــذي َج َعـ َـل لَ ُكـ ْم األَ ْر َض َذلُــوال فَا ْمشُ ــوا ِف َم َناكِ ِب َهــا وكُلُــوا ِمـ ْن ِر ْز ِقـ ِه وإِلَ ْيـ ِه ال ُّنشُ ــو ُر﴾( )22أ ّمــا األحاديــث النبويــة املرويــة عــن النبــي محمــد (ص) والتــي تتنــاول موضــوع األرض وحاميتهــا ورعايتهــا فكثــرة ()23 غرســا ،أو يــزرع زر ًعــا ،فيــأكل منــه طــر أو إنســان أو بهيمــة إال وكان لــه بــه صدقــة». منهــا« :مــا مــن مســلم يغــرس ً وكان ال ّنبــي يحــرص عــى اســتثامر األرض ،وهــذا مــا تجــى يف موقفــه مــع يهــود خيــر حــن طلبــوا منــه عــدم إجالئهــم عــن أرضهــم ،فقالــوا: «دعنــا نكــون يف هــذه األرض نصلحهــا ونقــوم عليهــا ،فنحــن أعلــم بهــا منكــم» ،فدفعهــا إليهــم ألنــه مل يكــن عنــده غلــان يكفونــه مؤونتهــا ،عــى أن يكــون للمســلمني حصــة يف كل يشء يخــرج مــن مثــر أو زرع. ويــرى مصطفــى حجــازي أن الطبيعــة ،األرض ،الوطــن ،هــي جميعهــا انعــكاس لحنــان األم( ،)24بينــا يقــول ميخائيــل نعيمــة يف كتابــه «كان يــا مــا كان»« :األرض هــي الفاتحــة يف مصحــف الوجــود ،مــن قرأهــا كان يف غنــى عــن مــا حوتــه الكتــب»(.)25 وعليــه تبــدو الحيــاة مرتبطــة ارتباطًــا وثي ًقــا بــاألرض واألم والطبيعــة ،حيــث ال حيــاة بــا أرض ،وال أم بــا أرض ،فــاألرض هــي البدايــة والنهايــة، وهــي الهويــة والرمــز والقضيــة ،بــل هــي الوجــود بــكل مــا فيــه. وبناء عىل ما تق ّدم كيف متثل الشاعر حسن نور الدين األرض ،وما هي أبرز مالمحها يف شعره؟ ـكيل روحيًّــا ووجدانيًّــا، اتخــذت األرض صــو ًرا مثاليــة وإنســانية ،وتجــاوز بهــا الشــاعر املســاحة الجغرافيــة املجــردة لألماكــن إىل كونهــا تشـ ً را مهـ ًّـا مــن عنــارص الطبيعــة تتخــذ يزخــر بالحركــة والحيــاة ،فاســتنطقها ونقــل أحاديثهــا وأخبارهــا عــر أشــعاره ،لذلــك ال غرابــة أن نجــد األرض عنـ ً لنفســها يف قصائــد الشــاعر صــو ًرا شــتى. خاصــا باعتبارهــا مخزونًــا نفسـيًّا لقــد شـكّل حضــو ُر األرض يف النــص الشــعري عنــد حســن نــور الديــن عالقــة بينــة األبعــاد ،ونالــت اهتام ًمــا ًّ إحساســا قويًــا بالكرامــة والعــزة والعنفــوان ،ورمبــا تصبــح األرض األم رمـ ًزا مــن رمــوز االنبعــاث والتجـ ّدد لــدى اإلنســان ،حيــث تتحــد األرض يغــذي فينــا ً بــاألم ،فأحشــاء األرض كأحشــاء األم تعطــي الحيــاة ،وقــد عـ ّد «يونــج» تعلّــق اإلنســان بــاألرض شــوقًا لتحقيــق االنبعــاث بالعــودة إىل رحــم األم ،وانتظــار حيــاة جديــدة ،لــذا يخــاف أن يدفــن رفاتــه يف أي مــكان غــر أرضــه ،ويرتــاح لفكــرة العــودة إىل االتحــاد بــاألرض واألم(.)26 1 8 19 20 21 22 23 24 25 26
() حسن جعفر نور الدين .تقاسيم عىل بوابة فاطمة .ص.68 () جان صدفة .مجموعة الميثولوجيا (شعوب – حضارات -ومعتقدات) .بيروت ،دار كنعان ،ط ،1988 ،2ص.330 () ابن منظور لسان العرب .ج .7ص.115 ()ابن منظور .لسان العرب .ج ،7ص.111 () القرآن الكريم .سورة الملك .اآلية .15 ش ب�وت ،ط1994 ،1م ،ص.36 الن� وأله األطهار .دار الهادي للطباعة والن� ،ي ( ) خليل رزق .ي س�ة ي ب ف ب�وت ،معهد اإلنماء ،ط ،1979 ،2ص.92 . مصط� حجازي .التخلف ي () اإلجتماع ي ب�وت ،مؤسسة نوفل ،،ط ،1985 ،17ص.14 . مكان يا كان . نعيمة ميخائيل () ي ش ب�وت ،المؤسسة العربية للدراسات والن� ،ط ،1987 ،1ص.40 () رانيا عوض .أسطورة الموت واالنبعاث ،ي
إذا األرض هــي منبــع األمــل والجــال ،مســتودع األرسار واألمنيــات ،ومنبــع الحــب والحنــان ،هــي متّــكأ رؤوســنا عنــد الشــدائد ،وملجــأ راخنــا عنــد اشــتداد املــآيس وامللــات ،متتــص آالمنــا وأحزاننــا ،وتحمــل معنــا آالمنــا وأتراحنــا ،هــي الرجــاء والفــرح والســعادة ،والحاميــة عنــد املخاطــر ،ويــرى الشــاعر أن اللــه عــز سـخَّرها لنــا ،وأوجدهــا ســبحانه لخدمتنــا وراحتنــا وســمرنا ،فجعلهــا كالجاريــة تخدمنــا وتطعمنــا وتحمــل األثقــال عنــا ،نــيء إليهــا ونلعنهــا لكنهــا مقابــل ذلــك تســخو وتحنــو علينــا وتباركنــا وتقدســنا: رض َجارِي ٌة نُكابدُ ها األَ ُ ونحف ُرها ونَطع ُنها َقتل ساع َة نرتَأي ون ُ ٍ كائنات فوقَها من اس لك َّنها يف آخ ِر األّع َر ِ تطع ُمنا وتسقيِنا
