Ya7elweenmagazine Feb 2018

Page 1

‫براءة العشق‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫ليست هذه طيوراً‬ ‫لوركا شاعر الغجر‬

‫أستودعك بالف آ ٍه‬ ‫َ‬ ‫رياض الدليمي‬

‫الربود العاطفي‬ ‫مريم باجي‬

‫أنا وأنت وست الدنيا‬ ‫هويدا رشيف‬



‫ي‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫وي‬

‫ن‬

All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar



‫كتاب البخالء‬ ‫الجاحظ‬ ‫يعــد كتــاب البخــاء لألديــب الكبيــر الجاحــظ موســوعة أدبيــة علميــة كبيــرة بحــق ‪،‬‬ ‫فبالرغــم مــن أن الجاحــظ تنــاول فيــه قصــص البخــاء وعاداتهــم الغريبــة ‪ ،‬إال أنــه‬ ‫أحــاط بطــرق عيشــهم االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ ..‬بــل والنفســية ‪ ،‬كمــا تنــاول أيضــا‬ ‫مســائل طبيــة وروحيــة ‪ ،‬كذكــر األكل وأصنافــه المفيــدة والمضــرة بصحــة اإلنســان ‪،‬‬ ‫وذلــك بأســلوب دقيــق شــامل ال يقــدر عليــه إال شــيخ األدبــاء الجاحــظ ‪ ‬‬ ‫تغ ّ‬ ‫ديت اليوم ؟‬ ‫حيلــة ماكــرة كان يلجــأ إليهــا أحــد الشــيوخ إذا أتــاه زائــر وأطــال جلوســه عنــده‬ ‫ديــت اليــوم ؟ فــإن قــال نعــم ‪ ،‬قــال ‪ :‬لــوال أنــك تغديــت لغ ّ‬ ‫فيق��ول ل��ه ‪ :‬تغ ّ‬ ‫ديتــك بغــداء‬ ‫طيــب ‪ ،‬وإن قــال ال ‪ .‬قــال ‪ :‬لــو كنــت تغديــت لســقيتك خمســت أقــداح ‪ .‬فــا يصيــر‬ ‫ف��ي ي��ده عل��ى الوجهي��ن قلي��ل وال كثي��ر ‪.‬‬ ‫تعليق��ي ‪ :‬لــو كنــت مــكان الزائــر لقلــت لــه ‪ :‬ناولنــي األقــداح فســتكون خيــر غــداء‬ ‫لخي��ر بط��ن ههه��ه ‪.‬‬ ‫الكندي أبخل خلق هللا‬ ‫حدثنــي عمــرو بــن نهيــوي قــال ‪ :‬تغديــت يومــا عنــد الكنــدي فدخــل عليــه رجــل كان‬ ‫لــه جــارا وكان لــي صديقــا ‪ ،‬فلــم يعــرض عليــه الطعــام ونحــن نــأكل ‪ .‬وكان أبخــل‬ ‫منــ خل�قـ هللا ‪ .‬فاســتحييت منــه ‪ ،‬فقلــت ‪ :‬ســبحان هللا ‪ ،‬لــو دنــوت فأصبــت معنــا‬ ‫مم��ا نأــكل ! قـ�ال ‪ :‬قــد وهللا فعلــت ‪ .‬فقــال الكنــدي ‪ :‬مــا بعــد هللا شــيء ! قــال عمــرو‬ ‫‪َ :‬‬ ‫فك َّت َفــه وهللا كتفــاً ال يســتطيع معــه قبضــا وال بســطا ‪ ،‬وتركــه ‪ .‬ولــو مــد يــده لــكان‬ ‫كاف��را ‪ ،‬أو ل��كان ق��د جع��ل م��ع هللا – ج��ل ذك��ره – ش��يئا !‬ ‫تعليقي ‪ :‬وماذا أقول بعد الذي قيل ‪ ،‬وأي كالم يقال بعد ما قيل !‪ ‬‬ ‫بخل يسري في العروق‬ ‫كنــت عنــد شــيخ مــن أهــل مــرو وصبــي لــه صغيــر يلعــب بيــن يديــه فقلــت للصبــي‬ ‫إمــا عابثــا أو ممتحنــا ‪ :‬أطعمنــي مــن خبزكــم ‪ ،‬قــال ‪ :‬ال تريــده هــو مــر ‪ .‬فقلــت ‪:‬‬ ‫فاســقني مــن مائكــم ‪ ،‬قــال ‪ :‬ال تريــده فهــو مالــح ‪ .‬قلــت ‪ :‬هــات لــي مــن كــذا وكــذا‬ ‫‪ ،‬قــال ‪ :‬ال تريــده هــو كــذا وكــذا ‪ .‬إلــى أن عــددت أصنافــا كثيــرة ‪ ،‬كل ذلــك يمنعنيــه أو‬ ‫يبغضــه إلــي‪ . ‬فضحــك أبــوه وقــال ‪ :‬مــا ذنبنــا ؟ هــذا مــن علّمــه مــا تســمع ؟ يعنــي‬ ‫أن البخ��ل طب��ع فيه��م وف��ي أعراقه��م وطينته��م ‪.‬‬ ‫تعليقي ‪ :‬لو كنت مكان الراوي لقتلت الصبي ضربا وألحقت أباه به !‪ ‬‬


‫نقطع الضوء عن عينيك إذا لم تنفق !‬ ‫يــروي الجاحــظ أن جماعــة مــن أهــل خراســان اجتمعــوا فــي منــزل ليــا ‪ ،‬فأحجمــوا‬ ‫عــن إنــارة المصبــاح وصبــروا علــى الظلمــة مــا أمكنهــم الصبــر ‪ ،‬ولمــا اضطــروا إلــى‬ ‫اإلنــارة جمعــوا النفقــة الالزمــة لذلــك وأبــى واحــد منهــم أن يشــاركهم فــي النفقــة‬ ‫‪ ،‬فكانــوا إذا جــاء المصبــاح ش ـ ّ‬ ‫دوا عينيــه بمنديــل إلــى أن ينامــوا ويطفئــوا المصبــاح‬ ‫فيفرج��ون ع��ن عيني��ه وذل��ك حت��ى ال يس��تفيد م��ن ن��وره ‪.‬‬ ‫تعليقـ�ي ‪ :‬ال حــول وال قــوة إال بــاهلل …ههــه فــي الحقيقــة تذكّــرت أيــام دراســتي‬ ‫الجامعيــة حيــث كنــا نقتصــد بشــدة علــى النفقــة فــي األكل ‪ ،‬بحكــم أننــا كنــا نقطــن‬ ‫فــي الحــي الجامعــي والمصاريــف آنــذاك كانــت بالــكاد تكفينــا ‪ ،‬لكــن قطعــا لــم نكــن‬ ‫كجماع��ة خراس��ان !‬ ‫أكلي مع غيري زيادة في األصل‬ ‫وقــال أبــو نــواس ‪ :‬كان معنــا فــي الســفينة ‪ ،‬ونحــن نريــد بغــداد ‪ ،‬رجــل مــن أهــل‬ ‫خراســان ‪ ،‬وكان مــن عقالئهــم وفقهائهــم ‪ ،‬فــكان يــأكل وحــده ‪ .‬فقلــت لــه ‪ :‬لــم‬ ‫ي فــي هــذا الموضــع مســألة إنمــا المســألة علــى‬ ‫تأــكل وحدــك ؟ قاــل ‪ :‬ليــس علـ ّ‬ ‫مــن أكل مــع الجماعــة ‪ ،‬ألن ذلــك هــو التكلّــف ‪ .‬و أكلــي وحــدي هــو األصــل وأكلــي‬ ‫م��ع غي��ري زي��ادة ف��ي األص��ل ‪.‬‬ ‫كالم بكالم وكالم بفعال !‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ‬ ‫ّ‬ ‫ﻫﻠﻢ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﻪﻠﻟﺍ ‪ .‬ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬ ‫ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ‪ :‬ﻣﻜﺎﻧﻚ‪ ، ‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻐﺬﻯ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ‪ :‬ﻭﻟﻢ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻃﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻚ ﻣﺎﻟﻲ ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻨﻲ ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ‪ :‬ﻭﻳﺤﻚ ‪ ،‬ﻟﻮ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﺎ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ . ‬ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ ‪ :‬ﻫﻠﻢ ﻓﺘﺠﻴﺐ ﺃﻧﺖ ‪ :‬ﻫﻨﻴﺌﺎ ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺑﻜﻼﻡ ‪ .‬ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺑﻔﻌﺎﻝ ﻭﻗﻮﻝ ﺑﺄﻛﻞ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ‬



‫بابل‬

‫رياض الدليمي‬

‫{لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك ألقتلك إني أخاف هللا رب العالمين}‬ ‫شــهدت مدينتــي أول جريمــة فــي التاريــخ البشــري ‪ ،‬انــي أتنفــس الــدم الــذي تغلغــل فــي التــراب‬ ‫بيــن أظافــري هــو مــن ذاك األخ الــذي قــدم قرابينــه للــرب مــن ثمــار بســتان أبــي ‪ ،‬لقــد قطــف‬ ‫رمانــا وعنبــا وتينــا ليتقــرب بــه الــى هللا ‪ ،‬لقــد قبلــت قرابيــن هابيــل ألنــه اســتئذن أبــي بالقطــاف‬ ‫فمــأ ســاله ‪.‬‬ ‫ان هابيــل كان يــدرك طيبــة ابــي فهــو ال يــرد صديقــا أو عــدوا كان يقســم رغيــف خبزنــا ليطعــم‬ ‫الجائــع وكل مــن يطــرق بابنــا فــي تلــك القريــة الصغيــرة مــن بابــل ‪ ،‬لــم يســمع أبــي صــراخ‬ ‫األرض التــي نــزف الــدم فيهــا أول مــرة ربمــا كان أبــي ال يصــدق مــا يســمعه لهــذا أعتقــد انــه‬ ‫صــراخ الجنيــات التــي تبحــث عــن حــب وحنــان وزوج لتحتمــي فيهــا مــن جنــون قابيــل ‪.‬‬ ‫لكــن حصــل الــذي حصــل وأصبحــت قريتنــا تتناســل فيهــا الضحايــا واكتســت قشــرة أرضهــا‬ ‫ّ‬ ‫وعظمــه وأجلّــه واتقــاه كثيــرا رغــم‬ ‫بلــون الــدم فلــم يســلم منهــا أحــد ‪ ،‬لقــد شــكر أبــي الــرب‬ ‫الدمــاء ‪ ،‬رغــم البغــي رغــم الطغيــان الن يــدرك مغفرتــه ورحمتــه وصفحــه ‪.‬‬ ‫ـرب ألنــه تقبـ َل ســال ثمــار بســاتينه التــي حملهــا لــه هابيــل ‪ ،‬وكلمــا تنــزف‬ ‫لقــد شــكر أبــي الـ ّ‬ ‫االرض دمــا أغــدق أبــي ســال االثمــار لوجــه ‪..‬‬ ‫كل وجــوه القريــة ســقطت أمــام هللا اال وجــه أبــي ألنــه كان يبتســم كثيــرا ‪ ،‬لــم أر وجهــه مكفهرا‬ ‫فــي يــوم مــن األيــام ‪ ..‬فــكان ان حــزن يومــئ برأســه فقــط ويرفعــه للســماء ويبكــي كثيــرا ‪ ،‬ومــا‬ ‫ان يهطــل رأســه حتــى الغمــام أهطلــت أمطارهــا فــوق جبيــن أبــي وشــعره فيفــرح كثيرا ‪.‬‬ ‫كل غيــوم الشــتاء هــي ملــك أبــي لقــد أعطــاه ايــاه هللا توســما لبيــاض قلبــه ‪ ،‬كلمــا ســالت الدمــاء‬ ‫علــى هــذه األرض وتناثــرت الجثــث المجهولــة الملقــاة علــى قارعــة الطــرق كلمــا زاد هطــول‬ ‫المطــر فــي كــف أبــي ‪ ،‬لقــد فــاض المطــر بكفّيــه فمســح رؤوســنا بأمطــاره فصرنــا أوالد المطــر‬ ‫وأحفــاد التيــن ‪ ،‬لهــذا ترانــا جميعــا ال نتــذوق طعــم ذبائــح هابيــل وال نتبــارك بقرابينــه ‪.‬‬ ‫يــا أبــي الحــاج ان أرض بابــل شــحت مياههــا وجفــت أبارهــا وتشــققت بســاتينها ‪ ..‬انــه اليبــاب‬ ‫يــا أبــي قــد لحــق بأراضينــا ‪ ،‬فهــل ســتمنحنا المطــر ثانيــة ؟ ‪ ،‬هــل ستســقي أفواهنــا بأديمــك ؟‬ ‫يا أبي االرض هنا أسود وجهها فهل من بياض قلبك لتغسل سوادنا ؟‬




‫ُ‬ ‫جمال الروح‬ ‫بقلم الشاعر‪ /‬عبدالرحمن عبداللطيف‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫أحيا� ‪..‬‬ ‫الروح‬ ‫جمال‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫عنوا�‬ ‫ُ‬ ‫فقلت ‪ :‬العشق ُ ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫ان ‪..‬‬ ‫وفيك‬ ‫القلب ي‬ ‫ح� ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لح� ِان !‬ ‫وكم أوفت ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫مالكُ الروح ِ والحسن ِ ‪..‬‬ ‫ن‬ ‫شآ�‬ ‫ِ‬ ‫عل من ي‬ ‫فحبك يُ ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫أأنت نجمةٌ ُعليا ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ُتُ ّج ُ‬ ‫ألحا� ؟!‬ ‫سحر‬ ‫مل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫‪.....‬‬ ‫ريب ‪..‬‬ ‫نعم ِ‬ ‫أنت بال ٍ‬ ‫ُتُ ن‬ ‫عيدي� لقر ن يآ�‬ ‫ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫ألقرأ ك ُّل‬ ‫آيات ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثان‬ ‫تعو ُد‬ ‫ُ‬ ‫الروح من ِ‬ ‫‪.....‬‬ ‫يُطهرنا يُنقينا ‪..‬‬ ‫شيطان‬ ‫ويمحو َم ّس‬ ‫ِ‬ ‫‪.....‬‬ ‫بالحب فلنحيا ‪..‬‬ ‫أال‬ ‫ِّ‬ ‫إنسان‬ ‫ويهنأُ ك ُّ​ُل‬ ‫ِ‬ ‫‪.....‬‬ ‫ُ‬ ‫الروح‬ ‫جمال‬ ‫أعشقه ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫لشطآ�‬ ‫فيحمل�‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫‪.....‬‬ ‫ولوالك فلم أعشق ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫فأنت ِس أكوا�ن‬ ‫ي‬ ‫ِ ُّ‬ ‫‪.....‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وتهدي� ‪..‬‬ ‫وتملك� ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫عصيا�‬ ‫إذا ما طال‬ ‫ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫ُم ب ّ�أ ٌة من العيب ِ ‪..‬‬ ‫ن‬ ‫أوال�‬ ‫كأن هللا‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫ُ‬ ‫قل� ‪..‬‬ ‫وتقتل دائماً ب ي‬ ‫ن‬ ‫الجا�‬ ‫وسحر جمالها‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫‪.....‬‬ ‫ت‬ ‫كبستان ‪..‬‬ ‫فموال�‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ستا�‬ ‫زين‬ ‫يُ ُ‬ ‫جمال بُ ي‬ ‫‪.....‬‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫حبيب� يبقي‪..‬‬ ‫جمال‬ ‫ي‬ ‫فان‬ ‫وغ� جمالها ٍ‬ ‫يُ‬



‫العطر المجروح‬ ‫باسلة زعيتر‬

‫أذّ ْن بنا يا ربيع العمر مرتحالً‬

‫ضر‬ ‫فعمر نورك في األوهام يُحت ً ُ‬

‫سفر‬ ‫ال تجرح العطر‪ ،‬إن‬ ‫العطر في ٍ‬ ‫َ‬

‫والسفر‬ ‫في رحلة العطر يحلو البَو ُح‬ ‫ُ‬

‫العطر إن لم يمتزج بدمي‬ ‫سأجرح‬ ‫َ‬

‫عها َحذ ُِر‬ ‫ْ‬ ‫ض ْو ُ‬ ‫ى لورو ٍد َ‬ ‫تمنح شذ ً‬ ‫تستعر‬ ‫ِس ِ ّكينتي لهفةٌ في الصدر‬ ‫ُ‬

‫عطر بَ ْو ُح َك في ثغر الهوى لغةٌ‬ ‫يا‬ ‫ُ‬

‫َفر‬ ‫تحكي ويمنعها في داخلي الخ ُ‬

‫أنا نَجي َُّك يا هذا الربي ُع فال‬

‫عطر جر ُح َك جرحي والهوى ِذ َم ٌم‬ ‫يا‬ ‫ُ‬

‫تلمني‪ ،‬فإني منك أعتذر‬ ‫فال ْ‬

‫جرحتك سال الحبُّ من جسدي‬ ‫إذا‬ ‫َ‬

‫ي في لحن ِه الغاباتُ تختصر‬ ‫فالنا ُ‬

‫أنين الناي يحعلنــــــي‬ ‫وكان رج ُع ِ‬

‫البصر‬ ‫ب ما اليلم ُح‬ ‫ُ‬ ‫أرى من الغا ِ‬

‫يا ور ُد عطرك يحييني ويجرحني‬

‫القــدر‬ ‫وأستعيــــ ُد بــــــه ما بَــ َّد َد‬ ‫ُ‬

‫شذاك لماذا است َّل من دمنا‬ ‫وسل‬ ‫َ‬ ‫صبّ مرهقةَ‬ ‫أمست رياح المحبّ ال ّ‬ ‫وسل أنينَ ليالينا التي ذُ ْ‬ ‫بحت‬ ‫ْ‬ ‫همدت‬ ‫مضاجع الحلم تحت اللّيل قد‬ ‫َّرت أقنعةً‬ ‫ّأواه‪ ،‬يا ور ُد كم َ‬ ‫غي َ‬

‫ض ُر العُ ُم ُر‬ ‫سيفا ً على نَ ْ‬ ‫ص ِل ِه يخ َ‬ ‫ض ْو ِ‬ ‫والفجر لملم عطرا كاد‬

‫يندثر‬ ‫ُ‬

‫كيف استبد ْ‬ ‫والضجر‬ ‫َّت بها األوها ُم‬ ‫ُ‬ ‫أخاف في غربتي أن يشمت الس َه ُر‬ ‫فال ْ‬ ‫تكن مث َل من راحوا زمن غ َدروا‬

‫ويا ربيعا ً مضى‪ُ ،‬ر َّد الورو َد كما‬

‫ع ِط ُر‬ ‫كانت‪ُ ،‬‬ ‫ور ّد عطورا ً نف ُحها َ‬

‫عطر ال ورو َد له‬ ‫صدر يا ور ُد‬ ‫في ال ّ‬ ‫ٌ‬

‫ينتشر‬ ‫العمر‬ ‫ما زال ملء رحاب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫فاجمع خطاياك يا ور َد الربيعِ وبُ ْح‬

‫ينتحر‬ ‫فالحبُّ لوال حكايا الور ِد‬ ‫ُ‬




‫َ‬ ‫أستودعك بألف آ ٍه‬

‫رياض الدليمي‬

‫‪...................‬‬ ‫هيهات لور ٍد أقتحم أنفاسي‬ ‫ُ‬ ‫سأطبق فم الصباح‬ ‫دون رشف ٍة ندى على الشفاه‬ ‫سأتركُ‬ ‫الشمس على أبواب المساء‬ ‫َ‬ ‫ق ذاب ٍل على الجبين‬ ‫تتسك ُع بين أصي ٍل وشف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫سأغلق‬ ‫أبواب قلبي‬ ‫َ‬ ‫أص ُد وجهي عن بريق زهر الليمون‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ابتلت‬ ‫ت المطر‬ ‫عروق السوسن بحبا ِ‬ ‫من فصو ٍل لم نعه ْدها‬ ‫و شتاءٍ ليس بشتاء ‪.‬‬ ‫أرى ُحلما ً فيه‬ ‫ور ٌد ‪ ..‬يداعب أناملَّ ِك‬ ‫وغمازتيك‬ ‫ِ‬ ‫دون حياء ‪.‬‬ ‫أراك مبتهجةً تراقصين األغصانَ‬ ‫ِ‬ ‫تنثرينَ أوراقَ الزيزفون‬ ‫وزغب الحمام‬ ‫َ‬ ‫هجر المنام ‪.‬‬ ‫حلم‬ ‫على ٍ‬ ‫َ‬ ‫كم آفكةٌ راحةُ يدك‬


