التسجيل يف اجلامعات الرتكيّة
صراعات السيادة املناطقيّة
ص2
ص11
السنة الثانية
ص8
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية
/25حزيران 2015 /
«ريم» تكتب املوسيقى
العدد - 33 -
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
االفتتاحية
هل ميكن والدة ح ّل سياس ّي يف سورية؟؟
احلسكة جمموعة نهرين -خاص كلّنا سوريّون
منع توزيع صحف سورّية معارضة منعت اإلدارة الذاتيّة في مدينة عفرين ،توزيع ثالث صحف محلّيّة تنشرها الشبكة السوريّة لإلعالم المطبوع ،بسبب وج��ود مقاالت «تهاجم اإلدارة الذاتيّة وحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ » ،بحسب وصف «هيئة الثقافة واإلعالم -شمال سوريا» التابع لإلدارة الذاتيّة. ّ لممثل «الشبكة السوريّة وقال مسؤول «الهيئة» لإلعالم المطبوع» ،في الثامن من حزيران الحالي، إنّ المنع شمل العدد /32/من صحيفة «كلّنا سوريّون» و/ 78/من «تمدّن» ،و /171/من عنب
بلدي ،لوجود مقاالت «تهاجم اإلدارة الذاتيّة» على ح ّد قوله. ورأت الهيئة أنّ المقاالت التالية: «الوحدات الكرديّة تهجّ ر العرب» من • ّ صحيفة «كلنا سوريّون» «انتهاكات ض ّد عرب الحسكة» من «عنب • بلدي». • «مسؤول في حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ ينفي تهجير العرب» من «تمدّن». بأ ّنها «تسيء إلى اإلدارة الذاتيّة وتشيع التفرقة بين
مكوّ نات المنطقة». وكانت صحيفة «كلّنا سوريّون» قد تعرّ ضت لإليقاف من قبل بعض الفصائل المعارضة المسلّحة الموجودة في الشمال السوريّ وألكثر من مرّ ة.
مفترق الثالثين من حزيران
الضباع تتصارع أم تتقاسم؟ صرّ ح كبير المفاوضين اإليرانيّين «عبّاس عرقجي» في الرابع من حزيران ،بأنّ بالده والواليات الم ّتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا ،أحرزت «تقدّما ً كبيراً في النصّ » في طريق صياغة اال ّتفاق النهائيّ حول الملفّ النوويّ اإليرانيّ ،والمفترض أن يت ّم التوصّل إليه في الثالثين من الشهر الحاليّ في «فيي ّنا» .فيما قال «سيرغي ريابكوف» رئيس فريق المفاوضين الروس إلى تلك المفوضات ،في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي» الروسيّة« :لم يتح ّقق الكثير من االتفاقات الملموسة ،وإنّ وتيرة تقدّم المحادثات تتباطأ تدريج ّياً» ،وأضاف»ريابكوف» :هذا األمر يقلقنا كثيراً ألنّ الوقت يضيق ،وال ب ّد من الوصول بشكل عاجل إلى المرحلة النهائيّة». من جهتها قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة األميركيّة «ماري هارف» إنّ المفاوضات األخيرة بين وزي��ر الخارجيّة األميركي «ج��ون كيري» ونظيره اإليرانيّ «محمّد جواد ظريف» في السادس من حزيران في جنيف «لم تسمح بتسوية الخالفات» خاصّة حول مسائل هامّة مثل «عمليّات تفتيش المواقع العسكريّة اإليرانيّة» في إطار البروتوكول اإلضافيّ لمعاهدة منع انتشار األسلحة النوويّة. وفصّلت «هارف» في مواضيع المحادثات ذاكرة استمرارها حول مسألتين هامّتين :أوّ الً ،وتيرة رفع العقوبات ،وثانياً ،خفض مخزون إي��ران من اليورانيوم الضعيف التخصيب ،من عدّة أطنان حال ّيا ً ّ تخطي إلى ثالثمائة كيلوغرام ،مع تعهّد إيران بعدم هذا السقف على مدى خمسة عشر عاماً. أمّا وزير الخارجيّة الفرنسيّ «ل��وران فابيوس»
فقال معلّقا ً على النتائج «إ ّننا لم نصل بعد إلى نهاية المحادثات» ،وبيّن أنّ أبرز المسائل العالقة هي «قيام فرق من المف ّتشين الدوليّين بالوصول إلى المواقع النوويّة اإليرانيّة وخاصّة العسكريّة منها». في هذا الموقف الفرنسيّ تأكيد على تمسّك مجموعة ( )1 + 5بأن ينصّ اال ّتفاق النهائيّ في الثالثين من حزيران مع إيران على مطالب واضحة وهي: أن تخضع جميع المواقع والمنشآت النوويّة اإليرانيّة بما فيها العسكريّة ،المعلن وغير المعلن عنها ،لنظام رقابيّ دوليّ صارم ،ولفترة تتراوح ما بين عشرين وخمسة وعشرين سنة. والسماح للمف ّتشين الدوليّين من هيئة الطاقة الذريّة بالدخول إلى المواقع والمنشآت النوويّة والمشتبه بها ومناجم اليورانيوم ،للتفتيش والتأ ّكد من عدم وجود أيّة أعمال أو نشاطات عسكريّة تتعلّق بإنتاج أسلحة نوويّة ،وأن يت ّم هذا التفتيش بشكل مستمرّ ومنتظم أو مفاجئ .وأن يُمنح المف ّتشون الدوليّون صالحيّة استجواب العلماء العاملين في البرنامج النوويّ للحصول المعلومات الدقيقة عن البرنامج والخطط والنشاطات ذات الطابع العسكريّ . ر ّد «عبّاس عرقجي» بأنّ «الوصول المضبوط» هو عمليّة محدّدة تطبّقها دول أخرى من أجل السماح للمف ّتشين التابعين لوكالة الطاقة الذريّة الدوليّة، للوصول إل��ى المواقع غير النوويّة .واستدرك «عرقجي» أنّ هذا ال يعني «زيارات تفتيش» معتبراً أ ّنها ستكون استثنائيّة وأنّ على الوكالة «تبرّ ير طلبها
هذا». من داخل المجموعة ،كلّما انسجمت «روسيا» في مواقفها مع وضمن الـ ( ،)1 + 5تصبح في صراع خفيّ مع إي��ران ،لو أخذنا باالعتبار التنافس على النفوذ في سورية المقتربة من التف ّتت ،وبالتالي التفاوض على محاصّصة ،تشبه تلك التي خسر فيها الروس سابقا ً حصّتهم من العراق ،عندما استولت إيران «ميليشياو ّياً» على أرض وقرارات شاركت فيها الواليات الم ّتحدة ،وهم اليوم منغمسون – إيران والواليات الم ّتحدة وروسيا -في مشروع تقسيم مع ّقد لسورية. بعيداً عن التصريحات وعلى األرض ،هنالك إيران التي تحت ّل أقساما ً من الجغرافيا لتصلها بلبنان، الواليات الم ّتحدة تقصف «داعش» بانتقائيّة تدعم وتنسّق مع األسد وليس مع الثوّ ار ،روسيا تقدّم لهذا اال ّتجاه االستمرار بدءاً من «الفيتو» وح ّتى ما بعد «البراميل»؛ لذلك يبدو أنّ الضباع الثالثة يحاولون الحصول على منطقة النفوذ عينها ،وللسبب ذاته يمكن أن يتخلّون عنها ،طبعاً ،فيما لو نالوا مقابالً. إيران – مثالً – لديها حلمها النوويّ على مفترق ها ّم يقع في آخر يوم من حزيران ،فهل يقويّها في المفاوضات بقاؤها محتلّة لسوريّة ،أ ّم يضعفها؟
عبد اهلل منديل
ح ّتى اليوم ال تلوح في األفق أيّة بوادر حقيقيّة لح ّل سياسيّ مكتمل وقابل للحياة ،ح ّل يسمح لسورية أن تصبح دولة مستقرّ ة ضمن حدودها الحاليّة وقابلة للتطوّ ر واالستقرار ،خصوصا ً في ظ ّل ظهور تنظيم «داعش» كطرف فاعل في لوحة الصراع بغضّ النظر عن حقيقة من يقف وراء هذا التنظيم ولماذا ،وفي ظ ّل تنامي وتمدّد العسكرة المؤدلجة دين ّيا ً وطائف ّيا ً وقوم ّياً. إنّ بلورة وإنضاج أيّ ح ّل سياسيّ لهذا الصراع الذي تجاوز عامه الرابع لم يعد ممكنا ً إلاّ باتفاق دوليّ ألطراف فاعلة وقادرة على فرض وحماية بنود هذا الحلّ. إنّ االنتهاء من الصراع الدائر بين نظام األسد والشعب السوريّ هو المقدّمة الضروريّة لتحقيق أهداف المعركة على «داع��ش» أيّ أنّ التحالف الدوليّ الذي أنشئ أساسا ً بهدف محاربة «داعش» لن يح ّقق أهدافه التي سوّ ق لها إعالم ّياً ،ما لم يت ّم أوّ الً إنهاء الصراع الدائر بين الشعب السوريّ والنظام السوريّ . ّ ً إنهاء هذا الصراع في سورية يتطلب أوّ ال وبك ّل وضوح إجبار النظام على نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقاليّة يمكنها أن تعمل على ترتيب األولويّات السوريّة وفي مقدّمتها إنهاء وجود «داعش» على األرض السوريّة األمر الذي يتطلّب إعادة تأهيل الجيش السوريّ وباقي األجهزة األمنيّة المختصّة وصهر ك ّل أنواع الوجود العسكريّ المسلّح والمتعدّد التسميات ضمن مؤسّسات الدولة ،وإنهاء أيّ وجود أليّ سالح خارجها، لكن إلى أيّ ح ّد تسمح مصالح األطراف الدوليّة المتصارعة على األرض السوريّة إنجاز هذا الح ّل السياسيّ وخصوصا ً األطراف اإلقليميّة؟؟. إذا كانت تركيّة وإيران تعتقدان أنّ سورية هي بوّ ابة العبور لمشاريعهما االستراتيجيّة عبر الدين فإنّ هذا يش ّكل خطراً حقيق ّيا ً على سورية، فأردوغان الذي يف ّكر استراتيج ّيا ً بصرف نظره عن الدخول إلى السوق األوربيّة المشتركة وااللتفات إلى العالم اإلسالميّ كمنطقة نفوذ واسعة يعبر إليها من سورية عبر بوّ ابة اإلسالم فهو يجهض العلمانيّة في تركيّة أوّ الً ،العلمانيّة التي جعلت من تركيّة بلداً متطوّ راً وأرست أسس دولة قابلة للتطوّ ر واالستقرار ،وهو ثانيا ً يز ّج المنطقة كلّها في صراع لن يفضي في النهاية إلاّ إلى تقويض المنطقة كلّها .أمّا الحديث عن إيران فله وجه آخر ،والمشروع اإليرانيّ برمّته هو مشروع محكوم بالفشل داخل إيران نفسها أوّ الً وبال ّتالي في ك ّل التوابع لها تالياً ،إنّ ارتكاز السلطة في إيران على الصيغة الدينيّة هو ارتكاز سيودي بها إلى الكارثة مهما طال الزمن ،من هنا فإن بحث السوريّين عن صيغة دولتهم القادمة خارج مرتكزات الدين هو ضرورة ملحّ ة يجب العمل عليها بإخالص. إنّ المعبر الوحيد إلخراج المنطقة -وسورية من ضمنها -من نفق الصراعات المذهبيّة والقوميّة وغيرها من الصراعات والتي طالت لقرون طويلة هو بناء وإرساء الدولة الوظيفيّة المحايدة والتي تكون فوق الطوائف والمذاهب و..و ..على أسس العلمانيّة والديمقراطيّة وصياغة أنظمة تكون المواطنة العادلة ركيزتها األساسيّة. إنّ مناطحة حقائق التطوّ ر والتاريخ وقسر هذه البلدان وشعوبها على العيش في ظ ّل مفاهيم لم تعد صالحة للبشريّة في قرنها الواحد والعشرين هو انتحار وتصميم على سجن هذه الشعوب والبلدان داخل حلقة الموت والتخلّف. إذا كان من هناك حقائق وعبر يمكن االستفادة منها عند النظر إلى المستقبل فأهمّها يتجلّى في أنّ المشاريع الوطنيّة ال يمكن أن تقوم عبر االرتهان للخارج ،وال باالرتكاز على الدين ،لكن هذا يتطلّب أوّ الً أن يكون هناك طرف سوريّ قادر على رسم خريطة المصلحة الوطنيّة السوريّة وتحشيد السوريّين حولها والدفاع عنها لفرضها كحقيقة أساسيّة في لوحة الصراع الجاري في سورية.
ب ّسام يوسف
طالما كان هاجسنا كشباب سوري ثائر التأكيد على هوية سورية جامعة تكون بوصلة لكل السوريين... سوريا لكل مواطنها، سوريا لكل السوريين...
2
العدد 33
السنة الثانية
/ 25حزيران 2015/
حزيرانّ ، لعل الذكرى تنفعنا
المشاريع التقسيمّية
صراعات السيادة المناطقّية ..
تشريح ما يه ّدد أهداف الثورة تض ّخم الذات السلطويّة دون أ ّي شعور بالذنب وصل ح ّد الوقاحة رمت آثار النكسة في حزيران ظاللها وس��وري��ة بعدها ،من جهة انتعاش على الواقع العربيّ وخصوصا ً في الحركات السلفيّة ،والسلفيّة الجهاديّة مشرقه ،وأدّى انكسار الجيوش العربيّة وانتشار الغيبيّة واألصوليّة ،واطراداً المتخمة باأليديولوجيّة على حساب سلوك ّيا ً من االنهزاميّة االجتماعيّة ،في العزيمة أم��ام إسرائيل إل��ى خسارة مواجهة نتائج الهزيمة ،وهجر العمل أراض��ي شاسعة ما كانت إسرائيل في ايجاد الح ّل لصالح المعجزة القادمة نفسها تحلم بها حينها ،ولم يكن -ربّما من هللا أو من الزعيم ،وم��ن جهة ّ ّ في حسبانها أنتضخم الذات تخطط لتداعيات ما أخرى أدّت الهزيمة إلى بعد الهزيمة على بلدان المواجهة .هذه السلطويّة دون أيّ شعور بالذنب وصل التداعيات التي ساهمت في انكسار ح ّد الوقاحة -هذه الوقاحة سترافقنا إلى ّ المحطات والمواقف الحلم القوميّ عامّة والوطنيّ خاصّة ،اآلن في معظم وأطلقت العنان للقيح الكامن تحت التي واجهتها وتواجهها سورية -أدّى ّ تضخم القمع السياسيّ واعتقال الجلود ،الذي ما زلنا ندفع فاتورته إلى معه إلى اليوم. األص��وات الداعية تداعيات أبرز من كان إلى اط�لاق سراح الفاجعة الكربى الهزيمة هو قصور الحريّات ومحاربة اكتشاف هي ال���ذات االجتماعيّة، الفساد ،ومحاسبة ال��م��س��ؤول��ي��ن عن ّ بعدما ك��ان الحماس التصاقنا وجتذرنا لدى الجميع بأنّ األمّة ال��ه��زي��م��ة ،وعلى ت��س��ي��ر ع��ل��ى خطى بتلك املفاهيم على الرغم من محاوالت ال��ت��ح��ري��ر إع���������ادة ط���رح وال��ت��ق��دّم حساب الشعارات ّ وح ّل قضايا التخلف، السؤال الوجوديّ ، ف���ج���اءت ال��م��ع��رك��ة واملفاهيم الوطنيّة ال��ق��دي��م ،الحديث، لتحرّ ف بقواها والمعاصر وربّما الدافعة والدميقراطيّة ذاك الحماس وتع ّكر المستقبليّ ،لماذا صفو المياه المطمئنة ه��زم��ن��ا ول���م���اذا في الصدور. انتصروا؟ ،لماذا تقدّم غيرنا ولماذا قصور الذات تلك ولّد نكوصا ً فجائع ّياً ،تراجعنا؟ ،كان للنكسة آثارها العميقة أطلق العنان لصعود ت� ّي��ارات غير في جيل معاصريها وأجيالها التالية، عقال ّنية تفسّر النكسة ،وكان لبروز حيث ستطفو على السطح مفاهيم كانت دور الحركات الدينيّة وانسحاب مخفيّة في قاع الالوعي الجمعيّ لدينا، اليسار بكا ّفة أطيافه من ساحة الفعل كالطائفيّة والعشائريّة والعرقيّة ،وربّما السياسيّ -على علاّ ته -كمعادل كانت الفاجعة الكبرى هي اكتشاف ّ وتجذرنا بتلك المفاهيم على موضوعيّ كشف عن هزال مجتمعات التصاقنا ناقصة األهليّة من جهة التخمة الزائفة حساب الشعارات والمفاهيم الوطنيّة بالشعارات التي كانوا قد تب ّنوها ،أقلّه والديمقراطيّة التي نودي بها آنذاك. ّ خطته في مصر وسورية ،وهما الدولتان اآلن ،هل ج��فّ الحبر ال��ذي المعنيتان أكثر بالحرب وتبعاتها. الهزيمة على دفاترنا؟ ال ،ولسنا بحاجة سيكون لتراجع الحماسة في التحرير اآلن إل��ى ق��راءة تلك الدفاتر ،فهي والتقدّم والتصنيع أمام انتعاش مشاعر واضحة لعين العاقل ،والسؤال األه ّم، ّ التشظي واالغ��ت��راب وجلد ال��ذات ،هو هل يمكننا أن نزيل آثار الهزيمة كما ستبتلع الحناجر التقدّميّة ألسنتها تلك والهزائم الالحقة؟ على حساب انطالق حناجر المتديّنين وهنا الـ(نا) م ّتصلة بجميع السورييّن، الداعية إلى عودة األبناء الضالّين إلى لك ّنها تبعا ً للواقع ما زالت مبنيّة على حظيرة هللا ،وسيكون لذلك جروحه السكون ،وإل��ى اآلن لم نستطع أن ال��غ��ائ��رة ف��ي جسد ك�� ّل م��ن مصر نكسر القاعدة في تحريكها ،وربّما من
االجحاف بح ّقنا كسوريّين أن ن���وجّ ���ه إل��ى أن��ف��س��ن��ا ه��ذا السؤال الضخم وال���م���ت���ع���ب وخ��ص��وص��ا ً في أيّامنا هذه ونحن نواجه تهديدات جمّة م��ن مواجهة ت����ح����دّي����ات الحياة اليوميّة وص��والً إل��ى تهديد وج��ودن��ا ككيان سياسيّ واجتماعيّ . ما فعله السوريّون من تفجير سكونهم على عنت السلطة ،وم��ا تبعها من شعارات وطنيّة ،كانت إرهاصات اإلجابة على ذلك السؤال ،ومساهمة ف��ي فكفكة المنظومة التي أنتجت وسائل الهزائم واإلخفاقات الوطنيّة، وكانت الثقة قد أخذت بالكثيرين إلى أنّ ما يحصل اآلن سيدحر النظام بشهور ع �دّة ،واثقين بمن سبقهم في مصر وتونس ،أال يذ ّكرنا ذلك الحماس بنفس حماس مجتمعات دول الطوق ،قبل مواجهة إسرائيل في حزيران ،حينما ظ ّنوا ،ظنون الثقة أ ّنهم ذاهبون إلى جبهات القتال كنزهة لرمي إسرائيل في البحر والفوز باالستحقاق القوميّ في تحرير األراضي المحتلّة ،ليعودوا بعدها إلى األحضان الدافئة؟. لكنّ إسرائيل لم تدحر والنظام لم يسقط ك في شهور ،وه��ذا األخير بدأ الش ّ بفكرة رحيله كمؤسّسة كاملة. م��ن ال��م��ف��روغ منه أنّ م��ن يتحمّل أخطاء الماضي والحاضر وتبعاته في المستقبل هو نظام االستبداد ،لكن ما يهمّنا هنا هو الثورة ،بمؤسّساتها وناسها وأحالمها وأه��داف��ه��ا ،التي رافقها فشل منذ بدايتها إل��ى اآلن، من فشل إنتاج مشروع وطنيّ يرفد الحالة الثوريّة ال��س��ور ّي��ة ،وإنتاج خارطة طريق تسير عليها الثورة وجموع الثائرين في مواجهة القضايا الوطنيّة ،مصحوبا ً بعدم القدرة على
وقائع جديدة يف عمليّة التقسيم
إفراز قيادة حقيقيّة نجتمع تحت لوائها، وتغليب العواطف على إعمال العقل، مضافا ً إليه تحجّ ر مطالب الطرفين، وخصوصا ً من قبل النظام ،منتهجا ً حوار البرميل والمذبحة في إيصال الرسائل إلى ض ّفة الثائرين. وأم��ام خدش حسّ العدالة المنتظرة واستعصاء ال��ح �لّ ،أصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة إلعادة التوازن لميزان تلك العدالة (حنا أرندت) .وال مفرّ هنا من إلصاق الفشل في إنتاج فلسفة وطنيّة ديمقراطيّة والتهرّ ب من إنتاج مشاريع وطنيّة ،ذلك الفشل أفسح المجال لبروز مشاريع طائفيّة وعرقيّة سوداء. أليس ك ّل ما سبق هو إحدى توابع هزيمة حزيران؟ ألم يكن في غياب وتغييب المثقفين وال��م��ج��ت��م��ع��ات ع��ن س��اح��ة العمل السياسيّ ،له اإلسهام األكبر في ّ تعثر خطى الثورة والعمل المعارض؟ ،لكن والسؤال هنا ،ماذا تتحمّل الشعوب ونخبتها من مسؤوليّة فيما وصل الحال إليه اآلن؟ وليس ال��ه��دف توصيف المقدّمات التي من الممكن أن تؤدّي إلى نتائج مخزية في الثورة السوريّة ،وإ ّنما دعوى إليجاد مقاربة ومقارنة تاريخيّة وتشريح لمكامن العطب الواضحة والمستفحلة ،ورغبة في ردم مستنقعات تهدّد نقاء أهداف الثورة الوطنيّة. فهل فاتنا القطار؟. سومر العبداهلل
العربي اليسار ّ
قبل وبعد الربيع تحيلنا كلمة يسار الى عدّة مفاهيم منها معاصرة ومنها تبعيتها لألنظمة وإلى اآلن لم مرتبطة بالثورة الفرنسيّة التي ثارت ض ّد الحالة تفلح ،رغم الكثير من الكتب االرستوقراطيّة ورجال الدين .ولكن المفاهيم التي والمطبوعات والمنشورات ترتبط باليسار كعروة وثيقة هي مفهوما ً «المساواة» الورقيّة واإللكترونيّة التي والتي ارتبطت بالحالة االجتماعيّة أكثر منها سياسية حاولت أن تعيد قراءة اليسار في البداية ولكن تطوّ رت فيما بعد لتالمس مفهوم بحالة عصريّة ولك ّنها لم المواطنة المطروح من قبل الليبرالية (المساواة تستطع إثبات وجودها على القانونيّة واالجتماعيّة والسياسيّة والجنسيّة) ،و جميع األصعدة ،وإن وجدت «الحرّ يّة» التي انتجت مواثيق األمم الم ّتحدة التي فأكثر قياداتها لهم ارتباط مازال معموالً بها إلى يومنا هذا .ولكن مازال يسارنا وث��ي��ق بالسلطة الحاكمة العربيّ يقبع في زنزانته يحلم بالتغيير دون أن يحرّ ك أو قابعون في زنزانات تلك األنظمة .مع العلم أنّ ساكناً ،وإن تحرّ ك كما حدث بعد الربيع العربيّ فوقف األنظمة العربيّة بك ّل عروشها وأحزابها قاومت بغالبيّته في وجه حرّ يّة الشعوب ووضع العصي بين اليسار وأجبرته في بعض األحيان على ا ّتباع أساليب عجالت ربيعهم ،رغم أنّ أغلب أدبيّاته وكرّ اساته العمل السرّ يّ أو تب ّني أفكار تعارض اليساريّة مليئة وتنادي بهذه المفاهيم ،ولكن ّ وثق اليسار تحالفه المعلنة ،إلاّ أنّ اليسار أيضا ً لم يرض أن يساعد نفسه مع األنظمة العربيّة وانهال على ويخرج من الجحر الذي وضع نفسه الشعوب العربيّة ب��أالف ال ّتهم فيه ،فتقوقع على ذاته وجمد مفاهيمه األنظمة العربيّة الجاهزة. وحوّ لها إلى بنية مغلقة عصيّة على ً بقيت ألربع سنوات أت��ردّد مواكبة العصر سياس ّيا والتطوّ ر على بك ّل عروشها أحد مكاتب اليساريّين في مدينة االجتماعيّ ،فغدت نصوصه مقدّسة حلب ،ورأي��ت العجب العجاب ،وأحزابها قاومت ال يأتيها الباطل ،وتدوّ ر الواقع بك ّل فمن مكتبة ال هيكل لها وال زواي���اه من خ�لال تلك النصوص رفوف اليسار وأجربته يف إلاّ ف��ي ذاك��رت��ي ،إل��ى تراتيل وتحجمه على مقاسها ،فتحوّ ل من النميمة على فالن من أجل لباسه بعض األحيان على حالة فلسفيّة تطرح ك ّل المواضيع على طاولة االستفسار إلى قوالب أو عالن كيف تكلّم مع فالن أو اتّ العمل أساليب باع فالنة ،إلى أن أتى عصر التجديد جامدة تك ّفر ك� ّل من يخالفها وقد ّ ي ر الس في ذاك الحزب وبدأت العصرنة تهاجم غيرها من التيّارات اليساريّة ّ «الحجريّة» بالدعوة إلى فصل بذات النصوص ولكن بقراءة أخرى الذكور عن اإلناث في االجتماعات (ماويّة أو تروتسكيّة أو لينينيّة إلخ). الحزبيّة وح ّتى في الندوات الثقافيّة واالجتماعيّة. وغالبيّة هذه التيارات لها بوصلة توجّ هها وقِبلة تح ّج هؤالء من يسمّون أنفسهم صناديد اليسار فأيّ يسار إليها ،فهذا األمر ليس محصوراً بالمتديّنين فقط بل هذا؟ بأصحاب األيديولوجيّات اليساريّة المعلّبة أيضاً. لن أنفي أنّ الكثير من التيّارات اليساريّة عملت على فالماركسيّون حوّ لوا القبلة من م ّكة إلى موسكو ،ولكن قراءة تجربتها ومحاولة نقد تلك المرحلة من تاريخها سرعان ما تش ّتت ،أو أنّ البعض أعادوها إلى م ّكة نقداً ب ّناء حسب زعمها ،ورغم أ ّنها توصلت في بعض بعد سقوط اال ّتحاد السوفي ّتي فمثالً «حسن» كان في األوق��ات لنتيجة أ ّنها لم تستطع مواكبة واستيعاب ذكرى مولد أو وفاة «لينين» يقدّم عدّة خراف ابتهاجا ً التطوّ رات والواقع السياسيّ والعلميّ ،وأيضا ً أيقنت أو حزنا ً في ذاك اليوم ،ولكن عاد نفس الشخص أنّ أحد أسباب ذلك هو االبتعاد عن الشارع الذي بعد فترة ليقدّم تلك الذبائح في العيد قربانا هلل وغيّر حاولت أن تخاطبه بلهجة فوقيّة أو ثقافويّة إلى صنعته من الكالم بالمفاهيم إلى الكالم بالوعد والوعيد
newspaper@allsyrians.org
قراءة سياسية
لتارك الصالة (شيخ جامع) .أو تلك الهتافات الر ّنانة التي تظهر القائد برمزيّة نابعة من أدبيّات التيّار كما كان يغنى لبكداش (خالدنا راسو عنيد بيقطع جنازير الحديد) تعبيراً عن عناده وإصراره في تطبيق سلطة البروليتاريّة إلى هتافات (خيبر ...خيبر يا يهود). هذه أمثلة عن أزمة العقل العربيّ وخاصّة اليسار. ولكن بعد الثورات العربيّة عمل ذاك اليسار على رم��ي الشعوب بأحكامه المعلّبة وجمع حشوده المعدودة إلى جانب األنظمة بل عمل على التجييش الطائفيّ مساهما ً بالترويج ألكاذيب األنظمة ومدفوعا ً بنظريّة المؤامرة التي الزمت ذاك العقل منذ «كمونة باريس» إلى معاداة الشيطان األوح��د والتحالف مع اليمين الدينيّ ض ّد تلك المؤامرة (اإلمبرياليّة والرأسماليّة إل ّخ) .وقد ّ تجذرت أزمة اليسار العربيّ والشرق أوسطيّ بعد قيام الثورة السوريّة حين رمى مفاهيمه النقديّة والثورجيّة وسنّ قوانين المواجهة لجانب النظام وحلفائه المستجلبين طائف ّيا ً رغم أنّ هناك العديد من التيّارات اليساريّة حاولت وتحاول لملمة شملها بعد أن تحوّ لت من مبادرات فرديّة إلى جماعيّة ،ولكن إلى اآلن السمة العامّة لليسار العربيّ هي دعم النظام األسديّ ض ّد الشعب السوريّ . فهل ما وصلت إليه الحركات اليساريّة في المنطقة العربيّة هو نتاج تقوقعها الماضويّ إيديولوج ّيا ً أم نتاج قمع األنظمة لها أم لسعيها الدؤوب للوصول إلى السلطة دون تحقيق ذلك فانضوت بأسمائها تحت سلطة الحاكم وهي تضرب معارضيها بسوطه؟ سقطت تلك األيدولوجيّات مع أوّ ل صرخة حرّ يّة ولكن إلى اآلن ما زال الكثير ال يفقه معنى تلك الكلمة رغم أنّ كرّ اساته مليئة برسم تلك الكلمة.
