كلنا سوريون 37

Page 1

‫انترنت‬

‫ص‪7‬‬

‫ص‪2‬‬

‫مآسينا الجديدة على طريق اللجوء‬

‫ي في سورية‬ ‫الحضور‬ ‫العسكري الروس ّ‬ ‫ّ‬

‫ص‪5‬‬

‫ي لمدينة حلب‬ ‫اللجنة التحضيريّة النتخابات المجلس المحلّ ّ‬

‫االفتتاحية‬

‫من نحن؟ وإلى أين؟‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬ ‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫الـــســـوري‪ ،‬وتــشــارك الــســوريّــن حياتهم يف بــاد الــنــزوح‬ ‫نــحــاول أن تــكــون فــضــا ًء إعــام ـيّ ـاً مفتوحاً عــى الــشــأن‬ ‫ّ‬ ‫ســوري‬ ‫إعـــام‬ ‫صناعة‬ ‫يف‬ ‫للمساهمة‬ ‫ّة‬ ‫د‬ ‫جـــا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـاول‬ ‫ـ‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫املعلومة‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تــكــون ســاحــة لــتــبــادل الـــرأي وتــبــادل‬ ‫ّ‬ ‫ـؤســس لصياغة الــهــويّــة الوطن ّية الجامعة‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ســـوري جــامــع‪ ،‬يـ ّ‬ ‫جديد وجـــدّي‪ ،‬يساهم بـــدوره يف صياغة وعــي وطــنـ ّ‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪37‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫السوري‬ ‫رحلة البحث عن معايير أخالقّية في اإلعالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومجلت‬ ‫ما بين ثالث صحف رسميّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للمنظمات الشعبيّة التابعة للحزب قائد‬ ‫موسميّة‬ ‫الدولة والمجتمع‪ ،‬عاش جيالن من السوريّين‬ ‫ـريّــة اإلعـــام‪ ،‬وعــن العمل‬ ‫بعيدا ً عــن حـ ّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ي نشاط خارج هذا النسق‬ ‫ّ‬ ‫وتحول أ ّ‬ ‫اإلعالم ّ‬ ‫إلى الخروج عن القانون يحاسب صاحبه تحت‬ ‫بند وهن نفسيّة األ ّمة‪.‬‬ ‫وبعد بدايات الثورة السوريّة التي تصدّرت‬ ‫الحريّة‬ ‫مشهدها في األشهر األولـــى‪ ،‬قيم‬ ‫ّ‬ ‫والــكــرامــة‪ ،‬تــنــادى الكثير مــن السوريّين‬ ‫إلصدار المطبوعات الجديدة‪ ،‬وممارسة العمل‬ ‫بحريّة بعيدا ً عن طغيان أجهزة‬ ‫اإلعالمي‬ ‫ّ‬ ‫الرقابة‪ ،‬وتتالت بذلك حاالت إصدار الصحف‬ ‫ّ‬ ‫والمجلت‪ ،‬وإطــاق المواقع االلكترونّية‪،‬‬ ‫وجاء من بعدها إطالق اإلذاعــات والقنوات‬ ‫ي الجديد‬ ‫الفضائيّة‪ ،‬حتّى بات النشاط اإلعالم ّ‬ ‫للسوريّين يشغل بال الكثيرين‪ ،‬وباتت تتنازع‬

‫ص ‪12‬‬

‫بوح ‪.......‬لقاء عمل؟!‬

‫ي مواقف متباينة‪ ،‬ما بين‬ ‫المتابع للشأن السور ّ‬ ‫مستنكر يعتبره منفلشا ً غير منضبط ويسيء‬ ‫ي‪ ،‬وسينعكس سلبا ً على تقاليد‬ ‫للعمل اإلعالم ّ‬ ‫ي في قادم األيّام‪ ،‬وبالمقابل هناك‬ ‫العمل الصحف ّ‬ ‫رأي يقول‪ :‬إنّها حالة ص ّحيّة‪ .‬إذ بعد سنوات‬ ‫طويلة من طغيان صــورة الحزب الواحد‬ ‫واإلعالم الواحد على المجتمع الب ّد من انتشار‬ ‫ـ ولو غير منضبط ـ لوسائل إعــام جديدة‬ ‫تحاول أن تقول شيئا ً جديدا ً ما‪.‬‬ ‫الحريّات لن‬ ‫سنوات القمع الطويلة ومصادرة‬ ‫ّ‬ ‫تنتج بالتأكيد منظومات إعالميّة جديدة سويّة‬ ‫وناضجة‪ ،‬فالتجارب الجديدة ال تولد ناجحة‬ ‫بالمطلق‪ ،‬بل تنضج بالمتابعة والممارسة‪.‬‬ ‫ومن هنا وأمام هذا الواقع تنادت مجموعة من‬ ‫المؤسّسات اإلعالميّة المختلفة والعاملة في‬ ‫ي‪ ،‬ولشعورها بضرورة صياغة‬ ‫الشأن السور ّ‬ ‫ي‪ ،‬لالجتماع‬ ‫اإلعالم‬ ‫للعمل‬ ‫وناظمة‬ ‫مبادئ ج ّديّة‬ ‫ّ‬

‫ص‪4‬‬

‫أصحاب الخوذ البيضاء‬

‫في طاولة مستديرة للتباحث في إصدار ميثاق‬ ‫شرف لإلعالميّين السوريّين يكون بمثابة‬ ‫ي‪ّ ،‬‬ ‫ينظم عملهم‪ ،‬ويش ّكل‬ ‫ي‪ ،‬مهن ّ‬ ‫مرجع أخالق ّ‬ ‫ي‪ ،‬يضمن لها‬ ‫ضوابط ناظمة للعمل اإلعالم ّ‬ ‫وحريّة التعبير عن‬ ‫وحريّة النشر‬ ‫حريّة العمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرأي على أن يضمن في المقابل أن تكون‬ ‫مهنيّة وأخالقيّة‪.‬‬ ‫وعلى مدى سنة كاملة التقى المجتمعون في‬ ‫ثمان طاوالت‪ ،‬تباحثوا وناقشوا واستعرضوا‬ ‫التجارب المماثلة للشعوب والدول‪ ،‬استعانوا‬ ‫بخبراء في صياغة المواثيق اإلعالميّة‪ ،‬ف ّكروا‬ ‫بك ّل حرف وكلمة‪ ،‬عدّلوا‪ ،‬وبدّلوا‪ ،‬ليناسب‬ ‫واقعهم‪ ،‬أرادوه منتجا ً سوريّا ً منسوجا ً بأي ٍد‬ ‫ّ‬ ‫سوريّة ويسعى ليكون ميثاقا ً جامعا ً‬ ‫ينظم‬ ‫ي‬ ‫عملهم في طريق حلمهم نحو إعالم سور ّ‬ ‫يكون شريكا ً في بناء سورية الجديدة‪.‬‬

‫ص ‪10‬‬

‫ي في سورية‬ ‫خريطة الحراك المدن ّ‬

‫لعلّه من غير الصائب قراءة السنوات الخمس األخيرة واألحداث التي جرت خاللها‪ ،‬في‬ ‫سورية وك ّل المنطقة العربيّة‪ ،‬بداللة التفاصيل اليوميّة لهذه األحداث أو حتّى بداللة ما يبدو‬ ‫أنّه أصبح نتائج لها‪.‬‬ ‫ما فعلته هذه األحداث‪ ،‬في سورية على وجه الخصوص‪ ،‬ال يمكن قراءة تداعياته ومآالته في‬ ‫اللحظة الراهنة‪ ،‬فهذه اللحظة (السنوات) هي لحظة االنهيار‪ ،‬انهيار شامل يبدو أنّه يعصف‬ ‫بالمنطقة كلّها‪ ،‬انهيار بدأ صغيرا ً ث ّم راح يجتاح هذه الجغرافية كموجة زلزال‪ ،‬والركائز‬ ‫التي قامت عليها منظومة السيطرة على هذه المنطقة‪ ،‬راحت تتداعى واحدة تلو األخرى‪.‬‬ ‫إذا كانت األحزاب السياسيّة العربيّة التي عرفها العرب في الفترة الماضية قابلة للتصنيف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن تصنيفها األكثر واقعيّة هو وضعها في ثالثة أطر‪:‬‬ ‫األول وهو األحزاب القوميّة‪،‬‬ ‫اإلطار‬ ‫ّ‬ ‫اإلطار الثاني هو األحزاب الشيوعيّة‪،‬‬ ‫والثالث هو األحزاب الدينيّة‪.‬‬ ‫ك ّل األفكار التي قامت عليها هذه األحزاب تهاوت‪ ،‬فلم يعد للقوميّة العربيّة حضورها المه ّم‬ ‫في وجدان الشعوب العربيّة‪ ،‬ولم تعد فكرة الشيوعيّة والقضاء على «الرأسماليّة العالميّة‬ ‫ي صادم‬ ‫المتو ّحشة « فكرة مغرية للحالمين‪ ،‬وهاهي األحزاب الدينيّة‬ ‫ّ‬ ‫تتعرى في مشهد دمو ّ‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واأله ّم في هذه االنهيارات كلها هو انهيار النظم الشموليّة واقتناع الجميع أنه من الصعب‬ ‫ي غطاء – قبول هذا النمط من النظم‪.‬‬ ‫القبول – وتحت أ ّ‬ ‫من هنا وفي ضوء هذا االنهيار الشامل‪ ،‬يصبح من الصعب قراءة ما يحدث وفق األدوات‬ ‫السياسيّة والمعرفيّة التي كانت سائدة‪ ،‬وال ب ّد لفهمها من قراءتها وفق أدوات معرفيّة وسياسيّة‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫لع ّل القراءات األه ّم لهذا اإلنهيار تت ّم خارج هذه الجغرافيا المتزلزلة‪ ،‬قراءات تشتغل على‬ ‫فهم هذا اإلنهيار‪ ،‬والمساعدة عليه‪ ،‬وفهم قواه ومحاولة رسم صيغ مآالته ونتائجه‪.‬‬ ‫أ ّما نحن أبناء هذه الجغرافية‪ ،‬وأبناء هذا الدمار‪ ،‬فلنا إصرارنا العجيب والبالغ الحماقة على‬ ‫نتعود ّإل عليها‪ ،‬رغم أنّها لم تعطنا وطوال قرون ّإل الخسارات والهزائم‪.‬‬ ‫القراءة التي لم ّ‬ ‫يصرون على ّ‬ ‫أن النفط يصنع السياسة‪ ،‬وال يزال ماللي إيران يح ِ ّملون‬ ‫ال يزال السعوديّون‬ ‫ّ‬ ‫ي على والية الفقيه ومهديّهم المنتظر‪ ،‬وها هو «إردوغــان» الحالم‬ ‫مشروعهم السياس ّ‬ ‫ي يرى في تسييس الدين وفي «اإلخوان المسلمين» حصان‬ ‫العثمان‬ ‫بإمبراطوريّة المجد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طروادة الذي سيوصله إلى مجد السلطنة‪ ،‬واليزال حكامنا العسكر الحمقى يرون أن الدبّابة‬ ‫وحدها تصنع السياسة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا كانت مصلحة الكبار (اإلستراتيجيّون في فهمهم وخططهم) تتطلب منهم اإلبقاء على‬ ‫الصراعات المد ِ ّمرة مشتعلة في هذه المنطقة‪ ،‬فما هي مصلحة شعوبها ومن يدّعون أنّهم‬ ‫حملة مشروع نهضتها؟؟‬ ‫ً‬ ‫قبل خمسة قرون خرج العرب من التاريخ تماما‪ ،‬انهارت غرناطة آخر مدن األندلس‪ ،‬وكان‬ ‫كولومبوس أو أمريكو (ليس مه ّما من) يكتشف أمريكا والعالم الجديد‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ‬ ‫والمحتلّون يتناوبون على بالدنا‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ ونحن النفعل ّإل التغنّي بمجدنا الزائل‬ ‫والبكاء على أطالله‪.‬‬ ‫ويقررون على ماذا سنختلف‪ ،‬وكيف سنقتتل‪،‬‬ ‫يقرر اآلخرون مصيرنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منذ ذلك التاريخ ّ‬ ‫وكيف سنعيش‪ ،‬وماهي األفكار التي يجب أن نؤمن بها ‪...‬‬ ‫ي‪ ،‬وماليين السوريّين الذين‬ ‫السور‬ ‫اآلن وعلى مشهد هذا االنهيار المريع‪ ،‬على مشهد الدم‬ ‫ّ‬ ‫يفرون من جحيم هذه الحرب المجنونة‪ ،‬ينفجر سؤال بحجم خمسة قرون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نحن من؟؟ وإلى أين؟؟‬ ‫اإلجابات الحمقى التي ستعيد البناء على ما انهار‪ ،‬لن تقدّم ّإل الدم واالحتالالت‪.‬‬ ‫لنعترف إذا بجرحنا الفاغر منذ قرون ‪...‬‬ ‫مجدنا انتهى منذ زمن طويل‪ ،‬ونحن شعوب افترقت منذ قرون عن المعرفة والحضارة‪ّ ،‬‬ ‫وأن‬ ‫هويّتنا المعاصرة ّأول ما يجب أن تفعله هو الخروج من الدين والوهم والمقدّسات‪ّ ،‬‬ ‫وأن دولة‬ ‫المواطنة المتساوية والقانون هي التي ستعيدنا إلى الحياة‪.‬‬

‫سام يوسف‬ ‫ب ّ‬

‫ص‪3‬‬

‫إطالق ميثاق شرف لإلعالميّين السوريّين‬

‫ص‪6‬‬

‫ي غويران بمدينة الحسكة‬ ‫حكاية ح ّ‬


‫‪2‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫السنة الثانية‬

‫سؤال لقوى الثورة‬

‫الروسي في سورية‬ ‫العسكري‬ ‫الحضور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الدمار في سوريا‬ ‫(انترنت)‬

‫كثيرا ً ما تحدّث النظام وإعالمه وأبواقه‬ ‫ليبرر‬ ‫حتّى صدع رؤوسنا بالسيادة الوطنيّة؛ ّ‬ ‫تدمير الوطن‪ ،‬وقتل الشعب للمحافظة على‬ ‫السيادة المزعومة؟!‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ي ّ‬ ‫بأن بقاءه‬ ‫ولقد أقنع النظام كثيرا المجتمع الدول ّ‬ ‫أفضل الحلول السيّئة حتّى ال تنهار الدولة وال‬ ‫يتف ّكك الجيش وال تحدث عمليّات إبادة لألقليّات‬ ‫في حال رحيله عسكريّاً؟‬ ‫يكرر أخطاءه في العراق‪،‬‬ ‫والغرب ال يمكن أن ّ‬ ‫وليس مستع ّدا ً أن يدخل في مغامرة سقوط‬ ‫النظام؛ لذلك تجده يتناغم مع هذا الطرح‬ ‫ي ويقبل به كثيراً؟!‬ ‫األسد ّ‬ ‫ولكن؛‬ ‫السيادة الوطنيّة التي‬ ‫يتشدّق بها النظام‪ ،‬ت ّم‬ ‫السيادة الوطنيّة رهنها إليران مقابل‬ ‫التي يتش ّدق بها الــدعــم االقــتــصــادي‬ ‫ي‬ ‫النظام‪ ،‬ت ّم رهنها والـــمـــيـــلـــيـــشـــاو ّ‬ ‫ي حتّى غدت‬ ‫والسياس ّ‬ ‫إليــــــران مــقــابــل إيــران (تتمتّع) بتلك‬ ‫الدعم االقتصادي السيادة وتستفيد منها‪،‬‬ ‫واملــيــلــيــشــاوي ولــم يعد النظام ّإل‬ ‫ّ‬ ‫ميليشيا من مليشيات‬ ‫ّ‬ ‫والـــــســـــيـــــايس القتل الكثيرة في‬ ‫سورية‪ ،‬حتّى فقد تلك‬ ‫السيادة‪.‬‬ ‫كما َّ‬ ‫أن ح ّجة النظام بالمحافظة على الدولة‬ ‫ومؤسّسة الجيش من االنهيار‪ ،‬لم تعد مقنعة‬ ‫نتيجة خسائره الميدانيّة المتالحقة في ك ّل‬ ‫معركة يدخلها‪ ،‬وبات االنهيار للدولة قاب‬ ‫قوسين أو أدنى من الوقوع‪.‬‬ ‫مع ك ّل تلك األحــداث برز مؤ ّخرا ً موضوع‬ ‫ي بشكل فاضح‬ ‫الــوجــود العسكر ّ‬ ‫ي الــروس ـ ّ‬ ‫وواضح على األرض السوريّة وفي الساحل‬ ‫تحديداً‪ ،‬حتّى بدت السيادة الوطنيّة التي تحدّث‬ ‫النظام فيها مدعاة للسخرية والضحك؟!‪ .‬ولكن‬ ‫لماذا ُوجــد الــروس على األرض السوريّة‬ ‫في هذا الوقت بالذات من عمر الثورة؟ وما‬ ‫االحتماالت التي تجعل بقاءه مسكوتا ً عنه‬ ‫غربيّاً؟‬ ‫هناك عدّة قراءات واحتماالت تفسّر بشكل ما‬ ‫هذا الوجود؛ منها‪:‬‬ ‫األول‪:‬‬ ‫االحتمال ّ‬ ‫ي على األرض‬ ‫ـ‬ ‫ـران‬ ‫ـ‬ ‫اإلي‬ ‫ي‬ ‫العسكر‬ ‫الوجود‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الــســوريّــة مــن خــال ميليشيات تابعة له‪،‬‬ ‫وسيطرتها على القرار الميداني بشكل كبير؛‬ ‫يضع المجتم َع الدولي أثناء المفاوضات التي‬ ‫مرة أخرى؟ بعد أن‬ ‫يت ّم التحضير لها أمام إيران ّ‬ ‫عانى منها كثيرا ً على طاولة المفاوضات في‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الملف النوو ّ‬ ‫ي؛ وقد أثبت المفاوض اإليران ّ‬ ‫قدرته على المناورة وكسب الوقت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ّ‬ ‫ي؛ يمنع حدوث‬ ‫ي العسكر ّ‬ ‫فإن الوجود الروس ّ‬

‫ذلك! ْ‬ ‫فإن حدثت تسوية سياسيّة؛ سيجد المجتمع‬ ‫ي في الطرف المقابل للطاولة روسيا بدالً‬ ‫الغرب ّ‬ ‫من إيران؟‬ ‫ماذا يعني هذا؟‬ ‫يعني ّ‬ ‫أن لغة التفاهم بين روسيا والغرب ممكنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن روسيا قادرة بشكل ما على تحويل نتائج‬ ‫المفوضات إلى واقع على أرض الصراع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن التزام الروس بتعهداتهم أكثر مصداقيّة من‬ ‫اإليرانيّين الذي يتمتّعون بتق ِيّة سياسيّة كبيرة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وعند نضوج التسوية سيكون المحاور الرئيس ّ‬ ‫عن النظام على طاولة التفاوض الروس بدالً‬ ‫من إيــران‪ .‬وهذا يسر ّ‬ ‫عِ في التسوية كثيراً؛‬ ‫ليجعل منها اتفاقا ً دوليا ً بين الكبار‪ ،‬وال يسمح‬ ‫إليران بامتالك ورقة تفاوضيّة مه ّمة تساعدها‬ ‫في عرقلة االستحقاقات التي ترتّبت عليها‬ ‫ي؛ وكذلك يت ّم إخراجها‬ ‫نتيجة االتّفاق النوو ّ‬ ‫كالعب رئيس من المسألة السوريّة‪ ،‬فيكون‬ ‫اللعب بين الكبار فقط‪ ،‬وال يُسمح لآلخرين‬ ‫باقتناص شيء من الكعكة السوريّة‪.‬‬ ‫االحتمال الثاني‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ي ِ مدى وصل‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫ّد‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫يعلمون‬ ‫الــروس‬ ‫ّ‬ ‫النظام بتقهقره وانهياره وتراجعه ميدانيّاً؛‬ ‫وربّما ينهار فجأة؟ رغم ّ‬ ‫ي‬ ‫أن المجتمع الدول ّ‬ ‫صرح مرارا ً وتكرارا ً بأنّه ال‬ ‫منذ بداية الثورة‪ّ ،‬‬ ‫يسمح بذلك‪ ،‬وال يريد حدوثه‪ ،‬ولكنّه قد يحدث‬ ‫كما صرح «الفروف» في لقائه األخير مع‬ ‫«ظريف»؟!‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في مثل هذ االحتمال فإن دولة قطر سيكون‬ ‫لها سلطة كبيرة على أمراء الحرب الموجودين‬ ‫في الميدان؛ وهذا قد يسمح لها بتنفيذ المشروع‬ ‫االقتصادي الذي تحدّثت عنه قبل اندالع الثورة‬ ‫المتمثّل بم ِ ّد أنابيب الغاز إليصالها ألوروبا؟‬ ‫ومثل هذا المشروع يكسر ظهر االقتصاد‬ ‫يجردها‬ ‫ي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ّ‬ ‫الروس ّ‬ ‫ً‬ ‫من أداة ضغطها على األوروبّيّين؛ وكثيرا ما‬ ‫ي بترك‬ ‫هدّد بوتين في أزماته مع المجتمع الدول ّ‬ ‫أوروبّا تموت من البرد خالل أسبوع عندما‬ ‫يوقف تدفّق الغاز إليها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي العسكر ّ‬ ‫من هنا‪ ،‬قد يكون الوجود الروس ّ‬ ‫نتيجة امتالك الروس لمعلومات تنذر بانهيار‬ ‫مفاجئ للنظام‪ ،‬وإشارات ذلك بدت في تغريدة‬ ‫«ضاحي خلفان» األخــيــرة؛ وبذلك تكون‬ ‫ي مانعا ً تماما ً‬ ‫سيطرتها على الساحل السور ّ‬ ‫ي الــذي يخنق‬ ‫لتنفيذ مشروع الغاز القطر ّ‬ ‫روسيا اقتصاديّا ً بشكل مخيف‪ ،‬ويخرجها كثيرا ً‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ي من القرار العالم ّ‬ ‫كالعب أساس ّ‬ ‫االحتمال الثالث‪:‬‬ ‫ي إشــارة مهمة‬ ‫الــوجــود العسكر ّ‬ ‫ي الــروس ـ ّ‬ ‫ي على تسوية سياسيّة‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫القتراب االتّفاق‬ ‫ّ‬ ‫ال غالب وال مغلوب فيها‪ ،‬كما ذكــر ذلك‬ ‫«ديمستورا» في إحاطته التي قدّمها لمجلس‬ ‫األمن‪ ،‬ومثل هذه التسوية المريرة تحتاج إلى‬

‫رسائل تطمينات للجهة التي وقفت مع النظام‬ ‫ودعمته خالل مسيرة الثورة‪ ،‬وتحديدا ً طائفته؛‬ ‫ي يجعل التطمينات‬ ‫ومثل هذا الوجود العسكر ّ‬ ‫حقيقة واقعة‪ ،‬ال وعود يمكن االنقالب عليها‪.‬‬ ‫قوة عسكريّة‬ ‫وأفضل التطمينات يتمثّل بوجود ّ‬ ‫دوليّة للفصل بين المتحاربين تحمي تلك الجهة‬ ‫ي اعتداء ممكن أن يقع عليها؛ وبذلك‬ ‫من أ ّ‬ ‫ً‬ ‫لقوات‬ ‫القوات العسكرية الروسيّة نواة ّ‬ ‫تكون ّ‬ ‫دوليّة ستحضر في لحظة ما لفرض التسوية‬ ‫بالقوة العسكريّة؛‬ ‫التي سيت ّم التوافق عليها‬ ‫ّ‬ ‫والروس هم أكثر َم ْن يثق النظام به لتنفيذ ذلك‪،‬‬ ‫ي لديهم كما هو الحال‬ ‫وال مشروع أيديولوج ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لدى إيران التي شيّعت قسما كبيرا ممن والى‬ ‫النظام أثناء الثورة‪.‬‬ ‫االحتمال الرابع‪:‬‬ ‫هناك شعور متزايد لدى الروس ّ‬ ‫بأن تقسيم‬ ‫سورية سيحصل عاجالً أم آجالً؛ ومثل هذا‬ ‫التقسيم ْ‬ ‫إن حصل سيسمح لعديد القوى الدوليّة‬ ‫بالحضور لدعم هذا الطرف أو ذاك ضمانا ً‬ ‫يتصور الروس بعد ك ّل ذلك‬ ‫لمصالحها‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫المولد‬ ‫من‬ ‫يخرجوا‬ ‫أن‬ ‫الدعم للنظام‬ ‫ّ‬ ‫بال ُح ّمص‪ ،‬خصوصا ً ّ‬ ‫أن هناك ديونا ً لهم على‬ ‫ّ‬ ‫النظام بلغت مليارات‪ ،‬وأنها قد تذهب هباء في‬ ‫حال التقسيم‪ ،‬كما حدث لنظام السوفييت بعد‬ ‫انهياره وتقسيمه وذهاب كثير من ديونه للدول‬ ‫التي كان يدعمها عسكريّاً‪.‬‬ ‫صة إيرانيّة؛‬ ‫فدمشق في حالة التقسيم باتت ح ّ‬ ‫ً‬ ‫ي لها لم يعد خافيا على‬ ‫وهناك احتالل إيران ّ‬ ‫صة‪ ،‬من هنا يكون‬ ‫أحد‪ ،‬ولن يكون للروس ح ّ‬ ‫ي في‬ ‫وجودهم العسكر ّ‬ ‫الساحل الضامن لتلك‬ ‫صة من الكعكة؛‬ ‫الح ّ‬ ‫ملــاذا ت ـر القوى ويجعل من قاعدتها‬ ‫ُّ‬ ‫العسكريّة في الساحل‬ ‫الــســيــاسـ ّيــة التي ذات أه ّميّة استراتيجيّة‬ ‫متـــثّـــل الـــثـــورة كبيرة‪.‬‬ ‫عـــى لــعــب دور قراءة أخيرة‪:‬‬ ‫التقارير الروسيّة كما‬ ‫املنفعلة باألحداث تحدّثت مؤ ّخرا ً تقول‪:‬‬ ‫ولــيــس الفاعلة؟‬ ‫ّ‬ ‫إن انهيار النظام بات‬ ‫ً‬ ‫تحرك‬ ‫وهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وشيك‬ ‫ّ‬ ‫ي؛ بدا واضحا ً‬ ‫عسكر ّ‬ ‫ي أمريك ّ‬ ‫ي بريطان ّ‬ ‫ي فرنس ّ‬ ‫ي والفعل‬ ‫في الفترة األخيرة‪ ،‬وما القرار الفرنس ّ‬ ‫والتحركات األمريكيّة واتّفاقها‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫البريطان ّ‬ ‫مع بعض الفصائل الثوريّة وكذلك الكرد‪،‬‬ ‫ّإل مرجح له؛ ودخول هذه األطــراف بشكل‬ ‫ّ‬ ‫الخط سيخرج روسيا خالية‬ ‫ي على‬ ‫عسكر ّ‬ ‫الوفاض من سورية؛ لذلك الب ّد أن تستغ ّل تلك‬ ‫ي لها على‬ ‫التد ّخالت لفرض وجود عسكر ّ‬ ‫األرض يجعل منها العبا ً له دوره فيما سيقع‬ ‫مستقبالً‪.‬‬ ‫عموما ً التجارب الروسيّة خــارج حدودها‬ ‫بالتد ّخل العسكري ذات نتائج مخيّبة‪ ،‬ولم‬ ‫تمنح الروس ّإل انتكاسات كانت ذات تأثير‬ ‫ي على سمعتها ومكانتها‪ ،‬وما الدرس‬ ‫استراتيج ّ‬ ‫األفغاني ببعيد!‬ ‫ي لقوى الثورة م ّما‬ ‫ولكن‪ ،‬أين الفعل السياس ّ‬ ‫تصر القوى السياسيّة التي تمثلّ‬ ‫يحدث؟ ولماذا‬ ‫ُّ‬ ‫الثورة على لعب دور المنفعلة باألحداث وليس‬ ‫الفاعلة؟ ومتى يستعيد السوريّون قرارهم‬ ‫ي؟ وهل سيكون في المستقبل وجود‬ ‫الوطن ّ‬ ‫لقوات أخــرى تساهم في التقسيم‬ ‫ي ّ‬ ‫عسكر ّ‬ ‫ً‬ ‫ي لوطن تعب كثيرا من أخطاء وخطايا‬ ‫الواقع ّ‬ ‫أبنائه؟‬ ‫إنّها أسئلة تبحث عن إجابات‪...‬‬

‫أحمد الرمح‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫الهجرة هل ستحدث تغييراً؟‬

‫السورّيون رهائن‬

‫مع استمرار فصول المأساة السوريّة‬ ‫منذ أربعة سنوات‪ ،‬تطفو مشكلة العابرين‬ ‫للبحر نحو الــحــدود األوربّــيّــة‪ ،‬لتصبح‬ ‫ي‪ ،‬حكومات‬ ‫الشغل الشاغل للمجتمع الدول ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات وشعوب‪ ،‬فهل يمكن لهذا التدفق‬ ‫ي للبحث عن الحياة‪ ،‬أن يحدث‬ ‫اإلنسان ّ‬ ‫تغييرا ً جوهريّا ً في المعضلة السوريّة التي‬ ‫استعصت على الح ّل؟‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫الشعب‬ ‫بأن‬ ‫التذكير‪،‬‬ ‫بداية الب ّد من‬ ‫ّ‬ ‫الذي يزيد تعداده عن الثالثة والعشرين مليونا‪ً،‬‬ ‫وفقا آلخر بيانات دوائر األحوال المدنيّة‬ ‫المتعلّقة بحملة الجنسيّة السوريّة‪ ،‬حين كان‬ ‫‪ %95‬منهم مقيما ً في الداخل‪ ،‬ولم يكن أكثر‬ ‫من ثالثة ماليين منهم موزعين في الخارج‪،‬‬ ‫وبغض النظر عن ك ّل اآلراء المتباينة ع ّما‬ ‫يحصل في سورية‪ّ ،‬‬ ‫فإن انفجارا ً لألزمات‬ ‫التي عصفت بذلك المجتمع سنوات طويلة‬ ‫قد وقع‪ ،‬مع عجز النظام الحاكم عن معالجة‬ ‫ي لتلك‬ ‫تبعاته‪ ،‬بل واعتباره المسبب الرئيس ّ‬ ‫األزمات والنفجارها‪ ،‬فقد لجأ إلى خوض‬ ‫حرب قاسية ض ّد قسم واسع من السوريّين‪،‬‬ ‫وبك ّل صنوف األسلحة حتّى ذات التدمير‬ ‫الشامل‪ ،‬وبطاقات تدميرية لم تستخدم في‬ ‫ك ّل الحروب التي جرت مع إسرائيل كدولة‬ ‫محتلّة ألراضي عربيّة وسوريّة‪ ،‬كذلك فلقد‬ ‫كشفت األحداث الالحقة عن حدّة النزاعات‬ ‫بين أصحاب النظرة اإلسالميّة في الحكم‪،‬‬ ‫ومن ك ّل الطوائف واألطياف‪ ،‬متجاوزين‬ ‫ك ّل الشرائع السماويّة واألرضيّة‪ ،‬متّبعين‬ ‫أساليب خطف وقتل وذبح المدنيّين ‪ ،‬لترويع‬ ‫األهالي ودفعهم نحو الرضوخ أو الرحيل‪،‬‬

‫بــدءا ً من حــزب هللا وتنظيم «داعــش»‪،‬‬ ‫وصــوالً إلى معظم التشكيالت المسلّحة‬ ‫المنتشرة في ك ّل المناطق السورية‪ ،‬مدّللين‬ ‫على عمق ارتباطهم بمشاريع إقليميّة‬ ‫مختلفة‪ ،‬يمكن إجمالها في مشروع التوسّع‬ ‫ي وفي مشاريع الر ّد عليه‪.‬‬ ‫اإليران ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن ما خلفته تلك الحرب‪ ،‬من مآسي واآلم‬ ‫غير منتهية‪ ،‬ومفتوحة على ك ّل االحتماالت‬ ‫األقسى‪ ،‬تظهر حتّى اآلن وفقا ً للتقديرات‬ ‫المختلفة‪ ،‬وقوع حوالي ثالثمائة ألف ضحيّة‪،‬‬ ‫ونزوح ما يقارب السبعة ماليين عن بيوتهم‬ ‫إلى مناطق مختلفة داخل البالد‪ ،‬ولجوء‬ ‫نحو خمسة ماليين إلى البلدان المجاورة‪.‬‬ ‫كذلك ّ‬ ‫المستمرة تشير إلى حجم‬ ‫فإن المعارك‬ ‫ّ‬ ‫المعاناة المتزايد للجميع‪ ،‬معاناة للستّة عشر‬ ‫مليونا ً‬ ‫ّ‬ ‫الموزعين على مناطق السيطرة‬ ‫المختلفة‪ ،‬من نظام و «داعــش» ونصرة‬ ‫وجيوش إسالميّة مختلفة‪ ،‬تتفاوت بين‬ ‫مكان وآخر‪ ،‬كما تتفاوت بين حين وآخر‪،‬‬ ‫المستمرة للماء والكهرباء‬ ‫من االنقطاعات‬ ‫ّ‬

‫والغذاء وارتفاعات أسعارها مع تراجع‬ ‫حجم العمل واإلنتاج‪ ،‬إلى حــدود الموت‬ ‫المنتظر من برميل أو قذيفة هاون‪ ،‬ومعاناة‬ ‫فروا من وطنهم‪،‬‬ ‫للماليين الخمسة الذين ّ‬ ‫باحثين عن أسباب العيش مع فقدان األمل‬ ‫بالعودة على ديارهم‪.‬‬ ‫في هذه الظروف القاسية‪ ،‬ربّما ال يجد المرء‬ ‫بديالً عن خوض البحر‪ ،‬رغم ك ّل المخاطر‪،‬‬ ‫ومن الطبيعي أن يكون لمن هو موجود في‬ ‫تركيا حضورا ً أساسيّا ً بين العابرين نحو‬ ‫أوربّا‪ ،‬ليشهد العالم منذ عدّة أسابيع موجات‬ ‫ي من تركيا نحو اليونان‪،‬‬ ‫من التدفّق البشر ّ‬ ‫ومنها عبر صربيا ومقدونيا وهنغاريا نحو‬ ‫النمسا وألمانيا وهولندا والسويد‪ ،‬رغم ك ّل‬ ‫الصعوبات التي تعترض هذا الطريق‪،‬‬ ‫صعوبات قد تتجلّى في معظمها بعدم‬ ‫ي مو ّحد الستيعاب‬ ‫التو ّ‬ ‫صل إلى اتفاق أوربّ ّ‬ ‫هذه الموجات البشريّة‪ ،‬م ّما يجعلهم عرضة‬ ‫للمزيد من المعاناة وللمزيد من االستغالل‬ ‫من قبل ت ّجار البشر‪ ،‬حيث بات هذا التدفّق‬ ‫ي على الساحة األوربّيّة‪،‬‬ ‫الموضوع األساس ّ‬ ‫ويخلق الكثير من االختالفات الرسميّة‬ ‫والشعبيّة بين الــدول األوربّيّة وحتّى في‬ ‫إطار الدولة الواحدة‪ ،‬انطالقا من الطابع‬ ‫ي لهذا التدفّق ‪ ،‬وصوالً إلى عدم‬ ‫اإلسالم ّ‬ ‫تجاوز السوريّين نسبة الربع فيه‪ ،‬رغم‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المدنيّة في‬ ‫مواقف العديد من‬ ‫اعتبار الحماية واللجوء كأمر غير قابل‬ ‫ّ‬ ‫ي من حقوق االنسان‪.‬‬ ‫للنقاش‪،‬‬ ‫كحق أساس ّ‬ ‫بالمقابل ّ‬ ‫فإن التحليالت السياسيّة المتواصلة‬ ‫لتلك المشكلة وانعكاسها على مجمل المسألة‬ ‫السوريّة الشائكة‪ ،‬كثيرا ً ما يخرج عن‬ ‫الحدود الفعليّة لها‪ ،‬فالهجرة التي ينشدها ما‬ ‫ال يزيد عن عشرات اآلالف من السوريّين‬ ‫نحو أوربّا بعد أن ّ‬ ‫تقطعت بهم سبل العيش‬ ‫في تركيا أو لبنان والعراق أو في مناطق‬ ‫مختلفة من ســوريــة‪ ،‬قد ال يش ّكل سوى‬ ‫فصالً جزئيّا ً من فصول المأساة السوريّة‬ ‫المتفاقمة؛ فيما يبدو ربطها بعمليّات التهجير‬ ‫المتفاقمة ‪ -‬أصالً ‪ -‬كجزء من عملية تغيير‬ ‫ي يحقّق أهداف النظام وإيران‪،‬‬ ‫ديموغراف ّ‬ ‫وكأنّها عمليّة استباق لما ال يمكن حدوثه‪،‬‬ ‫فاألعداد التي يجري التساهل في عبورها‬ ‫نحو البلدان األوربّيّة الغربيّة‪ ،‬قد ال يزيد عن‬ ‫حدود معيّنة ولسنوات طويلة ووفقا ً لسياسات‬ ‫اللجوء المتّبعة في تلك البلدان‪ ،‬وبأرقام قد ال‬ ‫تصل إلى الرقم الذي يقوم النظام بتصفيته‬ ‫وقتله في فترة زمنيّة قصيرة‪.‬‬ ‫وتبقى الكارثة الحقيقيّة متمثلّة بوقوع غالبيّة‬ ‫ي كرهائن‪ ،‬بيد النظام ّأوالً‪،‬‬ ‫الشعب السور ّ‬ ‫وبيد الجماعات اإلسالميّة ثانياً‪ ،‬كارثة‬ ‫تتطلّب البحث الجدّي إلطالق سراحهم بك ّل‬ ‫الوسائل الممكنة‪ ،‬إطالق سراح لن يحصل‬ ‫سوى برفع ك ّل تلك األيدي عن هذا الشعب‪،‬‬ ‫وبمساعدة ك ّل القوى الدوليّة‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫المستمر من الوطن‪،‬‬ ‫يحصل عبر الهروب‬ ‫ّ‬ ‫في ظ ّل ك ّل ذلك التشدّد الحاصل في دخول‬ ‫السوريّين إلى األردن ولبنان‪ ،‬وفي ظ ّل ك ّل‬ ‫تلك األوضاع العراقيّة المتف ّجرة‪ ،‬وفي ظ ّل‬ ‫ك ّل ذلك التزايد ألعداد السوريّين في تركيا‪،‬‬ ‫وفي ظ ّل تلك الحصص التي يجري تحديدها‬ ‫من الدول الغربيّة الستضافة أعدادا ً محدّدة‬ ‫من الالجئين السوريّين‪.‬‬

