Ya7elween August

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪.2‬‬

‫‪l‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪V‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪t‬‬ ‫‪us‬‬

‫‪g‬‬

‫‪Au‬‬

‫ِ‬ ‫لك وحدك‬ ‫عمر شبيل‬

‫الفوائد الصح ّية للصالة والتأمل‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫شيزوفرينيا املوسيقى‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫ظالل العيون‬ ‫مريم باجي‬

‫حد الفقر ‪...‬‬ ‫غني يا معلمتي َّ‬ ‫وأنا ٌ‬ ‫محمد حسن دهيني‬


‫ا ملحتو يا ت‬

‫ظالل العيون‬ ‫مريم باجي‬

‫وجع يف الصحراء‬ ‫الفوائد الصح ّية للصالة والتأمل ٌ‬ ‫رئيس التحرير‪ /‬د‪.‬حسن فرحات‬ ‫زمن االهات‬ ‫عمر شبيل‬

‫ثورة إحياء القيم‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫شيزوفرينيا املوسيقى‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬ ‫ليتني كنت كبرية حني‬ ‫التقيتك‬ ‫هيام الرشع‬

‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫الت االرض‬ ‫سعيد الصقالوي‬

‫فعل ثقايف أخالقي‬ ‫الحضارة ٌ‬ ‫عمر شبيل‬

‫الحساسيات املتحفزة ه‬ ‫تقتل العادية يف اإلنسا‬ ‫عمر شبيل‬

‫البداية أم النهاية‬ ‫غني يا معلمتي ح َّد الفقر‬ ‫وأنا ٌ‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬ ‫محمد حسن دهيني‬


‫بانتظار الصباح‬ ‫باسلة شبيل‬ ‫ما تبقى لنا‬ ‫عمر شبيل‬

‫من سيهبك غزالة ميينة‬ ‫لطيفة حرباوي‬

‫قصة ليىل الناعطية‬ ‫كتاب البخالء للجاحظ‬

‫حدس‬ ‫زينب فايز رايض‬ All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar North African Corespondent: Meriem Badji Photographer: Hamouda Ben Jerad Editorial: Reyad Al Dellamy

‫املقامة الساسانية‬ ‫بديع الزمان الهمذاين‬ ِ ‫لك وحدك‬ ‫عمر شبيل‬

‫هي التي‬ ‫ان‬ ‫طرائف ابن الجصاص‬ ‫يا حلوين‬

‫ال تقتلوا زرقة البحر فتُقتَلوا‬ ‫أ فاطمة حجازي‬



‫الفوائد الصحيّة للصالة والتأمل‬ ‫د‪ .‬حسن فرحات‬

‫ي ِ من أجل تحسين صحة اإلنسان‪ .‬فإنهما يأتيان من التقاليد‬ ‫التأمل والصالة وسائل تستعمل في الطلب التكميل ّ‬ ‫الدينيّة والروحيّة‪ .‬فالمعهد الوطني للصحة ( ‪ ,)INH‬والموقع الصحي( ‪ ,)webMed‬يعلنان أن الناس الذين‬ ‫يمارسون الصالة والتأمل يتمتعون بفوائد بدنيّة وعقليّة كبيرة‪ّ .‬‬ ‫إن الصالط تستخدم ألغراض متنوعة كالعثور‬ ‫على القوة الداخليّة أوطلب المساعدة من قوة عليا‪ .‬لقد أظهر التأمل زيادة في هدوء وتحسين االسترخاء‬ ‫النفسي‪ ،‬والتعامل مع المرض‪ ،‬وتعزيز الصحة والرفاهيّة‪ .‬تجدر اإلشارة الى أنّه على الرغم من وجود فوائد‬ ‫للصالة والتأمل ‪ ،‬فإنّهما ال تحالن مكان المعالجة التقليدية‪.‬‬ ‫• فوائد واستعمال الصالة والتأمل‪:‬‬ ‫لقد أظهرت الدراسات فوائد الصالة والتأمل عند استخدامهما خالل العالج العادي‪ .‬يبدو ّ‬ ‫أن للصالة أثارا ً صحيّة‬ ‫إيجابيّة ‪ ،‬على الرغم من ّ‬ ‫أن معظم الدراسات لم تكن حاسمة‪ .‬أما الباحثين فإنّهم غير متأكدين من التغييرات‬ ‫الجسديّة التي تحدث للجسد من جراء التأمل‪ ،‬وأي من األمراض التي من الممكن أن تظر عليها اآلثار‬ ‫اإليجابيّة ‪.‬‬ ‫ بعض من فوائد الصالة والتأمل‪:‬‬‫‪ -١‬انخفاض ظغط الدم‬ ‫‪ -٢‬الشعور بالسالم الداخل ّ‬ ‫يِ‬ ‫‪ -٣‬زيادة العمر‬ ‫‪ -٤‬انخفاض أعراض اإلكتئاب‬ ‫‪ -٥‬التخفيف من القلق واإلجهاد واأللم‬ ‫‪ -٦‬مساعدة األرق واألعراض البدنيٌة التي ترافق أمراض مزمنة مثل أمراض القلب ومرض اإليدز( ‪)HIV‬‬ ‫والسرطان‪...‬‬ ‫غالبا ً ما يُعتقد أن الصالة والتأمل تخصان ال ُمتدينين فقط‪ .‬ولكن هناك فئة غير متدينّة وجدت أنهما يجلبان‬ ‫شعورا ً بالقوة الداخليّة « يجب التأكيد على ّ‬ ‫أن الصالة‪ ،‬تكون مفيدة عند استخدامها إلى جانب العالج‪ ،‬ويجب‬ ‫على الطبيب دائما اللجوء إليها‪.‬التأمل يساعد األشخاص على التركيز في االنتباء ويصبحون على بينة من‬ ‫ي ‪ ،‬والتوازن‬ ‫أفكارهم ومشاعرهم بطريقة عقالنيّة‪ .‬ك ُّل هذا يؤدي إلى حالة من الهدوء واالسترخاء البدن ّ‬ ‫يِ‪.‬‬ ‫النفس ّ‬ ‫وفي نهاية كلمتي ‪ ،‬أو ُّد أن أشير إلى اآلتي ‪ ،‬فالبرغم من الفائدة التي تجلبهما الصالة والتأمل ال ينبغي‬ ‫ي ِ ومع مجموعات الدعم كنهج كام ٍل‬ ‫استخدهما بدال من الدواء لعالج األمراض ‪ ،‬بل تستخدمان مع العالج الطب ّ‬ ‫لالنتعاش‪.‬‬


‫خالصــة الخالصــات إننــا لنجــد أن الكائــن البشــري يخبــئ فــي جعبتــه هــذه القيــم ‪،‬والخــروج مــن هــذه االزمــة المطبقــة‬ ‫‪،‬ملخــص فــي قولــه تعالــى» ان هللا ال يغيّــر مــا بقــوم حتــى يغيــروا مــا بأنفســهم «(الرعد‪.)11‬وبالتالــي االمــر بأيدينــا بأيــدي‬ ‫الشــعوب بأيــدي الحــكام والمحكوميــن بأيــدي ضمائرنــا مــن خــال إشــاعة األخــاق الحســنة بيننــا وفــي اســرنا وأعمالنــا‬ ‫ومدارســنا وجامعاتنــا وال بــد مــن ابتــكار كل الوســائل وســلوك كل ســبيل يــؤدي الــى تغييــر األخــاق الســقيمة الــى اخــاق‬ ‫ســليمة ‪،‬ومهمــا كانــت الخســائر فــإن المكاســب والفوائــد ال تقــدر بثمــن وإلــى أمثالكــم يرتهــن اللبيــب ويتشــوف األديــب‪.‬‬


‫ثورة إحياء القيم‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬

‫إن المتأمــل فــي العصــور القديمة‪،‬يالحــظ أمــرا ً عجيبــا ً هــو أن أكثــر النــاس لــم يكــن لديهــم ديــن ينظــم حياتهــم ‪،‬لكــن‬ ‫كان لديهــم منظومــة مــن مــكارم األخــاق كالصــدق واألمانــة والوفــاء والكــرم والنجــدة وغيرهــا ‪ ،‬وقــد توارثهــا كابــرا ً‬ ‫عــن كابـ ٍـر حتــى غــدت ثقافــة تتوارثهــا األجيــال وتعتـ ّ‬ ‫ـز بهــا وينتقصــون مــن ال يقيمهــا بــل يعيّــرون مــن ال يلتــزم بهــا ‪،‬‬ ‫وبالمقارنــة مــع عصرنــا ‪ ،‬وخاصــة عنــد بعــض المجتمعــات العربيــة نــرى أنــه قــد انعــدم عنــد الكثيــر أمــران ‪ ،‬فــا ديــن‬ ‫يلتزمــون بــه فيرجعــون إليــه وال قيــم وأخــاق تحكمهــم حتــى يســتطيع النــاس التعايــش باإلعتمــاد عليهــا ‪.‬‬ ‫وقــد داهــم األمــة العربيــة خطــر كبيــر وشــر مســتطير وهــو انهيــار منظومــة األخــاق التــي دعــت لهــا االديــان وقررتهــا‬ ‫الفطــر الســليمة حتــى عنــد األمــم والشــعوب الجاهليــة ‪،‬فظهــر شــر ذلــك علــى ك ّل المســتويات واســتفحلت وتعمقــت حتــى‬ ‫صــارت أزمــة حقيقيــة تعانــي منهــا األمــة وهــذه األزمــة المتمثلــة باألزمــة األخالقيــة التــي يعرفهــا البعــض بأنهــا النقــص‬ ‫الحــاد فــي عامــل مــن العوامــل ممــا يــؤدي الــى نتائــج مدمــرة ‪،‬تهــدد القيــم العليــا واألهــداف الســامية للمجتمــع وكل ذلــك‬ ‫يعــود ألســباب عديــدة منهــا جهــل األمــة بدينهــا ‪،‬النّاشــئ والقائــم عــن غيــاب أو تغييــب دور العلمــاء عــن توجيــه األمــة‬ ‫فتســلط علــى قرارهــا ومقدراتهــا الجهلــة ‪،‬فــا هــم أداروا شــؤون الحيــاة بالمنهــج الســليم الــذي ارتضــاه هللا تعالــى للبشــرية‬ ‫وال ساســوها علــى االقــل بمنهــج الفطــرة الســوية فــي مراعــاة االداب المرعيــة واألخــاق العامــة فضلّــوا وأضلّــوا‪...‬‬ ‫ونــرى أيضــا مــن ناحيــة أخــرى ‪ ،‬أن الكثيريــن قــد أشــادوا وتحدثــوا عــن ريــاح التغييــر فــي زمــن عســير فتوســمت‬ ‫الشــعوب العربيــة خيــرا ً بعدمــا أقــرت قوانيــن جديــدة وتعــد أســمى القوانيــن مــن مبــدأ أن القانــون هــو مــن يعبــر عــن ســيادة‬ ‫األمــة ولــو أن الدســاتير لــم يتحقــق معهــا مبتغــى اإلصــاح المنشــود بســبب الفراغــات القانونيــة والتماطــل فــي تنزيــل‬ ‫مقتضياتــه أو خروجــه عــن روحــه األساســية فــي بعــض االحيان‪،‬فاليــوم اتضــح جليّ ـا ً ضــرورة مراجعــة هــذه الدســاتير‬ ‫واصــاح مــا يمكــن اصالحــه طبعــا بعــد تقييــم المرحلــة الســابقة ‪،‬وبعــد هــذا كلــه أجمــع الجميــع بفشــل المنظومــة التعليميــة‬ ‫معتبــرا ً أن هــذا الفشــل ســيكون لــه تبعيــات جــد ســلبية لمــا للنظــام التعليمــي مــن أثــر علــى بنــاء جيــل كامــل ‪.‬وبعــد هــذا‬ ‫اإلقــرار ووضــع اإلصبــع علــى مواطــن الضعــف والخطــر ‪،‬أصبحنــا نعيــش تــردّي فــي قيــم المجتمــع ســواء فــي تعاملهــم‬ ‫اليومــي أو عالقتهــم مــع باقــي األفــراد والمؤسســات وهــو مــا يــدق ناقــوس الخطــر وينبغــي إنقــاذ ســفينة الوطــن للمحافظــة‬ ‫علــى المواطنيــة التــي يجــب ان يتمتــع بهــا كل مواطــن فــي وطنــه وبالتالــي عنــد غــرق الســفينة ال نبحــث عــن الفاعــل‬ ‫ب�لـ يتّح��د الجميــع إلنق��اذ ال��ركاب وهــو مــا تحتاجــه اليــوم فعــا رغــم اإلختالفــات السياســية األيديولوجيــة والفكريــة بيــن‬ ‫مختلــف موازيــن القــوى فــي المجتمعــات العربيــة وكل ذلــك بســبب أزمــة القيــم واألخــاق التــي يعيشــها ويتعايشــها أبنــاء‬ ‫المجتمــع فيمــا بينهــم ‪،‬إذ الســبب يعــود الــى األســرة قبــل المدرســة والدولــة قبــل أن تكــون البيئــة أو يكــون المحيط‪.‬فعلــى‬ ‫ســبيل المثــال ‪،‬األســر ال تربــي أبناءهــا علــى قيــم الحداثــة وتقبــل االخــر والطمــوح الدائــم واحتــرام االخر‪،‬بــل تربيهــم‬ ‫علــى تصــور واحــد وهــو الدراســة مقابــل الوظيفــة ‪،‬أمــا الشــخصيّة فهــي ليســت مهمــة ‪ ،‬إن المهــم واالهــم هــو المســتقبل‬ ‫فــي قالبــه المــادي وليــس الثقافــي والفكري‪.‬فالحضــارات بنيــت باألخــاق والقيــم وانهــارت باالغــال واالنحــراف كبــاد‬ ‫االندلــس وغيرهــا فتذكــرت قــول الشــاعر ‪:‬‬ ‫مما يزهدني في أرض اندلس‬ ‫القاب مملكة في غير موضعها‬