زين كفا
في التطوّ رات األخيرة على الساحة السوريّة ،كثيراً ما تطفو تلك المتغيّرات الهامّة على الصعيد الميدانيّ ،من جهة التقدّم أو التقهقر، لهذا الطرف أو ذاك ،لتظهر المزيد من التعقيدات والعوائق بوجه أيّ خالص قادم ،دون االقتراب من أيّ مخرج ممكن ،ففي الجغرافيا السوريّة التي فقد نظام األسد سيطرته عليها ،والتي لم يعد ممكنا ً العودة إليها ،ثمّة الكثير من المقاتلين والمتقاتلين ،وثمّة الكثير من األسلحة والذخائر ،فهل أضحى التقسيم واقعا ً ينتظر اإلعالن عنه ،أم أنّ البالد قد دخلت في حالة من صراع المسلّحين على السيادة في هذه المنطقة أو تلك؟.. إنّ ما حصل في األيّام األخيرة شمال الر ّقة ،قد دفع الكثيرين للحديث عن وقائع جديدة في عمليّة التقسيم ،وقائع قد ال يمكن التو ّقف عندها في سياق الحرب المشتعلة ،بقدر ما يمكن التو ّقف أمام ما أحدثته من كوارث حادّة لس ّكان تلك المنطقة ،دفعت بك ّل تلك األعداد من المدنيّين ل����ل����خ����روج ال���ج���م���اع���يّ وقراهم ،وقائع م����ن م��دن��ه��م ال تشير إلاّ إل����ى طبيعة بهذه املعارك غري المسيطرة على ت��ل��ك ال��ق��وى املنتهية ،يتع ّرض م���دى قدرتها األرض ،وإلى ف��ي ال��خ��روج على المساهمة الشعب السور ّي ال��م��س��ت��م��رّ ة، م��ن ال��ك��ارث��ة ّ أطيافه ل وبك ال����ك����رديّ����ة فقوّ ات الحماية ، »»PYD التابعة لحزب السياسيّة ومكوّناته ذلك الجزء من ال���ذي يُعتبر ألبشع ة ي االجتماع ّ ال���س���وريّ���ة، ال��م��ع��ارض��ة ّ ال���ت���ن���س���ي���ق الممثل بهيئة أنواع القهر م����وس����ك����و وم��ؤت��م��رات وال���ذي يطبّق وال���ق���اه���رة، اإلدارة الذاتيّة في المناطق الكرديّة ،قد خاضت ومنذ أشهر قليلة، وبمشاركة قوى عربيّة وكرديّة أخرى ،وبمساندة جوّ يّة فاعلة من قوى التحالف بقيادة الواليات الم ّتحدة ،معركة طويلة وشرسة مع تنظيم الدولة في عين العرب (كوباني) ،في حين أنّ ما حصل ويحصل في منطقة «ت ّل أبيض» ومحيطها من انسحابات سهلة لـ «داعش» ،تحمل الكثير من التساؤالت والدالالت المتعلّقة بأحد طرفي هذه المعركة ،وربّما بكليهما ،فإذا كان البعض ال يرى في آليّة عمل هذا الحزب ،سوى سعيه الواضح نحو دولة كرديّة شمال ّ المنظمة والمعتدلة، سورية ،يرى البعض اآلخر فيه القوّ ة الوحيدة التي تم ّكن األمريكيّين من االعتماد عليها في المواجهة المباشرة مع «داعش»؛ كذلك ،فإنّ ذلك التخلّي السهل لـ «داعش» عن تلك المنطقة ،يشير بشكل أو بآخر ،إلى آليّات عملها المختلفة من موقع آلخر ،أو يدلّل على التفاوت الكبير في قوّ ة هذا التنظيم من منطقة ألخرى ،وربّما لعدم خضوعه إلى بنية مركزيّة محدّدة. في المقابل ،إنّ ما يقوم به النظام من قصف يوميّ على مناطق واسعة من التجمّعات المدنيّة السوريّة بالبراميل والصواريخ العشوائيّة ،مع هزائمه وانسحاباته المتكرّ رة نحو القسم الغربيّ الممتد من الالذقيّة ح ّتى دمشق ،واستماتة مختلف الميليشيات اإلقليميّة التي استقدمها في السيادة على ذلك الشريط ،قد ال يفسّر سوى بعمليّات ترسيم حقيقيّة لحدود دولة جديدة ،بينما تستمرّ قوّ اته وميليشيّاته المنتشرة في مراكز متعدّدة من باقي البالد ،بفرض حالة الحرب المستمرّ ة بأيّ شكل كان، واستبعاد ك ّل الحلول السياسيّة ،بما سيحمله أيّ ح ّل كان من نهاية مرتقبة لذلك النظام المجرم كما لشركائه اإلقليميّين ،األمر الذي يجعل من عمليّة التقسيم في ذهن النظام وحلفائه عمليّة بعيدة عن المدى المنظور ،وربّما غير ممكنة بآليّات العمل الم ّتبعة من قبلهم ،كذلك فإنّ ما تقوم به التشكيالت المسلّحة األخرى من جبهة النصرة وقوى الثورة ،المنتشرة من الشمال إلى الجنوب ،وتحت مسمّيات مختلفة كجيوش محلّيّة ،من جيوش الفتح األق ّل اعتداالً (بوجود النصرة) إلى جيوش أكثر اعتداالً ،ال ُتظهر أيّ نزوع واضح نحو التقسيم وإقامة دويالتها المحلّيّة الخاصّة بك ّل جيش ،بقدر ما تظهر سيادة مسلّحة من تلك الجيوش على العديد من المناطق ،ودخولها في صراعات غير منتهية على مواقع النظام و «داعش» المنتشرة في مناطقها، مع قصفها العشوائيّ للمدنيّين في األقسام الواقعة منها تحت سيطرة النظام ،دون القدرة على تحقيق الحسم العسكريّ الشامل ،أو التوجّ ه ّ والمنظم للخروج من تلك الكارثة المتفاقمة. الموحّ د بهذه المعارك غير المنتهية ،وبما تتضمّنه من عمليّات كرّ وفرّ ، وبما تتسبّب به من قتل وتدمير وتهجير متواصل ،يتعرّ ض الشعب السوريّ وبك ّل أطيافه السياسيّة ومكوّ ناته االجتماعيّة ألبشع أنواع ّ القهر ،قهراً ال ّ المتمثلة يتمثل في حرمانه وفقط من وسائل العيش بالعمل والطعام والماء والكهرباء ،بل وفي االعتداء على ح ّقه األساسيّ في الحياة وعلى اإلقامة في بيوت سكنه وبشكل مباشر، عبر ك ّل صنوف األسلحة والقذائف القاتلة والمدمّرة ،حرمانا ً دفع ويدفع بأعداد كبيرة منه للهروب من هذا الجحيم ،باتجاهات األرض والبحر المختلفة ،بعيداً عن مساهمتهم في أيّة عمليّات تقسيم للوطن، ذلك الوطن الذي ال يختلف أيّ سوريّ -مهما كان انتماؤه الطائفيّ أو القوميّ -على عدم تقسيمه أو المساس بوحدة شعبه وأرضه.
لؤي حاج بكري www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
3
السنة الثانية
خلخلة العالقة بين اللفظ ومعناه
حوار في ضياع الفهم والمفهوم ردّاً على مقالة للدكتور ع ّزام أمني يف جريدة احلياة األربعاء ٢٤ ،يونيو /حزيران ٢٠١٥ قد يكون أحد أه ّم آثار الثورات التي قامت، هو :خلخلة العالقة بين اللفظ ومعناه ،فما عاد القائل أو الكاتب يطمئنّ ،تماماً ،لما يقول ولما يكتب .ولقد الحظ ّ عزام أمين هذا في مقاله «الطائفيّة االجتماعيّة والطائفيّة السياسيّة في سورية” ،الذي نشرته صحيفة الحياة في عدد الجمعة 12حزيران ،2015وهو المقال المتماسك والسلس في أسلوبه ،والذي ينشغل في انتاج تعريفات فمفهومات تحاول أن تكون فاعلة في تحديد إشكاليّة «الطائفيّة» ،فالتعرّ ف إليها ،فالتم ّكن من تفكيكها وحلّها. من ه��ذا اله ّم ينكتب التمييز بين الطائفة والطائفيّة ،وبين الطائفيّة االجتماعيّة والطائفيّة السياسّية .وهدفه من هذا التمييز أن نتجاوز «ال��خ�لاف الجوهريّ بين من ينكر تماما ً وجود هذه الظاهرة ومن يعتبرها واقعا ً يجب تناوله» ،وهو هدف نبيل سأباشر في إعادة توزيع تعريفاته من األبسط إلى األكثر تركيباً. أبدأ بتعريف ّ عزام للطائفة التي هي« :كينونة اجتماعيّة لها حضورها االجتماعيّ وتؤدّي أدواراً ووظائف اجتماعيّة سابقة لتكوينات الدولة المعاصرة» ،وهي حالة موضوعيّة ينتمي إليها الفرد بحكم الوالدة. أ ّم��ا الطائفيّة فهي« :شعور ق��ويّ باالنتماء لطائفة ما ،أو لرفض طائفة معيّنة ،ترافقه نزعة تعصّبيّة تجعل الفرد يقدّم والءه الجزئيّ أو الكليّ للقيم والتصوّ رات الطائفيّة». إ ّني محكوم في محاورة هذين التعريفين على تجاهل دالالت األلفاظ في سياقها واالقتصار على ما أراه رئيس ّياً :فمفهوم الدولة المعاصرة في التعريف ح ّد على الطائفة ،يقوم بإلغائها كإشكاليّة؛ أل ّنه يقذفها إلى زمن قد سبق «الدولة المعاصرة» ،ف�لا يعود معنى للتعريف،
وال وجود لإلشكاليّة مادامت قد تكلّست في ماض قد مضى بفعل الحضور الظافر لهذه التي تسمّى دولة ومعاصرة!! ،وهي نتيجة – لألسف -تقرّ رها عالقة المفاهيم ببعضها البعض وبالض ّد من نوايا الكاتب. أمّا العنصر الحاكم في التمييز بين الطائفة والطائفيّة -بحسب المقال -فهو :االنتماء ،في درجته بين الشدّة والتراخي؛ فإذا كان شعور االنتماء قو ّيا ً صارت الطائفة طائفيّة ،وإذا كان شعور االنتماء متراخيا ً ظلّت الطائفة في محلّها كطائفة!! أليس مثيراً للفضول ولالنتباه أن تش ّل األلفاظ نفسها بنفسها فيموت المعنى؟ غير أنّ األغرب أن تغيب الالحقة «يّة» عن مكنون وعي ّ عزام من أجل التمييز بين طائفة وطائفيّة ،وهي التي تعني -فيما تعنيه -البحث العقليّ المقصود في مكوّ نات الطائفة بهدف التعرّ ف إليها والتح ّكم بها فتفعيلها أو تخميدها، وهو فعل ال مكانة مخصوصة للشعور فيه. وقد كان باشر ع� ّ �زام تعريفاته في تعريف الطائفيّة السياسيّة« :التعبيرات السياسيّة للدين والتديّن ،أي الوجود السياسيّ للطوائف» ،وهو تعريف ينقلنا إلى تعريف الطائفة لكي نضيف إليه عنصر الدين والتديّن بما هي عناصر مكوّ نة لها ،والسياسة بما هي فضاء وجودها، ث ّم إضافة التعبيرات السياسيّة التي أفترض أ ّنها األحزاب السياسيّة شرط تطييف الطائفة كي تصير طائفة سياسيّة. وبك ّل الحاالت ،هو تعريف ساكن وملغوم ويخفي االختالف؛ ألنّ التعبيرات السياسيّة التي أفترض أ ّنها األحزاب السياسية التي تنولد وتتوالد وتشتغل في حقل السياسة الذي يختلف بنيو ّيا ً عن الحقل الثقافيّ الذي يندرج فيه الدين،
وإذا كان األمر كذلك ،فإنّ الدين حين يتسيّس ال ّ موظفة يعود ديناً ،بل يتحوّ ل إلى عناصر ثقافيّة مصلح ّيا ً في السياسة عبر آليّة تحويل ،هي: األيديولوجيا .وعلى هذا فإنّ الدين ال يحتاج بطبيعته إلى تعبيرات سياسيّة ،غير التعبيرات السياسيّة التي تحتاج دائما إلى دين. ث ّم أنّ عطف التديّن على الدين – فقط – ال يصحّ ،ألنّ التديّن يحيل إلى إنسان موصوف في المجتمع ،يحدّده ويعرفه اإلنسان غير المتديّن في نفس المجتمع المتغيّر في صيرورته التاريخيّة ،فالمتديّن في زمن اإلسالم األوّ ل، مثالً ،غيره في زمننا ه��ذا ،وال يماثل أيّا منهما اإلنسان المتديّن في زمن األمويّين ،أو العباسيّين ،أو المماليك ،أو في زمن العثمانيّين. وبالتالي فإنّ أبا بكر البغداديّ يمتنع التعرّ ف إليه من خالل تمثيله للنصّ أو عدم تمثيله ،وال في أ ّنه أكثر تديّنا ً من آخرين أم أق ّل تديّناً ،إ ّنما من خالل سعيه المحموم إلى القوّ ة فالسيطرة فالسلطة ،التي تحيلنا إلى مفاهيم التحليل النفسيّ لكي نتعرّ ف إلى مكوّ نات شخصيّته، وإلى مفاهيم السياسة لكي نقارب أساليبه في حركته نحو السلطة. والمذهب والطائفة أو الطائفيّة السياسيّة هي تشكيالت مصنوعة ومصطنعة في ك ّل حاالتها، واصطناعها ال تأخذه من مدى امتدادها في الزمن ،إ ّنما بتمييزها عن العصبيّات الطبيعيّة كالعائلة والقبيلة. ث�� ّم ينتقل ع� ّ ��زام إل��ى تعريف «الطائفيّة االجتماعيّة» ،بيضة القبّان بين التعريفات، وهي :اتجاه (موقف) نفسي له ثالثة مكوّ نات: معرفيّ ،انفعالي ،سلوكيّ .وللمكوّ ن السلوكيّ خمس درجات تتدرّ ج في شدّتها من :التعبير اللفظيّ ،إل��ى التج ّنب ،إل��ى اإلق��ص��اء ،إلى
معارضة التطمينات! ّ تخطت عامها منذ اندالع الثورة السوريّة التي ً الرابع والنظام السوريّ يعمل جاهدا على حرف مسارها بعد وصوله إلى قناعة تامّة بأ ّنه لن يستطيع القضاء عليها أو العودة بها إلى الوراء. غرضه بذلك إقناع العالم من جهة ،ومؤيّديه من جهة أخرى ،بأنّ ما يحصل على األرض السوريّة ليس إلاّ ت��م��رّ داً م��أج��وراً من بعض األط��راف الراعية لإلرهاب وأوّ لها السعودية بواسطة بندر بن سلطان ،وثانيها قطر والشيخ حمد كما أشاعت فروع األمن آنذاك.. مع ذلك بقي السوريّون متنبّهين لما يحيكه النظام إلى ما بعد تأسيس الجيش الحرّ وألكثر من عام ونصف وهو ينادي بوحدة النسيج السوريّ ونبذ الطائفيّة واالبتعاد عن ك ّل ما من شأنه إضعاف روح الثورة أو منح النظام أيّة ذريعة لطعنها أمام دول العالم الحرّ .فتش ّكلت خالل تلك الفترة العديد من الكتائب التي احتوت على عناصر مسيحيّة وعلويّة ودرزيّة وإسماعيليّة وغير ذلك إلى أن ظهر على الساحة تنظيم «داعش» وجبهة النصرة. مؤخراً ّ اآلن ،ورغم االنتصارات التي أحرزها المقاتلون في الشمال والجنوب السوريّين ،ال ننكر الب ّتة بأن النظام نجح ،وبدرجة كبيرة ،في إيصال فكرته إلى العديد من ال��دول الكبرى وشعوبها بأنّ ما يجري على األرض السوريّة هي حرب بين نظام دولة من جهة ،وإرهابيّين من الجهة األخ��رى ،ونعني «داع��ش» والنصرة بصورة خاصّة. أمّا «داعش» فجميع ثوّ ار سورية م ّتفقون على أ ّنه جسم غريب وخطير على الساحة السوريّة وثورتها وأنّ هذا التنظيم منح النظام وميليشياته وجماعة إيران من حزب هللا وميليشيات العراق المبرّ ر الخادع للعبث أكثر فأكثر بالشعب السوريّ تام وترابه ،بل أنّ معظم السوريّين باتوا على يقين ٍ بأ ّنه – التنظيم -صناعة إيرانيّة خالصة .أمّا جبهة النصرة فما زال الخالف يدور حولها بين ثوّ ار سورية ،فمنهم من يعتبرها تشكيالً إرهاب ّيا ً مرتبطا ً بالقاعدة ووجه «داعش» اآلخر ،وبأ ّنها صنيعة النظام األسديّ خاصّة وأنّ زعيمها «الجوالنيّ » كان من بين المفرج عنهم من سجن صيدنايا سيّ ء الصيت في بداية الثورة ليسمح له بتزعّم الجبهة وتسليحها وتغلغلها بداخل المناطق التي سيطر ويسيطر عليها الثوار. ومنهم من يعتبرها واح��دة من أق��وى الجبهات والمحررة ألكثر المناهضة للنظام والمقاتلة ضدّه ِ المدن والقرى من سيطرة األخير عليها ،وأنّ عناصرها يش ّكلون خطوط المواجهة المباشرة لميليشيات النظام وأعوانه وأ ّنهم أخوة لعناصر الكتائب المقاتلة األخرى وخاصّة بعد اإلنجازات على ساحة محافظة إدلب بمشاركة جيش الفتح، تلك اإلن��ج��ازات جعلت البعض ممّن يش ّكون بوالئها للثورة إلى االنخراط ضمن من يدافعون
newspaper@allsyrians.org
عنها ويخوضون معارك جداليّة حامية الوطيس مع منتقديها من الثوار. في الوقت ال��ذي انتظر فيه السوريّون ظهور ك «الجوالنيّ » على شاشة الجزيرة ليعلن ف ّ ارتباطه بالقاعدة وزعيمها الظواهريّ ،فوجئوا به جالسا ً مخفي الرأس والوجه أمام «أحمد منصور» ليعلن على المأل« :الدكتور أيمن الظواهري أم ّد هللا بعمره ،وو ّفقه لخير األمّة و..إلخ» مبيّنا ً والءه له دون أيّ تفسير آخر ،ما يعني أنّ النصرة ما زالت ضمن الالئحة السوداء األميركيّة الرتباطها بالقاعدة ،وما يعني أيضا ً أنّ النظام مستفيد من وجود هذه الجبهة على األرض السوريّة لتزيد تبريرها بمحاربة الثورة «اإلره��اب � ّي��ة»! في الجنوب السوريّ ،في درعا شرارة الثورة التي ّ يسطر فيها أروع مالحم ما زال الجيش الحرّ البطولة واالنتصارات ،وهو يتقدّم يوم ّيا ً بتحرير مناطق جديدة با ّتجاه العاصمة دمشق ومدينة السويداء ،وفي الوقت الذي الح لنا فيه تقارب بين أهالي السويداء ،ال���دروز ،الذين ما فتئ النظام يستجرّ هم للمقاتلة بين صفوف ميليشياته، والجيش الحرّ الذي بادر إلى إصدار بيان يُظهر من خالله وحدة وأخ��وّ ة أهالي حوران مع بني ّ ومحذراً من مغبّة االنزالق معروف وجبل العرب في محاوالت النظام المتكرّ رة في تخويف أهل الجبل وغيرهم من الثوّ ار بحجّ ة الطائفيّة ،يقوم أحد أمراء «الجوالنيّ » التونسيّين بمجزرة في قرية «قلب لوزة» بريف إدلب راح ضحيّتها أكثر من 24من س ّكانها الدروز ،ومعروف عن تلك القرية وأخواتها بأنّ أهلها كانوا من الذين آووا وحموا النازحين من قرى إدلب خالل اجتياحها من قبل عصابة النظام! المشكلة في الموضوع ال تكمن في المذبحة التي قامت ،فقد شهدت سورية آالف المذابح والمجازر على مدى سنوات الثورة في مناطق الس ّنة والعلويّين وغيرهم على أيدي عصابات األسد و «داعش» ،واآلن عند الموحّ دين الدروز على يد النصرة ..ولكن المشكلة ،بل الكارثة تكمن في تبرير أفعال النصرة من قبل بعض أط��راف المعارضة المعروفين والذين يدّعون االعتدال! المعضلة الحقيقية تكمن في التناقض العجيب والغريب في انتقاد وتجريم أولئك األخيرين للنظام و «داعش» وغيرهم على ما اقترفته أيديهم من جرائم ّ بحق السورييّن ،واآلن يقلّلون من أهمّية جرائم النصرة في دعم وجهة ادّعاءات النظام بأ ّنه يقاتل اإلرهابيّين والطائفيّين وقاتلي أطراف األقلّيّات في سورية أمام الرأي العام العالميّ وأمام األقلّيّات نفسها! وبعد ك ّل ذلك يشتكي أولئك «المعارضون» من ّ تأخر النصر، وإطالة عمر النظام ،وانتقاد مطالبة «لؤي حسين» وغيره بتطمينات للعلويّين .بل واألكثر من ذلك، يطالبون أمريكا والغرب بدعمهم كمعارضة.. معارضة تبرير المجازر ّ بحق األقلّيّات التي ينادي بحمايتها الغرب كلّه.
أمحد طلب الناصر
العدوان الجسديّ ،إلى اإلبادة. أوّ ل صدع في هذا التعريف يبرز من عالقات دالالت الكلمات ،إذ أنّ «ا ّتجاه نفسي» الذي يتطابق في المكتوب مع «موقف نفسيّ »، بينما «اتجاه» يشير إلى حركة ،و «موقف» يشير إلى سكون ،وكالهما الواحد النفسيّ الذي يتش ّكل من مكوّ نات!! وقد كان ممكنا أن يتخلّص ّ عزام من هذا االرتباك والتخليط بصياغة ثانية ،في إحدى ممكناتها :أنّ الطائفيّة االجتماعيّة ،سلوك يتش ّكل من ثالثة مكوّ نات هي كذا وكذا ،ويتدرّ ج في شدّته من كذا إلى كذا. والثاني ،أنّ التعبيرات مثل «اآلراء السلبيّة، النكات الطائفيّة ،أحاديث الكراهية...إلخ»، ال تنحصر في العالقة بين المذاهب ،فهل يمكن تفسير الطرائف المتبادلة بين س ّكان حمص وس ّكان حماة أ ّنها داللة على الطائفيّة االجتماعيّة؟ والحال ذاته بين س ّكان دمشق وس� ّك��ان ح���وران ،وبين س ّكان دي��ر ال��زور وس ّكان أريافها في لفظ «الشوايا» التحقيري الشهير...إلخ. ث ّم في داللة أكثر وأقرب ،في السنة األولى من الثورة التي انشغلت في شعارات تمجّ د مُدنا ً وتس ّفه مُدناً ،وهل يجوز تفسير عالقات الكيد والتنافر والتحاجز بين األحزاب التي يفترض أ ّنها عصريّة وحديثة على أ ّنها تمثيل «للطائفيّة االجتماعيّة»؟ إذا لم يكن األمر كذلك ،وإذا كان هذا العنصر يشتغل في ظواهر غير ظاهرة «الطائفيّة االجتماعيّة»؛ فإنّ المفهوم الذي ينبني عليه يتصدّع. من زاوية ثانية :أليس اإلقصاء ،والعدوان الجسديّ ،واإلبادة هي مظاهر في صيرورة
تح ّقق «الطائفيّة السياسيّة»؟ ّ أليست هي «الطائفيّة» -بحسب تعريف عزام السابق -التي تنبني على شعور قويّ باالنتماء لطائفة والتعصّب لها ،ورفض للطائفة الثانية والتعصّب ضدّها؟. بعد محاورة ك ّل مفهوم على ح��دة ،سأعيد تركيبها في عالقاتها البينيّة :الطائفة كينونة اجتماعيّة ،والطائفيّة انتماء للطائفة التي هي كينونة اجتماعيّة ،والطائفيّة االجتماعيّة هي حركة الطائفة بما هي كينونة اجتماعيّة، والطائفيّة السياسيّة هي الوجود السياسيّ للطوائف بما هي كينونات اجتماعيّة!! هكذا ينكشف أنّ هذه المفهومات العديدة ليست إلاّ تشطيرً ا لمفهوم واحد ،هو :الطائفة ،التي هي -بحسب تعريفات ع� ّ �زام -انتماء إلى كينونة اجتماعيّة ،تنبني على اعتقاد ،وتتحرّ ك في السياسة عبر تعبيرات سياسيّة .وهو المفهوم الذي ال يختلف عليه الكتاب ،إ ّنما يظهر التباين واالختالف في منحيين :استخدام مذهب وطائفة وطائفيّة كمترادفات للمعنى نفسه ،وفي أنّ الصراع المنفلت في سورية صراع طائفيّ تنخرط فيه المذاهب كطوائف في حرب الك ّل ض ّد الك ّل أم أ ّنه غير ذلك؟. ليس الخالف في أنّ مجتمعنا السوريّ متنوّ ع في قوميّاته وأديانه فمذاهبها ،بل في توظيف هذا التنوّ ع في الصراع السياسيّ .الحال الذي يفرض -في الخطاب -التمييز بين المذهب ال��ذي ه��و اعتقاد ُي��ث��ري الثقافة وال يعيق المواطنة ،وبين الطائفة التي هي استثمار المذهب في السياسة من أجل السلطة :فتشوّ ه الحرّ يّة ،وتنحر المواطنة ،وتف ّتت الوطن.
فاضل فاضل
األنداد من دون خصومة
“إقبال” و “غوته” و “نيتشه” «اإلنسان األعلى» هي العبارة املعاصرة لقول احللاّ ج القديم« :أنا احل ّق» قد ال يكون «محمّد إقبال» أوّ ل مسلم يط ّل على النافذة األلمانيّة فيرى الصورة المعنويّة المدهشة الفوّ ارة الموّ ارة التي تسحر األل��ب��اب ،وق��د ال يكون أوّ ل من يستنشق عبير الفكر والشعر وال��ق��وّ ة ّ بحق أوّ ل مسلم والعنفوان منها! لك ّنه كان يقف ه��ذا الموقف م��ن دون أن يشعر باالمّحاق أو التضاؤل. ولع ّل هذا ما ميّز «إقبال» وجعله عالمة فارقة في تاريخ الفكر اإلسالميّ المعاصر باعتراف الغرب قبل الشرق ،بل باعتراف األلمان أنفسهم الذين رؤوا «محمّد إقبال» يطرح نفسه ن ّداً ألكبر رموز األلمان على اإلطالق« :غوته» و «نيتشه»! فلم ينكروا عليه هذه ال ِّنديِّة ،ولم يبخسوه شاعريّته التي توازي في خلقها وإبداعها وآفاقها شاعريّة «غوته» ،ولم يغمطوه عنفوانه الفكريّ وتقحّ مه الجريء الذي يشبه في مضائه وانطالقه ما كان عليه «نيتشه» َمضا ًء وانطالقاً. ولن نستغرب عندها أن نقرأ هذا اإلطراء ال��ذي يدبّجه شاعر ألمانيا وروائيها «هرمان هسّه» في ّ حق «إقبال» إذ يقول: «ينتمي السير محمّد إقبال إلى ثالثة أحياز روحيّة ،وهذه األحياز الروحيّة الثالثة هي منابع آثاره العظيمة ،وهي :حيّز القارة الهنديّة ،وحيّز العالم اإلسالميّ ،وحيّز الفكر الغربيّ . مسل ٌم كشميري األصل ،مث ّقف بالقرآن، وبـ «الفيدانتا» ،وبالتصوّ ف الفارسيّ – العربيّ ،وفي نفس الوقت ّ متأثر بالفلسفة الغربيّة وقضاياها .عارف بـ «برجسون» و «نيتشه» .يقودنا في ممرّ ات لولبيّة، ترتفع شيئا ً فشيئا ً داخ��ل مناطق عالمه الخاصّ . ً ّ لم يعد متصوّ فا ،ولكنه أخذ العهد على جالل الدين الروميّ ،ولم يعد من أتباع «هيجل» ،أو «برجسون» ،ولك ّنه ظ ّل فيلسوفا ً متأ ّمالً. إنّ قوّ ة «إقبال» تنبع من مجال آخر ،من الدين واإليمان ،فهو تقيّ صالح ،نذر نفسه هلل ،ولكن إيمانه ليس إيمان األطفال ،وإ ّنما إيمان رجل متحمّس مجاهد ،وجهاده ليس جهاداً من أجل هللا فحسب ،وإ ّنما من أجل العالم أيضاً ،فإنّ عقيدة «إقبال» موجّ هة للجميع ،وأمنية أحالمه هي إنسانيّة م ّتحدة تحت راية هللا ،وفي خدمته. لن يجد المسافرون روح ّيا ً إلى الشرق في ثقافة «إقبال» الواسعة ،وفي حبّه
الفيّاض للتأمّل ،أه ّم وأعظم جوانب عقله الجبار ،وإ ّنما في قوّ ة حبّه ،وفي قدرته على التشكيل ،سيعجبون به من أجل تلك الشعلة الفيّاضة في قلبه ،ومن أجل عالمه الشاعرّ ي ،وسيحبّون أعماله باعتبارها الديوان الشرقيّ الغربيّ (انظر :مجلّة «فكر وفنّ » األلمانيّة التي تصدر باللغة العربيّة ،عدد ،32سنة ،1979ص .)1 كانت ن ّديّة «إقبال» ن ّديّة المطمئنّ الواثق، لذا كانت طافحة باألريحيّة واإلنصاف، فوصف «غوته» بأ ّنه أكبر شاعر في العالم الغربيّ ،كما كان «ج�لال الدين الروميّ » أكبر شاعر في العالم اإلسالميّ ، وقال في ذلك: شاعر األلمان في روض إرم فاز بالصحبة من شيخ العجم ً شاعر يشبه ذا العالي الجناب ما نب ّيا هو، لكن ذو كتاب وكتب «إقبال» ديوانه« :بيام مشرق»، أي :رس��ال��ة ال��ش��رق ،ف��ي سنة 1923 باعتباره ر ّداً على ديوان «غوته» الذي كتبه في 1819وعنونه بـ «ال��دي��وان الغربيّ الشرقيّ » ،وبحسب المستشرق «ألبرت تايال» ف��إنّ ه��ذا ال��دي��وان كان الصوت األوّ ل في الشرق الذي استجاب ألغاني «غوته» ،وقد عرف الدارسون األلمان هذا الديوان بفضل المستشرق البريطاني «نيكلسون» الذي كتب عنه مقاالً في عام ( .1925انظر :مجلّة «فكر وفنّ » عدد ،32ص .)64 وفي هذا الديوان نفسه يذكر «إقبال» «نيتشه» في قصيدة عنوانها «شوبنهور ون��ي��ت��ش��ه» ،يشيد فيها ب��ق��وّ ة اإلرادة وببطولتها عند «نيتشه» التي تتقبّل الحياة كما هي ،وتحاول السيطرة عليها ،خالفا ً لـ «شوبنهور». أمّا في ديوان «جاويد نامة» أيّ :رسالة الخلود ،وهو من أواخر دواوينه ،ويشبه إلى ح ّد كبير «رسالة الغفران» لـ «أبي العالء المعريّ » ،حيث يقوم شاعرنا برحل ٍة بين الكواكب والمجرّ ات بصحبة موالنا «جالل الدين الروميّ » ،ويلتقي فيها في ك ّل كوكب من الكواكب وفلك من األفالك بالحكماء والشعراء والمتصوّ فة والفالسفة والملوك ،فيحاورهم ويحاورنه ،ويحاجّ هم ويحاجّ ونه ،فإنّ شاعرنا يضع «نيتشه» خارج حدود الكواكب واألفالك ودون ج ّنة الفردوس ،في رمز إلى نجاح «نيتشه» ف��ي إدراك الجانب اإلل��ه��يّ ف��ي النفس
اإلنسانيّة ممّا جعله يندفع خارجا ً عن إسار عالم األفالك م ّتجها ً نحو العالم الروحانيّ ، لك ّنه ما لبث أن تردّد في الطريق وأخفق في قطع مراحله التالية فبقيت روحه معلّقة على هذا النحو ،وفي هذا المقطع يقيم «إقبال» مقارنة تنضح بالداللة بين «نيتشه» و «ال��ح�ّل�اّ ج» ،إذ يعتبر أنّ مقولة «نيتشه» حول «السوبرمان» أو «اإلنسان األعلى» هي العبارة المعاصرة ّ الحق»! على أ ّننا لقول الحلاّ ج القديم« :أنا لن نكرّ ر هنا ما قدّمه مترجم هذا الديوان وشارحه الدكتور «محمّد السعيد جمال الدين» من معلوما ٍ ت مهمّة حول مقام الفيلسوف األلماني «نيتشه» عند «إقبال»، ذكر للدراسات التي حاولت فهم هذه ومن ٍ تقصير وقع العالقة ،بل سنلفت النظر إلى ٍ فيه الدارسون العرب لفلسفة «نيتشه» حين تناولوه بالعرض والشرح والدرس فاعتنوا بآراء «كارل ياسبرز» و «مارتن هايدغر» وغيرهما ح��ول «نيتشه»، وأغفلوا عرض «إقبال» ونقده!! فلم يلتفت يعن به دارس نتيجة الخور إليه باحث ،ولم َ النفسيّ الذي أحكم خيوطه حول أرواح دارسينا وباحثينا .أَ َو يُعقل أن يرقى شرقيّ أو مسلم لنقد «نيتشه» أو ح ّتى لمجرد االقتراب منه! مع العلم أنّ «إقبال» كان من أوائ��ل من عرض نظريّة «نيتشه» حول «العود األب��ديّ » ،ومن أوائ��ل من قوّ مها بحيث نقلها من «التكرار األبدي» إلى «التطوّ ر األب��ديّ » مقدّما ً في ذلك رؤيته الخاصّة ومسوّ غاتها في كتابه «من تجديد التفكير الدينيّ في اإلس�لام» ،هذا الكتاب الذي عرفه األلمان بعيد صدوره في ،1933وعرفناه نحن العرب كذلك، ولكن بعد نحو 25سنة من صدوره. الحاصل ...هل يأتي اليوم الذي نقف فيه أمام الفكر الغربيّ وقفة األنداد والن ّقاد من دون تش ّنج مريع أو خصومة فاجرة؟ هذا ما نرجوه ...وذا ما نأمله.