()27
الصورة التي رسمها جربان خليل جربان لألرض يف كتاباته: وهذه الصورة الواقعية التي رسمها الشاعر لألرض تشبه إىل ح ٍّد كبريٍ ّ رض وما أطولِ أنَّاتك ما أكر َمك أيَّ ُتها األَ ُ نضج ِ وأنت تضْ حكني نحن ُّ ف ِ وأنت تُ َباركني نح ُن نجدّ ُ نح ُن نثن ِّجس ِ وأنت تُق ِدسني األرض وما أكرثَ انعطافَك أوسع صربِك ،أيَّ ُتها ُ ما َ
()28
لقــد شـخّص الشــاعر األرض وأنســنها وجعلهــا أنثــى ،تحنــو عــى أوالدهــا وترعاهــم وتحضنهــم ،تفــرح لفرحهــم وتحــزن لحزنهــم ،وهــي التــي تض ّحــي مبــا ميليــه الواجــب عليهــا يف أوقــات الفجائــع واملــآيس ،فتــوايس أوقــات الحــزن والفجيعــة متا ًمــا كاألم املفجوعــة بأوالدهــا ،وهــذا مــا فعلتــه أم املخــرع الكبــر رمــال رمــال ،حيــث هبــت عــى قدميهــا وهــي تشــتعل حزنًــا عمي ًقــا لتســتقبل جثامنــه الطاهــر العائــد مــن الغربــة: كل األَ ِ رض ه َّب ْت عىل قد َميها ّ تستقبل عيني َها ُ ه َّب ْت ُ عمق الدُّ نيا رمال الواف ِد من ِ يرتاح عىل نهديْها ُ قم ًرا ،فج ًرا ،بر ًجا وكتابًا يبح ُر يف ساق ْيها
()29
ثــم ميــزج الشــاعر صــورة األرض بصــورة أمــه فيجعلهــا مصــدر ســعادته وفرحــه ،مؤكّــ ًدا أن ال يشء يفصلــه عنهــا ،فهــا الحيــاة كلّهــا والوجــود بــأرسه منــذ األزل وإىل األبــد: ِ أرض ِ وأنت ال َب ْه َجتان فصل بيننا ال َش َء َي ُ ّإل مقَادي َر ال َّزمانْ
2 7 28 29
() حسن جعفر نور الدين .إىل جهة ي ف � السماء .ص .98 ن للمالي� ،ط ،1995 ،1ص.68 ب�وت ،دار العلم ج�ان .البدائع والطرائف .ي ي ج�ان خليل ب () ب ب�وت ،الدار العالمية ،ط ،1992 ،1ص.62 . () حسن جعفر نور الدين .شمس القرى ي
م ْن عه ِد آد َم ِ أنت ِل قدَ ري ِ الصولجانْ وأنت َّ
()30
وهــذا التشــخيص لــأرض نجــد لــه صــدى يف أدب إميــي نــر اللــه ،التــي تــرى أن العالقــة حميمــة بــن املــرأة واألرض ،وهــي عالقــة عضويــة وليســت معنويــة فحســب ،ومثلــا كان رحــم املــرأة يحضــن الحيــاة ويحفظهــا مــن جيــل إىل آخــر عــر ألــوف الســنني ،كذلــك كانــت األرض تخبــئ يف رحمهــا عنــارص الحيــاة ،تحميهــا مــن لوثــة الصقيــع وحمــى الــرد القــارس والزمهريــر ،وتــر ّد عنهــا هجــر الصح ـراء وفظاظــة الح ـ ّر الشــديد والقيــظ اللهــب ،وتسـلّمها بأمانــة وحــرص مــن جيــل إىل جيــل. ّ إذًا األرض هــي األمل والــرور ،الصحــة واملــرض ،الجــال والخلــود ،الفنــاء والبقــاء ،الشــقاء والرخــاء ،ونــرى يف ذلــك موقــف ولــده جــال عندمــا يطلــب منــه أن يــرك أرضــه ويرحــل إىل بــاد أكــر أم ًنــا واســتقرا ًرا ،وإذا بــه ميتنــع عــن اإلجابــة للشــمس والقمــر يف صــورة تشــخيصية واضحــة: أبتاه اترك هذي األرض احملنا ففضاء الله فسيح وانرشنا يف أرض وغاب الزهر رض مبرج الروحِ َ تخ ّ وتركت صغريي ُ يحيك يل حزن األطفالِ وحزنَ الشجر وتركت سؤاالت صغريي ُ للشمس تجيب وللقمر ِ
()31
ـص أرض الجنــوب اللبنــاين وتراثــه بقصائــد كثــرة ،فــأرض الجنــوب مــا يثــر االنتبــاه والتوقــف عنــده أن الشــاعر يف حديثــه عــن األرض فقــد خـ ّ نكهــة مميــزة يف شــعره ،وجدليــة مليئــة مفعمــة بالحــب والتحــدي والعطــاء ،وال عجــب يف ذلــك ،فالشــاعر واحــد مــن أولئــك الجنوبيــن الذيــن علّقــوا األرض أوســمة بعيونهــم ،فاخــرت تحــت أقدامهــم واحمـ ّر الشــفق ،مــن دونهــم وبــرزت األنجــم مكتملــة زاهيــة. إنهــا األرض التــي ورثهــا عــن آبائــه وأجــداده فســقاها عرقــه ودمــه ،وتحولــت حرارتهــا براكــن ال تطــاق ،تــذوب فيهــا دروع املحتــل الغاصــب وأســواره الواقيــة ،هــي األرض التــي ه ّبــت منتفضـ ًة ثائــرة: أرض ال َّتاريخِ وال ُج ْغراف َيا أرض ُجدُ وديُ ، هي ُ السكانِ الشُّ جعان ُ وروايات ُّ هي لألحفا ِد وأحفا ُد األحفا ِد من زن ِد ُجدُ و ِدي من عرقِ ال ُوجدانْ أَغىل من َولَدي م ْن تَعلَّم الحرب وألجلِ كُراتِها َيرخ ُُص يف ِ ال ُولْدان
