كلنا سوريون العدد35

Page 1

‫ق����راءة‬ ‫من داخل‬ ‫احل���ق���ل‬ ‫السياس ّي‬

‫حني تستبعد الثورة ناشطاتها‬ ‫السويداء‪..‬‬ ‫بإنتظار‬ ‫احلصاد امل ّر‬

‫ص‪2‬‬

‫ص‪11‬‬

‫ص‪8‬‬

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي‬ ‫جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين سور ّي جامع‪ ،‬يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ /11‬آب ‪2015 /‬‬

‫العدد ‪- 35 -‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫االفتتاحية‬

‫قبل‬ ‫فوات األوان‬

‫سورية ودمار احلرب‬ ‫انرتنت‬

‫السياسي‬ ‫خمسة مفاهيم أساسّية في العمل‬ ‫ّ‬

‫عقالني مع فكرة ّ‬ ‫السياسي‬ ‫الحل‬ ‫نحو تعامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التدخل يف إطار ما يسمّى توازن القوى الشامل‬

‫إنّ التعامل مع فكرة الح ّل السياسيّ أمر دقيق وحيويّ ‪ ،‬على التاريخ والتجارب األخرى‪ ،‬ومعرفة بالدول‬ ‫ويحتاج من وجهة نظري إلى وعي وإدراك خمسة ومصالحها وغاياتها‪ ،‬إلى جانب امتالكه بالطبع‬ ‫مفاهيم أساسيّة في العمل السياسيّ ‪ ،‬وهي‪ :‬الخطاب ألهداف كبرى ومصالح عليا يعمل من أجلها‪ ،‬فإنّ‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬الموقف السياسيّ ‪ ،‬الرؤية السياسيّة والهدف أداءه السياسيّ سيكون خبط عشواء‪ ،‬وستكون مواقفه‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬التحليل السياسيّ ‪ ،‬األداء السياسيّ ‪ ،‬وأستطيع متغيّرة بشكل متسارع‪ ،‬ومن السهولة اإليقاع به أو‬ ‫أن أعرض األمر بشكل مبسّط فيما سيأتي‪.‬‬ ‫توريطه في مواقف ال تجر إلاّ الخراب‪ .‬هناك احتمال‬ ‫لحدوث مواقف خاطئة في الممارسة السياسيّة‪ ،‬وهذه‬ ‫فعلى مستوى الخطاب السياسيّ ‪ ،‬أعتقد من المعيب يمكن تصحيحها بوسائل عديدة‪ ،‬لكن عندما تكثر‬ ‫أن يظهر شخص ما في اإلع�لام‬ ‫هذه المواقف الخاطئة يصبح من‬ ‫ويقول «أنا ض ّد الح ّل السياسيّ ‪ ،‬أنا‬ ‫المنطقي توصيف هذا األداء باألداء‬ ‫ً‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫استناد‬ ‫مع الحسم العسكريّ »‪ ،‬مهما كانت‬ ‫غير العقالني‪ ،‬وه���ذا ال يمكن‬ ‫األحوال‪ .‬فليس هناك عاقل يخاطب‬ ‫تصحيحه‪.‬‬ ‫حتليلي للواقع‬ ‫العالم ووسائل اإلع�لام مستخدما ً‬ ‫فإنّين ال آمل‬ ‫تعابير تدلّل على شروعه بالقتل أو‬ ‫يفترض بالرؤية االستراتيجيّة‬ ‫اإلعالن عن عزمه على استخدام‬ ‫إذاً أن تكون البوصلة التي تحكم‬ ‫مؤمتر‬ ‫من‬ ‫السالح من دون وج��ود مبرّ رات‬ ‫الموقف السياسيّ ‪ ،‬وم��ن دونها‬ ‫جنيف الكثري‬ ‫قانونيّة مشروعة أو دعم دوليّ لهذا‬ ‫يصبح أيّ موقف سياسيّ معلّقا ً في‬ ‫الخيار‪ .‬أي ينبغي أن يستند الخطاب‬ ‫الهواء‪ .‬هذه الرؤية السياسيّة هي‬ ‫اللحظة‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬في أيّة لحظة‪ ،‬ومهما كان‬ ‫التي تجعلنا ال نضع البيض كله في‬ ‫السياسية‬ ‫الوضع القائم‪ ،‬على مقولة «نحن‬ ‫سلة أيّ موقف سياسيّ أو لحظة‬ ‫ّ‬ ‫مع الح ّل السياسيّ من حيث المبدأ‪،‬‬ ‫سياسيّة‪ ،‬بل أنها تتيح لنا أن نستخدم‬ ‫لك ّننا نريد تحديد ماهيّة هذا الحلّ»‪ ،‬وذلك من أجل أن رهاناتنا وقدراتنا األخرى في مستويات عديدة‪ ،‬وهذه‬ ‫يكون الخطاب السياسيّ متوافقاً‪ ،‬ظاهر ّيا ً على األقلّ‪ ،‬بدورها تحسّن من موقفنا السياسيّ ‪.‬‬ ‫مع األخالقيّات المعروفة والحقوق والقانون الدوليّ ‪.‬‬ ‫أمّا التحليل السياسيّ ‪ ،‬فإ ّنه يعتمد على قراءة الواقع‬ ‫أمّا الموقف السياسيّ ‪ ،‬فثمّة معايير عديدة تحكم أيّ وموازين القوى الواقعيّة والكامنة في رحم الواقع‬ ‫موقف تجاه قضيّة ما‪ ،‬لكن على العموم يمكن القول من دون ّ‬ ‫تدخل الرغبات واألماني واأليديولوجيّات‬ ‫إ ّنه من غير الشائع في عالم السياسة االختيار بين واأله��داف‪ ،‬وليس بالضرورة أن يتطابق التحليل‬ ‫الموقف الصائب والموقف الخاطئ‪ ،‬فالمنطق والواقع السياسيّ مع الموقف السياسيّ ‪ ،‬أو باألحرى من النادر‬ ‫يقوالن إنّ االختيار يكون في الغالب األع ّم قائما ً على أن يتطابقا‪ .‬مثالً‪ ،‬استناداً إلى تحليلي للواقع فإ ّنني ال‬ ‫البحث عن الموقف األق ّل سوءاً‪ .‬موقفي الشخصيّ آمل من مؤتمر جنيف الكثير في هذه اللحظة السياسية‬ ‫مثالً اليوم هو المشاركة في مؤتمر جنيف‪ ،‬مع على الرغم من أنّ موقفي السياسيّ هو ضرورة‬ ‫نصيحة ألاّ نضع البيض كلّه في سلة جنيف‪ .‬بمعنى المشاركة في المؤتمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫محطة إجباريّة ويفترض استغاللها‬ ‫آخر‪ ،‬أنّ جنيف‬ ‫إلى الح ّد األقصى الممكن‪ ،‬مع إدراك أنّ ح ّل المشكلة ث�� ّم يأتي األداء السياسيّ ‪ ،‬وهنا يفترض التفكير‬ ‫السورية لن يكون في جنيف في هذه اللحظة‪ ،‬وبالتالي بالعناصر كا ّفة التي تجعلنا نستفيد من أيّ موقف‬ ‫يفترض إلى جانب جنيف البحث عن مخارج أخرى‪ ،‬سياسيّ ح ّتى لو ك ّنا نكرهه ومرغمين عليه‪ .‬بمعنى‬ ‫وتعديل ميزان القوى الكلّيّ والشامل‪.‬‬ ‫آخر‪ ،‬هناك ضرورة لمحاولة تحويل الموقف السياسيّ‬ ‫الذي نكرهه أو ال نأمل منه خيراً (كالذهاب إلى‬ ‫أمّا عندما نتحدّث عن الرؤية السياسيّة فهذا يعني جنيف أو غيرها في لحظة ما) إلى نصر باستخدام‬ ‫أ ّننا نتحدّث عن اإلستراتيجيّات واألهداف الكبرى‪ ،‬عناصر قوّ ة وتكتيكات عديدة‪ ،‬كاإلعالم‪ ،‬التواصل مع‬ ‫ويمكن القول إنّ أيّ سياسيّ ال تتو ّفر لديه رؤية األمم الم ّتحدة‪ ،‬ابتزاز الدول في مصالح أخرى لها‪،‬‬ ‫سياسيّة متكاملة تحيط باألوضاع كا ّفة‪ ،‬واطالع وا ٍ‬ ‫ف إدارة خطاب وطنيّ متماسك من جانب كوادر سياسيّة‬

‫وإعالميّة حقيقيّة‪،‬‬ ‫استغالل فرص‬ ‫لحظيّة سانحة‪،‬‬ ‫بناء صلة إيجابيّة‬ ‫م��ع السوريّين‪،‬‬ ‫إظهار حقيقة‬ ‫«النظام‬

‫السوريّ » بوصفه المعرقل الوحيد للح ّل السياسيّ‬ ‫‪ ....‬إل ّخ‪ ،‬فهذه المسائل‪ ،‬وغيرها‪ ،‬تدخل في إطار‬ ‫ما يسمّى توازن القوى الشامل الذي ال يعني توازنا ً‬ ‫عسكر ّيا ً فحسب على اإلطالق‪.‬‬ ‫لنالحظ هنا‪ :‬كخطاب سياسيّ أق��ول أنا مع الح ّل‬ ‫السياسيّ ‪ ،‬وكموقف سياسيّ أقول يفترض أن نشارك‬ ‫في جنيف‪ ،‬وكتحليل سياسيّ أقول أنا غير متفائل‬ ‫بجنيف في اللحظة الراهنة‪ ،‬وكرؤية سياسيّة وهدف‬ ‫سياسيّ أقول يفترض بنا البحث عن مخارج أخرى‬ ‫إلى جانب جنيف‪ ،‬وكأداء سياسيّ يفترض بي رسم‬ ‫تكتيكات وخطوات ومبادرات أخرى تساعدني في‬ ‫تقوية موقفي السياسيّ الحاليّ أو االنتقال نحو موقف‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫ال أجد شخصيا ً ح ّتى اآلن أيّة آليّة عمليّة وواقعيّة‬ ‫أو ممكنة لتطبيق ا ّتفاق جنيف في اللحظة الراهنة‪،‬‬ ‫وح ّقا ً ال أدري إن كان المتفائلون يملكون أيّة طريقة‬ ‫غير الرؤية النظريّة التي ال يشتريها النظام السوريّ‬ ‫وما يسمّى «المجتمع الدوليّ » بقشرة بصل‪ ،‬فضالً‬ ‫عن وجود قطيعة حقيقية بين المعارضة السياسيّة‬ ‫وسائر القوى األهليّة والمدنيّة والسياسيّة والعسكريّة‬ ‫في سورية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬من الحكمة أن نقول «إعالم ّياً»‬ ‫وف��ي خطابنا السياسيّ إ ّننا مع جنيف‪ ،‬ونطالب‬ ‫«المجتمع الدوليّ » بتحقيق مجموعة من المعايير‬ ‫والشروط األساسيّة إلنجاحه‪ ،‬وهي التي لن يقوم بها‬ ‫«النظام السوريّ » بالتأكيد كإطالق سراح المعتقلين‬ ‫ك الحصار عن المناطق المحاصرة مثالً‪ ،‬وفي‬ ‫وف ّ‬ ‫الوقت ذات��ه العمل على تغيير ميزان القوى في‬ ‫المستويات كا ّفة‪ ،‬وأهمّها في المستوى السياسيّ‬ ‫والتنظيميّ واإلعالميّ والمدنيّ ‪.‬‬

‫حازم نهار‬

‫ربّما لم يعرف التاريخ ثورة ضحّ ى من أجلها شعب وذهبت ك ّل‬ ‫نتائجها لمصلحة اآلخرين مثل الثورة السوريّة‪.‬‬ ‫و ربّما ال يذكر التاريخ ثورة تمتلك هذه المفارقة الغريبة‪ ،‬فقد عرف‬ ‫التاريخ كثيراً من االحتالالت المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬وعرف‬ ‫كثيراً أنّ تقوم فئة من شعب ما مدعومة من جهة خارجيّة بعمل ض ّد‬ ‫مصلحة وطنها وشعبها‪ ،‬وعرف جيوشا ً تخون وطنها وتقاتل ض ّد‬ ‫مصلحة وطنها وشعبها‪ ،‬وعرف‪ ...‬وعرف‪ ،‬لك ّنه لم يعرف أنّ بلداً‬ ‫ُدمّر بأيدي أبنائه دون أن يكون لهم أيّ دور في تحديد مصيره الحقاً‪،‬‬ ‫ودون أن يضمنوا تحقيق بعض األهداف التي ثاروا من أجلها؛‬ ‫باختصار ال أدري إن عرف التاريخ بلداً أصبح أبناؤه مجرّ د أدوات‬ ‫بأيدي اآلخرين فيقتِلون ويق َتلون وتدمّر بيوتهم وأمالكهم ووطنهم بال‬ ‫أيّة مصلحة لهم‪.‬‬ ‫أيّة دوافع يمكن أن تؤجّ ج ك ّل هذا العنف وتغيب عنها المصالح‬ ‫المباشرة؟؟؟ عنف ال يؤسّس إلاّ لعنف‪ ،‬وصوالً إلى الح ّد الذي يمكن‬ ‫القول فيه إنّ الحقد وحده قد يدفع أطراف صراع ما إلى الوصول‬ ‫لتطبيق المقولة المعروفة (عليّ وعلى أعدائي)‪ ،‬عندها ال يهت ّم‬ ‫المتقاتلون بالنتائج‪.‬‬ ‫إذا كان هناك من رابح فيما يحصل لسورية فإ ّنهم اآلخرون‪ ،‬وال أظنّ‬ ‫أنّ طرفا ً سور ّيا ً سيكون رابحاً‪ ،‬ال بل إنّ خسارة السوريّين شديدة‬ ‫الوضوح وقد ال تعادلها خسارة لشعب في التاريخ‪.‬‬ ‫إذا ك ّنا م ّتفقين أنّ النظام الذي هو أحد أطراف الصراع وصاحب‬ ‫المقولة الشهيرة (األسد أو نحرق البلد) قد حدّد خياره بوضوح ومنذ‬ ‫ما قبل انفجارالثورة السوريّة‪ ،‬لكن ماذا عمّن يقاتلون هذا النظام؟؟‬ ‫هل شعارهم (إسقاط األسد أونحرق البلد) أيّ أنّ حرق البلد يصبح هو‬ ‫القاسم المشترك بين طرفي الصراع؟؟‪.‬‬ ‫لكن هل يمكن أن تنتج سورية طرفا ً ثالثا ً يرفع ويعمل من أجل شعار‬ ‫(إسقاط األسد وحماية البلد)؟؟ وهل فات اآلوان على شعار كهذا‪ ،‬أيّ‬ ‫أ ّنه فقد إمكانات تح ّققه؟؟؟‪.‬‬ ‫ربّما يميل الكثيرون إلى القول إنّ األوان قد فات على هذا الحلم‪،‬‬ ‫وأنّ اللحظة افترقت كثيراً عن لحظة البدء‪ ،‬لك ّننا إن استطعنا أن‬ ‫نعيد الثورة إلى حقلها األساس الذي انطلقت منه بوصفها ثورة شعب‬ ‫يطمح للعيش بكرامة وحرّ يّة ض ّد نظام لصوصيّ دكتاتوريّ حينها‬ ‫يمكن القول إنّ اآلوان لم يفت‪.‬‬ ‫بصيغة أخرى‪ ،‬إن لم يقتنع السوريّون أنّ ثورتهم لم تقم ألهداف‬ ‫طائفيّة وال دينيّة وال قوميّة وال‪...‬وال‪ ...‬وأ ّنها فقط قامت من أجل‬ ‫إعادة صياغة عالقة المجتمع بالسلطة والدولة‪ ،‬وإن لم يقتنعوا أنّ‬ ‫مستقبلهم مرهون باستعادة روح هذه الثورة‪ ،‬فإ ّنه من الصعب اآلن‬ ‫القول إنّ سورية ستكون للسوريّين‪ ،‬وأ ّنه من الصعب أيضا ً القول إنّ‬ ‫الدم السوريّ سيتو ّقف سفكه خصوصا ً أنّ سفكه يت ّم لمصالح اآلخرين‬ ‫وبالتالي فإنّ اآلخرين المستفيدين حريصون على استمرار سفكه‪.‬‬ ‫إن لم نغادر زاويا طوائفنا وقوميّاتنا ومذاهبنا و‪..‬و‪ ،...‬إلى فسحة‬ ‫الوطن الجامع والمسيّج بفهم المواطنة وقوانينها ودستورها‪ ،‬فإ ّننا لن‬ ‫ننتقل من كوننا أدوات بيد ولمصلحة اآلخرين‪ ،‬إلى كوننا شعب يتوق‬ ‫لبناء دولته العصريّة القابلة للحياة‪.‬‬ ‫هل يمكننا فعل شيء قبل أن يحكم اآلخرون حشرنا في زوايا انتماءاتنا‬ ‫الضيّقة وإغالقها علينا تماماً؟؟‪.‬‬ ‫هل يمكننا فعل شيء وقبل فوات اآلوان؟؟‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬

‫على الموقع اإللكترونيّ الجديد للشبكة السوريّة لإلعالم‬ ‫المطبوع ‪ ،SNP‬وفي صفحته الرئيسيّة تجد مجموعة‬ ‫المطبوعات التي تش ّكل الشبكة وهي صحيفة «كلّنا‬ ‫سوريّون» وصحيفة «صدى الشام» ومجلاّ ت «عنب‬ ‫بلدي» و «سوريتنا» و «تم ّدن»‪ .‬وتسعى الشبكة لتض ّم‬ ‫إليها مطبوعات سوريّة أخرى‪.‬‬ ‫زوروا موقع الشبكة السوريّة لإلعالم المطبوع‪:‬‬ ‫‪/http://www.snpsyria.org‬‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫التطرّف في سورية‬

‫سورية والعالم‬

‫هل هناك ّ‬ ‫حل‬ ‫سياسي في سورية؟‬ ‫ّ‬

‫السياسي‬ ‫قراءة من داخل الحقل‬ ‫ّ‬ ‫مستشار خامنئي‪ :‬نصحنا األسد بعدم استخدام الرصاص احل ّي ض ّد املتظاهرين السلميّني‬ ‫كثيرة هي المقاالت واألبحاث التي الحقل السياسيّ ‪ ،‬بما هو حقل مصالح‬ ‫تناولت موضوع التطرّ ف‪ .‬يمكن وصراع قوى‪ .‬الرمزيّات فيه تستخدم‬ ‫للقارئ الكريم أن يطلع عليها‪ .‬لكن من لحشد المزيد من القوّ ة‪ ،‬هذه الرمزيات‬ ‫الصعب التطرّ ق لموضوع التطرّ ف تتساوى تماما ً مع ح َملة البندقيّة‪ .‬لكن‬ ‫أيّا كان أيديولوج ّيا ً أو دين ّيا ً أو طائف ّيا ً عندما تتحوّ ل مؤسّسة الجيش في بلد ما‬ ‫أو قوم ّيا ً أو سياس ّياً‪ ،‬دون وضع قاعدة إلى ميليشيا متطرّ فة تقتل أبناء شعبها‪.‬‬ ‫أساس في ك ّل نوع من أنواع التطرّ ف‪ ،‬هذا كفيل بتحويل البلد برمّته إلى ساحة‬ ‫تتمحور عن سؤال رئيسي ومركزي‪ :‬سالح‪.‬‬ ‫تطرف عن ماذا؟‬ ‫تخرّ صات تعرّ ضت لها ثورة شعبنا‬ ‫يقال في ذلك عبارة عامّة «إ ّنه تطرّ ف أبرزها‪:‬‬ ‫عن االعتدال»‪ .‬ما هو االعتدال ح ّتى األوّ ل‪ :‬المتعلّق بإدخالنا في نفق السلميّة‬ ‫نستطيع تعريف من هو المتطرّ ف؟ والعسكريّة‪.‬‬ ‫يقال متطرّ ف إسالميّ مثالً؟ سأناقش الثاني‪ :‬أنّ ما يحدث في سورية هو‬ ‫هذه المسألة عند الس ّنة‬ ‫حرب أهليّة‪.‬‬ ‫وال��ش��ي��ع��ة ف��ي مقال‬ ‫الثالث‪ :‬أنّ التطرّ ف‬ ‫تظاهرات‬ ‫بقيت‬ ‫الح��ق؛ ك��ي ال نبقى‬ ‫ف������ي س����وري����ة‬ ‫مجتمعي‪ .‬بالتالي ال‬ ‫وكأ ّننا نطرح األسئلة الثورة السوريّة منذ‬ ‫كأحجية ال ح�� ّل لها‪.‬‬ ‫بديل عن األسديّة‪.‬‬ ‫‪18‬آذار‬ ‫يف‬ ‫انطالقها‬ ‫علما أ ّنها أحجية ال‬ ‫كما يعلم الجميع‬ ‫داخ������ل س���وري���ة‬ ‫ح ّل لها م��ادام هنالك ‪2011‬حتّى بداية‬ ‫إن��س��ان يعيش على‬ ‫وخ�����ارج�����ه�����ا‪،‬‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫سلم‬ ‫‪2012‬‬ ‫عام‬ ‫ّ‬ ‫وج��ه الكوكب‪ .‬يقال‬ ‫بقيت ت��ظ��اه��رات‬ ‫ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة‬ ‫أيضاً إنّ الظلم والفقر األسديّة استخدمت‬ ‫يولّدان التطرّ ف‪ .‬علما‬ ‫م���ن���ذ ان��ط�لاق��ه��ا‬ ‫أنّ غالبيّة المتطرّ فين اجليش كميليشيا‬ ‫‪18‬آذار‬ ‫ف�����ي‬ ‫ال����ذي����ن أت������وا م��ن‬ ‫‪2011‬ح�� ّت��ى بداية‬ ‫ً‬ ‫المجتمعات الخليجيّة – مثال ‪ -‬كانوا عام ‪ 2012‬سلميّة‪ .‬األسديّة استخدمت‬ ‫من أبنائها الميسورين‪ ،‬وليس مثال الجيش كميليشيا طائفيّة ‪ -‬ليست‬ ‫أسامة بن الدن استثنائ ّياً‪ ،‬بل يكاد علوية «منشان ما حدا يفهم غلط»‪،-‬‬ ‫أن يكون عا ّماً‪ .‬مظلوميّة المسلمين منذ اليوم األوّ ل للثورة‪ ،‬معتمدة خيار‬ ‫يمكن أن يستند إليها بعضنا في فهم القتل للمدنيّين‪ ،‬واالعتقال والقتل تحت‬ ‫ظاهرة التطرّ ف‪ .‬مظلوميّة المسلمين التعذيب والقنص ضمن ما يعرف‬ ‫كيف تبدّت لبن الدن في افغانستان؟ بالخيار األمني العنفي‪ .‬أكثر من ‪100‬‬ ‫هل كان يمكن أن تتبدّى له لوال دعم ألف مدنيّ تمّت تصفيتهم واعتقالهم‬ ‫(سي أي أيه) والمخابرات الباكستانيّة وفقدوا في هذه السنة‪ .‬الخيار العنفي‬ ‫والسعوديّة آنذاك عندما ش ّكل تنظيم هو من أدخل السالح للمجتمع وليس‬ ‫القاعدة؟‬ ‫أح��داً من المعارضة‪ .‬ح ّتى لو أتى‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يت ّم البحث عن البنية معارضون بعدها وأدخلوا السالح‪،‬‬ ‫النفسيّة للمتطرّ ف‪ .‬هل البنية النفسيّة فهو نتيجة لتحويل مؤسّسة الجيش‬ ‫للمتطرّ ف تستطيع أن تخلق له بنية إلى ميليشيا قاتلة للمدنيّين المتظاهرين‬ ‫عسكريّة قاتلة بناء على هذا المعطى المطالبين بالحرّ يّة‪ .‬من المعروف في‬ ‫ّ‬ ‫يتدخل‬ ‫النفسيّ ؟ م ّتى يتحوّ ل المتطرّ ف إلى دول العالم أنّ الجيش عندما‬ ‫جزء من آلة عسكريّة قاتلة؟‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬فإمّا أن يستكمل تصفية‬ ‫عندما تدخل السياسة‪ .‬تقوم السياسة الشعب والثورة‪ ،‬أو ينقلب على النظام‬ ‫بإدخال المتطرّ ف في حقلها‪ .‬عندها أو يت ّم هزمه عسكر ّياً‪ ،‬وليس لدينا‬ ‫ال يعود للمتطرّ ف هوية ما خارج جيش يمكن أن يستجيب لحملة الزهور‪.‬‬

‫حملة الزهور قوبلوا في‬ ‫داريا بالقتل والرصاص‬ ‫الحي‪ .‬مسؤول إيرانيّ املظاهرات السلمية‬ ‫انرتنت‬ ‫ك��ب��ي��ر وه���و مستشار‬ ‫خامنئي ي��ق��ول نصحنا‬ ‫قاتلة وحلفائها‪ .‬مثال آخر األسديّة‬ ‫األسد بعدم استخدام الرصاص الحيّ‬ ‫حاولت أن تحوّ لها إلى حرب أهليّة‬ ‫ض ّد المتظاهرين السلميّين‪ ،‬وأرسلنا له‬ ‫ولم تنجح‪ ،‬إلاّ مع جماعة جميل بايق‬ ‫الهراوات لك ّنه لم يستجب‪ .‬هذه نقطة‬ ‫زعيم العسكر الكرديّ التركيّ ‪ .‬وفشل‬ ‫تحتاج بحثا ً لوحدها‪ .‬قضية إن��زال‬ ‫ً في سهل حوران وجبله من إشعال فتنة‬ ‫الجيش إلى الشارع‪ ،‬ونتائج ذلك‪ .‬إذا‬ ‫بين أهل حوران من س ّنة ودروز وبدو‬ ‫لوال العسكرة لقضى األسد على مليون‬ ‫ومسيحيّة‪.‬‬ ‫س��وريّ دون أن يرفّ جفن ألدعياء‬ ‫التخرّ ص الثالث المتعلّق بأنّ التطرّ ف‬ ‫السلميّة‪ .‬أيضا ً من الطبيعيّ أن تفضي‬ ‫ف��ي س��وري��ة ل��ه ح��اض��ن مجتمعيّ ‪.‬‬ ‫العسكرة ‪ -‬دون إرادة دوليّة فعليّة م ّتفقة‬ ‫عليها وعلى أهدافها ‪ -‬إلى ما تحمله التطرّ ف الدينيّ والفكريّ واأليديولوجيّ‬ ‫والقوميّ ‪ .‬ال يتحوّ ل بفعل األفكار إلى‬ ‫من أمراض‪ .‬لهذا التخرّ ص أنّ سبب‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات إرهابيّة متطرّ فة‪،‬‬ ‫سالح‬ ‫ما وصلت إليه الثورة هو العسكرة هذا‬ ‫إلاّ بوجود حامل دول�� ّت��ي‪ ،‬يدعمها‬ ‫تلحيس لبسطار األسد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويغطي تحرّ كاتها اللوجستيّة‬ ‫ويموّ لها‬ ‫ّ‬ ‫أمّ��ا التخرّ ص الثاني ال��ذي يتعلق‬ ‫أيضاً‪ ،‬وسبل اإلمداد‪ .‬ك ّل المجتمعات‬ ‫باستخدام اإلع�لام لمصطلح الحرب‬ ‫فيها تطرّ ف‪ .‬لكن التجرؤ الدول على‬ ‫األهليّة ب��دل ال��ث��ورة‪ ،‬ليلغي مطلب‬ ‫اللعب على قضيّة التطرّ ف في ك ّل‬ ‫الحرّ يّة‪ ،‬إ ّنما يشير إلى أنّ األسديّة‬ ‫ً المجتمعات‪ ،‬أو أ ّنها ال تريد سوى‬ ‫وجيشها عبارة عن طرف أهليّ أوّ ال‬ ‫مجتمعات محدّدة بعينها‪ .‬تستفيد من‬ ‫وثانياً‪ ،‬بالتالي تحويل المسألة أ ّنها‬ ‫وجود التطرّ ف عموما ً أو التطرّ ف‬ ‫بين الس ّنة والعلويّين‪ .‬هذا هو االفتراء‬ ‫األس��ود‪ .‬الحرب األهليّة تكون بين الداعشيّ أو القاعديّ أو الحزب الالتيّ‬ ‫اإليرانيّ وغيره في هذه الدول‪ .‬الجميع‬ ‫جماعات ّ‬ ‫تمثل أطيافا ً دينيّة مختلفة أو‬ ‫يعلم أنّ من أدخل القاعدة والتطرّ ف‬ ‫طائفيّة أو قوميّة‪ .‬هذا لم يحدث في‬ ‫الشيعيّ إل��ى ال��ع��راق هما األسديّة‬ ‫سورية إلاّ بعد قيام الحلف اإليرانيّ‬ ‫وإيران بشكل أساسي ورئيسي‪ .‬لهذا‪،‬‬ ‫األسديّ وأدواتهما بإدخال «داعش»‬ ‫المجتمع السوريّ لم يكن التطرّ ف‬ ‫والسالح لـ (بي ي دي) الفرع السوريّ‬ ‫ج��زءاً من تاريخه كبقيّة مجتمعات‬ ‫من الـ (بي كي كي) الكرديّ التركيّ ‪.‬‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫تحوّ ل الصراع في تلك المنطقة وكأ ّنه‬ ‫هذه التخرّ صات الثالث أرادتها إدارة‬ ‫بين العرب واألك��راد‪ ،‬علما ً أ ّنه ليس‬ ‫ّ‬ ‫لتغطي عارها ومشاركتها غير‬ ‫أوباما‪،‬‬ ‫كذلك‪ .‬ألنّ الطرفين ال يوجد ظهير‬ ‫المباشرة والمباشرة في الجريمة‪ ،‬التي‬ ‫لهما سوى إيران واألسد‪.‬‬ ‫قامت وتقوم بها األسديّة واإليرانيّة‬ ‫م��ن يقول بحرب أهليّة يعني أنّ‬ ‫ّ‬ ‫بحق شعبنا‪ .‬أرادتها‬ ‫الشيعيّة السياسيّة‬ ‫األسديّة مؤسّسة علويّة!! فهل األسدية‬ ‫أن تطغى على خطاب اإلعالم الغربيّ‬ ‫فعالً مؤسّسة علويّة؟ أم طائفيّة؟ أم أنّ‬ ‫والمحلّيّ ‪ .‬لهذا يجب علينا ح ّتى نفهم‬ ‫األسديّة مافيا سياسيّة وعسكريّة وحالة‬ ‫خاصّة في مجتمع متعدّد الطوائف؟ التطرّ ف أن نقرأه داخل الحقل السياسيّ‬ ‫والمصالح والقوى الدنيويّة!! وليس‬ ‫حاولت في مقاالت سابقة أن أبرهن‬ ‫الثقافيّ و «عالك المث ّقفين» خاصّة‬ ‫على سؤال الجواب األخير‪ .‬لهذا ح ّتى‬ ‫خدمة البسطار منهم‪.‬‬ ‫اللحظة ما يحدث في سورية خال‬ ‫«داعش» والـ (بي كي كي) هو ثورة‬ ‫غسان املفلح‬ ‫شعب يريد حرّ يّته ض ّد أسديّة فاشيّة‬

