يا حلوين
.2
l o V
8 1 0
2
t us
g
Au
ِ لك وحدك عمر شبيل
الفوائد الصح ّية للصالة والتأمل د.حسن فرحات
شيزوفرينيا املوسيقى د.هويدا رشيف
ظالل العيون مريم باجي
حد الفقر ... غني يا معلمتي َّ وأنا ٌ محمد حسن دهيني
ا ملحتو يا ت
ظالل العيون مريم باجي
وجع يف الصحراء الفوائد الصح ّية للصالة والتأمل ٌ رئيس التحرير /د.حسن فرحات زمن االهات عمر شبيل
ثورة إحياء القيم د.هويدا رشيف
شيزوفرينيا املوسيقى د.هويدا رشيف ليتني كنت كبرية حني التقيتك هيام الرشع
د.هويدا رشيف
الت االرض سعيد الصقالوي
فعل ثقايف أخالقي الحضارة ٌ عمر شبيل
الحساسيات املتحفزة ه تقتل العادية يف اإلنسا عمر شبيل
البداية أم النهاية غني يا معلمتي ح َّد الفقر وأنا ٌ د.هويدا رشيف محمد حسن دهيني
بانتظار الصباح باسلة شبيل ما تبقى لنا عمر شبيل
من سيهبك غزالة ميينة لطيفة حرباوي
قصة ليىل الناعطية كتاب البخالء للجاحظ
حدس زينب فايز رايض All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar North African Corespondent: Meriem Badji Photographer: Hamouda Ben Jerad Editorial: Reyad Al Dellamy
املقامة الساسانية بديع الزمان الهمذاين ِ لك وحدك عمر شبيل
هي التي ان طرائف ابن الجصاص يا حلوين
ال تقتلوا زرقة البحر فتُقتَلوا أ فاطمة حجازي
الفوائد الصحيّة للصالة والتأمل د .حسن فرحات
ي ِ من أجل تحسين صحة اإلنسان .فإنهما يأتيان من التقاليد التأمل والصالة وسائل تستعمل في الطلب التكميل ّ الدينيّة والروحيّة .فالمعهد الوطني للصحة ( ,)INHوالموقع الصحي( ,)webMedيعلنان أن الناس الذين يمارسون الصالة والتأمل يتمتعون بفوائد بدنيّة وعقليّة كبيرةّ . إن الصالط تستخدم ألغراض متنوعة كالعثور على القوة الداخليّة أوطلب المساعدة من قوة عليا .لقد أظهر التأمل زيادة في هدوء وتحسين االسترخاء النفسي ،والتعامل مع المرض ،وتعزيز الصحة والرفاهيّة .تجدر اإلشارة الى أنّه على الرغم من وجود فوائد للصالة والتأمل ،فإنّهما ال تحالن مكان المعالجة التقليدية. • فوائد واستعمال الصالة والتأمل: لقد أظهرت الدراسات فوائد الصالة والتأمل عند استخدامهما خالل العالج العادي .يبدو ّ أن للصالة أثارا ً صحيّة إيجابيّة ،على الرغم من ّ أن معظم الدراسات لم تكن حاسمة .أما الباحثين فإنّهم غير متأكدين من التغييرات الجسديّة التي تحدث للجسد من جراء التأمل ،وأي من األمراض التي من الممكن أن تظر عليها اآلثار اإليجابيّة . بعض من فوائد الصالة والتأمل: -١انخفاض ظغط الدم -٢الشعور بالسالم الداخل ّ يِ -٣زيادة العمر -٤انخفاض أعراض اإلكتئاب -٥التخفيف من القلق واإلجهاد واأللم -٦مساعدة األرق واألعراض البدنيٌة التي ترافق أمراض مزمنة مثل أمراض القلب ومرض اإليدز( )HIV والسرطان... غالبا ً ما يُعتقد أن الصالة والتأمل تخصان ال ُمتدينين فقط .ولكن هناك فئة غير متدينّة وجدت أنهما يجلبان شعورا ً بالقوة الداخليّة « يجب التأكيد على ّ أن الصالة ،تكون مفيدة عند استخدامها إلى جانب العالج ،ويجب على الطبيب دائما اللجوء إليها.التأمل يساعد األشخاص على التركيز في االنتباء ويصبحون على بينة من ي ،والتوازن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة عقالنيّة .ك ُّل هذا يؤدي إلى حالة من الهدوء واالسترخاء البدن ّ يِ. النفس ّ وفي نهاية كلمتي ،أو ُّد أن أشير إلى اآلتي ،فالبرغم من الفائدة التي تجلبهما الصالة والتأمل ال ينبغي ي ِ ومع مجموعات الدعم كنهج كام ٍل استخدهما بدال من الدواء لعالج األمراض ،بل تستخدمان مع العالج الطب ّ لالنتعاش.
خالصــة الخالصــات إننــا لنجــد أن الكائــن البشــري يخبــئ فــي جعبتــه هــذه القيــم ،والخــروج مــن هــذه االزمــة المطبقــة ،ملخــص فــي قولــه تعالــى» ان هللا ال يغيّــر مــا بقــوم حتــى يغيــروا مــا بأنفســهم «(الرعد.)11وبالتالــي االمــر بأيدينــا بأيــدي الشــعوب بأيــدي الحــكام والمحكوميــن بأيــدي ضمائرنــا مــن خــال إشــاعة األخــاق الحســنة بيننــا وفــي اســرنا وأعمالنــا ومدارســنا وجامعاتنــا وال بــد مــن ابتــكار كل الوســائل وســلوك كل ســبيل يــؤدي الــى تغييــر األخــاق الســقيمة الــى اخــاق ســليمة ،ومهمــا كانــت الخســائر فــإن المكاســب والفوائــد ال تقــدر بثمــن وإلــى أمثالكــم يرتهــن اللبيــب ويتشــوف األديــب.
ثورة إحياء القيم د.هويدا شريف
إن المتأمــل فــي العصــور القديمة،يالحــظ أمــرا ً عجيبــا ً هــو أن أكثــر النــاس لــم يكــن لديهــم ديــن ينظــم حياتهــم ،لكــن كان لديهــم منظومــة مــن مــكارم األخــاق كالصــدق واألمانــة والوفــاء والكــرم والنجــدة وغيرهــا ،وقــد توارثهــا كابــرا ً عــن كابـ ٍـر حتــى غــدت ثقافــة تتوارثهــا األجيــال وتعتـ ّ ـز بهــا وينتقصــون مــن ال يقيمهــا بــل يعيّــرون مــن ال يلتــزم بهــا ، وبالمقارنــة مــع عصرنــا ،وخاصــة عنــد بعــض المجتمعــات العربيــة نــرى أنــه قــد انعــدم عنــد الكثيــر أمــران ،فــا ديــن يلتزمــون بــه فيرجعــون إليــه وال قيــم وأخــاق تحكمهــم حتــى يســتطيع النــاس التعايــش باإلعتمــاد عليهــا . وقــد داهــم األمــة العربيــة خطــر كبيــر وشــر مســتطير وهــو انهيــار منظومــة األخــاق التــي دعــت لهــا االديــان وقررتهــا الفطــر الســليمة حتــى عنــد األمــم والشــعوب الجاهليــة ،فظهــر شــر ذلــك علــى ك ّل المســتويات واســتفحلت وتعمقــت حتــى صــارت أزمــة حقيقيــة تعانــي منهــا األمــة وهــذه األزمــة المتمثلــة باألزمــة األخالقيــة التــي يعرفهــا البعــض بأنهــا النقــص الحــاد فــي عامــل مــن العوامــل ممــا يــؤدي الــى نتائــج مدمــرة ،تهــدد القيــم العليــا واألهــداف الســامية للمجتمــع وكل ذلــك يعــود ألســباب عديــدة منهــا جهــل األمــة بدينهــا ،النّاشــئ والقائــم عــن غيــاب أو تغييــب دور العلمــاء عــن توجيــه األمــة فتســلط علــى قرارهــا ومقدراتهــا الجهلــة ،فــا هــم أداروا شــؤون الحيــاة بالمنهــج الســليم الــذي ارتضــاه هللا تعالــى للبشــرية وال ساســوها علــى االقــل بمنهــج الفطــرة الســوية فــي مراعــاة االداب المرعيــة واألخــاق العامــة فضلّــوا وأضلّــوا... ونــرى أيضــا مــن ناحيــة أخــرى ،أن الكثيريــن قــد أشــادوا وتحدثــوا عــن ريــاح التغييــر فــي زمــن عســير فتوســمت الشــعوب العربيــة خيــرا ً بعدمــا أقــرت قوانيــن جديــدة وتعــد أســمى القوانيــن مــن مبــدأ أن القانــون هــو مــن يعبــر عــن ســيادة األمــة ولــو أن الدســاتير لــم يتحقــق معهــا مبتغــى اإلصــاح المنشــود بســبب الفراغــات القانونيــة والتماطــل فــي تنزيــل مقتضياتــه أو خروجــه عــن روحــه األساســية فــي بعــض االحيان،فاليــوم اتضــح جليّ ـا ً ضــرورة مراجعــة هــذه الدســاتير واصــاح مــا يمكــن اصالحــه طبعــا بعــد تقييــم المرحلــة الســابقة ،وبعــد هــذا كلــه أجمــع الجميــع بفشــل المنظومــة التعليميــة معتبــرا ً أن هــذا الفشــل ســيكون لــه تبعيــات جــد ســلبية لمــا للنظــام التعليمــي مــن أثــر علــى بنــاء جيــل كامــل .وبعــد هــذا اإلقــرار ووضــع اإلصبــع علــى مواطــن الضعــف والخطــر ،أصبحنــا نعيــش تــردّي فــي قيــم المجتمــع ســواء فــي تعاملهــم اليومــي أو عالقتهــم مــع باقــي األفــراد والمؤسســات وهــو مــا يــدق ناقــوس الخطــر وينبغــي إنقــاذ ســفينة الوطــن للمحافظــة علــى المواطنيــة التــي يجــب ان يتمتــع بهــا كل مواطــن فــي وطنــه وبالتالــي عنــد غــرق الســفينة ال نبحــث عــن الفاعــل ب�لـ يتّح��د الجميــع إلنق��اذ ال��ركاب وهــو مــا تحتاجــه اليــوم فعــا رغــم اإلختالفــات السياســية األيديولوجيــة والفكريــة بيــن مختلــف موازيــن القــوى فــي المجتمعــات العربيــة وكل ذلــك بســبب أزمــة القيــم واألخــاق التــي يعيشــها ويتعايشــها أبنــاء المجتمــع فيمــا بينهــم ،إذ الســبب يعــود الــى األســرة قبــل المدرســة والدولــة قبــل أن تكــون البيئــة أو يكــون المحيط.فعلــى ســبيل المثــال ،األســر ال تربــي أبناءهــا علــى قيــم الحداثــة وتقبــل االخــر والطمــوح الدائــم واحتــرام االخر،بــل تربيهــم علــى تصــور واحــد وهــو الدراســة مقابــل الوظيفــة ،أمــا الشــخصيّة فهــي ليســت مهمــة ،إن المهــم واالهــم هــو المســتقبل فــي قالبــه المــادي وليــس الثقافــي والفكري.فالحضــارات بنيــت باألخــاق والقيــم وانهــارت باالغــال واالنحــراف كبــاد االندلــس وغيرهــا فتذكــرت قــول الشــاعر : مما يزهدني في أرض اندلس القاب مملكة في غير موضعها