‫أسماء معتمد فيها معتضد‬ ‫كالهر يحكي انتفاضا ً جولة األسد‬



‫شيزوفرينيا الموسيقى‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬

‫ـروح وتنيــر األرواح وهــي مالذنــا العاطفــي‬ ‫الموس��يقى هـ�ي أجمــل هدايــا الســماء للبشــرية الهائمــة فــي الظــام ‪ ،‬تنقّــي الـ ّ‬ ‫والهدوئــي ‪،‬فبإمكاننــا ّ‬ ‫الزحــف الــى مــا بيــن النغمــات وثنــي ظهرنــا علــى الوحــدة ‪،‬بــل هــي زهــرة تنمــو فــي القلــب والــروح‬ ‫‪،‬تزهــر فــي االفــكار ورائحــة الحيــاة ‪،‬تدفّــق فــي عروقهــا لتبـ ّ‬ ‫ـث نغمــة التعاطــي مــع االخريــن ‪ ،‬فهــي مــن ناحيــة تعطيــك‬ ‫المج��ال لته��رب م��ن الحي��اة ومش��قاتها وم��ن ناحي��ة أخ��رى لتفه��م ه��ذه الحي��اة بش��كلها االعم��ق ليع��م الس�لام ف��ي داخل��ك‪.‬‬ ‫فهــي تمثــل مســرحية حياتــك الخالــدة المؤقتــة فــي الوجــود الفانــي ‪،‬ولعلنــي أقــول أن الموســيقى هــي أعجوبــة بحــد ذاتهــا‬ ‫ومقامهــا يكمــن مــا بيــن الفكــر والعالــم الظاهــر ‪ ،‬أجــل إنهــا وســيط مشــع بيــن العقــل والمــادة ‪،‬تقتــرن بهمــا وتختلــف عنهمــا‬ ‫فــي ان معـا ً ‪.‬هــي روحيــة لكــن يحتاجهــا االيقــاع وماديــة لكنهــا غيــر مقيــدة بمــكان أو زمــان‪.‬‬ ‫يقــال أن الموســيقى ‪...‬هــي فــن مؤلــف مــن االصــوات والســكون عبــر فتــرة زمنيــة ويعتقــد العلمــاء بــأن كلمــة الموســيقى‬ ‫يونانيــة االصــل ‪ ...‬فقــد كانــت تعنــي ســابقا الفنــون عمومــا حتــى أصبحــت فيمــا بعــد تطلــق علــى لغــة األلحــان فقط‪...‬وقــد‬ ‫عرفــت لفظــة موســيقى بأنهــا فــن األلحــان وهــي صناعــة يبحــث فيهــا عــن تنظيــم األنغــام والعالقــات فيمــا بينهــا وعــن‬ ‫اإليقاعــات وأوزانهــا‪...‬‬ ‫لقــد عرفــت الموســيقى فــي أهميتهــا وأثرهــا البالــغ فــي العديــد مــن نواحــي الحيــاة ‪ ،‬إن كان المــادي أو النفســي ‪ ،‬فالذبذبــات‬ ‫الموســيقية تعمــل علــى الجهــاز العصبــي وتقــوم بتخديــر الخاليــا العصبيــة ممــا يبعــث علــى الشــعور باإلســترخاء والقضــاء‬ ‫علــى مســببات األلــم ‪،‬فعنــد ســماعها يعمــل الجســد علــى المضــادات الطبيعيــة التــي تقـ ّـوي الجهــاز المناعــي وتســاعده علــى‬ ‫التغلــب علــى ال ـدّاء عــن طريــق تمكيــن الدّمــاغ مــن إفــراز مــادة تســمى األندروفيــن التــي تقــوم علــى تخفيــض الكثافــة‬ ‫المرتكــزة فــي الدمــاغ وبالتالــي تقلــل مــن الشــعور باأللــم‪.‬‬ ‫وناهيــك عــن أنهــا تعبّــر عــن عواطــف اإلنســان التــي ال يســتطيع التعبيــر عنهــا بالكلمــات ‪،‬فهــي امتــداد لرغبتــه الطبيعيــة‬ ‫فــي التعبيــر عــن ذاتــه كســمفونية بتهوفــن الثالثــة التــي قــام بهــا بالــرد علــى أطمــاع نابليــون بونابــرت بتيــار صــارخ مــن‬ ‫األنغــام ‪،‬تعبــر عــن عواطــف البشــرية فــي طلــب الحريــة ورفضهــا للظلــم والحــرب والدمــاء‪.‬‬ ‫مــن هنــا نــرى ان الموســيقى واكتشــاف اهميتهــا لــم يكــن وليــد العصــور الحديثــة ‪،‬فقــد تمكنــت الحضــارات القديمــة فــي‬ ‫كل مــن اليونــان ومصــر والصيــن والهنــد مــن الوصــول الــى ســحر واثــر الموســيقى علــى اإلنســان لنجدهــم قــد قامــوا‬ ‫باســتخدامها فــي طقوســهم الدينيــة كوســيلة للســمو والوصــول عــن طريقهــا الــى درجــة الشــفافية ‪،‬فهــي مــراة تتجلــى فيهــا‬ ‫مدنيــات الشــعوب وحضارتهــا‪،‬وإن التاريــخ ليجلــي عــن تلــك الحقيقــة فيكشــف لنــا عــن صــور عقليــات الشــعوب المختلفــة‬ ‫وتبايــن طــرق تفكيرهــا فــي الموســيقى باختــاف العصــور ‪.‬فالمصريــون فــي المماليــك القديمــة يعدونهــا احد العلــوم االربعة‬ ‫المقدســة ويحيطونهــا واهلهــا بــكل انــواع االحتــرام وكذلــك قدمــاء الصيــن يعتقــدون بوثيــق ارتبــاط الموســيقى بحيــاة الدولــة‬ ‫وان كل مــا يصيــب المملكــة كان مــن خيــر أو شــر مرجعــه الموســيقى ونظرياتهــا ‪،‬وأمــا فــي اليابــان فالمجتمــع يهتــم‬ ‫بالموســيقى اهتمامـا ً كبيــرا ً فمثـاً كان ســفير اليابــان عنــد تقديــم أوراق اعتمــاده فــي المملكــة المعيــن فيهــا فــي الخــارج ال‬ ‫يتكلــم ‪،‬بــل يغنــي لحنـا ً خاصـا ً يســمى «النوتــة الدبلوماســية» وفــي الهنــد يعتبرونهــا هبــة مــن االلهــة وقــد أضافــت كتابــات‬ ‫أفالط��ون وغي��ره مــن الفالســفة “أن الموســيقى هــي االســاس الــذي تبنــى عليــه تربيــة الطفــل وتقويــم الدولــة”‪.‬‬


‫وكذلــك عنــد المتصــوف فلهــا وضــع أكثــر تعمقــا وعلــوا إذ جــاء فــي كتــاب «الســماع الروحــي فــي التقليــد الصوفــي»‬ ‫بــأن االســتماع الــى الموســيقى يصــل االنســان الــى حالــة النشــوة الروحيــة ‪،‬وجــاء علــى لســان «كوتــزي ايركونــر» وهــو‬ ‫المعــروف بأنــه أحــد عمالقــة المؤلفيــن الموســيقيين الصوفييــن فــي العصــر الحديــث ‪،‬أن الموســيقى الصوفيــة هــي المنبــع‬ ‫الــذي يســتقي منهــا الصوفــي إلهامــه ‪.‬‬ ‫ويبقــى أن نشــير إلــى أن الموســيقى قــد أدخلــت فــي قائمــة البرامــج العالجيــة فــي العديــد مــن المستشــفيات الخاصــة‬ ‫باألطفــال إذ تعمــل علــى تهدئتهــم وربمــا جــاءت الفكــرة مــن عــادات األمهــات اللواتــي يقمــن بالغنــاء ألبنائهــم قبــل النــوم‬ ‫وتبقــى أيضــا عالج ـا ً فعــاالً للمرضــى المصابيــن بالســرطان وبعــض األمــراض األخــرى‪.‬‬ ‫مــن هنــا نجــد أن الموســيقى لــم تعــد فنًــا يقصــد بــه مجــرد اللهــو والتطريــب بــل أصبحــت جــزءا ً مــن ثقافــة المجتمــع ودعائــم‬ ‫المدنيــة الحديثــة ‪ ،‬فهــي جانــب مهــم مــن حيــاة التلميــذ فــي المدرســة وجــزء مــن حيــاة المنــزل وشــطر ال غنــى عنهــا فــي‬ ‫الحيــاة العامــة ‪.‬‬ ‫ختامـا ً ال بـ ّد مــن القــول ‪ ،‬أن الموســيقى كالــروح ال تعــرف إال األزل ‪،‬واألزل صفــة الــه ال يمــوت ‪ ،‬وموســيقى اإللــه فــي‬ ‫صــدى تعيــد فقــد الســنين لتســقي بمطالعهــا بــذور األمــل حنينــا ‪،‬تهمــس فــي أواخرهــا لمســتمعيها ابقــى حيّـا ً فالحيــاة‬ ‫فنــاء ال ّ‬ ‫لــك‪.‬‬ ‫وليبقــى الســؤال ؟هــل للموســيقى دور فــي حيــاة المصابيــن بشــيزوفرينيا؟أم تبقــى ابنــة المالمــح الصامتــة ووليــدة المشــاعر‬ ‫الكاشــفة عــن نفســية اإلنســان الواعــي لحقيقــة ما‪.‬وهــي التــي تطــرق أبــواب المشــاعر وتنبــه الذاكــرة وهــي لغــة لــكل مــن‬ ‫الفهــم والفكــر كمــا قــال جبــران خليــل جبــران؟‬




‫“ليتني كنت كبيرة حين التقيتك”‬ ‫هيام الشرع‬

‫خــال إطالعــي صدفــة علــى مقــال‪ ،‬تنــاول حيــاة الشــاعرة المرحومــة «نــازك المالئكــة» حضرنــي ســيل جــارف مــن‬ ‫الحنيــن لســنوات الطفولــة الرائعــة‪ ،‬بــكل مــا اكتنفهــا مــن شــقاوة ومــرح‪ ،‬ثــم تذكــرت موقفــا حــدث بينــي وبيــن هــذه الســيدة‬ ‫العظيمــة‪ ،‬بقــي عالقــا فــي ذهنــي حتــى اليــوم‬ ‫كنــت فــي صغــري أتصــرف أحيانــا تصرفــات مــن غيــر قصــد اثيــر فيهــا غيــظ والدتــي‪ ،‬كإصــراري علــى إتمــام واجباتــي‬ ‫المدرســية بعــد عودتــي للبيــت مباشــرة قبــل تنــاول الغــذاء وقبــل تغييــر مالبســي‪ ،‬فــي ســبيل اإلســراع للخــروج مــن‬ ‫البيــت واللعــب مــع أطفــال الحــي‪ .‬كنــت أحــرص علــى أال تفوتنــي أوقــات اللعــب والمــرح معهــم‪ ،‬والتــي كنــا نقضيهــا فــي‬ ‫التســابق بدراجاتنــا الهوائيــة‪ ،‬نالحــق الفراشــات الملونــة‪ ،‬نلعــب التوكــي او الغميضــة ‪ ،‬نتبــارى فــي تســلق أشــجار النخيــل‬ ‫ونصطــاد الجــراد الكبيــر والخنافــس والدبابيــر ‪ ‬واحيانــا نخــوض فــي األحــواض المائيــة ‪ ‬الخاصــة بكليــة العلــوم التابعــة‬ ‫لجامعــة البصــرة فــي التنومــة إلصطيــاد الســاحف والضفــادع واألســماك الصغيــرة‪ ،‬اذ كانــت دور األســاتذة ‪ ‬مالصقــة‬ ‫للحــرم الجامعــي تفصــل بينهمــا بوابــة مفتوحــة علــى الدوام‪.‬كــم كنــا نســتمتع باللعــب حتــى بعــد مغيــب الشــمس لــم نكــن‬ ‫نخشــى الظــام وال اي أمــر آخــر‪.‬‬ ‫ذات مســاء لحقنــي كلــب ســائب ضخــم وأنــا اتجــول خــارج الحي علــى دراجتــي الهوائيــة‪ ،‬ال ادري من أين ظهــر‪ !..‬وألول‬ ‫مــرة طــرق الخــوف قلبــي‪ ،‬لكنــي بعــد لحظــات اكتشــفت انــه اختارنــي كصديقــة لــه‪ ،‬وصــار ال يفارقنــي إال حيــن أدخــل‬ ‫بيتنا‪.‬بعــد مــدة بلــغ أســماعنا ّ‬ ‫ـض صديقــة والدتــي الشــاعرة المرحومــة « نــازك المالئكــة» التــي‬ ‫أن كلب ـا ً ســائبا ً قــد عـ ّ‬ ‫كانــت دارهــا محاذيــة لدارنــا ‪ ،‬فقامــت القيامــة ولــم تقعــد اال حيــن بــادرت بلديــة التنومــة بحملــة تســميم ‪ ،‬قتلــت فيهــا جميــع‬ ‫الــكالب الســائبة التــي كانــت تتجــول فــي حينــا وخارجــه ‪ ،‬وبالطبــع كان كلبــي أحــد ضحايــا اإلنتقــام‪ .‬بكيــت كثيــرا وأنــا‬ ‫أرقبــه يلفــظ أنفاســه األخيــرة‪ ،‬غضبــت أشــد الغضــب مــن ‪ ‬جارتنــا‪ ،‬فكنــت افــرغ جــام حزنــي وغضبــي فــي ابنهــا الوحيــد‬ ‫«بــراق» اضربــه بشــدة ‪ ‬وأمنعــه مــن اللعــب معنا‪.‬حيــن طلبــت الســيدة «نــازك» مــن والــدي أن يرســلني لبيتهــا‪ ،‬ظننــت‬ ‫أنهــا تريــد أن توبخنــي علــى ســوء معاملتــي إلبنهــا‪ ،‬لكنــي فوجئــت باســتقبالها األنيــق واللطيــف وابتســامة رائعــة افترشــت‬ ‫محياهــا زرعــت الطمأنينــة فــي قلبــي‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أخبرتنــي يومهــا أن عيــد ميــاد ابنهــا «بــراق» بعــد أيــام وهــي قــد خطــت لــه كلمــات اغنيــة طلبــت أن نحفظهــا انــا وبقيــة‬ ‫االطفــال لنغينهــا لــه فــي اليــوم الموعــود‪ .‬ثــم جلســت الــى البيانــو وصــارت تعــزف لحنــا وأنــا اردد خلفهــا تلــك الكلمــات ‪.‬‬ ‫الغريــب انهــا كانــت تعلــم بقســوتي تجــاه ابنهــا‪ ،‬لكنهــا لــم تلمــح لهــذا االمــر ابــدا ولــم توبخنــي كمــا ظننــت بــل علــى العكــس‬ ‫فتحــت لنــا انــا وبقيــة األطفــال بيتهــا لنشــارك براقهــا العابــه الكثيــرة والممتعــة‪ .‬كــم كانــت لطيفــة فــي تعاملهــا حنونــة طيبــة‬ ‫القلــب مبتســمة رغــم مســحات الحــزن التــي كانــت تطفــو علــى وجههــا‪ ،‬وكــم اتمنــى اليــوم لــو كنــت كبيــرة فــي ذلــك الوقــت‬ ‫لكنــت رافقتهــا كتلميــذة فــي مدرســتها الشــعرية أتعلــم منهــا أبجديــات القصائــد واســامرها ع ّمــا كانــت تفرشــه مــن حلــو‬ ‫الــكالم علــى الــورق‬



‫وج ٌع في الصحراء‬ ‫عمر شبلي‬

‫يا أختُ من وجع القصائد سوف أرسم‬ ‫أجمل العينيْن في هذا السواد‬ ‫في هذه الصحراء حيث تظ ّل تتسع العيون‬ ‫و تنسج الريح الشمال‬ ‫سجادة الثلج الحزين‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الحداد‬ ‫لكن لماذا‬ ‫شاركت عيناك في هذا ِ‬ ‫ْ‬ ‫احترقت‬ ‫و كما ترين أصابعي‬ ‫و عنقاء القصيدة في الرماد‬ ‫***‬ ‫في الليل أشجار القصائد تشعل األنهار‬ ‫تخض أعمدة اللهيب‬ ‫ثم‬ ‫ُّ‬ ‫و الخارجون من الكهوف المصطفاةِ‬ ‫ْ‬ ‫أغنيات‬ ‫صلون لهيبها في‬ ‫يخ ّ‬ ‫و يجيء من أقصى القرى فقراء‬ ‫ثم يض ِ ّمدون بيوتهم‬ ‫بالشعر و الشجر الجديد‬ ‫و على مساحة حزن ِه تغفو بنفسجةٌ‬ ‫ووجهك ال يغيب‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫يا أختُ ينتظر الغريب‬ ‫ريح الشمال‪ ,‬لعلّها‬ ‫ْ‬ ‫حملت بريدا ً من أحبّته وينتظر الغروب‬ ‫شجر يناديها‬ ‫طير الثلج ال‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وتمر ُ‬ ‫و ال حضن السماء‬ ‫و على الحديد‬ ‫تج ّم ْ‬ ‫دت قطرات قلبك من جديد‬ ‫و تظ ّل تنتظر البريد‬ ‫***‬ ‫هل تدرك الصحرا ُء يوما ً‬ ‫أن صدرك ليس أضيق من فيافيها‬ ‫و ّ‬ ‫أن الموت تحت جناحها بعض الربيع‬ ‫غبار‬ ‫باألمس حدّثني‬ ‫ٌ‬ ‫كان يجمعني على متن الريح‬ ‫أراقب طائرا ً‬ ‫قد كنتُ في صغري‬ ‫ُ‬ ‫بجناحه قمران يرتعشان في أفق الصوير ِة‬ ‫ث َّم أركض حافي القدمي ِْن‬ ‫صوب األمنيات‬ ‫من كان يدرك أن نجما ً أسودا ً‬ ‫سيغوص في هذا الرفات‬ ‫و أصيح يا قمري الحزين‬