()32
األرض وانســابت يف قلبــه وأحاسيســه ،فاستنشــق عبــر الحيــاة الصــايف ،وتنســم نســيم الحيــاة والحريــة والفخــار ،واالنطــاق مــن لقــد ُح ِفــرت ُ 3 0 31 32
ن الياسم� .إتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،ط ،2005 ،1ص.32 () حسن جعفر نور الدين .نافذة ي () حسن جعفر نور الدين .شمس القرى .ص.37-38 () حسن جعفر نور الدين .شمس القرى .ص.37-38
الجمــود إىل الحيويــة ،ومــن العبوديــة إىل الحريــة ،إنهــا طريــق العــزة والكرامــة معــززة باملحبــة ،مفعمــة بالكربيــاء والنضــال ،لــذا ،فهــي أرض طيبــة خـ ّـرة ،مفعمــة بالقــوة والعنفــوان ضـ ّد الظلــم والرببريــة ،إنهــا الطريــق لحيــاة حــرة كرميــة: رض ِفي َنا ح َّر ٌة مل تُرته ْن األَ ُ يو ًما أصال ُتها رس أُنُوث ُتها ومل تخ ْ
()33
ثــم يوغــل الشــاعر بعيـ ًدا يف حبّــه لــأرض وعشــقه لهــا ،إذ يرغــب مــن ولــده ّأل يرتكهــا ،ويقـ ّدم ترابهــا للغاصبــن ،ألن الـراب حســب رأيــه مق ـ ّدس ،أوليــس ال ـراب أصــل اإلنســان ومحطّــة انطالقــه؟ فقدســية ال ـراب نزعــة إميانيــة جهاديــة تنمــو يف عقــل اإلنســان وقلبــه ويترشبهــا منــذ وتأصلــت هــذه النبتــة يف شــخصيته حتــى الصغــر ،وتنمــو معــه طيلــة حياتــه ،وقدســية الـراب نبتــت يف عقيــدة الشــاعر املتوارثــة عــن أمــه وجـ ّدهّ ، ّ غــدت مــن املرتك ـزات والثوابــت التــي تبنــى عليهــا ،لذلــك راح ينشــدها أمــام أوالده: اب األً ِ قديس رض تر ُ ٌ َواشيح عباداتُه ت ُ
()34
ويرتفــع صــوت الشــاعر يف ظـ ّـل الظــروف الصعبــة التــي ميـ ّر فيهــا وطنــه لبنــان مــن خــال اإلعتــداءات اإلرسائيليــة املتكـ ّررة عليــه ،إذ ألحقــت بالوطــن وباللّبنانيــن خســائر جســيمة بــاألرض ومــن عليهــا: وب ال ور َد يا ُ أرض ال َج ُن ِ يضو ُع يف حدقاتِك الخرضا ُء ال اليوم اس بعدَ ِ لن تُ ْزه َر األَ ْغر ُ يرحل ال َّتن ُني عن ح َّتى َ ع ُني القُرى
()35
كل الويــات والحــروب مل ينهــزم اللبنانيــون ومل يتنازلــوا عــن ذرة مــن تـراب الوطــن ،كان عــرق الجنوبيــن يعانــق العشــب وعــى الرغــم مــن ّ الجميــل ،وآثــار زنودهــم تبــوح بهــا أثــام الحقــول الذهبيــة ،وميرغــون جباههــم وثغورهــم بالـراب الحنــون: جميع بِال ِدي دونَ استثنا ْء إنَّ َ أرضً ا وبحا ًرا وسام ْء الشع َّية وتوارِي ِخي و ُجدُ و ِدي ومعي ال ُح َج ُج َّ ومفاتيح األَزمن ِة األُوىل ُ
()36
ويتو ّحد الشاعر يف قصيدته «الغالل» تو ّح ًدا تا ًّما ،بحيث تصبح األرض مالذًا له وجز ًءا منه أو هو جزء منها: اغمرِي ِني يا ُذ َرى بال ِغ ْ الل وا ْمس ِحي و ْجهِي بأَنْدَ ا ِء ال ِّت ْ الل و ُخ ِذي كفِّي بأَ ْحضَ انِك ال ّخرضا ْء 3 3 34 35 36
ن الياسم� .ص.49 () حسن جعفر نور الدين .نافذة ني الياسم� .ص.50 () حسن جعفر نور الدين .نافذة ي () حسن جعفر نور الدين .شمس القرى .ص.48-49 () حسن جعفر نور الدين .حصار الذاكرة .ص.188-189
إل ِقي ِني بأَ ْحضانِ ال َجداولِ وشّ ِحيني بالشَّ ج ْر
()37
قرسي عنها: ويجمع الشاعر األرض والطبيعة يف قصيدته «عشب األرض» ،وهو يصفها ويتح ّدث عنها بشوقٍ بعد غياب ٍّ ال تَلُو ِميني إذا ما َسا ِغ ْبت ق ْ ً ثات َص ِد َمتني ال َحا ِد ْ ك ْن ِت شَ ًال لق َِصيدي وسطو ًرا يف مآقيها الهمسات ْ زَر ْع ُت لَ ْملِمي ص ْويت عن األشجا ِر الصخُو ْر عن ِ عشب ُّ وا ْج َمعي األَشعا َر من طريِك ّنت جناحيِه ّإن أنا لق ُ الحاملات ْ القواف ِ ِل َد َو ِات ع ْندَ مجرى ال َّن ْه ِر روح يل أَقْال ِمي الح ْمرا ُء ُ الكلامت ْ أنا جز ٌء ِ منك بعض ف ْو َق األَ ْر ِض أو ُ فات ُر ْ َسا ال تَلُو ِميني إذا ما ِغ ْبت ق ْ ً ِ رحيق ال ِّذكْ ِريَات لك يف قلْبِي ُ
()38