‫األوضاع السورّية في خطابات األمم المّتحدة ّ‬ ‫ومنظماتها‬

‫مجموعات عمل ومناشدات الستمرار الحياة‬ ‫المبعوث الخاصّ لألمم الم ّتحدة إلى ســورية الســيّد‬ ‫«ســتيفان دي ميســتورا» دعا الســوريّين كا ّفة‬ ‫إلى المشــاركـة فيما أســماه «مجموعات عمل»‬ ‫ّ‬ ‫المنظمـة الدوليّـة‪ ،‬باعتبار أنّ أطراف‬ ‫تشــرف عليهـا‬ ‫الصراع في سورية غير مستعدّة – بحسب خطاب‬ ‫دي مستورا في ‪ 29‬آب الفائت ‪ -‬إلجراء مفاوضات‬ ‫سالم رسميّة‪.‬‬

‫القول‪« :‬هناك أسئلة بشأن تحويل السلطة التنفيذيّة‬ ‫إلى هيئة انتقاليّة ال تزال هي أه ّم عناصر االنقسام في‬ ‫الوثيقة»‪ ،‬بعد أن أجرى مشاوراته على مدى أشهر‬ ‫ثالثة مع سوريّين وبعض قوى إقليميّة ودوليّة حول‬ ‫كيفيّة تطبيق «وثيقة جنيف» التي ا ّتفقت عليها القوى‬ ‫الدوليّة في حزيران ‪2012‬‬

‫ضرورات شؤون الالجئين‬

‫المفوّ ضيّة السامية لشؤون الالجئين التابعة لألمم‬ ‫تركيز مجلس األمن‬ ‫طالب «دي ميستورا» في كلمته أمام مجلس األمن الم ّتحدة أعلنت‪ :‬تجاوز عدد الالجئين الفارّ ين من‬ ‫األط��راف السوريّة ببدء المحادثات مع بعضهم سورية إلى بلدان الجوار األربعة ماليين إنسان‪ ،‬ممّا‬ ‫البعض‪ ،‬وا ّتخاذ إجراءات من شأنها المضي قدما ً يجعل هذه األوضاع هي األسوأ في العالم منذ حوالي‬ ‫في تنفيذ بيان جنيف عام ‪،2012‬‬ ‫ربع قرن؛ وتو ّقعت المفوضية أن‬ ‫‪7.6‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫نزح‬ ‫والذي وضع أسس عمليّة السالم‬ ‫يصل عددهم إل��ى ‪ 4.27‬مليون‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫شخص بحلول نهاية عام ‪2015‬‬ ‫داخل‬ ‫شخص‬ ‫مليون‬ ‫وأوضح المبعوث الدوليّ ألعضاء‬ ‫كما ن��زح أكثر م��ن ‪ 7.6‬مليون‬ ‫ّة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫األراضي‬ ‫مجلس األم��ن أنّ «مجموعات‬ ‫شخص داخل األراضي السوريّة‪،‬‬ ‫العمل» التي يقترحها‪ ،‬ستر ّكز‬ ‫يعيش غالبيّتهم أوضاعا ً إنسانيّة‬ ‫تهم‬ ‫ي‬ ‫غالب‬ ‫يعيش‬ ‫ّ‬ ‫على أربعة مجاالت هي‪:‬‬ ‫صعبة وفي مناطق يصعب الوصول‬ ‫أوّ الً ‪ -‬السالمة والحماية‪ ،‬فيما أوضاعاً إنسانيّة‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫ي ّتصل بإنهاء الحصار وضمان‬ ‫وقد طالبت المفوضيّة وشركاؤها‬ ‫مناطق‬ ‫ويف‬ ‫صعبة‬ ‫وص���ول ال��م��س��اع��دات الط ّبيّة‬ ‫على ل��س��ان رئيسها «أنطونيو‬ ‫يصعب الوصول إليها‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫غ��وت��ي��ري��ش» ب���ض���رورة توفير‬ ‫ث��ان��ي��ا ً ‪ -‬ال��م��س��ائ��ل السياسيّة‬ ‫مبلغ ‪ 5.5‬مليار دوالر أميركيّ‬ ‫وال��دس��ت��وريّ��ة‪ :‬مثل إنشاء هيئة‬ ‫لعام ‪ 2015‬للمساعدات اإلنسانيّة‬ ‫الحكم االنتقاليّ واالنتخابات‪.‬‬ ‫والتنمويّة‪ ،‬وأ ّن��ه ‪ -‬ح ّتى بداية تمّوز الفائت ‪ -‬ت ّم‬ ‫ثالثا ً ‪ -‬المسائل العسكريّة واألمنيّة‪ ،‬بما في ذلك الحصول على أق ّل من ربع المبلغ المطلوب؛ ممّا‬ ‫مكافحة اإلره��اب ووق��ف إط�لاق النار‪ ،‬وحماية يعني أنّ هؤالء الالجئين سيواجهون «انقطاعا ً في‬ ‫المؤسّسات العامّة والتنمية‪.‬‬ ‫المساعدات المباشرة التي يجب أن تصلهم الستمرار‬ ‫رابعا ً ‪ -‬تقديم الخدمات العامّة‪.‬‬ ‫الحياة»‪.‬‬ ‫وذ ّكر المبعوث الخاصّ أ ّنه «ال يوجد بعد توافق» قلق اليونيسف‬ ‫ّ‬ ‫ح��ول انتقال سياسيّ في سورية‪ ،‬قاصداً مفهوم‬ ‫لمنظمة األمم الم ّتحدة للطفولة‬ ‫في مذ ّكرة إخباريّة‬ ‫«الهيئة االنتقاليّة» الوارد في جنيف‪ ،‬وأضاف أنّ (اليونيسف) صدرت الشهر الفائت بعنوان «ماليين‬ ‫األمم الم ّتحدة «مجبرة» على مواصلة جهودها‪.‬‬ ‫األطفال في سورية معرّ ضون للمرض بسبب شح‬ ‫ّ‬ ‫وقدّم «دي ميستورا» نتائج مشاوراته السياسيّة مع المياه وحرّ الصيف» ّ‬ ‫المنظمة من ش ّح موارد‬ ‫حذرت‬ ‫مختلف األطراف‪ ،‬بما فيها بعض دول المنطقة‪ .‬وأنّ مياه الشرب المأمونة في أشهر الصيف الحارّ ة في‬ ‫العديد منهم أبلغوه بعدم موافقتهم على الدعوة إلى سورية‪ ،‬وأنّ ذلك سيعرّ ض األطفال – خصوصا ً‬ ‫مؤتمر جنيف‪ ،3‬ألنّ «األوضاع لم تنضج بعد»‪.‬‬ ‫ لخطر األم��راض المنقولة عن طريق المياه»‪.‬‬‫وكانت روسيا وإي��ران قد أعلنتا رفضهما لتنحية وأوردت المذ ّكرة أ ّنه‪« :‬ت ّم تسجيل ‪ 105,886‬حالة‬ ‫رأس النظام السوريّ ‪ ،‬ممّا دفع «دي ميستورا» إلى إسهال حادّة منذ بداية السنة في سورية»‪ .‬كما نبّهت‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫إلى حدوث «ارتفاع كبير في حاالت اإلصابة بالتهاب‬ ‫الكبد الوبائي ‪ ،A‬إذ سُجّ ل رقم أقصى جديد بعد التبليغ‬ ‫عن ‪ 1,700‬حالة في أسبوع واحد فقط من شهر‬ ‫شباط الماضي»‪ .‬وأضافت اليونيسف في مذ ّكرتها أنّ‬ ‫احتدام الصراع في سورية تسبّب في ازدياد موجات‬ ‫التهجير للس ّكان‪ ،‬وهذا األمر «فرض عبئا ً إضاف ّيا ً‬ ‫على شبكة المياه والصرف الصحّ يّ اله ّ‬ ‫شة أصالً»‪.‬‬ ‫وقالت ّ‬ ‫ممثلة اليونيسف في سورية «هناء سنجر»‬ ‫أنّ األوضاع تنذر بالخطر» وشدّدت على شريحة‬ ‫األط��ف��ال باعتبارهم «المعرّ ضين بشكل خاصّ‬ ‫لألمراض المنقولة عبر الماء»‪ .‬وأضافت‪ :‬أنّ كميّة‬ ‫المياه أصبحت أكثر شحّ اً‪ ،‬كما أ ّنها «لم تعد مأمونة»‬ ‫وأنّ مخاطر متزايدة تهدّد األطفال وخاصّة النازحين‬ ‫منهم بسبب «تردّي ممارسات النظافة العامّة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة إلى ارتفاع خطر تف ّ‬ ‫شي األمراض‬ ‫ولفتت‬ ‫في دير الزور بحسب التقارير التي تشير إلى أنّ‬ ‫«مياه المجاري الخام تلوّ ث بشكل خطير نهر الفرات‬ ‫الذي يعتمد عليه الس ّكان المحلّيّون للحصول على‬ ‫المياه» وقد ت ّم التبليغ عن «‪ 1,144‬حالة تيفوئيد في‬ ‫المنطقة»‪.‬‬ ‫والحظت اليونيسف في إدلب‪ ،‬أنّ «تضاعف أسعار‬ ‫الوقود ثالث مرّ ات لتصل إلى ‪ 500‬ليرة سورية‬ ‫(‪ )$2.6‬للتر»‪ ،‬يع ّد عامالً إضاف ّيا ً ّ‬ ‫يؤثر على قدرة‬ ‫ّ‬ ‫«محطات‬ ‫المدنيّين للوصول إلى المياه‪ .‬وأنّ عمل‬ ‫ض ّح الوقود لساعتين فقط في اليوم‪ ،‬قلّص كميّات‬ ‫المياه المتو ّفرة للشخص في اليوم إلى عشرين لتراً‬ ‫فقط»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة أنّ إغالق المعبر الحدوديّ مع‬ ‫واعتبرت‬ ‫األردنّ في بداية نيسان هو «تطوّ ر مقلق» أل ّنه أدّى‬ ‫إلى «تعطيل توصيل إمدادات معالجة المياه لسورية»‬ ‫وأنّ توصيل نصف مليون لتر من مواد معالجة المياه‬ ‫ك ّل شهر كان يت ّم بواسطة هذا المعبر‪ ،‬وبالتالي «بدأ‬ ‫المخزون الموجود داخل سورية بالنفاذ»‪.‬‬ ‫ون��اش��دت اليونيسف العالم بشك ّل مل ّح من أجل‬ ‫«الحصول على مبلغ ‪ 5‬مليون دوالر قبل نهاية شهر‬ ‫آب» وذلك لضمان استمرار العمل في مجال المياه‬ ‫والصرف الصحّ يّ والنظافة العامّة في سورية‪.‬‬

‫عبداهلل منديل‬

‫التغيرّ ات تعطي ّ‬ ‫مؤشراً الستمرار األزمة وتشعّبها وبروز‬ ‫دويالت جديدة‬

‫انرتنت‬ ‫بعد خطاب األسد االبن وإعطاء الجنسيّة لمن يدافع عن الوطن‪،‬‬ ‫وانطالق المبادرة اإليرانيّة بعد أن أزاحت عن كاهلها ثقل الملفّ‬ ‫النوويّ مع أمريكا‪ ،‬والجولة المكوكيّة لوليّ وليّ العهد السعوديّ التي‬ ‫اختتمها في األردنّ بعد أن قابل أحد رموز النظام األسديّ ‪ ،‬واجتماع‬ ‫الثالثة‪ :‬أمريكا روسيا السعوديّة‪ .‬هل هناك مؤ ّ‬ ‫شرات؟‬ ‫إنّ معظم األطراف اإلقليميّة والدوليّة أضحت مقتنعة بالح ّل السياسيّ‬ ‫بعد الكثير من التحوّ الت الميدانيّة والسياسيّة التي حدثت في اآلونة‬ ‫األخيرة من التوافق األميركي ‪ -‬التركي الذي يسمح لواشنطن‬ ‫ّ‬ ‫التدخل‬ ‫باستخدام قاعدة (أنجرليك) لمحاربة تنظيم «داعش» إلى‬ ‫التركيّ في بعض المناطق الحدوديّة مع ك ّل من العراق وسورية‬ ‫لضرب ومحاربة حزب العمّال الكردستاني والمقاتلين األكراد التي‬ ‫تعتبر تركيا أ ّنهم يش ّكلون خطراً عليها‪.‬‬ ‫أمّا في الداخل السوريّ فمن تقدّم وتراجع لقوّ ات الثوار والمعارضة‬ ‫وبعض الكتائب اإلسالميّة في الشمال والشمال الغربيّ من سورية‪،‬‬ ‫وطرد «داعش» من مدينة الحسكة وسيطرة مقاتلي الحماية الشعبيّة‬ ‫بمساندة من قوّ ات النظام األسديّ عليها‪ ،‬وارتفاع درجة التنسيق‬ ‫وت����رك����ي����ا‪،‬‬ ‫ب��ي��ن الخليج‬ ‫ال���ن���وويّ بين‬ ‫وتوقيع اال ّتفاق‬ ‫من‬ ‫(النصرة)‬ ‫خروج‬ ‫(‪)1+5‬؛ ك ّل‬ ‫إي���ران ودول‬ ‫ف��ي المنطقة‬ ‫هذه التغيّرات أماكن تواجدها على‬ ‫من نظام األسد‬ ‫العربيّة جعلت احلدود مع تركيا خّ‬ ‫اذ‬ ‫وات‬ ‫اللعبة إلضفاء‬ ‫يغيّر قواعد‬ ‫غالبيّة المقاتلين‬ ‫الجنسيّة على مدينة حلب معقل هلا‪،‬‬ ‫م���ن ال��خ��ارج‬ ‫ا لمستجلبين‬ ‫ً‬ ‫هلا‬ ‫ا‬ ‫مثار‬ ‫يعطي‬ ‫قد‬ ‫ي��ت�لاع��ب بها‬ ‫كورقة أخيرة‬ ‫ف��ي السلطة‪،‬‬ ‫من أجل بقائه طابع املوت املتج ّدد‬ ‫ال���م���س���اح���ة‪،‬‬ ‫وإن تقلّصت‬ ‫ّ‬ ‫املدينة‬ ‫هذه‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫لس‬ ‫اال ّتفاق النووي‬ ‫فبعد أيّ��ام من‬ ‫خ����رج األس���د‬ ‫اإلي�����ران�����يّ‬ ‫ليعيد تعريف الشعب السوريّ المدافع عن سورية ‪ -‬حسب تعبيره ‪-‬‬ ‫وليعيد تأكيد محاربته ومقاومته للخارجين عن مفهومه السوريّ وهم‬ ‫عشرات الماليين من السوريّين المهجّ رين والمصابين والمقتولين‬ ‫ببراميله وصواريخه وجيشه السوريّ المعرّ ف حديثاً‪ ،‬كي يصل في‬ ‫النهاية الى تقسيم سورية إلى مناطق هامّة ومناطق أه ّم ومناطق ال‬ ‫أه ّميّة لها‪.‬‬ ‫هل كان اال ّتفاق النوويّ هو الحافز لهذا الخطاب أم أنّ االجتماعات‬ ‫الروسيّة السوريّة والروسيّة الخليجيّة هي شرارة هذا األمر أم استند‬ ‫األسد إلى مقولة دي ميستورا «ك ّل شهر يمضي يقلّل فرص إعادة‬ ‫سورية دولة موحّ دة»؟‪.‬‬ ‫وهل بات هناك أيّ عاقل يعلم أنّ وجود األسد هو المبرّ ر الرئيسيّ‬ ‫لمخاوف دي ميستورا؟ أو هي الورقة األخيرة لنظام الماللي للتحصّن‬ ‫في المربّعات التي تبقي على مناطق نفوذها القريبة من لبنان؟‪.‬‬ ‫وهل استشعرت روسيا أنّ تحالفها مع إيران من أجل األسد هو باب‬ ‫مغلق ال أفق أمام فتحه؟ لذلك سارعت إلى مغازلة الركب األمريكي‪،‬‬ ‫والعمل على لقاءات بين مسؤولين سعوديّين وآخرين ّ‬ ‫ممثلين لنظام‬ ‫األسد في موسكو ث ّم لقاء بين وليّ ولي العهد السعوديّ «محمّد بن‬ ‫سلمان» وزير الدفاع وصاحب الملفّ االجرامي «عليّ مملوك»؟‬ ‫هل هذه اللقاءات تفرض سيناريوهات جديدة لألزمة السوريّة‪ ،‬أم‬ ‫للوصول إلى ح ّل وسط بشأن األسد؟ أو مساومات وتنازالت طرحتها‬ ‫موسكو لعاصفة الحزم بقيادة السعوديّة‪ ،‬وتدعم روسيا موقف المملكة‬ ‫السعوديّة في اليمن‪ ،‬مقابل تنازالت سعوديّة عن مواقفها بخصوص‬ ‫سورية‪ ،‬وضمان تراجع النفوذ اإليرانيّ في اليمن لتحمي السعوديّة‬ ‫حدودها وعمقها اإلستراتيجيّ في المنطقة التي قد بدأت باالستيالء‬ ‫على مدينة (عدن)‪ ،‬مقابل غضّ الطرف عن جزء من النفوذ اإليرانيّ‬ ‫في سورية‪ ،‬وضمان مصالح الروس في البحر المتوسّط؟‬ ‫لم أجد مؤ ّ‬ ‫شرات لهذا الحلّ‪ ،‬وإن ت ّم دخول تركيا إلى الحرب ض ّد‬ ‫تنظيم «داعش» فخروج (النصرة) من أماكن تواجدها على الحدود‬ ‫مع تركيا وا ّتخاذ مدينة حلب معقل لها‪ ،‬قد يعطي ثماراً لها طابع‬ ‫الموت المتجدّد لس ّكان هذه المدينة الذين رفضوا منذ البداية تواجد‬ ‫جبهة النصرة في مدينتهم‪ .‬ممّا يعني أنّ الحلول الم ّتفق عليها بين‬ ‫القوى العسكريّة على األرض السوريّة وبين الدول اإلقليميّة والدوليّة‬ ‫لم تشهد أيّة إستراتيجيّة تحمل هدفا ً سوى إعالن أنقرة عن المنطقة‬ ‫العازلة‪ ،‬فال هدف من إسقاط نظام األسد أو الموافقة على السناريو‬ ‫اإليرانيّ التي زعمت أ ّنها عرضته على تركيا ومصر والدوحة‪ ،‬وال‬ ‫السيناريو الروسيّ الذي بدأ يهمس من تحت الطاولة بستالينغراد‬ ‫سوريّة ملمّحا ً لمقاومة النظام أليّ ّ‬ ‫تدخل‪.‬‬ ‫ك ّل هذه التغيّرات تعطي مؤ ّ‬ ‫شراً الستمرار األزمة وتشعّبها وبروز‬ ‫دويالت جديدة قد تفرضها المستجّ دات‪.‬‬ ‫فال أفق لسورية موحّ دة‪ ،‬إلاّ بإنهاء نظام األسد ومحاولة فرض رؤية‬ ‫سياسيّة أمنيّة للواقع السوريّ تعمل على معالجة المرض الطائفيّ‬ ‫واإلثنيّ وإبعاد التنظيمات المتشددة كا ّفة عن أماكن وجود المدنيّين‪،‬‬ ‫كجبهة النصرة في حلب‪ ،‬ووضع تعريف واضح لإلرهاب على‬ ‫األراضي السوريّة وإستراتيجيّة واضحة في التحالفات المنعقدة أو‬ ‫المزمع عقدها على األرض السوريّة‪.‬‬

‫باسل العبد اهلل‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪3‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫السويداء‪ ..‬بإنتظار الحصاد المرّ‬

‫مستقبل من ال خيار لهم‬ ‫‪ 60‬ألف شا ّب من السويداء يف دول اخلليج‬ ‫يبالغ البعض في دور»األق��لّ��يّ��ات» الدينيّة‬ ‫في التأثير على مجرى األحداث في سورية‪،‬‬ ‫ويحمّلونها مسؤوليّة استمرار نظام األسد‪،‬‬ ‫ويصفون موقفهم بأقذع األوصاف األخالقيّة‪،‬‬ ‫بل وصل األمر بالبعض ح ّد الدعوة إلبادتهم‬ ‫وحرقهم‪.‬‬ ‫أبناء السويداء المتحدّرين من طائفة الموحّ دين‬ ‫ال����دروز‪ ،‬أصابهم م��ا أص��اب غيرهم من‬ ‫األقلّيّات‪ ،‬وجدوا أنفسهم في وضع الدفاع عن‬ ‫«دور الجبل» في الثورة‪ ،‬مدلّلين بوجود نحو‬ ‫ثالثين شهيداً تحت التعذيب‪ ،‬واعتقال مئات‬ ‫الناشطين‪ ،‬ووج��ود نحو ‪ 20‬ألف شابّ من‬ ‫المتخلّفين عن الخدمة العسكريّة‪ ،‬واحتضان‬ ‫ّ‬ ‫لمنظمة‬ ‫نحو ‪ 300‬ألف نازح ‪ -‬بحسب تقرير‬ ‫العفو الدوليّة ‪ -‬وغيرها من الوقائع التي تؤ ّكد‬ ‫وجود حالة معارضة فاعلة داخل الجبل تنشط‬ ‫أو تهدأ‪ ،‬ت ّتسع أو تضيق‪ ،‬على وقع األحداث‪.‬‬

‫تهميش طويل األمد‬

‫يش ّكل «الموحّ دون ال���دروز» الموجودون‬ ‫بشكل رئيسيّ في جبل العرب ما بين ‪%3-2‬‬ ‫من تعداد س ّكان سورية‪ ،‬غير أنّ حضورهم في‬ ‫التاريخ الحديث لسورية كان محور ّياً‪ ،‬خاصّة‬ ‫في مقاومة االحتالل الفرنسيّ ‪.‬‬ ‫غير أنّ وصول األسد األب إلى سدّة الحكم‪،‬‬ ‫إثر انقالب عام ‪ ،1970‬أعاد ترتيب العالقات‬ ‫داخل المجتمع السوريّ بما يتناسب مع إعادة‬ ‫إنتاج السلطة‪ ،‬بوصفها محور وأساس العالقات‬ ‫داخل المجتمع‪ ،‬والمعيار األساسي هو الوالء‬ ‫والطاعة والدعاء لـ»سيادة الرئيس» بطول‬ ‫العمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ربط األسد ممثلي الطوائف بأجهزة حكمه‪،‬‬ ‫فمن المعروف مثالً أنّ عالقة «مشايخ‬ ‫العقل» في السويداء كانت مباشرة مع القصر‬

‫الجمهوريّ ‪ ،‬كان كل واحد منهم يركب سيّارة اعتمد الحراك المدنيّ بالسويداءعلى تظاهرات‬ ‫مخصصه له من القصر‪ ،‬ويوجد لديه اتصال ضمّت مئات الشباب والشابّات‪ ،‬وكان لنقابة‬ ‫المحامين ولنقابة المهندسين والطلاّ ب أدواراً‬ ‫مباشر مع الرئيس بحسب الشائع في الجبل‪.‬‬ ‫وبالتوازي مع ربط السلطة الروحيّة به‪ ،‬أرسى رئيسيّة في استمراريّته‪ ،‬لكن مع االتجاه إلى‬ ‫األسد األب تقليداً يقضي بدفع عدّة وجوه من عسكرة الصراع في مناطق حواضن «الثورة»‬ ‫السويداء إلى واجهة نظامه‪،‬‬ ‫‪ ،2012‬ب��دأ ال��ح��راك الذي‬ ‫يوصف بالنخبويّ ‪ ،‬يخبو شيئا ً‬ ‫فدائما ً يوجد وزير أو أكثر من‬ ‫السويداء في الحكومة‪ ،‬وعدد‬ ‫فشيئاً‪ ،‬ويتر ّكز في أعمال‬ ‫ّ‬ ‫«املوحدون‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫يش‬ ‫من ضبّاط الصف الثاني في‬ ‫إغاثة المهجّ رين‪.‬‬ ‫وب��ه��ذا وج���دت محافظة‬ ‫المؤسّسات األمنيّة والجيش‪ ،‬الدروز» املوجودون‬ ‫والكثير م��ن المتطوّ عين‬ ‫ال��س��وي��داء نفسها خ��ارج‬ ‫يف‬ ‫ي‬ ‫رئيس‬ ‫بشكل‬ ‫ّ‬ ‫وعناصر الشرطة‪ ،‬يضاف‬ ‫السرب‪ ،‬فال الحراك المدنيّ‬ ‫تطوّ ر فيها إلى عسكريّ ‪ ،‬وال‬ ‫إليهم أعضاء القيادة القطريّة جبل العرب ما بني‬ ‫في حزب‬ ‫المحاوالت الحثيثة لخلق بنية‬ ‫البعث‪ .‬ج��رى بعد ‪ %3-2‬من تعداد‬ ‫طبعا ً ك�� ّل ذل��ك‬ ‫عسكريّة معارضة (مجلس‬ ‫عسكريّ تابع للجيش الحرّ )‬ ‫تحييد أو تصفية أو اعتقال سكّان سورية‬ ‫القيادات القديمة التي امتنعت‬ ‫أتت أكلها‪.‬‬ ‫عن تقديم فروض الطاعة‪.‬‬ ‫فالمحاولة اليتيمة للمالزم‬ ‫ّ‬ ‫خلف ه��ذه الشبكة لعالقة‬ ‫ال��م��ن��ش��ق خ���ل���دون زي��ن‬ ‫السلطة بالجبل‪ ،‬عمد النظام إل��ى تهميش الدين ومجموعته لتحقيق اختراق عسكريّ‬ ‫السويداء اقتصاد ّيا ً (يوجد ثالثة معامل‪ :‬العرق لتحصينات األسد في الجبل مطلع عام ‪2013‬‬ ‫والسجّ اد واألحذية)‪ ،‬وبغياب مساحات كبيرة انتهت إلى فشل‪ ،‬وانكفأ اآلخرون وهاجروا‬ ‫صالحة للزراعة‪ ،‬وعدم وجود مياه للريّ ‪ ،‬إلى خارج سورية‪ ،‬ساهم في هذا تو ّتر العالقة‬ ‫وضع الشباب تحت «ذل» اللهاث للحصول مع بعض الفصائل المسلّحة في درعا والتي‬ ‫على وظيفة لدى الدولة‪ ،‬أو التطوّ ع في الجيش‪ .‬خطفت عشرات المدنيّين من السويداء وبعض‬ ‫أمّا الخيار اآلخر والذي لم يك متاحا ً للجميع‪ ،‬المنتمين للجيش الحرّ ‪ ،‬وم��ازال مصيرهم‬ ‫فهو الهجرة خ��ارج سورية بحثا ً عن لقمة مجهوالً ح ّتى اللحظة‪.‬‬ ‫مؤجلة‬ ‫العيش؛ تشير دراسة إلى وجود نحو ‪ 60‬ألف معركة ّ‬ ‫شابّ من السويداء في دول الخليج فقط‪ ،‬عدا مع تراجع الحراك المدنيّ المعارض وفشل‬ ‫عن الهجرة الداخليّة باتجاه دمشق بحثا ً عن العسكريّ ‪ ،‬نشأت مجموعة أطلقت على نفسها‬ ‫فرصة العمل‪ ،‬ما يعني علمل ّيا ً تفريغ الجبل من «مشايخ الكرامة» تمحورت حول الشيخ وحيد‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫البعلوس‪ ،‬بدؤوا منتقدين لألجهزته األمنيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عسكري‬ ‫مدني‬ ‫حراك‬ ‫وسرعان ما تكشف لهم زيف ادّعاءات النظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫العدالة االنتقا (م\ل) ّية‪ :‬من الضحّية والجلاّ د في سورية الغد؟‬