‫لتمر على كل البالد‬ ‫َّ‬ ‫ويشارك الجوعى بأعياد الحصاد‬ ‫الطير الذبيحة ثم ينثرها على‬ ‫ويكل ّم‬ ‫َ‬ ‫شجر الحياة‬ ‫ويقال ‪ّ :‬‬ ‫إن حصانَهُ يأتي من الت ِّل البعيد‬ ‫وصهيله يمتد في كل الجهات‬ ‫يرعى الغمام‬ ‫ويجيء أطفال القرى ‪ ,‬ويج ّمعون صهيله‬ ‫في أغنيات‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫أحرز اآليات‬ ‫وأمر وحدي تحت جلدي‬ ‫ّ‬ ‫أقرأ آخر األنهار ْ‬ ‫لكن ال أرى غير السراب‬ ‫ذر ‪ ,‬فأسأله عن الت ّجار‬ ‫مر في وجهي أبو ٍ ّ‬ ‫ويَ ُّ‬ ‫كان يلوك رمالً في العراء‬ ‫ٌ‬ ‫بستان لخيل مح ّم ٍد‬ ‫واألرض‬ ‫ذر ‪ ,‬وسيفُ َك في «غفار»‬ ‫أيجوع مثلُ َك يا أبا ٍ ّ‬ ‫كان الطريقَ لك ّل ت ّجار الجزيرة؟!!‬ ‫كيف تنمو «زبدةٌ» في صدره ؟!‬ ‫ٌ‬ ‫بستان لخيل مح ّم ٍد‬ ‫واألرض‬ ‫***‬ ‫يا أختُ من وجع الجماد‬ ‫جذر ‪ ,‬ومن ح ّمى القصيدة ‪ ,‬وهي تنضح‬ ‫يشقّهُ ٌ‬ ‫في العروق‬ ‫من ذكريات مدين ٍة في لحظ ِة الزلزال ‪ ,‬وهي‬ ‫زمن سحيق‬ ‫تغوص في‬ ‫ٍ‬ ‫من دمع ٍة خرسا َء يحبسها األسير‬ ‫بجفنه عند المغيب‬ ‫سأصوغ إكليالً لمملكتي القديمة‬ ‫آه كيف تقوم من دمها ‪ ,‬وكيف أض ّمدُ األشجار فيها‬ ‫ثم أجثو عند هيكلها الغريق‬ ‫ٌ‬ ‫جاهز‬ ‫أهلي الذين أحبُّهم ماتوا ‪ ,‬وحزني‬ ‫لالنفجار‬ ‫ومساحة التدمير تكبركل يوم تحت جلدي‬ ‫كيف أطرد هذه الصحراء عن وجهي‬ ‫وأدخل في النهار‬ ‫وعيون أطفالي قنادي ٌل ‪,‬‬ ‫ومثل فراش ٍة زرقاء كنت أحوم حول عيونهم‬ ‫ليالً ويشعلني البكاء‬ ‫يا أختُ ‪ ,‬من صدري على « العاصي»‬ ‫نواعير ‪ ,‬وتغترف المدينة من دمائي‬ ‫ٌ‬ ‫ثم يحضرني الغناء‬ ‫***‬ ‫ال تتركيني تحت هذا الليل وحدي‬ ‫ي في‬ ‫إن في الصحراء ساحرة ً تجيء إل ّ‬ ‫جس ٍد ‪ ,‬وتجبرني على أكل التراب‬ ‫وتجيء في دمها وحوش الزمهرير‬


‫ٌ‬ ‫طاعن في الظ ِّل‬ ‫و أن ذلك المخسوف ‪ ,‬وجهي‬ ‫أقدامي بال أثر على رمل الحياة‬ ‫***‬ ‫ّ‬ ‫الموزع في البالد‬ ‫صحرا ُء ‪ ,‬أم د ُم َك‬ ‫وتل ُّم وج َه َك عن ضفاف الرم ِل‬ ‫تدخلك المسافة و الحريق‬ ‫ّ‬ ‫لكن رجلك لم تع ْد كاألمس مألى بالعناد‬ ‫أين الطريق ؟! أصي ُح في رم ٍل يحاذي‬ ‫ذلك الجم َل الصبور ‪ ,‬و كان لي‬ ‫ٌ‬ ‫عنق طويل ‪ ,‬آ ِه يا جمل المحامل‬ ‫كيف ضيّعت الطريق ؟!‬ ‫الرمل أعلى ما يكون وأنت وحدك في الطريق ؟!‬ ‫بجوفك‬ ‫والماء أبعد ما يكون ‪ ,‬وما‬ ‫َ‬ ‫ليس يكفي للوصول إلى غدير الماء‬ ‫يا جمل المحامل ‪ ,‬و النخيل يكاد بنيتُ في‬ ‫يرف على الطريق‬ ‫الضلوع وال‬ ‫ُّ‬ ‫وأصيح يا جسدي القديم أنا المسافر ‪,‬‬ ‫أين همتك العليّةُ ‪ ,‬ثم بنطفئ السؤال‬ ‫األرض لعبتك القديمةُ‬ ‫أين وجهك والزواب ُع‬ ‫ي في دمه‬ ‫أين ذاك الهائم الغجر ُّ‬ ‫تصير األرض أغنيةً‬ ‫وتصبح خيمةً ‪ ,‬أوتادها من عظم ِه‬ ‫ْ‬ ‫الحبال‬ ‫وعروقه المستنفرات هي‬ ‫***‬ ‫إن طفالً آخرا ً‬ ‫ي‪ّ ,‬‬ ‫وتقول أم ّ‬ ‫من ّأول األطوار كان ينطُّ‬ ‫نجم بعيد‬ ‫في صدري ويدعوني إلى ٍ‬ ‫وتقول ‪ :‬إن مجاهل الغابات كانت‬ ‫ي على السرير‬ ‫ال تفارق مقلت ّ‬ ‫وتقول حين أصير مثل المركب النشوان‬ ‫في عرض البحار‬ ‫ال بدّ يوما ً أن يعود‬ ‫***‬ ‫الناس ك ُّل الناس يتّهمون صدرك بالعناد‬ ‫ُ‬ ‫األرض ضيّقةٌ‬ ‫صدر َك ‪ّ :‬‬ ‫إن هذي‬ ‫ويقول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ويتقصها امتداد‬ ‫واللي ُل يقرض غصن صاحبه النهار‬ ‫مومس عذراء‬ ‫في حان ٍة تسقيك فيها‬ ‫ٌ‬ ‫خمرا ً خبّأتها في خوابي العرس مم «قانا الجليل»‬ ‫دم ‪ ,‬وأنا أنام على الطريق‬ ‫يا أختُ من ألف ْي ٍ‬ ‫اسكندر‬ ‫لص ‪ ,‬وال‬ ‫ّيس ‪ ,‬وال ٌّ‬ ‫ما ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مر قد ٌ‬ ‫إالّ وحدّثني عن الخضر العتيق‬ ‫يمر فوق حصانِ ِه‬ ‫وقال سوف ّ‬ ‫ربّان من ماء الحياة‬ ‫ويفض أختام الغيوم بقلب ِه‬ ‫ّ‬


‫سوى نزف القلوب‬ ‫ال تشعلي عينيك في هذا المساء‬ ‫أرجوك ّ‬ ‫إن عيون س ّجاني‬ ‫تالحقني على كل الثقوب‬


‫وعقارب ثلجيةٌ ال تلسع اإلنسان إالّ‬ ‫ٌ‬ ‫في الضمير‬ ‫وتظ ّل تحترق القصيدة ملء عينيها‬ ‫وأجنحةُ الذباب‬ ‫تحتلّني الصحراء من رأسي إلى قدمي‬ ‫وأخالق البعير‬ ‫ال تتركيني تحت هذا الليل وحدي‬ ‫ّ‬ ‫إن في صدري من الواحات ما يكفي‬ ‫لتندية الهجير‬ ‫***‬ ‫حولي الرياح جنود مملك ٍة تحاول أن‬ ‫تردَّ ساحرها الرمال على الوجو ِه ‪,‬‬ ‫ْ‬ ‫شاهت ‪ ,‬وهي تغرق في الرمال‬ ‫يقول‬ ‫ويجيئني وطني فأصرخ بالرجال‬ ‫ال تتركوا جثث السيوف على التراب‬ ‫فإنها ذم ٌم ‪ ,‬وأغماد السيوف‬ ‫ستسأل الجبناء عن أسيافهم‬ ‫وأعود أغرس تحت جلدي نخلةً‬ ‫وأقول يسعفني النخيل‬ ‫***‬ ‫يا ري ُح ‪ ,‬يا كوفيّة الصحراء ‪ .‬يا شفة الدهور‬ ‫ت بنت قواف ٍل وصلت إلى‬ ‫ألس ِ‬ ‫أقصى الحرير‬ ‫أنا سليل سفينة الصحراء ‪ ,‬يا صحراء‬ ‫فاتسعي ‪ ,‬تعالي نمأل األيام في‬ ‫ب ونعبث بالزمان‬ ‫ُ‬ ‫عل ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ي عنانهُ‬ ‫لكن وجه الريح ال يلوي إل ّ‬ ‫هي مثل قلبي فارقت ك َّل الينابيع‬ ‫القديمة ‪ ,‬زهرة األحزان واحدة‬ ‫وهذا الشوك أعمى‬ ‫ليس يدري حين نبكي أنّنا جز ٌء من الدنيا‬ ‫وأنَّا ضائعان‬ ‫وأرف وحدي ‪ ,‬كان قلبي واحةً فشربت منه‬ ‫ّ‬ ‫جف قلبي‬ ‫ثم ل ّما ّ‬ ‫سا ‪ ,‬وهذي الريح أنثى‬ ‫صارت الصحراء لي فر ً‬ ‫غير أنّي كل ّما حاولتُ يخذلني المكان‬ ‫***‬ ‫وتجيء أغنية «البنفسج» ‪ ,‬آه من وجع البنفسج‬ ‫وهو يُسلم عنقه للزمهرير‬ ‫وأقول من يعطي القصيدة‬ ‫وهي تذبحني األمان‬ ‫***‬ ‫يا أختُ ‪ ,‬ينتظر الغريب‬ ‫يفض قصيدة ً‬ ‫ريح الشمال ‪ ,‬وال‬ ‫ّ‬ ‫حتى تصير الريح في دمه حصنًا للهيبْ‬ ‫وجع القصيدة يا أخيّة ليس يشبهه‬



‫الت الارض‬ ‫سعيد الصقالوي‬

‫اىل االْرد ّن يحملني هوايا‬ ‫وتسبقني عىل ثقة خطايا‬ ‫فمن خصب وسمحان ونزوى‬ ‫اىل عجلون والكرك التحايا‬ ‫رصوح عانقت فيها رصوحا‬ ‫ومجد صافح األمجاد آيا‬ ‫ومن عزم ابن مرشد ثابتات‬ ‫اىل عزم ابن أيوب وصايا‬ ‫لنا وطن عروبتنا وأرض‬ ‫لنا األخالق دين ال الرزايا‬ ‫فال نكر يبعرثنا شظايا‬ ‫وال مكر يسرينا رعايا‬ ‫وال فكر يفجرنا ضحايا‬ ‫وال كرب يصفدنا عرايا‬ ‫ولكن صربنا بالله حزما‬ ‫يسخرنا عىل الباغي رسايا‬ ‫لنا االنسان تكرمة معىل‬ ‫فال ِف َر ٌق تفل ُُّسني إخايا‬ ‫ووحدتنا سيوف يف العوادي‬ ‫وقدرتنا الوثوب عىل املنايا‬ ‫تساءلني القصيدة عن عرا ٍر‬ ‫ولكن العرار لظى دمايا‬ ‫تحاورين واسألها عالما‬ ‫فتكشف يل عىل قلق خفايا‬ ‫وتنبئنا الحقيقة وهي ثكىل‬ ‫خيول طامحها تبدو سبايا‬ ‫تناديني مح َبة ام قيس‬ ‫وف الريموك منغرس لوايا‬ ‫ِ‬ ‫فكرب يف قلوب الناس حق‬ ‫تجىل يف مواكبه ‪ ‬عطايا‬ ‫وتنبتني الكرامة من أبا ٍة‬ ‫عزامئها انتصار يف ساميا‬


‫ومن كانت له العليا سامء‬ ‫تقدمت الجبال له مطايا‬ ‫وتعشق كل مكرمة كراما‬ ‫وتكره كل مخزية خزايا‬ ‫وتصعب يف يد الشاين ذلول‬ ‫وتسهل يف يد ألباين الرسايا‬ ‫لنا العقبات تبسطها عزوم‬ ‫وصدق الفعل اجنحة النوايا‬ ‫فيا وطني تناهشُ ك ‪ ‬الخطايا‬ ‫صمودك يطعم العادي باليا‬ ‫َويَا وطني رشوقك مستديم‬ ‫وحقك لن يضيع مع الربايا‬ ‫بالدي يابالدي يا بالديه‬ ‫ترتل حبك الغايل الحنايا‬ ‫ِ‬ ‫وتعصمك الكنائس شامخات‬ ‫ِ‬ ‫وتحرسك املآذن والزوايا‬ ‫ِ‬ ‫وقدسك جمر إميان املصيل‬ ‫ورس الله يكتنز الخبايا‬ ‫وأقصاك املقاوم بالتحدي‬ ‫جالء يشهد الدنيا انتاميا‬ ‫حلفنا مخلصني له وفاء‬ ‫وأقسمنا نظل ِ‬ ‫لك الفدايا‬


‫يقلدها الزمان عىل زمان‬ ‫ويشعلها نجوما يف رجايا‬ ‫ويطلقها عىل التاريخ رسبا‬ ‫يطوف بها عىل الدنيا سجايا‬ ‫انا ابن الدهر هذي االرض أمي‬ ‫رضعت لبانها وبها سنايا‬ ‫تفتح خطو ابراهيم زهرا‬ ‫وموىس ظل معتصام حاميا‬ ‫يسبح يف مرابعها شعيب‬ ‫ومديَن ُه تُ ِ ْد ِي ُن فيه رايا‬ ‫وكم حملت إدوم لها كتابا‬ ‫وكم صاغت مؤاب به حكايا‬ ‫هنا النهر املقدس فيه روح‬ ‫زك ُهدايا‬ ‫تعمد فيه َم ْن ّ‬ ‫يساقيني أذينة كاس عز‬ ‫فيرشق من ضيا البرتا ضحايا‬ ‫وف جرش تجرش كل كرب‬ ‫ِ‬ ‫مخالبه تناهت يف حشايا‬ ‫فأذنت الحجارة مسلامت‬ ‫هياكلها توسدت العضايا‬ ‫دمايئ الشمس تسطع يف يقني‬ ‫وموطنها عيوين والطوايا‬ ‫أشاعت حرفها نورا وحسنى‬ ‫وارشبت املياه ُعال ‪ ‬منايا‬ ‫وطرزت الرتاب بنبض قلبي‬ ‫وأسمعت الليايل من غنايا‬ ‫انا ابن االرض طول الدهر عمري‬ ‫وجودي جلدها وبها ابايا‬ ‫فؤادي سقفها ويدي ذراها‬ ‫وحلمي أفقها ولها مضايا‬ ‫انا ابن املاء كل الناس اهيل‬ ‫وهذي الشمس مرساها مدايا‬ ‫ونفيس طينها ضوء وحب‬ ‫وروحي االرض متنحني قوايا‬ ‫ضمري االرض يربيه تقايا‬ ‫وعني االرض بارصة رؤايا‬