‫لؤي حاج بكري‬

‫ميليشيا بال ذاكرة‬

‫تد ّخل موسكو جعجعة أم طحين؟‬

‫يتبادل المسؤولون الــروس األدوار في‬ ‫تغيير تصريحاتهم حــول تفاصيل موقفهم‬ ‫فيصرح «سيرغي‬ ‫ي من نظام األسد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السياس ّ‬ ‫بأن وجود ب ّ‬ ‫الفروف» وزير الخارجيّة ّ‬ ‫شار‬ ‫جــزء مــن المرحلة االنتقاليّة‪ ،‬فيما يقول‬ ‫«فالديمير بوتين» رئيس االتّحاد ّ‬ ‫إن مسألة‬ ‫الحفاظ على مؤسّسات الدولة السوريّة هو‬ ‫األساس وليس رأس النظام!‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وبالطريقة ذاتها يراوغون حول تسليحهم‬ ‫لقوات األسد‪ ،‬فتارة تخرج تصريحات تنفي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيّة عقود جديدة لم ّد النظام بأسلحة‪ ،‬وأن ما‬ ‫ترسله روسيا هو مساعدات إنسانيّة‪ ،‬وأخرى‬ ‫تتحدّث عن دفعة طائرات جديدة‪ ،‬أو قطع‬ ‫تبديل للمروحيّات‪ ،‬أو إبدال صواريخ دفاع‬ ‫متطورة بذخائر وأسلحة أخرى لدعم‬ ‫جوي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظام في حربه ض ّد اإلرهاب!‬ ‫مــن جهته يتخبّط نظام األســد فــي إعــان‬ ‫تبريراته‪ ،‬ما بين طلبه للمساعدة من الروس أو‬ ‫نفي ذلك‪ّ .‬‬ ‫لكن تقارير االستخبارات في العالم‬ ‫التي تدعمها معلومات األقمار االصطناعيّة‬ ‫بالصور حسمت األمـــر‪ ،‬بــوجــود الــقـ ّـوات‬ ‫الروسيّة فعليّا ً على األراضي السوريّة‪ ،‬وليس‬ ‫فقط في قاعدة طرطوس‪ ،‬بل في مطار حميميم‬ ‫ي جنوب الالذقيّة الذي يت ّم تحويله إلى‬ ‫العسكر ّ‬ ‫مجرد محطةّ‬ ‫قاعدة عسكريّة لهم‪ ،‬بعد أن كان‬ ‫ّ‬ ‫الستالم ما تحمل الطائرات الروسيّة وتوزيعه‪.‬‬ ‫وذكرت‬ ‫تقارير أمريكيّة ّ‬ ‫أن ثالث طائرات شحن روسيّة‬ ‫عمالقة هبطت فيه خالل األيّام األخيرة‪.‬‬

‫بعد ك ّل ذلك يخرج عمران الزعبي وزير إعالم‬ ‫ي نافيا ً‬ ‫األسد على قناة ميليشيا حزب هللا اللبنان ّ‬ ‫ي في سورية‪ُ ،‬مرجعا ً‬ ‫الوجود العسكر ّ‬ ‫ي الروس ّ‬ ‫هذه «االدّعاءات» إلى ّ‬ ‫أن المخابرات الغربيّة‬ ‫تشيع ذلك بهدف اإليحاء بـ ّ‬ ‫ـأن جيش األسد‬ ‫بحاجة إلى دعم‪ ،‬وبالتالي على الدول المعادية‬ ‫لقوات المعارضة‪ .‬فيما لم‬ ‫للنظام أن تزيد الدعم ّ‬ ‫ي‬ ‫ي أو عسكر ّ‬ ‫يعد للنظام السور ّ‬ ‫ي قرار سياس ّ‬ ‫فعّال في ظ ّل هيمنة اإليرانيّين على مختلف‬ ‫أوجــه الحياة في سوريّة‪ ،‬حتّى فيما يتصل‬ ‫بالمفاوضات المباشرة مع الفصائل العسكريّة‬ ‫المعارضة‪.‬‬ ‫وبينما يؤ ّكد «الفروف» وزير خارجيّة روسيا‬ ‫ّ‬ ‫بأن بالده أرسلت إمدادات عسكريّة إلى نظام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تخف أبدا أنّها‬ ‫«إن موسكو لم‬ ‫األسد قائال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تسلّم معدّات عسكريّة إلى السلطات السوريّة‬ ‫الرسميّة بهدف محاربة اإلرهاب»‪.‬‬ ‫أصبح من المالحظ منذ بداية آب المنصرم‬ ‫قوات النظام في‬ ‫اإلشراف الكامل للروس على ّ‬ ‫جورين في سهل الغاب بريف حماة الشمالي‬ ‫قــوات المعارضة نحو‬ ‫ي‪ ،‬منذ تقدّم‬ ‫ّ‬ ‫الغرب ّ‬

‫جبال الالذقيّة‪ .‬وبثّت مواقع إلكترونيّة شريطا ً‬ ‫مصورا ً يُظهر جنودا ً روسا ً يقومون بتدريبات‬ ‫ّ‬ ‫عسكريّة في القاعدة الروسيّة المعروفة قرب‬ ‫مدينة طرطوس‪ .‬كما أعلنت القيادة الروسيّة‬ ‫لقواتها خالل األسابيع‬ ‫رسميّا ً عن مناورات ّ‬ ‫القليلة القادمة‪ ،‬ستجري في مياه المتوسّط قبالة‬ ‫ميناء طرطوس وجزيرة قبرص!‬ ‫فهل يتوقّع الروس انهيارا ً سريعا ً للنظام يضيّع‬ ‫صتهم‪ ،‬أو‬ ‫عليهم ح ّ‬ ‫يخرجهم من اللعبة بعد‬ ‫أن امتدّت إيران في‬ ‫عــرض النظام عىل المنطقة إثــر تمرير‬ ‫اتفاقيتها النوويّة مع‬ ‫الصني بيعها سندات الواليات المتّحدة؟ أم‬ ‫ّ‬ ‫خزانة بقيمة عرشة‬ ‫ألن اإليرانييّن أنفسهم‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬فت ّم لــم يــعــودوا قــادريــن‬ ‫على تأمين بقاء النظام‬ ‫لها ذلــك‪ ،‬وقامت رغم تد ّخلهم المتزايد‬ ‫بتوريد أسلحة لقاء دعــم ـا ً لميليشياتهم‬ ‫جزء من هذه املبالغ والميليشيّات اللبنانيّة‬ ‫وغــيــرهــا فــي عــدّة‬

‫جبهات‪ ،‬منها الزبداني التي تشير بوضوح إلى‬ ‫القوات المهاجمة لها‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫عجز في ك ّل ّ‬ ‫اندحار النظام من عدّة مطارات لطالما كانت‬ ‫منبعا ً لبطشه وإعالنا ً عن وجوده؟‬ ‫في ك ّل األحوال يبدو ّ‬ ‫أن مقترحات «ستافان‬ ‫ديميستورا» ال تلقى اهتماما ً روسيّا ً فعليّاً‪،‬‬ ‫ومسلسل محادثات موسكو ليس ّإل نشاطا ً‬ ‫جانبيّا ً لدبلوماسيّتها المتذبذبة‪ ،‬لذلك يبقى إظهار‬ ‫ممرا ً إجباريّا ً‬ ‫وشرا ً ال ب ّد‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجودها العسكر ّ‬ ‫منه بالنسبة لها‪ّ ،‬‬ ‫ألن الهزيمة األفغانيّة كانت‬ ‫درسا ً تاريخيّا ً للروس لن يستطيع «بوتين»‬ ‫ي ينساها‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫جعل الشعب الروس ّ‬ ‫المشاكل االقتصاديّة الداخليّة الناتجة عن‬ ‫ي ألسعار النفط‪ ،‬والتوتر‬ ‫االنخفاض العالم ّ‬ ‫ستتورط‬ ‫المستمر على الجهة األوكرانيّة‪ .‬فهل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موسكو فيما أسمته الواليات المتّحدة «مكافحة‬ ‫اإلرهاب» بأن ّ‬ ‫تشن غارات جويّة على الشعب‬ ‫قواتها إلى جانب الميليشيّات‬ ‫ي وتنشر ّ‬ ‫السور ّ‬ ‫المساندة للنظام؟؟‬

‫عبدهللا منديل‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫متابعة خاصة‬

‫السنة الثانية‬

‫‪3‬‬

‫إطالق ميثاق شرف لإلعالمّيين السورّيين‬ ‫الصحفي‬ ‫المؤتمر‬ ‫ّ‬ ‫عقد مجلس إدارة هيئة ميثاق الشرف‬ ‫لإلعالميّين السوريّين مؤتمرا ً صحفيّا ً صباح‬ ‫يوم الخميس ‪ 10‬أيلول ‪ ،2015‬لإلعالن عن‬ ‫ميثاق الشرف الذي أعدّته وصاغته أكثر من‬ ‫عشرين مؤسّسة إعالميّة سوريّة‪ ،‬بهدف البحث‬ ‫عن دور فاعل لإلعالم ليكون مساهما ً ج ّديّا ً في‬ ‫ي الجديد‪.‬‬ ‫بناء المجتمع السور ّ‬ ‫ووضــح الزميل حسين بــرو رئيس مجلس‬ ‫إدارة ميثاق شرف اإلعالميّين السوريّين اآلليّة‬ ‫والخطوات التي سبقت اإلعالن عن الميثاق‪:‬‬ ‫«على مدى سنة كاملة التقى المجتمعون في‬ ‫ثمان اجتماعات‪ ،‬تباحثوا وناقشوا واستعرضوا‬ ‫التجارب المماثلة للشعوب والدول‪ ،‬استعانوا‬ ‫بخبراء في صياغة المواثيق اإلعالميّة‪،‬‬ ‫ف ّكروا بك ّل حرف وكلمة‪ ،‬عدّلوا‪ ،‬وبدّلوا‪،‬‬ ‫ليناسب واقعهم‪ ،‬أرادوه منتجا ً سوريّا ً منسوجا ً‬ ‫بأي ٍد سوريّة ويسعى ليكون ميثاقا ً جامعا ً ّ‬ ‫ينظم‬ ‫ي ال‬ ‫عملهم في طريق حلمهم نحو إعالم سور ّ‬ ‫يستثني أحداً‪ ،‬وال يصادر دور أحدٍ‪ ،‬وال يطرح‬ ‫نفسه بديالً عن أحد‪ ،‬فقط يسعى ليكون مرجعا ً‬ ‫ي الجديد»‪.‬‬ ‫ي السور ّ‬ ‫أخالقيّا ً للعمل اإلعالم ّ‬ ‫الزميل عبسي سميسم عضو مجلس اإلدارة‬ ‫أجــاب عن تساؤل حــول المرجعيّات التي‬ ‫استند إليها الميثاق‪« :‬يستند هذا الميثاق إلى‬ ‫المقرة في المواثيق‬ ‫المبادئ األخالقيّة العا ّمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واإلعالنات‪ ،‬والعهود العالميّة‪ ،‬وهذه المبادئ‪،‬‬

‫والص ّحة‬ ‫هي‪ ،‬ليس على سبيل الحصر‪ ،‬الدقّة‬ ‫ِ‬ ‫والمصداقيّة في المعلومة‪ ،‬والموضوعيّة‬ ‫والــنــزاهــة‪ ،‬ومــراعــاة الــتــوازن واإلنصاف‬ ‫والتعدّديّة‪ ،‬والتزام استقالليّة التغطية اإلعالميّة‪،‬‬ ‫وحريّة التعبير»‪.‬‬ ‫واحترام الحقيقة‬ ‫ّ‬ ‫الزميلة «ميس الزعبي» من فريق الناطقين‬ ‫الرسميّين تحدّثت عن خطة العمل ما بعد‬ ‫اإلصدار‪« :‬يسعى هذا الميثاق ليكون ناظما ً‬ ‫ي‪ ،‬وهو لن يكتفي‬ ‫أخالقيّا ً لعمل اإلعالم السور ّ‬ ‫بإصدار تقارير دوريّــة توضح مدى التزام‬ ‫المؤسّسات الموقّعة على الميثاق ببنوده‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫خطة العمل تمكين هذه المؤسّسات‬ ‫ستشمل‬ ‫من تنفيذ بنود الميثاق‪ ،‬والقيام بورشات عمل‬ ‫وتدريبات في المؤسّسات اإلعالميّة وصوالً‬ ‫لتكريس مبادئ الصحافة األخالقيّة في عملها»‪.‬‬ ‫وأ ّكد الزميل برو ّ‬ ‫أن‪ :‬الميثاق ومن قام بالعمل‬ ‫على صياغته يم ّد يده للجميع وال يحاول أن‬ ‫يقصي أحدا ً وال أن يصادر دور أحد‪ ،‬والجميع‬ ‫مدعوون للتوقيع والمشاركة في العمل بصيغة‬ ‫ّ‬ ‫مؤسّسين‪ ،‬فال ميزة للمؤسّسات المشاركة في‬ ‫الصياغة‪ ،‬على المؤسّسات الموقّعة ما بعد‬ ‫اإلصدار‪ ،‬الجميع شركاء أساسيّون ويتمتّعون‬ ‫بكافّة الواجبات والحقوق» مؤ ّكدا ً على ّ‬ ‫أن‪:‬‬ ‫«الميثاق كان مهنيّا ً فقط‪ ،‬أي أنّه ورقة عمل‬ ‫أكثر منه ورقة سياسيّة‪ ،‬وال يخضع أليّة سلطة‬ ‫ي لعمل‬ ‫سياسيّة أو حزبيّة‪ ،‬وإنّما هو ضابط مهن ّ‬

‫ي يلتزم بالمعايير األخالقيّة‪.‬‬ ‫إعالم ّ‬ ‫أعلن المجتمعون رغبتهم الحقيقية بأن يكون‬ ‫هذا الميثاق ناظما ً للعمل‪ ،‬وجامعا ً للمؤسّسات‪،‬‬ ‫لتكريس تقاليد إعالميّة مهنيّة وموضوعيّة‪،‬‬ ‫واعتبروا النسخة المطروحة من الميثاق نسخة‬ ‫ّأوليّة قابلة للتعديل واإلضافة بعد أن تُصبح‬ ‫في متناول الجميع‪ّ ،‬‬ ‫وأن باب التوقيع سيكون‬ ‫مفتوحا ً للجميع‪ ،‬دون إقصاء أو تهميش أليّة‬ ‫مؤسّسة إعالميّة‪ ،‬تحت شعار تمكين اإلعالم‬ ‫ي ليكون شريكا ً فاعالً في بناء المجتمع‪.‬‬ ‫السور ّ‬ ‫ي‬ ‫يتطلّع هذا الميثاق إلى أن يحترم اإلعالم ّ‬ ‫في ممارسته لعمله‪ ،‬المبادئ العا ّمة األساسيّة‪،‬‬ ‫المعلن عنها في العهود والمواثيق‪ ،‬واإلعالنات‬ ‫صة منها ما يتعلّق بحفظ‬ ‫الدوليّة والعربيّة‪ ،‬وخا ّ‬ ‫كرامة اإلنسان‪ ،‬وصــون حقوق األشخاص‬ ‫صة‪ ،‬وفاقدي األهليّة‬ ‫ذوي االحتياجات الخا ّ‬ ‫ألسباب قانونيّة أو ص ّحيّة‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫األطفال والقاصرين‪ ،‬بحذر‪ ،‬أثناء التغطية‪،‬‬ ‫ي‪.‬‬ ‫وعدم استغاللهم أثناء العمل اإلعالم ّ‬ ‫«ميثاق شرف لإلعالميّين السوريّين» يطرح‬ ‫ّ‬ ‫ينظم عمل‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬مهن ّ‬ ‫نفسه كمرجع أخالق ّ‬ ‫اإلعالم‪ ،‬ويش ّكل ضوابط ناظمة له‪ ،‬ويضمن‬ ‫وحريّة التعبير عن‬ ‫وحريّة النشر‬ ‫حريّة العمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرأي على أن يضمن في المقابل أن تكون‬ ‫مهنيّة وأخالقيّة‪.‬‬

‫نص الميثاق‬ ‫ّ‬ ‫توطئة‪:‬‬ ‫نظرا ً للدور الكبير الذي يلعبه اإلعالم في‬ ‫صناعة الرأي العا ّم‪ ،‬وفي الرقابة والمساءلة‪،‬‬ ‫ونشر الحقيقة للجمهور دون تمييز‪ ،‬بمهنيّة‬ ‫ي على‬ ‫وموضوعيّة‪ ،‬افتقدها اإلعالم السور ّ‬ ‫مــدى عقود‪ ،‬وإسهاما ً في ضبط العمليّة‬ ‫مستمر ومتسارع‬ ‫المتطورة بشكل‬ ‫اإلعالميّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫في سورية‪ ،‬إثر انطالق الحراك الشعب ّ‬ ‫في آذار ‪ ،2011‬وما أفرزه من مؤسّسات‬ ‫إعالميّة‪ .‬ونــظــرا ً لغياب قوانين جامعة‬ ‫وناظمة لعمل هذه المؤسّسات‪ ،‬أصبحت‬ ‫ي‬ ‫الحاجة مل ّحة لوجود ميثاق شرف إعالم ّ‬ ‫يلزم الموقّعين عليه أخالقيّاً‪.‬‬ ‫أقر الموقّعون أدناه‪ ،‬وهم مجموعة‬ ‫وعليه‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫من المؤسّسات اإلعالميّة السوريّة المستقلة‪،‬‬ ‫بعد جـــوالت مــن الــنــقــاش‪ ،‬بين مختلف‬ ‫والمكونات‪ ،‬وبالتوافق فيما بينها‪،‬‬ ‫التو ّجهات‬ ‫ّ‬ ‫تكريس مجموعة من المبادئ‪ ،‬عبر ميثاق‬ ‫يسهم في خلق حالة من التوازن واالستقرار‪،‬‬ ‫ونموه وارتقائه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لخير المجتمع السور ّ‬ ‫آملين من جميع المعنيّين به‪ ،‬احترام ما ورد‬ ‫فيه‪ ،‬وااللتزام به‪ ،‬وأسموه (ميثاق شرف)‪.‬‬ ‫‪.1‬المادّة ‪ :1‬تعريف اإلعالم‬ ‫اإلعالم مهنة ورسالة‪ ،‬تهت ّم بالحقيقة ونشرها‪،‬‬ ‫بحريّة‬ ‫وإيصالها إلى الجمهور دون تمييز‪ّ ،‬‬ ‫وتجرد وإخالص‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫‪.2‬المادّة ‪ :2‬تعريف اإلعالم ّ‬ ‫ي في هذا الميثاق‪ :‬من يمارس‬ ‫يقصد باإلعالم ّ‬ ‫مهنة اإلعــام‪ ،‬من خــال صناعة ونشر‬ ‫محتوى المادّة اإلعالميّة‪ ،‬بكافّة أشكالها‬ ‫وأنواعها‪ ،‬سواء كان فردا ً أو مؤسّسة‪.‬‬ ‫‪.3‬المادّة ‪ :3‬شموليّة هذا الميثاق‬ ‫يشمل هذا الميثاق‪ ،‬جميع العاملين في الحقل‬ ‫ي‪ ،‬من أفراد وجماعات وشركات‬ ‫اإلعالم ّ‬ ‫وجمعيّات ونوادٍ‪ ،‬والعاملين لدى من ذُكر في‬ ‫إعداد المواد اإلعالميّة‪ ،‬المكتوبة والمرئيّة‬ ‫ي شكل آخر من أشكال‬ ‫والمسموعة‪ ،‬أو أ ّ‬ ‫التعبير عن الرأي‪ ،‬بك ّل وسائل النشر‪.‬‬

‫الصحفي‬ ‫خطاب المؤتمر‬ ‫ّ‬ ‫ل ّما كان لإلعالم أثر في صناعة الرأي‬ ‫العا ّم للمجتمع‪ ،‬ولدوره في الرقابة والمساءلة‪،‬‬ ‫ونشر الحقيقة للجمهور دون تمييز‪ ،‬بمهنيّة‬ ‫وموضوعيّة‪ ،‬وإسهاما ً في ضبط العمليّة‬ ‫مستمر ومتسارع‬ ‫المتطورة بشكل‬ ‫اإلعالميّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في سورية‪ ،‬ونظرا ً لغياب قوانين جامعة‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬أصبحت الحاجة مل ّحة‪،‬‬ ‫ناظمة للعمل اإلعالم ّ‬ ‫لوجود ميثاق يلزم الموقّعين عليه أخالقيّاً‪.‬‬ ‫والنتشار المؤسّسات اإلعالميّة بمختلف‬ ‫أشكالها وأنواعها بشكل ّ‬ ‫مطرد ومتزايد في‬ ‫الفترة األخيرة‪ ،‬وبحثا ً عن دور فاعل لهذا‬ ‫اإلعالم ليكون فاعالً ومساهما ً ج ّديّا ً في بناء‬ ‫ي الجديد‪ ،‬ولقناعتنا ّ‬ ‫بأن سنوات‬ ‫المجتمع السور ّ‬ ‫الحريّات التي عاشتها‬ ‫القمع الطويلة ومصادرة‬ ‫ّ‬ ‫سورية‪ ،‬لن تنتج بالتأكيد منظومات إعالميّة‬ ‫جديدة وناضجة مباشرة‪ ،‬فالتجارب الجديدة‬ ‫ال تولد ناجحة بالمطلق‪ ،‬بل تنضج بالمتابعة‬ ‫والممارسة‪ .‬ومن هنا وتحت إلحاح هذه الغاية‬ ‫تداعت مجموعة من المؤسّسات اإلعالميّة‬ ‫ي‪ ،‬من إذاعات‬ ‫العاملة والفاعلة في الشأن السور ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومجلت وجرائد ومواقع إلكترونّية‪ ،‬لالجتماع‬ ‫في طاولة مستديرة للتباحث في إصدار ميثاق‬ ‫شرف لإلعالميّين السوريّين يكون بمثابة‬ ‫ي‪ّ ،‬‬ ‫ينظم عملهم‪ ،‬ويش ّكل‬ ‫ي‪ ،‬مهن ّ‬ ‫مرجع أخالق ّ‬ ‫ي‪ ،‬يضمن لها‬ ‫ضوابط ناظمة للعمل اإلعالم ّ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وحريّة التعبير عن‬ ‫وحريّة النشر‬ ‫حريّة العمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرأي على أن يضمن في المقابل أن تكون‬ ‫مهنيّة وأخالقيّة‪.‬‬ ‫وعلى مدى سنة كاملة التقى المجتمعون في‬ ‫ثمان اجتماعات‪ ،‬تباحثوا وناقشوا واستعرضوا‬ ‫التجارب المماثلة للشعوب والدول‪ ،‬استعانوا‬ ‫بخبراء في صياغة المواثيق اإلعالميّة‪ ،‬ف ّكروا‬ ‫بك ّل حرف وكلمة‪ ،‬عدّلوا‪ ،‬وبدّلوا‪ ،‬ليناسب‬ ‫واقعهم‪ ،‬أرادوه منتجا ً سوريّا ً منسوجا ً بأي ٍد‬ ‫سورية ويسعى ليكون ميثاقا ً جامعا ً ّ‬ ‫ينظم عملهم‬ ‫ي يكون‬ ‫في طريق حلمهم نحو إعالم ســور ّ‬ ‫شريكا ً في بناء سورية الجديدة‪ .‬ال يستثني‬ ‫أحداً‪ ،‬وال يصادر دور أحدٍ‪ ،‬وال يطرح نفسه‬ ‫بديالً ألحد‪ ،‬فقط يسعى ليكون مرجعا ً أخالقيّا ً‬ ‫ي الجديد‪.‬‬ ‫ي السور ّ‬ ‫للعمل اإلعالم ّ‬ ‫يستند هذا الميثاق إلى المبادئ األخالقيّة العا ّمة‪،‬‬ ‫المقرة في المواثيق واإلعــانــات‪ ،‬والعهود‬ ‫ّ‬ ‫العالميّة‪ ،‬وهذه المبادئ‪ ،‬هي‪ ،‬ليس على سبيل‬ ‫والص ّحة والمصداقيّة في‬ ‫الحصر‪ ،‬الدقّة‬ ‫ِ‬ ‫المعلومة‪ ،‬والموضوعيّة والنزاهة‪ ،‬ومراعاة‬ ‫الــتــوازن واإلنــصــاف والــتــعـدّديّــة‪ ،‬وإعطاء‬ ‫م ّكونات المجتمع فرصة التعبير في الوسيلة‬ ‫الناشرة بالر ّد والتصويب إن تناولتهم في خبر‬ ‫أو بحث أو صورة‪ ،‬أو كان من شأنها اإلساءة‬ ‫إليهم أو إلى أصولهم أو فروعهم‪ ،‬والتزام‬

‫استقالليّة التغطية اإلعالميّة‪ ،‬واحترام الحقيقة‬ ‫وحريّة التعبير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫اإلعالم‬ ‫يحترم‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الميثاق‬ ‫هذا‬ ‫ع‬ ‫ويتطل‬ ‫ّ‬ ‫في ممارسته لعمله‪ ،‬المبادئ العا ّمة األساسيّة‪،‬‬ ‫المعلن عنها في العهود والمواثيق‪ ،‬واإلعالنات‬ ‫صة منها ما يتعلّق بحفظ‬ ‫الدوليّة والعربيّة‪ ،‬وخا ّ‬ ‫كرامة اإلنسان‪ ،‬وصــون حقوق األشخاص‬ ‫صة‪ ،‬وفاقدي األهليّة‬ ‫ذوي االحتياجات الخا ّ‬ ‫ألسباب قانونيّة أو ص ّحيّة‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫األطفال والقاصرين‪ ،‬بحذر‪ ،‬أثناء التغطية‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬مع‬ ‫وعدم استغاللهم أثناء العمل اإلعالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضرورة التوسّع‪ ،‬في ذكر المحاذير المتعلقة‬ ‫باألطفال‪ ،‬خالل التغطية اإلعالميّة‪ ،‬وبالتحديد‪،‬‬ ‫تنص عليها اتفاقيّة حقوق الطفل‪.‬‬ ‫تلك التي‬ ‫ّ‬ ‫أقــرت المؤسّسات اإلعالميّة‬ ‫وعليه‪ ،‬فقد‬ ‫ّ‬ ‫الموقّعة‪ ،‬بعد جوالت من النقاش‪ ،‬بين مختلف‬ ‫والمكونات‪ ،‬وبالتوافق فيما بينهم‪،‬‬ ‫التو ّجهات‬ ‫ّ‬ ‫تكريس مجموعة من المبادئ‪ ،‬عبر ميثاق‬ ‫يُسهم في خلق حالة من التوازن واالستقرار‪،‬‬ ‫نموه وارتقائه‪،‬‬ ‫ي في ّ‬ ‫لخير المجتمع السور ّ‬ ‫آملين من جميع المعنيّين به‪ ،‬احترام ما ورد‬ ‫فيه‪ ،‬وااللــتــزام به‪ ،‬وأسموه «ميثاق شرف‬ ‫لإلعالميّين السوريّين»‪.‬‬

‫‪.4‬المادّة ‪ :4‬مصادر الميثاق ومبادئه‬ ‫أ ‪ -‬يستند هذا الميثاق إلى المبادئ األخالقيّة‬ ‫المقرة في المواثيق واإلعالنات‬ ‫العا ّمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والعهود العالميّة‪ ،‬وهــذه المبادئ‪ ،‬هي‪،‬‬ ‫والص ّحة‬ ‫ليس على سبيل الحصر‪ ،‬الدقّة‬ ‫ِ‬ ‫والمصداقيّة في المعلومة‪ ،‬والموضوعيّة‬ ‫والــنــزاهــة والــتــزام استقالليّة التغطية‬ ‫وحريّة التعبير‬ ‫اإلعالميّة‪ ،‬واحترام الحقيقة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬ومراعاة التوازن واإلنصاف والتعدّدية‪،‬‬ ‫مكونات المجتمع فرصة التعبير‬ ‫وإعطاء‬ ‫ّ‬ ‫في الوسيلة الناشرة بالر ّد والتصويب إن‬ ‫تناولتهم في خبر أو بحث أو صورة‪ ،‬أو كان‬ ‫من شأنها اإلساءة إليهم‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬على اإلعالميّين ومؤسّسات اإلعالم‬ ‫المشمولة بهذا الميثاق‪ ،‬عدم الخضوع للسلطة‬ ‫والتنظيمات السياسيّة ومراعاة خصوصيّات‬ ‫الجمهور‪ ،‬أفـــرادا ً وجماعات‪ ،‬واحترام‬ ‫حقّهم في الحصول على المعلومات‪ ،‬وعدم‬ ‫التمييز بين فئات الجمهور‪ ،‬بسبب الدين أو‬ ‫الطائفة أو المذهب‪ ،‬أو العرق أو اللغة أو‬ ‫حريّة‬ ‫الجنس‪ ،‬أو الثقافة أو اللون‪ ،‬واحترام ّ‬ ‫الفكر والمعتقد والتعبير‪ ،‬وتعزيز المشاركة‬ ‫والــتــواصــل‪ ،‬بين المؤسّسة اإلعالميّة‬ ‫والجمهور‪.‬‬ ‫ي أن يحرص على القيام‬ ‫اإلعالم‬ ‫ج ‪ -‬على‬ ‫ّ‬ ‫بعمله بطريقة أخالقيّة ومهنيّة‪ ،‬مخلصة‬ ‫للصدقيّة والنزاهة‪ ،‬وأن يميّز فيما ينشره من‬ ‫مادّة إعالميّة‪ ،‬بين الخبر وأفكاره الشخصيّة‪،‬‬ ‫منعا ً لاللتباس وإفساحا ً في المجال للمتلقّي‬ ‫واحتراما ً له‪ ،‬ليش ّكل لنفسه وبنفسه‪ ،‬قناعاته‬ ‫الشخصيّة‪.‬‬

‫ي‬ ‫‪.5‬المادّة ‪ :5‬الموجبات األخالقيّة لإلعالم ّ‬ ‫ي في ممارسته لعمله‪ ،‬أن‬ ‫أ ‪ -‬على اإلعالم ّ‬ ‫يحترم المبادئ العا ّمة األساسيّة‪ ،‬المعلن عنها‬ ‫في العهود والمواثيق‪ ،‬واإلعالنات الدوليّة‬ ‫صة منها ما يتعلّق بحفظ‬ ‫والعربيّة‪ ،‬وخا ّ‬ ‫كرامة اإلنسان‪ ،‬وصون حقوق األشخاص‬ ‫صة‪ ،‬وفاقدي األهليّة‬ ‫ذوي االحتياجات الخا ّ‬ ‫ألسباب قانونيّة أو ص ّحيّة‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫األطفال والقاصرين بحذر أثناء التغطية‪،‬‬ ‫ي‪،‬‬ ‫وعــدم استغاللهم أثناء العمل اإلعالم ّ‬ ‫مع ضــرورة التوسّع‪ ،‬في ذكر المحاذير‬ ‫المتعلّقة باألطفال‪ ،‬خالل التغطية اإلعالميّة‪،‬‬ ‫تنص عليها اتفاقيّة حقوق‬ ‫وبالتحديد تلك التي‬ ‫ّ‬ ‫الطفل‪.‬‬ ‫ي االمتناع عن نشر أيّة‬ ‫اإلعالم‬ ‫على‬ ‫ب‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫مــادّة إعالميّة‪ ،‬من شأنها أن تش ّجع على‬ ‫الجريمة أو العنف‪ ،‬أو خطاب الكراهيّة‪ ،‬أو‬ ‫ي‬ ‫ي أو المناطق ّ‬ ‫ي أو اإلثن ّ‬ ‫التحريض الطائف ّ‬ ‫أو تف ّكك األســرة‪ ،‬أو العنف ض ّد المرأة‪،‬‬ ‫أو اإلتجار بالبشر‪ ،‬وأن يسعى إلى إحقاق‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ي والعالم ّ‬ ‫العدالة والسلم األهل ّ‬ ‫ي أن يلتزم أثناء ممارسته‬ ‫ج ‪ -‬على اإلعالم ّ‬ ‫لعمله بما يلي‪:‬‬ ‫تحري الحقيقة والسعي وراءها ونقل الوقائع‬ ‫ّ‬ ‫بصدق وأمانة دون تجاهل أو اجتزاء‪.‬‬ ‫النزاهة المهنيّة والعمل بموجب مصلحة‬ ‫الجمهور وتغليبها على مصلحة مؤسّسته‬ ‫اإلعالميّة أو مصلحته الشخصيّة‪.‬‬ ‫احترام الخصوصيّة وعدم إلحاق الضرر‬ ‫ســســات جـــراء النشر‬ ‫بــاألفــراد أو الــمــؤ ّ‬ ‫ي‪ ،‬واحترام رغباتهم أو رغبة ذويهم‬ ‫الصحف ّ‬ ‫في عدم اإلفصاح عن أسمائهم أو عناوينهم‬ ‫ألسباب معنوية أو أمنية‪.‬‬ ‫عدم إطالق األحكام المسبقة‪ ،‬وتو ّخي الدقةّ‬ ‫والــوضــوح في المصطلحات والتعابير‬ ‫المستخدمة في التغطية الصحفيّة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي واإلنسان ّ‬ ‫عدم استغالل الوضع االجتماع ّ‬ ‫ي في مناطق التغطية‪.‬‬ ‫واالقتصاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذكر المصادر وتحديدها بدقة‪ ،‬واإلشــارة‬ ‫إلى أسباب التحفّظ على ذكرها عند الحاجة‬ ‫إلى إخفائها‪ ،‬وحماية المصادر والشهود‪،‬‬ ‫وعدم اإلفصاح عن شخصيّاتهم باستثناء‬ ‫الضرورات القانونيّة‪.‬‬ ‫االمتناع عن نشر الصور ومقاطع الفيديو‬ ‫التي تسيء إلى حرمة وكرامة الضحايا‬ ‫(موتى أو جرحى)‪.‬‬ ‫احترام حقوق الطبع والنشر والتأليف‪،‬‬ ‫واإلشارة إلى المصادر عند االقتباس‪.‬‬ ‫إبالغ الجمهور عن الحاالت التي تخفي فيها‬ ‫السلطات جزءا ً من المعلومات‪ ،‬والتي ينجم‬ ‫عن إخفائها ضرر بالمصلحة العا ّمة‪.‬‬ ‫التمييز بين مواد اإلعالن والدعاية والرعاية‬ ‫وبين الــمــواد الصحفيّة‪ ،‬واالمتناع عن‬ ‫الترويج لمنتج أو سياسة أو تنظيم عبر‬ ‫تقديمها على أنّها مادّة صحفيّة أو إخباريّة‪.‬‬ ‫تجنّب التحقير والقدح والــذ ّم‪ ،‬باألفراد أو‬ ‫الجماعات‪ ،‬أو المؤسّسات والهيئات‪.‬‬ ‫‪.6‬المادّة ‪ :6‬تضامن الموقّعين‬ ‫يتضامن الموقّعون على هــذا الميثاق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫ي انتهاك أو تهديد‬ ‫على مواجهة أ ّ‬ ‫صة إذا جاء هذا االنتهاك‬ ‫اإلعالميّين‪ ،‬وبخا ّ‬ ‫بسبب االلتزام ببنوده‪.‬‬ ‫‪.7‬المادّة ‪ :7‬الدعوة للميثاق‬ ‫يدعو هــذا الميثاق‪ ،‬جميع اإلعالميّين‬ ‫السوريّين‪ ،‬للتوقيع عليه وااللتزام به‪.‬‬ ‫‪.8‬المادّة ‪ :8‬االلتزام بالميثاق‬ ‫يلتزم الموقّعون على هذا الميثاق‪ ،‬بك ّل المواد‬ ‫المذكورة أعاله‪ ،‬وتت ّم متابعة هذا االلتزام من‬ ‫قبل هيئة مستقلّة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫تحقيقات وفعاليات‬

‫السنة الثانية‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫عيد دير الزور تحت “داعش”‬

‫أوجاع مدينة ال تنتهي‬ ‫على بعد خطوات من المشتل (حديقة‬ ‫الــشــهــداء) فــي شــارع التكايا تقف سيّارة‬ ‫«الحسبة» وإلــى جانبها بعض العناصر‬ ‫تحركات‬ ‫الملثّمين من تنظيم «داعش» يراقبون ّ‬ ‫األهالي واستعداداتهم الستقبال العيد‪.‬‬ ‫حيث يشهد شــارع التكايا حركة كثيفة من‬ ‫األهالي الذين راحوا يحاولون استشعار العيد‬ ‫يمرون به من ظروف سيّئة‪ ،‬أطفال‬ ‫رغم ك ّل ما ّ‬ ‫يبحثون عن حلوى بسعر رخيص‪ ،‬رجال‬ ‫يترقّبون السماء وما سيشي به العيد للمدينة‬ ‫المد ّمرة وتكبيرات مخنوقة في المساجد بسب‬ ‫قرارات التنظيم التي وجدت فيها بدعة يجب‬ ‫حصرها في المسجد وبسطات انتشرت في‬ ‫الشارع يحاول أصحابها الترويج لبضائعهم‪.‬‬ ‫أسواق مرهقة‬ ‫أربعة من نساء «المهاجرين» في الكتيبة‬ ‫النسائيّة يالحقون النساء ويراقبون تنقّالتهم‬ ‫في السوق‪ ،‬فيما تتنقل العشرات من النسوة‬ ‫في الشارع باحثات عن بعض األغــراض‬ ‫ليتسوقنها قبل قدوم العيد‪ .‬يحاولن إيجاد ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صغارهن‪ .‬وسط القليل من‬ ‫يفرحن به قلوب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محلت األلبسة‬ ‫تكتظ‬ ‫البضائع الجديدة‪ ،‬فيما‬ ‫المستعملة (البالة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫معتز»‪« :‬ال أدري بماذا أجيب‬ ‫يقول «أبو‬ ‫أطفالي عندما سيسألونني عن أجــواء العيد‬ ‫كيف كانت؟» فيما الحسرة البادية على وجه‬ ‫الرجل ال يكاد يوازيها ّإل إشارة االستفهام التي‬ ‫ي مستقبل‬ ‫تظهر في نظراته نحو صغاره وأ ّ‬ ‫ينتظرهم‪.‬‬ ‫في حين يحاول أبو معتز العثور على بعض‬ ‫المراجيح القديمة إلصالحها وبعض األلعاب‬ ‫لتسلية األطــفــال في أيّــام العيد كما يقول‪:‬‬ ‫«أحاول أن أُدخل الفرح إلى قلوبهم من جهة‪،‬‬ ‫ي يعينني على ظرف الحياة‬ ‫وإيجاد مورد مال ّ‬ ‫المتعسّرة من جهة»‪.‬‬ ‫غالبيّة س ّكان مدينة ديــرالــزور يعانون من‬ ‫أوضاع اقتصاديّة سيّئة بسب قلّة الموارد التي‬ ‫أصبحت في يد التنظيم وعناصره‪ ،‬في محاولة‬ ‫منه لدفع األهالي إلى االنتساب إلى صفوفه‪.‬‬ ‫ي العرضي عددا ً من‬ ‫تجمع «أم سعيد» في ح ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويخططن لصناعة بعض الحلويات‪:‬‬ ‫جاراتها‬ ‫«هنا ال مكان لحسبتهم‪ ،‬فقط بعض النميمة على‬ ‫الغائبات من جاراتها وشيء من الذكريات»‬ ‫كما تقول هذه الحا ّجة التي ترى ّ‬ ‫أن التنظيم‬

‫«أحرق ك ّل شيء هنا حتّى قلوب األهالي»‪.‬‬ ‫بخوف وإشــارة للصمت تتناقلها النسوة بين‬ ‫بعضهن يقطعن ك ّل حديث عن تنظيم «داعش»‬ ‫وما فعله بالمدينة وحدها أم سعيد تصف كيف‬ ‫ّ‬ ‫حياتهن إلى جحيم‪« :‬لقد كنّا بألف‬ ‫حول التنظيم‬ ‫خير قبل أن يأتوا إلينا لينهبوا مدينتنا ويقتلوا‬ ‫شبابنا ورجالنا» تشير الحاجة أم سعيد إلى‬ ‫ّ‬ ‫تغطي وجهها خوفا ً من جارها‬ ‫الشارع وهي‬ ‫الذي يعمل مخبرا ً عند التنظيم كما تصفه «إنّه‬ ‫ينقل لهم ك ّل شيء وقد وصل به الوالء للتنظيم‬ ‫إلى الوشاية بأحد إخوته»‪.‬‬ ‫مشوهة‬ ‫وجوه‬ ‫ّ‬ ‫فقد العيد كثيرا ً من‬ ‫مظاهره في ظ ّل حكم‬ ‫مــحـ ّ‬ ‫ـات الحالقة التنظيم المتشدّد الذي‬ ‫شبه فــارغــة بعد منع رفع التكبيرات‬ ‫قـــرارات التنظيم بــصــوت عــالــي في‬ ‫المساجد وخنق فرحة‬ ‫األخــرة مبنع حلق الناس‪ ،‬وتصف إحدى‬ ‫الــلــحــيــة وفـــرض النساء وجــوه البشر‬ ‫خوفا ً‬ ‫«بالمشوهة‬ ‫ّ‬ ‫غرامة عىل حالقها‬ ‫ابتسامات‬ ‫تعلوها‬ ‫تصل إىل ‪100‬دوالر باهته من شفاه تخرج‬ ‫منها تبريكات العيد‬ ‫زورا ً وبهتاناً‪ ..‬ذلك ّ‬ ‫أن القلب مقفل منذ سنوات‬ ‫برسم الحزن واألوجاع»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تنوعت‬ ‫شارع التكايا‬ ‫يكتظ بالمهاجرين الذين ّ‬ ‫جنسيّاتهم وهم يشترون ألطفالهم ما توفّر من‬ ‫ألعاب مرتفعة الثمن فيما يبقى أطفال المدينة‬ ‫مطاردين من قبل الحسبة في الشوارع واألزقّة‬