أسماء معتمد فيها معتضد كالهر يحكي انتفاضا ً جولة األسد
شيزوفرينيا الموسيقى د.هويدا شريف
ـروح وتنيــر األرواح وهــي مالذنــا العاطفــي الموس��يقى هـ�ي أجمــل هدايــا الســماء للبشــرية الهائمــة فــي الظــام ،تنقّــي الـ ّ والهدوئــي ،فبإمكاننــا ّ الزحــف الــى مــا بيــن النغمــات وثنــي ظهرنــا علــى الوحــدة ،بــل هــي زهــرة تنمــو فــي القلــب والــروح ،تزهــر فــي االفــكار ورائحــة الحيــاة ،تدفّــق فــي عروقهــا لتبـ ّ ـث نغمــة التعاطــي مــع االخريــن ،فهــي مــن ناحيــة تعطيــك المج��ال لته��رب م��ن الحي��اة ومش��قاتها وم��ن ناحي��ة أخ��رى لتفه��م ه��ذه الحي��اة بش��كلها االعم��ق ليع��م الس�لام ف��ي داخل��ك. فهــي تمثــل مســرحية حياتــك الخالــدة المؤقتــة فــي الوجــود الفانــي ،ولعلنــي أقــول أن الموســيقى هــي أعجوبــة بحــد ذاتهــا ومقامهــا يكمــن مــا بيــن الفكــر والعالــم الظاهــر ،أجــل إنهــا وســيط مشــع بيــن العقــل والمــادة ،تقتــرن بهمــا وتختلــف عنهمــا فــي ان معـا ً .هــي روحيــة لكــن يحتاجهــا االيقــاع وماديــة لكنهــا غيــر مقيــدة بمــكان أو زمــان. يقــال أن الموســيقى ...هــي فــن مؤلــف مــن االصــوات والســكون عبــر فتــرة زمنيــة ويعتقــد العلمــاء بــأن كلمــة الموســيقى يونانيــة االصــل ...فقــد كانــت تعنــي ســابقا الفنــون عمومــا حتــى أصبحــت فيمــا بعــد تطلــق علــى لغــة األلحــان فقط...وقــد عرفــت لفظــة موســيقى بأنهــا فــن األلحــان وهــي صناعــة يبحــث فيهــا عــن تنظيــم األنغــام والعالقــات فيمــا بينهــا وعــن اإليقاعــات وأوزانهــا... لقــد عرفــت الموســيقى فــي أهميتهــا وأثرهــا البالــغ فــي العديــد مــن نواحــي الحيــاة ،إن كان المــادي أو النفســي ،فالذبذبــات الموســيقية تعمــل علــى الجهــاز العصبــي وتقــوم بتخديــر الخاليــا العصبيــة ممــا يبعــث علــى الشــعور باإلســترخاء والقضــاء علــى مســببات األلــم ،فعنــد ســماعها يعمــل الجســد علــى المضــادات الطبيعيــة التــي تقـ ّـوي الجهــاز المناعــي وتســاعده علــى التغلــب علــى ال ـدّاء عــن طريــق تمكيــن الدّمــاغ مــن إفــراز مــادة تســمى األندروفيــن التــي تقــوم علــى تخفيــض الكثافــة المرتكــزة فــي الدمــاغ وبالتالــي تقلــل مــن الشــعور باأللــم. وناهيــك عــن أنهــا تعبّــر عــن عواطــف اإلنســان التــي ال يســتطيع التعبيــر عنهــا بالكلمــات ،فهــي امتــداد لرغبتــه الطبيعيــة فــي التعبيــر عــن ذاتــه كســمفونية بتهوفــن الثالثــة التــي قــام بهــا بالــرد علــى أطمــاع نابليــون بونابــرت بتيــار صــارخ مــن األنغــام ،تعبــر عــن عواطــف البشــرية فــي طلــب الحريــة ورفضهــا للظلــم والحــرب والدمــاء. مــن هنــا نــرى ان الموســيقى واكتشــاف اهميتهــا لــم يكــن وليــد العصــور الحديثــة ،فقــد تمكنــت الحضــارات القديمــة فــي كل مــن اليونــان ومصــر والصيــن والهنــد مــن الوصــول الــى ســحر واثــر الموســيقى علــى اإلنســان لنجدهــم قــد قامــوا باســتخدامها فــي طقوســهم الدينيــة كوســيلة للســمو والوصــول عــن طريقهــا الــى درجــة الشــفافية ،فهــي مــراة تتجلــى فيهــا مدنيــات الشــعوب وحضارتهــا،وإن التاريــخ ليجلــي عــن تلــك الحقيقــة فيكشــف لنــا عــن صــور عقليــات الشــعوب المختلفــة وتبايــن طــرق تفكيرهــا فــي الموســيقى باختــاف العصــور .فالمصريــون فــي المماليــك القديمــة يعدونهــا احد العلــوم االربعة المقدســة ويحيطونهــا واهلهــا بــكل انــواع االحتــرام وكذلــك قدمــاء الصيــن يعتقــدون بوثيــق ارتبــاط الموســيقى بحيــاة الدولــة وان كل مــا يصيــب المملكــة كان مــن خيــر أو شــر مرجعــه الموســيقى ونظرياتهــا ،وأمــا فــي اليابــان فالمجتمــع يهتــم بالموســيقى اهتمامـا ً كبيــرا ً فمثـاً كان ســفير اليابــان عنــد تقديــم أوراق اعتمــاده فــي المملكــة المعيــن فيهــا فــي الخــارج ال يتكلــم ،بــل يغنــي لحنـا ً خاصـا ً يســمى «النوتــة الدبلوماســية» وفــي الهنــد يعتبرونهــا هبــة مــن االلهــة وقــد أضافــت كتابــات أفالط��ون وغي��ره مــن الفالســفة “أن الموســيقى هــي االســاس الــذي تبنــى عليــه تربيــة الطفــل وتقويــم الدولــة”.
وكذلــك عنــد المتصــوف فلهــا وضــع أكثــر تعمقــا وعلــوا إذ جــاء فــي كتــاب «الســماع الروحــي فــي التقليــد الصوفــي» بــأن االســتماع الــى الموســيقى يصــل االنســان الــى حالــة النشــوة الروحيــة ،وجــاء علــى لســان «كوتــزي ايركونــر» وهــو المعــروف بأنــه أحــد عمالقــة المؤلفيــن الموســيقيين الصوفييــن فــي العصــر الحديــث ،أن الموســيقى الصوفيــة هــي المنبــع الــذي يســتقي منهــا الصوفــي إلهامــه . ويبقــى أن نشــير إلــى أن الموســيقى قــد أدخلــت فــي قائمــة البرامــج العالجيــة فــي العديــد مــن المستشــفيات الخاصــة باألطفــال إذ تعمــل علــى تهدئتهــم وربمــا جــاءت الفكــرة مــن عــادات األمهــات اللواتــي يقمــن بالغنــاء ألبنائهــم قبــل النــوم وتبقــى أيضــا عالج ـا ً فعــاالً للمرضــى المصابيــن بالســرطان وبعــض األمــراض األخــرى. مــن هنــا نجــد أن الموســيقى لــم تعــد فنًــا يقصــد بــه مجــرد اللهــو والتطريــب بــل أصبحــت جــزءا ً مــن ثقافــة المجتمــع ودعائــم المدنيــة الحديثــة ،فهــي جانــب مهــم مــن حيــاة التلميــذ فــي المدرســة وجــزء مــن حيــاة المنــزل وشــطر ال غنــى عنهــا فــي الحيــاة العامــة . ختامـا ً ال بـ ّد مــن القــول ،أن الموســيقى كالــروح ال تعــرف إال األزل ،واألزل صفــة الــه ال يمــوت ،وموســيقى اإللــه فــي صــدى تعيــد فقــد الســنين لتســقي بمطالعهــا بــذور األمــل حنينــا ،تهمــس فــي أواخرهــا لمســتمعيها ابقــى حيّـا ً فالحيــاة فنــاء ال ّ لــك. وليبقــى الســؤال ؟هــل للموســيقى دور فــي حيــاة المصابيــن بشــيزوفرينيا؟أم تبقــى ابنــة المالمــح الصامتــة ووليــدة المشــاعر الكاشــفة عــن نفســية اإلنســان الواعــي لحقيقــة ما.وهــي التــي تطــرق أبــواب المشــاعر وتنبــه الذاكــرة وهــي لغــة لــكل مــن الفهــم والفكــر كمــا قــال جبــران خليــل جبــران؟
“ليتني كنت كبيرة حين التقيتك” هيام الشرع
خــال إطالعــي صدفــة علــى مقــال ،تنــاول حيــاة الشــاعرة المرحومــة «نــازك المالئكــة» حضرنــي ســيل جــارف مــن الحنيــن لســنوات الطفولــة الرائعــة ،بــكل مــا اكتنفهــا مــن شــقاوة ومــرح ،ثــم تذكــرت موقفــا حــدث بينــي وبيــن هــذه الســيدة العظيمــة ،بقــي عالقــا فــي ذهنــي حتــى اليــوم كنــت فــي صغــري أتصــرف أحيانــا تصرفــات مــن غيــر قصــد اثيــر فيهــا غيــظ والدتــي ،كإصــراري علــى إتمــام واجباتــي المدرســية بعــد عودتــي للبيــت مباشــرة قبــل تنــاول الغــذاء وقبــل تغييــر مالبســي ،فــي ســبيل اإلســراع للخــروج مــن البيــت واللعــب مــع أطفــال الحــي .كنــت أحــرص علــى أال تفوتنــي أوقــات اللعــب والمــرح معهــم ،والتــي كنــا نقضيهــا فــي التســابق بدراجاتنــا الهوائيــة ،نالحــق الفراشــات الملونــة ،نلعــب التوكــي او الغميضــة ،نتبــارى فــي تســلق أشــجار النخيــل ونصطــاد الجــراد الكبيــر والخنافــس والدبابيــر واحيانــا نخــوض فــي األحــواض المائيــة الخاصــة بكليــة العلــوم التابعــة لجامعــة البصــرة فــي التنومــة إلصطيــاد الســاحف والضفــادع واألســماك الصغيــرة ،اذ كانــت دور األســاتذة مالصقــة للحــرم الجامعــي تفصــل بينهمــا بوابــة مفتوحــة علــى الدوام.كــم كنــا نســتمتع باللعــب حتــى بعــد مغيــب الشــمس لــم نكــن نخشــى الظــام وال اي أمــر آخــر. ذات مســاء لحقنــي كلــب ســائب ضخــم وأنــا اتجــول خــارج الحي علــى دراجتــي الهوائيــة ،ال ادري من أين ظهــر !..وألول مــرة طــرق الخــوف قلبــي ،لكنــي بعــد لحظــات اكتشــفت انــه اختارنــي كصديقــة لــه ،وصــار ال يفارقنــي إال حيــن أدخــل بيتنا.بعــد مــدة بلــغ أســماعنا ّ ـض صديقــة والدتــي الشــاعرة المرحومــة « نــازك المالئكــة» التــي أن كلب ـا ً ســائبا ً قــد عـ ّ كانــت دارهــا محاذيــة لدارنــا ،فقامــت القيامــة ولــم تقعــد اال حيــن بــادرت بلديــة التنومــة بحملــة تســميم ،قتلــت فيهــا جميــع الــكالب الســائبة التــي كانــت تتجــول فــي حينــا وخارجــه ،وبالطبــع كان كلبــي أحــد ضحايــا اإلنتقــام .