بهــذه الــروح الجياشــة والعاطفــة العميقــة يســتعيد الشــاعر ذكرياتــه وعالقاتــه مــع األرض وعنارصهــا ،املــاء والهــواء والـراب والطــر والســاء، ســمفونية طبيعيــة مكتظــة باأللــوان واأللحــان .ويجمــع الشــاعر يف قصيــدة واحــدة معظــم عنــارص الطبيعــة التــي أحبهــا وعــاش فيهــا ومعهــا ،وقـ ّدم لهــا غــرر قصائــده ،حيــث يقــول يف قصيــدة «لحــن الغديــر»: ظل يا وطَ ِني بقربِك سأَ ُ ْت مرابِعي قدْ عشق ُ السم ْر سأظل أن ُ ُّ ْبت بالزنو ِد ّ كل مزار ِعي ّ
3 7 38
() حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.50 ن () حسن جعفر نور الدين .ي ف فلسط� ال تنام السماء .ص.95-106 � ي
تحم مبائِك سأس ُّ ْ الس ِ العذب ال َّن ِ ِ اطع ِ مي َّ تخفق راي ِتي ُّ ستظل ُ رغم الطَّا ِمع يف الج ِّو َ َ الت ُوس تَ ِيس وعل ُّ اب ال َح َم ِم ال َوا ِدع أرس ُ وتطريُ عربَ سامئِنا م ْن دون أي ُم َنازِع ِّ السهل ُّ رش يف ال ّر َب يف َّ سأظل أن ُ يف األنْها ِر يف الشطآنْ لونَ أصابِعي وغدً ا سأ ْح ِظى بامل ُ َنى رحيق منابِعي كوم ال ِغالل ومن ِ أَسبيه من ِ
()39
يحــاول الشــاعر حســن جعفــر نــور الديــن مــن خــال مقطوعتــه الســابقة أن يحملنــا عــى جناحــي قلمــه إىل حيــث الخيــال الســابح يف ربــوع املــايض مـ ّرة ،ويف ربــوع الطبيعــة مــرة أخــرى ،فنغــوص يف طيــات أفــكاره النــرة التــي اســتطاع مــن خاللهــا أن يرشكنــا معــه بجــال ماضيــه الســعيد، بقــرب الطبيعــة الخالبــة ،ومــا فيهــا مــن عنــارص مبهجــة ،ورمــوز توحــي بالســعادة والغبطــة والفــرح. ويؤكّــد الشــاعر ح ّبــه لــأرض والـراب يف معظــم قصائــده مصـ ِّو ًرا عالقتــه معهــا وحياتــه فيهــا ،ففــي قصيدتــه «الظفــرة الخـراء» كنايــة عــن الســهول والوديــان العامــرة بالخــرة والجــال والعافيــة: يا أيُّها ال َوادي عىل صفحاتِك الخرضا ِء يف ظاللِك السمرا ْء بني املا ِء واملط ْر كتبت طفولتي وشْ ًم عىل ال َحج ْر ِّإن ُ كم وسدَّ ْت أعشابَك الخرضا َء ِ رأس ّقت قد َماي وتسل ْ جي ِ ات ال َح َباىل ُ أكتاف الشُّ ْ بالنجوم املُث ِ ْقالت ِ ِ بألف ِق ْنديلٍ من ال َّزهْر يا ما أصيل امل َ ْ ُت والوزَّال وال ِعرزال الغروب ما أ َحىل ُسويْعات ِ 39
() حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.13-15
وموكب القَمر ُ السكرى َقدَ َماي يف أرجائِك ّ السارِحات ْ نسجت خُطاي ال َّذا ِهبات َّ بنشو ِة الظَّفْر ص ْو ِت ُ يعيش هناك تَ ْعرفُه جي ِ صمدت بوجِ ه ال ِّريح والقَهر ْ ات ال َّتي الشُّ ْ كل ظَفري ٍة خرضا ْء ويَداي ُّ قد مشط ُتها بأنَا ِميل العرش ِ الحاملات الغُّنج الصخ ُو ِر ُ ِّإن حفرت عىل ُّ تاريِخي وكتب ُته بأصابِع املط ْر
()40
بهــذه القصيــدة التــي جمعــت كل عنــارص الطبيعــة والحيــاة ،واملفعمــة بصــور البالغــة والجامليــات ،آثــرت أن أنهــي هــذه الدراســة حــول الطبيعــة يف شــعر حســن نــور الديــن ،حيــث كان لهــا حصــة األســد يف نتاجــه الشــعري.
خامتة الدراسة: لقــد حاولنــا يف هــذه الدراســة أن نل ِّمــح إىل قلــب الشــاعر حســن جعفــر نــور الديــن ،وننتقــي موضــوع الطبيعــة عنــده ،ونعالجــه لـراه قــد ـب ،حيــث غلبــت صــورة الطبيعــة عــى معظــم قصائــده ،وتربعــت فــوق عــرش أشــعاره التي شـكّلت انغمــس بالطبيعــة ،وهــام بهــا هيــام العاشــق املحـ ّ الســواد األعظــم يف نظمــه ،فالطبيعــة الخالبــة أرستــه واســتحوذت عــى كيانــه ،فحــاول أن يُرتجــم مكنوناتــه تجاههــا شــع ًرا ،بــروح جياشــة وعاطفــة عميقــة ،نحــو عنارصهــا كافــة (املــاء ،الهــواء ،الطــر ،ال ـراب ،الســاء ،األزهــار ،واألشــجار ،الــرق ،والرعــد )...وقــد أبــدع شــاعرنا يف اختيــار ألفاظــه را بينــه وبــن قارئيــه ،وبذلــك اســتطاع شــاعرنا أن يــؤدي غرضــه الــذي اســتل مــن وعباراتــه التــي وقفــت إىل جانبــه يف مشــواره الشــعري،وكانت جـ ً أجلــه يراعــه ،وهــو وصــف الطبيعــة ومــا فيهــا.