‫كانت وطنا لغفوتي‬ ‫واليوم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أمست وسادة ً يلوذ اليها البنفسج‬ ‫ك َّل مساء‬ ‫حضنا ً خائنا ً‬ ‫لدفء الشتاء‬ ‫ِ‬ ‫آ ٍه من‬ ‫يالمس ربيعا ‪،‬‬ ‫ور ٍد لم‬ ‫ْ‬ ‫آ ٍه من‬ ‫عبير شاكس شامةَ خدك‬ ‫ٍ‬ ‫آ ٍه من‬ ‫يلمح حزني‬ ‫لحظٍ لم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫رأت‬ ‫وعين‬ ‫تر أناملَّك تغز ُل أكالي َل و ٍد‬ ‫ويا ليتها لم َّ‬ ‫وغنجٍ لسواي ‪.‬‬

‫أستودعك عطرا ً‬ ‫بألف آ ٍه وآه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لشمس تذرف دمعا ً‬ ‫أستودعك لونا ً يرس ُم شفقا ً‬ ‫ٍ‬ ‫للغياب ‪،‬‬

‫ب‬ ‫أستحلفك بعذابا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت قل ٍ‬ ‫عطرك بين ثنايا أحالمي‬ ‫يمر‬ ‫أن ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وحروف قصائدي الميتةَ منذ نار ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلب‬ ‫َ‬ ‫كفاك يا ُ‬ ‫قتلي ك َّل غياب‬ ‫فأنا ال أجي ُد الحيا َد في الحب‬



‫غض‬ ‫وال‬ ‫الطرف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لغةُ الور ِد بينةٌ‬ ‫ْ‬ ‫آخر‬ ‫ست‬ ‫ٍ‬ ‫ان هَم َ‬ ‫لرياض ٍ‬ ‫فهي في دين العشق ‪ ..‬حر ٌام ‪ ..‬حرام‬ ‫ْ‬ ‫آخر‬ ‫وان‬ ‫أزهر الشوق في دي ٍّر ٍ‬ ‫َ‬ ‫كان زهوقا ً‬ ‫فليست ك ُّل األديّرةِ‬ ‫ّاس األشواق‬ ‫جديرة ً لقد ِ‬ ‫ولتبرئ ِة الذنوب ‪.‬‬ ‫عينيك‬ ‫شموس‬ ‫حب بال‬ ‫سيزهر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫في ظال ِل القصائ ِد‬ ‫لنبض القلب‬ ‫خالصا ً في عبادت ِه‬ ‫ِ‬ ‫قيس‬ ‫الحجر‬ ‫سينسى‬ ‫ونقوش ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونحيب ليلى‬ ‫َ‬ ‫القس‬ ‫في حضرة ِ ّ‬ ‫ي ٍ سيصف ُح‬ ‫أي كرس ّ‬ ‫ب الورد ؟‬ ‫عن ذنو ِ‬ ‫‪..................‬‬




‫نداء‬

‫هيام سليمان‬ ‫سجود‬ ‫ناجيتُ ربّي بال ّ‬

‫المسافر أن يعو ْد‬ ‫ع ّل‬ ‫َ‬

‫جرح ُمهجتي‬ ‫فالهجر ّ‬ ‫ُ‬

‫وبدا ذبو ٌل في الخدو ْد‬

‫والقلب أثقلهُ ال ّ‬ ‫ضنى‬ ‫ُ‬

‫خامرهُ الشرو ْد‬ ‫العق ِل‬ ‫َ‬ ‫فامألْ حياتي بالوعو ْد‬

‫الحزن أضنى مهجتي‬

‫وأنا أقاو ُم بالصمو ْد‬

‫إن كنتَ تنش ُد ُحبّنا‬ ‫ع ِلّ ْل فؤادي بالمنى‬ ‫درب الردى‬ ‫إن ال ّجفا‬ ‫ُ‬ ‫عمر إذا‬ ‫ال يُرتجى‬ ‫ٌ‬ ‫نعطي لعُمرينا المدى‬

‫ّ‬ ‫إن المنى تعني الوجو ْد‬ ‫والب ْي ُن من صف ِة اللحود‬ ‫صحب الماللةَ والجمو ْد‬ ‫َ‬ ‫حتى نُجازى بالخلو ْد‬



‫ُ‬ ‫يستوطن ليلي‬ ‫بلور‬ ‫ٌ‬ ‫شعر ‪ /‬رياض الدليمي‬ ‫‪.......................‬‬ ‫ت تقولينَ ال صالة َ ترضي هللا‬ ‫كن ِ‬ ‫ان لم تُعفّر بتراب االوطان‬ ‫أراك تبحثينَ عن مسيحٍ تفتينهُ‬ ‫ِ‬ ‫بصالة مبلولة وغيوم ملبدة بروح المطر‬ ‫من خلف الخلجان وأقاصي البحار‬ ‫ممالك وترسمين حدودها الزرقاء‬ ‫تشيّدين‬ ‫َ‬ ‫بلون اَوردتي‬ ‫ِ‬ ‫ومسبحتي الفيروز‬ ‫ترتلينَ الدعا َء وتمجدينَ االسما َء‬ ‫ت‬ ‫سمرتي‬ ‫ت تتوقينَ للفحا ِ‬ ‫كن ِ‬ ‫الشمس على ُ‬ ‫ِ‬ ‫حينَ أَرف ُع األذان‬ ‫بعدَ عتقي من جل ِد السنين‬ ‫أتوهُ في الوادي السراب‬ ‫تلبس ردا َء التوت‬ ‫بين‬ ‫شمس‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫مر بِفصال الشفق‬ ‫وقمر ت َ َح َ‬ ‫تَعلقَ بأكتافٍ لم تهشمها النيران‬ ‫مشدودة ٌ‬ ‫بخيوط القمر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي في مواسم الجني‬ ‫أَمدُ يد ّ‬ ‫بياض القهر‬ ‫ترتعش من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫تشابكُ ألوانَ الكرز والتوت‬ ‫فيعشى النظر‬ ‫ويجف فمي ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بتُ مشلوالً من توبة البوح‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وطيش يد ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ألوان‬ ‫تسحق النظر‬ ‫وصوت ينادي في الوادي السراب‬ ‫لصال ةٍ‬ ‫وخيوط‬ ‫شمس‬ ‫قمر هالكٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ونور ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تشدُ أذرعي‬ ‫ُ‬ ‫فتختنق الشهقاتُ‬ ‫ثق َل‬ ‫الحجار على صدري‬ ‫ُ‬ ‫وبياض يش ُع زهرا ً‬ ‫ٌ‬ ‫يفت ُح فمي المعتصم ‪،‬‬ ‫دعيني يا ُ‬ ‫نون الخطيئ ِة‬ ‫لصالةٍ في العراء‬ ‫مملكاتك الزرق ‪.‬‬ ‫ولك صالة في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أدمنتُ‬ ‫صب الشمع في السمع ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫لك‬ ‫تثقب‬ ‫جدار الشمع‬ ‫( لم تع ْد )‬ ‫هيت – َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال تهلل لزوا ِل الشمس ‪.‬‬ ‫( أديرة ٌ تشيّدُ ) بسكراب األمس‬ ‫مساجد تع ّم ُر روحي المقبوضة بعطر النأي‬ ‫أنا الوحيد بتوبتي‬ ‫شعر‬ ‫اللي ُل أكتبهُ تعويذة َ ٍ‬


‫أحالم ‪،‬‬ ‫وتهجد‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫يغمى عل ّ‬ ‫من َجل ِد األلوان‬ ‫وحالوةِ األضغاث ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بلور‬ ‫يستوطن ليلي‬ ‫ٌ‬ ‫ينا ُم على أبيض ( الستن )‬ ‫والظهور عاريا ٍ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫في عصور القت ِل والفتن‬ ‫من يحميها من طامعٍ ومتسل ٍل ؟‬ ‫وفر في معارك األرج ِل‬ ‫كر ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫بين ترفٍ وتوبتي‬ ‫تنهضينَ غبارا ً وصهيال‬ ‫الوهن ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقوائم هَدها‬ ‫َ‬ ‫المنشطر بين دجل ٍة وفرات‬ ‫أنا‬ ‫ُ‬ ‫أال يُلمل ُم أجزائي شط العرب ؟‬



‫ترجمة حبّه‬ ‫د‪ .‬هويدا شريف‬

‫وال ادري ما جرى‬ ‫تمر‬ ‫أيّام ّ‬ ‫ويجري الدّمع رقراقا‬ ‫لفتني مشهد‬ ‫انسكب على القلب‬ ‫فاعتصر‬ ‫حزنا‬ ‫ممزوجا ً بال ّ‬ ‫شهد مذاقا‬ ‫تع ّجب العقل‬ ‫من الخليط‬ ‫لم اليأس‬ ‫إن كان العسل‬ ‫يقطر ترياقا‬ ‫فقلت حبيبي داخل فوادي‬ ‫والروح تشدو‬ ‫ّ‬ ‫موسيقى اللغه والورد باقة‬ ‫والفكر مشغول بترجمه‬ ‫تشيزوفرينيا حروفه‬



‫برق الروح‬ ‫بقلم أسما عبيد‬ ‫ابتســامتك التــي فاجــأت الظهيــرة و حطــت علــى يومــي ‪ ،‬و رســمت هالــة حــزن حــول عيونــي مــن نبــض‬ ‫مــزق جيــوب الدمــع ‪ ...‬شــفاهك تكلمنــي دون صــوت و حشــرجات نــاي قلبــك يــدق علــى وتــر نبضــي‬ ‫المكتنــه بــك ‪ ،‬العائــم فيــك ‪ ....‬و همهمــة صوتــك تتــردد علــى مســمعي كوتــر مبتــور‪ ،‬أنتظــرك أســابيع‬ ‫ضيقــة الجهــات ولــم يبــق ســوى آهــات حــارة تتــرك تحــت ركام الشــوق ظﻻل االنتظــار الداكنــة! كظلــي‬ ‫تتبعنــي وأدعــوك اللقيــا فــوق ســور الزمــن فأجــدك كالوميــض حــول نافذتــي أمســكه فيهــرب الوقــت منــي‬ ‫ومعــه فأكتــب كلماتــي التــي بحــت علــى شــفتي الظامئــة ‪ ....‬مــن يــروي وجهــي و يعيدنــي إلــى دينــي القديــم؟‬ ‫أحرقــت كل المركــب خلفــي فاســتقبلت شمســك قلبــي! وهــا هــو وجهــك مقيــم أمامــي ﻻ يتزحــزح و هــذه‬ ‫الظهيــرة مــا زحزحتنــي نحــو المغــرب كــي أفطــر وجهــك و ﻻ الــى ليــل كــي أشــبع أحالمــي مــن أولــه حتــى‬ ‫يبــزغ فجــر غــد! خربشــاتي‬ ‫*****‬ ‫حين تجلدني الظلمة بسياطها الباردة‪،‬‬ ‫وينساني الحزن فوق أسرته السوداء‬ ‫أخلد للنوم كحشرة بليدة‪،‬‬ ‫احلم بالثورة والحب واالطفال‬ ‫إن ما يعتريني محض خرافة‬ ‫البحيرات يا رفيقي قد تلفظ اسماكها الطازجة‪،‬‬ ‫والعصافير قد تهجر الغابة الجميلة‬ ‫والغربة أشهى ما يتمناه المرء في زمن‬ ‫حين أشتاقك أعض على جرحي‬ ‫كحمامة مطعونة حتى ﻻ يرى أحد أثرا ً‬ ‫ﻻنكسار قلبي‪.‬‬


‫هطول الغيم‬ ‫عمر شبيل‬ ‫تدرين كيف الغيم يهطل يف دمي‬ ‫فأدلهم من الحنني‬ ‫والربق يأخذين إليك‬ ‫ُّ‬ ‫وتسطعني‪ ،‬وتسطعني هناك يف رشفات قلبي‬ ‫حيث يغدو الكون ملكك أنت يا أغىل النساء‬ ‫ويجيء كل الغائبني‪ ،‬ويجلسون عىل فؤادي‬ ‫أي متسع لهم ال يربحون وال يرون سوى سهادي‬ ‫ُّ‬

‫رض بالهزائم والحنني‬ ‫وبطينك املنسوج من ح َمئي أعيد تشابك الزمن امل َّ‬ ‫ّرت يف شف ٍة ميوت املوت فيها‬ ‫ويزيد عمري كلام فك ُ‬ ‫رض» نال منها جرع ًة‪ ،‬هي نفسها ماء الحياة‬ ‫أي «خ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫يا فالق الظلامت من ثغر الحبيبة هات نوراً‬

‫إننا ظأمى وهذا الوجد ليس يفيق من أثر السبات‬




‫براءة العشق‬

‫مــال الفــؤاد حيــن التقيــا للمــرة األولــى بجانــب «بركــة عيــن الضيعــة» ‪ ،‬حيــث كانــا يلتقيــان ك َّل ليلــة حيــن‬ ‫تغفــو العيــون وفــي ســكون الليــل وظلمتــه‪ .‬ب ِقيــا علــى تلــك الحالــة فترة مــن الزمــن و ِكال ُهما مفتــون باآلخر‪،‬‬ ‫إلــى أن باعــد بينهمــا القــدر رغمـا ً عنهمــا‪ .‬ســنين مضــت‪ ،‬ورغــم الفــراق‪ ،‬وجــراح الحــب وعذاباتــه‪ ،‬صــار‬ ‫حبهمــا أقــوى‪ ،‬ومضــت عشــيقته غريبــة تائهــة فــي هــذه الدنيــا ال ســند لهــا فيهــا‪ ،‬وال عضــد‪ ،‬لكنهــا بَ ِقيَـ ْ‬ ‫ـت‬ ‫علــى العهــد‪ ،‬تعيــش فــي عالــم الخيــال والرومانســية ‪ .‬آه ربــي ‪ ..‬مــا أجملــه مــن إحســاس حيــن تكتشــف هــذا‬ ‫القــدر مــن العشــق الريفــي‪!!!...‬‬ ‫نعــم لقــد أخلصــت فــي حبهــا وعشــقها لروحــه بشــك ٍل أبــدي‪ .‬أحبتــه كمــا هــو بــا زيــف ‪ .. ..‬كمــا الزهــر فــي‬ ‫الحقول‬ ‫والنجــوم فــي الســماء ‪ ..‬أحبــت فيــه ابتســامته ‪ ،‬تواضعــه‪ ،‬طيبتــه ‪ ،‬بــراءة طفولتــه ‪ ،‬وخفــة ظلــه‪ .‬لقــد زرعــا‬ ‫معـا ً حــب الحيــاة فأنبتــا عشــقا أبديــا‪ ،‬ســرمديا ‪ ،‬نعــم لقــد أحبتــه ‪ ،‬نعــم لقــد أحبتــه ‪..‬وأحبــت «كل الحلويــن»‬ ‫مــن حولــه ‪..‬‬ ‫فهــو كان ولــم يــزل يســكن فــي داخلهــا‪ ،‬تتنفــس مــن رحيــق أنفاســه وتنــام كل ليلــة علــى قميصــه المعطــر‬ ‫بروحــه ‪ ،‬وتقــول لــه يــا هــذا مــاذا دهــاك ‪ ،‬ال تســألني أيــن أنــا ‪ ،‬أنــا هنــا بجانــب األمــواج ‪ ،‬أضــع أغلــى‬ ‫الزهــور فــي يــوم الحــب العالمــي ‪ ،‬حيــث األحاســيس والمشــاعر تســبح فــي جــزر األمــواج وحتــى يبقــى‬ ‫الحــب بيننــا مهمــا تباعدنــا ‪..‬‬ ‫الملوح الملقب بمجنون ليلى‬ ‫يقول قيس بن‬ ‫ّ‬ ‫أصلي فأبكي في الصالة لذكرها‬

‫الملكان‬ ‫يكتب‬ ‫لي الوي ُل مما‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫ويقول أبضاً‪:‬‬ ‫يقولون ليلى في العراق مريضةٌ‬ ‫بتك بحبها‬ ‫يقولون ليلى عذّ َ‬