بكيــت كثيــرا وأنــا أرقبــه يلفــظ أنفاســه األخيــرة ،غضبــت أشــد الغضــب مــن جارتنــا ،فكنــت افــرغ جــام حزنــي وغضبــي فــي ابنهــا الوحيــد «بــراق» اضربــه بشــدة وأمنعــه مــن اللعــب معنا.حيــن طلبــت الســيدة «نــازك» مــن والــدي أن يرســلني لبيتهــا ،ظننــت أنهــا تريــد أن توبخنــي علــى ســوء معاملتــي إلبنهــا ،لكنــي فوجئــت باســتقبالها األنيــق واللطيــف وابتســامة رائعــة افترشــت محياهــا زرعــت الطمأنينــة فــي قلبــي. . أخبرتنــي يومهــا أن عيــد ميــاد ابنهــا «بــراق» بعــد أيــام وهــي قــد خطــت لــه كلمــات اغنيــة طلبــت أن نحفظهــا انــا وبقيــة االطفــال لنغينهــا لــه فــي اليــوم الموعــود .ثــم جلســت الــى البيانــو وصــارت تعــزف لحنــا وأنــا اردد خلفهــا تلــك الكلمــات . الغريــب انهــا كانــت تعلــم بقســوتي تجــاه ابنهــا ،لكنهــا لــم تلمــح لهــذا االمــر ابــدا ولــم توبخنــي كمــا ظننــت بــل علــى العكــس فتحــت لنــا انــا وبقيــة األطفــال بيتهــا لنشــارك براقهــا العابــه الكثيــرة والممتعــة .كــم كانــت لطيفــة فــي تعاملهــا حنونــة طيبــة القلــب مبتســمة رغــم مســحات الحــزن التــي كانــت تطفــو علــى وجههــا ،وكــم اتمنــى اليــوم لــو كنــت كبيــرة فــي ذلــك الوقــت لكنــت رافقتهــا كتلميــذة فــي مدرســتها الشــعرية أتعلــم منهــا أبجديــات القصائــد واســامرها ع ّمــا كانــت تفرشــه مــن حلــو الــكالم علــى الــورق
وج ٌع في الصحراء عمر شبلي
يا أختُ من وجع القصائد سوف أرسم أجمل العينيْن في هذا السواد في هذه الصحراء حيث تظ ّل تتسع العيون و تنسج الريح الشمال سجادة الثلج الحزين ْ ْ الحداد لكن لماذا شاركت عيناك في هذا ِ ْ احترقت و كما ترين أصابعي و عنقاء القصيدة في الرماد *** في الليل أشجار القصائد تشعل األنهار تخض أعمدة اللهيب ثم ُّ و الخارجون من الكهوف المصطفاةِ ْ أغنيات صلون لهيبها في يخ ّ و يجيء من أقصى القرى فقراء ثم يض ِ ّمدون بيوتهم بالشعر و الشجر الجديد و على مساحة حزن ِه تغفو بنفسجةٌ ووجهك ال يغيب ِ *** يا أختُ ينتظر الغريب ريح الشمال ,لعلّها ْ حملت بريدا ً من أحبّته وينتظر الغروب شجر يناديها طير الثلج ال ّ ٌ وتمر ُ و ال حضن السماء و على الحديد تج ّم ْ دت قطرات قلبك من جديد و تظ ّل تنتظر البريد *** هل تدرك الصحرا ُء يوما ً أن صدرك ليس أضيق من فيافيها و ّ أن الموت تحت جناحها بعض الربيع غبار باألمس حدّثني ٌ كان يجمعني على متن الريح أراقب طائرا ً قد كنتُ في صغري ُ بجناحه قمران يرتعشان في أفق الصوير ِة ث َّم أركض حافي القدمي ِْن صوب األمنيات من كان يدرك أن نجما ً أسودا ً سيغوص في هذا الرفات و أصيح يا قمري الحزين
لتمر على كل البالد َّ ويشارك الجوعى بأعياد الحصاد الطير الذبيحة ثم ينثرها على ويكل ّم َ شجر الحياة ويقال ّ : إن حصانَهُ يأتي من الت ِّل البعيد وصهيله يمتد في كل الجهات يرعى الغمام ويجيء أطفال القرى ,ويج ّمعون صهيله في أغنيات *** ُ أحرز اآليات وأمر وحدي تحت جلدي ّ أقرأ آخر األنهار ْ لكن ال أرى غير السراب ذر ,فأسأله عن الت ّجار مر في وجهي أبو ٍ ّ ويَ ُّ كان يلوك رمالً في العراء ٌ بستان لخيل مح ّم ٍد واألرض ذر ,وسيفُ َك في «غفار» أيجوع مثلُ َك يا أبا ٍ ّ كان الطريقَ لك ّل ت ّجار الجزيرة؟!! كيف تنمو «زبدةٌ» في صدره ؟! ٌ بستان لخيل مح ّم ٍد واألرض *** يا أختُ من وجع الجماد جذر ,ومن ح ّمى القصيدة ,وهي تنضح يشقّهُ ٌ في العروق من ذكريات مدين ٍة في لحظ ِة الزلزال ,وهي زمن سحيق تغوص في ٍ من دمع ٍة خرسا َء يحبسها األسير بجفنه عند المغيب سأصوغ إكليالً لمملكتي القديمة آه كيف تقوم من دمها ,وكيف أض ّمدُ األشجار فيها ثم أجثو عند هيكلها الغريق ٌ جاهز أهلي الذين أحبُّهم ماتوا ,وحزني لالنفجار ومساحة التدمير تكبركل يوم تحت جلدي كيف أطرد هذه الصحراء عن وجهي وأدخل في النهار وعيون أطفالي قنادي ٌل , ومثل فراش ٍة زرقاء كنت أحوم حول عيونهم ليالً ويشعلني البكاء يا أختُ ,من صدري على « العاصي» نواعير ,وتغترف المدينة من دمائي ٌ ثم يحضرني الغناء *** ال تتركيني تحت هذا الليل وحدي ي في إن في الصحراء ساحرة ً تجيء إل ّ جس ٍد ,وتجبرني على أكل التراب وتجيء في دمها وحوش الزمهرير
ٌ طاعن في الظ ِّل و أن ذلك المخسوف ,وجهي أقدامي بال أثر على رمل الحياة *** ّ الموزع في البالد صحرا ُء ,أم د ُم َك وتل ُّم وج َه َك عن ضفاف الرم ِل تدخلك المسافة و الحريق ّ لكن رجلك لم تع ْد كاألمس مألى بالعناد أين الطريق ؟! أصي ُح في رم ٍل يحاذي ذلك الجم َل الصبور ,و كان لي ٌ عنق طويل ,آ ِه يا جمل المحامل كيف ضيّعت الطريق ؟! الرمل أعلى ما يكون وأنت وحدك في الطريق ؟! بجوفك والماء أبعد ما يكون ,وما َ ليس يكفي للوصول إلى غدير الماء يا جمل المحامل ,و النخيل يكاد بنيتُ في يرف على الطريق الضلوع وال ُّ وأصيح يا جسدي القديم أنا المسافر , أين همتك العليّةُ ,ثم بنطفئ السؤال األرض لعبتك القديمةُ أين وجهك والزواب ُع ي في دمه أين ذاك الهائم الغجر ُّ تصير األرض أغنيةً وتصبح خيمةً ,أوتادها من عظم ِه ْ الحبال وعروقه المستنفرات هي *** إن طفالً آخرا ً يّ , وتقول أم ّ من ّأول األطوار كان ينطُّ نجم بعيد في صدري ويدعوني إلى ٍ وتقول :إن مجاهل الغابات كانت ي على السرير ال تفارق مقلت ّ وتقول حين أصير مثل المركب النشوان في عرض البحار ال بدّ يوما ً أن يعود *** الناس ك ُّل الناس يتّهمون صدرك بالعناد ُ األرض ضيّقةٌ صدر َك ّ : إن هذي ويقول ُ َ ويتقصها امتداد واللي ُل يقرض غصن صاحبه النهار مومس عذراء في حان ٍة تسقيك فيها ٌ خمرا ً خبّأتها في خوابي العرس مم «قانا الجليل» دم ,وأنا أنام على الطريق يا أختُ من ألف ْي ٍ اسكندر لص ,وال ّيس ,وال ٌّ ما ّ ٌ مر قد ٌ إالّ وحدّثني عن الخضر العتيق يمر فوق حصانِ ِه وقال سوف ّ ربّان من ماء الحياة ويفض أختام الغيوم بقلب ِه ّ
سوى نزف القلوب ال تشعلي عينيك في هذا المساء أرجوك ّ إن عيون س ّجاني تالحقني على كل الثقوب
وعقارب ثلجيةٌ ال تلسع اإلنسان إالّ ٌ في الضمير وتظ ّل تحترق القصيدة ملء عينيها وأجنحةُ الذباب تحتلّني الصحراء من رأسي إلى قدمي وأخالق البعير ال تتركيني تحت هذا الليل وحدي ّ إن في صدري من الواحات ما يكفي لتندية الهجير *** حولي الرياح جنود مملك ٍة تحاول أن تردَّ ساحرها الرمال على الوجو ِه , ْ شاهت ,وهي تغرق في الرمال يقول ويجيئني وطني فأصرخ بالرجال ال تتركوا جثث السيوف على التراب فإنها ذم ٌم ,وأغماد السيوف ستسأل الجبناء عن أسيافهم وأعود أغرس تحت جلدي نخلةً وأقول يسعفني النخيل *** يا ري ُح ,يا كوفيّة الصحراء .يا شفة الدهور ت بنت قواف ٍل وصلت إلى ألس ِ أقصى الحرير أنا سليل سفينة الصحراء ,يا صحراء فاتسعي ,تعالي نمأل األيام في ب ونعبث بالزمان ُ عل ٍ ّ ي عنانهُ لكن وجه الريح ال يلوي إل ّ هي مثل قلبي فارقت ك َّل الينابيع القديمة ,زهرة األحزان واحدة وهذا الشوك أعمى ليس يدري حين نبكي أنّنا جز ٌء من الدنيا وأنَّا ضائعان وأرف وحدي ,كان قلبي واحةً فشربت منه ّ جف قلبي ثم ل ّما ّ سا ,وهذي الريح أنثى صارت الصحراء لي فر ً غير أنّي كل ّما حاولتُ يخذلني المكان *** وتجيء أغنية «البنفسج» ,آه من وجع البنفسج وهو يُسلم عنقه للزمهرير وأقول من يعطي القصيدة وهي تذبحني األمان *** يا أختُ ,ينتظر الغريب يفض قصيدة ً ريح الشمال ,وال ّ حتى تصير الريح في دمه حصنًا للهيبْ وجع القصيدة يا أخيّة ليس يشبهه
الت الارض سعيد الصقالوي
اىل االْرد ّن يحملني هوايا وتسبقني عىل ثقة خطايا فمن خصب وسمحان ونزوى اىل عجلون والكرك التحايا رصوح عانقت فيها رصوحا ومجد صافح األمجاد آيا ومن عزم ابن مرشد ثابتات اىل عزم ابن أيوب وصايا لنا وطن عروبتنا وأرض لنا األخالق دين ال الرزايا فال نكر يبعرثنا شظايا وال مكر يسرينا رعايا وال فكر يفجرنا ضحايا وال كرب يصفدنا عرايا ولكن صربنا بالله حزما يسخرنا عىل الباغي رسايا لنا االنسان تكرمة معىل فال ِف َر ٌق تفل ُُّسني إخايا ووحدتنا سيوف يف العوادي وقدرتنا الوثوب عىل املنايا تساءلني القصيدة عن عرا ٍر ولكن العرار لظى دمايا تحاورين واسألها عالما فتكشف يل عىل قلق خفايا وتنبئنا الحقيقة وهي ثكىل خيول طامحها تبدو سبايا تناديني مح َبة ام قيس وف الريموك منغرس لوايا ِ فكرب يف قلوب الناس حق تجىل يف مواكبه عطايا وتنبتني الكرامة من أبا ٍة عزامئها انتصار يف ساميا