40
() حسن جعفر نور الدين .ألحان الغدير .ص.38-39
أصوات من قرية النسيان: عالء بدر الدين أسمع نايا ً نائيا ً يجهش في الوادي إلى أن يثمل القطي ُع والرعاة تسكب في قرارتي الحياة ألحانه ُ ُ جبران قال: ِّ وغن، الناي أعطني ِ َ وأنا أقول: أعطني الذي أسمع في أنّاته صوت الحياة َ آنس في ألحان ِه رو َح الحياة. ُ ***** يا أيها الناي الذي ُّ يئن في الصباح والمساء إلى متى ُّ ي تئن يا نا ُ وهل يسمعك القصبْ ؟ طعت من غابته، َ قـ ُ تزل ُّ ولم ْ تحن للرجوع ّ تحن لألصول لغابك الذي أعطاك هذا اللحنَ واألنين، ي ّ ي ما فيك من األنين يا نا ُ إن ف َّ والحنين لقري ٍة أحبها أحبُّ أن أعو َد طفلةً على صخورها أنام أحبُّ أن أجمع من أزهارها قالدة ً لفارسي الجميل مر قريتنا ذاك الذي َّ
مرعلى قلبي ولم يع ْد َّ أعرني صوتك الحزين ي ْ فآ ِه يا نا ُ ألجمع الصدى لعل ذاك الفارس الجميل مازال في الوادي يل ُّم حبـَّنا القتيل أريد أن أسمع من جواده حمحمةَ الصهيل يّ ، َّ فإن لحنك الحزين فإن يا نا ُ
1
يعيد ذاك الزمن الجميل طرف ْي وجودنا يربط بين َ ت والحياة ألمو ِ ْ واألفول. ألبدء ِ ******* ي كانت قريتي القديمة يا نا ُ تزرع في الجرود أغنيات تزرع في القلوب أمنيات ْ سنابل ي كان حبنا يا نا ُ يرويه غوى، لكنما الغيم الذي كان ّ ِ وضيع الدرب ،وصرنا نسأل السرابْ عن الينابيع التي تبحث عنها الري ُح ْ والقوافل كانت لنا حقول ْ المعاول تعشقها تحفر في أكبادها تحفر في القلوب فتلمع القلوب في مواسم ْ الحصاد للمناجل.
****** النهر لكي ي ،كنا نقصد َ يا نا ُ نسرقَ من فرحت ِه قهقهةَ الخرير ي ،كنا نحس ُد الطيور يا نا ُ وهي تمأل السماء باأللحان والحفيف طيور «عام ٍل» كانت ُ تهاجر توفض أن ْ ْ السنابل تغضب من هجرتها تخاف أن ُ َ مقتولةٌ تحبُّ رغم قتلها قاتلها هذا هو الحب الذي ليس له نهاية ألنه حكايةُ القرى الجرار عن «كان وما يكون» حكاية َ ****** يا نبطية: دروب األمس يا أرجوحةَ الزمان أين ُ ٌ مداخن يا قرية كانت لها كان لها دخان!! ور والحكايا أين غفا التنّ ُ يكشفك أين اختبأتِ؟ ،كيف ال ِ الزمان؟. ْ هاجرت ك ُّل الدروب تهاجر الدروب إذ أوحش ما ْ َ َ يا قريةً ينبتُ في ساحاتها النسيان أين جهاتُ القلب يا حبيبتي األرض إذا ما جفّت السماء ما أوحش َ ْ النبات وحين ينمو الجوع ال في أرضنا الموات
******* ي الذي يا أيها النا ُ يحمل من صحرائنا الحداء تنتظر السماء إلى الينابيع التي ُ تجف بع ْد ولم َّ حر ْك ضروع األرض ِّ ي هو الروح التي فالصوت يا نا ُ لما تزل تئن ب تجرحه األلحان من قص ٍ فيُبرئ الجراح َّ فإن حتى تبرأ الجراحْ و ُم َّد ألحان ََك في السهول والبطاح واألرواح إت ضلوعي لم تزل مترعةً مثلك باألنين فاذرف لنا لحنا ً على ما فات ْ من أعمارنا قد هاجرت كل العصاقير الشجر عن ْ ووحدك يا ناي الذي يقدر في صداح ِه َ أن يُرج َع الطيور ْ لكن ،وما نف ُع رجوع الطير للبالد إذا المناقير ْ أتت بال بريد بري ِد ذاك الزمن البعيد ب لم ْ يزل بري ِد قل ٍ ينتظر الرياح والرعود لترج َع الر ّجةَ للثرى
للخصب ،للنماء ،للنهر الذي مات به الخرير ****** ي وال وا أسفي إذ ُ يخرس النا ُ نعرف كيف؟ أو متى يعود؟ واأسفي إني على مقرب ٍة من لحن ِه لكنني بعيد كالقرب ،أو كالبعد من قبور من أحبهم ب أو كبعد قبر والدي كقر ِ ذاك الذي يعود يوميا ً إلى القلب، وال يعود. ي الذي يذرفني يا أيها النا ُ رفقاً ،فك ُّل أنـ َّ ٍة في أضلعي بريد. وفي رفات أهلنا نرى الذي يعود منهم وال يعود ***** العمر الذي يرفض أن يعود يا أيها ُ ما الفرق بين أنّة الناي وبين ر ّجة الخلود؟ غيراإلثم والتراب فالموت ال يصيب َ وحصة الخلود ب وسع الدنيا بما يعطيه لكل قل ٍ للوجود
ذات حنين. رنا عبد هللا
يثور النبض يطرق أبواب الروح علها تتلقف اآله الممتدة عبر الزمن تقيه قسوة الضياع تسقيه رشفة اطمئنان يجافي دربه الغائر في التيه منذ حب ونيف.. متسكع الخطوات في شوارع من ضباب.. حلقة مشبوكة بالوهم يتأرجح بين حبائلها يقصيه الواقع تارة ويدنيه الشوق تارات.. ذات حنين.. يبعثرني ثقل مشاعري فتعدمني الوسيلة ال انا اصبح انا وال انا قادرة على هجر اناي تتبرأ مني النبضات تصول وتجول تحرق وتغرق تئن وتجن ثم تعود منكسرة تكسر عصاها الهش وتلقي رحلها المكفن بالوهن ليستقر من جديد في كهف الخيبة...