حممّد أمري ناشر النعم www.allsyrians.org
4
العدد 33
السنة الثانية
/ 25حزيران 2015/
انتهاكات
حازم النهار – موقع حزب الجمهورّية
الثالثي القاتل ّ بالقوة الظرف ّية االنتشاء ّ
ف����ي أث����ن����اء خ��دم��ت��ي العسكريّة ،جلسنا مجموعة م��ن ال��ض� ّب��اط المج ّندين والمتطوّ عين ،وبوصفي «المث ّقف» بينهم ،من دون ادّعاء أو فضيلة، كانوا يوجّ هون حديثهم إليّ ،خصوصا ً أ ّنني بدأت خدمتي العسكريّة وهم على علم مسبق بأ ّنني «معارض» لـ «النظام الحاكم». ما بين الكالم الهزليّ والج ّديّ صدرت من أحد ّ «المعتزين» كثيراً بأنفسهم ،والذي الضبّاط ّ يشعر في قرارة نفسه أنه مالك البلد وما عليها، ّ ودق على عبارة «نحن من يصنع التاريخ»، صدره بعنفوان ،ث ّم نظر في عينيّ مباشرة ُ فاضطرّ ه منتظراً ردّة فعلي البطيئة نوعا ً ما، صمتي إلى أن يسألني مباشرة :أليس ذلك صحيحا ً يا دكتور؟ أجبته بوضوح :ال .كان وقع الجواب مثل انسكاب سطل من الماء البارد عليه .أصرّ على معرفة رأيي ،فأجبته« :التاريخ يصنعه العقالء وليس األقوياء»ّ ، فهزه هذا الكالم وبدا ً عليه التو ّتر .وتابعت شارحا رأيي :األقوياء يصنعون التاريخ لفترة وجيزة من الزمن، حدودها هي حدود قوّ تهم ،بينما العقالء يبنون دوالً وعلما ً وفكراً وف ّنا ً وأدبا ً يبقى أبد الدهر .ال أحد يذكر من كان رئيس وزراء مصر قبل مائة عام أو خمسين عاما ً من دون أن يتعب نفسه أو يكون متخصّصا ً في التاريخ أو السياسة ،لكن معظم الناس يعرف أم كلثوم؛ ويجد معظمنا صعوبة في تذكر اسم قائد الجيش في لبنان قبل خمسين عاماً ،لكنّ معظم الناس يعرف فيروز. بالطبع لم أكن ألنكر دور القوّ ة في صناعة التاريخ ،لكن ردّي كان محموالً على فكرة «تنفيس» ذل��ك الضابط المنتشي بقوّ ته، خصوصا ً مع شعوره ،ضمنا ً وعلناً ،بأ ّنه من ملاّ ك البلد. لكن يبدو أنّ االنتشاء بالقوّ ة ظاهرة عامّة، فمعظم العاملين في حقلي السياسة والثقافة في سورية ،اليوم ،يبنون خطابهم السياسيّ باالستناد إلى مقدار القوّ ة المتوافرة بين أيديهم. وخطابهم هذا تشت ّد وتيرته أو تضعف استناداً
إلى تغيّر موازين القوى .بالنسبة لنا نقول إنّ الرؤى السياسية التي تستند إلى القوّ ة الظرفيّة ال يُعت ّد بها ،فهي متغيّرة بتغيّر موازين القوى، وهذه القوّ ة ال تبني أوطانا ً ودوالً ومجتمعات، خصوصا ً عندما تكون مقصورة على الذراع العسكريّة .هي ليست أكثر من رؤى منفعلة أو منتشية بما لديها من قوّ ة لحظيّة أو بحكم وضعها الجديد في المعادالت الدوليّة واإلقليميّة الحاليّة. لألسف ،هناك الكثير من القوى والفئات المجتمعيّة في سورية كان لها طموحات محدّدة قبل الثورة السوريّة ،لك ّنها تغيّرت بشكل غير منطقيّ ،خالل السنوات األرب��ع الماضية، استناداً إل��ى ما حصّلته من ق��وّ ة عسكريّة تدريج ّياً ،وباتت سورية آخر همّها ،وهي تعمل وفقا ً لمقولة «أنا ومن بعدي الطوفان» .لطالما كانت مثل هذه الممارسة السياسيّة خرابا ً على الجميع ،والتاريخ شاهد كبير على ذلك.
الالعقالن ّية السياس ّية
كارثة االنتشاء بالقوّ ة الظرفيّة تزداد خطورة عندما تترافق بالالعقالنيّة السياسيّة .فقد بتنا اليوم نشهد وجود الكثير من «األقوياء» ،لكن مع قلّة في العقالء .القوّ ة المتوافرة لدى البعض ينقصها الكثير من العقل ،فمن دونه تتحوّ ل القوّ ة عبئا ً على أصحابها ،وربّما تقتلهم قبل غيرهم في لحظة من اللحظات أو عندما تتغيّر موازين القوى أو العالقات اإلقليميّة والدوليّة في لحظة أخرى. الخطاب السياسيّ الذي يريد ترسيم الحدود بالدم ،انطالقا ً من وافر القوّ ة لديه وإنجازاتها الميدانيّة على األرض ،ليوسّع من خريطة دويلته أو إم��ارت��ه أو كانتونه أو حارته، فإ ّنما يؤسّس اليوم لحرب دائمة ،هي حرب الجميع ض ّد الجميع ،ألنّ الحدود التي ترسم بالدم ستظ ّل تجرّ المزيد من الدم ،ولن تخلق االستقرار والطمأنينة ألحد ،بل ستنشر حقداً وكراهية مستمرّ ين. هذه الحدود مصطنعة في رأي الجميع ،وهذا صحيح .وكانت في كثير من األحيان قاسية،
لكن ال أدري ح ّقا ً إن كان هناك دولة واحدة في العالم حدودها ليست مصطنعة ،فحدود معظم الدول تغيّرت عبر التاريخ ،وستظ ّل تتغيّر، وللجميع أسانيدهم «التاريخيّة» المختلفة عندما يتحدّثون عن الحقوق والحدود والدول .ربّما يرى البعض أنّ هذه الحدود ،في المآل ،ليست مقدّسة ،لكن من المه ّم أن نرى أيضا ً أن أيّ تعديل في الحدود حال ّيا ً لن يرضي أحداً ،مع أنّ ذلك قد يكون مقبوالً في لحظة أخرى نعيد فيها معا ً نظرتنا إلى أنفسنا وتاريخنا وموروثاتنا في أجواء صحّ يّة. في اعتقادي ،ما يريده السوريّون الطبيعيّون اليوم هو دولة وظيفيّة حياديّة فوق انتماءاتهم كلّها ،الدينيّة والطائفيّة واإلثنيّة ،تعيد لهم إنسانيّتهم المهانة وحرّ يّاتهم المسروقة ،كي يستطيعوا إعادة النظر في قناعاتهم وتاريخهم وهويّاتهم وترّ هاتهم وأوهامهم وأحالمهم ونزواتهم .السوريّون الطبيعيّون هم السوريّون غير الملوّ ثين باأليديولوجيّات البائسة أو الموروثة من جميع األشكال واأللوان ،القوميّة والدينيّة والمذهبيّة. أعتقد أ ّننا ،كسوريّين ،نحتاج في اللحظة الراهنة ،إلى أن ننجو معا ً من الكارثة ،وهذه ليست مقولة أخالقيّة صرفة بل مقولة سياسيّة عقالنيّة أوّ الً وأساساً.
حديث المظلوم ّيات
ال يوجد جهة سياسيّة أو فئة اجتماعيّة (إثنيّة أو دينيّة أو مناطقيّة) في منطقتنا إلاّ ولديها «مظلوميّة تاريخيّة» تغ ّنيها اليوم ،وتطلب من اآلخرين االستماع إليها ،وهذا طبيعيّ .لذلك كان الحوار الجاري على صفحات التواصل االجتماعيّ ،خصوصا ً في إط��ار ناشطين في حقلي السياسة والثقافة ،أشبه ما يكون بـ «حوار المظلوميّات» ،يساهم فيه الجميع بنشر الكراهية .كذلك ،للجميع كتبهم ومراجعهم «التاريخيّة» التي يبنون عليها مظلوميّاتهم وحقوقهم ،بعضها أصيل وصحيح ،وبعضها اآلخر مل ّفق وزائف ،وهذا أيضا ً أمر طبيعيّ . يجب أن تكون معالجة المظلوميّات كا ّفة على جدول أعمال الجميع .لكن ،من المه ّم االنتباه
إلى أنّ بناء الرأي السياسيّ والخطاب السياسيّ باالستناد إل��ى المظلوميّة فحسب لن يح ّل المظلوميّة ،بل سيكون ذهابا ً نحو كارثة مستمرّ ة. ه��ذا م��ا يحدث ف��ي «ح��وار المظلوميات» الجاري ،والذي هو بالضرورة «ح��وار بين الضحايا» .أليس من العار أن يجري «ح��وار» متخم بالمرضيّة بين «مظلوميّتين» ،كالعرب والكرد في سورية مثالً ،هما ضحيّتان لنظام سياسيّ واح��د، وضحايا جهلهما ببعضهما بعضاً ،وبدالً من الذهاب معا ً نحو معالجة السبب الرئيسيّ في معاناة الضحيّتين معاً ،تذهب المظلوميّتان الضحيّتان نحو نهش لحميهما؟! ال يوجد في سورية جماعات قوميّة بل إثنيّات وأعراق ،عرب وأكراد وتركمان وآشوريّين.. إلخ ،وح ّتى تتحوّ ل هذه إلى قوميّات حديثة، فإ ّنها تحتاج إلى الكثير من الجهد الفكريّ السياسيّ ،يقع في أساسه تجاوز االنطالق من شعور المظلوميّة في عمليّة بناء الهويّة القوميّة. فعندما تكون المظلوميّة هي المنطلق سيبني أصحابها ،مع الزمن ،نزوعا ً «قوم ّياً» منتفخا ً وعنصر ّيا ً بالضرورة ،وستكون المظلوميّات أرضيّة خصبة لتبرير الجور في ّ حق بعضنا بعضاً. كذلك ،ال ب ّد من تجاوز تعريف الذات بداللة بناء عالقة عدائيّة مع اآلخر ،أو ادّعاء تميّز ال��ذات وفرادتها في الوقت الذي يجري فيه ّ والحط من قيمتها. تحقير ال��ذوات األخ��رى يقيناً ،ال ّ يحق ألحد ادّعاء الفضيلة في منطقتنا، كلّنا أبناء التخلّف والتقليد والماضي والعجز وقلّة الحيلة ،أو كما يقال «كلّنا في الهوا سوا»، وإن لم نكن ،أش ّقاء في الدم ،فنحن أخوة في ّ المتأخر وغربتنا الرضاعة ،من جهة تفكيرنا عن حضارة العالم. في هذا السياق ،يمكن القول إنّ «الخطاب القوميّ الكرديّ » شقيق «الخطاب القوميّ العربي» في ال��دم أو الرضاعة .كالهما معجونان بادّعاءات ذاتيّة ال قيمة لها بالتميّز
والتفوّ ق والقوّ ة ،وكالهما يرفعان من شأن الغلبة والعصبويّة والعرق ،وكالهما يرسمان صوراً نمطيّة سلبيّة عن اآلخر المختلف بهدف تنمية الوهم بقيمة ال��ذات ،وكالهما ينهالن من بحر «المظلوميّات التاريخيّة» ،واأله ّم أنّ كليهما يعمالن ض ّد نفسيهما ،وض ّد الكرد والعرب على السواء ،على الرغم من ادّعائهما العكس لفظ ّياً. جدير بالذكر ،أنّ الكرد والعرب ،كشعوب، ليسوا مسؤولين عن انحطاط «الخطابات القوميّة» لما يسمّى «النخب» السياسيّة والثقافيّة ،الكرديّة والعربيّة.
الثالثي القاتل ّ
من المه ّم ،بالنسبة لنا جميعاً ،أن ندرك خطر تضافر أرك��ان هذا الثالثيّ القاتل :االنتشاء بالقوّ ة ،حديث المظلوميّات ،الالعقالنيّة السياسيّة ،خصوصا ً مع توافرها بدرجات متفاوتة لدى أغلبيّتنا. من المه ّم أن نخ ّفف من االرتكاز إلى القوّ ة الميدانيّة في بناء نهجنا وخطابنا السياسيّين؛ ومن المه ّم أيضا ً أن نتفهّم مظلوميّات بعضنا بعضاً ،وأن نتجاوزها عند تحديد خياراتنا السياسيّة ،فما يحتاجه الجميع هو فسحة من الحرّ يّة واألم��ل إلع��ادة اكتشاف أنفسنا واآلخرين ،ومعالجة مظلوميّاتنا وتخليصها من أيّة رؤى ذاتيّة أو واهمة؛ وكذلك من المه ّم أن نوسِّع مساحة العقالنيّة السياسيّة في رؤوسنا، كي ال يكون االنفعال بالحوادث الراهنة ،مهما كانت مؤلمة ،هو ك ّل أدائنا السياسيّ .قليل من الهدوء والتف ّكر والتعالي على الجراح «التاريخيّة» ..والتواضع أيضاً ،ينعش قلب المؤمن!
جهاد اليازجي -جريدة المدن اإللكترونّية صحيفة العرب -دّ . خطار أبو دياب
«خصوصّية» طرطوس االستدارة السعودّية نحو موسكو دعا رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس وهيب مرعي ،الحكومة أخيراً إلعالن محافظة طرطوس منطقة حرّ ة .وفي مقابلة مع جريدة «الوطن»، قال مرعي إنّ هذه الخطوة ستو ّفر دخالً وطن ّيا ً كبيراً لسورية ،وسيجعل من طرطوس مركزاً اقتصاد ّيا ً مه ّما ً في المنطقة ،بشكل مماثل «للمدن الساحليّة األخرى» ،ومشيراً إلى مدن كمدينة دبيّ .وأضاف مرعي أنّ «على الحكومة أن تسمح بتشيّيد أبنية شاهقة في المدينة ،حيث الكثافة الس ّكانيّة مرتفعة ،وحيث األراض��ي المتو ّفرة للبناء محدودة .وض��رورة المحافظة على األراض��ي الزراعيّة تبرر بناء أب��راج سكنيّة» .ومن المعروف أنّ الحكومة السوريّة تحظر ،تقليد ّياً ،إقامة أبنية عالية في المدن وذلك على الرغم من أ ّنه سبق لمستثمرين في المجال العقاريّ أن حاولوا رفع هذه القيود. م��ن المعروف أنّ مرعي مستثمر يتم ّتع بعالقات جيدة مع المسؤولين السورييّن .وينشط في قطاعات متنوّ عة بما فيها إنتاج الحديد ،كما يمتلك أسهما ً ومقاعد في مجالس إدارة العديد من البنوك وشركات التأمين ،ومنها على سبيل المثال فرانسابنك سوريا ( ،)Fransabankبنك قطر الوطنيّ ( )QNBفي سوريا ،وشركة أدير سوريا (.)ADIR في الواقع ،تعكس أقوال مرعي أفكار كثيرين من النخب السوريّة الذين ظهروا خالل فترة عقد من االنفتاح االقتصاديّ الذي سبق الثورة .هؤالء ي��ف� ّك��رون بتوسيع القطاعات التي تعود عليهم بأعلى العوائد وبأق ّل المخاطر ،كقطاع التجارة والمصارف والعقارات ،وذلك على حساب قطاعات أخرى وعلى حساب شرائح واسعة من الس ّكان .وقد عكست سياسات الحكومة االقتصاديّة التي طبّقت خالل العقد المذكور تحت شعار «اقتصاد السوق» مصالح هذه النخب.
مع ذلك ،فإنّ كالم مرعي يمكن أيضا ً أن يعكس التغيّر في ميزان القوى بين المناطق السورية من ناحية ،وبين ّ تمثله الحكومة مركز البالد ال��ذي والعاصمة دمشق من ناحية أخرى. إنّ ضعف الدولة المركزيّة السوريّة، ِّ تشظي البالد وتف ّتتها ،كلّها وازدي��اد ع��وام��ل تقود أكثر فأكثر إل��ى قيام الشخصيّات ال��ن��اف��ذة بالبحث عن استقالليّة أكبر وعن تعامل تفضيليّ أوضح لمدنها ومناطقها .وفي السياق، اعتبر مرعي أ ّنه« ،لتطوير هذه المدينة عمران ّيا ً وزراع ّيا ً واقتصاد ّياً ،فهي تحتاج إلى مراعاة خصوصيّتها من خالل عدم تطبيق التعليمات المركزيّة التي ال تراعي خصوصيّة هذه المدينة، كالتراخيص الصناعيّة». وفي حين يبدو هذا اال ّتجاه واضحاً، ح ّتى اآلن ،في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ،فإنّ المركزيّة تبقى مهمّة في المناطق الخاضعة لسيطرته. وفي طرطوس ،بشكل خ��اصّ ،تبقى الدولة حاضرة بقوّ ة ،وخصوصا ً أنّ القسم األكبر من س ّكان المحافظة ّ كموظفين في الدولة أو في يعملون أجهزة األمن أو الجيش ،األمر الذي يعزز عالقة الس ّكان القويّة بالدولة. بالطبع ،غالبا ً ما تقف وراء المطالبة بـ»خصوصيّة» منطقة ما ،والدفاع عن مصالحها في مواجهة الحكومة المركزيّة ،مصالح طبقة خاصّة من النخب في تلك المنطقة ،والتي ال تريد أن تقف أيّة عوائق في وجه أنشطتها في مواجهة األنظمة التي تضعها الدولة. سيكون من المه ّم في األسابيع واألشهر ال��ق��ادم��ة أن ن��راق��ب كيف ستمضي عملية التف ّكك في سورية .وإذا كانت كلمات مرعي تعكس اتجاها ً معيّنا ً لدى المسؤولين في طرطوس أو في دمشق، ف��إنّ نشر هذه التعليقات في صحيفة يتردّد أنّ ملكيّتها تعود لرامي مخلوف ابن خال ب ّ شار األسد ،رجل األعمال ً األكثر ثرا ًء ونفوذا في البالد ،يشير إلى ضرورة أخذها على محمل الجدّ.
newspaper@allsyrians.org
ب���وت���ي���ن ي��ج��د ف���ي االن��ف��ت��اح السعوديّ فرصة للتعويض عن أيّة خسارة في سورية والسوق اإليرانيّة ،أمّا القيادة السعوديّة فتعتقد أنّ ضمان المصالح السعوديّة يقتضي تغيير الرهانات والمخاطرة. منذ تبوّ أ الملك سلمان بن عبد العزيز سدّة العرش السعوديّ ،تتالحق التطوّ رات الداخليّة واإلقليميّة، وتتعامل معها القيادة الجديدة في مسعى واضح لتحسين آليّات الحكم وتأمين استقرار البالد ،والدفاع عن دور المملكة العربيّ واإلسالميّ والدوليّ في وجه التوسّع اإليرانيّ ومخاطر التطرّ ف وتغير األولويّات األميركيّة. بعد إطالق «عاصفة الحزم» بهدف الدفاع الوقائيّ وتغيير ميزان القوى اإلقليميّ ،لم تسمح القمّة األميركيّة – الخليجيّة في كامب ديفيد بترميم الثقة بين واشنطن والرياض .وفي األسابيع األخيرة تفاقم االحتقان اإلقليميّ مع استمرار العمليّات في اليمن وتدهور الوضع في العراق وسورية، لذا تجد الرياض نفسها أمام منعطف دقيق؛ ألنّ استهداف المملكة العربيّة السعوديّة وبالد الشام وسط غياب إستراتيجيّة أميركيّة ناجحة لمقاربة الوضع برمّته ،دفع بالمملكة ال ّتخاذ قرار بإعادة تموضع سياستها الخارجيّة ،حيث كشفت العمليّات العسكريّة في اليمن عن حذر أميركيّ حيالها ،وعن استنكاف باكستان الحليف المفترض ،وكذلك عن تردّد الفت لبعض األقربين .وهذا يفسّر بدء إعادة النظر باإلستراتيجيّة السعوديّة واالستدارة نحو موسكو ،بعد تمتين العالقة مع باريس ،وتعزيز الصالت االقتصاديّة مع كبار الالعبين اآلسيويّين. في سياق لعبة األم��م الجديدة من باب المندب والخليج إلى شرق البحر األبيض المتوسّط ،نشهد العديد من اختبارات القوّ ة بين الالعبين اإلقليميّين ك فيه أنّ روسيا التي ح ّققت والدوليّين ،وممّا ال ش ّ حلم قياصرتها في الوصول إلى المياه الدافئة، تحاول الحفاظ على مكاسبها إذ أ ّنها تنازلت بشكل محدود داخ��ل مجلس األم��ن بخصوص الملفّ اليمنيّ الذي ال يعتبر من أولويّات سياستها الخارجيّة ،وأخذت تلوّ ح باحتمال تغيير موقفها من ب ّ شار األسد. وبينما لم تفلح إستراتيجيّة باراك أوباما في احتواء خطر «داعش» أو ح ّل المشاكل اإلقليميّة ،يبدو أنّ تقاطع المصالح خاصّة في سوق الطاقة وإعادة النظر بالخيارات الدبلوماسيّة من قبل الطرفين ،قد
يسمح بتأسيس صلة روسيّة – سعوديّة تكون أحد بدائل الرياض عن عالقتها المميّزة مع واشنطن التي كانت في طور التراجع ويمكن أن يمسّها ،في الصميم ،الترتيب األميركيّ – اإليرانيّ المنتظر الذي ال يراعي المصالح السعوديّة والخليجيّة والعربيّة حسب وجهة نظر الرياض. ضمن هذه األجواء ،أتت زيارة األمير محمّد بن سلمان بن عبدالعزيز وليّ وليّ العهد السعوديّ وزي��ر الدفاع إلى روسيا ،واجتماعه بالرئيس فالديمير بوتين واإلعالن عن توقيع ّ ست اتفاقيّات إستراتيجيّة ،على رأسها اتفاقيّة تعاون في مجال االستخدام السلميّ للطاقة النوويّة (خالل الزيارة أعلم الجانب السعوديّ الروس عن قرار ببناء س ّتة عشر مفاعالً نوو ّيا ً سلم ّيا ً وسيكون لموسكو نصيب كبير في هذا اإلطار) ،وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكريّ والتعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى ا ّتفاقيّات تعاون في مجال اإلسكان والطاقة والفرص االستثماريّة. ناقش لقاء سان بطرسبورغ الوضع في الشرق األوسط واليمن وسورية ،ومكافحة تنظيم «داعش» إلى جانب العالقات الروسيّة – السعوديّة الثنائيّة، وزيادة التعاون االقتصاديّ بين البلدين .وأبرز دليل على نجاح اللقاء إعالن األمير محمّد بن سلمان، عن زيارة قريبة لروسيا يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ،تلبية لدعوة من الرئيس الروسيّ فالديمير بوتين. سنكون إذن أمام معطى إستراتيجيّ بالغ األهميّة في الشرق األوسط ،إذا ت ّم تطوير االنفتاح إلى تقارب بين موسكو والرياض ،ممّا سينعكس على رياديّة موقع واشنطن وعلى مجمل المشهد اإلقليميّ . منذ نهاية عام ،2011أصبح الملفّ السوريّ مل ّفا ً خالف ّيا ً بامتياز بين المملكة العربيّة السعوديّة واال ّتحاد الروسيّ ،ويسود االعتقاد أنّ اعتماد بوتين نهجا ً أكثر مرونة يمهّد لتغيير تدريجيّ في سورية ،يش ّكل مدخالً لتطبيع متسارع مع الرياض، وإعطاء زخم للعالقات الثنائيّة. تعوّ ل الرياض على قبول روسيا بتعديل في تفسيرها لوثيقة جنيف 1وتحديداً عبر إقصاء ب ّ ك شار األسد من المرحلة االنتقاليّة .وممّا ال ش ّ فيه أنّ التحوّ ل في ميزان القوى في الميدان لصالح المعارضة العسكريّة للمرّ ة األول��ى منذ ربيع ،2013باإلضافة إلى زي��ادة نفوذ «داع��ش»، أسهما في خلخلة المقاربة الروسيّة المنحازة كل ّيا ً للنظام. وي��ق��ول م��ص��در روس����يّ إنّ أب���رز ال��خ��ب��راء
والمستشارين الروس غادروا سورية ،وإنّ تزويد دمشق بالعتاد والذخيرة لم يعد منتظما ً كما كان في .2014من الواضح أنّ «الصفقات االقتصاديّة» و «االتفاقيّات اإلستراتيجية» و «التعاون في سوق الطاقة» ال تش ّكل لوحدها عناصر التفاوض السعوديّ ،بل أنّ مستقبل الدولة السوريّة والنفوذ ال��روس��يّ في العالم العربيّ ومخاطر انتشار التطرّ فّ ، ّ لحث الرئيس بوتين تمثل وسائل إضافيّة على صياغة موقف جديد ،لناحية حماية ما تب ّقى من المؤسّسات ودور المكوّ ن العلويّ قبل أن تتف ّكك ك ّل البالد مع زيادة نفوذ األطراف الخارجيّة. ويالحظ أحد المتابعين أنّ موسكو ،كما الرياض وواشنطن وباريس ،تتمسّك بوحدة األراض��ي السوريّة ،فيما تميل إيران إلى قبول استمرار النظام الحاليّ على جزء من سورية لضمان مصالحها وديمومة محورها اإلمبراطوريّ وتواصله مع لبنان. وم��ن االنعكاسات المحتملة للتقارب الروسيّ – السعوديّ ،عدم اقتصار ربط األمن الخليجيّ بالتحالف مع واشنطن والغرب ،وبلورة شراكة مع روسيا لحماية المصالح الخليجيّة على ضوء االن��ق�لاب ال��ذي سيحدثه االت��ف��اق األميركيّ – اإليرانيّ ،وسيكون هناك بالطبع جهد سعوديّ من أجل بقاء الموقف الروسي من اليمن بعيداً عن إغراءات إيران وتأثيرها. باإلضافة للمل ّفين السوريّ واإلي��ران��يّ ،وبحث التبادل العسكريّ والتعاون النوويّ السلميّ ،لم يغب موضوع أسعار النفط الخام .في الماضي القريب كانت القيادة الروسية تش ّكك باستخدام الرياض سالح النفط لليّ ذراع طهران وموسكو في اختبار قوّ ة إقليميّ .وما تسرّ ب عن زيارة األمير محمّد بن سلمان األخيرة كان في تقديم طمأنة سعوديّة لموسكو بهذا الصدد ،وتعدّى األمر ذلك نحو التطرّ ق إلى احتمال قيام تعاون في سوق الطاقة في مواجهة إغراق السوق بالنفط الصخريّ األميركيّ وهو بمثابة «منافس النفط الخام السعوديّ والروسيّ في آن معاً». هكذا تختلط البيادق على رقعة الشطرنج في غرب آسيا والخليج والشرق األوسط ،ويبدو أنّ القيصر بوتين يجد في االنفتاح السعوديّ فرصة للتعويض عن أيّة خسارة في سورية والسوق اإليرانيّة ،أمّا القيادة السعوديّة المتذمّرة من إدارة أوباما فتعتقد أنّ ضمان المصالح السعوديّة يقتضي تغيير الرهانات والمخاطرة للوصول إلى مشهد إستراتيجي جديد.