ومن كانت له العليا سامء تقدمت الجبال له مطايا وتعشق كل مكرمة كراما وتكره كل مخزية خزايا وتصعب يف يد الشاين ذلول وتسهل يف يد ألباين الرسايا لنا العقبات تبسطها عزوم وصدق الفعل اجنحة النوايا فيا وطني تناهشُ ك الخطايا صمودك يطعم العادي باليا َويَا وطني رشوقك مستديم وحقك لن يضيع مع الربايا بالدي يابالدي يا بالديه ترتل حبك الغايل الحنايا ِ وتعصمك الكنائس شامخات ِ وتحرسك املآذن والزوايا ِ وقدسك جمر إميان املصيل ورس الله يكتنز الخبايا وأقصاك املقاوم بالتحدي جالء يشهد الدنيا انتاميا حلفنا مخلصني له وفاء وأقسمنا نظل ِ لك الفدايا
يقلدها الزمان عىل زمان ويشعلها نجوما يف رجايا ويطلقها عىل التاريخ رسبا يطوف بها عىل الدنيا سجايا انا ابن الدهر هذي االرض أمي رضعت لبانها وبها سنايا تفتح خطو ابراهيم زهرا وموىس ظل معتصام حاميا يسبح يف مرابعها شعيب ومديَن ُه تُ ِ ْد ِي ُن فيه رايا وكم حملت إدوم لها كتابا وكم صاغت مؤاب به حكايا هنا النهر املقدس فيه روح زك ُهدايا تعمد فيه َم ْن ّ يساقيني أذينة كاس عز فيرشق من ضيا البرتا ضحايا وف جرش تجرش كل كرب ِ مخالبه تناهت يف حشايا فأذنت الحجارة مسلامت هياكلها توسدت العضايا دمايئ الشمس تسطع يف يقني وموطنها عيوين والطوايا أشاعت حرفها نورا وحسنى وارشبت املياه ُعال منايا وطرزت الرتاب بنبض قلبي وأسمعت الليايل من غنايا انا ابن االرض طول الدهر عمري وجودي جلدها وبها ابايا فؤادي سقفها ويدي ذراها وحلمي أفقها ولها مضايا انا ابن املاء كل الناس اهيل وهذي الشمس مرساها مدايا ونفيس طينها ضوء وحب وروحي االرض متنحني قوايا ضمري االرض يربيه تقايا وعني االرض بارصة رؤايا
فعل ثقايف أخالقي الحضارة ٌ عمر شبيل
ـر حاولــوا تعريــف الحضــارة ،مؤرخــن ومفكريــن ومثقفــن وفالســفة ،وكانــوا جميعـاً متقاربــن كُـ ْ ٌ يف تعريــف الحضــارة ،وســآخذ رأيــاً جامعــاً ،هــو رأي ول ديورانــت صاحــب موســوعة «قصــة الحضــارة» ،حيــث يقــول« :الحضــارة نظــام اجتامعــي يُعــن اإلنســان عــى الزيــادة مــن إنتاجــه الثقــايف ،وإمنــا تتألــف الحضــارة مــن عنــارص أربعــة :املــوارد االقتصاديــة ،والنظــم السياســية، والتقاليــد الخلقيــة ،ومتابعــة العلــوم والفنــون .وهــي تبــدأ حيــث ينتهــي االضطـراب والقلــق ،ألنــه إذا أ ِمــن اإلنســان مــن الخــوف ،تحــررتْ يف نفســه دوافــع التطلــع وعوامــل اإلبــداع واإلنشــاء» قصــة الحضــارة ص 3املجلــد األول .ويقــول وليــم هاولــر« :الحضــارة هــي كل مــا يســاعد اإلنســان عــى تحقيــق إنســانيته» .وهــي بهــذا املعنــى الهــادف نتــاج ثقــايف ينطلــق مــن اإلنســان ليعــود إليــه إنجــازا ً فكري ـاً وروحي ـاً ومادي ـاً. والحضــارة قــد تكــون معرضــة للفنــاء« ،فــإذا مــا حــدث اضطـراب خطــر يف عواملهــا االقتصاديــة، أو يف طــرق انتقالهــا مــن جيــل إىل جيــل فقــد يكــون عام ـاً عــى فنائهــاا» نفــس املصــدر .وقــد يســتمر عمــر الحضــارة واملدنيــة أكــر بتــوازن عواملهــا وانســجام حركــة التطــور فيهــا ،عــى الرغــم مــن تأكيــد الكثرييــن عــى أن للحضــارة عم ـرا ُ ككل ظواهــر الطبيعــة ،ولكــن هــذا العمــر يطــول بالفعــل اإلنســاين الواعــي املتطــور ،واملســتجيب لحــركات املــادة نفســها ،وللنزعــة األخالقيــة التــي هــي أقــوى دعائــم ارتــكاز الحضــارة وضــان من ّوهــا. أخالقيــة الحضــارة فعــل تراكمــي ملنــع جمودهــا وانهيارهــا ،وذو داللــة عميقــة قــول الرســول ـت ألمتـ َم مــكارم األخــاق» يف هــذا الــكالم يعرتف الرســول العريب»محمــد بــن عبــد اللــه»« :إمنــا بُعثـ ُ بــأ ّن حضــارات كــرى ســبقت ظهــور اإلســام ،والالفــت يف هــذا الحديــث أن الحضــارات الســابقة كانــت تقــوم عــى ارتــكاز أخالقــي أقـ ّره الرســول العــريب بقولــه« :ألمتِّـ َم» ومل يقـ ْـل ألســتحدث أخالقاً جديــدة ،هنــاك بنــاء خلقــي مرتاكــم ،كان موجــودا ً ،حتــى ولــو مل يكــن إســامياً ،والحديــث يؤكــد ذلــك .وهــذا يعنــي االتــكاء عــى املــوروث األخالقــي والفكــري والفنــي والعلمــي الــذي ال يناقــض التطــور والتجــاوز املســتمر إىل األمــام ،والقائــم عــى اإلنجــاز واإللغــاء ،إنجــاز املتطــور ،وإلغــاء مــا تجاوزتــه الــرورة .وبســبب هــذا املعنــى الرتاكمــي املعــريف الناتــج مــن خــرات مفكريــن وعلــاء وفالســفة وأدبــاء ومثقفــن يقــول الفيلســوف «كنــت»« :إن األمــوات يحكمــون األحيــاء» وهــو يقصــد األمــوات الذيــن قضــوا ،وتركــوا وراءهــم أنــوارا ً ســاطعة .ورأى كثــر مــن الباحثــن أن املكتبــة «هــي بيــت يعيــش فيــه املــوىت مــع األحيــاء» ألن املكتبــة تحــوي أفــكار مفكريــن يعيشــون يف كتبهــم ،ومــا زالــوا أحيــاء ،ومل ميوتــوا يــوم ماتــوا. واألخــاق يف حقيقتهــا هــي نظـ ٌم اجتامعيــة ،وقوانــن مســتنبطة من إقرار الــرورة وحتميتهــا التي
يخلقهــا الواقــع االجتامعــي الســليم املتجــدد ،وليــس املفتعــل .القانــون يحمــي النظــام ،والقانــون ليــس ثابتـاً ،ألن الحيــاة نفســها ليســت ثابتــة ،وهــو ابــن الحيــاة يف حقيقتــه .ولذلــك تغــدو عقوبــة مخالفــي القانــون عمـاً أخالقيـاً ،والقانــون يأخــذ صفتــه األخالقيــة مبقــدار مــا يســاعد عــى تنميــة إنســانية اإلنســان .واملعرفــة مبعناهــا الحقيقــي ثقافــة وقانــون ،والفعــل الجنــي معرفــة حــن تنقــذه هــذه املعرفــة مــن بهيم َّيتــه ،وانزالقاتــه التــي تدمــر األرسة ،لبنــة البنــاء االجتامعــي األول. وبعــض القوانــن يتحــول إىل تقاليــد ،ومنهــا مــا يكــون ذا أثــر إيجــايب .ومنهــا مــا يتحــول إىل عائــق أمــام التطــور .وللقوانــن صفــاتٌ بيئيــة ،فــا يناســب بيئــة قــد ال يناســب بيئــة أخــرى .ولــذا فاألخــاق تصبــح متناســبة مــع الحاجــات املختلفــة للمجتمعــات ،يف الجغرافيــة والزمــن .ومــا هــو اليــوم رذيلــة رمبــا كان فضيل ـ ًة يوم ـاً مــا .واألخــاق يف حقيقتهــا هــي املنفعــة اإليجابيــة للفــرد واملجتمــع عــى الســواء .وتفقــد املنفعــة معناهــا األخالقــي حــن تــؤذي ،وتُسـتَغل باســم القانــون. فاملنفعــة مبعناهــا الحقيقــي هــي إنجــاز عــادل للفــرد واملجمــوع تحــت حاميــة القانــون ومراقبتــه. بهــذا املفهــوم تغــدو الحكومــات تحــت إمــرة القانــون حكـاً ،وحــن تخرتقــه بذرائــع كثــرة فإنهــا تفتقــر إىل العنــر األخالقــي الــذي هــي مرشفــة عليــه باســم القانــون ،ويصبــح العمــل الســيايس خطـرا ً بســبب شــموليته واتســاع صالحياتــه القانونيــة ,يقــول الشــاعر اإلنكليــزي «شــيليل»« :أكــر ـب يف تاريــخ العــامل هــو فصــل علــم الساســة عــن األخــاق». جـ ٍ ـرم ارتُ ِكـ َ وال بــدذ مــن التأكيــد عــى حقيقــة دور الفنــون يف صيانــة األخــاق عــى مســتوى الفــرد والحامعــة يف آن .ألن الفنــون أكــر التصاق ـاً وتأث ـرا ً يف النفــس البرشيــة ،والقــدرة االنفعاليــة العاليــة التــي متتلكهــا اإلنجــازات الفنيــة تهــب لهــا حضــورا ً مؤث ـرا ً أكــر مــن القانــون أحيان ـاً كثــرة .قــد ينــى املــرء نصـاً قانونيـاً ،ولكــن هــل هنــاك مــن ال يــردد قــول أحمــد شــوقي: ُ ذهبت أخالقهم ذهبوا بقيت فإن ه ُم وإمنا األمم ْ األخالق ما ْ رشعــو العــامل غــر املعــرف بهــم» ،ولــذا كان «كونفوشــيوس» وكان شــيليل يقــول« :الشــعراء ُم ّ ـت أكتــب أغانيهــا» طبعــا الحكيــم الصينــي يقــول « :ال يهمنــي مــن يكتــب قوانــن الصــن مــا دمـ ُ كان يــدرك أي أثــر ترتكــه األغنيــة يف النفــس اإلنســانية. والقــوة تصبــح عدميــة الجــدوى حــن تخلــع األخــاق يف معاركهــا ،والتاريــخ مملــوء بأخبــار مــآل القــوة الظاملــة التــي يتحــول نرصهــا إىل هزائــم أخالقيــة ،ومــا أرو َع قــول بــدوي الجبــل: ِ شامئل كالنا ُ لقطاف العال
نبيل رص ُ رص وغ ٌد ون ٌ ِس فن ٌ
وأنا غني ٌ يا معلمتي ح َّد الفقر.. . محمد حسن دهيني
ٍ حروف ،متســك بأيدينا وتطهونا عىل نار من عجل فنصري وجبة لصغارها. إ َّن لنا يف هذه الحياة يا صاحبي ثالثة التخل عن أ ّولّها لنقرأ ماتبقى وتطمنئ قلوبنا . لآلن مل تستطع ّ ولآلن ورغم كل هذا ال ّد ّق مل تفتح ذراعيها ،خشية أن يقع هاللها وتلمع عيوننا. ولآلن آخرها يك ّرس يف األرض فكرة العبوديّة العرش تحتها .يبدو أنّها جائعة ! وجلس ُ أشعلت سيجارتها األلف، ْ َ لكن فكّر معي! أين نار طباخها ومن سيكون وجبة هذا اليوم. نادت للطّباخ أحرض يل… رشبة ماء ال أظأم بعدها أبدا ...