‫ي ‪ -‬كما يصف ‪ -‬رامز‬ ‫ّ‬ ‫«ويهش عليهم بالعص ّ‬ ‫«هنا تجد ك ّل أعراق األرض األصفر واألشقر‬ ‫واألسود والخالسي» يبتسم الشابّ قليالً وهو‬ ‫يصف كيف يعيش هؤالء المهاجرون ملوكا ً‬ ‫على حساب أهل البلد الذين باتوا مطاردين‬ ‫ومتّهمين وربّما يريد الجميع الخالص منهم‬ ‫حتّى تصفو هذه البالد وما عليها للس ّكان الجدد‬ ‫القادمين من أصقاع األرض المختلفة»‪.‬‬ ‫يتنقل المهاجرون في شــارع التكايا بين‬ ‫ّ‬ ‫المحلت باحثين عن أفخر أنــواع المياه‬ ‫المعدنيّة ومشروبات الطاقة والمشاوي‪ .‬يقول‬ ‫ّ‬ ‫المحلت‪« :‬بينما‬ ‫«عمر» وهو صاحب أحد‬ ‫يشرب هؤالء المياه المعدنيّة والفاست فود‬ ‫يجلس ‪ %90‬من األهالي دون كهرباء أو طعام‬ ‫أو ماء نظيف»‪.‬‬ ‫الكهرباء هنا مقطوعة منذ أكثر من ستّة أشهر‬ ‫وأصــوات المولّدات تمأل المكان بالضجيج‬ ‫حيث يبدو شارع التكايا مثل سفينة كبيرة تسبح‬ ‫بحر من الظالم‪.‬‬ ‫في ٍ‬ ‫مقارنة يشير إليها جميع األهالي‪ ،‬وتوافقهم‬ ‫عليها العناصر المحلّيّة التابعة للتنظيم‪ ،‬حيث‬ ‫يت ّم استجرار المياه غبر الصهاريج من النهر‬ ‫دون تنظيف وبيعها من قبل ت ّجار متعاملين‬ ‫مع التنظيم بسعر ‪170‬ل‪.‬س للبرميل الواحد‬ ‫كما يباع أمبير الكهرباء ب‪1500‬ل‪.‬س لك ّل‬ ‫‪72‬ساعة يت ّم تقسيمها على مدار ‪7‬سبعة أيّام‬ ‫في األسبوع ك ّل يوم ‪12‬ساعة‪ ،‬فضالً عن‬ ‫أسعار الخضار واللحوم التي ارتفعت بشكل‬ ‫كبير بسبب ش ّح المواد ومنع التنظيم البضائع‬ ‫الرخيصة مثل اللحوم المج ّمدة والدجاج‪ ،‬من‬ ‫البيع في أسواق مدينة ديرالزور بح ّجة «ليست‬

‫في دير الزور (انترنت)‬

‫داعش في دير الزور (انترنت)‬

‫حالالً»؛ يذكر ّ‬ ‫أن التنظيم صادر مئات األطنان‬ ‫من اللحوم المج ّمدة (دجاج ولحوم حمراء) من‬ ‫ّ‬ ‫محلت المدينة والتي تقدّر قيمتها بعشرات‬ ‫ي تعويض ألصحاب تلك‬ ‫الماليين دون دفع أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحلت أو إعطاء بديل معقول لألهالي الذين‬ ‫باتوا يحلمون بشكل‬ ‫اللحوم وطعمها وهم‬ ‫يرونها تتنقل بين أيدي‬ ‫المهاجرين‪.‬‬ ‫يــــــقــــــول عــــمــــر‪ :‬مــنــع الــتــنــظــيــم‬ ‫«الــــمــــهــــاجــــرون البضائع الرخيصة‬ ‫وعــنــاصــر التنظيم مـــثـــل الــلــحــوم‬ ‫قـــادرون على شراء‬ ‫ك ّل شيء فهم يقبضون املج ّمدة والدجاج‪،‬‬ ‫مرتّباتهم بالدوالر فيما مــــن الـــبـــيـــع يف‬ ‫يمنعون األهالي من أســـــواق مــديــنــة‬ ‫الوصول إلى األحياء‬ ‫المحاصرة للحصول ديــرالــزور بح ّجة‬ ‫على مرتّباتهم»‪ .‬يتابع أنّها «ليست حالالً‬ ‫الــشــابّ الــذي يصف‬ ‫حصار التنظيم لمدينة‬ ‫ّ‬ ‫ديرالزور بشطريها باألصعب‪ « :‬تنقلت بين‬ ‫مختلف واليات الخالفة لكنّي لم أشهد أقسى‬ ‫من معاملة األهالي هنا‪ ،‬فالتنظيم يعتمد التشديد‬ ‫عليهم وخنق مدينتهم بطريقة بشعة تهدف إلى‬ ‫تهجير األهالي وطردهم من بيوتهم»‪.‬‬ ‫عيد بشكل الحزن‬ ‫يقف «أبو مح ّمد» وهو يحدّثنا مشيرا ً إلى‬ ‫المشتل‪ :‬ال زيارة لقبور الشهداء هذا العيد وال‬ ‫فاتحة فقد د ّمر التنظيم جميع قبور الشهداء‬ ‫في المدينة‪ ،‬كما أنّه يعتبر زيارة القبور بدعة‬ ‫ّ‬ ‫توجب العقاب! كما ّ‬ ‫محلت الحالقة شبه‬ ‫أن‬ ‫فارغة بعد قرارات التنظيم األخيرة بمنع حلق‬ ‫اللحية وفرض غرامة على حالقها تصل إلى‬ ‫‪100‬دوالر‪.‬‬ ‫ليمر العيد على ديرالزور على شكل ثياب‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫محطم‬ ‫رثّة ولحى طويلة ووجه غبر وتاريخ‬ ‫ال يتم ّكن أهله من بكائه أو ندبه خوفا ً من عيون‬ ‫(العسس) عناصر «داعش» ‪ -‬كما يطلقون‬ ‫على أنفسهم ‪ -‬التي د ّمــرت قبور الشهداء‬ ‫وأنكرت عليهم شهادتهم‪ ،‬فهم في الغالب إ ّما‬ ‫مشركون أو مرتدّون‪ ،‬وتصف أ ّم عمر المشهد‬ ‫بقولها‪« :‬لقد أصبح بكاء األحبّة حسرة علينا»‪.‬‬ ‫حديث الساعة‬ ‫الجميع هنا يتحدّث عن ضحكات األطفال‬ ‫المسروقة في العيد واألمــل بــأيّــام أفضل‬ ‫يلف‬ ‫ويحلمون بالخالص من السواد الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬بحسب الكثيرين‬ ‫بالدهم؛ ألنّه العيد الحقيق ّ‬ ‫منهم الذين يرونه قريبا َ غير بعيد‪.‬‬ ‫فيما يؤ ّكد معظم األهالي عن رغبتهم بالخالص‬ ‫بأيّة وسيلة كانت‪ ،‬وتتصاعد النقمة الشعبيّة‬ ‫ض ّد التنظيم بسب سياساته المتشدّدة وأحكامه‬ ‫القاسية‪ ،‬إضافة إلى سرقة معظم موارد المنطقة‬ ‫ونقلها إلى العراق‪ ،‬حتّى األدوات الكهربائيّة‬ ‫والمحوالت الكبيرة وقطع الغيار‪ ،‬إضافة الى‬ ‫ّ‬ ‫المحاصيل الزراعيّة ومخزونات القمح التي‬ ‫ّ‬ ‫مخزنة في صوامع الحبوب المنتشرة في‬ ‫كانت‬ ‫محافظة ديرالزور وريفها‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أن سوء أحــوال المناطق التي يسيطر‬ ‫ً‬ ‫عليها التنظيم أوضاعا وإدارة دون ظهور أيّة‬ ‫بوادر لتحسّن في المستقبل الذي يبدو مظلما ً‬ ‫بحسب جميع األهالي الذين التقينا بهم في ظ ّل‬ ‫انهيار قطاعات المجتمع الص ّحيّة والتعليميّة‬ ‫يستمر انقطاع‬ ‫واالقتصاديّة والزراعيّة‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫المياه والكهرباء ألكثر من أربعة أشهر‪،‬‬ ‫صة أسعار‬ ‫وترتفع األسعار بشكل كبير وبخا ّ‬ ‫المواد الغذائيّة‪ ،‬كما تعاني شرائح واسعة من‬ ‫انقطاع مصادر الدخل نتيجة حصار التنظيم‬ ‫ألحياء الجورة والقصور ومنع الس ّكان من‬ ‫الدخول أو الخروج‪.‬‬

‫رامز مح ّمد ‪ -‬ديرالزور‬

‫الدفاع المدني السوري‬

‫«أصحاب الخوذ البيضاء» ‪ ..‬تضحيات جسام كي يحيا اآلخرون‬ ‫(‪..‬وهبنا حياتنا في سبيل أن يحيا اآلخرين‪،‬‬ ‫ال يمكن للكلمات أن تعبر عن مشاعر السعادة‬ ‫لحظة إنقاذ إنسان من تحت األنقاض‪ ،‬وخاصة‬ ‫إذا كان ذلك الشخص طفل‪ ،‬تلك اللحظة تشبه‬ ‫الوالدة من جديد تشاهد الحياة تعود للجسد‬ ‫بعد أن فارقته تحت ركام منزله وبين أسرته)‬ ‫بهذه الكلمات يبدأ مالك الــزرزور حديثه لـ‬ ‫«كلنا ســوريــون» حــول عمله في الدفاع‬ ‫المدني الــســوري الذين يطلق عليهم لقب‬ ‫ذوي « القبعات البيضاء»‪ .‬ويواصل حديثه‬ ‫قائال‪ »:‬انتسبت إلى الدفاع المدني السوري في‬ ‫المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة‬ ‫السورية في محافظة درعا جنوب سوريا‪ ،‬منذ‬ ‫ما يقارب ‪ 6‬أشهر كإعالمي‪ ،‬وأقوم بتغطية‬ ‫عمليات الدفاع المدني في المركز رقم»‪ »3‬في‬ ‫ريف درعا الشرقي‪ ،‬لكن كثيرا ً ما أجد نفسي‬ ‫مجبرا ً على إلقاء الكميرا جانبا والمساهمة‬ ‫مع زمالئي في عمليات اإلخالء واإلسعاف‬ ‫نتيجة لهول الواقعة‪ ،‬كما حدث في مجزرة‬ ‫بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي منذ عدة‬ ‫أشهر‪ .‬ويضيف ‪ :‬وجدت نفسي بين األشالء‬ ‫والجرحى بعد أن غارت مقاتالت األسد على‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫السوق الرئيسي في البلدة‪ ،‬حيث قتل جراء‬ ‫الغارة األولى ‪ 6‬قتلى و سقط عشرات الجرحى‬ ‫من األطفال والنساء‪ ،‬و تناثرت أشالؤهم في‬ ‫كل مكان‪ ،‬كان عناصر الدفاع المدني يبذلون‬ ‫كامل طاقتهم في محاولة إنقاذ الجرحى‪ ،‬لكن‬ ‫نقص المعدات والتجهيزات عرقلت مساعيهم‪،‬‬ ‫فكان يتم نقل الجرحى‬ ‫بسيارات المدنيين‬ ‫غير المجهزة لنقل‬ ‫الجرحى‪ ،‬وخاصة‬ ‫نـــقـــوم بــتــأهــيــل أن معظم المصابين‬ ‫الـــكـــوادر حسب كانت جراحهم خطرة‬ ‫‪.‬‬ ‫اختصاصها بدورات ‪ .‬ويتابع قائال ‪ :‬عادت‬ ‫احرتافية من قبل المقاتالت الحربية‬ ‫مــدربــن عامليني واســتــهــدفــت مشفى‬ ‫البلدة الميداني الذي‬ ‫كنا ننقل المصابين‬ ‫اليه فسقط على الفور ‪ 18‬شهيدا ً وجرح‬ ‫العشرات باإلضافة إلى حصول دمار كبير‬ ‫في المشفى الميداني‪ ،‬وأصيب أحد زمالؤنا‬ ‫من عناصر الدفاع المدني‪ ،‬واصلنا عملنا‬ ‫في إنقاذ المصابين وجمع إشالء القتلى التي‬ ‫غطت المكان‪ ،‬كنا‬ ‫نعمل ونتوقع أن‬ ‫يتم استهدافنا من‬ ‫جديد بغارة ثالثة‬ ‫في أي لحظة لكن‬ ‫ذلــــك لـــم يــحــدث‬ ‫لــحــســن الــحــظ‪،‬‬ ‫لينتهي ذلك اليوم‬ ‫بمجزرة مروعة‬ ‫بــقــيــت مــحــفــورة‬ ‫فــي ذاكــرتــي إلى‬ ‫األبـــــد»‪ .‬وينهي‬ ‫الــــزرزور كالمه‬ ‫‪ »:‬فــي لحظات‬ ‫كان العجز وفداحة‬ ‫المجزرة يشلنا وكنا‬

‫نقف للحظات نتساءل لماذا كل هذا الموت ؟‬ ‫لكن بعد انتهاء من مهمة اإلخالء والجرحى‬ ‫نعود إلى مراكزنا ونشعر بالكثير من اليأس‬ ‫أحيانا‪ ،‬وقليل من الرضا عن أنفسنا‪ ،‬ولكن‬ ‫السعادة الكبرى تأتيك لحظة مشاهدة شخصا‬ ‫ما كاد أن يفقد حياته في أحدى الغارات‪ ،‬وبعد‬ ‫عدة أيام تراه يسير في الشارع مبتسما وشاكرا ً‬ ‫عناصر الدفاع المدني على إنقاذه‬ ‫يوضح الدكتور جهاد المحاميد ممثل الدفاع‬ ‫المدني السوري في محافظة درعا لـ «كلنا‬ ‫ســوريــون « بــأن الــدفــاع المدني السوري‬ ‫في مدينة درعا ‪ ،‬تشكل في مناطق سيطرة‬ ‫المعارضة عام ‪ 2012‬وفي شهر تشرين األول‬ ‫من عام ‪2014‬م تم اتحاد الدفاع المدني في‬ ‫محافظة درعا والتحق بمؤسسة الدفاع المدني‬ ‫السوري الذي يعمل في عدد من المحافظات‬ ‫السورية‪ ،‬ويضيف الدكتور المحاميد ‪ :‬إن عملية‬ ‫تنظيم وتشكيل الدفاع المدني في درعا‪ ،‬هي‬ ‫عملية شاقة ومرهقة‬ ‫وخـــــطـــــرة‪ ،‬كـــون‬ ‫المنطقة تشكل منطقة‬ ‫عــمــلــيــات عسكرية‬ ‫وقصف يومي بشتى هناك تقبل كبري‬ ‫أنواع األسلحة‪ ،‬ولهذا مــن قبل األهــايل‬ ‫فقد استغرقت عملية‬ ‫التشكيل عــدة أشهر لــعــمــل املــــرأة يف‬ ‫من العمل والتنسيق الــــدفــــاع املـــدين‬ ‫المتواصل مع كافة‬ ‫العناصر الفاعلة على‬ ‫األرض لضمان سهولة تحركات عناصر‬ ‫الدفاع المدني وتأمين المعدات والتجهيزات‬ ‫الضرورية ألداء عملها اإلنساني‪ ،‬وأشار‬ ‫المحاميد إلى أنه تم إنشاء ‪ 14‬مركزا ً موزعة‬ ‫بشكل مدروس لتغطي كافة المناطق الخاضعة‬ ‫لسيطرة قوات المعارضة السورية في محافظة‬ ‫درعــا‪ ،‬حيث تم تقسيم المناطق إداريــا ً إلى‬ ‫ثالثة قطاعات ‪ ،‬وهي القطاع الغربي والقطاع‬ ‫الشرقي وقطاع المدنية‪ ،‬مبينا ً ‪ ،‬أن عناصر‬ ‫الدفاع المدني وصل عددهم حتى اللحظة إلى‬

‫‪364‬عنصرا ً في مختلف اختصاصات الدفاع‬ ‫المدني‪ ،‬ويتركز عمل الدفاع المدني على‬ ‫ثالثة محاور رئيسية وهي اإلخالء واإلسعاف‬ ‫والتوعية‪ ،‬حيث نقوم بتأهيل الكوادر حسب‬ ‫اختصاصها بدورات احترافية من قبل مدربين‬ ‫عالميين بمجاالت اإلنقاذ واإلسعاف‪ ،‬وسيكون‬ ‫في المستقبل القريب العاجل كافة كوادر الدفاع‬ ‫المدني على درجة عالية من الخبرة لتقديمها‬ ‫لألهالي ومساعدتهم وقت الحاجة‬ ‫«‪ .‬صعوبات عديدة تواجه عمل الدفاع المدني‬ ‫في الظروف الحالية وفقا ً للمحاميد الذي تابع‬ ‫« يشكل القصف اليومي عائقا ً كبيرا ً في عمل‬ ‫الدفاع المدني‪ ،‬حيث تعرض عدد من مراكز‬ ‫الدفاع المدني في المحافظة إلى االستهداف‬ ‫المباشر بالقصف الحربي من مقاتالت نظام‬ ‫األســد‪ ،‬في حين استشهد ‪ 10‬عناصر من‬ ‫الدفاع المدني أثناء قيامهم بعملهم في إسعاف‬ ‫المدنيين الذين سقطوا جراء القصف من قبل‬ ‫قوات النظام السوري»‪ .‬وأضاف « إن نقص‬ ‫المعدات والتجهيزات الخاصة بعمل الدفاع‬ ‫المدني وأهمها آليات البحث واإلخالء ورفع‬ ‫األنقاض ‪ ،‬كما أن نقص عدد سيارات اإلسعاف‬ ‫المجهزة‪ ،‬وارتفاع أسعار الوقود وانقطاعه من‬ ‫األسواق جميعها تؤثر في عمل الدفاع المدني‬

‫وقدراته على تقديم خدماته لألهالي في الوقت‬ ‫المناسب‪.‬‬ ‫ولم تغب المرأة السورية عن صفوف الدفاع‬ ‫المدني السوري‪ ،‬بل كان حضورها واضحا‬ ‫‪ ،‬تقول «أنجي « وهي عنصر الدفاع المدني‬ ‫في المدينة‪ :‬يضم كل مركز للدفاع المدني‬ ‫غرف خاصة للعناصر النسائية ويتركز عملنا‬ ‫حاليا ً في اإلسعاف والتوعية‪ ،‬حيث قمنا بتنفيذ‬ ‫عدد من حمالت التوعية لألطفال والنساء‪،‬‬ ‫وتم تدريبهم على كيفية الحماية الشخصية‬ ‫والتصرف الصحيح أثناء القصف باألسلحة‬ ‫المختلفة باإلضافة إلى التعامل مع حاالت‬ ‫الحرائق والغازات السامة‪ ،‬وتضيف ‪ :‬هناك‬ ‫عدد من النساء ممن عملن سابقا ً في المجال‬ ‫الطبي واإلسعاف وأخريات يتم تأهيلهن حاليا ً‬ ‫عبر دوارت تدريبية طبية مختصة ومتطورة‬ ‫وعلى درجة عالية من االحترافية مشيرة إلى‬ ‫أنها حتى اللحظة لم تواجه أي صعوبة تذكر‬ ‫كونها عنصر في الدفاع المدني‪ ،‬بل على‬ ‫العكس هناك تقبل كبير من قبل األهالي لعمل‬ ‫المرأة في الدفاع المدني‪ ،‬وخاصة في حاالت‬ ‫التعامل مع النساء واألطفال دون حواجز‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وإمكانية دخول المرأة للمنازل دون‬ ‫معوقات اجتماعية»‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫متابعات ميدانية‬

‫السنة الثانية‬

‫‪5‬‬

‫وقائع سنة من الخالفات (‪)1/2‬‬

‫اللجنة التحضيرّية النتخابات المجلس المحلّ ّي لمدينة حلب‬ ‫ي لمدينة حلب في بداية‬ ‫تش ّكل المجلس المحلّ ّ‬ ‫شهر أذار من عام ‪ 2013‬إثر عملية انتخابية‬ ‫من قبل الهيئة العامة لمدينة حلب والتي تم‬ ‫اختيارها عبر لجنة التحضيرات التي اشرفت‬ ‫على عقد هذه االنتخابات‪ ،‬وتولى رئاسة مجلس‬ ‫مدينة حلب في الدورة األولى أحمد عزوز‪،‬‬ ‫واستمرت الــدورة األولــى إلى ما قبل نهاية‬ ‫العام ذاته‪ ،‬وتم إجراء انتخابات جديدة عبر‬ ‫هيئة عامة جديدة واستلم رئاسة المجلس في‬ ‫هذه الدورة عبد العزيز مغربي (أبو سلمى)‪،‬‬ ‫وللظروف الصعبة التي كانت تمر ها حلب‪،‬‬ ‫من حملة الموت عبر البراميل والقذائف‪ ،‬ومن‬ ‫احتماالت الحصار بعد تقدّم قوات النظام على‬ ‫أطرافها‪ ،‬تم التجديد للمجلس المحلي في دورة‬ ‫جديدة‪ ،‬أعاد من خاللها هيكلة مكاتبه وإعادة‬ ‫توزيع المهام بين أعضائه‪ ،‬واستمر مغربي في‬ ‫رئاسة هذه الدورة أيضاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استمرت الدورة الثالثة طويال بحكم الواقع‪،‬‬ ‫حيث لم يستطع المعنيون انتخاب هيئة عامة‬ ‫جديدة‪ ،‬وخضوع العمل لتجاذبات شتى بين‬ ‫ثوار المدينة‪ ،‬مما حدا برئيس المجلس أن يقدّم‬ ‫إجازة مرضية مفتوحة كانت بمثابة استقالة‬ ‫احتجاجية لما آلت إليه األمور‪ ،‬وتكلّف نائبه‬ ‫أسامة ثلجو برئاسة المجلس خالل فترة التمديد‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫وبعد أخذ ورد‪ ،‬واجتماعات‪ ،‬ولقاءات‪ ،‬تم‬ ‫االتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية لإلشراف‬ ‫على العملية االنتخابية في مجلس محافظة‬ ‫حلب ومجلس مدينة حلب‪ ،‬تش ّكلت هذه اللجنة‬ ‫من ‪ /13/‬عضوا ً من الهيئة العا ّمة السابقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتوزعت بالشكل التالي‪ :‬خمسة أعضاء من‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬وثمانية أعضاء للريف الحلبي‬ ‫موزعين بالتساوي عضوين لك ّل من الريف‬ ‫الغربي والريف الشرقي والريف الجنوبي‬ ‫والريف الشمالي‪.‬‬ ‫وباشرت مجموعة مدينة حلب ضمن اللجنة‬ ‫التحضيرية عملها الختيار ورسم تصميم جديد‬ ‫للهيئة العا ّمة التي ستنتخب مجلسا ً محلّيّا ً جديدا ً‬ ‫لمدينة حلب‪ّ .‬إل ّ‬ ‫تعرض للكثير من‬ ‫أن عملها ّ‬ ‫ً‬ ‫االنتقادات‪ ،‬وتأ ّخر كثيرا في إنجاز المهام‬ ‫تعرض بالمقابل للكثير من‬ ‫المطلوبة منه‪ ،‬كما ّ‬ ‫العراقيل‪« ،‬كلّنا سوريّون» ورغبة منها بوضع‬ ‫التفاصيل والوقائع أمام الرأي العام أجرت هذا‬ ‫التحقيق حول موضوع االنتخابات في مجلس‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬وتعلن مسبقا ً أنّها تر ّحب بك ّل‬ ‫الردود ومن الجهات كافّة‪ ،‬وتعلن ّ‬ ‫أن صفحات‬ ‫الجريدة ستنشرها كما ترد من أصحابها‪.‬‬

‫العا ّمة‪ ،‬وسيم الحاج‬ ‫برر الموضوع بأنّه‬ ‫ّ‬ ‫منذ إنشاء الهيئة‬ ‫العا ّمة لــم يجتمع‬ ‫أكثر من ‪ 40‬عضوا ً‬ ‫من أعضائها‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫غالبيّة األعضاء هم‬ ‫خارج مدينة حلب‪،‬‬ ‫وبعضهم خــارج‬ ‫مــديــنــة عينتاب‪،‬‬ ‫وتـــ ّمـــت دعــوتــهــم‬ ‫ألكثر من اجتماع‬ ‫ولكن لم يستطيعوا‬ ‫الحضور‪ ،‬ويضيف‬ ‫الحاج أنّه ت ّم اعتماد‬ ‫قرار عقد االجتماع‬ ‫بـــــمـــــن حـــضـــر‬ ‫والمعمول به حسب‬ ‫قوانين المجالس‬ ‫المحلّيّة في حال‬ ‫لم ينجح االجتماع‬ ‫األول‪ .‬واالنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫تــ ّمــت تــحــت هــذه‬ ‫القاعدة ولــو كان‬ ‫عــــدد الــحــضــور‬ ‫كما يــقــول الحاج‬ ‫«خمسة أعضاء‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فقط لكان االجتماع شرعيّا» ألنــه اجتماع‬ ‫بمن حضر وال يوجد قرار بوجود الثلث أو‬ ‫الثلثين‪ .‬يخالفه كحيل الرأي ويعتبر االنتخابات‬ ‫غير قانونية ألنّها لم تجمع العدد المطلوب من‬ ‫األعضاء‪ .‬معتبرا ً ّ‬ ‫ي يقول‬ ‫أن «العرف القانون ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن االجتماع بمن حضر هو ثلث األعضاء‪،‬‬ ‫وهذا لم يحصل» بل أ ّكد كحيل ّ‬ ‫أن «اللجنة‬ ‫واستمرت في جميع أعمالها‬ ‫غير قانونيّة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫على هذا المنوال ولذلك «قدّمت استقالتي من‬ ‫اللجنة التحضيريّة»‪.‬‬

‫حول المعايير وااللتزام بها‬ ‫ً‬ ‫يتناقل البعض ّ‬ ‫نص على أن‬ ‫أن قرارا ً سابقا‬ ‫ّ‬ ‫تكون اللجنة التحضيريّة من حاملي الشهادة‬ ‫الجامعيّة‪ ،‬ولكنّه ت ّم إسقاط هذا البند وكان في‬ ‫قوام اللجنة من هم غير جامعيّين‪ ،‬وسيم الحاج‬ ‫نفى وجود هكذا قرار في الهيئة العا ّمة‪ ،‬معتبرا ً‬ ‫أن «لجنة المعايير قد أسقطته‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن المعايير‬ ‫التي ت ّم إقرارها هي فقط‪ :‬العمر‪ ،‬وأن يكون‬ ‫ضمنها ‪ /3/‬أعضاء جامعيّين‪ ،‬وأن يكون‬ ‫ي‪ ،‬ولم يوجد أيضا ً‬ ‫مشاركا ً في الحراك الثور ّ‬ ‫هيكلية اللجنة التحضيريّة‪:‬‬ ‫معيار ازدواجيّة الوظيفة»‪ .‬أ ّما عبد الرحمن‬ ‫تش ّكل قــوام اللجنة التحضيرية من‪( :‬وسيم كحيل فقال إنّه «ت ّم إقرار عدّة أمور إلنجاح‬ ‫ّ‬ ‫ولكن هذا لم يحدث عند إصدار التصميم‬ ‫الحاج وعمر داوود وحمزة العزو وعبد المجيد العمل‬ ‫ي للجنة المحافظة‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫مالح وعبد الرحمن كحيل)‪ .‬وبدأت عملها في دون اجتماع قانون ّ‬ ‫شهر كانون الثاني من عام ‪ ،2015‬واجتمعت عند االتّفاق على تسجيل االجتماعات بمحاضر‬ ‫لك ّل جلسة»‪ ،‬وحول‬ ‫موضوع الشهادة‬ ‫الــجــامــعــيّــة أ ّكـــد‬ ‫كحيل ّ‬ ‫أن «القرار‬ ‫يقر على أن‬ ‫كــان ّ‬ ‫يـــكـــون أعــضــاء‬ ‫اللجنة من حاملي‬ ‫الشهادة الجامعيّة‪،‬‬ ‫وتــ ّم االتّــفــاق فيما‬ ‫بعد على أن يكون‬ ‫‪ /3/‬من األعضاء‬ ‫للشهادة‬ ‫حاملين‬ ‫الــجــامــعـيّــة و‪/2/‬‬ ‫للشهادة‬ ‫حاملين‬ ‫الـــثـــانـــويّـــة على‬ ‫األقــــــ ّل»‪ ،‬وأ ّكـــد‬ ‫كــحــيــل أنّـــــه في‬ ‫ي لمدينة حلب على موقع فيس بوك‬ ‫من صفحة المجلس المحلّ ّ‬ ‫االجتماع الــذي ت ّم‬ ‫فيه انتخاب اللجنة‬ ‫التحضيريّة ت ّم إلغاء‬ ‫عدة اجتماعات دون تسجيل محاضرها ورغم القرار «محاباة ألشخاص ال تنطبق عليهم هذه‬ ‫مطالبة أحد أعضائها بتسجيل المحاضر‪ ،‬المعايير‪ ،‬وت ّم التصويت في ذلك االجتماع من‬ ‫ّ‬ ‫ولكن الر ّد كان دائما ً بأنّهم عبارة عن «ورشة أجل وصول أشخاص محسوبين على كتلة‬ ‫عمل» وأنّهم تابعون للجنة المحافظة‪ .‬ولكنّهم معيّنة وطــرف معيّن» معتبرا ً أنّــه وحسب‬ ‫رغم ذلك حينما نشروا قراراتهم‪ ،‬نشروها دون قوانين وزارة اإلدارة المحلّيّة التي ت ّم اعتمادها‬ ‫الرجوع إلى لجنة المحافظة‪.‬‬ ‫من قبل اجتماع لجنة المحافظة «وجود خلل‬ ‫ي في تركيبة األعضاء»‪.‬‬ ‫ت ّم انتخاب اللجنة التحضيريّة عبر اجتماع قانون ّ‬ ‫للهيئة العا ّمة في مدينة حلب وكــان عدد رفض الحاج هذا الكالم جملة وتفصيالً‪ ،‬واعتبر‬ ‫الحضور حوالي ‪ /20/‬عضوا ً حسب ما ذكر أنّه ال محاباة في الموضوع على اإلطالق‪« ،‬أنا‬ ‫السيّد عبد الرحمن كحيل‪ ،‬في حين زاد السيّد أحمل شهادة معهد ولست جامعيّاً‪ ،‬واألستاذ‬ ‫وسيم الحاج الرقم إلى ‪ /38/‬عضواً‪ ،‬يوافقه في عمر يحمل الشهادة اإلعداديّة فقط»‪ .‬ونفى‬ ‫ّ‬ ‫وأن زعم البعض‬ ‫ذلك السيّد سالم األطرش الذي أ ّكد‪« :‬حضور أن يكون األمر مرتّبا ً له‬ ‫‪ /38/‬عضوا ً بمن فيهم أعضاء مجلس المدينة‪ ،‬أنّه منتسب تنظيميّا ً لإلخوان المسلمين اتّهام‬ ‫ولــو استثنينا هــؤالء سيكون العدد بحدود ال دليل عليه‪ ،‬أ ّما عن مصطفى الصبّاغ فقد‬ ‫‪ /25/‬شخصا ً من ممثّلي األحياء‪ ،‬والتي غاب قال‪« :‬مين هاد الصبّاغ أنا ال أعرفه»‪ .‬ويتابع‬ ‫منهم الكثيرون‪ ،‬بسبب إقامتهم في تركيا‪ ،‬أ ّما الحاج قوله‪« :‬ت ّم تشكيل لجنة المعايير في شهر‬ ‫األول ‪ 2014‬من أجل إصدار التصميم‬ ‫المجالس الثوريّة فلم يت ّم تمثيلها ال سابقا ً وال تشرين ّ‬ ‫الحقاً»‪.‬‬ ‫وكان التوافق عليها هو وجود ثالثة جامعيّين‬ ‫وحسب القانون المعمول به في مثل هذه على األق ّل ولم يذكر أيّة شهادة أخرى‪ ،‬وفي‬ ‫الحاالت ّ‬ ‫أن كال الرقمين لم يحقّق معادلة االجتماع ت ّم طرح أن يكون باقي األعضاء‬ ‫النصف ‪ 1+‬المعمول بها في لوائح الهيئة يحملون الشهادة الثانويّة ولكن لم يت ّم التصويت‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫من صفحة اللجنة التحضيرية على موقع فيس بوك‬

‫ي ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫عليه‪ ،‬وبناء عليه ت ّم انتخاب اللجنة‪ ،‬أ ّ‬ ‫البند ت ّم إسقاطه من قبل لجنة المعايير»‪.‬‬ ‫األسبقيّة في وضع اللوائح والمعايير‬ ‫أ ّكد الحاج ّ‬ ‫أن «اللجان التحضيريّة في السابق‬ ‫لم تعمل عبر لوائح أو قوانين أو تصميم‪ ،‬أي‬ ‫لم يكن موجودا ً باألساس مثل هكذا قوانين»‪،‬‬ ‫واعتبر ّ‬ ‫أن اللجنة التحضيريّة األخيرة هي من‬ ‫وضع هذه اللوائح والقوانين سعيا ً نحو مأسسة‬ ‫العمل‪ّ .‬‬ ‫لكن كحيل تساءل‪ :‬أين المأسسة في ظ ّل‬ ‫عدم تسجيل محاضر للجلسات‪ ،‬وعدم االلتزام‬ ‫بقرارات الهيئة األ ّم والمقصود بها اللجنة‬ ‫التحضيريّة لمجلس محافظة حلب؟ رغم تأكيد‬ ‫الحاج على ّ‬ ‫ي قبل‬ ‫أن عمل اللجنة هو غير قانون ّ‬ ‫اجتماع لجنة المحافظة‪ ،‬وهذا دليل عدم وجود‬ ‫محاضر جلسات‪ّ ،‬إل أنّه يعود ليؤ ّكد‪« :‬هناك‬ ‫محاضر جلسات وعددها ‪ /4/‬محاضر قبل‬ ‫اجتماع لجنة المحافظة‪ /3/ ،‬منها قبل انضمام‬ ‫األستاذ كحيل إلى اللجنة على أن يبدأ تسجيل‬ ‫األول الذي ت ّم‬ ‫المحاضر بدءا ً من االجتماع ّ‬ ‫بعد انتخابه‪ .‬وت ّم تسجيل محضر واحد فقط‬ ‫اتُّفق خالله أن يكون عمل اللجنة التحضيريّة‬ ‫ورشات عمل فقط»‪.‬‬ ‫والسؤال هنا كيف يت ّم كتابة محاضر جلسات‬ ‫ي‬ ‫إن لم يكن للجنة التحضيريّة ووجود حقيق ّ‬ ‫قبل لجنة المحافظة؟ أ ّكد كحيل أنّه «ت ّم االتّفاق‬ ‫بعد اجتماع لجنة المحافظة على اعتبار اللجنة‬ ‫التحضيريّة للمدينة منتهية الفعاليّة كونها‬ ‫تجاوزت المدّة الزمنيّة المحدّدة لها‪ ،‬وأن تبدأ‬ ‫مدّة جديدة ضمن اللجنة التحضيريّة للمحافظة‬ ‫المش ّكلة من ‪ /13/‬عضواً» وتساءل‪« :‬لو لم‬ ‫تبدأ اللجنة التحضيريّة عملها فما هو سبب‬ ‫وجود محاضر جلسات؟ وإن كان عملها قد‬ ‫انتهى فما هو سبب وجود محاضر جلسات لم‬ ‫توقّع من أعضاء لجنة المحافظة بل ت ّم توقيعها‬ ‫من ‪ /4/‬أعضاء فقط من اللجنة التحضيريّة‬ ‫للمدينة»‪.‬‬ ‫االستقالة األولى‪:‬‬ ‫تقدّم عضو اللجنة عبد الرحمن كحيل باستقالته‬ ‫من عضوية اللجنة التحضيريّة‪ ،‬لعدم تمثيلها‬ ‫للفعاليات الثوريّة كافّة ‪ ،‬وغلبة اللون الواحد‬ ‫عليها‪ ،‬يقول كحيل‪ :‬كان لكتلة مصطفى الصبّاغ‬ ‫أو ما أسمت نفسها بالموجة الثالثة أو موجة‬ ‫اإلصالح نصيب األسد (الحاج‪ ،‬داوود‪ ،‬عزو)‬ ‫والذين استطاعوا استمالة (المالح) م ّما جعل‬ ‫اللجنة ذات لون واحد» وعلّل كحيل استقالته‬ ‫ّ‬ ‫بأن اللجنة التحضيريّة صارت بيد جهة واحدة‬ ‫م ّما أفقدها الحياديّة‪ ،‬والكيل بمكيالين‪ ،‬إضافة‬ ‫لعدم كتابة محاضر جلسات الجتماعاتها‪ .‬يقول‬ ‫كحيل‪« :‬أتيت إلى اللجنة التحضيريّة بعد أن ت ّم‬ ‫انتخاب اللجنة‪ ،‬حيث قدّمت طعنا ً بأحد األسماء‬ ‫وت ّم قبوله‪ ،‬فر ّ‬ ‫شحت نفسي ونجحت‪ ،‬فصرت‬ ‫عضوا ً في اللجنة‪ ،‬كانت اللجنة تابعة بشكل‬ ‫كامل لكتّلة الصباغ‪ ،‬وحاولت جاهدا ً أن يكون‬ ‫األمر توافقيّا ً ضمن اللجنة‪ ،‬وت ّم االتفاق على عدّة‬ ‫أمور وكان أه ّمها التوافق بإصدار القرارات‪،‬‬ ‫ي عضو كان مر ّ‬ ‫وأيضا عدم تر ّ‬ ‫شحا ً عن‬ ‫شح أ ّ‬ ‫منطقة أخرى في السابق‪ ،‬وهذا القرار يتوافق‬ ‫مع القرارات المعمول بها وهي‪ :‬شرط اإلقامة‪،‬‬ ‫لألسف هذه القرارات لم يت ّم احترامها من قبل‬ ‫ي‬ ‫اللجنة وت ّم ترشيح (ياسر كور) المقيم في ح ّ‬ ‫«بستان القصر» والمر ّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫شح سابقا ً باسم الح ّ‬ ‫ي «أقيول» وكذلك وقوع‬ ‫ليت ّم ترشيحه عن ح ّ‬ ‫اللجنة في الكثير من المآخذ القانونيّة‪ ،‬مثل‬ ‫إصدارها قراراتها أثناء حضورها إلحدى‬ ‫مقررا ً وجودنا فيها‬ ‫ورشات العمل التي كان ّ‬ ‫ّإل أنّني تغيّبت لظرف طارئ‪ ،‬ألفاجأ بباقي‬