حكايات كليلة ودمنة حكايــات كليلــة ودمنــة ..قالــو قديمــا انــه فــى يــوم مــن االيــام كان هنــاك غرابــا اســود شــديد فــى وكــر علــى فــرع شــجرة فــى جبــل مهجــور تمامــا و كان قريــب مــن هــذا الوكــر حجــر ثعبــان اســود و كان كلمــا تفقــص بيضــات الغــراب ياتــى الثعبــان و يــأكل فراخــه كلهــا ممــا تســبب فــى حــزن الغــراب فشــكا فعلــة الثعبــان الــى صديــق لــه و ســأله المشــورة فــى امــر قــد عــزم علــى فعلــه ..و بــدا يحكــى لصديقــة الحيلــة التــى يريــد ان يفعلهــا قائــا :عزمــت علــى ان اذهــب الــى ذلــك الثعبــان االســود اذا نــام و انقــر عينيــه حتــى افقأهمــا لعلــى اســتريح مــن شــره و اذاه .رد عليــه صديقــة فــورا :بئــس الحيلــة التــى احتلــت .و نصحــه بــان يبحــث عــن امــر اخــر يصيــب بــه مــا يريــد مــن الثعبــان و لكــن دون الحــاق االذى بــه و دون ان يعــرض نفســه للهــاك و المخاطــر حتــى ال يكــون مثــل العلجــوم الــذى اراد قتــل الشــرطانه فتســبب بقتــل نفســه ســال الغــراب عــن قصــة العلجــوم فبــدأ صديقــة يحكــى لــه القصــة انــه كان هنــاك علجومــا يســكن عشــا فــى بحيــرة كثيــرة الســمك و عندمــا كبــر فــى الســن لــم يعــد فــى اســتطاعته الصيــد فاصابــه الجــوع الشــديد و الضعــف فجلــس حزينــا يبكــى حالــه يلتمــس الحيلــة فــى امــره حتــى مــر بــه ســرطان فــراى حالتــه الهزيلــة و الكابــة التــى اصابتــه فاقتــرب منــه و قــال :مابــك ايهــا العلجــوم مالــى اراك كئيبــا حزينــا ؟ رد العلجــوم بصــوت ضعيــف :و كيــف لــى اال احــزن وانــا قــد عشــت طــوال عمــرى فــى هــذا العــش هانــئ ســعيد اكل ممــا اصطــاده مــن الســمك و اليــوم انــا عجــوز وال اســتطيع الصيــد كمــا انــى ســمعت صياديــن اليــوم قــد مــروا بهــذا المــكان و قــال صاحبــه لالخــر :ان هــذا المــكان بــه كثيــر مــن االســماك و اتفقــو علــى ان يصطــادوه اوال بــاول و هكــذا بعــد فتــرة لــن يعــد هنــاك اى اســماك فــى البحيــرة .فــرد عليــه االخــر قائــا : و لكنــى قــد رايــت مكانــا فيــه ســمكا اكثــر مــن هــذا فلنبــدا بذلــك المــكان حتــى اذا فرغنــا منــه اتينــا الــى هنــا فأفنينــاه ايضــا .فانطلــق الســرطان وقتهــا الــى الســمك و اخبرهــن بنيــة الصياديــن فاتــى الســمك الــى العلجــوم لطلــب النصــح و المشــورة فقــال العلجــوم انــه غيــر قــادر علــى التصــدى للصياديــن و انــه ال يعلــم حيلــة يســتطيع بهــا حمايتهــم و لكنــه يعلــم مــكان قريــب يمكنهــم االنتقــال اليــه و العيــش فيــه بســام و امــان و قــال لهــم فــى خبــث انــه ســوف ينقلهــم فياخــذ كل يــوم ســمكتين و يلقيهمــا فــى المــكان االمــن القريــب حتــى تكتمــل العش��يرة وواف��ق الس��مك المس��كين ال��ذى ال يعل��م حيل��ة و ني��ة العلج��وم . و كان العلجــوم كل يــوم ياخــد ســمكتين حتــى ينتهــى بهمــا الــى احــدى التــال فياكلهمــا حتــى جــاءه الســرطان يومــا و قــال لــه انــه قــد مــل مــن مكانــه هــذا و انــه يريــد للعلجــوم ان ينقلــه الــى مــكان اخــر ..و هكــذا حملــه العلجــوم وطــار بــه حتــى اقتــرب مــن احــدى التــال التــى كان يــاكل بهــا االســماك و راى الســرطان عظــام ـدوه االســماك ففهــم الحيلــة التــى فعلهــا العلجــوم و انــه يريــد قتلــه هــو ايضــا فقــال فــى نفســه لقــي ّ الرجــل عـ ّ فــي المواطــن التــي يعلــم فيهــا أنّــه هالــك ســواء قاتــل أم لــم يقاتــل كان حقيقــا أن يقاتــل عــن نفســه كرمــا وحفاظــا ثــم هــوى
بكلبتيــه علــى عنــق العلجــوم فقتلــه و تخلــص الســرطان و االســماك مــن شــر العلجــوم و حيلــة . و هكــذا انتهــت قصــة العلجــوم و الســرطان فســأل الغــراب صديقــة و مــا الحكمــة مــن هــذة القصــة فاجــاب الصديــق انــى قــد ضربــت لــك هــذا المثــل لتعلــم ان بعــض الحيلــة تكــون مهلكــة للمحتــال و انــى ســوف ادلــك علــى امــر ان قــدرت عليــه فســوف تتخلــص مــن شــر الثعبــان و تهلكــه و تنجــى نفســك .قــال الغــراب فــى اهتم�اـم و م��ا ه��و ؟ رد الصديـ�ق :يمكنــك ان تطيــر حتــى تجــد حلــى مــن حلــى النســاء تخطفــه و تطيــر علــى مــرأى مــن النــاس حتــى تصــل الــى حجــر الثعبــان فتلقــى الحلــى فيــه و ســوف يذهــب النــاس الــى الحجــر و يقتل��ون الثعب��ان الع��ادة الحل��ى بالتاكي��د . ســمع الغــراب نصيحــة صديقــة و انطلــق محلقــا فــى الســماء حتــى وجــد امــراة مــن بنــات العظمــاء تغتســل و قــد وضعــت ثيابهــا و حليهــا بجانبهــا فانقــص الغــراب علــى الحلــى و خطفهــا و طــار بهــا و بالفعــل قــد تبعــه النــاس حتــى انتهــى الــى حجــر الثعبــان فالقــى العقــد عليــه و النــاس ينظــرون و قــد عرفــوا مــكان العقــد فدخلــوا الحجــر وقتلــوا الثعبــان واســتعادوا العقــد . الحكمــة مــن القصــة :الحيلــة قــد تقتــل صاحبهــا ..عليــك باعمــال الفكــر مليّــا فــي هــذا المثــل فإنّــك وال شـ ّ ـك ســتبصر معانــي هــذا المثــل فضــا عــن كونــك قــد ضحكــت أو عجبــت منــه