‫أمراء الحرب كالدولة الباطنة‬ ‫جلبت ال��ث��ورة في سورية الكثير من أو سرقة‪ ،‬يتبدّى‬ ‫القضايا واألطروحات الجديدة‪ ،‬وح ّتى لنا أنّ المجتمع‬ ‫غير المطروقة سابقا ً على اإلطالق ضمن كلّه تقريباً‪ ،‬قد‬ ‫المشهد السياسيّ االجتماعيّ للبلد‪ .‬وأخذت ان ُتهك ح ّقه سواء‬ ‫مفاهيم نوعيّة كالمجتمع المدنيّ والعدالة م��ن ق��ب��ل نظام‬ ‫االنتقاليّة وغيرها تش ّكل مسرحا ً للتداول األسد أو من قبل‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الكتائب واأللوية‬ ‫والتساؤل وحقالً ها ّما ً لنشاط‬ ‫حديثة النشوء منها أو المستوردة غرب ّيا ً المسلّحة‪ .‬فح ّتى‬ ‫الكتلة المجتمعيّة‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫خالل العقود الماضية‪ ،‬وعلى كثرة ما المؤيّدة للنظام‪،‬‬ ‫شهده الوطن السوريّ من عنف سياسيّ ل���م ت��س��ل��م هي‬ ‫وسطوة لالستبداد وانتهاكات جسيمة األخ������رى من‬ ‫لحقوق المواطنين‪ ،‬فإ ّنه قليالً ما ت ّم ان���ت���ه���اك���ات‬ ‫التطرّ ق إلى هذه المفاهيم الجديدة أو ت ّم مورست بح ّقها‬ ‫سبرها وفحصها بد ّقة وبمهنيّة عالية من من قبل قوى الثورة المسلّحة‪.‬‬ ‫قبل الناشطين أو االختصاصيّين تحديداً‪ ،‬هنا يصبح العمل على تطبيق العدالة‬ ‫االنتقاليّة بشكلها المثاليّ ‪ ،‬طبعا ً بعد‬ ‫أو من قبل الس ّكان على وجه العموم‪.‬‬ ‫سأتكلّم بشكل مخصوص عن مفهوم انتهاء الصراع وتو ّقف سقوط البراميل‬ ‫ّ‬ ‫وح���ز ال����رؤوس‪ ،‬يصبح ض��رب��ا ً من‬ ‫العدالة االنتقاليّة‪ ،‬التي ظهرت على ساحة‬ ‫ّ‬ ‫الجدل المجتمعيّ داخل الوطن السوريّ ضروب الخيال أو المستحيل؛ ألننا حينها‬ ‫وخارجه في أرض الشتات أو اللجوء‪ .‬سنكون أمام مجتمع بأكمله ان ُتهك ح ُّقه‪،‬‬ ‫ففي إحدى الجلسات الحواريّة التي عقدتها وهو ذاته قد ان َت َهك ح َّقه‪ ،‬فالمجتمع هو‬ ‫الرابطة السوريّة للمواطنة وهي المهتمّة الفاعل والمفعول به في هذه المسألة‪ ،‬فهو‬ ‫الضحيّة وهو الجالد‪،‬‬ ‫خاصّة بمشروع العدالة‬ ‫إن جاز التعبير‪.‬‬ ‫االنتقاليّة في سورية‪،‬‬ ‫مفهوم‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫أه‬ ‫تأتي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لكن هل هذا التعميم‬ ‫طرحت عدّة إشكاليّات‬ ‫صائب إلى ح ّد يمنعنا‬ ‫تواجه فهمنا وتعريفنا العدالة االنتقاليّة‪،‬‬ ‫م��ن تحديد الضحايا‬ ‫ل��ه��ذا ال��م��ف��ه��وم وم��دى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫سياس‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫والمجرمين‪ ،‬ويمنعنا‬ ‫إمكانيّته ف��ي سورية‬ ‫يف سورية‪ ،‬سيصل إليه بالتالي م��ن المضيّ‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫ق��دم��اً‪ ،‬إن ك���ان ه��ذا‬ ‫العدالة‬ ‫مفهوم‬ ‫ّة‬ ‫تأتي أه ّمي‬ ‫ً‬ ‫أم‬ ‫ال‬ ‫عاج‬ ‫النزاع‬ ‫أطراف‬ ‫ّ‬ ‫حق‬ ‫ممكناً‪ ،‬في أخ��ذ‬ ‫االنتقاليّة‪ ،‬من أنّ أيّ ح ّل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫آجال‪ ،‬ال بد أن يستتبعه ش��ع�� ٍ‬ ‫ب ب��أك��م��ل��ه من‬ ‫س��ي��اس��يّ ف��ي س��وري��ة‪،‬‬ ‫جلاّ ديه؟‬ ‫سيصل إل��ي��ه‬ ‫أط��راف مرحلة تنقل‬ ‫يبدو من هذه الحقيقة‬ ‫النزاع عاجالً أم آجالً‪،‬‬ ‫المربكة أنّ السؤال‬ ‫ال ب ّد أن يستتبعه مرحلة‬ ‫تنقل الوطن السوريّ من حالة التحارب الذي يتوجّ ب طرحه في خصوص مسألة‬ ‫والتنازع وما شهده من انتهاك لمصالح العدالة االنتقاليّة هو‪ :‬ليس من هم الضحايا‬ ‫البلد والعباد‪ ،‬إل��ى مرحلة أخ��رى من الذين يجب علينا القصاص لهم‪ ،‬بل من‬ ‫التصالح والتسامح وجبر الضرر الواقع هم‪ ،‬من ليسوا ضحايا في سورية ما بعد‬ ‫الثورة والحرب؟‬ ‫على الحجر والبشر‪.‬‬ ‫هنا تكون العدالة االنتقاليّة ض��رورة تأخذنا اإلجابة عن هذا التساؤل اإلشكاليّ‬ ‫ملّحة وذات أه ّميّة‪ ،‬لكنّ اإلشكال في نحو المفهوم الذي طرحه «ياسين الحاج‬ ‫الحالة السوريّة يأتي ممّا يلي‪ :‬بعد النظر صالح» في تحليله لبنية الدولة السوريّة‬ ‫وبرؤية واسعة ورحبة لك ّل ما شهده البلد والتي تش ّكلت خالل مرحلة البعث وحكم‬ ‫ّ‬ ‫بحق معظم آل األسد خالل نصف القرن الماضي‪ ،‬إذ‬ ‫من خراب ودمار وانتهاكات‬ ‫شرائح المجتمع وطبقاته‪ ،‬ولم يسلم منزل تعتبر هذه المرحلة التاريخيّة هي التكثيف‬ ‫أو عائلة في سورية من حالة قتل أو األكبر لك ّل االنتهاكات التي مورست ّ‬ ‫بحق‬ ‫اعتقال أو قصف أو انتهاك حرمة أو سلب االجتماع البشريّ السوريّ على مدى‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫السويداء‬ ‫انرتنت‬ ‫في حماية الجبل بعد أن خذلهم بأكثر من موقع‬ ‫(داما ‪/‬الحقف)‪.‬‬ ‫وإثر سيطرة فصائل المعارضة في درعا على‬ ‫اللواء ‪ ،52‬والتخوّ ف من سيناريو السيطرة‬ ‫على السويداء إلكمال الحلقة للتقدّم إلى دمشق‪،‬‬ ‫عمد النظام إلى نقل األسلحة الثقيلة إلى خارج‬ ‫السويداء وتفريغ بنك المحافظة المركزي من‬ ‫النقود‪ ،‬ونقل مستودعات الطحين ونقل اآلثار‪،‬‬ ‫ما جعله يكشف عن نواياه المبيّته‪ ،‬بالتخلّي عن‬ ‫الجبل‪ ،‬ويزيد من الشرخ مع (مشايخ الكرامة)‪،‬‬ ‫الذين ي ّتخذون من مبدأ (عدم االعتداء وعدم‬ ‫السماح لآلخرين بالتعدّي) عنوانا ً لعملهم‪ ،‬ما‬ ‫يشير إلى معركة مؤجّ لة بينهم وبين النظام‬ ‫مازال الطرفان يتجنبان حدوثها‪.‬‬ ‫وكي ال يترك األمور تتفاقم ضدّه‪ ،‬دعا النظام‬ ‫ع��دد من ضبّاطه القدامى من أبناء الجبل‬ ‫وبمباركة مشايخ العقل‪ ،‬لتشكيل جيش قوامه‬ ‫الشباب الفارّ ين من الخدمة العسكريّة والمدنيّين‬ ‫عموماً‪ ،‬بزعم مواجهة المخاطر المحتملة‬ ‫لهجوم «داعش» والنصرة‪ ،‬والهدف المضمر‬ ‫هو ضرب أيّة محاولة لتقويض سلطته في‬ ‫الجبل من قبل مشايخ الكرامة أو غيرهم‪.‬‬ ‫كما يستخدم النظام ه��ذا التحشيد لجرّ‬ ‫المحافظتين درع��ا والسويداء إلى االقتتال‬ ‫حاول هذا في معركة السيطرة على مطار‬‫ّ‬ ‫مؤخراً عبر ز ّج الشبّيحة من أبناء الجبل‬ ‫الثعلة‬

‫للدفاع عن مواقعه ‪ -‬غير أنّ وعي الطرفين في‬ ‫الجبل والسهل أفشل مبتغاه في حرف الصراع‪،‬‬ ‫فالجميع يدرك أنّ االقتتال األهليّ هو مصلحة‬ ‫للنظام لدفع الخطر المحدق به من الجنوب‪،‬‬ ‫وما إدعائه بحماية الجبل غير طعم‪.‬‬

‫مصير مع ّلق‬

‫تمدّد «داعش» إلى البادية السوريّة المحاذية‬ ‫لقرى الجبل‪ ،‬وسلوك النصرة القهري اتجاه‬ ‫«دروز جبل السمّاق» في إدلب‪ ،‬ووجود دماء‬ ‫وتهجير وتو ّتر مع س ّكان الجبل من البدو‪،‬‬ ‫ووج��ود ح��االت خطف وخطف مضا ّد مع‬ ‫الجوار في درعا‪ ،‬وتهالك النظام وتكشف زيف‬ ‫ّ‬ ‫الخط‪،‬‬ ‫ادّعاءاته بالحماية‪ ،‬ودخول إيران على‬ ‫وتراجع فرص وجود مشروع وطنيّ جامع‬ ‫طالما نادت به النخب السياسيّة المعارضة في‬ ‫السويداء‪ ،‬كخشبة خالص لك ّل السوريّين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ما يجعل مخاوف أبناء الجبل‬ ‫تتخطى اآلنيّ‬ ‫لتطال مصيرهم ومستقبلهم‪ ،‬فبضع مئات من‬ ‫المقاتلين بأسحلة فرديّة لن يكون في وسعهم‬ ‫اإلمساك بمصير الجبل‪ ،‬وك ّل شيء سيتو ّقف‬ ‫على نتائج المعركة بين النظام وحلفائه من‬ ‫جهة والفصائل اإلسالميّة وداعميهم من الجهة‬ ‫المقابلة‪ ،‬معركة لم يختاروها ولم يشاركوا بها‬ ‫وبالتالي لن يتح ّكموا في نتائجها‪.‬‬

‫جديع دوّارة‬

‫الدمار الذي لحق بسورية‬

‫السورّيون غرباء عن بعض‬ ‫مازال باالمكان أن يستيقظ السوريّون من غفلتهم‬

‫تاريخه الحديث‪ ،‬فبناء على األطروحات‬ ‫التي يقول بها «الحاج صالح»‪ ،‬تقوم دولة‬ ‫األسد على عالقة مر ّكبة بين دولتين هما‪:‬‬ ‫الدولة الظاهرة والدولة الباطنة‪ ،‬وهو‬ ‫يستفيض في التحليل عن ماهيّة الدولة‬ ‫الباطنة ودورها ومسؤوليّتها المباشرة‪،‬‬ ‫ولكن غير المرئيّة‪ ،‬في انتهاج وتطبيق‬ ‫االستبداد والقمع وما رافقه من تو ّغل‬ ‫عميق في انتهاك أدنى حقوق اإلنسان‬ ‫السوريّ في الحياة أو ح ّقه في التعبير‪ ،‬إن‬ ‫لم يكن في انتهاك ح ّقه في التفكير ح ّتى؛‬ ‫بنا ًء عليه وربطا ً مع فكرة من هم من‬ ‫ليسوا ضحايا في سورية ما بعد الثورة‬ ‫والحرب‪ ،‬يمكن لنا المقاربة ‪-‬إن لم يكن‬ ‫المطابقة ‪ -‬بين رجاالت الدولة الباطنة‬ ‫ومتن ّفذيها‪ ،‬وبين منتهكي حقوق الشعب‬ ‫ّ‬ ‫يحق عليهم‬ ‫السوريّ وجلاّ ديه‪ .‬وعليه‬ ‫القصاص لتكون العدالة االنتقاليّة ممكنة‪.‬‬ ‫تبقى مسألة إضافيّة في هذا الخصوص‪،‬‬ ‫وهي نابعة من أحداث الثورة وصيرورتها‬ ‫كحرب طائفيّة‪ّ ،‬‬ ‫تتمثل في دور القيادات‬ ‫األخرى والبارزة في الكتائب المسلّحة‬ ‫المعارضة واإلسالميّة‪ ،‬معتدلة كانت‬ ‫أو قاعديّة‪ .‬فهؤالء القادة‪ ،‬والذين غدوا‬ ‫اآلن أمراء حرب ونسخة مقلوبة ولكن‬ ‫مطابقة لرجال الدولة الباطنة لسورية‬ ‫األسد‪ّ ،‬‬ ‫يمثلون القطب الثاني الذي مارس‬ ‫ وال يزال يمارس ‪ -‬االنتهاكات األخطر‬‫تاريخ ّيا ً ّ‬ ‫بحق الوطن السوريّ وشعبه‪ .‬وال‬ ‫ب ّد بنا ًء عليه أن يت ّم إلحاقهم برفاقهم من‬ ‫ضبّاط مخابرات وق��ادة أمنيّين أسديّين‬ ‫ُ‬ ‫سيحق عليهم‬ ‫في بوتقة الجلاّ دين الذين‬ ‫القصاص في سورية الغد‪.‬‬

‫علي ملحم‬

‫هل صحيح أنّ لألكراد قرونا ً في رؤوسهم؟!‬ ‫رجعت بي الذاكرة إلى هذا السؤال الذي سألني إيّاه‬ ‫زميل الدراسة السوريّ اإلدلبي ونحن نمشي في‬ ‫أروقة جامعة حلب فأجبته مازحا ً (ومدّعيا ً الج ّديّة‬ ‫في الردّ)‪:‬‬ ‫نعم‪..‬إلاّ أ ّنني اضطرّ رت إلى قصّها بسبب ارتيادي‬ ‫الجامعة‪..‬انظر م ّد يدك مازالت آث��ار جذورها‬ ‫واضحة في رأسي‪..‬‬ ‫وزميلي ذاك لم يكن يسخر مني‪ ،‬وقد صرّ ح لي‬ ‫بعد نقاش طويل آنذاك بأنّ هذه الفكرة موجودة في‬ ‫منطقتهم‪ ،‬ث ّم بات يعتذر ويعتذر‪..‬‬ ‫واليوم وبعد خمس سنين من التراجيديا الدموية في‬ ‫سورية ال ب ّد من طرح األسئلة التالية‪:‬‬ ‫هل عرفت المكوّ نات السوريّة بعضها وهل‬ ‫تعارفت؟‬ ‫هل تجاوزت حواجز الدين والطائفة والعرق؟‬ ‫وهل اندمجت مع بعضها البعض؟‬ ‫الردود على هذه األسئلة تبدو واضحة وجليّة ونحن‬ ‫نتص ّفح مواقع التواصل االجتماعيّ ونشاهد الك ّم‬ ‫الهائل من الشتائم والتخوين بين مختلف مكوّ نات‬ ‫النسيج السوريّ ‪ ،‬فالك ّل يدّعي سوريّته وحبّه‬ ‫لسورية وفي نفس الوقت ينهال بالسبّ والتشكيك‬ ‫في وطنيّة اآلخر الشريك‪..‬‬ ‫ومن الخطأ تعميم هذه الحالة إلاّ أ ّنها الذهنيّة‬ ‫الطاغية على المشهد السوريّ (لألسف)‪ ،‬فماذا‬ ‫يعرف السوريّون عن المكوّ ن السوريّ الس ّنيّ مثالً‬ ‫سوى أ ّنه (إسالمويّ ) ومناصر للتطرّ ف الدينيّ ؟‬ ‫وهل مايروّ ج عنه حقيقة؟‬ ‫ماذا نعرف عن بيئته االجتماعيّة‪ ،‬عاداته وتقاليده‪،‬‬ ‫شعرائه وف ّنانيه‪ ،‬أغنياته ودبكاته‪ ،‬مالذي نعرفه‬ ‫عنه؟‬ ‫ماذا نعرف عن علويّي سورية؟‬ ‫س��وى أ ّنهم محسوبون على الطائفة الشيعيّة‪،‬‬ ‫و(رافضة)‪ ،‬أو (ليس لهم دين)؟‬ ‫ماذا نعرف عن لهجاتهم ولكناتهم‪ ،‬فلكلور منطقتهم؟‬ ‫ماذا نعرف عن بساطتهم وشغفهم بالحياة؟‬ ‫من نعرف من مف ّكريهم وعقولهم؟‬ ‫ماذا نعلم عن الدروز سوى أ ّنهم (عبدة العجل)؟‬ ‫وم��ن سيحدّثني عن مضافاتهم التي تمأل ك ّل‬ ‫البيوت‪ ،‬وعن عشقهم للضيف‪ ،‬وتاريخهم الوطني‬ ‫المشرّ ف؟‬ ‫من سيحدّثني عن النبيذ الذي تصنعه أياديهم من‬ ‫بساتين العنب خاصّتهم؟‬ ‫وبالمقابل ماذا نعرف عن االسماعيليّين سوى أ ّنهم‬ ‫(عبدة الفرج)؟‬ ‫ّ‬ ‫ومن يعلم عن آالف الشباب المثقف في مدينة‬ ‫(سلميّة) وعن شغفهم بالعود والغناء؟‬ ‫مالذي نعرفه عن اسهاماتهم الحضاريّة والفكريّة‪،‬‬ ‫وعن نخبهم وإبداعاتهم؟‬

‫م��اذا يعرف السوريّون عن الكرد س��وى أ ّنهم‬ ‫(مرتدّون) و(دعاة انفصال) و (إسرائيل ثانية)‬ ‫ستغرس خنجراً في خاصرة السوريّين؟‬ ‫هل يتذ ّكر السوريّون هنانو الكرديّ ومواقفه‬ ‫الوطنيّة‪ ،‬هل سمعوا محمّد شيخو يوما ً حين يغني‬ ‫لألرض واالنسان‪ ،‬والعشق والعصافير؟‬ ‫هل قرؤوا لسليم بركات الكرديّ السوريّ وتلمّسوا‬ ‫تفاصيل العذاب الكرديّ وطفولة الكرديّ الناقصة‬ ‫والمشوّ هة بين دفتي (الجندب الحديديّ )؟‬ ‫إنّ اتفاقيّة (سايكس بيكو) أقحمت قوميّات وطوائف‬ ‫متمايزة بجغرافيا محدّدة سمّيت سورية‪ ،‬وفقا ً‬ ‫لتفاهمات ومصالح ال��دول الكبرى‪ ،‬ث ّم جاءت‬ ‫الحكومات السوريّة المتعاقبة لتزيد الطين بلّة‪،‬‬ ‫فطمست اختالفات المكوّ نات السوريّة وخنقتها‬ ‫ومنعتها من التن ّفس عن نفسها وخاصّة إبّان تسلّم‬ ‫حزب البعث للسلطة‪ ،‬هذا الحزب الذي عرّ ب‬ ‫سورية ورفض ك ّل ماهو غير عربيّ ‪ -‬وأحيانا‬ ‫– مسلم‪ ،‬وبقيت لوحة الفسيفساء السوريّة لوحة‬ ‫جامدة غير قابلة لالندماج واالنصهار – وأقصد‬ ‫هنا االنصهار بمعناه االجتماعيّ واإلنسانيّ‬ ‫والوطني ‪ -‬فك ّل قطعة من فسيفساء سورية ظلّت‬ ‫ك‬ ‫كما هي متقوقعة على ذاتها‪ ،‬وتنظر بعين الش ّ‬ ‫والريبة والخوف إلى اآلخر السوريّ ‪ ،‬والكالم عن‬ ‫نفي النعرات في سورية (ما قبل الثورة السوريّة)‬ ‫هو محض باطل‪ ،‬وما منع بروزها كان القبضة‬ ‫األمنيّة التي أرهبت البالد والعباد‪ ،‬وشحنت‬ ‫النفوس‪ ،‬وراكمت االحتقان‪ ،‬فباتت بنية المجتمع‬ ‫السوريّ بؤرة أمراض وا ّتسع الشرخ بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬وأمسوا غرباء عن بعض‪ ،‬ال بل‬ ‫نمت بينهم الحساسيّات والضغائن‪.‬‬ ‫إنّ الدمار الذي لحق بسورية‪ ،‬والدماء التي سالت‬ ‫كان من الممكن تج ّنبها‪ ،‬أو تخفيفها‪ ،‬لو تب ّنى ح ّكام‬ ‫سورية مسألة التقارب بين السوريّين وزرع الثقة‬ ‫بينهم‪ ،‬ومنح فسحة تنفس للك ّل ليعبّر عن ذاته كما‬ ‫يشاء‪ ،‬ال أن يفرّ قوا بين الطوائف ويفضلوا إحداها‬ ‫على األخريات‪.‬‬ ‫إنّ األوطان ال تعني األحجار والبيوت‪ ،‬وعماد‬ ‫بنائها هو اإلنسان‪ ،‬واليوم وبعد سيول الدماء التي‬ ‫أريقت‪ ،‬وبعد خسارتنا لوطن كان من الممكن‬ ‫أن يكون األجمل‪ ،‬م��ازال باالمكان أن يستيقظ‬ ‫السوريّون من غفلتهم‪ ،‬وأن ي��روا األم��ور من‬ ‫زاوية مختلفة‪ ،‬ويتقبّلوا نقيضهم كي يكتملوا هم‪،‬‬ ‫فالشمس ال تحجب بغربال‪ ،‬وعلينا كسوريّين أن‬ ‫نعيد حساباتنا‪ ،‬ونتقبّل اختالف اآلخر ع ّنا‪ ،‬ث ّم نم ّد‬ ‫أيادينا لبعض قائلين‪:‬‬ ‫كن كما شئت ‪..‬‬ ‫وأقبلك أخا ً لي في التراب والهواء والوطن‪.‬‬

‫سوار أمحد‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫من الصحف‬

‫جيمس روبن – الشرق األوسط‬

‫كيف ير ّوج أوباما لصفقته مع إيران‬ ‫ع���ل���ى ط���ول‬ ‫الطريق الطويل‬ ‫ن��ح��و اال ّت���ف���اق‬ ‫ّ‬ ‫النوويّ المبرم مع إيران‪ ،‬ظلت إدارة الرئيس‬ ‫أوباما تقترح مراراً وتكراراً أنّ ذلك اال ّتفاق‬ ‫ليس إلاّ جزءاً من تحوّ ل استراتيجي كبير في‬ ‫مقاربة واشنطن مع طهران‪ .‬وتعكس الخبرات‬ ‫السابقة في مجال الح ّد من التسلّح خالل حقبة‬ ‫الحرب البادرة‪ ،‬أنّ ذلك اال ّتفاق األخير ليس‬ ‫ّ‬ ‫بشق‬ ‫إلاّ خطأ ً كبيراً قد يهدّد المكاسب األمنيّة‬ ‫األنفس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ينبغي على اإلدارة األميركيّة حال ّيا السعي‬ ‫لتبرير اال ّتفاق وعلى أسس تتعلّق‪ ،‬حصر ّياً‪،‬‬ ‫بقضايا األمن القوميّ األميركيّ ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من شروع الرئيس ومجموعة‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً‪،‬‬ ‫مستشاريه في تغيير لهجة خطابهم‬ ‫فإ ّنهم وبمزيد من التكرار عبر السنوات‬ ‫القليلة الماضية‪ ،‬داوموا على توصيف مختلف‬ ‫ّ‬ ‫يتجزأ‬ ‫المحادثات النوويّة من واقع أ ّنها جزء ال‬ ‫من استراتيجيّة أكثر شموالً نحو إقامة «توازن‬ ‫جديد» بين الس ّنة والشيعة في منطقة الشرق‬ ‫األوسط والخليج‪.‬‬ ‫والعواقب المؤسفة للمزاعم الحاليّة والسابقة‬ ‫المبالغ فيها‪ ،‬كانت تحييد الجمهوريّين المعتدلين‬ ‫واألصدقاء من الزعماء العرب‪ ،‬الذين أسند‬ ‫الكثير منهم خطوات التقليل من المخاطر‬ ‫الناشئة عن البرنامج ال��ن��وويّ اإلي��ران��يّ ‪،‬‬ ‫وعارضوا في الوقت نفسه أيّة محاولة لتحسين‬ ‫العالقات مع الحكومة اإليرانيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومؤخراً في نيسان‪ ،‬عند اإلعالن عن اإلطار‬ ‫المحدّد ال ّتفاق الثالثاء‪ ،‬كان الرئيس أوباما يشدّد‬ ‫على فكرة مفادها أ ّنه‪ :‬مع تخفيض الواليات‬ ‫الم ّتحدة لوجودها في منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫فإنّ العالقات الجيّدة مع إيران قد تساعد في‬ ‫التأسيس لنوع جديد من توازن القوى هناك‪.‬‬ ‫وفي مقابلة مطوّ لة مع توماس فريدمان‪ ،‬من‬ ‫صحيفة «نيويورك تايمز» في تلك األثناء‪،‬‬

‫تصوّ ر الرئيس أوباما أنّ وجود ا ّتفاق نوويّ‬ ‫وتخفيف العقوبات االقتصاديّة من شأنهما‬ ‫تغيّير المقاربة الشاملة تجاه إيران‪ ،‬ث ّم «من‬ ‫الممكن أن نبدأ في تجربة نوع من التوازن‬ ‫في المنطقة‪ ،‬ومن ث ّم يشرع الس ّنة والشيعة‪،‬‬ ‫وبالتالي السعوديّة وإيران في محاولة تهدئة‬ ‫حالة التو ّترات بينهم»‪.‬‬ ‫صارت تلك التصريحات ومثيالتها مبتذلة‬ ‫للغاية من وجهة نظر بعض المراقبين‪ ،‬من‬ ‫واقع الخطاب البطوليّ الذي يتيه به السيّد‬ ‫أوباما‪ ،‬وإنجازه للتقارب التاريخيّ مع إيران‬ ‫بالمقارنة مع الزيارة التاريخيّة غير المسبوقة‬ ‫التي قام بها ريتشارد نيكسون إلى الصين عام‬ ‫‪ .1972‬بك ّل تأكيد‪ ،‬وفي مقابلة أخرى مع‬ ‫توماس فريدمان يوم الثالثاء‪ ،‬استدعى السيّد‬ ‫أوباما مراراً التجربة الدبلوماسيّة التاريخيّة‬ ‫ّ‬ ‫معززاً من فكرة‬ ‫للرئيس نيكسون مع الصين‪،‬‬ ‫أنّ إيران «سوف تكون ويجب أن تكون قوّ ة‬ ‫إقليميّة»‪ ،‬وهي بالضبط طريقة التفكير التي‬ ‫تدفع بالمؤيّدين المحتملين للمقاربة األكثر‬ ‫محدوديّة بعيداً عن واجهة األحداث‪ ،‬وذلك من‬ ‫األمور المؤسفة‪ ،‬نظراً ألنّ اال ّتفاق اإليرانيّ‬ ‫يُع ّد إنجازاً راسخا ً من زاوية السيطرة على‬ ‫األسلحة النوويّة‪ ،‬وليس من حيث أ ّنه تحوّ ل‬ ‫جيوسياسيّ واستراتيجيّ عميق‪.‬‬ ‫يقدّم اال ّت��ف��اق‪ ،‬وببساطة‪ ،‬تخفيفا ً للعقوبات‬ ‫االقتصاديّة في مقابل فرض حدود واسعة على‬ ‫القدرات اإليرانيّة في تخصيب اليورانيوم‪،‬‬ ‫وهو الجزء األصعب في بناء السالح النوويّ ‪،‬‬ ‫ومن خالل فرض القيود على المعدّات الالزم‬ ‫استخدامها لذلك الغرض تحديداً‪ ،‬فسوف تواجه‬ ‫إي��ران صعوبة كبيرة في تحويل البرنامج‬ ‫النوويّ المدنيّ لديها إلى برنامج لألسلحة‬ ‫النوويّة‪ .‬وف��ي المقابل‪ ،‬وبموجب ضوابط‬ ‫صارمة‪ ،‬يجري رفع العقوبات الماليّة عنها‬ ‫مع رفع الحظر على مبيعات النفط اإليرانيّ ‪،‬‬ ‫ممّا يسمح للحكومة في طهران بالوصول‬