www.allsyrians.org
انتهاكات
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
5
السنة الثانية
ما هو «حصان طروادة» الذي استخدمته ق ّوات حماية الشعب لتهجير الكورد والعرب والتركمان؟ سياسة ممنهجة
كيف ت ّم تسهيل دخول «داعش» إلى عين العرب (كوباني) وغيرها من مناطق الجزيرة السورّية؟ كيف استطاعت «داعش» شحن 90ألف ط ّن قمح من صومعة «تل محيس» و 150ألف ط ّن من «امليلبيّة» يف وضح النهار دون أن ُتقصف شاحنة واحدة؟ ّ ارتفعت األصوات مؤخراً لتكشف النقاب عن وتمنعهم من المغادرة وتعتقلهم لتز ّج بهم في حركة تهجير واسعة تقوم بها وحدات حماية جبهات القتال ،إضافة إلى تسجيل عدد من ّ الشعب الكورديّة بحق الس ّكان العرب من حاالت خطف الفتيات القاصرات وتجنيدهنّ ، المناطق التي تت ّم السيطرة عليها بعد خروج وهي القضيّة التي أثارت استنكاراً واسعا ً بين «داعش» منها ،ولكنّ ذلك ليس سوى نصف األهالي ،وصلت ح ّد التظاهر ض ّد الحزب الحقيقة التي ما زال يجهلها الكثيرون ،إذ لم ورفع تقارير عديدة لمؤسّسات حقوقيّة بهذا تقتصر حركة التهجير على العرب فقط وال الشأن. بدأت اليوم فقط ،فقد بدأت مُب ّكراً ،منذ تسلّم أمّا عن الجانب العسكريّ ،فقد أفادت شهادات حزب صالح مسلم « »pydالمناطق التي الناشطين وعناصر مقاتلة من الحزب ذاته عن أعلن الحقا ً إقامة كانتونات اإلدارة الذاتيّة فيها ،ترتيبات مريبة كانت تت ّم بهدف ترك القرى والحزب يقوم بتهجير ك ّل كرديّ غير موال لقمة سائغة أمام تنظيم «داعش» ،وقبل سيطرة ٍ له وال يوافق على سياساته ،وي ّتهم الكثير من «داعش» على عين العرب (كوباني) نشرت الناشطين واألهالي بالتواطؤ مع «داعش» تقارير وسائل اإلعالم العديد منها ،وتقول إحدى وتسهيل دخوله إلى مناطق الجزيرة السوريّة ،الشهادات :إ ّنه في «زور مغار» كان يصل وذلك بهدف إظهار نفسه مدافعا ً عن المنطقة عدد المقاتلين إلى الـ 500مقاتل ،انسحبوا ومقاتالً لإلرهاب ،وي ّتهم األهالي الحزب بتركه فجأة بأوامر من القيادة ،وقبل االنسحاب أُمروا َ ال��س� ّك��ان لمصيرهم أم��ام بحرق المخفر ،كما نشرت «داعش» وانشغاله بتهجير شهادة مقاتل مدنيّ في صفوف المدنيّين العرب من قراهم ارتكبت جمزرة قرية ميليشيا وحدات حماية الشعب يقول فيها: كما حدث في ناحية الشيوخ «التليليّة» يف /5/29 بريف حلب والمجاورة لعين «إ ّن���ه���ا تنشر ان��ت��ص��ارات كانت حيث ،2014 العرب (كوباني) ،إذ قامت إعالميّة تقابلها هزائم على األرض ،فهم ينشرون أخباراً عناصر الحزب قبل وصول حواجز حزب pyd «داع����ش» إل��ى المنطقة ومقاطع فيديو عن بطوالتها بالقرية حتيط ّ بالتسلّل إلى أطراف الشيوخ واالنتصارات التي تحققها في مختلف جبهات القتال في عين بين منطقتي «الجديدة» يوم دخول عناصر و «جبّ الفرج» ،وقاموا العرب (كوباني) في الوقت إليها «داعش» بخطف ك � ّل أف���راد عائلة الذي تتعرّ ض فيه في الواقع «الشيخ برهو» ،ويقدّر عدد لسلسة من الهزائم ب��دءاً من أفراد األسرة المخطوفين بـ الحرب الخاسرة في ريف «ت ّل 35غالبيّتهم من األطفال والنساء ،ث ّم قاموا أبيض» التي أدّت إلى دمار القرى الكورديّة، الحقا ً بإطالق النساء واألطفال واالحتفاظ عشر قرى ،ونزوح س ّكانها وتعرّ ض ممتلكاتهم بالرجال .وبينما يت ّم التجييش لقتال «داعش» للنهب والسلب ،واعتقال شبابهم وكانت سببا ً واقترابها من عين العرب (كوباني) ،ترك في هجرة الكورد من» ت ّل أبيض» والمآسي عناصر الحزب قتال «داع��ش» وانشغلوا والويالت التي عاشوها ،فالحرب بدأت بتدبير بالهجوم على أهالي ناحية «الشيوخ» والقرى من ال��ـ YPGو أجنحته «جبهة األك��راد» المحيطة بها ،وذلك بعد أن أعلنوا النفير العام وانتهت بصمود األهالي وحدهم بدون دعم من بذريعة «داعش» ،واستقدموا آالف المقاتلين هؤالء». ّ منشق من الـ YPGلـ الكورد من «جبال قنديل» وهم ليسوا من وفي شهادة مقاتل السوريّين ،إضافة إلى القيام بحمالت ترويع «شبكة نوروز» قال :استطاعوا وباالعتماد وتخويف للس ّكان من العناصر المتطرّ فة على أسلحتهم من تحرير نصف «تل أبيض» المسلّحة التي ستهاجمهم. خالل ساعات ووصلوا إلى مبنى المحكمة ،لكن عن أسباب ظاهرة الهجرة من عين العرب ومع نفاذ الذخيرة وعدم وصول تعزيزات من ّ (كوباني) إلى العراق وتركيّة تحدّث «عز عين العرب (كوباني) اضطرّ وا إلى التراجع الدين محمّد» عضو المجلس الوطنيّ الكورديّ تحت ضربات «داعش» التي وصلتها إمدادت سابقاً ،عن سيطرة حزب واحد قائالًُ « :تدار من الر ّقة .وذكر المقاتل المشار إليه بأنّ الذي المدينة عسكر ّيا ً وأمن ّيا ً وقضائ ّيا ً من قبل كان يقود جبهة «ت ّل أبيض» وقتها شخص من حزب واحد هو حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الـ YPGاسمه «شيار» وهو معروف هناك، pydومؤسّساته ،وهو الذي يحتكر السالح وكان يدير حينها بوّ ابتها الحدوديّة مع تركيّة، والسلطة والقضاء وال يقبل التشاركيّة أو وأ ّنه كان على اتصال مباشر معه ،وكان يعدهم اإلدارة المشتركة ،وبال ّتالي فك ّل اإليرادات ،بوصول الدعم خالل ساعات ،لك ّنه خذلهم، والغرامات أو اإلتاوات تذهب لخزينة اال ّتحاد لتكون النتيجة سيطرة «داعش» على المدينة، الديمقراطيّ ». ومع عودة الحرب إلى الريف الغربيّ وتراجع كما ساهم فرض التجنيد اإلجباريّ ومنع الشباب ميليشيا الـ YPGودخول «داعش» إلى ثالث من مغادرة مناطقهم إلاّ بإذن من مؤسّسات قرى وهي «البيّاضة ،الزيارة ،وزور مغار» الحزب في هجرة العديد من الشباب هربا ً إضافة إلى نزوح س ّكانها وس ّكان أكثر من من القتال في صفوفهم ،تالحق «األسايش» ،عشر قرى قريبة ،مع تعرّ ض منازلهم للنهب، وهي القوّ ة األمنيّة التابعة للحزب، الشباب بات الناس في حالة خوف شديد وخاصّة وأ ّنها َ
ال تثق بالـ YPGو سياساتها التي تقوم على إشعال المعارك وتوريط المدنيّين وس ّكان القرى فيها ،ممّا أدّى إلى نزوح جماعيّ للس ّكان من ك ّل تلك المناطق. ّ كما سجّ لت شهادات تفيد أن��ه بعد أن قيام «داعش» بطرد عشرات العائالت من الكورد السوريّين من القرى والمدن والبلدات في ريف الر ّقة ،وأجبرت أهالي قرية «ت ّل أخضر» التي تقع غربيّ «ت ّل أبيض» ،ويبلغ عددهم 2000 نسمة ،على الرحيل من منازلهم ،وت ّم اعتقال ك ّل من رفض الخروج، وقد منعهم مسلّحو حزب ال��ـ PYDمن الدخول ل��م��دي��ن��ة ع��ي��ن ال��ع��رب (كوباني) ،بذريعة أ ّنهم ك��ان��وا م��ن م��ن��اص��ري الجيش الحرّ ،معرّ ضين ح��ي��اة آالف المدنيّين ال��ك��ورد للخطر حسبما أف���اد م��راس��ل «س��راج برس» حينها. ال تقتصر حركة التهجير على العرب والكورد ،بل طالت التركمان فقد أفاد عضو الكتلة التركمانيّة السوريّة «محمّد جيلدر» أنّ م���ص���ادر ت��ه��دي��د التركمان ف��ي سورية تكمن في جهات ثالث وهي :النظام السوريّ ، وحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الكورديّ ،وتنظيم «داعش» ،مشيراً إلى أنّ التركمان تعرّ ضوا لهجمات من قبل «حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ ال��ك��ورديّ » في مدينة الر ّقة ،بعد أن ذاقوا األمرّ ين في هذه المدينة من النظام ث ّم من «داعش» طوال عام كامل. التواطؤ مع «داعش» في ارتكابها المجازر والسيطرة على القرى العربيّة ا ّت��ه��م أه��ال��ي ع��دّة ق��رى ومناطق عربيّة عناصر الحزب بالتواطؤ الكامل مع عناصر «داع����ش» ،ال��ت��ي ارتكبت م��ج��زرة قرية «التليليّة» في ،2014 /5/29حيث كانت حواجز الحزب تحيط بالقرية ي��وم دخول عناصر «داعش» إليها ،وحمَّل يومها تيّار
«المستقبل الكورديّ » المسؤوليّة في ارتكاب المجزرة تنظيم «داعش» وحزب «،»PYD حيث أفاد بقيام حزب « »PYDبمحاربة كا ّفة الكتائب واأللويّة األخرى ،وحلّها ولم يكتفِ عند هذا الحدّ ،بل صادر جميع األسلحة من المقاتلين ،لمنعهم من الدفاع عن النفس وحماية قراهم ومدنهم وممتلكاتهم. وم��ن خ�لال ما ح��دث في «ت��ل حميس» و محيطها يؤ ّكد العديد من أهالي المنطقة على التواطؤ بين جيش النظام السوريّ وعناصر
وحدات حماية الشعب الكورديّة و «داعش» ض ّد الجيش الحرّ ،بعد معركة «تل حميس» التي سُميّت بـ «أس��ط��ورة الجنوب» التي خاضها الجيش الحرّ ض ّد عناصر وحدات حماية الشعب وقوّ ات النظام ،والتي تكبدوا فيها عشرات القتلى وبعدها معارك «تل براك» أيضاً ،التي ارتكبت فيها الحقا ً عناصر وحدات حماية الشعب مجزرة ،انتقاما ً من األهالي راح ضحيّتها العشرات من المدنيّين ،وانهزمت تلك القوّ ات أمام الجيش الحرّ ،لتسيطر «داعش» بعدها على المنطقة بسبب القصف اليوميّ بالطيران والصواريخ والمدفعيّة وفقدان الجيش الحرّ للسالح الذي امتنع الجميع عن تزويدهم به أو مساندته في قتاله ض ّد «داعش» ،منذ
ذلك الوقت لم تقم أيّة معركة حقيقيّة بينها وبين قوّ ات النظام ووحدات حماية الشعب الكورديّة، وكان تحرّ كهم العسكريّ عبارة عن افتعال شبه معارك مسرحيّة بالنيران .هنا طرح األهالي سؤاالً :كيف استطاعت «داعش» شحن 90 أل��ف ط��نّ قمح من صومعة «ت��ل حميس» و 150ألف طنّ من «الميلبيّة» في وضح النهار دون أن ُتقصف شاحنة واحدة ،وكيف ص��ارت تنسحب وتترك سالحها خشية من قصف النظام؟ وه��ذا أيضا ً يفتح باب آخراً للتواطؤ مع «داع��ش» وال���ت���ورّ ط ف��ي سرقة القطن والقمح والغاز وآب���ار النفط ،وتحدّث الناشطون وشهود العيان ع��ن أنّ مسلّحين من الحزب شوهدوا مراراً وه���م ي��س��يّ��رون ع���دداً ك��ب��ي��راً م��ن الشاحنات المحمّلة ب��ـ «ب���االت» من القطن المحلوج إلى م��دن الحسكة الشماليّة على الحدود التركيّة ،بعد نقلها من محلج الحسكة ف��ي ح���يّ «مشيرفة» إلى مدن شمال الحسكة وخاصّة «رأس العين» وكانت تلك الشاحنات تعبر مناطق سيطرة «داع������ش» دون أن يعترضها عناصر التنظيم ،هذا إضافة إلى سيطرتهم على معبر اليعربيّة (تل كوج) وما يدرّ ه من عائدات ضخمة يوم ّيا ً والذي تمّت من خالله تبادل المنافع مع «داعش» لفترة طويلة قبل السيطرة عليه بشكل نهائيّ وبذلك كانوا لفترة طويلة يتقاسمون مقدّرات المنطقة مع «داعش» والنظام. المصادر: -
الكوردي بيانات حزب ت ّيار المستقبل ّ تقارير إعالم ّية وحقوق ّية
-
شهادات األهالي
جمموعة نهرين
تقرير إخباري
«مجلس حقوق اإلنسان» يدين محاصرة مدن سورية أدان مح ّققو األمم الم ّتحدة حول سورية قيام نظام األسد بإلقاء براميل متفجّ رة وبتعرّ ض عدد من البلدات والمدن للحصار ما أدّى إلى حاالت مجاعة. وقال رئيس لجنة التحقيق «باولو بينييرو» في معرض تقريره أمام «مجلس حقوق اإلنسان» التابع لألمم المتحدة إنّ «ق���وّ ات النظام ومجموعات مثل تنظيم «داعش» يفرضون حصاراً على المدن تتر ّتب عليه نتائج كارثيّة». وأض���اف بينييرو أنّ «ال��ح��ص��ار والمنع المتواصل من الحصول على المساعدات اإلنسانيّة نجم عنهما سوء تغذية ومجاعة». وأش���ار إل��ى حصار ق���وّ ات النظام لمخيّم «اليرموك» والغوطة الشرقيّة والزبداني،
newspaper@allsyrians.org
وا ّتهم المجموعات المسلّحة المعادية للنظام بمحاصرة مدينتي الزهراء ونبل في ريف حلب والفوعة وكفريا في ريف إدلب. وقال المح ّققون في التقرير الذي نشر في 23 حزيران ويشمل الفترة الممتدة بين 15آذار الماضي و 15حزيران الجاري إلى حاالت «الحرمان القصوى» بسبب الحصار المستمرّ أحيانا ً «منذ أشهر وح ّتى سنوات». وتابع المح ّققون أنّ األمر «يفوق التصوّ ر، لكن البعض ومن بينهم أطفال ماتوا من الجوع والجفاف». ون��دد بينييرو كذلك بـ «الهجمات من دون
تمييز» وف��ي شكل «متعمّد» من قبل ك ّل أطراف النزاع ض ّد مناطق يسكنها مدنيّون. واستنكر التقرير أيضا ً إلقاء البراميل المتفجّ رة من قبل قوّ ات النظام على مدنيّين. وأضاف أ ّنه «ومنذ مطلع العام أطلقت طائرات ومروحيّات النظام صواريخ وألقت براميل متفجّ رة على بلدات شمال حلب ،وقصفت كذلك ق��وّ ات النظام مناطق شرق محافظة حلب» ّ مكتظة بالس ّكان. وهي مناطق وأوض��ح أنّ «أحياء في شرق مدينة حلب مثل الشعار والصاخور وبعيدين والمعادي والحيدرية والميسّر» تتعرّ ض إلى القصف وفي غالبيّة األحيان من براميل متفجّ رة في شكل شبه يوميّ ».
ول��م يتم ّكن أعضاء اللجنة األربعة أبداً من دخول سورية إلاّ أ ّنهم جمعوا شهادات آالف ّ واطلعوا على الضحايا آالف الوثائق وصور األقمار الصناعيّة. وتسبّب النزاع المستمرّ في سورية بمقتل أكثر من 230ألف شخص م��ن��ذ منتصف آذار ،2011وب��اع��ت��ق��ال قوّ ات النظام أكثر من 200ألف شخص بينهم آالف النساء ،وفق
«المرصد السوريّ لحقوق اإلنسان».
www.allsyrians.org
6
العدد 33
السنة الثانية
/ 25حزيران 2015/
تحقيقات
البحث عن وطن
من المخّيم إلى اللجوء عبر المهرّب والبحر من حصار الريموك يف سورية إىل معاناة لبنان فطمع امله ّربني يف ليبيا فالشاطئ األورب ّي رحلة قطعها «أبو عماد» ليبحث عن وطن ضائع لم ي��درك الع ّم أبو عماد ذو الخمسين عاما ً في بيوت الحيوانات ،هناك يوجد العديد من أ ّن��ه خ��ارج م��ن مخيّم اليرموك ف��ي وسط األشخاص السود الذين أتوا ليصلوا إلى أوربا دمشق ليبحث عن وطن آخر بعيداً عن الظلم ولم يكملوا المبلغ ،وهم محتجزون عند أولئك والحرمان ،بعد أن عاش في ظ ّل حصار قوّ ات المهرّ بين يعاملون المعاملة السيّئة بقي «أبو النظام للمخيّم ،عام ونصف العام استطاع عماد» ومن معه في بيت من بيوت الحيوانات ّ الخروج إلى لبنان وأقام في صيدا التي عانى المتوزعة هناك أربعة أيّام دون أن يقدّموا لهم فيها الكثير من الضيق متح ّمالً معاناة من نوع الطعام ،يأخذون منهم ثمن الطعام ليقدّموه لهم. خ��رج «أب���و ع��م��اد» ومن آخر ،ليقرّ ر الذهاب إلى أيّ مكان يجد فيه األمان. معه إلى «بني وليد» ليصبح لك ّن ّ احلظ مل رفضت ال��دول العربيّة عددهم بعد الزيادة 45شخصاً، عند وصولهم إلى هناك قام منحه «ف��ي��زا» إل��ى أيّ حيالفهم متاماً، ال��م��ه��رّ ب��ون ب��إت�لاف حقائب منها فهو مواطن فلسطينيّ س��وريّ يحمل وثيقة سفر فقد سار القارب السفر التي كانت بحوزتهم، أمّا ج��وازات السفر فأخذوها يب يف عرض م��و ّق��ت��ة ،ف��ال��س��ودان هي اخلش ّ الدولة الوحيدة التي منهم ووعدهم بإعادتها لهم في حصل البحر ث ّم ّ ّ توقف منها على «فيزا» تؤهّله المحطة األخرى. ان��ط��ل��ق ال��م��ج��م��وع��ة إل��ى ال��خ��روج من لبنان وهي بسبب نفاذ الوقود! مكلفة ،لم يستطع الخروج «بنغازي» لكن لم يدخلوها إلاّ لوحده تاركا ً عائلته في ب��س��ب��ب االش��ت��ب��اك��ات على لبنان. أط��راف��ه��ا ،ق���رّ ر المهرّ بون وصل العاصمة السودانيّة الخرطوم ومكث فيها تغيير المسار والوصول إلى العاصمة الليبيّة يومين لي ّتجه بعدها إلى الصحراء السودا ّنية طرابلس ،وخالل سيرهم نحو العاصمة ت ّم الليبيّة. كشفهم من قبل الشرطة الليبيّة وأطلقت النار على السيّارة ،توقف السائق وتفاهم مع الشرطة من صحراء السودان ح ّتى ليبيا: وعند وصوله إلى أوّ ل نقطة تجمّع في صحراء ودفع لهم مبلغ من المال ،وجهاز الشرطة هو من العشائر ،وفي ك ّل منطقة تكون الشرطة من «وهي زريبة حيوانات يصف لنا المشهد: «تحت أشعّة الشمس الحارقة وغبار الرمال تلك العشائر أو ما يسمّى لدينا اللجان الشعبيّة. وصلوا إلى منطقة اسمها «ترهونة» ودخلوا جاءت سيّارة من طراز «الند كروز « يجلس فيها ما يقارب 37إلى زريبة كانت بدون سقف ،تعرّ ف «أبو شخصا ً ف��وق براميل البنزين الموضوعة عماد» إلى أحد األشخاص السوريّين ،وهو بالصندوق وهي تعلو على حا ّفة السيّارة أكثر يعمل في تلك القرية ح ّفاراً ،تفاهم مع المهرّ بين من 20سم ،وضعنا حقائبنا وجلسنا على وأخذ «أبو عماد» وعدد ممّن معه إلى منزله جوانب السيّارة ،ما تبقى م ّنا جلس وقدماه وناموا عنده ليلتان ،تعرّ ف «أبو عماد» على مفتوحتان بشكل الرقم سبعة ،ليدخل شخص أهل تك القرية الطيّبين وحضر عرسا ً أقيم في آخر بين قدميه ،ولم نستطع أن نم ّد أقدامنا ،تلك القرية. سرعة السيّارة تجاوزت 170كم في الساعة ف��ي صباح ال��ي��وم الثالث ت��وجّ ��ه وم��ن معه خوفا ً من ّ قطاع الطرق المتواجدين على تلك بميكروباص إلى طرابلس ،التي تبعد ستة كم عن القرية ،بعد وصولهم الى مركز العاصمة الحدود ومن حرس الحدود السودانيّ ». ألفا كم هي المسافة التي قطعها أبو عماد ت��و ّق��ف ال��ب��اص ورك��ب ك�� ّل س ّتة أشخاص ّ متخطيا ً الصحراء السودانيّة بعد المكوث 8بسيّارة ليتوجّ هوا إلى «زوارة» التي سيت ّم ساعات في تلك السيّارة وصل أبو عماد ومن منها االنطالق البحريّ ،ثالث سيّارات تسير معه إلى نقطة التبادل بين المهرّ بين السودانيّين معاً ،دخلت السيّارات معبراً للجيش الليبيّ ولم يحدث معهم شيء. والليبيّين. ويتابع «أبو عماد» قائالً «صعدنا بسيّارة قبل «زوارة» بكيلومترين اثنين ،كان هناك من نفس النوع ،السائق ومعاونه كانا في نحو حاجز إلحدى المليشيات ،عبرت أوّ ل سيارة العشرين من العمر ،دفعانا بقوّ ة وقاما بضربنا لكنّ الحاجز قام بإيقاف األخريات ،وأخذوا بالعصيّ وسار بنا 12ساعة لم يتو ّقف وال الر ّكاب تحت تهديد السالح إلى بناء طابقيّ ثانية ،ليتو ّقف بعد منتصف الليل قليالً .ك ّل يوم مدّعين أ ّنهم شرطة ،وأ ّنهم سوف يقومون ونحن على نفس الحال سبعة أيّام متواصلة بتسلميهم للجيش .تبين من خالل الحديث أ ّنهم عناصر مسلّحة ،وتحت تهديد القتل قاموا ح ّتى وصلنا إلى «أجدابيا» الليبيّة. بتشليحهم ك ّل ما يملكون« ،أبو عماد» كان في ليبيا ح ّتى الوصول الى نقطة التهريب: دخل «أبو عماد» ومن معه إلى «أجدابيا» بحوزته ألفا دوالر ،هذا المبلغ الذي تركه
للحاجة ،أخذوا ك ّل المبالغ التي كانت بحوزتهم وقاموا بضربهم ،وبعد ساعتين أغمضوا عيونهم ووضعوهم بسيّارة وقاموا برميهم وهم س ّتة أشخاص في الصحراء ،أشار المسلّحون لهم با ّتجاه سيرهم وذهبوا. بعد مسيرهم ف��ي ال��ص��ح��راء نحو خمسة كيلومترات ظهرت لهم بعض البيوت ،ابتعدوا عنها خوفا ً من أيّ مسلّح .رأى «أبو عماد» ورفاقه مسجداً ،وق��رّ ورا االلتجاء إلى بيت هللا ح ّتى يستريحوا قليالً ويعرفوا أين هم، وإذا بسيّارة تحاول دهسهم ،ركبوا مع السائق تحت تهديد السالح ،ولم يبتعد إلاّ قليالً ح ّتى خرج أخوه رافعا ً السالح في وجههم ،تحدّث «أبو عماد» عن ك ّل ما جرى معهم ،فتعاطف األخ���وان معهم وق��ام��وا بإعطائهم مالبس ليغتسلوا ،طلب «أب��و عماد» أن يبقوا في المسجد القريب خوفا ً من أيّ مكروه. ً ا ّتصل «أبو عماد» بالمهرّ ب شارحا له ما جرى ،وبعد ساعتين أتى المهرّ ب وأخذ «أبو عماد» ورفاقه إلى نقطة االنطالق البحريّة وعد المهرّ ب بإطالق سراح الشباب اآلخرين الذين ت ّم أسرهم من قبل المجموعات المسلّحة. ترك المهرّ ب المجموعة في منزل متواضع، وأمّن لهم احتياجاتهم لعدّة أيّام ،ث ّم وعد بإطالق سراح المحتجزين ،في صباح اليوم العاشر أتى المهرّ ب ومعه من كانوا محتجزين ومنهم من تعرّ ض للتعذيب على يد تلك المجموعات المسلّحة ،استغرب «أبو عماد» كيف أُطلق سراحهم .أمرهم المهرّ ب بتحضير أنفسهم للسفر في الخامسة من عصر اليوم العاشر، اعترض بعضهم طالبين منه سترات نجاة لك ّنه لم يحضر إلاّ عدد قليل منها ،توجّ ه «أبو عماد» ومن معه إلى نقطة االنطالق.
من نقطة التهريب في ليبيا وص��والً إلى األوربي: الشاطئ ّ
انتقلت المجموعة عبر ث�لاث نقاط كانت األخيرة أكبرها ،وهي عبارة عن زريبة يوجد فيها قرابة 250شخصا ً من من السودان والصومال ومصر ومالي والعراق وفلسطين وسورية. ً ج��اء المهرّ ب واع��دا إيّاهم بالخروج على دفعات ،ك ّل دفعة مائة شخص فالقارب خشبيّ قديم طوله اثنا عشرة متراً وعرضه أربعة أمتار. ركب «أبو عماد» ومن معه سيّارات مغلقة ّ الشط بتمام الساعة الواحدة ليالً ،متوجّ هين إلى البحريّ في «زوارة» الليبيّة مكان االنطالق، مائة شخص جلسوا فوق بعضهم البعض ،وعند وصولهم إلى الشاطئ البحريّ كانت المفاجأة ّ مطاطيّة بعيدة بأ ّنهم عثروا على ق��وارب قليالً ،وأخذوا يمشون ح ّتى ابتلت صدورهم بالماء ركب «أبو عماد» ومن معه بالقوارب
القوارب الليبية -انرتنت المطاطيّة ،ومن شدّة خوف الناس انقلب قارب ّ مطاطيّ ،وأُنقذ من سقط في الماء ،فمنهم من ال يعرف السباحة ،تابعوا السير في البحر حوالي عشر دقائق بعيداً عن الشاطئ الرمليّ . قبل أن يصعدوا إلى القارب الخشبيّ الصغير أخذ المهرّ بون ك ّل ما لديهم ورموه في البحر، صعد إلى القارب نحو 280شخصاً ،وهو ال ي ّتسع سوى لخمسين راكباً. مع إشراقة شمس الصباح ،أصبح القارب في عرض البحر دهش الر ّكاب من وجود امرأة مس ّنة تبلغ من العمر خمسة وتسعين عاماً، ونحو خمسة عشر طفالً بينهم رضيع. مرّ ت عشر ساعات والقارب في عرض البحر فالمسافة بين «زوراة» الليبيّة والحدود البحريّة اإليطاليّة هي ّ ست ساعات بقارب صغير! بعد تذمّر الر ّكاب أفصح لهم ربّان القارب بأ ّنه قد أضاع الطريق وبعد تو ّقفهم برهة في عرض البحر مرّ قارب صيد على متنه بحّ ارة تونسيّون ،تفاهم معهم ربّان السفينة وشرح لهم أ ّنه أضاع الطريق ،دلّوه على مكان وجود البارجة اإليطاليّة ،ساروا معهم قرابة الساعة وتركهم البحارة في عرض البحر. ّ بعد مضي نصف ساعة من سيرهم توقف محرّ ك القارب الخشبيّ ،وبين صراخ األطفال وخ��وف الناس وهواجسهم عن أن��اس القوا حتفهم في عرض المتوسّط دون أن يراهم أحد، بدأ الماء ينفذ إلى القارب. كانوا يملكون ع�دّة أوعية بالستيكية لحفظ الماء قاموا بقصّها ،وتعاون جميع الركاب على إخراج الماء من القارب بواسطة األوعية البالستيكية التي أفرغوها من ماء الشرب، ّ ولحسن حظ «أب��و عماد» كان معهم شابّ من حلب يعمل بإصالح المحرّ كات استطاع ّ الحظ إصالح المحرّ ك ومشى القارب ،ولكنّ لم يحالفهم تماماً ،فقد سار القارب الخشبيّ ث ّم تو ّقف بسبب نفاذ الوقود! ساد جوّ آخر من الخوف والقلق ليشعر «أبو عماد» ومن معه بالراحة مع ق��دوم طائرة
استطالع إيطاليّة قامت بتصويرهم ،وبعد نصف ساعة ظهرت في األفق بارجة حربيّة صغيرة اقتربت منهم وبدأت عمليّة نقلهم إليها. بقوا فيها يوما ً كامالً ،وفي صباح اليوم الثاني نقلوهم إلى البارجة الكبيرة التي كان فيها قرابة 800شخص ت ّم إنقاذهم منذ أيّام في المتوسّط. وصل «أبو عماد» إلى الشاطئ األورو ّب��يّ بإحدى الجزر اإليطاليّة ،ت ّم اقتياده ومن معه إلى مركز الشرطة ألخذ البصمات رفض «أبو عماد» أن يبصم تعرّ ض لمضايقات لك ّنه أصرّ ولم يبصم وبعد مكوثه عدّة أيّام بميالنو توجّ ه «أبو عماد» إلى النرويج التي قدّم اللجوء فيها. وهو ينتظر اآلن أن يحصل على اإلقامة بعد أن أجرى مقابلة اللجوء منذ شهرين.
وصل إلى وطن آمن ،وبين عيونه وطن يحلم به
«أبو عماد» الذي يعيش في وطن آمن اآلن، وبين عينيه وطنه فلسطين الذي لم يعرفه إلاّ على الخريطة ،وطن تكلّم عنه أبوه واصفا ً له مدينة «طبريا» مسقط رأسه التي يخشى أن يموت وال يدفن فيها. يختم «أبو عماد» قصّته مع اللجوء والدمعة على خديه« :نحن بشر نحن ح ّقنا أن نعيش بسالم» موجّ ها ً نداءه إلى الدول العربيّة التي صمّت آذانها عن وج��ع السوريّين ب��أن تفتح باب اللجوء متسائالً« :لماذا الغرب يفتح أبوابه لنا؟ ويعاملنا على أساس اإلنسانيّة .ال نريد من الحكومات العربيّة إلاّ أن يعاملونا كبشر ،لكنّ تلك الحكومات أدارت ظهرها عن دعم اإلنسان السوريّ والفلسطينيّ السوريّ المنكوب الذي يعيش تحت الحصار والقصف اليوميّ . يبقى «أبو عماد» يحلم بوطنه الذي ما زال يبحث عنه ،ويبحث عن األم��ان في بالد تحفظ كرامته وتحفظ حرّ يّته بعيداً عن الظلم واالستعباد.
عادل أبو احلسام
أداء متراجع منذ ثالث سنوات ..من يدعم من
ريف دير الزور ...وجمعّياته الفلاّ حّية ال تزال محافظة دير الزور تعاني من مشكلة إدارة الجمعيّات الزراعيّة الموجودة فيها ،رغم المبادرات األهليّة ومساعدة المجالس المحليّة لها في السابق ،إلاّ أ ّنها كانت دون المستوى المطلوب؛ إلى أن ألحقتها «داع��ش» بهيئة «خدمة المسلمين» فمع دخ��ول «داع��ش» للمدينة وبسط سيطرته على ريف دير الزور بالكامل ،قام بإنشاء «هيئة خدمة المسلمين» وض � ّم��ت ه��ذه الهيئة م��ا ُي��ع��رف بالمكتب الزراعيّ .
