33 جريدة كلنا سوريون العدد

Page 1

‫التسجيل يف اجلامعات الرتكيّة‬

‫صراعات السيادة املناطقيّة‬

‫ص‪2‬‬

‫ص‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫ص‪8‬‬

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي‬ ‫جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين سور ّي جامع‪ ،‬يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫‪ /25‬حزيران ‪2015 /‬‬

‫«ريم»‬ ‫تكتب‬ ‫املوسيقى‬

‫العدد ‪- 33 -‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫االفتتاحية‬

‫هل ميكن والدة ح ّل سياس ّي‬ ‫يف سورية؟؟‬

‫احلسكة جمموعة نهرين ‪ -‬خاص كلّنا سوريّون‬

‫منع توزيع صحف سورّية معارضة‬ ‫منعت اإلدارة الذاتيّة في مدينة عفرين‪ ،‬توزيع ثالث‬ ‫صحف محلّيّة تنشرها الشبكة السوريّة لإلعالم‬ ‫المطبوع‪ ،‬بسبب وج��ود مقاالت «تهاجم اإلدارة‬ ‫الذاتيّة وحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ »‪ ،‬بحسب وصف‬ ‫«هيئة الثقافة واإلعالم ‪ -‬شمال سوريا» التابع لإلدارة‬ ‫الذاتيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لممثل «الشبكة السوريّة‬ ‫وقال مسؤول «الهيئة»‬ ‫لإلعالم المطبوع»‪ ،‬في الثامن من حزيران الحالي‪،‬‬ ‫إنّ المنع شمل العدد ‪ /32/‬من صحيفة «كلّنا‬ ‫سوريّون» و‪/ 78/‬من «تمدّن»‪ ،‬و‪ /171/‬من عنب‬

‫بلدي‪ ،‬لوجود مقاالت «تهاجم اإلدارة الذاتيّة» على‬ ‫ح ّد قوله‪.‬‬ ‫ورأت الهيئة أنّ المقاالت التالية‪:‬‬ ‫«الوحدات الكرديّة تهجّ ر العرب» من‬ ‫• ‬ ‫ّ‬ ‫صحيفة «كلنا سوريّون»‬ ‫«انتهاكات ض ّد عرب الحسكة» من «عنب‬ ‫• ‬ ‫بلدي»‪.‬‬ ‫• ‬ ‫«مسؤول في حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ‬ ‫ينفي تهجير العرب» من «تمدّن»‪.‬‬ ‫بأ ّنها «تسيء إلى اإلدارة الذاتيّة وتشيع التفرقة بين‬

‫مكوّ نات المنطقة»‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة «كلّنا سوريّون» قد تعرّ ضت لإليقاف‬ ‫من قبل بعض الفصائل المعارضة المسلّحة الموجودة‬ ‫في الشمال السوريّ وألكثر من مرّ ة‪.‬‬

‫مفترق الثالثين من حزيران‬

‫الضباع تتصارع أم تتقاسم؟‬ ‫صرّ ح كبير المفاوضين اإليرانيّين «عبّاس عرقجي»‬ ‫في الرابع من حزيران‪ ،‬بأنّ بالده والواليات الم ّتحدة‬ ‫وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا‪ ،‬أحرزت‬ ‫«تقدّما ً كبيراً في النصّ » في طريق صياغة اال ّتفاق‬ ‫النهائيّ حول الملفّ النوويّ اإليرانيّ ‪ ،‬والمفترض أن‬ ‫يت ّم التوصّل إليه في الثالثين من الشهر الحاليّ في‬ ‫«فيي ّنا»‪ .‬فيما قال «سيرغي ريابكوف» رئيس فريق‬ ‫المفاوضين الروس إلى تلك المفوضات‪ ،‬في تصريح‬ ‫لوكالة «ريا نوفوستي» الروسيّة‪« :‬لم يتح ّقق الكثير‬ ‫من االتفاقات الملموسة‪ ،‬وإنّ وتيرة تقدّم المحادثات‬ ‫تتباطأ تدريج ّياً»‪ ،‬وأضاف»ريابكوف»‪ :‬هذا األمر‬ ‫يقلقنا كثيراً ألنّ الوقت يضيق‪ ،‬وال ب ّد من الوصول‬ ‫بشكل عاجل إلى المرحلة النهائيّة‪».‬‬ ‫من جهتها قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة‬ ‫األميركيّة «ماري هارف» إنّ المفاوضات األخيرة‬ ‫بين وزي��ر الخارجيّة األميركي «ج��ون كيري»‬ ‫ونظيره اإليرانيّ «محمّد جواد ظريف» في السادس‬ ‫من حزيران في جنيف «لم تسمح بتسوية الخالفات»‬ ‫خاصّة حول مسائل هامّة مثل «عمليّات تفتيش‬ ‫المواقع العسكريّة اإليرانيّة» في إطار البروتوكول‬ ‫اإلضافيّ لمعاهدة منع انتشار األسلحة النوويّة‪.‬‬ ‫وفصّلت «هارف» في مواضيع المحادثات ذاكرة‬ ‫استمرارها حول مسألتين هامّتين‪ :‬أوّ الً‪ ،‬وتيرة‬ ‫رفع العقوبات‪ ،‬وثانياً‪ ،‬خفض مخزون إي��ران من‬ ‫اليورانيوم الضعيف التخصيب‪ ،‬من عدّة أطنان حال ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫تخطي‬ ‫إلى ثالثمائة كيلوغرام‪ ،‬مع تعهّد إيران بعدم‬ ‫هذا السقف على مدى خمسة عشر عاماً‪.‬‬ ‫أمّا وزير الخارجيّة الفرنسيّ «ل��وران فابيوس»‬

‫فقال معلّقا ً على النتائج «إ ّننا لم نصل‬ ‫بعد إلى نهاية المحادثات»‪ ،‬وبيّن أنّ‬ ‫أبرز المسائل العالقة هي «قيام فرق من‬ ‫المف ّتشين الدوليّين بالوصول إلى المواقع‬ ‫النوويّة اإليرانيّة وخاصّة العسكريّة‬ ‫منها»‪.‬‬ ‫في هذا الموقف الفرنسيّ تأكيد على تمسّك مجموعة‬ ‫(‪ )1 + 5‬بأن ينصّ اال ّتفاق النهائيّ في الثالثين من‬ ‫حزيران مع إيران على مطالب واضحة وهي‪:‬‬ ‫أن تخضع جميع المواقع والمنشآت النوويّة اإليرانيّة‬ ‫بما فيها العسكريّة‪ ،‬المعلن وغير المعلن عنها‪ ،‬لنظام‬ ‫رقابيّ دوليّ صارم‪ ،‬ولفترة تتراوح ما بين عشرين‬ ‫وخمسة وعشرين سنة‪.‬‬ ‫والسماح للمف ّتشين الدوليّين من هيئة الطاقة الذريّة‬ ‫بالدخول إلى المواقع والمنشآت النوويّة والمشتبه بها‬ ‫ومناجم اليورانيوم‪ ،‬للتفتيش والتأ ّكد من عدم وجود‬ ‫أيّة أعمال أو نشاطات عسكريّة تتعلّق بإنتاج أسلحة‬ ‫نوويّة‪ ،‬وأن يت ّم هذا التفتيش بشكل مستمرّ ومنتظم‬ ‫أو مفاجئ‪ .‬وأن يُمنح المف ّتشون الدوليّون صالحيّة‬ ‫استجواب العلماء العاملين في البرنامج النوويّ‬ ‫للحصول المعلومات الدقيقة عن البرنامج والخطط‬ ‫والنشاطات ذات الطابع العسكريّ ‪.‬‬ ‫ر ّد «عبّاس عرقجي» بأنّ «الوصول المضبوط» هو‬ ‫عمليّة محدّدة تطبّقها دول أخرى من أجل السماح‬ ‫للمف ّتشين التابعين لوكالة الطاقة الذريّة الدوليّة‪،‬‬ ‫للوصول إل��ى المواقع غير النوويّة‪ .‬واستدرك‬ ‫«عرقجي» أنّ هذا ال يعني «زيارات تفتيش» معتبراً‬ ‫أ ّنها ستكون استثنائيّة وأنّ على الوكالة «تبرّ ير طلبها‬

‫هذا»‪.‬‬ ‫من داخل المجموعة‪ ،‬كلّما انسجمت «روسيا» في‬ ‫مواقفها مع وضمن الـ (‪ ،)1 + 5‬تصبح في صراع‬ ‫خفيّ مع إي��ران‪ ،‬لو أخذنا باالعتبار التنافس على‬ ‫النفوذ في سورية المقتربة من التف ّتت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫التفاوض على محاصّصة‪ ،‬تشبه تلك التي خسر فيها‬ ‫الروس سابقا ً حصّتهم من العراق‪ ،‬عندما استولت‬ ‫إيران «ميليشياو ّياً» على أرض وقرارات شاركت‬ ‫فيها الواليات الم ّتحدة‪ ،‬وهم اليوم منغمسون – إيران‬ ‫والواليات الم ّتحدة وروسيا ‪ -‬في مشروع تقسيم مع ّقد‬ ‫لسورية‪.‬‬ ‫بعيداً عن التصريحات وعلى األرض‪ ،‬هنالك إيران‬ ‫التي تحت ّل أقساما ً من الجغرافيا لتصلها بلبنان‪،‬‬ ‫الواليات الم ّتحدة تقصف «داعش» بانتقائيّة تدعم‬ ‫وتنسّق مع األسد وليس مع الثوّ ار‪ ،‬روسيا تقدّم لهذا‬ ‫اال ّتجاه االستمرار بدءاً من «الفيتو» وح ّتى ما بعد‬ ‫«البراميل»؛ لذلك يبدو أنّ الضباع الثالثة يحاولون‬ ‫الحصول على منطقة النفوذ عينها‪ ،‬وللسبب ذاته‬ ‫يمكن أن يتخلّون عنها‪ ،‬طبعاً‪ ،‬فيما لو نالوا مقابالً‪.‬‬ ‫إيران – مثالً – لديها حلمها النوويّ على مفترق‬ ‫ها ّم يقع في آخر يوم من حزيران‪ ،‬فهل يقويّها في‬ ‫المفاوضات بقاؤها محتلّة لسوريّة‪ ،‬أ ّم يضعفها؟‬

‫عبد اهلل منديل‬

‫ح ّتى اليوم ال تلوح في األفق أيّة بوادر حقيقيّة لح ّل سياسيّ مكتمل وقابل‬ ‫للحياة‪ ،‬ح ّل يسمح لسورية أن تصبح دولة مستقرّ ة ضمن حدودها الحاليّة‬ ‫وقابلة للتطوّ ر واالستقرار‪ ،‬خصوصا ً في ظ ّل ظهور تنظيم «داعش»‬ ‫كطرف فاعل في لوحة الصراع بغضّ النظر عن حقيقة من يقف وراء‬ ‫هذا التنظيم ولماذا‪ ،‬وفي ظ ّل تنامي وتمدّد العسكرة المؤدلجة دين ّيا ً‬ ‫وطائف ّيا ً وقوم ّياً‪.‬‬ ‫إنّ بلورة وإنضاج أيّ ح ّل سياسيّ لهذا الصراع الذي تجاوز عامه الرابع‬ ‫لم يعد ممكنا ً إلاّ باتفاق دوليّ ألطراف فاعلة وقادرة على فرض وحماية‬ ‫بنود هذا الحلّ‪.‬‬ ‫إنّ االنتهاء من الصراع الدائر بين نظام األسد والشعب السوريّ هو‬ ‫المقدّمة الضروريّة لتحقيق أهداف المعركة على «داع��ش» أيّ أنّ‬ ‫التحالف الدوليّ الذي أنشئ أساسا ً بهدف محاربة «داعش» لن يح ّقق‬ ‫أهدافه التي سوّ ق لها إعالم ّياً‪ ،‬ما لم يت ّم أوّ الً إنهاء الصراع الدائر بين‬ ‫الشعب السوريّ والنظام السوريّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إنهاء هذا الصراع في سورية يتطلب أوّ ال وبك ّل وضوح إجبار النظام‬ ‫على نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقاليّة يمكنها أن تعمل على ترتيب‬ ‫األولويّات السوريّة وفي مقدّمتها إنهاء وجود «داعش» على األرض‬ ‫السوريّة األمر الذي يتطلّب إعادة تأهيل الجيش السوريّ وباقي األجهزة‬ ‫األمنيّة المختصّة وصهر ك ّل أنواع الوجود العسكريّ المسلّح والمتعدّد‬ ‫التسميات ضمن مؤسّسات الدولة‪ ،‬وإنهاء أيّ وجود أليّ سالح خارجها‪،‬‬ ‫لكن إلى أيّ ح ّد تسمح مصالح األطراف الدوليّة المتصارعة على األرض‬ ‫السوريّة إنجاز هذا الح ّل السياسيّ وخصوصا ً األطراف اإلقليميّة؟؟‪.‬‬ ‫إذا كانت تركيّة وإيران تعتقدان أنّ سورية هي بوّ ابة العبور لمشاريعهما‬ ‫االستراتيجيّة عبر الدين فإنّ هذا يش ّكل خطراً حقيق ّيا ً على سورية‪،‬‬ ‫فأردوغان الذي يف ّكر استراتيج ّيا ً بصرف نظره عن الدخول إلى السوق‬ ‫األوربيّة المشتركة وااللتفات إلى العالم اإلسالميّ كمنطقة نفوذ واسعة‬ ‫يعبر إليها من سورية عبر بوّ ابة اإلسالم فهو يجهض العلمانيّة في تركيّة‬ ‫أوّ الً‪ ،‬العلمانيّة التي جعلت من تركيّة بلداً متطوّ راً وأرست أسس دولة‬ ‫قابلة للتطوّ ر واالستقرار‪ ،‬وهو ثانيا ً يز ّج المنطقة كلّها في صراع لن‬ ‫يفضي في النهاية إلاّ إلى تقويض المنطقة كلّها‪ .‬أمّا الحديث عن إيران‬ ‫فله وجه آخر‪ ،‬والمشروع اإليرانيّ برمّته هو مشروع محكوم بالفشل‬ ‫داخل إيران نفسها أوّ الً وبال ّتالي في ك ّل التوابع لها تالياً‪ ،‬إنّ ارتكاز‬ ‫السلطة في إيران على الصيغة الدينيّة هو ارتكاز سيودي بها إلى الكارثة‬ ‫مهما طال الزمن‪ ،‬من هنا فإن بحث السوريّين عن صيغة دولتهم القادمة‬ ‫خارج مرتكزات الدين هو ضرورة ملحّ ة يجب العمل عليها بإخالص‪.‬‬ ‫إنّ المعبر الوحيد إلخراج المنطقة ‪ -‬وسورية من ضمنها ‪ -‬من نفق‬ ‫الصراعات المذهبيّة والقوميّة وغيرها من الصراعات والتي طالت‬ ‫لقرون طويلة هو بناء وإرساء الدولة الوظيفيّة المحايدة والتي تكون فوق‬ ‫الطوائف والمذاهب و‪..‬و‪ ..‬على أسس العلمانيّة والديمقراطيّة وصياغة‬ ‫أنظمة تكون المواطنة العادلة ركيزتها األساسيّة‪.‬‬ ‫إنّ مناطحة حقائق التطوّ ر والتاريخ وقسر هذه البلدان وشعوبها على‬ ‫العيش في ظ ّل مفاهيم لم تعد صالحة للبشريّة في قرنها الواحد والعشرين‬ ‫هو انتحار وتصميم على سجن هذه الشعوب والبلدان داخل حلقة الموت‬ ‫والتخلّف‪.‬‬ ‫إذا كان من هناك حقائق وعبر يمكن االستفادة منها عند النظر إلى‬ ‫المستقبل فأهمّها يتجلّى في أنّ المشاريع الوطنيّة ال يمكن أن تقوم عبر‬ ‫االرتهان للخارج‪ ،‬وال باالرتكاز على الدين‪ ،‬لكن هذا يتطلّب أوّ الً أن‬ ‫يكون هناك طرف سوريّ قادر على رسم خريطة المصلحة الوطنيّة‬ ‫السوريّة وتحشيد السوريّين حولها والدفاع عنها لفرضها كحقيقة أساسيّة‬ ‫في لوحة الصراع الجاري في سورية‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬

‫طالما كان هاجسنا كشباب سوري ثائر التأكيد على هوية‬ ‫سورية جامعة تكون بوصلة لكل السوريين‪...‬‬ ‫سوريا لكل مواطنها‪،‬‬ ‫سوريا لكل السوريين‪...‬‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪33‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫حزيران‪ّ ،‬‬ ‫لعل الذكرى تنفعنا‬

‫المشاريع التقسيمّية‬

‫صراعات السيادة‬ ‫المناطقّية ‪..‬‬

‫تشريح ما يه ّدد أهداف الثورة‬ ‫تض ّخم الذات السلطويّة دون أ ّي شعور بالذنب وصل ح ّد الوقاحة‬ ‫رمت آثار النكسة في حزيران ظاللها وس��وري��ة بعدها‪ ،‬من جهة انتعاش‬ ‫على الواقع العربيّ وخصوصا ً في الحركات السلفيّة‪ ،‬والسلفيّة الجهاديّة‬ ‫مشرقه‪ ،‬وأدّى انكسار الجيوش العربيّة وانتشار الغيبيّة واألصوليّة‪ ،‬واطراداً‬ ‫المتخمة باأليديولوجيّة على حساب سلوك ّيا ً من االنهزاميّة االجتماعيّة‪ ،‬في‬ ‫العزيمة أم��ام إسرائيل إل��ى خسارة مواجهة نتائج الهزيمة‪ ،‬وهجر العمل‬ ‫أراض��ي شاسعة ما كانت إسرائيل في ايجاد الح ّل لصالح المعجزة القادمة‬ ‫نفسها تحلم بها حينها‪ ،‬ولم يكن ‪ -‬ربّما من هللا أو من الزعيم‪ ،‬وم��ن جهة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ في حسبانها أن‬‫تضخم الذات‬ ‫تخطط لتداعيات ما أخرى أدّت الهزيمة إلى‬ ‫بعد الهزيمة على بلدان المواجهة‪ .‬هذه السلطويّة دون أيّ شعور بالذنب وصل‬ ‫التداعيات التي ساهمت في انكسار ح ّد الوقاحة ‪ -‬هذه الوقاحة سترافقنا إلى‬ ‫ّ‬ ‫المحطات والمواقف‬ ‫الحلم القوميّ عامّة والوطنيّ خاصّة‪ ،‬اآلن في معظم‬ ‫وأطلقت العنان للقيح الكامن تحت التي واجهتها وتواجهها سورية ‪ -‬أدّى‬ ‫ّ‬ ‫تضخم القمع السياسيّ واعتقال‬ ‫الجلود‪ ،‬الذي ما زلنا ندفع فاتورته إلى معه إلى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫األص��وات الداعية‬ ‫تداعيات‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫إلى اط�لاق سراح‬ ‫الفاجعة الكربى‬ ‫الهزيمة هو قصور‬ ‫الحريّات ومحاربة‬ ‫اكتشاف‬ ‫هي‬ ‫ال���ذات االجتماعيّة‪،‬‬ ‫الفساد‪ ،‬ومحاسبة‬ ‫ال��م��س��ؤول��ي��ن عن‬ ‫ّ‬ ‫بعدما ك��ان الحماس التصاقنا وجتذرنا‬ ‫لدى الجميع بأنّ األمّة‬ ‫ال��ه��زي��م��ة‪ ،‬وعلى‬ ‫ت��س��ي��ر ع��ل��ى خطى بتلك املفاهيم على‬ ‫الرغم من محاوالت‬ ‫ال��ت��ح��ري��ر‬ ‫إع���������ادة ط���رح‬ ‫وال��ت��ق��دّم حساب الشعارات‬ ‫ّ‬ ‫وح ّل قضايا التخلف‪،‬‬ ‫السؤال الوجوديّ ‪،‬‬ ‫ف���ج���اءت ال��م��ع��رك��ة واملفاهيم الوطنيّة‬ ‫ال��ق��دي��م‪ ،‬الحديث‪،‬‬ ‫لتحرّ ف بقواها‬ ‫والمعاصر وربّما‬ ‫الدافعة والدميقراطيّة‬ ‫ذاك الحماس وتع ّكر‬ ‫المستقبليّ ‪ ،‬لماذا‬ ‫صفو المياه المطمئنة‬ ‫ه��زم��ن��ا ول���م���اذا‬ ‫في الصدور‪.‬‬ ‫انتصروا؟‪ ،‬لماذا تقدّم غيرنا ولماذا‬ ‫قصور الذات تلك ولّد نكوصا ً فجائع ّياً‪ ،‬تراجعنا؟‪ ،‬كان للنكسة آثارها العميقة‬ ‫أطلق العنان لصعود ت� ّي��ارات غير في جيل معاصريها وأجيالها التالية‪،‬‬ ‫عقال ّنية تفسّر النكسة‪ ،‬وكان لبروز حيث ستطفو على السطح مفاهيم كانت‬ ‫دور الحركات الدينيّة وانسحاب مخفيّة في قاع الالوعي الجمعيّ لدينا‪،‬‬ ‫اليسار بكا ّفة أطيافه من ساحة الفعل كالطائفيّة والعشائريّة والعرقيّة‪ ،‬وربّما‬ ‫السياسيّ ‪ -‬على علاّ ته ‪ -‬كمعادل كانت الفاجعة الكبرى هي اكتشاف‬ ‫ّ‬ ‫وتجذرنا بتلك المفاهيم على‬ ‫موضوعيّ كشف عن هزال مجتمعات التصاقنا‬ ‫ناقصة األهليّة من جهة التخمة الزائفة حساب الشعارات والمفاهيم الوطنيّة‬ ‫بالشعارات التي كانوا قد تب ّنوها‪ ،‬أقلّه والديمقراطيّة التي نودي بها آنذاك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطته‬ ‫في مصر وسورية‪ ،‬وهما الدولتان اآلن‪ ،‬هل ج��فّ الحبر ال��ذي‬ ‫المعنيتان أكثر بالحرب وتبعاتها‪.‬‬ ‫الهزيمة على دفاترنا؟ ال‪ ،‬ولسنا بحاجة‬ ‫سيكون لتراجع الحماسة في التحرير اآلن إل��ى ق��راءة تلك الدفاتر‪ ،‬فهي‬ ‫والتقدّم والتصنيع أمام انتعاش مشاعر واضحة لعين العاقل‪ ،‬والسؤال األه ّم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التشظي واالغ��ت��راب وجلد ال��ذات‪ ،‬هو هل يمكننا أن نزيل آثار الهزيمة‬ ‫كما ستبتلع الحناجر التقدّميّة ألسنتها تلك والهزائم الالحقة؟‬ ‫على حساب انطالق حناجر المتديّنين وهنا الـ(نا) م ّتصلة بجميع السورييّن‪،‬‬ ‫الداعية إلى عودة األبناء الضالّين إلى لك ّنها تبعا ً للواقع ما زالت مبنيّة على‬ ‫حظيرة هللا‪ ،‬وسيكون لذلك جروحه السكون‪ ،‬وإل��ى اآلن لم نستطع أن‬ ‫ال��غ��ائ��رة ف��ي جسد ك�� ّل م��ن مصر نكسر القاعدة في تحريكها‪ ،‬وربّما من‬

‫االجحاف بح ّقنا‬ ‫كسوريّين أن‬ ‫ن���وجّ ���ه إل��ى‬ ‫أن��ف��س��ن��ا ه��ذا‬ ‫السؤال الضخم‬ ‫وال���م���ت���ع���ب‬ ‫وخ��ص��وص��ا ً‬ ‫في أيّامنا هذه‬ ‫ونحن نواجه‬ ‫تهديدات جمّة‬ ‫م��ن مواجهة‬ ‫ت����ح����دّي����ات‬ ‫الحياة اليوميّة‬ ‫وص��والً إل��ى تهديد وج��ودن��ا ككيان‬ ‫سياسيّ واجتماعيّ ‪.‬‬ ‫ما فعله السوريّون من تفجير سكونهم‬ ‫على عنت السلطة‪ ،‬وم��ا تبعها من‬ ‫شعارات وطنيّة‪ ،‬كانت إرهاصات‬ ‫اإلجابة على ذلك السؤال‪ ،‬ومساهمة‬ ‫ف��ي فكفكة المنظومة التي أنتجت‬ ‫وسائل الهزائم واإلخفاقات الوطنيّة‪،‬‬ ‫وكانت الثقة قد أخذت بالكثيرين إلى أنّ‬ ‫ما يحصل اآلن سيدحر النظام بشهور‬ ‫ع �دّة‪ ،‬واثقين بمن سبقهم في مصر‬ ‫وتونس‪ ،‬أال يذ ّكرنا ذلك الحماس بنفس‬ ‫حماس مجتمعات دول الطوق‪ ،‬قبل‬ ‫مواجهة إسرائيل في حزيران‪ ،‬حينما‬ ‫ظ ّنوا‪ ،‬ظنون الثقة أ ّنهم ذاهبون إلى‬ ‫جبهات القتال كنزهة لرمي إسرائيل‬ ‫في البحر والفوز باالستحقاق القوميّ‬ ‫في تحرير األراضي المحتلّة‪ ،‬ليعودوا‬ ‫بعدها إلى األحضان الدافئة؟‪.‬‬ ‫لكنّ إسرائيل لم تدحر والنظام لم يسقط‬ ‫ك‬ ‫في شهور‪ ،‬وه��ذا األخير بدأ الش ّ‬ ‫بفكرة رحيله كمؤسّسة كاملة‪.‬‬ ‫م��ن ال��م��ف��روغ منه أنّ م��ن يتحمّل‬ ‫أخطاء الماضي والحاضر وتبعاته‬ ‫في المستقبل هو نظام االستبداد‪ ،‬لكن‬ ‫ما يهمّنا هنا هو الثورة‪ ،‬بمؤسّساتها‬ ‫وناسها وأحالمها وأه��داف��ه��ا‪ ،‬التي‬ ‫رافقها فشل منذ بدايتها إل��ى اآلن‪،‬‬ ‫من فشل إنتاج مشروع وطنيّ يرفد‬ ‫الحالة الثوريّة ال��س��ور ّي��ة‪ ،‬وإنتاج‬ ‫خارطة طريق تسير عليها الثورة‬ ‫وجموع الثائرين في مواجهة القضايا‬ ‫الوطنيّة‪ ،‬مصحوبا ً بعدم القدرة على‬

‫وقائع جديدة يف عمليّة التقسيم‬

‫إفراز قيادة حقيقيّة نجتمع تحت لوائها‪،‬‬ ‫وتغليب العواطف على إعمال العقل‪،‬‬ ‫مضافا ً إليه تحجّ ر مطالب الطرفين‪،‬‬ ‫وخصوصا ً من قبل النظام‪ ،‬منتهجا ً‬ ‫حوار البرميل والمذبحة في إيصال‬ ‫الرسائل إلى ض ّفة الثائرين‪.‬‬ ‫وأم��ام خدش حسّ العدالة المنتظرة‬ ‫واستعصاء ال��ح �لّ‪ ،‬أصبح العنف‬ ‫هو الوسيلة الوحيدة إلعادة التوازن‬ ‫لميزان تلك العدالة (حنا أرندت)‪ .‬وال‬ ‫مفرّ هنا من إلصاق الفشل في إنتاج‬ ‫فلسفة وطنيّة ديمقراطيّة والتهرّ ب من‬ ‫إنتاج مشاريع وطنيّة‪ ،‬ذلك الفشل أفسح‬ ‫المجال لبروز مشاريع طائفيّة وعرقيّة‬ ‫سوداء‪.‬‬ ‫أليس ك ّل ما سبق هو إحدى توابع‬ ‫هزيمة حزيران؟‬ ‫ألم يكن في غياب وتغييب المثقفين‬ ‫وال��م��ج��ت��م��ع��ات ع��ن س��اح��ة العمل‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬له اإلسهام األكبر في ّ‬ ‫تعثر‬ ‫خطى الثورة والعمل المعارض؟‪ ،‬لكن‬ ‫والسؤال هنا‪ ،‬ماذا تتحمّل الشعوب‬ ‫ونخبتها من مسؤوليّة فيما وصل الحال‬ ‫إليه اآلن؟‬ ‫وليس ال��ه��دف توصيف المقدّمات‬ ‫التي من الممكن أن تؤدّي إلى نتائج‬ ‫مخزية في الثورة السوريّة‪ ،‬وإ ّنما‬ ‫دعوى إليجاد مقاربة ومقارنة تاريخيّة‬ ‫وتشريح لمكامن العطب الواضحة‬ ‫والمستفحلة‪ ،‬ورغبة في ردم مستنقعات‬ ‫تهدّد نقاء أهداف الثورة الوطنيّة‪.‬‬ ‫فهل فاتنا القطار؟‪.‬‬ ‫سومر العبداهلل‬

‫العربي‬ ‫اليسار‬ ‫ّ‬

‫قبل وبعد الربيع‬ ‫تحيلنا كلمة يسار الى عدّة مفاهيم منها معاصرة ومنها تبعيتها لألنظمة وإلى اآلن لم‬ ‫مرتبطة بالثورة الفرنسيّة التي ثارت ض ّد الحالة تفلح‪ ،‬رغم الكثير من الكتب‬ ‫االرستوقراطيّة ورجال الدين‪ .‬ولكن المفاهيم التي والمطبوعات والمنشورات‬ ‫ترتبط باليسار كعروة وثيقة هي مفهوما ً «المساواة» الورقيّة واإللكترونيّة التي‬ ‫والتي ارتبطت بالحالة االجتماعيّة أكثر منها سياسية حاولت أن تعيد قراءة اليسار‬ ‫في البداية ولكن تطوّ رت فيما بعد لتالمس مفهوم بحالة عصريّة ولك ّنها لم‬ ‫المواطنة المطروح من قبل الليبرالية (المساواة تستطع إثبات وجودها على‬ ‫القانونيّة واالجتماعيّة والسياسيّة والجنسيّة)‪ ،‬و جميع األصعدة‪ ،‬وإن وجدت‬ ‫«الحرّ يّة» التي انتجت مواثيق األمم الم ّتحدة التي فأكثر قياداتها لهم ارتباط‬ ‫مازال معموالً بها إلى يومنا هذا‪ .‬ولكن مازال يسارنا وث��ي��ق بالسلطة الحاكمة‬ ‫العربيّ يقبع في زنزانته يحلم بالتغيير دون أن يحرّ ك أو قابعون في زنزانات تلك األنظمة‪ .‬مع العلم أنّ‬ ‫ساكناً‪ ،‬وإن تحرّ ك كما حدث بعد الربيع العربيّ فوقف األنظمة العربيّة بك ّل عروشها وأحزابها قاومت‬ ‫بغالبيّته في وجه حرّ يّة الشعوب ووضع العصي بين اليسار وأجبرته في بعض األحيان على ا ّتباع أساليب‬ ‫عجالت ربيعهم‪ ،‬رغم أنّ أغلب أدبيّاته وكرّ اساته العمل السرّ يّ أو تب ّني أفكار تعارض اليساريّة‬ ‫مليئة وتنادي بهذه المفاهيم‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫وثق اليسار تحالفه المعلنة‪ ،‬إلاّ أنّ اليسار أيضا ً لم يرض أن يساعد نفسه‬ ‫مع األنظمة العربيّة وانهال على‬ ‫ويخرج من الجحر الذي وضع نفسه‬ ‫الشعوب العربيّة ب��أالف ال ّتهم‬ ‫فيه‪ ،‬فتقوقع على ذاته وجمد مفاهيمه‬ ‫األنظمة العربيّة‬ ‫الجاهزة‪.‬‬ ‫وحوّ لها إلى بنية مغلقة عصيّة على‬ ‫ً‬ ‫بقيت ألربع سنوات أت��ردّد‬ ‫مواكبة العصر سياس ّيا والتطوّ ر‬ ‫على بك ّل عروشها‬ ‫أحد مكاتب اليساريّين في مدينة‬ ‫االجتماعيّ ‪ ،‬فغدت نصوصه مقدّسة‬ ‫حلب‪ ،‬ورأي��ت العجب العجاب‪ ،‬وأحزابها قاومت‬ ‫ال يأتيها الباطل‪ ،‬وتدوّ ر الواقع بك ّل‬ ‫فمن مكتبة ال هيكل لها وال‬ ‫زواي���اه من خ�لال تلك النصوص‬ ‫رفوف اليسار وأجربته يف‬ ‫إلاّ ف��ي ذاك��رت��ي‪ ،‬إل��ى تراتيل‬ ‫وتحجمه على مقاسها‪ ،‬فتحوّ ل من‬ ‫النميمة على فالن من أجل لباسه بعض األحيان على‬ ‫حالة فلسفيّة تطرح ك ّل المواضيع‬ ‫على طاولة االستفسار إلى قوالب‬ ‫أو عالن كيف تكلّم مع فالن أو اتّ‬ ‫العمل‬ ‫أساليب‬ ‫باع‬ ‫فالنة‪ ،‬إلى أن أتى عصر التجديد‬ ‫جامدة تك ّفر ك� ّل من يخالفها وقد‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الس‬ ‫في ذاك الحزب وبدأت العصرنة‬ ‫تهاجم غيرها من التيّارات اليساريّة‬ ‫ّ‬ ‫«الحجريّة» بالدعوة إلى فصل‬ ‫بذات النصوص ولكن بقراءة أخرى‬ ‫الذكور عن اإلناث في االجتماعات‬ ‫(ماويّة أو تروتسكيّة أو لينينيّة إلخ)‪.‬‬ ‫الحزبيّة وح ّتى في الندوات الثقافيّة واالجتماعيّة‪.‬‬ ‫وغالبيّة هذه التيارات لها بوصلة توجّ هها وقِبلة تح ّج‬ ‫هؤالء من يسمّون أنفسهم صناديد اليسار فأيّ يسار إليها‪ ،‬فهذا األمر ليس محصوراً بالمتديّنين فقط بل‬ ‫هذا؟‬ ‫بأصحاب األيديولوجيّات اليساريّة المعلّبة أيضاً‪.‬‬ ‫لن أنفي أنّ الكثير من التيّارات اليساريّة عملت على فالماركسيّون حوّ لوا القبلة من م ّكة إلى موسكو‪ ،‬ولكن‬ ‫قراءة تجربتها ومحاولة نقد تلك المرحلة من تاريخها سرعان ما تش ّتت‪ ،‬أو أنّ البعض أعادوها إلى م ّكة‬ ‫نقداً ب ّناء حسب زعمها‪ ،‬ورغم أ ّنها توصلت في بعض بعد سقوط اال ّتحاد السوفي ّتي فمثالً «حسن» كان في‬ ‫األوق��ات لنتيجة أ ّنها لم تستطع مواكبة واستيعاب ذكرى مولد أو وفاة «لينين» يقدّم عدّة خراف ابتهاجا ً‬ ‫التطوّ رات والواقع السياسيّ والعلميّ ‪ ،‬وأيضا ً أيقنت أو حزنا ً في ذاك اليوم‪ ،‬ولكن عاد نفس الشخص‬ ‫أنّ أحد أسباب ذلك هو االبتعاد عن الشارع الذي بعد فترة ليقدّم تلك الذبائح في العيد قربانا هلل وغيّر‬ ‫حاولت أن تخاطبه بلهجة فوقيّة أو ثقافويّة إلى صنعته من الكالم بالمفاهيم إلى الكالم بالوعد والوعيد‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫لتارك الصالة (شيخ جامع)‪ .‬أو تلك الهتافات الر ّنانة‬ ‫التي تظهر القائد برمزيّة نابعة من أدبيّات التيّار كما‬ ‫كان يغنى لبكداش (خالدنا راسو عنيد بيقطع جنازير‬ ‫الحديد) تعبيراً عن عناده وإصراره في تطبيق سلطة‬ ‫البروليتاريّة إلى هتافات (خيبر ‪...‬خيبر يا يهود)‪.‬‬ ‫هذه أمثلة عن أزمة العقل العربيّ وخاصّة اليسار‪.‬‬ ‫ولكن بعد الثورات العربيّة عمل ذاك اليسار على‬ ‫رم��ي الشعوب بأحكامه المعلّبة وجمع حشوده‬ ‫المعدودة إلى جانب األنظمة بل عمل على التجييش‬ ‫الطائفيّ مساهما ً بالترويج ألكاذيب األنظمة ومدفوعا ً‬ ‫بنظريّة المؤامرة التي الزمت ذاك العقل منذ «كمونة‬ ‫باريس» إلى معاداة الشيطان األوح��د والتحالف‬ ‫مع اليمين الدينيّ ض ّد تلك المؤامرة (اإلمبرياليّة‬ ‫والرأسماليّة إل ّخ)‪ .‬وقد ّ‬ ‫تجذرت أزمة اليسار العربيّ‬ ‫والشرق أوسطيّ بعد قيام الثورة السوريّة حين رمى‬ ‫مفاهيمه النقديّة والثورجيّة وسنّ قوانين المواجهة‬ ‫لجانب النظام وحلفائه المستجلبين طائف ّيا ً رغم أنّ‬ ‫هناك العديد من التيّارات اليساريّة حاولت وتحاول‬ ‫لملمة شملها بعد أن تحوّ لت من مبادرات فرديّة إلى‬ ‫جماعيّة‪ ،‬ولكن إلى اآلن السمة العامّة لليسار العربيّ‬ ‫هي دعم النظام األسديّ ض ّد الشعب السوريّ ‪.‬‬ ‫فهل ما وصلت إليه الحركات اليساريّة في المنطقة‬ ‫العربيّة هو نتاج تقوقعها الماضويّ إيديولوج ّيا ً أم‬ ‫نتاج قمع األنظمة لها أم لسعيها الدؤوب للوصول‬ ‫إلى السلطة دون تحقيق ذلك فانضوت بأسمائها تحت‬ ‫سلطة الحاكم وهي تضرب معارضيها بسوطه؟‬ ‫سقطت تلك األيدولوجيّات مع أوّ ل صرخة حرّ يّة‬ ‫ولكن إلى اآلن ما زال الكثير ال يفقه معنى تلك الكلمة‬ ‫رغم أنّ كرّ اساته مليئة برسم تلك الكلمة‪.‬‬