‫إل��ى األم���وال المجمّدة واستقدام‬ ‫االستثمارات الغربيّة‪.‬‬ ‫تتجاوز فوائد اال ّتفاق تكاليفه بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬وفي حين أنّ اال ّتفاق لن يمنع‬ ‫إيران من صناعة السالح النوويّ‬ ‫إذا عقدت العزم على ذل��ك‪ ،‬إلاّ‬ ‫أ ّنه يجعل من سلوك ذلك السبيل‬ ‫من الصعوبة بمكان‪ .‬وكذلك‪ ،‬فإنّ‬ ‫إجراءات التفتيش والتح ّقق الواسعة‬ ‫سوف تيسر بكثير من اكتشاف أيّة‬ ‫محاولة في ذلك اال ّتجاه‪ .‬أمّا تخفيف‬ ‫العقوبات‪ ،‬والسهولة التي يمكن من‬ ‫خاللها إعادة فرضها مجدداً‪ ،‬تو ّفر‬ ‫حافزاً قو ّيا ً إليران لعدم االقتراب‬ ‫من تلك المخاطرة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الحلفاء القلقين في الخارج‪ ،‬فإنّ‬ ‫المشكلة األخرى المتعلّقة بربط اال ّتفاق النوويّ‬ ‫بتحسين العالقات األميركيّة ‪ -‬اإليرانيّة‪ ،‬هي‬ ‫حقيقة مفادها أنّ تلك الروابط قد ال تتحسّن‬ ‫فعل ّياً‪ ،‬خصوصا ً إذا كانت السياسات اإلقليميّة‬ ‫اإليرانيّة ‪ -‬مثاالً بتوفير الدعم الحيويّ لنظام‬ ‫ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫شار األسد في سورية وإسناد‬ ‫اإلرهابيّة ‪ -‬ت ّتخذ مساراً أكثر عدوانيّة‪.‬‬ ‫ال أحد يعرف ما إذا كان اال ّتفاق النوويّ سوف‬ ‫يستتبع منهجا ً إيران ّيا ً أكثر اعتداالً حيال سورية‪،‬‬ ‫والعراق‪ ،‬ولبنان‪ .‬وأعتقد أ ّنه لن يتغيّر‪ ،‬نظراً‬ ‫ألنّ قوّ ات الحرس الثوريّ اإليرانيّ تظ ّل مكوّ نا ً‬ ‫رئيس ّيا ً لدى تحالف المرشد اإليرانيّ األعلى‪،‬‬ ‫وهم‪ ،‬وليس وزير الخارجيّة‪ ،‬ذوو التوجّ هات‬ ‫المعتدلة‪ ،‬يُعتبرون دعاة المواقف العدائيّة‬ ‫الحاسمة في المنطقة‪ .‬ومن األفضل بكثير‬ ‫توضيح الكيفيّة التي ّ‬ ‫يعزز ويخدم بها اال ّتفاق‬ ‫المصالح القوميّة األميركيّة‪ ،‬وهل سوف تعمد‬ ‫إيران إلى تغيير سياساتها اإلقليميّة من عدمه‪.‬‬ ‫إنّ أفضل التشبيهات لال ّتفاق النوويّ مع إيران‬ ‫هي اتفاقيّات الح ّد من التسلّح في فترة الحرب‬ ‫الباردة‪ ،‬حين قيّدت محادثات الح ّد من األسلحة‬

‫االتفاق النووي اإليراني‬ ‫انرتنت‬ ‫االستراتيجيّة (‪ )SALT‬من التحديث السوفياتيّ‬ ‫للصواريخ الباليستيّة العابرة للقارّ ات‪ ،‬ومنحت‬ ‫الواليات الم ّتحدة درج��ة غير مسبوقة من‬ ‫الوصول إلى المجتمع السوفياتيّ المغلق‪.‬‬ ‫تسبّبت المحادثات االستراتيجيّة األولى والثانية‬ ‫في وجود معارضة قويّة للغاية ضدّها داخل‬ ‫الكونغرس‪ ،‬حينما كان يُنظر إلى تلك االتفاقيّات‬ ‫من زاوية أ ّنها جزء من تحسين أوسع للعالقات‬ ‫األميركيّة ‪ -‬السوفياتيّة‪.‬‬ ‫وفي حقيقة األمر‪ ،‬لم يت ّم المصادقة ّ‬ ‫قط على‬ ‫جولة المحادثات االستراتيجيّة الثانية (‪SALT‬‬ ‫‪ ،)II‬ويرجع ذلك في جزء منه إلى انشغال‬ ‫مجلس الشيوخ في الكونغرس بمشكالت أخرى‬ ‫كبيرة تخصّ السياسة الخارجيّة‪ ،‬ومن بينها‬ ‫غزو اال ّتحاد السوفيا ّتيّ ألفغانستان ونشره‬ ‫للقوّ ات العسكريّة في أنغوال وكوبا‪.‬‬ ‫أُغفلت تماما ً حقيقة أنّ المؤسّسة العسكريّة‬ ‫واالس��ت��خ��ب��ارات األميركيّة أس��ن��دت جولة‬ ‫المحادثات االستراتيجيّة الثانية (‪)SALT II‬‬ ‫في خضّم العواصف السياسيّة الكبرى آنذاك‪.‬‬ ‫وبسبب أنّ الرئيس األميركيّ الراحل رونالد‬ ‫ريغان قرّ ر مواصلة االلتزام األميركيّ بالحدود‬ ‫العدديّة الرئيسيّة المذكورة في اال ّتفاقيات‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬ ‫تو ّقف الزيادة‬ ‫المطردة في العدد اإلجماليّ‬

‫للصواريخ والقاذفات الروسيّة وقتها‪.‬‬ ‫وعلى غرار االتفاقيّات السابقة مع اال ّتحاد‬ ‫السوفياتيّ ‪ ،‬ف��إنّ االتفاق المبرم مع إيران‬ ‫يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬يقلّل وبشكل كبير من‬ ‫التهديد النوويّ اإليرانيّ المحتمل من الخصم‬ ‫ويو ّفر الوصول إلى المجتمع اإليرانيّ المغلق‬ ‫نسب ّياً‪ .‬ولكن ال يعني ذلك اإللغاء التا ّم للبرنامج‬ ‫النوويّ اإليرانيّ ‪ ،‬كما يرغب الكثيرون‪.‬‬ ‫ووص����والً ألق��ص��ى ق���در ممكن م��ن دع��م‬ ‫الكونغرس والدعم الدوليّ ‪ ،‬يتعيّن على السيّد‬ ‫أوباما التركيز في الوقت الحاليّ على مكاسب‬ ‫األم��ن القوميّ األميركيّ من ذلك اال ّتفاق‪،‬‬ ‫وتج ّنب أيّ اقتراحات أخرى بأنّ اال ّتفاق كان‬ ‫يهدف ألن يكون جزءاً من استراتيجيّة كبرى‬ ‫إزاء المنطقة‪.‬‬ ‫يمكن للعالقات األميركيّة ‪ -‬اإليرانيّة أن‬ ‫تتحسّن ذات يوم إذا تغيّرت سياسات طهران‬ ‫المزعزعة الستقرار منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ويمكن للبيت األبيض التطلّع إلى حدوث ذلك‪،‬‬ ‫ولك ّنه ال ينبغي عليه انتظاره‪ .‬وسواء حدث‬ ‫ذلك من عدمه‪ ،‬فهو أمر عديم الصلة بالحكمة‬ ‫المستفادة من اتفاقيّة الح ّد من التسلّح المبرمة‬ ‫الثالثاء‪.‬‬

‫مصطفى الطوسة – فرانس ‪24‬‬

‫العربي‬ ‫صبحي حديدي – القدس‬ ‫ّ‬

‫طهران‪ :‬أظافر إقليمّية بدل األسنان النووّية؟ عندما تح ّولت األزمة اليونانّية‬ ‫داخلي!‬ ‫فرنسي‬ ‫الى رهان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمر تلقائيّ ‪،‬‬ ‫وط��ب��ي��ع��يّ ‪،‬‬ ‫أن تتو ّفر زوايا نظر عديدة إلى اال ّتفاق‬ ‫النوويّ بين إيران ومجموعة الـ‪ ،1+5‬وأن‬ ‫تكون هذه متباينة ومتقاطعة‪ ،‬متكاملة أو‬ ‫متناقضة‪ ،‬منتصرة لطهران أم شامتة بها‪،‬‬ ‫هازئة بالرئيس األمريكي باراك أوباما أم‬ ‫معترفة بأ ّنه أحرز نقطة ظفر أخرى في‬ ‫سج ّل رئاسي يعتبره الكثيرون فقيراً‪.‬‬ ‫قد يساجل ام��رؤ‪ ،‬كما يفعل كاتب هذه‬ ‫السطور‪ ،‬ب��أنّ إي��ران لم تكن تفاوض‬ ‫الغرب على برنامجها النوويّ ‪ ،‬العسكريّ‬ ‫أو المدنيّ ‪ ،‬فحسب؛ بل كانت تثبّت اعترافا ً‬ ‫دول ّيا ً بمكانتها كقوّ ة عظمى يتوجّ ب أن‬ ‫يُعت ّد بمصالحها‪ ،‬في سلّة متشعّبة من‬ ‫القضايا اإلقليميّة الجيو ـ سياسيّة‪ ،‬الحساسة‬ ‫و ا لمتفجّ ر ة ‪:‬‬ ‫س������وري������ة‬ ‫وال����ع����راق‬ ‫ول����ب����ن����ان‬ ‫وال���ي���م���ن‪،‬‬ ‫ث��� ّم الخليج‬ ‫العربيّ على‬ ‫نحو يتجاوز‬ ‫االح��ت��ق��ان��ات‬ ‫ال��م��ذه��ب��يّ��ة‬ ‫والديمغرافيّة‬ ‫إل��ى ح��روب‬ ‫أسعار النفط‪،‬‬ ‫االتفاق النووي اإليراني‬ ‫وص���والً إلى‬ ‫انرتنت‬ ‫إس���رائ���ي���ل‬ ‫ب���ال���ط���ب���ع‪،‬‬ ‫وم���س���ائ���ل‬ ‫ت����ص����دي����ر‬ ‫الثورة اإلسالميّة في محاورها «الممانعة»‬ ‫علنا ً والمذهبيّة الشيعيّة سرّ اً وعلنا ً أيضاً‪،‬‬ ‫إلى آخر هذه الشبكة من عالقات الش ّد‬ ‫والجذب‪ ،‬حيث حيازة القوّ ة واردة مثل‬ ‫معاناة الضعف‪ .‬ف��ي ح��ال ك��ه��ذه‪ ،‬من‬ ‫المنطقي اإلق��رار بأنّ إي��ران انتصرت‪،‬‬ ‫ح ّتى إذا كان اال ّتفاق في ذاته ال يستبدل‬ ‫األظافر النوويّة بأسنان عسكريّة قاطعة‪،‬‬ ‫أو ح ّتى إذا كانت احتماالت االنتعاش‬ ‫االقتصاديّ ليست أولى درجات السطوة‬ ‫اإلقليميّة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫غير أنّ سجاال ثانيا يرى في االتفاق عتبة‬ ‫ـ تمهيديّة‪ ،‬لك ّنها حاسمة ـ ال غنى عنها‬ ‫لتعطيل برنامج نوويّ كان من الممكن أن‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يتطوّ ر على نحو يفرض إي��ران خصما ً‬ ‫نوو ّيا ً مخيفا ً وبالغ الخطورة‪ ،‬يصعب‬ ‫التكهّن بحتميّة انضباطه حين تقتضي‬ ‫الحاجة استخدام السالح النوويّ ؛ خاصّة‬ ‫في ظ ّل والي��ة الفقيه‪ ،‬وطبائع الهرميّة‬ ‫السياسيّة ـ الدينيّة التي تحكم آلة ا ّتخاذ‬ ‫ق��رارات األمن القومي اإليرانيّة العليا‪،‬‬ ‫وكذلك بسبب ت��ورّ ط طهران في أربعة‬ ‫ح��روب إقليميّة… صحيح أنّ جارتين‬ ‫آسيويّتين‪ ،‬الهند والباكستان‪ ،‬دخلتا النادي‬ ‫النوويّ قبل إيران‪ ،‬وأنّ برنامج الجارة‬ ‫الثانية نجح في تصنيع أوّ ل «قنبلة مسلمة»‬ ‫حسب التعبير الشهير لوزير الخارجيّة‬ ‫األمريكيّ األسبق هنري كيسنجر؛ إلاّ أنّ‬ ‫سلسلة ضوابط مع ّقدة كانت‪ ،‬وتظلّ‪ ،‬تحكم‬ ‫القرار العسكريّ ‪ /‬النوويّ في البلدين‪ ،‬على‬

‫خالف‪ ،‬وأحيانا ً على نقيض‪ ،‬الحال في‬ ‫إيران‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬طبقا ً لهذا السجال‪،‬‬ ‫ف���إنّ ط��ه��ران ق��د خ��س��رت‪ ،‬وتنازلت‪،‬‬ ‫وص��ارت بين سندان الرقابة الدوليّة‬ ‫على صناعتها العسكريّة أسوة بالنوويّة‪،‬‬ ‫ومطرقة مغامراتها الخارجيّة التي سوف‬ ‫تظ ّل تلتهم عشرات المليارات من دخلها‬ ‫القوميّ ‪.‬‬ ‫وثمّة طراز ثالث من السجال‪ ،‬يرى أنّ‬ ‫الواليات الم ّتحدة‪ ،‬في ظ ّل إدارة أوباما‬ ‫تحديداً‪ ،‬كانت الرافع األكبر في إنجاز‬ ‫االتفاق النوويّ ؛ ليس حرصا ً على أمن‬ ‫حليفتها إسرائيل (وهذا اعتبار ال تتهاون‬ ‫واشنطن فيه‪ ،‬الب ّتة)‪ ،‬فحسب؛ وليس ألنّ‬

‫«فلسفة» سيّد البيت األبيض تقضي بإغالق‬ ‫المآزق األمريكيّة الخارجيّة التي خلقها‬ ‫سلفه جورج بوش االبن‪ ،‬فحسب أيضاً؛ كما‬ ‫أنّ استدراج طهران إلى المشاركة في قتال‬ ‫«داع����ش»‬ ‫و ا لحر كا ت‬ ‫ال��ج��ه��اديّ��ة‬ ‫هنا وهناك‪،‬‬ ‫ليس عامالً‬ ‫ج�����ي�����و ـ‬ ‫س���ي���اس���يّ���ا ً‬ ‫واضحاً‪ ،‬أو‬ ‫وازن��اً‪ ،‬إلى‬ ‫درجة إجبار‬ ‫واش��ن��ط��ن‬ ‫على اتفاق‬ ‫غير راب��ح‬ ‫ت��م��ام��ا ً مع‬ ‫ط���ه���ران‪.‬‬ ‫كان الرافع‬ ‫األم��ري��ك��يّ‬ ‫قد نجم‪ ،‬في‬ ‫المقام األوّ ل‪ ،‬عن قرابة ّ‬ ‫ست سنوات من‬ ‫ركود التأثير األمريكيّ في أزمات الشرق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬وذل��ك في حقبة شهدت ذرى‬ ‫غليان «الربيع العربيّ »‪ ،‬وتوجّ ب فرض‬ ‫«الخطوط الحمر» على أيّ نحو صارم‬ ‫ورادع‪ ،‬بدل إعالنها ث ّم السماح بتجاوزها‬ ‫دون عواقب (حكاية أوباما مع النظام‬ ‫السوريّ ‪ ،‬في ملفّ األسلحة الكيميائيّة‪،‬‬ ‫مثال ساطع)‪.‬‬ ‫يبقى‪ ،‬بالطبع‪ ،‬أنّ األم��ور بخواتيمها؛‬ ‫خاصّة حين تشتغل مفاعيل اال ّتفاق داخل‬ ‫إي���ران ب��ادئ ذي ب��دء‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫مغامرات طهران الخارجيّة‪ ،‬التي كانت‬ ‫وتظ ّل سيفا ً لها‪ ،‬ولكن عليها أيضاً‪.‬‬

‫م��ع اق���ت���راب ساعة‬ ‫ال��ح��ق��ي��ق��ة ل�لأزم��ة‬ ‫اليونانيّة وعالقاتها مع‬ ‫منطقة اليورو‪ ،‬تكون‬ ‫سلطات أثينا قد تسبّبت‬ ‫ف��ي ت��ش�� ّن��ج سياسيّ‬ ‫فرنسيّ داخليّ لم يسبق‬ ‫ّ‬ ‫له مثيل حول اإلشكاليّات التي يطرحها االتحاد‬ ‫األوروبّيّ ‪ ،‬إذا ما استثنينا الخالفات البنيويّة التي‬ ‫ظهرت في الشارع السياسيّ الفرنسيّ بمناسبة‬ ‫المصادقة على ا ّتفاقية «مايسترشت» الشهيرة في‬ ‫تسعينيّات القرن الماضي‪ .‬وخالل األسابيع التي‬ ‫مرّ ت بها هذه األزمة إلى وصول فترة االنفراج‬ ‫التي أبعدت شبح إقصاء اليونان من منطقة اليورو‬ ‫استحوذ اليونان واالنهيار االقتصاديّ الذي كان‬ ‫يؤ ّ‬ ‫شر له على أبرز االهتمامات السياسيّة الفرنسيّة‪،‬‬ ‫من إشكاليّة دوليّة تهدّد الكيان األوروبّيّ تحوّ لت‬ ‫األزمة اليونانيّة‬ ‫إل������ى ره�����ان‬ ‫فرنسيّ داخلّيّ‬ ‫ت����ب����ادل ع��ل��ى‬ ‫خلفيّته اليسار‬ ‫الحاكم واليمين‬ ‫ال����م����ع����ارض‬ ‫أع��������ن��������ف‬ ‫اال ّت���ه���ام���ات؛‬ ‫ف���ب���ال���ن���س���ب���ة‬ ‫للرئيس فرانسوا‬ ‫هوالند انقسمت هذه األزمة إلى حقبتين‪ .‬األولى‬ ‫عندما كان يقف في صمت خافت ومتردّد خلف‬ ‫المستشارة األلمانيّة إنجيال مركل التي تقمّصت‬ ‫شخصيّة المعاقب للتقصير اليونانيّ في إدارة‬ ‫االقتصاد والوفاء بالتعهّدات ا ّتجاه الجهات الدائنة‪.‬‬ ‫وقتها صعّد اليمين بزعامة نيكوال ساركوزي‬ ‫لهجة انتقاداته لفرانسوا هوالند وعاتبه على غياب‬ ‫دور فرنسيّ فاعل ّ‬ ‫يؤثر على مجريات األحاديث‬ ‫ويقف عاجزاً أمام السلطة األلمانيّة التي تفرض‬ ‫القرارات وتحدّد اتجاه الرياح‪.‬‬ ‫أمّا المرحلة الثانية فكانت إيجابيّة بالنسبة للرئيس‬ ‫هوالند‪ ،‬ومن ناحية الخطر الداهم الذي تش ّكله‬ ‫فرضيّة خ��روج اليونان من منطقة اليورو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الخط بتأثيرها‬ ‫استطاعت فرنسا أن تدخل على‬ ‫على الوجهة الحازمة التي تب ّناها اال ّتحاد األوروبّيّ‬ ‫تحت تأثير األلمان‪ .‬وقد استغ ّل فرانسوا هوالند‬

‫هذه الظرفيّة للظهور كالعب منقذ استطاع العمل‬ ‫على إخراج الحوار اليونانيّ األوروبّيّ من الباب‬ ‫المسدود الذي كان وصل إليه قبل عقد االستفتاء‪.‬‬ ‫في غضون ذل��ك كانت لهذه األزم��ة تداعيات‬ ‫سياسيّة فرنسيّة هامّة‪ .‬رموز اليمين التقليدي عابوا‬ ‫على فرانسوا‬ ‫ه��والن��د أ ّن��ه لم‬ ‫يأخذ على محمل‬ ‫الج ّد انعكاساتها‬ ‫الخطيرة على‬ ‫داف��ع الضرائب‬ ‫الفرنسيّ وتب ّنوا‬ ‫موقفا ً محرجا ً‬ ‫للقيادة الفرنسيّة‬ ‫ع��ن��دم��ا طلبوا‬ ‫ع���ل���ن���اً‪ ،‬ك��م��ا‬ ‫ق���ال ذل���ك أح��د‬ ‫المنافسين لنيكوال ساركوزي في قيادة اليمين‬ ‫آالن جوبيه باتخاذ إجراءات عقابيّة ا ّتجاه اليونان‬ ‫وإخراجها من منطقة اليورو‪.‬‬ ‫أمّا البعد الثاني والخطير الذي تسبّبت فيه هذه‬ ‫األزمة وهو تشجيع التيّارات الرافضة لمفهوم‬ ‫الوحدة داخل اال ّتحاد األوروبّيّ ‪ ،‬وشاءت الصدف‬ ‫السياسيّة أن تجد مارين لوبين زعيمة اليمين‬ ‫المتطرّ ف نفسها مع جان لوك ملونشون أحد رموز‬ ‫اليسار المتطرّ ف في نفس الخندق المعادي والحاقد‬ ‫على البيروقراطيّة األورو ّبيّة التي تحكم الدول‬ ‫األورو ّبيّة انطالقا ً من بروكسيل‪ .‬وفي بلد مقبل‬ ‫كفرنسا على حقبة انتخابيّة حاسمة يش ّكل الجدل‬ ‫حول الديون اليونانيّة وطريقة معالجتها مناسبة‬ ‫إلنعاش المجموعات السياسيّة التي بنت مجدها‬ ‫على كراهيّة البيت األوروبّيّ الموحّ دة ودعواتها‬ ‫المتكرّ رة إلى التقوقع على المربّع الوطنيّ الضيق‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قانون‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫‪5‬‬

‫السنة الثانية‬

‫حوار العدد‬

‫المحامي غزوان قرنفل‬ ‫تج ّمع المحامين السور ّيين األحرار واحد من كيانات عدّة للمحامين أعلنت عن نفسها خالل سنوات الثورة ‪ ..‬ال يجمعها رابط واحد وتختلف رؤاها‬ ‫ومشاربها رغم أ ّنها تص ّنف نفسها في سياق «المحامين األحرار» ‪..‬‬ ‫نتوجه‬ ‫ما الذي يم ّيز هذا التج ّمع عن غيره وما أسباب تلك الفُرقة؟ وهل من فرصة لوجود كيان جامع لتلك المزق والتج ّمعات والهيئات؟ أسئلة ّ‬ ‫بها إلى المحامي األستاذ «غزوان قرنفل» رئيس تج ّمع «المحامين السور ّيين األحرار»‪.‬‬ ‫ أستاذ قرنفل ‪ ..‬هناك الكثير من الكيانات نقاب ّيا ً كما أراده مؤسّسوه األوائل‪ ،‬نحن اآلن‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظمة حقوقيّة‬ ‫مرخصة وفق القانون التركيّ‬ ‫والتج ّمعات «للمحامين األح��رار « لماذا‬ ‫سسة أو نقابة أو كيان واحد ونترك الحرّ يّة لمنتسبينا بالعمل على تأسيس‬ ‫اليكون هناك مؤ ّ‬ ‫نقاباتهم أو االنتماء لما هو موجود منها‪ ،‬فالعمل‬ ‫لهم‪ ،‬وما سبب هذا التشرذم؟‬ ‫النقابيّ ليس من سياقات أعمالنا كتجمّع‪.‬‬ ‫األس��ت��اذ ق��رن��ف��ل‪ :‬ن��ع��م‪ ،‬ه��ن��اك الكثير من‬ ‫ليس لنا موقف ع��دائ��يّ م��ن أيّ كيان‪،‬‬ ‫المجموعات والكيانات بعضها مجرّ د مجموعة‬ ‫ومستعدّون للتعاون م��ع الجميع ونحترم‬ ‫أو صفحة على فيس بوك ليس لها من بنية أو‬ ‫خيارات الجميع‪ ،‬ولكن بالمقابل ال نقبل من أحد‬ ‫إطار أو عمل حقيقيّ ‪ ،‬وبعضها اآلخر يعمل أو‬ ‫أن يفرض علينا رؤيته؛ نحن نرى باختصار‬ ‫ً‬ ‫يحاول أن يعمل ويحدث أثرا ما‪ .‬تجمّع المحامين أ ّننا كرجال قانون يتعيّن علينا أن نكون جزءاً‬ ‫السوريّين األحرار من أوائل تلك التجمّعات‪،‬‬ ‫من حامل وطنيّ ينهض بمشروع وطنيّ جامع‬ ‫فقد تأسّس في شهر أيّ��ار من عام ‪،2012‬‬ ‫لك ّل الطيف السوريّ نحو بناء «دولة القانون‬ ‫وك��غ��ي��ره م��ن ال��ك��ي��ان��ات‬ ‫والمواطنة» ولن ن ّتفق مع أيّ‬ ‫تعرّ ض للكثير من الخضّات‬ ‫طرح يخالف ذلك؛ أل ّننا نرى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واإلشكاالت والصراعات؛ نفخر أننا أوّل منظمة‬ ‫أنّ خالف تلك الرؤية سيكون‬ ‫أل ّنه كان يض ّم عدداً كبيراً‬ ‫حقوقيّة تعلن بصراحة مدمّراً لما تب ّقى من سورية‪،‬‬ ‫من المحامين من مختلف‬ ‫وسيزيد من التف ّكك المجتمعيّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المشارب والتوجّ هات‪ ،‬لكن موقفا قويّا وصرحيا‬ ‫ال��س��وريّ وص���والً للتحلّل‬ ‫عندما قيّضت لنا‬ ‫إدارت��ه ومباشراً بال مواربة‬ ‫والزوال‪.‬‬ ‫ح��دّدن��ا ب��وض��وح هويّته‬ ‫ ول��ك��ن ك���ان ل��ك��م موقف‬‫وتوجّ هاته الوطنيّة ومواقفه من مشروع أسلمة‬ ‫عدائي وصلب من المحاكم‬ ‫ّ‬ ‫م���ن ال���ث���ورة واألس��ل��م��ة‬ ‫البنية‬ ‫وتدمري‬ ‫القضاء‬ ‫وتمّت إعادة هيكلة التجمّع‬ ‫والهيئات الشرع ّية األمر الذي‬ ‫للبلد‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫القضائ‬ ‫وصياغة نظامه الداخليّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضعكم على خط المواجهة‬ ‫بوضوح وجذريّة‪ ،‬وتمّت‬ ‫معهم؟‬ ‫عمليّة غربلة حقيقيّة‪ ،‬وأطيح‬ ‫األستاذ قرنفل‪ :‬نعم‪ ،‬نحن أعل ّنا مب ّكراً عن‬ ‫بك ّل من يحمل مواقفا ً‬ ‫ّع‬ ‫م‬ ‫التج‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫لهو‬ ‫مغايرة‬ ‫موقفنا المناهض لهذا التوجّ ه ونحن نفخر أ ّننا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتوجّ هاته التي تؤمن بأنّ سورية وطنا جامعا أوّ ل ّ‬ ‫منظمة حقوقيّة تعلن بصراحة موقفا ً قو ّيا ً‬ ‫لك ّل السورييّن على قدم المساواة في الحقوق وصريحا ً ومباشراً بال مواربة من مشروع‬ ‫والمواطنة‪ .‬كان عدد األعضاء فيه قد تجاوز أسلمة القضاء وتدمير البنية القضائيّة للبلد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 206‬عضوا‪ ،‬نحن اليوم النتجاوز ‪ 63‬عضوا‪ ،‬عبر إدخال من هبّ ودبّ في الجسم القضائيّ‬ ‫ّ‬ ‫ونحن نؤمن بقلة منسجمة وفاعلة على كثرة ولع ّل بياننا المعنون بـ (ال للمذبحة القضائيّة)‬ ‫مترهّلة ومتصارعة‪ .‬التجمّع اليوم ليس إطاراً‬

‫كان متقدّما ً ج ّداً ح ّتى عن االئتالف ومكتبه حارم وسراقب (في إدلب) وأعزاز واألتارب‬ ‫القانونيّ حين أعل ّنا رفضنا لهذا العبث القضائيّ (في حلب)‪ ،‬كما ت ّم نسخ السجلاّ ت القضائيّة‬ ‫بتخريــج (قضاة) خالل أسبوع سياحيّ – ف��ي ك�� ّل م��ن ح��ارم واألت���ارب ودارة ّ‬ ‫ع��زة‬ ‫تدريبيّ في منتجع «أوغ��رل��و»‪ ،‬كما أعل ّنا وسراقب‪ ،‬وجاري العمل في مناطق أخرى ال‬ ‫يت ّم عادة اإلعالن عنها قبل‬ ‫بقوّ ة رفضنا لتطبيق ما سمّي‬ ‫إنجاز العمل النهائيّ فيها‪،‬‬ ‫بـ (القانون العربيّ الموحّ د)‬ ‫كما يجري التواصل مع‬ ‫أو إعمال القراءات المتعدّدة‬ ‫والمتشدّدة للشريعة اإلسالميّة‪ ،‬أعلنّا رفضنا هلذا‬ ‫مجموعات عمل في مناطق‬ ‫عديدة تحضيراً لها إلنجاز‬ ‫وهذا موقفنا ح ّتى اليوم‪ ،‬وقد العبث القضائ ّي‬ ‫العمل فيها‪ .‬ونحن نعطي‬ ‫أثبتت األح���داث صحّ ة تلك‬ ‫بتخريــج (قضاة)‬ ‫المجالس المحلّيّة ُنسخا ً ممّا‬ ‫الرؤية وصوابيّتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ننجزه‪ ،‬وكذا نسلم الحكومة‬ ‫ ‬‫أن��ت��م كتج ّمع م��اذا خالل أسبوع سياح ّي‬ ‫المؤ ّقتة نسخا ً أخرى أيضاً‪.‬‬ ‫تفعلون‪ ..‬وما‬ ‫يب يف‬ ‫لونها؟هي برامجكم – تدري ّ‬ ‫أمّ�����ا ف���ي ت��رك��ي��ا‪،‬‬ ‫تمو‬ ‫وكيف ّ‬ ‫فلدينا م��ش��روع توثيق‬ ‫األستاذ قرنفل‪ :‬نحن كتجمّع منتجع «أوغرلو»‬ ‫وقوعات األحوال المدنيّة‬ ‫لدينا عدّة مشاريع وفعّاليّات‬ ‫للسوريّين‬ ‫والشخصيّة‬ ‫نقوم بتنفيذها سواء في المناطق‬ ‫وبينهم في تركيا من زواج‬ ‫المحرّ رة‪ ،‬التي لنا فيها ثالثة مكاتب‪ ،‬أو في‬ ‫ووالدات ووفيّات وغيرها‪ ،‬وهذا العمل يقوم‬ ‫تركيا‪ ،‬حيث لنا مكتبين في انطاكية وغازي‬ ‫به الزمالء تطوع ّيا ً في أكثر من ‪ 11‬موقعا ً في‬ ‫عنتاب‪ ،‬ولع ّل أه ّم مشاريعنا في الداخل هو‬ ‫تركيا‪ .‬وفي سياق آخر‪ ،‬لدينا مشروع للتطوير‬ ‫«مشروع التوثيق الوطنيّ » فنحن نقوم بنسخ‬ ‫والتدريب قوامه أربع ورش��ات عمل خالل‬ ‫وحفظ السجلاّ ت العقاريّة وسجلاّ ت القرارات‬ ‫عام ‪ 2015‬أقمنا منها ورشتين تحت عنوان‬ ‫القضائيّة ونحفظها في هاردات لنحافظ على‬ ‫«رؤية دستوريّة لسورية المستقبل» وتجري‬ ‫حقوق ال��ن��اس وأم��وال��ه��م وأم�لاك��ه��م‪ ،‬وه��ذا‬ ‫اآلن صياغة مخرجاتهما ليصار إلى طبعها‬ ‫المشروع الحيويّ تموّ له وترعاه مؤسّسة‬ ‫في كتيّب يعبّر عن رؤيتنا كتجمّع ورؤية‬ ‫«اليوم التالي» التي تقوم بتدريب الكوادر‬ ‫المشاركين في الورشتين لسورية المستقبل‬ ‫العاملة بالمشروع وتؤمّن لهم المعدّات الالزمة‬ ‫على المستوى ال��دس��ت��وريّ ‪ ،‬كما نريدها‬ ‫ّ‬ ‫وتغطي النفقات الالزمة إلتمام العمل‪،‬‬ ‫للعمل‬ ‫ونتم ّناها‪ ،‬ولدينا فسحة اآلن إلنجاز ورشتي‬ ‫ومن ث ّم تدفع أتعاب الزمالء والنشطاء بعد‬ ‫عمل أخريّين في العدالة االنتقاليّة واإلصالح‬ ‫إنجازهم العمل الذي يت ّم تحت إشراف قضائيّ‬ ‫القضائيّ ‪ .‬كما أصدر التجمّع كتيّبين‪ :‬األوّ ل‬ ‫للتثبّت من صحّ ة ما يت ّم انجازه ونسخه‪ ،‬وقد‬ ‫بعنوان (إرشادات قانونيّة للسوريّين في تركيا)‬ ‫أنجزنا ح ّتى اآلن السجلاّ ت العقارّ ية في مناطق‬