‫فعل ثقايف أخالقي‬ ‫الحضارة ٌ‬ ‫عمر شبيل‬

‫ـر حاولــوا تعريــف الحضــارة‪ ،‬مؤرخــن ومفكريــن ومثقفــن وفالســفة‪ ،‬وكانــوا جميعـاً متقاربــن‬ ‫كُـ ْ ٌ‬ ‫يف تعريــف الحضــارة‪ ،‬وســآخذ رأيــاً جامعــاً‪ ،‬هــو رأي ول ديورانــت صاحــب موســوعة «قصــة‬ ‫الحضــارة»‪ ،‬حيــث يقــول‪« :‬الحضــارة نظــام اجتامعــي يُعــن اإلنســان عــى الزيــادة مــن إنتاجــه‬ ‫الثقــايف‪ ،‬وإمنــا تتألــف الحضــارة مــن عنــارص أربعــة‪ :‬املــوارد االقتصاديــة‪ ،‬والنظــم السياســية‪،‬‬ ‫والتقاليــد الخلقيــة‪ ،‬ومتابعــة العلــوم والفنــون‪ .‬وهــي تبــدأ حيــث ينتهــي االضطـراب والقلــق‪ ،‬ألنــه‬ ‫إذا أ ِمــن اإلنســان مــن الخــوف‪ ،‬تحــررتْ يف نفســه دوافــع التطلــع وعوامــل اإلبــداع واإلنشــاء»‬ ‫قصــة الحضــارة ص ‪ 3‬املجلــد األول‪ .‬ويقــول وليــم هاولــر‪« :‬الحضــارة هــي كل مــا يســاعد اإلنســان‬ ‫عــى تحقيــق إنســانيته»‪ .‬وهــي بهــذا املعنــى الهــادف نتــاج ثقــايف ينطلــق مــن اإلنســان ليعــود‬ ‫إليــه إنجــازا ً فكري ـاً وروحي ـاً ومادي ـاً‪.‬‬ ‫والحضــارة قــد تكــون معرضــة للفنــاء‪« ،‬فــإذا مــا حــدث اضطـراب خطــر يف عواملهــا االقتصاديــة‪،‬‬ ‫أو يف طــرق انتقالهــا مــن جيــل إىل جيــل فقــد يكــون عام ـاً عــى فنائهــاا» نفــس املصــدر‪ .‬وقــد‬ ‫يســتمر عمــر الحضــارة واملدنيــة أكــر بتــوازن عواملهــا وانســجام حركــة التطــور فيهــا‪ ،‬عــى الرغــم‬ ‫مــن تأكيــد الكثرييــن عــى أن للحضــارة عم ـرا ُ ككل ظواهــر الطبيعــة‪ ،‬ولكــن هــذا العمــر يطــول‬ ‫بالفعــل اإلنســاين الواعــي املتطــور‪ ،‬واملســتجيب لحــركات املــادة نفســها‪ ،‬وللنزعــة األخالقيــة التــي‬ ‫هــي أقــوى دعائــم ارتــكاز الحضــارة وضــان من ّوهــا‪.‬‬ ‫أخالقيــة الحضــارة فعــل تراكمــي ملنــع جمودهــا وانهيارهــا‪ ،‬وذو داللــة عميقــة قــول الرســول‬ ‫ـت ألمتـ َم مــكارم األخــاق» يف هــذا الــكالم يعرتف الرســول‬ ‫العريب»محمــد بــن عبــد اللــه»‪« :‬إمنــا بُعثـ ُ‬ ‫بــأ ّن حضــارات كــرى ســبقت ظهــور اإلســام‪ ،‬والالفــت يف هــذا الحديــث أن الحضــارات الســابقة‬ ‫كانــت تقــوم عــى ارتــكاز أخالقــي أقـ ّره الرســول العــريب بقولــه‪« :‬ألمتِّـ َم» ومل يقـ ْـل ألســتحدث أخالقاً‬ ‫جديــدة‪ ،‬هنــاك بنــاء خلقــي مرتاكــم‪ ،‬كان موجــودا ً‪ ،‬حتــى ولــو مل يكــن إســامياً‪ ،‬والحديــث يؤكــد‬ ‫ذلــك‪ .‬وهــذا يعنــي االتــكاء عــى املــوروث األخالقــي والفكــري والفنــي والعلمــي الــذي ال يناقــض‬ ‫التطــور والتجــاوز املســتمر إىل األمــام‪ ،‬والقائــم عــى اإلنجــاز واإللغــاء‪ ،‬إنجــاز املتطــور‪ ،‬وإلغــاء‬ ‫مــا تجاوزتــه الــرورة‪ .‬وبســبب هــذا املعنــى الرتاكمــي املعــريف الناتــج مــن خــرات مفكريــن‬ ‫وعلــاء وفالســفة وأدبــاء ومثقفــن يقــول الفيلســوف «كنــت»‪« :‬إن األمــوات يحكمــون األحيــاء»‬ ‫وهــو يقصــد األمــوات الذيــن قضــوا‪ ،‬وتركــوا وراءهــم أنــوارا ً ســاطعة‪ .‬ورأى كثــر مــن الباحثــن أن‬ ‫املكتبــة «هــي بيــت يعيــش فيــه املــوىت مــع األحيــاء» ألن املكتبــة تحــوي أفــكار مفكريــن يعيشــون‬ ‫يف كتبهــم‪ ،‬ومــا زالــوا أحيــاء‪ ،‬ومل ميوتــوا يــوم ماتــوا‪.‬‬ ‫واألخــاق يف حقيقتهــا هــي نظـ ٌم اجتامعيــة‪ ،‬وقوانــن مســتنبطة من إقرار الــرورة وحتميتهــا التي‬


‫يخلقهــا الواقــع االجتامعــي الســليم املتجــدد‪ ،‬وليــس املفتعــل‪ .‬القانــون يحمــي النظــام‪ ،‬والقانــون‬ ‫ليــس ثابتـاً‪ ،‬ألن الحيــاة نفســها ليســت ثابتــة‪ ،‬وهــو ابــن الحيــاة يف حقيقتــه‪ .‬ولذلــك تغــدو عقوبــة‬ ‫مخالفــي القانــون عمـاً أخالقيـاً‪ ،‬والقانــون يأخــذ صفتــه األخالقيــة مبقــدار مــا يســاعد عــى تنميــة‬ ‫إنســانية اإلنســان‪ .‬واملعرفــة مبعناهــا الحقيقــي ثقافــة وقانــون‪ ،‬والفعــل الجنــي معرفــة حــن‬ ‫تنقــذه هــذه املعرفــة مــن بهيم َّيتــه‪ ،‬وانزالقاتــه التــي تدمــر األرسة‪ ،‬لبنــة البنــاء االجتامعــي األول‪.‬‬ ‫وبعــض القوانــن يتحــول إىل تقاليــد‪ ،‬ومنهــا مــا يكــون ذا أثــر إيجــايب‪ .‬ومنهــا مــا يتحــول إىل عائــق‬ ‫أمــام التطــور‪ .‬وللقوانــن صفــاتٌ بيئيــة‪ ،‬فــا يناســب بيئــة قــد ال يناســب بيئــة أخــرى‪ .‬ولــذا‬ ‫فاألخــاق تصبــح متناســبة مــع الحاجــات املختلفــة للمجتمعــات‪ ،‬يف الجغرافيــة والزمــن‪ .‬ومــا هــو‬ ‫اليــوم رذيلــة رمبــا كان فضيل ـ ًة يوم ـاً مــا‪ .‬واألخــاق يف حقيقتهــا هــي املنفعــة اإليجابيــة للفــرد‬ ‫واملجتمــع عــى الســواء‪ .‬وتفقــد املنفعــة معناهــا األخالقــي حــن تــؤذي‪ ،‬وتُسـتَغل باســم القانــون‪.‬‬ ‫فاملنفعــة مبعناهــا الحقيقــي هــي إنجــاز عــادل للفــرد واملجمــوع تحــت حاميــة القانــون ومراقبتــه‪.‬‬ ‫بهــذا املفهــوم تغــدو الحكومــات تحــت إمــرة القانــون حكـاً‪ ،‬وحــن تخرتقــه بذرائــع كثــرة فإنهــا‬ ‫تفتقــر إىل العنــر األخالقــي الــذي هــي مرشفــة عليــه باســم القانــون‪ ،‬ويصبــح العمــل الســيايس‬ ‫خطـرا ً بســبب شــموليته واتســاع صالحياتــه القانونيــة‪ ,‬يقــول الشــاعر اإلنكليــزي «شــيليل»‪« :‬أكــر‬ ‫ـب يف تاريــخ العــامل هــو فصــل علــم الساســة عــن األخــاق»‪.‬‬ ‫جـ ٍ‬ ‫ـرم ارتُ ِكـ َ‬ ‫وال بــدذ مــن التأكيــد عــى حقيقــة دور الفنــون يف صيانــة األخــاق عــى مســتوى الفــرد والحامعــة‬ ‫يف آن‪ .‬ألن الفنــون أكــر التصاق ـاً وتأث ـرا ً يف النفــس البرشيــة‪ ،‬والقــدرة االنفعاليــة العاليــة التــي‬ ‫متتلكهــا اإلنجــازات الفنيــة تهــب لهــا حضــورا ً مؤث ـرا ً أكــر مــن القانــون أحيان ـاً كثــرة‪ .‬قــد ينــى‬ ‫املــرء نصـاً قانونيـاً‪ ،‬ولكــن هــل هنــاك مــن ال يــردد قــول أحمــد شــوقي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫بقيت فإن ه ُم‬ ‫وإمنا األمم‬ ‫ْ‬ ‫األخالق ما ْ‬ ‫رشعــو العــامل غــر املعــرف بهــم»‪ ،‬ولــذا كان «كونفوشــيوس»‬ ‫وكان شــيليل يقــول‪« :‬الشــعراء ُم ّ‬ ‫ـت أكتــب أغانيهــا» طبعــا‬ ‫الحكيــم الصينــي يقــول‪ « :‬ال يهمنــي مــن يكتــب قوانــن الصــن مــا دمـ ُ‬ ‫كان يــدرك أي أثــر ترتكــه األغنيــة يف النفــس اإلنســانية‪.‬‬ ‫والقــوة تصبــح عدميــة الجــدوى حــن تخلــع األخــاق يف معاركهــا‪ ،‬والتاريــخ مملــوء بأخبــار مــآل‬ ‫القــوة الظاملــة التــي يتحــول نرصهــا إىل هزائــم أخالقيــة‪ ،‬ومــا أرو َع قــول بــدوي الجبــل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫شامئل كالنا‬ ‫ُ‬ ‫لقطاف العال‬

‫نبيل‬ ‫رص ُ‬ ‫رص وغ ٌد ون ٌ‬ ‫ِس فن ٌ‬



‫ ‬

‫وأنا غني ٌ يا معلمتي‬ ‫ح َّد الفقر‪.. .‬‬ ‫محمد حسن دهيني‬

‫ٍ‬ ‫حروف‪ ،‬متســك بأيدينا وتطهونا عىل نار من عجل فنصري وجبة لصغارها‪.‬‬ ‫إ َّن لنا يف هذه الحياة يا صاحبي ثالثة‬ ‫التخل عن أ ّولّها لنقرأ ماتبقى وتطمنئ قلوبنا ‪.‬‬ ‫لآلن مل تستطع ّ‬ ‫ولآلن ورغم كل هذا ال ّد ّق مل تفتح ذراعيها‪ ،‬خشية أن يقع هاللها وتلمع عيوننا‪.‬‬ ‫ولآلن آخرها يك ّرس يف األرض فكرة العبوديّة‬ ‫العرش تحتها‪ .‬يبدو أنّها جائعة !‬ ‫وجلس ُ‬ ‫أشعلت‪ ‬سيجارتها األلف‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لكن فكّر معي! أين نار طباخها ومن سيكون وجبة هذا اليوم‪.‬‬ ‫نادت للطّباخ أحرض يل… رشبة ماء ال أظأم بعدها أبدا ‪...‬‬

‫تقص جناحاتنا برجعيتها ‪.‬وتجعلنا‬ ‫ ‬ ‫يل الحياة ودار دوالبها ‪ ،‬وحطّني يف مدرسة ‪.‬ال يشء أسوء من أن تدخل املدرسة ‪ ،‬هذي التي ّ‬ ‫دارتْ ع ّ‬ ‫أشخاصا عاديني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حامل‬ ‫حملت عكازة عقيل وصعدتُ الفكرة صفًّا صفًّا‪ .‬والبالد هي البالد كل يوم هي يف شغل ‪ ،‬تؤسس للموت أرضً ا وسقفًا‪ . ‬حرض الشّ تاء وكان هواؤه ً‬ ‫ُ‬ ‫محرج ‪.‬‬ ‫الصف ومل يد ِر أنني‬ ‫نلعب ‪ ،‬لقد أجربنا هذا األخ ُري أن َ‬ ‫ما يرعب‪ .‬ونحن ُّ‬ ‫ندخل ّ‬ ‫ٌ‬ ‫جل ه ّمنا كيف ُ‬ ‫القوانني البالية مل ترا ِع َ‬ ‫الحل‬ ‫عرق أيب وال جيب أمي ‪.‬كنت أخاف الدخول إىل الصف‪ .‬خشية أن تسألني معلمتي عن كتايب ‪ .‬كانت الشّ قاوة ّ‬ ‫الوحيد ألهرب من عذاب االسئلة‪ .‬وأطرد خار ًجا‪ .‬فصحيح يا شتاء أنك متطر‪ ،‬لكن ليس بوجهك ماء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬وبدأت‬ ‫أدخلْـتَني املحكمة‪ ‬وأنا مل يتجاوز عمري الخمس سنني وعامني ‪.‬مل أ َر عىل بابها ‪ ،‬العدل أساس امللك إمنا رأيت‪ ،‬الثاين ابتدايئ الشعبة أ‬ ‫املحاكمة‪.‬‬ ‫قال القايض صارخًا يب ‪ :‬أين كتابك ؟‪..‬‬ ‫أحب أنني لست خائفًا ‪.‬‬ ‫مل أكن أملك‪ ‬اإلجابة عن هذا ّ‬ ‫السؤال ‪ ،‬غري أين أجهدت نفيس ألثبت لصديقتي التي ّ‬ ‫فقلت ُ والرباءة‪ .‬تعلو صويت ‪( :‬بس يرجع بابا بجبيل الكتاب)‪.‬‬ ‫ولكن دمع ًة سبقتني كانت الجواب األمثل عىل سؤالها ‪.‬‬ ‫فأسكتت املعلم َة وجعلتْها تقبلني ‪ ،‬ال بأس بقبلة عند الصباح‪.‬‬ ‫أشكال ‪ ،‬لكن ال عليك بهذا وال تشغيل بالك‪. ‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن أوجع القبل يا أمي تلك التي تأيت حرسة وشفقة ‪ ،‬مل‪ .‬يعرفوا أن للقبل‬ ‫طلبت مني أن أنف ّذ واح ًدا فقلت لها حني يعود أيب أصنع ما تشائني فهو فنان‪ .‬مبدع يرسم‪ .‬بريشته وجه‬ ‫ومعلمتي الثانية صاحبة النشاطات‬ ‫ْ‬ ‫الحياة الجديد‪.‬‬ ‫الصفر‪ .‬مل يكن صبو ًرا‪ ‬مبا يكفي لينتظر عودة أيب ‪.‬‬ ‫فـلم يستطع املدير أن مي َّد يده إىل قلبه وينتشل حفنة عاطفة ويضع يل غري ّ‬ ‫بعد كل هذه املهزلة حرض أحد االقارب ليأخذين إىل البيت‪ .‬كانت أسعد لحظات حيايت ‪ ،‬وأنا أف ُّر من بني أيدي هؤالء القتل‪ .‬وأفكر‪ ،‬بالكتاب‬ ‫رسا وجه ًرا‪.‬‬ ‫الذي أحرضه يل أيب (ألُب ّي َض) وجهي أمام صديقتي التي أح ّبها ًّ‬ ‫دخلت ُالبيت كالعادة بكامل شقاويت ركضً ا وزحفًا ‪ ،‬وقف ًزا ورصاخًا ‪.‬وناديت أمي ‪ :‬أين أيب ‪.‬قالت يف غرفته‪ ‬لقد أحرض لك كتابا ستقرأه وتصبح‬ ‫مجته ًدا ‪.‬‬ ‫غي رسيره ‪.‬أصبح أصغر بكثري من الذي تعودت أن اراه فيه‪.‬‬ ‫دخلت الغرفة ‪ ،‬لبستني الدهشة‪ ،‬وجدت أن أيب قد ّ‬ ‫ومل يعد هناك مساحة ألنام بجانبه وأش ّد عىل ذراعه وألعب بذقنه الشقراء ‪.‬حاولت إيقاظه‪ ،‬وأنا أر ّدد أين الكتاب؟ أين الكتاب يا أيب؟‪ ‬لك ّنه مل يستيقظ‬ ‫‪.‬‬ ‫أل ّول مرة أطلب منه شيئا وال يفعله ‪.‬كشفت عنه الغطاء ‪ .‬مل أجد الذراع التي تعودت أن أنام عليها ‪.‬ومل أ َر العني التي تع ّودت أن أكحل عني‬ ‫قلبي بها ‪.‬‬ ‫فقلت له هامسا يف أذنه‪ ‬يا أيب‪ ‬ال أحب مزاحك ‪ ،‬أين كتايب وقلمي؟ لدي نشاط يف الرسم ‪.‬مل يستجب لندايئ ‪.‬‬ ‫أيب يا معلمتي عاد يف رسير صغري عىل قدر حجمه ‪.‬عاد مستشه ًدا ولكن ال تقلقي لقد أحرض يل كتابًا لكن غري الذي تظنني ‪.‬‬ ‫هذا الكتاب هو كتاب حزين‪ ،‬خذيه ‪ ،‬واقرأيه دمع ًة دمعةً‪ ،‬وعلّمي به أصدقايئ أن أيب هو األستاذ االمهر ‪.‬الذي خط‪ ‬الكتاب وهو ال يجيد‬ ‫القراءة‪ ‬والكتابة ‪.‬علميهم أنه احتضنني وهو بال ذراعني ‪ ،‬علميهم أنه نظر ا ّيل بعينيه املغمضتني ‪ .‬علميهم أ ّن أيب مات ليكتب يل بريشته الحمراء ـن‬ ‫الدم الزيك مثن للحرية ومؤسس للفكرة يف أرض الغد‪.‬‬ ‫ال بأس ان تتعلمي انت أيضا يا معلمتي ‪ ،‬وأرجوك أن ترسيل نسخة للمدير ‪.‬عساه يرفعه لرئيس األرض ويوقف هذه الحرب التي تسلبنا‬ ‫األباء ومتنعنا من القيام بواحباتنا املدرسية‪.‬‬