‫فيا ليتني كنتُ الطبيب المداويا‬ ‫وأفديك يا ليلى بنفسي وماليا‬

‫رئيس التحرير الدكتور حسن فرحات‬



‫المقامة األذربيجانية‬

‫شخصيات‪ ,‬أدبيات وإنتاج أدبي‪ ,‬مقامات بديع الزمان الهمذاني‬ ‫ـام‪ :‬لَ َّمــا ن َّ‬ ‫ســى ْبـ ُ‬ ‫ـن ِه َ‬ ‫شـ ٍ‬ ‫َطقَنِــي ْال ِغنَــى ِبفَ ِ‬ ‫قَــا َل ِعي َ‬ ‫اض ـ ِل ذَ ْي ِل ـ ِه‪ ،‬ات ُّ ِهمــتُ ِب َمــا ٍل س ـلَ ْبتُهُ‪ ،‬أَو َك ْنـ ٍـز أ َ َ‬ ‫ص ْبت ُـهُ‪ ،‬فَ َحفَزَ نــي ِ‬ ‫ت ِإلَ ْي َهــا َّ‬ ‫سـي ُْر‪َ ،‬والَ ا ْهت َـدَ ْ‬ ‫ـر ْ‬ ‫ـر‪َ ،‬حتَّــى‬ ‫ســا ِل َك لَـ ْم يَ ُر ْ‬ ‫ض َهــا ال َّ‬ ‫الط ْيـ ُ‬ ‫ســلكتُ فِــي ه َ​َر ِبــي َم َ‬ ‫ت ِبــي ال َخ ْيـلُ‪َ ،‬و َ‬ ‫اللَّ ْيـلُ‪َ ،‬و َ‬ ‫سـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـردَهُ‪َ ،‬وبَلَ ْغــتُ أ َ ْذ َربِي َجــانَ وقَـ ْد‬ ‫ـن َ​َوو َجـدْتُ بَـ ْ‬ ‫صـ ْ‬ ‫ض ُّ‬ ‫الر ْعـ ِ‬ ‫ـاو ْزتُ َحـدَّهُ‪َ ،‬و ِ‬ ‫ط َو ْيــتُ أ َ ْر َ‬ ‫ـرتُ ِإلــى ِح َمــى األ َ ْمـ ِ‬ ‫ب َوتَجـ َ‬ ‫احـ�لُ‪َ ،‬ولَ َّمـ�ا بَلَ ْغت ُ َهـ�ا‪:‬‬ ‫َح ِفيَـ� ِ‬ ‫احـ�لُ‪ ،‬وأ َ َكلَت َّ َهـ�ا ال َم َر ِ‬ ‫الر َو ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫َحتَّــى أَقَ ْمنَــا ِبهــا شَــ ْهرا ً‬ ‫ـــام ثَـــاثَةٌ *** فَ َ‬ ‫طابَ ْ‬ ‫ــت لَنَــا‬ ‫نَزَ ْلنَــا‬ ‫َ‬ ‫علــى أ َ َّن ال ُمـقَ َ‬ ‫ـض أ َ ْسـ َـواقِها إِ ْذ َ‬ ‫عص ـا ً قَ ـ ِد ا ْعت َ َمدَهــا‪َ ،‬ودنِّيَّ ـ ٍة قَ ـ ْد‬ ‫فَبَ ْينَــا أَنــا يَ ْوم ـا ً فــي بِ ْعـ ِ‬ ‫طلَ ـ َع َر ُج ـ ٌل بِ َر ْكـ َـوةٍ قَ ـ ِد ا ْعت َ َ‬ ‫ضدَ َهــا َو َ‬ ‫س�� َها‪َ ،‬وفُوطـ� ٍة ق�� ْد ت َ َ‬ ‫ـي ْال ِع َ‬ ‫ـام‬ ‫ئ األ َ ْش ـيَ ِ‬ ‫يرتَ��هُ َوقَـ�ا َل‪ :‬اللَّ ُه ـ َّم يــا ُم ْب ـ ِد َ‬ ‫س�� َها‪ ،‬فَ َرفَ�� َع َ‬ ‫ظـ ِ‬ ‫طلَّ َ‬ ‫تَقَلَّ َ‬ ‫ع ِق َ‬ ‫اء َو ُمعيدَ َهــا‪َ ،‬و ُم ْحيِـ َ‬ ‫ِــك‬ ‫وصــ َل‬ ‫اآلالء ســا ِبغَةً ِإلَيْنــا‪َ ،‬و ُم ْمس َ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْ‬ ‫َو ُم ِبيدَهــا‪َ ،‬وخَا ِلــقَ ْال ِم ْ‬ ‫يــرهُ‪َ ،‬و ُم ِ‬ ‫صبــاحِ َو ُم ِن َ‬ ‫صبــاحِ َو ُمد َ‬ ‫ِيــرهُ‪ ،‬وفا ِلــقَ ِ‬ ‫سـ ِـم أ َ ْزواج ـا ً َو َجا ِع ـ َل ال َّ‬ ‫ض فِ َراش ـاً‪،‬‬ ‫ـراجاً‪ ،‬وال َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫سـ ِـم ِ‬ ‫س ـ َم ِ‬ ‫ـار َ‬ ‫س ـ ْقفا ً واأل َ ْر ِ‬ ‫اء أ َ ْن تَقَ ـ َع َ‬ ‫اء َ‬ ‫ئ النَّ َ‬ ‫شـ ْـم ِس ِسـ َ‬ ‫علَ ْينَــا‪َ ،‬وبَـ ِ‬ ‫ـم مــا فَـ ْـوقَ‬ ‫ئ ال َّ‬ ‫ب ثِقَــاالً‪َ ،‬و ُم ْر ِسـ َل ال َّ‬ ‫سـ َحا ِ‬ ‫ق نِـ َكاالً‪َ ،‬و َ‬ ‫ـار َمعَاشـاً‪ ،‬و ُم ْن ِشـ َ‬ ‫َو َجا ِعـ َل اللَّ ْيـ ِل َ‬ ‫سـ َكنا ً َوالنَّ َهـ ِ‬ ‫صوا ِعـ ِ‬ ‫عا ِلـ َ‬ ‫ســلينَ ‪ُ ،‬م َح َّمـ ٍد وآ ِلـ ِه َّ‬ ‫الطا ِهريــنَ ‪ ،‬وأ َ ْن ت ُ ِعينَنــي علــى‬ ‫ـوم ومــا ت َ ْحـ َ‬ ‫ـوم‪ ،‬أ َ ْســأَلَ َك ال َّ‬ ‫صــاة َ َ‬ ‫ـت الت ُّ ُخـ ِ‬ ‫النُّ ُجـ ِ‬ ‫سـيِّ ِد ال ُم ْر َ‬ ‫علــى َ‬ ‫ـرةُ‪َ ،‬وأ َ ْ‬ ‫ط َرتْـهُ ال ِف ْ‬ ‫ـن فَ َ‬ ‫ي ِمـ ْ‬ ‫طلَعَتْـهُ‬ ‫سـ ِ ّه َل ِلــي َ‬ ‫ـرةِ أ َ ْعـدُو ِظلَّهــا‪ ،‬وأ َ ْن ت ُ َ‬ ‫علــى يَـدَ ْ‬ ‫الغُ ْربَـ ِة أَثْنِــي َح ْبلَ َهــا‪َ ،‬وعلــى العُ ْسـ َ‬ ‫طـ َ‬ ‫احل ـةً ت َ ْ‬ ‫ط ـ ِوى َه ـذَا َّ‬ ‫ْال ُّ‬ ‫س ـعُ ِني‬ ‫ـن‪َ ،‬ر ِ‬ ‫ـم َ‬ ‫الط ِريــقَ ‪ ،‬وزَ ادا ً يَ َ‬ ‫ـرةُ‪َ ،‬و َ‬ ‫ط ْهـ َ‬ ‫ق ْال ُم ِبيـ ِ‬ ‫عـ ِ‬ ‫ـن ْال َم ِتيـ ِ‬ ‫س ـ ِعدَ بال ِدّيـ ِ‬ ‫ـن ال َح ـ ّ ِ‬ ‫ـن‪َ ،‬ولَ ـ ْم يَ ْعـ َ‬ ‫صــ ُح ِم ْ‬ ‫ســى ب ُ‬ ‫ــن ِإسْــ َك ْندَ ِر ِيّنَا أ َ ِبــي الفَتْــحِ‪،‬‬ ‫َــام‪ :‬فَنَا َجيْــتُ نَ ْفسِــي ِبــأ َ َّن هــذَا َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْــن ِهش ٍ‬ ‫والرفِيــقَ ‪ .‬قَــا َل عي َ‬ ‫الر ُجــ َل أ َ ْف َ‬ ‫ض َك ْيـد َُك‪ ،‬وا ْنتَهــى ِإلــى هـذَا ال ِ ّ‬ ‫َو ْالتَفَـ ُّ‬ ‫ب‬ ‫شـ ْع ِ‬ ‫ـت لَ ْفت َـةً فَـإِذَا ُهـ َـو وهللاِ أَبُــو ْالفَتْــحِ‪ ،‬فَقُ ْلــتُ يَــا أَبَــا الفَتْــحِ بَلَـ َغ هـ ِذ ِه األ َ ْر َ‬ ‫شـ�أ َ يَقُـ�ولُ‪:‬‬ ‫ص ْيـ�د َُك؟ فَأ َ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫و َج َّوا ِبــةُ‬ ‫َج َّوالــةُ‬ ‫األُفُ ْ‬ ‫ـــق‬ ‫ِد‬ ‫***‬ ‫الـ ِبـــا‬ ‫أِنــا‬ ‫ُّ‬ ‫ُخ ْذ ُر َوفــةُ‬ ‫َّ‬ ‫ــارة ُ‬ ‫ــر ْق‬ ‫ِن‬ ‫***‬ ‫الزمـــا‬ ‫أَنَــا‬ ‫الط ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ع َّم َ‬ ‫علَى ُك ْديَتي وذُ ْق‬ ‫الَ َتلُ ْمنِي لَ َك الَّرشَا *** دُ َ‬


‫وسام الوطن جراح شهداء‬ ‫الجيش اللبناني‬ ‫عمر شبلي‬

‫لبس الشهي ُد جرا َحهُ وغفا بـــــــهــا‬ ‫َ‬

‫ْ‬ ‫ليست جراحـا ً إنــــما هـي أنجـ ُم‬ ‫ٌ‬ ‫ب مو ِس ُم‬ ‫فصحا بها‬ ‫ص َ‬ ‫وطن وأ َ ْخ َ‬

‫جر ُح الشهي ِد ِوسا ُمنا بعطائــــــــــ ِه‬

‫وألنَّـــــــه منّا جميـــــــعا ً أكــر ُم‬

‫خاء دمائــــــِ ِه‬ ‫س ِ‬ ‫جر ُح الشهي ِد على َ‬

‫ما زال يمس ُح جر َحــــــنا ويبل ِس ُم‬

‫عرجْ على األرض الخضيب ِة وات َّ ِش ْح‬ ‫ّ‬

‫يهــــر ُم‬ ‫جر َح الشهيــــ ِد فإنـــه ال‬ ‫َ‬ ‫يُــر َجى من السيــف الذي يَتَثـلَّـم‬

‫واستمطر الشهدا ُء فـيـنـــــا نخــوة ً‬ ‫َ‬

‫فغـدا بنـــا المجرو ُح ال يَتـــــــألَّ ُم‬

‫لبنان قـ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫بغيـــرهم‬ ‫ــل للمحتميــــن‬ ‫ِ‬

‫بجراحـــــ ِه ال يُهـــزَ ُم‬ ‫المحتمي‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ص الجــــرا َح فإنــَّــــها‬ ‫لبنان ال ت ُ ْح ِ‬

‫والنصر في لَ َمعانِ ِه وبروقــــــــــه‬ ‫ُ‬

‫مر الشهي ُد بقريــــــــــ ٍة‬ ‫وطني إذا َّ‬

‫يخص المأت ُم‬ ‫فجميـــ ُع من فيــــها‬ ‫ُّ‬

‫ْ‬ ‫َّـــعت‬ ‫أنـــت العــزا ُء لكـــ ِّل أ ٍ ّم شي‬

‫من كان في أحشائــها يتـبـرعــ ُم‬ ‫والجـو ُد أعـــالهُ األمومــةُ والد ُم‬

‫سلَّـما ً‬ ‫وطني ستبــقى للمعـالـــــي ُ‬

‫ع َّ‬ ‫ْ‬ ‫سلَّ ُم‬ ‫ـز‬ ‫غيــرك للمعالــــــي ُ‬ ‫إن َ‬ ‫َ‬

‫جرح الشهيــد إذا تكلّ‬ ‫ــــــــم مرة‬ ‫َ‬

‫س الذين عـن الصمود تكلموا‬ ‫ِ‬ ‫خر َ‬

‫يا ويحـهم من وهج جرحك لو حكى‬

‫والجرح حيـن يبــو ُح ال يتــلعـثـ ُم‬

‫هذي جرا ُحك حيـن َ‬ ‫ت الثرى‬ ‫سلَ ِ‬ ‫غ َّ‬

‫بزغ ْ‬ ‫َت على كتـفيـــك منها األن ُج ُم‬

‫ي لو ه َدم الردى‬ ‫يا أيهـــــــا الجند ُّ‬

‫قمم الجـبــال فأنــت ال تـتهــــــدَّم‬

‫عـال‬ ‫النسر‬ ‫يا أيها‬ ‫الخضيب‪ ،‬فال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫صوبَـــــــــــــــهُ يتق َّد ُم‬ ‫إالّ ِ‬ ‫وج ْن ُح َك َ‬

‫ْ‬ ‫جادت بـــــه من أج ِل أغلى ترب ٍة‬


‫أحمر‪ ،‬خضرة ٌ‬ ‫ِلنَسي ِل ري ِش َك‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬

‫للمآثـــــر والمعــالي موس ُم‬ ‫هي‬ ‫ِ‬

‫ورأيتُه حيّـــــــــــــــا ً ويُرزق بيننا‬

‫ل ّما رأيـــــتُ جراحــــــــه تتكلّ ُم‬

‫لبنـــــــــــــــان إذا كلَّمتَنا‬ ‫جيش‬ ‫يا‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬

‫رد ْ‬ ‫قلوب قب َل أن يحكي الفـــ ُم‬ ‫ّت‬ ‫ٌ‬ ‫أعطتْ َك من أبنائـــــــــها ما تعل ُم‬

‫يا جيشَنا هَبْ للبالد كرامــــــــةً‬

‫فَ َلنت وحـــــــدك بيننا ال ُمت َ َك ِ ّر ُم‬

‫ص ْن ما تبقّى من شموخٍ عنـــدنَا‬ ‫ُ‬

‫َّ‬ ‫عزم َك ُم ْع َد ُم‬ ‫بغيـــر‬ ‫إن الشمو َخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫الجيش كان سيا َجــه‬ ‫وطن إذا ما‬ ‫ُ‬

‫صرو ُحـــــــــه الش ّما ُء ال تته َّد ُم‬ ‫فَ ُ‬

‫وطني سيبقى جنـّــــــة وإذا دنت‬

‫منه يــــ ُد العـــــدوان فهــو جهن ُم‬

‫وسام نِ ْلتَــــــــــــه هو حبُّنا‬ ‫أغلى‬ ‫ٍ‬

‫ي األعظــــــــ ُم‬ ‫يا أيها الجيش األب ُّ‬

‫مقرهــــا‬ ‫جيش لبنانَ ‪،‬‬ ‫يا‬ ‫النسور ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫قم ٌم ووحــــ َد َك أنت فيــــــها تجث ُم‬

‫يا جيشَتا الغالي‪ ،‬الصويرة ُ كلُّـــها‬

‫*****‬ ‫وطني‪ ،‬السياسيّون صاروا سلعةً‬

‫وألنت أدرى من ه ُم ولمن هــــــ ُم‬

‫هم وزعوك على موائد غيـرهم‬

‫ضم‬ ‫سخ َْوا علينا بالــــــــذي ال يُه َ‬ ‫و َ‬

‫ع ويُشترى‬ ‫واستنسخوا وطنا ً يُبا ُ‬

‫يا ويحهم من حقدنا إذ يهجــــــــــ ُم‬

‫ت الفضائيّاتُ تصريحاتُــه ْم‬ ‫غزَ ِ‬

‫حتى كأنّهــــــــــــ ُم القضاء ال ُمبر ُم‬

‫قد َّلو ْ‬ ‫ثت حتى المياهَ وعودُهــ ْم‬ ‫ٌ‬ ‫البحر عند سفوحـــــــ ِه‬ ‫وطن يظ ُّل‬ ‫ُ‬

‫والنهر في سهل البقــــــاع هو الف ُم‬ ‫ُ‬ ‫ُمتسائـــــالً ماذا لنـــــــــــــا ستق ِ ّد ُم‬

‫رسم الحروف على البحار ولم يزل‬

‫نسر الخلــــــــــــود على ذراه يُ َح ّ ِوم‬

‫شموخــــك أرزة ٌ‬ ‫طو ٍد من‬ ‫َ‬ ‫في ك ِّل ْ‬

‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫تتحطـــــ َ ُم‬ ‫تتحط ُم الدنيــــــــــــا وال‬



‫أنا وأنت وست الدنيا‬ ‫هويدا شريف‬ ‫وليتك تمسك‬ ‫يدي‬ ‫لنجوب شوارع بيروت‬ ‫في ّ‬ ‫الظالم‬ ‫والنّاس نيام‬ ‫أنا وأنت‬ ‫ّ‬ ‫وست الدّنيا‬ ‫ّ‬ ‫وست النّساء‬ ‫نجري‬ ‫نضحك‬ ‫تشاكسني‬ ‫في هذا المساء‬ ‫وأحلم أحالم‬ ‫ّ‬ ‫الطفولة‬ ‫وأنت تعبس في‬ ‫وجهي‬ ‫عبسة رجولة‬ ‫وتفرض شخصيتك القويّة‬ ‫فأنسى الماضي‬


‫وأتناسى‬ ‫كل ما كان‬ ‫أنا وأنت ننسى المكان‬ ‫تخلو بيروت وشوارعها‬ ‫إال من أنفاسنا‬ ‫ننسى ال ّ‬ ‫شارع‬ ‫والمكان‬ ‫ضحك وسعادة‬ ‫رباه‬ ‫إنها الوالدة‬ ‫حياة لم تعد‬ ‫تشبه الحياة‬ ‫من جديد‬ ‫أفكر فيها‬ ‫وأحلم فيها‬ ‫في المنام‬ ‫في اليقظة‬ ‫أراها‬ ‫من بعيد‬ ‫تتزين لي‬ ‫في االحالم‬ ‫ال يعلمها سواك‬ ‫أنت يا‬ ‫صاحب ّ‬ ‫سوداء‬ ‫النظارة ال ّ‬



‫مرايا الحنين‬ ‫بتول سليمان‬

‫ُ‬ ‫ّان‬ ‫أنا‬ ‫والحزن ضد ِ‬ ‫معا ً ننساب في جس ٍد‬ ‫وكم ننه ُّل في دمعٍ‬ ‫وخلف الدمعِ آال ٌم‬ ‫َ‬ ‫أنا في الدمع ِة األولى‬

‫صديقان‬ ‫ولكنّا‬ ‫ِ‬ ‫كعنوان‬ ‫يو ِ ّحدُنا‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫فان‬ ‫ولكن دمعُنا ِ‬ ‫ابتسامان‬ ‫يعريها‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫وأنت َمسيلُها الثاني‬

‫فوا َحزَ ني‬ ‫اإلخالص في قربي‬ ‫لم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ألست تم ُّل وجداني‬ ‫َ‬