‫زين كفا‬

‫في التطوّ رات األخيرة على الساحة السوريّة‪ ،‬كثيراً ما تطفو تلك‬ ‫المتغيّرات الهامّة على الصعيد الميدانيّ ‪ ،‬من جهة التقدّم أو التقهقر‪،‬‬ ‫لهذا الطرف أو ذاك‪ ،‬لتظهر المزيد من التعقيدات والعوائق بوجه أيّ‬ ‫خالص قادم‪ ،‬دون االقتراب من أيّ مخرج ممكن‪ ،‬ففي الجغرافيا‬ ‫السوريّة التي فقد نظام األسد سيطرته عليها‪ ،‬والتي لم يعد ممكنا ً‬ ‫العودة إليها‪ ،‬ثمّة الكثير من المقاتلين والمتقاتلين‪ ،‬وثمّة الكثير من‬ ‫األسلحة والذخائر‪ ،‬فهل أضحى التقسيم واقعا ً ينتظر اإلعالن عنه‪ ،‬أم‬ ‫أنّ البالد قد دخلت في حالة من صراع المسلّحين على السيادة في‬ ‫هذه المنطقة أو تلك؟‪..‬‬ ‫إنّ ما حصل في األيّام األخيرة شمال الر ّقة‪ ،‬قد دفع الكثيرين للحديث‬ ‫عن وقائع جديدة في عمليّة التقسيم‪ ،‬وقائع قد ال يمكن التو ّقف عندها‬ ‫في سياق الحرب المشتعلة‪ ،‬بقدر ما يمكن التو ّقف أمام ما أحدثته من‬ ‫كوارث حادّة لس ّكان تلك المنطقة‪ ،‬دفعت بك ّل تلك األعداد من المدنيّين‬ ‫ل����ل����خ����روج‬ ‫ال���ج���م���اع���يّ‬ ‫وقراهم‪ ،‬وقائع‬ ‫م����ن م��دن��ه��م‬ ‫ال تشير إلاّ‬ ‫إل����ى طبيعة‬ ‫بهذه املعارك غري‬ ‫المسيطرة على‬ ‫ت��ل��ك‬ ‫ال��ق��وى املنتهية‪ ،‬يتع ّرض‬ ‫م���دى قدرتها‬ ‫األرض‪ ،‬وإلى‬ ‫ف��ي ال��خ��روج‬ ‫على المساهمة الشعب السور ّي‬ ‫ال��م��س��ت��م��رّ ة‪،‬‬ ‫م��ن ال��ك��ارث��ة‬ ‫ّ‬ ‫أطيافه‬ ‫ل‬ ‫وبك‬ ‫ال����ك����رديّ����ة‬ ‫فقوّ ات الحماية‬ ‫‪، »»PYD‬‬ ‫التابعة لحزب السياسيّة ومكوّناته‬ ‫ذلك الجزء من‬ ‫ال���ذي يُعتبر‬ ‫ألبشع‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫االجتماع‬ ‫ّ‬ ‫ال���س���وريّ���ة‪،‬‬ ‫ال��م��ع��ارض��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال���ت���ن���س���ي���ق‬ ‫الممثل بهيئة أنواع القهر‬ ‫م����وس����ك����و‬ ‫وم��ؤت��م��رات‬ ‫وال���ذي يطبّق‬ ‫وال���ق���اه���رة‪،‬‬ ‫اإلدارة الذاتيّة في المناطق الكرديّة‪ ،‬قد خاضت ومنذ أشهر قليلة‪،‬‬ ‫وبمشاركة قوى عربيّة وكرديّة أخرى‪ ،‬وبمساندة جوّ يّة فاعلة من‬ ‫قوى التحالف بقيادة الواليات الم ّتحدة‪ ،‬معركة طويلة وشرسة مع‬ ‫تنظيم الدولة في عين العرب (كوباني)‪ ،‬في حين أنّ ما حصل‬ ‫ويحصل في منطقة «ت ّل أبيض» ومحيطها من انسحابات سهلة‬ ‫لـ «داعش»‪ ،‬تحمل الكثير من التساؤالت والدالالت المتعلّقة بأحد‬ ‫طرفي هذه المعركة‪ ،‬وربّما بكليهما‪ ،‬فإذا كان البعض ال يرى في‬ ‫آليّة عمل هذا الحزب‪ ،‬سوى سعيه الواضح نحو دولة كرديّة شمال‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة والمعتدلة‪،‬‬ ‫سورية‪ ،‬يرى البعض اآلخر فيه القوّ ة الوحيدة‬ ‫التي تم ّكن األمريكيّين من االعتماد عليها في المواجهة المباشرة‬ ‫مع «داعش»؛ كذلك‪ ،‬فإنّ ذلك التخلّي السهل لـ «داعش» عن تلك‬ ‫المنطقة‪ ،‬يشير بشكل أو بآخر‪ ،‬إلى آليّات عملها المختلفة من موقع‬ ‫آلخر‪ ،‬أو يدلّل على التفاوت الكبير في قوّ ة هذا التنظيم من منطقة‬ ‫ألخرى‪ ،‬وربّما لعدم خضوعه إلى بنية مركزيّة محدّدة‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬إنّ ما يقوم به النظام من قصف يوميّ على مناطق واسعة‬ ‫من التجمّعات المدنيّة السوريّة بالبراميل والصواريخ العشوائيّة‪ ،‬مع‬ ‫هزائمه وانسحاباته المتكرّ رة نحو القسم الغربيّ الممتد من الالذقيّة‬ ‫ح ّتى دمشق‪ ،‬واستماتة مختلف الميليشيات اإلقليميّة التي استقدمها في‬ ‫السيادة على ذلك الشريط‪ ،‬قد ال يفسّر سوى بعمليّات ترسيم حقيقيّة‬ ‫لحدود دولة جديدة‪ ،‬بينما تستمرّ قوّ اته وميليشيّاته المنتشرة في مراكز‬ ‫متعدّدة من باقي البالد‪ ،‬بفرض حالة الحرب المستمرّ ة بأيّ شكل كان‪،‬‬ ‫واستبعاد ك ّل الحلول السياسيّة‪ ،‬بما سيحمله أيّ ح ّل كان من نهاية‬ ‫مرتقبة لذلك النظام المجرم كما لشركائه اإلقليميّين‪ ،‬األمر الذي يجعل‬ ‫من عمليّة التقسيم في ذهن النظام وحلفائه عمليّة بعيدة عن المدى‬ ‫المنظور‪ ،‬وربّما غير ممكنة بآليّات العمل الم ّتبعة من قبلهم‪ ،‬كذلك‬ ‫فإنّ ما تقوم به التشكيالت المسلّحة األخرى من جبهة النصرة وقوى‬ ‫الثورة‪ ،‬المنتشرة من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬وتحت مسمّيات مختلفة‬ ‫كجيوش محلّيّة‪ ،‬من جيوش الفتح األق ّل اعتداالً (بوجود النصرة) إلى‬ ‫جيوش أكثر اعتداالً‪ ،‬ال ُتظهر أيّ نزوع واضح نحو التقسيم وإقامة‬ ‫دويالتها المحلّيّة الخاصّة بك ّل جيش‪ ،‬بقدر ما تظهر سيادة مسلّحة‬ ‫من تلك الجيوش على العديد من المناطق‪ ،‬ودخولها في صراعات‬ ‫غير منتهية على مواقع النظام و «داعش» المنتشرة في مناطقها‪،‬‬ ‫مع قصفها العشوائيّ للمدنيّين في األقسام الواقعة منها تحت سيطرة‬ ‫النظام‪ ،‬دون القدرة على تحقيق الحسم العسكريّ الشامل‪ ،‬أو التوجّ ه‬ ‫ّ‬ ‫والمنظم للخروج من تلك الكارثة المتفاقمة‪.‬‬ ‫الموحّ د‬ ‫بهذه المعارك غير المنتهية‪ ،‬وبما تتضمّنه من عمليّات كرّ وفرّ ‪،‬‬ ‫وبما تتسبّب به من قتل وتدمير وتهجير متواصل‪ ،‬يتعرّ ض الشعب‬ ‫السوريّ وبك ّل أطيافه السياسيّة ومكوّ ناته االجتماعيّة ألبشع أنواع‬ ‫ّ‬ ‫القهر‪ ،‬قهراً ال ّ‬ ‫المتمثلة‬ ‫يتمثل في حرمانه وفقط من وسائل العيش‬ ‫بالعمل والطعام والماء والكهرباء‪ ،‬بل وفي االعتداء على ح ّقه‬ ‫األساسيّ في الحياة وعلى اإلقامة في بيوت سكنه وبشكل مباشر‪،‬‬ ‫عبر ك ّل صنوف األسلحة والقذائف القاتلة والمدمّرة‪ ،‬حرمانا ً دفع‬ ‫ويدفع بأعداد كبيرة منه للهروب من هذا الجحيم‪ ،‬باتجاهات األرض‬ ‫والبحر المختلفة‪ ،‬بعيداً عن مساهمتهم في أيّة عمليّات تقسيم للوطن‪،‬‬ ‫ذلك الوطن الذي ال يختلف أيّ سوريّ ‪ -‬مهما كان انتماؤه الطائفيّ أو‬ ‫القوميّ ‪ -‬على عدم تقسيمه أو المساس بوحدة شعبه وأرضه‪.‬‬

‫لؤي حاج بكري‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫‪3‬‬

‫السنة الثانية‬

‫خلخلة العالقة بين اللفظ ومعناه‬

‫حوار في ضياع الفهم والمفهوم‬ ‫ردّاً على مقالة للدكتور ع ّزام أمني يف جريدة احلياة األربعاء‪ ٢٤ ،‬يونيو‪ /‬حزيران ‪٢٠١٥‬‬ ‫قد يكون أحد أه ّم آثار الثورات التي قامت‪،‬‬ ‫هو‪ :‬خلخلة العالقة بين اللفظ ومعناه‪ ،‬فما عاد‬ ‫القائل أو الكاتب يطمئنّ ‪ ،‬تماماً‪ ،‬لما يقول ولما‬ ‫يكتب‪ .‬ولقد الحظ ّ‬ ‫عزام أمين هذا في مقاله‬ ‫«الطائفيّة االجتماعيّة والطائفيّة السياسيّة‬ ‫في سورية”‪ ،‬الذي نشرته صحيفة الحياة في‬ ‫عدد الجمعة ‪12‬حزيران ‪ ،2015‬وهو المقال‬ ‫المتماسك والسلس في أسلوبه‪ ،‬والذي ينشغل‬ ‫في انتاج تعريفات فمفهومات تحاول أن تكون‬ ‫فاعلة في تحديد إشكاليّة «الطائفيّة»‪ ،‬فالتعرّ ف‬ ‫إليها‪ ،‬فالتم ّكن من تفكيكها وحلّها‪.‬‬ ‫من ه��ذا اله ّم ينكتب التمييز بين الطائفة‬ ‫والطائفيّة‪ ،‬وبين الطائفيّة االجتماعيّة والطائفيّة‬ ‫السياسّية‪ .‬وهدفه من هذا التمييز أن نتجاوز‬ ‫«ال��خ�لاف الجوهريّ بين من ينكر تماما ً‬ ‫وجود هذه الظاهرة ومن يعتبرها واقعا ً يجب‬ ‫تناوله»‪ ،‬وهو هدف نبيل سأباشر في إعادة‬ ‫توزيع تعريفاته من األبسط إلى األكثر تركيباً‪.‬‬ ‫أبدأ بتعريف ّ‬ ‫عزام للطائفة التي هي‪« :‬كينونة‬ ‫اجتماعيّة لها حضورها االجتماعيّ وتؤدّي‬ ‫أدواراً ووظائف اجتماعيّة سابقة لتكوينات‬ ‫الدولة المعاصرة»‪ ،‬وهي حالة موضوعيّة‬ ‫ينتمي إليها الفرد بحكم الوالدة‪.‬‬ ‫أ ّم��ا الطائفيّة فهي‪« :‬شعور ق��ويّ باالنتماء‬ ‫لطائفة ما‪ ،‬أو لرفض طائفة معيّنة‪ ،‬ترافقه‬ ‫نزعة تعصّبيّة تجعل الفرد يقدّم والءه الجزئيّ‬ ‫أو الكليّ للقيم والتصوّ رات الطائفيّة»‪.‬‬ ‫إ ّني محكوم في محاورة هذين التعريفين على‬ ‫تجاهل دالالت األلفاظ في سياقها واالقتصار‬ ‫على ما أراه رئيس ّياً‪ :‬فمفهوم الدولة المعاصرة‬ ‫في التعريف ح ّد على الطائفة‪ ،‬يقوم بإلغائها‬ ‫كإشكاليّة؛ أل ّنه يقذفها إلى زمن قد سبق «الدولة‬ ‫المعاصرة»‪ ،‬ف�لا يعود معنى للتعريف‪،‬‬

‫وال وجود لإلشكاليّة مادامت قد تكلّست في‬ ‫ماض قد مضى بفعل الحضور الظافر لهذه‬ ‫التي تسمّى دولة ومعاصرة!!‪ ،‬وهي نتيجة –‬ ‫لألسف ‪ -‬تقرّ رها‬ ‫عالقة المفاهيم ببعضها البعض وبالض ّد من‬ ‫نوايا الكاتب‪.‬‬ ‫أمّا العنصر الحاكم في التمييز بين الطائفة‬ ‫والطائفيّة ‪ -‬بحسب المقال ‪ -‬فهو‪ :‬االنتماء‪ ،‬في‬ ‫درجته بين الشدّة والتراخي؛ فإذا كان شعور‬ ‫االنتماء قو ّيا ً صارت الطائفة طائفيّة‪ ،‬وإذا‬ ‫كان شعور االنتماء متراخيا ً ظلّت الطائفة في‬ ‫محلّها كطائفة!! أليس مثيراً للفضول ولالنتباه‬ ‫أن تش ّل األلفاظ نفسها بنفسها فيموت المعنى؟‬ ‫غير أنّ األغرب أن تغيب الالحقة «يّة» عن‬ ‫مكنون وعي ّ‬ ‫عزام من أجل التمييز بين طائفة‬ ‫وطائفيّة‪ ،‬وهي التي تعني ‪ -‬فيما تعنيه ‪ -‬البحث‬ ‫العقليّ المقصود في مكوّ نات الطائفة بهدف‬ ‫التعرّ ف إليها والتح ّكم بها فتفعيلها أو تخميدها‪،‬‬ ‫وهو فعل ال مكانة مخصوصة للشعور فيه‪.‬‬ ‫وقد كان باشر ع� ّ‬ ‫�زام تعريفاته في تعريف‬ ‫الطائفيّة السياسيّة‪« :‬التعبيرات السياسيّة للدين‬ ‫والتديّن‪ ،‬أي الوجود السياسيّ للطوائف»‪ ،‬وهو‬ ‫تعريف ينقلنا إلى تعريف الطائفة لكي نضيف‬ ‫إليه عنصر الدين والتديّن بما هي عناصر‬ ‫مكوّ نة لها‪ ،‬والسياسة بما هي فضاء وجودها‪،‬‬ ‫ث ّم إضافة التعبيرات السياسيّة التي أفترض أ ّنها‬ ‫األحزاب السياسيّة شرط تطييف الطائفة كي‬ ‫تصير طائفة سياسيّة‪.‬‬ ‫وبك ّل الحاالت‪ ،‬هو تعريف ساكن وملغوم‬ ‫ويخفي االختالف؛ ألنّ التعبيرات السياسيّة‬ ‫التي أفترض أ ّنها األحزاب السياسية التي تنولد‬ ‫وتتوالد وتشتغل في حقل السياسة الذي يختلف‬ ‫بنيو ّيا ً عن الحقل الثقافيّ الذي يندرج فيه الدين‪،‬‬

‫وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فإنّ الدين حين يتسيّس ال‬ ‫ّ‬ ‫موظفة‬ ‫يعود ديناً‪ ،‬بل يتحوّ ل إلى عناصر ثقافيّة‬ ‫مصلح ّيا ً في السياسة عبر آليّة تحويل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫األيديولوجيا‪ .‬وعلى هذا فإنّ الدين ال يحتاج‬ ‫بطبيعته إلى تعبيرات سياسيّة‪ ،‬غير التعبيرات‬ ‫السياسيّة التي تحتاج دائما إلى دين‪.‬‬ ‫ث ّم أنّ عطف التديّن على الدين – فقط – ال‬ ‫يصحّ‪ ،‬ألنّ التديّن يحيل إلى إنسان موصوف‬ ‫في المجتمع‪ ،‬يحدّده ويعرفه اإلنسان غير‬ ‫المتديّن في نفس المجتمع المتغيّر في صيرورته‬ ‫التاريخيّة‪ ،‬فالمتديّن في زمن اإلسالم األوّ ل‪،‬‬ ‫مثالً‪ ،‬غيره في زمننا ه��ذا‪ ،‬وال يماثل أيّا‬ ‫منهما اإلنسان المتديّن في زمن األمويّين‪ ،‬أو‬ ‫العباسيّين‪ ،‬أو المماليك‪ ،‬أو في زمن العثمانيّين‪.‬‬ ‫وبالتالي فإنّ أبا بكر البغداديّ يمتنع التعرّ ف‬ ‫إليه من خالل تمثيله للنصّ أو عدم تمثيله‪ ،‬وال‬ ‫في أ ّنه أكثر تديّنا ً من آخرين أم أق ّل تديّناً‪ ،‬إ ّنما‬ ‫من خالل سعيه المحموم إلى القوّ ة فالسيطرة‬ ‫فالسلطة‪ ،‬التي تحيلنا إلى مفاهيم التحليل‬ ‫النفسيّ لكي نتعرّ ف إلى مكوّ نات شخصيّته‪،‬‬ ‫وإلى مفاهيم السياسة لكي نقارب أساليبه في‬ ‫حركته نحو السلطة‪.‬‬ ‫والمذهب والطائفة أو الطائفيّة السياسيّة هي‬ ‫تشكيالت مصنوعة ومصطنعة في ك ّل حاالتها‪،‬‬ ‫واصطناعها ال تأخذه من مدى امتدادها في‬ ‫الزمن‪ ،‬إ ّنما بتمييزها عن العصبيّات الطبيعيّة‬ ‫كالعائلة والقبيلة‪.‬‬ ‫ث�� ّم ينتقل ع� ّ‬ ‫��زام إل��ى تعريف «الطائفيّة‬ ‫االجتماعيّة»‪ ،‬بيضة القبّان بين التعريفات‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬اتجاه (موقف) نفسي له ثالثة مكوّ نات‪:‬‬ ‫معرفيّ ‪ ،‬انفعالي‪ ،‬سلوكيّ ‪ .‬وللمكوّ ن السلوكيّ‬ ‫خمس درجات تتدرّ ج في شدّتها من‪ :‬التعبير‬ ‫اللفظيّ ‪ ،‬إل��ى التج ّنب‪ ،‬إل��ى اإلق��ص��اء‪ ،‬إلى‬

‫معارضة التطمينات!‬ ‫ّ‬ ‫تخطت عامها‬ ‫منذ اندالع الثورة السوريّة التي‬ ‫ً‬ ‫الرابع والنظام السوريّ يعمل جاهدا على حرف‬ ‫مسارها بعد وصوله إلى قناعة تامّة بأ ّنه لن‬ ‫يستطيع القضاء عليها أو العودة بها إلى الوراء‪.‬‬ ‫غرضه بذلك إقناع العالم من جهة‪ ،‬ومؤيّديه من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬بأنّ ما يحصل على األرض السوريّة‬ ‫ليس إلاّ ت��م��رّ داً م��أج��وراً من بعض األط��راف‬ ‫الراعية لإلرهاب وأوّ لها السعودية بواسطة بندر‬ ‫بن سلطان‪ ،‬وثانيها قطر والشيخ حمد كما أشاعت‬ ‫فروع األمن آنذاك‪..‬‬ ‫مع ذلك بقي السوريّون متنبّهين لما يحيكه النظام‬ ‫إلى ما بعد تأسيس الجيش الحرّ وألكثر من عام‬ ‫ونصف وهو ينادي بوحدة النسيج السوريّ ونبذ‬ ‫الطائفيّة واالبتعاد عن ك ّل ما من شأنه إضعاف‬ ‫روح الثورة أو منح النظام أيّة ذريعة لطعنها‬ ‫أمام دول العالم الحرّ ‪ .‬فتش ّكلت خالل تلك الفترة‬ ‫العديد من الكتائب التي احتوت على عناصر‬ ‫مسيحيّة وعلويّة ودرزيّة وإسماعيليّة وغير ذلك‬ ‫إلى أن ظهر على الساحة تنظيم «داعش» وجبهة‬ ‫النصرة‪.‬‬ ‫مؤخراً‬ ‫ّ‬ ‫اآلن‪ ،‬ورغم االنتصارات التي أحرزها‬ ‫المقاتلون في الشمال والجنوب السوريّين‪ ،‬ال ننكر‬ ‫الب ّتة بأن النظام نجح‪ ،‬وبدرجة كبيرة‪ ،‬في إيصال‬ ‫فكرته إلى العديد من ال��دول الكبرى وشعوبها‬ ‫بأنّ ما يجري على األرض السوريّة هي حرب‬ ‫بين نظام دولة من جهة‪ ،‬وإرهابيّين من الجهة‬ ‫األخ��رى‪ ،‬ونعني «داع��ش» والنصرة بصورة‬ ‫خاصّة‪.‬‬ ‫أمّا «داعش» فجميع ثوّ ار سورية م ّتفقون على‬ ‫أ ّنه جسم غريب وخطير على الساحة السوريّة‬ ‫وثورتها وأنّ هذا التنظيم منح النظام وميليشياته‬ ‫وجماعة إيران من حزب هللا وميليشيات العراق‬ ‫المبرّ ر الخادع للعبث أكثر فأكثر بالشعب السوريّ‬ ‫تام‬ ‫وترابه‪ ،‬بل أنّ معظم السوريّين باتوا على يقين ٍ‬ ‫بأ ّنه – التنظيم ‪ -‬صناعة إيرانيّة خالصة‪ .‬أمّا جبهة‬ ‫النصرة فما زال الخالف يدور حولها بين ثوّ ار‬ ‫سورية‪ ،‬فمنهم من يعتبرها تشكيالً إرهاب ّيا ً مرتبطا ً‬ ‫بالقاعدة ووجه «داعش» اآلخر‪ ،‬وبأ ّنها صنيعة‬ ‫النظام األسديّ خاصّة وأنّ زعيمها «الجوالنيّ »‬ ‫كان من بين المفرج عنهم من سجن صيدنايا سيّ ء‬ ‫الصيت في بداية الثورة ليسمح له بتزعّم الجبهة‬ ‫وتسليحها وتغلغلها بداخل المناطق التي سيطر‬ ‫ويسيطر عليها الثوار‪.‬‬ ‫ومنهم من يعتبرها واح��دة من أق��وى الجبهات‬ ‫والمحررة ألكثر‬ ‫المناهضة للنظام والمقاتلة ضدّه‬ ‫ِ‬ ‫المدن والقرى من سيطرة األخير عليها‪ ،‬وأنّ‬ ‫عناصرها يش ّكلون خطوط المواجهة المباشرة‬ ‫لميليشيات النظام وأعوانه وأ ّنهم أخوة لعناصر‬ ‫الكتائب المقاتلة األخرى وخاصّة بعد اإلنجازات‬ ‫على ساحة محافظة إدلب بمشاركة جيش الفتح‪،‬‬ ‫تلك اإلن��ج��ازات جعلت البعض ممّن يش ّكون‬ ‫بوالئها للثورة إلى االنخراط ضمن من يدافعون‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫عنها ويخوضون معارك جداليّة حامية الوطيس‬ ‫مع منتقديها من الثوار‪.‬‬ ‫في الوقت ال��ذي انتظر فيه السوريّون ظهور‬ ‫ك‬ ‫«الجوالنيّ » على شاشة الجزيرة ليعلن ف ّ‬ ‫ارتباطه بالقاعدة وزعيمها الظواهريّ ‪ ،‬فوجئوا به‬ ‫جالسا ً مخفي الرأس والوجه أمام «أحمد منصور»‬ ‫ليعلن على المأل‪« :‬الدكتور أيمن الظواهري أم ّد‬ ‫هللا بعمره‪ ،‬وو ّفقه لخير األمّة و‪..‬إلخ» مبيّنا ً والءه‬ ‫له دون أيّ تفسير آخر‪ ،‬ما يعني أنّ النصرة ما‬ ‫زالت ضمن الالئحة السوداء األميركيّة الرتباطها‬ ‫بالقاعدة‪ ،‬وما يعني أيضا ً أنّ النظام مستفيد من‬ ‫وجود هذه الجبهة على األرض السوريّة لتزيد‬ ‫تبريرها بمحاربة الثورة «اإلره��اب � ّي��ة»! في‬ ‫الجنوب السوريّ ‪ ،‬في درعا شرارة الثورة التي‬ ‫ّ‬ ‫يسطر فيها أروع مالحم‬ ‫ما زال الجيش الحرّ‬ ‫البطولة واالنتصارات‪ ،‬وهو يتقدّم يوم ّيا ً بتحرير‬ ‫مناطق جديدة با ّتجاه العاصمة دمشق ومدينة‬ ‫السويداء‪ ،‬وفي الوقت الذي الح لنا فيه تقارب‬ ‫بين أهالي السويداء‪ ،‬ال���دروز‪ ،‬الذين ما فتئ‬ ‫النظام يستجرّ هم للمقاتلة بين صفوف ميليشياته‪،‬‬ ‫والجيش الحرّ الذي بادر إلى إصدار بيان يُظهر‬ ‫من خالله وحدة وأخ��وّ ة أهالي حوران مع بني‬ ‫ّ‬ ‫ومحذراً من مغبّة االنزالق‬ ‫معروف وجبل العرب‬ ‫في محاوالت النظام المتكرّ رة في تخويف أهل‬ ‫الجبل وغيرهم من الثوّ ار بحجّ ة الطائفيّة‪ ،‬يقوم‬ ‫أحد أمراء «الجوالنيّ » التونسيّين بمجزرة في‬ ‫قرية «قلب لوزة» بريف إدلب راح ضحيّتها أكثر‬ ‫من ‪ 24‬من س ّكانها الدروز‪ ،‬ومعروف عن تلك‬ ‫القرية وأخواتها بأنّ أهلها كانوا من الذين آووا‬ ‫وحموا النازحين من قرى إدلب خالل اجتياحها‬ ‫من قبل عصابة النظام! المشكلة في الموضوع‬ ‫ال تكمن في المذبحة التي قامت‪ ،‬فقد شهدت‬ ‫سورية آالف المذابح والمجازر على مدى سنوات‬ ‫الثورة في مناطق الس ّنة والعلويّين وغيرهم‬ ‫على أيدي عصابات األسد و «داعش»‪ ،‬واآلن‬ ‫عند الموحّ دين الدروز على يد النصرة‪ ..‬ولكن‬ ‫المشكلة‪ ،‬بل الكارثة تكمن في تبرير أفعال النصرة‬ ‫من قبل بعض أط��راف المعارضة المعروفين‬ ‫والذين يدّعون االعتدال! المعضلة الحقيقية تكمن‬ ‫في التناقض العجيب والغريب في انتقاد وتجريم‬ ‫أولئك األخيرين للنظام و «داعش» وغيرهم على‬ ‫ما اقترفته أيديهم من جرائم ّ‬ ‫بحق السورييّن‪ ،‬واآلن‬ ‫يقلّلون من أهمّية جرائم النصرة في دعم وجهة‬ ‫ادّعاءات النظام بأ ّنه يقاتل اإلرهابيّين والطائفيّين‬ ‫وقاتلي أطراف األقلّيّات في سورية أمام الرأي‬ ‫العام العالميّ وأمام األقلّيّات نفسها! وبعد ك ّل ذلك‬ ‫يشتكي أولئك «المعارضون» من ّ‬ ‫تأخر النصر‪،‬‬ ‫وإطالة عمر النظام‪ ،‬وانتقاد مطالبة «لؤي حسين»‬ ‫وغيره بتطمينات للعلويّين‪ .‬بل واألكثر من ذلك‪،‬‬ ‫يطالبون أمريكا والغرب بدعمهم كمعارضة‪..‬‬ ‫معارضة تبرير المجازر ّ‬ ‫بحق األقلّيّات التي ينادي‬ ‫بحمايتها الغرب كلّه‪.‬‬

‫أمحد طلب الناصر‬

‫العدوان الجسديّ ‪ ،‬إلى اإلبادة‪.‬‬ ‫أوّ ل صدع في هذا التعريف يبرز من عالقات‬ ‫دالالت الكلمات‪ ،‬إذ أنّ «ا ّتجاه نفسي» الذي‬ ‫يتطابق في المكتوب مع «موقف نفسيّ »‪،‬‬ ‫بينما «اتجاه» يشير إلى حركة‪ ،‬و «موقف»‬ ‫يشير إلى سكون‪ ،‬وكالهما الواحد النفسيّ‬ ‫الذي يتش ّكل من مكوّ نات!! وقد كان ممكنا‬ ‫أن يتخلّص ّ‬ ‫عزام من هذا االرتباك والتخليط‬ ‫بصياغة ثانية‪ ،‬في إحدى ممكناتها‪ :‬أنّ الطائفيّة‬ ‫االجتماعيّة‪ ،‬سلوك يتش ّكل من ثالثة مكوّ نات‬ ‫هي كذا وكذا‪ ،‬ويتدرّ ج في شدّته من كذا إلى‬ ‫كذا‪.‬‬ ‫والثاني‪ ،‬أنّ التعبيرات مثل «اآلراء السلبيّة‪،‬‬ ‫النكات الطائفيّة‪ ،‬أحاديث الكراهية‪...‬إلخ»‪،‬‬ ‫ال تنحصر في العالقة بين المذاهب‪ ،‬فهل‬ ‫يمكن تفسير الطرائف المتبادلة بين س ّكان‬ ‫حمص وس ّكان حماة أ ّنها داللة على الطائفيّة‬ ‫االجتماعيّة؟ والحال ذاته بين س ّكان دمشق‬ ‫وس� ّك��ان ح���وران‪ ،‬وبين س ّكان دي��ر ال��زور‬ ‫وس ّكان أريافها في لفظ «الشوايا» التحقيري‬ ‫الشهير‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫ث ّم في داللة أكثر وأقرب‪ ،‬في السنة األولى من‬ ‫الثورة التي انشغلت في شعارات تمجّ د مُدنا ً‬ ‫وتس ّفه مُدناً‪ ،‬وهل يجوز تفسير عالقات الكيد‬ ‫والتنافر والتحاجز بين األحزاب التي يفترض‬ ‫أ ّنها عصريّة وحديثة على أ ّنها تمثيل «للطائفيّة‬ ‫االجتماعيّة»؟‬ ‫إذا لم يكن األمر كذلك‪ ،‬وإذا كان هذا العنصر‬ ‫يشتغل في ظواهر غير ظاهرة «الطائفيّة‬ ‫االجتماعيّة»؛ فإنّ المفهوم الذي ينبني عليه‬ ‫يتصدّع‪.‬‬ ‫من زاوية ثانية‪ :‬أليس اإلقصاء‪ ،‬والعدوان‬ ‫الجسديّ ‪ ،‬واإلبادة هي مظاهر في صيرورة‬

‫تح ّقق «الطائفيّة السياسيّة»؟‬ ‫ّ‬ ‫أليست هي «الطائفيّة» ‪ -‬بحسب تعريف عزام‬ ‫السابق‪ -‬التي تنبني على شعور قويّ باالنتماء‬ ‫لطائفة والتعصّب لها‪ ،‬ورفض للطائفة الثانية‬ ‫والتعصّب ضدّها؟‪.‬‬ ‫بعد محاورة ك ّل مفهوم على ح��دة‪ ،‬سأعيد‬ ‫تركيبها في عالقاتها البينيّة‪ :‬الطائفة كينونة‬ ‫اجتماعيّة‪ ،‬والطائفيّة انتماء للطائفة التي هي‬ ‫كينونة اجتماعيّة‪ ،‬والطائفيّة االجتماعيّة هي‬ ‫حركة الطائفة بما هي كينونة اجتماعيّة‪،‬‬ ‫والطائفيّة السياسيّة هي الوجود السياسيّ‬ ‫للطوائف بما هي كينونات اجتماعيّة!!‬ ‫هكذا ينكشف أنّ هذه المفهومات العديدة ليست‬ ‫إلاّ تشطيرً ا لمفهوم واحد‪ ،‬هو‪ :‬الطائفة‪ ،‬التي‬ ‫هي ‪ -‬بحسب تعريفات ع� ّ‬ ‫�زام ‪ -‬انتماء إلى‬ ‫كينونة اجتماعيّة‪ ،‬تنبني على اعتقاد‪ ،‬وتتحرّ ك‬ ‫في السياسة عبر تعبيرات سياسيّة‪ .‬وهو‬ ‫المفهوم الذي ال يختلف عليه الكتاب‪ ،‬إ ّنما يظهر‬ ‫التباين واالختالف في منحيين‪ :‬استخدام مذهب‬ ‫وطائفة وطائفيّة كمترادفات للمعنى نفسه‪ ،‬وفي‬ ‫أنّ الصراع المنفلت في سورية صراع طائفيّ‬ ‫تنخرط فيه المذاهب كطوائف في حرب الك ّل‬ ‫ض ّد الك ّل أم أ ّنه غير ذلك؟‪.‬‬ ‫ليس الخالف في أنّ مجتمعنا السوريّ متنوّ ع‬ ‫في قوميّاته وأديانه فمذاهبها‪ ،‬بل في توظيف‬ ‫هذا التنوّ ع في الصراع السياسيّ ‪ .‬الحال الذي‬ ‫يفرض ‪ -‬في الخطاب ‪ -‬التمييز بين المذهب‬ ‫ال��ذي ه��و اعتقاد ُي��ث��ري الثقافة وال يعيق‬ ‫المواطنة‪ ،‬وبين الطائفة التي هي استثمار‬ ‫المذهب في السياسة من أجل السلطة‪ :‬فتشوّ ه‬ ‫الحرّ يّة‪ ،‬وتنحر المواطنة‪ ،‬وتف ّتت الوطن‪.‬‬

‫فاضل فاضل‬

‫األنداد من دون خصومة‬

‫“إقبال” و “غوته” و “نيتشه”‬ ‫«اإلنسان األعلى» هي العبارة املعاصرة لقول احللاّ ج القديم‪« :‬أنا احل ّق»‬ ‫قد ال يكون «محمّد إقبال» أوّ ل مسلم‬ ‫يط ّل على النافذة األلمانيّة فيرى الصورة‬ ‫المعنويّة المدهشة الفوّ ارة الموّ ارة التي‬ ‫تسحر األل��ب��اب‪ ،‬وق��د ال يكون أوّ ل من‬ ‫يستنشق عبير الفكر والشعر وال��ق��وّ ة‬ ‫ّ‬ ‫بحق أوّ ل مسلم‬ ‫والعنفوان منها! لك ّنه كان‬ ‫يقف ه��ذا الموقف م��ن دون أن يشعر‬ ‫باالمّحاق أو التضاؤل‪.‬‬ ‫ولع ّل هذا ما ميّز «إقبال» وجعله عالمة‬ ‫فارقة في تاريخ الفكر اإلسالميّ المعاصر‬ ‫باعتراف الغرب قبل الشرق‪ ،‬بل باعتراف‬ ‫األلمان أنفسهم الذين رؤوا «محمّد إقبال»‬ ‫يطرح نفسه ن ّداً ألكبر رموز األلمان على‬ ‫اإلطالق‪« :‬غوته» و «نيتشه»! فلم ينكروا‬ ‫عليه هذه ال ِّنديِّة‪ ،‬ولم يبخسوه شاعريّته التي‬ ‫توازي في خلقها وإبداعها وآفاقها شاعريّة‬ ‫«غوته»‪ ،‬ولم يغمطوه عنفوانه الفكريّ‬ ‫وتقحّ مه الجريء الذي يشبه في مضائه‬ ‫وانطالقه ما كان عليه «نيتشه» َمضا ًء‬ ‫وانطالقاً‪.‬‬ ‫ولن نستغرب عندها أن نقرأ هذا اإلطراء‬ ‫ال��ذي يدبّجه شاعر ألمانيا وروائيها‬ ‫«هرمان هسّه» في ّ‬ ‫حق «إقبال» إذ يقول‪:‬‬ ‫«ينتمي السير محمّد إقبال إلى ثالثة أحياز‬ ‫روحيّة‪ ،‬وهذه األحياز الروحيّة الثالثة هي‬ ‫منابع آثاره العظيمة‪ ،‬وهي‪ :‬حيّز القارة‬ ‫الهنديّة‪ ،‬وحيّز العالم اإلسالميّ ‪ ،‬وحيّز‬ ‫الفكر الغربيّ ‪.‬‬ ‫مسل ٌم كشميري األصل‪ ،‬مث ّقف بالقرآن‪،‬‬ ‫وبـ «الفيدانتا»‪ ،‬وبالتصوّ ف الفارسيّ –‬ ‫العربيّ ‪ ،‬وفي نفس الوقت ّ‬ ‫متأثر بالفلسفة‬ ‫الغربيّة وقضاياها‪ .‬عارف بـ «برجسون»‬ ‫و «نيتشه»‪ .‬يقودنا في ممرّ ات لولبيّة‪،‬‬ ‫ترتفع شيئا ً فشيئا ً داخ��ل مناطق عالمه‬ ‫الخاصّ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫لم يعد متصوّ فا‪ ،‬ولكنه أخذ العهد على‬ ‫جالل الدين الروميّ ‪ ،‬ولم يعد من أتباع‬ ‫«هيجل»‪ ،‬أو «برجسون»‪ ،‬ولك ّنه ظ ّل‬ ‫فيلسوفا ً متأ ّمالً‪.‬‬ ‫إنّ قوّ ة «إقبال» تنبع من مجال آخر‪ ،‬من‬ ‫الدين واإليمان‪ ،‬فهو تقيّ صالح‪ ،‬نذر نفسه‬ ‫هلل‪ ،‬ولكن إيمانه ليس إيمان األطفال‪ ،‬وإ ّنما‬ ‫إيمان رجل متحمّس مجاهد‪ ،‬وجهاده ليس‬ ‫جهاداً من أجل هللا فحسب‪ ،‬وإ ّنما من أجل‬ ‫العالم أيضاً‪ ،‬فإنّ عقيدة «إقبال» موجّ هة‬ ‫للجميع‪ ،‬وأمنية أحالمه هي إنسانيّة م ّتحدة‬ ‫تحت راية هللا‪ ،‬وفي خدمته‪.‬‬ ‫لن يجد المسافرون روح ّيا ً إلى الشرق‬ ‫في ثقافة «إقبال» الواسعة‪ ،‬وفي حبّه‬

‫الفيّاض للتأمّل‪ ،‬أه ّم وأعظم جوانب عقله‬ ‫الجبار‪ ،‬وإ ّنما في قوّ ة حبّه‪ ،‬وفي قدرته‬ ‫على التشكيل‪ ،‬سيعجبون به من أجل تلك‬ ‫الشعلة الفيّاضة في قلبه‪ ،‬ومن أجل عالمه‬ ‫الشاعرّ ي‪ ،‬وسيحبّون أعماله باعتبارها‬ ‫الديوان الشرقيّ الغربيّ (انظر‪ :‬مجلّة‬ ‫«فكر وفنّ » األلمانيّة التي تصدر باللغة‬ ‫العربيّة‪ ،‬عدد ‪ ،32‬سنة ‪ ،1979‬ص ‪.)1‬‬ ‫كانت ن ّديّة «إقبال» ن ّديّة المطمئنّ الواثق‪،‬‬ ‫لذا كانت طافحة باألريحيّة واإلنصاف‪،‬‬ ‫فوصف «غوته» بأ ّنه أكبر شاعر في‬ ‫العالم الغربيّ ‪ ،‬كما كان «ج�لال الدين‬ ‫الروميّ » أكبر شاعر في العالم اإلسالميّ ‪،‬‬ ‫وقال في ذلك‪:‬‬ ‫شاعر األلمان في روض إرم فاز بالصحبة‬ ‫من شيخ العجم‬ ‫ً‬ ‫شاعر يشبه ذا العالي الجناب ما نب ّيا هو‪،‬‬ ‫لكن ذو كتاب‬ ‫وكتب «إقبال» ديوانه‪« :‬بيام مشرق»‪،‬‬ ‫أي‪ :‬رس��ال��ة ال��ش��رق‪ ،‬ف��ي سنة ‪1923‬‬ ‫باعتباره ر ّداً على ديوان «غوته» الذي‬ ‫كتبه في ‪ 1819‬وعنونه بـ «ال��دي��وان‬ ‫الغربيّ الشرقيّ »‪ ،‬وبحسب المستشرق‬ ‫«ألبرت تايال» ف��إنّ ه��ذا ال��دي��وان كان‬ ‫الصوت األوّ ل في الشرق الذي استجاب‬ ‫ألغاني «غوته»‪ ،‬وقد عرف الدارسون‬ ‫األلمان هذا الديوان بفضل المستشرق‬ ‫البريطاني «نيكلسون» الذي كتب عنه‬ ‫مقاالً في عام ‪( .1925‬انظر‪ :‬مجلّة «فكر‬ ‫وفنّ » عدد ‪ ،32‬ص ‪.)64‬‬ ‫وفي هذا الديوان نفسه يذكر «إقبال»‬ ‫«نيتشه» في قصيدة عنوانها «شوبنهور‬ ‫ون��ي��ت��ش��ه»‪ ،‬يشيد فيها ب��ق��وّ ة اإلرادة‬ ‫وببطولتها عند «نيتشه» التي تتقبّل الحياة‬ ‫كما هي‪ ،‬وتحاول السيطرة عليها‪ ،‬خالفا ً لـ‬ ‫«شوبنهور»‪.‬‬ ‫أمّا في ديوان «جاويد نامة» أيّ ‪ :‬رسالة‬ ‫الخلود‪ ،‬وهو من أواخر دواوينه‪ ،‬ويشبه‬ ‫إلى ح ّد كبير «رسالة الغفران» لـ «أبي‬ ‫العالء المعريّ »‪ ،‬حيث يقوم شاعرنا برحل ٍة‬ ‫بين الكواكب والمجرّ ات بصحبة موالنا‬ ‫«جالل الدين الروميّ »‪ ،‬ويلتقي فيها في‬ ‫ك ّل كوكب من الكواكب وفلك من األفالك‬ ‫بالحكماء والشعراء والمتصوّ فة والفالسفة‬ ‫والملوك‪ ،‬فيحاورهم ويحاورنه‪ ،‬ويحاجّ هم‬ ‫ويحاجّ ونه‪ ،‬فإنّ شاعرنا يضع «نيتشه»‬ ‫خارج حدود الكواكب واألفالك ودون ج ّنة‬ ‫الفردوس‪ ،‬في رمز إلى نجاح «نيتشه»‬ ‫ف��ي إدراك الجانب اإلل��ه��يّ ف��ي النفس‬