‫الخاص بالهيئة‬ ‫يقرون التصميم‬ ‫ّ‬ ‫أعضاء اللجنة ّ‬ ‫العا ّمة ويقومون بنشره‪ ،‬رغم ّ‬ ‫أن القرارات‬ ‫تؤخذ بالتصويت بالنصف ‪ 1+‬واللجنة مؤلّفة‬ ‫من ‪ 13‬عضواً‪ ،‬فكيف إذن يت ّم إقرار التصميم‬ ‫ي ودون تحقيق النصاب‬ ‫خارج االجتماع الرسم ّ‬ ‫وبقرار منفرد ألربعة أعضاء فقط؟؟!»‬ ‫وأ ّكد األستاذ وسيم الحاج بعض ما جاء في‬ ‫كالم األستاذ كجيل وقال اجتمعت الهيئة العامة‬ ‫لمدينة حلب في ‪ 2014/12/23‬ث ّم تش ّكلت‬ ‫اللجنة التحضيريّة وكان هناك طعون لألسماء‬ ‫ث ّم فتح باب الترشيح وت ّم التوافق على «مح ّمد‬ ‫مجوز» ث ّم انسحب من اللجنة التحضيريّة‬ ‫ّ‬ ‫بعد شهر ونصف أو أقل حسب األستاذ وسيم‬ ‫وجــاء بعده «الكحيل» وفــي نصف الشهر‬ ‫وأقرت‬ ‫الثاني تقريبا ً اجتمعت لجنة المحافظة‬ ‫ّ‬ ‫اللجنة التحضيرية وتكليفها بالعمل وأن تجتمع‬ ‫بدعوة من لجنة المحافظة‪ .‬وك ّل ما سبق هو‬ ‫اعتباره ورشة عمل ألن اللجنة ال تستطيع‬ ‫العمل ّإل عندما تعرف ما هي م ّخصصات‬ ‫المدينة واللجنة التحضيريّة لم تعمل على‬ ‫لوائح ولم يعرض شيء على العام وهناك‬

‫فئة قليلة فقط تعلم بالهيئة العا ّمة وكان عملنا‬ ‫أن نصدر التصميم كي يعلم األشخاص ماهي‬ ‫الهيئة العا ّمة‪ .‬وعند الرجوع إلى موقع المجلس‬ ‫ي لمدينة حلب نشر الموقع في ‪12/23‬‬ ‫المحلّ ّ‬ ‫‪ 2014/‬أسماء األعضاء وكان من ضمنهم عبد‬ ‫الرحمن كحيل الذي صادق على كالم األستاذ‬ ‫ي أنّه‬ ‫وسيم وخالف الموقع التابع للمجلس المحل ّ‬ ‫األول بعد الطعن‬ ‫ت ّم ض ّمه الى اللجنة في الشهر ّ‬ ‫بأحد أعضاء اللجنة‪.‬‬

‫المآخذ القانونّية على اللجنة التحضيرّية‬ ‫‪ /1‬تجاوز المدّة القانونيّة التي منحتها إيّاها‬ ‫الهيئة العا ّمة‪ ،‬إذ ت ّم منح اللجنة التحضيرية‬ ‫مدّة شهر ونصف الشهر كي تنهي عملها‪،‬‬ ‫لكنّها قدّمت عملها بعد ثالثة أشهر‪ ،‬وهنا‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ي الزمن ّ‬ ‫تكون خرجت عن اإلطار القانون ّ‬ ‫ولذا كان لزاما ً بطالن عملها‪ ،‬وأثناء اجتماع‬ ‫دعي إليه المحاميان عارف شريفة وأحمد‬ ‫الحريري لمناقشة عمل اللجنة التحضيريّة‪،‬‬ ‫وكان ّأول اجتماع هيئة عا ّمة بعد التشكيل‪،‬‬ ‫ت ّم وصف عمل اللجنة التحضيريّة «بالمعدوم‬ ‫ألنّــه خــرج عن النظام الــعــام» المحامي‬ ‫عبّاس الموسى اعتبر هذا الكالم مغاالة في‬ ‫التوصيف فهو يرى ّ‬ ‫أن عمل اللجنة «أصيب‬ ‫بعيب بالشكل من الناحية القانونيّة ولم يخرج‬ ‫عن النظام العا ّم» وقاس على ذلك «االجتماع‬ ‫المنعقد الذي كان مقررا ً الساعة العشرة وعقد‬ ‫الساعة الواحدة دون أن يكتب محضر جلسة‬ ‫ـرر االجتماع‬ ‫بهذا التأجيل وسرعان ما قـ ّ‬ ‫اعتبار عمل اللجنة التحضيريّة ضمن اإلطار‬ ‫ي وتـ ّم التمديد لها وخــرج االجتماع‬ ‫الزمن ّ‬ ‫ً‬ ‫بتوصيات ملزمة أدبيّا»‪.‬‬ ‫الخاص ببنية الهيئة العا ّمة‬ ‫‪ /2‬تعديل التصميم‬ ‫ّ‬ ‫والتنازل عن نسبة جزئيّة من المدينة لصالح‬ ‫الريف مستندة على عمل اللجنة التحضيريّة‬ ‫التي سبقتها والتي تنازلت عن نسبة ‪%2‬‬ ‫لصالح الريف‪ ،‬وهنا تكون اللجنة التحضيريّة‬ ‫قد قامت مقام الهيئة العا ّمة التي هي صاحبة‬ ‫القرار بتعديل النسب؟‬ ‫‪ /3‬زيــادة واليــة الهيئة العا ّمة والمجلس‬ ‫المنتخب وجعلها سنة بدالً من ستّة أشهر‪،‬‬ ‫دون العودة للهيئة العا ّمة صاحبة القرار؟‬

‫‪ /4‬تدخل اللجنة التحضيريّة في كثير من‬ ‫الترشيحات في األحياء وتوجيهها عن طريق‬ ‫أشخاص مرتبطين بهم‪ ،‬يقول الناشط (م‪ .‬و)‬ ‫«تدخل عضو اللجنة التحضيريّة عمر داوود‬ ‫بترشيح الممثّلين عن األحياء‪ ،‬وقالها عدّة‬ ‫مرات بأنّه قام بإيصال عدد من االعضاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معلّالً تد ّخله بـ ّ‬ ‫ـأن ك ّل األسماء التي عمل‬ ‫عليها ثوريّة وبأنّه كان يريد إيصال الصوت‬ ‫ي» وبحسب مصدر من داخل اللجنة‬ ‫الثور ّ‬ ‫التحضيريّة ساعد تد ّخل وسيم الحاج بتأجيج‬ ‫ي صالح الدين؟‬ ‫الصراع داخل ح ّ‬ ‫تفرد اللجنة بالعمل ونشر عملها دون‬ ‫‪ّ /5‬‬ ‫االجتماع بلجنة الريف‪ ،‬ودون العودة لرئيس‬ ‫اللجنة الكبرى أحمد عيدو‪ ،‬وهنا دارت‬ ‫سجاالت كثيرة وقامت اللجنة التحضيريّة‬ ‫الخاص بالهيئة مدّعية ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫بنشر التصميم‬ ‫ّ‬ ‫قرار اجتماع لجنة الريف مع المدينة‪ّ ،‬إل أّن‬ ‫رئيس اللجنة التحضيريّة أحمد عيدو قال‪:‬‬ ‫«لم يتم االتّفاق على هذا التصميم»‪ ،‬وكذلك‬ ‫قال المحامي عارف شريفة عضو المكتب‬ ‫ي لمجلس المحافظة بأنّه «قابل أحمد‬ ‫التنفيذ ّ‬ ‫عيدو وسأله عن التصميم فأجابه ّ‬ ‫بأن لجنة‬ ‫تصرفت بمفردها وال يوجد محضر‬ ‫المدينة‬ ‫ّ‬ ‫قرر ذلك»‪.‬‬ ‫جلسة ّ‬ ‫‪ /6‬إغفال اللجنة التحضيريّة في عملها لعدّة‬ ‫صة بالتر ّ‬ ‫شح‪ ،‬وترشيح أناس‬ ‫بنود وشروط خا ّ‬ ‫لديهم ازدواجيّة وظيفيّة‪ ،‬وبعضهم فاقد لشرط‬ ‫ي‪.‬‬ ‫المشاركة بالحراك الثور ّ‬

‫وقائع سنة من الخالفات(‪ )2‬في العدد القادم‬ ‫الملف والحديث عن عمل اللجنة‪ ،‬والمدّة الممنوحة‬ ‫في القسم الثاني من التحقيق سنتابع مناقشة هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لها‪ ،‬وشكل توزيع النسب‪ ،‬وطبيعة المبادرة المقدّمة‪ ،‬وعمل لجنة الطعون‪ .‬ونعود لنؤكد أننا‬ ‫نسعى لنقل الوقائع أمام الرأي العا ّم‪ ،‬وبالتالي فنحن مستعدّون لنشر ك ّل ما يرد من تصويبات أو‬ ‫مالحظات أو آراء‪.‬‬

‫باسل العبدهللا‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫تحقيقات‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪37‬‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫من ذاكرة الثورة‬

‫حي غويران بمدينة الحسكة‬ ‫حكاية ّ‬ ‫آخر قالع الثورة المنسّية التي خذلها الجميع‬

‫ي غويران في مدينة الحسكة بـ‬ ‫ُ‬ ‫س ّمي ح ّ‬ ‫ي‬ ‫السلم‬ ‫بحراكه‬ ‫اشتهر‬ ‫وقد‬ ‫الثورة»‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫«ح ّ‬ ‫ي‬ ‫المكثّف منذ بداية الثورة في سورية‪ ،‬هذا الح ّ‬ ‫الذي يقع وسط المدينة ويسكن فيه أكثر من ‪70‬‬ ‫ي‪ ،‬ويع ّد‬ ‫ي والغرب ّ‬ ‫ألف نسمة في قسميه الشرق ّ‬ ‫أحد أقدم أحياء المدينة‪ ،‬وأكثرها حراكا ً ثوريّا‪ً.‬‬ ‫استمر الحراك في سلميّته لفترة طويلة امتدّت‬ ‫ّ‬ ‫إلى أواخر ت ّموز ‪ ،2012‬إلى أن كان على‬ ‫تحول قادت الحراك إلى الواجهة‬ ‫موعد مع نقطة ّ‬ ‫العسكريّة وحمل السالح‪ ،‬حين قام النظام‬ ‫ي الذي استعصى عليه سلميّا ً وذلك‬ ‫باقتحام الح ّ‬ ‫قوات‬ ‫ي‬ ‫الح‬ ‫إلى‬ ‫ّمت‬ ‫د‬ ‫تق‬ ‫‪،2012‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫فجر ‪-9‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫والمدرعات‬ ‫الفوج ‪ 123‬على ظهور الدبابات‬ ‫ّ‬ ‫إضافة لطائرتي هليكوبتر عسكريّة‪.‬‬ ‫أحد العناصر من «جوبر» رفض اإلدالء‬ ‫ي كان في خدمته العسكريّة في‬ ‫باسمه الحقيق ّ‬ ‫ي‬ ‫المركز‬ ‫السجن‬ ‫من‬ ‫بالقرب‬ ‫كتيبة اله ّجانة‬ ‫ّ‬ ‫يومها تحدّث لنا قائالً «لم نعرف بأنّنا كنّا على‬ ‫ي حتّى ساعات متأ ّخرة‬ ‫موعد مع اقتحام الح ّ‬

‫حــي الــثــورة (الــصــورة‬ ‫حــي غــويــران ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحي)‬ ‫الرشقي من‬ ‫ملتقطة يف القسم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من الليل‪ ،‬قيل لنا ّ‬ ‫ي عناصر إرهابيّة‬ ‫إن في الح ّ‬ ‫وبأن هناك تعزيزات قادمة صباحا‪ً،‬‬ ‫ّ‬ ‫مسلّحة‪،‬‬ ‫كنّا أنا وأكثر من عشرين عنصرا ً بال سالح‬ ‫ي والدروع البالستيكيّة‪ ،‬وت ّم‬ ‫فقط نحمل العص ّ‬ ‫ي‪ ،‬وكان هناك فقط‬ ‫الح‬ ‫جنوب‬ ‫نقلنا إلى المقبرة‬ ‫ّ‬ ‫ستّة من يحملون السالح هم عناصر من األمن‬ ‫ي»‪.‬‬ ‫العسكر ّ‬ ‫كان نتيجة هذا االقتحام اعتقال عدد من األهالي‬ ‫والناشطين تجاوز عددهم المائة والعشرين‪،‬‬ ‫كانت التهم المو ّجهة لغالبيّتهم هي حيازة‬ ‫الــدواء‪ ،‬وت ّمت مصادرة كميّات من الذهب‬ ‫والمبالغ الماليّة‪ ،‬إضافة لقطع غير مر ّخصة‬ ‫من السالح‪.‬‬ ‫في ذلك الصباح اقتيد الشابّ حسّون الصالح‬ ‫الملقّب بـ «الفلس» من بيته من قبل دوريّة أمن‬ ‫عسكري مشاركة في االقتحام‪ ،‬كان هذا الشابّ‬ ‫ي عند قدوم النازحين من‬ ‫ينشط بالعمل اإلغاث ّ‬ ‫ي‪ ،‬ت ّم ضربه أمــام بيته‬ ‫دير الــزور إلى الح ّ‬ ‫وعلى مرأى من األهالي حتّى فقد وعيه‪ ،‬ث ّم‬ ‫ي‬ ‫ت ّم تعذيبه حتّى الموت في ّ‬ ‫مقر األمن العسكر ّ‬ ‫في مدينة القامشلي‪.‬‬ ‫الحقا ً غالبيّة من ت ّم اإلفراج عنهم وباإلضافة‬ ‫ي الذي نجوا من االعتقال عادوا‬ ‫إلى شباب الح ّ‬ ‫ي بعد أشهر‪ ،‬وحملو السالح‬ ‫للتمركز في الح ّ‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫أصبح‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫اقتحام‬ ‫ي‬ ‫رفضا ً أل ّ‬ ‫ّ‬ ‫غويران ملجأ للناشطين من أنحاء المحافظة‬ ‫ومعظم المنشقّين العسكريّين ‪.‬‬ ‫كانت الحياة تسير على طبيعتها‪ ،‬فكان األهالي‬ ‫يمارسون أعمالهم اليوميّة لكسب رزقهم‪،‬‬ ‫الـــدوام منتظم في الــمــدارس التي تقصدها‬ ‫الكوادر التدريسيّة اآلتية من أحياء المدينة إلى‬ ‫ي غويران‪ ،‬كذلك الجامعات‪ ،‬ومنها كليّة‬ ‫ح ّ‬ ‫االقتصاد وكليّة الهندسة المدنيّة وكليّة اآلداب‪،‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫إذ كان ّ‬ ‫ي يستقلّون‬ ‫طلب المدينة بشكل يوم ّ‬ ‫ي ليصلوا إلى الجامعات‪ ،‬في‬ ‫باصات الح ّ‬ ‫الوقت ذاته كانوا على أش ّد الحذر خوفا ً من‬ ‫ي (الشبّيحة)‬ ‫أن يختطفهم عناصر الدفاع الوطن ّ‬ ‫ي اآلمن ت ّمت حمايته‬ ‫ي‪ .‬هذا الح ّ‬ ‫خارج الح ّ‬ ‫وحماية المنشآت فيه من قبل أبنائه‪ ،‬ليكون‬ ‫المحررة في‬ ‫صورة مدنيّة حقيقة عن المناطق‬ ‫ّ‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫حاولت قـ ّـوات النظام‬ ‫ـرات‬ ‫ي مـ ّ‬ ‫اقتحام الح ّ‬ ‫عـــــدّة ولـــكـــن دون‬ ‫جــــدوى‪ ،‬فــقــد كانت مل يــتــ ّم تــوثــيــق‬ ‫تــســتــخــدم مــدفــع ـيّــة أيّــة حالة اعتقال‬ ‫الــمــيــدان والــهــاون‬ ‫لتقصف الح ّي الذي لــلــمــدنــ ّيــن من‬ ‫رفـــض االنــصــيــاع‪ ،‬قبلهم‪ ،‬رغم وجود‬ ‫وتسليم مــن فيه من ‪ 71‬منظّمة كرديّة‬ ‫المقاتلين والناشطين‬ ‫ورسيانيّة مس ّجلة يف‬ ‫المطلوبين‪.‬‬

‫محافظة الحسكة‬

‫ي‬ ‫االئـــتـــاف الــوطــن ـ ّ‬ ‫ي غويران‬ ‫يخذل ح ـ ّ‬ ‫الكردي يغ ّ‬ ‫طي جرائم النظام‬ ‫ي‬ ‫والمجلس الوطن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والوحدات الكرديّة المسلحة‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬كانت وحدات حماية الشعب‬ ‫الكرديّة ‪ -‬أيضا ً ‪ -‬تطمح إلى السيطرة على‬ ‫ي وم ـ ّد رقعة سيطرتها داخــل المدينة‪،‬‬ ‫الح ّ‬ ‫مرة‪ ،‬وقدّمت‬ ‫فتحالفت مع النظام ألكثر من ّ‬ ‫لقواته‪ ،‬وشاركت في إحدى‬ ‫الدعم الكامل ّ‬ ‫ي‪ ،‬وذلك يوم ‪ 28‬ت ّموز‬ ‫الح‬ ‫المرات بقصف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المارة‬ ‫‪ ،2014‬حين استهدفت إحدى السيارات‬ ‫ّ‬ ‫من جسر البيروتي وقتلت عائلة من أربعة‬ ‫أشخاص بينهم طفالن‪ ،‬آنذاك تناقلت صفحات‬ ‫الوحدات الكرديّة خبرا ً عن «استهداف دوريّة‬ ‫لما س ّمتهم (أحرار غويران) وقتل من فيها «‪،‬‬ ‫بالتزامن مع ما حدث و وفق التحديثات التي ت ّم‬ ‫إرسالها الى رئيس االئتالف ‪ -‬في ذلك الوقت‬ ‫ هادي البحرة ‪ ،‬قام األخير بإصدار بيان شديد‬‫ألول‬ ‫اللهجة يدين ممارسات الوحدات الكرديّة ّ‬ ‫مرة وذلك يوم ‪ 31‬ت ّموز ‪ ،2014‬جاء فيه ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫«تصريح صحف ّ‬ ‫هادي البحرة‬ ‫‪ 31‬ت ّموز ‪2014‬‬ ‫ي استهداف‬ ‫ي السور ّ‬ ‫يدين االئتالف الوطن ّ‬ ‫ما يس ّمى «وحدات الحماية الشعبيّة» الجناح‬ ‫ي للمدنيّين‬ ‫العسكر ّ‬ ‫ي لحزب االتّحاد الديمقراط ّ‬ ‫ي‬ ‫العشوائ‬ ‫القصف‬ ‫ّى‬ ‫د‬ ‫أ‬ ‫فقد‬ ‫غويران‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫في ح ّ‬ ‫المشترك الذي نفّذته الوحدات بالتنسيق المباشر‬ ‫قوات النظام يوم األربعاء الى استشهاد أ ّم‬ ‫مع ّ‬ ‫وأطفالها بينما أصيب األب بجروح بحسب‬ ‫ي‪ ،‬كما يدين االئتالف التنسيق‬ ‫ناشطين من الح ّ‬

‫(الصورة من أحد الناشطني ضمن حملة‬ ‫تجسد ظروف الحصار والحملة العسكريّة‬ ‫ّ‬ ‫ض ّده والتي قام بها ناشطون من الحسكة‬ ‫استشهد الناشط وصاحب هذه الصورة‬ ‫خاص)‬ ‫بعد أيّــام من إرسالها لنا بشكل ّ‬

‫قوات النظام وهذه الميليشيا والذي‬ ‫الواضح بين ّ‬ ‫تك ّ‬ ‫شف آخر فصوله بقيام الوحدات بدعمه في‬ ‫ّ‬ ‫محافظة الحسكة‪ ،‬ويؤكد ّ‬ ‫أن الـ ‪ pyd‬أصبح‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫الشعب‬ ‫جــزءا ً من الحرب على‬ ‫ّ‬ ‫وثورته ‪،‬إنّه باستهدافه المدنيّين مجدّدا ً نهار‬ ‫أمس تجاوز ك ّل االتفاقيّات الدوليّة المتعلّقة‬ ‫بحماية المدنيّين في مناطق الصراع وأصبح‬ ‫عرضة للمالحقة والمحاسبة»‪.‬‬ ‫ي في صفحته‬ ‫الكرد‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لير ّد االتّحاد الديمقراط ّ‬ ‫الرسميّة وعبر القيادة العا ّمة للوحدات الكرديّة‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫«إلى الرأي العا ّم‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫صرح ما يس ّمى برئيس االئتالف السور ّ‬ ‫ي يوم‬ ‫إعالم‬ ‫تصريح‬ ‫في‬ ‫البحرة‬ ‫هادي‬ ‫المدعو‬ ‫ّ‬ ‫تموز ‪ّ ،2014‬‬ ‫بأن وحداتنا وبالتنسيق مع‬ ‫‪ّ 31‬‬ ‫ي غويران في مدينة‬ ‫ّ‬ ‫قوات النظام قصفت ح ّ‬ ‫الحسكة وقد أدّى القصف إلى استشهاد مدنيّين‬ ‫حسب زعمه‪ .‬إنّنا في وحدات حماية الشعب الـ‬ ‫‪ YPG‬نرفض ما ادّعاه المدعو هادي البحرة‬ ‫ي هذا جملة وتفصيالً‪.‬‬ ‫في تصريحه اإلعالم ّ‬ ‫ونؤ ّكد بأنّها عارية عن الص ّحة وليست سوى‬ ‫أكاذيب ملفّقة‪ ،‬وفي الوقت نفسه نؤ ّكد ّ‬ ‫بأن‬ ‫هذا الموقف من رئيس ما يس ّمى باالئتالف‬ ‫ي ليس سوى للتغطية على ما تقوم به‬ ‫السور ّ‬ ‫«داعش» من جرائم في حربها المفتوحة على‬ ‫ي‬ ‫ي بكل ّ‬ ‫مكوناته والشعب الكرد ّ‬ ‫الشعب السور ّ‬ ‫على وجه الخصوص‪ّ .‬‬ ‫ألن من قام بقصف‬ ‫االحياء اآلمنة في الحسكة هي «داعــش»‬ ‫نفسها بعد سيطرتها على فوج الميلبية جنوب‬ ‫مستمرة في عدوانها هذا‪ .‬لقد‬ ‫الحسكة ومازالت‬ ‫ّ‬ ‫ي من‬ ‫أثبت رئيس ما يس ّمى باالئتالف السور ّ‬ ‫خالل تصريحه البغيض بأنّه هو وائتالفه ليسوا‬ ‫مجرد واجهة سياسيّة لجرائم «داعش»‪،‬‬ ‫سوى‬ ‫ّ‬ ‫ونؤ ّكد من جديد بأنّنا في وحدات حماية الشعب‬ ‫الـ ‪ YPG‬سنقوم بالدفاع عن مدينة الحسكة‬ ‫مكوناتها رغم أنف الحاقدين شاء من‬ ‫بك ّل‬ ‫ّ‬ ‫شاء وأبى من أبى‪ .‬كما على الكتلة الكرديّة‬ ‫ي في سورية فيما يس ّمى‬ ‫ي الكرد ّ‬ ‫للمجلس الوطن ّ‬ ‫ي توضيح موقفها على وجه‬ ‫السور‬ ‫باالئتالف‬ ‫ّ‬ ‫يصرح بها‬ ‫السرعة من هذه الخزعبالت التي‬ ‫ّ‬ ‫رئيسهم‪ّ ،‬‬ ‫ألن صبرنا كاد ينفذ من هذه األقاويل‬ ‫الالمسؤولة والتي تهدف لزرع بذور الفتنة بين‬ ‫مكونات المنطقة‪ .‬القيادة العا ّمة لوحدات حماية‬ ‫ّ‬ ‫الشعب ‪ YPG‬في ‪.»2014 – 8 -1‬‬ ‫ي هادي‬ ‫ما استدعى رئيس االئتالف السور ّ‬ ‫البحرة إلى سحب البيان مباشرة‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫ي‬ ‫اعتراض ثالثة من أعضاء المجلس الوطن ّ‬ ‫ي الممثّلين بعضويّة في االئتالف‬ ‫الــكــرد ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫السور ّ‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬قامت الوحدات الكرديّة بحملة‬ ‫ي غويران‪،‬‬ ‫اعتقاالت واسعة استهدفت أهالي ح ّ‬ ‫ي‪ ،‬ما ساهم بزيادة‬ ‫الذين كانوا يخرجون من الح ّ‬ ‫احتقان األهالي نتيجة لزيادة سوء ظروف‬ ‫الحصار الممارس من النظام والــوحــدات‬ ‫الكرديّة‪ ،‬ولع ّل أشهر تلك الحمالت هي اعتقال‬ ‫مجموعة من الشبّان والشيوخ الذين ذهبوا لجلب‬ ‫ي ومن خارج‬ ‫صهاريج المياه من الس ّد الغرب ّ‬ ‫ي‪ ،‬وت ّم اعتقالهم ومنع دخول الصهاريج إلى‬ ‫الح ّ‬ ‫ي واألهالي بحفر‬ ‫الح‬ ‫كتائب‬ ‫بعض‬ ‫قامت‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫اآلبار داخله وبهذا الصدد نذكر التوثيق التالي‬ ‫الذي تناقلته بعض وسائل اإلعــام‪« :‬أشار‬ ‫ي العتقال خمسين شخصا ً من‬ ‫المرصد السور ّ‬ ‫قبل الوحدات الكرديّة»‪ ،‬وكان هذا هو التوثيق‬ ‫ّ‬ ‫صة‬ ‫الوحيد من جميع‬ ‫المنظمات الحقوقيّة المخت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي حدث‬ ‫ي‪ ،‬والتي لم توثق أ ّ‬ ‫في الشأن السور ّ‬ ‫ي غويران قبل ذلك وبعده‪.‬‬ ‫في ح ّ‬ ‫ولم يوثّق الناشطون الموجودون في أحياء‬ ‫ي المفتي وت ّل‬ ‫المدينة األخــرى من مثل ح ّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫الح‬ ‫قصف‬ ‫ي مقطع أو صورة تجسّد‬ ‫حجر أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولم يت ّم توثيق أيّة حالة اعتقال للمدنيّين من‬ ‫قبلهم‪ ،‬رغم وجود ‪ّ 71‬‬ ‫منظمة كرديّة وسريانيّة‬ ‫مس ّجلة في محافظة الحسكة‪ ،‬األمر الذي أفقدها‬ ‫ي‬ ‫مصداقيّتها وت ّمت مقاطعتها من قبل ناشط ّ‬ ‫الثورة في المحافظة‪....‬‬ ‫االحتقان الــذي تُــرجــم بــعـدّة ممارسات لم‬ ‫يلبث أن تصدّر المشهد بوضوح‪ ،‬ففي يوم‬ ‫‪ ،2012\08\10‬تسلّلت سيّارة (فــان) تق ّل‬ ‫ثمانية عناصر من الوحدات الكرديّة عبر‬ ‫ي‪ ،‬رفضت التوقّف عند‬ ‫جسر البيروتي إلى الح ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الحاجز الذي كان هناك‪ ،‬وشوهد سابقا توقفها‬ ‫عند حاجز الصناعة ودخول بعض عناصر‬ ‫من الوحدات إليها‪.‬‬ ‫كان المقاتلون على دراية ّ‬ ‫بأن هناك شيئا ً ما‬ ‫ّ‬ ‫يخطط له‪ ،‬حيث طلبوا من السيارة الوقوف‬ ‫ّ‬ ‫لكن المقاتلين فيها أخرجوا السالح وأطلقوا‬ ‫ي‪ ،‬ودار‬ ‫النار فأصابوا ثالثة شبّان من الح ّ‬ ‫بينهم اشتباك انتهى بقتل من في السيارة‪ ،‬وهم‬ ‫سبعة عناصر‪ ،‬وت ّم أسر المقاتل «خوشمان‬ ‫رمضان» الذي كان جريحا ً وتلقّى العالج‬ ‫ي‪ .‬وكانت السيّارة‬ ‫ي بالح ّ‬ ‫في المشفى الميدان ّ‬

‫تحمل عبوة مف ّخخة‬ ‫مــســبــقــة التصنيع‪،‬‬ ‫وصــــنــــدوق قــنــابــل‬ ‫دفــاعـيّــة‪ ،‬وصواعق بـــدأت الــوحــدات‬ ‫معدّة للتفجير‪.‬‬ ‫الكرديّة باعتقال‬ ‫ومنذ أن‬ ‫حصل ذلك جــمــيــع الــش ـ ّبــان‬ ‫االشتباك حتّى قامت‬ ‫الـــوحـــدات الــكــرديّــة الــذيــن يخرجون‬ ‫لتتحض‬ ‫الحي‬ ‫بقصف الحي غير آبهة من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بمن فيه‪ ،‬قتل ما يزيد ً لعمل ّية تبادل أرسى‪،‬‬ ‫عــن الـــ ‪ 15‬شخصا‬ ‫من المدنيّين‪ ،‬إضافة إضافة الختطافها‬ ‫ألربـــعـــة مــقــاتــلــيــن‪ ،‬الجرحى من املشايف‬ ‫وبـــــدأت الـــوحـــدات التي تقع يف املدينة‬ ‫الكرديّة باعتقال جميع‬ ‫الشبّان الذين يخرجون‬ ‫ي لتتحضّر لعمليّة تبادل أسرى‪ ،‬إضافة‬ ‫من الح ّ‬ ‫الختطافها الجرحى من المشافي التي تقع في‬ ‫المدينة‪ ،‬األمر الذي ش ّكل ضغطا ً كبيرا ً على‬ ‫ي من أجل تسليم‬ ‫ّ‬ ‫الثوار الموجودين في الح ّ‬ ‫ً‬ ‫األسير حقنا للدماء‪ ،‬حيث كانوا قد و ّجهوا عدّة‬ ‫رسائل لالئتالف واألحزاب الكرديّة بضرورة‬ ‫إيقاف ما يحصل لكن دون جدوى‪.‬‬

‫الكرديّة ّ‬ ‫أن مقاتليها قاتلوا بشراسة تنظيم‬ ‫ي غويران‪ ،‬والغريب‬ ‫«داعش» الموجود في ح ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن المفاوضات ت ّمت برعاية شخصيّات من‬ ‫الحر والوحدات الكرديّة‬ ‫مقاتلي‬ ‫بين‬ ‫االئتالف‬ ‫ّ‬ ‫ي طــرف فاوضته‬ ‫والنظام‪ ،‬إذ ال يوجد أ ّ‬ ‫«داعش» منذ قيامها‪ ،‬وباألساس التنظيم غير‬ ‫ي فكيف يرعى رئيس االئتالف‬ ‫موجود في الح ّ‬ ‫ي هادي البحرة مفاوضات ووساطات‬ ‫السور ّ‬ ‫بين الوحدات الكرديّة و «داعش»!؟‬ ‫ي‪ ،‬وما أن‬ ‫بعد الدمار الهائل في بيوت الح ّ‬ ‫ّ‬ ‫تـ ّم تسليم األسير «خوشمان» حتى بدأت‬ ‫ي‪ ،‬إضافة لقذائف‬ ‫مدفعيّة النظام بقصف الح ّ‬ ‫ي المفتي من قبل‬ ‫الهاون التي كان تطلق من ح ّ‬ ‫الوحدات الكرديّة التي استجلبت تعزيزات من‬ ‫ي‬ ‫القامشلي‪ ،‬وقامت بدعم ميليشيا الدفاع الوطن ّ‬ ‫(الشبّيحة)‪.‬‬ ‫كما أدان االئتالف في الوقت ذاته ممارسات‬ ‫«داعش» في الحسكة دون أن يشير ألطراف‬ ‫بأسمائها؛ إذ كــانــت «داعــــش» فــي ذلك‬ ‫الحين تحاصر حي غويران جنوباً‪ ،‬والنظام‬ ‫ي شماالً‪.‬‬ ‫والوحدات الكرديّة تهاجم الح ّ‬ ‫انتهت االشتباكات بدمار كبير في البنية التحتيّة‬ ‫ي‬ ‫ي‪ ،‬واتّفاق على خروج مسلّحي ح ّ‬ ‫في الح ّ‬ ‫غويران إلى مناطق في شمال غرب الحسكة‪،‬‬

‫(األســــــر خـــوشـــان رمــــضــــان‪ ،‬مــقــاتــل لــــدى الــــوحــــدات الـــكـــرديّـــة)‬ ‫ي غــويــران بين مطرقة النظام‬ ‫حــ ّ‬ ‫والوحدات الكرديّة وسندان «داعش»‬ ‫ت ّم تسليم األسير المقاتل «خوشمان رمضان»‬ ‫مقابل اإلفراج عن المدنيّين الجرحى‪ ،‬الذين‬ ‫بلغ عددهم ‪ 7‬من بينهم الطفل «عبد الصمد‬ ‫العليوي» الذي اختُطف مع والده من مشفى‬ ‫الحكمة‪ ،‬والذي كان قد أصيب بجروح بالغة‬ ‫نتيجة قصف الوحدات الكرديّة لسيّارة اإلسعاف‬ ‫التي كانت تق ّل الجرحى من غويران‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى أربعين شابّ وشيخ كانوا محتجزين سابقا ً‬ ‫لدى الوحدات الكرديّة‪ ،‬وبعض الناشطين الذين‬ ‫كانوا معتقلين لدى النظام والوحدات الكرديّة‬ ‫معاً‪ ،‬ونشرت الوحدات الكرديّة على موقعها‬ ‫ي فيديو تظهر فيه الطفل «العليوي»‬ ‫الرسم ّ‬ ‫وقد أرغمته على االعتراف كونه مقاتل في‬ ‫صفوف داعــش في روايــة كاذبة بالكامل‪،‬‬ ‫وكانت تلك جزء من حملة الترويج التي قامت‬ ‫بها الوحدات الكرديّة‪ ،‬إذ أصبحت «داعش»‬ ‫ي وقصفه‬ ‫الحقا ً مسمار جحا لتطويق الح ّ‬ ‫ومحاصرته واتّهام أهله بوالئهم لـ «داعش»‪،‬‬ ‫ي رفضوا رفضا ً قاطعا ً‬ ‫علما ً ّ‬ ‫أن شباب الح ّ‬ ‫مبايعتها‪ ،‬ودفعوا ثمن ذلك غاليا ً كما سنرى‬ ‫الحقاً‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أصرا على‬ ‫لكن النظام والوحدات الكرديّة‬ ‫ّ‬ ‫ي إلى‬ ‫عدم قبول ذلك‪ ،‬م ّما‬ ‫ّ‬ ‫أضطر مقاتلي الح ّ‬ ‫الذهاب إلى مناطق سيطرة «داعش»‪ ،‬والتي‬ ‫كانت تعتبرهم من الصحوات والزنادقة‪،‬‬ ‫وقام التنظيم باعتقال عدد كبير منهم واختفى‬ ‫الكثير منهم منذ ذلك الوقت بين اعتقال النظام‬ ‫والوحدات الكرديّة و «داعــش»‪ ،‬مع تم ّكن‬ ‫بعض المقاتلين من الهرب إلى تركيا بعد‬ ‫دفع رشوات ماليّة ضخمة للوحدات الكرديّة‬ ‫وبعض سماسرة النظام‪.‬‬ ‫وهنا كانت نهاية أحد أكبر قالع الثورة في‬ ‫الحر‬ ‫محافظة الحسكة‪ ،‬وآخر وجود للجيش‬ ‫ّ‬ ‫في المحافظة‪ ،‬وغياب الرقعة اآلمنة األخيرة‬ ‫التي كان يقطن فيها المنشقّون والناشطون‬ ‫الذين ت ّم اعتقالهم بعد ذلك واقتياد الكثير منهم‬ ‫إلــى دمشق‪ ،‬وبــدأت رحلة نــزوح المدنيّين‬ ‫وتشردهم عن بيوتهم والتي كانت رحلة قاسية‬ ‫ّ‬ ‫ج ّداً‪ ،‬افترشوا خاللها الشوارع واألرصفة وقد‬ ‫ضاقت بهم السبل لينتشر اآلالف منهم في‬ ‫البراري وداخل المدن السوريّة وخارجها في‬ ‫صة تركيا الجارة األقرب‬ ‫دول الجوار‪ ،‬وخا ّ‬ ‫لمدينتهم‪.‬‬

‫د‪ .‬خولة حسن الحديد‬

‫تروج عبر‬ ‫بالمقابل كانت الوحدات الكرديّة ّ‬ ‫ي وباقي األحــزاب‬ ‫ي الكرد ّ‬ ‫المجلس الوطن ّ‬

‫األسري الطفل عبد الصمد العليوي الذي ت ّم اختطافه من مشفى الحكمة (الصورة‬ ‫الرسمي للوحدات الكرديّة جــاء فيه‬ ‫مقتطعة من فيديو ت ـ ّم عرضه يف املوقع‬ ‫ّ‬ ‫اع ـراف الطفل بأنّه مقاتل لدى «داعــش» وبأنّه من مهاجمي الدوريّة املسلّحة)‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫تحقيقات‬

‫السنة الثانية‬

‫‪7‬‬

‫مواجهات مع الموت‬

‫مآسينا الجديدة على طريق اللجوء‬ ‫(ال حدا يوقّف‪..‬اطفوا املوبايالت‪..‬شيلوا البطارية‪. .‬ال تش ّعلوا ق ّداحة وال تد ّخنوا‪..‬الحدا يش ّغل بيل‪..‬بال صوت‪)...‬‬ ‫الخليوي مفتوح!‬ ‫بهذه الكلامت ويف ج ّو من الرتهيب كان امله ّرب يعاملنا‪ ،‬فيام كان يد ّخن وهاتفه‬ ‫ّ‬ ‫سيّدة سوريّة في عقدها الرابع‪ ،‬كانت‬ ‫تعمل محاميّة في مدينة حلب‪ ،‬خاضت تجربة‬ ‫اإلبحار تهريبا ً بحثا ً عن اللجوء‪ .‬التقت بها‬ ‫«كلّنا ســوريّــون» فأخبرتنا عن تفاصيل‬ ‫رحلتها؛ وفضّلت األستاذة عدم ذكر اسمها‪.‬‬ ‫حدّثتنا األستاذة عن ّأول محاولة‪ ،‬حين اتّصلت‬ ‫مهرب في مدينة إزمير التركيّة على‬ ‫مع‬ ‫ّ‬ ‫ساحل المتوسّط‪ ،‬وت ّم نقلها مع مجموعة من‬ ‫الراغبين بالذهاب تهريبا ً إلى أوروبّــا‪ .‬بقيت‬ ‫المكونة من ‪ 40‬رجالً وامرأة واحدة‬ ‫المجموعة‬ ‫ّ‬ ‫تحت الظالم تنتظر في بستان‪ ،‬لتأتي شاحنة‬ ‫مغلقة وتسير بهم مدّة ثالث ساعات ث ّم تنزلهم‬ ‫مترنّحين قرب منطقة جرداء‪ ،‬ليتسلّقوا مرتفعا ً‬ ‫يط ّل على البحر‪ ،‬ولساعات طويلة يُتركون‬ ‫منتظرين إشارة للحركة وهم دون ماء‪ .‬وأخيرا ً‬ ‫متفرقين إلى إزمير‬ ‫يطلع النهار ويعودون‬ ‫ّ‬ ‫المهربين‪.‬‬ ‫حيث مكتب‬ ‫ّ‬ ‫ويعرف المهاجرون ّ‬ ‫مجرد‬ ‫المهرب هو‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المهرب مرتبطة‬ ‫لمهرب أكبر‪ .‬سمعة‬ ‫سمسار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بمدى التزامه برد المال بحالة الفشل وتعامله‬ ‫مع مكتب ملتزم‪ .‬باختصار تهريب البشر تديره‬