تقص جناحاتنا برجعيتها .وتجعلنا يل الحياة ودار دوالبها ،وحطّني يف مدرسة .ال يشء أسوء من أن تدخل املدرسة ،هذي التي ّ دارتْ ع ّ أشخاصا عاديني. ً حامل حملت عكازة عقيل وصعدتُ الفكرة صفًّا صفًّا .والبالد هي البالد كل يوم هي يف شغل ،تؤسس للموت أرضً ا وسقفًا . حرض الشّ تاء وكان هواؤه ً ُ محرج . الصف ومل يد ِر أنني نلعب ،لقد أجربنا هذا األخ ُري أن َ ما يرعب .ونحن ُّ ندخل ّ ٌ جل ه ّمنا كيف ُ القوانني البالية مل ترا ِع َ الحل عرق أيب وال جيب أمي .كنت أخاف الدخول إىل الصف .خشية أن تسألني معلمتي عن كتايب .كانت الشّ قاوة ّ الوحيد ألهرب من عذاب االسئلة .وأطرد خار ًجا .فصحيح يا شتاء أنك متطر ،لكن ليس بوجهك ماء . ِ .وبدأت أدخلْـتَني املحكمة وأنا مل يتجاوز عمري الخمس سنني وعامني .مل أ َر عىل بابها ،العدل أساس امللك إمنا رأيت ،الثاين ابتدايئ الشعبة أ املحاكمة. قال القايض صارخًا يب :أين كتابك ؟.. أحب أنني لست خائفًا . مل أكن أملك اإلجابة عن هذا ّ السؤال ،غري أين أجهدت نفيس ألثبت لصديقتي التي ّ فقلت ُ والرباءة .تعلو صويت ( :بس يرجع بابا بجبيل الكتاب). ولكن دمع ًة سبقتني كانت الجواب األمثل عىل سؤالها . فأسكتت املعلم َة وجعلتْها تقبلني ،ال بأس بقبلة عند الصباح. أشكال ،لكن ال عليك بهذا وال تشغيل بالك. ً ولكن أوجع القبل يا أمي تلك التي تأيت حرسة وشفقة ،مل .يعرفوا أن للقبل طلبت مني أن أنف ّذ واح ًدا فقلت لها حني يعود أيب أصنع ما تشائني فهو فنان .مبدع يرسم .بريشته وجه ومعلمتي الثانية صاحبة النشاطات ْ الحياة الجديد. الصفر .مل يكن صبو ًرا مبا يكفي لينتظر عودة أيب . فـلم يستطع املدير أن مي َّد يده إىل قلبه وينتشل حفنة عاطفة ويضع يل غري ّ بعد كل هذه املهزلة حرض أحد االقارب ليأخذين إىل البيت .كانت أسعد لحظات حيايت ،وأنا أف ُّر من بني أيدي هؤالء القتل .وأفكر ،بالكتاب رسا وجه ًرا. الذي أحرضه يل أيب (ألُب ّي َض) وجهي أمام صديقتي التي أح ّبها ًّ دخلت ُالبيت كالعادة بكامل شقاويت ركضً ا وزحفًا ،وقف ًزا ورصاخًا .وناديت أمي :أين أيب .قالت يف غرفته لقد أحرض لك كتابا ستقرأه وتصبح مجته ًدا . غي رسيره .أصبح أصغر بكثري من الذي تعودت أن اراه فيه. دخلت الغرفة ،لبستني الدهشة ،وجدت أن أيب قد ّ ومل يعد هناك مساحة ألنام بجانبه وأش ّد عىل ذراعه وألعب بذقنه الشقراء .حاولت إيقاظه ،وأنا أر ّدد أين الكتاب؟ أين الكتاب يا أيب؟ لك ّنه مل يستيقظ . أل ّول مرة أطلب منه شيئا وال يفعله .كشفت عنه الغطاء .مل أجد الذراع التي تعودت أن أنام عليها .ومل أ َر العني التي تع ّودت أن أكحل عني قلبي بها . فقلت له هامسا يف أذنه يا أيب ال أحب مزاحك ،أين كتايب وقلمي؟ لدي نشاط يف الرسم .مل يستجب لندايئ . أيب يا معلمتي عاد يف رسير صغري عىل قدر حجمه .عاد مستشه ًدا ولكن ال تقلقي لقد أحرض يل كتابًا لكن غري الذي تظنني . هذا الكتاب هو كتاب حزين ،خذيه ،واقرأيه دمع ًة دمعةً ،وعلّمي به أصدقايئ أن أيب هو األستاذ االمهر .الذي خط الكتاب وهو ال يجيد القراءة والكتابة .علميهم أنه احتضنني وهو بال ذراعني ،علميهم أنه نظر ا ّيل بعينيه املغمضتني .علميهم أ ّن أيب مات ليكتب يل بريشته الحمراء ـن الدم الزيك مثن للحرية ومؤسس للفكرة يف أرض الغد. ال بأس ان تتعلمي انت أيضا يا معلمتي ،وأرجوك أن ترسيل نسخة للمدير .عساه يرفعه لرئيس األرض ويوقف هذه الحرب التي تسلبنا األباء ومتنعنا من القيام بواحباتنا املدرسية.
ظالل العيون
مريم باجي
مــن أكثــر األمــور التــي نركــز عليهــا فــي الوجــه العينــان ألســباب كثيــرة مــن بينهــا أنهمــا تحمــان جاذبيــة كبيـ�رة تجعلنـ�ا نركـ�ز عليهمـ�ا خاصـ�ة إن كانتـ�ا جميلتيـ�ن . جمــال العينيــن عنــد الكثيريــن يحــدد بلــون البؤبــؤ أو شــكلهما ،فمــن حيــث لــون البؤبــؤ الغالبيــة تــرى أن ـص الشــكل فإننــا نــرى الكثيريــن العيــون الزرقــاء هــي أجمــل العيــون ثــم تليهــا الرماديــة ،أمــا فيمــا يخـ ُّ ينجذب�وـن للعيوــن المس��حوبة أو الواس��عة ألنهـ�ا تمتلــك جاذبيــة خاصــة و جمــاال ســاحرا خاصــة إن جملناهمــا بالكحـ�ل . موضوعــي اليــوم خــاص بالعيــون و بالتحديــد ســأتحدث فيــه عــن ظــال العيــون ،ففــي كثيــر مــن األحيــان نكــون غيــر موفقيــن فيمــا اخترنــاه رغــم أننــا نختــار لون ـا ً يواكــب الموضــة أو مــن مــاركات عالميــة ،و يعـ�ود سـ�بب ذلـ�ك إلـ�ى : أوال -:اختيار ألوان ال تناسب لون بشرتك :يجبــ علي�كـ دائم�اـ اختي�اـر األل��وان الت�يـ تناسـ�ب لوــن بش��رتك فالس��مراء مث�لا عليه��ا أن ال تس�تـعمل ظــا كالرتقأالــي األصفــر الفاقــع ألن هــذه األلــوان ســتظهر عيــوب البشــرة وتظهرهــا بلــون أكثــر قتامــة و تجعــل العيني�نـ بارزتيــن بش��دة ليختف��ي بعده��ا باق��ي تفاصي��ل الوج��ه ,و إن أرادت الســمراء اســتعمال هــذه األلــوان يستحســن جعلهــا دون إكثــار منهــا لتشــغل حيــزا واحــدا ً مــع إضافــة لــون آخــر لظــال العيــون بجانــب هــذه األلـ�وان ،أمـ�ا صاحبـ�ة البشـ�رة البيضـ�اء فليـ�س لديهـ�ا مشـ�كلة مـ�ع ألـ�وان ظـلال العيـ�ون . يجدر اإلشارة إلى أن ظالل العيون باللون البني بتدرجاته يناسب السمراوات كثيرا ً . ثانيا -:اختيار ألوان ال تناسب شكل العيون :كمــا نعــرف للعيــون أشــكاالً متعــددة و هنــاك عيــون مــن الخطــأ أن نضــع ظــال العيــون فوقهــا مثــل العيــون الصغيــرة و العيــون اآلســياوية ،مــع العلــم أن هنــاك مــن يســتعمل ظــال العيــون قصــد محاولــة تكبيــر حجمهمــا أو تجميلهمــا و الطريقــة الصحيحــة لوضــع ظــال العيــون للعيــن الصغيــرة هــي وضــع ظــال العيــون باأللــوان القاتمــة فــوق طيــة العيــن ،أمــا العيــون األســياوية فنضــع قليــا مــن ظــال العيــون بلــون قاتـ�م فـ�ي حـ�دود العينيـ�ن و كأننـ�ا نسـ�حبهما لألعلـ�ى . باقــي العيــون ليســت لديهــا مشــكلة مــع ظــال العيــون مــن األعلــى ،فقــط يجــب عــدم اســتعمال ظــال العيـ�ون أسـ�فل العيـ�ن فـ�ي العيـ�ون الناعسـ�ة أو الجاحظـ�ة لكـ�ي ال نبـ�رز عيبهمـ�ا . ثالثا -:عدم التنسيق بين ظالل العيون و باقي طلتك :قــد تزيــد ظــال العيــون مــن بشــاعتنا بســبب عــدم تناســقها مــع باقــي الطلــة ،و مــن المستحســن أن يكــون لــون ظــال العيــون مشــابها للــون طــاء األظافــر أو الثــوب أو الحلــي ،البعــض يضيــف حتــى لــون أحمــر الشـ�فاه للموضـ�وع لكنـ�ه ليـ�س ضروريـ�ا ألن لـ�ون أحمـ�ر الشـ�فاه غالبـ�ا مـ�ا يرتبـ�ط بالوجـ�ه كلـ�ه و مـ�ا يناسـ�به . كانــت هــذه نصائحــي للقارئــات حــول ظــال العيــون ،و علينــا دائمــا أن ال ننســى أن جمــال الــروح أجمــل مـ�ن المظاهـ�ر .
زمن االهات د.هويدا شريف الحنين يأخذني الى الماضي البعيد العتيق الى الروح الثكلى والزفرات الملئ باالهات الى االنات والدموع الحرا الى الخضوع والخنوع الى الخداع الى الطعنات الى الضحكة الصفراء التي يختبئ وراءها الف طعنة الف خنجر مسنن مسموم الف كذبة وكذبة مجبولة بالزفرات النوستالجيا تناديني يا نفس اهدأي ما فات قد مات نحن في عالم الزنود السود وفرعونية الذات التي تفتت الرفات نحن في عصر القوة والجبروت وما من صديق في الملمات نحن شيزوفرينيا الحروف الفتات
الحساسيات المتحفزة هي التي تقتل العادية في اإلنسان عمر شبلي
2ــ المرحلة األولى من الموت تبدأ بموت الذكريات ،وقتها تصبح قاحالً 3ــ الغربة الحقيقية هي موت الحلم 4ــ مدرسة األمس غيّرها الزمن ،ال شبابيك وال أبواب فيها ،خلعتها الريح والدهر العنيد 5ــ لقد تعلم من الحب كيف ال ينتهي ،ومن الحب يتخذ المكان شكل المرأة الحبية. 6ــ وكما أن السمكة في االناء ال تحتاج ثوباً ،فقد كان عريه لباسا ً 7ــ كان تماما ً كالشجرة التي يسافر عنها النهر ولكنها تعيد إطاءه ينبوعه.فالشجرة تسرق النهر ولكنا تعطيه معنى أن يكون. 8ــ القرية لم ترحل عنه ،ولم تدخل في الغروب حتى ليلها كان نهاراً .وكانت تبعث فيه مرسالت خفية ومثيرة. 9ـ كان الصهيل حاجة قصوى أمام جبل الشيخ ،وال بد من الصهيل أن يصبح جسدا ً يتسلق. 10ــ «من دون الحب كل الموسيقى ضجيج ،كل الرقص جنون،كل العبادات عبء» جالل الدين الرومي. 11ــ “ ساعاتنا في الحب لخا أجنحة ،وفي الفراق لها مخالب” شكسبير 12ــ “ما نقوله ال قيمة له بالمقارنة مع ما نشغر به” تولستوي. 13ــ سهولة الوصول تلغي لذة النجاح ،والوصول السهل يحمل بذرة الغباء. 14ــ “التصوف ال نعرفه حتى نذوقه” محي الدين بن عربي. 15ــ على الكتاب الحقيقي أن يحرك الجراح ،بل عليه أن يتسبب فيها ،على الكتاب أن يشكل خطراً” أميل سيوران. 16ــ حين عاد جلجامش إلى اوروك لم يكن معه إال الموت. 17ــ بكورة الشعر آدم يرثي هابيل .ومنه ابتدأ الحب والصراع. 18ــ األرض عاشقة شرسة ،تقتلنا كي تسترج َع حالتها األنثى .تصنع من وحولنا أعضاءها ،وتصنع آلهة لنعبدها من لزوجة طينها في دورة ال تبتدئ من شيء وال تنتهي في شيء .هي أنثى الرعد تعبير عن شهوتها الخالقة ،ويجيء البرق لينقذها من شهواتها الدنيا .هي نحن تكتمل حين تستعيدنا لتخرجنا ثانية. أريج أزهارها لغتها ،موتنا حيتها .فيا لها من عاشقة شرسة. 19ــ الماء زوج األرض ،يغوص في رحمها لتلد مخلوقاتها الغيرى .وحلها يتكور خبزا ألوالدها. 20ــ ابنها مصنوع من وحل وسماء. 21ــ أصعب ما في والدة الشعر تحويل المشاعر إلى كلمات.