‫اإلنسانيّة ممّا جعله يندفع خارجا ً عن إسار‬ ‫عالم األفالك م ّتجها ً نحو العالم الروحانيّ ‪،‬‬ ‫لك ّنه ما لبث أن تردّد في الطريق وأخفق‬ ‫في قطع مراحله التالية فبقيت روحه‬ ‫معلّقة على هذا النحو‪ ،‬وفي هذا المقطع‬ ‫يقيم «إقبال» مقارنة تنضح بالداللة بين‬ ‫«نيتشه» و «ال��ح�ّل�اّ ج»‪ ،‬إذ يعتبر أنّ‬ ‫مقولة «نيتشه» حول «السوبرمان» أو‬ ‫«اإلنسان األعلى» هي العبارة المعاصرة‬ ‫ّ‬ ‫الحق»! على أ ّننا‬ ‫لقول الحلاّ ج القديم‪« :‬أنا‬ ‫لن نكرّ ر هنا ما قدّمه مترجم هذا الديوان‬ ‫وشارحه الدكتور «محمّد السعيد جمال‬ ‫الدين» من معلوما ٍ‬ ‫ت مهمّة حول مقام‬ ‫الفيلسوف األلماني «نيتشه» عند «إقبال»‪،‬‬ ‫ذكر للدراسات التي حاولت فهم هذه‬ ‫ومن ٍ‬ ‫تقصير وقع‬ ‫العالقة‪ ،‬بل سنلفت النظر إلى‬ ‫ٍ‬ ‫فيه الدارسون العرب لفلسفة «نيتشه»‬ ‫حين تناولوه بالعرض والشرح والدرس‬ ‫فاعتنوا بآراء «كارل ياسبرز» و «مارتن‬ ‫هايدغر» وغيرهما ح��ول «نيتشه»‪،‬‬ ‫وأغفلوا عرض «إقبال» ونقده!! فلم يلتفت‬ ‫يعن به دارس نتيجة الخور‬ ‫إليه باحث‪ ،‬ولم َ‬ ‫النفسيّ الذي أحكم خيوطه حول أرواح‬ ‫دارسينا وباحثينا‪ .‬أَ َو يُعقل أن يرقى شرقيّ‬ ‫أو مسلم لنقد «نيتشه» أو ح ّتى لمجرد‬ ‫االقتراب منه! مع العلم أنّ «إقبال» كان‬ ‫من أوائ��ل من عرض نظريّة «نيتشه»‬ ‫حول «العود األب��ديّ »‪ ،‬ومن أوائ��ل من‬ ‫قوّ مها بحيث نقلها من «التكرار األبدي»‬ ‫إلى «التطوّ ر األب��ديّ » مقدّما ً في ذلك‬ ‫رؤيته الخاصّة ومسوّ غاتها في كتابه «من‬ ‫تجديد التفكير الدينيّ في اإلس�لام»‪ ،‬هذا‬ ‫الكتاب الذي عرفه األلمان بعيد صدوره‬ ‫في ‪ ،1933‬وعرفناه نحن العرب كذلك‪،‬‬ ‫ولكن بعد نحو ‪ 25‬سنة من صدوره‪.‬‬ ‫الحاصل‪ ...‬هل يأتي اليوم الذي نقف فيه‬ ‫أمام الفكر الغربيّ وقفة األنداد والن ّقاد من‬ ‫دون تش ّنج مريع أو خصومة فاجرة؟ هذا‬ ‫ما نرجوه ‪ ...‬وذا ما نأمله‪.‬‬

‫حممّد أمري ناشر النعم‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪33‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫انتهاكات‬

‫حازم النهار – موقع حزب الجمهورّية‬

‫الثالثي القاتل‬ ‫ّ‬ ‫بالقوة الظرف ّية‬ ‫االنتشاء ّ‬

‫ف����ي أث����ن����اء خ��دم��ت��ي‬ ‫العسكريّة‪ ،‬جلسنا مجموعة‬ ‫م��ن ال��ض� ّب��اط المج ّندين‬ ‫والمتطوّ عين‪ ،‬وبوصفي‬ ‫«المث ّقف» بينهم‪ ،‬من دون ادّعاء أو فضيلة‪،‬‬ ‫كانوا يوجّ هون حديثهم إليّ ‪ ،‬خصوصا ً أ ّنني‬ ‫بدأت خدمتي العسكريّة وهم على علم مسبق‬ ‫بأ ّنني «معارض» لـ «النظام الحاكم»‪.‬‬ ‫ما بين الكالم الهزليّ والج ّديّ صدرت من أحد‬ ‫ّ‬ ‫«المعتزين» كثيراً بأنفسهم‪ ،‬والذي‬ ‫الضبّاط‬ ‫ّ‬ ‫يشعر في قرارة نفسه أنه مالك البلد وما عليها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ودق على‬ ‫عبارة «نحن من يصنع التاريخ»‪،‬‬ ‫صدره بعنفوان‪ ،‬ث ّم نظر في عينيّ مباشرة‬ ‫ُ‬ ‫فاضطرّ ه‬ ‫منتظراً ردّة فعلي البطيئة نوعا ً ما‪،‬‬ ‫صمتي إلى أن يسألني مباشرة‪ :‬أليس ذلك‬ ‫صحيحا ً يا دكتور؟‬ ‫أجبته بوضوح‪ :‬ال‪ .‬كان وقع الجواب مثل‬ ‫انسكاب سطل من الماء البارد عليه‪ .‬أصرّ‬ ‫على معرفة رأيي‪ ،‬فأجبته‪« :‬التاريخ يصنعه‬ ‫العقالء وليس األقوياء»‪ّ ،‬‬ ‫فهزه هذا الكالم وبدا‬ ‫ً‬ ‫عليه التو ّتر‪ .‬وتابعت شارحا رأيي‪ :‬األقوياء‬ ‫يصنعون التاريخ لفترة وجيزة من الزمن‪،‬‬ ‫حدودها هي حدود قوّ تهم‪ ،‬بينما العقالء يبنون‬ ‫دوالً وعلما ً وفكراً وف ّنا ً وأدبا ً يبقى أبد الدهر‪ .‬ال‬ ‫أحد يذكر من كان رئيس وزراء مصر قبل مائة‬ ‫عام أو خمسين عاما ً من دون أن يتعب نفسه أو‬ ‫يكون متخصّصا ً في التاريخ أو السياسة‪ ،‬لكن‬ ‫معظم الناس يعرف أم كلثوم؛ ويجد معظمنا‬ ‫صعوبة في تذكر اسم قائد الجيش في لبنان قبل‬ ‫خمسين عاماً‪ ،‬لكنّ معظم الناس يعرف فيروز‪.‬‬ ‫بالطبع لم أكن ألنكر دور القوّ ة في صناعة‬ ‫التاريخ‪ ،‬لكن ردّي كان محموالً على فكرة‬ ‫«تنفيس» ذل��ك الضابط المنتشي بقوّ ته‪،‬‬ ‫خصوصا ً مع شعوره‪ ،‬ضمنا ً وعلناً‪ ،‬بأ ّنه من‬ ‫ملاّ ك البلد‪.‬‬ ‫لكن يبدو أنّ االنتشاء بالقوّ ة ظاهرة عامّة‪،‬‬ ‫فمعظم العاملين في حقلي السياسة والثقافة‬ ‫في سورية‪ ،‬اليوم‪ ،‬يبنون خطابهم السياسيّ‬ ‫باالستناد إلى مقدار القوّ ة المتوافرة بين أيديهم‪.‬‬ ‫وخطابهم هذا تشت ّد وتيرته أو تضعف استناداً‬

‫إلى تغيّر موازين القوى‪ .‬بالنسبة لنا نقول إنّ‬ ‫الرؤى السياسية التي تستند إلى القوّ ة الظرفيّة‬ ‫ال يُعت ّد بها‪ ،‬فهي متغيّرة بتغيّر موازين القوى‪،‬‬ ‫وهذه القوّ ة ال تبني أوطانا ً ودوالً ومجتمعات‪،‬‬ ‫خصوصا ً عندما تكون مقصورة على الذراع‬ ‫العسكريّة‪ .‬هي ليست أكثر من رؤى منفعلة‬ ‫أو منتشية بما لديها من قوّ ة لحظيّة أو بحكم‬ ‫وضعها الجديد في المعادالت الدوليّة واإلقليميّة‬ ‫الحاليّة‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬هناك الكثير من القوى والفئات‬ ‫المجتمعيّة في سورية كان لها طموحات محدّدة‬ ‫قبل الثورة السوريّة‪ ،‬لك ّنها تغيّرت بشكل غير‬ ‫منطقيّ ‪ ،‬خالل السنوات األرب��ع الماضية‪،‬‬ ‫استناداً إل��ى ما حصّلته من ق��وّ ة عسكريّة‬ ‫تدريج ّياً‪ ،‬وباتت سورية آخر همّها‪ ،‬وهي تعمل‬ ‫وفقا ً لمقولة «أنا ومن بعدي الطوفان»‪ .‬لطالما‬ ‫كانت مثل هذه الممارسة السياسيّة خرابا ً على‬ ‫الجميع‪ ،‬والتاريخ شاهد كبير على ذلك‪.‬‬

‫الالعقالن ّية السياس ّية‬

‫كارثة االنتشاء بالقوّ ة الظرفيّة تزداد خطورة‬ ‫عندما تترافق بالالعقالنيّة السياسيّة‪ .‬فقد بتنا‬ ‫اليوم نشهد وجود الكثير من «األقوياء»‪ ،‬لكن‬ ‫مع قلّة في العقالء‪ .‬القوّ ة المتوافرة لدى البعض‬ ‫ينقصها الكثير من العقل‪ ،‬فمن دونه تتحوّ ل‬ ‫القوّ ة عبئا ً على أصحابها‪ ،‬وربّما تقتلهم قبل‬ ‫غيرهم في لحظة من اللحظات أو عندما تتغيّر‬ ‫موازين القوى أو العالقات اإلقليميّة والدوليّة‬ ‫في لحظة أخرى‪.‬‬ ‫الخطاب السياسيّ الذي يريد ترسيم الحدود‬ ‫بالدم‪ ،‬انطالقا ً من وافر القوّ ة لديه وإنجازاتها‬ ‫الميدانيّة على األرض‪ ،‬ليوسّع من خريطة‬ ‫دويلته أو إم��ارت��ه أو كانتونه أو حارته‪،‬‬ ‫فإ ّنما يؤسّس اليوم لحرب دائمة‪ ،‬هي حرب‬ ‫الجميع ض ّد الجميع‪ ،‬ألنّ الحدود التي ترسم‬ ‫بالدم ستظ ّل تجرّ المزيد من الدم‪ ،‬ولن تخلق‬ ‫االستقرار والطمأنينة ألحد‪ ،‬بل ستنشر حقداً‬ ‫وكراهية مستمرّ ين‪.‬‬ ‫هذه الحدود مصطنعة في رأي الجميع‪ ،‬وهذا‬ ‫صحيح‪ .‬وكانت في كثير من األحيان قاسية‪،‬‬

‫لكن ال أدري ح ّقا ً إن كان هناك دولة واحدة في‬ ‫العالم حدودها ليست مصطنعة‪ ،‬فحدود معظم‬ ‫الدول تغيّرت عبر التاريخ‪ ،‬وستظ ّل تتغيّر‪،‬‬ ‫وللجميع أسانيدهم «التاريخيّة» المختلفة عندما‬ ‫يتحدّثون عن الحقوق والحدود والدول‪ .‬ربّما‬ ‫يرى البعض أنّ هذه الحدود‪ ،‬في المآل‪ ،‬ليست‬ ‫مقدّسة‪ ،‬لكن من المه ّم أن نرى أيضا ً أن أيّ‬ ‫تعديل في الحدود حال ّيا ً لن يرضي أحداً‪ ،‬مع أنّ‬ ‫ذلك قد يكون مقبوالً في لحظة أخرى نعيد فيها‬ ‫معا ً نظرتنا إلى أنفسنا وتاريخنا وموروثاتنا في‬ ‫أجواء صحّ يّة‪.‬‬ ‫في اعتقادي‪ ،‬ما يريده السوريّون الطبيعيّون‬ ‫اليوم هو دولة وظيفيّة حياديّة فوق انتماءاتهم‬ ‫كلّها‪ ،‬الدينيّة والطائفيّة واإلثنيّة‪ ،‬تعيد لهم‬ ‫إنسانيّتهم المهانة وحرّ يّاتهم المسروقة‪ ،‬كي‬ ‫يستطيعوا إعادة النظر في قناعاتهم وتاريخهم‬ ‫وهويّاتهم وترّ هاتهم وأوهامهم وأحالمهم‬ ‫ونزواتهم‪ .‬السوريّون الطبيعيّون هم السوريّون‬ ‫غير الملوّ ثين باأليديولوجيّات البائسة أو‬ ‫الموروثة من جميع األشكال واأللوان‪ ،‬القوميّة‬ ‫والدينيّة والمذهبيّة‪.‬‬ ‫أعتقد أ ّننا‪ ،‬كسوريّين‪ ،‬نحتاج في اللحظة‬ ‫الراهنة‪ ،‬إلى أن ننجو معا ً من الكارثة‪ ،‬وهذه‬ ‫ليست مقولة أخالقيّة صرفة بل مقولة سياسيّة‬ ‫عقالنيّة أوّ الً وأساساً‪.‬‬

‫حديث المظلوم ّيات‬

‫ال يوجد جهة سياسيّة أو فئة اجتماعيّة (إثنيّة‬ ‫أو دينيّة أو مناطقيّة) في منطقتنا إلاّ ولديها‬ ‫«مظلوميّة تاريخيّة» تغ ّنيها اليوم‪ ،‬وتطلب من‬ ‫اآلخرين االستماع إليها‪ ،‬وهذا طبيعيّ ‪ .‬لذلك‬ ‫كان الحوار الجاري على صفحات التواصل‬ ‫االجتماعيّ ‪ ،‬خصوصا ً في إط��ار ناشطين‬ ‫في حقلي السياسة والثقافة‪ ،‬أشبه ما يكون بـ‬ ‫«حوار المظلوميّات»‪ ،‬يساهم فيه الجميع بنشر‬ ‫الكراهية‪ .‬كذلك‪ ،‬للجميع كتبهم ومراجعهم‬ ‫«التاريخيّة» التي يبنون عليها مظلوميّاتهم‬ ‫وحقوقهم‪ ،‬بعضها أصيل وصحيح‪ ،‬وبعضها‬ ‫اآلخر مل ّفق وزائف‪ ،‬وهذا أيضا ً أمر طبيعيّ ‪.‬‬ ‫يجب أن تكون معالجة المظلوميّات كا ّفة على‬ ‫جدول أعمال الجميع‪ .‬لكن‪ ،‬من المه ّم االنتباه‬

‫إلى أنّ بناء الرأي السياسيّ‬ ‫والخطاب السياسيّ باالستناد‬ ‫إل��ى المظلوميّة فحسب لن‬ ‫يح ّل المظلوميّة‪ ،‬بل سيكون‬ ‫ذهابا ً نحو كارثة مستمرّ ة‪.‬‬ ‫ه��ذا م��ا يحدث ف��ي «ح��وار‬ ‫المظلوميات» الجاري‪ ،‬والذي‬ ‫هو بالضرورة «ح��وار بين‬ ‫الضحايا»‪ .‬أليس من العار‬ ‫أن يجري «ح��وار» متخم بالمرضيّة بين‬ ‫«مظلوميّتين»‪ ،‬كالعرب والكرد في سورية‬ ‫مثالً‪ ،‬هما ضحيّتان لنظام سياسيّ واح��د‪،‬‬ ‫وضحايا جهلهما ببعضهما بعضاً‪ ،‬وبدالً من‬ ‫الذهاب معا ً نحو معالجة السبب الرئيسيّ في‬ ‫معاناة الضحيّتين معاً‪ ،‬تذهب المظلوميّتان‬ ‫الضحيّتان نحو نهش لحميهما؟!‬ ‫ال يوجد في سورية جماعات قوميّة بل إثنيّات‬ ‫وأعراق‪ ،‬عرب وأكراد وتركمان وآشوريّين‪..‬‬ ‫إلخ‪ ،‬وح ّتى تتحوّ ل هذه إلى قوميّات حديثة‪،‬‬ ‫فإ ّنها تحتاج إلى الكثير من الجهد الفكريّ‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬يقع في أساسه تجاوز االنطالق من‬ ‫شعور المظلوميّة في عمليّة بناء الهويّة القوميّة‪.‬‬ ‫فعندما تكون المظلوميّة هي المنطلق سيبني‬ ‫أصحابها‪ ،‬مع الزمن‪ ،‬نزوعا ً «قوم ّياً» منتفخا ً‬ ‫وعنصر ّيا ً بالضرورة‪ ،‬وستكون المظلوميّات‬ ‫أرضيّة خصبة لتبرير الجور في ّ‬ ‫حق بعضنا‬ ‫بعضاً‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬ال ب ّد من تجاوز تعريف الذات بداللة‬ ‫بناء عالقة عدائيّة مع اآلخر‪ ،‬أو ادّعاء تميّز‬ ‫ال��ذات وفرادتها في الوقت الذي يجري فيه‬ ‫ّ‬ ‫والحط من قيمتها‪.‬‬ ‫تحقير ال��ذوات األخ��رى‬ ‫يقيناً‪ ،‬ال ّ‬ ‫يحق ألحد ادّعاء الفضيلة في منطقتنا‪،‬‬ ‫كلّنا أبناء التخلّف والتقليد والماضي والعجز‬ ‫وقلّة الحيلة‪ ،‬أو كما يقال «كلّنا في الهوا سوا»‪،‬‬ ‫وإن لم نكن‪ ،‬أش ّقاء في الدم‪ ،‬فنحن أخوة في‬ ‫ّ‬ ‫المتأخر وغربتنا‬ ‫الرضاعة‪ ،‬من جهة تفكيرنا‬ ‫عن حضارة العالم‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن القول إنّ «الخطاب‬ ‫القوميّ الكرديّ » شقيق «الخطاب القوميّ‬ ‫العربي» في ال��دم أو الرضاعة‪ .‬كالهما‬ ‫معجونان بادّعاءات ذاتيّة ال قيمة لها بالتميّز‬

‫والتفوّ ق والقوّ ة‪ ،‬وكالهما يرفعان من شأن‬ ‫الغلبة والعصبويّة والعرق‪ ،‬وكالهما يرسمان‬ ‫صوراً نمطيّة سلبيّة عن اآلخر المختلف بهدف‬ ‫تنمية الوهم بقيمة ال��ذات‪ ،‬وكالهما ينهالن‬ ‫من بحر «المظلوميّات التاريخيّة»‪ ،‬واأله ّم‬ ‫أنّ كليهما يعمالن ض ّد نفسيهما‪ ،‬وض ّد الكرد‬ ‫والعرب على السواء‪ ،‬على الرغم من ادّعائهما‬ ‫العكس لفظ ّياً‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أنّ الكرد والعرب‪ ،‬كشعوب‪،‬‬ ‫ليسوا مسؤولين عن انحطاط «الخطابات‬ ‫القوميّة» لما يسمّى «النخب» السياسيّة‬ ‫والثقافيّة‪ ،‬الكرديّة والعربيّة‪.‬‬

‫الثالثي القاتل‬ ‫ّ‬

‫من المه ّم‪ ،‬بالنسبة لنا جميعاً‪ ،‬أن ندرك خطر‬ ‫تضافر أرك��ان هذا الثالثيّ القاتل‪ :‬االنتشاء‬ ‫بالقوّ ة‪ ،‬حديث المظلوميّات‪ ،‬الالعقالنيّة‬ ‫السياسيّة‪ ،‬خصوصا ً مع توافرها بدرجات‬ ‫متفاوتة لدى أغلبيّتنا‪.‬‬ ‫من المه ّم أن نخ ّفف من االرتكاز إلى القوّ ة‬ ‫الميدانيّة في بناء نهجنا وخطابنا السياسيّين؛‬ ‫ومن المه ّم أيضا ً أن نتفهّم مظلوميّات بعضنا‬ ‫بعضاً‪ ،‬وأن نتجاوزها عند تحديد خياراتنا‬ ‫السياسيّة‪ ،‬فما يحتاجه الجميع هو فسحة‬ ‫من الحرّ يّة واألم��ل إلع��ادة اكتشاف أنفسنا‬ ‫واآلخرين‪ ،‬ومعالجة مظلوميّاتنا وتخليصها من‬ ‫أيّة رؤى ذاتيّة أو واهمة؛ وكذلك من المه ّم أن‬ ‫نوسِّع مساحة العقالنيّة السياسيّة في رؤوسنا‪،‬‬ ‫كي ال يكون االنفعال بالحوادث الراهنة‪ ،‬مهما‬ ‫كانت مؤلمة‪ ،‬هو ك ّل أدائنا السياسيّ ‪ .‬قليل‬ ‫من الهدوء والتف ّكر والتعالي على الجراح‬ ‫«التاريخيّة»‪ ..‬والتواضع أيضاً‪ ،‬ينعش قلب‬ ‫المؤمن!‬

‫جهاد اليازجي ‪ -‬جريدة المدن اإللكترونّية صحيفة العرب ‪ -‬د‪ّ .‬‬ ‫خطار أبو دياب‬

‫«خصوصّية» طرطوس االستدارة السعودّية نحو موسكو‬ ‫دعا رئيس غرفة‬ ‫تجارة وصناعة‬ ‫طرطوس وهيب‬ ‫مرعي‪ ،‬الحكومة‬ ‫أخيراً إلعالن محافظة طرطوس منطقة‬ ‫حرّ ة‪ .‬وفي مقابلة مع جريدة «الوطن»‪،‬‬ ‫قال مرعي إنّ هذه الخطوة ستو ّفر‬ ‫دخالً وطن ّيا ً كبيراً لسورية‪ ،‬وسيجعل‬ ‫من طرطوس مركزاً اقتصاد ّيا ً مه ّما ً‬ ‫في المنطقة‪ ،‬بشكل مماثل «للمدن‬ ‫الساحليّة األخرى»‪ ،‬ومشيراً إلى مدن‬ ‫كمدينة دبيّ ‪ .‬وأضاف مرعي أنّ «على‬ ‫الحكومة أن تسمح بتشيّيد أبنية شاهقة‬ ‫في المدينة‪ ،‬حيث الكثافة الس ّكانيّة‬ ‫مرتفعة‪ ،‬وحيث األراض��ي المتو ّفرة‬ ‫للبناء محدودة‪ .‬وض��رورة المحافظة‬ ‫على األراض��ي الزراعيّة تبرر بناء‬ ‫أب��راج سكنيّة»‪ .‬ومن المعروف أنّ‬ ‫الحكومة السوريّة تحظر‪ ،‬تقليد ّياً‪ ،‬إقامة‬ ‫أبنية عالية في المدن وذلك على الرغم‬ ‫من أ ّنه سبق لمستثمرين في المجال‬ ‫العقاريّ أن حاولوا رفع هذه القيود‪.‬‬ ‫م��ن المعروف أنّ مرعي مستثمر‬ ‫يتم ّتع بعالقات جيدة مع المسؤولين‬ ‫السورييّن‪ .‬وينشط في قطاعات متنوّ عة‬ ‫بما فيها إنتاج الحديد‪ ،‬كما يمتلك‬ ‫أسهما ً ومقاعد في مجالس إدارة العديد‬ ‫من البنوك وشركات التأمين‪ ،‬ومنها‬ ‫على سبيل المثال فرانسابنك سوريا‬ ‫(‪ ،)Fransabank‬بنك قطر الوطنيّ‬ ‫(‪ )QNB‬في سوريا‪ ،‬وشركة أدير‬ ‫سوريا (‪.)ADIR‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬تعكس أقوال مرعي أفكار‬ ‫كثيرين من النخب السوريّة الذين‬ ‫ظهروا خالل فترة عقد من االنفتاح‬ ‫االقتصاديّ الذي سبق الثورة‪ .‬هؤالء‬ ‫ي��ف� ّك��رون بتوسيع القطاعات التي‬ ‫تعود عليهم بأعلى العوائد وبأق ّل‬ ‫المخاطر‪ ،‬كقطاع التجارة والمصارف‬ ‫والعقارات‪ ،‬وذلك على حساب قطاعات‬ ‫أخرى وعلى حساب شرائح واسعة من‬ ‫الس ّكان‪ .‬وقد عكست سياسات الحكومة‬ ‫االقتصاديّة التي طبّقت خالل العقد‬ ‫المذكور تحت شعار «اقتصاد السوق»‬ ‫مصالح هذه النخب‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬فإنّ كالم مرعي يمكن أيضا ً‬ ‫أن يعكس التغيّر في ميزان القوى بين‬ ‫المناطق السورية من ناحية‪ ،‬وبين‬ ‫ّ‬ ‫تمثله الحكومة‬ ‫مركز البالد ال��ذي‬ ‫والعاصمة دمشق من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫إنّ ضعف الدولة المركزيّة السوريّة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تشظي البالد وتف ّتتها‪ ،‬كلّها‬ ‫وازدي��اد‬ ‫ع��وام��ل تقود أكثر فأكثر إل��ى قيام‬ ‫الشخصيّات ال��ن��اف��ذة بالبحث عن‬ ‫استقالليّة أكبر وعن تعامل تفضيليّ‬ ‫أوضح لمدنها ومناطقها‪ .‬وفي السياق‪،‬‬ ‫اعتبر مرعي أ ّنه‪« ،‬لتطوير هذه المدينة‬ ‫عمران ّيا ً وزراع ّيا ً واقتصاد ّياً‪ ،‬فهي‬ ‫تحتاج إلى مراعاة خصوصيّتها من‬ ‫خالل عدم تطبيق التعليمات المركزيّة‬ ‫التي ال تراعي خصوصيّة هذه المدينة‪،‬‬ ‫كالتراخيص الصناعيّة»‪.‬‬ ‫وفي حين يبدو هذا اال ّتجاه واضحا‪ً،‬‬ ‫ح ّتى اآلن‪ ،‬في المناطق الخارجة عن‬ ‫سيطرة النظام‪ ،‬فإنّ المركزيّة تبقى‬ ‫مهمّة في المناطق الخاضعة لسيطرته‪.‬‬ ‫وفي طرطوس‪ ،‬بشكل خ��اصّ ‪ ،‬تبقى‬ ‫الدولة حاضرة بقوّ ة‪ ،‬وخصوصا ً أنّ‬ ‫القسم األكبر من س ّكان المحافظة‬ ‫ّ‬ ‫كموظفين في الدولة أو في‬ ‫يعملون‬ ‫أجهزة األمن أو الجيش‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يعزز عالقة الس ّكان القويّة بالدولة‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬غالبا ً ما تقف وراء المطالبة‬ ‫بـ»خصوصيّة» منطقة ما‪ ،‬والدفاع‬ ‫عن مصالحها في مواجهة الحكومة‬ ‫المركزيّة‪ ،‬مصالح طبقة خاصّة من‬ ‫النخب في تلك المنطقة‪ ،‬والتي ال تريد‬ ‫أن تقف أيّة عوائق في وجه أنشطتها في‬ ‫مواجهة األنظمة التي تضعها الدولة‪.‬‬ ‫سيكون من المه ّم في األسابيع واألشهر‬ ‫ال��ق��ادم��ة أن ن��راق��ب كيف ستمضي‬ ‫عملية التف ّكك في سورية‪ .‬وإذا كانت‬ ‫كلمات مرعي تعكس اتجاها ً معيّنا ً لدى‬ ‫المسؤولين في طرطوس أو في دمشق‪،‬‬ ‫ف��إنّ نشر هذه التعليقات في صحيفة‬ ‫يتردّد أنّ ملكيّتها تعود لرامي مخلوف‬ ‫ابن خال ب ّ‬ ‫شار األسد‪ ،‬رجل األعمال‬ ‫ً‬ ‫األكثر ثرا ًء ونفوذا في البالد‪ ،‬يشير إلى‬ ‫ضرورة أخذها على محمل الجدّ‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ب���وت���ي���ن ي��ج��د‬ ‫ف���ي االن��ف��ت��اح‬ ‫السعوديّ فرصة‬ ‫للتعويض عن‬ ‫أيّة خسارة في سورية والسوق اإليرانيّة‪ ،‬أمّا القيادة‬ ‫السعوديّة فتعتقد أنّ ضمان المصالح السعوديّة‬ ‫يقتضي تغيير الرهانات والمخاطرة‪.‬‬ ‫منذ تبوّ أ الملك سلمان بن عبد العزيز سدّة العرش‬ ‫السعوديّ ‪ ،‬تتالحق التطوّ رات الداخليّة واإلقليميّة‪،‬‬ ‫وتتعامل معها القيادة الجديدة في مسعى واضح‬ ‫لتحسين آليّات الحكم وتأمين استقرار البالد‪ ،‬والدفاع‬ ‫عن دور المملكة العربيّ واإلسالميّ والدوليّ في‬ ‫وجه التوسّع اإليرانيّ ومخاطر التطرّ ف وتغير‬ ‫األولويّات األميركيّة‪.‬‬ ‫بعد إطالق «عاصفة الحزم» بهدف الدفاع الوقائيّ‬ ‫وتغيير ميزان القوى اإلقليميّ ‪ ،‬لم تسمح القمّة‬ ‫األميركيّة – الخليجيّة في كامب ديفيد بترميم الثقة‬ ‫بين واشنطن والرياض‪ .‬وفي األسابيع األخيرة‬ ‫تفاقم االحتقان اإلقليميّ مع استمرار العمليّات‬ ‫في اليمن وتدهور الوضع في العراق وسورية‪،‬‬ ‫لذا تجد الرياض نفسها أمام منعطف دقيق؛ ألنّ‬ ‫استهداف المملكة العربيّة السعوديّة وبالد الشام‬ ‫وسط غياب إستراتيجيّة أميركيّة ناجحة لمقاربة‬ ‫الوضع برمّته‪ ،‬دفع بالمملكة ال ّتخاذ قرار بإعادة‬ ‫تموضع سياستها الخارجيّة‪ ،‬حيث كشفت العمليّات‬ ‫العسكريّة في اليمن عن حذر أميركيّ حيالها‪ ،‬وعن‬ ‫استنكاف باكستان الحليف المفترض‪ ،‬وكذلك عن‬ ‫تردّد الفت لبعض األقربين‪ .‬وهذا يفسّر بدء إعادة‬ ‫النظر باإلستراتيجيّة السعوديّة واالستدارة نحو‬ ‫موسكو‪ ،‬بعد تمتين العالقة مع باريس‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الصالت االقتصاديّة مع كبار الالعبين اآلسيويّين‪.‬‬ ‫في سياق لعبة األم��م الجديدة من باب المندب‬ ‫والخليج إلى شرق البحر األبيض المتوسّط‪ ،‬نشهد‬ ‫العديد من اختبارات القوّ ة بين الالعبين اإلقليميّين‬ ‫ك فيه أنّ روسيا التي ح ّققت‬ ‫والدوليّين‪ ،‬وممّا ال ش ّ‬ ‫حلم قياصرتها في الوصول إلى المياه الدافئة‪،‬‬ ‫تحاول الحفاظ على مكاسبها إذ أ ّنها تنازلت‬ ‫بشكل محدود داخ��ل مجلس األم��ن بخصوص‬ ‫الملفّ اليمنيّ الذي ال يعتبر من أولويّات سياستها‬ ‫الخارجيّة‪ ،‬وأخذت تلوّ ح باحتمال تغيير موقفها من‬ ‫ب ّ‬ ‫شار األسد‪.‬‬ ‫وبينما لم تفلح إستراتيجيّة باراك أوباما في احتواء‬ ‫خطر «داعش» أو ح ّل المشاكل اإلقليميّة‪ ،‬يبدو‬ ‫أنّ تقاطع المصالح خاصّة في سوق الطاقة وإعادة‬ ‫النظر بالخيارات الدبلوماسيّة من قبل الطرفين‪ ،‬قد‬

‫يسمح بتأسيس صلة روسيّة – سعوديّة تكون أحد‬ ‫بدائل الرياض عن عالقتها المميّزة مع واشنطن‬ ‫التي كانت في طور التراجع ويمكن أن يمسّها‪ ،‬في‬ ‫الصميم‪ ،‬الترتيب األميركيّ – اإليرانيّ المنتظر‬ ‫الذي ال يراعي المصالح السعوديّة والخليجيّة‬ ‫والعربيّة حسب وجهة نظر الرياض‪.‬‬ ‫ضمن هذه األجواء‪ ،‬أتت زيارة األمير محمّد بن‬ ‫سلمان بن عبدالعزيز وليّ وليّ العهد السعوديّ‬ ‫وزي��ر الدفاع إلى روسيا‪ ،‬واجتماعه بالرئيس‬ ‫فالديمير بوتين واإلعالن عن توقيع ّ‬ ‫ست اتفاقيّات‬ ‫إستراتيجيّة‪ ،‬على رأسها اتفاقيّة تعاون في مجال‬ ‫االستخدام السلميّ للطاقة النوويّة (خالل الزيارة‬ ‫أعلم الجانب السعوديّ الروس عن قرار ببناء س ّتة‬ ‫عشر مفاعالً نوو ّيا ً سلم ّيا ً وسيكون لموسكو نصيب‬ ‫كبير في هذا اإلطار)‪ ،‬وتفعيل اللجنة المشتركة‬ ‫للتعاون العسكريّ والتعاون في مجال الفضاء‪،‬‬ ‫إضافة إلى ا ّتفاقيّات تعاون في مجال اإلسكان‬ ‫والطاقة والفرص االستثماريّة‪.‬‬ ‫ناقش لقاء سان بطرسبورغ الوضع في الشرق‬ ‫األوسط واليمن وسورية‪ ،‬ومكافحة تنظيم «داعش»‬ ‫إلى جانب العالقات الروسيّة – السعوديّة الثنائيّة‪،‬‬ ‫وزيادة التعاون االقتصاديّ بين البلدين‪ .‬وأبرز دليل‬ ‫على نجاح اللقاء إعالن األمير محمّد بن سلمان‪،‬‬ ‫عن زيارة قريبة لروسيا يقوم بها خادم الحرمين‬ ‫الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬تلبية لدعوة‬ ‫من الرئيس الروسيّ فالديمير بوتين‪.‬‬ ‫سنكون إذن أمام معطى إستراتيجيّ بالغ األهميّة في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬إذا ت ّم تطوير االنفتاح إلى تقارب‬ ‫بين موسكو والرياض‪ ،‬ممّا سينعكس على رياديّة‬ ‫موقع واشنطن وعلى مجمل المشهد اإلقليميّ ‪.‬‬ ‫منذ نهاية عام ‪ ،2011‬أصبح الملفّ السوريّ‬ ‫مل ّفا ً خالف ّيا ً بامتياز بين المملكة العربيّة السعوديّة‬ ‫واال ّتحاد الروسيّ ‪ ،‬ويسود االعتقاد أنّ اعتماد‬ ‫بوتين نهجا ً أكثر مرونة يمهّد لتغيير تدريجيّ في‬ ‫سورية‪ ،‬يش ّكل مدخالً لتطبيع متسارع مع الرياض‪،‬‬ ‫وإعطاء زخم للعالقات الثنائيّة‪.‬‬ ‫تعوّ ل الرياض على قبول روسيا بتعديل في‬ ‫تفسيرها لوثيقة جنيف ‪ 1‬وتحديداً عبر إقصاء‬ ‫ب ّ‬ ‫ك‬ ‫شار األسد من المرحلة االنتقاليّة‪ .‬وممّا ال ش ّ‬ ‫فيه أنّ التحوّ ل في ميزان القوى في الميدان لصالح‬ ‫المعارضة العسكريّة للمرّ ة األول��ى منذ ربيع‬ ‫‪ ،2013‬باإلضافة إلى زي��ادة نفوذ «داع��ش»‪،‬‬ ‫أسهما في خلخلة المقاربة الروسيّة المنحازة كل ّيا ً‬ ‫للنظام‪.‬‬ ‫وي��ق��ول م��ص��در روس����يّ إنّ أب���رز ال��خ��ب��راء‬

‫والمستشارين الروس غادروا سورية‪ ،‬وإنّ تزويد‬ ‫دمشق بالعتاد والذخيرة لم يعد منتظما ً كما كان في‬ ‫‪ .2014‬من الواضح أنّ «الصفقات االقتصاديّة»‬ ‫و «االتفاقيّات اإلستراتيجية» و «التعاون في‬ ‫سوق الطاقة» ال تش ّكل لوحدها عناصر التفاوض‬ ‫السعوديّ ‪ ،‬بل أنّ مستقبل الدولة السوريّة والنفوذ‬ ‫ال��روس��يّ في العالم العربيّ ومخاطر انتشار‬ ‫التطرّ ف‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫لحث الرئيس بوتين‬ ‫تمثل وسائل إضافيّة‬ ‫على صياغة موقف جديد‪ ،‬لناحية حماية ما تب ّقى‬ ‫من المؤسّسات ودور المكوّ ن العلويّ قبل أن تتف ّكك‬ ‫ك ّل البالد مع زيادة نفوذ األطراف الخارجيّة‪.‬‬ ‫ويالحظ أحد المتابعين أنّ موسكو‪ ،‬كما الرياض‬ ‫وواشنطن وباريس‪ ،‬تتمسّك بوحدة األراض��ي‬ ‫السوريّة‪ ،‬فيما تميل إيران إلى قبول استمرار النظام‬ ‫الحاليّ على جزء من سورية لضمان مصالحها‬ ‫وديمومة محورها اإلمبراطوريّ وتواصله مع‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وم��ن االنعكاسات المحتملة للتقارب الروسيّ‬ ‫– السعوديّ ‪ ،‬عدم اقتصار ربط األمن الخليجيّ‬ ‫بالتحالف مع واشنطن والغرب‪ ،‬وبلورة شراكة‬ ‫مع روسيا لحماية المصالح الخليجيّة على ضوء‬ ‫االن��ق�لاب ال��ذي سيحدثه االت��ف��اق األميركيّ –‬ ‫اإليرانيّ ‪ ،‬وسيكون هناك بالطبع جهد سعوديّ من‬ ‫أجل بقاء الموقف الروسي من اليمن بعيداً عن‬ ‫إغراءات إيران وتأثيرها‪.‬‬ ‫باإلضافة للمل ّفين السوريّ واإلي��ران��يّ ‪ ،‬وبحث‬ ‫التبادل العسكريّ والتعاون النوويّ السلميّ ‪ ،‬لم‬ ‫يغب موضوع أسعار النفط الخام‪ .‬في الماضي‬ ‫القريب كانت القيادة الروسية تش ّكك باستخدام‬ ‫الرياض سالح النفط لليّ ذراع طهران وموسكو‬ ‫في اختبار قوّ ة إقليميّ ‪ .‬وما تسرّ ب عن زيارة‬ ‫األمير محمّد بن سلمان األخيرة كان في تقديم‬ ‫طمأنة سعوديّة لموسكو بهذا الصدد‪ ،‬وتعدّى‬ ‫األمر ذلك نحو التطرّ ق إلى احتمال قيام تعاون‬ ‫في سوق الطاقة في مواجهة إغراق السوق بالنفط‬ ‫الصخريّ األميركيّ وهو بمثابة «منافس النفط‬ ‫الخام السعوديّ والروسيّ في آن معاً»‪.‬‬ ‫هكذا تختلط البيادق على رقعة الشطرنج في غرب‬ ‫آسيا والخليج والشرق األوسط‪ ،‬ويبدو أنّ القيصر‬ ‫بوتين يجد في االنفتاح السعوديّ فرصة للتعويض‬ ‫عن أيّة خسارة في سورية والسوق اإليرانيّة‪ ،‬أمّا‬ ‫القيادة السعوديّة المتذمّرة من إدارة أوباما فتعتقد أنّ‬ ‫ضمان المصالح السعوديّة يقتضي تغيير الرهانات‬ ‫والمخاطرة للوصول إلى مشهد إستراتيجي جديد‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫انتهاكات‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫‪5‬‬

‫السنة الثانية‬

‫ما هو «حصان طروادة» الذي استخدمته ق ّوات حماية الشعب‬ ‫لتهجير الكورد والعرب والتركمان؟‬ ‫سياسة ممنهجة‬