‫الحب‬ ‫أال تخشى بروق‬ ‫ِّ‬

‫حين يسي ُل تحناني‬

‫ومنك يخطفني‬ ‫يجيء‬ ‫َ‬

‫أال تأسى لهجراني‬

‫أال يؤذيك وه ُج الشوق‬

‫تهب نيراني‬ ‫حين ُّ‬

‫ويصبح قبلتي األولى‬

‫فأذكر فيه أوطاني‬ ‫ُ‬

‫وأذكر‪ :‬أنت لي وحدي‬

‫نيسان‬ ‫وأنت كثلج‬ ‫ِ‬

‫سر التصاقك بي‬ ‫فما ُّ‬

‫ولست شبيهَ ألواني‬ ‫َ‬

‫محياي‬ ‫وال موتي وال‬ ‫َ‬ ‫فيا حزنا ً يعريني‬

‫وال حلمي وألحاني‬ ‫فأسكب فيه أشجاني‬ ‫ُ‬

‫أال اتركني هنيها ٍ‬ ‫ت‬

‫وخسران‬ ‫ِ‬ ‫بال لوعٍ‬

‫رجائي أن تفارقَني‬

‫وأن تنأى وتنساني‬




‫الطبيعة يف شعر حسن جعفر نور الدين‬

‫(‪)1‬‬

‫د‪ .‬محمود خليل*‬

‫ـكل مــا فيهــا مــن جــال رائــع أ ّخــاذ امللهــم األول للشّ ــعراء عــى مــدى العصــور األدب ّيــة‪ ،‬تقـ ّدم لهــم املــا ّدة األول ّيــة‬ ‫كانــت الطبيعــة ومــا زالــت بـ ّ‬ ‫الخاصــة يف وصــف املشــهد بعضهــم‬ ‫ـكل واحـ ٍـد منهــم طريقتــه‬ ‫لتشــكيل قصائدهــم‪ ،‬وقــد بــرع كثــرون منهــم يف تناولهــم لجامل ّيــات الطّبيعــة‪ ،‬وكان لـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـي مــا ّد ٍّي كالشّ ــعر القديــم‪ ،‬وبعضهــم كان يندمــج مــع‬ ‫كان يق ّدمــه جزئ ًّيــا ‪-‬أي املشــهد‪ -‬حتــى يصــل إىل تشــكيل صــور ٍة ف ّن ّيـ ٍة متكاملـ ٍة‪ ،‬ضمــن إطــا ٍر حـ ّ ٍّ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ٍ‬ ‫كالقصــة والحكايــة‪ ،‬كشــعراء املهجــر وشــعراء‬ ‫أدوات فنيّـةً‪،‬‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعــة بأحاسيســه وخلجــات نفســه مســتخد ًما يف تصويــره للمشــهد الجــا ّيل الطبيعـ ّ‬ ‫جبــل عامــل‪ ،‬وكأ ّن الشّ ــاعر يــو ّد أن يخلــق رابطًــا مشــركًا مــا بــن الطّبيعــة واإلنســان‪.‬‬ ‫ـب إىل جاملهــا وروضهــا ورونــق ســائها‪ ،‬فقــد وجــد فيها الشّ ــاعر‬ ‫لقــد َهــا َم اإلنســان بالطبيعــة منــذ أن فتــح عينيــه عــى محاســنها‪ ،‬وتطلّــع بحـ ٍّ‬ ‫مرت ًعــا لخيالــه‪ ،‬ومقيـ ًـا ألفــكاره وكانــت وحــي مــن اســتلهمها‪ ،‬تنشــيه باهت ـزاز أزهارهــا وانســياب جداولهــا وتأللــؤ ظاللهــا‪ ،‬فيجــود بالــكالم الخالــد‬ ‫واللوحــة الناطقــة‪.‬‬ ‫وشــعر الطبيعــة تعبــر جديــد يف أدبنــا‪ ،‬جاءنــا مــن اآلداب الغربيّــة‪ ،‬وكان لــه فيهــا أصولــه‪ ،‬واتخــذ الشّ ــعراء امليدانيــون يف الطّبيعــة ميدانًــا‬ ‫فســي ًحا لحريّــة العمــل‪ ،‬وتربــة خصبــة لنم ـ ّو العواطــف اإلنســانية‪ ،‬وموضو ًعــا أكــر مالءم ـ ًة لألســلوب القــوي الرصيــح‪ ،‬وكلّــا كان شــعر الطبيعــة‬ ‫يعــر عــن هــذه املشــاركة وهــذا االســتغراق‪ ،‬ومصـ ّور جــال الطبيعــة وف ّنهــا يف شـتّى مظاهرهــا‪ ،‬كان هــذا الشّ ــعر مزدهـ ًرا ومح ّق ًقــا غــرض موضوعــه‪.‬‬ ‫وشــاعرنا حســن جعفــر نــور الديــن أحــد الشّ ــعراء الّذيــن انغمســوا يف الطّبيعــة وذابــوا فيهــا كثـ ًرا‪ ،‬ومــن هنــا وقــع الخيــار عــى موضــوع الطّبيعــة يف‬ ‫ـج إىل خفايــاه ومكنوناتــه‪ ،‬فكيــف وصــف حســن جعفــر نــور الديــن الطّبيعــة؟ ومــا هــو الــدور‬ ‫شــعره‪ ،‬ليكــون بحثًــا جامع ًّيــا نحــاول مــن خاللــه أن نلـ َ‬ ‫الــذي أ ّدتــه يف قصائــده‪ ،‬وهــل اســتطاع مــن خاللهــا تحقيــق أغراضــه؟‬ ‫وقــد ارتأيــت يف هــذا البحــث أن أت ّبــع املنهــج الوصفــي‪ ،‬فهــو منهــج مــن املناهــج العمل ّيــة يف البحــث‪ ،‬ويقــوم عــى اتبــاع خطـ ٍ‬ ‫ـوات منظمـ ٍة يف‬ ‫معالجــة الظواهــر والقضايــا‪ .‬وهــو منـ ٌط مــن أمنــاط التفكــر العلمــي‪ ،‬وطريقــة مــن طــرق العمــل يعقــد مــن أجــل تنظيــم العمــل العلمــي‪ ،‬والدراســة‬ ‫والتحليــل لبلــوغ األهــداف املطلوبــة مــن البحــث‪ .‬فاملنهــج الوصفــي ميتــاز عــن باقــي املناهــج بتتّبعــه للظاهــرة املدروســة باالســتناد إىل معلومــات‬ ‫تتعلّــق بالظّاهــرة يف زمــنٍ معـ ّـن‪ ،‬أو فـرات زمن ّيــة مختلفــة‪ ،‬للنظــر إليهــا يف أبعادهــا املختلفــة وتط ّوراتهــا؛ وذلــك مــن أجــل ضــان الوصــول إىل نتائــج‬ ‫يتوســل بهــا املنهــج‬ ‫موضوع ّيــة‪ ،‬ومــن األدوات الوصف ّيــة التــي ّ‬ ‫الوصفــي‪ ،‬أســلوب االســتقصاء أو املســح‪ .‬ويقــوم أيضً ــا عــى تجميــع العيّنــات املدروســة؛ وذلــك بانتقــاء منــاذج منهــا مــن أجــل االختيــار‬ ‫والتجريــب‪ ،‬وقــد يكــون االنتقــاء من ّو ًعــا ال ينحــر عنــد نقط ـ ٍة واحــد ٍة؛ وذلــك لتكــون النتائــج مبن ّي ـ ًة عــى مســح شــامل للظواهــر‪ ،‬وبعــد االنتقــاء‬ ‫كل املعلومــات الّتــي تتعلّــق بالحالــة‬ ‫الخاصــة لبعــض الحــاالت؛ أي‪ :‬ات ّخــاذ بعــض الحــاالت منوذ ًجــا‪ ،‬وهــذا يفــي إىل اســتقصاء ّ‬ ‫تــأيت مرحلــة الدراســة‬ ‫ّ‬ ‫املدروســة‪ ،‬وتت ّبعهــا مــن بني ـ ٍة إىل أخــرى‪ ،‬ومــن وقـ ٍ‬ ‫ـت إىل آخــر‪..‬‬ ‫إ ّن للطّبيعــة أثـ ًرا كبـ ًرا وفاعـ ًـا يف دواويــن الشــاعر حســن نــور الديــن‪ ،‬ويف خصــب عقلــه ورفاهيــة حســه وســعة خيالــه‪ ،‬إنّهــا املــدد الجميــل‬ ‫ـب الطبيعــة وشــغف بهــا وزاملهــا‪ ،‬وهــو حتّــى اآلن يقــي جــز ًءا‬ ‫الــذي اســتم ّد منــه ألحانــه‪ ،‬فنظــم قصائــد جميلـ ًة م ّيزتــه عــن غــره‪ ،‬مبعنــى أنّــه أحـ ّ‬ ‫كبـ ًرا مــن وقتــه يف حضنهــا‪ ،‬مســتمت ًعا مبناظرهــا الخالبــة ومشــاهدها املوحيــة‪.‬‬ ‫ومــا الطبيعــة ســوى هــذا الكــون الواســع‪ ،‬ومــا اشــتمل عليــه مــن ينابيــع وأنهــار‪ ،‬نرتــوي مــن عــذب مائهــا‪ ،‬وهــي أشــجا ٌر وبســاتني وجنائــن‬ ‫نتنقــل بينهــا ونتف ّيــأ ظاللهــا‪ ،‬ونــأكل مــن مثارهــا‪ ،‬ونقطــف مــن أزهارهــا وفاكهتهــا ومروجهــا‪ ،‬ونســوح يف كل ذ ّرة منهــا‪ ،‬يف الجبــال والتــال والهضــاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ض ف‬ ‫الل ّ‬ ‫بنانية‪.‬‬ ‫محا� ي� الجامعة‬ ‫*استاذ‬ ‫ ‪1‬‬ ‫ف‬ ‫جامع‪ .‬عشق الشعر منذ‬ ‫أستاذ‬ ‫وهو‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫اآلداب‬ ‫�‬ ‫دولة‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫دكتو‬ ‫يحمل‬ ‫‪1945‬م‪،‬‬ ‫مواليد‬ ‫‪،‬‬ ‫جنو�‬ ‫شاعر‬ ‫‪:‬‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫جعفر‬ ‫حسن‬ ‫()‬ ‫بي‬ ‫ف ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الحنو�‪ .‬من دواوينه‪ :‬شمس القرى – وردة قانا –‬ ‫الثقا� للبنان‬ ‫اللبناني�‪ ،‬والمجلس‬ ‫طفولته‪ .‬وهو عضو اتحاد الكتاب العرب والكتاب‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫تقاسيم على بوابة فاطمة – أوراق الظمأ – نافذة الياسمين – ألحان الغدير‪ ،‬وغيرها‪..‬‬ ‫وإيليا أ� ض‬ ‫الجر‪ّ ،‬‬ ‫() شكر هللا ّ‬ ‫ما�‪.‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫بي‬ ‫ي‬


‫مســتندين إىل قــول اللــه عــز وجــل ﴿أُولَٰ ِئـ َـك لَ ُهـ ْم َج َّنــاتُ َعـ ْدنٍ تَ ْجـرِي ِمـ ْن ت َ ْح ِت ِهـ ُم الْ َنْ َهــا ُر﴾‬

‫(‪)3‬‬

‫را أساس ـيًّا وبــارزًا يف الطّبيعــة‪ ،‬ففــي األنهــار يجــري‪ ،‬وإىل البحــار ينضــم ويتدفّــق‪ ،‬ومــن الينابيــع يتف ّجــر‪ ،‬ويف‬ ‫وال شـ ّـك أ ّن املــاء يُش ـكّل عن ـ ً‬ ‫اآلبــار ينــام‪ ،‬وعــى قمــم الجبــال يتحــول إىل ثلــوج‪ ،‬وللشّ ــاعر يف وصــف مــاء ال ّنهــر عبــارات وأبيــات جميلــة تقطــر سالســة وتشــبيهات واســتعارات‬ ‫موفقــة‪ ،‬ومــن ذلــك أبيــات مــن قصيــد ٍة إيقاع ّي ـ ٍة‪:‬‬ ‫ما أَج َملَه خ ُ‬ ‫َيط َحري ٍر نَا ِع ْم‬ ‫اس‬ ‫َيتل ّونُ ِم َثل َسبِيكَ ِة أَمل َ ِ‬ ‫يُ ْن ِعشُ َنا ب ُِبودَت ِه‬ ‫اب ال َع ْن ِرب‬ ‫يَجرِي ك ُم َذ ِ‬ ‫يف األَ ْح ْ‬ ‫داق‬ ‫الصخ ِر‬ ‫يَتل َّوى حي ًنا َ‬ ‫خلف َّ‬ ‫كأَ ْف َعى‬ ‫ثُّم يُتاب ُِع ِسريَ َة عم ِر ْه‬ ‫َي ْس ِقي ال َبح َر و َيس ِقينا‬ ‫ما أكر َم ثديي ِه الرقراق ْني‬

‫(‪)4‬‬

‫مــا أعذبهــا مــن ألفـ ٍ‬ ‫الصــور يبــدو مج ـ ِّد ًدا‪ ،‬إذ مل يعمــد إىل مشــابهة جامــدة كتشــبيه وجــه‬ ‫الصــايف‪ ،‬والشّ ــاعر بهــذه ّ‬ ‫ـاظ كعذوبــة مــاء ال ّنهــر ّ‬ ‫بقمــر‪ ،‬وشــعر بليــل‪ ،‬وجســم بغصــنٍ ‪ ،‬إنّ ــا عــرض صــورة نابضــة بالحيــاة‪ ،‬تنــأى عــن التّقليــد‪ ،‬وكأ ّن الشّ ــاعر قــد اتّخــذ نه ـ َر ال ّزه ـراين مكانًــا ملطالعتــه‬ ‫ونظــم الشــعر وترتيــلِ أجمــلِ األلحــان‪:‬‬ ‫كم كنت أقطِّ ُع ش ْعري‬ ‫ف ْو َق ميا ِه ِه‬

‫(‪)5‬‬

‫وبعــد غيــاب الشــاعر الطويــل عــن النهــر‪ ،‬يعــود إليــه عــودة املهاجــر البعيــد عــن أهلــه وأوالده ووطنــه‪ ،‬الــذي نــال منــه الفقــر والضيــم فقـ ّرر‬ ‫الهجــرة‪ ،‬وهــا هــي ريــاح الحنــن والشــوق تعيــده إىل الوطــن‪ ،‬مح ّمـ ًـا بصــور املــايض الــذي مل يغــب عــن خيالــه لحظـ ًة واحــدة‪:‬‬ ‫ِضــــــفَّــــــــ َتـــــــــ ْيــــــــــــكَ الـــــيـــــــــ ْو َم ع َــــــ ْو َد‬

‫مـــرحــــ ًبـــــــــــــــا يــــــــــا نــــهـــــــ ُر قــــــــــــدْ عُـــــــــــدْ ت إلَـــــــى‬ ‫األشـ َوقِ‬ ‫وتــــطَلَّــــــ ْعــــــــــــــ ُ‬ ‫ـم أجِ ــــــــدْ‬ ‫ـت طـــــــــــــــــــــويـــــــــــــ ًـا لَــــــــــــــ ْ‬ ‫َـــــــــــق‬ ‫الـــشَّ ــف‬ ‫ِ‬ ‫الـــــصـــــــ َبــــــــا‬ ‫ــــــــاب ذرتـــــــــــــــه‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫و ُحــــــطـــــــــا ُم الــــــغـَ‬ ‫األفـــــــــــــق‬ ‫ِ‬ ‫ـوب ال َجو ِز َمــــــــــــــا عـــــــــــــاد َْت ِســــــ َوى‬ ‫وســــــــطـــــــــــــ ُ‬ ‫األزرقِ‬ ‫حــــــالـــــــم‬ ‫هــــــــــــــا هــــنـــــــــــــــــا كـــــنــــــــــــــت أغـــ ِّنــــي‬ ‫ً‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪ 5‬‬

‫() القرآن الكريم‪ .‬سورة الكهف اآلية ‪.31‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬إىل جهة ف ي� السماء‪ .‬ص ‪.44‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬إىل جهة ف ي� السماء‪ .‬ص‪.45‬‬

‫غَـــــ ْيـــــــــــــ َر صــَــــــ ْحـرا ٍء بـــِـــــــــلـَــــــــــــونِ‬ ‫حـــــمــــيـــــــــم‬ ‫فـَـــتـَـالشــَـــــــــــــــى فــــِــــــــــــــي‬ ‫ِ‬

‫لَـ ْو َحـــــــــــ ٍة عـَـــــ ْبـــــــــــــ َر خـَــــيـَـــــــــالـِــــــــــــــــــــي‬ ‫حــــــــــويل الــــــ ُحـــــــــو ُر وزهْـــــــــــ ُر الــــــ َحــــــــــــ‬


‫ــــق‬ ‫ـــــ َب ِ‬

‫(‪)6‬‬

‫الســاء‪ ،‬والتّطلّــع إىل مــا ترســله مــن عطايــا‪ ،‬بعضهــا املطــر‪ ،‬وهــي هنــا كأنّهــا تدعــو إىل الفــرح بالوجــود‪،‬‬ ‫يبــدو أ ّن ال ّنــاس اعتــادوا عــى مراقبــة ّ‬ ‫ِ‬ ‫مم ِّزقــة حجــاب الهــم والســويداء‪ ،‬مــا دفــع الشّ ــاعر إىل رفــع لفظـة املطــر إىل مســتوى راقٍ ‪ .‬كــا نصــل مــع املناظــر الطبيعيّــة‪ ،‬األخــرى‪ ،‬مــن مدلولهــا‬ ‫السـ ّياب مــن‬ ‫املعــروف إىل مســتوى ال ّرمــز‪ ،‬ألنّــه يحــاول مــن خــال رؤيتــه الشّ ــعريّة أن يعطــي اللّفــظ مدلــوالت ّ‬ ‫خاصــة وجديــدة(‪ .)7‬ولعـ ّـل بــدر شــاكر ّ‬ ‫أكــر الشّ ــعراء الّذيــن أشــبعوا املطــر بـ ٍ‬ ‫كل مــن املــوت والحيــاة‪:‬‬ ‫ـض ببعـ ِـد ال ّرؤيــة والحلــمِ ‪ ،‬يجمــع املطــر ً‬ ‫ـدالالت مبتكــر ٍة تفيـ ُ‬ ‫رش‬ ‫جا َء زمانٌ كان فيه الب ُ‬ ‫يفدون من أبنائهم للمج ِد‬ ‫رب ُعطَّ ٌش نحن‪ِ ..‬‬ ‫هات املط ِر‬ ‫يا ُّ‬ ‫ر ّو ال ُعطَّ َ‬ ‫اش منه‪ ،‬ر ّو الشج َر‬

‫(‪)8‬‬

‫الســياب‪ .‬وقــد أ ّرخ الشــاعر ملــا جــرى يف خريــف ‪ 1950‬مــع‬ ‫إن منــاداة الشــاعر حســن نــور الديــن للمطــر شــبيهة مبــا ورد عنــد بــدر شــاكر ّ‬ ‫جــده الشــيخ محمــد عــي نعمــة يف بلــدة حبــوش‪ ،‬حيــث انحبــس املطــر يف الســاء‪ ،‬وصــار هـ ُّم النــاس اليومــي وشــغلهم الشــاغل يلــوذون بديــوان‬ ‫الشــيخ يفضــون إليــه بهمومهــم‪ ،‬فأشــار إليهــم بتأديــة صــاة االستســقاء مردديــن خلفه‪»:‬اللهــم ارزقنــا مطــر الســاء وارزق بياراتنــا بالخـرات»‪ .‬لقــد‬ ‫تو ّحــدت القلــوب يف أش ـ ّد لحظــات املعانــاة‪ ،‬اإلنســانية‪ ،‬وكانــت النتيجــة تســاقط مط ـ ٍر اســتحوذ قلــوب الجميــع ورضاهــم‪ ،‬فضحكــت أقــام البيــادر‬ ‫الصفـراء‪ ،‬تنبــض بالجــال وال ّروعــة‪ ،‬مــع مــا فيهــا مــن صــو ٍر ف ّن ّيـ ٍة وبراعـ ٍة يف التّعبــر‪:‬‬ ‫ـرا ضفافــه ّ‬ ‫وامتــأت الحقــول بعشّ ــاقها‪ ،‬وســار ال ّنهــر مبـ ّ ً‬ ‫هذا املط ُر‬ ‫ُسالف ُة السام ِء‬ ‫ينهل يف خف ِر‬ ‫ُ‬ ‫ينص ُب كاإلب ِر‬ ‫َّ‬ ‫من عرو ِة الفضا ِء‬ ‫هذا املط ُر‬ ‫أرجوح ُة املسا ِء‬

‫(‪)9‬‬

‫ـرا عــن أحاسيســه‬ ‫ـس بالفــرح والبهجــة‪ ،‬معـ ّ ً‬ ‫ـب الكــون لونــه األبيــض ويوحــي بالطّهــر والنقــاء‪ ،‬فيحـ ّ‬ ‫ينظــر الشــاعر إىل الثلــج الــذي يُك ِْسـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫بــأدق تعبــرٍ وأروع تصويــر‪:‬‬ ‫ومشــاعره‬ ‫اصع‬ ‫الث ُ‬ ‫َّلج ال َّن ُ‬ ‫اس األرض َّي ْة‬ ‫ثوب األَ ْعر ِ‬ ‫ُ‬ ‫بيض‬ ‫الجبل األَ َ‬ ‫ِع َم ُة شي ٍخ َسم ّي َناه َ‬ ‫َو ْه َو عىل األَشجا ِر‬ ‫يواقيت َما س ِّيه‬ ‫ٌ‬ ‫ات‬ ‫ومصابيح مائي ْة وكر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ ‪6‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫‪ 9‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.57‬‬ ‫العر� المعارص‪ .‬يب�وت‪ ،‬دار العودة‪ ،‬ط‪ ،1972 ،2‬ص‪.219‬‬ ‫() عز الدين اسماعيل‪ .‬الشعر‬ ‫بي‬ ‫()بدر شاكر السياب‪ .‬الديوان‪.165.‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.54‬‬


‫طازج‬ ‫من ل ٍنب ْ‬

‫(‪)10‬‬

‫ثـ ّم يطلــب الشّ ــاعر مــن الثّلــج البقــاء واالســتمرار حيــث هــو ليســتمتع أكــر بجامالتــه ال ّرائعــة‪ ،‬ويظهــر الثلــج هنــا بصــورة اإلنســان املؤمــن‬ ‫التقــي الــذي ينــر إميانــه يف قلــوب وعقــول النــاس‪:‬‬ ‫حل ع ّنا َيا ث ْغ َر الله‬ ‫ال ت ْر ْ‬ ‫وان ْرث لؤل َؤ ثَ ْغرِكَ‬ ‫القلب ويف الع ِني ويف ‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫األهداب‬ ‫ْ‬ ‫يا وعدً ا منشو ًرا م ْن ثغ ِر الله‬ ‫ِ‬ ‫الغيث‬ ‫و َمرايا بنت‬ ‫ال ّراف ِد م ْن علم ال ّرحمن‬ ‫أنت اآلن‬ ‫ها َ‬ ‫تسك ُن يف األحداق‬