البداية أم النهاية د.هويدا شريف
ليتك كنت بطل الرواية لساعدتني في ختم فصول تلك الحكاية لصبية ما عرفت يوما فن الغواية ولكنني جمعت بينك وبين ذاك الماضي خلطت أوراقي وتزاحمت أفكاري صرخت بي فبت عاجزة عن اتخاذ قراري ال مفر أين الهروب تجمعني بك في كل لحظة الدورب جار النهايه والبداية ليتك تخط بالقلم كلمة النهاية فتغادر األحالم قبل الواقع تضيع تتوه في عالم هللا الواسع تنبذ خلفك حقدك وكل عقدك النفسية ي وتعود لتتعرف عل ّ من جديد دون نفع او غاية ليتك بطلي الحقيقي يا صديقي تعال نمزق اإلتفاق نقسم أن ال نعود للفراق ونكتب معا أحداث جديدة لحكاية أليس في بالدها البعيدة من السطر األول أحبك يا مجنون فدمي بدمك مسجون وأنفاسي لك راية يا حلم الواقع اإلنساني أيها الشرق األناني
لماذا أنت من يحيك لي شيزوفرينيا الحروف
المقامة الساسانية
بديع الزمان الهمذاني
داريِ ،إ ْذ َ ساسانَ َح َّدثَنَا ِعيسى ب ُْن ِهش ٍَام قَا َل :أ َ َحلَّتْ ِني ِد َم ْشقَ بَ ْع ُ على بَا ِ طل َع َ ْفاري ،فَبَ ْينَا أَنَا يَ ْوما ً َ ي ِم ْن بَ ِني َ ب ِ ض أَس ِ علَ َّ صلَ ْوا ْ س ُه ْمَ ،وت َأَبَّ َ اح ٍد ِم ْن ُه ْم َح َجرا ً يَد ُُّق بِ ِه صد َْرهَُ ،وفِي ِه ْم زَ ِعي ٌم لَ ُه ْم يَقُو ُل َو ُه ْم ط ك ُّل َو ِ َكتِيبَةٌ قَ ْد لَفُّوا ُرؤ َُو ُ بال َم ْغ َرةِ لَبُو َ سه ْمَ ،و َ عو َويُ َجاوبُونَهُ ،فَلَ َّما رآني قَالَ: ي َُرا ِسلونَهَُ ،ويْد ُ أ ُ ِري ُد ِم ْن َك َر ِغيفـا ً *** يَ ْعلُو ُخوانا ً ن َِظيفـا أ ُ ِري ًد ِملُحا ً َج ِريشـا ً *** أ ُ ِري ُد بَ ْقالً قَ ِطيفـا ً أ ُ ِري ُد لَحْ ما ً غَريضا ً *** أ ُ ِري ُد َخالً ث َ ِقـيفَـا ً س ْخالً خ َُروفَا أ ُ ِري ُد َجدْيا ً َر ِ ضيعـا ً *** أ ُ ِري ُد َ أُري ُد َما ًء بِـثَـلـج *** يَ ْغشَى ِإنا ًء َ ط ِريفا َ
ع ْنهُ ن َِـزيفَـا أ ُ ِري ُد َد َّن ُمـــ َد ٍام *** أَقُو ُم َ سا ِقيا ً ُم ْست َ َهـ ّ ب َخ ِفيفَا شـا ً *** علَى القُلُو ِ َو َ َصـيَفـا أ ُ ِري ُد ِم ْن َك قَ ِميصـا ً *** َو ُّجبةً َون ِ ور ال َكنِيفَـا أ ُ ِري ُد نَ ْعالً َكثِـيفـا ً *** بِها أ َ ُز ُ س ْ طالً َو ِليفَـا سى *** أ ُ ِري ُد َ أ ُ ِري ُد ُم ْشطا ً َو ُمو َ ضيفـا ضـيْفـا ً *** لَ ُك ْم َوأ َ ْن َ يَا َحبَّ َذا أَنا َ ت ُم ِ ضيتُ ِمنُ َك بِ َهـذا *** َولَ ْم أ َ ِر ْد أ َ ْن أ َ ِحيفـا ً َر ِ الو ْع ُد ِم ْن بَ ْعدُ، سنُ ِع ُّد َونَ ْست َ ِعدَُّ ،ونَجْ ت َ ِه ُد َون َِجدَُّ ،ولَ َك َ سى ب ُْن ِهش ٍَام :فَنُ ْلتُهُ د ِْرهَماًَ ،وقُ ْلتُ لَهُ :قَ ْد آ َذ ْنتُ ِبال َّدع َْوةِ َو َ قَا َل ِعي َ علَ ْينَا َ ار ِإلى َر ُج ٍل آخ ََر َ ظنَ ْنتُ أَنهُ يَ ْلقَاهُ ِب ِمثْ ِل َما لَ ِقيَنِي، َوهَذا ال ِد ّْر َه ُم ت َ ْذ ِكرة ٌ َمعَ َك ،فَ ُخ ِذ ال َم ْنقُو َد ،وا ْنت َِظ ِر ال َم ْو ُ عو َد ،فَأ َ َخ َذهُ َو َ ص َ فَقَا َل: ـن قَـ ّدا ً ص ُ ـاضـالً قَـ ْد ت َـبَـدَّى *** َكأَنَّـهُ الـغُـ ْ يا فَ ِ ْـز َج ْـلـدا ً قَ ِد ا ْشت َهى اللَّحْ مض ِ ض ْر ِسي *** فَاجْ ِل ْدهُ بِال ُخـب ِ ت نَـ ْقـدا ً وامنُ ُ ـن عـلَّـي بِـشَـيءٍ *** واجْ عَ ْلهُ ِل ْل َـو ْقـ ِ أَ ْ عـ ْقـدا ط ِل ْق ِمنَ الـ ِي ِد خَـ ْ صـرا ً *** واحْ لُ ُل ِمنَ ال ِك ِ يس َ ع ْـمـدا ً َـاح َ واضْـ ُمـ ُم يَ َدي َْك ألَجْ ـلـي *** ِإلَى َجـن ِ ـك َ
ار إِلى أ ُ ِ ّم َمثْواهَُ ،و َوقَ ْفتُ ِم ْنهُ ع ِل ْمتُ أ َ َّن ورا َءهُ فَ ْ س ْمعي ِم ْنهُ هَذا ال َكال ُمَ ، قَا َل َ سى ب ُْن ِهش ٍَام :فَلَ َّما فَتَقَ َ عيِ َ ضالً ،فَتَبِ ْعتُهُ َ َحتَّى َ ص َ ي ،فَنَ َ ْث الَ يَراني وأ َ َراهَُ ،وأ َ َما َ بِ َحي ُ الحيلَةُ َو ْي َح َك؟ ط ال َّ ظ ْرتُ ِإلي ِه َوقُ ْلتُ َ :ما هَذ ِه ِ اإل ْس َك ْن َد ِر ُّ سا َدة ُ لُث ُ َم ُه ْم ،فإِ َذا زَ ِعي ُم ُه ْم أَبُو الفَتْحِ ِ فأَنشأ َ يَقُولُ: هَذا َّ غ ُ ان َم ُ الز َم ُ شـو ُم *** َك َما ت َراهُ َ شـو ُم ْب َولُو ُم عي ٌ ال ُح ْم ًَق ِفي ِه َمـ ِلـي ٌح *** وال ِع ْق ُل َ وال َما ُل َ ْف ،ول ِك ْن *** َح ْو َل اللئ َّ ِام يحـو ُم طي ٌ
وحدك لك ِ عمر شبلي
ت على الوسادةِ تحضرين ت أن ِ ما دم ِ كأمنيةْ الدرب سالكةٌ فلسوف تعترفين ّ لقلبك أن ِ َ حجاب ليس يمنعها ٌ أو صالة ويقو ُل قلبُ ِك إن أسئلةَ المسافر ال تموت على الطريق والرمل مهما امت َّد فوق لهيبه عمر السراب ُ شهر آبْ في ِ حلم الخالص من الظما، فالغيم يبقى وحده َ حلُ َم الخالص من العذاب في ِ صدرك الصنَ ُم الذي مازال يعبدهُ ُ غواة ٌ مؤمنون شاق ُ كم قال للعُ ّ طوفوا ّ إن في بعض الطواف ُ اإليمان وال ِش ْركُ الجميل يتصافح ٌ مؤمن أن الضاللة في الحبيب عبادةٌ، أنا فلتفتحي لي مسجدا ً في مس الضياء. ِ صدرك الممنوع من ِ ّ ت تعتقدين ّ أن الضو َء يصعقُه الهوى ما زل ِ ودلي ُل قل ِب ِك ما رأى موسى الكليم ُخ ِلقَ الجما ُل لكي نرى ما ال يُرى نسافر فيه ُخ ِلقَ الجما ُل لكي َ للربّ ِ العظيم ***** ُم ّري على قلبي مسا ًء، الظالم، واغ ِسليه من ِ ت أنثى من ضياء فأن ِ فيك نضارة َ األنثى التي أحببتُ ِ ْ مألت ترابي بالسماء ال تظلمي الجس َد الحزينَ ،فألف «رابعةٍ» ب ،وهي تنظر للسماء ستبقى من ترا ٍ تمر ُد جسمها المقهور فيها لوال ُّ ْ استجارت بالسما ْء. ما ***** ْ عليك يترك عجب لهذا الوجدِ ،لم ٌ ِ سوى الحسين وكربال ْء.