‫كيف ت ّم تسهيل دخول «داعش» إلى عين العرب (كوباني) وغيرها‬ ‫من مناطق الجزيرة السورّية؟‬ ‫كيف استطاعت «داعش» شحن ‪ 90‬ألف ط ّن قمح من صومعة «تل محيس» و‪ 150‬ألف ط ّن من «امليلبيّة» يف وضح النهار دون أن ُتقصف شاحنة واحدة؟‬ ‫ّ‬ ‫ارتفعت األصوات‬ ‫مؤخراً لتكشف النقاب عن وتمنعهم من المغادرة وتعتقلهم لتز ّج بهم في‬ ‫حركة تهجير واسعة تقوم بها وحدات حماية جبهات القتال‪ ،‬إضافة إلى تسجيل عدد من‬ ‫ّ‬ ‫الشعب الكورديّة‬ ‫بحق الس ّكان العرب من حاالت خطف الفتيات القاصرات وتجنيدهنّ ‪،‬‬ ‫المناطق التي تت ّم السيطرة عليها بعد خروج وهي القضيّة التي أثارت استنكاراً واسعا ً بين‬ ‫«داعش» منها‪ ،‬ولكنّ ذلك ليس سوى نصف األهالي‪ ،‬وصلت ح ّد التظاهر ض ّد الحزب‬ ‫الحقيقة التي ما زال يجهلها الكثيرون‪ ،‬إذ لم ورفع تقارير عديدة لمؤسّسات حقوقيّة بهذا‬ ‫تقتصر حركة التهجير على العرب فقط وال الشأن‪.‬‬ ‫بدأت اليوم فقط‪ ،‬فقد بدأت مُب ّكراً‪ ،‬منذ تسلّم أمّا عن الجانب العسكريّ ‪ ،‬فقد أفادت شهادات‬ ‫حزب صالح مسلم «‪ »pyd‬المناطق التي الناشطين وعناصر مقاتلة من الحزب ذاته عن‬ ‫أعلن الحقا ً إقامة كانتونات اإلدارة الذاتيّة فيها‪ ،‬ترتيبات مريبة كانت تت ّم بهدف ترك القرى‬ ‫والحزب يقوم بتهجير ك ّل كرديّ غير‬ ‫موال لقمة سائغة أمام تنظيم «داعش»‪ ،‬وقبل سيطرة‬ ‫ٍ‬ ‫له وال يوافق على سياساته‪ ،‬وي ّتهم الكثير من «داعش» على عين العرب (كوباني) نشرت‬ ‫الناشطين واألهالي بالتواطؤ مع «داعش» تقارير وسائل اإلعالم العديد منها‪ ،‬وتقول إحدى‬ ‫وتسهيل دخوله إلى مناطق الجزيرة السوريّة‪ ،‬الشهادات‪ :‬إ ّنه في «زور مغار» كان يصل‬ ‫وذلك بهدف إظهار نفسه مدافعا ً عن المنطقة عدد المقاتلين إلى الـ ‪ 500‬مقاتل‪ ،‬انسحبوا‬ ‫ومقاتالً لإلرهاب‪ ،‬وي ّتهم األهالي‬ ‫الحزب بتركه فجأة بأوامر من القيادة‪ ،‬وقبل االنسحاب أُمروا‬ ‫َ‬ ‫ال��س� ّك��ان لمصيرهم أم��ام‬ ‫بحرق المخفر‪ ،‬كما نشرت‬ ‫«داعش» وانشغاله بتهجير‬ ‫شهادة مقاتل مدنيّ في صفوف‬ ‫المدنيّين العرب من قراهم‬ ‫ارتكبت جمزرة قرية ميليشيا وحدات حماية الشعب‬ ‫يقول فيها‪:‬‬ ‫كما حدث في ناحية الشيوخ «التليليّة» يف ‪/5/29‬‬ ‫بريف حلب والمجاورة لعين‬ ‫«إ ّن���ه���ا تنشر ان��ت��ص��ارات‬ ‫كانت‬ ‫حيث‬ ‫‪،2014‬‬ ‫العرب (كوباني)‪ ،‬إذ قامت‬ ‫إعالميّة تقابلها هزائم على‬ ‫األرض‪ ،‬فهم ينشرون أخباراً‬ ‫عناصر الحزب قبل وصول حواجز حزب ‪pyd‬‬ ‫«داع����ش» إل��ى المنطقة‬ ‫ومقاطع فيديو عن بطوالتها‬ ‫بالقرية‬ ‫حتيط‬ ‫ّ‬ ‫بالتسلّل إلى أطراف الشيوخ‬ ‫واالنتصارات التي تحققها في‬ ‫مختلف جبهات القتال في عين‬ ‫بين منطقتي «الجديدة» يوم دخول عناصر‬ ‫و «جبّ الفرج»‪ ،‬وقاموا‬ ‫العرب (كوباني) في الوقت‬ ‫إليها‬ ‫«داعش»‬ ‫بخطف ك � ّل أف���راد عائلة‬ ‫الذي تتعرّ ض فيه في الواقع‬ ‫«الشيخ برهو»‪ ،‬ويقدّر عدد‬ ‫لسلسة من الهزائم ب��دءاً من‬ ‫أفراد األسرة المخطوفين بـ‬ ‫الحرب الخاسرة في ريف «ت ّل‬ ‫‪ 35‬غالبيّتهم من األطفال والنساء‪ ،‬ث ّم قاموا أبيض» التي أدّت إلى دمار القرى الكورديّة‪،‬‬ ‫الحقا ً بإطالق النساء واألطفال واالحتفاظ عشر قرى‪ ،‬ونزوح س ّكانها وتعرّ ض ممتلكاتهم‬ ‫بالرجال‪ .‬وبينما يت ّم التجييش لقتال «داعش» للنهب والسلب‪ ،‬واعتقال شبابهم وكانت سببا ً‬ ‫واقترابها من عين العرب (كوباني)‪ ،‬ترك في هجرة الكورد من» ت ّل أبيض» والمآسي‬ ‫عناصر الحزب قتال «داع��ش» وانشغلوا والويالت التي عاشوها‪ ،‬فالحرب بدأت بتدبير‬ ‫بالهجوم على أهالي ناحية «الشيوخ» والقرى من ال��ـ‪ YPG‬و أجنحته «جبهة األك��راد»‬ ‫المحيطة بها‪ ،‬وذلك بعد أن أعلنوا النفير العام وانتهت بصمود األهالي وحدهم بدون دعم من‬ ‫بذريعة «داعش»‪ ،‬واستقدموا آالف المقاتلين هؤالء»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منشق من الـ ‪ YPG‬لـ‬ ‫الكورد من «جبال قنديل» وهم ليسوا من وفي شهادة مقاتل‬ ‫السوريّين‪ ،‬إضافة إلى القيام بحمالت ترويع «شبكة نوروز» قال‪ :‬استطاعوا وباالعتماد‬ ‫وتخويف للس ّكان من العناصر المتطرّ فة على أسلحتهم من تحرير نصف «تل أبيض»‬ ‫المسلّحة التي ستهاجمهم‪.‬‬ ‫خالل ساعات ووصلوا إلى مبنى المحكمة‪ ،‬لكن‬ ‫عن أسباب ظاهرة الهجرة من عين العرب ومع نفاذ الذخيرة وعدم وصول تعزيزات من‬ ‫ّ‬ ‫(كوباني) إلى العراق وتركيّة تحدّث‬ ‫«عز عين العرب (كوباني) اضطرّ وا إلى التراجع‬ ‫الدين محمّد» عضو المجلس الوطنيّ الكورديّ تحت ضربات «داعش» التي وصلتها إمدادت‬ ‫سابقاً‪ ،‬عن سيطرة حزب واحد قائالً‪ُ « :‬تدار من الر ّقة‪ .‬وذكر المقاتل المشار إليه بأنّ الذي‬ ‫المدينة عسكر ّيا ً وأمن ّيا ً وقضائ ّيا ً من قبل كان يقود جبهة «ت ّل أبيض» وقتها شخص من‬ ‫حزب واحد هو حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الـ ‪ YPG‬اسمه «شيار» وهو معروف هناك‪،‬‬ ‫‪ pyd‬ومؤسّساته‪ ،‬وهو الذي يحتكر السالح وكان يدير حينها بوّ ابتها الحدوديّة مع تركيّة‪،‬‬ ‫والسلطة والقضاء وال يقبل التشاركيّة أو وأ ّنه كان على اتصال مباشر معه‪ ،‬وكان يعدهم‬ ‫اإلدارة المشتركة‪ ،‬وبال ّتالي فك ّل اإليرادات‪ ،‬بوصول الدعم خالل ساعات‪ ،‬لك ّنه خذلهم‪،‬‬ ‫والغرامات أو اإلتاوات تذهب لخزينة اال ّتحاد لتكون النتيجة سيطرة «داعش» على المدينة‪،‬‬ ‫الديمقراطيّ »‪.‬‬ ‫ومع عودة الحرب إلى الريف الغربيّ وتراجع‬ ‫كما ساهم فرض التجنيد اإلجباريّ ومنع الشباب ميليشيا الـ ‪ YPG‬ودخول «داعش» إلى ثالث‬ ‫من مغادرة مناطقهم إلاّ بإذن من مؤسّسات قرى وهي «البيّاضة‪ ،‬الزيارة‪ ،‬وزور مغار»‬ ‫الحزب في هجرة العديد من الشباب هربا ً إضافة إلى نزوح س ّكانها وس ّكان أكثر من‬ ‫من القتال في صفوفهم‪ ،‬تالحق «األسايش»‪ ،‬عشر قرى قريبة‪ ،‬مع تعرّ ض منازلهم للنهب‪،‬‬ ‫وهي القوّ ة األمنيّة التابعة للحزب‪،‬‬ ‫الشباب بات الناس في حالة خوف شديد وخاصّة وأ ّنها‬ ‫َ‬

‫ال تثق بالـ ‪ YPG‬و سياساتها التي تقوم على‬ ‫إشعال المعارك وتوريط المدنيّين وس ّكان القرى‬ ‫فيها‪ ،‬ممّا أدّى إلى نزوح جماعيّ للس ّكان من‬ ‫ك ّل تلك المناطق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كما سجّ لت شهادات تفيد أن��ه بعد أن قيام‬ ‫«داعش» بطرد عشرات العائالت من الكورد‬ ‫السوريّين من القرى والمدن والبلدات في ريف‬ ‫الر ّقة‪ ،‬وأجبرت أهالي قرية «ت ّل أخضر» التي‬ ‫تقع غربيّ «ت ّل أبيض»‪ ،‬ويبلغ عددهم ‪2000‬‬ ‫نسمة‪ ،‬على الرحيل من منازلهم‪ ،‬وت ّم اعتقال‬ ‫ك ّل من رفض الخروج‪،‬‬ ‫وقد منعهم مسلّحو حزب‬ ‫ال��ـ ‪ PYD‬من الدخول‬ ‫ل��م��دي��ن��ة ع��ي��ن ال��ع��رب‬ ‫(كوباني)‪ ،‬بذريعة أ ّنهم‬ ‫ك��ان��وا م��ن م��ن��اص��ري‬ ‫الجيش الحرّ ‪ ،‬معرّ ضين‬ ‫ح��ي��اة آالف المدنيّين‬ ‫ال��ك��ورد للخطر حسبما‬ ‫أف���اد م��راس��ل «س��راج‬ ‫برس» حينها‪.‬‬ ‫ال تقتصر حركة التهجير‬ ‫على العرب والكورد‪ ،‬بل‬ ‫طالت التركمان فقد أفاد‬ ‫عضو الكتلة التركمانيّة‬ ‫السوريّة «محمّد جيلدر»‬ ‫أنّ م���ص���ادر ت��ه��دي��د‬ ‫التركمان ف��ي سورية‬ ‫تكمن في جهات ثالث‬ ‫وهي‪ :‬النظام السوريّ ‪،‬‬ ‫وحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الكورديّ ‪ ،‬وتنظيم‬ ‫«داعش»‪ ،‬مشيراً إلى أنّ التركمان تعرّ ضوا‬ ‫لهجمات من قبل «حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ‬ ‫ال��ك��ورديّ » في مدينة الر ّقة‪ ،‬بعد أن ذاقوا‬ ‫األمرّ ين في هذه المدينة من النظام ث ّم من‬ ‫«داعش» طوال عام كامل‪.‬‬ ‫التواطؤ مع «داعش» في ارتكابها المجازر‬ ‫والسيطرة على القرى العربيّة‬ ‫ا ّت��ه��م أه��ال��ي ع��دّة ق��رى ومناطق عربيّة‬ ‫عناصر الحزب بالتواطؤ الكامل مع عناصر‬ ‫«داع����ش»‪ ،‬ال��ت��ي ارتكبت م��ج��زرة قرية‬ ‫«التليليّة» في ‪ ،2014 /5/29‬حيث كانت‬ ‫حواجز الحزب تحيط بالقرية ي��وم دخول‬ ‫عناصر «داعش» إليها‪ ،‬وحمَّل يومها تيّار‬

‫«المستقبل الكورديّ » المسؤوليّة في ارتكاب‬ ‫المجزرة تنظيم «داعش» وحزب «‪،»PYD‬‬ ‫حيث أفاد بقيام حزب «‪ »PYD‬بمحاربة كا ّفة‬ ‫الكتائب واأللويّة األخرى‪ ،‬وحلّها ولم يكتفِ‬ ‫عند هذا الحدّ‪ ،‬بل صادر جميع األسلحة من‬ ‫المقاتلين‪ ،‬لمنعهم من الدفاع عن النفس وحماية‬ ‫قراهم ومدنهم وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال ما ح��دث في «ت��ل حميس» و‬ ‫محيطها يؤ ّكد العديد من أهالي المنطقة على‬ ‫التواطؤ بين جيش النظام السوريّ وعناصر‬

‫وحدات حماية الشعب الكورديّة و «داعش»‬ ‫ض ّد الجيش الحرّ ‪ ،‬بعد معركة «تل حميس»‬ ‫التي سُميّت بـ «أس��ط��ورة الجنوب» التي‬ ‫خاضها الجيش الحرّ ض ّد عناصر وحدات‬ ‫حماية الشعب وقوّ ات النظام‪ ،‬والتي تكبدوا فيها‬ ‫عشرات القتلى وبعدها معارك «تل براك»‬ ‫أيضاً‪ ،‬التي ارتكبت فيها الحقا ً عناصر وحدات‬ ‫حماية الشعب مجزرة‪ ،‬انتقاما ً من األهالي راح‬ ‫ضحيّتها العشرات من المدنيّين‪ ،‬وانهزمت تلك‬ ‫القوّ ات أمام الجيش الحرّ ‪ ،‬لتسيطر «داعش»‬ ‫بعدها على المنطقة بسبب القصف اليوميّ‬ ‫بالطيران والصواريخ والمدفعيّة وفقدان الجيش‬ ‫الحرّ للسالح الذي امتنع الجميع عن تزويدهم‬ ‫به أو مساندته في قتاله ض ّد «داعش»‪ ،‬منذ‬

‫ذلك الوقت لم تقم أيّة معركة حقيقيّة بينها وبين‬ ‫قوّ ات النظام ووحدات حماية الشعب الكورديّة‪،‬‬ ‫وكان تحرّ كهم العسكريّ عبارة عن افتعال شبه‬ ‫معارك مسرحيّة بالنيران‪ .‬هنا طرح األهالي‬ ‫سؤاالً‪ :‬كيف استطاعت «داعش» شحن ‪90‬‬ ‫أل��ف ط��نّ قمح من صومعة «ت��ل حميس»‬ ‫و‪ 150‬ألف طنّ من «الميلبيّة» في وضح‬ ‫النهار دون أن ُتقصف شاحنة واحدة‪ ،‬وكيف‬ ‫ص��ارت تنسحب وتترك سالحها خشية من‬ ‫قصف النظام؟ وه��ذا أيضا ً يفتح باب آخراً‬ ‫للتواطؤ مع «داع��ش»‬ ‫وال���ت���ورّ ط ف��ي سرقة‬ ‫القطن والقمح والغاز‬ ‫وآب���ار النفط‪ ،‬وتحدّث‬ ‫الناشطون وشهود العيان‬ ‫ع��ن أنّ مسلّحين من‬ ‫الحزب شوهدوا مراراً‬ ‫وه���م ي��س��يّ��رون ع���دداً‬ ‫ك��ب��ي��راً م��ن الشاحنات‬ ‫المحمّلة ب��ـ «ب���االت»‬ ‫من القطن المحلوج إلى‬ ‫م��دن الحسكة الشماليّة‬ ‫على الحدود التركيّة‪ ،‬بعد‬ ‫نقلها من محلج الحسكة‬ ‫ف��ي ح���يّ «مشيرفة»‬ ‫إلى مدن شمال الحسكة‬ ‫وخاصّة «رأس العين»‬ ‫وكانت تلك الشاحنات‬ ‫تعبر مناطق سيطرة‬ ‫«داع������ش» دون أن‬ ‫يعترضها عناصر التنظيم‪ ،‬هذا إضافة إلى‬ ‫سيطرتهم على معبر اليعربيّة (تل كوج) وما‬ ‫يدرّ ه من عائدات ضخمة يوم ّيا ً والذي تمّت من‬ ‫خالله تبادل المنافع مع «داعش» لفترة طويلة‬ ‫قبل السيطرة عليه بشكل نهائيّ وبذلك كانوا‬ ‫لفترة طويلة يتقاسمون مقدّرات المنطقة مع‬ ‫«داعش» والنظام‪.‬‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬‬

‫الكوردي‬ ‫بيانات حزب ت ّيار المستقبل‬ ‫ّ‬ ‫تقارير إعالم ّية وحقوق ّية‬

‫‪ -‬‬

‫شهادات األهالي‬

‫جمموعة نهرين‬

‫تقرير إخباري‬

‫«مجلس حقوق اإلنسان» يدين محاصرة مدن سورية‬ ‫أدان مح ّققو األمم الم ّتحدة حول سورية قيام‬ ‫نظام األسد بإلقاء براميل متفجّ رة وبتعرّ ض‬ ‫عدد من البلدات والمدن للحصار ما أدّى إلى‬ ‫حاالت مجاعة‪.‬‬ ‫وقال رئيس لجنة التحقيق «باولو بينييرو» في‬ ‫معرض تقريره أمام «مجلس حقوق اإلنسان»‬ ‫التابع لألمم المتحدة إنّ «ق���وّ ات النظام‬ ‫ومجموعات مثل تنظيم «داعش» يفرضون‬ ‫حصاراً على المدن تتر ّتب عليه نتائج كارثيّة»‪.‬‬ ‫وأض���اف بينييرو أنّ «ال��ح��ص��ار والمنع‬ ‫المتواصل من الحصول على المساعدات‬ ‫اإلنسانيّة نجم عنهما سوء تغذية ومجاعة»‪.‬‬ ‫وأش���ار إل��ى حصار ق���وّ ات النظام لمخيّم‬ ‫«اليرموك» والغوطة الشرقيّة والزبداني‪،‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وا ّتهم المجموعات المسلّحة المعادية للنظام‬ ‫بمحاصرة مدينتي الزهراء ونبل في ريف‬ ‫حلب والفوعة وكفريا في ريف إدلب‪.‬‬ ‫وقال المح ّققون في التقرير الذي نشر في ‪23‬‬ ‫حزيران ويشمل الفترة الممتدة بين ‪ 15‬آذار‬ ‫الماضي و‪ 15‬حزيران الجاري إلى حاالت‬ ‫«الحرمان القصوى» بسبب الحصار المستمرّ‬ ‫أحيانا ً «منذ أشهر وح ّتى سنوات»‪.‬‬ ‫وتابع المح ّققون أنّ األمر «يفوق التصوّ ر‪،‬‬ ‫لكن البعض ومن بينهم أطفال ماتوا من الجوع‬ ‫والجفاف»‪.‬‬ ‫ون��دد بينييرو كذلك بـ «الهجمات من دون‬

‫تمييز» وف��ي شكل «متعمّد» من قبل ك ّل‬ ‫أطراف النزاع ض ّد مناطق يسكنها مدنيّون‪.‬‬ ‫واستنكر التقرير أيضا ً إلقاء البراميل المتفجّ رة‬ ‫من قبل قوّ ات النظام على مدنيّين‪.‬‬ ‫وأضاف أ ّنه «ومنذ مطلع العام أطلقت طائرات‬ ‫ومروحيّات النظام صواريخ وألقت براميل‬ ‫متفجّ رة على بلدات شمال حلب‪ ،‬وقصفت كذلك‬ ‫ق��وّ ات النظام مناطق شرق محافظة حلب»‬ ‫ّ‬ ‫مكتظة بالس ّكان‪.‬‬ ‫وهي مناطق‬ ‫وأوض��ح أنّ «أحياء في شرق مدينة حلب‬ ‫مثل الشعار والصاخور وبعيدين والمعادي‬ ‫والحيدرية والميسّر» تتعرّ ض إلى القصف‬ ‫وفي غالبيّة األحيان من براميل متفجّ رة في‬ ‫شكل شبه يوميّ »‪.‬‬

‫ول��م يتم ّكن أعضاء‬ ‫اللجنة األربعة أبداً من‬ ‫دخول سورية إلاّ أ ّنهم‬ ‫جمعوا شهادات آالف‬ ‫ّ‬ ‫واطلعوا على‬ ‫الضحايا‬ ‫آالف الوثائق وصور‬ ‫األقمار الصناعيّة‪.‬‬ ‫وتسبّب النزاع المستمرّ‬ ‫في سورية بمقتل أكثر‬ ‫من ‪ 230‬ألف شخص‬ ‫م��ن��ذ منتصف آذار‬ ‫‪ ،2011‬وب��اع��ت��ق��ال‬ ‫قوّ ات النظام أكثر من‬ ‫‪ 200‬ألف شخص بينهم آالف النساء‪ ،‬وفق‬

‫«المرصد السوريّ لحقوق اإلنسان»‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪33‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫تحقيقات‬

‫البحث عن وطن‬

‫من المخّيم إلى اللجوء عبر المهرّب والبحر‬ ‫من حصار الريموك يف سورية إىل معاناة لبنان فطمع امله ّربني يف ليبيا فالشاطئ األورب ّي رحلة قطعها «أبو عماد» ليبحث عن وطن ضائع‬ ‫لم ي��درك الع ّم أبو عماد ذو الخمسين عاما ً في بيوت الحيوانات‪ ،‬هناك يوجد العديد من‬ ‫أ ّن��ه خ��ارج م��ن مخيّم اليرموك ف��ي وسط األشخاص السود الذين أتوا ليصلوا إلى أوربا‬ ‫دمشق ليبحث عن وطن آخر بعيداً عن الظلم ولم يكملوا المبلغ‪ ،‬وهم محتجزون عند أولئك‬ ‫والحرمان‪ ،‬بعد أن عاش في ظ ّل حصار قوّ ات المهرّ بين يعاملون المعاملة السيّئة بقي «أبو‬ ‫النظام للمخيّم‪ ،‬عام ونصف العام استطاع عماد» ومن معه في بيت من بيوت الحيوانات‬ ‫ّ‬ ‫الخروج إلى لبنان وأقام في صيدا التي عانى‬ ‫المتوزعة هناك أربعة أيّام دون أن يقدّموا لهم‬ ‫فيها الكثير من الضيق متح ّمالً معاناة من نوع الطعام‪ ،‬يأخذون منهم ثمن الطعام ليقدّموه لهم‪.‬‬ ‫خ��رج «أب���و ع��م��اد» ومن‬ ‫آخر‪ ،‬ليقرّ ر الذهاب إلى أيّ‬ ‫مكان يجد فيه األمان‪.‬‬ ‫معه إلى «بني وليد» ليصبح‬ ‫لك ّن ّ‬ ‫احلظ مل‬ ‫رفضت ال��دول العربيّة‬ ‫عددهم بعد الزيادة ‪ 45‬شخصاً‪،‬‬ ‫عند وصولهم إلى هناك قام‬ ‫منحه «ف��ي��زا» إل��ى أيّ حيالفهم متاماً‪،‬‬ ‫ال��م��ه��رّ ب��ون ب��إت�لاف حقائب‬ ‫منها فهو مواطن فلسطينيّ‬ ‫س��وريّ يحمل وثيقة سفر فقد سار القارب‬ ‫السفر التي كانت بحوزتهم‪،‬‬ ‫أمّا ج��وازات السفر فأخذوها‬ ‫يب يف عرض‬ ‫م��و ّق��ت��ة‪ ،‬ف��ال��س��ودان هي اخلش‬ ‫ّ‬ ‫الدولة الوحيدة التي‬ ‫منهم ووعدهم بإعادتها لهم في‬ ‫حصل البحر ث ّم ّ‬ ‫ّ‬ ‫توقف‬ ‫منها على «فيزا» تؤهّله‬ ‫المحطة األخرى‪.‬‬ ‫ان��ط��ل��ق ال��م��ج��م��وع��ة إل��ى‬ ‫ال��خ��روج من لبنان وهي بسبب نفاذ الوقود!‬ ‫مكلفة‪ ،‬لم يستطع الخروج‬ ‫«بنغازي» لكن لم يدخلوها‬ ‫إلاّ لوحده تاركا ً عائلته في‬ ‫ب��س��ب��ب االش��ت��ب��اك��ات على‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫أط��راف��ه��ا‪ ،‬ق���رّ ر المهرّ بون‬ ‫وصل العاصمة السودانيّة الخرطوم ومكث فيها تغيير المسار والوصول إلى العاصمة الليبيّة‬ ‫يومين لي ّتجه بعدها إلى الصحراء السودا ّنية طرابلس‪ ،‬وخالل سيرهم نحو العاصمة ت ّم‬ ‫الليبيّة‪.‬‬ ‫كشفهم من قبل الشرطة الليبيّة وأطلقت النار‬ ‫على السيّارة‪ ،‬توقف السائق وتفاهم مع الشرطة‬ ‫من صحراء السودان ح ّتى ليبيا‪:‬‬ ‫وعند وصوله إلى أوّ ل نقطة تجمّع في صحراء ودفع لهم مبلغ من المال‪ ،‬وجهاز الشرطة هو‬ ‫من العشائر‪ ،‬وفي ك ّل منطقة تكون الشرطة من‬ ‫«وهي زريبة حيوانات يصف لنا المشهد‪:‬‬ ‫«تحت أشعّة الشمس الحارقة وغبار الرمال تلك العشائر أو ما يسمّى لدينا اللجان الشعبيّة‪.‬‬ ‫وصلوا إلى منطقة اسمها «ترهونة» ودخلوا‬ ‫جاءت سيّارة من طراز‬ ‫«الند كروز « يجلس فيها ما يقارب ‪ 37‬إلى زريبة كانت بدون سقف‪ ،‬تعرّ ف «أبو‬ ‫شخصا ً ف��وق براميل البنزين الموضوعة عماد» إلى أحد األشخاص السوريّين‪ ،‬وهو‬ ‫بالصندوق وهي تعلو على حا ّفة السيّارة أكثر يعمل في تلك القرية ح ّفاراً‪ ،‬تفاهم مع المهرّ بين‬ ‫من ‪ 20‬سم‪ ،‬وضعنا حقائبنا وجلسنا على وأخذ «أبو عماد» وعدد ممّن معه إلى منزله‬ ‫جوانب السيّارة‪ ،‬ما تبقى م ّنا جلس وقدماه وناموا عنده ليلتان‪ ،‬تعرّ ف «أبو عماد» على‬ ‫مفتوحتان بشكل الرقم سبعة‪ ،‬ليدخل شخص أهل تك القرية الطيّبين وحضر عرسا ً أقيم في‬ ‫آخر بين قدميه‪ ،‬ولم نستطع أن نم ّد أقدامنا‪ ،‬تلك القرية‪.‬‬ ‫سرعة السيّارة تجاوزت ‪ 170‬كم في الساعة ف��ي صباح ال��ي��وم الثالث ت��وجّ ��ه وم��ن معه‬ ‫خوفا ً من ّ‬ ‫قطاع الطرق المتواجدين على تلك بميكروباص إلى طرابلس‪ ،‬التي تبعد ستة كم‬ ‫عن القرية‪ ،‬بعد وصولهم الى مركز العاصمة‬ ‫الحدود ومن حرس الحدود السودانيّ »‪.‬‬ ‫ألفا كم هي المسافة التي قطعها أبو عماد ت��و ّق��ف ال��ب��اص ورك��ب ك�� ّل س ّتة أشخاص‬ ‫ّ‬ ‫متخطيا ً الصحراء السودانيّة بعد المكوث ‪ 8‬بسيّارة ليتوجّ هوا إلى «زوارة» التي سيت ّم‬ ‫ساعات في تلك السيّارة وصل أبو عماد ومن منها االنطالق البحريّ ‪ ،‬ثالث سيّارات تسير‬ ‫معه إلى نقطة التبادل بين المهرّ بين السودانيّين معاً‪ ،‬دخلت السيّارات معبراً للجيش الليبيّ ولم‬ ‫يحدث معهم شيء‪.‬‬ ‫والليبيّين‪.‬‬ ‫ويتابع «أبو عماد» قائالً «صعدنا بسيّارة قبل «زوارة» بكيلومترين اثنين‪ ،‬كان هناك‬ ‫من نفس النوع‪ ،‬السائق ومعاونه كانا في نحو حاجز إلحدى المليشيات‪ ،‬عبرت أوّ ل سيارة‬ ‫العشرين من العمر‪ ،‬دفعانا بقوّ ة وقاما بضربنا لكنّ الحاجز قام بإيقاف األخريات‪ ،‬وأخذوا‬ ‫بالعصيّ وسار بنا ‪ 12‬ساعة لم يتو ّقف وال الر ّكاب تحت تهديد السالح إلى بناء طابقيّ‬ ‫ثانية‪ ،‬ليتو ّقف بعد منتصف الليل قليالً‪ .‬ك ّل يوم مدّعين أ ّنهم شرطة‪ ،‬وأ ّنهم سوف يقومون‬ ‫ونحن على نفس الحال سبعة أيّام متواصلة بتسلميهم للجيش‪ .‬تبين من خالل الحديث أ ّنهم‬ ‫عناصر مسلّحة‪ ،‬وتحت تهديد القتل قاموا‬ ‫ح ّتى وصلنا إلى «أجدابيا» الليبيّة‪.‬‬ ‫بتشليحهم ك ّل ما يملكون‪« ،‬أبو عماد» كان‬ ‫في ليبيا ح ّتى الوصول الى نقطة التهريب‪:‬‬ ‫دخل «أبو عماد» ومن معه إلى «أجدابيا» بحوزته ألفا دوالر‪ ،‬هذا المبلغ الذي تركه‬

‫للحاجة‪ ،‬أخذوا ك ّل المبالغ التي كانت بحوزتهم‬ ‫وقاموا بضربهم‪ ،‬وبعد ساعتين أغمضوا‬ ‫عيونهم ووضعوهم بسيّارة وقاموا برميهم وهم‬ ‫س ّتة أشخاص في الصحراء‪ ،‬أشار المسلّحون‬ ‫لهم با ّتجاه سيرهم وذهبوا‪.‬‬ ‫بعد مسيرهم ف��ي ال��ص��ح��راء نحو خمسة‬ ‫كيلومترات ظهرت لهم بعض البيوت‪ ،‬ابتعدوا‬ ‫عنها خوفا ً من أيّ مسلّح‪ .‬رأى «أبو عماد»‬ ‫ورفاقه مسجداً‪ ،‬وق��رّ ورا االلتجاء إلى بيت‬ ‫هللا ح ّتى يستريحوا قليالً ويعرفوا أين هم‪،‬‬ ‫وإذا بسيّارة تحاول دهسهم‪ ،‬ركبوا مع السائق‬ ‫تحت تهديد السالح‪ ،‬ولم يبتعد إلاّ قليالً ح ّتى‬ ‫خرج أخوه رافعا ً السالح في وجههم‪ ،‬تحدّث‬ ‫«أبو عماد» عن ك ّل ما جرى معهم‪ ،‬فتعاطف‬ ‫األخ���وان معهم وق��ام��وا بإعطائهم مالبس‬ ‫ليغتسلوا‪ ،‬طلب «أب��و عماد» أن يبقوا في‬ ‫المسجد القريب خوفا ً من أيّ مكروه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ا ّتصل «أبو عماد» بالمهرّ ب شارحا له ما‬ ‫جرى‪ ،‬وبعد ساعتين أتى المهرّ ب وأخذ «أبو‬ ‫عماد» ورفاقه إلى نقطة االنطالق البحريّة‬ ‫وعد المهرّ ب بإطالق سراح الشباب اآلخرين‬ ‫الذين ت ّم أسرهم من قبل المجموعات المسلّحة‪.‬‬ ‫ترك المهرّ ب المجموعة في منزل متواضع‪،‬‬ ‫وأمّن لهم احتياجاتهم لعدّة أيّام‪ ،‬ث ّم وعد بإطالق‬ ‫سراح المحتجزين‪ ،‬في صباح اليوم العاشر‬ ‫أتى المهرّ ب ومعه من كانوا محتجزين ومنهم‬ ‫من تعرّ ض للتعذيب على يد تلك المجموعات‬ ‫المسلّحة‪ ،‬استغرب «أبو عماد» كيف أُطلق‬ ‫سراحهم‪ .‬أمرهم المهرّ ب بتحضير أنفسهم‬ ‫للسفر في الخامسة من عصر اليوم العاشر‪،‬‬ ‫اعترض بعضهم طالبين منه سترات نجاة‬ ‫لك ّنه لم يحضر إلاّ عدد قليل منها‪ ،‬توجّ ه «أبو‬ ‫عماد» ومن معه إلى نقطة االنطالق‪.‬‬

‫من نقطة التهريب في ليبيا وص��والً إلى‬ ‫األوربي‪:‬‬ ‫الشاطئ‬ ‫ّ‬

‫انتقلت المجموعة عبر ث�لاث نقاط كانت‬ ‫األخيرة أكبرها‪ ،‬وهي عبارة عن زريبة يوجد‬ ‫فيها قرابة ‪ 250‬شخصا ً من من السودان‬ ‫والصومال ومصر ومالي والعراق وفلسطين‬ ‫وسورية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ج��اء المهرّ ب واع��دا إيّاهم بالخروج على‬ ‫دفعات‪ ،‬ك ّل دفعة مائة شخص فالقارب خشبيّ‬ ‫قديم طوله اثنا عشرة متراً وعرضه أربعة‬ ‫أمتار‪.‬‬ ‫ركب «أبو عماد» ومن معه سيّارات مغلقة‬ ‫ّ‬ ‫الشط‬ ‫بتمام الساعة الواحدة ليالً‪ ،‬متوجّ هين إلى‬ ‫البحريّ في «زوارة» الليبيّة مكان االنطالق‪،‬‬ ‫مائة شخص جلسوا فوق بعضهم البعض‪ ،‬وعند‬ ‫وصولهم إلى الشاطئ البحريّ كانت المفاجأة‬ ‫ّ‬ ‫مطاطيّة بعيدة‬ ‫بأ ّنهم عثروا على ق��وارب‬ ‫قليالً‪ ،‬وأخذوا يمشون ح ّتى ابتلت صدورهم‬ ‫بالماء ركب «أبو عماد» ومن معه بالقوارب‬

‫القوارب الليبية ‪ -‬انرتنت‬ ‫المطاطيّة‪ ،‬ومن شدّة خوف الناس انقلب قارب‬ ‫ّ‬ ‫مطاطيّ ‪ ،‬وأُنقذ من سقط في الماء‪ ،‬فمنهم من ال‬ ‫يعرف السباحة‪ ،‬تابعوا السير في البحر حوالي‬ ‫عشر دقائق بعيداً عن الشاطئ الرمليّ ‪.‬‬ ‫قبل أن يصعدوا إلى القارب الخشبيّ الصغير‬ ‫أخذ المهرّ بون ك ّل ما لديهم ورموه في البحر‪،‬‬ ‫صعد إلى القارب نحو‪ 280‬شخصاً‪ ،‬وهو ال‬ ‫ي ّتسع سوى لخمسين راكباً‪.‬‬ ‫مع إشراقة شمس الصباح‪ ،‬أصبح القارب في‬ ‫عرض البحر دهش الر ّكاب من وجود امرأة‬ ‫مس ّنة تبلغ من العمر خمسة وتسعين عاماً‪،‬‬ ‫ونحو خمسة عشر طفالً بينهم رضيع‪.‬‬ ‫مرّ ت عشر ساعات والقارب في عرض البحر‬ ‫فالمسافة بين «زوراة» الليبيّة والحدود البحريّة‬ ‫اإليطاليّة هي ّ‬ ‫ست ساعات بقارب صغير!‬ ‫بعد تذمّر الر ّكاب أفصح لهم ربّان القارب‬ ‫بأ ّنه قد أضاع الطريق وبعد تو ّقفهم برهة في‬ ‫عرض البحر مرّ قارب صيد على متنه بحّ ارة‬ ‫تونسيّون‪ ،‬تفاهم معهم ربّان السفينة وشرح‬ ‫لهم أ ّنه أضاع الطريق‪ ،‬دلّوه على مكان وجود‬ ‫البارجة اإليطاليّة‪ ،‬ساروا معهم قرابة الساعة‬ ‫وتركهم البحارة في عرض البحر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بعد مضي نصف ساعة من سيرهم توقف‬ ‫محرّ ك القارب الخشبيّ ‪ ،‬وبين صراخ األطفال‬ ‫وخ��وف الناس وهواجسهم عن أن��اس القوا‬ ‫حتفهم في عرض المتوسّط دون أن يراهم أحد‪،‬‬ ‫بدأ الماء ينفذ إلى القارب‪.‬‬ ‫كانوا يملكون ع�دّة أوعية بالستيكية لحفظ‬ ‫الماء قاموا بقصّها‪ ،‬وتعاون جميع الركاب‬ ‫على إخراج الماء من القارب بواسطة األوعية‬ ‫البالستيكية التي أفرغوها من ماء الشرب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولحسن‬ ‫حظ «أب��و عماد» كان معهم شابّ‬ ‫من حلب يعمل بإصالح المحرّ كات استطاع‬ ‫ّ‬ ‫الحظ‬ ‫إصالح المحرّ ك ومشى القارب‪ ،‬ولكنّ‬ ‫لم يحالفهم تماماً‪ ،‬فقد سار القارب الخشبيّ ث ّم‬ ‫تو ّقف بسبب نفاذ الوقود!‬ ‫ساد جوّ آخر من الخوف والقلق ليشعر «أبو‬ ‫عماد» ومن معه بالراحة مع ق��دوم طائرة‬

‫استطالع إيطاليّة قامت بتصويرهم‪ ،‬وبعد‬ ‫نصف ساعة ظهرت في األفق بارجة حربيّة‬ ‫صغيرة اقتربت منهم وبدأت عمليّة نقلهم إليها‪.‬‬ ‫بقوا فيها يوما ً كامالً‪ ،‬وفي صباح اليوم الثاني‬ ‫نقلوهم إلى البارجة الكبيرة التي كان فيها قرابة‬ ‫‪ 800‬شخص ت ّم إنقاذهم منذ أيّام في المتوسّط‪.‬‬ ‫وصل «أبو عماد» إلى الشاطئ األورو ّب��يّ‬ ‫بإحدى الجزر اإليطاليّة‪ ،‬ت ّم اقتياده ومن معه‬ ‫إلى مركز الشرطة ألخذ البصمات رفض «أبو‬ ‫عماد» أن يبصم تعرّ ض لمضايقات لك ّنه أصرّ‬ ‫ولم يبصم وبعد مكوثه عدّة أيّام بميالنو توجّ ه‬ ‫«أبو عماد» إلى النرويج التي قدّم اللجوء فيها‪.‬‬ ‫وهو ينتظر اآلن أن يحصل على اإلقامة بعد أن‬ ‫أجرى مقابلة اللجوء منذ شهرين‪.‬‬

‫وصل إلى وطن آمن‪ ،‬وبين عيونه وطن يحلم‬ ‫به‬

‫«أبو عماد» الذي يعيش في وطن آمن اآلن‪،‬‬ ‫وبين عينيه وطنه فلسطين الذي لم يعرفه إلاّ‬ ‫على الخريطة‪ ،‬وطن تكلّم عنه أبوه واصفا ً له‬ ‫مدينة «طبريا» مسقط رأسه التي يخشى أن‬ ‫يموت وال يدفن فيها‪.‬‬ ‫يختم «أبو عماد» قصّته مع اللجوء والدمعة‬ ‫على خديه‪« :‬نحن بشر نحن ح ّقنا أن نعيش‬ ‫بسالم»‬ ‫موجّ ها ً نداءه إلى الدول العربيّة التي صمّت‬ ‫آذانها عن وج��ع السوريّين ب��أن تفتح باب‬ ‫اللجوء متسائالً‪« :‬لماذا الغرب يفتح أبوابه‬ ‫لنا؟ ويعاملنا على أساس اإلنسانيّة‪ .‬ال نريد من‬ ‫الحكومات العربيّة إلاّ أن يعاملونا كبشر‪ ،‬لكنّ‬ ‫تلك الحكومات أدارت ظهرها عن دعم اإلنسان‬ ‫السوريّ والفلسطينيّ السوريّ المنكوب الذي‬ ‫يعيش تحت الحصار والقصف اليوميّ ‪.‬‬ ‫يبقى «أبو عماد» يحلم بوطنه الذي ما زال‬ ‫يبحث عنه‪ ،‬ويبحث عن األم��ان في بالد‬ ‫تحفظ كرامته وتحفظ حرّ يّته بعيداً عن الظلم‬ ‫واالستعباد‪.‬‬

‫عادل أبو احلسام‬

‫أداء متراجع منذ ثالث سنوات‪ ..‬من يدعم من‬

‫ريف دير الزور ‪ ...‬وجمعّياته الفلاّ حّية‬ ‫ال تزال محافظة دير الزور تعاني من مشكلة‬ ‫إدارة الجمعيّات الزراعيّة الموجودة فيها‪ ،‬رغم‬ ‫المبادرات األهليّة ومساعدة المجالس المحليّة‬ ‫لها في السابق‪ ،‬إلاّ أ ّنها كانت دون المستوى‬ ‫المطلوب؛ إلى أن ألحقتها «داع��ش» بهيئة‬ ‫«خدمة المسلمين» فمع دخ��ول «داع��ش»‬ ‫للمدينة وبسط سيطرته على ريف دير الزور‬ ‫بالكامل‪ ،‬قام بإنشاء «هيئة خدمة المسلمين»‬ ‫وض � ّم��ت ه��ذه الهيئة م��ا ُي��ع��رف بالمكتب‬ ‫الزراعيّ ‪.‬‬