‫(‪)11‬‬

‫هنــا مــزج الشّ ــاعر بــن مشــاهد الطبيعــة ومشــاعر النفــس اإلنســانية املتضاربــة املك ّونــة مــن ضحــك وبــكاء وأنــن وحنــن وتبســم وتجهــم‬ ‫ودمــوع‪ ،‬فأضفــى عــى صــوره –أي الشــاعر‪ -‬مختلــف املشــاعر اإلنســانية‪ ،‬ووىش أوصافــه بــروب مــن البديــع والبيــان مــن دون تكلــف‪ ،‬فأدهــش‬ ‫وأمتــع‪ ،‬ولعــل صــورة الليــل التــي عرفهــا الشّ ــعراء قد ًميــا وحديثًــا والتــي كانــت مــن أجمــل مــا تفتقــت قرائحهــم يف ليــايل الهــدوء والهجـران‪ ،‬ظلــت‬ ‫واقعيــة إىل حــد مــا‪ ،‬كــا جــاء يف قــول امــرئ القيــس يف الم ّيــة طويلــة والقافيــة مــن املتــدارك‪:‬‬ ‫الـــــــطـــــــــــــويـــــــــل أال انـــجــــــــــلِ‬ ‫ُ‬ ‫أال أيّـــ َهــــــــا الل ُّيل‬

‫اإلصباح مــــــــ ْنـــــــــــكَ بأمـــــــثــــلِ‬ ‫بـــصبحٍ ومـــــــا‬ ‫ُ‬

‫(‪)12‬‬

‫هنــا يرســم الشّ ــاعر صــور َة الليــل املرعــب املخيــف الحالــك‪ ،‬الــذي يُ ِ‬ ‫دخــل يف القلــوب الخــوف والهلــع والفــزع‪ ،‬فلــو كان هــذا الليـ ُـل إنســانًا‬ ‫لهجــره الشــاعر وهجــا ُه وابتعــد عنــه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اللصوص‬ ‫رسوال‬ ‫الل َُّيل‬ ‫عصم ال َّرغب ِة ال َهوجا ِء‬ ‫و ِم ُ‬ ‫ل ْو كانَ ه َذا الل َُّيل إِنسانًا‬ ‫ل َهج ْرتُه ونفي ُته‬

‫(‪)13‬‬

‫الصــورة األوىل‪ ،‬حيــث أنّــه يهيــم بالليــل ح ًّبــا وإميانًــا‪ ،‬أل ّن قلبــه يــذوب أكــر يف‬ ‫ثــم يطلــع علينــا الشــاعر بصــورة مغايــرة ومتناقضـ ٍة متا ًمــا مــع ّ‬ ‫هيــكل العبــادة اإللهيــة‪ ،‬فيصبــح الليــل ملهـ ًـا وحافـ ًزا للشــعر ومثـ ًرا للفكــر‪ ،‬ومصبا ًحــا ينــر عتمــة الليــايل والســنني‪:‬‬ ‫الظلم ِت‬ ‫يف اللَّيلِ ُي ِض ُء الشِّ ع ُر‬ ‫َ‬ ‫صمت األَفكا ِر‬ ‫َ‬ ‫قطع‬ ‫ويَ ُ‬ ‫يُنريُ زوايَا األشيا ِء‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪ 11‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪ 13‬‬

‫ن‬ ‫الياسم�‪ .‬ص‪.78‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬نافذة‬ ‫ي‬ ‫()حسن جعفر نور الدين‪ .‬شمس القرى‪ .‬ص‪.75‬‬ ‫ش‬ ‫الع�‪ .‬ص‪.36‬‬ ‫() مفيد قميحة‪ .‬المعلقات‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.25‬‬


‫وتَثو ُر بِحا ُر الشِّ ع ِر العرب ِّية‬

‫(‪)14‬‬

‫وهكــذا أرست الطبيعــة الشــاعر‪ ،‬وحــارصت عواطفــه‪ .‬والشــاعر إنســان لــه شــخصيته الخاصــة وكيانــه الــذايت‪ ،‬وهــذه الخصوصيــة متأتيــة مــن‬ ‫كونــه قــاد ًرا عــى تنظيــمِ ر ّدة الفعــل‪ ،‬فهــو أقــدر عــى اإلحاطــة بهــا إحاطــة جزئيــة أو شــاملة‪ ،‬والشــاعر بــا طبيعــة مثلــه كمثــل مــن يفتقــد الضــوء‬ ‫فيتل ّمــس دون أن يــرى‪.‬‬ ‫وقــد يجــد الشــاعر نفســه محاطًــا بقــوة خفيــة تســعى للعــودة بــه إىل حضــن الطبيعــة أو االمتـزاج بهــا‪ ،‬مبعنــى آخــر‪ ،‬والعــودة إىل الطبيعــة‬ ‫الحسـيّة‪،‬‬ ‫رشا مــن دون تفتيــت للمــدركات ّ‬ ‫األم حيــث الحريــة واالنطــاق وســعة الكــون واألفــق‪ ،‬والشّ ــاعر ال يقــرب مــن الطّبيعــة لينقلهــا لنــا نقـ ًـا مبــا ً‬ ‫ـديس يقــود إىل فهــم واســتنتاج وجدانيـ ّـن‪ ،‬للتعبــر عــا يختلــج يف وجدانــه مــن حــاالت نفســية‪ ،‬لذلــك نجــد‬ ‫وإمنــا يقــرب منهــا اق ـراب متــاس حـ ٍّ‬ ‫الطبيعــة ذابلــة‪ ،‬نتيجــة حال ـ ِة الشــاعر النفســية‪ ،‬ونجدهــا متّشــح ًة بال ّزهــو والخــرة‪ ،‬مض ّمخــة بالعبــر والعطــر الف ّيــاض نتيجــة موقــف ان ـراح‬ ‫واطمئنــان‪ ،‬والشــاعر بذلــك يتحــد معهــا ويحيــا يف داخلهــا‪ ،‬ويكشــف خبايــا النفــس وأرسارهــا اإلنســانية ال الطبيعــة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫والزهري‬ ‫األبيض واألحم ِر‬ ‫ما ب َني‬ ‫ْ‬ ‫اب ال َح َب ِق ال َّن ْهري ال َّرائِعِ‬ ‫أرس ُ‬ ‫اض‬ ‫ذي ال ِعط ِر ال َف َّي ْ‬

‫(‪)15‬‬

‫ـي بــثّ حالــة نفسـ ّي ًة هادئـ ًة مطمئنـةً‪ ،‬غــر أن هــذه الحالــة مل تــدم طويـ ًـا ألن الشّ ــاعر اســتخدم أداة الربــط «لكــن»‬ ‫هــذا املشــهد الطّبيعـ ّ‬ ‫لتعـ ّـر عــن حالـ ٍة نفسـ ّي ٍة متفاوتـ ٍة تفاوتًــا ملحوظًــا مــع ســابقتها‪:‬‬ ‫لك َّن الل َ​َّيل عد ُّو ال َّنه ِر‬ ‫َش عن أَنْيابِه‬ ‫يُك ِّ ُ‬ ‫مس‬ ‫اس للشَّ ِ‬ ‫ويُ َصا ِد ُر آخ َر ِم ْت ٍ‬ ‫ت َ​َسل َ​َّل من زاوي ِة املِطْحن ِة الغَرب َّي ْة‬

‫(‪)16‬‬

‫ـب عنـ َد حســن جعفــر نــور ال ّديــن امتزا ًجــا الفتًــا وواض ًحــا‪ ،‬إذ تصبــح الطبيعــة جــز ًءا مــن لوحـ ٍة كبــر ٍة تشــر إىل حقيقـ ٍة‬ ‫ومتتـ ُ‬ ‫ـزج الطبيعـ ُة بال ُحـ ّ‬ ‫روحي ـ ٍة كــرى تســتغرق حيــاة الشّ ــاعر‪ ،‬ففــي قصيــدة «ج ّنــة املســك» نالحــظ أن الشّ ــاعر ال يلتفــت لِ َحــا الطبيعــة‪ ،‬وااللتفــات إليهــا ليــس التفاتًــا‬ ‫وصف ًيــا‪ ،‬إمنــا التفــات جــزء مأخــوذ إىل األمــل والحــب‪ ،‬بــل إنّــه يعمــد إىل التقليــل مــن املظاهــر الطبيع ّيــة يف محاولــة منــه للســم ّو بحبيبتــه حيــث‬ ‫يقــول‪:‬‬ ‫َسأَص َعدُ نحوكَ‬ ‫يَصعدُ خَلفي الشَّ ج ُر‬ ‫الس َنابلِ‬ ‫أَج ِني الثغو َر وشع َر َّ‬ ‫ُس ُ‬ ‫متوج‬ ‫هول بِالدي ُ‬ ‫بِح ِرب امل َعاولِ‬

‫(‪)17‬‬

‫ـتغل حســن جعفــر نــور ال ّديــن الحــب والطّبيعــة ليوظفهــا يف بنيــة تصويريــة جديــدة‪ ،‬تح ـ ّدد زاويــة النظــر التــي تســتغرق حــدود‬ ‫ويسـ ّ‬ ‫ـال تومــئ إىل إلغــاء الفواصــل بــن جزئ ّيــة مــن امــرأة (خــدك‪ ،‬عيونــك‪ ،‬شــعرك) وبــن الطّبيعــة‪ ،‬يقــول يف قصيــدة (حــداء‬ ‫الوجــدان‪ ،‬وتضفــي عليــه ظـ ً‬ ‫ربابــه)‪:‬‬ ‫ُعيونُك َسح ُة بح ْر‬ ‫‪1 4‬‬ ‫‪ 15‬‬ ‫‪ 16‬‬ ‫‪ 17‬‬

‫() حسن نور الدين‪ .‬إىل جهة ي ف‬ ‫� السماء‪ .‬ص‪.109‬‬ ‫� السماء‪ .‬م‪ .‬ن‪ .‬ص‪.109‬‬ ‫() حسن نور الدين‪ .‬إىل جهة ي ف‬ ‫� السماء‪ .‬م‪ .‬ن‪ .‬ص‪.110‬‬ ‫()حسن جعفر نور الدين‪ .‬إىل جهة ي ف‬ ‫� السماء‪ .‬م‪ .‬ن‪ .‬ص‪.42‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬إىل جهة ي ف‬


‫وخدُك بَ ُ‬ ‫رق َسحاب ْة‬ ‫شمس مت ُّر‬ ‫وخدُك ٌ‬ ‫الس َمء‬ ‫يل ن َ‬ ‫َعيم َّ‬ ‫وشع ُرك هيل ع ّ‬

‫(‪)18‬‬

‫تقــوم العنــارص التصويريــة جميعهــا عــى املناظــر الطبيعيــة التــي تتضــاد مــع بعضهــا‪ ،‬لتلتقــي موجــة البنيــة الدالليــة عــى حركــة جديــدة‬ ‫ـاص والحركــة الح ّيــة وســيلة مــن‬ ‫ـب الــذي يبعــث الحيــاة‪ .‬وعليــه تكــون الطّبيعــة ذات ال ّنبــض الخـ ّ‬ ‫تتمثــل يف أن ملحبوبتــه وســيل َة رم ـ ٍز ملعنــى الحـ ّ‬ ‫رئيســا مــن عنــارص الطّبيعــة‪ ،‬نجــد أنّهــا تحتضــن اإلنســان‪ ،‬وتغمــره وتقــدم‬ ‫را ً‬ ‫وســائل البــثّ الشّ ــعري‪ .‬وباالنتقــال إىل عــامل األرض التــي تش ـكّل عن ـ ً‬ ‫ـكل كائــنٍ يعيــش عــى ســطحها‪ ،‬هــي الحيــاة‬ ‫لــه كل مــا يلــزم الســتمرار ال ّنســل والحيــاة‪ ،‬يزرعهــا لتخصــب فيعطيــه ليمــأ ال ّدنيــا بالخـرات‪ ،‬هــي أ ّم لـ ّ‬ ‫ـكل فيهــا دون اســتثناء بخاصــة واحــدة‪ ،‬وهــي الدفــاع عنهــا‪ ،‬وإشــباعها بال ّدمــاء لتبقــى‬ ‫ـكل جســد‪ ،‬يشــرك الـ ّ‬ ‫واملــوت‪ ،‬املهــد واللّحــد‪ ،‬البدايــة وال ّنهايــة لـ ّ‬ ‫وتتطـ ّور وتزدهــر وهــذا مــا تفعلــه الحيوانــات أيضً ــا‪ ،‬فتقطتــع ألنفســها شــط ًرا وتقيــم عليــه‪.‬‬ ‫ألجــل هــذا قدســتها الشّ ــعوب‪ ،‬وأقامــت لهــا آلهـ ًة وأنصابًــا تعبدهــا وتصــي حولهــا وتقـ ّدم لهــا القرابــن‪ ،‬فقــد كــرم اللّيتوانيــون األرض‪ ،‬وهــي‬ ‫األديب واللّغــوي يتامهــى مصطلــح األرض كثـ ًـرا مــع مصطلــح األ ّم‪،‬‬ ‫تحمــي اإلنســان وعملــه‪ ،‬كانــوا يرفعــون الصــاة يف بدايــة عملهــم فيهــا‪ )19(.‬ويف تراثنــا ّ‬ ‫ـر معنــى كلمــة األرض فيقــول‪« :‬األرض هــي التــي عليهــا النــاس‪ ،‬أنثــى وهــي اســم جنــس‪،‬‬ ‫فيقــول ابــن منظــور‪« :‬ال أرض لــك ال أم لــك»‪ )20(.‬ثــم يفـ ّ‬ ‫(‪)21‬‬ ‫وكان حــق الواحــدة منهــا أن يقــال أرضــة ولكنهــم مل يقولــوا»‪.‬‬ ‫وقــد لفــت اإلســام نظــر اإلنســان إىل االهتــام بــاألرض‪ ،‬فقــد جــاء يف القــرآن الكريــم ﴿ ُهـ َو الّــذي َج َعـ َـل لَ ُكـ ْم األَ ْر َض َذلُــوال فَا ْمشُ ــوا ِف َم َناكِ ِب َهــا‬ ‫وكُلُــوا ِمـ ْن ِر ْز ِقـ ِه وإِلَ ْيـ ِه ال ُّنشُ ــو ُر﴾(‪ )22‬أ ّمــا األحاديــث النبويــة املرويــة عــن النبــي محمــد (ص) والتــي تتنــاول موضــوع األرض وحاميتهــا ورعايتهــا فكثــرة‬ ‫(‪)23‬‬ ‫غرســا‪ ،‬أو يــزرع زر ًعــا‪ ،‬فيــأكل منــه طــر أو إنســان أو بهيمــة إال وكان لــه بــه صدقــة»‪.‬‬ ‫منهــا‪« :‬مــا مــن مســلم يغــرس ً‬ ‫وكان ال ّنبــي يحــرص عــى اســتثامر األرض‪ ،‬وهــذا مــا تجــى يف موقفــه مــع يهــود خيــر حــن طلبــوا منــه عــدم إجالئهــم عــن أرضهــم‪ ،‬فقالــوا‪:‬‬ ‫«دعنــا نكــون يف هــذه األرض نصلحهــا ونقــوم عليهــا‪ ،‬فنحــن أعلــم بهــا منكــم»‪ ،‬فدفعهــا إليهــم ألنــه مل يكــن عنــده غلــان يكفونــه مؤونتهــا‪ ،‬عــى أن‬ ‫يكــون للمســلمني حصــة يف كل يشء يخــرج مــن مثــر أو زرع‪.‬‬ ‫ويــرى مصطفــى حجــازي أن الطبيعــة‪ ،‬األرض‪ ،‬الوطــن‪ ،‬هــي جميعهــا انعــكاس لحنــان األم(‪ ،)24‬بينــا يقــول ميخائيــل نعيمــة يف كتابــه «كان يــا‬ ‫مــا كان»‪« :‬األرض هــي الفاتحــة يف مصحــف الوجــود‪ ،‬مــن قرأهــا كان يف غنــى عــن مــا حوتــه الكتــب»(‪.)25‬‬ ‫وعليــه تبــدو الحيــاة مرتبطــة ارتباطًــا وثي ًقــا بــاألرض واألم والطبيعــة‪ ،‬حيــث ال حيــاة بــا أرض‪ ،‬وال أم بــا أرض‪ ،‬فــاألرض هــي البدايــة والنهايــة‪،‬‬ ‫وهــي الهويــة والرمــز والقضيــة‪ ،‬بــل هــي الوجــود بــكل مــا فيــه‪.‬‬ ‫وبناء عىل ما تق ّدم كيف متثل الشاعر حسن نور الدين األرض‪ ،‬وما هي أبرز مالمحها يف شعره؟‬ ‫ـكيل روحيًّــا ووجدانيًّــا‪،‬‬ ‫اتخــذت األرض صــو ًرا مثاليــة وإنســانية‪ ،‬وتجــاوز بهــا الشــاعر املســاحة الجغرافيــة املجــردة لألماكــن إىل كونهــا تشـ ً‬ ‫را مهـ ًّـا مــن عنــارص الطبيعــة تتخــذ‬ ‫يزخــر بالحركــة والحيــاة‪ ،‬فاســتنطقها ونقــل أحاديثهــا وأخبارهــا عــر أشــعاره‪ ،‬لذلــك ال غرابــة أن نجــد األرض عنـ ً‬ ‫لنفســها يف قصائــد الشــاعر صــو ًرا شــتى‪.‬‬ ‫خاصــا باعتبارهــا مخزونًــا نفسـيًّا‬ ‫لقــد شـكّل حضــو ُر األرض يف النــص الشــعري عنــد حســن نــور الديــن عالقــة بينــة األبعــاد‪ ،‬ونالــت اهتام ًمــا ًّ‬ ‫إحساســا قويًــا بالكرامــة والعــزة والعنفــوان‪ ،‬ورمبــا تصبــح األرض األم رمـ ًزا مــن رمــوز االنبعــاث والتجـ ّدد لــدى اإلنســان‪ ،‬حيــث تتحــد األرض‬ ‫يغــذي فينــا‬ ‫ً‬ ‫بــاألم‪ ،‬فأحشــاء األرض كأحشــاء األم تعطــي الحيــاة‪ ،‬وقــد عـ ّد «يونــج» تعلّــق اإلنســان بــاألرض شــوقًا لتحقيــق االنبعــاث بالعــودة إىل رحــم األم‪ ،‬وانتظــار‬ ‫حيــاة جديــدة‪ ،‬لــذا يخــاف أن يدفــن رفاتــه يف أي مــكان غــر أرضــه‪ ،‬ويرتــاح لفكــرة العــودة إىل االتحــاد بــاألرض واألم(‪.)26‬‬ ‫‪1 8‬‬ ‫‪ 19‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫‪ 21‬‬ ‫‪ 22‬‬ ‫‪ 23‬‬ ‫‪ 24‬‬ ‫‪ 25‬‬ ‫‪ 26‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬تقاسيم عىل بوابة فاطمة‪ .‬ص‪.68‬‬ ‫() جان صدفة‪ .‬مجموعة الميثولوجيا (شعوب – حضارات ‪ -‬ومعتقدات)‪ .‬بيروت‪ ،‬دار كنعان‪ ،‬ط‪ ،1988 ،2‬ص‪.330‬‬ ‫() ابن منظور لسان العرب‪ .‬ج‪ .7‬ص‪.115‬‬ ‫()ابن منظور‪ .‬لسان العرب‪ .‬ج‪ ،7‬ص‪.111‬‬ ‫() القرآن الكريم‪ .‬سورة الملك‪ .‬اآلية ‪.15‬‬ ‫ش‬ ‫ب�وت‪ ،‬ط‪1994 ،1‬م‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫الن� وأله األطهار‪ .‬دار الهادي للطباعة والن�‪ ،‬ي‬ ‫( ) خليل رزق‪ .‬ي‬ ‫س�ة ي ب‬ ‫ف‬ ‫ب�وت‪ ،‬معهد اإلنماء‪ ،‬ط‪ ،1979 ،2‬ص‪.92‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مصط� حجازي‪ .‬التخلف‬ ‫ي‬ ‫()‬ ‫اإلجتماع ي‬ ‫ب�وت‪ ،‬مؤسسة نوفل‪ ،،‬ط‪ ،1985 ،17‬ص‪.14‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مكان‬ ‫يا‬ ‫كان‬ ‫‪.‬‬ ‫نعيمة‬ ‫ميخائيل‬ ‫()‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ب�وت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والن�‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.40‬‬ ‫() رانيا عوض‪ .‬أسطورة الموت واالنبعاث‪ ،‬ي‬


