حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية
السنة الثانية
/4حزيران 2015 /
العدد - 32 -
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
االفتتاحية
لننس ّ بشار األسد َ
حلب -عرفان األمحد استهدفت غارات متعددة لطيران جيش النظام أحياء متعددة في حلب وريفها، وحسب نشطاء المعارضة ،استهدفت الغارات سوقا ً شعبية مكتظة في مدينة الباب باإلضافة الى حي الشعار الواقع ضمن األحياء الشرقية لمدينة حلب ،وسوقا ً في حي الفردوس الحلبي ،وكانت حصيلة هذه الغارات أكثر من مئة شهيد ،وما زال هناك العديد تحت األنقاض مما لم يستطع رجال الدفاع المدني واألهالي من إنقاذهم بسبب تراكم طبقات من اإلسمنت فوقهم ،وعدم وجود آليات سوى سيارة إطفاء ورافعة بينما عمل كهذا بحاجة لجرافات .ففي حي الفردوس تهدمت 4 مباني بالكامل نتيجة القصف ،وقد حدثت المجزرة في شارع ضيق جداً ومباني متالصقة بالقرب من سوق شعبي ضخم قبيل طلوع الفجر. وكان المكتب الحقوقي التحاد تنسيقيات الثورة قد ّ وثق ارتكاب 55مجزرة في سوريا خالل شهر أيار /مايو الماضي على أيدي أطراف مختلفة ،حيث ارتكب نظام األسد والمليشيات التابعة له أربعا ً وأربعين مجزرة في سوريا ،في حين ارتكب تنظيم داعش سبع مجازر كما وقعت مجزرتين جراء سقوط قذائف مجهولة المصدر على مناطق تسيطر عليها قوات النظام في حلب. فيما ارتكبت مليشيات النظام 44مجزرة في سوريا كان أكبرها مجزرة مدينة الباب المرتكبة في الثالثين من أيار الماضي راح ضحيتها 57قتيل نتيجة قصف المدينة بالحاويات المتفجرة ،يليها مجزرة جسر الحج في حلب والتي راح ضحيتها 47قتيل نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة استهدف محطة انطالق للحافالت في .2015 /5 /12 وشهدت مدينة دير الزور سلسلة اعدامات ميدانية بحق أبنائها على يد تنظيم داعش حيث وثق المكتب الحقوقي التحاد تنسيقيات الثورة 71شخصا ً أعدموا على يد
التنظيم خالل الشهر الماضي ،اضافة إلعدام 4مدنيين في ريف حلب. كما وثقت شبكة حلب نيوز سقوط 234برميل متفجر ،و 337صاروخ فراغي وحربي ،و 140صاروخ أرض_أرض على مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها خالل شهر مايو/أيار من العام الجاري. وطال القصف أكثر من 233نقطة مستهدفة ،أوقعت أضراراً مادية هائلة وتسببت باستشهاد نحو 530مدنيا ً بينهم أطفال ونساء .وتسبب القصف بتسعة مجازر، كانت أولها مجزرة قرية بير محلي ريف حلب الشرقي التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي بتاريخ 2015-5-1وراح ضحيتها 71شهيداً ،تلتها مجزرة جسر الحج بأكثر من 50شهيداً بتاريخ .2015-5-12كما وقعت ثالث مجازر بتاريخ 2015-5-13في ريف حلب الجنوبي خلّفت أكثر من 70شهيداً ،وثالث مجازر أخرى بتاريخ 2015-5-30توزعت على حي الشعار بأكثر من 12 شهيداً وحي الفردوس بـ 40شهيداً ومدينة الباب بـ 70شهيداً. كما ارتكب تنظيم الدولة مجزرة في ريف حلب الشمالي بتاريخ 2015-5-13 راح ضحتيها 15شهيداً نتيجة تفجير ألغام زرعها في قرية الحصية. وكان المبعوث األممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمشهور بهدوئه وعد انتقاده للنظام وجرائمه قد ندد بالغارات الدموية التي قامت بها طائرات تابعة للنظام السوري على حلب وأدت إلى مقتل العشرات .وقال دي ميستورا في بيان األحد 31مايو/أيار إن «القصف الجوي من قبل المروحيات السورية على سوق شعبي في حي الشعار في حلب ،يستحق أشد إدانة دولية» .وأضاف أنه «من غير المقبول بتاتا ً أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي ،وتقتل مواطنيها» ،مشدداً على ضرورة «وقف البراميل المتفجرة».