‫ظالل العيون‬

‫مريم باجي‬

‫مــن أكثــر األمــور التــي نركــز عليهــا فــي الوجــه العينــان ألســباب كثيــرة مــن بينهــا أنهمــا تحمــان جاذبيــة‬ ‫كبيـ�رة تجعلنـ�ا نركـ�ز عليهمـ�ا خاصـ�ة إن كانتـ�ا جميلتيـ�ن ‪.‬‬ ‫جمــال العينيــن عنــد الكثيريــن يحــدد بلــون البؤبــؤ أو شــكلهما ‪ ،‬فمــن حيــث لــون البؤبــؤ الغالبيــة تــرى أن‬ ‫ـص الشــكل فإننــا نــرى الكثيريــن‬ ‫العيــون الزرقــاء هــي أجمــل العيــون ثــم تليهــا الرماديــة ‪ ،‬أمــا فيمــا يخـ ُّ‬ ‫ينجذب�وـن للعيوــن المس��حوبة أو الواس��عة ألنهـ�ا تمتلــك جاذبيــة خاصــة و جمــاال ســاحرا خاصــة إن جملناهمــا‬ ‫بالكحـ�ل ‪.‬‬ ‫موضوعــي اليــوم خــاص بالعيــون و بالتحديــد ســأتحدث فيــه عــن ظــال العيــون ‪ ،‬ففــي كثيــر مــن األحيــان‬ ‫نكــون غيــر موفقيــن فيمــا اخترنــاه رغــم أننــا نختــار لون ـا ً يواكــب الموضــة أو مــن مــاركات عالميــة ‪ ،‬و‬ ‫يعـ�ود سـ�بب ذلـ�ك إلـ�ى ‪:‬‬ ‫ أوال ‪ -:‬اختيار ألوان ال تناسب لون بشرتك ‪:‬‬‫يجبــ علي�كـ دائم�اـ اختي�اـر األل��وان الت�يـ تناسـ�ب لوــن بش��رتك فالس��مراء مث�لا عليه��ا أن ال تس�تـعمل ظــا‬ ‫كالرتقأالــي األصفــر الفاقــع ألن هــذه األلــوان ســتظهر عيــوب البشــرة وتظهرهــا بلــون أكثــر قتامــة و تجعــل‬ ‫العيني�نـ بارزتيــن بش��دة ليختف��ي بعده��ا باق��ي تفاصي��ل الوج��ه ‪ ,‬و إن أرادت الســمراء اســتعمال هــذه األلــوان‬ ‫يستحســن جعلهــا دون إكثــار منهــا لتشــغل حيــزا واحــدا ً مــع إضافــة لــون آخــر لظــال العيــون بجانــب هــذه‬ ‫األلـ�وان ‪ ،‬أمـ�ا صاحبـ�ة البشـ�رة البيضـ�اء فليـ�س لديهـ�ا مشـ�كلة مـ�ع ألـ�وان ظـلال العيـ�ون ‪.‬‬ ‫يجدر اإلشارة إلى أن ظالل العيون باللون البني بتدرجاته يناسب السمراوات كثيرا ً ‪.‬‬ ‫ ثانيا ‪ -:‬اختيار ألوان ال تناسب شكل العيون ‪:‬‬‫كمــا نعــرف للعيــون أشــكاالً متعــددة و هنــاك عيــون مــن الخطــأ أن نضــع ظــال العيــون فوقهــا مثــل العيــون‬ ‫الصغيــرة و العيــون اآلســياوية ‪ ،‬مــع العلــم أن هنــاك مــن يســتعمل ظــال العيــون قصــد محاولــة تكبيــر‬ ‫حجمهمــا أو تجميلهمــا و الطريقــة الصحيحــة لوضــع ظــال العيــون للعيــن الصغيــرة هــي وضــع ظــال‬ ‫العيــون باأللــوان القاتمــة فــوق طيــة العيــن ‪ ،‬أمــا العيــون األســياوية فنضــع قليــا مــن ظــال العيــون بلــون‬ ‫قاتـ�م فـ�ي حـ�دود العينيـ�ن و كأننـ�ا نسـ�حبهما لألعلـ�ى ‪.‬‬ ‫باقــي العيــون ليســت لديهــا مشــكلة مــع ظــال العيــون مــن األعلــى ‪ ،‬فقــط يجــب عــدم اســتعمال ظــال‬ ‫العيـ�ون أسـ�فل العيـ�ن فـ�ي العيـ�ون الناعسـ�ة أو الجاحظـ�ة لكـ�ي ال نبـ�رز عيبهمـ�ا ‪.‬‬ ‫ ثالثا ‪ -:‬عدم التنسيق بين ظالل العيون و باقي طلتك ‪:‬‬‫قــد تزيــد ظــال العيــون مــن بشــاعتنا بســبب عــدم تناســقها مــع باقــي الطلــة ‪ ،‬و مــن المستحســن أن يكــون‬ ‫لــون ظــال العيــون مشــابها للــون طــاء األظافــر أو الثــوب أو الحلــي ‪ ،‬البعــض يضيــف حتــى لــون أحمــر‬ ‫الشـ�فاه للموضـ�وع لكنـ�ه ليـ�س ضروريـ�ا ألن لـ�ون أحمـ�ر الشـ�فاه غالبـ�ا مـ�ا يرتبـ�ط بالوجـ�ه كلـ�ه و مـ�ا يناسـ�به ‪.‬‬ ‫كانــت هــذه نصائحــي للقارئــات حــول ظــال العيــون ‪ ،‬و علينــا دائمــا أن ال ننســى أن جمــال الــروح أجمــل‬ ‫مـ�ن المظاهـ�ر ‪.‬‬


‫زمن االهات‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬ ‫الحنين يأخذني‬ ‫الى الماضي البعيد العتيق‬ ‫الى الروح الثكلى‬ ‫والزفرات الملئ باالهات‬ ‫الى االنات والدموع الحرا‬ ‫الى الخضوع والخنوع‬ ‫الى الخداع الى الطعنات‬ ‫الى الضحكة الصفراء‬ ‫التي يختبئ وراءها الف طعنة‪ ‬‬ ‫الف خنجر مسنن مسموم‬ ‫الف كذبة وكذبة مجبولة بالزفرات‬ ‫النوستالجيا‬ ‫تناديني‪ ‬‬ ‫يا نفس اهدأي‪ ‬‬ ‫ما فات قد مات‬ ‫نحن في عالم‪ ‬‬ ‫الزنود السود‪ ‬‬ ‫وفرعونية الذات‬ ‫التي تفتت الرفات‬ ‫نحن في عصر‪ ‬‬ ‫القوة والجبروت‬ ‫وما من صديق في الملمات‬ ‫نحن شيزوفرينيا الحروف الفتات‬




‫الحساسيات المتحفزة هي التي تقتل العادية‬ ‫في اإلنسان‬ ‫عمر شبلي‬

‫‪ 2‬ــ المرحلة األولى من الموت تبدأ بموت الذكريات‪ ،‬وقتها تصبح قاحالً‬ ‫‪ 3‬ــ الغربة الحقيقية هي موت الحلم‬ ‫‪ 4‬ــ مدرسة األمس غيّرها الزمن‪ ،‬ال شبابيك وال أبواب فيها‪ ،‬خلعتها الريح والدهر العنيد‬ ‫‪ 5‬ــ لقد تعلم من الحب كيف ال ينتهي‪ ،‬ومن الحب يتخذ المكان شكل المرأة الحبية‪.‬‬ ‫‪ 6‬ــ وكما أن السمكة في االناء ال تحتاج ثوباً‪ ،‬فقد كان عريه لباسا ً‬ ‫‪ 7‬ــ كان تماما ً كالشجرة التي يسافر عنها النهر ولكنها تعيد إطاءه ينبوعه‪.‬فالشجرة تسرق النهر ولكنا‬ ‫تعطيه معنى أن يكون‪.‬‬ ‫‪ 8‬ــ القرية لم ترحل عنه‪ ،‬ولم تدخل في الغروب حتى ليلها كان نهاراً‪ .‬وكانت تبعث فيه مرسالت خفية‬ ‫ومثيرة‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ كان الصهيل حاجة قصوى أمام جبل الشيخ‪ ،‬وال بد من الصهيل أن يصبح جسدا ً يتسلق‪.‬‬ ‫‪ 10‬ــ «من دون الحب كل الموسيقى ضجيج‪ ،‬كل الرقص جنون‪،‬كل العبادات عبء» جالل الدين‬ ‫الرومي‪.‬‬ ‫‪ 11‬ــ “ ساعاتنا في الحب لخا أجنحة‪ ،‬وفي الفراق لها مخالب” شكسبير‬ ‫‪ 12‬ــ “ما نقوله ال قيمة له بالمقارنة مع ما نشغر به” تولستوي‪.‬‬ ‫‪ 13‬ــ سهولة الوصول تلغي لذة النجاح‪ ،‬والوصول السهل يحمل بذرة الغباء‪.‬‬ ‫‪ 14‬ــ “التصوف ال نعرفه حتى نذوقه” محي الدين بن عربي‪.‬‬ ‫‪ 15‬ــ على الكتاب الحقيقي أن يحرك الجراح‪ ،‬بل عليه أن يتسبب فيها‪ ،‬على الكتاب أن يشكل خطراً”‬ ‫أميل سيوران‪.‬‬ ‫‪ 16‬ــ حين عاد جلجامش إلى اوروك لم يكن معه إال الموت‪.‬‬ ‫‪ 17‬ــ بكورة الشعر آدم يرثي هابيل‪ .‬ومنه ابتدأ الحب والصراع‪.‬‬ ‫‪ 18‬ــ األرض عاشقة شرسة‪ ،‬تقتلنا كي تسترج َع حالتها األنثى‪ .‬تصنع من وحولنا أعضاءها‪ ،‬وتصنع‬ ‫آلهة لنعبدها من لزوجة طينها في دورة ال تبتدئ من شيء وال تنتهي في شيء‪ .‬هي أنثى الرعد تعبير عن‬ ‫شهوتها الخالقة‪ ،‬ويجيء البرق لينقذها من شهواتها الدنيا‪ .‬هي نحن تكتمل حين تستعيدنا لتخرجنا ثانية‪.‬‬ ‫أريج أزهارها لغتها‪ ،‬موتنا حيتها‪ .‬فيا لها من عاشقة شرسة‪.‬‬ ‫‪ 19‬ــ الماء زوج األرض‪ ،‬يغوص في رحمها لتلد مخلوقاتها الغيرى‪ .‬وحلها يتكور خبزا ألوالدها‪.‬‬ ‫‪ 20‬ــ ابنها مصنوع من وحل وسماء‪.‬‬ ‫‪ 21‬ــ أصعب ما في والدة الشعر تحويل المشاعر إلى كلمات‪.‬‬



‫البداية أم النهاية‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬

‫ليتك كنت بطل الرواية‬ ‫لساعدتني في ختم فصول تلك الحكاية‬ ‫لصبية ما عرفت يوما فن الغواية‬ ‫ولكنني جمعت بينك وبين ذاك الماضي‬ ‫خلطت أوراقي وتزاحمت أفكاري‬ ‫صرخت بي فبت عاجزة عن اتخاذ قراري‬ ‫ال مفر أين الهروب‬ ‫تجمعني بك في كل لحظة الدورب‬ ‫جار النهايه والبداية‬ ‫ليتك تخط بالقلم كلمة النهاية‬ ‫فتغادر األحالم‬ ‫قبل الواقع تضيع تتوه في عالم هللا الواسع‬ ‫تنبذ خلفك‬ ‫حقدك‬ ‫وكل عقدك النفسية‬ ‫ي‬ ‫وتعود لتتعرف عل ّ‬ ‫من جديد دون نفع او غاية‬ ‫ليتك بطلي الحقيقي‬ ‫يا صديقي‬ ‫تعال نمزق اإلتفاق‬ ‫نقسم أن ال نعود للفراق‬ ‫ونكتب معا أحداث جديدة‬ ‫لحكاية أليس في بالدها البعيدة‬ ‫من السطر األول أحبك‬ ‫يا مجنون‬ ‫فدمي بدمك مسجون‬ ‫وأنفاسي لك راية‬ ‫يا حلم الواقع اإلنساني‬ ‫أيها الشرق األناني‬

‫لماذا أنت‬ ‫من يحيك لي شيزوفرينيا الحروف‬


‫المقامة الساسانية‬

‫بديع الزمان الهمذاني‬

‫داري‪ِ ،‬إ ْذ َ‬ ‫ساسانَ‬ ‫َح َّدثَنَا ِعيسى ب ُْن ِهش ٍَام قَا َل‪ :‬أ َ َحلَّتْ ِني ِد َم ْشقَ بَ ْع ُ‬ ‫على بَا ِ‬ ‫طل َع َ‬ ‫ْفاري‪ ،‬فَبَ ْينَا أَنَا يَ ْوما ً َ‬ ‫ي ِم ْن بَ ِني َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض أَس ِ‬ ‫علَ َّ‬ ‫صلَ ْوا ْ‬ ‫س ُه ْم‪َ ،‬وت َأَبَّ َ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه ْم َح َجرا ً يَد ُّ​ُق بِ ِه صد َْرهُ‪َ ،‬وفِي ِه ْم زَ ِعي ٌم لَ ُه ْم يَقُو ُل َو ُه ْم‬ ‫ط ك ُّل َو ِ‬ ‫َكتِيبَةٌ قَ ْد لَفُّوا ُرؤ َُو ُ‬ ‫بال َم ْغ َرةِ لَبُو َ‬ ‫سه ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫عو َويُ َجاوبُونَهُ‪ ،‬فَلَ َّما رآني قَالَ‪:‬‬ ‫ي َُرا ِسلونَهُ‪َ ،‬ويْد ُ‬ ‫أ ُ ِري ُد ِم ْن َك َر ِغيفـا ً *** يَ ْعلُو ُخوانا ً ن َِظيفـا‬ ‫أ ُ ِري ًد ِملُحا ً َج ِريشـا ً *** أ ُ ِري ُد بَ ْقالً قَ ِطيفـا ً‬ ‫أ ُ ِري ُد لَحْ ما ً غَريضا ً *** أ ُ ِري ُد َخالً ث َ ِقـيفَـا ً‬ ‫س ْخالً خ َُروفَا‬ ‫أ ُ ِري ُد َجدْيا ً َر ِ‬ ‫ضيعـا ً *** أ ُ ِري ُد َ‬ ‫أُري ُد َما ًء بِـثَـلـج *** يَ ْغشَى ِإنا ًء َ‬ ‫ط ِريفا َ‬