للتجّ ار والبذار وغيرها ،لكن لم يؤمّن لنا شيئا ً من ذلك ،سوى أ ّنه يستفيد من قوّ ته إلجبار الممتنعين من الفالحين عن تسديد ما عليهم من مستح ّقات ماليّة على سداد ديونهم». يؤ ّكد «عمّار» صحّ ة ما يقوله «جاسم»، ويشير إلى أنّ تقديم األسمدة أو البذار كان لجمعيّات دون أخرى ،ولك ّنه يؤ ّكد أنّ اعتماد إدارة الجمعيّات على قوّ ة التنظيم كان سببا ً في عودة النشاط للجمعيّات التي تو ّقفت عن العمل خالل األشهر الماضية.
بحسب «عمّار» أحد أعضاء المجالس المحليّة في ريف دير الزور الغربيّ ،فإنّ هذا المكتب قام بتقديم دعم مقبول ح ّتى اآلن للجمعيّات الزراعيّة ،يقول« :قام المكتب بتأمين األسمدة والبذار لعدد كبير من الجمعيّات الزراعيّة بأسعار مخ ّفضة ،كما أ ّنه و ّفر الوقود الالزم إلتمام عمليّة ال��ريّ ،ودف��ع أج��ور القائمين على الجمعيّات الفالحيّة ك ّل ذلك مقابل مبلغ ألفي ليرة سورية ،يدفعه الفالح على دفعتين متساويتين ،األولى في بداية الموسم الزراعيّ والثانية في نهايته». أمّا المزارع «جاسم» من ريف دير الزور، فقلّل من أهميّة هذا الدعم بقوله« :ك� ّل ما يقومون به على حساب جيب الفلاّ ح الذي يعاني من ش ّح مردود عمله الزراعيّ إن لم نقل انعدامه». ويتابع« :لقد وعدنا المكتب الزراعيّ التابع للتنظيم بتقديم عدد من التسهيالت لجمعيّاتنا الفالحيّة ،كتأمين الوقود بأسعار أق ّل ممّا يُباع
ولع ّل من أه ّم األسباب التي أدّت إلى تدهور إدارة الجمعيّات الفالحيّة في ريف دير الزور، كان نفاذ الموارد الماليّة لديها بحسب «حمدان» رئيس سابق إلحدى الجمعيّات الفالحيّة في ريف دير الزور الغربيّ ،ويوضّح ذلك بقوله: «كان النظام عن طريق اال ّتحاد العام للفالحين قبل الثورة يقدّم القروض للجمعيّات الفالحيّة، وفي نهاية الموسم سواء أكان شتو ّيا ً أم صيف ّيا ً فإنّ النظام كان يشتريه بأسعار يحدّدها هو، وتقوم إدارة الجمعيّات باقتطاع ثمن السقاية والبذار وأحيانا ً األسمدة من المبالغ التي يقدّمها النظام كثمن للمحاصيل ،لتسدّد ما عليها من ديون وأقساط قروض المصارف الزراعيّة، لكن بعد تحرير ريف دير الزور قطع النظام ك ّل أنواع المساعدات». ويتابع «بغياب المساعدة من النظام ،كان علينا أن نجمع هذه المبالغ من الفالحين في بداية العام الزراعيّ ،في الفترة التي يعاني فيها الفالح من سوء الظروف الماديّة ،ممّا ش ّكل
دعم شبه معدوم
newspaper@allsyrians.org
الري أم تسديد الديون؟ تكاليف ّ
صعوبة بالغة في تأمين المبالغ الالزمة لتغطية تكاليف الريّ بشكل خاصّ ». ك ّل تلك العوامل كانت سبباً ،بحسب «حمدان» ،في تو ّقف الجمعيّات عن تأمين الريّ للفالحين ،وكمثال على كالمه يتحدّث عن الجمعيّة التي أدارها فيقول« :ك ّنا بحاجة مليون ونصف ليرة سورية منذ عام تقريباً ،لكي نقوم بعمليّة تنظيف نهر الفرات لتسهيل جرّ المياه ألراضي الفالحين ،وإذ ترافق ذلك مع بداية الموسم الزراعيّ ،فلم نستطع تأمين ذلك المبلغ من الفالحين، وبقيت أراضيهم عطشى لعدّة أشهر».
توزيع مبالغ رمز ّية
ولم يكن الدور الذي لعبته المجالس المحلّيّة قبل دخول «داعش» للمدينة دوراً ثانو ّيا ً فقط ،ألنّ القطاع الزراعيّ حظي باهتمام م��ن قبل المجالس المحلّيّة ،وتنوّ ع ذلك االهتمام بين الدعم الماديّ أو المساهمة بإدارة الجمعيّات. «محيسن ع�لاوة» عضو المجلس المحليّّ لقرية الخريطة غربيّ مدينة دير الزور ،يقول: إنّ «المكتب الزراعيّ في مجلس محافظة دير الزور تل ّقى دعما ً بحدود 90ألف دوالر تقريباً ،من قبل الجهات المانحة من االئتالف والحكومة المؤ ّقتة ،وقد ت ّم توزيع مبالغ على الجمعيّات الفالحيّة حسب مساحة األراضي المزروعة التابعة لك ّل جمعيّة ،بربع دوالر لك ّل دونم واحد ،وقد قُدّمت هذه المساعدة للجمعيّات لمرّ ة واحدة فقط».
وأغلب الجمعيّات الفالحيّة ت ّم إصالحها في عهد المجالس المحلّيّة ،ومنها جمعيّة «أبو ذرّ الغفاريّ » التي تعتبر بحسب مطلعين في المنطقة ،أضخم مشروع جمعيّة فالحيّة بدير ال��زور ،وكان قد ُدعم عن طريق الحكومة المؤ ّقتة ،وت ّم إعادة تأهيلها بإشراف المجلس المحلّيّ في ناحية الكسرة غربيّ مدينة دير الزور ،وهي تروي أكثر من 6000دونم في قريتي الكسرة وحمار العلي. ومع ذلك فإنّ تلك المجالس لم تقدّم المرجو منها في ك ّل مناطق ريف دير الزور ،فيقول «حسين الخلف» :الرئيس السابق للمجلس المحليّ بقرية «حوايج ذياب شاميّة» غربي
مدينة دير الزور «الدعم الذي قدّم لجمعيّة قريتي الزراعيّة من المكتب الزراعيّ لمجلس محافظة دي��ر ال��زور ،وال��ذي أشرفت على تسليمه للقائمين عليها ال يتجاوز 800دوالر، ومساحة هذه الجمعيّة أكثر من 5000دونم، أي أ ّنه دعم رمزيّ وغير ّ مؤثر إطالقاً».
خاسرة ..خاسرة
يواجه قطاع الزراعة في دير الزور تحديات كبيرة ،ويؤ ّكد المزارعون أنّ الزراعة في السنوات األخيرة أصبحت خاسرة بك ّل مقاييس الربح والخسارة ،في ظ ّل ارتفاع التكاليف عامّة وصعوبة تصريف محاصيلهم.
عادل العايد
www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
7
السنة الثانية
شهادة معتمدة من الحكومة التركّية
امتحانات تحت القصف في إدلب رغم القصف والدمار الذي تتعرّ ض له مناطق إدلب المحرّ رة جرت عمليّة امتحانات الشهادة الثانويّة للطلاّ ب بفرعيها األدبيّ والعلميّ في أغلب المناطق متحدّية بذلك ك ّل أشكال العنف وما تمارسه عصابات الطغيان من قصف جويّ على تلك المناطق ،ومع ذلك أبت هذه المناطق من أن تواكب عمليّة التعليم واالستمرار في مسيرتها التعليميّة بالشكل الطبيعيّ ،فكانت هناك مراكز لالمتحانات ت� ّ �وزع��ت حسب ّ التوزع الجغرافيّ للطلاّ ب.
طلاّ ب يعاندون الدمار
يحدّثنا األستاذ محمّد عيد القسّوم – مدرّ س مادّة الفلسفة ورئيس المجمّع التربويّ سابقا ً في معرّ ة النعمان ،مشرف على مدرسة المعرّ ة الحرّ ة حال ّيا ً – قائالً :كان إقبال الطلاّ ب جيّد ج� ّداً بالنسبة لمنطقة المعرّ ة بالمقابل كانت نسبة الطلاّ ب الذين قدّموا عند النظام تكاد تكون معدومة ،أمّا عن الصعوبات التي كانت تواجههم فأجاب األستاذ قسّوم :المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي استهدافنا من قبل الطائرات والقصف المستمرّ على البلدة باإلضافة إلى مخاوفنا على تعرّ ض حياة التالميذ للخطر. ولدى سؤالنا عن المنهاج المستخدم وعن كيفيّة الحصول عليه ،وهل هو نفس المنهاج المعتمد في االئتالف؟ أجابنا :المنهاج المستخدم هو منهاج االئتالف وهو المنهاج المعدّل وقد ت ّم الحصول عليه من قبل الحكومة المؤ ّقتة ويت ّم توزيعه على الطلاّ ب بشكل اعتياديّ وطبيعيّ ،كذلك يت ّم الحصول على الكتب من «هيئة علم». أمّا فيما يتعلّق بوضع األسئلة ت ّم اختيار المدرّ سين من أصحاب الخبرة حيث ت ّم وضعهم في مكان منعزل عن العالم الخارجيّ وت ّم قطع ك ّل وسائل التواصل عنهم من أج��ل ع��دم تسرّ ب األسئلة، ولم يُسمح لهم بالمغادرة إلاّ عند االنتهاء من تقديم المادّة. أ ّم���ا ب��ش��أن ال��م��راق��ب��ة وت��وزي��ع المراكز فقد ت � ّم توزيعها حسب ال��ت� ّ �وزع الجغرافيّ للطلاّ ب وحسب مكان تجمّعهم وت ّم اختيار المراقبين من المنتسبين إلى المديريّة.
الخبرة والكفاءة
وعن عمليّة التصحيح أجابنا :لقد كلّف بهذه العمليّة المدرّ سون الذين لديهم خبرة ال تق ّل عن ثالث سنوات ومن المدرّ سين أصحاب الكفاءة، وعند سؤالنا عن مراكز االمتحان ،هل كانت
داخل المعرّ ة أم خارجها أجابنا األستاذ قسّوم: كان هناك مراكز داخ��ل المعرّ ة وخارجها وقد حصل قصف للطيران أثناء االمتحان، لكنّ الكارثة كانت في جبل الزاوية عندما ت ّم قصف معهد إعداد المدرّ سين ومدرسة اقرأ، لكن الطلاّ ب كانوا قد خرجوا منه ،وبالنسبة إلجراء االمتحانات خارج المعرّ ة في القرى المجاورة لها فقد ت ّم اختيار المراكز في أماكن تجمّع الطلاّ ب ،هناك عدّة قرى ت ّم فيها إحداث مراكز والهدف من ذلك عدم تجمّع الطلاّ ب في مكان واحد ومن هذه البلدات« :جرجناز ومعرشورين ومعصران والغدفة وتلم ّنس» وغيرها الكثير. ول��دى سؤالنا عن النتائج باعتباره مشرف على عمليّة التصحيح أجابنا :األمور جيّدة ج ّداً وأستطيع القول :إنّ االمتحانات كانت رائعة ونزيهة بعكس امتحانات النظام التي تجري فيها الكثير من عمليّات الغشّ كما سُرّ ب لنا. وعن رواتب المشرفين والمدرّ سين والمراقبين فلقد تك ّفلت مؤسّسة عبد القادر السنكريّ بتب ّني العمليّة االمتحانيّة كلّها من رواتب للمشرفين وللمراقبين والمصحّ حين ،أ ّم��ا في أوق��ات الدراسة فال يوجد رواتب ،أي المدرّ س يعمل كمتطوّ ع. هذا بالنسبة لمدينة معرّ ة النعمان ،ماذا عن امتحانات جرجناز؟
يحدّثنا األستاذ خالد عبد الرحمن دغيم – مدير معهد إع��داد المدّرسين في جرجناز ومكتب التعليم العالي بالمعرّ ة – قائالً :كان لدنيا مركزين للثانويّ واإلعداديّ وكان إقبال التالميذ جيّد ،في البداية األعداد كانت مقبولة لكن أثناء االمتحان جرى شيء من االنسحاب وهذا بسبب نزاهة االمتحان فلم يتو ّقع الطالب التشديد عليه ،وعن الصعوبات فقد كان هناك
قصف للطيران في منطقة شرقيّ المعرّ ة أثناء التقديم ،لكن استمرّ االمتحان بشكل طبيعيّ ، كان هناك مركزين في معهد إعداد المدرّ سين وفي مدرسة القدس ،وعن المنهاج المستخدم أخبرنا بأنّ منهاج الحكومة المؤ ّقتة هو نفس منهاج النظام بدون مادّة القوميّة وحذف ك ّل ما ّ يمت للبعث بصلة. أ ّم��ا عن كيفيّة إج��راء االمتحانات كتوزيع ومراقبة وتصحيح ،ومن قبل َمن وضعت األسئلة وكيف ت ّم ذلك؟ أجابنا األستاذ دغيم: ال��وزارة مسؤولة عن االمتحانات بالتواصل مع المديريّات وهذه السنة كان هناك تعاون بين ال��وزارة ومؤسّسة السنكريّ اإلنسانيّة وهي َمن قامت بدفع التكلفة لالمتحانات ،أمّا األسئلة فكان هناك لجان من ك ّل المحافظات وتقوم بتقديم نماذج وم��ن ث� ّم لجنة نهائيّة تختار نموذج مناسب ،وأنا ممّن شارك بحلب بالمؤسّسة بوضع أسئلة التربية اإلسالميّة ،أمّا المراقبة هناك منتسبون للمديريّة من مدرّ سين مفصولين وغير مثبّتين ويتبعون لمجمّعات ومن ث ّم رئيس المجمع هو مشرف منطقة لتوزيع المراكز االمتحانيّة ،أمّا التصحيح فكان هناك مركز تصحيح ثانوي للمحافظة في بلدة كلّي واإلعدادي لمنطقة المعرّ ة بجرجناز ويكون لك ّل م��ادّة لجان متخصّصة وتدقيق وتنتيج لك ّل مادّة ب��ال��ن��س��ب��ة ل���روات���ب المشرفين والمدرّ سين وال��م��راق��ب��ي��ن ه��ذه ّ فالخطة توضّح السنة ت��وزي��ع المبالغ على ال��م��ح��اف��ظ��ات ،كم م��رك��ز ،وك��م مراقب وك���م م��س��ت��خ��دم وك��م ه��و ع���دد ال��ط�ّل�اّ ب، فنحن في المعهد منذ سنتين ندرّ س فيه ولم ي��ق�دّم لنا روات���ب من الحكومة ،ولذلك راقب المدرّ سون هذه السنة من أجل أن يقبضوا المنحة. أ ّم��ا األستاذ مصطفى ذك��رى ،مشرف على االمتحانات -فتحدّث إلينا قائالً :إنّ المنهاج المستخدم هو منهاج الحكومة المؤ ّقتة وهيئة علم ونحصل عليه من مديريّة التربية الحرّ ة في إدلب واالمتحان جرى بشكل ممتاز ويت ّم االعتماد على األستاذة المفصولين والمنش ّقين عن النظام في المراقبة والتصحيح ،ويت ّم
تشكيل لجنة من األساتذة أصحاب الخبرة لتضع األسئلة ويراعى بوضع األسئلة إمكانيّات الطلاّ ب المختلفة واألوضاع التي يعيشونها.
امتحان دون أمل
أمّا في سراقب فقد حدّثتنا المدرّ سة نهلة باريش – مدرّ سة رياضيّات – قائلة :كان عدد المراكز في بلدة سراقب مركزين وفي قرية آفس التابعة لها أيضا ً كان هناك مركزان وكذلك في قرية مرديخ أيضاً ،أمّا عن سير عمليّة االمتحان فتقول األستاذة نهلة :وضِ عت األسئلة من قِبل أساتذة المادّة نفسهم وك��ان من األفضل أن توضع من قبل موجّ هين مختصين بك ّل مادّة، فقد كانت األسئلة تميل للسهولة نوعا ً ما ،أمّا المنهاج فهو نفسه المنهاج المعدّل المعتمد من قبل االئتالف ،وتأمين الكتب في بداية العا ّم الدراسيّ كان صعباً ،وكانت خبرات الذين عملوا باالمتحانات قليلة وظهر هذا من خالل التصحيح «مثالً» يقوم أستاذ واحد بتصحيح كامل الورقة وهذا أعتبره غلط ،يجب أن تمرّ الورقة االمتحانيّة على أكثر من لجنة لتأخذ ح ّقها ،أمّا الطلاّ ب فكانوا مستهترين بالفحص وذلك بسبب فقدهم األمل بدخول الجامعة بعد النجاح ،وأضافت أ ّنه قد ت ّم تأخير البعض من الطلاّ ب عن االمتحان بسبب القصف.
الشهادة المعتمدة
وبالتوجّ ه لمدير التربية في إدلب األستاذ جمال الشحّ ود أجابنا عن بعض األسئلة المتعلّقة بطلاّ ب الشهادة الثانويّة قائالً :إنّ الشهادة التي نمنحها تابعة للحكومة المؤ ّقتة وهي شهادة
معتمدة من الحكومة التركيّة بدون معادلة ومن يو ّد الدراسة في بلد آخر بإمكانه ترجمة هذه الشهادة إلى التركيّة والحصول على شهادة معادلة لها من تركيّة وبإمكانه الدراسة بها أين ش��اء ،ونحن في العام الماضي أرسلنا بعثات إلى فرنسا ،وأمّا عن اعتراف النظام بها وإمكانيّة تسجيل الطلاّ ب بها في جامعات النظام فإن شاء هللا في القريب العاجل ستكون هذه الجامعات لنا ونحن ال نعترف على أنّ هناك نظاما ً هناك عصابة تبيع الشهادات وتبيع ك ّل شيء في البلد للحصول على المال لقتل الشعب األعزل. وعن إمكانيّة الطلاّ ب من استكمال دراستهم بعد الحصول على الشهادة داخل سورية حدّثنا األستاذ الشحّ ود قائالً :نحن افتتحنا معاهد للطلاّ ب الذين ال يرغبون بالدراسة خارج البلد لنستوعبهم ،وهناك وعود بجامعتين للعمل في الداخل وسيصل عدد المعاهد إلى س ّتة من أجل المتابعة لو أراد الطالب المتابعة ،وأضاف إنّ هذه الشهادة مصدّقة من قبل وزارة التربية في الحكومة المؤ ّقتة. هذا وضع طلاّ بنا في الداخل ،هل سيتم ّكن ك ّل من حصل على الثانويّة العامّة بإكمال دراسته، وه��ل سيح ّقق طلاّ بنا حلمهم في جامعات �ال من تستوعبهم في بلد يتم ّتع باألمان وخ� ٍ أصوات الطيران ،هل سيتم ّكنون من متابعة ّ ّ الشاق ضمن ما تعيشه شق طريق مستقبلهم سورية من دمار؟
فلك اخلالد
موسم جّيد ولكن...
قمح دير الزور ..ارتفاع تكاليف اإلنتاج وضرائب «داعش» بدأ حصاد القمح في مناطق عديدة من البالد ،وأهمّها اآلن فبات يكلّف 500ل والسعر قابل للزيادة. محافظة دير ال��زور التي تعتبر من أب��رز منتجي هذا وفصّل «أحمد» قائالً :إنّ تكاليف الريّ ازدادت في الفترة المحصول االستراتيجيّ ،الذي يش ّكل صمّام أمان األمن األخيرة ،فبعد أن كان ريّ دونم األرض يكلّف1000ل، الغذائيّ في سورية ،وقد شهدت زراعته وتسويقه تراجعا ً بات يكلّف في هذا الموسم 3500ل .كمعدّل وسطيّ في ملحوظا ً في السنوات األخيرة. المحافظة يدفعها المزارع للجمعيّات الفلاّ حيّة؛ ويعود سبب ارتفاع أسعار الريّ الرتفاع سعر المحروقات وانقطاع نسبي في المساحات المزروعة تراجع ّ «عيسى» فلاّ ح من ريف دير الزور ،لم يجد أمامه خياراً التيّار الكهربائيّ بشكل كامل منذ مدّة طويلة. سوى تقليص مساحة زراعته بسبب الظروف التي تمرّ بها أمّا «أبو خليل» فيضيف أسبابا ً أخرى بقوله :لم يقم المحافظة من حرب وارتفاع تكاليف الزراعة؛ كان يزرع مزارعو القمح بإعطاء الحقول الكميّة الكافية من األسمدة الرتفاع أسعارها وندرة تواجدها في األسواق وعدم مقدرة نحو 30دونماً ،أمّا اآلن فيزرع 20دونماً. «عيسى» كان يقوم بزراعة القمح وجنيه ومن ث ّم يقوم المزارعين على شرائها بهذه األسعار ،وارتفاع األسعار بتوريده إلى المؤسّسة العامّة للحبوب في دير الزور لم يتو ّقف عند هذه األشياء فقط ،بل شمل المبيدات التي تستخدم في مكافحة آفات القمح ،وارتفاع في ويستلم ثمنه من مصرف دير الزور أجرة اليد العاملة ،ك ّل هذه األمور ساهمت ال��زراع��يّ ،أ ّم��ا اآلن فال يوجد من فرض تنظيم في تراجع نسبيّ في مساحة األراض��ي يستلم القمح بعد أن ف��رض تنظيم المزروعة بالقمح. «داع���ش» الحصار على مناطق «داعش» على ذاتي اكتفاء لتحقيق يهدفون المزارعون سيطرة النظام ،فهو يقوم ببيع ّ الفائض الفلاّ الزكاة صاب ن ح ِ عن حاجته لتجّ ار في سوق الحبوب والفائض ُيباع في السوق السوداء ببلدة «الشميطيّة». %5من اإلنتاج على لم يعد ه��دف المزارعين ال��زراع��ة بغية م أه من فيقول: «أب��و عسّاف» إنّ ّ تسويق المنتج وبيعه فالكثير منهم يعتبر ّ مت اليت احملاصيل أسباب تقلّص مساحة زراعة القمح موسم القمح مصدر دخلهم الرئيسيّ سابقاً، تو ّقف الدعم الحكوميّ للمحصول بعد زراعتها ريّاً ،و%10 أمّا اآلن لم يعد كذلك بعد غياب الجهات تحرير كامل ريف دير الزور وجزء الرسميّة التابعة للنظام القادرة على استالم ة ي البعل على ّ كبير من المدينة وسيطرة المعارضة المحصول ودفع ثمنه وعدم قدرة المعارضة ّ عليها ،حيث منعت مديريّة الزراعة ّ متمثلة بالحكومة السوريّة المؤقتة وغيرها التابعة لمحافظة دير الزور الدعم الحكوميّ عن فالحي من الجهات بممارسة هذا الدور. المنطقة ،ولم تستطع الحكومة المؤ ّقتة وغيرها من جهات صالح م��زارع من بلدة «الزغير» ،ص��رّ ح لـ «كلناّ المعارضة من تأمين احتياجات هؤالء الفالحين. سوريّون» بقوله :كنت أزرع القمح وأقوم بتسويقه للنظام وكانت زراعة القمح ليس فقط من أجل تأمين رغيف ارتفاع تكاليف اإلنتاج «أحمد» مزارع من ريف دير الزور الغربيّ فسّر في الخبز لعائلتي ،بل كنت أسوّ ق الفائض من اإلنتاج وأبيعه حديثه له لـ «كلّنا سوريّون» ارتفاع تكاليف اإلنتاج بقوله :لتأمين دخل ومعيشة كريمة لعائلتي ،أمّا في هذه الظروف ظروف الحرب تسبّبت بارتفاع تكاليف زراعة القمح إلى فال يوجد من أستطيع تسويق منتجي له سواء من النظام أكثر من %300عن السنوات التي سبقتها ،فقد كانت حراثة أم المعارضة. دونم األرض تكلّف 150ل ومن ث ّم ارتفعت إلى « 1300صالح» يؤ ّكد أنّ الفائض من اإلنتاج يُباع إلى التجّ ار في السوق السوداء والذين بدورهم يقومون باستغالل الفالح ل ،أمّا هذا الموسم فتكلّفة حراثة الدونم بلغت 1800ل. كما أنّ سعر دراس كيس القمح كان يكلّف 300ل ،أمّا والشراء منه بسعر مختلف عن السعر الحقيقيّ ،لضمان
newspaper@allsyrians.org
التاجر تحقيق أكبر قدر من األرباح. وك���ان���ت «ك��لّ��ن��ا س���ور ّي���ون» التقت بتاجر قمح في سوق «الشميطيّة» للحبوب غ���رب دي���ر ال���زور رف��ض الكشف عن اسمه ألسباب أمنيّة قال :إنّ جميع التجّ ار يقومون بشراء المنتج من المزارعين في السوق ال��س��وداء في مناطق دي��ر ال��زور ومن ث ّم يقوم التاجر بشحن القمح وبيعه لمؤسّسات الحبوب التابعة للنظام في مناطق حماة وحمص وغيرها من المناطق، ومنها ما يت ّم نقله وبيعه إلى العراق وخاصّة أنّ التجّ ار العراقيّين يدفعون أسعاراً جيّدة مقارنة باألسعار المحلّيّة.
إنتاج مقبول هذا العام
بالرغم من العقبات الكبيرة التي يواجهها مزارعو القمح إلاّ أنّ الموسم لهذا العام جيّد بالمقارنة مع الموسم السابق، ولك ّنها ال تقارن مع سابقاتها قبل الثورة. «أبو سعد» مزارع من بلدة عيّاش ،قال :كمّية اإلنتاج لهذا العام جيّدة مقارنة بالموسم الماضي ،فقد بلغ إنتاج دونم األرض المرويّة من الفرات 6 - 4أكياس من القمح ،أمّا األراضي المرويّة من مياه اآلبار فوصل إنتاجها 4 - 3 أكياس وهو إنتاج جيّد ومقبول. ال جني للمحصول إلاّ بموافقة التنظيم ودفع الزكاة! أصدر تنظيم «داعش» عدّة قرارات في اآلونة األخيرة تخصّ الزكاة ،ومن بينها زكاة القمح ،ومنعهم من جني المحصول إلاّ بموافقته. ّ الناشط «محمّد خضير» صرّ ح لـ «كلنا سوريّون» عن قرار التنظيم ونِصاب الزكاة بقوله :التنظيم حدّد نصاب
عام يجمع بموجبه الزكاة من المزارعين ،حسب نوعيّة األرض المزروعة ،إن كانت حقول القمح مرويّة أو بعالً، ففرض %5من اإلنتاج على المحاصيل التي ت ّم زراعتها ر ّياً ،أي ك ّل 100كغ يأخذ التنظيم 5كغ قمح نصاب زكاة و %10من المحاصيل التي زرعت بعالً ،أي ك ّل 100كغ يأخذ التنظيم 10كغ نصاب زكاة. جابر فلاّ ح من قرية «الصعوة» في دير الزور ،تحدّث لـ «كلّنا سوريّون» قائالً :أردت أن أجني موسم القمح الذي أملكه ،وهو حقل مرويّ فقمت بأخذ موافقة التنظيم للبدء بعمليّة الحصاد وت ّم بحضور لجنة من ديوان الزكاة التابع لهم ،بلغ إنتاج حقلي 6000كغ لهذا العام ،فقام التنظيم بأخذ نصاب الزكاة م ّني وقدره %5لألراضي المرويّة والذي بلغ 300كغ إجمالي زكاة حقلي لهذا العام. وكان التنظيم قد منع أيّ مزارع من جني محصول القمح إلاّ بموجب موافقة التنظيم من أجل قيام التنظيم بتحديد الزكاة الواجبة على ك ّل فلاّ ح ليقوم بتسديدها.