‫إذا األرض هــي منبــع األمــل والجــال‪ ،‬مســتودع األرسار واألمنيــات‪ ،‬ومنبــع الحــب والحنــان‪ ،‬هــي متّــكأ رؤوســنا عنــد الشــدائد‪ ،‬وملجــأ راخنــا‬ ‫عنــد اشــتداد املــآيس وامللــات‪ ،‬متتــص آالمنــا وأحزاننــا‪ ،‬وتحمــل معنــا آالمنــا وأتراحنــا‪ ،‬هــي الرجــاء والفــرح والســعادة‪ ،‬والحاميــة عنــد املخاطــر‪ ،‬ويــرى‬ ‫الشــاعر أن اللــه عــز سـخَّرها لنــا‪ ،‬وأوجدهــا ســبحانه لخدمتنــا وراحتنــا وســمرنا‪ ،‬فجعلهــا كالجاريــة تخدمنــا وتطعمنــا وتحمــل األثقــال عنــا‪ ،‬نــيء إليهــا‬ ‫ونلعنهــا لكنهــا مقابــل ذلــك تســخو وتحنــو علينــا وتباركنــا وتقدســنا‪:‬‬ ‫رض َجارِي ٌة نُكابدُ ها‬ ‫األَ ُ‬ ‫ونحف ُرها ونَطع ُنها‬ ‫َقتل ساع َة نرتَأي‬ ‫ون ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كائنات فوقَها‬ ‫من‬ ‫اس‬ ‫لك َّنها يف آخ ِر األّع َر ِ‬ ‫تطع ُمنا وتسقيِنا‬

‫(‪)27‬‬

‫الصورة التي رسمها جربان خليل جربان لألرض يف كتاباته‪:‬‬ ‫وهذه الصورة الواقعية التي رسمها الشاعر لألرض تشبه إىل ح ٍّد كبريٍ ّ‬ ‫رض وما أطولِ أنَّاتك‬ ‫ما أكر َمك أيَّ ُتها األَ ُ‬ ‫نضج ِ‬ ‫وأنت تضْ حكني‬ ‫نحن ُّ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأنت تُ َباركني‬ ‫نح ُن نجدّ ُ‬ ‫نح ُن نثن ِّجس ِ‬ ‫وأنت تُق ِدسني‬ ‫األرض وما أكرثَ انعطافَك‬ ‫أوسع صربِك‪ ،‬أيَّ ُتها ُ‬ ‫ما َ‬

‫(‪)28‬‬

‫لقــد شـخّص الشــاعر األرض وأنســنها وجعلهــا أنثــى‪ ،‬تحنــو عــى أوالدهــا وترعاهــم وتحضنهــم‪ ،‬تفــرح لفرحهــم وتحــزن لحزنهــم‪ ،‬وهــي التــي‬ ‫تض ّحــي مبــا ميليــه الواجــب عليهــا يف أوقــات الفجائــع واملــآيس‪ ،‬فتــوايس أوقــات الحــزن والفجيعــة متا ًمــا كاألم املفجوعــة بأوالدهــا‪ ،‬وهــذا مــا فعلتــه أم‬ ‫املخــرع الكبــر رمــال رمــال‪ ،‬حيــث هبــت عــى قدميهــا وهــي تشــتعل حزنًــا عمي ًقــا لتســتقبل جثامنــه الطاهــر العائــد مــن الغربــة‪:‬‬ ‫كل األَ ِ‬ ‫رض ه َّب ْت عىل قد َميها‬ ‫ّ‬ ‫تستقبل عيني َها‬ ‫ُ‬ ‫ه َّب ْت‬ ‫ُ‬ ‫عمق الدُّ نيا‬ ‫رمال الواف ِد من ِ‬ ‫يرتاح عىل نهديْها‬ ‫ُ‬ ‫قم ًرا‪ ،‬فج ًرا‪ ،‬بر ًجا‬ ‫وكتابًا يبح ُر يف ساق ْيها‬

‫(‪)29‬‬

‫ثــم ميــزج الشــاعر صــورة األرض بصــورة أمــه فيجعلهــا مصــدر ســعادته وفرحــه‪ ،‬مؤكّــ ًدا أن ال يشء يفصلــه عنهــا‪ ،‬فهــا الحيــاة كلّهــا‬ ‫والوجــود بــأرسه منــذ األزل وإىل األبــد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أرض ِ‬ ‫وأنت ال َب ْه َجتان‬ ‫فصل بيننا‬ ‫ال َش َء َي ُ‬ ‫ّإل مقَادي َر ال َّزمانْ‬

‫‪2 7‬‬ ‫‪ 28‬‬ ‫‪ 29‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬إىل جهة ي ف‬ ‫� السماء‪ .‬ص ‪.98‬‬ ‫ن‬ ‫للمالي�‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.68‬‬ ‫ب�وت‪ ،‬دار العلم‬ ‫ج�ان‪ .‬البدائع والطرائف‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ج�ان خليل ب‬ ‫() ب‬ ‫ب�وت‪ ،‬الدار العالمية‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.62‬‬ ‫‪.‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬شمس القرى ي‬


‫م ْن عه ِد آد َم ِ‬ ‫أنت ِل‬ ‫قدَ ري ِ‬ ‫الصولجانْ‬ ‫وأنت َّ‬

‫(‪)30‬‬

‫وهــذا التشــخيص لــأرض نجــد لــه صــدى يف أدب إميــي نــر اللــه‪ ،‬التــي تــرى أن العالقــة حميمــة بــن املــرأة واألرض‪ ،‬وهــي عالقــة عضويــة‬ ‫وليســت معنويــة فحســب‪ ،‬ومثلــا كان رحــم املــرأة يحضــن الحيــاة ويحفظهــا مــن جيــل إىل آخــر عــر ألــوف الســنني‪ ،‬كذلــك كانــت األرض تخبــئ يف‬ ‫رحمهــا عنــارص الحيــاة‪ ،‬تحميهــا مــن لوثــة الصقيــع وحمــى الــرد القــارس والزمهريــر‪ ،‬وتــر ّد عنهــا هجــر الصح ـراء وفظاظــة الح ـ ّر الشــديد والقيــظ‬ ‫اللهــب‪ ،‬وتسـلّمها بأمانــة وحــرص مــن جيــل إىل جيــل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إذًا األرض هــي األمل والــرور‪ ،‬الصحــة واملــرض‪ ،‬الجــال والخلــود‪ ،‬الفنــاء والبقــاء‪ ،‬الشــقاء والرخــاء‪ ،‬ونــرى يف ذلــك موقــف ولــده جــال عندمــا‬ ‫يطلــب منــه أن يــرك أرضــه ويرحــل إىل بــاد أكــر أم ًنــا واســتقرا ًرا‪ ،‬وإذا بــه ميتنــع عــن اإلجابــة للشــمس والقمــر يف صــورة تشــخيصية واضحــة‪:‬‬ ‫أبتاه‬ ‫اترك هذي األرض‬ ‫احملنا ففضاء الله فسيح‬ ‫وانرشنا يف أرض‬ ‫وغاب الزهر‬ ‫رض مبرج الروحِ َ‬ ‫تخ ّ‬ ‫وتركت صغريي‬ ‫ُ‬ ‫يحيك يل حزن األطفالِ وحزنَ الشجر‬ ‫وتركت سؤاالت صغريي‬ ‫ُ‬ ‫للشمس تجيب وللقمر‬ ‫ِ‬

‫(‪)31‬‬

‫ـص أرض الجنــوب اللبنــاين وتراثــه بقصائــد كثــرة‪ ،‬فــأرض الجنــوب‬ ‫مــا يثــر االنتبــاه والتوقــف عنــده أن الشــاعر يف حديثــه عــن األرض فقــد خـ ّ‬ ‫نكهــة مميــزة يف شــعره‪ ،‬وجدليــة مليئــة مفعمــة بالحــب والتحــدي والعطــاء‪ ،‬وال عجــب يف ذلــك‪ ،‬فالشــاعر واحــد مــن أولئــك الجنوبيــن الذيــن علّقــوا‬ ‫األرض أوســمة بعيونهــم‪ ،‬فاخــرت تحــت أقدامهــم واحمـ ّر الشــفق‪ ،‬مــن دونهــم وبــرزت األنجــم مكتملــة زاهيــة‪.‬‬ ‫إنهــا األرض التــي ورثهــا عــن آبائــه وأجــداده فســقاها عرقــه ودمــه‪ ،‬وتحولــت حرارتهــا براكــن ال تطــاق‪ ،‬تــذوب فيهــا دروع املحتــل الغاصــب‬ ‫وأســواره الواقيــة‪ ،‬هــي األرض التــي ه ّبــت منتفضـ ًة ثائــرة‪:‬‬ ‫أرض ال َّتاريخِ وال ُج ْغراف َيا‬ ‫أرض ُجدُ ودي‪ُ ،‬‬ ‫هي ُ‬ ‫السكانِ الشُّ جعان‬ ‫ُ‬ ‫وروايات ُّ‬ ‫هي لألحفا ِد وأحفا ُد األحفا ِد‬ ‫من زن ِد ُجدُ و ِدي من عرقِ ال ُوجدانْ‬ ‫أَغىل من َولَدي م ْن تَعلَّم‬ ‫الحرب‬ ‫وألجلِ كُراتِها َيرخ ُ​ُص يف‬ ‫ِ‬ ‫ال ُولْدان‬

‫(‪)32‬‬

‫األرض وانســابت يف قلبــه وأحاسيســه‪ ،‬فاستنشــق عبــر الحيــاة الصــايف‪ ،‬وتنســم نســيم الحيــاة والحريــة والفخــار‪ ،‬واالنطــاق مــن‬ ‫لقــد ُح ِفــرت ُ‬ ‫‪3 0‬‬ ‫‪ 31‬‬ ‫‪ 32‬‬

‫ن‬ ‫الياسم�‪ .‬إتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص‪.32‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬نافذة‬ ‫ي‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬شمس القرى‪ .‬ص‪.37-38‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬شمس القرى‪ .‬ص‪.37-38‬‬


‫الجمــود إىل الحيويــة‪ ،‬ومــن العبوديــة إىل الحريــة‪ ،‬إنهــا طريــق العــزة والكرامــة معــززة باملحبــة‪ ،‬مفعمــة بالكربيــاء والنضــال‪ ،‬لــذا‪ ،‬فهــي أرض طيبــة‬ ‫خـ ّـرة‪ ،‬مفعمــة بالقــوة والعنفــوان ضـ ّد الظلــم والرببريــة‪ ،‬إنهــا الطريــق لحيــاة حــرة كرميــة‪:‬‬ ‫رض ِفي َنا ح َّر ٌة مل تُرته ْن‬ ‫األَ ُ‬ ‫يو ًما أصال ُتها‬ ‫رس أُنُوث ُتها‬ ‫ومل تخ ْ‬

‫(‪)33‬‬

‫ثــم يوغــل الشــاعر بعيـ ًدا يف حبّــه لــأرض وعشــقه لهــا‪ ،‬إذ يرغــب مــن ولــده ّأل يرتكهــا‪ ،‬ويقـ ّدم ترابهــا للغاصبــن‪ ،‬ألن الـراب حســب رأيــه‬ ‫مق ـ ّدس‪ ،‬أوليــس ال ـراب أصــل اإلنســان ومحطّــة انطالقــه؟ فقدســية ال ـراب نزعــة إميانيــة جهاديــة تنمــو يف عقــل اإلنســان وقلبــه ويترشبهــا منــذ‬ ‫وتأصلــت هــذه النبتــة يف شــخصيته حتــى‬ ‫الصغــر‪ ،‬وتنمــو معــه طيلــة حياتــه‪ ،‬وقدســية الـراب نبتــت يف عقيــدة الشــاعر املتوارثــة عــن أمــه وجـ ّده‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫غــدت مــن املرتك ـزات والثوابــت التــي تبنــى عليهــا‪ ،‬لذلــك راح ينشــدها أمــام أوالده‪:‬‬ ‫اب األً ِ‬ ‫قديس‬ ‫رض‬ ‫تر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َواشيح‬ ‫عباداتُه ت ُ‬

‫(‪)34‬‬

‫ويرتفــع صــوت الشــاعر يف ظـ ّـل الظــروف الصعبــة التــي ميـ ّر فيهــا وطنــه لبنــان مــن خــال اإلعتــداءات اإلرسائيليــة املتكـ ّررة عليــه‪ ،‬إذ ألحقــت‬ ‫بالوطــن وباللّبنانيــن خســائر جســيمة بــاألرض ومــن عليهــا‪:‬‬ ‫وب‬ ‫ال ور َد يا ُ‬ ‫أرض ال َج ُن ِ‬ ‫يضو ُع يف حدقاتِك الخرضا ُء‬ ‫ال‬ ‫اليوم‬ ‫اس بعدَ ِ‬ ‫لن تُ ْزه َر األَ ْغر ُ‬ ‫يرحل ال َّتن ُني عن‬ ‫ح َّتى َ‬ ‫ع ُني القُرى‬

‫(‪)35‬‬

‫كل الويــات والحــروب مل ينهــزم اللبنانيــون ومل يتنازلــوا عــن ذرة مــن تـراب الوطــن‪ ،‬كان عــرق الجنوبيــن يعانــق العشــب‬ ‫وعــى الرغــم مــن ّ‬ ‫الجميــل‪ ،‬وآثــار زنودهــم تبــوح بهــا أثــام الحقــول الذهبيــة‪ ،‬وميرغــون جباههــم وثغورهــم بالـراب الحنــون‪:‬‬ ‫جميع بِال ِدي دونَ استثنا ْء‬ ‫إنَّ‬ ‫َ‬ ‫أرضً ا وبحا ًرا وسام ْء‬ ‫الشع َّية وتوارِي ِخي و ُجدُ و ِدي‬ ‫ومعي ال ُح َج ُج َّ‬ ‫ومفاتيح األَزمن ِة األُوىل‬ ‫ُ‬

‫(‪)36‬‬

‫ويتو ّحد الشاعر يف قصيدته «الغالل» تو ّح ًدا تا ًّما‪ ،‬بحيث تصبح األرض مالذًا له وجز ًءا منه أو هو جزء منها‪:‬‬ ‫اغمرِي ِني يا ُذ َرى بال ِغ ْ‬ ‫الل‬ ‫وا ْمس ِحي و ْجهِي بأَنْدَ ا ِء ال ِّت ْ‬ ‫الل‬ ‫و ُخ ِذي كفِّي بأَ ْحضَ انِك ال ّخرضا ْء‬ ‫‪3 3‬‬ ‫‪ 34‬‬ ‫‪ 35‬‬ ‫‪ 36‬‬

‫ن‬ ‫الياسم�‪ .‬ص‪.49‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬نافذة‬ ‫ني‬ ‫الياسم�‪ .‬ص‪.50‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬نافذة‬ ‫ي‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬شمس القرى‪ .‬ص‪.48-49‬‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬حصار الذاكرة‪ .‬ص‪.188-189‬‬


‫إل ِقي ِني بأَ ْحضانِ ال َجداولِ‬ ‫وشّ ِحيني بالشَّ ج ْر‬

‫(‪)37‬‬

‫قرسي عنها‪:‬‬ ‫ويجمع الشاعر األرض والطبيعة يف قصيدته «عشب األرض»‪ ،‬وهو يصفها ويتح ّدث عنها بشوقٍ بعد غياب‬ ‫ٍّ‬ ‫ال تَلُو ِميني إذا ما‬ ‫َسا‬ ‫ِغ ْبت ق ْ ً‬ ‫ثات‬ ‫َص ِد َمتني ال َحا ِد ْ‬ ‫ك ْن ِت شَ ًال لق َِصيدي‬ ‫وسطو ًرا يف مآقيها‬ ‫الهمسات‬ ‫ْ‬ ‫زَر ْع ُت‬ ‫لَ ْملِمي ص ْويت عن األشجا ِر‬ ‫الصخُو ْر‬ ‫عن ِ‬ ‫عشب ُّ‬ ‫وا ْج َمعي األَشعا َر من طريِك‬ ‫ّنت جناحيِه‬ ‫ّإن أنا لق ُ‬ ‫الحاملات‬ ‫ْ‬ ‫القواف‬ ‫ِ‬ ‫ِل َد َو ِات ع ْندَ مجرى ال َّن ْه ِر‬ ‫روح‬ ‫يل أَقْال ِمي الح ْمرا ُء ُ‬ ‫الكلامت‬ ‫ْ‬ ‫أنا جز ٌء ِ‬ ‫منك‬ ‫بعض‬ ‫ف ْو َق األَ ْر ِض أو ُ‬ ‫فات‬ ‫ُر ْ‬ ‫َسا‬ ‫ال تَلُو ِميني إذا ما ِغ ْبت ق ْ ً‬ ‫ِ‬ ‫رحيق ال ِّذكْ ِريَات‬ ‫لك يف قلْبِي ُ‬

‫(‪)38‬‬

‫بهــذه الــروح الجياشــة والعاطفــة العميقــة يســتعيد الشــاعر ذكرياتــه وعالقاتــه مــع األرض وعنارصهــا‪ ،‬املــاء والهــواء والـراب والطــر والســاء‪،‬‬ ‫ســمفونية طبيعيــة مكتظــة باأللــوان واأللحــان‪ .‬ويجمــع الشــاعر يف قصيــدة واحــدة معظــم عنــارص الطبيعــة التــي أحبهــا وعــاش فيهــا ومعهــا‪ ،‬وقـ ّدم‬ ‫لهــا غــرر قصائــده‪ ،‬حيــث يقــول يف قصيــدة «لحــن الغديــر»‪:‬‬ ‫ظل يا وطَ ِني بقربِك‬ ‫سأَ ُ‬ ‫ْت مرابِعي‬ ‫قدْ عشق ُ‬ ‫السم ْر‬ ‫سأظل أن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْبت بالزنو ِد ّ‬ ‫كل مزار ِعي‬ ‫ّ‬

‫‪3 7‬‬ ‫‪ 38‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.50‬‬ ‫ن‬ ‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ي ف‬ ‫فلسط� ال تنام السماء‪ .‬ص‪.95-106‬‬ ‫�‬ ‫ي‬


‫تحم مبائِك‬ ‫سأس ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الس ِ‬ ‫العذب ال َّن ِ ِ‬ ‫اطع‬ ‫ِ‬ ‫مي َّ‬ ‫تخفق راي ِتي‬ ‫ُّ‬ ‫ستظل ُ‬ ‫رغم الطَّا ِمع‬ ‫يف الج ِّو َ‬ ‫َ‬ ‫الت ُوس تَ ِيس‬ ‫وعل ُّ‬ ‫اب ال َح َم ِم ال َوا ِدع‬ ‫أرس ُ‬ ‫وتطريُ عربَ سامئِنا م ْن دون‬ ‫أي ُم َنازِع‬ ‫ِّ‬ ‫السهل‬ ‫ُّ‬ ‫رش يف ال ّر َب يف َّ‬ ‫سأظل أن ُ‬ ‫يف األنْها ِر يف الشطآنْ‬ ‫لونَ أصابِعي‬ ‫وغدً ا سأ ْح ِظى بامل ُ َنى‬ ‫رحيق منابِعي‬ ‫كوم ال ِغالل ومن ِ‬ ‫أَسبيه من ِ‬