لم يترك النظام السوريّ أمام السوريّين أيّ خيار آخر ،وزجّ هم أمام خيار ال بديل عنه وهو الطريق الذي سلكوه في آذار.2011 طوال أربعين عاما ً الشعب السوريّ يتواطأ على نفسه ويحاول ويتحمّل ويكبس جرحه ملحا ً كيال يسلك هذا الطريق. لم يتم ّكن أحد من السوريّين -بعد أن يضمن سالمته وسالمة عائلته - من التحدّث بصراحة مع أحد من أشخاص النظام إلاّ وهمس له قائالً: أنتم تقودون البلد إلى الهاوية وكان يتبع ذلك بالقول :إنّ تغيير النظام لسلوكه من مصلحة النظام أوّ الً ،ومن مصلحة سورية ثانياً. ح ّتى أولئك الذين كسروا لعبة التواطؤ وذهبوا أبعد من ذلك وصرخوا بوضوح في وجه النظام ،فأعمل فيهم النظام ك ّل وحشيّته ورغم أنّ السوريّين كانوا يعرفون أنّ هؤالء مح ّقون إلاّ أ ّنهم تواطؤوا ح ّتى عليهم كيال تصل البالد إلى ما وصلت إليه. وفي بدايات الثورة كان السوريّون كلّهم يتوسّلون اآللهة أن يدرك هذا النظام فداحة المأزق الذي تعيشه سورية ويف ّكر بعقالنيّة فيبقى حاكما ً وتبقى سورية. ً ّ لكن من لم يتعوّ د طوال أربعين عاما على االستماع حتى للمخلصين له لن يتم ّكن من سماع أيّ صوت آخر ،وفي حماقة ّ عز نظيرها في التاريخ أحرق النظام السوريّ سورية ودمّرها تماما ً وأعادها عقوداً طويلة إلى الوراء ،لك ّنه أيضا ً دمّر نفسه أوّ الً. انسوا ب ّ شار األسد ،فمصيره قرّ ره بنفسه ومنذ األشهر األولى عندما قرّ ر وبغباء كبير أن يمضي إلى ما اختاره له اإليرانيّون وأن يص ّم أذنيه عن ك ّل ما حاول الشعب السوريّ طوال أربعين عاما ً أن يقوله له وألبيه من قبله. سيرحل النظام السوريّ عاجالً وليس آجالً ،لك ّنه لألسف الشديد لم َ يبق لنا نحن السوريّين خيارات كثيرة ،فإمّا أن ن ّتفق أو ال ن ّتفق ،لكن دعونا نعترف ببعض الحقائق ربّما نتم ّكن بعدها من أن نحدّد اتفاقنا أو عدمه. ال حياة لدولة إسالميّة في سورية ،ح ّتى لو كانت ك ّل سورية .1 لاّ من طائفة واحدة ،فهذه الجغرافية لم ولن تصاغ إ على االنفتاح ،هذا قدرها وتاريخها الطويل يؤ ّكد ذلك أيضاً. لن ّتفق أيضا ً أنّ سورية وعبر تاريخها الطويل لم تكن إلاّ .2 لاّ ً ّ متعدّدة ومتنوّ عة ،وبالتالي ال يمكنها أبدا أن تكون إ بهذا التعّدد والتنوّ ع ومن الجنون الوهم بإمكانيّة إلغاء هذا التنوّ ع. لن ّتفق أيضاً ،وطالما أنّ التعدّد والتنوّ ع هو قدرنا فإنّ الصيغة .3 الوحيدة له القابلة للحياة هي الصيغة التشاركيّة القائمة على العدل والمساواة والمواطنة والمصانة بدستور. إذاً لم َ يبق أمامنا الكثير من الخيارات ،فإمّا أن نمضي إلى .4 خيار الدولة المتعدّدة التشاركيّة أو نمضي إلى حرب طويلة لن ينتصر فيها أحد وستفضي إلى دويالت ه ّ شة متقاتلة وغير قابلة للحياة. انسوا ب ّ شار األسد ....ال أقصد نسيانه كمجرم ،بل أقصد نسيانه كرئيس نظام.