البرود العاطفي :
مريم باجي
يشتكي العديد من األزواج من مشكلة نقص الرومنسية أو إختفاء الحب مع الطرف الثاني ،حيث أنهم داخليا يشعرون بالملل أو عدم اإلنجذاب لشريك أو إبتعاد الشريك ( عنه أو عنها ) ،و قد تصيب هذه الحالة حتى العاشقين الذين فجأة يجدون أنفسهم قد كرهو عالقتهم و في كثير من األحيان يتخلون عن تلك العالقة الجميلة و المقدسة لهذا السبب ظانين أن الطرف الثاني ال يناسبهم و األيام كشفت حقيقته أو أنه أصبح ال يبادل شريكه الحب . تتعدد األسباب التي تجعل من العاطفة بين الزوجين تتالشى أو تنعدم فأحيانا تكون بسبب بعض المشاكل التي تحدث بينهما ،و أحيانا تكون بسبب إنقاص أحد الشريكين اإلهتمام بشريكه كما عوده سابقا ،أو بسبب الملل الذي ينتج عن وجود أجواء غير متجددة بين الشريكين أو بعد بينهما و العديد من األسباب األخرى التي تسبب ذلك ،و بدل البحث عن أسباب حدوث ذلك من األحسن أن نحاول إعادة األجواء الرومنسية للعالقة من جديد ،كما أنه من واجبنا أن نحاول الحفاظ على تلك العالقة و أن ال ننتظر من الطرف الثاني أن يقوم بتلك الخطوة الرومنسية التي تعيد للعالقة بهجتها السابقة ،ألن الطرف الثاني قد تكون ظروفه صعبة أو يمر بحالة نفسانية تجعله ال يستطيع التفكير في هذه األمور . علينا دائما أن نبادل غيرنا بالحب و أن نلتمس األعذار لهم خاصة بمن جمعتنا بهم ذكريات رائعة و أن ال نترك عالقة جميلة تختفي بسبب أنانيتنا أو كبريائنا ،هذه هي أول خطوة علينا إتباعها إلعادة الرومنسية مع من جعلناه حبيبا لنا أي أن تكون هناك نية صادقة إلصالح كل شيء أو لغمر الحبيب بعاطفتنا ،و بعد ذلك فالنشغل دماغنا للبحث عن أفكار تفيدنا في صنع أجواء رومنسية من جديد . في أغلب األحيان يكون مظهر الشريك أو ديكور المنزل سببا لنفور الطرف الثاني منه أو الشعور بالملل داخل منزله ،لذا على الزوجة الذكية أن تجتهد دائما في تغيير ديكور المنزل في فترات ليست متباعدة عن بعضها البعض لكي يكون هناك تجديد دائم داخل المنزل كما أنها تستطيع إضافة لمسات جديدة لبيتها تتعمد فيها إظهار حبها كأن تشتري صحونا حمراء اللون أو شكلها يشبه القلب أو الوردة أو كأن تشتري كأسين من نفس النوع تخصص واحدا لها و اآلخر لزوجها و من األحسن أن يكون الكأسان يحمالن رموزا خاصة بالحب ،أما بنسبة للمظهر فعلى كال الزوجين أن يحاوال اإلعتناء بنفسيهما و أن يتعمدا إستعمال أسلوب أو لون يثير الطرف الثاني فمن األحسن مثال أن تشتري المرأة مالبسا ذات ألوان زاهية و أن تركز أكثر على إختيار ثياب حمراء اللون ألن اللون األحمر علميا يجعل اإلنسان يثار كما يجب أن أشير أنه من الخطأ أن تلبس المرأة ثيابا لها لون واحد طوال الوقت ،حتى لو كانت تحب ذلك اللون أو تبدوا جميلة به ألن إستعمال لون واحد سيجعل زوجها يمل منها تدريجيا ،أما بنسبة لرجل يكفي أن يظهر لزوجته أنه أنيق و يعتني بنفسه جيدا و أن يكون دائم اإلستعمال للعطور خاصة التي تحبها زوجته ،و العطور ال تجلب النساء فقط فحتى الرجال ينجذبون لها و عليه على المرأة أن تركز هي األخرى على هذا األمر .
بعد اإلنتهاء من مشكلة المنزل و المظهر اللذان يصنعان أجواءا متجددة بين الطرفين ،علينا التفكير بأساليب تجعل الشريك يتذكر أحلى الذكريات مع حبيبه أو يتخيله بجانبه ،البعض يلجؤون ألسلوب الحديث عن العالقة سابقا لجعل الطرف الثاني يسترجع أحلى الذكريات السابقة ،لكن في كثير من األحيان يقع خصام بين الطرفين بسبب حادث مؤلم أو خطأ إقترفه الشريك في حق حبيبه سابقا فتتحول الجلسة الرومنسية لشجار عنيف بين الزوجين ،لهذا أنا ال أحبذ إستعمال هذه الطريقة لتذكير الحبيب بالذكريات الجميلة سابقا بل من األفضل أن نكون أذكياء كأن نخرج مع الشريك في موعد غرامي في النفس المكان الذي أقمنا فيه أول عالقة غرامية معه أو إلتقينا به ،أما بنسبة لداخل المنزل أحسن طريقة لجعل الذكريات الجميلة تملؤه هي أن تضع الزوجة أو الزوج الهدايا المميزة التي قدماها لبعضهما البعض سابقا أو صورا تجمع بينهما في ركن ظاهر من المنزل يقابلهما دائما مثال بالقرب من التلفاز أو فوق رفٍ في غرفة النوم و غير ذلك من األماكن التي ال تفارق أنظارنا من أركان البيت ،و نستطيع جعل الطرف الثاني يسترجع ذكريات الحب السابقة بطعام أيضا كأن تطهو الزوجة األكالت التي تناولتها سابقا مع زوجها في مواعيدهم الغرامية . بعد اإلنتهاء من كل هذا تبقى بعض التفاصيل السهلة البسيطة التي نستطيع فعلها بسهولة و هي : إستعمال كلمات طيبة و رومنسية ف� حديثنا مع الطرف نالثا� . ي ي ن الثا� خاصة بعدما يعود متعبا من العمل . اإلهتمام بطرف ين الثا� و إظهار الشغف ف ي� فعل ذلك . تلبية رغبات الطرف يهذه بعض أفكاري التي تهدف لحل هذه المشكلة هناك أفكار عديدة أخرى تفيدنا في ذلك ،و يستطيع أي شخص إستعمال إبداعه الخاص أو أفكاره الخاصة ألن أي شخص يمتلك أفكارا جميلة موجودة في داخله ، يجب عليه فقط أن يركز على األفكار المتجددة و التي تخدم الرومنسية و تضاعفها .