‫للتجّ ار والبذار وغيرها‪ ،‬لكن لم يؤمّن لنا شيئا ً‬ ‫من ذلك‪ ،‬سوى أ ّنه يستفيد من قوّ ته إلجبار‬ ‫الممتنعين من الفالحين عن تسديد ما عليهم من‬ ‫مستح ّقات ماليّة على سداد ديونهم»‪.‬‬ ‫يؤ ّكد «عمّار» صحّ ة ما يقوله «جاسم»‪،‬‬ ‫ويشير إلى أنّ تقديم األسمدة أو البذار كان‬ ‫لجمعيّات دون أخرى‪ ،‬ولك ّنه يؤ ّكد أنّ اعتماد‬ ‫إدارة الجمعيّات على قوّ ة التنظيم كان سببا ً في‬ ‫عودة النشاط للجمعيّات التي تو ّقفت عن العمل‬ ‫خالل األشهر الماضية‪.‬‬

‫بحسب «عمّار» أحد أعضاء المجالس المحليّة‬ ‫في ريف دير الزور الغربيّ ‪ ،‬فإنّ هذا المكتب‬ ‫قام بتقديم دعم مقبول ح ّتى اآلن للجمعيّات‬ ‫الزراعيّة‪ ،‬يقول‪« :‬قام المكتب بتأمين األسمدة‬ ‫والبذار لعدد كبير من الجمعيّات الزراعيّة‬ ‫بأسعار مخ ّفضة‪ ،‬كما أ ّنه و ّفر الوقود الالزم‬ ‫إلتمام عمليّة ال��ريّ ‪ ،‬ودف��ع أج��ور القائمين‬ ‫على الجمعيّات الفالحيّة ك ّل ذلك مقابل مبلغ‬ ‫ألفي ليرة سورية‪ ،‬يدفعه الفالح على دفعتين‬ ‫متساويتين‪ ،‬األولى في بداية الموسم الزراعيّ‬ ‫والثانية في نهايته»‪.‬‬ ‫أمّا المزارع «جاسم» من ريف دير الزور‪،‬‬ ‫فقلّل من أهميّة هذا الدعم بقوله‪« :‬ك� ّل ما‬ ‫يقومون به على حساب جيب الفلاّ ح الذي‬ ‫يعاني من ش ّح مردود عمله الزراعيّ إن لم‬ ‫نقل انعدامه»‪.‬‬ ‫ويتابع‪« :‬لقد وعدنا المكتب الزراعيّ التابع‬ ‫للتنظيم بتقديم عدد من التسهيالت لجمعيّاتنا‬ ‫الفالحيّة‪ ،‬كتأمين الوقود بأسعار أق ّل ممّا يُباع‬

‫ولع ّل من أه ّم األسباب التي أدّت إلى تدهور‬ ‫إدارة الجمعيّات الفالحيّة في ريف دير الزور‪،‬‬ ‫كان نفاذ الموارد الماليّة لديها بحسب «حمدان»‬ ‫رئيس سابق إلحدى الجمعيّات الفالحيّة في‬ ‫ريف دير الزور الغربيّ ‪ ،‬ويوضّح ذلك بقوله‪:‬‬ ‫«كان النظام عن طريق اال ّتحاد العام للفالحين‬ ‫قبل الثورة يقدّم القروض للجمعيّات الفالحيّة‪،‬‬ ‫وفي نهاية الموسم سواء أكان شتو ّيا ً أم صيف ّيا ً‬ ‫فإنّ النظام كان يشتريه بأسعار يحدّدها هو‪،‬‬ ‫وتقوم إدارة الجمعيّات باقتطاع ثمن السقاية‬ ‫والبذار وأحيانا ً األسمدة من المبالغ التي يقدّمها‬ ‫النظام كثمن للمحاصيل‪ ،‬لتسدّد ما عليها من‬ ‫ديون وأقساط قروض المصارف الزراعيّة‪،‬‬ ‫لكن بعد تحرير ريف دير الزور قطع النظام‬ ‫ك ّل أنواع المساعدات»‪.‬‬ ‫ويتابع «بغياب المساعدة من النظام‪ ،‬كان علينا‬ ‫أن نجمع هذه المبالغ من الفالحين في بداية‬ ‫العام الزراعيّ ‪ ،‬في الفترة التي يعاني فيها‬ ‫الفالح من سوء الظروف الماديّة‪ ،‬ممّا ش ّكل‬

‫دعم شبه معدوم‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الري أم تسديد الديون؟‬ ‫تكاليف‬ ‫ّ‬

‫صعوبة بالغة في تأمين المبالغ الالزمة‬ ‫لتغطية تكاليف الريّ بشكل خاصّ »‪.‬‬ ‫ك ّل تلك العوامل كانت سبباً‪ ،‬بحسب‬ ‫«حمدان»‪ ،‬في تو ّقف الجمعيّات عن‬ ‫تأمين الريّ للفالحين‪ ،‬وكمثال على‬ ‫كالمه يتحدّث عن الجمعيّة التي أدارها‬ ‫فيقول‪« :‬ك ّنا بحاجة مليون ونصف‬ ‫ليرة سورية منذ عام تقريباً‪ ،‬لكي نقوم‬ ‫بعمليّة تنظيف نهر الفرات لتسهيل جرّ‬ ‫المياه ألراضي الفالحين‪ ،‬وإذ ترافق‬ ‫ذلك مع بداية الموسم الزراعيّ ‪ ،‬فلم‬ ‫نستطع تأمين ذلك المبلغ من الفالحين‪،‬‬ ‫وبقيت أراضيهم عطشى لعدّة أشهر»‪.‬‬

‫توزيع مبالغ رمز ّية‬

‫ولم يكن الدور الذي لعبته المجالس‬ ‫المحلّيّة قبل دخول «داعش» للمدينة‬ ‫دوراً ثانو ّيا ً فقط‪ ،‬ألنّ القطاع الزراعيّ‬ ‫حظي باهتمام م��ن قبل المجالس‬ ‫المحلّيّة‪ ،‬وتنوّ ع ذلك االهتمام بين الدعم الماديّ‬ ‫أو المساهمة بإدارة الجمعيّات‪.‬‬ ‫«محيسن ع�لاوة» عضو المجلس المحليّ​ّ‬ ‫لقرية الخريطة غربيّ مدينة دير الزور‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫إنّ «المكتب الزراعيّ في مجلس محافظة‬ ‫دير الزور تل ّقى دعما ً بحدود ‪ 90‬ألف دوالر‬ ‫تقريباً‪ ،‬من قبل الجهات المانحة من االئتالف‬ ‫والحكومة المؤ ّقتة‪ ،‬وقد ت ّم توزيع مبالغ على‬ ‫الجمعيّات الفالحيّة حسب مساحة األراضي‬ ‫المزروعة التابعة لك ّل جمعيّة‪ ،‬بربع دوالر لك ّل‬ ‫دونم واحد‪ ،‬وقد قُدّمت هذه المساعدة للجمعيّات‬ ‫لمرّ ة واحدة فقط»‪.‬‬

‫وأغلب الجمعيّات الفالحيّة ت ّم إصالحها في‬ ‫عهد المجالس المحلّيّة‪ ،‬ومنها جمعيّة «أبو‬ ‫ذرّ الغفاريّ » التي تعتبر بحسب مطلعين في‬ ‫المنطقة‪ ،‬أضخم مشروع جمعيّة فالحيّة بدير‬ ‫ال��زور‪ ،‬وكان قد ُدعم عن طريق الحكومة‬ ‫المؤ ّقتة‪ ،‬وت ّم إعادة تأهيلها بإشراف المجلس‬ ‫المحلّيّ في ناحية الكسرة غربيّ مدينة دير‬ ‫الزور‪ ،‬وهي تروي أكثر من ‪ 6000‬دونم في‬ ‫قريتي الكسرة وحمار العلي‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإنّ تلك المجالس لم تقدّم المرجو‬ ‫منها في ك ّل مناطق ريف دير الزور‪ ،‬فيقول‬ ‫«حسين الخلف»‪ :‬الرئيس السابق للمجلس‬ ‫المحليّ بقرية «حوايج ذياب شاميّة» غربي‬

‫مدينة دير الزور «الدعم الذي قدّم لجمعيّة‬ ‫قريتي الزراعيّة من المكتب الزراعيّ لمجلس‬ ‫محافظة دي��ر ال��زور‪ ،‬وال��ذي أشرفت على‬ ‫تسليمه للقائمين عليها ال يتجاوز ‪ 800‬دوالر‪،‬‬ ‫ومساحة هذه الجمعيّة أكثر من ‪ 5000‬دونم‪،‬‬ ‫أي أ ّنه دعم رمزيّ وغير ّ‬ ‫مؤثر إطالقاً»‪.‬‬

‫خاسرة‪ ..‬خاسرة‬

‫يواجه قطاع الزراعة في دير الزور تحديات‬ ‫كبيرة‪ ،‬ويؤ ّكد المزارعون أنّ الزراعة في‬ ‫السنوات األخيرة أصبحت خاسرة بك ّل مقاييس‬ ‫الربح والخسارة‪ ،‬في ظ ّل ارتفاع التكاليف‬ ‫عامّة وصعوبة تصريف محاصيلهم‪.‬‬

‫عادل العايد‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫‪7‬‬

‫السنة الثانية‬

‫شهادة معتمدة من الحكومة التركّية‬

‫امتحانات تحت القصف في إدلب‬ ‫رغم القصف والدمار الذي تتعرّ ض له مناطق‬ ‫إدلب المحرّ رة جرت عمليّة امتحانات الشهادة‬ ‫الثانويّة للطلاّ ب بفرعيها األدبيّ والعلميّ في‬ ‫أغلب المناطق متحدّية بذلك ك ّل أشكال العنف‬ ‫وما تمارسه عصابات الطغيان من قصف جويّ‬ ‫على تلك المناطق‪ ،‬ومع ذلك أبت هذه المناطق‬ ‫من أن تواكب عمليّة التعليم واالستمرار في‬ ‫مسيرتها التعليميّة بالشكل الطبيعيّ ‪ ،‬فكانت‬ ‫هناك مراكز لالمتحانات ت� ّ‬ ‫�وزع��ت حسب‬ ‫ّ‬ ‫التوزع الجغرافيّ للطلاّ ب‪.‬‬

‫طلاّ ب يعاندون الدمار‬

‫يحدّثنا األستاذ محمّد عيد القسّوم – مدرّ س‬ ‫مادّة الفلسفة ورئيس المجمّع التربويّ سابقا ً‬ ‫في معرّ ة النعمان‪ ،‬مشرف على مدرسة المعرّ ة‬ ‫الحرّ ة حال ّيا ً – قائالً‪ :‬كان إقبال الطلاّ ب جيّد‬ ‫ج� ّداً بالنسبة لمنطقة المعرّ ة بالمقابل كانت‬ ‫نسبة الطلاّ ب الذين قدّموا عند النظام تكاد‬ ‫تكون معدومة‪ ،‬أمّا عن الصعوبات التي كانت‬ ‫تواجههم فأجاب األستاذ قسّوم‪ :‬المشكلة الوحيدة‬ ‫التي تواجهنا هي استهدافنا من قبل الطائرات‬ ‫والقصف المستمرّ على البلدة باإلضافة إلى‬ ‫مخاوفنا على تعرّ ض حياة التالميذ للخطر‪.‬‬ ‫ولدى سؤالنا عن المنهاج المستخدم وعن كيفيّة‬ ‫الحصول عليه‪ ،‬وهل هو نفس المنهاج المعتمد‬ ‫في االئتالف؟ أجابنا‪ :‬المنهاج المستخدم هو‬ ‫منهاج االئتالف وهو المنهاج المعدّل وقد ت ّم‬ ‫الحصول عليه من قبل الحكومة‬ ‫المؤ ّقتة ويت ّم توزيعه على الطلاّ ب‬ ‫بشكل اعتياديّ وطبيعيّ ‪ ،‬كذلك‬ ‫يت ّم الحصول على الكتب من‬ ‫«هيئة علم»‪.‬‬ ‫أمّا فيما يتعلّق بوضع األسئلة ت ّم‬ ‫اختيار المدرّ سين من أصحاب‬ ‫الخبرة حيث ت ّم وضعهم في مكان‬ ‫منعزل عن العالم الخارجيّ وت ّم‬ ‫قطع ك ّل وسائل التواصل عنهم‬ ‫من أج��ل ع��دم تسرّ ب األسئلة‪،‬‬ ‫ولم يُسمح لهم بالمغادرة إلاّ عند‬ ‫االنتهاء من تقديم المادّة‪.‬‬ ‫أ ّم���ا ب��ش��أن ال��م��راق��ب��ة وت��وزي��ع‬ ‫المراكز فقد ت � ّم توزيعها حسب ال��ت� ّ‬ ‫�وزع‬ ‫الجغرافيّ للطلاّ ب وحسب مكان تجمّعهم وت ّم‬ ‫اختيار المراقبين من المنتسبين إلى المديريّة‪.‬‬

‫الخبرة والكفاءة‬

‫وعن عمليّة التصحيح أجابنا‪ :‬لقد كلّف بهذه‬ ‫العمليّة المدرّ سون الذين لديهم خبرة ال تق ّل عن‬ ‫ثالث سنوات ومن المدرّ سين أصحاب الكفاءة‪،‬‬ ‫وعند سؤالنا عن مراكز االمتحان‪ ،‬هل كانت‬

‫داخل المعرّ ة أم خارجها أجابنا األستاذ قسّوم‪:‬‬ ‫كان هناك مراكز داخ��ل المعرّ ة وخارجها‬ ‫وقد حصل قصف للطيران أثناء االمتحان‪،‬‬ ‫لكنّ الكارثة كانت في جبل الزاوية عندما ت ّم‬ ‫قصف معهد إعداد المدرّ سين ومدرسة اقرأ‪،‬‬ ‫لكن الطلاّ ب كانوا قد خرجوا منه‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫إلجراء االمتحانات خارج المعرّ ة في القرى‬ ‫المجاورة لها فقد ت ّم اختيار المراكز في أماكن‬ ‫تجمّع الطلاّ ب‪ ،‬هناك عدّة قرى ت ّم فيها إحداث‬ ‫مراكز والهدف من ذلك عدم تجمّع الطلاّ ب‬ ‫في مكان واحد ومن هذه البلدات‪« :‬جرجناز‬ ‫ومعرشورين ومعصران والغدفة وتلم ّنس»‬ ‫وغيرها الكثير‪.‬‬ ‫ول��دى سؤالنا عن النتائج باعتباره مشرف‬ ‫على عمليّة التصحيح أجابنا‪ :‬األمور جيّدة ج ّداً‬ ‫وأستطيع القول‪ :‬إنّ االمتحانات كانت رائعة‬ ‫ونزيهة بعكس امتحانات النظام التي تجري‬ ‫فيها الكثير من عمليّات الغشّ كما سُرّ ب لنا‪.‬‬ ‫وعن رواتب المشرفين والمدرّ سين والمراقبين‬ ‫فلقد تك ّفلت مؤسّسة عبد القادر السنكريّ بتب ّني‬ ‫العمليّة االمتحانيّة كلّها من رواتب للمشرفين‬ ‫وللمراقبين والمصحّ حين‪ ،‬أ ّم��ا في أوق��ات‬ ‫الدراسة فال يوجد رواتب‪ ،‬أي المدرّ س يعمل‬ ‫كمتطوّ ع‪.‬‬ ‫هذا بالنسبة لمدينة معرّ ة النعمان‪ ،‬ماذا عن‬ ‫امتحانات جرجناز؟‬

‫يحدّثنا األستاذ خالد عبد الرحمن دغيم –‬ ‫مدير معهد إع��داد المدّرسين في جرجناز‬ ‫ومكتب التعليم العالي بالمعرّ ة – قائالً‪ :‬كان‬ ‫لدنيا مركزين للثانويّ واإلعداديّ وكان إقبال‬ ‫التالميذ جيّد‪ ،‬في البداية األعداد كانت مقبولة‬ ‫لكن أثناء االمتحان جرى شيء من االنسحاب‬ ‫وهذا بسبب نزاهة االمتحان فلم يتو ّقع الطالب‬ ‫التشديد عليه‪ ،‬وعن الصعوبات فقد كان هناك‬

‫قصف للطيران في منطقة شرقيّ المعرّ ة أثناء‬ ‫التقديم‪ ،‬لكن استمرّ االمتحان بشكل طبيعيّ ‪،‬‬ ‫كان هناك مركزين في معهد إعداد المدرّ سين‬ ‫وفي مدرسة القدس‪ ،‬وعن المنهاج المستخدم‬ ‫أخبرنا بأنّ منهاج الحكومة المؤ ّقتة هو نفس‬ ‫منهاج النظام بدون مادّة القوميّة وحذف ك ّل ما‬ ‫ّ‬ ‫يمت للبعث بصلة‪.‬‬ ‫أ ّم��ا عن كيفيّة إج��راء االمتحانات كتوزيع‬ ‫ومراقبة وتصحيح‪ ،‬ومن قبل َمن وضعت‬ ‫األسئلة وكيف ت ّم ذلك؟ أجابنا األستاذ دغيم‪:‬‬ ‫ال��وزارة مسؤولة عن االمتحانات بالتواصل‬ ‫مع المديريّات وهذه السنة كان هناك تعاون‬ ‫بين ال��وزارة ومؤسّسة السنكريّ اإلنسانيّة‬ ‫وهي َمن قامت بدفع التكلفة لالمتحانات‪ ،‬أمّا‬ ‫األسئلة فكان هناك لجان من ك ّل المحافظات‬ ‫وتقوم بتقديم نماذج وم��ن ث� ّم لجنة نهائيّة‬ ‫تختار نموذج مناسب‪ ،‬وأنا ممّن شارك بحلب‬ ‫بالمؤسّسة بوضع أسئلة التربية اإلسالميّة‪ ،‬أمّا‬ ‫المراقبة هناك منتسبون للمديريّة من مدرّ سين‬ ‫مفصولين وغير مثبّتين ويتبعون لمجمّعات‬ ‫ومن ث ّم رئيس المجمع هو مشرف منطقة‬ ‫لتوزيع المراكز االمتحانيّة‪ ،‬أمّا التصحيح‬ ‫فكان هناك مركز تصحيح ثانوي للمحافظة في‬ ‫بلدة كلّي واإلعدادي لمنطقة المعرّ ة بجرجناز‬ ‫ويكون لك ّل م��ادّة لجان متخصّصة وتدقيق‬ ‫وتنتيج لك ّل مادّة‬ ‫ب��ال��ن��س��ب��ة ل���روات���ب‬ ‫المشرفين والمدرّ سين‬ ‫وال��م��راق��ب��ي��ن ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫فالخطة توضّح‬ ‫السنة‬ ‫ت��وزي��ع المبالغ على‬ ‫ال��م��ح��اف��ظ��ات‪ ،‬كم‬ ‫م��رك��ز‪ ،‬وك��م مراقب‬ ‫وك���م م��س��ت��خ��دم وك��م‬ ‫ه��و ع���دد ال��ط�ّل�اّ ب‪،‬‬ ‫فنحن في المعهد منذ‬ ‫سنتين ندرّ س فيه ولم‬ ‫ي��ق�دّم لنا روات���ب من‬ ‫الحكومة‪ ،‬ولذلك راقب‬ ‫المدرّ سون هذه السنة‬ ‫من أجل أن يقبضوا المنحة‪.‬‬ ‫أ ّم��ا األستاذ مصطفى ذك��رى‪ ،‬مشرف على‬ ‫االمتحانات ‪ -‬فتحدّث إلينا قائالً‪ :‬إنّ المنهاج‬ ‫المستخدم هو منهاج الحكومة المؤ ّقتة وهيئة‬ ‫علم ونحصل عليه من مديريّة التربية الحرّ ة‬ ‫في إدلب واالمتحان جرى بشكل ممتاز ويت ّم‬ ‫االعتماد على األستاذة المفصولين والمنش ّقين‬ ‫عن النظام في المراقبة والتصحيح‪ ،‬ويت ّم‬

‫تشكيل لجنة من األساتذة أصحاب الخبرة لتضع‬ ‫األسئلة ويراعى بوضع األسئلة إمكانيّات‬ ‫الطلاّ ب المختلفة واألوضاع التي يعيشونها‪.‬‬

‫امتحان دون أمل‬

‫أمّا في سراقب فقد حدّثتنا المدرّ سة نهلة باريش‬ ‫– مدرّ سة رياضيّات – قائلة‪ :‬كان عدد المراكز‬ ‫في بلدة سراقب مركزين وفي قرية آفس التابعة‬ ‫لها أيضا ً كان هناك مركزان وكذلك في قرية‬ ‫مرديخ أيضاً‪ ،‬أمّا عن سير عمليّة االمتحان‬ ‫فتقول األستاذة نهلة‪ :‬وضِ عت األسئلة من قِبل‬ ‫أساتذة المادّة نفسهم وك��ان من األفضل أن‬ ‫توضع من قبل موجّ هين مختصين بك ّل مادّة‪،‬‬ ‫فقد كانت األسئلة تميل للسهولة نوعا ً ما‪ ،‬أمّا‬ ‫المنهاج فهو نفسه المنهاج المعدّل المعتمد من‬ ‫قبل االئتالف‪ ،‬وتأمين الكتب في بداية العا ّم‬ ‫الدراسيّ كان صعباً‪ ،‬وكانت خبرات الذين‬ ‫عملوا باالمتحانات قليلة وظهر هذا من خالل‬ ‫التصحيح «مثالً» يقوم أستاذ واحد بتصحيح‬ ‫كامل الورقة وهذا أعتبره غلط‪ ،‬يجب أن تمرّ‬ ‫الورقة االمتحانيّة على أكثر من لجنة لتأخذ‬ ‫ح ّقها‪ ،‬أمّا الطلاّ ب فكانوا مستهترين بالفحص‬ ‫وذلك بسبب فقدهم األمل بدخول الجامعة بعد‬ ‫النجاح‪ ،‬وأضافت أ ّنه قد ت ّم تأخير البعض من‬ ‫الطلاّ ب عن االمتحان بسبب القصف‪.‬‬

‫الشهادة المعتمدة‬

‫وبالتوجّ ه لمدير التربية في إدلب األستاذ جمال‬ ‫الشحّ ود أجابنا عن بعض األسئلة المتعلّقة‬ ‫بطلاّ ب الشهادة الثانويّة قائالً‪ :‬إنّ الشهادة التي‬ ‫نمنحها تابعة للحكومة المؤ ّقتة وهي شهادة‬

‫معتمدة من الحكومة التركيّة بدون معادلة ومن‬ ‫يو ّد الدراسة في بلد آخر بإمكانه ترجمة هذه‬ ‫الشهادة إلى التركيّة والحصول على شهادة‬ ‫معادلة لها من تركيّة وبإمكانه الدراسة بها‬ ‫أين ش��اء‪ ،‬ونحن في العام الماضي أرسلنا‬ ‫بعثات إلى فرنسا‪ ،‬وأمّا عن اعتراف النظام‬ ‫بها وإمكانيّة تسجيل الطلاّ ب بها في جامعات‬ ‫النظام فإن شاء هللا في القريب العاجل ستكون‬ ‫هذه الجامعات لنا ونحن ال نعترف على أنّ‬ ‫هناك نظاما ً هناك عصابة تبيع الشهادات وتبيع‬ ‫ك ّل شيء في البلد للحصول على المال لقتل‬ ‫الشعب األعزل‪.‬‬ ‫وعن إمكانيّة الطلاّ ب من استكمال دراستهم‬ ‫بعد الحصول على الشهادة داخل سورية حدّثنا‬ ‫األستاذ الشحّ ود قائالً‪ :‬نحن افتتحنا معاهد‬ ‫للطلاّ ب الذين ال يرغبون بالدراسة خارج البلد‬ ‫لنستوعبهم‪ ،‬وهناك وعود بجامعتين للعمل في‬ ‫الداخل وسيصل عدد المعاهد إلى س ّتة من أجل‬ ‫المتابعة لو أراد الطالب المتابعة‪ ،‬وأضاف إنّ‬ ‫هذه الشهادة مصدّقة من قبل وزارة التربية في‬ ‫الحكومة المؤ ّقتة‪.‬‬ ‫هذا وضع طلاّ بنا في الداخل‪ ،‬هل سيتم ّكن ك ّل‬ ‫من حصل على الثانويّة العامّة بإكمال دراسته‪،‬‬ ‫وه��ل سيح ّقق طلاّ بنا حلمهم في جامعات‬ ‫�ال من‬ ‫تستوعبهم في بلد يتم ّتع باألمان وخ� ٍ‬ ‫أصوات الطيران‪ ،‬هل سيتم ّكنون من متابعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاق ضمن ما تعيشه‬ ‫شق طريق مستقبلهم‬ ‫سورية من دمار؟‬

‫فلك اخلالد‬

‫موسم جّيد ولكن‪...‬‬

‫قمح دير الزور ‪ ..‬ارتفاع تكاليف اإلنتاج وضرائب «داعش»‬ ‫بدأ حصاد القمح في مناطق عديدة من البالد‪ ،‬وأهمّها اآلن فبات يكلّف ‪ 500‬ل والسعر قابل للزيادة‪.‬‬ ‫محافظة دير ال��زور التي تعتبر من أب��رز منتجي هذا وفصّل «أحمد» قائالً‪ :‬إنّ تكاليف الريّ ازدادت في الفترة‬ ‫المحصول االستراتيجيّ ‪ ،‬الذي يش ّكل صمّام أمان األمن األخيرة‪ ،‬فبعد أن كان ريّ دونم األرض يكلّف‪1000‬ل‪،‬‬ ‫الغذائيّ في سورية‪ ،‬وقد شهدت زراعته وتسويقه تراجعا ً بات يكلّف في هذا الموسم ‪ 3500‬ل‪ .‬كمعدّل وسطيّ في‬ ‫ملحوظا ً في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫المحافظة يدفعها المزارع للجمعيّات الفلاّ حيّة؛ ويعود سبب‬ ‫ارتفاع أسعار الريّ الرتفاع سعر المحروقات وانقطاع‬ ‫نسبي في المساحات المزروعة‬ ‫تراجع‬ ‫ّ‬ ‫«عيسى» فلاّ ح من ريف دير الزور‪ ،‬لم يجد أمامه خياراً التيّار الكهربائيّ بشكل كامل منذ مدّة طويلة‪.‬‬ ‫سوى تقليص مساحة زراعته بسبب الظروف التي تمرّ بها أمّا «أبو خليل» فيضيف أسبابا ً أخرى بقوله‪ :‬لم يقم‬ ‫المحافظة من حرب وارتفاع تكاليف الزراعة؛ كان يزرع مزارعو القمح بإعطاء الحقول الكميّة الكافية من األسمدة‬ ‫الرتفاع أسعارها وندرة تواجدها في األسواق وعدم مقدرة‬ ‫نحو ‪ 30‬دونماً‪ ،‬أمّا اآلن فيزرع ‪ 20‬دونماً‪.‬‬ ‫«عيسى» كان يقوم بزراعة القمح وجنيه ومن ث ّم يقوم المزارعين على شرائها بهذه األسعار‪ ،‬وارتفاع األسعار‬ ‫بتوريده إلى المؤسّسة العامّة للحبوب في دير الزور لم يتو ّقف عند هذه األشياء فقط‪ ،‬بل شمل المبيدات التي‬ ‫تستخدم في مكافحة آفات القمح‪ ،‬وارتفاع في‬ ‫ويستلم ثمنه من مصرف دير الزور‬ ‫أجرة اليد العاملة‪ ،‬ك ّل هذه األمور ساهمت‬ ‫ال��زراع��يّ ‪ ،‬أ ّم��ا اآلن فال يوجد‬ ‫من فرض تنظيم‬ ‫في تراجع نسبيّ في مساحة األراض��ي‬ ‫يستلم القمح بعد أن ف��رض تنظيم‬ ‫المزروعة بالقمح‪.‬‬ ‫«داع���ش» الحصار على مناطق «داعش» على‬ ‫ذاتي‬ ‫اكتفاء‬ ‫لتحقيق‬ ‫يهدفون‬ ‫المزارعون‬ ‫سيطرة النظام‪ ،‬فهو يقوم ببيع‬ ‫ّ‬ ‫الفائض الفلاّ‬ ‫الزكاة‬ ‫صاب‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫عن حاجته لتجّ ار في سوق الحبوب‬ ‫والفائض ُيباع في السوق السوداء‬ ‫ببلدة «الشميطيّة»‪.‬‬ ‫‪ %5‬من اإلنتاج على‬ ‫لم يعد ه��دف المزارعين ال��زراع��ة بغية‬ ‫م‬ ‫أه‬ ‫من‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫«أب��و عسّاف»‬ ‫إنّ‬ ‫ّ‬ ‫تسويق المنتج وبيعه فالكثير منهم يعتبر‬ ‫ّ‬ ‫مت‬ ‫اليت‬ ‫احملاصيل‬ ‫أسباب تقلّص مساحة زراعة القمح‬ ‫موسم القمح مصدر دخلهم الرئيسيّ سابقاً‪،‬‬ ‫تو ّقف الدعم الحكوميّ للمحصول بعد زراعتها ريّاً‪ ،‬و‪%10‬‬ ‫أمّا اآلن لم يعد كذلك بعد غياب الجهات‬ ‫تحرير كامل ريف دير الزور وجزء‬ ‫الرسميّة التابعة للنظام القادرة على استالم‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫البعل‬ ‫على‬ ‫ّ‬ ‫كبير من المدينة وسيطرة المعارضة‬ ‫المحصول ودفع ثمنه وعدم قدرة المعارضة‬ ‫ّ‬ ‫عليها‪ ،‬حيث منعت مديريّة الزراعة‬ ‫ّ‬ ‫متمثلة بالحكومة السوريّة المؤقتة وغيرها‬ ‫التابعة لمحافظة دير الزور الدعم الحكوميّ عن فالحي من الجهات بممارسة هذا الدور‪.‬‬ ‫المنطقة‪ ،‬ولم تستطع الحكومة المؤ ّقتة وغيرها من جهات صالح م��زارع من بلدة «الزغير»‪ ،‬ص��رّ ح لـ «كلناّ‬ ‫المعارضة من تأمين احتياجات هؤالء الفالحين‪.‬‬ ‫سوريّون» بقوله‪ :‬كنت أزرع القمح وأقوم بتسويقه للنظام‬ ‫وكانت زراعة القمح ليس فقط من أجل تأمين رغيف‬ ‫ارتفاع تكاليف اإلنتاج‬ ‫«أحمد» مزارع من ريف دير الزور الغربيّ فسّر في الخبز لعائلتي‪ ،‬بل كنت أسوّ ق الفائض من اإلنتاج وأبيعه‬ ‫حديثه له لـ «كلّنا سوريّون» ارتفاع تكاليف اإلنتاج بقوله‪ :‬لتأمين دخل ومعيشة كريمة لعائلتي‪ ،‬أمّا في هذه الظروف‬ ‫ظروف الحرب تسبّبت بارتفاع تكاليف زراعة القمح إلى فال يوجد من أستطيع تسويق منتجي له سواء من النظام‬ ‫أكثر من‪ %300‬عن السنوات التي سبقتها‪ ،‬فقد كانت حراثة أم المعارضة‪.‬‬ ‫دونم األرض تكلّف ‪ 150‬ل ومن ث ّم ارتفعت إلى ‪« 1300‬صالح» يؤ ّكد أنّ الفائض من اإلنتاج يُباع إلى التجّ ار في‬ ‫السوق السوداء والذين بدورهم يقومون باستغالل الفالح‬ ‫ل‪ ،‬أمّا هذا الموسم فتكلّفة حراثة الدونم بلغت ‪ 1800‬ل‪.‬‬ ‫كما أنّ سعر دراس كيس القمح كان يكلّف ‪ 300‬ل‪ ،‬أمّا والشراء منه بسعر مختلف عن السعر الحقيقيّ ‪ ،‬لضمان‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫التاجر تحقيق أكبر‬ ‫قدر من األرباح‪.‬‬ ‫وك���ان���ت «ك��لّ��ن��ا‬ ‫س���ور ّي���ون» التقت‬ ‫بتاجر قمح في سوق‬ ‫«الشميطيّة» للحبوب‬ ‫غ���رب دي���ر ال���زور‬ ‫رف��ض الكشف عن‬ ‫اسمه ألسباب أمنيّة‬ ‫قال‪ :‬إنّ جميع التجّ ار‬ ‫يقومون بشراء المنتج‬ ‫من المزارعين في‬ ‫السوق ال��س��وداء في‬ ‫مناطق دي��ر ال��زور‬ ‫ومن ث ّم يقوم التاجر‬ ‫بشحن القمح وبيعه‬ ‫لمؤسّسات الحبوب‬ ‫التابعة للنظام في‬ ‫مناطق حماة وحمص‬ ‫وغيرها من المناطق‪،‬‬ ‫ومنها ما يت ّم نقله وبيعه إلى العراق وخاصّة أنّ التجّ ار‬ ‫العراقيّين يدفعون أسعاراً جيّدة مقارنة باألسعار المحلّيّة‪.‬‬

‫إنتاج مقبول هذا العام‬

‫بالرغم من العقبات الكبيرة التي يواجهها مزارعو القمح‬ ‫إلاّ أنّ الموسم لهذا العام جيّد بالمقارنة مع الموسم السابق‪،‬‬ ‫ولك ّنها ال تقارن مع سابقاتها قبل الثورة‪.‬‬ ‫«أبو سعد» مزارع من بلدة عيّاش‪ ،‬قال‪ :‬كمّية اإلنتاج لهذا‬ ‫العام جيّدة مقارنة بالموسم الماضي‪ ،‬فقد بلغ إنتاج دونم‬ ‫األرض المرويّة من الفرات ‪ 6 - 4‬أكياس من القمح‪ ،‬أمّا‬ ‫األراضي المرويّة من مياه اآلبار فوصل إنتاجها ‪4 - 3‬‬ ‫أكياس وهو إنتاج جيّد ومقبول‪.‬‬ ‫ال جني للمحصول إلاّ بموافقة التنظيم ودفع الزكاة!‬ ‫أصدر تنظيم «داعش» عدّة قرارات في اآلونة األخيرة‬ ‫تخصّ الزكاة‪ ،‬ومن بينها زكاة القمح‪ ،‬ومنعهم من جني‬ ‫المحصول إلاّ بموافقته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الناشط «محمّد خضير» صرّ ح لـ «كلنا سوريّون» عن‬ ‫قرار التنظيم ونِصاب الزكاة بقوله‪ :‬التنظيم حدّد نصاب‬

‫عام يجمع بموجبه الزكاة من المزارعين‪ ،‬حسب نوعيّة‬ ‫األرض المزروعة‪ ،‬إن كانت حقول القمح مرويّة أو بعالً‪،‬‬ ‫ففرض ‪ %5‬من اإلنتاج على المحاصيل التي ت ّم زراعتها‬ ‫ر ّياً‪ ،‬أي ك ّل ‪100‬كغ يأخذ التنظيم ‪5‬كغ قمح نصاب زكاة‬ ‫و‪ %10‬من المحاصيل التي زرعت بعالً‪ ،‬أي ك ّل ‪100‬كغ‬ ‫يأخذ التنظيم ‪ 10‬كغ نصاب زكاة‪.‬‬ ‫جابر فلاّ ح من قرية «الصعوة» في دير الزور‪ ،‬تحدّث لـ‬ ‫«كلّنا سوريّون» قائالً‪ :‬أردت أن أجني موسم القمح الذي‬ ‫أملكه‪ ،‬وهو حقل مرويّ فقمت بأخذ موافقة التنظيم للبدء‬ ‫بعمليّة الحصاد وت ّم بحضور لجنة من ديوان الزكاة التابع‬ ‫لهم‪ ،‬بلغ إنتاج حقلي ‪ 6000‬كغ لهذا العام‪ ،‬فقام التنظيم‬ ‫بأخذ نصاب الزكاة م ّني وقدره ‪ %5‬لألراضي المرويّة‬ ‫والذي بلغ ‪ 300‬كغ إجمالي زكاة حقلي لهذا العام‪.‬‬ ‫وكان التنظيم قد منع أيّ مزارع من جني محصول القمح‬ ‫إلاّ بموجب موافقة التنظيم من أجل قيام التنظيم بتحديد‬ ‫الزكاة الواجبة على ك ّل فلاّ ح ليقوم بتسديدها‪.‬‬

‫حممّد ح ّسان‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪33‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫المجتمع‬

‫الطلبة السورّيون‬

‫من أجل الطفولة‬

‫التسجيل في الجامعات التركّية‬

‫اّتفاقية حقوق الطفل‬

‫مواعيد التسجيل باجلامعات الرتكيّة‪:‬‬ ‫إنّ أســاس القبــول فــي الجامعــات‬ ‫التركيّــة هــو الحصــول علــى‬ ‫الشــهادة الثانويــّة بــك ّل أنواعهــا‬ ‫بمــا فيهــا الثانويّــة الصناعيــّة‪.‬‬ ‫أمـّـا امتحــان اليــوز «‪ »YOS‬فهــو‬ ‫امتحــان تعتمــده معظــم جامعــات‬ ‫تركيــا باعتبــاره امتحانــا ً تقييميّــا ً‬ ‫تشــترطه بعــض الكليّــات حيــث‬ ‫يتــ ّم بــه تدعيــم وتثقيــل معــدّل‬ ‫الثانويــّة حيــن يرفــق بهــا‪.‬‬ ‫يبدأ التسجيل لهذا االمتحان من بداية‬ ‫نيسان في ك ّل عام‪ ،‬وقــد تختلــف‬ ‫المتطلّبــات والمواعيــد مــن جامعــة‬ ‫ألخــرى‪ ،‬كمــا أ ّنــه ليــس موحـّـداً‬ ‫بيــن ك ّل الجامعــات التركيّــة (لــك ّل‬ ‫جامعــة اليــوز الخــاصّ بهــا)‬ ‫وهنــاك بعــض الجامعــات التــي‬ ‫تقبــل نتيجــته الصــادرة عــن‬ ‫جامعــات أخــرى‪ ،‬لهــذا ننصــح‬ ‫بشــدّة بزيــارة الصفحــة اإللكترونيّة‬ ‫الخاصّــة بالجامعــة والتــي ترغــب‬ ‫بالدراســة بهــا لتتعــرّ ف علــى‬ ‫إجرائيّة تقديــم الطلــب والمتطلّبــات‬ ‫كمــا أنّ هنــاك صفحــة في‬ ‫(‪ )facebook‬اســمها (فحــص‬ ‫اليــوز لدخــول الجامعــات التركيّــة)‬ ‫تنشــر فيهــا كافـّـة المعلومــات عــن‬ ‫مضاميــن ومواعيــد هــذا الفحــص‬ ‫فــي كافـّـة الجامعــات التركيــّة‪.‬‬ ‫مواعيد التسجيل بالجامعات التركيّة‪:‬‬ ‫تبــدأ فــي معظــم الجامعــات مــن‬ ‫‪15‬حزيــران وحتــّى ‪ 15‬آب وتمــدّد‬ ‫أحيانــا ً حتـّـى بدايــة الشــهر التاســع‪.‬‬ ‫إنّ الشــهادات التــي يتــ ّم الحصــول‬ ‫عليهــا مــن الجامعــات التركيــّة‬ ‫هــي شــهادات معتــرف بهــا حــول‬ ‫العالــم‪ ،‬والســلطة العليــا لتنظيــم‬