‫مافيات‪.‬‬ ‫المهربين بقولها‪:‬‬ ‫عمل‬ ‫ـاذة‬ ‫ـ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫وصفت‬ ‫ّ‬ ‫«يمارسون حالة من الترهيب عندما تبدأ تنفيذ‬ ‫العمليّة لدرجة تتيقن بأنّه ستت ّم تصفيتك في حال‬ ‫التمرد»‪ .‬وأضافت‪« :‬المه ّم ّ‬ ‫أن‬ ‫المخالفة أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولكن قراري‬ ‫المحاولة األولى انتهت بالفشل‪،‬‬ ‫كان أن أقوم بمحاولة ثانية»!‬ ‫«بودروم» المحاولة الثانية‬ ‫ساحة «بسمانة» في مدينة إزمير‪ :‬مركز‬ ‫المهربين‪ ،‬والوافدين إلى المدينة للعبور‬ ‫تج ّمع‬ ‫ّ‬ ‫إلى اليونان‪ ،‬وأكثرهم سوريّون ث ّم عراقيّون‬ ‫وأفغان وجزائريّون وجنسيّات أخرى بأعداد‬ ‫ّ‬ ‫محلت‬ ‫ويتفرع عن الساحة أزقة فيها‬ ‫أق ّل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفنادق شعبيّة بأسعار تبدأ من ‪ 40‬ليرة تركيّة‬ ‫للشخص في الليلة (ما يعادل ‪ 13‬دوالراً)‪.‬‬

‫بعض العائالت تلجأ إلى الجامع حيث تقدّم لهم‬ ‫يوميّا ً تقدم وجبة طعام‪ ،‬ويتزاحمون للحصول‬ ‫عليها‪ .‬مشاهد مألوفة‪ :‬نيام على األرصفة أو‬ ‫في الحدائق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المحلت تباع ستر النجاة ودواليب ومنفاخ‬ ‫في‬ ‫وبالونات‪ ،‬واألخيرة تستخدم لوضع المال‬ ‫واألوراق الرسميّة كجواز السفر أو الهوية‪،‬‬ ‫تسرب الماء الى داخلها‪.‬‬ ‫حيث تربط وتمنع‬ ‫ّ‬ ‫وتنتشر السرقات ويكثر االحتيال‪ ،‬كما تطول‬ ‫إقامة البعض لفترة غير محسوبة‪ ،‬حيث عادت‬ ‫الكرة وتحدّثنا قائلة‪:‬‬ ‫األستاذة لتعيد ّ‬ ‫«كان االنطالق الثاني بواسطة بولمان إلى‬ ‫منطقة تبعد حوالي الساعتين عن إزمير‪،‬‬ ‫البولمان محجوز كامالً لر ّكاب البالم (قارب‬ ‫ّ‬ ‫المرة‪ ،‬بيننا‬ ‫ي)‪ .‬كنّا ‪ 43‬شخصا ً هذه‬ ‫ّ‬ ‫مطاط ّ‬ ‫ّ‬ ‫ست نساء وستّة أطفال‪ .‬الغالبيّة من دمشق‬ ‫وريفها وكنت وحــدي من حلب وعائلة من‬ ‫خمسة أشخاص من الالذقيّة وشخص كان قليل‬ ‫ّ‬ ‫التعرف عليه‪.‬‬ ‫يتسن لي‬ ‫التحدّث واالختالط لم‬ ‫ّ‬ ‫كان السفر صباحا ً تجاه منطقة «بــودروم»‬ ‫الساحليّة‪ ،‬بعد ساعتين توقّفنا بجوار الطريق‬ ‫ليصل باص آخر بعد ‪ 3‬دقائق‪ ،‬نُقلنا إلى ما يس ّميّه‬ ‫المهربون (النقطة)‬ ‫ّ‬ ‫أي مكان اإلبحار‪،‬‬ ‫وتبعد نحو ساعة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مدينة‬ ‫فتخطينا‬ ‫بودروم‪ .‬مشينا في‬ ‫مكان فيه أشجار‬ ‫وشــجــيــرات شوك‬ ‫كبيرة»‪.‬‬ ‫جزائري‬ ‫القبطان‬ ‫ّ‬ ‫وانتبهت األستاذة‬ ‫إلــى التحاق شابّ‬ ‫ي بهم‪ ،‬كان‬ ‫جزائر ّ‬ ‫يــو ّجــه المجموعة‬ ‫ويعطي التعليمات‪.‬‬ ‫وأضـــافـــت أنّــــه‪:‬‬ ‫«طلب أن ندخل‬ ‫الحرش إلى العمق‬ ‫ونــكــون هادئين‪،‬‬ ‫كان لطيفاً»‪.‬‬ ‫وصفت األستاذة اقتراب المجموعة ووصولها‬ ‫إلى الشاطئ بقولها‪« :‬صرنا قريبين من البحر‬ ‫صوته ورائحته وصلتا‪ ،‬بقينا ساعتين وكان‬ ‫تعرفت أكثر على بعض‬ ‫الجو شديد الحرارة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫خمسين‬ ‫ورجل‬ ‫ّان‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫ثالثة‬ ‫ومنهم‬ ‫ـراد‬ ‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ّ‬ ‫كانوا مهذّبين ولطيفين‪ .‬حملوا أمتعتي في‬ ‫الطريق الذي أخذ مسير نصف ساعة‪ ،‬وتعارفنا‬ ‫أكثر ونحن ننتظر االنتقال إلى البحر‪ .‬مجموعة‬ ‫أخــرى مؤلّفة من ‪ 25‬شخصا ً كانوا لديهم‬ ‫بالتفوق لكثرتهم‪ ،‬الشباب متعاونون‬ ‫إحساس‬ ‫ّ‬ ‫وإيجابيّون‪ ،‬فقد قام اثنان منهم بنفخ الدواليب‬ ‫لجميع الر ّكاب‪ .‬بعد أق ّل من ساعتين طلب‬ ‫ي (القبطان) أن نتابع المسير‬ ‫الشابّ الجزائر ّ‬ ‫وكان يعرف الطريق حيث صرنا بمواجهة‬ ‫البحر‪ ،‬أعطيت لنا التعليمات قبل الصعود إلى‬ ‫البالم لإلبحار‪ :‬يصعد الرجال ّأوالً ويجلسون‬

‫على حافّة البالم بشكل متوازن مع مراعاة‬ ‫بنية ك ّل منهم باختيار مكان الجلوس‪ ،‬الرجال‬ ‫ّ‬ ‫معهن الحقائب‬ ‫دون حقائب‪ ..‬ث ّم تصعد النساء‪،‬‬ ‫في مؤ ّخرة البالم وتجلسن عليها واألطفال في‬ ‫حضن ذويهم‪ ،‬الجلوس يجب أن يكون بأق ّل‬ ‫مساحة ممكنة كي يتّسع البالم‪ .‬وتستطرد‬

‫األستاذة الحلبيّة‪« :‬كانت الجزيرة على مرمى‬ ‫النظر‪ ،‬البحر هادئ والجزيرة قريبة‪ ،‬قالوا‬ ‫لنا‪ :‬ستصلون خالل ساعة ونصف‪ ،‬ال أحد‬ ‫يتحرك من مكانه‪ ،‬الوقوف ممنوع‪ ،‬تحلّوا‬ ‫ّ‬ ‫بالهدوء‪ ،‬عندما تقتربون من الجزيرة حافظوا‬ ‫على هدوئكم حتّى تدوسون اليابسة‪ ،‬فقد يعيدكم‬ ‫ي إلى المياه‪ .‬فور وصولكم‬ ‫الخفر اليونان ّ‬ ‫المهربون بحمل‬ ‫أفسدوا البالم‪ .‬لم يسمح لنا‬ ‫ّ‬ ‫الدواليب؛ والح ّجة‪ :‬أنت مسافر بواسطة بالم‬ ‫ولن تذهب سباحة‪ ،‬بقي يزيد ما يزيد عن ‪25‬‬ ‫دوالبا ً على الشاطئ»‪.‬‬ ‫في مواجهة األمواج‬ ‫أخذت األستاذة نفسا ً عميقا ً ث ّم قالت‪« :‬صعدنا‬ ‫البالم حسب التعليمات وتقاسمنا ضيق المكان‪،‬‬ ‫المحرك‬ ‫ي من جهة‬ ‫ّ‬ ‫جلس الشابّ الجزائر ّ‬ ‫ليو ّجه البالم وشابّان آخران بالمقابل لمساعدته‬ ‫عن طريق الحبل الذي يجمع أطراف البالم‬ ‫فيشدّانه ليعيد التوازن إلى البالم‪ .‬بعد مرور ‪10‬‬ ‫دقائق من اإلبحار‪ ،‬ارتفع الموج واضطرب‬ ‫البحر‪ ،‬كان الموج كفيالً بحرف البالم عن‬ ‫مساره وكفيالً برمي الشباب الجالسين على‬ ‫جانب البالم إلى الماء أو إلى داخل البالم‪.‬‬ ‫ي الذي أسميته القبطان‪ ،‬كان‬ ‫الشابّ الجزائر ّ‬ ‫ذا خبرة جيّدة وكان يو ّجه الشابّين في المقدّمة‪،‬‬ ‫فيطلب أن يحرفوا القارب عكس اتجاه الموجة‪،‬‬ ‫ث ّم إعادته إلى مساره وذلك تجنّبا ً لالنقالب‬ ‫والغرق‪ ،‬وللتقليل من دخول الماء‪ .‬رغم ذلك‬ ‫لم يستطع أحد أن يقف في وجه الموج العالي‬ ‫الذي وصل إلى أكثر من نصف عمق القارب‪،‬‬ ‫البعض ممن اكتسب خبرة من تكرار محاوالت‬ ‫اإلبحار‪ ،‬جلبوا معهم عبوات فارغة (غالونات)‬ ‫مفتوحة‪ ،‬وتلك كانت المعين طيلة ساعتين ّإل‬ ‫ربع إلفراغ مياه البحر من القارب‪ ،‬لم يكن‬ ‫ذلك سهالً بسبب العدد الكبير الجالس في أسفل‬ ‫البالم‪ .‬وكان صراخ النساء واألطفال يتعالى‬ ‫عندما يشرف القارب على االنقالب أو الغرق‬ ‫حين يميل بشدّة نتيجة االصطدام بموجة»‪.‬‬ ‫ي يظهر‬ ‫ّ‬ ‫المحرك يتوقّف وخفر السواحل الترك ّ‬ ‫أصعب مرحلة من الرحلة كانت بحسب ما‬

‫المحرك نتيجة‬ ‫حدّثتنا المحامية هي‪« :‬توقّف‬ ‫ّ‬ ‫تسرب منه‬ ‫ازدياد منسوب المياه في القارب‪ّ ،‬‬ ‫المحرك الذي توقّف عن العمل‪ ،‬وهنا‬ ‫إلى‬ ‫ّ‬ ‫كان ال ب ّد من طلب النجدة‪ .‬موبيل «القبطان»‬ ‫مفتوح لهكذا ظرف‪ ..‬اتّصل «بالمعلّم» واتّبع‬ ‫المحرك ثانية‬ ‫توجيهاته بدقّة‪ ،‬إلى أن اشتغل‬ ‫ّ‬ ‫استمر ربع‬ ‫بعد توقّف‬ ‫ّ‬ ‫ســاعــة؛ كـــان الــوقــت‬ ‫يمر فيها ببطء شديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتزايد الخوف‪.‬‬ ‫بعد مرور ‪ 10‬دقائق كنّا لم نغادر بعد المياه‬ ‫التركيّة‪.‬‬ ‫من اإلبحار‪ ،‬ارتفع اإلقليميّة‬ ‫حــيــن ظــهــرت على‬ ‫املـــوج واضــطــرب مرأى منّا سفينة خفر‬ ‫البحر‪ ،‬كــان املوج السواحل التركي‪ .‬كنّا‬ ‫كفيالً بحرف البامل نراها ولكنّها لم تكن‬ ‫قريبة ج ّداً‪ .‬بدا االحباط‬ ‫عن مساره وكفيالً‬ ‫تصرفات‬ ‫والتوتّر على‬ ‫ّ‬ ‫بــرمــي الــشــبــاب الــقــبــطــان قــلــيــل من‬ ‫الوقت وغيّرت السفينة‬ ‫اتّجاهها مبتعدة‪ .‬وكنّا‬ ‫قد شارفنا على تجاوز المياه االقليميّة التركيّة‪.‬‬ ‫كان القبطان كثير التحدّث ‪..‬لم يتوقّف عن ّ‬ ‫بث‬ ‫التطمينات وعن اقتراب الوصول وعن جماليّة‬ ‫البحر وهدوئه»‪.‬‬ ‫قرب اليابسة اليونانيّة‬ ‫ارتاحت محدّثتنا حين وصل البالم المياه الدوليّة‬ ‫ّ‬ ‫تخطينا إمكانيّة القبض علينا من‬ ‫وقالت‪« :‬بهذا‬ ‫خفر السواحل‪ ،‬وهذه مرحلة تدعو للثقة أكثر‬ ‫بالوصول إلى األراضي اليونانيّة‪ .‬ظهر الفرح‬ ‫على وجوه «القبطان» ومساعديه من الشباب‬ ‫وانتقلت العدوى إلى الر ّكاب‪ .‬ومع دخولنا‬ ‫المياه اإلقليميّة اليونانيّة أصبح البحر هادئاً‪.‬‬ ‫تابعنا رحلتنا بتوتّر أق ّل‪ ،‬فهدوء الموج م ّكننا‬ ‫من التقليل من منسوب المياه داخل القارب كما‬ ‫استقر القارب على سطح الماء‪.»...‬‬ ‫ّ‬

‫كلّنا سوريّون‬ ‫التت ّمة في العدد القادم‬

‫اللجوء المستحيل‬

‫السوري داخل سجون النظام‬ ‫أحالم الشباب‬ ‫ّ‬ ‫يسمع «نذير» ذو الـ ‪ 27‬عاماً‪ ،‬أنباء فتح‬ ‫باب اللجوء إلى ألمانيا‪ ،‬وإلى دول عديدة بعدها‪،‬‬ ‫آالف الناس تصل بعد مغامرات مرعبة وشائقة‬ ‫أحياناً‪ .‬تستثار مشاعره‪ ،‬يض ّج األمل في قلبه‪،‬‬ ‫ويرسم في خياالته رحلة سفره هو أيضاً‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتالشى ك ّل شيء في لحظة واحدة‪.‬‬ ‫على الحواجز‬ ‫غرفة ال تتجاوز مساحتها خمسة أمتار مع ‪10‬‬ ‫أشخاص مرافقين‪ ،‬ونافذة واحدة‪ .‬هي الزنزانة‬ ‫التي يقطن فيها‪ ،‬ويذوق من ويالتها ك ّل يوم‬ ‫الحريّة‪.‬‬ ‫طعم ك ّل شيء عدا‬ ‫ّ‬ ‫قوات النظام‪ ،‬قبل سنتين‪ ،‬بتهمة‬ ‫منذ أن اعتقلته ّ‬ ‫التعامل مع جهات خارجيّة والتحريض على‬ ‫العنف ض ّد الدولة‪ ،‬وهو يرى أبشع مافي صور‬ ‫العذاب‪ :‬إهانات جسديّة‪ ،‬نفسيّة أيضاً‪ ،‬ظروف‬ ‫ّ‬ ‫تتحطم عندها زهوة‬ ‫ص ّحيّة غاية في الصعوبة‪.‬‬ ‫الشباب بطموحها وشغفها في الحياة‪.‬‬ ‫ال إحصائيّات دقيقة عــن عــدد المعتقلين‬ ‫في سجون النظام بعد عام ‪ ،2014‬قدرت‬ ‫اإلحصائيّات األخيرة ّ‬ ‫بأن أكثر من ‪ 250‬ألف‬ ‫معتقل في سجون النظام‪.‬‬ ‫األعداد تزيد حتماً‪ ،‬طالما ّ‬ ‫أن حواجز النظام‬ ‫يوميّا ً تعتقل شبّانا ً جدد بتهمة التخلّف عن‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫تـــعـــاود خــيــاالت‬ ‫الهجرة واللجوء‬ ‫تــســيــطــر عــلــيــه‪،‬‬ ‫يـــحـــزم حــقــائــب‬ ‫عقله‪ ،‬ويتّجه نحو‬ ‫الزاوية األخرى من‬ ‫الغرفة املوحشة‪،‬‬ ‫حيث أبعد مسافة‬ ‫قد يصلها للجوء‪.‬‬

‫خدمة العلم‪ ،‬وتز ّجهم‬ ‫في السجون قبل أن‬ ‫بقواتها على‬ ‫تلحقهم ّ‬ ‫جبهات القتال وتنتهي‬ ‫بهم الظروف قتلى‪.‬‬

‫رائحة األمل‬ ‫األنـــبـــاء تــكــثــر عن‬ ‫هــجــرة الــنــاس نحو‬ ‫ي‪،‬‬ ‫الحلم األوروبّـــــ ّ‬ ‫أقــاربــه‪ ،‬أصــدقــاؤه‪،‬‬ ‫وك ّل من حوله يحزم‬ ‫حــقــائــبــه ويــســافــر‪،‬‬ ‫لتزداد وحدته أكثر‬ ‫فأكثر‪.‬‬ ‫ال زيارات كان يُسمح‬ ‫بأن أحدا ً‬ ‫بها حيث «نذير»‪ ،‬لكنّه كان متفائالً ّ‬ ‫ي‬ ‫ما سيتذ ّكره وسيأتي لينقذه من الكابوس اليوم ّ‬ ‫الذي يعيشه‪ ،‬لكن ال أحد من الممكن أن يتذ ّكره‬ ‫في صخب الحياة األلمانيّة المثيرة والمتألّقة‪.‬‬ ‫تعاود خياالت الهجرة واللجوء تسيطر عليه‪،‬‬ ‫يحزم حقائب عقله‪ ،‬ويتّجه نحو الزاوية‬ ‫األخرى من الغرفة الموحشة‪ ،‬حيث أبعد مسافة‬ ‫قد يصلها للجوء‪.‬‬

‫يقطع الالجئون السوريّون آالف األميال‪،‬‬ ‫يتجاوزون البحر‪ ،‬ويسيرون بين الجبال‬ ‫ليصلوا إلى وجهتهم األخيرة‪.‬‬ ‫ال بحر هنا‪ ،‬ال غرقا ً أو حتّى سباحة‪ ،‬ال قاربا ً‬ ‫مهربا ً يستغ ّل حاجات‬ ‫مطاطيّا ً مضروبا ً أو‬ ‫ّ‬ ‫الناس‪ ،‬فقط غرفة أكثر ما قد يغرق «نذير»‬ ‫ي‬ ‫فيها هو دموعه المقهورة على إعدامه الميدان ّ‬ ‫رميا ً بالوحدة‪.‬‬ ‫ال يتذ ّكر كثيرا ً كم زنزانة انتقل منها‪ ،‬ولكنّه‬ ‫يتذ ّكر تماما ً ّ‬ ‫أن المسافة بين الزنزانة واألخرى‬ ‫هي رائحة أمل بأنّه من الممكن يوما ً أن يخرج‪.‬‬ ‫تعرف على قصص زمالئه في المعتقل بك ّل‬ ‫ّ‬ ‫فقرر‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫ليحكيه‬ ‫شيء‬ ‫يبق‬ ‫لم‬ ‫تفاصيلها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن يلتجئ إلى ذكرياته‪ ،‬حين كان طالبا ً في‬ ‫ي حيث كان‬ ‫الجامعة‪ ،‬إلى حياته في منزله الريف ّ‬ ‫يربّي كلبا ً صغيراً‪ ،‬ث ّم ومضات سريعة عن‬ ‫حياته خالل الثورة وحلمه ّ‬ ‫بأن سورية ستصبح‬ ‫ي يسافر إليه الناس‬ ‫يوما ً ما ّ‬ ‫حرة كأ ّ‬ ‫ي بلد أوروبّ ّ‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫القارب الغارق‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫تضاءلت كثيرا أحالم ك ّل الشباب السور ّ‬ ‫التخرج‪ ،‬خدمة العلم‬ ‫الجامعي في سورية‪ ،‬فبعد‬ ‫ّ‬ ‫حيث ال شيء سوى المجهول فيها‪ ،‬فيفضّل‬

‫معظمهم الخروج بأحالمهم من البلد والبدء‬ ‫بتجربة جديدة في الخارج‪ .‬فيما بقي آالف‬ ‫المحررة ينتظرون أن‬ ‫الشباب في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫ينتهي الجحيم في سورية ليبدؤوا ببناء مستقبل‬ ‫ما‪ ،‬لهم ولبلدهم‪.‬‬ ‫«نذير» وآالف الشبّان السوريّين في سجون‬ ‫األول أن‬ ‫النظام ال يف ّكرون كذلك‪ ،‬ه ّمهم‬ ‫ّ‬ ‫يخرجوا من نفق الذ ّل المرعب الذي يعيشون‬

‫فيه على قيد الحياة‪ ،‬أن يتنفّسوا هواء الوطن‬ ‫حريّتهم‪ ،‬وربّما‬ ‫خارج المعتقل‪ ،‬أن يعيشوا ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سيف ّكرون بعدها أن يجربوا قاربا مطاطيّا أو‬ ‫أن يبقوا على قارب الوطن‪.‬‬

‫سون – كلّنا سوريّون‬ ‫حازم ح ّ‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫رياضة ومجتمع‬

‫السنة الثانية‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫من أجل الطفولة‬

‫أنتم فرحتنا‬ ‫ضمن سلسلة الفعاليات التي تقيمها‬ ‫الوكالة السورية الحرة لالنقاذ والتي تتوجه‬ ‫دائما لألطفال السوريين المهجرين ‪،‬‬ ‫أقامت الوكالة في ثاني أيام عيد األضحى‬ ‫فعالية تحت عنوان «أنتم فرحتنا» في مدينة‬ ‫أنطاكية التركية ‪.‬‬ ‫تضمنت الفعالية عدة نشاطات وتم عرض‬ ‫مسرحية « الدمى « التي تضمنت عدة‬ ‫أغاني وانتهت برقصة البطريق ‪ ،‬كما‬ ‫تضمنت الفعالية فقرة المواهب والتي قدم‬ ‫فيها أحد األطفال الموهوبين فقرة جميلة «‬ ‫الراب « بعدها طلب من األطفال أن يبادروا‬

‫للصعود الى المسرح وتقديم مايرون أنه‬ ‫يظهر مواهبهم وامكاناتهم ‪ ،‬وهدفت الوكالة‬ ‫من هذه الفقرة للتعرف على مواهب األطفال‬ ‫ومحاولة دعمهم وتنمية مهاراتهم ‪.‬‬ ‫تضمنت الفعالية فقرات ترفيهية وألعاب (‬ ‫كرات ملونة ‪ ،‬لعبة شد الحبل ‪ ،‬سبايدر مان‬ ‫‪ ،‬بات مان ‪...‬الخ ) ثم اختتمت بتوزيع هدايا‬ ‫لألطفال ‪ ،‬الملفت لالنتباه كان مشاركة الكبار‬ ‫وأهالي األطفال بحماس شديد في الفعاليات‬ ‫وبدا االحتفال كما لو أنه احتفال للسوريين‬ ‫كلهم بغض النظر عن أعمارهم ‪.‬‬

‫انترنت‬

‫نهب النظام والتنظيم‬

‫اآلثار السورّية في أسواق العالم‬

‫ّ‬ ‫منظمة األمم المتّحدة للتربية‬ ‫ألقت مديرة‬ ‫والعلم والثقافة (اليونسكو) «إيرينا بوكوفا»‬ ‫عقد في صوفيا عاصمة‬ ‫كلمة أمــام مؤتمر ُ‬ ‫بلغاريا منتصف هــذا الشهر‪ ،‬لبحث سبل‬ ‫محاربة نهب اآلثار السوريّة‪ّ :‬‬ ‫إن اآلثار في‬ ‫سورية تنهب «على نطاق مذهل»‪ ،‬وأضافت‬ ‫ّ‬ ‫أن األموال العائدة عن بيع هذه اآلثار المنهوبة‬ ‫ي تنظيم «داعش»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تمول متطرف ّ‬ ‫وأوضحت بالقول «ينبغي أن تكون محاربة‬ ‫االتجار باآلثار من أه ّم األولويّات‪ّ ،‬‬ ‫ألن هذه‬ ‫المتطرفين‪».‬‬ ‫تمول نشاطات‬ ‫ّ‬ ‫التجارة ّ‬ ‫وأ ّكدت «بوكوفا» على ّ‬ ‫أن «الصور الحديثة‬ ‫الملتقطة فضائيّا ً تُظهر مواقع اآلثار في سورية‬ ‫وقــد نخرتها اآلالف من الحفريّات‪ ،‬غير‬ ‫القانونيّة؛ م ّما يثبت ّ‬ ‫أن أعمال النهب جارية‬ ‫ي واسع»‪.‬‬ ‫على نطاق صناع ّ‬ ‫وكانت وكاالت األنباء قد تداولت قيام مسلّحي‬ ‫تنظيم «داعش» بهدم اثنين من أه ّم المعابد في‬ ‫مدينة تدمر األثريّة منذ استيالئهم على المدينة‬

‫في شهر أيّار الماضي‪ ،‬كما أعدم التنظيم في‬ ‫آب المنصرم المدير المتقاعد لهيئة اآلثار في‬ ‫تدمر‪ ،‬الدكتور خالد األسعد وعلّق جثّته في‬ ‫ساحة عا ّمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«إن العالم‬ ‫ناشدت «بوكوفا» المؤتمر بقولها‪:‬‬ ‫ينتظر منّا القيام بخطوات حاسمة لوقف تمويل‬ ‫المتطرفين من هذا المصدر‪».‬‬ ‫ّ‬ ‫وشدّدت المسؤولة الدوليّة على ضرورة ّ‬ ‫شن‬ ‫حملة دوليّة تهدف الى «التصدي لدعوات‬ ‫ي» التي يطلقها تنظيم‬ ‫التطهير الــحــضــار ّ‬ ‫«داعش‪».‬‬ ‫كما أوضحت «بوكوفا» ّ‬ ‫أن ما يحدث من دمار‬ ‫في آثار تدمر على يد التنظيم هو «جريمة‬ ‫وقحة ض ّد الحضارة‪ّ ،‬‬ ‫ألن آثار تدمر تش ّكل‬ ‫رمزا ً لحوار الثقافات‪ ،‬وإثباتا ً عمليّا ً على قدرة‬ ‫الحضارات على التفاعل فيما بينها‪ .‬وهذا ما‬ ‫المتطرفون تدميره‪».‬‬ ‫يريد‬ ‫ّ‬ ‫وأضافت «نحتاج الى دعم ومساعدة المجتمع‬ ‫ي‪ ،‬فقد آن األوان لتعبئة ك ّل الموارد من‬ ‫الدول ّ‬

‫أجل إنقاذ اآلثــار السوريّة من الكارثة التي‬ ‫تمسّنا جميعاً‪».‬‬ ‫ّ‬ ‫وطالبت «بــوكــوفــا» فــي كلمتها االتــحــاد‬ ‫صة بشراء قطع‬ ‫ي بتشديد قوانينه الخا ّ‬ ‫األوروبّ ّ‬ ‫اآلثار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقالت «إن الخطوة األولى التي يجب أن تتخذ‬ ‫ي تتل ّخص في التصديق‬ ‫على المستوى الدول ّ‬ ‫يخص‬ ‫على ميثاق (اليونسكو) لعام ‪ 1970‬فيما‬ ‫ّ‬ ‫تحريم ومنع تصدير واستيراد ونقل ملكيّة‬ ‫الممتلكات الثقافيّة غير القانونيّة‪ ،‬وتطبيقه‪».‬‬ ‫وفي لقاء مع الصحفيّين بعيد المؤتمر قالت‬ ‫«بوكوفا» ّ‬ ‫إن اآلثار تباع في شتّى أرجاء العالم‬ ‫ّ‬ ‫وليس فقط في أوروبّا والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫هذا ويقوم النظام في سورية بنهب اآلثار –‬ ‫وغيرها ‪ -‬منذ عشرات السنين‪ ،‬وعلى يد أكبر‬ ‫رموزه من أمثال رفعت األسد (شقيق ونائب‬ ‫حافظ وع ّم ب ّ‬ ‫شار) وسط صمت العالم‪ ،‬وما زال‬ ‫مستمرا‪ً.‬‬ ‫النهب‬ ‫ّ‬

‫عبد الرحيم الصالح‬

‫الرياضة والمجتمع‬ ‫جولة في المالعب األوربّ​ّية‬ ‫ي‬ ‫الدوري اإلسبان ّ‬

‫حـــــافـــــظ نـــــادي‬ ‫«برشلونة» على‬ ‫صــــدارة الـــدوري‬ ‫اإلســــبــــانــــي فــي‬ ‫مرحلته الــرابــعــة‬ ‫بــــ ‪ /12/‬نقطة‬ ‫دون أي خسارة‪،‬‬ ‫وذلـــك بــعــد فــوزه‬ ‫عــلــى «ليفانتي»‬ ‫بــأربــعــة أهــــداف‬ ‫مقابل هدف واحد‪ ،‬يالحقه «لاير مدريد» بـ‬ ‫‪ /10/‬نقاط بعد فوزه بالمرحلة الرابعة على‬ ‫«غرناطة» بهدف مقابل ال شيء‪ ،‬وجاء في‬ ‫المركز الثالث «فيالاير» بـ ‪ /12/‬نقطة أيضا ً‬ ‫بعد فوزه على «أتلتيك بيلباو» بثالثة أهداف‬ ‫مقابل هدف وحيد‪ ،‬وجاءت باقي النتائج على‬ ‫الشكل التالي‪ :‬فاز «رايو فايكانو» على «الس‬ ‫بالماس» بهدف دون مقابل‪ ،‬وبذات النتيجة فاز‬ ‫«خيتافي» على «ملقا»‪ ،‬وفاز «سبورتينغ‬ ‫خيخون» على «ديبورتيفو الكورونيا» بثالثة‬ ‫أهداف لهدفين‪ ،‬وخسر «إشبيلية» أمام «سيلتا‬ ‫فيغو» بهدفين لهدف‪ ،‬وحقق «أتلتيكو مدريد»‬ ‫فوزا ً سهالً على «إيبار» بهدفين دون مقابل‪،‬‬ ‫فيما تعذّب «إسبانيول» ليفوز على «لاير‬ ‫سوسيداد» بثالثة أهــداف لهدفين‪ ،‬وسيطر‬ ‫التعادل السلبي على مباراة «لاير بيتيس» مع‬ ‫«فالنسيا»‪.‬‬ ‫يتصدر «كريستيانو رونالدو» من نادي «لاير‬ ‫مدريد» صــدارة الهدافين بخمسة أهــداف‪،‬‬ ‫يالحقه «نوليتوط من «سيلتا فيغو» بأربعة‬ ‫أهداف‪ ،‬وتساوى في المركز الثالث كل من‬ ‫«كريم بنزيمة» و»ليونيل ميسي» و»سيدريك‬ ‫باكامبو» بثالثة أهداف لكل منهم‪.‬‬ ‫الدوري اإلنكليزي الممتاز‬

‫فــي نهاية الجولة‬ ‫الــــســــادســــة مــن‬ ‫الدوري اإلنجليزي‬ ‫الممتاز استمر نادي‬ ‫«مانشستر سيتي»‬ ‫في صدارة الدوري‬ ‫اإلنكليزي الممتاز بـ‬ ‫‪ /15/‬نقطة يالحقه‬ ‫نـــادي «مانشستر‬ ‫يونايتد» بـ ‪/13/‬‬ ‫نقطة‪ ،‬وفي المركز الثالث نادي «وست هام‬ ‫صل على ‪ /12/‬نقطة‪.‬‬ ‫يونايتد» الذي تح ّ‬ ‫حــيــث فـــاز «مــانــشــســتــر ســيــتــي» على‬ ‫«ســاوثــامــبــتــون» بثالثة أهـــداف لهدفين‪،‬‬ ‫و»توتنهام هوتسبير» على «كريستال‬ ‫بـــاالس» بهدف دون مقابل‪ ،‬فيما تعادل‬ ‫«نورويتش سيتي» مع «ليفربول» بهدف‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫لهدف‪ ،‬وحقق «وســت هام يونايتد» فوزا ً‬ ‫صعبا ً على «مانشستر ستي» بهدفين لواحد‪،‬‬ ‫وتعادل «ايفرتون» مع «سوانسي سيتي» بال‬ ‫أهداف‪ ،‬فيما فاز «إيه إف سي بورنماويث»‬ ‫على متذيل القائمة «سندرالند» بهدفين بال‬ ‫مقابل‪ ،‬وكذلك فاز «واتفورد» على «نيوكاسل‬ ‫يونايتيد» بهدفين لهدف‪ ،‬وبذات النتيجة فاز‬ ‫«تشلسي» على «آرسنال»‪ ،‬فيما فاز «ويست‬ ‫بروموتش البيون» على «أستون فيال» بهدف‬ ‫وحيد‪ ،‬وسيطر التعادل السلبي على مباراة‬ ‫«لسيستر سيتي» و»ستوك سيتي»‪.‬‬ ‫ويتصدر قائمة الهدافين الالعبين «كالوم‬ ‫ويلسون» من نادي «إف سي بورنماويث»‬ ‫و»ريــاض محرز» من «لسيستر سيتي»‬ ‫بخمسة أهداف لكل منهما‪.‬‬ ‫الدوري األلماني‬ ‫لم تحسم مباريات‬ ‫المرحلة الخامسة‬ ‫مـــــن الــــــــدوري‬ ‫األلماني صدارته‬ ‫بــيــن «بــوروســيــا‬ ‫دورتـــــمـــــونـــــد»‬ ‫و»بايرن ميونيخ»‬ ‫إذ حافظ كل منهما‬ ‫على سجله خاليا ً‬ ‫من أي خسارة وبرصيد ‪ /15/‬نقطة ويتقدم‬ ‫األول بالترتيب بفارق نسبة األهداف‪ ،‬فيما ح ّل‬ ‫«فولفسبورغ» بالمرتبة الثالثة برصيد ‪/11/‬‬ ‫نقطة‪.‬‬ ‫وكانت نتائج المرحلة الخامسة قد حملت فوزا ً‬ ‫عريضا ً للمتصدر «بوروسيا دورتموند»‬ ‫على «باير ليفركوزن» وبثالثة أهداف دون‬ ‫مقابل‪ ،‬فيما حقق الوصيف «بايرن ميونيخ»‬ ‫فوزا ً مستحقا ً ونتيجة مماثلة على «إس في‬ ‫دارمستاد»‪ ،‬فيما فاز «اوغسبيرغ» على‬ ‫«هانوفر» بهدفين بال مقابل‪ ،‬وبذات النتيجة فاز‬ ‫«فولفسبورغ» على «هيرتا برلين»‪ ،‬وحقق‬ ‫«شالكة» فــوزا ً صعبا ً على «شتوتغارت»‬ ‫بهدف دون مقابل‪ ،‬وبذات النتيجة فاز كل من‬ ‫«إف سي إنجولستاد» على «فيردر بريمن»‪،‬‬ ‫و»كولن» على «بوروسيا مونشنغالدباخ»‪،‬‬ ‫وكان «ماينز» قد فاز على «هوفينهايم» بثالثة‬ ‫أهداف لهدف وحيد‪ ،‬وسيطر التعادل السلبي‬ ‫بين «آينتراخت فرانكفورت» و»هامبورغ»‪.‬‬ ‫يتصدر نجم بايرن ميونيخ «توماس مولر»‪،‬‬ ‫و»بيير إيميريك أوباميانج» من «بوروسيا‬ ‫دورتموند» قائمة الهدافين بستة أهداف لكل‬ ‫منهما‪ ،‬يالحقهما «يونس مالي» من «ماينز»‬ ‫برصيد خمسة أهداف‪.‬‬

‫أرقام وإنجازات من بطولة‬ ‫دوري أبطال أوروبّا‬

‫انترنت‬

‫كرة القدم والمعاني اإلنسانّية‬

‫أصدر نادي بايرن ميونخ األلماني بيانا ً رسميّا ً جسد من خالله أجمل معاني اإلنسانية وأثبت‬ ‫من خالله أن الرياضة جزء مهم من حياتنا ويجب أن تؤدي رسالتها في خدمة كل فرد‪.‬‬ ‫حيث أعلن كارل هاينز رومينيجه رئيس نادي بايرن ميونخ األلماني‪ ،‬عن اعتزام ناديه دعم‬ ‫بتبرعات ستصل إلى مليون يورو فضال عن نشاطات‬ ‫الالجئين المتوافدين على األراضي األلمانية ّ‬ ‫إنسانية أخرى‪ .‬وقال‪« :‬يرى نادي بايرن ميونخ أن جز ًء من المسؤولية االجتماعية الملقاة على‬ ‫عاتقه تتمثل في دعم األطفال والنساء والرجال الذين هربوا من بالدهم ويحتاجون للمساعدات‬ ‫إلى جانب استضافتهم داخل ألمانيا»‪.‬‬ ‫ويعتزم نادي بايرن ميونخ إقامة معسكر تدريبي خاص للشباب الالجئين خالل األسابيع المقبلة‪.‬‬ ‫وسيتدرب الشباب بمقتضى هذا المعسكر في المدينة الرياضية للنادي حيث سيتعلمون األلمانية‬ ‫فضال عن توفير المعدات الرياضية واألغذية المناسبة لهم‪.‬‬ ‫وكان العبو الفريق قاموا باصطحاب طفل من الالجئين أثناء دخولهم إلى ملعب «أليانز أرينا»‪،‬‬ ‫معقل الفريق‪ ،‬قبل مباراة أوجسبورج في الدوري األلماني لكرة القدم يوم ‪ 12‬سبتمبر‪/‬أيلول في‬ ‫لفتة إنسانية رائعة‪.‬‬ ‫مدربا ً في «خيتافي»‬ ‫أسامة بعد العرقلة ّ‬ ‫ذكرت الصحافة اإلسبانيّة‪ّ ،‬‬ ‫أن مدير المركز‬ ‫مدربي كرة القدم في نادي‬ ‫الوطني لتأهيل ّ‬ ‫ي‪ ،‬ميغيل أنخيل غاالن‪ ،‬وبعد‬ ‫خيتافي اإلسبان ّ‬ ‫أن علم ّ‬ ‫درب‬ ‫أن أسامة عبد المحسن كان قد ّ‬ ‫نادي الفتوة في دير الــزور بــدوري أندية‬ ‫الدرجة األولى في سورية‪ .‬قال في مقابلة‬ ‫إذاعيّة وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس»‪.‬‬ ‫لمدربي كرة القدم‪ ،‬لذلك‬ ‫«نحن مركز وطني‬ ‫ّ‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫زميل»‪.‬‬ ‫مدرب‬ ‫ف ّكرنا في مساعدة‬ ‫انترنت‬ ‫«بما أنّه كان لدينا عائق اللغة العربيّة‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫أحد ّ‬ ‫تطوع للمساعدة في الترجمة والذهاب إلى ألمانيا للبحث عنه»‪.‬‬ ‫طلبنا‪ ،‬م ّحمد لبروزي‪ّ ،‬‬ ‫وتأتي هذه المبادرة من إدارة خيتافي تعبيرا ً عن التضامن مع الالجئين الوافدين إلى أوروبا‪،‬‬ ‫صة عقب انتشار الفيديو األخير للمصورة المجريّة وهي تعرقل الكابتن أسامة العبد محسن‬ ‫خا ّ‬ ‫“الغضب” وابنه الصغير زيد الذي كان يحمله‪ ،‬والذي نقل على إثرها إلى المستشفى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وفي مبادرة مماثلة استقبل رئيس نادي لاير مدريد اإلسباني‪ ،‬فلورنتينو بيريز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المدرب السور ّ‬ ‫أسامة عبد المحسن برفقة نجليه محمد وزياد داخل أروقة النادي‪.‬‬ ‫تجول أفراد العائلة السوريّة في متحف سانتياغو برنابيو وتأ ّملوا الكؤوس والجوائز التي‬ ‫حيث ّ‬ ‫حصدها النادي في كرة القدم وكرة السلة‪ .‬كما قاموا بزيارة إلى ملعب سانتياغو برنابيو الخاص‬ ‫بنادي لاير مدريد‪ ،‬وتوجهوا إلى غرف تبديل المالبس الخاصة بالفريق‪ ،‬والتقطوا بعض الصور‬ ‫التذكارية بجانب خزانة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والعبين آخرين‪.‬‬ ‫صة الشرفيّة السبت‬ ‫كما ت ّم دعوة العائلة السوريّة لحضور مباراة لاير مدريد وغرناطة من المن ّ‬ ‫المقبل ضمن منافسات الدوري اإلسباني‪ ،‬وقدم للوالد هدّية شال لاير مدريد وقبعة‪.‬‬ ‫ي أسامة عبد المحسن بعد الزيارة‪« :‬إنّه حلم تحقّق‪ ،‬أنا أحبّ لاير مدريد‪،‬‬ ‫وقال‬ ‫ّ‬ ‫المدرب السور ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممتن ج ّدا ً لترحيب رئيس لاير مدريد بي»‪.‬‬ ‫هو فريقي المفضّل وفريق جميع أفراد عائلتي‪ ،‬أنا‬ ‫وأضاف «عندما كنّا في سورية كنّا نحلم معا ً بمشاهدة مباراة للاير مدريد من الملعب‪ ،‬اآلن‬ ‫سيصبح األمر حقيقة‪ ،‬أنا سعيد ج ّداً»‪.‬‬