‫ع ْنهُ ن َِـزيفَـا‬ ‫أ ُ ِري ُد َد َّن ُمـــ َد ٍام *** أَقُو ُم َ‬ ‫سا ِقيا ً ُم ْست َ َهـ ّ‬ ‫ب َخ ِفيفَا‬ ‫شـا ً *** علَى القُلُو ِ‬ ‫َو َ‬ ‫َصـيَفـا‬ ‫أ ُ ِري ُد ِم ْن َك قَ ِميصـا ً *** َو ُّجبةً َون ِ‬ ‫ور ال َكنِيفَـا‬ ‫أ ُ ِري ُد نَ ْعالً َكثِـيفـا ً *** بِها أ َ ُز ُ‬ ‫س ْ‬ ‫طالً َو ِليفَـا‬ ‫سى *** أ ُ ِري ُد َ‬ ‫أ ُ ِري ُد ُم ْشطا ً َو ُمو َ‬ ‫ضيفـا‬ ‫ضـيْفـا ً *** لَ ُك ْم َوأ َ ْن َ‬ ‫يَا َحبَّ َذا أَنا َ‬ ‫ت ُم ِ‬ ‫ضيتُ ِمنُ َك بِ َهـذا *** َولَ ْم أ َ ِر ْد أ َ ْن أ َ ِحيفـا ً‬ ‫َر ِ‬ ‫الو ْع ُد ِم ْن بَ ْعدُ‪،‬‬ ‫سنُ ِع ُّد َونَ ْست َ ِعدُّ‪َ ،‬ونَجْ ت َ ِه ُد َون َِجدُّ‪َ ،‬ولَ َك َ‬ ‫سى ب ُْن ِهش ٍَام‪ :‬فَنُ ْلتُهُ د ِْرهَماً‪َ ،‬وقُ ْلتُ لَهُ‪ :‬قَ ْد آ َذ ْنتُ ِبال َّدع َْوةِ َو َ‬ ‫قَا َل ِعي َ‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫ار ِإلى َر ُج ٍل آخ َ​َر َ‬ ‫ظنَ ْنتُ أَنهُ يَ ْلقَاهُ ِب ِمثْ ِل َما لَ ِقيَنِي‪،‬‬ ‫َوهَذا ال ِد ّْر َه ُم ت َ ْذ ِكرة ٌ َمعَ َك‪ ،‬فَ ُخ ِذ ال َم ْنقُو َد‪ ،‬وا ْنت َِظ ِر ال َم ْو ُ‬ ‫عو َد‪ ،‬فَأ َ َخ َذهُ َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫فَقَا َل‪:‬‬ ‫ـن قَـ ّدا ً‬ ‫ص ُ‬ ‫ـاضـالً قَـ ْد ت َـبَـدَّى *** َكأَنَّـهُ الـغُـ ْ‬ ‫يا فَ ِ‬ ‫ْـز َج ْـلـدا ً‬ ‫قَ ِد ا ْشت َهى اللَّحْ مض ِ‬ ‫ض ْر ِسي *** فَاجْ ِل ْدهُ بِال ُخـب ِ‬ ‫ت نَـ ْقـدا ً‬ ‫وامنُ ُ‬ ‫ـن عـلَّـي بِـشَـيءٍ *** واجْ عَ ْلهُ ِل ْل َـو ْقـ ِ‬ ‫أَ ْ‬ ‫عـ ْقـدا‬ ‫ط ِل ْق ِمنَ الـ ِي ِد خَـ ْ‬ ‫صـرا ً *** واحْ لُ ُل ِمنَ ال ِك ِ‬ ‫يس َ‬ ‫ع ْـمـدا ً‬ ‫َـاح َ‬ ‫واضْـ ُمـ ُم يَ َدي َْك ألَجْ ـلـي *** ِإلَى َجـن ِ‬ ‫ـك َ‬

‫ار إِلى أ ُ ِ ّم َمثْواهُ‪َ ،‬و َوقَ ْفتُ ِم ْنهُ‬ ‫ع ِل ْمتُ أ َ َّن ورا َءهُ فَ ْ‬ ‫س ْمعي ِم ْنهُ هَذا ال َكال ُم‪َ ،‬‬ ‫قَا َل َ‬ ‫سى ب ُْن ِهش ٍَام‪ :‬فَلَ َّما فَتَقَ َ‬ ‫عيِ َ‬ ‫ضالً‪ ،‬فَتَبِ ْعتُهُ َ َحتَّى َ‬ ‫ص َ‬ ‫ي‪ ،‬فَنَ َ‬ ‫ْث الَ يَراني وأ َ َراهُ‪َ ،‬وأ َ َما َ‬ ‫بِ َحي ُ‬ ‫الحيلَةُ َو ْي َح َك؟‬ ‫ط ال َّ‬ ‫ظ ْرتُ ِإلي ِه َوقُ ْلتُ ‪َ :‬ما هَذ ِه ِ‬ ‫اإل ْس َك ْن َد ِر ُّ‬ ‫سا َدة ُ لُث ُ َم ُه ْم‪ ،‬فإِ َذا زَ ِعي ُم ُه ْم أَبُو الفَتْحِ ِ‬ ‫فأَنشأ َ يَقُولُ‪:‬‬ ‫هَذا َّ‬ ‫غ ُ‬ ‫ان َم ُ‬ ‫الز َم ُ‬ ‫شـو ُم *** َك َما ت َراهُ َ‬ ‫شـو ُم‬ ‫ْب َولُو ُم‬ ‫عي ٌ‬ ‫ال ُح ْم ًَق ِفي ِه َمـ ِلـي ٌح *** وال ِع ْق ُل َ‬ ‫وال َما ُل َ‬ ‫ْف‪ ،‬ول ِك ْن *** َح ْو َل اللئ َّ ِام يحـو ُم‬ ‫طي ٌ‬




‫وحدك‬ ‫لك‬ ‫ِ‬ ‫عمر شبلي‬

‫ت على الوسادةِ تحضرين‬ ‫ت أن ِ‬ ‫ما دم ِ‬ ‫كأمنيةْ‬ ‫الدرب سالكةٌ‬ ‫فلسوف تعترفين ّ‬ ‫لقلبك‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حجاب‬ ‫ليس يمنعها‬ ‫ٌ‬ ‫أو صالة‬ ‫ويقو ُل قلبُ ِك إن أسئلةَ المسافر ال تموت‬ ‫على الطريق‬ ‫والرمل مهما امت َّد فوق لهيبه‬ ‫عمر السراب‬ ‫ُ‬ ‫شهر آبْ‬ ‫في ِ‬ ‫حلم الخالص من الظما‪،‬‬ ‫فالغيم يبقى وحده َ‬ ‫حلُ َم الخالص من العذاب‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫صدرك الصنَ ُم الذي مازال يعبدهُ‬ ‫ُ‬ ‫غواة ٌ مؤمنون‬ ‫شاق ُ‬ ‫كم قال للعُ ّ‬ ‫طوفوا‬ ‫ّ‬ ‫إن في بعض الطواف‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان وال ِش ْركُ الجميل‬ ‫يتصافح‬ ‫ٌ‬ ‫مؤمن أن الضاللة في الحبيب عبادةٌ‪،‬‬ ‫أنا‬ ‫فلتفتحي لي مسجدا ً‬ ‫في‬ ‫مس الضياء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صدرك الممنوع من ِ ّ‬ ‫ت تعتقدين ّ‬ ‫أن الضو َء يصعقُه الهوى‬ ‫ما زل ِ‬ ‫ودلي ُل قل ِب ِك ما رأى موسى الكليم‬ ‫ُخ ِلقَ الجما ُل لكي نرى ما ال يُرى‬ ‫نسافر فيه‬ ‫ُخ ِلقَ الجما ُل لكي‬ ‫َ‬ ‫للربّ ِ العظيم‬ ‫*****‬ ‫ُم ّري على قلبي مسا ًء‪،‬‬ ‫الظالم‪،‬‬ ‫واغ ِسليه من‬ ‫ِ‬ ‫ت أنثى من ضياء‬ ‫فأن ِ‬ ‫فيك نضارة َ األنثى التي‬ ‫أحببتُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫مألت ترابي بالسماء‬ ‫ال تظلمي الجس َد الحزينَ ‪ ،‬فألف «رابعةٍ»‬ ‫ب‪ ،‬وهي تنظر للسماء‬ ‫ستبقى من ترا ٍ‬ ‫تمر ُد جسمها المقهور فيها‬ ‫لوال ُّ‬ ‫ْ‬ ‫استجارت بالسما ْء‪.‬‬ ‫ما‬ ‫*****‬ ‫ْ‬ ‫عليك‬ ‫يترك‬ ‫عجب لهذا الوجدِ‪ ،‬لم‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫سوى الحسين وكربال ْء‪.‬‬


‫كي أجيبك قبل أن تتساءلي‬ ‫من أين ندخل‪ ،‬والمدينة أغلقت أبوابها‬ ‫وانهار‬ ‫ما زال يغرق في الزحام‪.‬‬ ‫الظالم لكي أراك‬ ‫حاولتُ أن أغري‬ ‫َ‬ ‫بي الضياء ‪.‬‬ ‫فاستب َّد َ‬ ‫فتصوري!! قد يكره المر ُء الضيا َء‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ألنه بوضوحه يلغي الكالم‪،‬‬ ‫وال ير ّد على سؤال‬ ‫الغريب لظلم ٍة‬ ‫القلب‬ ‫ما أحو َج‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫في الليل‬ ‫يخلق ضو َءهُ‬ ‫فالضوء في أرجاء هذا القلب‬ ‫غير الكهرباء‪.‬‬ ‫ال أرتجي‪ ،‬آتي إليك وفي دمي‬ ‫يتجمع الموتى وأبناء الشقاء‬


‫ٌ‬ ‫زمن يهيم على الفرات‬ ‫وليس يُس َمع في النخي ِل سوى‬ ‫س َكينَةٍ»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بكاء « ُ‬ ‫تراكم من بكا ْء‬ ‫والري ُح تنق ُل ما‬ ‫َ‬ ‫وقت للجس ِد المقيم هناك في‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫وجع الحسين سوى العزاء‪.‬‬ ‫*****‬ ‫أهواك يا ابنةَ بَ ْعلَبَ َّك‪ّ ،‬‬ ‫كأن أعمدة َ الهياك ِل‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫علمتْ ِك على مقاوم ِة الفناء‬ ‫ُ‬ ‫ثغر ِك مثلما اشتاق المسي ُح‬ ‫أشتاق َ‬ ‫لخمر ٍة في عرس «قانا»‪،‬‬ ‫مثلما اشتاق الصعو َد إلى السما ْء‬ ‫ُ‬ ‫سه في اللي ِل‬ ‫ثغر ِك‪ ،‬إنما ُح َّرا ُ‬ ‫أشتاق َ‬ ‫أعمدة ُ الهياك ِل ليس تسمح باللقا ْء‬ ‫شفتيك‬ ‫الخمر في‬ ‫“باخوس” صبّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يا ابنةَ‬ ‫ي ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫دن سوف أسرقه‪،‬‬ ‫بعلبك‪ ،‬فأ َّ‬ ‫رحيقك في اإلناء‬ ‫وأسكب من‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وأحتسي ِه كما أشاء‬ ‫سهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫“باخوس” حاو َل أن تكوني كأ َ‬ ‫ضتِ‪ْ ،‬‬ ‫دمك‬ ‫فرف ْ‬ ‫لكن ظ َّل في ِ‬ ‫اشتها ْء‬ ‫*****‬ ‫إلى امرأة‬ ‫ّ‬ ‫وغط ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت حزنها‬ ‫قالت‪،‬‬ ‫حر ِم الهوى‬ ‫ال تحتك ْم للقل ِ‬ ‫ب في َ‬ ‫حاكم‬ ‫فالقلب أقسى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫البشر‬ ‫في ك ِّل تاريخ‬ ‫ْ‬ ‫ق لي شيئا ً أعيش له وال‬ ‫لم يُ ْب ِ‬ ‫حتى أموت ألجل ِه‬ ‫كشهية الموتى إلى خبز الحياة‬ ‫وتؤكد الموت الذي ما زال ينمو بيننا‬ ‫وتقول لي‪:‬‬ ‫سأظ ُّل أجم ُع ما تبقى من حكايا بيننا‪،‬‬ ‫وأعيدُها وتعيدني‪.‬‬ ‫والبو ُح أحيانا ً له شك ُل الحضور‬ ‫ْ‬ ‫وتقو ُل لي‪:‬‬ ‫كنّا تحدّثنا ّ‬ ‫بعز سكوتنا ع ّما يُقالُ‪،‬‬ ‫وال يقالُ‪،‬‬ ‫وكنتُ أدري ّ‬ ‫ب أوس ُع‬ ‫أن ما في القل ِ‬ ‫من مؤامرة الخيال‪.‬‬ ‫ال ب ّد كان من الكالم‪،‬‬ ‫وكنتُ أدري أنني أحتاج صمتا ً‬