‫اإلقامة والتنقّل وح ّريّة التعبري‬ ‫التعليــم العالــي فــي تركيــا هــي توصيــف للمــواد‪ ،‬صــادر عــن‬ ‫مجلــس التعليــم العالــي‪ ،‬وهــو الجامعــة التــي كان يــدرس بهــا‬ ‫مجلــس وطنــيّ مســتق ّل بالكامــل وترجمتهمــا وتصديقهــا‪.‬‬ ‫مــن األمنــاء دون أيّ انتماء سياســيّ إنّ أيــّة وثيقــة يملكهــا الطالــب‬ ‫أو حكوميّ ‪.‬‬ ‫الســوريّ تثبــت أ ّنــه كان يــدرس‬ ‫اللغة المعتمدة في الجامعات‪:‬‬ ‫بالجامعــة الســوريّة عليــه أن‬ ‫إنّ اللغــة التركيـّـة هــي المعتمــدة يترجمهــا ويضمّهــا ألوراقــه أل ّنهــا‬ ‫ّ‬ ‫فــي‬ ‫للتدريــس‬ ‫تعــزز فرصــه‬ ‫قــد‬ ‫في القبــول‪.‬‬ ‫ال���ج���ام���ع���ـ���ـ���ات‬ ‫قرية‬ ‫جمزرة‬ ‫ارتكبت‬ ‫ً‬ ‫التركيّــة‪ ،‬وهنــاك‬ ‫راب���ع���ا ‪ -‬ص��ور‬ ‫شخصيّة عدد \‪\6‬‬ ‫بعــض الجامعــات «التليليّة» يف ‪/5/29‬‬ ‫ً‬ ‫وبعــض الكليــّات‬ ‫خ��ام��س �ا ‪ -‬رســم‬ ‫تعتمــد ‪ ،2014‬حيث كانت‬ ‫تســجيل بحــدود‬ ‫ال��ت��ـ��ـ��ي‬ ‫\ ‪ \55‬ل��ي��ـ��ـ��رة‬ ‫اإلن��ك��ل��ي��زي��ـ��ـّ��ة حواجز حزب ‪pyd‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫بنســبة‬ ‫ت��رك��ي��ـ�ـّ��ة يســدّد‬ ‫لبعــض المــوا ّد حتيط بالقرية‬ ‫بأحــد المصــارف‬ ‫بموجــب إحالــة‬ ‫و‪ 30%‬ل��م��ـ��ـ��وا ّد يوم دخول عناصر‬ ‫تعطــى لــه مــن‬ ‫أخــرى‪ ،‬لكــن في‬ ‫إليها‬ ‫«داعش»‬ ‫المحصّلــة‪ ،‬اللغــة‬ ‫الجامعــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التركيّــة مطلوبــة‬ ‫س��ادس��ا ‪ -‬تعبئــة‬ ‫ف��ي الجامعــات‬ ‫جــدول الرغبــات‪،‬‬ ‫التركيّــة‪.‬‬ ‫وعلــى الطالــب أن يفاضــل بيــن‬ ‫متطلّبات التسجيل بالجامعات التركيّة‪ :‬الرغبــات بعنايــة‪ ،‬وعليــه أن‬ ‫أوّ الً ‪ -‬ترجمــة الشــهادة الثانويــّة يراعــي معدّلــه بالشــهادة الثانويــّة‬ ‫بــك ّل أنواعهــا (علمــيّ \ أدبــيّ حيــن يــدوّ ن رغباتــه كــي تكــون‬ ‫\ مهنــيّ \ صناعــيّ \تجــاريّ \ معقولــة ومتناســبة مــع المطلــوب‪،‬‬ ‫شــرعيّ \ فنــون نســويّة)‪ ،‬ومهمــا علمــا ً أنّ بعــض الجامعــات تحــدّد‬ ‫كان عــام صدورهــا‪ ،‬إلــى اللغــة الرغبــات بثــالث رغبــات ومنهــا‬ ‫التركيـّـة وتصديقهــا مــن مديريّــة مــا تحــدّده بعــدد أكبــر‪.‬‬ ‫التعليــم التركيــّة ثــ ّم مــن الكاتــب سابعا ً ‪ -‬بعــد قبــول الطالــب فــي‬ ‫العــدل (النوتيــر)‪.‬‬ ‫الكليّــة يتــ ّم منحــه مــدّة عــام‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬إرفــاق صــورة جــواز الســفر كامــل لتعلــّم اللغــة التركيّــة تمهيــداً‬ ‫أو بطاقــة «الكيملــك» المــدوّ ن النتظامــه فــي دوام كليّتــه التــي‬ ‫عليهــا الرقــم الوطنــيّ ‪.‬‬ ‫قبــل بهــا‪.‬‬ ‫ــلاّ‬ ‫ثالثا ً ‪ -‬بالنســبة للط ب الذيــن ما هي شهادة التومر (‪)TOMER‬؟‬ ‫سيســتكملون دراســتهم‪ ،‬يُطلــب «ال��ت��وم��ر» ه��و فحص اخ��ت��ب��اريّ‬ ‫منهــم تقديــم كشــف عالمــات مــع لمعرفة مستوى المتقدّم للجامعة في‬

‫اللغة التركيّة‪.‬‬ ‫وال���ت���ع���ري���ف ال���دق���ي���ق ل��ك��ل��م��ة‬ ‫ال��ت��وم��ر(‪ )TOMER‬هو «مركز‬ ‫تطبيقات وبحوث اللغات التركيّة‬ ‫واألجنبيّة»‪ ،‬وهو تابع لرئاسة جامعة‬ ‫أنقرة‪.‬‬ ‫تأسّس سنة ‪ 1984‬ليكون شبيها ً‬ ‫بمراكز لغويّة وثقافيّة عالميّة أخرى‪،‬‬ ‫وله ع�دّة ف��روع في المدن التركيّة‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫لقد كان الهدف األس��اس من إنشاء‬ ‫مركز «تومر» هو تعليم اللغة التركيّة‬ ‫لغير الناطقين بها‪ ،‬ولكن تدرّ س اآلن‬ ‫في هذا المركز الكثير من اللغات‬ ‫األجنبيّة ومنها اللغة العربيّة‪.‬‬ ‫وشهادة «تو َمر» ُتمنح بعد اجتياز‬ ‫فحص في اللغة التركيّة‪ ،‬يجري‬ ‫بواسطة اإلنترنت للطلاّ ب األجانب‬ ‫لتحديد مستواهم في اللغة التركيّة‪،‬‬ ‫وهو يتكوّ ن من خمسة أقسام‪– 1 :‬‬ ‫القراءة‪ -2 ،‬االستماع‪ – 3 ،‬التكلّم‪،‬‬ ‫‪ – 4‬الكتابة‪ - 5 ،‬قواعد اللغة‪.‬‬ ‫ويُمنح ال��ط�ّل�اّ ب ال��م��ش��ارك��ون في‬ ‫ه��ذا االختبار شهادة «ت��و َم��ر» في‬ ‫المستوى الذي اجتازوه بنجاح‪ ،‬وهذه‬ ‫المستويات هي‪:‬‬ ‫ال��م��س��ت��وى األس���اس���ي‪،A1 , A2‬‬ ‫المستوى ال��م��ت��و ّس��ط‪،B1 , B2‬‬ ‫والمستوى المتقدّم‪.C1‬‬ ‫إنّ هذا االختبار يجري في الفروع‬ ‫داخل تركيّة وفي ‪ 12‬مركز اختبار‬ ‫ع��ن بعد خ���ارج ت��رك � ّي��ة وش��ه��ادة‬ ‫«تومر» تعتبر نافذة لمدّة سنتين‪.‬‬

‫احملامي أمحد صوّان‬

‫يوزعون البسمة‬

‫رعاية األيتام‪ ،‬صور في غازي عينتاب‬

‫من أجلهم نعمل‬

‫معرض بعنوان‪ :‬عيون وحكايا‬ ‫ض ّم المعرض ‪ 99‬صورة من «دار السالم»‬ ‫التي يعود ريع المعرض كامالً إلى أطفالها‪.‬‬ ‫عن هذه الدار تحدّثت المشرفة عليها المهندسة‬ ‫«منال قره داغي» قائلة‪ :‬اف ُتتحت هذه الدار‬ ‫عام ‪ 2013‬وفيها نحو خمسين يتيماً‪ ،‬بينهم‬ ‫فاقدو األب واألم‪ ،‬أو األب فقط‪ ،‬وهم من عدّة‬ ‫محافظات سوريّة‪ ،‬لدينا من حلب وريفها‪،‬‬ ‫ومن إدلب‪ ،‬وكذلك من حمص ومن دمشق‪.‬‬ ‫وبيّنت «قره داغ��ي» تركيبة ال��دار قائلة‪:‬‬ ‫«لدينا في الدار نظام كفالة شاملة‪ ،‬معيشة‬ ‫وسكن‪ ،‬طعام وش��راب ولباس‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى كفالة التعليم والصحّ ة‪ ،‬كذلك نعمل على‬ ‫برامج الدعم النفسي واالجتماعي‪ ،‬وبرامج‬ ‫تنموية‪ .‬نستقبل ال��ذك��ر إل��ى عمر عشر‬ ‫سنوات‪ ،‬واإلناث إلى عمر العشرين عاماً‪.‬‬ ‫ونحن نتابع تعليمهم في المدارس‪ .‬من يأخذ‬ ‫الشهادة الثانويّة سنقوم بتسجيله في الجامعة‪،‬‬ ‫وسنقوم بمتابعته ح ّتى تخرجه من الجامعة»‪.‬‬ ‫وأضافت المشرفة‪« :‬نتعامل مع األيتام‬ ‫الموجودين عندنا بصفتهم جميعا أخوة‪،‬‬ ‫يصحبهم مرافق واحد‪ ،‬في حال كانت‬ ‫األم م��وج��ودة‪ ،‬تكون ه��ي المرافقة‪،‬‬ ‫وفي حال الوفاة‪ ،‬تصبح إحدى قريبات‬ ‫اليتيم\ة‪ ،‬مشرفة على التربية»‪.‬‬ ‫وعند سؤال المهندسة «قره داغي»‪ ،‬عن‬ ‫نتائج أعمالهم‪ ،‬أجابت بأ ّنه «من خالل‬ ‫عمل سنتين للدار‪ ،‬طرأ تغيير ملحوظ‬ ‫وإيجابيّ ج ّداً على نفسيّة األطفال‪ .‬فعندما‬ ‫أتو إلينا في البداية كانوا يعانون من عدّة‬ ‫مشاكل نفسيّة وأمراض جرّ اء الحرب‪ ،‬مثل‬ ‫الخوف الشديد‪ ،‬والصدمة والتأتأة والسلس‬ ‫البوليّ الليليّ ‪ ،‬والخوف من الغريب وما‬ ‫شابه‪ ،‬وكانت لدينا حاالت صعبة متعلّقة‬ ‫ّ‬ ‫تخطيناها اآلن‬ ‫باألمهات أنفسهنّ ‪ ،‬لك ّننا‬ ‫بفضل جهد المختصّين والمتطوّ عين»‪.‬‬ ‫وحول دعم المشروع قالت «قره داغي»‪:‬‬ ‫«اعتمد عملنا في البدء على التبرّ عات‪ ،‬لكن‬ ‫حال ّيا ً لدينا مشروع قيد الدراسة مع ّ‬ ‫منظمات‬ ‫إنسانيّة‪ ،‬نأمل أن يثمر عن ا ّتفاق معهم‬ ‫لنتوسّع في عملنا»‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وعن آفاق تطوير هذه ال��دار‪ ،‬تم ّنت «قره‬ ‫داغ��ي» أوّ الً االستمرار بالمشروع في‬ ‫ال��دار مع األطفال‪ ،‬وأعربت عن طموح‬ ‫في العمل مع األمّهات لتطوير مهاراتهنّ‬ ‫اليدويّة‪ ،‬وصوالً لمرحلة اإلنتاج‪ ،‬وأشارت‬ ‫إلى أنّ الدار «تقوم بتسويق بعض من تلك‬ ‫المنتجات‪ ،‬ليكون عائدها لهنّ وحدهنّ ‪ ،‬بهدف‬ ‫تحسين شروطهنّ الحياتيّة»‪.‬‬

‫أمّا عن معرض الصور «عيون وحكايا»‬ ‫الذي يعود ريعه أليتام «دار السالم» فقد‬ ‫تحدّث مبدع المعرض الف ّنان «إياد الجرود»‬ ‫عن الفكرة التي أراد من عمله‪« :‬الخروج‬ ‫من الحالة التي اعتدنا عليها‪ ،‬أيّ الذهاب في‬ ‫المناسبات والتقاط الصور‪ ،‬ومن ث ّم نسيان‬ ‫األم��ر‪ .‬هنا األمر مختلف‪ ،‬لقد ذهبنا لعند‬ ‫األطفال إلى مكان إقامتهم في دار األيتام‪،‬‬ ‫وهو مكان قريب من بلدة «نزب» التي تتبع‬ ‫لمحافظة عينتاب‪ ،‬صورناهم‪ ،‬ث ّم أتينا بهم‬

‫المادّة ‪10‬‬ ‫وفقا لاللتزام الواقع على‬ ‫الدول األطراف بموجب الفقرة‬ ‫‪ 1‬من المادّة ‪ ،9‬تنظر الدول‬ ‫األطراف في الطلبات التي يقدّمها‬ ‫الطفل أو والداه لدخول دولة‬ ‫طرف أو مغادرتها بقصد جمع‬ ‫شمل األسرة‪ ،‬بطريقة إيجابيّة‬ ‫وإنسانيّة وسريعة‪ .‬وتكفل الدول‬ ‫األطراف كذلك ألاّ تتر ّتب على‬ ‫تقديم طلب من هذا القبيل نتائج‬ ‫ضارّ ة على مقدّمي الطلب وعلى‬ ‫أفراد أسرهم‪.‬‬ ‫للطفل الذي يقيم والداه‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬ ‫في دولتين مختلفتين‬ ‫في االحتفاظ بصورة منتظمة‬ ‫بعالقات شخصيّة واتصاالت‬ ‫مباشرة بكال والديه‪ ،‬إلاّ في‬ ‫ظروف استثنائيّة‪.‬‬ ‫وتحقيقا لهذه الغاية ووفقا اللتزام‬ ‫الدول األطراف بموجب الفقرة‬ ‫‪ 2‬من المادّة ‪ ،9‬تحترم الدول‬ ‫األطراف ّ‬ ‫حق الطفل ووالديه‬ ‫في مغادرة أيّ بلد‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫بلدهم هم‪ ،‬وفى دخول بلدهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال يخضع‬ ‫الحق في مغادرة أيّ‬ ‫بلد إلاّ للقيود التي ينصّ عليها‬ ‫القانون والتي تكون ضروريّة‬ ‫لحماية األمن الوطنيّ ‪ ،‬أو النظام‬ ‫العا ّم‪ ،‬أو الصحّ ة العامّة‪ ،‬أو‬ ‫اآلداب العامّة أو حقوق اآلخرين‬ ‫وحرّ يّاتهم وتكون م ّتفقة مع‬ ‫الحقوق األخرى المعترف بها في‬ ‫هذه االتفاقيّة‪.‬‬ ‫المادّة ‪11‬‬ ‫ت ّتخذ الدول األطراف تدابير‬ ‫لمكافحة نقل األطفال إلى الخارج‬

‫وعدم عودتهم بصورة غير‬ ‫مشروعة‪.‬‬ ‫وتحقيقا ً لهذا الغرض‪ ،‬تشجّ ع‬ ‫الدول األطراف عقد ا ّتفاقات‬ ‫ثنائيّة أو متعدّدة األطراف أو‬ ‫االنضمام إلى اتفاقات قائمة‪.‬‬ ‫المادّة ‪12‬‬ ‫تكفل الدول األطراف في‬ ‫هذه االتفاقيّة للطفل القادر على‬ ‫تكوين آرائه الخاصّة ّ‬ ‫حق التعبير‬ ‫عن تلك اآلراء بحرّ يّة في جميع‬ ‫المسائل التي تمسّ الطفل‪ ،‬وتولى‬ ‫آراء الطفل االعتبار الواجب وفقا‬ ‫لسنّ الطفل ونضجه‪.‬‬ ‫ولهذا الغرض‪ ،‬تتاح للطفل‪،‬‬ ‫بوجه خاصّ ‪ ،‬فرصة االستماع‬ ‫إليه في أيّ إجراءات قضائيّة‬ ‫وإداريّة تمسّ الطفل‪ ،‬إمّا مباشرة‪،‬‬ ‫أو من خالل ّ‬ ‫ممثل أو هيئة‬ ‫مالئمة‪ ،‬بطريقة ت ّتفق مع القواعد‬ ‫اإلجرائيّة للقانون الوطنيّ ‪.‬‬ ‫المادّة ‪13‬‬ ‫ّ‬ ‫الحق في حرّ يّة‬ ‫يكون للطفل‬ ‫ّ‬ ‫الحق حرّ يّة‬ ‫التعبير‪ ،‬ويشمل هذا‬ ‫طلب جميع أنواع المعلومات‬ ‫واألفكار وتلقيها وإذاعتها‪ ،‬دون‬ ‫أيّ اعتبار للحدود‪ ،‬سواء بالقول‬ ‫أو الكتابة أو الطباعة‪ ،‬أو الفنّ ‪ ،‬أو‬ ‫بأيّة وسيلة أخرى يختارها الطفل‪.‬‬ ‫يجوز إخضاع ممارسة هذا‬ ‫ّ‬ ‫الحق لبعض القيود‪ ،‬بشرط أن‬ ‫ينصّ القانون عليها وأن تكون‬ ‫الزمة لتأمين ما يلي‪:‬‬ ‫(أ) احترام حقوق الغير أو‬ ‫سمعتهم‪ ،‬أو‪( ،‬ب) حماية األمن‬ ‫الوطنيّ أو النظام العا ّم‪ ،‬أو‬ ‫الصحّ ة العامّة أو اآلداب العامّة‪.‬‬

‫ليشاهدوا أنفسهم في صور على الحائط»‪.‬‬ ‫يصف «ال��ج��رود» ما ح��دث قائالً‪« :‬في‬ ‫المعرض‪ ،‬كانت لحظات بمنتهى الروعة‬ ‫واإلنسانيّة‪ ،‬دهشة األطفال وفرحتهم كانت‬ ‫عارمة‪ .‬ما لفتني بعدها حديثهم عن صور‬ ‫زمالئهم‪ ،‬أكثر من حديثهم عن صورهم‬ ‫أنفسهم‪ .‬وخاصّة حديثهم عن طفل كان معهم‬ ‫ث ّم ترك ال��دار‪ ،‬وعن طفل آخر مريض لم‬ ‫يتم ّكن من الحضور‪ ،‬فدار الحديث‬ ‫عنه من خالل صورته في اللوحة‪،‬‬ ‫لقد تكوّ نت لديهم ذكريات جديدة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬كان انطباع األمّهات اللواتي‬ ‫راف��ق��ن األط��ف��ال‪ ،‬جميالً‪ ،‬شعرت‬ ‫بسعادتهن بهذه النتيجة»‪.‬‬ ‫ث ّم تحدّث الف ّنان عن اإلقبال والمردود‬ ‫المادّي‪« :‬اإلقبال أوّ ل يوم كان ممتازاً‪،‬‬ ‫في اليوم الثاني كان أقلّ‪ ،‬واليوم لم‬ ‫ينت ِه بعد (كانت الساعة الخامسة‬ ‫مساء)‪ .‬المبيع ليس كبيراً‪ ،‬لك ّنه مقبول‬ ‫نسب ّياً‪ ،‬سعر اللوحة رمزيّ باألساس‪،‬‬ ‫ولقد قمت بعمل موازنة بين القيمة الف ّنيّة‪،‬‬ ‫والمساهمة المناسبة والتي هي بمثابة تبرّ ع‬ ‫من المشتري‪ ،‬فكان المتوسّط بين مائة ومائة‬ ‫وخمسين دوالراً»‪.‬‬ ‫ث ّم أنهى «الجرود» كالمه بعتب‪« :‬رغم أ ّني‬ ‫مدّدت زمن المعرض يومين إضافيّين‪ ،‬لم‬ ‫يحضر أحد من الحكومة‪ ،‬أو من الشخصيّات‬ ‫العامّة المعروفة»‪ .‬كالعادة‪.‬‬

‫مراسل الشبكة السورية للمطبوعات‬ ‫‪SNP‬‬

‫يزرعون البسمة‪ ،‬يلعبون مع األطفال ضمن‬ ‫فعاليّات يقومون بها شباب وشابّات تطوّ عوا‬ ‫من أج��ل أن يرسموا الضحكة في عيون‬ ‫أطفال شرّ دوا من بلدهم بدون أيّ ذنب‪ ،‬شباب‬ ‫الوكالة السوريّة الحرّ ة لإلنقاذ‪ ،‬كانوا على‬ ‫موعد بنشاط في انطاكيّة في ‪2015/6/15‬‬ ‫بمناسبة توزيع الجالءات ضمن حفل ُسمّي‬ ‫«ثمرة النجاح» ت� ّم فيه تقديم العديد من‬ ‫النشاطات الفنيّة كان من ضمنها مسرحيّة‬ ‫بعنوان «أرنوبة وفلفول» قدّمها مجموعة‬ ‫من الشباب الهواة كما قدّم المتطوّ عون رقصة‬ ‫البطريق بين األطفال ومن خالل هذا الحفل‬

‫ش��ارك بعض األطفال الموهوبين ببعض‬ ‫العروض المختلفة كتقديم بعض األغاني التي‬ ‫حفظوها خالل العام الدراسيّ مثال «غناء‬ ‫الراب»‪ ،‬كما تخلّل العروض بعض األلعاب‬ ‫مثل لعبة «ش ّد الحبل‪ ،‬ألعاب حرّ ة» رافق‬ ‫األطفال فيها شخصيّة «السبايدر مان»‬ ‫المحبوبة من قبل جميع األطفال‪.‬‬ ‫لك ّل الشباب الذين يعملون من أجل رسم‬ ‫الفرحة في عيون أطفالنا لك ّل الذين يعملون‬ ‫بصمت وبدون مقابل لهؤالء وألمثالهم ك ّل‬ ‫التقدير والمحبّة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫اقتصاد و قانون‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية‬

‫اقتصادّيات دير الزور*‬

‫السوري‬ ‫االقتصادي‬ ‫قراءة في تقرير المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعتمد اقتصاد محافظة دي��ر ال���زور على‬ ‫الزراعة الصناعيّة سيّما القطن الذي يصدّر‬ ‫إلى الخارج وهو ذو شهرة عالميّة‪ ،‬ويُزرع في‬ ‫األراضي الزراعيّة على طول نهر الفرات‪،‬‬ ‫ويُزرع أيضا ً في دير الزور القمح والشعير‪،‬‬ ‫ويعتبر القمح المحصول الثاني بعد القطن‪،‬‬ ‫يبلغ عدد س ّكان محافظة دير ال��زور حسب‬ ‫إحصاءات عام ‪ 2010‬حوالي نصف مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬وتبلغ مساحتها ‪ 33‬ألف كم‪ ،2‬وهي‬ ‫ثاني أكبر محافظة مساحة بعد حمص‪ ،‬تقسم‬ ‫إدار ّيا ً لثالث مناطق هي «الميادين والبوكمال‬ ‫ومدينة دير الزور»‪.‬‬ ‫األح��وال المعيشيّة لألسر في محافظة دير‬ ‫الزور**‬ ‫بلغ متوسّط استخدام الكهرباء في المحافظة‬ ‫(‪ )12,50‬ساعة يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة‪،‬‬ ‫الشبكة العامّة أو من المولّدات أو من شراء‬ ‫األمبيرات (عبارة عن مولّدات كبيرة قطاع‬ ‫خاص تبيع الكهرباء للس ّكان)‪ ،‬أمّا بالنسبة‬ ‫لمصادر الكهرباء بغضّ النظر عن ساعات‬ ‫االستهالك يعرضها الشكل البيانيّ رقم (‪.)1‬‬

‫تو ّفر الكهرباء في المساكن‪ :‬نالحظ من الشكل‬ ‫البياني رقم (‪ )1‬أنّ ‪ %95,2‬من األسر في‬ ‫المحافظة أجابت بأنّ منازلها ما زالت موصولة‬ ‫على الشبكة العامّة للكهرباء إلاّ أ ّنها ال تصلها‬ ‫الكهرباء عبرها إلاّ ن��ادراً‪ ،‬ونسبة ‪%71,4‬‬ ‫يحصلون على الكهرباء عن طريق المولّدات‪،‬‬ ‫وجزء آخر من األسر ‪ %33‬يشترون الكهرباء‬ ‫عن طريق األمبيرات ومتوسّط ساعات حسب‬ ‫الطلب‪ ،‬علما ً أنّ الكثير من األس��ر تسعى‬ ‫لتأمين الكهرباء من الشبكة العامّة أو من شراء‬

‫األمبيرات أو المولّدات الخاصّة‪ ،‬وذلك لتأمين‬ ‫الكهرباء لفترة أكبر من ‪ 12,50‬ساعة يوم ّياً‪،‬‬ ‫وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز ‪ 2995‬ليرة‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تو ّفر المازوت في المساكن‪ :‬بلغ متوسّط‬ ‫كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة ‪ 46‬ليتراً‪،‬‬ ‫بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت ‪ 5508‬ليرة سورية‬ ‫شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة المازوت‬ ‫متو ّفرة بنسبة ‪ %96‬في السوق المحليّة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تو ّفر البنزين في المساكن‪ :‬بلغ متوسّط‬ ‫كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة ‪ 55‬ليتراً‪،‬‬ ‫بمتوسّط تكلفة شهريّة ‪ 10870‬ليرة سورية‬ ‫شهرياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة البنزين‬ ‫متو ّفرة بنسبة ‪ %100‬في السوق المحليّة‪ ،‬علما ً‬ ‫أنّ مادّة البنزين تستخدم في معظم األوقات‬ ‫كوقود للمولّدات‪.‬‬ ‫‪ -4‬تو ّفر الغاز في المساكن‪ :‬بلغ متوسّط كميّة‬ ‫االستهالك الشهريّة لألسرة ‪ 28‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫تكلفة شهريّة ‪ 4382‬ليرة سورية شهر ّياً‪ ،‬كما‬ ‫تشير البيانات أنّ مادّة الغاز متو ّفرة بنسبة‬ ‫‪ %55‬في السوق لكن بتكلفة مرتفعة ج ّداً‪.‬‬ ‫‪ -5‬تو ّفر الحطب في المساكن‪ :‬بلغ متوسّط كميّة‬ ‫االستهالك الشهريّة لألسرة ‪46‬كغ‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫تكلفة شهريّة ‪ 1600‬ليرة سورية شهر ّياً‪،‬‬ ‫كما تشير البيانات أنّ مادّة الحطب متو ّفرة‬ ‫بنسبة ‪ %80‬في السوق‪ ،‬علما ً أنّ مادّة الحطب‬ ‫مخصّص للتدفئة وضمن مناطق صغيرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تو ّفر المياه في المساكن‪ :‬إنّ مصادر‬ ‫الحصول على المياه‪ :‬الشبكة العامّة أو من‬ ‫اآلبار الخاصّة أو من شراء المياه عن طريق‬ ‫الصهاريج‪ ،‬كما يعرضها الشكل البيانيّ رقم‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫نالحظ أنّ نسبة ‪ %59,1‬من األسر تحصل على‬

‫المياه من الشبكة العامّة لكن بمتوسّط كميّات‬ ‫مختلفة‪ ،‬ونسبة ‪ %36,4‬يشترون المياه عن‬ ‫طريق الصهاريج‪ ،‬ونسبة ‪ %18,2‬من األسر‬ ‫تمتلك بئراً خاصاً‪ ،‬علما ً أنّ الكثير من األسر‬ ‫تسعى لتأمين المياه من الشبكة العامّة والشراء‬ ‫عن طريق الصهاريج أو اآلب��ار الخاصّة‪،‬‬ ‫وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز ‪ 1055‬ليرة‬ ‫سورية شهر ّياً‪.‬‬ ‫‪ -7‬تو ّفر خصائص المساكن‪ :‬تتو ّفر الخدمات‬ ‫األساسيّة بنسبة ‪ ، %100‬أمّا نسبة المساكن‬ ‫التي تحتوي على عدد كبير من الساكنين بلغت‬ ‫‪ ،%38,1‬ونسبة المساكن التي أ ّكد ساكنيها‬ ‫أ ّنها غير آمنة بلغت ‪ ،%76,2‬وبلغت نسبة‬ ‫المساكن نمط الشقق ‪ ،%61,9‬ونسبة المساكن‬ ‫نمط البيت العربي بلغت ‪ ،%38.1‬وعن ملكيّة‬ ‫المسكن تبيّن انّ نسبة ‪ %61‬من المساكن ملك‬ ‫لساكنيها‪ ،‬ونسبة ‪ %38,1‬إيجار بمتوسّط إيجار‬ ‫شهريّ ‪ 4000‬ليرة سورية‪.‬‬ ‫‪ -8‬تو ّفر المساعدات اإلنسانيّة لألسر‪ :‬تشير‬ ‫البيانات التي جمعت من قبل نقطتي االرتكاز‬ ‫حول المساعدات اإلنسانيّة‪ ،‬ال يوجد ّ‬ ‫منظمات‬ ‫للمساعدات اإلنسانيّة بسبب وجود «داعش»‪.‬‬ ‫‪ -9‬حالة أمان منطقة السكن‪ :‬تشير البيانات‬ ‫التي جمعت من قبل نقطتي االرتكاز ما يلي‪:‬‬ ‫أ ّكدت األسر أنّ األمان متو ّفر بنسبة ‪،%93‬‬ ‫وه��ذا األم��ان نسبيّ ‪ ،‬ألنّ نسبة ‪ %62‬أ ّك��دوا‬ ‫ا ّنه ال توجد أعمال عدائيّة بالمنطقة‪ ،‬ونسبة‬ ‫‪ %75‬أ ّك��دوا أ ّنه ال توجد ألغام أو متفجّ رات‬ ‫في المنطقة‪ ،‬بينما جميعهم أ ّكدوا وجود قصف‬ ‫طيران وقصف صاروخي يوم ّيا ً على المنطقة‪.‬‬ ‫واق��ع المصانع في محافظة دي��ر ال��زور‪:‬‬‫جُمعت هذه البيانات عن تو ّفر عناصر اإلنتاج‬ ‫األساسيّة وحالة األمان في مصانع صغيرة‬ ‫الحجم وما زالت تعمل‪.‬‬ ‫نالحظ من الشكل البياني رقم (‪ )3‬أنّ نسبة‬ ‫المصانع التي أ ّكد أصحابها تو ّفر العمّال بلغت‬ ‫‪ ،%100‬ألنّ الس ّكان لم تهاجر هذه المناطق‬ ‫وبحاجة إلى أيّ عمل يضمن لهم حياة كريمة‪،‬‬ ‫كما أنّ نسبة المصانع التي أ ّكد أصحابها تو ّفر‬ ‫الموا ّد األوّ ليّة بلغت ‪.%80‬‬ ‫ّ‬ ‫أمّا بالنسبة لتو ّفر الكهرباء فلقد أكد أصحاب‬

‫المصانع أ ّنها متو ّفرة بنسبة ‪ %33‬من مصادرها‬ ‫المختلفة‪ ،‬بينما الخدمات الصحيّة فيمكن تأمينها‬ ‫بنسبة ‪ ،%22‬كما أوضح أصحاب المصانع‬ ‫صعوبة تأمين خدمات الطوارئ بنسبة ‪،%39‬‬ ‫أمّا بالنسبة للطلب على إنتاج المصانع فهنالك‬ ‫طلب كبير تجاوز ‪ ،%89‬وبالنسبة لألمان في‬ ‫المناطق التي تعمل ضمنها المصانع فلقد أ ّكد‬ ‫أصحابها بنسبة ‪ %61‬أنّ األمان متو ّفر‪.‬‬ ‫لكن رغ��م ال��وض��ع الخطر م��ازال��ت بعض‬ ‫المصانع تعمل‪ ،‬بسبب عدم هجرة أصحابها‬ ‫وحاجتهم لتأمين دخ��ل لهم‪ ،‬وتامين دخل‬ ‫لعمّالهم‪ ،‬وأيضا ً الحاجة الماسّة إلنتاج مثل هذه‬ ‫المصانع لتلبية حاجة الشعب السوريّ ‪.‬‬ ‫التوصيات‪:‬‬‫بما أنّ القســم األكبر من محافظـة دير‬ ‫الزور حاليّـا ً تحت ســيطرة «داعــش» فإنّ‬ ‫المجالــس المحلّية ال يمكن ان تعمل أو تقوم‬ ‫بأيّ نشاط‪.‬‬ ‫بناء على نتائج التقرير أعاله يوصي المنتدى‬ ‫االقتصاديّ السوريّ بما يلي‪:‬‬ ‫هناك بعض المجالس المحلّية التي‬ ‫‪ -1‬‬ ‫هربت من بطش «داعش» واستقرّ ت خارج‬ ‫المحافظة‪ ،‬ولكن ال تزال هذه المجالس تعمل‬ ‫على نقل األوضاع المعيشيّة داخل المحافظة‬ ‫م��ن خ�لال التنسيق م��ع بعض المواطنين‬ ‫المقيمين في المحافظة‪ ،‬لذلك يوصي المنتدى‬ ‫االقتصاديّ على تقوية هذه المجالس والتعاون‬ ‫معها وتقديم جميع الخدمات الالزمة لنقل‬ ‫األوضاع وتأمين احتياجات المواطنين داخل‬ ‫محافظة دير الزور‪.‬‬ ‫‪ -2‬‬ ‫يوصي المنتدى االقتصاديّ السوريّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظمات المجتمع المدنيّ والمنظمات اإلغاثيّة‬ ‫بالحفاظ على القاعدة الشعبيّة لس ّكان المحافظة‬ ‫األصليّين وتأمين مستلزمات المعيشة اإلنسانيّة‬

‫حيث أ ّننا نعتبر وجود هذه القاعدة الشعبيّة‬ ‫المناوئة لوجود تنظيم «داعش» هي صمّام‬ ‫أمان للمستقبل نحو التخلّص من هذا التنظيم‬ ‫وأفكاره المتطرّ فة‪ ،‬حيث أ ّنه بحال إعطاء‬ ‫تنظيم «داعش» الفرصة للتح ّكم بقوت الشعب‬ ‫ومقوّ مات الحياة سنعطيه فرصة لتوسيع قاعدته‬ ‫الشعبيّة وتحقيق أهدافه‪.‬‬ ‫‪ -3‬‬ ‫يوصي المنتدى االقتصاديّ السوريّ‬ ‫بفتح قنوات تواصل مع أشخاص ذي ثقة من‬ ‫أعضاء المجالس المحليّة المناهضين لتنظيم‬ ‫«داعش» بغية تأمين دعم سريّ بش ّتى الوسائل‬ ‫وإيصاله من خاللهم للس ّكان المحلّيين‪.‬‬ ‫ال��ت��زام المجتمع ال��دول��يّ بتجفيف‬ ‫‪ -4‬‬ ‫المنابع وال��م��وارد االقتصاديّة واللوجستيّة‬ ‫والدعم البشريّ الذي يتد ّفق من خارج الحدود‬ ‫السوريّة لتنظيم «داع��ش» والتأ ّكد من عدم‬ ‫وصول أيّ دعم للتنظيم‪.‬‬ ‫يوصي المنتدى االقتصاديّ االئتالف‬ ‫‪ -5‬‬ ‫السوريّ لقوى المعارضة والثورة بالسعي‬ ‫الجا ّد والمتواصل لتسليط الضوء على معاناة‬ ‫الس ّكان المحليّين في المحافظة بشكل ال يق ّل‬ ‫أهميّة عن معاناة الس ّكان المقيمين تحت سلطة‬ ‫النظام السوريّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يوصي المنتدى الحكومة المؤقتة‬ ‫‪ -6‬‬ ‫بالسعي الدائم والتنسيق مع كا ّفة الجهات‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات المدنيّة إليجاد الحلول‬ ‫الدوليّة‬ ‫الكفيلة بتامين كا ّفة المساعدات للس ّكان‪.‬‬ ‫ختاما ً نؤ ّكد أنّ المدينة تعيش بكلتا‬ ‫‪ -7‬‬ ‫قسميها سواء أكانت تحت سيطرة النظام أم‬ ‫تحت سيطرة «داعش» ظروفا ً معيشيّة سيّئة‬ ‫للغاية‪ ،‬لذا يجب على جميع الجهات الدوليّة‬ ‫لفت االنتباه لهذه المأساة التي تعاني منها‬ ‫المدينة‪.‬‬

‫*اإلص��دار‪ /.5/‬من سلسلة التقرير الدور ّية‪ ،‬أ ّيار ‪-2015‬‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري بتدريب عدّة أشخاص‬ ‫االقتصادي‬ ‫**قام المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سور ّيين‪ ،‬بوصفهم نقاط ارتكاز داخل سورية في المناطق‬ ‫واالقتصادي‬ ‫االجتماعي‬ ‫المحررة لجمع البيانات عن الواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي في سورية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫احملرر االقتصاد ّي‬

‫المحاكمات العادلة‬

‫البراءة أبكت «غالبة» مصر‬ ‫تض ّج قاعات المحاكم المصريّة بأحكام‬ ‫ّ‬ ‫بحق قياداتها السابقة المدانين‬ ‫متناقضة‬ ‫بأعمال أساءت لمصر وشعبها وحضارتها‬ ‫من فساد وقمع للحرّ يّات وقتل للمتظاهرين‬ ‫والتفريط بحقوق الدولة المصريّة‪ .‬وتنبع‬ ‫أه ّميّة هذه المحاكمات من صيرورة األحداث‬ ‫التي تمرّ بها مصر التي خرجت للتوّ من‬ ‫مرحلة طويلة امتازت بغياب الديمقراطيّة‬ ‫والقمع والفساد‪ ،‬وف��ي المجتمعات التي‬ ‫تمرّ بمرحلة انتقاليّة تعتبر المحاكمات من‬ ‫أه � ّم اإلج���راءات ل��رأب الصدع ومحاسبة‬ ‫المخطئين وتعويض المتضرّ رين وإعادة‬ ‫المجتمع إلى نقطة التوازن لبناء الثقة بين‬ ‫المواطن ومؤسّسات الدولة‪ .‬إلاّ أنّ قضاة‬ ‫ّ‬ ‫وحطموا آماله‬ ‫مصر خذلوا الشارع المصريّ‬ ‫في أن يُعاقب المذنبون ليكونوا عبرة لك ّل من‬ ‫يريد العبث بحقوق الشعب المصريّ ‪ .‬فبُرّ ئ‬ ‫القسم األكبر من المجرمين‪.‬‬ ‫محاكمة القرن‬ ‫محاكمة الرئيس األسبق حسني مبارك‬ ‫شابها الكثير من الشوائب والتجاوزات خالل‬ ‫مجرياتها وكانت الصدمة الكبرى بإعالن‬ ‫براءته مع نجليه وكبار مساعديه‪ ،‬ويراود‬ ‫معظم المصريين شعور بأنّ قبول الطعن في‬ ‫براءة مبارك ليس سوى مراوغة المتصاص‬ ‫غضب الشارع المصريّ ‪.‬‬ ‫بعيداً عن ك ّل التجاذبات السياسيّة والمواقف‬ ‫المسبقة من األطراف في المحاكمة سنحاول‬ ‫باختصار مناقشة التهم الموجهة للم ّتهم‬ ‫واألدلّة التي تدينه والحكم الذي صدر‪.‬‬ ‫دخل حسني مبارك مع كبار مساعديه ونجليه‬ ‫إلى السجن بتهم كثيرة أهمّها التحريض على‬ ‫قتل المتظاهرين واالستيالء على أموال‬ ‫عامّة وقضايا فساد‪.‬‬ ‫فعلى مدار أكثر من ثالثين عاما ً والرئيس‬ ‫حسني مبارك يحتمي خلف منصبه وكرسيّه‬ ‫ويستغ ّل موقعه في التربّح والغشّ ليراكم ثروة‬ ‫هائلة لعائلته قدّر ّتها بعض األوساط بـ ‪70‬‬ ‫مليار دوالر سرقت من الشعب المصريّ ‪،‬‬ ‫أمّا قضايا الفساد فهي كثيرة منها قضية‬ ‫توريد الغاز إلسرائيل بسعر تفضيليّ في‬ ‫وقت كان الشعب المصريّ يعاني من أزمة‬ ‫نقص الغاز‪ ،‬واختفاء تريليون و‪ 272‬مليار‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫جنيه مصريّ‬ ‫م��ن ميزانية‬ ‫ال���دول���ة في‬ ‫ع���ام ‪2010‬‬ ‫ح������اول������ت‬ ‫ال���ح���ك���وم���ة‬ ‫إخ���ف���اء أيّ‬ ‫معلومات عن‬ ‫م��ص��ي��ره��ا‪،‬‬ ‫وغ����ي����ره����ا‬ ‫ال��ك��ث��ي��ر من‬ ‫قضايا الفساد‬ ‫وض�����ع�����ت‬ ‫أم��ام القضاء‬ ‫ال���م���ص���ريّ‬ ‫يضاف إليها الجريمة الكبرى وهي قتل‬ ‫المتظاهرين السلميّين‪ ،‬وحوكم بالفعل أكثر‬ ‫من ‪ 170‬من المسؤولين األمنيّين وأفراد‬ ‫الشرطة بتهمة قتل أكثر من ‪ 1000‬متظاهر‬ ‫سلميّ ‪ ،‬وج���اءت أح��ك��ام ال��درج��ة األول��ى‬ ‫منسجمة مع الوقائع إلى ح ّد ما‪ ،‬حيث قضت‬ ‫محكمة الجنايات عليه بتاريخ ‪2012 /6/2‬‬ ‫بالسجن ‪ 25‬عاما ً وبعدها قام محامو الم ّتهم‬ ‫بالطعن بالقرار وكان من المتو ّقع أن يصدر‬ ‫الحكم الثاني متوافقا ً مع حكم الدرجة األولى‪،‬‬ ‫ألنّ الحكم بُني على أدلّة وبراهين واضحة‬ ‫فمثالً تصدير الغاز إلسرائيل بأسعار مخ ّفضة‬ ‫والذي أضاع على الشعب المصريّ أرباح‬ ‫كبيرة كان بموجب عقود مو ّقعه وموجودة‬ ‫في ملفّ الدعوى ولم يت ّم دحضها بأيّ دليل‪،‬‬ ‫والصور التي شاهدها ماليين الناس والتي‬ ‫يقوم فيها عناصر األمن بإطالق النار على‬ ‫المتظاهرين والسيارات التي قامت بدهسهم‪،‬‬ ‫ك ّل هذه الصور جعلت من إدان��ة مبارك‬ ‫وعناصر األمن أمر بديهي‪ ،‬ولكنّ الحكم‬ ‫صدر ببراءة حسني مبارك وأفراد الشرطة‬ ‫والمسؤولين األمنيّين‪ ،‬إمّا لعدم كفاية األدلّة‬ ‫أو ألنّ عناصر األمن تصرّ فوا دفاعا ً عن‬ ‫النفس‪ ،‬ومن مجريات المحكمة الثانية ي ّتضح‬ ‫أن هناك تواطؤ بين هيئة االدّعاء مع الدفاع‬ ‫إلخفاء األدلّة‪ ،‬كما أنّ قاضي المحكمة طرح‬ ‫إفادات المصابين كلّها جانبا ً وهم من شاهدوا‬ ‫كيف أطلق رجال األمن النار عليهم مع أ ّنهم‬