‫(‪)39‬‬

‫يحــاول الشــاعر حســن جعفــر نــور الديــن مــن خــال مقطوعتــه الســابقة أن يحملنــا عــى جناحــي قلمــه إىل حيــث الخيــال الســابح يف ربــوع‬ ‫املــايض مـ ّرة‪ ،‬ويف ربــوع الطبيعــة مــرة أخــرى‪ ،‬فنغــوص يف طيــات أفــكاره النــرة التــي اســتطاع مــن خاللهــا أن يرشكنــا معــه بجــال ماضيــه الســعيد‪،‬‬ ‫بقــرب الطبيعــة الخالبــة‪ ،‬ومــا فيهــا مــن عنــارص مبهجــة‪ ،‬ورمــوز توحــي بالســعادة والغبطــة والفــرح‪.‬‬ ‫ويؤكّــد الشــاعر ح ّبــه لــأرض والـراب يف معظــم قصائــده مصـ ِّو ًرا عالقتــه معهــا وحياتــه فيهــا‪ ،‬ففــي قصيدتــه «الظفــرة الخـراء» كنايــة عــن‬ ‫الســهول والوديــان العامــرة بالخــرة والجــال والعافيــة‪:‬‬ ‫يا أيُّها ال َوادي‬ ‫عىل صفحاتِك الخرضا ِء يف ظاللِك السمرا ْء‬ ‫بني املا ِء واملط ْر‬ ‫كتبت طفولتي وشْ ًم عىل ال َحج ْر‬ ‫ِّإن ُ‬ ‫كم وسدَّ ْت أعشابَك الخرضا َء ِ‬ ‫رأس‬ ‫ّقت قد َماي‬ ‫وتسل ْ‬ ‫جي ِ‬ ‫ات ال َح َباىل‬ ‫ُ‬ ‫أكتاف الشُّ ْ‬ ‫بالنجوم املُث ِ‬ ‫ْقالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بألف ِق ْنديلٍ من ال َّزهْر‬ ‫يا ما أصيل امل َ ْ ُت والوزَّال وال ِعرزال‬ ‫الغروب‬ ‫ما أ َحىل ُسويْعات‬ ‫ِ‬ ‫‪ 39‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.13-15‬‬


‫وموكب القَمر‬ ‫ُ‬ ‫السكرى‬ ‫َقدَ َماي يف أرجائِك ّ‬ ‫السارِحات‬ ‫ْ‬ ‫نسجت خُطاي ال َّذا ِهبات َّ‬ ‫بنشو ِة الظَّفْر‬ ‫ص ْو ِت ُ‬ ‫يعيش هناك تَ ْعرفُه‬ ‫جي ِ‬ ‫صمدت بوجِ ه ال ِّريح والقَهر‬ ‫ْ‬ ‫ات ال َّتي‬ ‫الشُّ ْ‬ ‫كل ظَفري ٍة خرضا ْء‬ ‫ويَداي ُّ‬ ‫قد مشط ُتها بأنَا ِميل العرش‬ ‫ِ‬ ‫الحاملات الغُّنج‬ ‫الصخ ُو ِر‬ ‫ُ‬ ‫ِّإن‬ ‫حفرت عىل ُّ‬ ‫تاريِخي وكتب ُته بأصابِع املط ْر‬

‫(‪)40‬‬

‫بهــذه القصيــدة التــي جمعــت كل عنــارص الطبيعــة والحيــاة‪ ،‬واملفعمــة بصــور البالغــة والجامليــات‪ ،‬آثــرت أن أنهــي هــذه الدراســة حــول‬ ‫الطبيعــة يف شــعر حســن نــور الديــن‪ ،‬حيــث كان لهــا حصــة األســد يف نتاجــه الشــعري‪.‬‬

‫خامتة الدراسة‪:‬‬ ‫لقــد حاولنــا يف هــذه الدراســة أن نل ِّمــح إىل قلــب الشــاعر حســن جعفــر نــور الديــن‪ ،‬وننتقــي موضــوع الطبيعــة عنــده‪ ،‬ونعالجــه لـراه قــد‬ ‫ـب‪ ،‬حيــث غلبــت صــورة الطبيعــة عــى معظــم قصائــده‪ ،‬وتربعــت فــوق عــرش أشــعاره التي شـكّلت‬ ‫انغمــس بالطبيعــة‪ ،‬وهــام بهــا هيــام العاشــق املحـ ّ‬ ‫الســواد األعظــم يف نظمــه‪ ،‬فالطبيعــة الخالبــة أرستــه واســتحوذت عــى كيانــه‪ ،‬فحــاول أن يُرتجــم مكنوناتــه تجاههــا شــع ًرا‪ ،‬بــروح جياشــة وعاطفــة‬ ‫عميقــة‪ ،‬نحــو عنارصهــا كافــة (املــاء‪ ،‬الهــواء‪ ،‬الطــر‪ ،‬ال ـراب‪ ،‬الســاء‪ ،‬األزهــار‪ ،‬واألشــجار‪ ،‬الــرق‪ ،‬والرعــد‪ )...‬وقــد أبــدع شــاعرنا يف اختيــار ألفاظــه‬ ‫را بينــه وبــن قارئيــه‪ ،‬وبذلــك اســتطاع شــاعرنا أن يــؤدي غرضــه الــذي اســتل مــن‬ ‫وعباراتــه التــي وقفــت إىل جانبــه يف مشــواره الشــعري‪،‬وكانت جـ ً‬ ‫أجلــه يراعــه‪ ،‬وهــو وصــف الطبيعــة ومــا فيهــا‪.‬‬

‫‪ 40‬‬

‫() حسن جعفر نور الدين‪ .‬ألحان الغدير‪ .‬ص‪.38-39‬‬



‫أصوات من قرية النسيان‪:‬‬ ‫عالء بدر الدين‬ ‫أسمع نايا ً نائيا ً‬ ‫يجهش في الوادي إلى أن يثمل القطي ُع‬ ‫والرعاة‬ ‫تسكب في قرارتي الحياة‬ ‫ألحانه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جبران قال‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وغن‪،‬‬ ‫الناي‬ ‫أعطني‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وأنا أقول‪:‬‬ ‫أعطني الذي أسمع في أنّاته‬ ‫صوت الحياة‬ ‫َ‬ ‫آنس في ألحان ِه رو َح الحياة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫*****‬ ‫يا أيها الناي الذي ُّ‬ ‫يئن في الصباح والمساء‬ ‫إلى متى ُّ‬ ‫ي‬ ‫تئن يا نا ُ‬ ‫وهل يسمعك القصبْ ؟‬ ‫طعت من غابته‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قـ ُ‬ ‫تزل ُّ‬ ‫ولم ْ‬ ‫تحن للرجوع‬ ‫ّ‬ ‫تحن لألصول‬ ‫لغابك الذي أعطاك هذا اللحنَ واألنين‪،‬‬ ‫ي ّ‬ ‫ي ما فيك من األنين‬ ‫يا نا ُ‬ ‫إن ف َّ‬ ‫والحنين‬ ‫لقري ٍة أحبها‬ ‫أحبُّ أن أعو َد طفلةً على صخورها أنام‬ ‫أحبُّ أن أجمع من أزهارها قالدة ً‬ ‫لفارسي الجميل‬ ‫مر قريتنا‬ ‫ذاك الذي َّ‬



‫مرعلى قلبي ولم يع ْد‬ ‫َّ‬ ‫أعرني صوتك الحزين‬ ‫ي ْ‬ ‫فآ ِه يا نا ُ‬ ‫ألجمع الصدى‬ ‫لعل ذاك الفارس الجميل‬ ‫مازال في الوادي يل ُّم حبـَّنا القتيل‬ ‫أريد أن أسمع من جواده‬ ‫حمحمةَ الصهيل‬ ‫ي‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن لحنك الحزين‬ ‫فإن يا نا ُ‬

‫‪1‬‬

‫يعيد ذاك الزمن الجميل‬ ‫طرف ْي وجودنا‬ ‫يربط بين َ‬ ‫ت والحياة‬ ‫ألمو ِ‬ ‫ْ‬ ‫واألفول‪.‬‬ ‫ألبدء‬ ‫ِ‬ ‫*******‬ ‫ي كانت قريتي القديمة‬ ‫يا نا ُ‬ ‫تزرع في الجرود أغنيات‬ ‫تزرع في القلوب أمنيات‬ ‫ْ‬ ‫سنابل‬ ‫ي كان حبنا‬ ‫يا نا ُ‬ ‫يرويه غوى‪،‬‬ ‫لكنما الغيم الذي كان ّ ِ‬ ‫وضيع الدرب‪ ،‬وصرنا نسأل السرابْ‬ ‫عن الينابيع التي تبحث عنها الري ُح‬ ‫ْ‬ ‫والقوافل‬ ‫كانت لنا حقول‬ ‫ْ‬ ‫المعاول‬ ‫تعشقها‬ ‫تحفر في أكبادها‬ ‫تحفر في القلوب‬ ‫فتلمع القلوب في مواسم‬ ‫ْ‬ ‫الحصاد‬ ‫للمناجل‪.‬‬


‫******‬ ‫النهر لكي‬ ‫ي‪ ،‬كنا نقصد‬ ‫َ‬ ‫يا نا ُ‬ ‫نسرقَ من فرحت ِه قهقهةَ الخرير‬ ‫ي‪ ،‬كنا نحس ُد الطيور‬ ‫يا نا ُ‬ ‫وهي تمأل السماء باأللحان والحفيف‬ ‫طيور «عام ٍل»‬ ‫كانت‬ ‫ُ‬ ‫تهاجر‬ ‫توفض أن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫السنابل‬ ‫تغضب من هجرتها‬ ‫تخاف أن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مقتولةٌ تحبُّ رغم قتلها قاتلها‬ ‫هذا هو الحب الذي ليس له نهاية‬ ‫ألنه حكايةُ القرى‬ ‫الجرار عن «كان وما يكون»‬ ‫حكاية‬ ‫َ‬ ‫******‬ ‫يا نبطية‪:‬‬ ‫دروب األمس يا أرجوحةَ الزمان‬ ‫أين‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مداخن‬ ‫يا قرية كانت لها‬ ‫كان لها دخان!!‬ ‫ور والحكايا‬ ‫أين غفا التنّ ُ‬ ‫يكشفك‬ ‫أين اختبأتِ؟‪ ،‬كيف ال‬ ‫ِ‬ ‫الزمان؟‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫هاجرت‬ ‫ك ُّل الدروب‬ ‫تهاجر‬ ‫الدروب إذ‬ ‫أوحش‬ ‫ما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يا قريةً ينبتُ في ساحاتها النسيان‬ ‫أين جهاتُ القلب يا حبيبتي‬ ‫األرض إذا ما جفّت السماء‬ ‫ما أوحش‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫النبات‬ ‫وحين ينمو الجوع ال‬ ‫في أرضنا الموات‬


‫*******‬ ‫ي الذي‬ ‫يا أيها النا ُ‬ ‫يحمل من صحرائنا الحداء‬ ‫تنتظر السماء‬ ‫إلى الينابيع التي‬ ‫ُ‬ ‫تجف بع ْد‬ ‫ولم‬ ‫َّ‬ ‫حر ْك ضروع األرض‬ ‫ِّ‬ ‫ي هو الروح التي‬ ‫فالصوت يا نا ُ‬ ‫لما تزل تئن‬ ‫ب تجرحه األلحان‬ ‫من قص ٍ‬ ‫فيُبرئ الجراح‬ ‫َّ‬ ‫فإن حتى تبرأ الجراحْ‬ ‫و ُم َّد ألحان َ​َك في السهول والبطاح‬ ‫واألرواح‬ ‫إت ضلوعي لم تزل مترعةً‬ ‫مثلك باألنين‬ ‫فاذرف لنا لحنا ً على ما فات‬ ‫ْ‬ ‫من أعمارنا‬ ‫قد هاجرت كل العصاقير‬ ‫الشجر‬ ‫عن‬ ‫ْ‬ ‫ووحدك يا ناي الذي يقدر في صداح ِه‬ ‫َ‬ ‫أن يُرج َع الطيور‬ ‫ْ‬ ‫لكن‪ ،‬وما نف ُع رجوع الطير للبالد‬ ‫إذا المناقير ْ‬ ‫أتت بال بريد‬ ‫بري ِد ذاك الزمن البعيد‬ ‫ب لم ْ‬ ‫يزل‬ ‫بري ِد قل ٍ‬ ‫ينتظر الرياح والرعود‬ ‫لترج َع الر ّجةَ للثرى‬


‫للخصب‪ ،‬للنماء‪ ،‬للنهر الذي‬ ‫مات به الخرير‬ ‫******‬ ‫ي وال‬ ‫وا أسفي إذ‬ ‫ُ‬ ‫يخرس النا ُ‬ ‫نعرف كيف؟ أو متى يعود؟‬ ‫واأسفي إني على مقرب ٍة من لحن ِه‬ ‫لكنني بعيد‬ ‫كالقرب‪ ،‬أو كالبعد من‬ ‫قبور من أحبهم‬ ‫ب أو كبعد قبر والدي‬ ‫كقر ِ‬ ‫ذاك الذي يعود يوميا ً إلى القلب‪،‬‬ ‫وال يعود‪.‬‬ ‫ي الذي يذرفني‬ ‫يا أيها النا ُ‬ ‫رفقاً‪ ،‬فك ُّل أنـ َّ ٍة في أضلعي‬ ‫بريد‪.‬‬ ‫وفي رفات أهلنا نرى الذي يعود‬ ‫منهم وال يعود‬ ‫*****‬ ‫العمر الذي يرفض أن يعود‬ ‫يا أيها‬ ‫ُ‬ ‫ما الفرق بين أنّة الناي‬ ‫وبين ر ّجة الخلود؟‬ ‫غيراإلثم والتراب‬ ‫فالموت ال يصيب َ‬ ‫وحصة الخلود‬ ‫ب وسع الدنيا بما يعطيه‬ ‫لكل قل ٍ‬ ‫للوجود‬



‫ذات حنين‪.‬‬ ‫رنا عبد هللا‬

‫يثور النبض‬ ‫يطرق أبواب الروح‬ ‫علها تتلقف اآله‬ ‫الممتدة عبر الزمن‬ ‫تقيه قسوة الضياع‬ ‫تسقيه رشفة اطمئنان‬ ‫يجافي دربه‬ ‫الغائر في التيه‬ ‫منذ حب ونيف‪..‬‬ ‫متسكع الخطوات‬ ‫في شوارع‬ ‫من ضباب‪..‬‬ ‫حلقة مشبوكة بالوهم‬ ‫يتأرجح بين حبائلها‬ ‫يقصيه الواقع تارة‬ ‫ويدنيه الشوق تارات‪..‬‬ ‫ذات حنين‪..‬‬ ‫يبعثرني ثقل مشاعري‬ ‫فتعدمني الوسيلة‬ ‫ال انا اصبح انا‬ ‫وال انا قادرة على هجر اناي‬ ‫تتبرأ مني النبضات‬ ‫تصول وتجول‬ ‫تحرق وتغرق‬ ‫تئن وتجن‬ ‫ثم تعود منكسرة‬ ‫تكسر عصاها الهش‬ ‫وتلقي رحلها المكفن بالوهن‬ ‫ليستقر من جديد‬ ‫في كهف الخيبة‪...‬‬



‫حكايات كليلة ودمنة‬ ‫حكايــات كليلــة ودمنــة ‪ ..‬قالــو قديمــا انــه فــى يــوم مــن االيــام كان هنــاك غرابــا اســود شــديد فــى وكــر علــى‬ ‫فــرع شــجرة فــى جبــل مهجــور تمامــا و كان قريــب مــن هــذا الوكــر حجــر ثعبــان اســود و كان كلمــا تفقــص‬ ‫بيضــات الغــراب ياتــى الثعبــان و يــأكل فراخــه كلهــا ممــا تســبب فــى حــزن الغــراب فشــكا فعلــة الثعبــان الــى‬ ‫صديــق لــه و ســأله المشــورة فــى امــر قــد عــزم علــى فعلــه ‪ ..‬و بــدا يحكــى لصديقــة الحيلــة التــى يريــد ان‬ ‫يفعلهــا قائــا ‪ :‬عزمــت علــى ان اذهــب الــى ذلــك الثعبــان االســود اذا نــام و انقــر عينيــه حتــى افقأهمــا لعلــى‬ ‫اســتريح مــن شــره و اذاه ‪ .‬رد عليــه صديقــة فــورا ‪ :‬بئــس الحيلــة التــى احتلــت ‪ .‬و نصحــه بــان يبحــث عــن‬ ‫امــر اخــر يصيــب بــه مــا يريــد مــن الثعبــان و لكــن دون الحــاق االذى بــه و دون ان يعــرض نفســه للهــاك‬ ‫و المخاطــر حتــى ال يكــون مثــل العلجــوم الــذى اراد قتــل الشــرطانه فتســبب بقتــل نفســه‬ ‫ســال الغــراب عــن قصــة العلجــوم فبــدأ صديقــة يحكــى لــه القصــة انــه كان هنــاك علجومــا يســكن عشــا فــى‬ ‫بحيــرة كثيــرة الســمك و عندمــا كبــر فــى الســن لــم يعــد فــى اســتطاعته الصيــد فاصابــه الجــوع الشــديد و‬ ‫الضعــف فجلــس حزينــا يبكــى حالــه يلتمــس الحيلــة فــى امــره حتــى مــر بــه ســرطان فــراى حالتــه الهزيلــة‬ ‫و الكابــة التــى اصابتــه فاقتــرب منــه و قــال ‪ :‬مابــك ايهــا العلجــوم مالــى اراك كئيبــا حزينــا ؟ رد العلجــوم‬ ‫بصــوت ضعيــف ‪ :‬و كيــف لــى اال احــزن وانــا قــد عشــت طــوال عمــرى فــى هــذا العــش هانــئ ســعيد‬ ‫اكل ممــا اصطــاده مــن الســمك و اليــوم انــا عجــوز وال اســتطيع الصيــد كمــا انــى ســمعت صياديــن اليــوم‬ ‫قــد مــروا بهــذا المــكان و قــال صاحبــه لالخــر ‪ :‬ان هــذا المــكان بــه كثيــر مــن االســماك و اتفقــو علــى ان‬ ‫يصطــادوه اوال بــاول و هكــذا بعــد فتــرة لــن يعــد هنــاك اى اســماك فــى البحيــرة ‪ .‬فــرد عليــه االخــر قائــا ‪:‬‬ ‫و لكنــى قــد رايــت مكانــا فيــه ســمكا اكثــر مــن هــذا فلنبــدا بذلــك المــكان حتــى اذا فرغنــا منــه اتينــا الــى هنــا‬ ‫فأفنينــاه ايضــا ‪ .‬فانطلــق الســرطان وقتهــا الــى الســمك و اخبرهــن بنيــة الصياديــن فاتــى الســمك الــى العلجــوم‬ ‫لطلــب النصــح و المشــورة فقــال العلجــوم انــه غيــر قــادر علــى التصــدى للصياديــن و انــه ال يعلــم حيلــة‬ ‫يســتطيع بهــا حمايتهــم و لكنــه يعلــم مــكان قريــب يمكنهــم االنتقــال اليــه و العيــش فيــه بســام و امــان و قــال‬ ‫لهــم فــى خبــث انــه ســوف ينقلهــم فياخــذ كل يــوم ســمكتين و يلقيهمــا فــى المــكان االمــن القريــب حتــى تكتمــل‬ ‫العش��يرة وواف��ق الس��مك المس��كين ال��ذى ال يعل��م حيل��ة و ني��ة العلج��وم ‪.‬‬ ‫و كان العلجــوم كل يــوم ياخــد ســمكتين حتــى ينتهــى بهمــا الــى احــدى التــال فياكلهمــا حتــى جــاءه الســرطان‬ ‫يومــا و قــال لــه انــه قــد مــل مــن مكانــه هــذا و انــه يريــد للعلجــوم ان ينقلــه الــى مــكان اخــر ‪ ..‬و هكــذا حملــه‬ ‫العلجــوم وطــار بــه حتــى اقتــرب مــن احــدى التــال التــى كان يــاكل بهــا االســماك و راى الســرطان عظــام‬ ‫ـدوه‬ ‫االســماك ففهــم الحيلــة التــى فعلهــا العلجــوم و انــه يريــد قتلــه هــو ايضــا فقــال فــى نفســه لقــي ّ‬ ‫الرجــل عـ ّ‬ ‫فــي المواطــن التــي يعلــم فيهــا أنّــه هالــك ســواء قاتــل أم لــم يقاتــل كان حقيقــا أن يقاتــل عــن نفســه كرمــا‬ ‫وحفاظــا ثــم هــوى‬