حممّد ح ّسان
www.allsyrians.org
8
العدد 33
السنة الثانية
/ 25حزيران 2015/
المجتمع
الطلبة السورّيون
من أجل الطفولة
التسجيل في الجامعات التركّية
اّتفاقية حقوق الطفل
مواعيد التسجيل باجلامعات الرتكيّة: إنّ أســاس القبــول فــي الجامعــات التركيّــة هــو الحصــول علــى الشــهادة الثانويــّة بــك ّل أنواعهــا بمــا فيهــا الثانويّــة الصناعيــّة. أمـّـا امتحــان اليــوز « »YOSفهــو امتحــان تعتمــده معظــم جامعــات تركيــا باعتبــاره امتحانــا ً تقييميّــا ً تشــترطه بعــض الكليّــات حيــث يتــ ّم بــه تدعيــم وتثقيــل معــدّل الثانويــّة حيــن يرفــق بهــا. يبدأ التسجيل لهذا االمتحان من بداية نيسان في ك ّل عام ،وقــد تختلــف المتطلّبــات والمواعيــد مــن جامعــة ألخــرى ،كمــا أ ّنــه ليــس موحـّـداً بيــن ك ّل الجامعــات التركيّــة (لــك ّل جامعــة اليــوز الخــاصّ بهــا) وهنــاك بعــض الجامعــات التــي تقبــل نتيجــته الصــادرة عــن جامعــات أخــرى ،لهــذا ننصــح بشــدّة بزيــارة الصفحــة اإللكترونيّة الخاصّــة بالجامعــة والتــي ترغــب بالدراســة بهــا لتتعــرّ ف علــى إجرائيّة تقديــم الطلــب والمتطلّبــات كمــا أنّ هنــاك صفحــة في ( )facebookاســمها (فحــص اليــوز لدخــول الجامعــات التركيّــة) تنشــر فيهــا كافـّـة المعلومــات عــن مضاميــن ومواعيــد هــذا الفحــص فــي كافـّـة الجامعــات التركيــّة. مواعيد التسجيل بالجامعات التركيّة: تبــدأ فــي معظــم الجامعــات مــن 15حزيــران وحتــّى 15آب وتمــدّد أحيانــا ً حتـّـى بدايــة الشــهر التاســع. إنّ الشــهادات التــي يتــ ّم الحصــول عليهــا مــن الجامعــات التركيــّة هــي شــهادات معتــرف بهــا حــول العالــم ،والســلطة العليــا لتنظيــم
اإلقامة والتنقّل وح ّريّة التعبري التعليــم العالــي فــي تركيــا هــي توصيــف للمــواد ،صــادر عــن مجلــس التعليــم العالــي ،وهــو الجامعــة التــي كان يــدرس بهــا مجلــس وطنــيّ مســتق ّل بالكامــل وترجمتهمــا وتصديقهــا. مــن األمنــاء دون أيّ انتماء سياســيّ إنّ أيــّة وثيقــة يملكهــا الطالــب أو حكوميّ . الســوريّ تثبــت أ ّنــه كان يــدرس اللغة المعتمدة في الجامعات: بالجامعــة الســوريّة عليــه أن إنّ اللغــة التركيـّـة هــي المعتمــدة يترجمهــا ويضمّهــا ألوراقــه أل ّنهــا ّ فــي للتدريــس تعــزز فرصــه قــد في القبــول. ال���ج���ام���ع���ـ���ـ���ات قرية جمزرة ارتكبت ً التركيّــة ،وهنــاك راب���ع���ا -ص��ور شخصيّة عدد \\6 بعــض الجامعــات «التليليّة» يف /5/29 ً وبعــض الكليــّات خ��ام��س �ا -رســم تعتمــد ،2014حيث كانت تســجيل بحــدود ال��ت��ـ��ـ��ي \ \55ل��ي��ـ��ـ��رة اإلن��ك��ل��ي��زي��ـ��ـّ��ة حواجز حزب pyd 100% بنســبة ت��رك��ي��ـ�ـّ��ة يســدّد لبعــض المــوا ّد حتيط بالقرية بأحــد المصــارف بموجــب إحالــة و 30%ل��م��ـ��ـ��وا ّد يوم دخول عناصر تعطــى لــه مــن أخــرى ،لكــن في إليها «داعش» المحصّلــة ،اللغــة الجامعــة. ً التركيّــة مطلوبــة س��ادس��ا -تعبئــة ف��ي الجامعــات جــدول الرغبــات، التركيّــة. وعلــى الطالــب أن يفاضــل بيــن متطلّبات التسجيل بالجامعات التركيّة :الرغبــات بعنايــة ،وعليــه أن أوّ الً -ترجمــة الشــهادة الثانويــّة يراعــي معدّلــه بالشــهادة الثانويــّة بــك ّل أنواعهــا (علمــيّ \ أدبــيّ حيــن يــدوّ ن رغباتــه كــي تكــون \ مهنــيّ \ صناعــيّ \تجــاريّ \ معقولــة ومتناســبة مــع المطلــوب، شــرعيّ \ فنــون نســويّة) ،ومهمــا علمــا ً أنّ بعــض الجامعــات تحــدّد كان عــام صدورهــا ،إلــى اللغــة الرغبــات بثــالث رغبــات ومنهــا التركيـّـة وتصديقهــا مــن مديريّــة مــا تحــدّده بعــدد أكبــر. التعليــم التركيــّة ثــ ّم مــن الكاتــب سابعا ً -بعــد قبــول الطالــب فــي العــدل (النوتيــر). الكليّــة يتــ ّم منحــه مــدّة عــام ثانيا ً -إرفــاق صــورة جــواز الســفر كامــل لتعلــّم اللغــة التركيّــة تمهيــداً أو بطاقــة «الكيملــك» المــدوّ ن النتظامــه فــي دوام كليّتــه التــي عليهــا الرقــم الوطنــيّ . قبــل بهــا. ــلاّ ثالثا ً -بالنســبة للط ب الذيــن ما هي شهادة التومر ()TOMER؟ سيســتكملون دراســتهم ،يُطلــب «ال��ت��وم��ر» ه��و فحص اخ��ت��ب��اريّ منهــم تقديــم كشــف عالمــات مــع لمعرفة مستوى المتقدّم للجامعة في
اللغة التركيّة. وال���ت���ع���ري���ف ال���دق���ي���ق ل��ك��ل��م��ة ال��ت��وم��ر( )TOMERهو «مركز تطبيقات وبحوث اللغات التركيّة واألجنبيّة» ،وهو تابع لرئاسة جامعة أنقرة. تأسّس سنة 1984ليكون شبيها ً بمراكز لغويّة وثقافيّة عالميّة أخرى، وله ع�دّة ف��روع في المدن التركيّة الكبيرة. لقد كان الهدف األس��اس من إنشاء مركز «تومر» هو تعليم اللغة التركيّة لغير الناطقين بها ،ولكن تدرّ س اآلن في هذا المركز الكثير من اللغات األجنبيّة ومنها اللغة العربيّة. وشهادة «تو َمر» ُتمنح بعد اجتياز فحص في اللغة التركيّة ،يجري بواسطة اإلنترنت للطلاّ ب األجانب لتحديد مستواهم في اللغة التركيّة، وهو يتكوّ ن من خمسة أقسام– 1 : القراءة -2 ،االستماع – 3 ،التكلّم، – 4الكتابة - 5 ،قواعد اللغة. ويُمنح ال��ط�ّل�اّ ب ال��م��ش��ارك��ون في ه��ذا االختبار شهادة «ت��و َم��ر» في المستوى الذي اجتازوه بنجاح ،وهذه المستويات هي: ال��م��س��ت��وى األس���اس���ي،A1 , A2 المستوى ال��م��ت��و ّس��ط،B1 , B2 والمستوى المتقدّم.C1 إنّ هذا االختبار يجري في الفروع داخل تركيّة وفي 12مركز اختبار ع��ن بعد خ���ارج ت��رك � ّي��ة وش��ه��ادة «تومر» تعتبر نافذة لمدّة سنتين.
احملامي أمحد صوّان
يوزعون البسمة
رعاية األيتام ،صور في غازي عينتاب
من أجلهم نعمل
معرض بعنوان :عيون وحكايا ض ّم المعرض 99صورة من «دار السالم» التي يعود ريع المعرض كامالً إلى أطفالها. عن هذه الدار تحدّثت المشرفة عليها المهندسة «منال قره داغي» قائلة :اف ُتتحت هذه الدار عام 2013وفيها نحو خمسين يتيماً ،بينهم فاقدو األب واألم ،أو األب فقط ،وهم من عدّة محافظات سوريّة ،لدينا من حلب وريفها، ومن إدلب ،وكذلك من حمص ومن دمشق. وبيّنت «قره داغ��ي» تركيبة ال��دار قائلة: «لدينا في الدار نظام كفالة شاملة ،معيشة وسكن ،طعام وش��راب ولباس ،باإلضافة إلى كفالة التعليم والصحّ ة ،كذلك نعمل على برامج الدعم النفسي واالجتماعي ،وبرامج تنموية .نستقبل ال��ذك��ر إل��ى عمر عشر سنوات ،واإلناث إلى عمر العشرين عاماً. ونحن نتابع تعليمهم في المدارس .من يأخذ الشهادة الثانويّة سنقوم بتسجيله في الجامعة، وسنقوم بمتابعته ح ّتى تخرجه من الجامعة». وأضافت المشرفة« :نتعامل مع األيتام الموجودين عندنا بصفتهم جميعا أخوة، يصحبهم مرافق واحد ،في حال كانت األم م��وج��ودة ،تكون ه��ي المرافقة، وفي حال الوفاة ،تصبح إحدى قريبات اليتيم\ة ،مشرفة على التربية». وعند سؤال المهندسة «قره داغي» ،عن نتائج أعمالهم ،أجابت بأ ّنه «من خالل عمل سنتين للدار ،طرأ تغيير ملحوظ وإيجابيّ ج ّداً على نفسيّة األطفال .فعندما أتو إلينا في البداية كانوا يعانون من عدّة مشاكل نفسيّة وأمراض جرّ اء الحرب ،مثل الخوف الشديد ،والصدمة والتأتأة والسلس البوليّ الليليّ ،والخوف من الغريب وما شابه ،وكانت لدينا حاالت صعبة متعلّقة ّ تخطيناها اآلن باألمهات أنفسهنّ ،لك ّننا بفضل جهد المختصّين والمتطوّ عين». وحول دعم المشروع قالت «قره داغي»: «اعتمد عملنا في البدء على التبرّ عات ،لكن حال ّيا ً لدينا مشروع قيد الدراسة مع ّ منظمات إنسانيّة ،نأمل أن يثمر عن ا ّتفاق معهم لنتوسّع في عملنا».
newspaper@allsyrians.org
وعن آفاق تطوير هذه ال��دار ،تم ّنت «قره داغ��ي» أوّ الً االستمرار بالمشروع في ال��دار مع األطفال ،وأعربت عن طموح في العمل مع األمّهات لتطوير مهاراتهنّ اليدويّة ،وصوالً لمرحلة اإلنتاج ،وأشارت إلى أنّ الدار «تقوم بتسويق بعض من تلك المنتجات ،ليكون عائدها لهنّ وحدهنّ ،بهدف تحسين شروطهنّ الحياتيّة».
أمّا عن معرض الصور «عيون وحكايا» الذي يعود ريعه أليتام «دار السالم» فقد تحدّث مبدع المعرض الف ّنان «إياد الجرود» عن الفكرة التي أراد من عمله« :الخروج من الحالة التي اعتدنا عليها ،أيّ الذهاب في المناسبات والتقاط الصور ،ومن ث ّم نسيان األم��ر .هنا األمر مختلف ،لقد ذهبنا لعند األطفال إلى مكان إقامتهم في دار األيتام، وهو مكان قريب من بلدة «نزب» التي تتبع لمحافظة عينتاب ،صورناهم ،ث ّم أتينا بهم
المادّة 10 وفقا لاللتزام الواقع على الدول األطراف بموجب الفقرة 1من المادّة ،9تنظر الدول األطراف في الطلبات التي يقدّمها الطفل أو والداه لدخول دولة طرف أو مغادرتها بقصد جمع شمل األسرة ،بطريقة إيجابيّة وإنسانيّة وسريعة .وتكفل الدول األطراف كذلك ألاّ تتر ّتب على تقديم طلب من هذا القبيل نتائج ضارّ ة على مقدّمي الطلب وعلى أفراد أسرهم. للطفل الذي يقيم والداه ّ الحق في دولتين مختلفتين في االحتفاظ بصورة منتظمة بعالقات شخصيّة واتصاالت مباشرة بكال والديه ،إلاّ في ظروف استثنائيّة. وتحقيقا لهذه الغاية ووفقا اللتزام الدول األطراف بموجب الفقرة 2من المادّة ،9تحترم الدول األطراف ّ حق الطفل ووالديه في مغادرة أيّ بلد ،بما في ذلك بلدهم هم ،وفى دخول بلدهم. ّ وال يخضع الحق في مغادرة أيّ بلد إلاّ للقيود التي ينصّ عليها القانون والتي تكون ضروريّة لحماية األمن الوطنيّ ،أو النظام العا ّم ،أو الصحّ ة العامّة ،أو اآلداب العامّة أو حقوق اآلخرين وحرّ يّاتهم وتكون م ّتفقة مع الحقوق األخرى المعترف بها في هذه االتفاقيّة. المادّة 11 ت ّتخذ الدول األطراف تدابير لمكافحة نقل األطفال إلى الخارج
وعدم عودتهم بصورة غير مشروعة. وتحقيقا ً لهذا الغرض ،تشجّ ع الدول األطراف عقد ا ّتفاقات ثنائيّة أو متعدّدة األطراف أو االنضمام إلى اتفاقات قائمة. المادّة 12 تكفل الدول األطراف في هذه االتفاقيّة للطفل القادر على تكوين آرائه الخاصّة ّ حق التعبير عن تلك اآلراء بحرّ يّة في جميع المسائل التي تمسّ الطفل ،وتولى آراء الطفل االعتبار الواجب وفقا لسنّ الطفل ونضجه. ولهذا الغرض ،تتاح للطفل، بوجه خاصّ ،فرصة االستماع إليه في أيّ إجراءات قضائيّة وإداريّة تمسّ الطفل ،إمّا مباشرة، أو من خالل ّ ممثل أو هيئة مالئمة ،بطريقة ت ّتفق مع القواعد اإلجرائيّة للقانون الوطنيّ . المادّة 13 ّ الحق في حرّ يّة يكون للطفل ّ الحق حرّ يّة التعبير ،ويشمل هذا طلب جميع أنواع المعلومات واألفكار وتلقيها وإذاعتها ،دون أيّ اعتبار للحدود ،سواء بالقول أو الكتابة أو الطباعة ،أو الفنّ ،أو بأيّة وسيلة أخرى يختارها الطفل. يجوز إخضاع ممارسة هذا ّ الحق لبعض القيود ،بشرط أن ينصّ القانون عليها وأن تكون الزمة لتأمين ما يلي: (أ) احترام حقوق الغير أو سمعتهم ،أو( ،ب) حماية األمن الوطنيّ أو النظام العا ّم ،أو الصحّ ة العامّة أو اآلداب العامّة.
ليشاهدوا أنفسهم في صور على الحائط». يصف «ال��ج��رود» ما ح��دث قائالً« :في المعرض ،كانت لحظات بمنتهى الروعة واإلنسانيّة ،دهشة األطفال وفرحتهم كانت عارمة .ما لفتني بعدها حديثهم عن صور زمالئهم ،أكثر من حديثهم عن صورهم أنفسهم .وخاصّة حديثهم عن طفل كان معهم ث ّم ترك ال��دار ،وعن طفل آخر مريض لم يتم ّكن من الحضور ،فدار الحديث عنه من خالل صورته في اللوحة، لقد تكوّ نت لديهم ذكريات جديدة». وأضاف :كان انطباع األمّهات اللواتي راف��ق��ن األط��ف��ال ،جميالً ،شعرت بسعادتهن بهذه النتيجة». ث ّم تحدّث الف ّنان عن اإلقبال والمردود المادّي« :اإلقبال أوّ ل يوم كان ممتازاً، في اليوم الثاني كان أقلّ ،واليوم لم ينت ِه بعد (كانت الساعة الخامسة مساء) .المبيع ليس كبيراً ،لك ّنه مقبول نسب ّياً ،سعر اللوحة رمزيّ باألساس، ولقد قمت بعمل موازنة بين القيمة الف ّنيّة، والمساهمة المناسبة والتي هي بمثابة تبرّ ع من المشتري ،فكان المتوسّط بين مائة ومائة وخمسين دوالراً». ث ّم أنهى «الجرود» كالمه بعتب« :رغم أ ّني مدّدت زمن المعرض يومين إضافيّين ،لم يحضر أحد من الحكومة ،أو من الشخصيّات العامّة المعروفة» .كالعادة.
مراسل الشبكة السورية للمطبوعات SNP
يزرعون البسمة ،يلعبون مع األطفال ضمن فعاليّات يقومون بها شباب وشابّات تطوّ عوا من أج��ل أن يرسموا الضحكة في عيون أطفال شرّ دوا من بلدهم بدون أيّ ذنب ،شباب الوكالة السوريّة الحرّ ة لإلنقاذ ،كانوا على موعد بنشاط في انطاكيّة في 2015/6/15 بمناسبة توزيع الجالءات ضمن حفل ُسمّي «ثمرة النجاح» ت� ّم فيه تقديم العديد من النشاطات الفنيّة كان من ضمنها مسرحيّة بعنوان «أرنوبة وفلفول» قدّمها مجموعة من الشباب الهواة كما قدّم المتطوّ عون رقصة البطريق بين األطفال ومن خالل هذا الحفل
ش��ارك بعض األطفال الموهوبين ببعض العروض المختلفة كتقديم بعض األغاني التي حفظوها خالل العام الدراسيّ مثال «غناء الراب» ،كما تخلّل العروض بعض األلعاب مثل لعبة «ش ّد الحبل ،ألعاب حرّ ة» رافق األطفال فيها شخصيّة «السبايدر مان» المحبوبة من قبل جميع األطفال. لك ّل الشباب الذين يعملون من أجل رسم الفرحة في عيون أطفالنا لك ّل الذين يعملون بصمت وبدون مقابل لهؤالء وألمثالهم ك ّل التقدير والمحبّة.
www.allsyrians.org
اقتصاد و قانون
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
9
السنة الثانية
اقتصادّيات دير الزور*
السوري االقتصادي قراءة في تقرير المنتدى ّ ّ يعتمد اقتصاد محافظة دي��ر ال���زور على الزراعة الصناعيّة سيّما القطن الذي يصدّر إلى الخارج وهو ذو شهرة عالميّة ،ويُزرع في األراضي الزراعيّة على طول نهر الفرات، ويُزرع أيضا ً في دير الزور القمح والشعير، ويعتبر القمح المحصول الثاني بعد القطن، يبلغ عدد س ّكان محافظة دير ال��زور حسب إحصاءات عام 2010حوالي نصف مليون نسمة ،وتبلغ مساحتها 33ألف كم ،2وهي ثاني أكبر محافظة مساحة بعد حمص ،تقسم إدار ّيا ً لثالث مناطق هي «الميادين والبوكمال ومدينة دير الزور». األح��وال المعيشيّة لألسر في محافظة دير الزور** بلغ متوسّط استخدام الكهرباء في المحافظة ( )12,50ساعة يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة، الشبكة العامّة أو من المولّدات أو من شراء األمبيرات (عبارة عن مولّدات كبيرة قطاع خاص تبيع الكهرباء للس ّكان) ،أمّا بالنسبة لمصادر الكهرباء بغضّ النظر عن ساعات االستهالك يعرضها الشكل البيانيّ رقم (.)1
تو ّفر الكهرباء في المساكن :نالحظ من الشكل البياني رقم ( )1أنّ %95,2من األسر في المحافظة أجابت بأنّ منازلها ما زالت موصولة على الشبكة العامّة للكهرباء إلاّ أ ّنها ال تصلها الكهرباء عبرها إلاّ ن��ادراً ،ونسبة %71,4 يحصلون على الكهرباء عن طريق المولّدات، وجزء آخر من األسر %33يشترون الكهرباء عن طريق األمبيرات ومتوسّط ساعات حسب الطلب ،علما ً أنّ الكثير من األس��ر تسعى لتأمين الكهرباء من الشبكة العامّة أو من شراء
األمبيرات أو المولّدات الخاصّة ،وذلك لتأمين الكهرباء لفترة أكبر من 12,50ساعة يوم ّياً، وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز 2995ليرة سورية. -2تو ّفر المازوت في المساكن :بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة 46ليتراً، بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت 5508ليرة سورية شهر ّياً ،كما تشير البيانات أنّ مادّة المازوت متو ّفرة بنسبة %96في السوق المحليّة. -3تو ّفر البنزين في المساكن :بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة 55ليتراً، بمتوسّط تكلفة شهريّة 10870ليرة سورية شهرياً ،كما تشير البيانات أنّ مادّة البنزين متو ّفرة بنسبة %100في السوق المحليّة ،علما ً أنّ مادّة البنزين تستخدم في معظم األوقات كوقود للمولّدات. -4تو ّفر الغاز في المساكن :بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة 28ليتراً ،بمتوسّط تكلفة شهريّة 4382ليرة سورية شهر ّياً ،كما تشير البيانات أنّ مادّة الغاز متو ّفرة بنسبة %55في السوق لكن بتكلفة مرتفعة ج ّداً. -5تو ّفر الحطب في المساكن :بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة 46كغ ،بمتوسّط تكلفة شهريّة 1600ليرة سورية شهر ّياً، كما تشير البيانات أنّ مادّة الحطب متو ّفرة بنسبة %80في السوق ،علما ً أنّ مادّة الحطب مخصّص للتدفئة وضمن مناطق صغيرة. -6تو ّفر المياه في المساكن :إنّ مصادر الحصول على المياه :الشبكة العامّة أو من اآلبار الخاصّة أو من شراء المياه عن طريق الصهاريج ،كما يعرضها الشكل البيانيّ رقم (.)2 نالحظ أنّ نسبة %59,1من األسر تحصل على
المياه من الشبكة العامّة لكن بمتوسّط كميّات مختلفة ،ونسبة %36,4يشترون المياه عن طريق الصهاريج ،ونسبة %18,2من األسر تمتلك بئراً خاصاً ،علما ً أنّ الكثير من األسر تسعى لتأمين المياه من الشبكة العامّة والشراء عن طريق الصهاريج أو اآلب��ار الخاصّة، وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز 1055ليرة سورية شهر ّياً. -7تو ّفر خصائص المساكن :تتو ّفر الخدمات األساسيّة بنسبة ، %100أمّا نسبة المساكن التي تحتوي على عدد كبير من الساكنين بلغت ،%38,1ونسبة المساكن التي أ ّكد ساكنيها أ ّنها غير آمنة بلغت ،%76,2وبلغت نسبة المساكن نمط الشقق ،%61,9ونسبة المساكن نمط البيت العربي بلغت ،%38.1وعن ملكيّة المسكن تبيّن انّ نسبة %61من المساكن ملك لساكنيها ،ونسبة %38,1إيجار بمتوسّط إيجار شهريّ 4000ليرة سورية. -8تو ّفر المساعدات اإلنسانيّة لألسر :تشير البيانات التي جمعت من قبل نقطتي االرتكاز حول المساعدات اإلنسانيّة ،ال يوجد ّ منظمات للمساعدات اإلنسانيّة بسبب وجود «داعش». -9حالة أمان منطقة السكن :تشير البيانات التي جمعت من قبل نقطتي االرتكاز ما يلي: أ ّكدت األسر أنّ األمان متو ّفر بنسبة ،%93 وه��ذا األم��ان نسبيّ ،ألنّ نسبة %62أ ّك��دوا ا ّنه ال توجد أعمال عدائيّة بالمنطقة ،ونسبة %75أ ّك��دوا أ ّنه ال توجد ألغام أو متفجّ رات في المنطقة ،بينما جميعهم أ ّكدوا وجود قصف طيران وقصف صاروخي يوم ّيا ً على المنطقة. واق��ع المصانع في محافظة دي��ر ال��زور:جُمعت هذه البيانات عن تو ّفر عناصر اإلنتاج األساسيّة وحالة األمان في مصانع صغيرة الحجم وما زالت تعمل. نالحظ من الشكل البياني رقم ( )3أنّ نسبة المصانع التي أ ّكد أصحابها تو ّفر العمّال بلغت ،%100ألنّ الس ّكان لم تهاجر هذه المناطق وبحاجة إلى أيّ عمل يضمن لهم حياة كريمة، كما أنّ نسبة المصانع التي أ ّكد أصحابها تو ّفر الموا ّد األوّ ليّة بلغت .%80 ّ أمّا بالنسبة لتو ّفر الكهرباء فلقد أكد أصحاب
المصانع أ ّنها متو ّفرة بنسبة %33من مصادرها المختلفة ،بينما الخدمات الصحيّة فيمكن تأمينها بنسبة ،%22كما أوضح أصحاب المصانع صعوبة تأمين خدمات الطوارئ بنسبة ،%39 أمّا بالنسبة للطلب على إنتاج المصانع فهنالك طلب كبير تجاوز ،%89وبالنسبة لألمان في المناطق التي تعمل ضمنها المصانع فلقد أ ّكد أصحابها بنسبة %61أنّ األمان متو ّفر. لكن رغ��م ال��وض��ع الخطر م��ازال��ت بعض المصانع تعمل ،بسبب عدم هجرة أصحابها وحاجتهم لتأمين دخ��ل لهم ،وتامين دخل لعمّالهم ،وأيضا ً الحاجة الماسّة إلنتاج مثل هذه المصانع لتلبية حاجة الشعب السوريّ . التوصيات:بما أنّ القســم األكبر من محافظـة دير الزور حاليّـا ً تحت ســيطرة «داعــش» فإنّ المجالــس المحلّية ال يمكن ان تعمل أو تقوم بأيّ نشاط. بناء على نتائج التقرير أعاله يوصي المنتدى االقتصاديّ السوريّ بما يلي: هناك بعض المجالس المحلّية التي -1 هربت من بطش «داعش» واستقرّ ت خارج المحافظة ،ولكن ال تزال هذه المجالس تعمل على نقل األوضاع المعيشيّة داخل المحافظة م��ن خ�لال التنسيق م��ع بعض المواطنين المقيمين في المحافظة ،لذلك يوصي المنتدى االقتصاديّ على تقوية هذه المجالس والتعاون معها وتقديم جميع الخدمات الالزمة لنقل األوضاع وتأمين احتياجات المواطنين داخل محافظة دير الزور. -2 يوصي المنتدى االقتصاديّ السوريّ ّ ّ منظمات المجتمع المدنيّ والمنظمات اإلغاثيّة بالحفاظ على القاعدة الشعبيّة لس ّكان المحافظة األصليّين وتأمين مستلزمات المعيشة اإلنسانيّة
حيث أ ّننا نعتبر وجود هذه القاعدة الشعبيّة المناوئة لوجود تنظيم «داعش» هي صمّام أمان للمستقبل نحو التخلّص من هذا التنظيم وأفكاره المتطرّ فة ،حيث أ ّنه بحال إعطاء تنظيم «داعش» الفرصة للتح ّكم بقوت الشعب ومقوّ مات الحياة سنعطيه فرصة لتوسيع قاعدته الشعبيّة وتحقيق أهدافه. -3 يوصي المنتدى االقتصاديّ السوريّ بفتح قنوات تواصل مع أشخاص ذي ثقة من أعضاء المجالس المحليّة المناهضين لتنظيم «داعش» بغية تأمين دعم سريّ بش ّتى الوسائل وإيصاله من خاللهم للس ّكان المحلّيين. ال��ت��زام المجتمع ال��دول��يّ بتجفيف -4 المنابع وال��م��وارد االقتصاديّة واللوجستيّة والدعم البشريّ الذي يتد ّفق من خارج الحدود السوريّة لتنظيم «داع��ش» والتأ ّكد من عدم وصول أيّ دعم للتنظيم. يوصي المنتدى االقتصاديّ االئتالف -5 السوريّ لقوى المعارضة والثورة بالسعي الجا ّد والمتواصل لتسليط الضوء على معاناة الس ّكان المحليّين في المحافظة بشكل ال يق ّل أهميّة عن معاناة الس ّكان المقيمين تحت سلطة النظام السوريّ . ّ يوصي المنتدى الحكومة المؤقتة -6 بالسعي الدائم والتنسيق مع كا ّفة الجهات ّ والمنظمات المدنيّة إليجاد الحلول الدوليّة الكفيلة بتامين كا ّفة المساعدات للس ّكان. ختاما ً نؤ ّكد أنّ المدينة تعيش بكلتا -7 قسميها سواء أكانت تحت سيطرة النظام أم تحت سيطرة «داعش» ظروفا ً معيشيّة سيّئة للغاية ،لذا يجب على جميع الجهات الدوليّة لفت االنتباه لهذه المأساة التي تعاني منها المدينة.
*اإلص��دار /.5/من سلسلة التقرير الدور ّية ،أ ّيار -2015 السوري. االقتصادي المنتدى ّ ّ السوري بتدريب عدّة أشخاص االقتصادي **قام المنتدى ّ ّ سور ّيين ،بوصفهم نقاط ارتكاز داخل سورية في المناطق واالقتصادي االجتماعي المحررة لجمع البيانات عن الواقع ّ ّ ّ واالجتماعي في سورية. ّ
احملرر االقتصاد ّي
المحاكمات العادلة
البراءة أبكت «غالبة» مصر تض ّج قاعات المحاكم المصريّة بأحكام ّ بحق قياداتها السابقة المدانين متناقضة بأعمال أساءت لمصر وشعبها وحضارتها من فساد وقمع للحرّ يّات وقتل للمتظاهرين والتفريط بحقوق الدولة المصريّة .وتنبع أه ّميّة هذه المحاكمات من صيرورة األحداث التي تمرّ بها مصر التي خرجت للتوّ من مرحلة طويلة امتازت بغياب الديمقراطيّة والقمع والفساد ،وف��ي المجتمعات التي تمرّ بمرحلة انتقاليّة تعتبر المحاكمات من أه � ّم اإلج���راءات ل��رأب الصدع ومحاسبة المخطئين وتعويض المتضرّ رين وإعادة المجتمع إلى نقطة التوازن لبناء الثقة بين المواطن ومؤسّسات الدولة .إلاّ أنّ قضاة ّ وحطموا آماله مصر خذلوا الشارع المصريّ في أن يُعاقب المذنبون ليكونوا عبرة لك ّل من يريد العبث بحقوق الشعب المصريّ .فبُرّ ئ القسم األكبر من المجرمين. محاكمة القرن محاكمة الرئيس األسبق حسني مبارك شابها الكثير من الشوائب والتجاوزات خالل مجرياتها وكانت الصدمة الكبرى بإعالن براءته مع نجليه وكبار مساعديه ،ويراود معظم المصريين شعور بأنّ قبول الطعن في براءة مبارك ليس سوى مراوغة المتصاص غضب الشارع المصريّ . بعيداً عن ك ّل التجاذبات السياسيّة والمواقف المسبقة من األطراف في المحاكمة سنحاول باختصار مناقشة التهم الموجهة للم ّتهم واألدلّة التي تدينه والحكم الذي صدر. دخل حسني مبارك مع كبار مساعديه ونجليه إلى السجن بتهم كثيرة أهمّها التحريض على قتل المتظاهرين واالستيالء على أموال عامّة وقضايا فساد. فعلى مدار أكثر من ثالثين عاما ً والرئيس حسني مبارك يحتمي خلف منصبه وكرسيّه ويستغ ّل موقعه في التربّح والغشّ ليراكم ثروة هائلة لعائلته قدّر ّتها بعض األوساط بـ 70 مليار دوالر سرقت من الشعب المصريّ ، أمّا قضايا الفساد فهي كثيرة منها قضية توريد الغاز إلسرائيل بسعر تفضيليّ في وقت كان الشعب المصريّ يعاني من أزمة نقص الغاز ،واختفاء تريليون و 272مليار
newspaper@allsyrians.org
جنيه مصريّ م��ن ميزانية ال���دول���ة في ع���ام 2010 ح������اول������ت ال���ح���ك���وم���ة إخ���ف���اء أيّ معلومات عن م��ص��ي��ره��ا، وغ����ي����ره����ا ال��ك��ث��ي��ر من قضايا الفساد وض�����ع�����ت أم��ام القضاء ال���م���ص���ريّ يضاف إليها الجريمة الكبرى وهي قتل المتظاهرين السلميّين ،وحوكم بالفعل أكثر من 170من المسؤولين األمنيّين وأفراد الشرطة بتهمة قتل أكثر من 1000متظاهر سلميّ ،وج���اءت أح��ك��ام ال��درج��ة األول��ى منسجمة مع الوقائع إلى ح ّد ما ،حيث قضت محكمة الجنايات عليه بتاريخ 2012 /6/2 بالسجن 25عاما ً وبعدها قام محامو الم ّتهم بالطعن بالقرار وكان من المتو ّقع أن يصدر الحكم الثاني متوافقا ً مع حكم الدرجة األولى، ألنّ الحكم بُني على أدلّة وبراهين واضحة فمثالً تصدير الغاز إلسرائيل بأسعار مخ ّفضة والذي أضاع على الشعب المصريّ أرباح كبيرة كان بموجب عقود مو ّقعه وموجودة في ملفّ الدعوى ولم يت ّم دحضها بأيّ دليل، والصور التي شاهدها ماليين الناس والتي يقوم فيها عناصر األمن بإطالق النار على المتظاهرين والسيارات التي قامت بدهسهم، ك ّل هذه الصور جعلت من إدان��ة مبارك وعناصر األمن أمر بديهي ،ولكنّ الحكم صدر ببراءة حسني مبارك وأفراد الشرطة والمسؤولين األمنيّين ،إمّا لعدم كفاية األدلّة أو ألنّ عناصر األمن تصرّ فوا دفاعا ً عن النفس ،ومن مجريات المحكمة الثانية ي ّتضح أن هناك تواطؤ بين هيئة االدّعاء مع الدفاع إلخفاء األدلّة ،كما أنّ قاضي المحكمة طرح إفادات المصابين كلّها جانبا ً وهم من شاهدوا كيف أطلق رجال األمن النار عليهم مع أ ّنهم
عصفور طل من الشباك
سالم جرجس مرّوش معتقل ...حتّى وإن عمل مبا تتطلّب مهنته
كانوا ّ عزل من السالح ،وبنى القاضي حكمه على إفادات رجال األمن وكان على المحكمة استبعاد شهادات الضبّاط والمستندات المقدّمة من وزارة الداخليّة أل ّنها تدافع عن رجالها ّ وموظفيها ،فعملت على تضليل المحكمة ،لذا جاء حكم البراءة صادما ً وغير متو ّقع وال يوجد أيّ مسوغ قانونيّ له ،وغير منسجم مع وقائع الدعوى وأهدر دماء المتظاهرين. من المسؤول؟ هنا الب ّد من التساؤل عن الجهة التي أطلقت النار على المتظاهرين ومن يتحمّل مسؤوليّة مقتل الضحايا في ساحات التظاهر؟ لقد حوّ ل حكم البراءة حسني مبارك من مجرم إلى ضحيّة وحوّ ل أهالي الشهداء لم ّتهمين ،من الممكن أن يحاكموا بتهمة البالغ الكاذب ويت ّم زجّ هم في السجن. يمكن القول إنّ الطاغية انتصر ،وقرار البراءة أعاد الشرعيّة لنظام أشاع الفساد ونهب الشعب والدولة معاً ،وحك َم مصر لمدّة َ ثالثين عاما ً بالقمع والسجون وك ّم األفواه، وردّت البراءة االعتبار لرجل إسرائيل وكنزها التاريخيّ .وبالرغم م��ن قبول المحكمة للطعن ببراءة مبارك عن جرم قتل المتظاهرين فإنّ ذلك لن يغيّر من حقيقة أنّ القضاء المصريّ وجّ ه صفعة جديدة لثوّ ار مصر وجعلت «غالبة» مصر يبكون حلمهم في بناء مصر حرّ ة قويّة عادلة ديمقراطيّة.