‫عصفور طل من الشباك‬

‫سالم جرجس مرّوش‬ ‫معتقل ‪ ...‬حتّى وإن عمل مبا تتطلّب مهنته‬

‫كانوا ّ‬ ‫عزل من السالح‪ ،‬وبنى القاضي حكمه‬ ‫على إفادات رجال األمن وكان على المحكمة‬ ‫استبعاد شهادات الضبّاط والمستندات المقدّمة‬ ‫من وزارة الداخليّة أل ّنها تدافع عن رجالها‬ ‫ّ‬ ‫وموظفيها‪ ،‬فعملت على تضليل المحكمة‪ ،‬لذا‬ ‫جاء حكم البراءة صادما ً وغير متو ّقع وال‬ ‫يوجد أيّ مسوغ قانونيّ له‪ ،‬وغير منسجم‬ ‫مع وقائع الدعوى وأهدر دماء المتظاهرين‪.‬‬ ‫من المسؤول؟‬ ‫هنا الب ّد من التساؤل عن الجهة التي أطلقت‬ ‫النار على المتظاهرين ومن يتحمّل مسؤوليّة‬ ‫مقتل الضحايا في ساحات التظاهر؟ لقد حوّ ل‬ ‫حكم البراءة حسني مبارك من مجرم إلى‬ ‫ضحيّة وحوّ ل أهالي الشهداء لم ّتهمين‪ ،‬من‬ ‫الممكن أن يحاكموا بتهمة البالغ الكاذب ويت ّم‬ ‫زجّ هم في السجن‪.‬‬ ‫يمكن القول إنّ الطاغية انتصر‪ ،‬وقرار‬ ‫البراءة أعاد الشرعيّة لنظام أشاع الفساد‬ ‫ونهب الشعب والدولة معاً‪ ،‬وحك َم مصر لمدّة‬ ‫َ‬ ‫ثالثين عاما ً بالقمع والسجون وك ّم األفواه‪،‬‬ ‫وردّت البراءة االعتبار لرجل إسرائيل‬ ‫وكنزها التاريخيّ ‪ .‬وبالرغم م��ن قبول‬ ‫المحكمة للطعن ببراءة مبارك عن جرم قتل‬ ‫المتظاهرين فإنّ ذلك لن يغيّر من حقيقة أنّ‬ ‫القضاء المصريّ وجّ ه صفعة جديدة لثوّ ار‬ ‫مصر وجعلت «غالبة» مصر يبكون حلمهم‬ ‫في بناء مصر حرّ ة قويّة عادلة ديمقراطيّة‪.‬‬

‫احملامي حممّد محو‬

‫الدكتور «سامل جرجس م ّروش»‬ ‫الدكتور «سالم جرجس مرّ وش» من مواليد‬ ‫مدينة حمص ‪ 1960/1/1‬متزوّ ج ولديه‬ ‫أطفال‪ ،‬كان يُعرف عنه إنسانيّته وتواضعه‬ ‫وسعيه ال��دائ��م لمساعدة ال��ن��اس وإغاثة‬ ‫المحتاجين‪ ،‬حيث عمل كطبيب مختصّ‬ ‫ضمن الفريق الطبيّ في مشفى الحورانيّ‬ ‫في مدينة حماة المعروف بالخدمات الكبيرة‬ ‫التي قدّمها هذا المشفى منذ اندالع الحراك‬ ‫الشعبيّ في سورية عام ‪.2011‬‬ ‫ت ّم اعتقاله من عيادته الخاصّة في حماة‬ ‫من قبل دوريّة تابعة للمخابرات الجوّ يّة في‬ ‫‪ ،2012/8/6‬ث ّم ت ّم نقله إلى العاصمة دمشق‬ ‫وهناك تن ّقل «مرّ وش» بين فروع األمن‪.‬‬ ‫كان الدكتور «مروش» من الشخصيّات التي‬ ‫و ّقعت بيان المث ّقفين السوريّين المسيحيّين‬ ‫الموجّ ه ألصحاب الغبطة رؤساء الكنائس‬ ‫في سورية الصادر بتاريخ ‪،2011/9/17‬‬ ‫طالبوا فيه بموقف يرفض الظلم والقمع‬ ‫والقتل ويقف إلى جانب خيارات الشعب‬ ‫وينبع من التعاليم المسيحيّة التي ال تقبل القتل‬ ‫والظلم والتشرّ د والفساد والتلفيق والتزوير‪،‬‬ ‫وجاء ذلك ر ّداً على مواقف بعض رؤساء‬

‫الطوائف المسيحيّة المؤيّد للسلطات السوريّة‬ ‫ض ّد الحركة السلميّة المندلعة في البالد‪.‬‬ ‫أدان المرصد اآلش��وريّ لحقوق اإلنسان‬ ‫هذا االحتجاز واالعتقال التعسّفيّ الذي طال‬ ‫ناشطا ً وطبيبا ً سور ّيا ً دون مذ ّكرة قضائيّة‪،‬‬ ‫في انتهاك فاضح للعهود والمواثيق الدوليّة‬ ‫التي وقعت عليها سورية‪ ،‬وحمّل المرصد‬ ‫الحكومة السوريّة مسؤوليّة سالمته الجسديّة‬ ‫ف��ي ح��ال تعرّ ضه أليّ أذى أث��ن��اء فترة‬ ‫االحتجاز‪ ،‬كما وطالب بضرورة الكشف‬ ‫عن مصيره واإلف��راج الفوريّ عنه وعن‬ ‫جميع معتقلي الرأي في سورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وط��ال��ب المرصد اآلش���وريّ المنظمات‬ ‫الحقوقيّة الدوليّة للصليب والهالل األحمر‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمة أطبّاء بال حدود بأن تضغط على‬ ‫الحكومة السوريّة لإلفراج عن الدكتور‬ ‫«جرجس» وكا ّفة المعتقلين من الكوادر‬ ‫الطبيّة‪.‬‬ ‫الحريّة لإلنسان «ج��رج��س» ولك ّل من‬ ‫ّ‬ ‫تمت‬ ‫خالف الطاغية ووقع في األسر بأي ٍد ال‬ ‫لإلنسانيّة بشيء‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫ثقافة‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫كتبوا للدعاية والكشف والتخويف‬

‫نحو تجسيد‬

‫تسميات «داعش» وسيناريوهاتها‬

‫المشروع*‬

‫من «الدولة اإلسالميّة يف العراق» إىل «الدولة اإلسالميّة يف العراق والشام» ث ّم أسقطت كلمتا «العراق والشام» فأصبح «الدولة اإلسالميّة» وأخرياً «دولة اخلالفة»‬ ‫يرتدي الصحافيّ المعروف «عبد الباري‬ ‫عطوان» ثوب الواقعيّة في كتابه «الدولة‬ ‫اإلسالميّة‪ ،‬الجذور – التوحّ ش – المستقبل»‬ ‫الصادر عن دار الساقي في ‪ ،2015‬وال‬ ‫يطلق بدءاً من العنوان على تنظيم «الدولة»‬ ‫اسم «داعش» المتداول إعالم ّياً‪ ،‬بل اسم‬ ‫الدولة اإلسالميّة‪.‬‬ ‫ه��ذا التنظيم ال��ذي أعلن «الخالفة» في‬ ‫العراق والشام مرّ بعدّة أط��وار‪ ،‬وتبدّلت‬ ‫تسمياته عبرها‬ ‫م��ن «ال��دول��ة‬ ‫اإلس�لام��يّ��ة‬ ‫في العراق»‬ ‫ث ّم «الدولة‬ ‫اإلس�لام� ّي��ة‬ ‫في العراق‬ ‫وال��ش��ام»‬ ‫ث ّمأسقطت‬ ‫ك��ل��م��ت��ا‬ ‫«ال��ع��راق وال��ش��ام» فأصبح «ال��دول��ة‬ ‫اإلسالميّة» وأخيراً «دولة الخالفة»‪ .‬لك ّنه‬ ‫انتشر إعالم ّيا ً وشعب ّيا ً باسم «داع��ش»‬ ‫كحروف أولى من التسمية الطويلة‪ ،‬ورأى‬ ‫أصحاب التنظيم أنّ االختصار يسيء إلى‬ ‫التنظيم‪ ،‬فوضعوا «ح ّداً» هو سبعين جلدة‬ ‫لمن يلفظ كلمة‪« :‬داعش»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يضخم مؤلّف كتاب «الدولة اإلسالميّة»‬ ‫دور هذا التنظيم في الفصل األوّ ل فيصف‬ ‫«هيكليّة الدولة» من الداخل‪ ،‬ويتحدّث‬ ‫عن «وزارات وواليات» كما يتطرّ ق إلى‬ ‫مصادر «الدولة» الماليّة كالنفط وسرقة‬ ‫اآلثار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويفرد فصال كامال يتناول فيه شخصيّة‬ ‫«أبوبكر البغداديّ » زعيم التنظيم‪ ،‬من‬ ‫وجهة نظر أتباعه ومؤيّديه‪.‬‬

‫كذلك شخصيّة «ال��زرق��اويّ » كمؤسس‬ ‫وعالقته المتو ّترة مع «ابن الدن» والقاعدة‬ ‫ودوره في تأسيس هذا التنظيم‪ ،‬وعن أساس‬ ‫الخالف بين «الدولة» و «القاعدة»‪.‬‬ ‫يقفز «ع��ط��وان إل��ى ص��راع اإلخ��وان‬ ‫المسلمين مع األس��د األب في سورية‪،‬‬ ‫خارجا ً عن الموضوع‪ ،‬كذلك عندما يتحدّث‬ ‫عن المعارضة السوريّة المسلّحة ض ّد األسد‬ ‫االبن واتجاهاتها الفكريّة ومصادر أموالها‪.‬‬ ‫وفي محاولة جديدة لتضخيم وتعقيد صورة‬ ‫التنظيم يُسهب الكاتب في س��رد تاريخ‬ ‫العالقات المع ّقدة بين الجماعات اإلسالميّة‬ ‫والوهابيّة في السعوديّة‪ .‬كما يتوسّع في‬ ‫استرجاع تاريخ ال��دول والجماعات في‬ ‫التوحّ ش‪.‬‬ ‫لم يستطع «عطوان» أن يكون موضوع ّيا ً‬ ‫في تناول موضوع «داعش» فقد بدا كمن‬ ‫يوهم القارئ بعظمة هذا التنظيم ويروّ ج‬ ‫لقوّ ته‪ ،‬كما لم يستطع أن يخفي تعاطفه‪،‬‬ ‫بل وتبريره ألفعاله اإلجراميّة أحياناً‪ ،‬على‬ ‫أساس أ ّنها ردّات فعل‪.‬‬ ‫لعل الك ّم الكبير ال��ذي كتب في السنتين‬ ‫األخيرتين حول تنظيم «داعش» يصعب‬ ‫حصره؛ ألسباب أخرى غير ما يرمي إليها‬ ‫«عطوان» ففي كتاب «خالفة الدم والنار»‬ ‫الصادر في نهاية ‪ 2014‬عن دار الكتاب‬ ‫العربيّ يرصد‬ ‫مؤلّفه الدكتور‬ ‫«رف�����ع�����ت‬ ‫س� ّي��د أحمد»‬ ‫ب��ال��وث��ائ��ق‬ ‫ال��ت��ن��ظ��ي��م‬ ‫ال��س��ريّ لـ‬ ‫«داع��ش»‬ ‫قبل وبعد‬ ‫ال��ح��رب‬ ‫ض�������� ّد‬

‫التحالف الدوليّ بقيادة أمريكا‪.‬‬ ‫أفكاره‪ ،‬ح ّتى تمدّد وسيطر عسكر ّيا ً على‬ ‫يعرض هذا الكتاب مئات الصور والوثائق‪ ،‬مناطق شاسعة من العراق وسورية‪.‬‬ ‫كاشفا ً نشأة التنظيم في العراق على يد أبو يقول «م ّناع» في الجزء األوّ ل المعنون‬ ‫مصعب الزرقاوي‪ ،‬وصوالً إلى أبي بكر «هجرات الوهم إلى بحيرات الدم» بأ ّنه‬ ‫البغداديّ ‪ ،‬ويبرز الكتاب دور الواليات حاول أن يتناول تشكيل «داعش» بشكل‬ ‫الم ّتحدة ف��ي وج���ود هذا‬ ‫م��وض��وع��يّ وعقالنيّة‬ ‫ال��ت��ن��ظ��ي��م‪ ،‬وك��ي��ف ق��ام‬ ‫سياسيّة وخطاب تنويريّ‬ ‫أصحاب‬ ‫رأى‬ ‫واس��ت��رات��ي��ج � ّي��ة تعتمد‬ ‫ب��ذب��ح ع��ش��رات األج��ان��ب‬ ‫«ال��ق��ي��م الديمقراطيّة‬ ‫م��ن صحفيّين أمريكيّين التنظيم أ ّن‬ ‫وب��ري��ط��ان � ّي��ي��ن‪ ،‬وم��ئ��ات‬ ‫المدنيّة وترفض المهادنة‬ ‫إىل‬ ‫يسيء‬ ‫االختصار‬ ‫والمسيحيّين‬ ‫المسلمين‬ ‫ف��ي ك��� ّل ان��ت��ه��اك ينال‬ ‫ً‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫مستند‬ ‫�ات‪،‬‬ ‫واألق �لّ � ّي�‬ ‫كرامة وحقوق اإلنسان»‬ ‫التنظيم‪ ،‬فوضعوا‬ ‫ف���ي ال���ج���زء ال��ث��ان��ي‬ ‫«فتاوى دينيّة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سبعني‬ ‫هو‬ ‫»‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫«ح‬ ‫ّ‬ ‫أ ّم��ا «محمّد علوش» في‬ ‫ال��م��ع��ن��ون «ص��ن��اع��ة‬ ‫ال���ت���وحّ ���ش‪ ..‬العولمة‬ ‫كتابه «داعش وأخواتها» جلدة ملن يلفظ كلمة‪:‬‬ ‫الصادر عن «دار‬ ‫والعولمة ال��م��ض��ادّة»‪،‬‬ ‫رياض «داعش»‪.‬‬ ‫ال��ري��س» ف��ي��رى أنّ ما‬ ‫يقول الكاتب إ ّن��ه «من‬ ‫الضروري تج ّنب إسقاط‬ ‫يعترض الباحث في طريق‬ ‫دراس����ة ف��ك��ر ال��ح��رك��ات‬ ‫األوضاع السوريّة على‬ ‫اإلسالميّة الجهاديّة هو «قلّة المواد العلميّة العراقيّة أو العكس» ويبرر «م ّناع» ذلك‬ ‫الموثوقة» التي تؤرّ خ لتلك الحركات من باختالف بدء مساريّ الجهاديّة التكفيريّة‬ ‫أدبيّات فكريّة وسياسيّة بحياد وموضوعيّة‪ .‬في البلدين‪ ،‬لك ّنه يعود ليناقض نفسه قائالً‪:‬‬ ‫وي����خ����صّ ه��ن��ا «إلاّ أنّ قرار التنظيم توسيع ساحته القتاليّة‬ ‫الجماعات التي حمل لسورية من العراق فيروس التطبيع‬ ‫تعتمد «العنف مع ممارسات االستئصال والقتل العشوائيّ‬ ‫ال��م��س�لّ��ح» في واالغتصاب والخطف والترحيل وقطع‬ ‫نشر منهجها الرؤوس والتمثيل بالجثث‪ ،‬بكلمة التطبيع‬ ‫ورؤيتها لقيام مع التوحّ ش»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«ال�����دول�����ة ويتساءل م ّناع أخيرا‪« ،‬عن المستقبل»‪،‬‬ ‫اإلسالميّة»‪ .‬تاركا ً القارئ أمام مجموعة من الوثائق‬ ‫يدلي الناشط ليحكم‪ .‬على غير ما طرح «عبد الباري‬ ‫ال��ح��ق��وق��يّ عطوان» في األسطر األخيرة من كتابه‬ ‫«ه���ي���ث���م «الدولة اإلسالميّة‪ ،‬الجذور – التوحّ ش‬ ‫م ّناع» بدلوه في كتابه «خالفة داعش» – المستقبل» إذ وضع سيناريو امتالك‬ ‫الصادر عن مركز «المزماة» للدراسات واستخدام التنظيم لألسلحة الكيميائيّة كحدث‬ ‫والبحوث‪ ،‬بمعلومات وتحليالت تشرح مستقبليّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق‬ ‫آليّة ظهور التنظيم‪ ،‬وتطوّ ره وكيفيّة نشر‬

‫علماء السوء‬

‫يستغلّون اسم الدين‬ ‫اس هل البغداديّ ‪ ،‬أم الجوالنيّ ‪ ،‬أم قادة‬ ‫قوله تعالى‪( :‬إِ َّن َما ال َّس ِبيل ُ َع َلى ا َّلذِينَ َي ْظلِ ُمونَ ال َّن َ‬ ‫ّ‬ ‫اب أَلِي ٌم) أحرار الشام‪ ،‬أم زهران علوش‪،‬‬ ‫َو َي ْب ُغونَ فِي الأْ َ ْر ِض ِب َغ ْي ِر ا ْل َحقِّ أ ُ ْو َل ِئ َك َل ُهم َع َذ ٌ‬ ‫وغيرهم من القيادات اإلسالميّة‪،‬‬ ‫[الشورى‪]42 :‬‬ ‫في خضم األحداث التي تشهدها سوريّة‪ ،‬وشيوع الظلم هم من اصطفاهم هللا؟‬ ‫ّ‬ ‫والفساد وتسلّط عصابات إجراميّة‪ ،‬لها سدنة من علماء السوء كما قال أحد أتباع الدولة اإلسالميّة‬ ‫يلوون ألسنتهم بالكتاب‪ ،‬لتحسبوه من الكتاب وما هو منه‪« ،‬سأعتبر أنّ البغداديّ غير مناسب‬ ‫ويقولون هو من عند هللا‪ ،‬وما هو من عنده‪ ،‬ويقولون على هللا لهذا العمل‪ ،‬ولكن بعد أن وصل‬ ‫المسلمون إلى درج��ة من‬ ‫الكذب وهم يعلمون‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الفجور والسفور‪ ،‬وارتكاب‬ ‫هذا االنحراف بسبب الدين‪ ،‬بل‬ ‫هل البغداد ّي‪،‬‬ ‫ال��م��ع��اص��ي ك���ان (أم��ي��ر‬ ‫بسبب انحراف أوصياء الدين‬ ‫المؤمنين) من السبّاقين إلى‬ ‫أم‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫اجلوالن‬ ‫أم‬ ‫ّ‬ ‫عن مبادئه وغاياته ومقاصده‬ ‫الخروج على الحاكم‪ ،‬ويســتندون إلى أحاديث الرســول‬ ‫اإلسالم‬ ‫إعادة‬ ‫على‬ ‫والعمل‬ ‫الفجور‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫تصحيح‬ ‫الكريم أيضاً‪.‬‬ ‫بالتأويل الفاسد والتحريف قادة أحرار الشام‪،‬‬ ‫بايعوه‪،‬‬ ‫هللا‬ ‫عباد‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫ل‪،‬‬ ‫صفائه‬ ‫إلى‬ ‫وأنّ‬ ‫األوّ‬ ‫الكاسد‪ ،‬فخرجت مجموعات‬ ‫إنّ هذه التناقضات ُتسيء للدين‪ ،‬وتجعل منه ساحة لتجاذبات‬ ‫ّ‬ ‫وحسب قول الرسول الكريم‪:‬‬ ‫وش‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫زهران‬ ‫أم‬ ‫متشدّدة‪ُ ،‬تحرّ م الخروج عليها‬ ‫ُ‬ ‫سياسيّة‪ ،‬ترضخ للحاكم تارة وتساند الخروج على الحاكم‬ ‫على‬ ‫نبايع‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫والطاعة‬ ‫السمع‬ ‫على‬ ‫نبايع‬ ‫«أن‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬وقد شارك جميع الفقهاء في مقاومة الظلم أ ّيا ً‬ ‫باسم الدين‪ ،‬وتفرض الخضوع وغريهم من القيادات‬ ‫معصية‪ ،‬وأنّ من خرج ض ّ‬ ‫هم‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫اإلسالم‬ ‫الدولة‬ ‫د‬ ‫على ك ّل الناس باسم هللا وباسم‬ ‫كان مصدره‪ ،‬وح ّتى فقهاء أهل السلف والس ّنة الذين ي ّتهمهم‬ ‫صحابة‬ ‫ألغلب‬ ‫أساؤوا‬ ‫الذين‬ ‫الروافض‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫ال��رس��ول‪ ،‬وتفرض سطوتها‬ ‫البعض بأ ّنهم لم يقولوا بالخروج‪ ،‬نجدهم في جهاد دائم‬ ‫الرسول الكريم‪ ،‬وهم أش ّد كفراً من الروافض أل ّنهم‬ ‫بالكلمة تارة وبالمال والسيف تارة أخرى‪ ،‬كما فعل اإلمام‬ ‫وسلطتها على العباد وتحاجج اصطفاهم اهلل؟‬ ‫ّ‬ ‫الحق‪ ،‬وعلموا أن ال خروج على كلمة األمّة‪،‬‬ ‫عرفوا‬ ‫الناس بأحاديث منسوبة إلى‬ ‫أبو حنيفة بالوقوف بوجه بني أميّة إلى جانب زيد‬ ‫وعملوا على ش� ّ‬ ‫الصف‬ ‫�ق‬ ‫الرسول الكريم‪ .‬لقد ت ّم تفريغ‬ ‫بن علي‪ ،‬ومع محمّد بن عبد هللا المل ّقب بالنفس‬ ‫اإلسالميّ والجهاديّ ‪ ،‬لذلك‬ ‫ّ‬ ‫التناقضات‬ ‫هذه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫يدعون‬ ‫اليوم‬ ‫إليه‬ ‫الدعاة‬ ‫أكثر‬ ‫اإلسالم من مضمونه‪ ،‬فصار‬ ‫الزكيّة‪ ،‬وكذلك فعل اإلمام مالك ومفتي المدينة‬ ‫الناس إلى دين ال قيمة فيه لإلنسان وحريّته وكرامته وج���ب محاربتهم ك��م��ا ن��ح��ارب‬ ‫المنوّ رة‪.‬‬ ‫وحقوقه‪ ،‬إلى دين ال يدعو إلى العدالة االجتماعيّة والمساواة المجوس والروافض إلخ‪ .....‬وأنّ ُتسيء للدين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فحق الحياة يصونه هللا ورسوله الكريم أليّ‬ ‫من خرج عنه هم البغاة والخوارج‪ ،‬وجتعل منه ساحة‬ ‫والحريّة‪ ،‬بل يرفض تغيير الواقع‪ ،‬ويدعو إلى ترسيخه‬ ‫إنسان لقوله تعالى‬ ‫بدعوى طاعة وليّ األمر كيف ندعو شعوب العالم التي أل ّنهم خرجوا عن الحاكم العادل‪،‬‬ ‫(ومن أحياها فكأ ّنما أحيا الناس جميعاً)‬ ‫تساوى فيها الحاكم والمحكوم‪ ،‬والشعب يحاسب رؤساءه‪ ،‬ومن خرج عليه مات ميتة جاهليّة‪ ،‬لتجاذبات سياسيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحق االعتقاد‪ :‬فلإلسالم مبدأ عا ّم في حرّ يّة‬ ‫ّ‬ ‫يحق له عزله‪ ،‬إلى دين كما قال اإلمام أحمد بن حنبل‪( :‬ومن ترضخ للحاكم تارة‬ ‫إذ الحاكم وكيل عن المحكوم الذي‬ ‫االعتقاد والتفكير‬ ‫يدعو أتباعه اليوم إلى الخضوع للحاكم‪ ،‬وعدم نقده عالنيّة‪ ،‬خرج على إمام من أئمّة المسلمين‬ ‫والصبر على ذلك مهما بلغ فساده وظلمه‪ ،‬إذ طاعته من قد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرّ وا و ُتساند اخلروج على‬ ‫(لكم دينكم ولي ديني)‪.‬‬ ‫وقرّ ر في المقابل قاعدة حازمة في عدم اإلكراه‬ ‫طاعة هللا ورسوله‪ ،‬كما يُحرّ م على هذه الشعوب الحرّ ة له بالخالفة بأيّ‬ ‫وجه كان بالرضا احلاكم تارة أخرى‬ ‫على االعتقاد أو الرأي‬ ‫ّ‬ ‫شق هذا الخارج‬ ‫أن تقيم األحزاب السياسيّة‪ ،‬أو تتداول السلطة فيما بينها لو أو بالغلبة‪ ،‬فقد‬ ‫دخلت في الدين الجديد؟ لقد أصبحنا فتنة نص ّد الناس عن عصا المسلمين‪ ،‬وخالف اآلثار عن‬ ‫(أفأنت تكره الناس ح ّتى يكونوا مؤمنين)‪.‬‬ ‫غير‬ ‫وعلى‬ ‫مبتدع‪،‬‬ ‫فهو‬ ‫سبيل هللا‪ ،‬وعندما وصل الحال بعلماء بني إسرائيل إلى هذا رسول هللا ‪ .........‬فمن فعل ذلك‬ ‫وقرّ ر احترام مشاعر اآلخرين‪ ،‬وعدم التعرّ ض باألذى لهم‪،‬‬ ‫الس ّنة)‪ ،‬أي أنّ كالمه هذا ينطبق على نظام ب ّ‬ ‫شار‪ ،‬وهذا ما والنيل من معتقداتهم‬ ‫الحدّ‪ ،‬قال هللا‬ ‫كان يقول به بشكل ما الشيخ البوطيّ ‪.‬‬ ‫(وال تس ّبوا الذين يدعون من دون هللا فيس ّبوا هللا عدواً)‪.‬‬ ‫الر ْه َبا ِن َل َيأْ ُكلُونَ‬ ‫( َيا أَ ُّي َها ا َّلذِينَ آ َم ُنو ْا إِنَّ َكثِيراً ِّمنَ األَ ْح َب ِار َو ُّ‬ ‫ما أردت إيضاحه بأنّ الصحيحين (بخاريّ ومسلم) يوجد لذلك يجب إبعاد الدين عن مفاصل السياسة التي تسيء‬ ‫يل هّ‬ ‫للاِ) [التوبة‪:‬‬ ‫اس ِبا ْل َباطِ ِل َو َي ُ‬ ‫صدُّونَ َعن َس ِب ِ‬ ‫أَ ْم َوال َ ال َّن ِ‬ ‫بين د ّفتيهما عشرات األحاديث المنسوبة للرسول الكريم‪ ،‬هلل ورسوله‪ ،‬وتضعه في مصافّ األق��وال والص ّد والرّ د‬ ‫‪]34‬‬ ‫بعدم الخروج على الحاكم الظالم‪ ،‬والقليل من األحاديث التي دعوا الدين باتصال مباشر بين هللا وبين قلوبكم وتفاعلوا‬ ‫وهذا ما يفعله أغلب المنضوين تحت راية الجهاد في تأمر بالخروج عليه‪ ،‬ولكن عدم الخروج على الحاكم الظالم مع المجتمع باسم هللا وباسم تعاليم الرسول بالمحبّة والخير‬ ‫ّ‬ ‫سوريّة‪ ،‬ألنّ هللا – بحسب زعمهم ‪ -‬اصطفاهم لتطبيق يخالف صحيح الدين‪ ،‬والقواعد األساسيّة‬ ‫للحق والعدل وقفوا بجانب الحرّ يّة ال بجانب القتل‪ ،‬وقطع الرؤوس وال‬ ‫شرائع هللا وحدوده‪ ،‬وألنّ اإلسالم في خطر‪ ،‬لذلك خرجوا اللذين هما من أسماء هللا الحسنى‪ ،‬وأن الكثير ممّن يطلقون بجانب التفرقة بين الطوائف واألديان‪ ،‬ألنّ اإلسالم ينظر‬ ‫ّ‬ ‫الحق والواجب على أ ّنهما من مقوّ مات كرامة اإلنسان‪،‬‬ ‫لنصرته والعمل على إعادة الحقوق للمسلمين‪ ،‬وإعالء كلمة على أنفسهم رجال دين يقعون في تناقضات ال مثيل لها‪ ،‬إلى‬ ‫لاّ‬ ‫«ال إله إ هللا محمّد رسول هللا»‪ .‬هل يعني هذا أنّ المجتمع فتارة يساندون الثورة السوريّة‪ ،‬أل ّنها ثورة ض ّد نظام ظالم وهي المعيار لصحّ ة واستقامة أداء الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫السوريّ كافر؟‬ ‫وجائر وغير مسلم‪ ،‬أمّا في الجانب اآلخر تجدهم يُحرّ مون‬

‫الجابري (‪ ،)2010 - 1936‬مف ّكر‬ ‫مح ّمد عابد‬ ‫ّ‬ ‫وفيلسوف من المغرب‪ ،‬له ‪ 30‬مؤ ّلفا ً في قضايا‬ ‫العربي»‪.‬‬ ‫الفكر المعاصر‪ ،‬أبرزها «نقد العقل‬ ‫ّ‬ ‫‪ ...‬وغير خاف أنّ اإلرادة النهضويّة لدى األمم عمليّة‬ ‫مر ّكبة يتداخل فيها المخزون الروحيّ والحضاريّ ‪،‬‬ ‫مع التراكم المعرفيّ والثقافيّ ‪ ،‬مع الوعي العميق‬ ‫بمسار حركة التاريخ وقوانينها‪ ،‬مع االستعداد للتقدّم‬ ‫والرغبة فيه‪ .‬وهي اليوم متو ّفرة كإمكانيّة لدى قطاع‬ ‫حيّ كبير من األمّة العربيّة وتحتاج إلى استنهاض‪.‬‬ ‫وترتبط إرادة النهضة بتعميم ثقافة النهضة داخل‬ ‫األ ّم��ة إلخ��راج مشروع النهضة من رؤي��ة فوقيّة‬ ‫نخبويّة إلى ثقافة جماهيريّة‪ .‬وهي ثقافة ترسّخ أكثر‬ ‫كلّما تهيّأت لها أسبابُها التحتيّة العميقة بالتربية‪:‬‬ ‫العائليّة والمدرسيّة والجامعيّة والمؤسَّسيّة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬آليّات النهضة ومؤسّساتها‪:‬‬ ‫ إنّ المقاومة‪ ،‬من حيث هي تعبي ٌر ماديّ عن إرادة‬‫التحرُّ ر من االحتالل‪ ،‬آلي ٌّة دافعة في عمليّة النهضة‪.‬‬ ‫وهي ليست ضرورة للمشروع النهضويّ من زاوية‬ ‫ّ‬ ‫والمخططات األجنبيّة‬ ‫الحاجة إلى التصدّي للمطامع‬ ‫فحسب‪ ،‬بل ألنّ مشروعا ً نهضو ّيا ً ال تكون المقاومةُ‬ ‫مضمونا ً له مشرو ٌع هشّ وقابل لالنكسار‪ .‬وكلّما‬ ‫كانت روح المقاومة م ّتقدة في األمّة‪ ،‬كانت إرادتها‬ ‫في النهضة عالية‪ .‬وأخطر ما يمكن أن يدمّر إرادة‬ ‫النهضة هي روح اليأس واإلحباط والهزيمة النفسيّة‪.‬‬ ‫ مهما كانت إرادة النهضة قويّة‪ ،‬وثقافة‬‫ ‬ ‫النهضة م ّتسعة‪ ،‬فإنّ نهوض األمم ال يتح ّقق بمجرد‬ ‫عمل عقالنيٍّ دؤوب‬ ‫الرغبة في تحقيقه‪ ،‬بل بواسطة‬ ‫ٍ‬ ‫في إط��ار مؤسّسات تحمل المشروع النهضوي‬ ‫وتج ّس ُده‪.‬‬ ‫ قد تكون المؤسّسات السياسيّة‪ ،‬من‬‫ ‬ ‫أح��زاب وجبهات وتجمّعات‪ ،‬هي العمود الفقريّ‬ ‫لسائر المؤسّسات األخرى‪ ،‬لكن عمليّة النهضة أشمل‬ ‫من أن تنحصر في عمل سياسيّ مؤسَّسيّ ‪ ،‬بل تحتاج‬ ‫إلى مؤسّسات ّ‬ ‫تغطي المجال االجتماعيّ برمَّته‪.‬‬ ‫ إنّ المؤسَّسيّة ثقافة‪ ،‬في المقام األوّ ل‪،‬‬‫ ‬ ‫ً‬ ‫وليست هيكال إدار ّيا ً فحسب‪ ،‬ولذلك فهي تفترض‬ ‫عقالً مؤسَّس ّيا ً تتحرّ ر به المؤسّسات األهليّة العربيّة‬ ‫– المف َت َرض بأن تنهض بحمل المشروع النهضويّ‬ ‫– من ظواهر الفرديّة واحتكار ال��رأي والقرار‬ ‫وانعدام تقاليد التداول على المسؤوليّة والسلطة ممّا‬ ‫تزخر به المؤسّسات الرسميّة العربيّة التي تفتقر إلى‬ ‫روح العمل الجماعيّ ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬كيف نجسّد المشروع النهضويّ ‪:‬‬ ‫هذا المشروع هو الوعاء االجتماعيّ األكبر الذي‬ ‫يحتوي في داخله ك ّل األوعية االجتماعيّة والسياسيّة‬ ‫في وطننا الكبير‪ .‬فما من فرد أو مؤسّسة اجتماعيّة‪،‬‬ ‫أو سياسيّة عربيّة‪ ،‬بما في ذلك األح��زاب‪ ،‬أكبر‬ ‫منه‪ .‬فهمومه هي هموم الجميع‪ .‬وال يمكن أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‬ ‫تجسيده عمليّة سريّة أو حكراً على فرد أو‬ ‫سياسيّة أو اجتماعّية‪ .‬والب ّد من أن يضطلع أشخاص‬ ‫ذوو مكانة علميّة ودينيّة واجتماعيّة واقتصاديّة‬ ‫راقية من ش ّتى أقطار الوطن العربيّ بمسئوليّة‬ ‫قياديّة في هذا الصدد‪ ،‬وهم يؤمنون بداهة إيمانا ً ال‬ ‫يتزعزع بالمشروع بحيث يش ّكلون هيئة حكماء األمّة‬ ‫المتسامين فوق الفئات والطبقات والمصالح الخاصّة‬ ‫أو الفئويّة الحزبيّة أو العرقيّة أو العقائديّة‪.‬‬ ‫وتضع ه��ذه الهيئة برنامج عمل يمكن‬ ‫ ‬ ‫متابعته وتقييمه بوسائل تقييم مقبولة‪ ،‬مستفيدة بهذا‬ ‫من مراكز األبحاث العربيّة ذات التوجّ ه القوميّ ومن‬ ‫أنصار المشروع في ك ّل قطر عربيّ ‪.‬‬ ‫ومن المفروض أن يكون هذا المشروع‬ ‫ ‬ ‫القاسم المشترك بين األح���زاب القوميّة وكافةّ‬ ‫المؤسّسات العروبيّة والثقافيّة والفكريّة واالقتصاديّة‪،‬‬ ‫بتفان عظيم‪ ،‬وأن تقيم أقوى‬ ‫وأن تسعى إلى تحقيقه‬ ‫ٍ‬ ‫العالقات والتنسيق بينها لتحقيق هذا المشروع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ويقتضي وضع المشروع القوميّ الوحدويّ‬ ‫موضع التنفيذ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫رؤية‬ ‫ وجود دعا ٍة مؤمنين به يحملونه إلى اآلفاق‬‫قطاع من الرأي العام العربيّ ‪ .‬وينبغي‬ ‫َي َت َم َّثلُ َها أوسع‬ ‫ٍ‬ ‫أن يتحلّى هؤالء بمؤهّال ٍ‬ ‫ت فكريّة‪ ،‬ومناقبيّة عالية‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وصدقيَّة لدى الناس‪ ،‬وانصرا ٍ‬ ‫ف كامل عن إغراءات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ��واريٍّ‬ ‫س وح��دويّ وح َ‬ ‫السلطة وصراعاتها‪ ،‬ونف ٍ‬ ‫للتواصل مع القوى والتيّارات كا ّفة‪.‬‬ ‫ تنظيم حلقات حوار موسَّعة يشارك فيها المث ّقفون‪،‬‬‫وصانعو القرار‪ ،‬ومراكز األبحاث والدراسات‪،‬‬ ‫واألحزاب والنقابات ومؤسّسات المجتمع المدنيّ ‪،‬‬ ‫ح ّتى يتحوَّ ل إلى قضيّة عامّة‪.‬‬ ‫النهضوي‬ ‫**الصفحات (‪ )69 – 68 – 67‬من كتاب «المشروع‬ ‫ّ‬ ‫الجابري ‪ -‬مركـز دراسـات الوحـدة العرب ّيـة‪.‬‬ ‫العربي» لمح ّمد عابد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫باسل العبداهلل‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫ثقافة‬

‫العدد ‪33‬‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫من االنتاجات األحدث‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬

‫الوثيقة والشاعرّية والكذب في أربعة أفالم قصيرة‬ ‫يلفّ المطر شريط الفيديو الوثائقيّ الذي ينتهي‬ ‫بشرح لبداية مأساة س ّكان مخيّم «مرج» في‬ ‫وادي البقاع اللبنانيّ ‪.‬‬ ‫فمنذ ثالث سنوات وصل الجئون من مناطق‬ ‫مختلفة في سورية إلى هذه المنطقة وخيّموا‬ ‫فيها‪ ،‬ليفاجؤوا اليوم – قُبيل تصوير الفيلم‬ ‫ بأمر إخالء فوريّ للمخيّم‪ ،‬والذريعة أنّ‬‫وجودهم في هذه األماكن القريبة من منطقة‬ ‫عسكريّة ممنوع!‬ ‫ّ‬ ‫توثق الكاميرا الحدث والالجئون يف ّككون‬ ‫خيامهم وما بداخلها‪ ،‬ويتساءلون إلى أين‬ ‫سيذهبون بهذه السرعة؟ فال توجد أمامهم‬ ‫سوى مهلة أيّام خمسة‪.‬‬ ‫تمتلئ الشاحنة بأغراض العائلة‪ ،‬وتختلط‬ ‫دموع ال��وداع بين النساء اللواتي جمعتهنّ‬ ‫الخيام لسنوات بالمطر‪ ،‬ثم ترحل العائلة‬ ‫وأغراضها حيث قوس قزح كبيت مجهول‪.‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/‬‬ ‫‪watch?v=Zz5ucq-yNCc‬‬

‫المُنتج قبل عام من ذات الشركة بعنوان‬ ‫«مدينة المالهي» لنتأ ّكد أنّ هنالك‬ ‫أسلوبا ً يمزج بين الوثائقيّ والف ّنيّ بأدوات‬ ‫الشاعريّة السينمائيّة‪ ،‬وإن ك��ان هذا‬ ‫األسلوب موجوداً في السينما العالميّة لك ّنه‬ ‫جديد بالنسبة لألفالم التي ترصد الحياة‬ ‫المأساويّة للسوريّين‪.‬‬ ‫في مسته ّل الفيلم القصير «مدينة المالهي»‬ ‫تلتصق الكاميرا بوجه «محمّد» النازح‬ ‫السوريّ ذو السنوات العشر الذي يبيع‬ ‫الورود في شارع الحمرا ببيروت وهو‬ ‫يتحدّث بشغف عن زيارته لمدينة المالهي‪،‬‬ ‫وترفع الموسيقى حرارة اللقطات وتساهم‬ ‫في جودة المونتاج كما تتماهى األلوان‬ ‫في خلفيّتها‪ ،‬هذا التناغم يُحسب للمخرجة‬ ‫«الدوالني» أل ّنه يخلق هويّة بصريّة سمعيّة‬ ‫بتكامل ف ّني ووعي لمفهوم الجوّ العام وصوالً‬ ‫إلى الهدف األعلى‪ ،‬بانتقاالت مونتاجيّة ال‬ ‫ُترى‪ ،‬ح ّتى في لقطات مطوّ لة كرقص األطفال‬

‫الشريط بعنوان «بيت على قوس قزح» من‬ ‫إخ��راج‪ :‬رامي النيحاوي ولينا العبد ونديم‬ ‫دعيبس‪ ،‬وإنتاج مؤسّسة «بدايات»‪ .‬وقد أنتج‬ ‫بتاريخ حديث ج ّداً (حزيران ‪ ،)۲۰۱٥‬بنحو‬ ‫أربع عشرة دقيقة وثائقيّة بروح شاعريّة‪.‬‬ ‫تتجلّى تلك الروح في فيلم «ناندا الدوالني»‬