‫طرائف ابن الجصاص‬

‫يا حلوين‬ ‫ي محنــة‬ ‫دخــل ابــن الج ّ‬ ‫صــاص علــى ابــن لــه قــد مــات ولــده ‪ ،‬فبكــى‪ ! ‬وقــال‪ :‬كفالــك هللا يــا بنــ ّ‬ ‫هــاروت ومــاروت‪ .‬فقيــل لــه‪ :‬ومــا هــاروت ومــاروت ؟ فقــال‪ :‬لعــن هللا النســيان ‪ ،‬إنمــا أردت يأجــوج‬ ‫ومأجــوج‪ ! ‬قيــل‪ :‬ومــا يأجــوج ومأجــوج ؟ قــال‪ :‬فطالــوت وجالــوت‪ ! ‬قيــل لــه‪ :‬لعلــك تريــد منكــرا ً‬ ‫ونكيــرا ؟ قــال‪ :‬وهللا مــا أردت غيرهمــا‪...‬‬ ‫اشــترى أحــد المغفليــن يومـا ً ســمكا ً ‪ ..‬وقــال ألهلــه‪ :‬اطبخــوه‪ ! ‬ثــم نــام ‪ .‬فــأكل عيالــه الســمك ّ‬ ‫ولطخــوا‬ ‫ي الســمك‪ .‬قالــوا‪ :‬قــد أكلــت‪ .‬قــال‪ :‬ال‪ .‬قالــوا‪ُ :‬‬ ‫شـ ّم‬ ‫يــده بزيتــه‪ .‬فلمــا صحــا مــن نومــه ‪ ..‬قــال‪ :‬قدّمــوا إلـ ّ‬ ‫يــدك‪ ! ‬ففعــل‪ ..‬فقــال‪ :‬صدقتــم ‪ ..‬ولكننــي مــا شــبعت‪.‬‬ ‫وقــف أعرابــي معــوج الفــم أمــام أحــد الــوالة فألقــى عليــه قصيــدة فــي الثنــاء عليــه التماسـا ً لمكافــأة‪,‬‬ ‫ولكــن الوالــي لــم يعطــه شــيئا ً وســأله‪ : ‬مــا بــال فمــك معوج ـاً‪ ,‬فــرد الشــاعر‪ : ‬لعلــه عقوبــة مــن هللا‬ ‫لكثــرة الثنــاء بالباطــل علــى بعــض النــاس ‪.‬‬ ‫كان أحــد األمــراء يصلــي خلــف إمــام يطيــل فــي القــراءة‪ ,‬فنهــره األميــر أمــام النــاس‪ ,‬وقــال لــه‪ : ‬ال‬ ‫تقــرأ فــي الركعــة الواحــدة إال آيــة واحــدة ‪ .‬فصلــى بهــم المغــرب‪ ,‬وبعــد أن قــرأ الفاتحــة قــرأ قولــه‬ ‫تعالــى ( وقالــوا ربنــا إنــا أطعنــا ســادتنا وكبراءنــا فأضلونــا الســبيال )‪ ,‬وبعــد أن قــرأ الفاتحــة فــي‬ ‫الركعــة الثانيــة قــرأ قولــه تعالــى ( ربنــا آتهــم ضعفيــن مــن العــذاب والعنهــم لعنـا ً كبيــرا ) ‪ ,‬فقــال لــه‬ ‫األميــر يــا هــذا‪ : ‬طــول مــا شــئت واقــرأ مــا شــئت‪ ,‬غيــر هاتيــن اآليتيــن ‪.‬‬ ‫جــاء رجــل إلــى الشــعبي – وكان ذا دعابــة – وقــال‪ : ‬إنــي تزوجــت امــرأة ووجدتهــا عرجــاء‪ ,‬فهــل‬ ‫لــي أن أردهــا ؟ فقــال إن كنــت تريــد أن تســابق بهــا فردهــا‪ ! ‬وســأله رجــل‪ :‬إذا أردت أن أســتح ّم فــي‬ ‫نهــر فهــل أجعــل وجهــي تجــاه القبلــة أم عكســها؟ قــال‪ :‬بــل باتجــاه ثيابــك حتــى ال تســرق‪ ! ‬ــــ وســأله‬ ‫حــاج‪ :‬هــل لــي أن أحــك جلــدي وأنــا محــرم ؟ قــال الشــعبي‪ :‬ال حــرج‪ .‬فقــال إلــى متــى أســتطيع حــك‬ ‫جلــدي ؟ فقــال الشــعبي‪ :‬حتــى يبــدو العظــم ‪.‬‬ ‫كان الحجــاج بــن يوســف الثقفــي يســتحم بالخليــج العربــي فأشــرف علــى الغــرق فأنقــذه أحد المســلمين‬ ‫و عندمــا حملــه إلــى البــر قــال لــه الحجــاج‪ : ‬أطلــب مــا تشــاء فطلبــك مجــاب فقــال الرجــل‪ : ‬ومــن‬ ‫أنــت حتــى تجيــب لــي أي طلــب ؟ قــال‪ :‬أنــا الحجــاج الثقفــى قــال لــه‪ : ‬طلبــي الوحيــد أننــي ســألتك‬ ‫بــاهلل أن ال تخبــر أحــدا ً أننــي أنقذتــك ‪.‬‬ ‫كان رجــل فــي دار بأجــرة و كان خشــب الســقف قديمـا ً باليـا ً فــكان يتفرقــع كثيــرا ً فلمــا جــاء صاحــب‬ ‫الــدار يطالبــه األجــرة قــال لــه‪ : ‬أصلــح هــذا الســقف فإنــه يتفرقــع قــال‪ :‬ال تخــاف و ال بــأس عليــك‬ ‫فإنــه يســبح هللا فقــال لــه‪ : ‬أخشــى أن تدركــه الخشــية فيســجد‬ ‫‪.‬‬


‫ال تقتلوا زرقةَ البحر فتُقتَلوا‬

‫أ فاطمة حجازي‬ ‫ّ‬ ‫ي» ‪ ،‬والجمال مبتغى النّفوس ‪،‬‬ ‫الطبيعة كنز الوجود ‪ ،‬والمياه ّ‬ ‫سر الموجود « وجعلنا من الماء ك َّل شيء ح ّ‬ ‫بتنوع مظاهره الجغرافيّة ‪ .‬إنّه أيقونة ال ّ‬ ‫شرق ‪ .‬إنّه ألشبه بمنظوم ٍة موسيقيّ ٍة متكاملة‬ ‫ولبنان بلد الخلود ‪ّ ،‬‬ ‫فلم أيتها األيدي ّ‬ ‫الظالمة تغتالين روح الوجود ؟!‬ ‫العناصر ‪َ ...‬‬ ‫سط ‪ .‬غطا ٌء أزرق يمت ّد على م ّد النّظر ‪،‬‬ ‫مع إشراقة القرص الذّهبي ‪ ،‬اقتادنا الحلم إلى شاطئ البحر المتو ّ‬ ‫براقة ‪ ،‬تغازل ضياء ال ّ‬ ‫شمس ‪ ،‬وتحوك معها‬ ‫ابتدا ًء من حبّات الجوهر األصفر ‪ ،‬النّائمة على كتف المياه ‪ّ ،‬‬ ‫الرمال نحيبًا ‪،‬‬ ‫ق ّ‬ ‫صة الكرة الملتهبة التي سيبتلعها البحر عند المغيب ‪ ...‬ولكن في ذلك اليوم ‪ ،‬كان غزل ّ‬ ‫وضياء ال ّ‬ ‫ستر معلنًا عن الجريمة ‪ ،‬باحثًا عن الفاعلين ‪ .‬كأنّه يسأل من اعتدى على‬ ‫عارا ‪ ،‬يكشف ال ّ‬ ‫شمس ً‬ ‫الرمل ‪ ،‬وأبكت عين ال ّ‬ ‫حرمة حبيب ال ّ‬ ‫شمس ‪ ،‬وأثارت غضب البحر‬ ‫آثارا قبيحة ‪ ،‬ألهبت نار ّ‬ ‫شمس ‪ ،‬مخلّفًا ً‬ ‫أقذار وأوراق ‪ ،‬معلّبات ‪ ،‬كراتين ‪ ،‬معادن وأخشاب ‪...‬هنا وهناك أكوا ٌم أكوام تناثرت‬ ‫أكياس وأكياس ‪،‬‬ ‫!‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫وانتشرت ‪ ،‬وبعنفٍ اقتحمت عباب األزرق متغلغلة في األعماق ‪ ،‬لتصل إلى األسماك ‪ ،‬إلى النباتات ‪ ،‬إلى‬ ‫قعر المياه ‪ .‬ولكن هدر الجبّار ‪ ،‬غضب وثار ‪ ،‬ونفض من بطنه زائرا ً فتّاكا ً ‪ ،‬هاج البحر ‪ ،‬وقذف الموج‬ ‫الملوثات ‪ .‬وكانت الكارثة ‪ ،‬فقد طرد من دخل باألمس ‪ ،‬ولكنّه اصطحب مع ثورته‬ ‫عاليًا ليطرد تلك‬ ‫ّ‬ ‫سط ‪...‬‬ ‫ذلك الجبل‬ ‫الروائح الكريهة ‪ ،‬وع ّم الت ّ ّلوث شاطئ المتو ّ‬ ‫المكوم من مخلّفات اآلدميّة اآلثمة‪ .‬فانتشرت ّ‬ ‫ّ‬ ‫سموم بحرفة ومهارة ‪ .‬وهذا ّ‬ ‫الزرع ينمو ويكبر‬ ‫شريرة ‪ ،‬غرست بذار ال ّ‬ ‫الت ّ ّلوث مرض العصر ‪ ،‬سبّبته ي ٌد ّ‬ ‫غرس الت ّ ّلوث‪ ،‬وبدأ يحمل عنوان‬ ‫‪ ،‬واليوم هو دا ٌء خطير ‪ ،‬يزحف بجنوده نحو الغارسين ‪ ،‬قات ٌل جبّار ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الربو ‪ ،‬الحساسيّة‬ ‫مرض ق ّهار ‪ ،‬اسمه على المسامع إعصار ‪ ،‬من أمثاله ‪ :‬ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫والرئوي ) ‪ّ ،‬‬ ‫سرطان (الجلدي ّ‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫الطفح الجلدي ‪ ...‬فالمخاطر كثيرة ‪ ،‬وص ّحة اإلنسان هي الثّمن ‪ ،‬فاألمراض تنتشر ‪ ،‬والجراثيم‬ ‫والميكروبات ستغتال العالم ‪ .‬أ ّما المخلوقات البحريّة ‪ ،‬التي هي غذاء مفيد لإلنسان ‪ ،‬ستكون سبب داء لمن‬ ‫يأكلها ‪...‬‬ ‫الرياح ‪ .‬فالهواء النقي بات ً‬ ‫غازا سا ًّما ‪ ،‬ونسيم البحر‬ ‫أ ّما البيئة ‪ ،‬فواحسرتاه على جنّ ٍة تصبح هشي ًما تذروه ّ‬ ‫اشمئزازا وكر ًها ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ً‬ ‫أكوام‬ ‫شاطئ الذي كان يحفل بالنّاس أصبح يشكو الوحدة ‪ ،‬ويطلب النّجدة من‬ ‫صار‬ ‫ٍ‬ ‫ق إلى منبوذ ‪...‬‬ ‫فاسدة ‪ ،‬طغت على بهائه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحولته من معشو ٍ‬ ‫زيوت قذرة ‪ ،‬وأقال ٌم طاغية ّ‬ ‫فجمال البيئة صار لوحةً ّ‬ ‫ٌ‬ ‫خطت لوحا ٍ‬ ‫ست في طيّاتها‬ ‫خطتها‬ ‫ت عمرانيّة ‪ ،‬د ّ‬ ‫أفاعي تتلوى بقلب إسفلت داكن ‪ ،‬لتخفي محتواها ‪ ،‬وأرسلته إلى البحر ليكب السموم في المياه الزرقاء‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫قذرا ‪...‬‬ ‫ا‬ ‫ث‬ ‫ملو‬ ‫عكرا‬ ‫المياه‬ ‫لون‬ ‫ليصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫الصافية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي أي مجتكع ‪ .‬ففي‬ ‫إن للنظافة أهميّة كبرى في الحياة االجتماعيّة ‪ ،‬فتتمركز في طليعة األولويّات لرق ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحق ك ّل فر ٍد يعتدي على البيئة ‪ ،‬مهما كانت اإلساءة التي يسبّبها‬ ‫الدول الغربيّة وضعت قوانين صارمة‬ ‫ٌ‬ ‫عنوان حضاري ‪ ،‬ودليل وعي وثقافة عند الشعوب ‪ .‬عدا عن أمن المحافظة على البيئة تش ّكل‬ ‫‪ .‬فالنظافة‬ ‫ً‬ ‫ب سياحي ‪ .‬فحبّذا مجتم ٌع‬ ‫عامل مه ًما في تنشيط القطاع الخدماتي في أي بلد ‪ .‬وأي ً‬ ‫ضا إنها تش ّكل عامل جذ ٍ‬ ‫وتطوره ملحوظ ‪...‬‬ ‫عنوانه النّظافة ‪ ،‬فرقيّه أكيد ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأخيرا ‪ ،‬فالحياة نعمةٌ إلهيّة ‪ ،‬فتم ّهل أيّها الباغي ‪ ،‬واحرص على حياتك ‪ .‬هل ّم إلزالة الغرس المميت قبل‬ ‫ً‬ ‫والت ساعةَ مندم ‪...‬‬ ‫أن ينشر سمومه عليك ‪،‬‬ ‫َ‬




‫من سيهبك غزالة ميينة‬

‫لطيفة حرباوي‬ ‫‪ ‬‬

‫مبناسبة املسك مل نأخذ نصيبنا من هذا الكوكب كنا نعطر املسافات امللبدة بالغموض يف غمرة االحتضار‬ ‫اه ميينــة كــم مــن الالوقــت يلزمنــا لنجتــاز اختبــار مــوت اللغــة ‪ ‬رمبــا يســتطيع مــوالي أن ميتعنــا هــذا املســاء بــوالدة جديــدة يــده املكســورة لــن تعــزف‬ ‫شــيئا ‪ ‬بعــد أن دس األغــاين يف فــم قيثــاره املبحــوح لكنــه يحــاول دامئــا أن يســرد غزالتــه ولــو بعــد حنني‪ ‬‬ ‫يحاول دامئا أن يلطخ الزجاج بالكلامت ‪ ‬ويطرز قلبه بالثقوب قلبه الذي صار غرباال يترسب منه ماء الذاكرة‬ ‫عمي مالك كيف يكش ‪ ‬الحلم ‪ ‬يف غمرة التيه والغرق ‪ ‬وأنت تراقب حرسة البوح ‪ ‬بأكرث من ندبة يف الروح‪ ‬‬ ‫‪ ‬وأنت تواجه قبح الحقيقة بصدر مرشع عىل حرستيه الوطن الذي كنت تكتبه مل يعد يشبه غزالتك‪ ‬‬ ‫‪ ‬هل يجب علينا أن نتشبه بخيال الفكرة الجامثة عىل وعينا لنكون عني الصدق التى ال تنام التى ال تخطئ فريسة الرؤية‬ ‫مازلــت ألهــث ‪ ‬وراء الظــال الخفيــة ألكتشــف كــم كنــت غبيــة وأنــا أتصفــح نبــي يف عمــق النــص واتزيــن للحظــة مل أمتلكهــا يومــا وأنــا أتفلســف‬ ‫كــا تشــاء الرواية‪ ‬‬ ‫ميينة ليست بخري أليس كذلك‬ ‫ينبغي أن مير ألف عام ألنجو‪ ‬‬ ‫وأعيد صياغة التاريخ وأنا أحيص كم من األحياء يخفي يف جيبه األحياء الذين ال يخافون اللص وميشون بني القبور حفاة من الذ نب‪ ‬‬ ‫بحاجــة أحيانــا اىل الغبــار ألراجــع القديــم املرتاكــم عــى عتبــات البحــث ‪ ‬وأنــا أنفــض ريــب الحفــر يف املســكوت عنــه كان عمــي مالــك يبــي يف جــوف‬ ‫اللحظــات التــي مل ميتلكهــا مل يحصــل عليهــا ليبنــي زمنــه الواعــي ‪ ‬ال أحــد كان يفهمــه مثلــك‬ ‫ال أحد خذله مثلك رمبا الخوف حرمك من الجهر بالقادم‪ ‬‬ ‫الوطن الذي تقدم يف الخرف لن ‪ ‬يبادلك املسك ‪ ‬مازال ينتظر غزالته التى مل تخرج من ‪ ‬الرواية‪ ‬‬ ‫يف زاوية من السجن أسمعه يهمس لك موالي يؤمن بأن الحرية بحاجة اىل حرية‪ ‬‬ ‫ال متويت من أجل هذه اللحظة‬ ‫أولئك الذين ينامون يف كل مكان‬ ‫عىل األرض الجزائرية‬ ‫أنصتي وأنا أناديك‬ ‫تذكري‬ ‫عندما كنت أج ُّر جثتي يف املنفى‬ ‫عندها انت عيناي تريانك دون أن تلتقيا بعينيك‬ ‫وإذ كنت أفتح صحيفتي قبل أن أفتض خطابايت‬ ‫إذ مل أعد أقدر مدى رقة الورود‬ ‫إذ كنت أتغنى من بعيد باألغنية التي يسمعونها‬ ‫إذ مل يكن قلبي هناك حينام يتغنى قلبك يب‬ ‫أنصتي و أنا أناديك‬ ‫وتذكري‬ ‫أنني قد لقيت معهم مويت‪...‬‬