‫والثاني بعنوان (إضاءات على مسائل بالقانون‬ ‫التركيّ للسوريّين في تركيا)‪ ،‬قدمنا فيهما‬ ‫مانعتقد أن ّالسوريّين يحتاجون لمعرفته بشأن‬ ‫التملّك العقاريّ وتأسيس الشركات واإلقامة‬ ‫ّ‬ ‫وحق العمل وإذن العمل والتعليم‬ ‫وأنواعها‬ ‫الجامعيّ والزواج في تركيا‪ ،‬وجاري وضع‬ ‫اللمسات األخيرة على الكتيّب الثالث في هذا‬ ‫السياق‪.‬‬ ‫وطبعا نحن لدينا تمويل خاصّ بالتجمّع‬ ‫ّ‬ ‫يغطي أعمالنا وبرامجنا وايجارات مقارّ نا‬ ‫ونفقاتها وروات��ب للعاملين األساسيّين فيها‪،‬‬ ‫وهو شيء ال نخفيه ونقدّم للجهة الداعمة‬ ‫بشكل مستمرّ تقريرنا الماليّ وأوجه الصرف‬ ‫واإلنفاق مدعّمة بالفواتير؛ ما جعلنا نحظى‬ ‫باحترام الداعمين وثقتهم والحمد هلل‪.‬‬ ‫يتم ّتع التجمّع اليوم بشبكة عالقات مهمّة‬ ‫ّ‬ ‫منظمات دوليّة وسوريّة‪ ،‬وهو عضو في‬ ‫مع‬ ‫المركز العربيّ األوروبّ��يّ لحقوق اإلنسان‬ ‫والقانون الدوليّ ‪ ،‬كما أ ّنه عضو مؤسّس في‬ ‫«مجموعة تنسيق العدالة االنتقاليّة» التي‬ ‫تسعى النتاج مشروع وطنيّ للعدالة االنتقاليّة‬ ‫في سورية‪ ،‬وكذا هو عضو في ا ّتحاد ّ‬ ‫منظمات‬ ‫المجتمع المدنيّ السوريّة‪ .‬ه��ذه العالقات‬ ‫ك ‪ -‬في ارتقاء أعماله‬ ‫الواسعة تساهم ‪ -‬دون ش ّ‬ ‫وتعطيه دفعا ً لمزيد من التطوّ ر والنجاح من‬ ‫خالل ما يكتسبه من خبرات مميّزة وهامّة‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات األخرى بها علينا‪.‬‬ ‫تبخل‬

‫األستاذ غزوان قرنفل‪ :‬نشكر لكم‬ ‫ ‬‫إضاءتكم على تج ّمع المحامين وأنشطته‬ ‫ومشاريعه‪ ،‬ونتم ّنى لكم كل ّ التوفيق‪.‬‬

‫عبداهلل الشمّال‬

‫إرهاب المحاكم في سورية‬

‫(من دراسة للمركز‬ ‫السوري للدراسات واألبحاث القانونّية*)‬ ‫ّ‬ ‫مل يسلم منزل أو عائلة يف سورية من حالة قتل أو اعتقال أو قصف أو انتهاك حرمة أو سلب أو سرقة‬ ‫خرجت أوّ ل مظاهرة للمطالبة بإلغاء قانون استثنائيّة بديلة عن المحكمة العسكريّة عام‬ ‫الطوارئ والمحاكم العرفيّة في سوريا في ‪1963 8‬وألغيت محكمة أمن الدولة بالمرسوم‬ ‫آذار عام ‪ 2004‬رغم الخوف وما تعرّ ض له رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2012‬كما رفعت حالة الطوارئ‬ ‫المتظاهرون من تهديدات ث ّم ضرب واعتقال بالمرسوم رقم (‪ )161‬لعام ‪ .2012‬وصدر‬ ‫ومالحقات أمنيّة ألكثر من سنة بعد اإلفراج قانون مكافحة اإلره��اب بالمرسوم رقم ‪19‬‬ ‫عنهم بسبب الضغط الدوليّ ‪ .‬وفي عام ‪ 2012‬لعام ‪ 2012‬على غرار قانون مناهضة أهداف‬ ‫ت�� ّم إل��غ��اء ق��ان��ون ال��ط��وارئ‬ ‫الثورة لعام ‪ .1964‬والتي‬ ‫الذي بقي جاثما ً على صدر‬ ‫ج���اءت جميعها لحماية‬ ‫التشريعي‬ ‫املرسوم‬ ‫السوريّين نحو‪60‬عاما ً منذ‬ ‫السلطة القائمة ومحاربة‬ ‫معارضيها‪ .‬وهناك تشابه‬ ‫الوحدة بين مصر وسورية رقم ‪ 47‬تاريخ‬ ‫بصيغة قوانين متفرّ قة ومنذ‬ ‫شديد بين قوانين محكمة‬ ‫ع��ه��د االن��ف��ص��ال بصيغته ‪ 1968/3/28‬الذي نقل اإلرهاب ومكافحة اإلرهاب‬ ‫الحاليّة‪.‬‬ ‫مع محكمة أمن الدولة العليا‬ ‫صالحيّات املرسوم ‪6‬‬ ‫من تلك القوانين‪ -1 :‬قانون‬ ‫وق��ان��ون مناهضة أه��داف‬ ‫الطوارئ ‪ -2‬قانون مناهضة لعام ‪1965‬إىل حمكمة‬ ‫ال��ث��ورة فكالهما كانا في‬ ‫أوق��ات حرجة للسلطة من‬ ‫أه��داف ال��ث��ورة ‪- 3‬مرسوم أمن الدولة العليا‬ ‫رقم ‪ 4‬لعام ‪ 1965‬للتأميم‬ ‫أجل تدعيم وترسيخ نفوذها‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫العسكر‬ ‫واحملاكم‬ ‫وحمايته ‪ - 4‬المرسوم رقم ‪6‬‬ ‫وسلطتها وقمع معارضيها‪،‬‬ ‫لعام ‪ 1965‬المتعلّق بقانون‬ ‫ولم يكونا لحماية الدولة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التحوّ ل االشتراكيّ وال��ذي‬ ‫وحاولت السلطة أن تتخطى‬ ‫ّ‬ ‫يعاقب باألشغال الشا ّقة المؤبّدة والمؤقتة االنتقادات الموجّ هة لمحكمة أمن الدولة فعملت‬ ‫لمخالفة تطبيق النظام االشتراكيّ في الدولة‪ ،‬على دمج قانون اإلرهاب في النظام القضائيّ‬ ‫سواء أوقعت بالفعل‪ ،‬أم بالقول‪ ،‬أم بالكتابة‪ ،‬أم شكل ّيا ً مع إبقائه استثنائ ّيا ً في مركزيّة التشكيل‬ ‫بأيّة وسيلة من وسائل التعبير‪ .‬ومخالفة أوامر وحصره بدمشق وإبقاء الصالحيّات الرئاسيّة‬ ‫الحاكم العرفيّ ‪.‬‬ ‫بتعيين القضاة متجاوزاً قانون السلطة القضائيّة‪.‬‬ ‫واستخدم هذا المرسوم ض ّد األحزاب والقوى ومع إلغاء منصب الحاكم العرفيّ استحدث‬ ‫الديمقراطيّة والمدافعين عن حقوق اإلنسان‪ ،‬النظام غرفة خاصّة لمحكمة اإلره��اب‪ ،‬مع‬ ‫ّ‬ ‫بحق تشكيلها‬ ‫بتهمة مناهضة أيّ هدف من أهداف الثورة‪ ،‬احتفاظ رئيس الجمهوريّة‬ ‫أو عرقلتها‪ ،‬وح��دّدت عقوبة ه��ذه األفعال بمرسوم بتجاوز صالحيّات مجلس القضاء‬ ‫باألشغال الشا ّقة المؤ ّقتة‪ ،‬والتي تتراوح بين»‪ 5‬األعلى‪ ،‬وبما أنّ المراسيم تصدر عن رئيس‬ ‫و‪»15‬سنة‪.‬‬ ‫الجمهوريّة فهذا يعني حصر تعيين القضاة‬ ‫‪ - 5‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 47‬تاريخ ونيابتها ومحكمة النقض بيده فقط‪.‬‬ ‫‪ 1968/3/28‬الذي نقل صالحيّات المرسوم ولم تكتفِ بتلك االستثناءات بل حرّ رت المحكمة‬ ‫‪ 6‬لعام ‪1965‬إل��ى محكمة أمن الدولة العليا من ك ّل اإلجراءات الم ّتبعة في القانون فال تتقيد‬ ‫والمحاكم العسكريّة‪.‬‬ ‫باألصول المنصوص عليها في التشريعات‬ ‫أوّ الً ‪ -‬محكمة اإلرهاب‬ ‫النافذة في إجراءات المالحقة والمحاكمة‪ ،‬كما‬ ‫وقد جاءت محكمة اإلرهاب وقانون مكافحة أضافت استثناء آخر بحرمان الم ّتهم المحاكم‬ ‫اإلره��اب في خض ّم ف��ورة عالميّة لمحاربة غياب ّيا ً من ّ‬ ‫حق سقوط الحكم الغيابيّ عند إلقاء‬ ‫اإلرهاب ومحاولة لكسب تأييد العالم للنظام القبض عليه العتباره حكم نهائ ّياً‪.‬‬ ‫ولضمّه للجهود ال��دول��يّ��ة متغاضين عن‬ ‫وأض���اف ق��ان��ون مكافحة اإلره���اب ثالث‬ ‫االنتهاكات الفظيعة لحقوق اإلنسان في سورية‪ .‬جرائم جديدة لم ت��رد ب��أيّ قانون ومخالفة‬ ‫أُنشئت محكمة اإلرهاب بمرسوم رقم ‪ 22‬لعام لمبادئ العدالة‪ -1 :‬استخدام وسائل التواصل‬ ‫‪ 2012‬على أنقاض محكمة أمن الدولة العليا اإللكترونيّ ‪- 2‬عقوبة لعدم التبليغ ‪ - 3‬عقوبة‬ ‫التي أنشأها حكم البعث عام ‪ 1968‬كمحكمة على النوايا والتفكير دون ضرورة وجود أفعال‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ما ّديّة تؤيّد ذلك‪.‬‬ ‫ولم يميّز القانون بين الحدث والبالغ وبين‬ ‫المدنيّ والعسكريّ ‪ ،‬وهناك أطفال لم تتجاوز‬ ‫أعمارهم السادسة عشر م ّتهمون أمام محكمة‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫و َمثل أمام المحكمة عشرات اآلالف‪ ،‬ومن‬ ‫التهم‪« :‬حمل السالح ‪ -‬والقيام بعمليات‬ ‫إره��اب��يّ��ة ‪ -‬اس��ت��خ��دام وس��ائ��ل ال��ت��واص��ل –‬ ‫والتظاهر ‪ -‬وتقديم اإلغ��اث��ة للمهجّ رين‬ ‫والمحاصرين ‪ -‬وتقديم المعونة الط ّبيّة ‪ -‬ودعم‬ ‫المنكوبين»‪ .‬فهناك م ّتهمون بحمل ربطات‬ ‫خبز للمناطق المحاصرة ونساء م ّتهمات‬ ‫بطبخ الطعام ألوالدهنّ من المقاتلين وهناك‬ ‫نساء وأطفال تصل أعمارهم لعدّة أشهر فقط‬ ‫النتساب أحد أفراد أسرتهم للمقاتلين‪ .‬ومئات‬ ‫األطبّاء والصيادلة وآالف النشطاء السلميّين‬ ‫والصحافيّين ومئات الحقوقيّين والمحامين‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬المحاكم الميدانيّة العسكريّة‪:‬‬ ‫أنشئت محاكم الميدان العسكريّة بموجب‬ ‫المرسوم رق��م ‪ 109‬لعام ‪ 1968‬وتنظر‬ ‫في الجرائم الداخلة في اختصاص المحاكم‬ ‫العسكريّة والمرتكبة زمن الحرب أو خالل‬ ‫العمليّات الحربيّة‪.‬‬ ‫وتؤلّف بقرار من وزي��ر الدفاع من رئيس‬ ‫وعضوين‪ ،‬وال تق ّل رتبة الرئيس عن رائد‬ ‫كما ال تق ّل رتبة ك ّل من العضوين عن نقيب‪،‬‬ ‫وتصدر ق��رارات النيابة العامّة قطعيّة ال‬ ‫تقبل الطعن‪ .‬وللمحكمة ألاّ تتقيّد باألصول‬ ‫واإلجراءات المنصوص عليها في التشريعات‬ ‫النافذة‪ .‬وال تقبل األحكام التي تصدر عن أيّ‬ ‫طريق من طرق الطعن‪.‬‬ ‫وبمناسبة األحداث عام ‪ 1980‬أضافت السلطة‬ ‫موضوع االضطرابات الداخليّة الختصاصها‬ ‫بالمرسوم رقم ‪ 32‬تاريخ ‪.1980/7/1‬‬ ‫إنّ محكمة أمن الدولة العليا والمحاكم الميدانيّة‬ ‫العسكريّة لم تنظر إلاّ بعدد ال يتجاوز بضعة‬ ‫آالف خالل‪ 40‬عام‪ ،‬أمّا محكمة اإلرهاب خالل‬ ‫ثالث سنوات نظرت بعشرات آالف القضايا‪،‬‬ ‫وتنظر محاكم الميدان العسكريّة بأكثر من‬ ‫‪ 25000‬ملفّ يحاكم بهم أكثر من أربعين ألف‬ ‫م ّتهم نصفهم موقوف والنصف اآلخر هارب‬ ‫ومالحق‪.‬‬ ‫تطوّ رت أعمال محكمة الميدان العسكريّة‬ ‫ومحكمة اإلرهاب خالل السنوات الماضية ففي‬

‫عام ‪ 2012‬كان في المحكمة قاضيي تحقيق‬ ‫ث ّم ازداد عدد القضايا ليبلغ العدد اإلجمالي‬ ‫للقضايا ‪ 37756‬قضيّة‪ ،‬ما أدّى لتعيين قضاة‬ ‫تحقيق ج��دد في ع��ام ‪ 2013‬فأصبح عدد‬ ‫قضاة التحقيق سبعة ومنذ تمّوز ‪ 2015‬ازداد‬ ‫عدد القضاة إلى عشرة وأحيلت إلى محكمة‬ ‫الجنايات ‪ 4730‬قضيّة‪ ،‬صدرت أحكام نهائية‬ ‫بـ ‪ 617‬تتراوح بين السجن لثالث سنوات‬ ‫ح ّتى اإلعدام‪ ،‬والباقي ما زالت منظورة أمام‬ ‫المحاكم حسب الجدول‪.‬‬

‫وال يمكن تحديد أعداد الموقوفين بد ّقة لصالح‬ ‫محكمة اإلره��اب أو من ت ّم عرض قضيتهم‬ ‫على المحكمة لصعوبة ال��وص��ول لألرقام‬ ‫الدقيقة من سجّ الت المحكمة‪ ،‬ولكن من متابعتنا‬ ‫لعمل المحكمة والمعتقلين فإنّ األعداد التقريبيّة‬ ‫للموقوفين منذ بداية االحتجاجات تجاوز‬ ‫‪ 300,000‬معتقل‪ ،‬وأنّ نصفهم فقط عرضت‬ ‫مل ّفاتهم على المحاكم االستثنائيّة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫نحو ‪ 100,000‬هارب مطلوب‪.‬‬

‫والم ّتهمون الذين عرض مل ّفهم أمام محكمة‬ ‫اإلره��اب يتجاوز عددهم المائة ألف م ّتهم‪،‬‬ ‫أكثر م��ن خمسين أل��ف منهم ت�� ّم ا ّتهامهم‬ ‫على الغياب والباقي ت�� ّم توقيفهم وم��ازال‬ ‫منهم‪30,000‬موقوفا ً في سجن عدرا أو سجن‬ ‫صيدنايا للعسكرييّن أو سجون باقي المحافظات‬ ‫و‪ 20,000‬ت ّم إطالق سراحهم من قبل قضاة‬ ‫التحقيق لعدم ثبوت التهم أو بموجب تسويات‬ ‫أو مبادلة أو بسبب مراسيم العفو‪.‬‬ ‫هذا إذا أضفا إليهم أكثر من عشرين ألف معتقل‬ ‫تحاكمهم المحاكم الميدانيّة العسكريّة ونحو مائة‬ ‫وخمسون ألف معتقل مازالوا مفقودين ومغيّبين‬ ‫قسر ّيا ً لدى الفروع األمنيّة ومراكز االعتقال‬ ‫غير الرسميّة‪ .‬وحاالت الموت في المعتقالت‬ ‫بسبب التعذيب والظروف الالإنسانيّة التي‬ ‫يتعرّ ضون لها والتي نقدّرها بأكثر من خمسين‬ ‫ألف معتقل بسبب هذه الظروف‪.‬‬

‫ّ‬ ‫منظمة‬ ‫السوري للدراسات واألبحاث القانون ّية‪:‬‬ ‫* المركز‬ ‫ّ‬ ‫تأسست أوائل عام ‪2004‬‬ ‫أهل ّية تهت ّم بقضايا حقوق اإلنسان ّ‬ ‫مركزها دمشق‪ ،‬أعضاؤها مجموعة من المحامين المؤمنين‬ ‫والناشطين بمبادئ حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫إعداد هيئة التحرير‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫السنة الثانية‬

‫تحقيقات‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫خارطة الميليشيات والفصائل العسكرّية في محافظة الحسكة‬

‫ميليشيات وفصائل عرقّية وطائفّية عديدة تفشل في حماية المنطقة‬ ‫المسيطرة على المنطقة‪ ،‬و تنسّق بشكل كامل‬ ‫مع قوّ ات النظام السوريّ ‪ ،‬كما تتبع لها مليشيا‬ ‫«اآلسايش» التي ُتعتبر بمثابة القوّ ة األمنيّة‬ ‫ومهمتها حفظ األمن بين المدنيّين‪ ،‬وتض ّم تحت‬ ‫جناحها ما تب ّقى من ميليشيات ذات طبيعة‬ ‫عرقيّة و عشائريّة من تلك الموالية للنظام‬ ‫والتي ترد فيما يلي‪:‬‬

‫لمحافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سورية‬ ‫وريفها خصوصيّة مُعيّنة ديموغرافيا‪ ،‬تجعلها‬ ‫تختلف ع��ن باقي المحافظات والمناطق‬ ‫السوريّة‪ ،‬فهي تض ّم مكوّ نات متنوّ عة وتركيبة‬ ‫س ّكانيّة مع ّقدة‪ ،‬جعلت من الصعب عليها أن‬ ‫تشهد حراكا ً ثور ّيا ً جامعا ً منذ بداية الثورة‬ ‫ال��س��وريّ��ة‪ ،‬وش��ه��دت انقساما ً الف��ت��ا ً كباقي‬ ‫المحافظات السوريّة‪ ،‬ولكن‬ ‫م��ي��ل��ي��ش��ي��ات‬ ‫• ‬ ‫بشكل مضاعف يبيّن مدى‬ ‫«السوتورو» السريان ّية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال��ص��راع القائم على أسس‬ ‫كل سكان املنطقة‬ ‫«ال����س����وت����ورو» كلمة‬ ‫عرقيّة ومذهبيّة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫سريانيّة تعني الحماية‪،‬‬ ‫من عرب وكورد‬ ‫االن��ق��س��ام��ات القائمة ضمن‬ ‫تش ّكلت ب��ق��رار م��ن هيئة‬ ‫المكوّ ن الواحد‪ ،‬فك ّل س ّكان‬ ‫وآشوريّني وسريان‬ ‫السلم األهليّ التابعة لطائفة‬ ‫المنطقة م��ن ع��رب وك��ورد‬ ‫ال��س��ري��ان األرث���وذك���س‬ ‫وشيشان وتركمان‬ ‫وآشوريّين وسريان وشيشان‬ ‫في مدينة القامشلي عام‬ ‫وتركمان سعى إللغاء اآلخر‬ ‫اآلخر‬ ‫إللغاء‬ ‫سعى‬ ‫‪ ،2012‬و ت��ه��دف إل��ى‬ ‫إلثبات وج��وده فقط‪ ،‬وفاض‬ ‫حماية األحياء المسيحيّة‬ ‫إلثبات وجوده‬ ‫الكالم عن تاريخها وتفصيالته‬ ‫في المدينة‪ ،‬ومن ث ّم انقطع‬ ‫المغرقة ف��ي ال��ق��دم ليتجاوز‬ ‫فقط‬ ‫ارتباطها اإلداريّ مع هيئة‬ ‫أض��ع��اف آث��اره��ا المكتشفة‬ ‫السلم األه��ل��يّ وأصبحت‬ ‫وحفريّاتها األثريّة‪ ،‬بالرغم من‬ ‫تابعة لجيش الدفاع الوطنيّ التابع للنظام‪ ،‬وبعد‬ ‫عيش هذه المكوّ نات في نسيج مترابط بحدود تأسيسها بفترة قصيرة أسّس حزب اال ّتحاد‬ ‫ً‬ ‫معيّنة تسمح بالتعايش والحياة معا لقرون السريانيّ لنفسه مجموعات مسلّحة أسماها‬ ‫ّ‬ ‫مضت‪ ،‬وقد دفعت الحالة األمنيّة المتوترة التي االسم ذاته‪ ،‬وأصبح قسم من «السوتور» يتبع‬ ‫تعيشها المنطقة كغيرها من مناطق سورية للمجلس العسكريّ السريانيّ التابع بدوره لحزب‬ ‫وغياب الدولة المركزيّة ومؤسّساتها‪ ،‬إلى اال ّتحاد السريانيّ الذي هو عضو في اإلدارة‬ ‫بروز أشكال متنوّ عة وأنماط عديدة لتجمّعات الذاتيّة‪ ،‬في حين قسم آخر موالي للمعارضة‬ ‫مدنيّة وعسكرية‪ ،‬أدخلت ك ّل مكوّ نات المنطقة السوريّة ويتل ّقى الدعم من قبل المعارضين‬ ‫في تحالفات مع النظام وتحالفات أخرى مع‬ ‫ّ‬ ‫الممثلين عن المنطقة في مؤسّسات المعارضة‪،‬‬ ‫جهات معارضة‪ ،‬وفي ظ ّل تراجع سلطة النظام ويشرف على تدريب ق��وّ ات «السوتورو»‬ ‫المنشغل بقتال الفصائل المعارضة له‪ ،‬فرضت الموالية للنظام مدرّ بون أور ّبيّون وفقا لبعض‬ ‫بعض الجهات وجودها في حكم أمر واقع التقارير الدوليّة وانض ّم إليهم عدد من مقاتلين‬ ‫بذريعة حماية المنطقة‪ ،‬كما برزت تشكيالت أجانب‪ ،‬إضافة إلى تدريبهم في معسكرات‬ ‫عسكريّة متعدّدة بذريعة حماية أهلها من وحدات حماية الشعب الكرديّة‪.‬‬ ‫«األقلّيات» التي تشعر بخطر يهدّد وجودها‬ ‫السرياني‬ ‫�ري‬ ‫وس�� ّد الفراغ األمني الحاصل وخاصّة بعد • ‬ ‫ّ‬ ‫المجلس ال��ع��س��ك� ّ‬ ‫تمدّد تنظيم «داعش» في المنطقة‪ ،‬فإضافة (‪:)MFS‬‬ ‫إلى جيش النظام السوريّ وجدت العديد من يتبع إدار ّيا ً لحزب اال ّتحاد السريانيّ في سورية‬ ‫الفصائل العسكريّة التي تأخذ الطابع الميليشويّ (الدورونويه)‪ ،‬وعسكر ّيا ً لقوّ ات حماية الشعب‬ ‫والتي تدّعي جميعها حماية الناس‪ ،‬وقد فشلت الكرديّة‪ ،‬وفي بيان صدر عنهم في ذكرى‬ ‫في ذلك وسط صراع مستمرّ فيما بينها لتغيير تأسيسهم بينوا أنّ المجلس العسكريّ السريانيّ‬ ‫هو ّ‬ ‫ممثل المكوّ ن السريانيّ في قوّ ات (‪.)YPG‬‬ ‫خارطة التحالفات بين فترة وأخرى ويتبادل‬ ‫وت ّم اإلعالن عن هذا المجلس ببيان مصوّ ر‬ ‫الجميع اال ّتهامات‪ ،‬ومن أبرز هذه الفصائل‪:‬‬ ‫ت ّم ّبثه على شبكات التواصل االجتماعيّ يوم‬ ‫ّقوات حماية الشعب (‪ )YPG‬الكرد ّية‪:‬‬ ‫‪ 27‬كانون الثاني ‪ ،2013‬وتحت مظلّته يعمل‬ ‫وتتبع لحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الكرديّ‬ ‫القسم الموالي للنظام السوريّ من ميليشيات‬ ‫الذي يعتبره المراقبون الجناح السوريّ لحزب‬ ‫«السوتورو»‪.‬‬ ‫العمّال الكردستانيّ (‪ ،)PKK‬وأعلن عن قيام‬ ‫م��ج��ل��س «ح�����رس ال���خ���اب���ور»‬ ‫هذه القوّ ات بعد إعالن مشروع ما يُسمى بـ • ‬ ‫اآلشوري‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«اإلدارة الذاتيّة الديمقراطيّة في مناطق من‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫محافظة الحسكة»‪ ،‬ومقرّ هذه اإلدارة مدينة مجموعة مسلحة تض ّم عددا من أبناء قرى‬ ‫عامودا‪ ،‬وكانت قوّ ات حماية الشعب بمثابة الخابور و تتل ّقى دعمها وتمويلها من قوّ ات‬ ‫ال���ذراع العسكريّ لها وه��ي ال��ق��وّ ة األب��رز حماية الشعب (‪ ،)YPG‬وتقوم بالتنسيق مع‬

‫المجلس العسكريّ السريانيّ ‪ ،‬و تهدف إلى‬ ‫حماية قرى اآلشوريّين في منطقة الخابور‪ ،‬وقد‬ ‫اشترطوا على األكراد القائمين على مشروع‬ ‫اإلدارة الذاتيّة أن ال يشاركوا في أيّة عمليّات‬ ‫عسكريّة خارج مناطقهم حسب تصريح‬ ‫أحد قادة هذه المجموعة‪ ،‬واشتهرت‬ ‫في الحرس كتيبة الشهيد «مار بنيامين‬ ‫شمعون»‪ ،‬ورغم شرطهم المذكور إلاّ أ ّنهم‬ ‫شاركوا في كثير من األعمال العسكريّة خارج‬ ‫مناطقتهم وخاصّة بعد سيطرة «داعش» على‬ ‫عدّة مناطق في الجزيرة السوريّة‪.‬‬

‫حراس تل ّ تمر «ناطوري تل تمر»‬ ‫• ‬ ‫اآلشيور ّيون‪:‬‬

‫مجموعة عسكريّة صغيرة أسّسها الحزب‬ ‫اآلشوريّ الديمقراطيّ (كبا) وليس لها تمويل‬ ‫من جهة م��ح��دّدة وتعتمد على التبرّ عات‪،‬‬ ‫وتقوم بالتنسيق والتواصل مع قوّ ات الحماية‬ ‫السريانيّة «السوتورو» في مدينة القامشلي‪،‬‬ ‫والتابعة لجيش الدفاع الوطنيّ الموالي للنظام‪.‬‬

‫• ‬

‫ميليشيا جيش الصناديد‪:‬‬

‫ •‬ ‫الوطني)‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ميليشيات المق ّنعون (جيش الدفاع‬