احملامي حممّد محو
الدكتور «سامل جرجس م ّروش» الدكتور «سالم جرجس مرّ وش» من مواليد مدينة حمص 1960/1/1متزوّ ج ولديه أطفال ،كان يُعرف عنه إنسانيّته وتواضعه وسعيه ال��دائ��م لمساعدة ال��ن��اس وإغاثة المحتاجين ،حيث عمل كطبيب مختصّ ضمن الفريق الطبيّ في مشفى الحورانيّ في مدينة حماة المعروف بالخدمات الكبيرة التي قدّمها هذا المشفى منذ اندالع الحراك الشعبيّ في سورية عام .2011 ت ّم اعتقاله من عيادته الخاصّة في حماة من قبل دوريّة تابعة للمخابرات الجوّ يّة في ،2012/8/6ث ّم ت ّم نقله إلى العاصمة دمشق وهناك تن ّقل «مرّ وش» بين فروع األمن. كان الدكتور «مروش» من الشخصيّات التي و ّقعت بيان المث ّقفين السوريّين المسيحيّين الموجّ ه ألصحاب الغبطة رؤساء الكنائس في سورية الصادر بتاريخ ،2011/9/17 طالبوا فيه بموقف يرفض الظلم والقمع والقتل ويقف إلى جانب خيارات الشعب وينبع من التعاليم المسيحيّة التي ال تقبل القتل والظلم والتشرّ د والفساد والتلفيق والتزوير، وجاء ذلك ر ّداً على مواقف بعض رؤساء
الطوائف المسيحيّة المؤيّد للسلطات السوريّة ض ّد الحركة السلميّة المندلعة في البالد. أدان المرصد اآلش��وريّ لحقوق اإلنسان هذا االحتجاز واالعتقال التعسّفيّ الذي طال ناشطا ً وطبيبا ً سور ّيا ً دون مذ ّكرة قضائيّة، في انتهاك فاضح للعهود والمواثيق الدوليّة التي وقعت عليها سورية ،وحمّل المرصد الحكومة السوريّة مسؤوليّة سالمته الجسديّة ف��ي ح��ال تعرّ ضه أليّ أذى أث��ن��اء فترة االحتجاز ،كما وطالب بضرورة الكشف عن مصيره واإلف��راج الفوريّ عنه وعن جميع معتقلي الرأي في سورية. ّ وط��ال��ب المرصد اآلش���وريّ المنظمات الحقوقيّة الدوليّة للصليب والهالل األحمر ّ ومنظمة أطبّاء بال حدود بأن تضغط على الحكومة السوريّة لإلفراج عن الدكتور «جرجس» وكا ّفة المعتقلين من الكوادر الطبيّة. الحريّة لإلنسان «ج��رج��س» ولك ّل من ّ تمت خالف الطاغية ووقع في األسر بأي ٍد ال لإلنسانيّة بشيء.
www.allsyrians.org
10
السنة الثانية
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
ثقافة
في اإلعادة إفادة
كتبوا للدعاية والكشف والتخويف
نحو تجسيد
تسميات «داعش» وسيناريوهاتها
المشروع*
من «الدولة اإلسالميّة يف العراق» إىل «الدولة اإلسالميّة يف العراق والشام» ث ّم أسقطت كلمتا «العراق والشام» فأصبح «الدولة اإلسالميّة» وأخرياً «دولة اخلالفة» يرتدي الصحافيّ المعروف «عبد الباري عطوان» ثوب الواقعيّة في كتابه «الدولة اإلسالميّة ،الجذور – التوحّ ش – المستقبل» الصادر عن دار الساقي في ،2015وال يطلق بدءاً من العنوان على تنظيم «الدولة» اسم «داعش» المتداول إعالم ّياً ،بل اسم الدولة اإلسالميّة. ه��ذا التنظيم ال��ذي أعلن «الخالفة» في العراق والشام مرّ بعدّة أط��وار ،وتبدّلت تسمياته عبرها م��ن «ال��دول��ة اإلس�لام��يّ��ة في العراق» ث ّم «الدولة اإلس�لام� ّي��ة في العراق وال��ش��ام» ث ّمأسقطت ك��ل��م��ت��ا «ال��ع��راق وال��ش��ام» فأصبح «ال��دول��ة اإلسالميّة» وأخيراً «دولة الخالفة» .لك ّنه انتشر إعالم ّيا ً وشعب ّيا ً باسم «داع��ش» كحروف أولى من التسمية الطويلة ،ورأى أصحاب التنظيم أنّ االختصار يسيء إلى التنظيم ،فوضعوا «ح ّداً» هو سبعين جلدة لمن يلفظ كلمة« :داعش». ّ يضخم مؤلّف كتاب «الدولة اإلسالميّة» دور هذا التنظيم في الفصل األوّ ل فيصف «هيكليّة الدولة» من الداخل ،ويتحدّث عن «وزارات وواليات» كما يتطرّ ق إلى مصادر «الدولة» الماليّة كالنفط وسرقة اآلثار. ً ً ويفرد فصال كامال يتناول فيه شخصيّة «أبوبكر البغداديّ » زعيم التنظيم ،من وجهة نظر أتباعه ومؤيّديه.
كذلك شخصيّة «ال��زرق��اويّ » كمؤسس وعالقته المتو ّترة مع «ابن الدن» والقاعدة ودوره في تأسيس هذا التنظيم ،وعن أساس الخالف بين «الدولة» و «القاعدة». يقفز «ع��ط��وان إل��ى ص��راع اإلخ��وان المسلمين مع األس��د األب في سورية، خارجا ً عن الموضوع ،كذلك عندما يتحدّث عن المعارضة السوريّة المسلّحة ض ّد األسد االبن واتجاهاتها الفكريّة ومصادر أموالها. وفي محاولة جديدة لتضخيم وتعقيد صورة التنظيم يُسهب الكاتب في س��رد تاريخ العالقات المع ّقدة بين الجماعات اإلسالميّة والوهابيّة في السعوديّة .كما يتوسّع في استرجاع تاريخ ال��دول والجماعات في التوحّ ش. لم يستطع «عطوان» أن يكون موضوع ّيا ً في تناول موضوع «داعش» فقد بدا كمن يوهم القارئ بعظمة هذا التنظيم ويروّ ج لقوّ ته ،كما لم يستطع أن يخفي تعاطفه، بل وتبريره ألفعاله اإلجراميّة أحياناً ،على أساس أ ّنها ردّات فعل. لعل الك ّم الكبير ال��ذي كتب في السنتين األخيرتين حول تنظيم «داعش» يصعب حصره؛ ألسباب أخرى غير ما يرمي إليها «عطوان» ففي كتاب «خالفة الدم والنار» الصادر في نهاية 2014عن دار الكتاب العربيّ يرصد مؤلّفه الدكتور «رف�����ع�����ت س� ّي��د أحمد» ب��ال��وث��ائ��ق ال��ت��ن��ظ��ي��م ال��س��ريّ لـ «داع��ش» قبل وبعد ال��ح��رب ض�������� ّد
التحالف الدوليّ بقيادة أمريكا. أفكاره ،ح ّتى تمدّد وسيطر عسكر ّيا ً على يعرض هذا الكتاب مئات الصور والوثائق ،مناطق شاسعة من العراق وسورية. كاشفا ً نشأة التنظيم في العراق على يد أبو يقول «م ّناع» في الجزء األوّ ل المعنون مصعب الزرقاوي ،وصوالً إلى أبي بكر «هجرات الوهم إلى بحيرات الدم» بأ ّنه البغداديّ ،ويبرز الكتاب دور الواليات حاول أن يتناول تشكيل «داعش» بشكل الم ّتحدة ف��ي وج���ود هذا م��وض��وع��يّ وعقالنيّة ال��ت��ن��ظ��ي��م ،وك��ي��ف ق��ام سياسيّة وخطاب تنويريّ أصحاب رأى واس��ت��رات��ي��ج � ّي��ة تعتمد ب��ذب��ح ع��ش��رات األج��ان��ب «ال��ق��ي��م الديمقراطيّة م��ن صحفيّين أمريكيّين التنظيم أ ّن وب��ري��ط��ان � ّي��ي��ن ،وم��ئ��ات المدنيّة وترفض المهادنة إىل يسيء االختصار والمسيحيّين المسلمين ف��ي ك��� ّل ان��ت��ه��اك ينال ً إلى ا مستند �ات، واألق �لّ � ّي� كرامة وحقوق اإلنسان» التنظيم ،فوضعوا ف���ي ال���ج���زء ال��ث��ان��ي «فتاوى دينيّة». ً ّ سبعني هو » ا د «ح ّ أ ّم��ا «محمّد علوش» في ال��م��ع��ن��ون «ص��ن��اع��ة ال���ت���وحّ ���ش ..العولمة كتابه «داعش وأخواتها» جلدة ملن يلفظ كلمة: الصادر عن «دار والعولمة ال��م��ض��ادّة»، رياض «داعش». ال��ري��س» ف��ي��رى أنّ ما يقول الكاتب إ ّن��ه «من الضروري تج ّنب إسقاط يعترض الباحث في طريق دراس����ة ف��ك��ر ال��ح��رك��ات األوضاع السوريّة على اإلسالميّة الجهاديّة هو «قلّة المواد العلميّة العراقيّة أو العكس» ويبرر «م ّناع» ذلك الموثوقة» التي تؤرّ خ لتلك الحركات من باختالف بدء مساريّ الجهاديّة التكفيريّة أدبيّات فكريّة وسياسيّة بحياد وموضوعيّة .في البلدين ،لك ّنه يعود ليناقض نفسه قائالً: وي����خ����صّ ه��ن��ا «إلاّ أنّ قرار التنظيم توسيع ساحته القتاليّة الجماعات التي حمل لسورية من العراق فيروس التطبيع تعتمد «العنف مع ممارسات االستئصال والقتل العشوائيّ ال��م��س�لّ��ح» في واالغتصاب والخطف والترحيل وقطع نشر منهجها الرؤوس والتمثيل بالجثث ،بكلمة التطبيع ورؤيتها لقيام مع التوحّ ش». ً «ال�����دول�����ة ويتساءل م ّناع أخيرا« ،عن المستقبل»، اإلسالميّة» .تاركا ً القارئ أمام مجموعة من الوثائق يدلي الناشط ليحكم .على غير ما طرح «عبد الباري ال��ح��ق��وق��يّ عطوان» في األسطر األخيرة من كتابه «ه���ي���ث���م «الدولة اإلسالميّة ،الجذور – التوحّ ش م ّناع» بدلوه في كتابه «خالفة داعش» – المستقبل» إذ وضع سيناريو امتالك الصادر عن مركز «المزماة» للدراسات واستخدام التنظيم لألسلحة الكيميائيّة كحدث والبحوث ،بمعلومات وتحليالت تشرح مستقبليّ . ّ بشار فستق آليّة ظهور التنظيم ،وتطوّ ره وكيفيّة نشر
علماء السوء
يستغلّون اسم الدين اس هل البغداديّ ،أم الجوالنيّ ،أم قادة قوله تعالى( :إِ َّن َما ال َّس ِبيل ُ َع َلى ا َّلذِينَ َي ْظلِ ُمونَ ال َّن َ ّ اب أَلِي ٌم) أحرار الشام ،أم زهران علوش، َو َي ْب ُغونَ فِي الأْ َ ْر ِض ِب َغ ْي ِر ا ْل َحقِّ أ ُ ْو َل ِئ َك َل ُهم َع َذ ٌ وغيرهم من القيادات اإلسالميّة، [الشورى]42 : في خضم األحداث التي تشهدها سوريّة ،وشيوع الظلم هم من اصطفاهم هللا؟ ّ والفساد وتسلّط عصابات إجراميّة ،لها سدنة من علماء السوء كما قال أحد أتباع الدولة اإلسالميّة يلوون ألسنتهم بالكتاب ،لتحسبوه من الكتاب وما هو منه« ،سأعتبر أنّ البغداديّ غير مناسب ويقولون هو من عند هللا ،وما هو من عنده ،ويقولون على هللا لهذا العمل ،ولكن بعد أن وصل المسلمون إلى درج��ة من الكذب وهم يعلمون ،ولم يكن الفجور والسفور ،وارتكاب هذا االنحراف بسبب الدين ،بل هل البغداد ّي، ال��م��ع��اص��ي ك���ان (أم��ي��ر بسبب انحراف أوصياء الدين المؤمنين) من السبّاقين إلى أم ، ي اجلوالن أم ّ عن مبادئه وغاياته ومقاصده الخروج على الحاكم ،ويســتندون إلى أحاديث الرســول اإلسالم إعادة على والعمل الفجور، هذا تصحيح الكريم أيضاً. بالتأويل الفاسد والتحريف قادة أحرار الشام، بايعوه، هللا عباد من الكثير ل، صفائه إلى وأنّ األوّ الكاسد ،فخرجت مجموعات إنّ هذه التناقضات ُتسيء للدين ،وتجعل منه ساحة لتجاذبات ّ وحسب قول الرسول الكريم: وش، ل ع زهران أم متشدّدةُ ،تحرّ م الخروج عليها ُ سياسيّة ،ترضخ للحاكم تارة وتساند الخروج على الحاكم على نبايع أن دون والطاعة السمع على نبايع «أن تارة أخرى ،وقد شارك جميع الفقهاء في مقاومة الظلم أ ّيا ً باسم الدين ،وتفرض الخضوع وغريهم من القيادات معصية ،وأنّ من خرج ض ّ هم ّة ي اإلسالم الدولة د على ك ّل الناس باسم هللا وباسم كان مصدره ،وح ّتى فقهاء أهل السلف والس ّنة الذين ي ّتهمهم صحابة ألغلب أساؤوا الذين الروافض إلى أقرب من هم ة، ي اإلسالم ّ ال��رس��ول ،وتفرض سطوتها البعض بأ ّنهم لم يقولوا بالخروج ،نجدهم في جهاد دائم الرسول الكريم ،وهم أش ّد كفراً من الروافض أل ّنهم بالكلمة تارة وبالمال والسيف تارة أخرى ،كما فعل اإلمام وسلطتها على العباد وتحاجج اصطفاهم اهلل؟ ّ الحق ،وعلموا أن ال خروج على كلمة األمّة، عرفوا الناس بأحاديث منسوبة إلى أبو حنيفة بالوقوف بوجه بني أميّة إلى جانب زيد وعملوا على ش� ّ الصف �ق الرسول الكريم .لقد ت ّم تفريغ بن علي ،ومع محمّد بن عبد هللا المل ّقب بالنفس اإلسالميّ والجهاديّ ،لذلك ّ التناقضات هذه ن إ يدعون اليوم إليه الدعاة أكثر اإلسالم من مضمونه ،فصار الزكيّة ،وكذلك فعل اإلمام مالك ومفتي المدينة الناس إلى دين ال قيمة فيه لإلنسان وحريّته وكرامته وج���ب محاربتهم ك��م��ا ن��ح��ارب المنوّ رة. وحقوقه ،إلى دين ال يدعو إلى العدالة االجتماعيّة والمساواة المجوس والروافض إلخ .....وأنّ ُتسيء للدين، ّ فحق الحياة يصونه هللا ورسوله الكريم أليّ من خرج عنه هم البغاة والخوارج ،وجتعل منه ساحة والحريّة ،بل يرفض تغيير الواقع ،ويدعو إلى ترسيخه إنسان لقوله تعالى بدعوى طاعة وليّ األمر كيف ندعو شعوب العالم التي أل ّنهم خرجوا عن الحاكم العادل، (ومن أحياها فكأ ّنما أحيا الناس جميعاً) تساوى فيها الحاكم والمحكوم ،والشعب يحاسب رؤساءه ،ومن خرج عليه مات ميتة جاهليّة ،لتجاذبات سياسيّة، ّ وحق االعتقاد :فلإلسالم مبدأ عا ّم في حرّ يّة ّ يحق له عزله ،إلى دين كما قال اإلمام أحمد بن حنبل( :ومن ترضخ للحاكم تارة إذ الحاكم وكيل عن المحكوم الذي االعتقاد والتفكير يدعو أتباعه اليوم إلى الخضوع للحاكم ،وعدم نقده عالنيّة ،خرج على إمام من أئمّة المسلمين والصبر على ذلك مهما بلغ فساده وظلمه ،إذ طاعته من قد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرّ وا و ُتساند اخلروج على (لكم دينكم ولي ديني). وقرّ ر في المقابل قاعدة حازمة في عدم اإلكراه طاعة هللا ورسوله ،كما يُحرّ م على هذه الشعوب الحرّ ة له بالخالفة بأيّ وجه كان بالرضا احلاكم تارة أخرى على االعتقاد أو الرأي ّ شق هذا الخارج أن تقيم األحزاب السياسيّة ،أو تتداول السلطة فيما بينها لو أو بالغلبة ،فقد دخلت في الدين الجديد؟ لقد أصبحنا فتنة نص ّد الناس عن عصا المسلمين ،وخالف اآلثار عن (أفأنت تكره الناس ح ّتى يكونوا مؤمنين). غير وعلى مبتدع، فهو سبيل هللا ،وعندما وصل الحال بعلماء بني إسرائيل إلى هذا رسول هللا .........فمن فعل ذلك وقرّ ر احترام مشاعر اآلخرين ،وعدم التعرّ ض باألذى لهم، الس ّنة) ،أي أنّ كالمه هذا ينطبق على نظام ب ّ شار ،وهذا ما والنيل من معتقداتهم الحدّ ،قال هللا كان يقول به بشكل ما الشيخ البوطيّ . (وال تس ّبوا الذين يدعون من دون هللا فيس ّبوا هللا عدواً). الر ْه َبا ِن َل َيأْ ُكلُونَ ( َيا أَ ُّي َها ا َّلذِينَ آ َم ُنو ْا إِنَّ َكثِيراً ِّمنَ األَ ْح َب ِار َو ُّ ما أردت إيضاحه بأنّ الصحيحين (بخاريّ ومسلم) يوجد لذلك يجب إبعاد الدين عن مفاصل السياسة التي تسيء يل هّ للاِ) [التوبة: اس ِبا ْل َباطِ ِل َو َي ُ صدُّونَ َعن َس ِب ِ أَ ْم َوال َ ال َّن ِ بين د ّفتيهما عشرات األحاديث المنسوبة للرسول الكريم ،هلل ورسوله ،وتضعه في مصافّ األق��وال والص ّد والرّ د ]34 بعدم الخروج على الحاكم الظالم ،والقليل من األحاديث التي دعوا الدين باتصال مباشر بين هللا وبين قلوبكم وتفاعلوا وهذا ما يفعله أغلب المنضوين تحت راية الجهاد في تأمر بالخروج عليه ،ولكن عدم الخروج على الحاكم الظالم مع المجتمع باسم هللا وباسم تعاليم الرسول بالمحبّة والخير ّ سوريّة ،ألنّ هللا – بحسب زعمهم -اصطفاهم لتطبيق يخالف صحيح الدين ،والقواعد األساسيّة للحق والعدل وقفوا بجانب الحرّ يّة ال بجانب القتل ،وقطع الرؤوس وال شرائع هللا وحدوده ،وألنّ اإلسالم في خطر ،لذلك خرجوا اللذين هما من أسماء هللا الحسنى ،وأن الكثير ممّن يطلقون بجانب التفرقة بين الطوائف واألديان ،ألنّ اإلسالم ينظر ّ الحق والواجب على أ ّنهما من مقوّ مات كرامة اإلنسان، لنصرته والعمل على إعادة الحقوق للمسلمين ،وإعالء كلمة على أنفسهم رجال دين يقعون في تناقضات ال مثيل لها ،إلى لاّ «ال إله إ هللا محمّد رسول هللا» .هل يعني هذا أنّ المجتمع فتارة يساندون الثورة السوريّة ،أل ّنها ثورة ض ّد نظام ظالم وهي المعيار لصحّ ة واستقامة أداء الحقوق والواجبات. السوريّ كافر؟ وجائر وغير مسلم ،أمّا في الجانب اآلخر تجدهم يُحرّ مون
الجابري ( ،)2010 - 1936مف ّكر مح ّمد عابد ّ وفيلسوف من المغرب ،له 30مؤ ّلفا ً في قضايا العربي». الفكر المعاصر ،أبرزها «نقد العقل ّ ...وغير خاف أنّ اإلرادة النهضويّة لدى األمم عمليّة مر ّكبة يتداخل فيها المخزون الروحيّ والحضاريّ ، مع التراكم المعرفيّ والثقافيّ ،مع الوعي العميق بمسار حركة التاريخ وقوانينها ،مع االستعداد للتقدّم والرغبة فيه .وهي اليوم متو ّفرة كإمكانيّة لدى قطاع حيّ كبير من األمّة العربيّة وتحتاج إلى استنهاض. وترتبط إرادة النهضة بتعميم ثقافة النهضة داخل األ ّم��ة إلخ��راج مشروع النهضة من رؤي��ة فوقيّة نخبويّة إلى ثقافة جماهيريّة .وهي ثقافة ترسّخ أكثر كلّما تهيّأت لها أسبابُها التحتيّة العميقة بالتربية: العائليّة والمدرسيّة والجامعيّة والمؤسَّسيّة. أ -آليّات النهضة ومؤسّساتها: إنّ المقاومة ،من حيث هي تعبي ٌر ماديّ عن إرادةالتحرُّ ر من االحتالل ،آلي ٌّة دافعة في عمليّة النهضة. وهي ليست ضرورة للمشروع النهضويّ من زاوية ّ والمخططات األجنبيّة الحاجة إلى التصدّي للمطامع فحسب ،بل ألنّ مشروعا ً نهضو ّيا ً ال تكون المقاومةُ مضمونا ً له مشرو ٌع هشّ وقابل لالنكسار .وكلّما كانت روح المقاومة م ّتقدة في األمّة ،كانت إرادتها في النهضة عالية .وأخطر ما يمكن أن يدمّر إرادة النهضة هي روح اليأس واإلحباط والهزيمة النفسيّة. مهما كانت إرادة النهضة قويّة ،وثقافة النهضة م ّتسعة ،فإنّ نهوض األمم ال يتح ّقق بمجرد عمل عقالنيٍّ دؤوب الرغبة في تحقيقه ،بل بواسطة ٍ في إط��ار مؤسّسات تحمل المشروع النهضوي وتج ّس ُده. قد تكون المؤسّسات السياسيّة ،من أح��زاب وجبهات وتجمّعات ،هي العمود الفقريّ لسائر المؤسّسات األخرى ،لكن عمليّة النهضة أشمل من أن تنحصر في عمل سياسيّ مؤسَّسيّ ،بل تحتاج إلى مؤسّسات ّ تغطي المجال االجتماعيّ برمَّته. إنّ المؤسَّسيّة ثقافة ،في المقام األوّ ل، ً وليست هيكال إدار ّيا ً فحسب ،ولذلك فهي تفترض عقالً مؤسَّس ّيا ً تتحرّ ر به المؤسّسات األهليّة العربيّة – المف َت َرض بأن تنهض بحمل المشروع النهضويّ – من ظواهر الفرديّة واحتكار ال��رأي والقرار وانعدام تقاليد التداول على المسؤوليّة والسلطة ممّا تزخر به المؤسّسات الرسميّة العربيّة التي تفتقر إلى روح العمل الجماعيّ . ب -كيف نجسّد المشروع النهضويّ : هذا المشروع هو الوعاء االجتماعيّ األكبر الذي يحتوي في داخله ك ّل األوعية االجتماعيّة والسياسيّة في وطننا الكبير .فما من فرد أو مؤسّسة اجتماعيّة، أو سياسيّة عربيّة ،بما في ذلك األح��زاب ،أكبر منه .فهمومه هي هموم الجميع .وال يمكن أن يكون ّ منظمة تجسيده عمليّة سريّة أو حكراً على فرد أو سياسيّة أو اجتماعّية .والب ّد من أن يضطلع أشخاص ذوو مكانة علميّة ودينيّة واجتماعيّة واقتصاديّة راقية من ش ّتى أقطار الوطن العربيّ بمسئوليّة قياديّة في هذا الصدد ،وهم يؤمنون بداهة إيمانا ً ال يتزعزع بالمشروع بحيث يش ّكلون هيئة حكماء األمّة المتسامين فوق الفئات والطبقات والمصالح الخاصّة أو الفئويّة الحزبيّة أو العرقيّة أو العقائديّة. وتضع ه��ذه الهيئة برنامج عمل يمكن متابعته وتقييمه بوسائل تقييم مقبولة ،مستفيدة بهذا من مراكز األبحاث العربيّة ذات التوجّ ه القوميّ ومن أنصار المشروع في ك ّل قطر عربيّ . ومن المفروض أن يكون هذا المشروع القاسم المشترك بين األح���زاب القوميّة وكافةّ المؤسّسات العروبيّة والثقافيّة والفكريّة واالقتصاديّة، بتفان عظيم ،وأن تقيم أقوى وأن تسعى إلى تحقيقه ٍ العالقات والتنسيق بينها لتحقيق هذا المشروع. ويقتضي وضع المشروع القوميّ الوحدويّ موضع التنفيذ: ً رؤية وجود دعا ٍة مؤمنين به يحملونه إلى اآلفاققطاع من الرأي العام العربيّ .وينبغي َي َت َم َّثلُ َها أوسع ٍ أن يتحلّى هؤالء بمؤهّال ٍ ت فكريّة ،ومناقبيّة عالية، ْ وصدقيَّة لدى الناس ،وانصرا ٍ ف كامل عن إغراءات َ َ ِ��واريٍّ س وح��دويّ وح َ السلطة وصراعاتها ،ونف ٍ للتواصل مع القوى والتيّارات كا ّفة. تنظيم حلقات حوار موسَّعة يشارك فيها المث ّقفون،وصانعو القرار ،ومراكز األبحاث والدراسات، واألحزاب والنقابات ومؤسّسات المجتمع المدنيّ ، ح ّتى يتحوَّ ل إلى قضيّة عامّة. النهضوي **الصفحات ( )69 – 68 – 67من كتاب «المشروع ّ الجابري -مركـز دراسـات الوحـدة العرب ّيـة. العربي» لمح ّمد عابد ّ ّ
باسل العبداهلل
newspaper@allsyrians.org
www.allsyrians.org
ثقافة
العدد 33
/ 25حزيران 2015/
11
السنة الثانية
من االنتاجات األحدث
السوري ديوان الشعر ّ
الوثيقة والشاعرّية والكذب في أربعة أفالم قصيرة يلفّ المطر شريط الفيديو الوثائقيّ الذي ينتهي بشرح لبداية مأساة س ّكان مخيّم «مرج» في وادي البقاع اللبنانيّ . فمنذ ثالث سنوات وصل الجئون من مناطق مختلفة في سورية إلى هذه المنطقة وخيّموا فيها ،ليفاجؤوا اليوم – قُبيل تصوير الفيلم بأمر إخالء فوريّ للمخيّم ،والذريعة أنّوجودهم في هذه األماكن القريبة من منطقة عسكريّة ممنوع! ّ توثق الكاميرا الحدث والالجئون يف ّككون خيامهم وما بداخلها ،ويتساءلون إلى أين سيذهبون بهذه السرعة؟ فال توجد أمامهم سوى مهلة أيّام خمسة. تمتلئ الشاحنة بأغراض العائلة ،وتختلط دموع ال��وداع بين النساء اللواتي جمعتهنّ الخيام لسنوات بالمطر ،ثم ترحل العائلة وأغراضها حيث قوس قزح كبيت مجهول. https://www.youtube.com/ watch?v=Zz5ucq-yNCc
المُنتج قبل عام من ذات الشركة بعنوان «مدينة المالهي» لنتأ ّكد أنّ هنالك أسلوبا ً يمزج بين الوثائقيّ والف ّنيّ بأدوات الشاعريّة السينمائيّة ،وإن ك��ان هذا األسلوب موجوداً في السينما العالميّة لك ّنه جديد بالنسبة لألفالم التي ترصد الحياة المأساويّة للسوريّين. في مسته ّل الفيلم القصير «مدينة المالهي» تلتصق الكاميرا بوجه «محمّد» النازح السوريّ ذو السنوات العشر الذي يبيع الورود في شارع الحمرا ببيروت وهو يتحدّث بشغف عن زيارته لمدينة المالهي، وترفع الموسيقى حرارة اللقطات وتساهم في جودة المونتاج كما تتماهى األلوان في خلفيّتها ،هذا التناغم يُحسب للمخرجة «الدوالني» أل ّنه يخلق هويّة بصريّة سمعيّة بتكامل ف ّني ووعي لمفهوم الجوّ العام وصوالً إلى الهدف األعلى ،بانتقاالت مونتاجيّة ال ُترى ،ح ّتى في لقطات مطوّ لة كرقص األطفال
الشريط بعنوان «بيت على قوس قزح» من إخ��راج :رامي النيحاوي ولينا العبد ونديم دعيبس ،وإنتاج مؤسّسة «بدايات» .وقد أنتج بتاريخ حديث ج ّداً (حزيران ،)۲۰۱٥بنحو أربع عشرة دقيقة وثائقيّة بروح شاعريّة. تتجلّى تلك الروح في فيلم «ناندا الدوالني»
في الخاتمة وإعادة موسيقى مدينة المالهي. يمكنك أن تشاهد الشريط عبر هذا الرابط: https://www.youtube.com/ watch?v=4u4Gxbn4NIA أكثر من مرّ ة فهو كأغنية جميلة ومؤلمة
ومتماسكة ،يندمج فيها الشاعر مع الموسيقيّ في المغ ّني ويختفي المايسترو ،فالحكاية والشخصيّة وثائقيتان أمّا السرد فهو شاعريّ مدعّم بالموسيقى حينا ً وبالضوء واللون حينا ً آخر. ومن اإلنتاجات الحديثة فيلم قصير (ثمان دقائق) بعنوان «سنقاتل» https://www.youtube.com/ watch?v=yJSf-GjQpsw الذي يحكي حسب منتج الفيلم وهو «مركز داريّا اإلعالميّ » عن «مجريات األحداث اليوميّة لكل مقاتل سوريّ وإصرار الثوّ ار على متابعة القتال رغم الحصار وسقوط الشهداء» .الفيلم يمزج بين التمثيل بالوثائق بشكل دعائيّ ميلودراميّ ،إذ يصوّ ر اليوم األخير من حياة مقاتل ،على خلفيّة أغنية نصف ملحّ نة ،فال تثبّت األحداث كوثيقة من جهة ،وال ترتقي األدوات من تمثيل وكاميرا وغيرها إلى لغة ف ّنيّة ،بل تبقى بدائيّة مباشرة كما عنوان الفيلم. من الجانب اآلخر نرى في الفيلم القصير «عيد األم والشهداء» قصّة نقيب يطالبه صاحب البيت باإلخالء أو أن يشتري البيت، فيما أ ّم الضابط المستأجر مريضة ولك ّنه مع ذلك يتدبّر األمر فيشتري البيت ويعد أمّه بأ ّنه سيزورها في عيد األ ّم كما أرادت. في عمله يقوم بإيقاف السيّارات المدنيّة على
إن لم يشتعل حمماً ْ الرفاعي في دمشق عام ولدت الشاعرة طلعت ّ ،1922وتل ّقت دراستها بمدارسها ،وبدأت منذ التاسعة من عمرها تنظم الشعر. ح��ازت على دك��ت��وراه في الحقوق والعلوم االقتصاد ّية والسياس ّية من جامعة باريس. وكان موضوع رسالتها «المرأة والعمل».