‫رونالدو‪ :‬بعد تسجيله‬ ‫هــاتــريــك لــفــريــقــه لاير‬ ‫مدريد على ضيفه شاختار‬ ‫دونستيك حصل على لقب‬ ‫الهداف التاريخي للبطولة‬ ‫بعدما صار في جعبته ‪ 80‬هدفاً‪ ،‬كما حقق‬ ‫رقما ً قياسيا ً آخر وهو أنه أصبح أكثر من‬ ‫سجل في البطولة عبر ركــات الجزاء‬ ‫برصيد‪ 11‬ركلة جزاء‪.‬‬ ‫ليونيل ميسي‪ :‬وصل إلى‬ ‫مباراته المئوية بالبطولة‪،‬‬ ‫وبــات أصغر من وصل‬ ‫الــى المباراة المائة عن‬ ‫عمر (‪ 28‬عاماً)‪ ،‬وجاءت‬ ‫تفاصيل الـ ‪ /100/‬مباراة لميسي بـ ‪58‬‬ ‫فوز‪ 28 ،‬تعادل‪ 14 ،‬هزيمة‪.‬‬ ‫كاسياس‪ :‬بعد مشاركته‬ ‫في تعادل فريقه بورتو‬ ‫أمــام دينامو كييف على‬ ‫أرض األخير‪ ،‬وصل إلى‬ ‫مباراته رقم ‪ 151‬بالبطولة‬ ‫وعادل رقم تشافي‪ ،‬وأصبح أكثر العب في‬ ‫تاريخ البطولة مشاركة في مباريات‪ ،‬كما‬ ‫أنه بات ثاني أكثر العب مشاركة في نسخ‬ ‫البطولة بالتساوي مع أسطورة مانشستر‬ ‫يونايتد بول سكولز‪ ،‬وكالهما شارك في‬ ‫‪ 17‬نسخة‪ ،‬بينما مازال أسطورة يونايتد‬ ‫األخرى الويلزي غيغز هو األكثر مشاركة‬ ‫في نسخ التشامبيونز عبر تاريخه برصيد‬ ‫‪ 19‬بطولة‪.‬‬ ‫مولر‪ :‬العب فريق بايرن‬ ‫ميونيخ ساهم في قيادة فريقه‬ ‫لعبور فريق أوليمبياكوس‬ ‫اليوناني على ملعب األخير‬ ‫وتسجيله هدفين‪ ،‬وأصبح‬ ‫أول العب من فريق بايرن ميونيخ ومن‬ ‫العبي ألمانيا كلهم عبر التاريخ‪ ،‬يسجل في‬ ‫‪ 8‬نسخ مختلفة من البطولة‪.‬‬ ‫بنزيمة‪ :‬المهاجم الفرنسي‬ ‫والعب فريق لاير مدريد‪،‬‬ ‫تمكن من فتح باب التسجيل‬ ‫لفريقه في مرمى شاختار‬ ‫دونستيك‪ ،‬ووصل بهدفه هذا‬ ‫الى أن أصبح تاسع هداف تاريخي بالبطولة‬ ‫برصيد ‪ 43‬هدف‪.‬‬

‫سعد عالء الدين‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫اقتصاد وحقوق‬

‫السنة الثانية‬

‫‪9‬‬

‫دراسة تحليلّية‬

‫السوري**)‬ ‫االقتصادي‬ ‫اقتصادّيات حمص* (من تقرير المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكتسب حمص أه ّميّة استراتيجيّة كونها‬ ‫األكبر حجما ً من ناحية المساحة حيث تمت ّد‬ ‫على مساحة تتجاوز ‪ 42‬ألــف كم مربّع‪،‬‬ ‫وتحتوي على سهول خصبة جعلتها من أه ّم‬ ‫ي في‬ ‫مراكز الزراعة في سورية‪ ،‬فنظام الر ّ‬ ‫األول من نوعه في البالد‪ ،‬وقد جلب‬ ‫حمص هو ّ‬ ‫االزدهار للمزارعين وأدّى إلى تأسيس عدد‬ ‫من الشركات والمصانع التي تعنى بالصناعات‬ ‫الغذائيّة والمنتجات الزراعيّة والرعويّة‪.‬‬ ‫المحاصيل التي تزرع في سهول حمص تشمل‬ ‫القمح والشعير والعدس وقصب السكر والقطن‬ ‫وكروم العنب‪ ،‬وكذلك وبسبب وجود طرق‬ ‫المواصالت مع موانئ البحر األبيض المتوسّط‬ ‫سواء في سورية كالالذقيّة وطرطوس أو في‬ ‫لبنان كبيروت وطرابلس فقد جعل ذلك حمص‬ ‫ي المتّجهة‬ ‫تجذب عددا ً من قوافل النقل التجار ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن والسعوديّة والعراق‪.‬‬ ‫نحو‬ ‫مــن ناحية أخـــرى‪ ،‬تعتبر حمص موطنا ً‬ ‫للصناعات الثقيلة في البالد‪ ،‬وأكبرها شركة‬ ‫مصفاة حمص وهي شركة نفط سورية لتكرير‬ ‫النفط تتبع القطاع العا ّم‪ ،‬وهي تدير مصفاة‬ ‫حمص إحدى مصفاتي تكرير النفط الوحيدتين‬ ‫في سورية‪ ،‬وهي تعمل بطاقة ‪110,000‬‬ ‫برميل يومياً‪ ،‬لتكون األق ّل من بين المصفاتين‬ ‫تفوقها مصفاة بانياس بإنتاج ‪130،000‬‬ ‫حيث ّ‬ ‫ألف برميل في اليوم‪.‬‬ ‫األحــــوال المعيشية لــأســر فــي محافظة‬ ‫حمص***‬ ‫‪ -1‬توفّر الكهرباء في المساكن‪:‬‬ ‫متوسّط استخدام الكهرباء فــي المناطق‬ ‫المحررة عشر ساعة يوميّا ً أ ّما في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫المحاصرة ‪ 7.75‬ساعة يوميّاً‪ ،‬ومصدر‬ ‫الكهرباء بشكل عا ّم من الشبكة العا ّمة فقط‪ ،‬وال‬ ‫صة أو على‬ ‫يوجد اعتماد على المولّدات الخا ّ‬ ‫شراء األمبيرات‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة شهريّة في‬ ‫المحررة تتجاوز ‪ 368‬ل‪.‬س‪ ،‬بينما‬ ‫المناطق‬ ‫ّ‬ ‫في المناطق المحاصرة ‪ 233‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫‪ - 2‬توفّر المازوت في المساكن‪:‬‬ ‫في المناطق المحررة متوسّط كميّة االستهالك‬ ‫الشهريّة لألسرة بلغت ‪ 48‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة‬ ‫شهريّة بلغت ‪ 7676‬ل‪.‬س شهريّاً‪ ،‬بينما في‬ ‫المناطق المحاصرة متوسّط كميّة االستهالك‬ ‫الشهريّة لألسرة بلغت ‪ 28‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫تكلفة شهريّة بلغت ‪ 16000‬ل‪.‬س شهريّاً‪،‬‬ ‫وتشير البيانات ّ‬ ‫أن مادّة المازوت بشكل عام‬ ‫متوفّرة في ك ّل المناطق‪.‬‬

‫‪ - 3‬توفّر البنزين في المساكن‪:‬‬ ‫المحررة متوسّط كميّة االستهالك‬ ‫في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫الشهريّة لألسرة بلغت ‪ 45‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة‬ ‫شهريّة بلغت ‪ 6619‬ل‪.‬س شهريّاً‪ ،‬بينما في‬ ‫المناطق المحاصرة متوسّط كميّة االستهالك‬ ‫الشهريّة لألسرة بلغت ‪ 54‬ليتر‪ ،‬بمتوسّط تكلفة‬ ‫شهريّة بلغت ‪ 18237‬ل‪.‬س شهريّاً‪ ،‬وتشير‬ ‫البيانات ّ‬ ‫أن مادّة البنزين متوفّرة بشكل عا ّم في‬ ‫ك ّل المناطق‪.‬‬ ‫‪ - 4‬توفّر الغاز في المساكن‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫متوسط كميّة االستهالك الشهريّة في‬ ‫إن‬ ‫ّ‬ ‫المحررة لألسرة بلغت ‪ 9‬ليترات‪،‬‬ ‫المناطق‬ ‫ّ‬ ‫أي تقريبا ً أسطوانة غاز واحــدة‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫تكلفة شهريّة بلغت ‪ 1483‬ل‪.‬س شهريّاً‪ ،‬مادّة‬ ‫الغاز متوفّرة بنسبة ‪ ،%88‬بينما في المناطق‬ ‫المحاصرة فإن مادّة الغاز غير متوفّرة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬توفّر الحطب في المساكن‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن متوسّط كميّة االستهالك الشهرية لألسرة‬ ‫المحررة بلغت ‪ 161‬كغ‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫تكلفة شهريّة بلغت ‪ 6348‬ليرة سورية‬ ‫شهريّاً‪ ،‬ومادّة الحطب متوفّرة بنسبة ‪،%79‬‬ ‫بينما في المناطق المحاصرة فـ ّ‬ ‫ـإن متوسّط‬ ‫كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة بلغت ‪209‬‬ ‫كغ‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت ‪ 9161‬ليرة‬ ‫سوريّة شهريّاً‪ ،‬ومادّة الحطب متوفّرة بشكل‬ ‫عام في المناطق المحاصرة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬توفّر المياه في المساكن‪:‬‬ ‫صة أو من‬ ‫من الشبكة العا ّمة أو من اآلبار الخا ّ‬ ‫شراء المياه عن طريق الصهاريج‪ .‬وتبين لنا ّ‬ ‫أن‬ ‫المحررة‬ ‫نسب ‪ %100‬من األسر في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫والمناطق المحاصرة تحصل على المياه من‬ ‫الشبكة العا ّمة‪ ،‬وال تعتمد على الصهاريج‬ ‫صة في الحصول على‬ ‫وال على اآلبار الخا ّ‬ ‫المياه‪ ،‬ومتوسّط التكلفة الشهريّة ‪241‬ل‪.‬س في‬ ‫المحررة‪ ،‬وتكلفة ‪ 50‬ل‪.‬س فقط في‬ ‫المناطق‬ ‫ّ‬ ‫المناطق المحاصرة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬توفّر خصائص المساكن‪:‬‬ ‫الخدمات األساسيّة متوفّرة بنسبة ‪ ،%98‬ونسبة‬ ‫المساكن التي أ ّكد ساكنوها أنّها آمنة بلغت‬ ‫‪ ،%90‬وبالنسبة لطبيعة المسكن فلقد بلغت‬ ‫نسبة المساكن نمط الشقق حوالي ‪ ،%25‬ونسبة‬ ‫ي بلغت ‪% 75‬أيضاً‪،‬‬ ‫المساكن نمط البيت العرب ّ‬ ‫وعن ملكيّة المسكن تبيّن لنا ّ‬ ‫أن نسبة ‪%100‬من‬ ‫المساكن ملك لساكنيها‪.‬‬ ‫‪ - 8‬توفّر المساعدات اإلنسانيّة لألسر‪:‬‬ ‫المحررة‪ :‬المساعدات اإلنسانيّة‬ ‫في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫كانت كافية لبعض األسر بنسبة ‪ ،%65‬بينما‬

‫انترنت‬ ‫نسبة األسر التي تؤ ّكد ّ‬ ‫أن المساعدات اإلنسانيّة‬ ‫غير كافية بلغت ‪ ،%35‬أ ّما بالنسبة إلى أه ّم‬ ‫المشاكل التي تعترض وصول المساعدات إلى‬ ‫األسر هي‪ :‬منع النظام لوصول المساعدات‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تقدّم‬ ‫بنسبة ‪ .%47‬أ ّمــا أهـ ّم‬ ‫مساعداتها اإلنسانيّة في محافظة حمص‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ ّ‬‫منظمة األمم المتّحدة بنسبة ‪%82‬‬ ‫ي بنسبة ‪%18‬‬ ‫ الهالل األحمر السور ّ‬‫بينما في المناطق المحاصرة‪ :‬المساعدات‬ ‫اإلنسانيّة كانت كافية لبعض األســر بنسبة‬ ‫‪ ،%36‬بينما نسبة األســر التي تــؤ ّكــد ّ‬ ‫أن‬ ‫المساعدات اإلنسانّة غير كافية بلغت ‪،%64‬‬ ‫أ ّما بالنسبة إلى أه ّم المشاكل التي تعترض‬ ‫وصول المساعدات إلى األسر هي‪ :‬منع النظام‬ ‫لوصول المساعدات بنسبة ‪ ،%82‬أ ّمــا أهم‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تقدّم مساعداتها اإلنسانيّة في‬ ‫محافظة حمص‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ ّ‬‫منظمة األمم المتّحدة بنسبة ‪%91‬‬ ‫ي بنسبة ‪%9‬‬ ‫ الهالل األحمر السور ّ‬‫‪ - 9‬حالة أمان منطقة السكن‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المحررة‪ :‬أ ّكــدت األسر أن األمان‬ ‫المناطق‬ ‫ّ‬ ‫غير متوفّر بنسبة ‪ ،%21‬وهنالك أسر أ ّكدت‬ ‫ّ‬ ‫أن المنطقة التي يعيشون فيها آمنة بنسبة‬ ‫‪ّ ،%79‬‬ ‫وأن نسبة ‪ %100‬أكدوا أنّه ال توجد‬ ‫أعمال عدائيّة بالمنطقة‪ ،‬ونسبة ‪ %100‬أ ّكدوا‬ ‫أنّه ال توجد ألغام أو متف ّجرات في المنطقة‪،‬‬ ‫وأ ّكد معظم السكاّن أنّه ال يوجد هنالك قصف‬ ‫ي على المنطقة‪ ،‬وأ ّكد ما نسبته ‪%93‬‬ ‫صاروخ ّ‬ ‫ال يوجد قصف طيران على المنطقة‪ .‬المناطق‬ ‫المحاصرة‪ :‬أ ّكدت األسر ّ‬ ‫أن األمان غير متوفّر‬

‫بنسبة ‪ ،%42‬وهنالك أسر أ ّكدت ّ‬ ‫أن المنطقة‬ ‫ّ‬ ‫وأن‬ ‫التي يعيشون فيها آمنة بنسبة ‪،%58‬‬ ‫نسبة‪ %100‬أ ّكدوا أنّه ال توجد أعمال عدائيّة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬ونسبة ‪ %100‬أ ّكــدوا أنّه ال توجد‬ ‫ألغام أو متف ّجرات في المنطقة‪ ،‬وأ ّكد ما نسبته‬ ‫‪ %92‬ال يوجد قصف طيران على المنطقة‪،‬‬ ‫وأ ّكد ما نسبته ‪ %67‬أنّه ال يوجد هنالك قصف‬ ‫صارو ّخي على المنطقة‪ ،‬مقابل ‪ %33‬أ ّكدوا أنّه‬ ‫ي على المنطقة‪.‬‬ ‫يوجد قصف صاروخ ّ‬ ‫التوصيات‪:‬‬ ‫ي المجالس‬ ‫السور‬ ‫ي‬ ‫االقتصاد‬ ‫المنتدى‬ ‫أوصى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحلّيّة بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬نطالب المؤسّسات اإلعالميّة (المحلّيّة‬ ‫– العربيّة – العالميّة)‪ ،‬بالتعامل بمهنيّة مع‬ ‫المناطق المحاصرة والمنكوبة في سورية‪،‬‬ ‫وتسليط الضوء على المأساة اإلنسانيّة الحاصلة‬ ‫في تلك المناطق‪ ،‬ونقل الــواقــع بصورته‬ ‫الحقيقيّة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بما ّ‬ ‫أن مستويات المعيشة في المناطق‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المحاصرة صعبة ج ّدا‪ ،‬نطالب األمم المتحدة‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات حقوق اإلنــســان والـــدول دائمة‬ ‫ّ‬ ‫العضوية في مجلس األمن‪ ،‬والمنظمات العاملة‬ ‫ي كافّة‪ ،‬بالعمل على ّ‬ ‫فك الحصار‬ ‫بالشأن السور ّ‬ ‫عن المناطق المحاصرة في حمص‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بسبب الفارق الكبير في أسعار المحروقات‬ ‫(الــمــازوت‪ ،‬البنزين‪ ،‬الغاز) بين المناطق‬ ‫المحررة والمناطق المحاصرة يجب أن تعمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫المجالس المحلّيّة بالتنسيق مع‬ ‫الداعمة على إيجاد طريقة إلدخال المحروقات‬

‫الجنسـّيـة الـتـركّيــة‬

‫األصول‪ ،‬الزواج‪ ،‬التبنّي‪ ،‬االستثنائ ّي‬ ‫تنتهــج الحكومــة‬ ‫سياســة‬ ‫التركيــّة‬ ‫جنســيّتها‬ ‫منــح‬ ‫لــأجــانــــــــب علــى‬ ‫ّ‬ ‫حــق الــدم‪،‬‬ ‫أســاس‬ ‫مــــــــع قليــل مــن‬ ‫الــحــــــــاالت التــي‬ ‫تمنحهــا علــى أســس‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وقد أتاحــت القوانيــن التركيــّة لألجنبــ ّ‬ ‫ّ‬ ‫حــق التقــدّم بطلــب الحصــول علــى‬ ‫الجنســيّة التركيـّـة فــي حــاالت سوى اإلقامة‬ ‫على األراضي التركيّة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من يملك ثبوتيّات تؤ ّكد أصوله التركيّة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الزواج من مواطن أو مواطنة تركيّة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التجنّس بالتبنّي‪.‬‬ ‫ي‪.‬‬ ‫حكوم‬ ‫بقرار‬ ‫ي‬ ‫االستثنائ‬ ‫‪ - 4‬منح الجنسيّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفيما يلي تفصيل ك ّل حالة‪:‬‬ ‫أوالً – المنحدر من أصول تركيّة (عثمانيّة)‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫حيــث يتقــدّم بطلــب الجنســيّة بعــد أن يبــرز‬ ‫الوثائــق والمســتندات التــي تثبــت ذلــك‬ ‫ويشــترط أن تكــون مترجمــة ومصدّقــة‬ ‫مــن الكاتــب بالعــدل (النوتيــر) ثــ ّم مــن‬ ‫القائــم مقــام أو دائــرة الوالــي ويتــ ّم تقييمهــا‬ ‫حســب األصــول‪ ،‬كمــا يمكــن للقنصليــّات‬ ‫والســفارات بالخــارج أن تتلقّــى طلبــات‬ ‫التجنّــس المرفقــة بالوثائــق دون حضــور‬ ‫الشــخص لألراضــي التركيـّـة‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬الزواج من مواطن أو مواطنة تركيّة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الحصــول علــى الجنســيّة التركيـّـة عــن‬ ‫طريــق الــزواج هــو أمــر شــائع‪ ،‬وهــو‬ ‫أســهل مــن الطــرق األخــرى ّ‬ ‫ألن االشــتراط‬ ‫الوحيد هو اســتمراريّة الــزواج لمــدّة ثـالث‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ســنوات‪ :‬حيــث‬ ‫يحــق للطــرف األجنب ّ‬ ‫ي أو تركيّــة أن يتقــدّم‬ ‫تركــ‬ ‫المتــزوج مــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بطلــب منحــه الجنســيّة التركيّــة‪ ،‬وال يعنــي‬ ‫ّ‬ ‫حــق تقديــم الطلــب قبولــه بالضــرورة!‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ّ‬ ‫ألن الحكومــة التركيّــة تحــرص وتســتوثق‬ ‫مــن اســتمرار الــزواج لمــدّة ثالث ســنوات‬ ‫مســتقر وأنــّه تأسّــس علــى نيّــة‬ ‫بشــكل‬ ‫ّ‬ ‫إنشــاء أســرة‪ ،‬وليــس زواجــا ً صوريّــا ً‬ ‫ألهــداف مغايــرة وأنــّه لــم يبــدر مــن‬ ‫تصــرف ينبــئ عــن خـالف‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الزوجيــن أ ّ‬ ‫أن الحكومــة تتأ ّكــد ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬كمــا ّ‬ ‫أن الزواج‬ ‫ي‬ ‫ال يشــ ّكل أ ّ‬ ‫ي خطــر علــى األمــن القومــ ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫التركــ ّ‬ ‫ وإذا حصلــت حادثــة وفــاة للزوجــة أو‬‫ي بعــد تقديــم طلــب التجنّــس‬ ‫الــزوج التركــ ّ‬ ‫تتحــرى الحكومــة التركيـّـة عــن شــرط‬ ‫(فـال‬ ‫ّ‬ ‫إثبــات ّ‬ ‫أن الــزواج تأســّس بنيّــة تأســيس‬ ‫األســرة)‪.‬‬ ‫أمــّا إذا صــدر حكــم‬ ‫بالطـالق أو التفريــق‬ ‫بعــد الحصــول علــى‬ ‫الجنســيّة هنــا ينظــر الحصــول علــى‬ ‫إلــى نيّــة الطــرف الجنســ ّية الرتكي ّــة‬ ‫ي‪،‬‬ ‫األجــنــبــــــ ـ ّ‬ ‫فــإن عــــــــن طريــق‬ ‫ُنــي الــزواج بنيـّـة‬ ‫ب َ‬ ‫تأســيس األســــــــرة الــزواج هــو أمــر‬ ‫واالســــــــتــمــراريّــة شــــــــائــع‪ ،‬وهــو‬ ‫فيحتفــظ الطــرف‬ ‫األجنبــ ّي بالجنســيّة أســــــــهــل مــن‬ ‫الــتــركــيـــ ــّــة التــي الطــرق األخــرى‬ ‫حصــل عليهــا‪.‬‬

‫ي‪:‬‬ ‫حكوم ّ‬ ‫ي للســلطة‬ ‫يتيــح قانــون الجنســيّة التركــ ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يمنــح‬ ‫التنفيذيـّـة ولمجلــس الــوزراء أن‬ ‫ّ‬ ‫ي الجنســيّة التركيــّة إذا كان ال يمثـّـل‬ ‫أجنبــ ّ‬ ‫ً‬ ‫ي أو األمــن‬ ‫القومــ‬ ‫األمــن‬ ‫علــى‬ ‫ا‬ ‫خطــر‬ ‫ّ‬ ‫العــام‪ ،‬وكان مــن إحــدى الحــاالت التاليــة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مــن يعتقــد أنّهــم ســيقدّمون خدمــات‬ ‫عظيمــة لتركيــّة فــي مجــال الصناعــة‬ ‫ي أو االقتصــادي‬ ‫أو العلــم أو التكنولوجــ ّ‬ ‫ي‬ ‫ي أو الثقافــ ّ‬ ‫ي أو الرياضــ ّ‬ ‫أو االجتماعــ ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫والفنــ ّ‬ ‫ي أن يحصل‬ ‫ب‪ -‬من يعتقد أنّه من الضرور ّ‬ ‫على الجنسيّة التركيّة‪.‬‬ ‫ت‪ -‬المحسوب على أنّه مهاجر إذا ت ّم تصنيفه‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫وليــس خافيــا ً ّ‬ ‫أن الحكومــة التركيّــة تتمتــّع‬ ‫فــي ك ّل هــذه الحــاالت بســلطة تقديريــّة‬ ‫مطلقــة بقراراتهــا‪ ،‬ولكــن يمكــن لطالــب‬ ‫التجنّــس اســتئناف قــرار الرفــض أمــام‬ ‫صــة بقضايــا الجنســيّة‬ ‫محكمــة الصلــح المخت ّ‬ ‫فــإذا تبيــّن ّ‬ ‫أن الســلطة التنفيذيـّـة كانــت‬ ‫متعسـّـفة بقرارهــا ولــم يكــن قرارهــا مبنيّــا ً‬ ‫ّ‬ ‫صــة‬ ‫علــى أســبابه‬ ‫فــإن المحكمــة المخت ّ‬ ‫تبطــل قــرار الحكومــة وتمنــح المســتأنف‬ ‫ي‪.‬‬ ‫الجنســيّة بقــرار قطعــ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي مــن الحــاالت‬ ‫إن مــن يحقــّق شــروط أ ّ‬ ‫الســابقة يســتطيع تقديــم الطلــب لدائــرة‬ ‫النفــوس للحصــول علــى الجنســيّة‪ ،‬حيــث‬ ‫الملــف والوثائــق المرفقــة بــه‬ ‫تتــ ّم دراســة‬ ‫ّ‬ ‫صــة‪ ،‬ولــدى التأكـّـد‬ ‫مــن قبــل اللجنــة المخت ّ‬ ‫الملــف إلــى‬ ‫يرفــع‬ ‫مــن اســتيفاء الشــروط‬ ‫ّ‬ ‫مجلــس الــوزراء الــذي يتّخــذ القــرار‬ ‫ي‪ ،‬وفــي بعــض األحيــان يطلــب‬ ‫النهائــ ّ‬ ‫ي أن يتخلـّـى عــن جنســيّته‬ ‫مــن األجنبــ ّ‬ ‫األصليّــة ليتــ ّم منحــه الجنســيّة التركيّــة وال‬ ‫يعتبــر هــذا األمــر بالضــرورة عائقــا ً أمــام‬ ‫الســلطة التنفيذيــّة للموافقــة علــى الطلــب‪.‬‬

‫ي بقرار‬ ‫رابــعـا ً ‪ -‬منح الجنسيّة االستثنائ ّ‬

‫صوان‬ ‫المحامي‪ :‬أحمد ّ‬

‫ثالثا ً ‪ -‬التجنّس بالتبنّي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫فــإن القانــون‬ ‫ي‪،‬‬ ‫خالفا ً للقانــون الســور ّ‬ ‫ي يبيــح التبنـّـي‪ ،‬وعليــه فــإذا تبنـّـى‬ ‫التركــ ّ‬ ‫ي (أو األســـــرة التركيـّـة)‬ ‫المواطــن التركــ ّ‬ ‫أجنبيّــا ً غيــر بالغ‪ ،‬وثبــت ّ‬ ‫أن هــذا التبنـّـي‬ ‫ي‬ ‫ال يمثــّل أ ّ‬ ‫ي خطــر علــى األمــن القومــ ّ‬ ‫واألمــن العــا ّم فيحصــل هــذا القاصــر‬ ‫ي علــى الجنســيّة التركيّــة بشــكل‬ ‫األجنبــ ّ‬ ‫ي عنــد توثيــق هــذا التبنـّـي‪.‬‬ ‫وفــور‬ ‫ناجــز‬ ‫ّ‬

‫إلى المناطق المحاصرة‪ ،‬وذلك من خالل إيجاد‬ ‫شريك مقبول لدى نظام األسد مثل العمل مع‬ ‫ي‪.‬‬ ‫الهالل األحمر العربي السور ّ‬ ‫صة في المناطق‬ ‫‪ - 4‬توعية المواطنين خا ّ‬ ‫باالعتماد على لحم الفروج والبيض لتأمين‬ ‫احتياجاتهم الغذائيّة من الدهنيّات البروتينات‬ ‫بسبب االرتفاع الكبير في أسعار لحوم الغنم‬ ‫ولحوم البقر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تعمل المجالس المحلّيّة بالتنسيق مع‬ ‫ّ‬ ‫ي دورات تدريبيّة‬ ‫منظمات المجتمع المدن ّ‬ ‫للمواطنين حــول بعض مشاريع االقتصاد‬ ‫صة الزراعات المنزليّة‬ ‫ي وخا ّ‬ ‫ي المنزل ّ‬ ‫الزراع ّ‬ ‫وتربية المواشي والدواجن لتأمين مادّة اللحوم‬ ‫والبيض والبرغل وغيرها‪.‬‬

‫االقتصادي‬ ‫المحرر‬ ‫إعداد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫*اإلصدار‪ /.7/‬من سلسلة التقرير الدوريّة‪ ،‬آب‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ي السور ّ‬ ‫‪ -2015‬المنتدى االقتصاد ّ‬ ‫ي هو مؤسّسة‬ ‫**ال ُمنتدى االقتصادي السور ّ‬ ‫ُكرس عمله لبناء وطن‬ ‫فكريّة بحثيّة ابتكاريّة ي ّ‬ ‫ي‬ ‫ُح ٍ ّر‪ ،‬ت َعدّدي و ُمستقل‪ .‬يعتمد على اقتصاد قو ّ‬ ‫يهدف إلى ضمان تحقيق حياة ُح ّرة وكريمة‬ ‫للسوريّين كافّة‪.‬‬ ‫ي بتدريب‬ ‫ي السور ّ‬ ‫***قام المنتدى االقتصاد ّ‬ ‫عدّة أشخاص سوريّين‪ ،‬بوصفهم نقاط ارتكاز‬ ‫المحررة لجمع‬ ‫داخــل سورية في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫واالقتصاد‬ ‫ي‬ ‫االجتماع‬ ‫البيانات عن الواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي في سورية‪.‬‬ ‫واالجتماع ّ‬

‫عصفور ّ‬ ‫طل من الشبّاك‬

‫أهذه هي خالفتكم ومعتقداتكم؟‬

‫(انترنت)‬

‫مر عامان‬ ‫ّ‬

‫ي‬ ‫في ‪ 13‬آب ‪ 2014‬كتب باسل جنيد ّ‬ ‫في العربيّة نت‪ :‬وتحت عنوان «عاشقان‬ ‫منسيان في سجون «داعش»‪:‬‬ ‫يذكر س ّكان مدينة «األتــارب» في ريف‬ ‫ي‪ ،‬مشهد ابنة قريتهم «سمر‬ ‫حلب الشمال ّ‬ ‫صالح» تستجديهم‪ ،‬بينما ي َج ّرها ملثّمون‬ ‫من شعرها أمام مرأى والدتها ووسط ذهول‬ ‫الجميع وخوفهم‪ .‬وضعوها يومها برفقة‬ ‫خطيبها «مح ّمد العمر» في سيارة تتبع لـ‬ ‫«داعش»‪ ،‬واقتادوهما إلى مصير مجهول‬ ‫تحت تهديد السالح‪.‬‬ ‫كان العاشقان‪ ،‬مح ّمد وسمر‪ ،‬يقومان حينها‬ ‫بتصوير ضحكات األطــفــال في المدينة‬ ‫المهدّمة بقصف النظام‪ ،‬ولم يخطر ببالهما‬ ‫شبح االعتقال أو االختطاف‪ ،‬فقد خرجا‬ ‫أخيرا ً من مناطق سيطرة النظام بعد أن‬ ‫ي‬ ‫الحقتهما وسجنتهما ّ‬ ‫قوات األمن السور ّ‬ ‫مرارا ً بسبب نشاطاتهما في الثورة السوريّة‪،‬‬ ‫يكاد جميع ثـ ّـوار مدينة «حلب» يعرفون‬ ‫«سمر» التي كانت من أوائل من عملوا‬ ‫بإغاثة الالجئين والمصابين حينما كان ُحكم‬ ‫ذلك القتل أو االعتقال في أحسن األحوال‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وال يغيب اسم «مح ّمد‬ ‫بعرف ّ‬ ‫ي منذ بداية‬ ‫وإعالم‬ ‫ي‬ ‫سلم‬ ‫كثائر‬ ‫العمر»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الثورة‪.‬‬ ‫مر اليوم عام بالتمام على اختطاف العاشقين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقول والدة سمر ّ‬ ‫إن الخبر الوحيد الذي أتاها‬ ‫عن ابنتها من أحدهم‪ ،‬أنّهم يوم اختطفوها‬ ‫حلقوا لها شعرها كامالً وضربوها‪ ،‬ويكتب‬ ‫والد سمر في صفحته على «فيسبوك» في‬ ‫ذكرى مرور عام على اختفاء ابنته‪ ،‬يسألها‪:‬‬ ‫«ماذا تفعلين يا حبيبتي اآلن وهل تعذّبين أو‬ ‫تضربين ‪ ..‬أو ‪ ،»!!..‬ث ّم يسترسل مو ّجها ً‬ ‫حديثه لـ «داعــش»‪« :‬أهــذه هي خالفتكم‬ ‫ومعتقداتكم؟ هل سبق لخليفة من الخلفاء‬ ‫أن فعل ذلك؟ اختطف الحرائر من الفتيات‬ ‫وحرمهن من ك ّل شيء ولو باتصا ٍل واحد‬ ‫ّ‬ ‫بأهاليهن!؟»‬ ‫أخت عند النظام‪ ..‬وأخرى عند «داعش»‬ ‫لم تعرف «ميسا» شقيقة سمر بخبر اختطاف‬ ‫أختها ّإل بعد شهور طويلة‪ ،‬ففي مفارقة تبدو‬ ‫مؤلمة ح ّد الغرابة‪ ،‬كانت «ميسا» مغيّبة‬ ‫عن العالم في سجون النظام في الوقت الذي‬ ‫أودعــت فيه سمر في سجون «داعــش»‪،‬‬ ‫وما كانت لتعرف باألمر حتّى اليوم لوال ّ‬ ‫أن‬ ‫النظام أطلق سراحها في مبادل ٍة مع الجيش‬ ‫الحر على األسرى اللبنانيّين الذين اختطفوا‬ ‫ّ‬ ‫في «أعزاز»‪.‬‬ ‫تظهر «ميسا» في صورة التقطتها «هيومن‬ ‫رايتس ووتش» تناشد العالم ‪ -‬بالفتة ترفعها‬ ‫ للتد ّخل من أجل إطــاق ســراح أختها‪،‬‬‫فالعالم الذي استطاع إعادة البسمة ألهالي‬ ‫الصحافيّين اإلسبانيين ‪ -‬بعد أن أطلق‬ ‫سراحهما من سجون «داعش» ‪ -‬يستطيع إن‬ ‫أراد حقّا ً أن يعيد البسمة لذوي سمر‪ ،‬بحسب‬ ‫ما تقول الالفتة‪ ،‬وتستدرك ميسا لـ «العربية‪.‬‬ ‫نت» مع ذكرى مرور عام‪« :‬ربّما ال يهت ّم‬ ‫خاطفوها بالمعاني اإلنسانيّة وال القانونيّة‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬وال يقنعهم‬ ‫وال يعنيهم االستجداء العاطف ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحق لنا معرفة إن كانت‬ ‫أنّنا وبشرعِ الدين‬ ‫سمر على قيد الحياة أم ال»؟!‬ ‫واليوم‪ ،‬صاروا أكثر من عامين‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫ثقافة‬

‫السنة الثانية‬

‫قراءة في تقرير‬

‫تشابه فضائح الطغاة‬

‫كائن بعشرات األسماء‪،‬‬ ‫لم يعد حّياً‬ ‫من ألقابه‪ :‬مستر بارانويا‪ ،‬زنقه زنقة‪،‬‬ ‫ســس جمهوريّة الــكــذب‪ ،‬ملك ملوك‬ ‫مــؤ ّ‬ ‫أفريقيا‪ ،...‬وغيرها العشرات من األلقاب‪.‬‬ ‫ولد عام ‪ 1942‬في قرية تدعى «جهنّم» قرب‬ ‫مدينة «سرت» الليبيّة‪.‬‬ ‫من هو هذا الرجل؟‬ ‫هكذا يتساءل «رمزي المنياوي» في الفصل‬ ‫األول من كتابه «رجــل من جهنّم»* بعد‬ ‫ّ‬ ‫المقدّمة والفصل التمهيدي اللذان يبدأان‬ ‫ويعرضان بداية حياة القذّافي في الفقر المدفع‬ ‫مرورا ً بانقالبه وجرائمه في قتل ‪ 600‬معتقل‬ ‫ي في سجن «بو سالم» وصوالً إلى نهاية‬ ‫سياس ّ‬ ‫حياته يوم الخميس ‪ ،2011 – 10 – 20‬حين‬ ‫ي وفقد الحياة‬ ‫ُوجد في أنبوب للصرف الص ّح ّ‬ ‫بعد أق ّل من ساعة‪ ،‬حسب معظم الروايات‪.‬‬ ‫يستند الكتاب في فصله الثاني عند الحديث‬ ‫عن جذور «القذّافي» إلى مصادر مختلفة‬ ‫منها صحف إسرائيليّة وكتاب «أوراق‬ ‫الموساد المفقودة» لضابط المخابرات‬ ‫األميركيّة السابق «جاك تايلور» ليثبت ّ‬ ‫أن أ ّم‬ ‫ي» يهوديّة األصل وليبني الكاتب على‬ ‫«القذّاف ّ‬ ‫وتصرفات هذا‬ ‫ذلك تفسيرات لمجمل صعود‬ ‫ّ‬ ‫ي»‪.‬‬ ‫«اليهود ّ‬ ‫يفرد «المنياوي» الفصل الثالث من كتابه‬ ‫لزوجة القذّافي الثانية «صفيّة فركاش»‬ ‫الممرضة التي بلغت ثروتها ‪ 30‬مليار دوالر‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الدول‬ ‫التحالف‬ ‫عنها‬ ‫كشف‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫إحصائ‬ ‫حسب‬ ‫ّ‬ ‫لمحاكمة مجرمي الحرب «إيكاوس» حين‬ ‫بلغت ثــروة «العقيد» ‪ 80‬مليار دوالر!‪.‬‬ ‫يتناول الفصل الرابع «مح ّمد القذّافي» وهو‬ ‫االبن الوحيد من الزوجة األولى‪ ،‬والذي لم‬ ‫ينفصل عن االمبراطوريّة االقتصاديّة التي‬ ‫امتلكتها العائلة‪ ،‬وسيطرة «مح ّمد» على‬ ‫شركات االتصال وغيرها من القطاعات‬ ‫كاللجنة األولمبيّة وشركة «كوكا كوال»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫صة الــحــبّ الملتهبة بين الممثلة‬ ‫تأتي ق ّ‬ ‫اإلسرائيليّة و «سيف اإلسالم» وهو االبن‬ ‫األول من الزوجة الثانيّة في الفصل الخامس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صلة عن‬ ‫ويورد الكتاب بدقّة المعلومات المف ّ‬