‫ش ّكلها «حميدي دهّام الهادي الجربا» شيخ‬ ‫عشائر الشمّر ورئيس اإلدارة الذاتيّة بالشراكة‬ ‫مع ّ‬ ‫ممثل عن المكوّ ن ال��ك��رديّ ‪ ،‬وج��اء في‬ ‫بيان تأسيها أ ّنها تهدف لحماية مناطق جنوب‬ ‫الجوادية (جل آغا) وت ّل علو (مسقط رأس‬ ‫الجربا) واألراض��ي التابعة لقبيلة الشمّر‪،‬‬ ‫وتعمل الميليشيا تحت مظلّة ق��وّ ات حماية‬ ‫الشعب الكرديّة وتوالي النظام السوريّ وتنسّق‬ ‫مع ميليشيات الدفاع الوطنيّ التابعة له‪ ،‬وال‬ ‫ي ّتفق عدد كبير من أبناء عشائر الشمّر مع هذه‬ ‫الميليشيا والقائمين عليها ويستنكرون وجودها‬ ‫ضمن مشروع اإلدارة الذاتيّة‪ ،‬وتشرف على‬ ‫تدريبها وحدات حماية الشعب‪ ،‬وقد أُعلن أكثر‬ ‫من مرّ ة عن تخريج دفعات من جيش الصناديد‪،‬‬ ‫والذين ت ّم تدريبهم في أكاديميّة الشهيد «خبات‬ ‫ديرك» للتدريب العسكريّ والسياسيّ في بلدة‬ ‫«ت ّل كوجر» التابعة لمشروع اإلدارة الذاتيّة‪.‬‬

‫ميليشيا تتبع قوّ ات النظام السوريّ ‪ ،‬ويقدّر‬ ‫ّ‬ ‫يتوزعون في مدينة‬ ‫عددها بثالثة آالف شابّ‬ ‫الحسكة على ثالثة فروع‪ ،‬يتل ّقى الملتحقون بها‬ ‫تدريباتهم على األسلحة الخفيفة لمدّة أسبوعين‪،‬‬ ‫على أيدي ضبّاط من جيش النظام في معسكر‬ ‫تابع لهم في ريف مدينة القامشلي‪ ،‬الذي يُعتبر‬ ‫أحد أه ّم معاقلهم‪ ،‬ويتزعّمهم شيخ قبيلة طيّ‬ ‫«محمّد الفارس»‪ ،‬والمركز الرئيسيّ لهم‬ ‫يوجد في المستشفى الوطنيّ في شارع القوتلي‬ ‫بالقامشلي‪ .‬ويستميل النظام السوريّ شباب‬ ‫العشائر العربيّة لالنضمام إلى جيش الدفاع‬ ‫الوطنيّ من خالل منح ك ّل عنصر راتب يتراوح‬

‫بين ‪ 18‬و‪ 24‬ألف ليرة سورية‪ ،‬يشاركون في‬ ‫عمليات المداهمة واالقتحامات التي تستهدف‬ ‫منازل المعارضة والقرى المجاورة‪.‬‬ ‫إلى جانب الميليشيات والفصائل المذكورة‬ ‫سابقا ً يوجد مجموعات صغيرة من فصائل‬

‫معارضة‬ ‫كانت تتبع الجيش‬ ‫ال��ح��رّ م��ث��ل «ب��رك��ان‬ ‫الفرات» وغيرها والتي‬ ‫انتهى وجودها الفعليّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ؤث��رة على‬ ‫ول��م تعد‬ ‫األرض وتتحالف مع‬ ‫جهات متعدّدة بين فترة‬ ‫وأخ��رى‪ .‬كما شهدت‬ ‫المنطقة وج��وداً كثيفا ً‬ ‫لعناصر حزب هللا والحرس الثوريّ اإليرانيّ‬ ‫أيضاً‪ ،‬والذين يصلون إلى المنطقة بالتنسيق مع‬ ‫قوّ ات النظام وعناصر وحدات حماية الشعب‬ ‫الكرديّة عبر مطار القامشلي‪ ،‬وشهدت المواقع‬ ‫العسكريّة والحواجز التي يوجد عليها عناصر‬ ‫الميليشيات المذكورة أكثر من مرّ ة أعلن عنها‬ ‫إعالم ّيا ً مع الصور لجوالت تض ّم خبراء‬ ‫وضبّاط من الحرس الثوريّ اإليرانيّ وقيادات‬ ‫من حزب هللا والذين يقومون بزيارات ميدانيّة‬ ‫برفقة ضبّاط من الجيش السوريّ وعناصر‬ ‫وحدات حماية الشعب الكرديّة‪.‬‬ ‫بالرغم من تعدّد تلك الفصائل‪ ،‬والتي تدّعي‬ ‫جميعها حماية المنطقة‪ ،‬ولك ّل فصيل شعاره‬ ‫ورايته المعبّرة عن هويّته العرقيّة والدينيّة‪،‬‬ ‫فقد فشلت جميعها في المهمّة التي قامت من‬ ‫أجلها‪ ،‬وكان هجوم «داعش» مطلع هذا العام‬ ‫اختباراً حقيق ّيا ً لما تدّعيه‪ ،‬فخالل ساعات أو‬ ‫أيّام استطاع التنظيم المتطرّ ف السيطرة على‬ ‫مناطق واسعة في قرى الخابور وريف محافظة‬ ‫الحسكة و المدينة ذاتها‪ ،‬وح ّتى وحدات حماية‬ ‫الشعب بك ّل خبراتها العسكريّة والدعم الذي‬ ‫تتل ّقاه من «جبال قنديل» لم تستطع الدفاع عن‬ ‫المنطقة ولم تنجز شيئا ً حقيق ّيا ً على األرض‬ ‫عند غزو التنظيم لمساحات واسعة من أماكن‬ ‫سيطرتها‪ ،‬وك ّل ما أنجزته الحقا ً كان بدعم من‬ ‫قوّ ات التحالف الدوليّ التي قرّ رت محاربة‬ ‫التنظيم‪ ،‬كما وجّ ه عدد من قادة تلك الفصائل‬ ‫ا ّتهامات إل��ى النظام ال��س��وريّ بتخلّيه عن‬ ‫مناطقهم وتسليمها لتنظيم «داعش» وتو ّقفه‬ ‫ح ّتى عن القصف الجويّ خالل هجوم التنظيم‪،‬‬ ‫بينما كان القصف مستمرّ اً في ك ّل المناطق‬

‫السوريّة بما فيها مدينة الحسكة‪ .‬ومن الجدير‬ ‫بالذكر أنّ الميليشيات المذكورة تشهد بين فترة‬ ‫وأخرى اقتتاالً فيما بينها وتتبادل اال ّتهامات‬ ‫بصدد الجرائم المرتكبة في أماكن سيطرتها‬ ‫من قتل وخطف وعمليّات تصفية؛ فقد ا ّتهم‬ ‫عدد من عناصر ميليشيا «حرس الخابور»‬ ‫عناصر وحدات حماية الشعب الكرديّة‬ ‫بقتل «داوود جندو» قائد حرس‬ ‫ال��خ��اب��ور‪ ،‬وبينت‬ ‫ا لتحقيقا ت‬ ‫ال�ل�اح���ق���ة‬ ‫ص�������������دق‬ ‫ا ّت��ه��ام��ات��ه��م‪ ،‬كما‬ ‫تشهد المنطقة مناوشات‬ ‫مستمرّ ة بين ميليشيات‬ ‫الدفاع الوطنيّ التابعة للنظام‬ ‫السوريّ وعناصر من وحدات‬ ‫حماية الشعب‪ ،‬إضافة إلى ا ّتهامات‬ ‫الس ّكان المحلّيّين للميليشيات المحلّيّة‬ ‫المسيحيّة منها والكرديّة والعربيّة بكثير‬ ‫من الجرائم المرتكبة من خطف و سرقة و‬ ‫قتل‪ ،‬وأص��درت ‪ -‬أكثر من مرّ ة ‪ -‬الكنائس‬ ‫السريانيّة واآلشورية عدم اعترافها بأيّ فصيل‬ ‫مسلّح‪ ،‬وعبّرت عن رفضها لحمل السالح‬ ‫من قبل رعاياها‪ ،‬ووجّ هت ‪ -‬أكثر من مرّ ة‬ ‫ ا ّتهامات من قبل مسيحيّ المنطقة إلى قوّ ات‬‫«اآلسايش» التابعة ل�لإدارة الذاتيّة بقيامها‬ ‫بانتهاكات تهدف إلى تهجيرهم‪ ،‬وهذا الواقع‬ ‫المتردّي والصراعات القائمة أدّت إلى هجرة‬ ‫عدد كبير من س ّكان المنطقة من ك ّل المكوّ نات‬ ‫إلى الخارج‪ ،‬وخاصّة بعد هجوم «داعش»‬ ‫وفشل الجميع في حماية الناس من التنظيم‬ ‫المتطرّ ف وسط ا ّتهامات بالتواطؤ مع التنظيم‬ ‫و تسهيل دخوله مناطق ريف الحسكة من قبل‬ ‫وحدات حماية الشعب الكرديّة وقوات النظام‬ ‫السوريّ على ح ّد سواء‪ ،‬إضافة إلى ا ّتهامات‬ ‫مباشرة من قبل المعارضة السوريّة لوحدات‬ ‫حماية الشعب بقيامها بتهجير العرب والقيام‬ ‫بعمليّات تطهير عرقيّ واسعة النطاق‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫شبكة ناشطون في قضايا السريان‬ ‫ا ّتحاد تنسيقيات الشباب السريان اآلشور ّيين‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة اآلثور ّية لحقوق اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة السور ّية لحقوق اإلنسان‬ ‫السرياني‬ ‫حزب اال ّتحاد‬ ‫ّ‬ ‫وكالة (آكي) اإليطال ّية لألنباء‬ ‫مركز (أجنفور) السويسري للدراسات‬ ‫األهلي السريان ّية‬ ‫هيئة السلم‬ ‫ّ‬ ‫مركز (أجين فور ميديا)‪ ،‬إيطاليا‬

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬خولة حسن احلديد‬

‫مراقبة وتوقيف ومصادرة‬

‫مقاهي االنترنيت متن ّفس األهالي في دير الزور تتربّصه عيون «داعش»‬ ‫تجلس أ ّم رامي» على سطح منزلها ك ّل مساء‬ ‫في بلدة الخريطة غرب دير الزور اللتقاط‬ ‫شبكة انترنت قويّة‪ ،‬فهي تشترك بالخدمة منذ‬ ‫مدّة ال بأس بها إلجراء مكالمة (سكايب) مع‬ ‫ولدها رامي الذي هاجر قبل سبعة أشهر إلى‬ ‫ألمانيا هربا ً من أتون الحرب الدائرة‪.‬‬ ‫مع انقطاع شبكة الهاتف المحمول وخدمة‬ ‫األنترنيت عن محافظة دير الزور‪ ،‬برز دور‬ ‫صاالت األنترنيت الفضائيّ التي تع ّد متن ّفس‬ ‫األهالي الوحيد حال ّياً‪ ،‬لمعرفة األخبار الخاصّة‬ ‫بالثورة والشأن السوريّ ‪ ،‬ولمعرفة أخبار‬ ‫األهل واألبناء في بقية المناطق بحكم أنّ خدمة‬ ‫االنترنت تؤمّن لهم صلة وصل مباشرة؛ لكنّ‬ ‫هذه الصاالت تتعرّ ض في اآلون��ة االخيرة‬ ‫لمضايقات ورق��اب��ة شديدة من قبل تنظيم‬ ‫«داعش» الذي فرض سياسات صارمة على‬ ‫أصحاب المحلاّ ت ومرتاديها‪.‬‬ ‫صاالت األنترنت متن ّفس األهالي‬ ‫أ ّم رامي امرأة في األربعين من عمرها‪ ،‬دخلت‬ ‫عالم التكنلوجيا مجبرة بعد أن أصبح األنترنت‬ ‫هو الح ّل الوحيد لسماع صوت ابنها أو قراءة‬ ‫أح��رف يرسلها‪ .‬تحدّثت لصوت وصور‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪« :‬مقاهي األنترنت هي الوسيلة الوحيدة‬ ‫للتواصل بيني وبين ابني بعد تو ّقف شبكة‬ ‫الهاتف المحمول وخدمة الهاتف األرضيّ ‪،‬‬ ‫فهي صلة تواصلنا الوحيدة مع العالم الخارجيّ ‪،‬‬ ‫ومتن ّفسنا الذي نعيشه في ظ ّل التضييق الذي‬ ‫يمارسه تنظيم «داعش» علينا»‪.‬‬ ‫مقاهي األنترنيت تنتشر بكثافة في محافظة‬ ‫دير الزور‪ ،‬ففي ك ّل قرية يوجد مقهى أو أكثر‪،‬‬ ‫وبعض المدن والقرى يزيد فيها العدد حسب‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الكثافة السكاّنيّة‪ ،‬وكثرة مرتاديها‪.‬‬ ‫شاهين (اسم مستعار) صاحب صالة أنترنيت‬ ‫في بلدة الشميطيّة يقول‪« :‬يوجد في ريف دير‬ ‫الزور الغربيّ أكثر من ‪ 60‬صالة أنترنيت‪،‬‬ ‫وأضعاف هذا الرقم في الريف الشرقيّ ‪ ،‬وعدد‬ ‫ال يستهان به داخل األحياء المحرّ رة فيوجد في‬ ‫المحافظة أكثر من ‪ 200‬صالة أنترنيت عامّة‬ ‫في المحافظة ريفا ً ومدينة»‪.‬‬ ‫ويضيف شاهين «مرتادو‬ ‫ه��ذه ال��ص��االت من‬ ‫ج��م��ي��ع ال��ف��ئ��ات‬ ‫واألع����م����ار‬ ‫م��ن��ه��م م��ن‬ ‫ي����ف����ضّ����ل‬ ‫زي���ارة الصالة‬ ‫ل��ل��ح��ص��ول على‬ ‫سرعة أنترنت عالية‪،‬‬ ‫ومنهم من يعمل من‬ ‫م���ك���ان وج����وده‬ ‫ف����ي ال���م���ن���زل‬ ‫وال��ع��م��ل‪ ،‬ألنّ‬ ‫معظم الصاالت‬ ‫قامت بتركيب‬ ‫نواشر أنترنيت‬ ‫ّ‬ ‫ك��ام��ل‬ ‫تغطي‬ ‫(‪،)Wi-Fi‬‬ ‫المنطقة‪ ،‬ممّا جعل هذه الخدمة األكثر سهولة‬ ‫وانتشاراً»‪.‬‬ ‫قرارات التنظيم تنال من الصاالت‪...‬وخوف‬ ‫من تسريب المعلومات‬ ‫ص���االت األن��ت��رن��ت ت��ت��ع��رّ ض لمضايقات‬ ‫مستمرّ ة من قبل التنظيم‪ ،‬منها توقيفه العمل‬

‫بها‪ ،‬ومصادرته لألجهزة وإغ�لاق البعض‬ ‫منها‪ ،‬إضافة لحمالت التفتيش المستمرّ ة على‬ ‫الصاالت واألشخاص الموجودين بداخلها‪.‬‬ ‫فالتنظيم أصدر في الفترة األخيرة قراراً قام‬ ‫بموجبه بنزع أجهزة ّ‬ ‫بث الـ (‪ )Wi-Fi‬من‬ ‫بعض الصاالت في دير الزور‪ ،‬وجعل العمل‬ ‫داخل هذه الصاالت فقط‪ ،‬وفي بعض المناطق‬ ‫في الريف الغربيّ لم يكتفِ التنظيم‬ ‫فقط ب��إزال��ة النواشر‪،‬‬ ‫بل وضع عناصر‬ ‫م��ن التنظيم‬ ‫داخل بعض‬ ‫ال���ص���االت‬ ‫لمراقبة عملها‬ ‫ومرتاديها‪ ،‬إضافة‬ ‫لطلب التنظيم لوائح‬ ‫أسميّة بالمشتركين كما‬ ‫حصل في مدينة الميادين‪.‬‬ ‫«عمر» من مدينة دير الزور‬ ‫تحدّث لصوة وصورة‪« :‬إنّ الهدف‬ ‫من جميع تلك القرارات منع تسريب‬ ‫المعلومات من مناطقه إلى بقيّة العالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫خاصّة أخبار انتهاكات التنظيم‬ ‫األهالي‪ ،‬وممارساته اليوميّة التي ينقلها‬ ‫عبر هذه الصاالت ما تب ّقى من نشطاء‬ ‫المحافظة الذين يعتبرون هدف التنظيم األوّ ل»‪.‬‬ ‫وأشار «عمر» إلى أنّ ‪« :‬التنظيم بعد فشله في‬ ‫التضيق على األهالي ومنع تسريب المعلومات‬ ‫إلى وسائل اإلع�لام‪ ،‬دعا أصحاب صاالت‬ ‫األنترنت في مدينة الميادين إل��ى المكتب‬ ‫األمنيّ للتنظيم‪ ،‬وأخذ أسماء أصحاب الصاالت‬

‫وح��رّ ض��ه��م على‬ ‫ال����ت����ع����اون م��ع‬ ‫التنظيم وتسليم‬ ‫ل���وائ���ح ب��أس��م��اء‬ ‫جميع المشتركين‪،‬‬ ‫م��ن أج���ل إل��ق��اء‬ ‫ال���ق���ب���ص ع��ل��ى‬ ‫م��ن ي��ق��وم برفع‬ ‫أخبار المحافظة‬ ‫لوسائل اإلع�لام‪،‬‬ ‫وخاصّة الناشطين‬ ‫الذين يعملون بشكل س��رّ يّ ‪ ،‬فباتوا مجبرين‬ ‫على الذهاب إلى الصالة لالستفادة من خدمة‬ ‫األنترنت بعد إزالة نواشر الشبكة‪.‬‬ ‫مخاوف التنظيم ال تتو ّقف على الخوف من نقل‬ ‫ّ‬ ‫بحق المدنيّين فقط‪ ،‬بل لديه‬ ‫انتهاكات التنظيم‬ ‫هواجس من أنّ هذه الصاالت وسيلة تواصل‬ ‫لنقل تحرّ كات التنظيم لألطراف المعادية له‬ ‫كقوّ ات التحالف الدوليّ ‪ ،‬أو الفصائل العسكريّة‬ ‫المعارضة والنظام‪.‬‬ ‫صاالت خاصّة بالنساء وال مانع من دخول‬ ‫الصالة العامّة‬ ‫‪.‬‬ ‫الناشط «سراي الدين» من محافظة دير الزور‬ ‫قال لصوت وصورة‪« :‬إن التنظيم أنشأ صاالت‬ ‫خاصّة بالنساء في مدينة البو كمال‪ ،‬تشرف‬ ‫على إدارتها امرأة ويكون جميع روّ ادها من‬ ‫النساء فقط‪ ،‬لكنّ هذا المشروع لم يطبّق إلى‬ ‫اآلن سوى داخل مدينة البو كمال‪ ،‬حيث توجد‬ ‫صالة واحدة داخل المدينة‪ ،‬ومن الممكن أن‬ ‫يطبّق المشروع في مختلف مناطق دير الزور‪.‬‬

‫وتابع «سراي الدين»‪« :‬يمكن للنساء الدخول‬ ‫إلى صاالت األنترنت العامّة من أجل إجراء‬ ‫ا ّتصال أو تعبئة رصيد أنترنت في المناطق‬ ‫التي ال يوجد فيها صاالت خاصّة للنساء دون‬ ‫مضايقات تذكر‪ ،‬فقد يكتفي عناصر «الحسبة»‬ ‫في حال وجود فتاة داخل أحد المقاهي بتنبيهها‬ ‫على المغادرة حال انتهائها من مبتغاها‪ ،‬وفي‬ ‫بعض األحيان تتعرّ ض النساء للتوبيخ من قبل‬ ‫عناصر التنظيم‪ ،‬ولكن إلى اآلن لم يمنع دخول‬ ‫النساء إلى صاالت األنترنت من قبل التنظيم‪.‬‬ ‫أمّ��ا «بسمة» من بلدة الخريطة بريف دير‬ ‫ال��زور الغربيّ فتقول‪« :‬أذه��ب إل��ى صالة‬ ‫األنترنت بشكل طبيعيّ ومستمرّ في غالب‬ ‫األحيان يوجد عناصر من التنظيم داخلها‪ ،‬ولم‬ ‫أُمنع أو أتعرّ ض أليّة مضايقة من خالل عمليّة‬ ‫ارتيادي شبه اليوميّ لها‪ ،‬لكن رغم ذلك فنحن‬ ‫متخوّ فون من قرارات مفاجئة ّ‬ ‫تؤثر على عمل‬ ‫الصاالت فعيون التنظيم تتربّصها من بعيد‪.‬‬

‫حممّد ح ّسان ‪ -‬صوت وصورة‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪7‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫الموت عطشاً أو جنوناً في معتقالت داعش‬

‫من حكايات «منبج» تحت «الدعش»‬ ‫بعد أربع سنوات من البعد والغياب هاتفت‬ ‫صديقي «أحمد‪ .‬ر» المقيم في مدينة منبج‪،‬‬ ‫فقد علمت أ ّنه اعتقل من قبل تنظيم «داعش»‬ ‫بسبب خالف بينه وبين أحد المنتسبين الجدد‬ ‫إلى التنظيم (دعدوش غرّ ) من مدينة الباب‬ ‫بيت تلجي‪ ،‬بسبب جهاز موبايل‪ ،‬فتوجّ ه إلى‬ ‫بحق محمّد الشيخ مدّعيا ً‬ ‫ّ‬ ‫مشايخه ليقدّم شكوى‬ ‫أ ّنه من الجيش الحرّ ‪ ،‬وفعالً ت ّم اعتقال محمّد‬ ‫الشيخ وص��ودرت جميع أجهزة الكمبيوتر‬ ‫وأجهزة الخليويّ الموجودة في المحلّ‪ ،‬وسجن‬ ‫في المحكمة الشرعيّة في منبج أمام المركز‬ ‫الثقافيّ ‪.‬‬ ‫حكى لي أحمد أ ّنه قبل أن يحوّ ل إلى التحقيق‬ ‫تعرّ ض للضرب (كف ياخدني وكف يجيبني)‬ ‫ث ّم بدأت جلسات التعذيب في أقبية السجن وكان‬ ‫معظم السجّ انين من الجنسيّة السعوديّة‪ ،‬وت ّم‬ ‫التعذيب لمدّة يومين فقط‪ ،‬من شبح إلى كهرباء‬ ‫إلى جلد ك ّل يوم مرّ تين‪ ،‬وبقي منس ّيا ً بعد‬ ‫ذلك في السجن‪ ،‬ث ّم تحوّ ل للتحقيق حيث كان‬ ‫المح ّقق أو المسؤول األمنيّ في منبج صاحب‬ ‫مح ّل هواتف خليويّة في منطقة الخالديّة وهو‬ ‫أبو عمر وتذ ّكره أحمد من إبهامه اليمين ربع‬ ‫مقطوع تقريباً‪ .‬وتعرّ ف إليه أبو عمر وقال له‬ ‫(رح أتركك أل ّني بعرف إنك بريء)‪ .‬خرج‬

‫أحمد‪ ،‬ولكن في جعبته آالف القصص من ذاك‬ ‫األسبوع‪.‬‬

‫المختار‬

‫قصّ عليّ أحمد قصّة الشيخ الخمسيني الذي‬ ‫مات وهو يصرخ ماء‪ ..‬ماء‪ ،‬في أقبية السجن‪.‬‬ ‫وقال لي إنّ مختار مدينة منبج وهو ابن المدينة‬ ‫وعمره ما يقارب ‪ 56‬عاما ً شخص محترم ‪-‬‬ ‫رغم أ ّنه وصل إلى المخترة أل ّنه بعثيّ وهذا‬ ‫إج��راء إجباريّ ‪ -‬وعند بداية الثورة عمل‬ ‫النظام على تسليح العديد من رجاالته وفعالً‬ ‫سلّم مختار منبج ثمانية بنادق ليسلّح بها عدّة‬ ‫أشخاص‪ ،‬ولكن خوف الرجل من أن يُنبذ من‬ ‫أهل مدينته خبّأ البنادق في مكان ما ولم يظهرها‬ ‫ألحد ولم يعلم أحد بها‪ ،‬ح ّتى بعد أن حُرّ رت‬ ‫المدينة على يد الجيش الحرّ وبقي المختار‬ ‫مسالما ً مهادنا ً ال عالقة له بل كان حياد ّيا ً من‬ ‫ّ‬ ‫جماعة «هللا ّ‬ ‫الحق» وكان أمر تلك البنادق‬ ‫يحق‬ ‫سرّ ال يعلم به أحد في منبج ولكن بعد سيطرة‬ ‫«داع��ش» على المدينة ت ّم اعتقال المختار‬ ‫وطلبوا منه إعطائهم البنادق تفاجأ المختار لعلم‬ ‫تنظيم «داعش» بأمر البنادق ونفى أن لديه‬ ‫أيّة بندقيّة أو أ ّنه استلم شيئاً‪ ،‬وبقي ينكر قرابة‬ ‫األسبوع‪ ،‬وهو ّ‬ ‫يعذب من شبح إلى تعليق من‬ ‫الرجلين إلى الكرسيّ الكهرباء إلى الجلوس‬

‫على طبق ساخن‪ ،‬دون أن يستمعوا لما يريد‬ ‫أن يقوله‪ ،‬وبعد ذلك اعترف لهم أ ّنه باع تلك‬ ‫البنادق ولم يصدقه التنظيم وبقي يعذبه ومنع‬ ‫عنه الطعام والماء مع تعذيب يوميّ بشكل قاس‬ ‫إلى أن وضعوه في الزنزانة الجماعيّة‪ ،‬حيث‬ ‫كنت وكان يصرخ ماء‪ ..‬ماء‪ ،‬وعندما حاولنا‬ ‫أن نعطيه بعض الماء ت ّم تهديدنا بنفس المصير‬ ‫إن أعطيناه ماء‪ ،‬واستجبنا لطلبهم لوجود بعض‬ ‫عناصر «داعش معنا» في الزنزانة فكانوا‬ ‫سجّ انين على المختار ومسجونين معنا‪ ،‬لم‬ ‫يستطع المختار أن يصبر أكثر من ذلك‪ ،‬ولم‬ ‫نعلم كم من الوقت كان دون ماء فمات وهم‬ ‫يعذبوه ويصرخ ماء‪ ..‬ماء‪ .‬ولم تسلّم ّ‬ ‫جثته إلى‬ ‫عائلته بل ت ّم االستيالء على ممتلكاته كا ّفة‪.‬‬

‫ا ّتهم بالسحر وقطع رأسه‬

‫عبد اللطيف الشيخ ابن مدينة منبج عمره‬ ‫‪ 54‬عاماً‪ ،‬ك ّل مدينة منبج تعرفه فهو مريض‬ ‫عقليّ منذ عام ‪ ،1994‬ت ّم وضعه في مشفى‬ ‫األمراض النفسيّة والعقليّة «ابن خلدون» أو‬ ‫«الدويرينة» فأهل المدينة يتذ ّكرون أ ّنه كان في‬ ‫عام ‪ 2007‬واقفا ً أمام فرع المخابرات الجويّة‬ ‫وكان يشتم ويسبّ بشار األسد‪ ،‬فت ّم إلقاء القبض‬ ‫عليه من قبل عناصر الفرع‪ ،‬وعندما علموا‬ ‫بمرضه ت ّم تسليمه إلى أقربائه بضبط‪ ،‬وبعد‬

‫مهد الثورة ‪..‬أزمات إنسانّية متوالية‬ ‫أزمات إنسانيّة عديدة تضرب بقوّ ة محافظة‬ ‫درعا‪ ،‬لتثقل كاهل أهلها الذين أنهكتهم اآللة‬ ‫العسكريّة لقوّ ات النظام السوريّ ‪ ،‬وتع ّد‬ ‫األحياء المحرّ رة في مدينة درعا والبلدات‬ ‫المحيطة في مدينة درعا األكثر معاناة في‬ ‫ش ّتى مجاالت الحياة‪.‬‬

‫يومي‬ ‫زلزال‬ ‫ّ‬

‫المياه مصدر لألمراض‬

‫لع ّل أزمة انقطاع المياه هي األش ّد تأثيراً‬ ‫على األهالي‪ ،‬وخاصّة مع سوء األحوال‬ ‫االقتصاديّة وانتشار حالة الفقر بين األهالي‪،‬‬ ‫مقابل غالء صهاريج المياه المعبّئة من‬ ‫اآلبار الزراعيّة‪ ،‬والتي تنقل دون مراعاة‬ ‫المواصفات الصحّ يّة ما أدّى إلى انتشار‬ ‫األمراض السارية وخاصّة بين النازحين‬ ‫في المزارع المجاورة لمدينة درعا ‪ .‬يقول‬ ‫الدكتور يعرب عبد الفتاح مسؤول الرصد‬ ‫واإلنذار المب ّكر في محافظة درعا ‪« :‬إنّ‬ ‫اعتماد األهالي على مياه اآلبار أسفر عن‬ ‫انتشار بعض األمراض الناجمة عن تلوّ ث‬ ‫المياه‪ ،‬فقد ت ّم تسجيل ما بين (‪)100 – 90‬‬ ‫حالة يوم ّيا ً بإجماليّ عدد إصابات وصل إلى‬ ‫نحو ‪ 2000‬إصابة إلاّ أنّ العدد الحقيقي‬ ‫أكبر من ذلك بكثير‪ ،‬إذا اعتمدنا ما يقوله‬ ‫المريض من أ ّنه ترك جميع أفراد أسرته‬ ‫في المنزل يعانون من ذات األع��راض‪،‬‬ ‫ويوضح الدكتور يعرب «أنّ العالج يقتصر‬ ‫على مضادات اإلقياء وسوائل إعاضة فمويّة‬ ‫وخافضات للحرارة ومس ّكنات ل�لآالم»‪.‬‬ ‫ويضيف بأ ّنه «ت ّم أخذ عيّنات من عدد من‬ ‫اآلبار لكن ح ّتى اللحظة لم نستطع تحليلها‬ ‫لتحديد مسبّبات األم��راض السارية‪ ،‬فيما‬ ‫نقوم بالتواصل والتنسيق مع ّ‬ ‫منظمة الصحّ ة‬ ‫العالميّة‪ ،‬لفحص العيّنات في األردنّ ‪،‬‬ ‫وبأقصى سرعة ممكنة نظراً لخطورة‬ ‫الوضع الفتا ً إلى أ ّنه قد ال تكون المياه وحدها‬ ‫مسؤولة عن حاالت اإلسهال‪ ،‬ومن المرجّ ح‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫درعا‬ ‫انرتنت‬ ‫أيضا ً أن تكون المسبّبات فاشيات فيروسيّة‪،‬‬ ‫وهي تحدّد نفسها بنفسها خالل عشرة أيّام»‪.‬‬ ‫وأ ّكد د‪ .‬يعرب على «ضرورة التأ ّكد من‬ ‫سالمة المياه‪ ،‬لتحديد مصدر الجرثومة‬ ‫وا ّتخاذ اإلج��راءات المناسبة لمنع تف ّ‬ ‫شيها‬ ‫وتفاقم األوضاع‪ ،‬مشيراً إلى أنّ األوضاع‬ ‫المعيشيّة السيّئة التي يعيشها األهالي‪ ،‬من‬ ‫نزوح وانقطاع التيّار الكهربائيّ ‪ ،‬وتراكم‬ ‫النفايات والتجمّعات العشوائيّة‪ ،‬وضعف‬ ‫اإلمكانات الط ّبيّة‪ ،‬مع ارت��ف��اع درج��ات‬ ‫الحرارة‪ ،‬جميعها تساهم في تفاقم الحاالت‬ ‫وصعوبة معالجتها‪ ،‬فيما لو تركت لفترة من‬ ‫الوقت دون اهتمام»‪.‬‬