‫في الخاتمة وإعادة موسيقى مدينة المالهي‪.‬‬ ‫يمكنك أن تشاهد الشريط عبر هذا الرابط‪:‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/‬‬ ‫‪watch?v=4u4Gxbn4NIA‬‬ ‫أكثر من مرّ ة فهو كأغنية جميلة ومؤلمة‬

‫ومتماسكة‪ ،‬يندمج فيها الشاعر مع الموسيقيّ‬ ‫في المغ ّني ويختفي المايسترو‪ ،‬فالحكاية‬ ‫والشخصيّة وثائقيتان أمّا السرد فهو شاعريّ‬ ‫مدعّم بالموسيقى حينا ً وبالضوء واللون حينا ً‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫ومن اإلنتاجات الحديثة فيلم قصير (ثمان‬ ‫دقائق) بعنوان «سنقاتل»‬ ‫‪https://www.youtube.com/‬‬ ‫‪watch?v=yJSf-GjQpsw‬‬ ‫الذي يحكي حسب منتج الفيلم وهو «مركز‬ ‫داريّا اإلعالميّ » عن «مجريات األحداث‬ ‫اليوميّة لكل مقاتل سوريّ وإصرار الثوّ ار‬ ‫على متابعة القتال رغم الحصار وسقوط‬ ‫الشهداء»‪ .‬الفيلم يمزج بين التمثيل بالوثائق‬ ‫بشكل دعائيّ ميلودراميّ ‪ ،‬إذ يصوّ ر اليوم‬ ‫األخير من حياة مقاتل‪ ،‬على خلفيّة أغنية‬ ‫نصف ملحّ نة‪ ،‬فال تثبّت األحداث كوثيقة من‬ ‫جهة‪ ،‬وال ترتقي األدوات من تمثيل وكاميرا‬ ‫وغيرها إلى لغة ف ّنيّة‪ ،‬بل تبقى بدائيّة مباشرة‬ ‫كما عنوان الفيلم‪.‬‬ ‫من الجانب اآلخر نرى في الفيلم القصير‬ ‫«عيد األم والشهداء» قصّة نقيب يطالبه‬ ‫صاحب البيت باإلخالء أو أن يشتري البيت‪،‬‬ ‫فيما أ ّم الضابط المستأجر مريضة ولك ّنه مع‬ ‫ذلك يتدبّر األمر فيشتري البيت ويعد أمّه بأ ّنه‬ ‫سيزورها في عيد األ ّم كما أرادت‪.‬‬ ‫في عمله يقوم بإيقاف السيّارات المدنيّة على‬

‫إن لم يشتعل حمماً‬ ‫ْ‬ ‫الرفاعي في دمشق عام‬ ‫ولدت الشاعرة طلعت‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،1922‬وتل ّقت دراستها بمدارسها‪ ،‬وبدأت‬ ‫منذ التاسعة من عمرها تنظم الشعر‪.‬‬ ‫ح��ازت على دك��ت��وراه في الحقوق والعلوم‬ ‫االقتصاد ّية والسياس ّية من جامعة باريس‪.‬‬ ‫وكان موضوع رسالتها «المرأة والعمل»‪.‬‬

‫الحواجز وطلب هويّاتهم‪ ،‬وفي مشهد مضحك‬ ‫أراد الفلم أن يكون مبكياً‪ ،‬تفتح األم الباب لتجد‬ ‫رجالً بلباس عسكريّ يعطيها لباسا ً عسكر ّيا ً‬ ‫فتستلمه وتخرج إلى أمام بيتها قائلة – وهي‬ ‫تبكي وتزغرد طبعا ً – أنا أ ّم الشهيد‪ ،‬أنا أ ّم‬ ‫الشهيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نرى بعد ذلك أنّ النقيب بينما كان واقفا بال‬ ‫مباالة ممسكا ً بسبطانة بندقيّته وقد حملها على‬ ‫كتفه كمن يعلّق سترته بإصبعه ويرميها خلف‬ ‫ظهره‪ ،‬وإذ نسمع إطالق نار يمسك بطنه‬ ‫وينظر في ك ّفه ليجد دما ً ويسقط أرضاً‪.‬‬ ‫التمثيل البدائيّ والمصطنع يفضح الحكاية‬ ‫المل ّفقة المبنيّة على الكذب‪ ،‬فمن أجل أن يأتي‬ ‫خبر النقيب في يوم عيد األ ّم تحشى اللقطات‬ ‫جزافاً‪،‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/‬‬ ‫‪watch?v=f2s1r1P7LiI‬‬ ‫فستجد ضمن هذا الشريط الحديث المنتج‬ ‫م��ن قبل «مجموعة نسور األس���د» عام‬ ‫‪ّ 2015‬‬ ‫ممثلة لها كم هائل من الساعات أمام‬ ‫الكاميرات هي «توالي هارون» وإن كانت‬ ‫ّ‬ ‫ممثلة رديئة‪ ،‬لك ّنها في دقائق الفيلم العشر‬ ‫ّ‬ ‫تظهر في أحط حاالتها من بشاعة األداء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الممثل‪:‬‬ ‫يقول أحد المعلّمين الكبار في فنّ‬ ‫هل تنتظر من ّ‬ ‫ممثل تافه أن يقدّم شيئا ً سامياً؟؟‬

‫حسيب عدي‬

‫صولفيج‬

‫«ريم» تكتب الموسيقى‬ ‫ولدت عام ‪ 1966‬يف مدينة الناصرة‪ ،‬والدها الشاعر الفلسطي ّ‬ ‫ين زهري صبّاغ‬ ‫أحبّت الموسيقى والغناء منذ أن كانت صغيرة مهرجانات أغاني األطفال من مثل مهرجان‬ ‫فقد شاركت في االحتفاالت التي كانت تقام (نوّ ار نيسان وفرح ومرح)‪.‬‬ ‫لم يقتصر غناؤها على ما تكتبه من كلمات‬ ‫في مدرستها (المعمدانيّة) بالناصرة ولم تبلغ‬ ‫ّ‬ ‫فقد غنت لمعظم الشعراء الفلسطينيين أمثال‬ ‫العاشرة من العمر‪.‬‬ ‫ولدت ريم الب ّنا ‪ 1966‬في مدينة الناصرة محمود درويش وتوفيق زيّاد وسميح القاسم‬ ‫عاصمة الجليل والدها الشاعر الفلسطينيّ وبعض ما كتب والدها‪.‬‬ ‫زهير صبّاغ‪ ،‬درست الموسيقى في المعهد تعتبر ريم الموسيقى شكل من أشكال التعبير‬ ‫العالي في موسكو لمدّة ّ‬ ‫ست سنوات تخصّصت عن الذات الثقافيّة لذلك تعمل مع فريق في‬ ‫خاللها في دراس��ة الغناء الحديث وقيادة جمع كلمات النصوص غير المغ ّناة وتضع‬ ‫لها األل��ح��ان الموسيقيّة‬ ‫الغنائيّة‪،‬‬ ‫المجموعات‬ ‫العصريّة المستوحاة من‬ ‫أصدرت أثناء هذه الفترة اكتسبت «ريم» شهرة‬ ‫التراث والمناسبة لها لتبقى‬ ‫ألبومين (جفرا ودموعك‬ ‫يف أوربة بعد أن دعاها‬ ‫حيّة بالذاكرة‪ ،‬وألنّ أسلوب‬ ‫يا أمّي)‪.‬‬ ‫الغناء الشرقيّ يعتمد على‬ ‫ت ّتصف أغانيها بأ ّنها املنتج النروجي ّي «أريك‬ ‫الزخرفة باللحن والتي ال‬ ‫فريدة من نوعها أل ّنها‬ ‫ملشاركة‬ ‫هيليستاد»‬ ‫تتناسب مع صوتها فهي‬ ‫غالبا ً ما تكتب الكلمات‬ ‫تقوم بكتابة بعض الكلمات‬ ‫وتلحّ نها بنفسها ولها املغنيّ «كارى برمينس»‬ ‫وتلحينها بأسلوب يتماشى‬ ‫طريقة مميّزة في التأليف يف أحد ألبوماته‬ ‫مع إمكانيّاتها الصوتيّة فهي‬ ‫الموسيقي والغناء‪ ،‬كلمات‬ ‫تسعى إل��ى إيجاد ما هو‬ ‫أغانيها مستوحاة من‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫تراث الشعب الفلسطينيّ‬ ‫ووجدانه‪ ،‬أمّا ألحانها فهي نابعة من روح لعبت أغاني ريم دوراً مه ّما ً في إنتاج العديد‬ ‫القصيد الفلسطينيّ وروافده ومن اإلحساس من األفالم والمسلسالت والبرامج الوثائقيّة‬ ‫بإيقاع الكلمة‪ ،‬تمزج بين الكلمة واللحن في التي تناولت القضيّة الفلسطينيّة في ك ّل‬ ‫إحساس إنسانيّ رفيع ليعبر الحدود حامالً آالم مراحلها‪.‬‬ ‫اكتسبت ريم شهرة في أوربة بعد أن دعاها‬ ‫وآمال شعبها إلى العالم أجمع‪.‬‬ ‫أب��رز األعمال الغنائيّة التي تميّزت في المنتج النروجيّ «أريك هيليستاد» لمشاركة‬ ‫تقديمها هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة والتي المغ ّني «ك��ارى بريمنس» الغناء في أحد‬ ‫قدّمتها بطابع موسيقيّ عصريّ مع المحافظة ألبوماته وبعدها شاركت في ألبوم (رسالة‬ ‫على أصالتها وتراثيّتها‪ ،‬ولذلك عرفت بها موسيقيّة ض ّد الحرب) إلى الرئيس األمريكيّ‬ ‫«ج��ورج ب��وش» مع مغ ّنيات من ثقافات‬ ‫وا ّتصفت باسمها‪.‬‬ ‫أوّ ل ظهور لها في عالم الشهرة كان في مختلفة أغانيه عبارة عن تهليالت ثنا ّئية تندّد‬ ‫بداية التسعينيّات وذلك عندما قامت بتسجيل بالحرب ممّا ساعد كثيراً في وصولها إلى‬ ‫نسختها الخاصّة من أغاني األطفال التقليديّة المستمع األوربيّ ‪.‬‬ ‫التي ك��ادت أن ُتنسى وبفضلها ت� ّم إع��ادة كرّ ست ريم ألبوما ً خاصا ً بعنوان مرايا الفرح‬ ‫الروح إلى تلك األغاني وعادت من جديد بالتعاون مع خمسة من الموسيقيين النروجيين‬ ‫تتردّد على األلسن‪ ،‬كتبت ريم العديد من تغ ّني فيه للمعتقلين الفلسطينيين والعرب في‬ ‫أعاني األطفال ووضعت لها األلحان فأحبّها السجون اإلسرائيليّة‪ ،‬وقد اختلف أسلوبه عن‬ ‫األطفال وحفظوها وخاصّة بعد أن غ ّنتها في ك ّل أعمالها السابقة‪ ،‬ما يميّزه امتزاج أسلوب‬

‫الغناء الغربيّ‬ ‫ال���م���س���مّ���ى‬ ‫(ب������وب) مع‬ ‫أسلوب الغناء‬ ‫الشرقيّ والبنية‬ ‫ال���ص���وت��� ّي���ة‬ ‫ال���ش���رق���يّ���ة‬ ‫إل�����ى ج��ان��ب‬ ‫ال��م��وس��ي��ق��ى‬ ‫الغربيّة‪.‬‬ ‫ت��ح��م��ل ري��م‬ ‫رس��ال��ة فنيّة‬ ‫واض���ح���ة في‬ ‫م��وس��ي��ق��اه��ا‬ ‫وه���ي تسليط‬ ‫الضوء على معاناة الشعب الفلسطينيّ ورفع‬ ‫مستوى األغنية المحليّة إلى العالميّة وتنمية‬ ‫قدرة االستماع إلى األغاني الرائجة وتخليص‬ ‫ّ‬ ‫المؤثرات السلبيّة‪،‬‬ ‫الموسيقى العربيّة من‬ ‫شاركت في الكثير من المهرجانات الغنائيّة‬ ‫على صعيد الوطن العربيّ والعالم ونالت‬ ‫عدّة جوائز عربيّة وعالميّة أهمّها «شخصيّة‬ ‫العام» من وزارة المرأة في تونس وكذلك‬ ‫في إيطالية والنروج‪ ،‬تمتلك ريم ‪ 13‬ألبوما ً‬ ‫غنائ ّيا ً لم يمنعها ف ّنها من أن تكون ناشطة في‬ ‫مجال حقوف اإلنسان ونالت على ذلك جائزة‬ ‫ابن رشد للفكر الحرّ ‪ ،‬تشارك في النشاطات‬ ‫اإلنسانيّة واإلغاثيّة في فلسطين‪.‬‬ ‫شاركت ري��م بتقديم الدعم والمساعدات‬ ‫للنازحين السوريّين في ريف حلب‪ ،‬حيث‬ ‫وصلت إلى األراضي السوريّة عبر الحدود‬ ‫مع تركيّة مع قافلة «حياة» في إطار الجهود‬ ‫اإلغاثيّة الرامية إلى تخفيف المعاناة اإلنسانيّة‬ ‫عن النازحين السوريّين‪.‬‬ ‫قالت وكتبت بعدها ‪ ..‬لم أحسّ للحظة بخوف‬ ‫أو قلق ‪ ...‬كم أنتم كاذبون يا جماعة ترويج‬ ‫«الدعم من قطر واإلرهاب» ‪ ..‬أن تروّ جوا‬ ‫حاالت فرديّة وتعمّموها على أنّ هذا هو‬ ‫ّ‬ ‫بحق األطفال‬ ‫الحال في سورية ‪ ..‬حرام ‪..‬‬

‫يرى بعض الن ّقاد أنّ شاعرة الشام «طلعت‬ ‫ّ‬ ‫تستحق أن « ُتذكر إلى جانب نازك‬ ‫الرفاعيّ‬ ‫المالئكة وف���دوى ط��وق��ان‪ ،‬فهي تجمع في‬ ‫أشعارها بين الشعر العاطفيّ والشعر القوميّ ‪،‬‬ ‫كما في قصيدة كتبتها بُعيد االنفصال عام‬ ‫‪ 1961‬رسمت فيها ص��ورة فتاة تائهة في‬ ‫مركب وسط األمواج‪:‬‬ ‫وزمجر البحر بعد الصحو واضطرمت‬ ‫وأسـكـرتـني وجوهٌ طالما هتفت‬ ‫ْ‬ ‫اخترقت‬ ‫وإنـّي وإ ّني على عهدي إذا‬ ‫صـدري السهام فجفني ليس تدمعه‬ ‫أص��درت د‪ .‬طلعت الرفاعيّ ع �دّة دواوي��ن‬ ‫شعريّة‪ ،‬منها‪ :‬دي��وان «مهرجان الشروق»‬ ‫ونشرت عام ‪ 2000‬قصيدة تحت عنوان‬

‫«على ق ّمة األلفين»‬

‫على شرفة األلفين أهدى أحبّتي‬ ‫أقـول لهم يا أجمل الناس حبّكم‬ ‫ُ‬ ‫وزنبق‬ ‫سـالالً بـها ورد شهيٌّ‬ ‫على الدهر في قلبي سالف مُع ّت ُق‬ ‫كـمـا كان سيل عارم يتد ّف ُق‬ ‫على محو ما بين الضلوع مع ّ‬ ‫ش ُق‬ ‫كانت أوّ ل امرأة تشغل منصبا ً سياس ّيا ً رفيعا ً في‬ ‫الجامعة العربيّة وتصعد المنابر العالميّة للدفاع‬ ‫عن قضايا بالدها وعن حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫نالت في جنيف الثقة باالنتخاب لمنصب أمين‬ ‫عام مساعد ال ّتحاد المغتربين العرب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مثلت سورية في العديد من المؤتمرات في‬ ‫ميادين التنمية االقتصاديّة واالجتماعيّة والثقافيّة‬ ‫وفي أعمال مؤتمرات األدب ومهرجانات‬ ‫الشعر التي عقدت في مختلف البالد العربيّة‬ ‫والعالميّة‪ ،‬ونالت أرفع األوسمة على المستوى‬ ‫العربيّ والعالميّ ‪.‬‬ ‫عُرفت بإلقائها الشعريّ المتميّز‪ ،‬ونالت المرتبة‬ ‫األولى في اإلبداع الشعريّ ‪.‬‬ ‫كان لها حضورها في األدب كما كان لها‬ ‫حضورها الدبلوماسيّ والحضاريّ ‪ ،‬وخاطبت‬ ‫الغرب من باريس ولندن وبرلين وجنيف‬ ‫وبروكسل وبرمنغهام وغيرها من مدن أوروبا‪.‬‬ ‫نادت بتسخير الطاقة الذريّة ألغراض السالم‪،‬‬ ‫وف��ض�لاً ع��ن ذل��ك فهي س � ّي��دة م��ن سيّدات‬ ‫المجتمع‪ ،‬عرفتها المنتديات األدبيّة‪ ،‬والمنابر‬ ‫الثقافيّة والمؤتمرات االجتماعيّة‪ .‬وقد أخلصت‬ ‫للشعر في ك ّل أطوار حياتها‪ ،‬وقرأته في ك ّل‬ ‫هذه المنابر‪.‬‬ ‫صدر لها بضعة دواوين شعريّة‪ ،‬ولديها الكثير‬ ‫من الشعر المخطوط‬

‫للحب» نختار‪:‬‬ ‫من قصيدة «أغنية‬ ‫ّ‬

‫الذين استقبلونا بشقائق النعمان هذا الصباح ‪..‬‬ ‫بابتسامة رغم وجعهم ‪ ..‬وعندما سألناهم عمّا‬ ‫يقلقهم في المخيّمات ‪ ..‬أوّ ل ما قالوه ‪« ..‬إنّ‬ ‫التعليم هنا ضعيف» ‪ ..‬فهل هؤالء مشاريع‬ ‫«قاعدة»؟؟؟»‪.‬‬ ‫س��ؤال ‪ ..‬يعني المه ّم بالنسبة لبعضكم ‪..‬‬ ‫الحديث عن «هل هناك عصابات مسلّحة أم‬ ‫ال ‪ ..‬هل هناك جهاد ونكاح وصياح وصداع‬ ‫وص��راخ وم��ا شابه ‪ ..‬لكن ال يعنيكم أنّ‬ ‫هناك ‪ 700‬نازح سوريّ في المخيّمات ‪..‬‬ ‫يستخدمون حمّاما ً واحداً فقط أل ّنه غير متو ّفر‬ ‫أكثر؟؟ ال يعنيكم أنّ الكثيرين من األطفال‬ ‫لم يتلقوا وجبة طعام واحدة لخمسة أيّام؟؟ ال‬ ‫يعنيكم أ ّنه ت ّم تدمير البيوت واألماكن األثريّة‬ ‫وحياة أكثر من ‪ 4‬ماليين نازح؟ ‪ ..‬ال يعنيكم‬ ‫أ ّنهم يغرقون في الطين أيّام الشتاء ويلتهبون‬ ‫تحت أشعّة الشمس؟؟ ال يعنيكم هؤالء الذين‬ ‫احترقوا في الخيام ‪ ..‬الستخدامهم الشموع‬ ‫ألن ال كهرباء وال تدفئة في الشتاء عندهم؟‬ ‫ال يعنيكم أنّ دخول خيمة واحدة لعائلة نازح‬ ‫ال تستطيع أن تتحمل المكوث فيها أكثر من‬ ‫ساعة أل ّنك ستشعر باالختناق ‪ ..‬بينما هم‬ ‫يعيشون فيها منذ عامين‪ 12 ،‬فرداً في الخيمة‬ ‫على األقلّ‪.‬‬

‫لهفي‪..‬‬ ‫أيوجد من يعاني حرقة األشواق‬ ‫مثلي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫قبلك‬ ‫أنا‪ ...‬ما‬ ‫عرفت الحبّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هل‬ ‫عرفت الحبَّ‬ ‫قبلي‪..‬‬ ‫ّك‪..‬‬ ‫ق ْل لي‪ ..‬برب َ‬ ‫سراك‬ ‫كيف تقضي اللي َل‪ ،‬في َم‬ ‫َ‬ ‫قل لي‪..‬‬ ‫َهبني بظلّ َك غفو ًة‬ ‫فأريك‪ ،‬كيف أم ُّد ظلّي‬ ‫َ‬ ‫وأكونُ طفل َت َك التي ترعى الهوى‬ ‫وتكونُ ‪..‬‬ ‫طفلي‬ ‫أنا في انتظارك قد بسطـ‬ ‫ُ‬ ‫النهر زندي‬ ‫ـت على عِ ذار‬ ‫ِ‬ ‫ووضعت في رفق النسيـ‬ ‫ـم على خدود الور ِد خدّي‬ ‫وأشعّة القمر المتيّـ‬ ‫ـم في الهوى تخفي وتبدي‬ ‫ُ‬ ‫أغمضت طرفي كي أرا‬ ‫فثار في مثواهُ وجدي‬ ‫َك َ‬ ‫ُ‬ ‫وبقيت في ليلي أعا‬ ‫ني لوعة األشواق وحدي‬

‫الحر ّية» نختار‪:‬‬ ‫ومن قصيدة «عيد ّ‬

‫بالرحيق أنا‬ ‫ماذا أحسَّ ؟ أسكرى‬ ‫ِ‬ ‫سقاني المج ُد أقداحا ً وما حسِ با‬ ‫َ‬ ‫أنجمة أنا في اآلفاق مربضُها‬ ‫يا قو ُم ما لي كأ ّني أعتلي السّحبا؟‬ ‫نيسان قد أذكى الحيا َة سنا ً‬ ‫ما سح ُر‬ ‫َ‬ ‫الشعر في آفاقها لهبا؟‬ ‫وأرس َل‬ ‫َ‬

‫أسعد شالش‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬ ‫أثناء التسجيل‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪33‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 25‬حزيران ‪2015/‬‬

‫مقامات‬

‫ّ‬ ‫لكل مقام مقال‬

‫لم تكن أحالمنا أكبر منّا‪،‬‬ ‫والقادم أجمل‬

‫بدنا حنكي‬

‫أكثر من مليار مشارك بخدمة «الفيسبوك»‪،‬‬ ‫من مختلف األعمار والجنسيّات‪ ،‬فقد بات‬ ‫العالم صغيراً ج ّداً‪ ،‬ما وسّع فرص التعارف‬ ‫والتواصل بين س ّكان األرض‪ ،‬فكان مح ّل‬ ‫إعجاب تارة ولغط وتذمّر تارة أخرى؛ حسب‬ ‫الجيل والعقيدة والحالة السياسيّة‪ ،‬ف ُي ّتهم بالدعوة‬ ‫للتحلّل األخالقيّ ‪ ،‬وإتاحة عالقات مشبوهة‬ ‫والترويج لها‪ ،‬تضليليّ ‪ ،‬يُدخل متابعيه بعالقات‬ ‫افتراضيّة وينافس العالقات االجتماعيّة ح ّتى‬ ‫على مستوى األسرة الواحد‪ ،‬وغيرها الكثير‬ ‫من االنتقادات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالمقابل هو ساوى «افتراض ّيا» بين رئيس‬ ‫الدولة والعامل والعالم والطفل‪ ،‬وكان وسيلة‬ ‫فعّالة للوصول إل��ى الناخبين‪ ،‬والترويج‬ ‫للبرامج االنتخابيّة‪ ،‬ومنافسا ً لوسائل اإلعالم‬ ‫التقليديّة‪ ،‬حيث ألغى الفوارق الزمنيّة‪ ،‬ليصل‬ ‫الخبر لحظة بلحظة من خالل الهواتف الذكيّة‪.‬‬ ‫كسر الحواجز بين البشر‪ ،‬فرض ساحة حرّ ة‬ ‫للتعبير عن الرأي دون ّ‬ ‫تدخل السلطة‪ ،‬من‬ ‫خالله ت ّم إرساء قواعد الحوار الب ّناء‪ ،‬كما‬ ‫أت��اح إقامة ن��دوات افتراضيّة وزي��ادة عدد‬

‫االجتماعي‪..‬‬ ‫مواقع التواصل‬ ‫ّ‬ ‫ما لها وما عليها‬

‫المستفيدين‪ ،‬إضافة لزيادة الشائعات بين‬ ‫الناس‪ ،‬وأه ّم من ذلك فإنّ التكنولوجيا الحديثة‬ ‫بوسائل االتصال واإلعالم غيّرت جانبا ً مه ّما ً‬ ‫من معتقدات وقناعات المجتمعات وثقافاتها‪،‬‬ ‫وهو ما انعكس بشكل واضح في تغيّر مجرى‬ ‫حياتها ماد ّيا ً واعتبار ّياً‪ .‬حيث يش ّكل اختراقا ً‬ ‫لحصون اإلعالم التقليديّ وخاصّة في الدول‬ ‫التي تضع قيوداً على حرّ يّة التعبير وشروطا ً‬ ‫مع ّقدة للترخيص لوسائل اإلع�لام‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال في العالم العربيّ ‪ .‬وأصبح تأثير تلك‬ ‫الشبكات االجتماعيّة على النواحي السياسيّة‬ ‫واالقتصاديّة واالجتماعيّة واضحاً‪ ،‬يشار‬ ‫إلى أنّ الرئيس األميركي «ب��اراك أوباما»‬ ‫نجح في انتخابات الرئاسة األخيرة من خالل‬ ‫القاعدة الكبيرة التي حصل عليها من خالل‬ ‫شبكات التواصل االجتماعيّ ‪ .‬وال يمكن إنكار‬ ‫دورها في ثورات الربيع العربيّ األمر الذي‬ ‫يؤ ّكد الدور القويّ لتلك الشبكات على الصعيد‬ ‫السياسيّ ‪ .‬ونلحظ ازدي��اد التح ّفظات على‬ ‫استخدامها من األطراف السياسيّة التي تخشى‬ ‫المواجهة المباشرة‪ ،‬أو االحتكاك المباشر مع‬

‫الجمهور‪ ،‬متذرّ عة بحجج ش ّتى تبقى واهية‬ ‫وتدلّل على قلّة ثقة تلك التنظيمات بقاعدتها‬ ‫الجماهيريّة‪.‬‬ ‫ســاعدت شــبكات التواصـل االجتمـاعيّ‬ ‫ك العزلة وربط‬ ‫العـالم االفتراضيّ على ف ّ‬ ‫جســور ال��ت��واص��ل بين مختلف أصقاع‬ ‫األرض‪ ،‬إلاّ أ ّنه في الوقت ذاته يهدّم جســوراً‬ ‫أخ��رى مشــ ّكالً عزلة من نوع آخر تهدّد‬ ‫عالقتنا االجتماعيّة‪.‬‬ ‫لم يعد «الفيسبوك» مجرّ د أداة للهو وصرف‬ ‫الوقت‪ ،‬فقد تحوّ ل إلى أداة بناء فعّالة وسريعة‬ ‫بتقييم البعض‪ ،‬وأداة ه��دم خطيرة برأي‬ ‫آخرين‪ .‬ومهما يكن ال يمكن تج ّنبه أو تحييده‬ ‫أو ح ّتى التقليل من شأنه مهما كان تقييمنا له‪،‬‬ ‫هو أمر واقع اقتحم حياتنا بقوّ ة ودون استئذان‪،‬‬ ‫وال يسعنا س��وى الترحيب به رغ��م جميع‬ ‫التح ّفظات‪ .‬فأيّة محاولة لتنحيته جانبا ً سنجد‬ ‫أنفسنا نحن من انزوينا محاولة م ّنا لمعاكسة‬ ‫التطوّ ر التكنولوجيّ واالجتماعيّ ‪.‬‬

‫كفاح زعرتي‬

‫هل يوجد أمل؟ ‪ ...‬هل كانت أحالمنا أكبر م ّنا؟ ‪ ...‬ماذا بعد؟ ‪ ...‬هل أخطأنا؟ ‪ ...‬لو أبقينا‬ ‫فمنا مغلقا ً أما كان أفضل؟ هل نحن بالفعل بحاجة إلى ثورة فكريّة اجتماعيّة أخالقيّة‪ ،‬قبل‬ ‫السياسية؟ وهل هل وهل‪....‬‬ ‫جميعها أسئلة تراود الثوّ ار السوريّين السلميّين وغير السلميّين‪ ،‬ليالً نهاراً‪ ،‬كثيرون‬ ‫تهرّ بوا من اإلجابة على هذه األسئلة‪ .‬منهم من يخشى األجوبة‪ ،‬ومنهم من يهرب من‬ ‫تحمّل المسؤولية‪ ،‬ومنهم في حيرة من أمره‪ ،‬ومنهم من ال يف ّكر أبداً‪.‬‬ ‫دعونا نلعب لعبة الصراحة هنا‪ ،‬نعم يوجد أمل‪ ،‬لم تكن أحالمنا أكبر م ّنا‪ ،‬والقادم أجمل‪،‬‬ ‫ولم نخطئ‪ ،‬ولن نبقي فمنا مغلقا ً بعد اليوم أبداً‪ ،‬وها هي اآلن ثورتنا الفكريّة واالجتماعيّة‬ ‫والثقافيّة تتزامن مع ثورة سياسيّة‪ ،‬مع ثورة الحرّ يّة والكرامة‪.‬‬ ‫جميعنا يتغ ّنى بالثورة الفرنسيّة‪ ،‬وبالحرب العالمية الثانية‪ ،‬وبتركيا‪ ،‬وبالدمار الذي ح ّل‬ ‫سابقا ً في بالد العالم‪ ،‬فهناك أمثلة كثيرة حول تجارب كانت مشابهة للتجربة السوريّة‪،‬‬ ‫ولك ّننا ودائما ً ال نقرأ كيف انتصرت الثورة الفرنسيّة‪ ،‬التي انتفضت وقُمعت مراراً‬ ‫وتكراراً‪ ،‬أيضا ً لم نقرأ حول ألمانيا التي خرجت مدمّرة بشكل شبه كامل بعد سيطرة‬ ‫النازيّين عليها‪ ،‬وجرّ ها للدمار‪ ،‬ولم نقرأ كيف انتصرت الثورة اإليطاليّة‪.‬‬ ‫في ألمانيا‪ ،‬كان الجهل يع ّم البالد‪ ،‬باإلضافة لموت وفقدان معظم الشباب والرجال‪ ،‬لكن‬ ‫اإلصرار كان سالحهم‪ .‬أكاد أجزم أ ّننا اآلن نملك إصراراً وقوّ ة أكثر من األلمان في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬فهل هناك أمل؟؟؟‬ ‫الفرنسيّون لم يكن لديهم ثقافة المجتمع‪ ،‬ولم يكن لديهم أيّ فهم لمعنى الديمقراطيّة والحرّ يّة‪،‬‬ ‫بل أكاد أجزم هنا أيضا ً أنّ السوريّين اآلن‪ ،‬لديهم من الثقافة والوعي أكثر منهم‪ ،‬فثورة‬ ‫طالت عشرات السنين‪ ،‬وتطرّ ف دينيّ لحق بتلك الثورة‪ ،‬وركوب على ظهر الثورة‬ ‫وثوّ ارها‪ ،‬وضرائب كانت عملتها دماء الفرنسيّين‪ ،‬لكن فرنسا اآلن ليست فرنسا تلك‪،‬‬ ‫فهل كانت أحالمنا أكبر م ّنا؟؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تركيا‪ ،‬كانت بلداً مدمّراً اقتصاد ّيا وتعليم ّيا وثقاف ّيا‪...‬إلخ‪ ،‬استطاعت وبعدّة سنوات فقط أن‬ ‫تصبح من البلدان المرموقة‪ ،‬استطاعت أن تثبت وجودها في العالم‪ ،‬أ ّكدت أ ّنها دولة ذات‬ ‫شأن وثقافة وتعليم وسياسة‪ ،‬ديمقراطية أ ّكدتها االنتخابات البرلمانيّة األخيرة‪.‬‬ ‫ربّما تكون ثورة سياسيّة‪ ،‬ال فرق‪ ،‬فهل يبقى السؤال‪ :‬ماذا بعد في أذهاننا؟؟‬ ‫إيطاليا‪ ،‬دفعت الغالي والرخيص‪ ،‬ثورة يتغ ّنى بها العالم أجمع‪ ،‬ربّما هي اآلن ليست‬ ‫من ضمن الدول الكبرى‪ ،‬لك ّنها دولة ذات حضور في العالم‪ ،‬دولة استطاعت أن تستغ ّل‬ ‫ّ‬ ‫محط أنظار جميع الدول دون استثناء‪ ،‬فهل أخطأت‬ ‫جمالها‪ ،‬وثقافتها‪ ،‬وف ّنها‪ ،‬وأثبتت أ ّنها‬ ‫الثورة اإليطاليّة؟؟؟‬ ‫هل كانت فرنسا من بين الدول العظمى اليوم‪ ،‬لو أبقى ثوّ ارها فمهم مغلقا ً خوفا ً من معاناة‬ ‫وإبادة جماعيّة؟؟‪ ،‬هل ألمانيا كانت دولة كبرى اآلن لو أبقت نساؤها أفواههنّ مغلقة؟؟‪،‬‬ ‫وهل تركيا كانت ستستطيع أن تثبت ديمقراطيّتها‪ ،‬أو ح ّتى ثورتها السياسيّة‪ ،‬لو أبقى‬ ‫األتراك عقلهم مغلقاً؟؟‪ ،‬هل إيطاليا كانت ستثبت عراقتها وف ّنها‪ ،‬لو أبقت أيديها مكبّلة؟؟‪.‬‬ ‫ما يجري في سورية مصيبة‪ ،‬والمصيبة كانت ستح ّل اآلن أو في عهد حافظ ب ّ‬ ‫شار األسد‪،‬‬ ‫نعم نحن بأمسّ الحاجة لثورة فكريّة اجتماعيّة أخالقيّة‪ ،‬قبل السياسيّة‪ .‬لكن هل كان‬ ‫باستطاعتنا القيام بتلك الثورات قبل ثورة الحرّ يّة والكرامة‪ ،‬أم أ ّننا نسينا ربيع دمشق‪،‬‬ ‫واعتصام جامعة حلب الشهير؟! السوريّون حاولوا القيام بتلك الثورات قبل أن ّ‬ ‫ننظر‬ ‫عليهم نحن‪ ،‬ونلومهم‪ ،‬قمنا بثورات‪ ،‬وما زلنا بحاجة إليها‪ ،‬ولن تنتهي لحين الوصول‬ ‫إلى المنشود‪.‬‬ ‫نعم يوجد أمل‪ ،‬ولم تكن أحالمنا أكبر م ّنا‪ ،‬والقادم أجمل‪ ،‬ولم نخطئ‪ ،‬ولن نبقي فمنا‬ ‫مغلقا ً بعد اليوم أبداً‪ ،‬وها هي اآلن ثورتنا الفكريّة واالجتماعيّة والثقافيّة تتزامن مع ثورة‬ ‫سياسيّة‪ ،‬مع ثورة الحرّ يّة والكرامة‪.‬‬ ‫حممّد احلاج‬

‫هاتفك يكذب عوضاً عنك‬

‫ذكري‪ ،‬والشريكة حامل‬ ‫زرع عضو‬ ‫ّ‬

‫هذا التطبيق اسمه «‪ »Got This Thing‬ويمكنه بالفعل أن يقوم بهذا؛ إذ يقوم على‬ ‫تتبع موقع هاتفك وأخذ النشاطات التي تحدث من حولك من مواقع لترويجها مثل‬ ‫«‪ »Eventbrite‬وإضافتها إلى جدول أعمالك في «‪.»Google calendar‬‬ ‫ويمكنك أن تفعّل الخاصيّة عند الحاجة بالضغط على زر «‪ »Get Busy‬ليمتلئ جدولك‬ ‫الخالي بالنشاطات وااللتزامات!!!‬

‫كشفت مصادر ط ّبيّة أنّ شريكة أوّ ل رجل يخضع لعمليّة زراعة عضو ذكريّ تكلّلت‬ ‫بالنجاح في جنوب إفريقيا‪ ،‬وهي حامل في شهرها الرابع‪.‬‬ ‫وكانت عمليّة زرع العضو الذكريّ ‪ ،‬استغرقت ‪ 9‬ساعات وتمّت في كانون األوّ ل الماضي‬ ‫لشاب يبلغ ‪ 21‬عاما ً لم ُتكشف هويّته‪ ،‬والذي بُتر قضيبه إثر تعرّ ضه لمضاعفات حادّة بعد‬ ‫عمليّة ختان‪.‬‬

‫البعض ي���ردّد ع��ب��ارة‪« :‬ك ّنا‬ ‫عايشين ومرتاحين بسورية قبل‬ ‫‪.»2011‬‬ ‫إذن‪ ،‬لماذا كان أكثر الشباب‬ ‫السوريّ يعمل في دول الخليج‬ ‫ولبنان واألردن وليبيا ويلجأ إلى الدول األوربيّة؟‬ ‫ولماذا لم نر خليج ّيا ً أو سعود ّيا ً أو ليب ّيا ً أو تركيّا يعمل‬ ‫في سورية؟‬ ‫لماذا كانت سجون األفرع األمنيّة مليئة بمعتقلي الرأي؟‬ ‫هل تلك الحياة كانت ترضيكم؟‬

‫‪Riad Ali‬‬

‫«جوراسيك وورلد»‬

‫مطاطي كعالج‬ ‫نسيج‬ ‫ّ‬

‫الموت بأنياب لبوة‬

‫الحكيم‪ :‬إلى أين يا رجل؟‬ ‫األعرابيّ ‪ :‬إلى السويد‬ ‫الحكيم‪ :‬وماذا تفعل هناك؟‬ ‫األع��راب��يّ ‪ :‬سمعت أ ّنهم يعيشون‬ ‫بحرّ يّة وديمقراطيّة وانفتاح‪...‬‬ ‫رايح أخرّ بها عليهم‬ ‫دلع المفتي‬ ‫ً‬ ‫المدنيّون يلجؤون إلى السويد هربا من الحرب‪ ،‬وتجّ ار‬ ‫الحرب يس ّفرون المدنيّين من السويد إلى سورية ح ّتى‬ ‫تنتعش أرصدتهم‪.‬‬ ‫‪tounsiahourra‬‬

‫احت ّل فيلم الحركة والمغامرات الجديد «جوراسيك‬ ‫وورلد» صدارة إي��رادات السينما األمريكيّة متجاوزاً‬ ‫أكثر من ‪ 204‬ماليين دوالر‪.‬‬ ‫قام ببطولة الفيلم «كريس برات» و «برايس داالس‬ ‫هاوارد» وأخرجه «كولين تريفورو»‬ ‫وتراجع فيلم الحركة والكوميديا «سباي» عن الصدارة‬ ‫ليحت ّل المركز الثاني بإيرادات قدرها ‪ 16‬مليون دوالر‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫صنع علماء في «سويسرا» نسيجا ً مرنا ً من السيليكون‬ ‫يُزرع بشكل مباشر على النخاع الشوكيّ إلحداث تحفيز‬ ‫كهربائيّ وكيماويّ ‪ .‬يحاكي النسيج الحيّ الليّن المحيط‬ ‫بالنخاع الشوكيّ ‪ ،‬وهو ما يعني أنّ الجسم المزروع يمكن‬ ‫أن يبقى في مكانه دون أيّ شعور بعدم االرتياح‪ ،‬ليكون‬ ‫عالجا ً تجريب ّيا ً للشلل‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق ‪ -‬غزوان قرنفل‬ ‫ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫تو ّفيت سيّدة جرّ اء مهاجمتها من قبل أنثى أسد‪ ،‬بحسب‬ ‫ما أ ّكد مسؤول في حديقة األسود في «جوهانسبورغ»‬ ‫بجنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫وقع الحادث عندما خرج زوجان بسيّارتهما ودخال إلى‬ ‫الحديقة وكان شبّاك السيّارة مفتوحا ً وهو «أمر ممنوع‬ ‫تماما ً في حديقتنا» بحسب قول مسؤول في الحديقة‪.‬‬ ‫فيما أصيب الزوج بجروح فقط‪.‬‬

‫فريق العمل‬ ‫هلّ‬ ‫العبدال‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫الجئون سوريّون يحلمون بالوصول‬ ‫إل��ى ال��س��وي��د م��ن إيطاليا؛ يحلم‬ ‫«علي» بالوصول إلى السويد ولك ّنه‬ ‫لم يخرج بعد من إيطاليا‪ .‬ال يعلم أحد‬ ‫هنا إِال َم يكون منتهاهم؟! إذ عليهم أن يعيشوا اللحظة‬ ‫الحاضرة وأن يجدوا العزاء أينما يحلّون‪.‬‬ ‫«رج��اء» ليس لديها مال‪ ،‬هربت من الحرب‪ :‬أخي‬ ‫معتقل منذ سنتين‪..‬‬ ‫(فيديو‪ 4:20 ،‬دقيقة)‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=ZsfJ_CsxuRI‬‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.