‫ي وشهاداته‬ ‫تسلسل «سيف اإلسالم» الدراس ّ‬ ‫«العليا» واهتماماته ومساهماته في تسوية‬ ‫ملف «لوكربي» المتعلّق بإسقاط طائرة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫النوو‬ ‫البرنامج‬ ‫تفكيك‬ ‫في‬ ‫دوره‬ ‫كذلك‬ ‫ّة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مدن‬ ‫ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫الليب ّ‬ ‫و يقتبس الكاتب كلمات عارضة األزيــاء‬ ‫تزوجها «سيف‬ ‫التركيّة «إبرو شنجي» التي ّ‬ ‫اإلســام» لثالث سنوات‪ ،‬وعاشوا «حياة‬ ‫«حريّات» التركيّة‬ ‫الملوك»‪ ،‬وقولها لصحيفة‬ ‫ّ‬ ‫وتصرفات أهله بالغريبة‪..‬‬ ‫تصرفاته‬ ‫واصفة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأنّه وعائلته مجانين بمعنى الكلمة‪.‬‬ ‫وفي نهاية هذا الفصل تفاصيل إلقاء القبض‬ ‫عليه ومرافقيه‪ .‬أ ّمــا في الفصل السادس‬ ‫فحكاية الشيخ والعربيد والعب الكرة والمنتج‬ ‫ي «الساعدي» االبــن الثالث ذو‬ ‫السينمائ ّ‬ ‫المغامرات بل الفضائح التي مألت أخبارها‬ ‫وسائل اإلعــام‪ ،‬وكان سعر بيته في لندن‪،‬‬ ‫فقط‪ 11 ،‬مليون جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫تبقى فضائح «عائشة» وبذخها وحصولها‬ ‫على الدكتوراه وهي المعروفة بفشلها في‬ ‫التعليم ووصولها إلى رتبة فريق في الجيش!‬ ‫ويكمل الفصل باختصار التعريف بأبناء‬ ‫القذّافي «المعتصم‪ ،‬هانيبال‪ ،‬خميس‪ ،‬سيف‬ ‫الــعــرب» وغرائبهم وجرائمهم وهدرهم‬ ‫للماليين من الدوالرات‪.‬‬ ‫يعود كتاب «رجــل من جهنّم» في فصله‬ ‫الثامن إلــى تحليل الشخصيّة الرئيسيّة‪،‬‬ ‫صصا ً في تحليل‬ ‫معتمدا ً مركزا ً أميركيّا ً متخ ّ‬ ‫شخصيّات زعماء العالم‪ ،‬ليقول عنه‪ :‬صاحب‬ ‫شخصيّة نرجسيّة مريضة بجنون العظمة‪.‬‬ ‫ويجمع الكاتب مختلف اآلراء التي تتّفق على‬ ‫ي وجنونه وليس‬ ‫اضطراب القذّافي النفس ّ‬ ‫عبقريّته‪.‬‬ ‫األول من الكتاب‪ ،‬يورد الكاتب‬ ‫في ختام الباب ّ‬ ‫ي للقذّافي «عبد السالم‬ ‫أقوال الحارس الشخص ّ‬ ‫ّ‬ ‫«إن ملك‬ ‫الندّاب» في حوارات مختلفة مثل‬ ‫ملوك أفريقيا كان شيطانا ً في حياته الشخصيّة‬ ‫وكان غارقا ً في الرزيلة والمجون وال يصلّي‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫وال يصوم»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الباب الثاني من الكتاب بعنوان «القذافي وجبة‬ ‫سياسيّة مسمومة»‪ ،‬ويسرد فيه «المنياوي»‬ ‫أحــداث انقالب ‪ 1969‬في ليبيا الــذي قاده‬ ‫المالزم ّأول «مع ّمر القذّافي» ومسؤوليّته عن‬ ‫ي منذ‬ ‫القتل الذي رافق ذلك‪ ،‬وأسلوبه اإلجرام ّ‬ ‫ذلك الوقت المب ّكر الستالمه السلطة‪ ،‬وقمع‬ ‫مناحي الحياة كافّة‪.‬‬ ‫يستمر الفصل الثاني في سبر هذه الشخصيّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تصرفاتها على الصعد المحليّة‬ ‫عبر مالحقة‬ ‫ّ‬ ‫واإلقليميّة والدوليّة‪ ،‬كأحد طغاة العالم‪،‬‬ ‫وكجالد مؤسّس لجمهوريّة الكذب‪ .‬ويصف‬ ‫ي في‬ ‫عهده بـ ‪ 42‬عاما ً من الجنون السياس ّ‬ ‫الفصل الثالث مكثّفا ً ما سبق من فصول الباب‬ ‫وتطرف‬ ‫األول ومضيفا ً تفاصيل من غرائب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطاغية وتدخالته المجنونة في االنتخابات‬ ‫األميركيّة‪ ،‬أو القضيّة الفلسطينيّة وخلق‬ ‫«البوليساريو»‪.‬‬ ‫ي مقابل‬ ‫والنوو‬ ‫الطائرة»‬ ‫«الخيمة‬ ‫ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫الخيمة‪ ،‬تناولها الكتاب في الفصل الرابع‬ ‫وكيف كان القذّافي ينثر األزمــات في ك ّل‬ ‫ي» عمليّة‬ ‫مكان يح ّل فيه‪ .‬ث ّم يفضح «المنياو ّ‬ ‫النصب التي نفّذت باسم «النهر العظيم» في‬ ‫الفصل التالي باألرقام والتواريخ الخدع و‬ ‫«المسرحيّات» بغية تغطية الفساد والفشل‬ ‫وغباء المشروع أساساً‪.‬‬ ‫يفرد الكتاب فصله السادس إلرهاب القذّافي‬ ‫بعنوان‪« :‬جماهيريّة اإلرهــاب العظمى»‬ ‫ي» المتمثّل‬ ‫مبرزا ً دور «الثالوث اإلرهاب ّ‬ ‫بحركة «اللجان الثوريّة» وهيئة «أمن‬ ‫الجماهيريّة» و «كتائب األمن» في صناعة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وأفعال الشخصيّات الليبيّة وغيرها‬ ‫تحت تخطيط وإشراف القذّافي‪ ،‬ليعود المؤلّف‬ ‫مرة أخرى على ربط ذلك بإسرائيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في الفصل السابع يشرح الكتاب خلفيّات‬ ‫وأحداث «مجزرة بوسليم» باألسماء واألبعاد‬ ‫والقياسات‪ ،‬وبالساعة والدقيقة‪ .‬وكيف قُتل‬ ‫ّ‬ ‫العزل‪.‬‬ ‫فيها المئات من المعتقلين السياسيّين‬ ‫ويستند في الفصل الثامن الذي يكشف عمليّة‬ ‫خطف وزراء «األوبــيــك» إلــى «غسّان‬ ‫شربل» في كتابه «أسرار الصندوق األسود»‬ ‫ليكشف ّ‬ ‫أن وراء عمليّة الخطف ليس «صدّام‬ ‫حسين» بل القذّافي أيضاً‪ ،‬بواسطة الوثيقة‬ ‫التي ّ‬ ‫خطها «كارلوس» بيده‪ .‬وكذلك الفصل‬ ‫التالي من جهة فضائح االستثمارات وما كان‬ ‫ي بأرقام‬ ‫يت ّم من نهب لثروات الشعب الليب ّ‬ ‫تبدأ بماليين الدوالرات‪ .‬وفيما يليه من سؤال‬ ‫عن ثروة ناتجة من النهب وقد قدّرها البعض‬ ‫حسب الفصل التاسع من الكتاب بـ ‪ 131‬مليار‬ ‫دوالر!!‪.‬‬ ‫يبسط «رمزي الميناوي» العديد من التحقيقات‬ ‫والمقاالت والشهادات التي تناولتها وسائل‬ ‫اإلعالم العربيّة العالميّة فيما يتّصل باستهتار‬ ‫ي والشعوب والدول‬ ‫القذّافي بحياة الشعب الليب ّ‬ ‫األخرى كذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الباب الثالث من كتاب «رجل من جهنم»‬ ‫التشوه واإلجــرام الذي‬ ‫يتّجه نحو تصوير‬ ‫ّ‬ ‫مارسه القذّافي في مجاالت الثقافة والفكر‪،‬‬ ‫تطرفها تصبح أفكاره وأفعاله مثيرة‬ ‫ولشدّة‬ ‫ّ‬ ‫للضحك‪ ،‬مع عظمة وحشيّتها وفظاعتها‪ .‬فهو‬ ‫مف ّكر ومؤلّف أغان وقصص‪ ،‬وله «الكتاب‬ ‫األخضر» الذي اعتبره «النظريّة العالميّة‬ ‫الثالثة» وأطلق على نفسه اسما ً جديدا ً فيه‬ ‫وهو «مبعوث العناية اإللهيّة»‪.‬‬ ‫رواية «الزعيم يحلق شعره» للكاتب «إدريس‬ ‫علي» تتناول أوضاع ليبيا في السبعينات‪،‬‬ ‫ويأتي «المنياوي» على ذكرها للمزيد من‬ ‫يتطرأ‬ ‫إيضاح صورة هذا الرجل المستبدّ‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫إلى ما يمكن أن يس ّمى قصص كتبها القذّافي‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫الباب الرابع عن المرأة في سلوك القذّافي‬ ‫وتناقضاته بل شــذوذه تجاه المرأة كما في‬ ‫مجمل حياته الذي يتجاوز الهوس إلى ح ّد‬ ‫الوقوع في «حــبّ » من طــرف واحــد مع‬ ‫«كوندوليزا رايــس» وحجم الهدايا إليها‬ ‫واعترافها بالرعب منه!‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عددهن إلى‬ ‫لكن للحارسات اللواتي يصل‬ ‫ً‬ ‫‪ 400‬امرأة شروطا أحدها‪ :‬احتراف القتل!‬ ‫سر نساء أوكرانيا‬ ‫كما يكشف الفصل الرابع ّ‬ ‫في حياة القذّافي الجنسيّة المنحرفة‪ .‬وأخيرا ً‬ ‫خطفه لنساء ضبّاطه واغتصابه لنساء وحتّى‬ ‫ّ‬ ‫السن!!!‬ ‫لذكور صغار وكبار في‬ ‫عجائب تثير االشمئزاز‪ ،‬وقد ال تصدّق لوال‬ ‫تكرارها أو توفّر الكثير من الوثائق التي‬ ‫تؤ ّكدها‪.‬‬ ‫في الباب الخامس يصل الكتاب إلى أوائل‬ ‫أيّام الثورة الليبيّة‪ ،‬وهتافات «الشعب يريد‬ ‫عالج الزعيم» ر ّدا ً على خطاباته الهستيريّة‬ ‫وهلوساته وخروجه عن ك ّل معقول‪ ،‬كرجل‬ ‫من جهنّم‪.‬‬

‫حسيب م‪ .‬عدي‬

‫*رمزي المنياوي – رجل من جهنّم‪ :‬أشهر فضائحه‬ ‫ي ‪2012‬‬ ‫السياسيّة والنسائيّة – دار الكتاب العرب ّ‬

‫المدني في سورية‬ ‫خريطة الحراك‬ ‫ّ‬ ‫أصدرت من ّ‬ ‫ي في سورية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2015 - 9 – 14‬كمرحلة أولى‪ .‬وهذه‬ ‫ظمة «مواطنون ألجل سوريا» تقريرا ً إلنشاء خريطة الحراك المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫المن ّ‬ ‫ّ‬ ‫سست في برلين ‪ -‬ألمانيا في العام ‪ 2013‬مع وجود لكوادر المنظمة في سورية وتركيا‪ .‬وتؤمن‬ ‫تعرف عن نفسها بأنها غير ربحيّة تأ ّ‬ ‫ظمة كما ّ‬ ‫هذه المن ّ‬ ‫ي للديمقراطيّة ولالستقرار وللتنميّة المستدامة‪.‬‬ ‫ي هو الحامل الحقيق ّ‬ ‫ظمة بأنّ المجتمع المدن ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويهدف التقرير الصادر عنها إلى إعطاء‬ ‫السوري ونشاطه‪ ،‬وذلك عن طريق إظهار نتائج المسح ّ‬ ‫ّ‬ ‫األول ّ‬ ‫تصور عام عن وضع الحراك المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫(الك ّمي) وتحليلها بناء على المعطيات األساسيّة لديها وهي االختصاصات وأماكن النشاط‪.‬‬ ‫صل إليها الفريق كان توصيف ّ‬ ‫ي حسب االختصاص على الشكل التالي‪:‬‬ ‫وبحسب النتائج التي تو ّ‬ ‫توزع العمل المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫من ّ‬ ‫ظمات مدنيّة ومناصرة‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬اإلغاثة‪ ،‬التعليم واألبحاث‪ ،‬الص ّحة‪ ،‬الخدمات االجتماعيّة‪ ،‬نوا ٍد اجتماعيّة وإبداعيّة‪ ،‬التنمية واإلسكان‪ ،‬منظمات‬ ‫سياسيّة‪ ،‬البيئة‪ ،‬ثقافة وفنّ ‪ ،‬من ّ‬ ‫التطوع‪ ،‬وأخرى غيرها‪.‬‬ ‫ظمات مانحة وتشجيع‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما توصيف ّ‬ ‫ي حسب المناطق السوريّة فكان بحسب الخريطة‪:‬‬ ‫توزع العمل المدن ّ‬

‫خريطة توضح كثافة املنظّامت يف املحافظات (اللون األغمق يف الحسكة ‪ 161‬منظّمة‪ ،‬واألفتح يف الرقّة منظّمة واحــدة)‪.‬‬ ‫نتائج عا ّمة واستنتاجات‪:‬‬ ‫األولي إلى‬ ‫تو ّ‬ ‫صل التقرير الناتج عن المسح ّ‬ ‫نتائج عا ّمة واستنتاجات وردها التقرير على‬ ‫األوليّة التي تعطي‬ ‫شكل مجموعة من النتائج ّ‬ ‫ي‬ ‫ي السور ّ‬ ‫فكرة مقبولة عن واقع المجتمع المدن ّ‬ ‫وكيفيّة ّ‬ ‫توزعه ومناطق عمله‪.‬‬ ‫ي نحو ‪ 802‬جهة مدنيّة‬ ‫شمل المس ّح ّ‬ ‫األولــ ّ‬ ‫على الرغم من وجود بيانات ألكثر من ‪900‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‪ ،‬من المالحظ ّ‬ ‫المنظمات السوريّة‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫تعمل في العديد من اختصاصات العمل المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫باإلضافة لوجود نسب عالية من‬ ‫التي تنشط في مجالين أو أكثر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمات‬ ‫ي تر ّكز عمل‬ ‫لوحظ من المسح ّ‬ ‫األول ّ‬ ‫ي على ثالثة مجاالت رئيسيّة‬ ‫المجتمع المدن ّ‬ ‫وهي اإلغاثة واإلعالم‬ ‫والمجموعات المدنيّة‬ ‫بــاخــتــصــاصــاتــهــا‬ ‫دمــشــق عاصمة المختلفة‪.‬‬ ‫• تــعــ ّد محافظة‬ ‫ســـــوريـــــة مــن الحسكة األكثر عددا ً‬ ‫ّ‬ ‫املحافظات الغن ّية‬ ‫بمنظمات المجتمع‬ ‫ي حــيــث بلغ‬ ‫مبنظّامت املجتمع الــمــدنــ ّ‬ ‫الــعــدد مــا يزيد عن‬ ‫املـــد ّين الــســوريّــة‬ ‫ّ‬ ‫منظمة تعتبر‬ ‫‪158‬‬ ‫حــيــث بــلــغ عــدد الحسكة مركز عملها‬ ‫ي‪.‬‬ ‫الــجــهــات الــتــي الرئيس ّ‬ ‫وكــان مــن المالحظ‬ ‫شــمــلــهــا البحث‬ ‫ّ‬ ‫أن االخــتــصــاص‬ ‫ي لغالبيّة‬ ‫نحو ‪ 68‬منظّمة األســـاســـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة في‬ ‫ّ‬ ‫منظمات‬ ‫الحسكة هو‬ ‫ي‬ ‫مدنيّة ومناصرة ما يزيد عن ‪ 44%‬من إجمال ّ‬ ‫الجهات الفاعلة في الحسكة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة في الحسكة في‬ ‫بلغت نسبة‬ ‫ّ‬ ‫قطاع المنظمات المدنيّة والمناصرة نحو ‪46‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات السوريّة العاملة في‬ ‫ي‬ ‫‪ %‬من إجمال ّ‬ ‫قطاع المجموعات المدنيّة‪.‬‬ ‫وتع ّد محافظتا الرقّة وديــر الزور‬ ‫• ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي عن العمل المدن ّ‬ ‫مغيّبتين بشكل شبه كل ّ‬ ‫ي‪ّ ،‬إل فيما ندر‪.‬‬ ‫بسبب الوضع األمن ّ‬ ‫بينما تع ّد القنيطرة المحافظة األق ّل‬ ‫• ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ي في سورية‬ ‫عددا بمنظمات المجتمع المدن ّ‬ ‫حيث بلغ عدد الجهات المدنيّة التي شملها‬ ‫المسح ‪ 10‬جهات فقط التي تعتبر محافظة‬ ‫ي نسبتها نحو ‪ %1‬من‬ ‫القنيطرة مركزها الرئيس ّ‬ ‫ي الجهات الفاعلة في سورية‪.‬‬ ‫إجمال ّ‬ ‫وتعتبر دول الــجــوار وهــي لبنان‬ ‫• ‬ ‫واألردن والعراق وتركيا من المناطق الغنيّة‬ ‫ي حيث بلغ عدد‬ ‫ي السور ّ‬ ‫بجهات العمل المدن ّ‬ ‫الجهات المدنيّة التي شملها المسح نحو ‪147‬‬ ‫ّ‬ ‫توزعت اختصاصاتهم على شتّى القطاعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي منظمات مدنيّة ومناصرة‬ ‫وبالذات في قطاع ّ‬ ‫ي اإلغاثة والطوارئ‪.‬‬ ‫وقطاع ّ‬ ‫وتعتبر الجهات المدنيّة في الخارج األكثر عددا ً‬

‫في مجال األبحاث حيث بلغت نسبتها ما يزيد‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات السوريّة‬ ‫ي‬ ‫عن ‪ % 74‬من إجمال ّ‬ ‫العاملة في مجال البحث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المدنيّة الناشطة في‬ ‫ولوحظ اهتمام‬ ‫دول الجوار في مجال التعليم وبلغت نسبتها ما‬ ‫ي الجهات التعليميّة‬ ‫يزيد عن ‪ % 45‬من إجمال ّ‬ ‫ي وهي النسبة األعلى‪.‬‬ ‫التي شملها المسح ّ‬ ‫األول ّ‬ ‫• تعتبر محافظة حلب المحافظة الثانية بحسب‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المدنيّة السوريّة إذ بلغ عددها‬ ‫عدد‬ ‫نحو ‪ 109‬أي ّ‬ ‫أن نسبته تصل إلى ‪ % 14‬من‬ ‫عدد الجهات المدنيّة السوريّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة في محافظة حلب‬ ‫يبلغ عدد‬ ‫في مجال اإلغاثة والطوارئ ما يقارب ‪29‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫منظمة أي بنسبة نحو ‪ % 17‬من‬ ‫المدنيّة السوريّة العاملة في مجال اإلغاثة‬ ‫والطوارئ في سورية وهي النسبة األعلى‪.‬‬ ‫وتعتبر محافظة حلب من المحافظات الرائدة‬ ‫في مجال اإلعــام حيث بلغ عــدد الجهات‬ ‫المدنيّة العاملة في مجال اإلعــام نحو ‪28‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫ي‬ ‫أ ّ‬ ‫ي بنسبة نحو ‪ % 18‬من إجمال ّ‬ ‫السوريّة العاملة في مجال اإلعالم وهي النسبة‬ ‫األعلى في سورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫• بالنسبة لمحافظة درعا‪ ،‬بلغ عدد المنظمات‬ ‫المدنيّة التي شملها البحث نحو‪ّ 21‬‬ ‫منظمة‪ ،‬أي‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات السوريّة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بنسبة ‪ %3‬من إجمال ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبالرغم من النسبة القليلة لكن تعتبر المنظمات‬ ‫صصة إلى ح ّد ما‪،‬‬ ‫العاملة في درعا متخ ّ‬ ‫ولوحظ اهتمام كبير في‬ ‫مجال حماية األطفال‪.‬‬ ‫وكــذلــك فــي مجالي‬ ‫اإلغــاثــة والــطــوارئ‬ ‫والمجموعات المدنيّة تــعــتــر الــجــهــات‬ ‫والمناصرة‪.‬‬ ‫املدنيّة يف الخارج‬ ‫لمحافظة‬ ‫• بالنسبة‬ ‫األكــــر عــــددا ً يف‬ ‫طــرطــوس بلغ عدد‬ ‫المنظمات المدنيّة مــجــال األبــحــاث‬ ‫ّ‬ ‫السوريّة التي شملها حيث بلغت نسبتها‬ ‫الــبــحــث نــحــو ‪ 17‬مــا يــزيــد عــن ‪74‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة أي نحو‬ ‫‪ % 2%‬مـــن إجــــا ّيل‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫ي‬ ‫من إجمال ّ‬ ‫السوريّة التي شملها املنظّامت السوريّة‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫بلغ عــدد‬ ‫العاملة في مجال التنمية في طرطوس نحو ‪5‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫ي‬ ‫أي ما نسبته نحو ‪ %8‬من إجمال ّ‬ ‫السورية العاملة في مجال التنمية‪ ،‬كما لوحظ‬ ‫وجود اختصاصات في محافظة طرطوس غير‬ ‫ي‬ ‫منتشرة في بقيّة المحافظات وخا ّ‬ ‫صة في مجال ّ‬ ‫السينما والبيئة‪.‬‬ ‫• دمشق عاصمة سورية من المحافظات‬ ‫ّ‬ ‫ي السوريّة‬ ‫الغنيّة‬ ‫بمنظمات المجتمع المدن ّ‬ ‫حيث بلغ عدد الجهات التي شملها البحث نحو‬ ‫ّ‬ ‫منظمة أي ما تصل نسبته إلى ‪ %8‬من‬ ‫‪68‬‬ ‫ي‬ ‫ي العيّنة المشمولة لجهات العمل المدن ّ‬ ‫إجمال ّ‬

‫في سورية‪.‬‬ ‫• كذلك ريف دمشق من المحافظات التي‬ ‫شهدت نشاطا ً مدنيّا ً عاليا ً حيث بلغ عدد الجهات‬ ‫المدنيّة العاملة فيها نحو ‪ّ 57‬‬ ‫منظمة أي ما نسبته‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المدنيّة السوريّة‪.‬‬ ‫‪ % 7‬من إجمالي‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة في مجال اإلغاثة‬ ‫بلغ عدد‬ ‫في ريف دمشق نحو ‪ 12‬أي ما نسبته ‪% 18‬‬ ‫من إجمالي الجهات المدنيّة العاملة في مجال‬ ‫اإلغاثة والطوارئ‪.‬‬ ‫• كــذلــك الــاذق ـيّــة‬ ‫من المحافظات التي‬ ‫شهدت نشاطا ً مدنيّا ً تع ّد محافظتا الرقّة‬ ‫عاليا ً مقارنة بالمتوقّع ودير الزور مغ ّيبتني‬ ‫حيث بلغ عدد الجهات‬ ‫كل عن‬ ‫المدنيّة العاملة فيها بشكل شبه ّ ّ‬ ‫نحو ‪ّ 15‬‬ ‫منظمة أي ما العمل املد ّين بسبب‬ ‫األمــنــي‬ ‫نسبته ‪ % 2‬من إجمالي الـــوضـــع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدنيّة‬ ‫المنظمات‬ ‫السوريّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تبلغ عدد المنظمات العاملة في مجال اإلغاثة‬ ‫في الالذقيّة نحو ‪ 9‬أي ما تعادل نسبته ‪%5‬‬ ‫من إجمالي الجهات المدنيّة العاملة في مجال‬ ‫اإلغاثة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫• السويداء يبلغ عدد المنظمات الفاعلة فيها‬ ‫ي‬ ‫نحو ‪ 10‬أي ما نسبته نحو ‪ %1‬من إجمال ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات السوريّة معظمها من المجموعات‬ ‫المدنيّة‪.‬‬ ‫• يبلغ عدد الجهات المدنيّة الفاعلة في حماة‬ ‫والتي شملها البحث نحو ‪ 25‬جهة أي ما نسبته‬ ‫‪ %3‬من إجمالي الجهات الفاعلة السوريّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الفاعلة فيها‬ ‫• حمص بلغ عدد‬ ‫ّ‬ ‫منظمة أي نحو نسبة ‪ %2‬من‬ ‫ما يقارب ‪20‬‬ ‫ي الجهات الفاعلة التي شملها البحث‪.‬‬ ‫إجمال ّ‬ ‫ومعظمها جهات إغاثيّة تبلغ نسبتها نحو ‪% 55‬‬ ‫ي الجهات الفاعلة في حمص‪.‬‬ ‫من إجمال ّ‬ ‫ّ‬ ‫• إدلب من المحافظات الغنيّة بالمنظمات‬ ‫المدنيّة حيث بلغ عدد الجهات الفاعلة التي‬ ‫شملها البحث وتعتبر إدلــب مركز عملها‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‪ ،‬و‪ 22‬أخرى تنشط من‬ ‫ي ‪39‬‬ ‫الرئيس ّ‬ ‫صة في‬ ‫وخا‬ ‫المحافظة‬ ‫في‬ ‫فروعها‬ ‫خــال‬ ‫ّ‬ ‫مجالي اإلعالم واإلغاثة‪.‬‬ ‫األول من نوعه‪،‬‬ ‫وقد اعتمد المسح‪ ،‬الذي يعد ّ‬ ‫منهجيّة دقيقة في جمع البيانات وتصنيفها‬ ‫وتدقيقها‪ ،‬وهــي نتائج إحصائيّة بحتة‬ ‫ستتبعها مراحل أخرى – بحسب التقرير ‪-‬‬ ‫بهدف إيجاد قاعدة بيانات تفاعليّة لمن ّ‬ ‫ظمات‬ ‫ي‪ ،‬بغية فهم أعمق للمجتمع‬ ‫المجتمع المدن ّ‬ ‫السوري يسمح بوضع خطط لتطويره‬ ‫ي‬ ‫المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخلق آليّات تعاون وتبادل خبرات‪.‬‬

‫إعداد هيئة التحرير‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫العدد ‪37‬‬

‫ثقافة‬

‫السنة الثانية‬

‫ٌ‬ ‫ملك على أهبة المنفى‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬

‫طاغي ٌة في العدم‬ ‫الشرفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كما عادة ال ُمطلق‪ ،‬فالمكان يدل على أن البحر‬ ‫ق‪.‬‬ ‫نبيذُ اإلله ال ُمعت ّ ِ‬ ‫كان يوما ً يُشبه الخريف‪ ،‬والملك ال ُمصاب‬ ‫بوهن الركب ِة‪ ،‬يقف على شرفته بكامل أناقته‬ ‫وفرط هدوئه‪ ،‬يتأ ّم ُل الوداع األخير للغروب‬ ‫بين األزرق البليد وبياض الغيم األق ّل سأماً‪.‬‬ ‫ُحس ّ‬ ‫بأن‬ ‫كان يشعر بقليل من هاجس غريب‪ ،‬ي ُّ‬ ‫الموت يُحاصرهُ مثل أعداءٍ يُحاصرونَ أعدا ًء‬ ‫تأسطر من رفض الحالمين أن يكونوا‬ ‫في كتاب‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وبأن الحياة لن تنقذ قلبهُ من‬ ‫هامشا ً في بياض‪،‬‬ ‫سطوة الريح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وألنّه ال يثق إل بذاته‪ ،‬حدّق نحو البعيد‪ ،‬يتابع‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي ٍ يفت ّ ُ‬ ‫ذلك المشهد الوجود ّ‬ ‫لقطرس ال يسان ّ‬ ‫الماء عن صيد ِه الثمين‪ ،‬فقال‬ ‫على صفحة‬ ‫ِ‬ ‫بلكن ِة األباطرة ال ُمتعبين لوزيره العجوز الشبيه‬ ‫بأوليس ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ـ أرسلوا مائة وسبعين رجال إلى قاع البحر‪،‬‬ ‫وليكونوا أشدّاء مثل أحجار مقدّسة‪ ،‬وليساعدوا‬ ‫ذاك القطرس في إيجاد صيدهِ‪ ،‬وليوقظوا‬ ‫أسراب سمك القوبيون من غفوهم الصريح‪،‬‬ ‫فأول المساء هو‬ ‫ليتراقصوا على صفحة الماء‪ّ ،‬‬ ‫وقت نوم طعام طيور السماء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األجلء ال يفقهون سوى التعاليم‪،‬‬ ‫وألن الخدم‬ ‫انصتوا إلى الشبيه بأوليس‪ ،‬فرموا بأجسادهم‬ ‫من األسوار الحجريّة صوب البحر‪ ،‬وغاصوا‬ ‫حتّى المسوا المرجان الحزين‪ ،‬وضربوا‬ ‫الماء بأكفٍ هائلةٍ‪ ،‬كأنّهم جوقةٌ للغناء‪ ،‬أيقظت‬ ‫القوبيون القزم‪.‬‬ ‫تطايرت أسماك القوبيون على صفحة الماء‬ ‫ي‪ ،‬فه ّم القطرس بكامل منقاره األصفر‬ ‫اللجين ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمالً حتى امتألت معدة ُ الجوعِ بك ّل الفوسفور‬ ‫يِ‪.‬‬ ‫الشه ّ‬ ‫أحس الملك بأنّه قد أنجز مه ّمة اليوم‪ ،‬فتأ ّمل‬ ‫ّ‬ ‫غيمةً داكنة‪ ،‬وانقبض قلبهُ مثل راعٍ حزين ألنهّ‬ ‫أضاع معزاةٍ في وا ٍد سحيق‪ ،‬فأغمض جفنيه‬ ‫وه ّم بالدخول‪ ،‬فالمساء يحمل دائما ً برودة في‬ ‫الدم ال يحتملها الملوك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ولج الملك من شرفته إلى الداخل‪ ،‬وألنّه ال‬ ‫يحبّذ سوى ذاتــه‪ ،‬تجاهل الزوجة العذراء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كابوس عقيم‪.‬‬ ‫وغط في‬ ‫وتوسّد األريكة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال ُحلم‪.‬‬ ‫الملوك‪ ،‬ال يــرى الملوكُ سوى‬ ‫في أحــام‬ ‫ِ‬ ‫الملوك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وبأن ريحا ً‬ ‫ّ‬ ‫رأى ذاته في غرف ٍة تُشبه الغيم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبأن‬ ‫أمالت سنابل األرض صوب الجنوب‪،‬‬ ‫صع‬ ‫زوجتهُ العذراء عبرت باب الذهب ال ُمر ّ‬ ‫حيط‪ ،‬فجلست على أريك ِة الحرير‪،‬‬ ‫بلؤلؤ ال ُم ِ‬ ‫تفركُ بيدين بيضاوين بطنها ال ُمثمر‪ ،‬مبتسمةً‬ ‫باتجاهه‪ ،‬كأنّها آلهةً جماليّةً من عصور‬ ‫فتفوهت‪:‬‬ ‫األسطرةِ اإلغريقيّ ِة‪ّ ،‬‬ ‫ـ أال تشعر بسعادة الطبيعة في روحــكَ ؟ لقد‬ ‫نهك طف ٌل‬ ‫حملتُ بثروة الوجود‪ ،‬وفي رحمي ال ُم ِ‬ ‫سيحف ُ‬ ‫ظ ك ّل هذه األرض من الموت‪ ،‬في رحمي‬ ‫لحظةُ ُمتعتكَ األزليّ ِة‪ .‬كان ذلك في لي ٍل غريب‪،‬‬ ‫هممت بي حتّى عال الصراخ في جوفي نحو‬

‫السماء‪ .‬أفال تبارك؟‬ ‫ّ‬ ‫لم يُصدّق الملكُ ما قيل وكأن القول الغريب‬ ‫الغضب في كيانه‬ ‫غريبٌ عنهُ‪ ،‬فاستشرى‬ ‫ُ‬ ‫ذرات الدم داخل شرايين الحقدِ‪ ،‬فحطمّ‬ ‫وتعالت ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤطرة ً‬ ‫كؤوس ذهبيةٍ‪ ،‬ونافذة ً‬ ‫بألماس‬ ‫سبعة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يٍ‪ ،‬وأطاح بعشرة عقو ٍد من الياقوت‪،‬‬ ‫فارس ّ‬ ‫ت الملكة‪ ،‬وكسر‬ ‫لوصيفا‬ ‫أعناق‬ ‫عشرة‬ ‫تُزيّن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫لوحة العقيق ال ُمعلق ِة على جدار الرخام‪ ،‬ث ّم‬ ‫متفوهاً‪:‬‬ ‫جلس بكامل الرع ِ‬ ‫ب والهدوء ّ‬ ‫ت سواي‪ ،‬ال‬ ‫ـ ال أحد يحفظ األرض من المو ِ‬ ‫أبناء وال أحفاد وال ملوكٌ أعداء‪ ،‬ال نساء يرفعن‬

‫ّ‬ ‫فروجهن إلى السماء‪ ،‬وال شهوات في الماء‪ ،‬ال‬ ‫أحد سوى ملكٍ واحد هو أنا‪ .‬أنا ربُّ األرض‬ ‫ي‪ .‬فال طفل في رحمك‬ ‫وعرش هذا الكون األزل ّ‬ ‫يِ‪ .‬يُسق ُ‬ ‫يخلف اإلله‪ .‬أيّها‬ ‫ط اآلن‪ ،‬ال أحد‬ ‫ُ‬ ‫العذر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ي بكامل الجالل‪.‬‬ ‫إل‬ ‫أوليس‪،‬‬ ‫ه‬ ‫يشب‬ ‫الذي‬ ‫الوزير‬ ‫َّ‬ ‫قال الملك ذلك وانتظر‪ ،‬وألنّه في حلم فال أحد‬ ‫يأتي ّإل بمشيئ ِة ال ُحلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبأن الزوجة غادرت مع‬ ‫أحس بفراغ المكان‬ ‫ّ‬ ‫رحمها وك ّل ما فيه من أمنيات الغد‪ ،‬وألنّ‬ ‫الملوك ال يقبلون هزيمةً في الوجود‪ ،‬فتح بابا ً‬ ‫يط ُّل على مساف ٍة من وق ٍ‬ ‫ت وارتفاع‪ ،‬فرمى‬ ‫الهبوط كأنّهُ‬ ‫بنفسه داخل ال ُح ِلم من العلو إلى‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫يٍ‪،‬‬ ‫أصفر‪،‬‬ ‫قطرس بمنقار‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫وألن ال ُحلم غير واقع ّ‬ ‫ّ‬ ‫يطير‪ ،‬فسقط صوب‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫بشر‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـرف‬ ‫عـ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫األرض سنة ونصف حتّى المست رأسهُ ال ُمثقلة‬ ‫ْ‬ ‫ومات‪.‬‬ ‫بأوهام األزل ك ّل األرض‪ ،‬فدُمي‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫الملوك‪ ،‬لن تجد شيئا ً سوى‬ ‫عندما تُفت ُح رؤوس‬ ‫ِ‬ ‫ضبابْ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الملوك‪ ،‬وهو الجالس‬ ‫موت‬ ‫المراقب‬ ‫ه‬ ‫اإلل‬ ‫يقول‬ ‫ِ‬ ‫على عرش السديم‪ ،‬لكائنات الضوء ال ُمسبّحة‬ ‫بأزل ِه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫األحالم‪ ،‬فيا مالئكة‬ ‫في‬ ‫يموتون‬ ‫ا‬ ‫سحق‬ ‫ـ‬ ‫لملوكٍ‬ ‫ِ‬

‫طاعتي‪ ،‬ارقصوا في الطريق إلــى جثت ِه‪،‬‬ ‫ولملموا كـ ّل الضباب المنساح من رأس ـ ِه‪،‬‬ ‫وخيطوا الجمجمة بحبل مسد‪ ،‬وانفخوا في‬ ‫جسده كمشةً من روحي‪ ،‬ليعود للحياة حيناً‪،‬‬ ‫فمحاكم الخلود تُغ ِل ُق أبوابها في ألفٍ م ّما يَعُّ ُّد‬ ‫ذاك ال ُمتذ ّهب الميتُ ‪.‬‬ ‫طارت المالئكةُ الطيّعةُ في السماوات السبع‪،‬‬ ‫فرقصت قليالً‪ ،‬ودخلوا زقاقا ً يساريّاً‪ُ ،‬متجهينَ‬ ‫يٍ‪ ،‬مراقبين على الطريق أشالء‬ ‫نحو با ٍ‬ ‫ب نار ّ‬ ‫ك ّل ال ُمتج ّحمين على جوانب الفراغ‪.‬‬ ‫فقال مالكٌ لمالكٍ أق ّل شأنا ً في الوجود‪:‬‬ ‫ـ ألم تكن هنا؟ أعتقد بأنّها هناك‪ ،‬بجانب شجر ِة‬ ‫السرو المحترق ِة‪ ،‬فيا أصغر المالئك ِة‪ ،‬اذهب‬ ‫واطرق بابها‪ ،‬وقل ّ‬ ‫بأن اإلله يريد بعضا ً من‬ ‫مسدٍ‪ّ ،‬‬ ‫ألن ملكا ً انساح الضباب من رأس ِه على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الملوك ال تخاط سوى بحبال‬ ‫الصخر‪ ،‬ورؤوس‬ ‫ِ‬ ‫أكثر أسطرةً‪.‬‬ ‫تسارعت حركة المالك األصــغــر‪ ،‬فطرق‬ ‫صراخا ً يعلو‪ ،‬عرف فيه ّ‬ ‫أن‬ ‫الباب‪ ،‬وسمع ُ‬ ‫خمسة شياطين يصبُّون حمما ً‬ ‫كسقر في معبد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫شهوتها‪ ،‬فانتظر المالك قليالً‪ ،‬حتى فتح الباب‬ ‫ٌ‬ ‫شيطان بحجم حلزون ُمستفهماً‪:‬‬ ‫وأط ّل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـ من أنتَ ؟ وماذا تريد من هنا؟ ألم يُعلمك االسم‬ ‫وخصوصيّة عمل اآلخرين؟‬ ‫ارتجف المالك خوفا ً من هيئة الشيطان‪ ،‬فقال‬ ‫بعد أن أوقف قلبه عن الخفقان‪:‬‬ ‫ـ أريد قليالً من حبال المسد‪ ،‬فقد أرسلني اإلله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن ملكا ً انساح الضباب من رأس ِه‪.‬‬ ‫ولم يكمل المالك جملته‪ ،‬حتّى سمع صوت‬ ‫ال ُمعذّبة المؤذية روح الرسول‪ُ ،‬متهدّجا ً من‬ ‫عمق المكان‪:‬‬ ‫ـ أعطه ما شاء من حبال‪ ،‬ولتأتي يا صغيري‬ ‫القبيح كي تكمل عملك‪ ،‬فال شهوة تعادل شهوة‬ ‫الحمم في فرج ُمعذّبة‪.‬‬ ‫أُعطي المالك ما شاء من حبال‪ ،‬فعاد إلى‬ ‫مالئك ٍة يسندون جــدارا ً من نار وينتظرون‬ ‫بكامل التس ّكع‪ .‬أخذوا الحبال وهبطوا إلى أرض‬ ‫الملك‪،‬‬ ‫الحلم‪ ،‬فلملموا الضباب إلى داخل رأس‬ ‫ِ‬ ‫ورفعوه عاليا ً وطاروا به صوب السماء‪.‬‬ ‫الخلود‪.‬‬ ‫عندما يعود الملوك للحياة‪ ،‬فال يعودون ملوكا ً‬ ‫بل طغاة‪.‬‬ ‫في مكان ال حدود لهُ‪ ،‬جلس اإللهُ على سراب‬ ‫الملك ال ُمر ّمم بكامل عظم ِه‪،‬‬ ‫يتأ ّمل مجد وكبرياء‬ ‫ِ‬ ‫فافترش الملك أرضا ً من سحاب‪ ،‬وحدّق بك ّل‬ ‫صمته في أرجاء السراب الممتدّ‪ ،‬فقال اإللهُ‬ ‫بكامل العنفوان‪:‬‬ ‫الحلم ألنّ‬ ‫ـ ما تملك من كالم؟ رميتَ نفسكَ في‬ ‫ِ‬ ‫الزوجة غير عذراء‪ ،‬أفال تُعق ُل من جنونك؟‬ ‫وقف الملك على سحابةٍ‪ ،‬وسار ثالثة أميال‬ ‫مف ّكراً‪ ،‬محاوالً تذ ّكر ما جرى له في الحلم‪،‬‬ ‫فقال بعد حين‪ ،‬واقفا ً خلف خيط من شمس‬ ‫صة الدُعاة‪:‬‬ ‫كمن ّ‬ ‫ـ إذا ً فأنا ُم ُّ‬ ‫الحلم‪ ،‬إذا ً فأنا لست على‬ ‫ت في‬ ‫ِ‬ ‫األرض بعد اآلن؟ ال بأس‪ ،‬لكن وأنت اإلله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫يِ‪،‬‬ ‫السماو‬ ‫عرشك‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫خليف‬ ‫لك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أتقبل‬ ‫ّ‬