‫فقدان الح ّد األدنى من الحليب‬

‫أزم��ة حليب األطفال تفاقمت في اآلون��ة‬ ‫األخيرة‪ ،‬فش ّكلت تهديداً خطيراً على حياة‬ ‫األطفال وخاصّة الرضّع نتيجة العتماد‬ ‫األهالي على بدائل كحليب األغنام والماعز‬ ‫وبعض األع��ش��اب‪ ،‬ما أسفر عن إصابة‬ ‫العديد من األطفال بحاالت سوء التغذية‬ ‫واالمتصاص واإلس��ه��االت‪ ،‬على الرغم‬ ‫من التحذيرات من قبل األطبّاء بضرورة‬ ‫االعتماد على الرضاعة الطبيعيّة من قبل‬ ‫األمّهات‪ .‬وتقدر حاجة المناطق المحرّ رة في‬ ‫مدينة درعا من مادّة حليب األطفال شهر ّياً‪،‬‬ ‫بحسب إحصائيّات مديريّة الصحّ ة التابعة‬ ‫للحكومة السوريّة المؤ ّقتة بـ ‪ 40‬ألف علبة‬ ‫حليب‪ ،‬وهذ الكميّة ّ‬ ‫تمثل فقط حاجة األطفال‬ ‫ما دون العام‪ ،‬لكنّ سياسة الحصار التي‬ ‫ي ّتبعها النظام السوريّ تحول دون تأمين‬ ‫نصف الكميّة‪ ،‬ألنّ النظام يسعى من خالل‬ ‫تلك السياسة إلى ضرب الحاضنة الشعبيّة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المعارضة‬ ‫عبر إظهار عجز‬ ‫البديلة عن توفير االحتياجات األساسيّة‬ ‫للمواطنين‪.‬‬

‫أزمة رغيف الخبز‬

‫ّ‬ ‫المحذرة في مناطق سيطرة‬ ‫تعالت األصوات‬ ‫ّ‬ ‫محذرة من تو ّقف األفران عن‬ ‫المعارضة‬ ‫عملها؛ نتيجة النقطاع مادّة الطحين األبيض‬ ‫ونفاذ مخزون األف��ران منها‪ ،‬فقد قامت‬ ‫السلطات األردنيّة بمنع دخول قوافل اإلغاثة‬ ‫إلى األراضي السوريّة منذ عدّة أيّام‪ .‬ويوجد‬ ‫في المناطق المحرّ رة نحو ‪ 30‬فرنا ً ّ‬ ‫موزعة‬ ‫على مدن وبلدات درعا‪ ،‬فيما تو ّقف فرن‬ ‫بلدة الطيبة في ريف درع��ا الشرقيّ عن‬ ‫عمله لنفاذ مادّة الطحين‪ ،‬ألنّ مادّة الطحين‬ ‫األبيض تدخل كمساعدات إغاثيّة عن طريق‬ ‫وحدة التنسيق والدعم في الحكومة السوريّة‬

‫ثبت لدى «داعش» أ ّنه ساحر من خالل تلك‬ ‫األشرطة واألوراق الموجودة معه‪ ،‬وحكم‬ ‫باإلعدام بقطع رأسه في منطقة الباب‪ .‬ولم تسلّم‬ ‫ّ‬ ‫جثته إلى ذويه ولم يعرف أين دفن أو رميت‬ ‫الجثة‪ ،‬وعادوا من أجل حصر ما يملكه هذا‬ ‫الساحر فلم يجدوا شيئاً‪.‬‬

‫مصعب صادق‬

‫األسواق الشعبّية المتن ّقلة‬ ‫في أثينا‬

‫دمار ‪ ،‬أمراض‪ ،‬جوع‬

‫تعرّ ضت األحياء المحرّ رة في مدينة درعا‬ ‫وبلدات النعيمة وعتمان واليادودة لدمار‬ ‫في المنازل والبنية التحتيّة وخاصّة شبكات‬ ‫المياه والكهرباء واالتصاالت‪ ،‬فقد وصلت‬ ‫نسبة الدمار في منازل بلدة النعيمة البوابة‬ ‫الشرقيّة لمدينة درعا إلى ‪ ،%60‬فيما وصلت‬ ‫نسبة المنازل غير صالحة للسكن إلى ‪،%85‬‬ ‫أمّا بلدة عتمان فقد وصلت نسبة الدمار إلى‬ ‫‪ %70‬األمر الذي أدّى إلى نزوح األهالي من‬ ‫البلدات بشكل شبه تا ّم ولم َ‬ ‫يبق فيها إلاّ القليل‬ ‫من األهالي ممن ال يملكون المال للنزوح‬ ‫وإيجاد منزل بديل في قرى وبلدات ريف‬ ‫درعا األكثر أمنا‪ .‬أمّا األحياء المحرّ رة في‬ ‫مدينة درعا «درعا البلد وطريق الس ّد ومخيم‬ ‫درعا» فقد بلغت نسبة الدمار في منازلها‬ ‫‪ %100‬فال يكاد يخلو منزل فيها إلاّ وتعرّ ض‬ ‫لدمار فمنازل غدت أثراً بعد عين وتحوّ لت‬ ‫إلى ركام وبعضها ممن نجا من الحاويات‬ ‫والبراميل المتفجّ رة لم ينجو من الصواريخ‬ ‫الفراغيّة التي هدمت جدرانه وكأنّ زلزال‬ ‫ضرب المنطقة‪.‬‬

‫ه��ذه ال��ح��ادث��ة أدخ��ل‬ ‫مشفى «ابن خلدون»‬ ‫وب��ع��د االش��ت��ب��اك��ات‬ ‫التي حدثت في تلك‬ ‫المنطقة «الدويرينة»‬ ‫ق����ام����ت ع��ائ��ل��ت��ه‬ ‫باالنتقال إل��ى مدينة‬ ‫م��ن��ب��ج واصطحبته‬ ‫معها‪ ،‬ف��ك��ان يجول‬ ‫ف��ي ك��� ّل ال��ش��وارع‬ ‫يضع أشرطة ملوّ نة‬ ‫على كتفه مع بعض‬ ‫القصاصات الورقيّة‬ ‫في يده وجيوبه وفمه‬ ‫وي��رك��ض وي��ص��رخ‬ ‫إل��ى أن ا ّتهمه أحد‬ ‫المقرّ بين أو المنتفعين‬ ‫من التنظيم بأ ّنه ساحر‬ ‫فألقي القبض عليه من قبل مح ّقق إفريقيّ‬ ‫المنظر‪ .‬رغم محاولة األهل تقديم ثبوتيات أ ّنه‬ ‫مريض عقليّ ‪ ،‬كان ر ّد المح ّقق أنّ أيّ دكتور‬ ‫مخادع يستطيع إعطائكم هذه التقارير‪ ،‬وحاول‬ ‫أهله بمساعدة الكثير من س ّكان القرية إسقاط‬ ‫ال ّتهمة عن ابنهم المريض دون جدوى‪ ،‬فقد‬

‫المؤ ّقتة‪ ،‬بعد تأمين الطحين من جهات‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات عالمية‪ .‬وقال المهندس أسامة‬ ‫الحمصي رئيس مكتب التمويل والزراعة‬ ‫في بالمجلس المحلّيّ لمدينة درعا التابع‬ ‫للحكومة السوريّة المؤ ّقتة ‪« :‬إنّ كميّة‬ ‫الطحين األبيض التي يت ّم توفيرها عن طريق‬ ‫وحدة الدعم والتنسيق‪ ،‬تكفي ثلث الحاجة‬ ‫من مادّة الطحين فقط‪ ،‬في حين يت ّم إضافة‬ ‫الطحين األسمر حسب استطاعة ك ّل مجلس‬ ‫محلّيّ في مدن وبلدات محافظة درعا‪ ،‬الفتا ً‬ ‫إلى أ ّنه في حال عدم تو ّفر مادة الطحين‪ ،‬يت ّم‬ ‫استجرار كميّات من الطحين المهرّ ب من‬ ‫مناطق سيطرة النظام‪ ،‬إلاّ أ ّنها كميّات قليلة‬ ‫وبسعر مرتفع يصل إلى (‪ )185000‬ليرة‬ ‫سورية للطنّ الواحد من الطحين األبيض‪،‬‬ ‫فيما ي��ت��راوح سعر ال��ط��نّ م��ن الطحين‬ ‫األسمر(‪ )110 -100‬آالف ليرة سوريّة»‪.‬‬ ‫ولفت الحمصي إل��ى «ض���رورة تأمين‬ ‫مطحنة مناسبة ذات ق��درة إنتاجيّة عالية‬ ‫كفيالً بس ّد احتياجات المحافظة من مادّة‬ ‫الطحين‪ ،‬خاصّة وأن محافظة درعا تتميّز‬ ‫باإلنتاج الوفير من محصول القمح الفتا ً إلى‬ ‫أنّ المطاحن المنتشرة في مناطق سيطرة‬ ‫المعارضة قديمة وحجريّة‪ ،‬والطحين المنتج‬ ‫منها أسمر وخشن وغير مناسب للخبز‪ ،‬في‬ ‫حين تنخفض استطاعتها اإلنتاجيّة كونها‬ ‫غير مخصّصة أصالً إلنتاج الطحين بكميّات‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً لس ّد العجز‬ ‫كبيرة‪ ،‬لكن ت ّم استخدامها‬ ‫والحاجة من مادّة الطحين‪ ،‬فيما تعاني من‬ ‫سوء حالتها الف ّنيّة لقدمها وعدم تو ّفر قطع‬ ‫الغيار وصعوبة صيانتها‪ ،‬وتكاليف الطحن‬ ‫العالية نتيجة العتمادها على مولّدات‬ ‫الكهرباء التي تعمل على مادة المازوت‬ ‫المرتفع سعره‪.‬‬

‫قمح ولكن‬

‫من المه ّم اإلشارة إلى أنّ محصول المحافظة‬ ‫من القمح وصل هذا الموسم إلى ‪ 80‬ألف‬ ‫ط��نّ ‪ ،‬لكنّ مجلس محافظة درع��ا التابع‬ ‫للحكومة السوريّة المؤ ّقتة أعلن عجزه عن‬ ‫شراء كامل إنتاج القمح لهذا الموسم؛ نتيجة‬ ‫لعدم قدرته على توفير المبالغ المطلوبة‬ ‫لشراء كامل المحصول‪ ،‬إذ لم تفِ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆ ّﻗﺘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺷﺮﺍﺀ‬ ‫ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ‪ ،‬وإذا ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﻜﺬﺍ فإنّ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ سيذهب ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‪ ،‬نتيجة‬ ‫ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ االقتصاديّ ﻟﺪﻯ ﺍلفلاّ حين في‬ ‫مناطق المعارضة‪.‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة احلوراني‬

‫ك ّل يوم سيغلق شارع في حيّ من‬ ‫أحياء أثينا‪ ،‬ش��ارع مستقيم طويل‬ ‫يت ّم اغالقه في يوم من أيّام األسبوع‬ ‫ليتحوّ ل إلى سوق شعبيّة‪ .‬ما يلفت‬ ‫انتباهك في هذه السوق المتن ّقلة دائما ً‬ ‫هو سرعة تجهيزها‪ ،‬من يقومون بها‬ ‫ابتكروا ك ّل ما من شأنه أن يجعل من‬ ‫المساحة المخصّصة لهم مكانا ً جاهزاً‬ ‫للعرض وممتلئا ً بالمواد المعروضة‬ ‫خالل دقائق‪.‬‬ ‫اللون والرائحة بصوت منخفض‬ ‫في المكان المحدّد لك ّل بائع يوقف‬ ‫صاحب المكان شاحنته وبسرعة‬ ‫يجهّز مكان بيعه ث ّم يفرغ الموا ّد‬ ‫المراد بيعها ويبعد شاحنته إلى مكان‬ ‫آخر‪ ....‬نصف ساعة أو أكثر بقليل‬ ‫وتجد نفسك في سوق طويلة مرتبّة‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمة وتحتوي ك ّل ما تشاء من‬ ‫خضراوات وفواكه ول��وازم البيت‬ ‫األخرى والبيض واللحوم واأللبان‬ ‫واألجبان وقد تجد محلاّ ت األزهار‬ ‫واألدوات المنزليّة‪.‬‬ ‫البائعون في أيّ مح ّل هم في الغالب‬ ‫أف���راد عائلة واح���دة‪ :‬األب واأل ّم‬ ‫واألوالد‪ .‬يحضرون معهم ما يحتاجونه‬ ‫لتمضية يومهم‪ ،‬مواقد الغاز لتجهيز‬ ‫المشروبات الساخنة ووجبات الطعام‪،‬‬ ‫وهكذا يمضي أفراد العائلة يومهم في‬ ‫العمل ويمارسون حياتهم اليوميّة‪.‬‬ ‫ينتظر أهالي الحيّ يوم السوق الشعبيّة‬ ‫ليشتروا احتياجات تكفيهم ح ّتى‬ ‫األسبوع القادم موعد السوق مرّ ة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫يمكنك أن تش ّم رائحة أسواق الخضار‬ ‫في دمشق وأن تشعر أ ّنك في إحداها‬ ‫عندما تعبر هذه السوق‪ ...‬التشكيلة‬ ‫الواسعة م��ن ال��م��واد المعروضة‪،‬‬ ‫أل��وان الخضار والفواكه الطازجة‬ ‫المشبعة بالحياة‪ ،‬طريقة ترتيبها‪ ،‬ما‬ ‫يختلف عليك هو فقط طريقة اإلعالن‬ ‫عنها فاألصوات هنا منخفضة واللغة‬ ‫يونانيّة‪.‬‬ ‫استيال وأبوها‬ ‫سألت استيال (‪16‬عاما ً بائعة في أحد‬ ‫المحلاّ ت) إن كانت تتكلّم االنكليزيّة؟‬ ‫ضحكت وأجابت‪ :‬قليالً‪ .‬شرحت لي‬ ‫أ ّنها اآلن في العطلة الصيفيّة وتعيش‬ ‫في منطقة ريفيّة مع عائلتها التي تعمل بالزراعة‬ ‫‪ ...‬تمضي غالب عطلتها الصيفيّة في بيع‬ ‫ماتنتجه أرضهم‪ ،‬وأحيانا ً يشترون بضاعتهم‬ ‫من أسواق الخضار المركزيّة‪ ،‬وأضافت‪ :‬ك ّل‬ ‫يوم ننتقل إلى حيّ ‪ ...‬نعرف مسبقا ً الشارع‬ ‫الذي سيتحوّ ل إلى سوق ومنذ الصباح نتوجّ ه‬ ‫إليه بعد أن نكون قد جهّزنا مانريد بيعه ‪...‬أنا‬ ‫اآلن مع أبي وبعد أسبوع ستأتي أمّي وأخي‬ ‫ليحلاّ محلّنا وهكذا‪.‬‬ ‫والدها (دميانوس) بجانبنا يواصل البيع ويعلّق‬ ‫ُ‬ ‫سألت‬ ‫أحيانا ً بكلمات يونانيّة مع ابتسامة‪،‬‬ ‫استيال‪ :‬ماذا يقول؟ ضحكت قائلة‪ :‬يسألني إن‬

‫أثينا ‪ -‬األسواق الشعبية‬ ‫كلّنا سوريّون‬

‫أثينا ‪ -‬األسواق الشعبية‬ ‫كلّنا سوريّون‬ ‫كنت ستشتري بعد نهاية الحديث؟‪.‬‬ ‫اشتريت باقة من الهندباء ‪ ....‬قلت الستيال‪:‬‬ ‫أخبريه إ ّنني عابر طريق وليس لديّ بيت هنا‬ ‫أو عائلة‪ ،‬فرفض والدها أخذ ثمن باقة الهندباء‪.‬‬ ‫ما يشبه الذكريات‬ ‫ً‬ ‫قال دميانوس شيئا الستيال‪ ،‬التفتت إليّ وقالت‪:‬‬ ‫أبي يسأل من أين أنت؟؟ قلت لها من سورية‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫هز دميانوس رأسه وعلّق مع تنهيدة‪ :‬ك ّل البالد‬ ‫الجميلة سيدمّرونها ‪.‬‬ ‫في اليونان كانت تفاصيل كثيرة تتشابه مع‬ ‫س��وري��ة‪ ،‬ح ّتى درج��ة ال��ح��رارة والرطوبة‬ ‫المرتفعتين والدبق الذي يلتصق بجلدك يذ ّكرك‬ ‫بالالذقيّة‪.‬‬

‫سوسن احملمّد‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫السنة الثانية‬

‫المجتمع‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫من أجل الطفولة‬

‫اّتفاقية حقوق الطفل‬ ‫تربية الطفل ومحايته والرعاية البديلة‬

‫دمشق‬ ‫انرتنت‬

‫بقلم طفل سوري‬

‫العطر يتسلّل‬ ‫ك ُّل شيء جاهز‪ ،‬الحقائب ممتلئة وتكاد‬ ‫تنفجر‪ ،‬ك ّل أغراضه وثيابه وذكرياته‬ ‫ودموعه أشواقه‪ ،‬وتلك الليالي الباردة‬ ‫لكي يد ّفئها في حضن أم��ه‪ ،‬أربع‬ ‫سنوات بعيداً عن وطنه وأهله‪.‬‬ ‫س��ار في ش��وارع تلك البالد التي‬ ‫ال ت��زال غريبة عنه‪ ،‬رغم ماليين‬ ‫الخطوات التي مشاها في شوارعها‪،‬‬ ‫باردة رغم ك ّل أجهزة ال ّتدفئة الحديثة‪،‬‬ ‫وأخيراً ا ّتخذ قراره أنْ كفى‪ ،‬وقال‬ ‫ألمّه‪« :‬أمّي‪ ..‬أنا خلص نازل لعندكن‬ ‫َع ال ّ‬ ‫شام‪ ..‬ما عاد فيني أتحمّل» ردّت‬ ‫األ ّم بصمت‪ ،‬ث ّم أنهته بز ّغرودة مجللةّ‬ ‫وبكا ٍء فرح‪ .‬سحب الحقائب ولم يشعر‬ ‫بثقلها‪ ،‬أغلق ب��اب الغرفة‪ ،‬وضع‬ ‫المفتاح في جيبه‪ ،‬اسّتقل التاكسي إلى‬ ‫المطار‪.‬‬ ‫عند وص��ول��ه‪ ،‬دسّ ي��ده في جيبه‬ ‫ليعطي ال��س��ائ��ق أج��رت��ه‪ ،‬ل��م يجد‬ ‫المحفظة‪ ،‬ف ّتش الجيوب والحقائب‬ ‫كلّها‪ ،‬ك�� ّل ش���يء‪ ...‬لكن‪ ،‬الجواز‬ ‫أيضا ً في المحفظة كانت هذه طريقة‬ ‫المدينة األوربية الجشعة في توديعه‪،‬‬ ‫بدأ السائق بالصراخ في وجهه وكاد‬ ‫يشتمه‪ ،‬نعم! فهذا طبيعي‪ ،‬وف ّكر في‬ ‫نفسه لو أنّ هذا الوقف حدث معه في‬

‫انرتنت‬ ‫دمشق‪ ،‬فإنّ السائق سوف يعود معه‬ ‫إلى المنزل و يبحث معه عن الجواز‬ ‫و يقرأ له سورة «الضحى» و يدعو‬ ‫هللا و‪ ،...‬لك ّنه في «فيي ّنا» اآلن حيث‬ ‫ال يوجد ما يسمّى بالتعاطف اإلنسانيّ‬ ‫ّ‬ ‫ولحسن‬ ‫الحظ ساعده شخص عراقيّ‬ ‫وأعطى السائق ح ّقه‪ ،‬لكن ما الفائدة‪،‬‬ ‫أي��ن المحفظة؟ أصبح جسده يغلي‬ ‫من شدّة الحمى رغم برودة الطقس‬ ‫أحسَّ بال ّنار تحرق أحشائه ومرارة‬ ‫فمه تكاد تذيب أسنانه‪ ،‬أين هي وأين‬ ‫الجواز؟ تذ ّكر تلك السهرة الجميلة‬

‫في بيت صديقه ليلة أمس‪ ،‬نعم! لقد‬ ‫ودّعه وطلب من أن يعطيه صورة‬ ‫له ح ّتى ال ينسى شكله ووضعها في‬ ‫المحفظة‪ ،‬أخرج الهاتف واتصل به‪:‬‬ ‫«هيثم! نسيت جزداني عندك مبارح‬ ‫وفيه الجواز وأنا هلأّ بالمطار‪ ،‬فيك‬ ‫تجي وتجبلي إيّاه قبل ما تروح عليّ‬ ‫الطيارة»؟!‬ ‫ً‬ ‫«هيثم» كان عاطال عن العمل –‬ ‫الحمد هلل ‪ -‬ويستطيع أن يأتي‪ .‬بعد‬ ‫نصف ساعة انتظار ف��ي المطار‬ ‫م��رّ ت وكأ ّنها سنة ون��يّ��ف‪ ،‬وصل‬

‫«هيثم» الهثاً‪« :‬امسك هللا ال يو ّفقك‬ ‫ع هل العملة وين كان عقلك بس بدي‬ ‫أعرف؟!» ابتسم صالح‪« :‬كان عقلي‬ ‫معها‪ ،‬اشتقتال كتير وهللا العظيم‪ .‬صاح‬ ‫«هيثم»‪« :‬يلاّ روح بقا من خلقتي مع‬ ‫السالمة‪ ،‬هللا يديما فوق راسك»‪.‬‬ ‫أخ��ي��راً رب��ط ال��ح��زام على خصره‬ ‫وارتاح ألوّ ل مرّ ة منذ أربع سنوات‪،‬‬ ‫أغمض عينيه حالما ً بعطرها يتسلّل‬ ‫إلى أنفه‪.‬‬

‫ماهر ع ّطار (‪ 17‬سنة)‬

‫المادّة ‪18‬‬ ‫تبذل الدول األطراف‬ ‫‪ -1‬‬ ‫قصارى جهدها لضمان‬ ‫االعتراف بالمبدأ القائل‪ :‬إنّ كال‬ ‫الوالدين يتحمّالن مسؤوليّات‬ ‫مشتركة عن تربية الطفل ونموّ ه‪.‬‬ ‫وتقع على عاتق الوالدين أو‬ ‫األوصياء القانونيّين‪ ،‬حسب‬ ‫الحالة‪ ،‬المسؤوليّة األولى عن‬ ‫تربية الطفل ونموّ ه‪ .‬وتكون‬ ‫مصالح الطفل الفضلى موضع‬ ‫اهتمامهم األساسيّ ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬في سبيل ضمان وتعزيز‬ ‫الحقوق المبيّنة في هذه اال ّتفاقيّة‪،‬‬ ‫على الدول األطراف في هذه‬ ‫اال ّتفاقيّة أن تقدّم المساعدة‬ ‫المالئمة للوالدين ولألوصياء‬ ‫القانونيّين في االضطالع‬ ‫بمسؤوليّات تربية الطفل وعليها‬ ‫أن تكفل تطوير‬ ‫مؤسّسات ومرافق وخدمات‬ ‫رعاية األطفال‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ت ّتخذ الدول األطراف ك ّل‬ ‫التدابير المالئمة لتضمن ألطفال‬ ‫الوالدين العاملين ّ‬ ‫حق االنتفاع‬ ‫بخدمات ومرافق رعاية الطفل‬ ‫التي هم مؤهّلون لها‪.‬‬ ‫المادّة ‪19‬‬ ‫‪ - 1‬ت ّتخذ الدول األطراف جميع‬ ‫التدابير التشريعيّة واإلداريّة‬ ‫واالجتماعيّة والتعليميّة المالئمة‬ ‫لحماية الطفل من أشكال العنف‬ ‫أو الضرر أو اإلساءة البدنيّة‬ ‫أو العقليّة واإلهمال أو المعاملة‬ ‫المنطوية على إهمال‪ ،‬وإساءة‬ ‫المعاملة أو االستغالل‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك اإلساءة الجنسيّة‪ ،‬وهو‬

‫في رعاية الوالد (الوالدين) أو‬ ‫الوصيّ القانونيّ (األوصياء‬ ‫القانونيّين) عليه‪ ،‬أو أيّ شخص‬ ‫آخر يتعهّد الطفل برعايته‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ينبغي أن تشمل هذه التدابير‬ ‫الوقائيّة‪ ،‬حسب االقتضاء‪،‬‬ ‫إجراءات فعّالة لوضع برامج‬ ‫اجتماعيّة لتوفير الدعم الالزم‬ ‫للطفل وألولئك الذين يتعهّدون‬ ‫الطفل برعايتهم‪ ،‬وكذلك لألشكال‬ ‫األخرى من الوقاية‪ ،‬ولتحديد‬ ‫حاالت إساءة معاملة الطفل‬ ‫المذكورة ح ّتى اآلن واإلبالغ‬ ‫عنها واإلحالة بشأنها والتحقيق‬ ‫فيها ومعالجتها ومتابعتها وكذلك‬ ‫ّ‬ ‫لتدخل القضاء حسب االقتضاء‪.‬‬ ‫المادة ‪20‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 1‬للطفل المحروم بصفة مؤقتة‬ ‫أو دائمة من بيئته العائليّة أو‬ ‫الذي ال يسمح له‪ ،‬حفاظا ً على‬ ‫مصالحه الفضلى‪ ،‬بالبقاء في تلك‬ ‫ّ‬ ‫الحق في حماية ومساعدة‬ ‫البيئة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خاصّتين توفرهما الدولة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تضمن الدول األطراف‪ ،‬وفقا‬ ‫لقوانينها الوطنيّة‪ ،‬رعاية بديلة‬ ‫لمثل هذا الطفل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يمكن أن تشمل هذه الرعاية‬ ‫في جملة أمور‪ ،‬الحضانة‪،‬‬ ‫أو الكفالة الواردة في القانون‬ ‫اإلسالميّ ‪ ،‬أو التب ّني‪ ،‬أو‪ ،‬عند‬ ‫الضرورة‪ ،‬اإلقامة في مؤسّسات‬ ‫مناسبة لرعاية األطفال‪ .‬وعند‬ ‫النظر في الحلول‪ ،‬ينبغي إيالء‬ ‫االعتبار الواجب الستصواب‬ ‫االستمراريّة في تربية الطفل‬ ‫ولخلفيّة الطفل اإلثنيّة والدينيّة‬ ‫والثقافيّة واللغويّة‪.‬‬