‫بكلبتيــه علــى عنــق العلجــوم فقتلــه و تخلــص الســرطان و االســماك مــن شــر العلجــوم و حيلــة ‪.‬‬ ‫و هكــذا انتهــت قصــة العلجــوم و الســرطان فســأل الغــراب صديقــة و مــا الحكمــة مــن هــذة القصــة فاجــاب‬ ‫الصديــق انــى قــد ضربــت لــك هــذا المثــل لتعلــم ان بعــض الحيلــة تكــون مهلكــة للمحتــال و انــى ســوف ادلــك‬ ‫علــى امــر ان قــدرت عليــه فســوف تتخلــص مــن شــر الثعبــان و تهلكــه و تنجــى نفســك ‪ .‬قــال الغــراب فــى‬ ‫اهتم�اـم و م��ا ه��و ؟ رد الصديـ�ق ‪ :‬يمكنــك ان تطيــر حتــى تجــد حلــى مــن حلــى النســاء تخطفــه و تطيــر علــى‬ ‫مــرأى مــن النــاس حتــى تصــل الــى حجــر الثعبــان فتلقــى الحلــى فيــه و ســوف يذهــب النــاس الــى الحجــر و‬ ‫يقتل��ون الثعب��ان الع��ادة الحل��ى بالتاكي��د ‪.‬‬ ‫ســمع الغــراب نصيحــة صديقــة و انطلــق محلقــا فــى الســماء حتــى وجــد امــراة مــن بنــات العظمــاء تغتســل‬ ‫و قــد وضعــت ثيابهــا و حليهــا بجانبهــا فانقــص الغــراب علــى الحلــى و خطفهــا و طــار بهــا و بالفعــل قــد‬ ‫تبعــه النــاس حتــى انتهــى الــى حجــر الثعبــان فالقــى العقــد عليــه و النــاس ينظــرون و قــد عرفــوا مــكان العقــد‬ ‫فدخلــوا الحجــر وقتلــوا الثعبــان واســتعادوا العقــد ‪.‬‬ ‫الحكمــة مــن القصــة ‪:‬الحيلــة قــد تقتــل صاحبهــا ‪ ..‬عليــك باعمــال الفكــر مليّــا فــي هــذا المثــل فإنّــك وال شـ ّ‬ ‫ـك‬ ‫ســتبصر معانــي هــذا المثــل فضــا عــن كونــك قــد ضحكــت أو عجبــت منــه‬



‫البرود العاطفي ‪:‬‬

‫مريم باجي‬

‫يشتكي العديد من األزواج من مشكلة نقص الرومنسية أو إختفاء الحب مع الطرف الثاني ‪ ،‬حيث أنهم‬ ‫داخليا يشعرون بالملل أو عدم اإلنجذاب لشريك أو إبتعاد الشريك ( عنه أو عنها ) ‪ ،‬و قد تصيب هذه الحالة‬ ‫حتى العاشقين الذين فجأة يجدون أنفسهم قد كرهو عالقتهم و في كثير من األحيان يتخلون عن تلك العالقة‬ ‫الجميلة و المقدسة لهذا السبب ظانين أن الطرف الثاني ال يناسبهم و األيام كشفت حقيقته أو أنه أصبح ال‬ ‫يبادل شريكه الحب ‪.‬‬ ‫تتعدد األسباب التي تجعل من العاطفة بين الزوجين تتالشى أو تنعدم فأحيانا تكون بسبب بعض المشاكل‬ ‫التي تحدث بينهما ‪ ،‬و أحيانا تكون بسبب إنقاص أحد الشريكين اإلهتمام بشريكه كما عوده سابقا ‪ ،‬أو بسبب‬ ‫الملل الذي ينتج عن وجود أجواء غير متجددة بين الشريكين أو بعد بينهما و العديد من األسباب األخرى‬ ‫التي تسبب ذلك ‪ ،‬و بدل البحث عن أسباب حدوث ذلك من األحسن أن نحاول إعادة األجواء الرومنسية‬ ‫للعالقة من جديد ‪ ،‬كما أنه من واجبنا أن نحاول الحفاظ على تلك العالقة و أن ال ننتظر من الطرف الثاني‬ ‫أن يقوم بتلك الخطوة الرومنسية التي تعيد للعالقة بهجتها السابقة ‪ ،‬ألن الطرف الثاني قد تكون ظروفه‬ ‫صعبة أو يمر بحالة نفسانية تجعله ال يستطيع التفكير في هذه األمور ‪.‬‬ ‫علينا دائما أن نبادل غيرنا بالحب و أن نلتمس األعذار لهم خاصة بمن جمعتنا بهم ذكريات رائعة و أن ال‬ ‫نترك عالقة جميلة تختفي بسبب أنانيتنا أو كبريائنا ‪ ،‬هذه هي أول خطوة علينا إتباعها إلعادة الرومنسية مع‬ ‫من جعلناه حبيبا لنا أي أن تكون هناك نية صادقة إلصالح كل شيء أو لغمر الحبيب بعاطفتنا ‪ ،‬و بعد ذلك‬ ‫فالنشغل دماغنا للبحث عن أفكار تفيدنا في صنع أجواء رومنسية من جديد ‪.‬‬ ‫في أغلب األحيان يكون مظهر الشريك أو ديكور المنزل سببا لنفور الطرف الثاني منه أو الشعور بالملل‬ ‫داخل منزله ‪ ،‬لذا على الزوجة الذكية أن تجتهد دائما في تغيير ديكور المنزل في فترات ليست متباعدة عن‬ ‫بعضها البعض لكي يكون هناك تجديد دائم داخل المنزل كما أنها تستطيع إضافة لمسات جديدة لبيتها تتعمد‬ ‫فيها إظهار حبها كأن تشتري صحونا حمراء اللون أو شكلها يشبه القلب أو الوردة أو كأن تشتري كأسين‬ ‫من نفس النوع تخصص واحدا لها و اآلخر لزوجها و من األحسن أن يكون الكأسان يحمالن رموزا خاصة‬ ‫بالحب ‪ ،‬أما بنسبة للمظهر فعلى كال الزوجين أن يحاوال اإلعتناء بنفسيهما و أن يتعمدا إستعمال أسلوب أو‬ ‫لون يثير الطرف الثاني فمن األحسن مثال أن تشتري المرأة مالبسا ذات ألوان زاهية و أن تركز أكثر على‬ ‫إختيار ثياب حمراء اللون ألن اللون األحمر علميا يجعل اإلنسان يثار كما يجب أن أشير أنه من الخطأ أن‬ ‫تلبس المرأة ثيابا لها لون واحد طوال الوقت ‪ ،‬حتى لو كانت تحب ذلك اللون أو تبدوا جميلة به ألن إستعمال‬ ‫لون واحد سيجعل زوجها يمل منها تدريجيا ‪ ،‬أما بنسبة لرجل يكفي أن يظهر لزوجته أنه أنيق و يعتني‬ ‫بنفسه جيدا و أن يكون دائم اإلستعمال للعطور خاصة التي تحبها زوجته ‪ ،‬و العطور ال تجلب النساء فقط‬ ‫فحتى الرجال ينجذبون لها و عليه على المرأة أن تركز هي األخرى على هذا األمر ‪.‬‬


‫بعد اإلنتهاء من مشكلة المنزل و المظهر اللذان يصنعان أجواءا متجددة بين الطرفين ‪ ،‬علينا التفكير‬ ‫بأساليب تجعل الشريك يتذكر أحلى الذكريات مع حبيبه أو يتخيله بجانبه ‪ ،‬البعض يلجؤون ألسلوب‬ ‫الحديث عن العالقة سابقا لجعل الطرف الثاني يسترجع أحلى الذكريات السابقة ‪ ،‬لكن في كثير من األحيان‬ ‫يقع خصام بين الطرفين بسبب حادث مؤلم أو خطأ إقترفه الشريك في حق حبيبه سابقا فتتحول الجلسة‬ ‫الرومنسية لشجار عنيف بين الزوجين ‪ ،‬لهذا أنا ال أحبذ إستعمال هذه الطريقة لتذكير الحبيب بالذكريات‬ ‫الجميلة سابقا بل من األفضل أن نكون أذكياء كأن نخرج مع الشريك في موعد غرامي في النفس المكان‬ ‫الذي أقمنا فيه أول عالقة غرامية معه أو إلتقينا به ‪ ،‬أما بنسبة لداخل المنزل أحسن طريقة لجعل الذكريات‬ ‫الجميلة تملؤه هي أن تضع الزوجة أو الزوج الهدايا المميزة التي قدماها لبعضهما البعض سابقا أو صورا‬ ‫تجمع بينهما في ركن ظاهر من المنزل يقابلهما دائما مثال بالقرب من التلفاز أو فوق رفٍ في غرفة النوم‬ ‫و غير ذلك من األماكن التي ال تفارق أنظارنا من أركان البيت ‪ ،‬و نستطيع جعل الطرف الثاني يسترجع‬ ‫ذكريات الحب السابقة بطعام أيضا كأن تطهو الزوجة األكالت التي تناولتها سابقا مع زوجها في مواعيدهم‬ ‫الغرامية ‪.‬‬ ‫بعد اإلنتهاء من كل هذا تبقى بعض التفاصيل السهلة البسيطة التي نستطيع فعلها بسهولة و هي ‪:‬‬ ‫ إستعمال كلمات طيبة و رومنسية ف� حديثنا مع الطرف ن‬‫الثا� ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الثا� خاصة بعدما يعود متعبا من العمل ‪.‬‬ ‫ اإلهتمام بطرف ي‬‫ن‬ ‫الثا� و إظهار الشغف ف ي� فعل ذلك ‪.‬‬ ‫ تلبية رغبات الطرف ي‬‫هذه بعض أفكاري التي تهدف لحل هذه المشكلة هناك أفكار عديدة أخرى تفيدنا في ذلك ‪ ،‬و يستطيع أي‬ ‫شخص إستعمال إبداعه الخاص أو أفكاره الخاصة ألن أي شخص يمتلك أفكارا جميلة موجودة في داخله ‪،‬‬ ‫يجب عليه فقط أن يركز على األفكار المتجددة و التي تخدم الرومنسية و تضاعفها ‪.‬‬



‫أحيانا ً‬ ‫رنا عبد هللا‬

‫احيانا»‪..‬‬ ‫تتوه اللحظات‬ ‫تهرب من عقارب‬ ‫ال تمل لسعها‬ ‫مع كل نبضة‪..‬‬ ‫تحطم قضبان الصمت‬ ‫تنقذ أنفاسها المكبوتة‬ ‫تفرد أجنحة روحها المتكسرة‬ ‫تبحث عن قوت لثوانيها القاصرة‬ ‫علها تجد ما يسد رمق الشوق‪..‬‬ ‫رحلة البحث‪..‬‬ ‫لذيذة المذاق‬ ‫رغم وعورة الدرب‬ ‫رغبة البقاء‬ ‫تصور مأدبة اللقاء‬ ‫وذلك المطر‪..‬‬ ‫يروي المقل‬ ‫يسرد حكايات وعبر‪..‬‬ ‫كلها‬ ‫يشد اللحظات للسفر‬ ‫بعيدا” عن البشر‪..‬‬ ‫الى كوكب‬ ‫ال دقائق فيه‬ ‫تقيد خطواتنا‬ ‫وتقطرنا أنفاسنا‬ ‫قطرة قطرة‬ ‫ألى أفق‬ ‫ال حدود فيه للنبض‬


‫الى مجرة‬ ‫ال تحصر الكالم‬ ‫بحروف أبجدية‬ ‫ال تلقن النطق‪..‬‬ ‫تتوه اللحظات‬ ‫توقا” لعناق الشمس‬ ‫رغم الخوف الذي زرعوه في ضلوعنا‬ ‫من نارها‪..‬‬ ‫تحلق اللحظات‬ ‫لتخترق الغيم‬ ‫وتنادمه غيثه‬ ‫فيسكر من كثافة الحب‬ ‫المختبئ في عينيها‬ ‫ويهطل شوقا”‬ ‫لعناق تراب‬ ‫لثمته مرة”‬ ‫خطوة وليف‬ ‫فيعيد نبضها‬ ‫ويفوح أريج أديم األرض‬ ‫تختزن قوت ثوانيها‬ ‫في جعبة رئتيها‬ ‫لتعود وتحط‬ ‫على كوكب التوقيت‪..‬‬ ‫والتنقيط‪..‬‬ ‫لعمر يتهاوى‬ ‫زفرة زفرة‬ ‫على حافة الزمن‪!!..‬‬



‫ليالي ال ّ‬ ‫شمال الحزينة‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬ ‫أحبك رغم صدّك‬ ‫رغم احتراقي‬ ‫رغم اليأس من التّالقي‬ ‫ترافقني أينما كنت‬ ‫طيفك في ك ّل وادي‬ ‫و ك ّل ما تهواه ساقي‬ ‫أنفاسك جمره‬ ‫أحرقت الحنين‬ ‫وأشعلت نار الماقي‬ ‫لقد عبَرت روحي‬ ‫ساعه حياه‬ ‫ولم تكن صدفه‬ ‫كلمعه البراق‬ ‫أنت الحبيب‬ ‫في ليال ال ّ‬ ‫شمال‬ ‫الحزينه‬ ‫أنت العاشق‬ ‫سحر‬ ‫ساعه ال ّ‬ ‫أنت الحياه‬ ‫لمن يفقد األمل‬ ‫الروح‬ ‫أنت ّ‬ ‫المسافره عبر ّ‬ ‫الزمن‬ ‫أنت ومعك بعض‬ ‫من تشيزوفرينيا الحروف‬




‫ليست هذه طيورا ً‬ ‫لوركا شاعر الغجر‬ ‫إذا مل تك ْن هي الطيور مغطاة بالرماد‬ ‫ِ‬ ‫التأوهات التي تقر ُع نافذ َة ال ُعرس‬ ‫إذا مل تك ْن‬ ‫فهذه هي مخلوقاتُ الهواء الرقيقة‬ ‫التي تجعل الد َم الجديد يفيض يف الظالم الالنهايئ‬ ‫لك ْن ال‪ ،‬ليست هذه طيورا ً ‪ ،‬أل َّن الطيو َر ستصبح حاالً ثرياناً‬ ‫ٍ‬ ‫مرتفعات بيضاً‬ ‫تصبح‬ ‫مبساعدة القمر ميك ُن لها أ ْن َ‬ ‫يرتقي القضا ُة املنصة‬ ‫وهي دامئاً صبيا ٌن مصابون من قبل أ ْن‬ ‫َ‬ ‫الكل يشعر ُ باألمل املتوحد مع املوت‬ ‫ُّ‬ ‫لك َّن األملَ‬ ‫ليس حارضا ً يف النفس‬ ‫الحقيقي َ‬ ‫َ‬ ‫ليس موجودا ً يف الهواء ‪ ،‬وال يف حياتنا‬ ‫وال يف هذه الرشفات املليئة بالدخان‬ ‫األمل الحقيقي هو الذي يُبقي األشيا َء يقظ ًة‬ ‫هو جرح الحريق الصغري املؤمل االنهايئ‬


‫يف العيون الربيئة ألنظمة الشمس األخرى‬ ‫بدل ٌة مهجورة تضيق عىل األكتاف لدرجة‬ ‫أ ّن السامء غالباً ما تجمع البدالت يف أكداس غري مستوية‪،‬‬ ‫والذين ميوتون حني يولدون ‪ ،‬يعرفون يف اللحظة األخرية‬ ‫ِ‬ ‫قلوب‬ ‫تصبح‬ ‫كل األصوات تتح َّج ُر ُّ‬ ‫بأ َّن َ‬ ‫نبضات ٍ‬ ‫وكل اآلثار ُ‬ ‫نحن ال ندري بأ َّن األفكا َر لها ضواح‬ ‫ُ‬ ‫رشب‬ ‫الفيلسوف ُ‬ ‫حيث‬ ‫يؤكل ويُ ُ‬ ‫من الصينني وعبيد الفراشات‬ ‫ويف املطابخ عدد من األطفال األغبياء‬ ‫عرثوا عىل طيو ٍر من السنونو بعكاز ٍ‬ ‫ات‬ ‫وهي التي عرفت كيف ينطق اإلنسان كلم َة ‪ُ :‬حب‬ ‫ال‪ ،‬ال‪ ،‬ليست هي الطيور‬ ‫عب عن الحمى الشديدة للبحرية املتصلة بالبحر‬ ‫ليس طائرا ً ي ُـ ِّ ُ‬ ‫كل لحظ ٍة‬ ‫ثقل ّ‬ ‫أو االشتياق اىل قتلٍ يُ ُ‬ ‫كل فجر‬ ‫أو ضجة االنتحار املعدين التي متنحنا القو َة َ‬ ‫كل العامل يتأملُ يف داخلنا‬ ‫إنها كبسولة بالهواء حيث ُّ‬ ‫حي يف التناغم املجنون مع الضوء‬ ‫إنّ ُه فرا ٌغ قليل ٌّ‬ ‫صعب تحديده حيث الغيوم والزهور تنىس‬ ‫طابق‬ ‫إنّ ُه ٌ‬ ‫ٌ‬



‫الرصاخ الصيني الذي يغيل عند مكان الدم الزائد‬ ‫تهت عدة مر ٍ‬ ‫ات‬ ‫لقد ُ‬ ‫الجرح الذي يُبقي األشياء يقظ ًة‬ ‫رغبت يف أ ْن أج َد‬ ‫حني ُ‬ ‫َ‬ ‫لكنني وجدت فقط بحار ًة معلقني عىل األسيجة‬ ‫ومخلوقات صغرية من السامء ‪ ،‬مدفونة تحت الثلج‬ ‫لكن األمل الحقيقي كان موجودا ً عىل الساحة الثانية‬ ‫ُ‬ ‫ماتت بني سيقان األشجار‬ ‫حيث‬ ‫األسامك الكريستالية قد ْ‬ ‫ساحة السامء الغربية تحمل التامثيل ال َهرِمة السليمة‬ ‫وجوار الرباكني املؤمل‬ ‫ال أملَ يف الصوت‪ ،‬هنا توجد الكرة األرضية فقط‬ ‫الكرة األرضية ببواباتها األبدية‬ ‫التي تقود باتجا ِه احمرار ال ِثامر‬ ‫عن ترجمة ماريكا غيدين السويدية ملجموعة ( شاعر يف نيويورك )‬

‫ترجمة ‪ :‬عبد الستار نور عيل‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.