‫قصة ليلى الناعطية‪//‬‬ ‫كتاب البخالء للجاحظ‬ ‫وأما ليلى الناعطية‪ ،‬صاحبة الغالية‪ ،‬فإنها ما زالت ترقع قميصا ً لها وتلبسه‪،‬‬ ‫حتى صار القميص الرقاع‪ ،‬وذهب القميص األول‪ .‬ورفت كساءها ولبسته‪ ،‬حتى صارت‬ ‫ال تلبس إال الرفو‪ ،‬وذهب جميع الكساء‪ .‬وسمعت قول الشاعر‪:‬‬ ‫البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبه فاستبدل‬ ‫فقالت‪ :‬إني إذا الخرقاء! أنا وهللا أحوص الفتق‪ ،‬وأرقع الخرق وخرق الخرق!‬ ‫ومضيت أنا وأبو إسحاق النظام وعمرو بن نهيوي‪ ،‬نريد الحديث في الجبان‪ ،‬ولنتناظر في‬ ‫شيء من الكالم‪ .‬فمررنا بمجلس وليد القرشي‪ ،‬وكان على طريقنا‪ .‬فلما رآنا تمشى معنا‬ ‫فلما جاوزنا الخندق جلسنا في فناء حائطه‪ .‬وله ظل شديد السواد‪ ،‬بارد ناعم‪ .‬وذلك‬ ‫لثخن الساتر‪ ،‬واكتناز األجزاء‪ ،‬ولبعد مسقط الشمس من أصل حائطه‪ .‬فطال بنا‬ ‫الحديث‪ ،‬فجرينا في ضروب من الكالم‪ .‬فما شعرنا إال والنهار قد انتصف‪ ،‬ونحن في يوم‬ ‫قائظ‪.‬‬ ‫فلما صرنا في الرجوع‪ ،‬ووجدت مس الشمس وقعها على الرأس‪ ،‬أيقنت بالبرسام‪ .‬فقلت‬ ‫ألبي إسحاق‪ ،‬والوليد إلى جنبي يسمع كالمي‪ :‬الباطنة منا بعيدة‪ ،‬وهذا يوم منكر‪ ،‬ونحن في‬ ‫ساعة تذيب كل شيء‪ .‬والرأي أن نميل إلى منزل الوليد‪ ،‬فنقيل فيه‪ ،‬ونأكل ما حضر‪ ،‬فإنه‬ ‫يوم تخفيف‪ .‬فإذا أبردنا تفرقنا‪ ،‬وإال فهو الموت ليس دونه شيء‪.‬‬ ‫قال الوليد رافعا ً صوته‪ :‬أما على هذا الوجه الذي أنكرته علينا ‪ -‬رحمك هللا؟ هل ها‬ ‫هنا إال الحاجة والضرورة؟‬ ‫قال‪ :‬إنك أخرجته مخرج الهزء‪ .‬وقلت‪ :‬وكيف أخرجه مخرج الهزء وحياتي في يدك‪ ،‬مع‬ ‫معرفتي بك؟ فغضب‪ ،‬ونتر يده من أيدينا‪ ،‬وفارقنا‪ .‬وال وهللا ما اعتذر إلينا مما ركبنا به‬ ‫إلى الساعة‪ .‬ولم أر من يجعل األسى حجة في المنع إال هو‪ ،‬وإال من أبي مازن إلى جبل‬ ‫الغمر‪.‬‬ ‫وكان جبل خرج ليالً من موضع كان فيه‪ ،‬فخاف الطائف‪ ،‬ولم يأمن المستقفي‪ ،‬فقال‪ :‬لو‬ ‫دققت الباب على أبي مازن‪ ،‬فبت عنده في أدنى بيت‪ ،‬أو في دهليزه‪ ،‬ولم ألزمه من مؤنتي‬ ‫شيئاً‪ .‬حتى إذا انصدع عمود الصبح‪ ،‬خرجت في أوائل المدلجين‪ .‬فدق عليه الباب دق‬ ‫واثق‪ ،‬ودق مدل‪ ،‬ودق من يخاف أن يدركه الطائف‪ ،‬أو يقفوه المستقفي‪ ،‬وفي قلبه عز‬ ‫الكفاية‪ ،‬والثقة بإسقاط المؤنة‪.‬‬ ‫فلم يشك أبو مازن أنه دق صاحب هدية‪ .‬فنزل سريعاً‪ .‬فلما فتح الباب وبصر بجبل‪،‬‬ ‫بصر بملك الموت!فلما رآه جبل واجماً‪ ،‬ال يحير كلمة‪ ،‬قال له‪ :‬إني خفت معرة الطائف‪،‬‬ ‫وعجلة المستقفي‪ ،‬فملت إليك ألبيت عندك‪ .‬فتساكر أبو مازن‪ ،‬وأراه أن وجومه إنما كان‬ ‫بسبب السكر‪ .‬فخلع جوارحه‪ ،‬وخبل لسانه‪ ،‬وقال‪ :‬سكران وهللا‪ ،‬أنا وهللا سكران!‬ ‫قال له جبل‪ :‬كن كيف شئت‪ .‬نحن في أيام الفصل‪ ،‬ال شتاء وال صيف‪ .‬ولست أحتاج إلى‬ ‫سطح‪ ،‬فأغم عيالك بالحر‪ ،‬ولست أحتاج إلى لحاف‪ ،‬فأكلفك أن تؤثرني بالدثار‪ .‬وأنا كما‬ ‫ترى ثمل من الشراب‪ ،‬شبعان من الطعام‪ .‬ومن منزل فالن خرجت‪ ،‬وهو أخصب الناس‬ ‫دخالً‪ .‬وإنما أريد أن تدعني أغفي في دهليزك إغفاءة واحدة‪ ،‬ثم أقوم في أوائل المبكرين‪.‬‬ ‫قال أبو مازن‪ ،‬وأرخى عينيه وفكيه ولسانه‪ ،‬ثم قال‪ :‬سكران وهللا! أنا سكران! ال وهللا‬ ‫ما أعقل أين أنا! وهللا إن أفهم ما تقول! ثم أغلق الباب في وجهه‪ ،‬ودخل ال يشك أن عذره‬ ‫قد وضح‪ ،‬وأنه قد ألطف النظر‪ ،‬حتى وقع على هذه الحيلة!‬




‫صباح‬ ‫بانتظار ال ّ‬

‫باسلة زعيتر‬ ‫أحضرت حقيبة حزنها‪،‬بعثرت دفاتر العتمة المستبيحة حرمةَ‬ ‫سر هذا‬ ‫روحها‪،‬قلّبت صفحاتها‪ ،‬وشرعت تبحث بين كلماتها عن ّ‬ ‫الغموض الّذي يعتريها‪...‬فتاه فكرها ما بين صمت وصمت‪...‬‬ ‫الطويل وتساءلت‪:‬متى أستفيق من إغماءة ّ‬ ‫قرأت سيرة ليلها ّ‬ ‫الظلمة؟أما‬ ‫صبح شروق وللنّور ابتهال؟تراءى لها العمر خارطة ضياع مرصود‬ ‫لل ّ‬ ‫ضجر القاتل‪...‬‬ ‫وال ّدروب مقفرة ّإل من عواء ال ّ‬ ‫ي ٍ يعبر مخيّلتها‬ ‫إسترسل القلق بين جوانبها‪،‬فإذا بوجه طفول ّ‬ ‫المتعبة‪،‬أسرعت تتلقّف األثر‪،‬رأت الكون ً‬ ‫صغيرا‬ ‫طفل‬ ‫ً‬ ‫نحوه‪،‬كورته في‬ ‫ينوح‪،‬يموء‪،‬ويمضغ الجرح قوتًا‪،‬ركضت‬ ‫ّ‬ ‫حضنها‪،‬وجلست تهدهد أحالمه البريئة‪،‬تداعب شعره األملس‪،‬وتطبع‬ ‫على ك ّل وجنة قبلةً محترقةً‪...‬‬ ‫فجأة أصابها الذّعر‪،‬تل ّمست يديها‪،‬تلفّتت حولها فلم تجد ّ‬ ‫الطفل‪...‬‬ ‫صفحات وتقرأ منتظرة‬ ‫أدركت أنّها تض ّم الفراغ‪ ...‬وعادت تقلّب ال ّ‬ ‫صباح‪...‬‬ ‫حلول ال ّ‬



‫ما تَبَقَّى لنا‬ ‫د‪.‬عمر شبلي‬ ‫ْ‬ ‫الوطن‬ ‫عيناك أجم ُل ما تبقَّى من تفاصي ِل‬ ‫ِ‬ ‫آوي المسا َء إليْهما‬ ‫خرجتُ من الشتا ْء‬ ‫س أنّي قد‬ ‫ْ‬ ‫فأ ُ ِح ُّ‬ ‫س أنّي صرتُ‬ ‫أقرب للسما ْء‬ ‫وأ ُ ِح ُّ‬ ‫َ‬ ‫ت خلي َج أحزاني‬ ‫ت أن ِ‬ ‫ما دم ِ‬ ‫سفُ ْن‬ ‫فلن يَ ْسطي َع مو ُج‬ ‫البحر عرقلةَ ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫مرة ً‬ ‫قد ضاع وج ُه ِك ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مرحلة‬ ‫وضاعت‬ ‫منّي‬ ‫فعرفتُ أنّي قد أضعتُ مدينةً‬ ‫معروشةً‬ ‫بالياسمين وبالنسا ْء‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫وعرفتُ ّ‬ ‫المشكلة‬ ‫الحب كان‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫*****‬ ‫ْ‬ ‫أمام جرحٍ صامتين‬ ‫إن كان حبّا ً أن نظ َّل َ‬ ‫فعالم يعذِلنا الذين تج َّمعوا‬ ‫َ‬ ‫الجدار‬ ‫خلف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لو ّ‬ ‫أن ما قد ظ َّل من وطني‬ ‫مجر ُد صخرةٍ‬ ‫َّ‬ ‫وركا ُم ْ‬ ‫طين‬ ‫أرض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َلوج ْدتُهُ في أ ّ‬ ‫يِ‬ ‫ُ‬ ‫آخر‬ ‫إنما‬ ‫لبنان شيي ٌء ٌ‬ ‫يصير ثوبُ ِك‬ ‫ت حينَ‬ ‫هو أن ِ‬ ‫ُ‬ ‫الربيع‬ ‫عنجر في‬ ‫ز ْه َر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قبر أ ّمي حين يُج ِب ُرني المسا ُء‬ ‫هو ُ‬ ‫على البكا ْء‬ ‫هو ذلك الجب ُل الذي‬ ‫ضعُهُ‬ ‫صار نَ ْه َد‬ ‫قد‬ ‫ِ‬ ‫األرض تر َ‬ ‫َ‬ ‫النجو ُم من السما ْء‬ ‫الغيم ْ‬ ‫يضيع‬ ‫لكن لن‬ ‫ويضي ُع حينا ً في جبا ِل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫عينيك است َ ِم ّري بالسنا‬ ‫هو دف ُء‬ ‫ِ‬ ‫الصقيع‬ ‫إنّي أموتُ من‬ ‫ْ‬ ‫*****‬ ‫سمرا ُء‪ ،‬هل تتَذ َّكرين؟‬ ‫خام ِك‬ ‫ب الخلو َد على ُر ِ‬ ‫أنا الذي س َك َ‬ ‫ْ‬ ‫سنين‬ ‫من‬ ‫ٌ‬ ‫عينيك ال يعني سوى‬ ‫وطن بال‬ ‫ِ‬


‫أنا لم ْ‬ ‫خلف بابْ‬ ‫أزل متل ِبّسا ً بهوى القصيدةِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ما زال‬ ‫يخفق في الضلوعِ وال يقو ُل أنا السرابْ‬ ‫وتراهنينَ على دمي؟‬ ‫مستعار‬ ‫أنا من أحب َِّك دونَ أقنع ٍة ووج ٍه‬ ‫ْ‬ ‫وتحاولين بال شكا ٍة‬ ‫أن يكونَ الموتُ حلوا ً حين تت َّ ِس ُخ الحياة‬ ‫ُ‬ ‫المسروق أ َّخ َر عودتي هذي السنين‬ ‫منديلُ ِك‬ ‫عيونك قصةَ الحلُ ِم الذي‬ ‫أعرف من‬ ‫ولسوف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫النهار‬ ‫ْ‬ ‫قتلوهُ في َو َ‬ ‫ضحِ‬


‫ْ‬ ‫وطين‬ ‫حجر‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫عنا‬ ‫إن ظ َّل شي ٌء‬ ‫يستحق دمو َ‬ ‫ْ‬ ‫الوطن‬ ‫فهو‬ ‫تهب‬ ‫ما عا ّد في صدري ريا ٌح كي َّ‬ ‫الموانئ من جدي ْد‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫قرب جرحي مرة ً‬ ‫انتظرت ُ ِك‬ ‫وأنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يص ِل البري ْد‬ ‫أخرى‪ ،‬ولم ِ‬ ‫ت وال البري ْد‬ ‫فعالم ال تأتين أن ِ‬ ‫َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت َدوالينا‬ ‫إنّا عر ْفنا بعدما يَ ِب َ‬ ‫سرها‬ ‫ف َّ‬ ‫تنز ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫معاناة َ الخوابي و ْه َ‬ ‫ْ‬ ‫البدن‬ ‫غير الروحِ يدركُ ما يُعاني ِه‬ ‫ال شي َء َ‬ ‫ت خلي َج أحزاني‬ ‫ت أن ِ‬ ‫ما دم ِ‬ ‫سفُ ْن‬ ‫فلن يَ ْسطي َع مو ُج‬ ‫البحر عرقلةَ ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫*****‬ ‫نار‬ ‫غير ْ‬ ‫أنا موق ٌد من ِ‬ ‫انكسرنا فجأة ً‬ ‫المساء إذا‬ ‫ماذا يظ ُّل من‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫وعلى الحكايا‬ ‫أس َد َل الصمتُ‬ ‫الستار؟‬ ‫ْ‬ ‫همومه ْم‬ ‫وتج َّم َع الفقرا ُء حو َل‬ ‫ِ‬ ‫ال يجرؤونَ على الحديث عن البعي ْد‬ ‫ويحار طف ٌل هل سيحم ُل صورة ً للمعتدي‬ ‫ُ‬ ‫أو للفقي ْد‬ ‫تدرينَ كم كنّا صغارا ً‬ ‫أجبرنا‬ ‫حينَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرغيف على النزوحِ‬ ‫ْ‬ ‫الوطن‬ ‫عن‬ ‫وأمام «ت ِّل‬ ‫أقسمنا بأنّا‬ ‫الخضر»‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫سوف نرج ُع حين يرتح ُل‬ ‫الجرا ُد عن البال ْد‬ ‫الحزن أحم ُل في دمي‬ ‫ذاك‬ ‫أنا يا أ ُ َخيَّةُ منذُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫السنين‬ ‫ِم ْنديلَ ِك المنسو َج من تعب‬ ‫يا أختُ ما ُ‬ ‫شأن الصباحِ بنا ونحن‬ ‫َّ‬ ‫موزعونَ على الهموم‬ ‫ْ‬ ‫الزمان‬ ‫نصلب الؤيا على باب‬ ‫يوم‬ ‫ُ‬ ‫في ك ِّل ٍ‬ ‫ع للدنيا ويمنعنا الحيا ُء من البكاء‬ ‫ونجو ُ‬ ‫*****‬ ‫الحزن في عيْني ِْك‬ ‫ذاك‬ ‫من أج ِل َ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّج ْلتُ‬ ‫الدمار‬ ‫ُ‬



‫حدس ‪ ‬‬

‫زينب فايز راضي‪ ‬‬ ‫مساء قبل طلوع الفجر‬ ‫أنهكني طول الليل‬ ‫ومعاني االنحناء‬ ‫وكنت أشقى في البحث‬ ‫في جدول أحالمي‬ ‫ومحنة أيامي‬ ‫عن شعاع‬ ‫ينهي صراعي‬ ‫مع دفة التيه‬ ‫شعاع نبذ القناع‬ ‫واستمسك بالعروة‬ ‫وسواد القمة‬ ‫واستحال سهما عابرا ً القطاع‬ ‫مربتا على كتف المدى‬ ‫أن استفيق‬ ‫وصلنا الى المنحنى‬ ‫ونجونا اذ سمعنا‬ ‫صهيل خيل صديق‬ ‫ونشيد‬


‫" هوية املرء أخالقه‪ ،‬فإذا ُفقدت أصبح‬ ‫املرء من دون هوية"‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‪//‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.