كي أجيبك قبل أن تتساءلي من أين ندخل ،والمدينة أغلقت أبوابها وانهار ما زال يغرق في الزحام. الظالم لكي أراك حاولتُ أن أغري َ بي الضياء . فاستب َّد َ فتصوري!! قد يكره المر ُء الضيا َء، َّ ألنه بوضوحه يلغي الكالم، وال ير ّد على سؤال الغريب لظلم ٍة القلب ما أحو َج َ َ ُ في الليل يخلق ضو َءهُ فالضوء في أرجاء هذا القلب غير الكهرباء. ال أرتجي ،آتي إليك وفي دمي يتجمع الموتى وأبناء الشقاء
ٌ زمن يهيم على الفرات وليس يُس َمع في النخي ِل سوى س َكينَةٍ». ِ بكاء « ُ تراكم من بكا ْء والري ُح تنق ُل ما َ وقت للجس ِد المقيم هناك في ال َ وجع الحسين سوى العزاء. ***** أهواك يا ابنةَ بَ ْعلَبَ َّكّ ، كأن أعمدة َ الهياك ِل ِ ّ علمتْ ِك على مقاوم ِة الفناء ُ ثغر ِك مثلما اشتاق المسي ُح أشتاق َ لخمر ٍة في عرس «قانا»، مثلما اشتاق الصعو َد إلى السما ْء ُ سه في اللي ِل ثغر ِك ،إنما ُح َّرا ُ أشتاق َ أعمدة ُ الهياك ِل ليس تسمح باللقا ْء شفتيك الخمر في “باخوس” صبّ ِ ُ َ يا ابنةَ ي ٍّ َّ دن سوف أسرقه، بعلبك ،فأ َّ رحيقك في اإلناء وأسكب من ُ ِ وأحتسي ِه كما أشاء سهُ، ُ “باخوس” حاو َل أن تكوني كأ َ ضتِْ ، دمك فرف ْ لكن ظ َّل في ِ اشتها ْء ***** إلى امرأة ّ وغط ْ ْ ت حزنها قالت، حر ِم الهوى ال تحتك ْم للقل ِ ب في َ حاكم فالقلب أقسى ُ ٍ البشر في ك ِّل تاريخ ْ ق لي شيئا ً أعيش له وال لم يُ ْب ِ حتى أموت ألجل ِه كشهية الموتى إلى خبز الحياة وتؤكد الموت الذي ما زال ينمو بيننا وتقول لي: سأظ ُّل أجم ُع ما تبقى من حكايا بيننا، وأعيدُها وتعيدني. والبو ُح أحيانا ً له شك ُل الحضور ْ وتقو ُل لي: كنّا تحدّثنا ّ بعز سكوتنا ع ّما يُقالُ، وال يقالُ، وكنتُ أدري ّ ب أوس ُع أن ما في القل ِ من مؤامرة الخيال. ال ب ّد كان من الكالم، وكنتُ أدري أنني أحتاج صمتا ً
طرائف ابن الجصاص
يا حلوين ي محنــة دخــل ابــن الج ّ صــاص علــى ابــن لــه قــد مــات ولــده ،فبكــى ! وقــال :كفالــك هللا يــا بنــ ّ هــاروت ومــاروت .فقيــل لــه :ومــا هــاروت ومــاروت ؟ فقــال :لعــن هللا النســيان ،إنمــا أردت يأجــوج ومأجــوج ! قيــل :ومــا يأجــوج ومأجــوج ؟ قــال :فطالــوت وجالــوت ! قيــل لــه :لعلــك تريــد منكــرا ً ونكيــرا ؟ قــال :وهللا مــا أردت غيرهمــا... اشــترى أحــد المغفليــن يومـا ً ســمكا ً ..وقــال ألهلــه :اطبخــوه ! ثــم نــام .فــأكل عيالــه الســمك ّ ولطخــوا ي الســمك .قالــوا :قــد أكلــت .قــال :ال .قالــواُ : شـ ّم يــده بزيتــه .فلمــا صحــا مــن نومــه ..قــال :قدّمــوا إلـ ّ يــدك ! ففعــل ..فقــال :صدقتــم ..ولكننــي مــا شــبعت. وقــف أعرابــي معــوج الفــم أمــام أحــد الــوالة فألقــى عليــه قصيــدة فــي الثنــاء عليــه التماسـا ً لمكافــأة, ولكــن الوالــي لــم يعطــه شــيئا ً وســأله : مــا بــال فمــك معوج ـاً ,فــرد الشــاعر : لعلــه عقوبــة مــن هللا لكثــرة الثنــاء بالباطــل علــى بعــض النــاس . كان أحــد األمــراء يصلــي خلــف إمــام يطيــل فــي القــراءة ,فنهــره األميــر أمــام النــاس ,وقــال لــه : ال تقــرأ فــي الركعــة الواحــدة إال آيــة واحــدة .فصلــى بهــم المغــرب ,وبعــد أن قــرأ الفاتحــة قــرأ قولــه تعالــى ( وقالــوا ربنــا إنــا أطعنــا ســادتنا وكبراءنــا فأضلونــا الســبيال ) ,وبعــد أن قــرأ الفاتحــة فــي الركعــة الثانيــة قــرأ قولــه تعالــى ( ربنــا آتهــم ضعفيــن مــن العــذاب والعنهــم لعنـا ً كبيــرا ) ,فقــال لــه األميــر يــا هــذا : طــول مــا شــئت واقــرأ مــا شــئت ,غيــر هاتيــن اآليتيــن . جــاء رجــل إلــى الشــعبي – وكان ذا دعابــة – وقــال : إنــي تزوجــت امــرأة ووجدتهــا عرجــاء ,فهــل لــي أن أردهــا ؟ فقــال إن كنــت تريــد أن تســابق بهــا فردهــا ! وســأله رجــل :إذا أردت أن أســتح ّم فــي نهــر فهــل أجعــل وجهــي تجــاه القبلــة أم عكســها؟ قــال :بــل باتجــاه ثيابــك حتــى ال تســرق ! ــــ وســأله حــاج :هــل لــي أن أحــك جلــدي وأنــا محــرم ؟ قــال الشــعبي :ال حــرج .فقــال إلــى متــى أســتطيع حــك جلــدي ؟ فقــال الشــعبي :حتــى يبــدو العظــم . كان الحجــاج بــن يوســف الثقفــي يســتحم بالخليــج العربــي فأشــرف علــى الغــرق فأنقــذه أحد المســلمين و عندمــا حملــه إلــى البــر قــال لــه الحجــاج : أطلــب مــا تشــاء فطلبــك مجــاب فقــال الرجــل : ومــن أنــت حتــى تجيــب لــي أي طلــب ؟ قــال :أنــا الحجــاج الثقفــى قــال لــه : طلبــي الوحيــد أننــي ســألتك بــاهلل أن ال تخبــر أحــدا ً أننــي أنقذتــك . كان رجــل فــي دار بأجــرة و كان خشــب الســقف قديمـا ً باليـا ً فــكان يتفرقــع كثيــرا ً فلمــا جــاء صاحــب الــدار يطالبــه األجــرة قــال لــه : أصلــح هــذا الســقف فإنــه يتفرقــع قــال :ال تخــاف و ال بــأس عليــك فإنــه يســبح هللا فقــال لــه : أخشــى أن تدركــه الخشــية فيســجد .
ال تقتلوا زرقةَ البحر فتُقتَلوا
أ فاطمة حجازي ّ ي» ،والجمال مبتغى النّفوس ، الطبيعة كنز الوجود ،والمياه ّ سر الموجود « وجعلنا من الماء ك َّل شيء ح ّ بتنوع مظاهره الجغرافيّة .إنّه أيقونة ال ّ شرق .إنّه ألشبه بمنظوم ٍة موسيقيّ ٍة متكاملة ولبنان بلد الخلود ّ ، فلم أيتها األيدي ّ الظالمة تغتالين روح الوجود ؟! العناصر َ ... سط .غطا ٌء أزرق يمت ّد على م ّد النّظر ، مع إشراقة القرص الذّهبي ،اقتادنا الحلم إلى شاطئ البحر المتو ّ براقة ،تغازل ضياء ال ّ شمس ،وتحوك معها ابتدا ًء من حبّات الجوهر األصفر ،النّائمة على كتف المياه ّ ، الرمال نحيبًا ، ق ّ صة الكرة الملتهبة التي سيبتلعها البحر عند المغيب ...ولكن في ذلك اليوم ،كان غزل ّ وضياء ال ّ ستر معلنًا عن الجريمة ،باحثًا عن الفاعلين .كأنّه يسأل من اعتدى على عارا ،يكشف ال ّ شمس ً الرمل ،وأبكت عين ال ّ حرمة حبيب ال ّ شمس ،وأثارت غضب البحر آثارا قبيحة ،ألهبت نار ّ شمس ،مخلّفًا ً أقذار وأوراق ،معلّبات ،كراتين ،معادن وأخشاب ...هنا وهناك أكوا ٌم أكوام تناثرت أكياس وأكياس ، ! ٌ ٌ ً وانتشرت ،وبعنفٍ اقتحمت عباب األزرق متغلغلة في األعماق ،لتصل إلى األسماك ،إلى النباتات ،إلى قعر المياه .ولكن هدر الجبّار ،غضب وثار ،ونفض من بطنه زائرا ً فتّاكا ً ،هاج البحر ،وقذف الموج الملوثات .وكانت الكارثة ،فقد طرد من دخل باألمس ،ولكنّه اصطحب مع ثورته عاليًا ليطرد تلك ّ سط ... ذلك الجبل الروائح الكريهة ،وع ّم الت ّ ّلوث شاطئ المتو ّ المكوم من مخلّفات اآلدميّة اآلثمة .فانتشرت ّ ّ سموم بحرفة ومهارة .وهذا ّ الزرع ينمو ويكبر شريرة ،غرست بذار ال ّ الت ّ ّلوث مرض العصر ،سبّبته ي ٌد ّ غرس الت ّ ّلوث ،وبدأ يحمل عنوان ،واليوم هو دا ٌء خطير ،يزحف بجنوده نحو الغارسين ،قات ٌل جبّار ، َ الربو ،الحساسيّة مرض ق ّهار ،اسمه على المسامع إعصار ،من أمثاله :ال ّ ٍ والرئوي ) ّ ، سرطان (الجلدي ّ ّ ، الطفح الجلدي ...فالمخاطر كثيرة ،وص ّحة اإلنسان هي الثّمن ،فاألمراض تنتشر ،والجراثيم والميكروبات ستغتال العالم .أ ّما المخلوقات البحريّة ،التي هي غذاء مفيد لإلنسان ،ستكون سبب داء لمن يأكلها ... الرياح .فالهواء النقي بات ً غازا سا ًّما ،ونسيم البحر أ ّما البيئة ،فواحسرتاه على جنّ ٍة تصبح هشي ًما تذروه ّ اشمئزازا وكر ًها ،وال ّ ً أكوام شاطئ الذي كان يحفل بالنّاس أصبح يشكو الوحدة ،ويطلب النّجدة من صار ٍ ق إلى منبوذ ... فاسدة ،طغت على بهائه ، ّ وحولته من معشو ٍ زيوت قذرة ،وأقال ٌم طاغية ّ فجمال البيئة صار لوحةً ّ ٌ خطت لوحا ٍ ست في طيّاتها خطتها ت عمرانيّة ،د ّ أفاعي تتلوى بقلب إسفلت داكن ،لتخفي محتواها ،وأرسلته إلى البحر ليكب السموم في المياه الزرقاء َ ً قذرا ... ا ث ملو عكرا المياه لون ليصبح ، الصافية ً ّ ي أي مجتكع .ففي إن للنظافة أهميّة كبرى في الحياة االجتماعيّة ،فتتمركز في طليعة األولويّات لرق ّ ّ بحق ك ّل فر ٍد يعتدي على البيئة ،مهما كانت اإلساءة التي يسبّبها الدول الغربيّة وضعت قوانين صارمة ٌ عنوان حضاري ،ودليل وعي وثقافة عند الشعوب .عدا عن أمن المحافظة على البيئة تش ّكل .فالنظافة ً ب سياحي .فحبّذا مجتم ٌع عامل مه ًما في تنشيط القطاع الخدماتي في أي بلد .وأي ً ضا إنها تش ّكل عامل جذ ٍ وتطوره ملحوظ ... عنوانه النّظافة ،فرقيّه أكيد ، ّ وأخيرا ،فالحياة نعمةٌ إلهيّة ،فتم ّهل أيّها الباغي ،واحرص على حياتك .هل ّم إلزالة الغرس المميت قبل ً والت ساعةَ مندم ... أن ينشر سمومه عليك ، َ
من سيهبك غزالة ميينة
لطيفة حرباوي
مبناسبة املسك مل نأخذ نصيبنا من هذا الكوكب كنا نعطر املسافات امللبدة بالغموض يف غمرة االحتضار اه ميينــة كــم مــن الالوقــت يلزمنــا لنجتــاز اختبــار مــوت اللغــة رمبــا يســتطيع مــوالي أن ميتعنــا هــذا املســاء بــوالدة جديــدة يــده املكســورة لــن تعــزف شــيئا بعــد أن دس األغــاين يف فــم قيثــاره املبحــوح لكنــه يحــاول دامئــا أن يســرد غزالتــه ولــو بعــد حنني يحاول دامئا أن يلطخ الزجاج بالكلامت ويطرز قلبه بالثقوب قلبه الذي صار غرباال يترسب منه ماء الذاكرة عمي مالك كيف يكش الحلم يف غمرة التيه والغرق وأنت تراقب حرسة البوح بأكرث من ندبة يف الروح وأنت تواجه قبح الحقيقة بصدر مرشع عىل حرستيه الوطن الذي كنت تكتبه مل يعد يشبه غزالتك هل يجب علينا أن نتشبه بخيال الفكرة الجامثة عىل وعينا لنكون عني الصدق التى ال تنام التى ال تخطئ فريسة الرؤية مازلــت ألهــث وراء الظــال الخفيــة ألكتشــف كــم كنــت غبيــة وأنــا أتصفــح نبــي يف عمــق النــص واتزيــن للحظــة مل أمتلكهــا يومــا وأنــا أتفلســف كــا تشــاء الرواية ميينة ليست بخري أليس كذلك ينبغي أن مير ألف عام ألنجو وأعيد صياغة التاريخ وأنا أحيص كم من األحياء يخفي يف جيبه األحياء الذين ال يخافون اللص وميشون بني القبور حفاة من الذ نب بحاجــة أحيانــا اىل الغبــار ألراجــع القديــم املرتاكــم عــى عتبــات البحــث وأنــا أنفــض ريــب الحفــر يف املســكوت عنــه كان عمــي مالــك يبــي يف جــوف اللحظــات التــي مل ميتلكهــا مل يحصــل عليهــا ليبنــي زمنــه الواعــي ال أحــد كان يفهمــه مثلــك ال أحد خذله مثلك رمبا الخوف حرمك من الجهر بالقادم الوطن الذي تقدم يف الخرف لن يبادلك املسك مازال ينتظر غزالته التى مل تخرج من الرواية يف زاوية من السجن أسمعه يهمس لك موالي يؤمن بأن الحرية بحاجة اىل حرية ال متويت من أجل هذه اللحظة أولئك الذين ينامون يف كل مكان عىل األرض الجزائرية أنصتي وأنا أناديك تذكري عندما كنت أج ُّر جثتي يف املنفى عندها انت عيناي تريانك دون أن تلتقيا بعينيك وإذ كنت أفتح صحيفتي قبل أن أفتض خطابايت إذ مل أعد أقدر مدى رقة الورود إذ كنت أتغنى من بعيد باألغنية التي يسمعونها إذ مل يكن قلبي هناك حينام يتغنى قلبك يب أنصتي و أنا أناديك وتذكري أنني قد لقيت معهم مويت...