الحواجز وطلب هويّاتهم ،وفي مشهد مضحك أراد الفلم أن يكون مبكياً ،تفتح األم الباب لتجد رجالً بلباس عسكريّ يعطيها لباسا ً عسكر ّيا ً فتستلمه وتخرج إلى أمام بيتها قائلة – وهي تبكي وتزغرد طبعا ً – أنا أ ّم الشهيد ،أنا أ ّم الشهيد. ً نرى بعد ذلك أنّ النقيب بينما كان واقفا بال مباالة ممسكا ً بسبطانة بندقيّته وقد حملها على كتفه كمن يعلّق سترته بإصبعه ويرميها خلف ظهره ،وإذ نسمع إطالق نار يمسك بطنه وينظر في ك ّفه ليجد دما ً ويسقط أرضاً. التمثيل البدائيّ والمصطنع يفضح الحكاية المل ّفقة المبنيّة على الكذب ،فمن أجل أن يأتي خبر النقيب في يوم عيد األ ّم تحشى اللقطات جزافاً، https://www.youtube.com/ watch?v=f2s1r1P7LiI فستجد ضمن هذا الشريط الحديث المنتج م��ن قبل «مجموعة نسور األس���د» عام ّ 2015 ممثلة لها كم هائل من الساعات أمام الكاميرات هي «توالي هارون» وإن كانت ّ ممثلة رديئة ،لك ّنها في دقائق الفيلم العشر ّ تظهر في أحط حاالتها من بشاعة األداء. ّ الممثل: يقول أحد المعلّمين الكبار في فنّ هل تنتظر من ّ ممثل تافه أن يقدّم شيئا ً سامياً؟؟
حسيب عدي
صولفيج
«ريم» تكتب الموسيقى ولدت عام 1966يف مدينة الناصرة ،والدها الشاعر الفلسطي ّ ين زهري صبّاغ أحبّت الموسيقى والغناء منذ أن كانت صغيرة مهرجانات أغاني األطفال من مثل مهرجان فقد شاركت في االحتفاالت التي كانت تقام (نوّ ار نيسان وفرح ومرح). لم يقتصر غناؤها على ما تكتبه من كلمات في مدرستها (المعمدانيّة) بالناصرة ولم تبلغ ّ فقد غنت لمعظم الشعراء الفلسطينيين أمثال العاشرة من العمر. ولدت ريم الب ّنا 1966في مدينة الناصرة محمود درويش وتوفيق زيّاد وسميح القاسم عاصمة الجليل والدها الشاعر الفلسطينيّ وبعض ما كتب والدها. زهير صبّاغ ،درست الموسيقى في المعهد تعتبر ريم الموسيقى شكل من أشكال التعبير العالي في موسكو لمدّة ّ ست سنوات تخصّصت عن الذات الثقافيّة لذلك تعمل مع فريق في خاللها في دراس��ة الغناء الحديث وقيادة جمع كلمات النصوص غير المغ ّناة وتضع لها األل��ح��ان الموسيقيّة الغنائيّة، المجموعات العصريّة المستوحاة من أصدرت أثناء هذه الفترة اكتسبت «ريم» شهرة التراث والمناسبة لها لتبقى ألبومين (جفرا ودموعك يف أوربة بعد أن دعاها حيّة بالذاكرة ،وألنّ أسلوب يا أمّي). الغناء الشرقيّ يعتمد على ت ّتصف أغانيها بأ ّنها املنتج النروجي ّي «أريك الزخرفة باللحن والتي ال فريدة من نوعها أل ّنها ملشاركة هيليستاد» تتناسب مع صوتها فهي غالبا ً ما تكتب الكلمات تقوم بكتابة بعض الكلمات وتلحّ نها بنفسها ولها املغنيّ «كارى برمينس» وتلحينها بأسلوب يتماشى طريقة مميّزة في التأليف يف أحد ألبوماته مع إمكانيّاتها الصوتيّة فهي الموسيقي والغناء ،كلمات تسعى إل��ى إيجاد ما هو أغانيها مستوحاة من جديد. تراث الشعب الفلسطينيّ ووجدانه ،أمّا ألحانها فهي نابعة من روح لعبت أغاني ريم دوراً مه ّما ً في إنتاج العديد القصيد الفلسطينيّ وروافده ومن اإلحساس من األفالم والمسلسالت والبرامج الوثائقيّة بإيقاع الكلمة ،تمزج بين الكلمة واللحن في التي تناولت القضيّة الفلسطينيّة في ك ّل إحساس إنسانيّ رفيع ليعبر الحدود حامالً آالم مراحلها. اكتسبت ريم شهرة في أوربة بعد أن دعاها وآمال شعبها إلى العالم أجمع. أب��رز األعمال الغنائيّة التي تميّزت في المنتج النروجيّ «أريك هيليستاد» لمشاركة تقديمها هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة والتي المغ ّني «ك��ارى بريمنس» الغناء في أحد قدّمتها بطابع موسيقيّ عصريّ مع المحافظة ألبوماته وبعدها شاركت في ألبوم (رسالة على أصالتها وتراثيّتها ،ولذلك عرفت بها موسيقيّة ض ّد الحرب) إلى الرئيس األمريكيّ «ج��ورج ب��وش» مع مغ ّنيات من ثقافات وا ّتصفت باسمها. أوّ ل ظهور لها في عالم الشهرة كان في مختلفة أغانيه عبارة عن تهليالت ثنا ّئية تندّد بداية التسعينيّات وذلك عندما قامت بتسجيل بالحرب ممّا ساعد كثيراً في وصولها إلى نسختها الخاصّة من أغاني األطفال التقليديّة المستمع األوربيّ . التي ك��ادت أن ُتنسى وبفضلها ت� ّم إع��ادة كرّ ست ريم ألبوما ً خاصا ً بعنوان مرايا الفرح الروح إلى تلك األغاني وعادت من جديد بالتعاون مع خمسة من الموسيقيين النروجيين تتردّد على األلسن ،كتبت ريم العديد من تغ ّني فيه للمعتقلين الفلسطينيين والعرب في أعاني األطفال ووضعت لها األلحان فأحبّها السجون اإلسرائيليّة ،وقد اختلف أسلوبه عن األطفال وحفظوها وخاصّة بعد أن غ ّنتها في ك ّل أعمالها السابقة ،ما يميّزه امتزاج أسلوب
الغناء الغربيّ ال���م���س���مّ���ى (ب������وب) مع أسلوب الغناء الشرقيّ والبنية ال���ص���وت��� ّي���ة ال���ش���رق���يّ���ة إل�����ى ج��ان��ب ال��م��وس��ي��ق��ى الغربيّة. ت��ح��م��ل ري��م رس��ال��ة فنيّة واض���ح���ة في م��وس��ي��ق��اه��ا وه���ي تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطينيّ ورفع مستوى األغنية المحليّة إلى العالميّة وتنمية قدرة االستماع إلى األغاني الرائجة وتخليص ّ المؤثرات السلبيّة، الموسيقى العربيّة من شاركت في الكثير من المهرجانات الغنائيّة على صعيد الوطن العربيّ والعالم ونالت عدّة جوائز عربيّة وعالميّة أهمّها «شخصيّة العام» من وزارة المرأة في تونس وكذلك في إيطالية والنروج ،تمتلك ريم 13ألبوما ً غنائ ّيا ً لم يمنعها ف ّنها من أن تكون ناشطة في مجال حقوف اإلنسان ونالت على ذلك جائزة ابن رشد للفكر الحرّ ،تشارك في النشاطات اإلنسانيّة واإلغاثيّة في فلسطين. شاركت ري��م بتقديم الدعم والمساعدات للنازحين السوريّين في ريف حلب ،حيث وصلت إلى األراضي السوريّة عبر الحدود مع تركيّة مع قافلة «حياة» في إطار الجهود اإلغاثيّة الرامية إلى تخفيف المعاناة اإلنسانيّة عن النازحين السوريّين. قالت وكتبت بعدها ..لم أحسّ للحظة بخوف أو قلق ...كم أنتم كاذبون يا جماعة ترويج «الدعم من قطر واإلرهاب» ..أن تروّ جوا حاالت فرديّة وتعمّموها على أنّ هذا هو ّ بحق األطفال الحال في سورية ..حرام ..
يرى بعض الن ّقاد أنّ شاعرة الشام «طلعت ّ تستحق أن « ُتذكر إلى جانب نازك الرفاعيّ المالئكة وف���دوى ط��وق��ان ،فهي تجمع في أشعارها بين الشعر العاطفيّ والشعر القوميّ ، كما في قصيدة كتبتها بُعيد االنفصال عام 1961رسمت فيها ص��ورة فتاة تائهة في مركب وسط األمواج: وزمجر البحر بعد الصحو واضطرمت وأسـكـرتـني وجوهٌ طالما هتفت ْ اخترقت وإنـّي وإ ّني على عهدي إذا صـدري السهام فجفني ليس تدمعه أص��درت د .طلعت الرفاعيّ ع �دّة دواوي��ن شعريّة ،منها :دي��وان «مهرجان الشروق» ونشرت عام 2000قصيدة تحت عنوان
«على ق ّمة األلفين»
على شرفة األلفين أهدى أحبّتي أقـول لهم يا أجمل الناس حبّكم ُ وزنبق سـالالً بـها ورد شهيٌّ على الدهر في قلبي سالف مُع ّت ُق كـمـا كان سيل عارم يتد ّف ُق على محو ما بين الضلوع مع ّ ش ُق كانت أوّ ل امرأة تشغل منصبا ً سياس ّيا ً رفيعا ً في الجامعة العربيّة وتصعد المنابر العالميّة للدفاع عن قضايا بالدها وعن حقوق اإلنسان. نالت في جنيف الثقة باالنتخاب لمنصب أمين عام مساعد ال ّتحاد المغتربين العرب. ّ مثلت سورية في العديد من المؤتمرات في ميادين التنمية االقتصاديّة واالجتماعيّة والثقافيّة وفي أعمال مؤتمرات األدب ومهرجانات الشعر التي عقدت في مختلف البالد العربيّة والعالميّة ،ونالت أرفع األوسمة على المستوى العربيّ والعالميّ . عُرفت بإلقائها الشعريّ المتميّز ،ونالت المرتبة األولى في اإلبداع الشعريّ . كان لها حضورها في األدب كما كان لها حضورها الدبلوماسيّ والحضاريّ ،وخاطبت الغرب من باريس ولندن وبرلين وجنيف وبروكسل وبرمنغهام وغيرها من مدن أوروبا. نادت بتسخير الطاقة الذريّة ألغراض السالم، وف��ض�لاً ع��ن ذل��ك فهي س � ّي��دة م��ن سيّدات المجتمع ،عرفتها المنتديات األدبيّة ،والمنابر الثقافيّة والمؤتمرات االجتماعيّة .وقد أخلصت للشعر في ك ّل أطوار حياتها ،وقرأته في ك ّل هذه المنابر. صدر لها بضعة دواوين شعريّة ،ولديها الكثير من الشعر المخطوط
للحب» نختار: من قصيدة «أغنية ّ
الذين استقبلونا بشقائق النعمان هذا الصباح .. بابتسامة رغم وجعهم ..وعندما سألناهم عمّا يقلقهم في المخيّمات ..أوّ ل ما قالوه « ..إنّ التعليم هنا ضعيف» ..فهل هؤالء مشاريع «قاعدة»؟؟؟». س��ؤال ..يعني المه ّم بالنسبة لبعضكم .. الحديث عن «هل هناك عصابات مسلّحة أم ال ..هل هناك جهاد ونكاح وصياح وصداع وص��راخ وم��ا شابه ..لكن ال يعنيكم أنّ هناك 700نازح سوريّ في المخيّمات .. يستخدمون حمّاما ً واحداً فقط أل ّنه غير متو ّفر أكثر؟؟ ال يعنيكم أنّ الكثيرين من األطفال لم يتلقوا وجبة طعام واحدة لخمسة أيّام؟؟ ال يعنيكم أ ّنه ت ّم تدمير البيوت واألماكن األثريّة وحياة أكثر من 4ماليين نازح؟ ..ال يعنيكم أ ّنهم يغرقون في الطين أيّام الشتاء ويلتهبون تحت أشعّة الشمس؟؟ ال يعنيكم هؤالء الذين احترقوا في الخيام ..الستخدامهم الشموع ألن ال كهرباء وال تدفئة في الشتاء عندهم؟ ال يعنيكم أنّ دخول خيمة واحدة لعائلة نازح ال تستطيع أن تتحمل المكوث فيها أكثر من ساعة أل ّنك ستشعر باالختناق ..بينما هم يعيشون فيها منذ عامين 12 ،فرداً في الخيمة على األقلّ.
لهفي.. أيوجد من يعاني حرقة األشواق مثلي.. ُ قبلك أنا ...ما عرفت الحبّ َ َ هل عرفت الحبَّ قبلي.. ّك.. ق ْل لي ..برب َ سراك كيف تقضي اللي َل ،في َم َ قل لي.. َهبني بظلّ َك غفو ًة فأريك ،كيف أم ُّد ظلّي َ وأكونُ طفل َت َك التي ترعى الهوى وتكونُ .. طفلي أنا في انتظارك قد بسطـ ُ النهر زندي ـت على عِ ذار ِ ووضعت في رفق النسيـ ـم على خدود الور ِد خدّي وأشعّة القمر المتيّـ ـم في الهوى تخفي وتبدي ُ أغمضت طرفي كي أرا فثار في مثواهُ وجدي َك َ ُ وبقيت في ليلي أعا ني لوعة األشواق وحدي
الحر ّية» نختار: ومن قصيدة «عيد ّ
بالرحيق أنا ماذا أحسَّ ؟ أسكرى ِ سقاني المج ُد أقداحا ً وما حسِ با َ أنجمة أنا في اآلفاق مربضُها يا قو ُم ما لي كأ ّني أعتلي السّحبا؟ نيسان قد أذكى الحيا َة سنا ً ما سح ُر َ الشعر في آفاقها لهبا؟ وأرس َل َ
أسعد شالش
newspaper@allsyrians.org
www.allsyrians.org أثناء التسجيل
12
العدد 33
السنة الثانية
/ 25حزيران 2015/
مقامات
ّ لكل مقام مقال
لم تكن أحالمنا أكبر منّا، والقادم أجمل
بدنا حنكي
أكثر من مليار مشارك بخدمة «الفيسبوك»، من مختلف األعمار والجنسيّات ،فقد بات العالم صغيراً ج ّداً ،ما وسّع فرص التعارف والتواصل بين س ّكان األرض ،فكان مح ّل إعجاب تارة ولغط وتذمّر تارة أخرى؛ حسب الجيل والعقيدة والحالة السياسيّة ،ف ُي ّتهم بالدعوة للتحلّل األخالقيّ ،وإتاحة عالقات مشبوهة والترويج لها ،تضليليّ ،يُدخل متابعيه بعالقات افتراضيّة وينافس العالقات االجتماعيّة ح ّتى على مستوى األسرة الواحد ،وغيرها الكثير من االنتقادات. ً بالمقابل هو ساوى «افتراض ّيا» بين رئيس الدولة والعامل والعالم والطفل ،وكان وسيلة فعّالة للوصول إل��ى الناخبين ،والترويج للبرامج االنتخابيّة ،ومنافسا ً لوسائل اإلعالم التقليديّة ،حيث ألغى الفوارق الزمنيّة ،ليصل الخبر لحظة بلحظة من خالل الهواتف الذكيّة. كسر الحواجز بين البشر ،فرض ساحة حرّ ة للتعبير عن الرأي دون ّ تدخل السلطة ،من خالله ت ّم إرساء قواعد الحوار الب ّناء ،كما أت��اح إقامة ن��دوات افتراضيّة وزي��ادة عدد
االجتماعي.. مواقع التواصل ّ ما لها وما عليها
المستفيدين ،إضافة لزيادة الشائعات بين الناس ،وأه ّم من ذلك فإنّ التكنولوجيا الحديثة بوسائل االتصال واإلعالم غيّرت جانبا ً مه ّما ً من معتقدات وقناعات المجتمعات وثقافاتها، وهو ما انعكس بشكل واضح في تغيّر مجرى حياتها ماد ّيا ً واعتبار ّياً .حيث يش ّكل اختراقا ً لحصون اإلعالم التقليديّ وخاصّة في الدول التي تضع قيوداً على حرّ يّة التعبير وشروطا ً مع ّقدة للترخيص لوسائل اإلع�لام ،كما هو الحال في العالم العربيّ .وأصبح تأثير تلك الشبكات االجتماعيّة على النواحي السياسيّة واالقتصاديّة واالجتماعيّة واضحاً ،يشار إلى أنّ الرئيس األميركي «ب��اراك أوباما» نجح في انتخابات الرئاسة األخيرة من خالل القاعدة الكبيرة التي حصل عليها من خالل شبكات التواصل االجتماعيّ .وال يمكن إنكار دورها في ثورات الربيع العربيّ األمر الذي يؤ ّكد الدور القويّ لتلك الشبكات على الصعيد السياسيّ .ونلحظ ازدي��اد التح ّفظات على استخدامها من األطراف السياسيّة التي تخشى المواجهة المباشرة ،أو االحتكاك المباشر مع
الجمهور ،متذرّ عة بحجج ش ّتى تبقى واهية وتدلّل على قلّة ثقة تلك التنظيمات بقاعدتها الجماهيريّة. ســاعدت شــبكات التواصـل االجتمـاعيّ ك العزلة وربط العـالم االفتراضيّ على ف ّ جســور ال��ت��واص��ل بين مختلف أصقاع األرض ،إلاّ أ ّنه في الوقت ذاته يهدّم جســوراً أخ��رى مشــ ّكالً عزلة من نوع آخر تهدّد عالقتنا االجتماعيّة. لم يعد «الفيسبوك» مجرّ د أداة للهو وصرف الوقت ،فقد تحوّ ل إلى أداة بناء فعّالة وسريعة بتقييم البعض ،وأداة ه��دم خطيرة برأي آخرين .ومهما يكن ال يمكن تج ّنبه أو تحييده أو ح ّتى التقليل من شأنه مهما كان تقييمنا له، هو أمر واقع اقتحم حياتنا بقوّ ة ودون استئذان، وال يسعنا س��وى الترحيب به رغ��م جميع التح ّفظات .فأيّة محاولة لتنحيته جانبا ً سنجد أنفسنا نحن من انزوينا محاولة م ّنا لمعاكسة التطوّ ر التكنولوجيّ واالجتماعيّ .
كفاح زعرتي
هل يوجد أمل؟ ...هل كانت أحالمنا أكبر م ّنا؟ ...ماذا بعد؟ ...هل أخطأنا؟ ...لو أبقينا فمنا مغلقا ً أما كان أفضل؟ هل نحن بالفعل بحاجة إلى ثورة فكريّة اجتماعيّة أخالقيّة ،قبل السياسية؟ وهل هل وهل.... جميعها أسئلة تراود الثوّ ار السوريّين السلميّين وغير السلميّين ،ليالً نهاراً ،كثيرون تهرّ بوا من اإلجابة على هذه األسئلة .منهم من يخشى األجوبة ،ومنهم من يهرب من تحمّل المسؤولية ،ومنهم في حيرة من أمره ،ومنهم من ال يف ّكر أبداً. دعونا نلعب لعبة الصراحة هنا ،نعم يوجد أمل ،لم تكن أحالمنا أكبر م ّنا ،والقادم أجمل، ولم نخطئ ،ولن نبقي فمنا مغلقا ً بعد اليوم أبداً ،وها هي اآلن ثورتنا الفكريّة واالجتماعيّة والثقافيّة تتزامن مع ثورة سياسيّة ،مع ثورة الحرّ يّة والكرامة. جميعنا يتغ ّنى بالثورة الفرنسيّة ،وبالحرب العالمية الثانية ،وبتركيا ،وبالدمار الذي ح ّل سابقا ً في بالد العالم ،فهناك أمثلة كثيرة حول تجارب كانت مشابهة للتجربة السوريّة، ولك ّننا ودائما ً ال نقرأ كيف انتصرت الثورة الفرنسيّة ،التي انتفضت وقُمعت مراراً وتكراراً ،أيضا ً لم نقرأ حول ألمانيا التي خرجت مدمّرة بشكل شبه كامل بعد سيطرة النازيّين عليها ،وجرّ ها للدمار ،ولم نقرأ كيف انتصرت الثورة اإليطاليّة. في ألمانيا ،كان الجهل يع ّم البالد ،باإلضافة لموت وفقدان معظم الشباب والرجال ،لكن اإلصرار كان سالحهم .أكاد أجزم أ ّننا اآلن نملك إصراراً وقوّ ة أكثر من األلمان في ذلك الوقت ،فهل هناك أمل؟؟؟ الفرنسيّون لم يكن لديهم ثقافة المجتمع ،ولم يكن لديهم أيّ فهم لمعنى الديمقراطيّة والحرّ يّة، بل أكاد أجزم هنا أيضا ً أنّ السوريّين اآلن ،لديهم من الثقافة والوعي أكثر منهم ،فثورة طالت عشرات السنين ،وتطرّ ف دينيّ لحق بتلك الثورة ،وركوب على ظهر الثورة وثوّ ارها ،وضرائب كانت عملتها دماء الفرنسيّين ،لكن فرنسا اآلن ليست فرنسا تلك، فهل كانت أحالمنا أكبر م ّنا؟؟ ً ً ً تركيا ،كانت بلداً مدمّراً اقتصاد ّيا وتعليم ّيا وثقاف ّيا...إلخ ،استطاعت وبعدّة سنوات فقط أن تصبح من البلدان المرموقة ،استطاعت أن تثبت وجودها في العالم ،أ ّكدت أ ّنها دولة ذات شأن وثقافة وتعليم وسياسة ،ديمقراطية أ ّكدتها االنتخابات البرلمانيّة األخيرة. ربّما تكون ثورة سياسيّة ،ال فرق ،فهل يبقى السؤال :ماذا بعد في أذهاننا؟؟ إيطاليا ،دفعت الغالي والرخيص ،ثورة يتغ ّنى بها العالم أجمع ،ربّما هي اآلن ليست من ضمن الدول الكبرى ،لك ّنها دولة ذات حضور في العالم ،دولة استطاعت أن تستغ ّل ّ محط أنظار جميع الدول دون استثناء ،فهل أخطأت جمالها ،وثقافتها ،وف ّنها ،وأثبتت أ ّنها الثورة اإليطاليّة؟؟؟ هل كانت فرنسا من بين الدول العظمى اليوم ،لو أبقى ثوّ ارها فمهم مغلقا ً خوفا ً من معاناة وإبادة جماعيّة؟؟ ،هل ألمانيا كانت دولة كبرى اآلن لو أبقت نساؤها أفواههنّ مغلقة؟؟، وهل تركيا كانت ستستطيع أن تثبت ديمقراطيّتها ،أو ح ّتى ثورتها السياسيّة ،لو أبقى األتراك عقلهم مغلقاً؟؟ ،هل إيطاليا كانت ستثبت عراقتها وف ّنها ،لو أبقت أيديها مكبّلة؟؟. ما يجري في سورية مصيبة ،والمصيبة كانت ستح ّل اآلن أو في عهد حافظ ب ّ شار األسد، نعم نحن بأمسّ الحاجة لثورة فكريّة اجتماعيّة أخالقيّة ،قبل السياسيّة .لكن هل كان باستطاعتنا القيام بتلك الثورات قبل ثورة الحرّ يّة والكرامة ،أم أ ّننا نسينا ربيع دمشق، واعتصام جامعة حلب الشهير؟! السوريّون حاولوا القيام بتلك الثورات قبل أن ّ ننظر عليهم نحن ،ونلومهم ،قمنا بثورات ،وما زلنا بحاجة إليها ،ولن تنتهي لحين الوصول إلى المنشود. نعم يوجد أمل ،ولم تكن أحالمنا أكبر م ّنا ،والقادم أجمل ،ولم نخطئ ،ولن نبقي فمنا مغلقا ً بعد اليوم أبداً ،وها هي اآلن ثورتنا الفكريّة واالجتماعيّة والثقافيّة تتزامن مع ثورة سياسيّة ،مع ثورة الحرّ يّة والكرامة. حممّد احلاج
هاتفك يكذب عوضاً عنك
ذكري ،والشريكة حامل زرع عضو ّ
هذا التطبيق اسمه « »Got This Thingويمكنه بالفعل أن يقوم بهذا؛ إذ يقوم على تتبع موقع هاتفك وأخذ النشاطات التي تحدث من حولك من مواقع لترويجها مثل « »Eventbriteوإضافتها إلى جدول أعمالك في «.»Google calendar ويمكنك أن تفعّل الخاصيّة عند الحاجة بالضغط على زر « »Get Busyليمتلئ جدولك الخالي بالنشاطات وااللتزامات!!!
كشفت مصادر ط ّبيّة أنّ شريكة أوّ ل رجل يخضع لعمليّة زراعة عضو ذكريّ تكلّلت بالنجاح في جنوب إفريقيا ،وهي حامل في شهرها الرابع. وكانت عمليّة زرع العضو الذكريّ ،استغرقت 9ساعات وتمّت في كانون األوّ ل الماضي لشاب يبلغ 21عاما ً لم ُتكشف هويّته ،والذي بُتر قضيبه إثر تعرّ ضه لمضاعفات حادّة بعد عمليّة ختان.
البعض ي���ردّد ع��ب��ارة« :ك ّنا عايشين ومرتاحين بسورية قبل .»2011 إذن ،لماذا كان أكثر الشباب السوريّ يعمل في دول الخليج ولبنان واألردن وليبيا ويلجأ إلى الدول األوربيّة؟ ولماذا لم نر خليج ّيا ً أو سعود ّيا ً أو ليب ّيا ً أو تركيّا يعمل في سورية؟ لماذا كانت سجون األفرع األمنيّة مليئة بمعتقلي الرأي؟ هل تلك الحياة كانت ترضيكم؟
Riad Ali
«جوراسيك وورلد»
مطاطي كعالج نسيج ّ
الموت بأنياب لبوة
الحكيم :إلى أين يا رجل؟ األعرابيّ :إلى السويد الحكيم :وماذا تفعل هناك؟ األع��راب��يّ :سمعت أ ّنهم يعيشون بحرّ يّة وديمقراطيّة وانفتاح... رايح أخرّ بها عليهم دلع المفتي ً المدنيّون يلجؤون إلى السويد هربا من الحرب ،وتجّ ار الحرب يس ّفرون المدنيّين من السويد إلى سورية ح ّتى تنتعش أرصدتهم. tounsiahourra
احت ّل فيلم الحركة والمغامرات الجديد «جوراسيك وورلد» صدارة إي��رادات السينما األمريكيّة متجاوزاً أكثر من 204ماليين دوالر. قام ببطولة الفيلم «كريس برات» و «برايس داالس هاوارد» وأخرجه «كولين تريفورو» وتراجع فيلم الحركة والكوميديا «سباي» عن الصدارة ليحت ّل المركز الثاني بإيرادات قدرها 16مليون دوالر.
رئيس التحرير بسام يوسف َ
صنع علماء في «سويسرا» نسيجا ً مرنا ً من السيليكون يُزرع بشكل مباشر على النخاع الشوكيّ إلحداث تحفيز كهربائيّ وكيماويّ .يحاكي النسيج الحيّ الليّن المحيط بالنخاع الشوكيّ ،وهو ما يعني أنّ الجسم المزروع يمكن أن يبقى في مكانه دون أيّ شعور بعدم االرتياح ،ليكون عالجا ً تجريب ّيا ً للشلل.
هيئة التحرير ّ بشار فستق -غزوان قرنفل ثائر موسى -عزّة البحرة
newspaper@allsyrians.org
االخراج الفني منير األيوبي
تو ّفيت سيّدة جرّ اء مهاجمتها من قبل أنثى أسد ،بحسب ما أ ّكد مسؤول في حديقة األسود في «جوهانسبورغ» بجنوب أفريقيا. وقع الحادث عندما خرج زوجان بسيّارتهما ودخال إلى الحديقة وكان شبّاك السيّارة مفتوحا ً وهو «أمر ممنوع تماما ً في حديقتنا» بحسب قول مسؤول في الحديقة. فيما أصيب الزوج بجروح فقط.
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
الجئون سوريّون يحلمون بالوصول إل��ى ال��س��وي��د م��ن إيطاليا؛ يحلم «علي» بالوصول إلى السويد ولك ّنه لم يخرج بعد من إيطاليا .ال يعلم أحد هنا إِال َم يكون منتهاهم؟! إذ عليهم أن يعيشوا اللحظة الحاضرة وأن يجدوا العزاء أينما يحلّون. «رج��اء» ليس لديها مال ،هربت من الحرب :أخي معتقل منذ سنتين.. (فيديو 4:20 ،دقيقة) https://www.youtube.com/watch?v=ZsfJ_CsxuRI
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org