أحيانا ً رنا عبد هللا
احيانا».. تتوه اللحظات تهرب من عقارب ال تمل لسعها مع كل نبضة.. تحطم قضبان الصمت تنقذ أنفاسها المكبوتة تفرد أجنحة روحها المتكسرة تبحث عن قوت لثوانيها القاصرة علها تجد ما يسد رمق الشوق.. رحلة البحث.. لذيذة المذاق رغم وعورة الدرب رغبة البقاء تصور مأدبة اللقاء وذلك المطر.. يروي المقل يسرد حكايات وعبر.. كلها يشد اللحظات للسفر بعيدا” عن البشر.. الى كوكب ال دقائق فيه تقيد خطواتنا وتقطرنا أنفاسنا قطرة قطرة ألى أفق ال حدود فيه للنبض
الى مجرة ال تحصر الكالم بحروف أبجدية ال تلقن النطق.. تتوه اللحظات توقا” لعناق الشمس رغم الخوف الذي زرعوه في ضلوعنا من نارها.. تحلق اللحظات لتخترق الغيم وتنادمه غيثه فيسكر من كثافة الحب المختبئ في عينيها ويهطل شوقا” لعناق تراب لثمته مرة” خطوة وليف فيعيد نبضها ويفوح أريج أديم األرض تختزن قوت ثوانيها في جعبة رئتيها لتعود وتحط على كوكب التوقيت.. والتنقيط.. لعمر يتهاوى زفرة زفرة على حافة الزمن!!..
ليالي ال ّ شمال الحزينة د.هويدا شريف أحبك رغم صدّك رغم احتراقي رغم اليأس من التّالقي ترافقني أينما كنت طيفك في ك ّل وادي و ك ّل ما تهواه ساقي أنفاسك جمره أحرقت الحنين وأشعلت نار الماقي لقد عبَرت روحي ساعه حياه ولم تكن صدفه كلمعه البراق أنت الحبيب في ليال ال ّ شمال الحزينه أنت العاشق سحر ساعه ال ّ أنت الحياه لمن يفقد األمل الروح أنت ّ المسافره عبر ّ الزمن أنت ومعك بعض من تشيزوفرينيا الحروف
ليست هذه طيورا ً لوركا شاعر الغجر إذا مل تك ْن هي الطيور مغطاة بالرماد ِ التأوهات التي تقر ُع نافذ َة ال ُعرس إذا مل تك ْن فهذه هي مخلوقاتُ الهواء الرقيقة التي تجعل الد َم الجديد يفيض يف الظالم الالنهايئ لك ْن ال ،ليست هذه طيورا ً ،أل َّن الطيو َر ستصبح حاالً ثرياناً ٍ مرتفعات بيضاً تصبح مبساعدة القمر ميك ُن لها أ ْن َ يرتقي القضا ُة املنصة وهي دامئاً صبيا ٌن مصابون من قبل أ ْن َ الكل يشعر ُ باألمل املتوحد مع املوت ُّ لك َّن األملَ ليس حارضا ً يف النفس الحقيقي َ َ ليس موجودا ً يف الهواء ،وال يف حياتنا وال يف هذه الرشفات املليئة بالدخان األمل الحقيقي هو الذي يُبقي األشيا َء يقظ ًة هو جرح الحريق الصغري املؤمل االنهايئ
يف العيون الربيئة ألنظمة الشمس األخرى بدل ٌة مهجورة تضيق عىل األكتاف لدرجة أ ّن السامء غالباً ما تجمع البدالت يف أكداس غري مستوية، والذين ميوتون حني يولدون ،يعرفون يف اللحظة األخرية ِ قلوب تصبح كل األصوات تتح َّج ُر ُّ بأ َّن َ نبضات ٍ وكل اآلثار ُ نحن ال ندري بأ َّن األفكا َر لها ضواح ُ رشب الفيلسوف ُ حيث يؤكل ويُ ُ من الصينني وعبيد الفراشات ويف املطابخ عدد من األطفال األغبياء عرثوا عىل طيو ٍر من السنونو بعكاز ٍ ات وهي التي عرفت كيف ينطق اإلنسان كلم َة ُ :حب ال ،ال ،ليست هي الطيور عب عن الحمى الشديدة للبحرية املتصلة بالبحر ليس طائرا ً ي ُـ ِّ ُ كل لحظ ٍة ثقل ّ أو االشتياق اىل قتلٍ يُ ُ كل فجر أو ضجة االنتحار املعدين التي متنحنا القو َة َ كل العامل يتأملُ يف داخلنا إنها كبسولة بالهواء حيث ُّ حي يف التناغم املجنون مع الضوء إنّ ُه فرا ٌغ قليل ٌّ صعب تحديده حيث الغيوم والزهور تنىس طابق إنّ ُه ٌ ٌ
الرصاخ الصيني الذي يغيل عند مكان الدم الزائد تهت عدة مر ٍ ات لقد ُ الجرح الذي يُبقي األشياء يقظ ًة رغبت يف أ ْن أج َد حني ُ َ لكنني وجدت فقط بحار ًة معلقني عىل األسيجة ومخلوقات صغرية من السامء ،مدفونة تحت الثلج لكن األمل الحقيقي كان موجودا ً عىل الساحة الثانية ُ ماتت بني سيقان األشجار حيث األسامك الكريستالية قد ْ ساحة السامء الغربية تحمل التامثيل ال َهرِمة السليمة وجوار الرباكني املؤمل ال أملَ يف الصوت ،هنا توجد الكرة األرضية فقط الكرة األرضية ببواباتها األبدية التي تقود باتجا ِه احمرار ال ِثامر عن ترجمة ماريكا غيدين السويدية ملجموعة ( شاعر يف نيويورك )
ترجمة :عبد الستار نور عيل