ب ّسام يوسف
الجوالني بقيادة منصور ّ
مقابلة تنقصها جبال “تورا بورا” عندما انتهى ّ بث قناة الجزيرة للمقابلة التي أجراها أحمد منصور مع قائد جبهة النصرة ُّ وصمت «أبو محمّد الجوالنيّ » ،أغلقت التلفاز طويالً. ً كنت مصدوما إلى الح ّد الذي استغربته أنا نفسي ،ال أدري لماذا؟ فأنا أعرف مسبقا ً أنّ أحمد منصور والجوالنيّ ال يختلفان كثيراً عن الظواهريّ أو الزرقاويّ أو البغداديّ ،وغيرهم ...لك ّننا نحاول أحيانا ً التواطؤ ح ّتى مع ذواتنا ...نحاول اإللتجاء إلى المسافة الفاصلة بين الوهم والحقيقة ،ربّما لكيال نضع أنفسنا وجها ً لوجه مع حقائق مرعبة. كنت ط��وال فترة المقابلة أرى وجه أحمد منصور كوجه قاتل ،أكثر ممّا كنت أراه في ّ المغطى ،وفي صوته الخافت وجه الجوالنيّ وحركة أصابع يديه ،وعندما كان منصور يتحدّث عن جوالته داخل األراضي السوريّة منتشيا ً كفاتح حرّ ر القدس ،كنت أشعر أ ّنه د ّنس األرض السوريّة كما يد ّنسها حسن نصر هللا ومسلمانيّ ،والبغداديّ وشارون ،وكما د ّنسها قبلهم غاصبون كثر. ّ ّ يستفزني الجوالنيّ بقدر ما استفزني تذاكي لم أحمد منصور ...هذا التذاكي الغبيّ والصفيق
إلى درجة الغثيان ،كان يظهر في ك ّل سؤال من أسئلته. بدا الجوالني تلميذاً متدرّ با ً وغير نبيه في دورته اإلعالميّة األولى ،ولم يتقن التساوق مع إيقاع أحمد منصور الحاقد والمتخم برسائل القتل والتطرّ ف ،األم��ر ال��ذي أرغ��م أحمد منصور على خلع قناع مهنيّته الزائفة مرّ ات عدّة وكشف وجهه الحقيقيّ . يسأل أحمد منصور بوجه يقطر إيمانا ً وتسكن تفاصيله غبطة األولياء واألتقياء: اآلن أصبحت ك ّل القرى العلويّة في مرمى نيرانكم ،ما هي معركتكم القادمة؟ أو ما هي رؤيتكم لهذه المناطق في ظ ّل ما يُقال عن مجزرة تاريخيّة تدبّرها جبهة النصرة للعلويّين في مناطق الالذقيّة والساحل؟؟. وألنّ الجوالنيّ ال يزال تلميذاً في تسويق نفسه إعالم ّياً ،ولم يتقن ح ّتى اآلن خطط صناعة رجال الدين أو السياسة إعالم ّياً ،ظهر اإلخراج مرتبكاً ،وظهرت محاوالت منصور أقرب إلى التلقين مبتعدة تماما ً عن الدور الذي يتوجّ ب على اإلعالميّ لعبه في مقابالت كهذه. لم يقل الجوالنيّ كثيراً ،لكنّ ما قاله كان كافيا ً لكي يجفّ حلقك وتدرك أنّ ما ينتظر سورية
ه��و ث���ورات ق��د تطول كثيراً. النصرة جزء من القاعدة وقد بايعت ال��ظ��واه��ريّ ،أي أنّ مرجعيّتها هي تنظيم ال��ق��اع��دة ،وأنّ الدولة القادمة في سورية هي دول���ة إس�لام��يّ��ة على الطراز القاعديّ . في محاولته اس���ت���ع���م���ال خ��ط��اب براغماتي سياسيّ موجّ ه للعلويّين لعقد صفقة معهم وطمأنتهم ،أثار الجوالنيّ الرعب في نفوسهم أكثر بكثير ممّا لو أ ّنه هدّدهم بالعبارة الصريحة التي قالها أحمد منصور ولفظ بتأن «مجزرة تاريخيّة بهم». حروفها ٍ «سنؤجّ ل معركتنا معكم اآلن» كانت رسالة الجوالني للمسيحيّين ،وأيضا ً سنقدّم لكم فوق العرض هديّة أخرى ،فالجزية التي ستدفعونها ستكون فقط على القادرين منكم، أمّا الشيعة فليس أمامهم سوى الموت ،وال
تنتظروا دعاتنا إليكم إلعادتكم إلى اإلسالم الحقيقيّ ،وال��دروز عليهم أن يختاروا بين إعالن إسالمهم ومبايعة الجوالنيّ ومن خلفه القاعدة ،أو أ ّنهم سيعاملون كخارجين عن الدين وسيُقتلون. أمّا الس ّنة الذين ال ي ّتفقون مع إسالم ً الجوالنيّ فلهم حسابهم أيضا ،لكنّ المعركة معهم مؤجّ لة اآلن ،وح ّتى الفصائل التي تقاتل معه في تحالفه الجديد سيكون لها معركة قادمة بعد االنتهاء من المعركة الكبرى.
باختصار ساعة متواصلة لم يقطعها أيّ فاصل، أط ّل الجوالنيّ بقيادة أحمد منصور على شاشة الجزيرة مذ ّكراً السوريّين بجبال «تورا بورا» في أفغانستان ،ومعيداً مجد ابن الدن. فقط ،لم نتم ّكن من رؤية أحمد منصور مرتديا ً الثياب المتق ّ شفة ومتح ّمالً وع��ورة الطرق ً الجبليّة ومفعما بالتقى وهو يمضي إلى مهمّته المقدّسة.
احمل ّرر السياس ّي