‫وأنت سيّد األشياء منذ البداية حتّى النهاية؟‬ ‫أتقبل أن ترحل ّ‬ ‫ق‬ ‫ألن زوجةً ترغب بطف ٍل أحم ٍ‬ ‫مثلها؟‬ ‫ارتجف اإلله من كالم الملك‪ ،‬فنهض على‬ ‫تفوها ً بكامل‬ ‫قائمت ِه حتّى أخفى الفراغ بردائ ِه‪ُ ،‬م ّ‬ ‫الغضب‪:‬‬ ‫ي على قول ما قلت‪،‬‬ ‫ـ كيف تجرؤ يا بشر ّ‬ ‫أتقارن ذاتك بذاتي؟ أتتجرأ أن تتشبّه بال ُمطلق؟‬ ‫كــان صــوت اإللــه قد أرجــف الكون وجعل‬ ‫من الجميع نيام‪ ،‬يلتحفون السديم حتّى حدود‬ ‫الروؤس‪.‬‬ ‫انتفض الملكُ خلف منصته الشمسيّة‪ ،‬رافعا ً‬ ‫قبضتهُ صوب الالشيء‪ ،‬صارخاً‪:‬‬ ‫ـ أنا من أُطعم القراطس‪ ،‬وأجعل القوبيون‬ ‫ي‪ ،‬أنا من ّ‬ ‫شق القمر‪،‬‬ ‫يصحى من سباته المسائ ّ‬ ‫وأبتلع الضباب كي ال يتيه األنام في شوارع‬ ‫الحياة‪ ،‬أنا من يسيطر على أحالم المخنّثين‪ ،‬أنا‬ ‫من يكتب أساطير الشعوب‪ ،‬أنا سيّد األرض‬ ‫وخالق الموت‪ ،‬أنا الخلود المطلق في الحياة‬ ‫وفي األفكار وفي النهاية ‪ّ -‬‬ ‫إن وجدت ‪ -‬أنا من‬ ‫يمنع الريح من القتل‪ ،‬والماء من الحلم‪ ،‬أنا من‬ ‫يزيد الشبق في الدم‪ ،‬ومن حبّل نساء األرض‬ ‫ويتبرز‬ ‫يتبول الحنين‬ ‫ّ‬ ‫بنطاف الذهب‪ ،‬أنا من ّ‬ ‫الوجد‪ ،‬أنا من يجعل األ ّمهات مولعات بالحبّ ‪،‬‬ ‫أنا من طعنت الشمس عندما غالبت دفأها‪،‬‬ ‫وذرفت النار فوق الغابات‪ ،‬أنا من نثرت أسئلة‬ ‫الوجود‪ ،‬أنا من ضيّق األمكنة‪ ،‬ورفع النحيب‬ ‫صوب السماء‪ ،‬وجعل النواح فلسفةً‪.‬‬ ‫أنا من خلق أسطورتك وصدّقها العبيدُ‪ْ .‬‬ ‫فكن‬ ‫عدما ً يا خيالُ‪.‬‬ ‫قــال الملك ما قــال‪ ،‬وضــرب خيط الشمس‬ ‫بقبضته فحرق األفق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لم يصدّق اإللهُ ما سمع‪ ،‬وكأن هناك من يقرأ‬ ‫صا ً على إصغائه المستديم‪ ،‬فنهض وأمسك‬ ‫ن ّ‬ ‫كوة العدم‪.‬‬ ‫الملكَ من جيدهِ‪ ،‬وأطاح به صوب ّ‬ ‫طار الملك بكامل رؤاه صوب المجهول‪،‬‬ ‫فاخترق السماء والعدم والوجود واألزل وهبط‬ ‫نحو الحلم إلى األرض في مكان موت ِه‪ .‬وقع‬ ‫ّ‬ ‫وألن الحلم ال‬ ‫وانساح الضباب من رأس ـ ِه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يستقدم في أرضـ ِه ّإل ما يريد‪ ،‬حلقت فوق‬ ‫البحر البعيد القراطس واتّجهت بكامل عنفوانها‬ ‫ي‪ ،‬فنهشت عينيه الماسيّتين‪،‬‬ ‫صوب جسده الملك ّ‬ ‫ي وأعضاء الشهوة الرخاميّة‪،‬‬ ‫وقلبه الذهب ّ‬ ‫ي‪ ،‬لتطير‬ ‫ولحمه الحرير ّ‬ ‫ي‪ ،‬وعظمه الياقوت ّ‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬ممتلئة بك ّل الكبرياء‬ ‫صوب البحر ّ‬ ‫ال ُم ّ‬ ‫حط ِ ّم‪.‬‬ ‫الشرفة‪.‬‬ ‫كما عادة ال ُمطلق‪ ،‬فالمكان ي ُد ُّل على ّ‬ ‫أن البحر‬ ‫ق‪.‬‬ ‫نبيذُ اإلله ال ُمعت ّ ِ‬ ‫كان يوما ً يُشبه الخريف‪ ،‬والملكة ال ُمصابة‬ ‫برغبة الجنين‪ ،‬تقف على شرفتها بكامل أناقتها‬ ‫وفرط هدوئها‪ ،‬تتأ ّم ُل الوداع األخير للغروب‬ ‫بين األزرق البليد وبياض الغيم األق ّل سأماً‪.‬‬ ‫فابتسمت صوب األفق‪ ،‬ولم تُطعم قطرساً‪.‬‬

‫علي األعرج‬

‫أفالم الورشة‬

‫إنتاجات خارج المشروع‬ ‫خمسة وخمسون فلما ً ضمن المسابقة‬ ‫الرسميّة لمهرجان فينيسيا في دورته الثانية‬ ‫ي واحــد‪ .‬الفلم‬ ‫والسبعين ليس فيها فلم عرب ّ‬ ‫ي الوحيد المشارك في التظاهرة السينمائيّة‬ ‫العرب ّ‬ ‫“أورزنتي” الموازية للمسابقة الرسميّة هو‬ ‫ي “مدام كوراج” من‬ ‫االنتاج الجزائر ّ‬ ‫ي الفرنس ّ‬ ‫إخراج مرزاق علواش‪ .‬كذلك شارك فلم “على‬ ‫ي‬ ‫ي تونس ّ‬ ‫ي بلجيك ّ‬ ‫حلّة عيني” وهو انتاج فرنس ّ‬ ‫للمخرجة التونسيّة ليلى بو زيد في تظاهرة‬ ‫“أيّام فينيسيا” على هامش المهرجان أيضاً‪.‬‬ ‫انعكاس األزمات‬ ‫ي عن المهرجانات األساسيّة‬ ‫يؤ ّكد الغياب العرب ّ‬ ‫ّ‬ ‫للسينما مثل‪ :‬فينيسيا أو كــان‪ ،‬التخلف في‬ ‫ي من‬ ‫صناعة األفالم فيها‪ ،‬والقصور اإلراد ّ‬ ‫الجهات المسؤولة‪ ،‬ويمكن اعتبار البلدان‬ ‫العربيّة عموما ً بيئة طاردة لإلبداع‪.‬‬ ‫فمن النادر أن نشاهد في مهرجانات مرموقة‬ ‫أفالما ً آتية من دول عربيّة‪ ،‬وربّما نجد أحيانا ً‬ ‫انتاجات مشتركة يكون فيها المخرج عربيّا ً‬ ‫ولكن التمويل فيها لشركات أوربّيّة‪ ،‬كما في‬ ‫فلم “الليل” لمح ّمد ملص‪ ،‬الذي كان التمويل فيه‬ ‫فرنسيّاً‪ ،‬ومعظم الفنّيّين من األوربّيّين‪.‬‬ ‫هذا أحد انعكاسات أزمات األنظمة‪ ،‬التي كانت‬ ‫تطلق الوعود إثر الوعود بعد مرحلة االستقالل‬ ‫لتتحول إلى مجموعة من‬ ‫من االستعمار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أجهزة القمع‪ ،‬وإن تغيّر شكلها‪ ،‬لكنّها لم تحقّق‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫لمجتمعاتها ما يعرف بمفهوم الدولة‪.‬‬ ‫بدأت صناعة السينما في مصر مع بدايات‬ ‫السينما في العالم‪ ،‬لكنّها ومنذ الثمانينيّات‬ ‫انحدرت ك ّما ً ونوعا ً حين ظهر ما س ّمي بأفالم‬ ‫الــمــقــاوالت‪ .‬كذلك في سورية حيث طغى‬ ‫ي على الحياة االجتماعيّة بأسرها‪،‬‬ ‫الجهاز األمن ّ‬ ‫ي إلى جزء من إعالم‬ ‫ّ‬ ‫وتحول اإلنتاج السينمائ ّ‬ ‫النظام‪ ،‬وصار الفلم الوحيد الذي ينتج في العام‬ ‫صصا ً ليقال‪ّ :‬‬ ‫إن لدينا صناعة أفالم‪.‬‬ ‫مخ ّ‬ ‫مشاركات هامشيّة‬ ‫مــع بــدايــة األلفيّة الثالثة‪ ،‬لوحظت طفرة‬ ‫ي في بعض‬ ‫مهرجانات سينمائيّة وإنتاج سينمائ ّ‬ ‫ي فال‬ ‫دول الخليج‪ ،‬بال صناعة بالمعنى العلم ّ‬ ‫ي مؤ ّهل‪ ،‬كما ال توجد‬ ‫ي محلّ ّ‬ ‫يوجد فنّان أو فنّ ّ‬ ‫استوديوهات ومخابر‪ ،‬فقط هنالك األموال‬ ‫الناتجة عن الطفرات النفطيّة‪ ،‬التي تقدّم –‬ ‫غالبا ً – للمخرجين من جيل الشباب‪ ،‬كما في‬ ‫الفلمين المشاركين من خارج مسابقة مهرجان‬ ‫فينيسيا‪“ :‬مدام كوراج و “على حلّة عيني” فقد‬ ‫ي من “صندوق اإلنتاج‬ ‫حصلوا على الدعم المال ّ‬ ‫ي” في مهرجان أبو ظبي‪.‬‬ ‫السينمائ ّ‬ ‫وفي مقابل انعدام وجود أفالم عربيّة ضمن‬ ‫المسابقات الــرســمـيّــة‪ ،‬يــاحــظ هــجــوم في‬ ‫المشاركات العربيّة على ورشــات تطوير‬ ‫األفالم وإنتاجها‪ ،‬طبعاً‪ ،‬للوصول إلى األموال‬ ‫ي من الشركات الصانعة‬ ‫أو للدعم اإلعالن ّ‬

‫معزة وإبراهيم” من مصر إخــراج شريف‬ ‫البنداري‪ ،‬وفلم “طريق الجنّة” من العراق‬ ‫ـدراجــي‪ ،‬ومــن المغرب “بيت في‬ ‫لعطيّة الـ ّ‬ ‫الحقول” لتاال حديد‪ ،‬وفيلم “زينب تكره الثلج”‬ ‫للتونسيّة كوثر بن هنيّة‪ ،‬وفلم “ديك بيروت”‬ ‫ي الشابّ زياد كلثوم‪ ،‬الذي‬ ‫للمخرج السور ّ‬ ‫ي بقوله‪ :‬الفيلم‬ ‫ّ‬ ‫يعرف عن فلمه في لقاء صحف ّ‬ ‫طويل‪ ،‬صامت‪ ،‬خال من الكالم‪ ،‬اعتمدت فيه‬ ‫ي الخروج‬ ‫على الصوت‪ ،‬والموسيقى معاً‪ ،‬أ ّ‬ ‫النص للغة الموسيقى‪ ،‬صـ ّـورت العمال‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫منذ اللحظات األولــى التي يستيقظون فيها‪،‬‬ ‫إلى اللحظة التي ينامون فيها‪ .‬أ ّما عن الكادر‬ ‫ي للفلم فيقول “كلثوم”‪ :‬ك ّل فريق‬ ‫التقني والفنّ ّ‬ ‫ي‪ ،‬حتّى الموسيقى التصويريّة‪،‬‬ ‫العمل ألمان ّ‬ ‫والمونتاج‪ ،‬والمكساج‪...‬‬

‫لألفالم أو شركات الدعاية واإلعالن والتوزيع‬ ‫للسينما‪ .‬وهــذه األفــام من البلدان العربيّة‬ ‫المشاركة في ورش كهذه تش ّكل العدد األكبر‪،‬‬ ‫واألكثر فاعليّة فيها‪.‬‬ ‫وقد شــارك في ورشــة هذا العام فلم “علي‬

‫‪11‬‬

‫إلى أين؟‬ ‫ّ‬ ‫يتساءل النقاد عن جدوى هذا االنضواء تحت‬ ‫صة ّ‬ ‫وأن‬ ‫ي؟ خا ّ‬ ‫سقف الورش لنيل الدعم اإلنتاج ّ‬ ‫المشاركات المأمولة أق ّل من أن تؤثّر‪ ،‬أو حتّى‬ ‫ويتخوفون‬ ‫أن تذكر‪ ،‬في المهرجانات العالميّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يحول‬ ‫ي وراء الدعم الذي ّ‬ ‫من مثل هذا السع ّ‬ ‫للتسول‪ ،‬وربّما ألجندات‬ ‫ورشة‬ ‫أفالمهم ضمن‬ ‫ّ‬ ‫ال تأبه ألحالمهم على األق ّل‪ ،‬إن لم نقل‪ :‬إنّها قد‬ ‫تأخذهم إلى ما ال يريدونه أصالً‪.‬‬

‫رب شعر كنسيم‬ ‫ّ‬ ‫الصبح في األزهار‬ ‫أسرى‏‬ ‫شاعر الشام‪ ،‬مح ّمد البزم‬ ‫(‪)1887-1955‬‬

‫ي‪،‬‬ ‫ي الشاغور الدمشق ّ‬ ‫ولــد في حـ ّ‬ ‫صار في سنّه العشرين وهو ال يعلم من‬ ‫القراءة سوى القليل‪ ،‬وصادف أن صحب‬ ‫ع ّمه في بعض أسفاره التجاريّة إلى‬ ‫بيروت فاشترى له كتاب (المستطرف)‬ ‫فأكب عليه مطالعة وتكراراً‪ ،‬ث ّم أتيح له‬ ‫ّ‬ ‫أن يدخل المكتبة الظاهريّة‪ ،‬فأخذ ينظر‬ ‫في شتّى الكتب من أدب واجتماع وتاريخ‬ ‫وفنون‪.‬‬ ‫وصف موهبته الشعريّة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫هب من رمس البلى الزمخشري‏‬ ‫لو ّ‬ ‫لكان من غاشيتي ومن معشري‏‬ ‫أو را َم ما أحفظه الخليل‏‬ ‫سه األليل‏‬ ‫أبدى الونى وم ّ‬ ‫أحفظ ما قد جاء في المحيط‏‬ ‫حفظا ً صحيحا ً ليس بالتخليط‏‬ ‫قال البزم‏ في يوم الجالء‪:‬‬ ‫نفس حلّها ألم‏‬ ‫للضيم في ك ّل ٍ‬ ‫واليوم زحزح عن أرباعنا األلم‏‬ ‫والعرب ال خنعوا مذّ كان ّأولهم‏‬ ‫داراتهم رغم أنف المعتدي حرم‏‬ ‫ت المنى والرجاء الفخم‏‬ ‫أن ِ‬ ‫يا أ ّمة طويت في مجدها أمم‏‏‬ ‫ومن أجمل ما قال مح ّمد البزم في‬ ‫«دمشق»‪:‬‬ ‫أيّامها غرر الدهور وعصرها‬ ‫تجري بطاعنه العصور عبيدا‏‬ ‫تجري العروبة في نفوس رجالها‏‬ ‫مجرى النفوس ترائبا ً ووريدا‏‬ ‫سافر بلحظك حيث شئت فلن ترى‏‬ ‫ّإل عجائب توجب التوحيدا‏‬ ‫وفي المرأة‪:‬‏‬ ‫ربّ شعر كنسيم الصبح في األزهار‬ ‫أسرى‏‬ ‫راح يشكو في يمين األرعن المغرور‬ ‫أسرا‏‬ ‫زعموا لألخرق المأفون شيطانا وشعرا‏‬ ‫ع ّمر عمر الدهر لن يحكم‬ ‫وهو لو ُ‬ ‫شطرا‏‬ ‫وقال شاعر الشام مح ّمد البزم في‬ ‫«غوطة دمشق»‬ ‫هاط ُل ُم ْزنَ ٍة‬ ‫سقى الغوطةَ الغنَّا َء ِ‬ ‫وال زا َل دفَّاقَ ُّ‬ ‫غديرها‬ ‫الزال ِل‬ ‫ُ‬ ‫أنفس‬ ‫آرام‬ ‫وفردوس ٍ‬ ‫مسار ُح ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بكورها‬ ‫يُباري بها ُحسْنَ األصي ِل‬ ‫ُ‬ ‫ُمقنَّعَةٌ بال ُحس ِْن ْ‬ ‫من ك ِّل ِوجْ َه ٍة‬ ‫وما فِتنةُ‬ ‫فورها‬ ‫األبصار ّإل ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت غصونُها‬ ‫غير الغواني الحاليا ِ‬ ‫تُ ُ‬ ‫َوأ ْعيَ ْ‬ ‫ُغيرها‬ ‫ت فما في الغي ِد شي ٌء ي ُ‬ ‫ً‬ ‫حزون أنسا وبهجة‬ ‫تفيض على ال َم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بورها‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫س‬ ‫أعرا‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫وتغ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ‬ ‫الغمام ُمداعبا ً‬ ‫بر ُق‬ ‫ي ِ‬ ‫ُضاحكها ْ‬ ‫ِ‬ ‫ثغورها‬ ‫هر الدَّراري‬ ‫ُ‬ ‫فَت َ ْفت َُّر عن ُز ِ‬ ‫ار بها هبَّ نا ِس ٌم‬ ‫إذا ُج َّن ن ََّو ٌ‬ ‫َو َرنَّ َح أفناناً‪ ،‬فغنَّ ْ‬ ‫طيورها‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫الحسانُ خميلةً‬ ‫إذا نزلت منها ِ‬ ‫حريرها‬ ‫تن َّك َر واسْتخذى عليها‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫إذا خ َ‬ ‫ط َر النَّي ُ‬ ‫بساحها‬ ‫ْروز زَ ْهوا‬ ‫ِ‬ ‫الدهر شوقا ً‬ ‫مشى ِمهرجانُ‬ ‫يزورها‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫يُزانُ بها َوف ُد الربيع‪ ،‬ولم تكن‬ ‫ُميرها‬ ‫لتحتا َج يوما ً ِرف َدهُ إذ ي ُ‬ ‫َّ‬ ‫الفخم ليس يروقهُ‬ ‫كأن الربي َع‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سريرها‬ ‫لبس اإلكلي َل إل‬ ‫ُ‬ ‫وقد َ‬

‫بشّار فستق‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫مقامات‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪37‬‬

‫‪2015 / 9 / 28‬‬

‫بوح‬ ‫لقاء عمل؟!‬

‫الغربي‬ ‫«مشروع البارك‬ ‫ّ‬ ‫وبساتين أبو جرش»‬

‫حول مفهوم المؤامرة‬

‫بدنا نحكي‬

‫في منتصف خمسينيّات القرن الماضي‬ ‫وفي مدرسة التجهيز األولى (والتي س ّميت‬ ‫فيما بعد ثانويّة المأمون) دخل األستاذ زكي‬ ‫األرســوزي (وهــو حسب ما ت ّم تسويقه من‬ ‫ي‬ ‫المف ّكرين المؤسّسين لحزب البعث العرب ّ‬ ‫ي) على ّ‬ ‫طلبه وهو مغبر الثياب‬ ‫االشتراك ّ‬ ‫متج ّهم المحيّا وحين سألوه عن السبب قال لهم‬ ‫يرف له جفن‪ :‬إن االستعمار‬ ‫بك ّل ثقة ودون أن‬ ‫ّ‬ ‫واالمبرياليّة استهدفوه بأن وضعوا له قشرة‬ ‫القوتلي بحلب بغية التخلّص‬ ‫موز في شارع ّ‬ ‫منه ومن فكر ومفاهيم حزبه العظيم‪ ،‬لكن‬ ‫إيمانه بمبادئ الحزب وتعاطف إسفلت الشارع‬ ‫ي مع المنطلقات النظريّة للحزب أنقذاه‪،‬‬ ‫السور ّ‬ ‫وهو بالمقابل تكابر على جراحه وآالمه وقرر‬ ‫أن يأتي إلى طالبه وأن يتابع تعليمهم‪...‬‬ ‫في أواخر السبعينيّات وأوائل الثمانينيّات كان‬ ‫ي الذي خلقت‬ ‫هناك أمسية للشاعر الشيوع ّ‬

‫ي هالة حوله‪،‬‬ ‫الماكينة اإلعالميّة للفيلق البكداش ّ‬ ‫وأقصد به أيمن أبو شعر‪ ،‬والــذي صار في‬ ‫هذه األيّام دكتورا ً في األدب ‪ ....‬المهم كان‬ ‫للشاعر الفذّ أمسيّة على مدرج كليّة اآلداب‬ ‫بجامعة دمشق‪ ،‬لكن الشاعر تأ ّخر‪ ،‬ث ّم دخل الى‬ ‫المدرج وعلى جبينه قطرتان من الدم وبيده‬ ‫منديل مغرورق بلون الدم‪ ،‬وخاطب الجمهور‬ ‫بـ ّ‬ ‫ـأن الرجعيّة العربيّة الداعمة للعصابات‬ ‫ّ‬ ‫المسلحة في سورية حاولت اغتياله بغية عدم‬ ‫ي عالي الجودة‬ ‫ي واألمم ّ‬ ‫وصول صوته التقدّم ّ‬ ‫إلى جماهير الطلبة! لكنّه كابر على جراحه‬ ‫وأبى ّإل أن يُسمع صوته للطلبة‪...‬‬ ‫صة؟ وما‬ ‫قد تسألون ما المغزى من هذه الق ّ‬ ‫الرابط بين األرسوزي وأبو شعر؟؟؟‬ ‫صتين يتحدّد في نقطتين‪:‬‬ ‫الرابط بين الق ّ‬ ‫أن مفهوم المؤامرة قديم ومتجذرّ‬ ‫األولى‪ :‬وهي ّ‬ ‫صة لدى‬ ‫وخا‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫ي‬ ‫السياس‬ ‫في الوعي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪Rehab Elmasry‬‏@ ‪bebosweet 7‬‬

‫‪https://www.youtube.com/‬‬ ‫‪watch?v=-QZdO2pMAsI‬‬

‫« الــســوريّــون يموتون في شواحن دجاج‬ ‫ويموتون في قــوارب هجرة ويموتون في‬ ‫لك هللا يا سورية »‪.‬‬ ‫بالدهم بالرصاص ِ‬

‫‪Haitham‬‏@‪ALkhomayasi_Sur‬‬ ‫« صحي ٌح ّ‬ ‫تطور‬ ‫أن العالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكن اإلنسانيّة في انحطاط‪.‬‬ ‫مشاهد هجرة السوريين تُرجعنا‬ ‫إلى زمن العصور الوسطى »‪.‬‬

‫زر «عدم‬ ‫«مارك» يضع ّ‬ ‫اإلعجاب»‬

‫ي‬ ‫أعلن مؤسّس موقع التواصل االجتماع ّ‬ ‫فيسبوك مارك زوكربيرغ العمل على تطوير‬ ‫زر «عدم اإلعجاب»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأكد ّ‬ ‫أن الهدف هو التعبير عن مشاعر الحزن‬ ‫والتعاطف‪ ،‬إزاء بعض األحداث التي يصعب‬ ‫زر «اإلعجاب»‪.‬‬ ‫معها الضغط على ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأشـــار إلــى ّ‬ ‫أن فيسبوك تلقى مطالبات‬ ‫زر‬ ‫بإضافة زر «عدم اإلعجاب» بعد طرح ّ‬ ‫«اإلعجاب» مباشرة‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬

‫مدير التحرير‬ ‫بشّ ار فستق‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫« قارب كان يق ّل العشرات من المهاجرين‬ ‫ّ‬ ‫تحطم قرابة الجزيرة اليونانيّة رودس‪ ،‬وأودى‬ ‫الــحــادث بحياة ثالثة أشخاص حسب خفر‬ ‫السواحل‪.‬‬ ‫وت ّم إنقاذ ‪ 93‬شخصاً‪ ،‬ونقل ‪ 30‬آخرون إلى‬ ‫المستشفى‪ ،‬وأ ّما الثالثة الذين قضوا فيتعلّق‬ ‫األمر بامرأة ورجل وطفل‪.‬‬ ‫صور أليمة تناقلتها التلفزيونات اليونانيّة‪،‬‬ ‫تظهر الغرقى وهم يتشبّثون بطوافات وألواح‬ ‫من خشب »‪.‬‬

‫ي‬ ‫ي والشيوع ّ‬ ‫األنظمة الشموليّة الواحديّة‪ ،‬فالبعث ّ‬ ‫ي يعتاشان على مفهوم المؤامرة‪ ،‬إذ ّ‬ ‫أن‬ ‫الرسم ّ‬ ‫صدهم ويحاول تفشيلهم‪،‬‬ ‫هناك دائما ً من يتر ّ‬ ‫وبالتالي فهم مالئكة واآلخر من يستهدفهم‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أنظمة القمع واالستبداد والتي تتبدّى‬ ‫براقة تمنح ذاتها صفات‬ ‫بشعارات ديمقراطيّة ّ‬ ‫القداسة والتضحية والنبل‪ ،‬وبالتالي تعتاش‬ ‫على حكايا البطولة ومفاهيم التضحية‪ ،‬لتزيد‬ ‫من رصيدها‪ ،‬ولتلعب على وتــر البطولة‬ ‫والتضحية‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬المثاالن المطروحان مع سقوط‬ ‫الرافعة الحزبيّة لهما أصبحا خارج التاريخ‬ ‫‪...‬ومثلهما الكثيرون من رفعتهم بروباغندا‬ ‫األيديولوجيا وأسقطهم التاريخ‪.‬‬

‫حسين برو‬

‫هند بوظو‬ ‫« يا شباب اللي مهاجرين قسرا ً ‪...‬‬ ‫خــذوا معكم خــزان الوقود ‪...‬ذاكرتكم بك ّل‬ ‫مافيها !‬ ‫ما كان منها حزينا ً وصادماً‪ ،‬سيكون حافزا ً‬ ‫لنجاحات مذهلة‪.‬‬ ‫نترقّب عبوركم لمج ٍد آت ‪...‬‬ ‫انسو تغريبتكم السوريّة تذ ّكروا فقط جيناتكم‪،‬‬ ‫بتعرفوا منيح أديش عمرها !!‬ ‫سبعة آالف عام ‪...‬‬ ‫مو كم سنة قهر ‪...‬وخيبة»‪.‬‬

‫الشعار الجديد لـ «غوغل»‬

‫سي‪ ...‬أفضل العب في أوروبّا‬ ‫مي ّ‬

‫محركات البحث غوغل‪ ،‬في ‪1‬‬ ‫كشفت عمالق‬ ‫ّ‬ ‫الخاص بالشركة‪.‬‬ ‫أيلول‪ ،‬عن تغيير الشعار‬ ‫ّ‬ ‫وقالت الشركة األميركيّة الرائدة في مجال‬ ‫البحث على اإلنترنت «تغيّرنا كثيرا ً على مدى‬ ‫قررنا إجراء تغيير جديد‪».‬‬ ‫‪ 17‬عاماً‪ ،‬واآلن ّ‬ ‫ويقتصر الشعار الجديد للشركة على حرف ‪G‬‬ ‫ملون باأللوان األربعة للشركة وهي األحمر‬ ‫ّ‬ ‫واألصفر واألخضر واألزرق‪.‬‬

‫ي ونجم نادي برشلونة‬ ‫ّ‬ ‫توج الالعب األرجنتين ّ‬ ‫ي ليونيل ميسّي بجائزة أفضل العب في‬ ‫اإلسبان ّ‬ ‫القارة األوربيّة خالل موسم ‪،2015-2014‬‬ ‫ي لكرة القدم عن فوز‬ ‫فقد أعلن االتّحاد األوروبّ ّ‬ ‫تفوقه على زميله‬ ‫ميسي بالجائزة‪ ،‬وذلك بعد ّ‬ ‫ي لويس سواريز‪ ،‬ومنافسه‬ ‫في الفريق الكاتلون ّ‬ ‫ي كريسيانو‬ ‫التقليد ّ‬ ‫ي نجم لاير مدريد البرتغال ّ‬ ‫توج بها السنة الماضية‪.‬‬ ‫رونالدو الذي ّ‬

‫هيئة التحرير‬

‫غزوان قرنفل ‪ -‬ثائر موىس ‪ -‬ع ّزة البحرة‬

‫االخراج الفني‬ ‫رامي نونو‬

‫املوقع اإللكرتوين‬ ‫باسل العبدالله‬

‫التقيته عندما كنت أعمل في الصحافة في إحدى الندوات‪ ،‬كان دكتورا ً في هندسة‬ ‫العمارة‪ ،‬وقادتنا األحاديث إلى العمارة المتوسّطيّة‪ ،‬والمشتركات فيما بينها وآليّة البناء‬ ‫ي‪ ،‬واقترحت عليه أن نقوم بالتحضير لندوة عن تلك العمارة‪.‬‬ ‫والشكل المعمار ّ‬ ‫صصين في كلّيّة الهندسة المعماريّة‪،‬‬ ‫المتخ‬ ‫الدكاترة‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫فيها‬ ‫وشاركنا‬ ‫أنجزت الندوة‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬ونشرت في صحيفة الثورة‪ ،‬واعتبرها‬ ‫وكانت من أفضل ما أنجزته خالل عملي الصحاف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫وبقيت معلّقة في جريدة الحائط في كليّة الهندسة ألكثر‬ ‫المدير العا ّم – حينذاك ‪ -‬عمالً كامالً‪،‬‬ ‫من أربعة أشهر على ما أذكر‪ ،‬كان ذلك في عام ‪.1986‬‬ ‫بعد ستّة أشهر تقريباً‪ ،‬عاود الدكتور المهندس اتصاله بي ليخبرني أنّه يريد رؤيتي بشكل‬ ‫عاجل‪ ،‬واتّفقنا على اللقاء في فندق «الشام»‪ .‬كنت أتساءل طوال الطريق وأخ ّمن ما قد‬ ‫يكون هذا األمر الذي يحتاج إلى استدعائي بهذا الشكل العاجل والمل ّح؟!‬ ‫وصلت إلى الفندق متأ ّخرة على الموعد – كالعادة ‪ -‬بسبب المسافة التي تفصلني عن‬ ‫وسط المدينة‪ ،‬فقد كنت أقطن حينها في المخيّم (منطقة التضامن) مع وزوجي ‪ -‬الذي‬ ‫انفصلت عنه فيما بعد – وأوالدي‪ ،‬وغالبا ً ما كنت عاجزة عن تقدير المسافة التي تفصلني‬ ‫ي مكان في المدينة بسبب االزدحام الخانق الذي يتولّد دائما ً بشكل مفاجئ ولسبب غير‬ ‫عن أ ّ‬ ‫متوقّع‪ .‬المه ّم أنّني وجدته بانتظاري‪ ،‬مترقّبا ً حضوري‪ ،‬وأنا متو ّجسة من دعوته‪ ،‬طلب‬ ‫ي تحضير وال مقدّمات وال مؤ ّخرات‪ .‬سألني كم مبلغ‬ ‫لي القهوة‪ ،‬ودخل في الحديث دون أ ّ‬ ‫ي؟‬ ‫راتبك الشهر ّ‬ ‫ً‬ ‫فاجأني السؤال وأربكني كثيرا‪ ،‬قلت‪ :‬لماذا هذا السؤال؟ وبماذا يخدم لقاءنا؟ قال لي‪:‬‬ ‫أجيبيني وبعدها أقول لك لماذا‪ .‬قلت له‪ :‬قل لي هدفك من هذا السؤال وبعدها سأجيبك‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬وصاحب المكتب مقيم‬ ‫قال لي‪ :‬باختصار شديد‪ ،‬أنا أعمل استشاريّا ً في مكتب هندس ّ‬ ‫ً‬ ‫في باريس‪ ،‬ولديه مشروع كبير في مدينة دمشق‪ ،‬ويحاربون مشروعه كثيرا في مجلس‬ ‫الشعب‪ ،‬والكثير من مؤسّسات الدولة!!! سألته‪ :‬ما هو هذا المشروع؟ أجابني‪ :‬مشروع‬ ‫ضخم‪ ،‬فنادق ومنتجعات وحديقة حيوانات ونوادي‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ .‬قلت‪ :‬أين؟ فتح‬ ‫وحيو‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫استراتيج‬ ‫قلت له‪ :‬في مدينة دمشق؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬في موقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬سيطال المشروع ك ّل‬ ‫يديه على آخرهما وقال‪ :‬بساتين أبو جرش‪ ،‬مشروع البارك الغرب ّ‬ ‫بساتين أبو جرش‪ ،‬تقريبا ً من آخر أوتوستراد التجارة واصالً إلى مساكن برزة‪.‬‬ ‫سألته‪ :‬وما دوري أنا في هذا المشروع‪ ،‬وما هي مه ّمتي‪ ،‬أنا لست صاحبة رأسمال‬ ‫ألشاركه‪ ،‬ولست مديرة مؤسّسة‪ ،‬وال مهندسة مدنيّة أو معماريّة‪ ،‬وال حتّى مهندسة‬ ‫طرقات؟؟!!‬ ‫أجابني‪ :‬ال‪ ،‬ال تتواضعي‪ ،‬أنت بإمكانك الكثير‪.‬‬ ‫ضحكتُ ضحكة كبيرة مألت فضاء «الكافّيه» والفندق بأكمله‪ :‬أنااااااا؟؟!!!‬ ‫قال لي وبك ّل ثقة‪ :‬نعم أنت‪.‬‬ ‫قلت وكيف؟ قال‪ :‬سبق وقلتُ لك ّ‬ ‫يحارب من قبل مجلس الشعب وبعض‬ ‫إن المشروع‬ ‫َ‬ ‫مؤسّسات الدولة‪ ،‬وما عليك في هذه الحالة ّإل أن تُعدّي تحقيقا ً صحفيّا ً عن المشروع متحدّثة‬ ‫عن أه ّميّته وضرورته للمدينة وما سيقدّمه من إنعاش للسياحة وجلب للعملة األجنبيّة إلى‬ ‫اقتصاد الدولة وتحريكه‪ ،‬وتقومين بنشره في صفحة التحقيقات في الجريدة‪ ،‬أال تعملين في‬ ‫قسم التحقيقات؟ أجبته‪ :‬نعم‪ .‬تابع حديثه مقتربا ً منّي وقال لي هامساً‪ّ :‬‬ ‫إن صاحب المشروع‬ ‫ي‬ ‫هو فالن من رجاالت رفعت األسد‪ .‬ارتفعت شهقتي عاليا ً وضربت على صدري بيد ّ‬ ‫روقي‪ ،‬هو تحقيق‬ ‫روقي‪ّ ..‬‬ ‫االثنتين وقلت له‪ :‬شو؟! ‪ ...‬مين؟! رفعت األسد؟! قال لي‪ّ :‬‬ ‫لن يقدّم ولن يؤ ّخر بالنسبة لك‪ ،‬وعلى العكس تماما ً سيخدمك كثيراً‪ .‬قلت له‪ :‬باهلل عليك‬ ‫وكيف سيخدمني؟! شخص من رجاالت رفعت األسد المغضوب عليه من قبل أخيه رئيس‬ ‫الجمهوريّة حافظ األسد ّأوالً‪ ،‬وثانيا ً واأله ّم أنّه من قاد مجازر حماة‪ ،‬ومطرود من سورية‪،‬‬ ‫ي عن مشروع ي ّموله أحد (أزالمه)؟؟!!‬ ‫وتريدني أن أقوم بتحقيق صحف ّ‬ ‫أجابني بهدوء‪ :‬خفّفي من انفعالك‪ ،‬واعلمي ّ‬ ‫أن المبلغ الذي ستتلقّينه مقابل هذا التحقيق‬ ‫البسيط كبير ج ّداً‪ ،‬سأقدّم لك شيكا ً على بياض وضعي الرقم الذي يناسبك بدءا ً من ‪150‬‬ ‫ي الصالحيّات كافّة من صاحب المكتب‪ ،‬فقد كنت في زيارته األسبوع‬ ‫ألف ليرة سورية‪ ،‬لد ّ‬ ‫الماضي في باريس‪.‬‬ ‫ساد الصمت الطويل بيننا‪ ،‬لم يكن صمتي ألنّي كنت أفكر بالعرض‪ ،‬فقد كان راتبي ال‬ ‫ي أنا وزوجي وأوالدي‬ ‫يتجاوز حينها ‪ 1500‬ليرة سوريّة‪ ،‬بينما يحتاج مصروفنا الشهر ّ‬ ‫ومنزلي ألكثر من ذلك بكثير‪ .‬كان ّجل تفكيري ينحصر في المطبّ الكبير الذي يريد أن‬ ‫يضعني فيه هذا الدكتور!!‬ ‫ّ‬ ‫ولكن المبلغ المعروض كبير ج ّداً‪ ،‬وينبئ‬ ‫قد يكون المشروع فعالً ها ّما ً لدمشق بنتائجه‪،‬‬ ‫بتبعات مرعبة‪ ،‬وفيها مسؤوليّات كبيرة وخطرة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى وهي األه ّم‪:‬‬ ‫إذا كان هدفنا في الحياة جمع المال‪ ،‬فهناك الكثير من الوسائل أق ّل خطورة من ذلك بإمكان‬ ‫المرأة تأمينها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رفعت رأسي بهدوء وقلت له‪ :‬آسفة‪ ،‬ابحث عن غيري ليقوم بهذه المه ّمة‪ .‬أجابني‪ :‬فكري‬ ‫مغر‪ ،‬سأنتظرك حتّى نهاية األسبوع‪ .‬قلت له حازمة حاسمة‪ :‬ال‪ ،‬ال تنتظرني‪.‬‬ ‫جيّداً‪ ،‬المبلغ ِ‬ ‫حملت محفظة يدي‪ ،‬ودعته غير آسفة‪ ،‬وكانت تلك آخر مرة أراه فيها‪.‬‬

‫ّ‬ ‫عزة البحرة‬

‫روائي وعميل مخابرات بريطاني‬ ‫سريّا ً للمخابرات البريطانية‬ ‫ي فريدريك فورسايث أنّه كان عميالً ّ‬ ‫ي البريطان ّ‬ ‫كشف الكاتب الروائ ّ‬ ‫‪ MI6‬ألكثر من ‪ 20‬عاماً‪.‬‬ ‫جاء الكشف في سيرته الذاتيّة التي نشرها بعنوان «من الخارج‪ :‬حياتي»‬ ‫ولطالما راود معجبو فورسايث‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 77‬عاماً‪ ،‬والمعروف بكتاباته الواقعيّة في عالم‬ ‫ّ‬ ‫الشك في احتمال وجود صلة تربطه بالمخابرات البريطانيّة‪.‬‬ ‫الجاسوسيّة‪،‬‬

‫اآلراء الواردة يف كلّنا سوريّون‬ ‫تعب بالرضورة عن رأي الصحيفة‬ ‫تعب عن رأي الكاتب و ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.