قصة ليلى الناعطية// كتاب البخالء للجاحظ وأما ليلى الناعطية ،صاحبة الغالية ،فإنها ما زالت ترقع قميصا ً لها وتلبسه، حتى صار القميص الرقاع ،وذهب القميص األول .ورفت كساءها ولبسته ،حتى صارت ال تلبس إال الرفو ،وذهب جميع الكساء .وسمعت قول الشاعر: البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبه فاستبدل فقالت :إني إذا الخرقاء! أنا وهللا أحوص الفتق ،وأرقع الخرق وخرق الخرق! ومضيت أنا وأبو إسحاق النظام وعمرو بن نهيوي ،نريد الحديث في الجبان ،ولنتناظر في شيء من الكالم .فمررنا بمجلس وليد القرشي ،وكان على طريقنا .فلما رآنا تمشى معنا فلما جاوزنا الخندق جلسنا في فناء حائطه .وله ظل شديد السواد ،بارد ناعم .وذلك لثخن الساتر ،واكتناز األجزاء ،ولبعد مسقط الشمس من أصل حائطه .فطال بنا الحديث ،فجرينا في ضروب من الكالم .فما شعرنا إال والنهار قد انتصف ،ونحن في يوم قائظ. فلما صرنا في الرجوع ،ووجدت مس الشمس وقعها على الرأس ،أيقنت بالبرسام .فقلت ألبي إسحاق ،والوليد إلى جنبي يسمع كالمي :الباطنة منا بعيدة ،وهذا يوم منكر ،ونحن في ساعة تذيب كل شيء .والرأي أن نميل إلى منزل الوليد ،فنقيل فيه ،ونأكل ما حضر ،فإنه يوم تخفيف .فإذا أبردنا تفرقنا ،وإال فهو الموت ليس دونه شيء. قال الوليد رافعا ً صوته :أما على هذا الوجه الذي أنكرته علينا -رحمك هللا؟ هل ها هنا إال الحاجة والضرورة؟ قال :إنك أخرجته مخرج الهزء .وقلت :وكيف أخرجه مخرج الهزء وحياتي في يدك ،مع معرفتي بك؟ فغضب ،ونتر يده من أيدينا ،وفارقنا .وال وهللا ما اعتذر إلينا مما ركبنا به إلى الساعة .ولم أر من يجعل األسى حجة في المنع إال هو ،وإال من أبي مازن إلى جبل الغمر. وكان جبل خرج ليالً من موضع كان فيه ،فخاف الطائف ،ولم يأمن المستقفي ،فقال :لو دققت الباب على أبي مازن ،فبت عنده في أدنى بيت ،أو في دهليزه ،ولم ألزمه من مؤنتي شيئاً .حتى إذا انصدع عمود الصبح ،خرجت في أوائل المدلجين .فدق عليه الباب دق واثق ،ودق مدل ،ودق من يخاف أن يدركه الطائف ،أو يقفوه المستقفي ،وفي قلبه عز الكفاية ،والثقة بإسقاط المؤنة. فلم يشك أبو مازن أنه دق صاحب هدية .فنزل سريعاً .فلما فتح الباب وبصر بجبل، بصر بملك الموت!فلما رآه جبل واجماً ،ال يحير كلمة ،قال له :إني خفت معرة الطائف، وعجلة المستقفي ،فملت إليك ألبيت عندك .فتساكر أبو مازن ،وأراه أن وجومه إنما كان بسبب السكر .فخلع جوارحه ،وخبل لسانه ،وقال :سكران وهللا ،أنا وهللا سكران! قال له جبل :كن كيف شئت .نحن في أيام الفصل ،ال شتاء وال صيف .ولست أحتاج إلى سطح ،فأغم عيالك بالحر ،ولست أحتاج إلى لحاف ،فأكلفك أن تؤثرني بالدثار .وأنا كما ترى ثمل من الشراب ،شبعان من الطعام .ومن منزل فالن خرجت ،وهو أخصب الناس دخالً .وإنما أريد أن تدعني أغفي في دهليزك إغفاءة واحدة ،ثم أقوم في أوائل المبكرين. قال أبو مازن ،وأرخى عينيه وفكيه ولسانه ،ثم قال :سكران وهللا! أنا سكران! ال وهللا ما أعقل أين أنا! وهللا إن أفهم ما تقول! ثم أغلق الباب في وجهه ،ودخل ال يشك أن عذره قد وضح ،وأنه قد ألطف النظر ،حتى وقع على هذه الحيلة!
صباح بانتظار ال ّ
باسلة زعيتر أحضرت حقيبة حزنها،بعثرت دفاتر العتمة المستبيحة حرمةَ سر هذا روحها،قلّبت صفحاتها ،وشرعت تبحث بين كلماتها عن ّ الغموض الّذي يعتريها...فتاه فكرها ما بين صمت وصمت... الطويل وتساءلت:متى أستفيق من إغماءة ّ قرأت سيرة ليلها ّ الظلمة؟أما صبح شروق وللنّور ابتهال؟تراءى لها العمر خارطة ضياع مرصود لل ّ ضجر القاتل... وال ّدروب مقفرة ّإل من عواء ال ّ ي ٍ يعبر مخيّلتها إسترسل القلق بين جوانبها،فإذا بوجه طفول ّ المتعبة،أسرعت تتلقّف األثر،رأت الكون ً صغيرا طفل ً نحوه،كورته في ينوح،يموء،ويمضغ الجرح قوتًا،ركضت ّ حضنها،وجلست تهدهد أحالمه البريئة،تداعب شعره األملس،وتطبع على ك ّل وجنة قبلةً محترقةً... فجأة أصابها الذّعر،تل ّمست يديها،تلفّتت حولها فلم تجد ّ الطفل... صفحات وتقرأ منتظرة أدركت أنّها تض ّم الفراغ ...وعادت تقلّب ال ّ صباح... حلول ال ّ
ما تَبَقَّى لنا د.عمر شبلي ْ الوطن عيناك أجم ُل ما تبقَّى من تفاصي ِل ِ آوي المسا َء إليْهما خرجتُ من الشتا ْء س أنّي قد ْ فأ ُ ِح ُّ س أنّي صرتُ أقرب للسما ْء وأ ُ ِح ُّ َ ت خلي َج أحزاني ت أن ِ ما دم ِ سفُ ْن فلن يَ ْسطي َع مو ُج البحر عرقلةَ ال ُ ِ مرة ً قد ضاع وج ُه ِك ّ ْ ْ مرحلة وضاعت منّي فعرفتُ أنّي قد أضعتُ مدينةً معروشةً بالياسمين وبالنسا ْء ِ ْ وعرفتُ ّ المشكلة الحب كان أن َّ ***** ْ أمام جرحٍ صامتين إن كان حبّا ً أن نظ َّل َ فعالم يعذِلنا الذين تج َّمعوا َ الجدار خلف ْ َ لو ّ أن ما قد ظ َّل من وطني مجر ُد صخرةٍ َّ وركا ُم ْ طين أرض، ٍ َلوج ْدتُهُ في أ ّ يِ ُ آخر إنما لبنان شيي ٌء ٌ يصير ثوبُ ِك ت حينَ هو أن ِ ُ الربيع عنجر في ز ْه َر ْ َ قبر أ ّمي حين يُج ِب ُرني المسا ُء هو ُ على البكا ْء هو ذلك الجب ُل الذي ضعُهُ صار نَ ْه َد قد ِ األرض تر َ َ النجو ُم من السما ْء الغيم ْ يضيع لكن لن ويضي ُع حينا ً في جبا ِل ْ ِ عينيك است َ ِم ّري بالسنا هو دف ُء ِ الصقيع إنّي أموتُ من ْ ***** سمرا ُء ،هل تتَذ َّكرين؟ خام ِك ب الخلو َد على ُر ِ أنا الذي س َك َ ْ سنين من ٌ عينيك ال يعني سوى وطن بال ِ
أنا لم ْ خلف بابْ أزل متل ِبّسا ً بهوى القصيدةِ َ ُ ما زال يخفق في الضلوعِ وال يقو ُل أنا السرابْ وتراهنينَ على دمي؟ مستعار أنا من أحب َِّك دونَ أقنع ٍة ووج ٍه ْ وتحاولين بال شكا ٍة أن يكونَ الموتُ حلوا ً حين تت َّ ِس ُخ الحياة ُ المسروق أ َّخ َر عودتي هذي السنين منديلُ ِك عيونك قصةَ الحلُ ِم الذي أعرف من ولسوف ِ ُ النهار ْ قتلوهُ في َو َ ضحِ
ْ وطين حجر ٍ ْ ُّ عنا إن ظ َّل شي ٌء يستحق دمو َ ْ الوطن فهو تهب ما عا ّد في صدري ريا ٌح كي َّ الموانئ من جدي ْد على ِ قرب جرحي مرة ً انتظرت ُ ِك وأنا ْ َ يص ِل البري ْد أخرى ،ولم ِ ت وال البري ْد فعالم ال تأتين أن ِ َ س ْ ت َدوالينا إنّا عر ْفنا بعدما يَ ِب َ سرها ف َّ تنز ُ ي ِ معاناة َ الخوابي و ْه َ ْ البدن غير الروحِ يدركُ ما يُعاني ِه ال شي َء َ ت خلي َج أحزاني ت أن ِ ما دم ِ سفُ ْن فلن يَ ْسطي َع مو ُج البحر عرقلةَ ال ُ ِ ***** نار غير ْ أنا موق ٌد من ِ انكسرنا فجأة ً المساء إذا ماذا يظ ُّل من ِ ْ وعلى الحكايا أس َد َل الصمتُ الستار؟ ْ همومه ْم وتج َّم َع الفقرا ُء حو َل ِ ال يجرؤونَ على الحديث عن البعي ْد ويحار طف ٌل هل سيحم ُل صورة ً للمعتدي ُ أو للفقي ْد تدرينَ كم كنّا صغارا ً أجبرنا حينَ ُ َ الرغيف على النزوحِ ْ الوطن عن وأمام «ت ِّل أقسمنا بأنّا الخضر» ْ ِ َ سوف نرج ُع حين يرتح ُل الجرا ُد عن البال ْد الحزن أحم ُل في دمي ذاك أنا يا أ ُ َخيَّةُ منذُ َ ِ ْ السنين ِم ْنديلَ ِك المنسو َج من تعب يا أختُ ما ُ شأن الصباحِ بنا ونحن َّ موزعونَ على الهموم ْ الزمان نصلب الؤيا على باب يوم ُ في ك ِّل ٍ ع للدنيا ويمنعنا الحيا ُء من البكاء ونجو ُ ***** الحزن في عيْني ِْك ذاك من أج ِل َ ِ أ َّج ْلتُ الدمار ُ
حدس
زينب فايز راضي مساء قبل طلوع الفجر أنهكني طول الليل ومعاني االنحناء وكنت أشقى في البحث في جدول أحالمي ومحنة أيامي عن شعاع ينهي صراعي مع دفة التيه شعاع نبذ القناع واستمسك بالعروة وسواد القمة واستحال سهما عابرا ً القطاع مربتا على كتف المدى أن استفيق وصلنا الى المنحنى ونجونا اذ سمعنا صهيل خيل صديق ونشيد
" هوية املرء أخالقه ،فإذا ُفقدت أصبح املرء من دون هوية" د.حسن فرحات//