‫البقاء خارج الحدود قدر‬

‫حين تستبعد الثورة ناشطاتها‬ ‫ال ينكر أحد دور النساء في بدايات الثورة‬ ‫السلميّة‪ ،‬وك��ذا ال ينكر أح��د دوره��نّ وقد‬ ‫حملن العبء األكبر في مرحلة متقدّمة‪ ،‬مع‬ ‫ازدي��اد العمليّات العسكريّة وتزايد حاالت‬ ‫النزوح‪ ،‬لتشمل أحياء كاملة ومدناً؛ سارعت‬ ‫النساء لتجهيز مراكز إيواء وإدارتها وتأمين‬ ‫احتياجاتها‪ ،‬إضافة إلى ح ّل ما يطرأ من‬ ‫خالفات ناتجة عن السكن الجماعيّ ‪ .‬وفي‬ ‫مرحلة الحقة انتقلت كثيرات منهنّ إلى‬ ‫المناطق الخارجة عن سيطرة النظام‪ ،‬نتيجة‬ ‫الظروف األمنيّة‪ ،‬ليتابعن ذات المسيرة‪،‬‬ ‫ضحين بأمانهنّ واستقرارهنّ وعملهن دون‬ ‫أسف‪ ،‬فحلم الحرّ يّة صار قاب قوسين أو‬ ‫أدنى‪ ،‬تابعن عملهنّ في مجال اإلغاثة‪ ،‬عملن‬ ‫في مجال رعاية األيتام‪ ،‬أنشأن المدارس‬ ‫في أقبية المساجد ومالجئ المباني لتعليم‬ ‫األطفال‪ ،‬جرّ بن العمل مع المجالس المحلّيّة‪،‬‬ ‫لكن الرياح كانت هوجاء وغيّرت اتجاه‬ ‫المركب لتقذف بهنّ هذه المرّ ة خارج الحدود‪.‬‬ ‫بدءاً من «داعش» التي قيّدت من حركتهنّ ‪،‬‬ ‫ومنعت عليهنّ االختالط والعمل‪ ،‬واستلبت‬ ‫ك ّل طاقاتهنّ اإليجابيّة‪ ،‬وصوالً إلى رفاق‬ ‫الدرب ورفاق التظاهرات والعمل السلميّ ‪،‬‬ ‫الذين نحّ وهنّ جانبا ً تحت حجج واهية وغير‬ ‫مبرّ رة‪ ،‬لقد اختار إخوة الدرب دور «القوامة»‬ ‫وتناسوا أنّ «النساء شقائق الرجال»‪ .‬وبات‬ ‫البقاء خارج الحدود قدر‪.‬‬ ‫السيّدة «سلمى يوسف» طالبة الماجستير‬ ‫في الفلسفة‪ ،‬والتي شاركت في الثورة منذ‬ ‫انطالقتها‪ ،‬تقول‪« :‬في بداية الثورة‪ ،‬ش ّكلنا‬ ‫وأص��دق��اء لنا مجموعات للعمل المدنيّ ‪،‬‬ ‫ونشطنا في الحراك السلميّ ‪ ،‬اضطرّ رت‬ ‫كما الكثيرات غيري لالنتقال إلى المناطق‬ ‫«ال��م��ح��رّ رة»‪ ،‬وهناك ا ّتخذ عملي حيّزاً‬ ‫آخر‪ ،‬فتر ّكز على شرائح مختلفة من النساء‬ ‫وأنجزنا العديد األع��م��ال‪ ،‬وت��ولّ��دت مئات‬ ‫األفكار الطموحة‪ ،‬ولكن بقي تمثيل النساء‬ ‫في الفعّاليّات المدنيّة كا ّفة ضئيالً ج ّداً‪ ،‬علما ً‬ ‫أنّ النساء عملن بطاقات هائلة في مجال‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫التعليم والصحّ ة واإلعالم واإلغاثة وغيرها‬ ‫الكثير ‪ »...‬وحول تجربة المجالس المحلّيّة‬ ‫تقول «سلمى»‪« :‬عندما يصل الحديث إلى‬ ‫تمثيل النساء في المجالس المحلّيّة نواجه‬ ‫مشاكل مع ّقدة ومتشابكة ومتراكمة‪ ،‬فضالً‬ ‫عن التجاذبات السياسيّة القائمة‪ ،‬وآليّة‬ ‫تشكيل المجالس المحلّيّة والتي تدخل فيها‬ ‫القوى العائليّة والمناطقيّة والسياسيّة والدينيّة‬ ‫والعسكريّة‪ ،‬هناك إقصاء واض��ح للنساء‬ ‫والحجة دائما ً موجودة‪ ،‬النساء ال يملكن خبرة‬ ‫وال تجربة في العمل السياسيّ ‪ ،‬علما ً أنّ هذه‬ ‫الحجّ ة غير دقيقة الب ّتة‪ .»..‬وتضيف السيّدة‬ ‫«يوسف» لتتحدّث عن دور المرأة ذاتها في‬ ‫عمليّة اإلبعاد‪« :‬المشكلة الحقيقة‪ ،‬تكمن في‬ ‫إحجام النساء أنفسهنّ عن العمل في اإلدارات‬ ‫المحلّيّة واألسباب في ذلك متعدّدة‪ ،‬منها‬ ‫أ ّنها إدارات خدميّة ال دور للنساء فيها‪ ،‬أو‬ ‫تعرّ ض النساء لمضايقات عند وجودهنّ في‬ ‫تلك المواقع‪ ،‬وعدم امتالكهنّ الجرأة الالزمة‬ ‫لتحمّل تبعات هذه الخطوة الجريئة»‪.‬‬ ‫«مريم ه»‪ ،‬سيّدة من ريف إدلب‪ ،‬لها رأي‬ ‫مختلف‪ ،‬شاركت في الحراك الثوري منذ‬ ‫بدايته وال ت��زال‪ ،‬قريتها من أوائ��ل القرى‬ ‫التي تحرّ رت من سيطرة حكم األسد‪ ،‬تو ّقعت‬ ‫أن التحرّ ر الجغرافيّ سيؤدّي إلى حرّ يّة‬ ‫أكبر بالعمل والمشاركة‪ ،‬خاّصة مع ازدياد‬ ‫متطلّبات الخدمة المدنيّة‪ ،‬وضبطها من خالل‬ ‫المجالس المحلّيّة‪ .‬تقول‪« :‬حاولت المشاركة‬ ‫في المجلس المحلّيّ ‪ ،‬ولكن ت ّم رفضي كوني‬ ‫امرأة‪ ،‬ونتيجة إصراري قبلوا التعامل معي‬ ‫ولكن بطريقه ضيّقه ج ّداً‪ ،‬أمّا اآلن فال يوجد‬ ‫أيّ تمثيل للنساء ودورن��ا معدوم؛ والسبب‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات‬ ‫هو الدور الذكوريّ المسيطر‪،‬‬ ‫الخارجيّة التي ال تهت ّم أبداً بمشاريع النساء وال‬ ‫بمشاركتها في العمل‪ ،‬سوى نظر ّيا ً وخطاب ّياً‪،‬‬ ‫ج ّل ما تفعله هو إقامة ورشات إلنفاق مبالغ‬ ‫طائلة دون جدوى ودون أثر ال فاعليّة»‪.‬‬ ‫«ميسرة» من منبج لها تجربة أخرى ومختلفة‪،‬‬ ‫تقول‪« :‬عملت ضمن هيئة «نساء الحرّ يّة»‬

‫وك�� ّن��ا ن��ت��ع��اون مع‬ ‫هيئات مدنيّة أخرى‬ ‫في مدينتنا‪ ،‬لم يكن‬ ‫من بينها المجلس‬ ‫المحلّيّ ‪ ،‬فالمجلس‬ ‫ال��م��ح��لّ��يّ ل��م يكن‬ ‫مستقرّ اً‪ ،‬كان عمله‬ ‫متخبّطا ً وأخطاؤه‬ ‫كثيرة‪ ،‬وكان مح ّل‬ ‫اس��ت��ي��اء م��ن أه��ل‬ ‫المنطقة‪ ،‬وتكرّ رت‬ ‫التظاهرات ض��دّه‪،‬‬ ‫ه���ذا األم���ر دفعنا‬ ‫للنأي بالنفس عن‬ ‫ناشطات سوريّات‬ ‫انرتنت‬ ‫المشاركة‪ ،‬والتعامل‬ ‫بحذر معه‪ ،‬والسبب‬ ‫أدوات مناسبة للواقع‪ ،‬وهذه األدوات تصنعها‬ ‫ال��ث��ان��ي ه��و وج��ود‬ ‫أعضاء بالمجلس يتعاملون بأسلوب حزب النساء بأنفسهنّ من خالل تطوير مهاراتهنّ‬ ‫البعث ويف ّكرون بعقليّته‪ ،‬وهذا ال يناسبنا وال وخوض غمار التجربة لالطالع على تفاصيل‬ ‫العمل عن كثب»‪.‬‬ ‫يتوافق مع تطلّعاتنا»‪.‬‬ ‫السيّدة «ديمة» من الغوطة الشرقيّة‪ ،‬التي أمّا «ديمة» فترى الحلّ‪« :‬أن يت ّم تشكيل لوبي‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة‬ ‫قامت بأعمال غاية في الصعوبة والقسوة‪ ،‬نسويّ ضاغط‪ ،‬وأن تتعاون‬ ‫تروي تجربتها مع المجالس المحلّيّة‪« :‬طلبوا في الشأن النسويّ لوضع خطة شاملة تهدف‬ ‫شح‪ ،‬أعجبني ذلك وتو ّقعت أ ّني إلى مشاركة المرأة السوريّة في الشأن العا ّم‪،‬‬ ‫م ّني التر ّ‬ ‫سأواصل عطائي من خالل عضويّة المجلس‪ ،‬وأن يت ّم ذلك عبر حمالت مناصرة مدروسة‬ ‫اجتمعنا مرّ ات ومرّ ات ونسّقنا وتوافقنا على ومشغول عليها بعناية‪ ،‬فليست المشكلة في‬ ‫معايير العمل‪ ،‬ولكن حين ج ّد الج ّد ووصلنا المجالس المحلّيّة وفقط‪ ،‬المشكلة مشكلة عقليّة‬ ‫شحين‪ ،‬كنت خارج مترهّلة ترى في النساء سبّة ونقيصة»‪.‬‬ ‫إلى مرحلة تسمية المر ّ‬ ‫الحسابات‪ ،‬أرادون��ي في البداية كواجهة‪ ،‬تشاركوا الحلم‪ ،‬حلم التخلّص من الحكم‬ ‫وربّما كديكور‪ ،‬ربّما لتحسين الصورة أمام الشموليّ االستبداديّ وبناء دول��ة وطنيّة‬ ‫شحي لم يرق لهم‪ ،‬وكالعادة ديمقراطيّة تعدديّة حديثة‪ ،‬تقاسموا األلم‬ ‫الداعمين‪ ،‬ولكن تر ّ‬ ‫تم استبعادي بحجج واهية‪ :‬أسخفها‪ ،‬أنت غالية والفقد وال��زن��زان��ات‪ ،‬طربوا معا ً للنصر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأضاء األمل روحهم المتعبة‪ ،‬لكن إلى حين؛‬ ‫ونخاف عليك من صعوبة العمل!!»‪.‬‬ ‫الح ّل برأي «سلمى» يبدأ من النساء أنفسهنّ ‪ ،‬لقد جاء أوان تقاسم األدوار‪ ،‬فتحت ذريعة‬ ‫مؤثرات يجب الخطر والمش ّقة‪ ،‬كان عليهنّ االبتعاد وترك‬ ‫«ح ّتى تستطيع النساء أن يكنّ ّ‬ ‫عليهنّ امتالك إرادة قويّة وأدوات للتغيير الساحة للرجال‪ ،‬ربّ بينهنّ من نذرت حياتها‬ ‫وهذا ليس باألمر السهل‪ ،‬فالصعوبات التي لخدمة الثورة فتحدّت الخطر وارتضت تحمل‬ ‫تواجهها النساء العامالت في الشأن العام المش ّقة وأرادت متابعة الطريق ح ّتى الشهادة‬ ‫ّ‬ ‫مضاعفة‪ ،‬لذا ينبغي التفكير ج ّد ّيا ً في خلق أو النصر‪ .‬لم تكن إرادتها ذات اهتمام‪ .‬فهي‬ ‫بهذه المرحلة تنافس الرجل وهذا ّ‬ ‫خط أحمر‪،‬‬

‫بإمكانها أن تعمل ضمن الحدود التي يسمح‬ ‫ّ‬ ‫موظفة بهذا المجلس أو ذاك‪ ،‬نعم‬ ‫بها‪ ،‬فلتعمل‬ ‫ّ‬ ‫يمكنها ذلك‪ ،‬وال اعتبار للخطر أو المشقة هنا‪،‬‬ ‫أمّا أن تتطلّع إلى عضويّة المجالس وقيادتها‪،‬‬ ‫فهو تجاوز غير مسموح به‪ .‬وهنا لم أقترب‬ ‫من التنظيمات المتشدّدة التي صادرت ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫حق للمرأة‪.‬‬ ‫المجالس المحلّيّة كانت أوّ ل تجربة ديمقراطيّة‬ ‫في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام‪.‬‬ ‫واإلقصاء الذي تعرّ ضت له المرأة من خالل‬ ‫تجربة المجالس المحلّيّة تدفعنا إلى إعادة‬ ‫التفكير بديمقراطيّة الصندوق االنتخابيّ من‬ ‫جهة‪ ،‬والموروث االجتماعيّ من جهة أخرى‪،‬‬ ‫وطغيان التفكير الذكوريّ ‪ ،‬إضافة للتجاذبات‬ ‫السياسيّة ومعظمها عقائديّة التفكير والغاية‪.‬‬ ‫لجملة هذه األسباب وغيرها أجدني أتوجّ ه‬ ‫مضطرّ ة إلى ضرورة فرض التمييز اإليجابيّ‬ ‫«الكوتا» بشكل مؤ ّقت‪ ،‬والنصّ على نسبة‬ ‫تمثيليّة للمرأة‪ ،‬لضمان حضورها بمراكز‬ ‫صناعة ال��ق��رار وضمان مشاركة المرأة‬ ‫وتج ّنب أقصاءها‪ ،‬فمستقبل سورية الذي‬ ‫نريده ملوّ ن ولن يكون أحاديّ الجنس‪.‬‬

‫كفاح زعرت ّي‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫اقتصاد وحقوق‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية‬

‫دراسة تحليلّية‬

‫السوري‬ ‫االقتصادي‬ ‫قراءة في تقرير المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اقتصاديّات ريف محاة*‬ ‫حصل تدهّور الشديد في قيمة الليرة خالل فترة‬ ‫الدراسة من ‪ 200‬ل‪.‬س لك ّل دوالر إلى ‪292‬‬ ‫ل‪.‬س لك ّل دوالر‪ .‬علما ً أنّ السعر الرسميّ‬ ‫للدوالر في البنك المركزيّ ت ّم تثبيته عند القيمة‬ ‫‪ 232‬ل‪.‬س لك ّل دوالر‪.‬‬

‫األسعار (المخ ّطط البياني ‪ :)1‬‬

‫ارتفعت قيمة أسطوانة الغاز قيمتها من ‪5000‬‬ ‫ل‪.‬س إلى ‪ 7000‬ل‪.‬س‪ ،‬ومن ث ّم انخفضت‬ ‫لتصل إلى ‪ 3100‬ل‪.‬س‪ ،‬رغم هذا االنخفاض‬ ‫مازالت قيمة األسطوانة عالية ج�� ّداً‪ ،‬إذا ما‬ ‫قورن بسعرها الرسميّ والبالغ ‪ 1250‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫نالحظ تقلبات في سعر ليتر البنزين وباتجاه‬ ‫االنخفاض من ‪ 400‬ل‪.‬س إلى ‪ 260‬ل‪.‬س‪،‬‬ ‫علما ً أنّ سعر ليتر البنزين أعلى من سعره‬ ‫الرسمي والبالغ ‪ 125‬ل‪.‬س‪ .‬بينما سعر ليتر‬ ‫المازوت تقريبا ً مستقرّ عند السعر ‪ 125‬ل‪.‬س‪،‬‬ ‫علما ً أنّ سعر ليتر المازوت أعلى من سعره‬ ‫الرسمي والبالغ ‪ 85‬ل‪.‬س‪ .‬أما سعر ليتر زيت‬ ‫الكاز فلقد انخفض من ‪ 100‬ل‪.‬س إلى ‪85‬‬ ‫ل‪.‬س‪.‬‬ ‫خالل الفترة من ‪ 1 / 12 / 2014‬إلى ‪2015‬‬ ‫‪ 31 /5 /‬ارتفعت أسعار كيلو لحم الخاروف‬ ‫من ‪ 1300‬ل‪.‬س إلى ‪ 2000‬ل‪.‬س‪ ،‬كما ارتفع‬ ‫سعر كيلو لحم البقر من ‪ 1000‬إلى ‪1700‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬وارتفع أيضا ً سعر كيلو لحم الفروج‬ ‫من ‪ 380‬ل‪.‬س إلى ‪ 430‬ل‪.‬س‪ ،‬وهو قريب‬ ‫من سعره الرسميّ البالغ ‪ 450‬ل‪.‬س‪ ،‬أمّا سعر‬ ‫صحن البيض فلقد ارتفع من ‪ 550‬ل‪.‬س إلى‬ ‫‪ 700‬ل‪.‬س ومن ث ّم انخفض إلى ‪ 600‬ل‪.‬س‪،‬‬ ‫وهو أعلى من سعره الرسمي البالغ ‪525‬‬ ‫ل‪.‬س‪.‬‬ ‫تغيرات أسعار الحبوب (البرغل وال��رز‬ ‫والعدس والحمص)‪:‬‬

‫خالل الفترة من ‪ 1 / 12 / 2014‬إلى ‪/ 2015‬‬ ‫‪ 31 /5‬ارتفع سعر كيلو البرغل من ‪ 65‬ل‪.‬س‬ ‫إلى ‪ 90‬ل‪.‬س‪ ،‬علما ً أنّ سعره الرسمي بلغ ‪85‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬وارتفع سعر كيلو الرز من ‪ 125‬ل‪.‬س‬ ‫إلى ‪ 265‬ل‪.‬س‪ ،‬علما ً أن سعره الرسمي ‪170‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬وارتفع أيضا ً سعر كيلو العدس من ‪65‬‬ ‫ل‪.‬س إلى ‪ 150‬ل‪.‬س ومن ث ّم انخفض إلى‬ ‫‪ 100‬ل‪.‬س‪ ،‬بينما سعر كيلو الحمص لم يتغيّر‬ ‫خالل الفترة المدروسة مستقرّ اً عند السعر‬ ‫‪ 200‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫خالل الفترة من ‪ 1 / 12 / 2014‬إلى ‪2015‬‬ ‫‪ 31 /5 /‬ارتفع سعر ‪ 1‬كغ س ّكر من سعر‬ ‫‪ 140‬ل‪.‬س إلى ‪ 165‬ل‪.‬س‪ .‬علما ً أنّ سعر‬ ‫‪ 1‬كغ سكر في مناطق سيطرة النظام بلغ‬ ‫‪ 130‬ل‪.‬س‪ .‬أما سعر كيلو الشاي فلقد ارتفع‬ ‫من ‪ 1200‬ل‪.‬س إلى ‪ 1500‬ل‪.‬س‪ ،‬علما ً أن‬ ‫السعر الرسمي هو ‪ 950‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫إنّ متوسّط استخدام الكهرباء في محافظة حماه‬ ‫س ّتة عشر ساعة يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة‪،‬‬ ‫الشبكة العامّة أو من المولّدات الخاصّة أو من‬ ‫شراء األمبيرات (عبارة عن مولّدات كبيرة‬ ‫ّ‬ ‫قطاع خاصّ تبيع الكهرباء للس ّكان)‪.‬‬

‫المساعدات اإلنسان ّية‪:‬‬

‫كانت كافية لبعض األس��ر بنسبة ‪،80 %‬‬ ‫بينما نسبة األسر التي تؤ ّكد أنّ المساعدات‬ ‫اإلنسانيّة غير كافية بلغت ‪ ،20 %‬أمّا بالنسبة‬ ‫التي تعترض وصل المساعدات إلى األسر من‬ ‫وجهة نظر األسر فيمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ّ -‬‬ ‫موزعين غير ش ّفافين بنسبة ‪20 %‬‬ ‫ب ‪ -‬بينما نسبة األسر التي تؤ ّكد عدم وجود‬ ‫مشاكل لوصول المساعدات اإلنسانية بلغت ‪%‬‬ ‫‪80‬‬ ‫وه��ذه المساعدات بالمجمل تقدّمها بعض‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات اإلنسانيّة‪.‬‬

‫تكلفة شهريّة بلغت ‪ 12375‬ليرة سورية‬ ‫شهر ّياً‪ ،‬وتشير‬ ‫البيانات أنّ مادّة المازوت بشكل عا ّم متو ّفرة‬ ‫في السوق‪.‬‬ ‫‪ -2‬تو ّفر البنزين في المساكن‪:‬‬ ‫متوسّط كمية االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫بلغت ‪ 45‬ليتر‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت‬ ‫‪ 8375‬ليرة سوريّة شهر ّياً‪ ،‬وتشير البيانات إنّ‬ ‫مادّة البنزين متو ّفرة بنسبة ‪ 80 %‬في السوق‬ ‫المحلّيّة‪ ،‬علما ً أنّ استخدام مادّة البنزين تستخدم‬ ‫في معظم األوقات كوقود للمولّدات‪.‬‬ ‫‪ -3‬تو ّفر الغاز في المساكن‪:‬‬ ‫تشير البيانات التي جمعت من قبل نقطة‬ ‫االرتكاز حول استهالك األسرة لمادّة الغاز‪،‬‬ ‫إلى ما يلي‪ :‬متوسّط كمّية االستهالك الشهريّة‬ ‫لألسرة بلغت ‪ 10.3‬ليتر أي – تقريبا ً ‪-‬‬ ‫أسطوانة غاز واحدة‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة‬ ‫بلغت ‪3733‬‬ ‫ليرة سوريّة شهر ّياً‪ ،‬وتشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫الغاز متو ّفرة بنسبة ‪ 60 %‬في السوق وبتكلفة‬ ‫مرتفعة‪.‬‬

‫‪ - 4‬تو ّفر الحطب في المساكن‪:‬‬

‫متوسط كميّة استهالك األسرة شهر ّيا ً لمادّة‬ ‫الحطب بلغت ‪ 340‬كغ‪ ،‬بمتوسط تكلفة شهريّة‬ ‫‪ 7360‬ليرة سوريّة شهر ّياً‪ ،‬وتشير البيانات‬ ‫أنّ مادّة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الحطب متوفرة بشكل عام في السوق‪ ،‬علما أنّ‬ ‫استخدام مادّة الحطب مخصّص للتدفئة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(المخطط ‪)2‬‬ ‫‪ - 5‬تو ّفر المياه في المساكن‪:‬‬

‫وقد أوصى تقرير المنتدى االقتصاديّ السوريّ‬ ‫المجالس المحلّيّة بما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بسبب التدهور الشديد في قيمة الليرة‬ ‫السوريّة يجب أن تعمل المجالس المحلّيّة‬

‫‪ _1‬تو ّفر المازوت في المساكن‪:‬‬ ‫تشير البيانات إلى أنّ متوسط كمّية االستهالك‬ ‫الشهريّة لألسرة بلغت ‪ 120‬ليتر‪ ،‬بمتوسّط‬

‫قرار جديد من مجلس األمن‬

‫سنتان على اختفاء باولو داليليو‬

‫حلول لالزمة السوريّة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫احملرر االقتصاد ّي‬

‫عصفور طل من الشباك‬

‫النووي‬ ‫مبادرة إيرانّية بعد االّتفاق‬ ‫ّ‬ ‫عاد الملفّ السوريّ إلى دائرة الضوء دول ّيا ً‬ ‫وإقليم ّيا ً بعد أن طغى االهتمام بالملفّ النوويّ‬ ‫اإليرانيّ وملفّ االرهاب في عدّة دول عربيّة‬ ‫والقضيّة الكرديّة التركيّة وحرب «داعش»‪.‬‬ ‫ج��اء ه��ذا الضوء بعد ع��دة أح��داث هامّة‬ ‫كان آخرها التقرير األمميّ بشأن األسلحة‬ ‫ّ‬ ‫منظمة حظر‬ ‫الكيماويّة بالتعاون م��ع‬ ‫األسلحة الكيماويّة «لمدّة سنة واح��دة مع‬ ‫إمكانيّة التمديد إذا لزم األمر»‪ ،‬فقد اجتمع‬ ‫مجلس األمن في ‪ 2015/4/17‬في جلسة‬ ‫غير رسمّية استمع فيها سفراء ال��دول الـ‬ ‫‪15‬األعضاء في مجلس األمن إلى شهادة‬ ‫طبيبين سوريّين هما ساهر سحلول الذي‬ ‫يترأس الجمعيّة الط ّبيّة األمريكيّة السوريّة‪،‬‬ ‫ومحمّد ت ّناري الذي عالج المصابين بغاز‬ ‫الكلور في ‪ 16‬آذار الماضي في ريف‬ ‫محافظة إدلب واستمعوا أيضا ً إلى شهادة‬ ‫قصي زكريا من ريف دمشق الذي نجا من‬ ‫اإلصابة بعد قصف النظام للغوطة باألسلحة‬ ‫الكيميائية في‪ 21‬آب‪ .2013 /‬باإلضافة إلى‬ ‫الحراك الدبلوماسيّ الدوليّ واإلقليميّ الذي‬ ‫شهدته المنطقة فت ّم عقد لقاء بين ك ّل من‬ ‫أمريكا وروسيا مع زعماء وساسة الخليج‪،‬‬ ‫واستهدفت هذه المحادثات عدّة مل ّفات أهمّها‬ ‫الملفّ السوريّ واليمنيّ إضافة إلى طمأنة‬ ‫دول الخليج بعدم تغير السياسة األمريكيّة‬ ‫تجاههم‪ ،‬بعد اال ّتفاق النوويّ مع إي��ران‪.‬‬ ‫إضافة إلى بعض الجوالت المكوكيّة لسياسيّ‬ ‫النظام إلى ك ّل من السعوديّة وإيران وسلطنة‬ ‫عمان التي يشار أنّ لها يداً في نجاح اال ّتفاق‬ ‫النوويّ اإليرانيّ بمساندة روسيا للعمل على‬ ‫وجود حلول لالزمة السوريّة بين ك ّل من‬ ‫الدول اإلقليميّة والدوليّة ودمشق‪.‬‬ ‫فبعد أن استخدم النظام آالف الطلعات الجويّة‬ ‫وسالح المدفعيّة بقصف المدنيّين باألسلحة‬ ‫الكيماويّة وا ّتفاق أمريكا وروسيا لعدّة مرّ ات‬ ‫على أنه‪ :‬إنْ ت ّم استخدام الكيماويّ في سورية‬ ‫مرّ ة أخرى‪ ،‬فسيحال الملفّ إلى مجلس األمن‬ ‫تحت البند السابع‪ .‬ورغم ذلك ت ّم استخدام‬ ‫تلك األسلحة عشرات المرّ ات دون أن يحرّ ك‬ ‫شيء من قبل الدولتين‪ ،‬ولكن منذ عدّة أيّام‬ ‫ت ّم طرح الموضوع في لقاء بين وزيري‬ ‫الخارجيّة الروسيّة واألمريكيّة وت ّم اال ّتفاق‬

‫*سلسلة من التقارير ال��دور ّي��ة التي يصدرها المنتدى‬ ‫السوري – اإلصدار – ‪ -06‬ت ّموز ‪2015‬‬ ‫االقتصادّي‬ ‫ّ‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫األحوال المعيش ّية لألسر‪:‬‬

‫على طرح الملفّ لكن‬ ‫دون إدراج����ه تحت‬ ‫البند السابع أو غيره‬ ‫م��ن البنود الملزمة‬ ‫ل��ل��دول‪ ،‬فقد توصّل‬ ‫مجلس األمن بإجماع‬ ‫دوله إلى قرار بإنشاء‬ ‫آليّة مشتركة للتحقيق‬ ‫ب��م��ش��ارك��ة األم���م‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمة حظر‬ ‫الم ّتحدة‬ ‫األسلحة الكيماويّة‪،‬‬ ‫ويطالب ال��ق��رار من األمين العام لألمم‬ ‫الم ّتحدة تقديم توصيات في غضون ‪20‬‬ ‫يوما ً حول تشكيلة وصالحيّات آليّة التحقيق‬ ‫لمعرفة األف��راد والكيانات والجماعات أو‬ ‫الحكومات المتورّ طة في أيّة هجمات كيماوية‬ ‫في سورية‪ .‬دون وج��ود أيّ فيتو صيني‬ ‫أو روس��ي‪ .‬فروسيا حليف األس��د تو ّقعت‬ ‫دعم النظام للمبادرة «نحن واثقون من أنّ‬ ‫دمشق ستقدّم الدعم الضروريّ لبعثة التحقيق‬ ‫ّ‬ ‫منظمة حظر األسلحة‬ ‫المشتركة وبعثة‬ ‫الكيميائيّة‪ ،‬لكشف وقائع محتملة الستخدام‬ ‫غاز الكلور‪ ،‬وننتظر من المعارضة أن تحذو‬ ‫الحذو نفسه»‪ .‬وتأمل موسكو عبر مبعوثها‬ ‫الدائم لدى األمم الم ّتحدة في إقامة تعاون‬ ‫ّ‬ ‫لمنظمة حظر‬ ‫بين بعثة التحقيق المشتركة‬ ‫األسلحة الكيميائيّة واألمم الم ّتحدة من جهة‪،‬‬ ‫وأطراف النزاع السوريّ من جهة أخرى‪.‬‬ ‫أمّا ما ت ّم طرحه من قبل اإليرانييّن لح ّل‬ ‫األزمة في سورية بعد زيارة وزير خارجيّة‬ ‫النظام لها وتوجّ هه إلى سلطنة عمان ورغم‬ ‫عدم وجود نصّ صريح إلاّ ما سّرب عبر‬ ‫وكالة «فارس» المقرّ بة من الحرس الثوريّ‬ ‫فهذه المبادرة تنصّ بحسب مصادر متعدّدة‪،‬‬ ‫على أربعة بنود أساسيّة هي‪:‬‬ ‫وقف إطالق النار ‪ -‬تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنيّة ‪ -‬تعديل الدستور بشكل يضمن حقوق‬ ‫األقلّيّات ‪ -‬إجراء انتخابات يشرف عليها‬ ‫مراقبون دوليّون‪.‬‬ ‫وجّ ه لهذه المبادرة العديد من االنتقادات‪ ،‬رغم‬ ‫أنّ طهران أ ّكدت أنّ المبادرة جرى تقديمها‬ ‫والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر‬ ‫ودول أعضاء في مجلس األمن‪ُ ،‬نصر على‬

‫من الشبكة العامّة أو من اآلبار الخاصّة أو من‬ ‫شراء المياه‬ ‫عن طريق الصهاريج‪ ،‬يالحظ أنّ نسبة ‪%‬‬ ‫‪ 100‬من األسر‬ ‫في محافظة حماه تحصل على المياه من الشبكة‬ ‫العامّة‪ ،‬بمتوسّط‬ ‫تكلفة شهريّة ‪ 300‬ل‪.‬س‪ ،‬ونالحظ أنّ األسر‬ ‫ال تعتمد‬ ‫على الصهاريج وال على اآلبار الخاصّة في‬ ‫الحصول على المياه‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تو ّفر خصائص المساكن‪:‬‬ ‫الخدمات األساسيّة متو ّفرة بنسبة ‪ ،98 %‬نسبة‬ ‫المساكن التي أ ّكد ساكنوها أ ّنها آمنة بلغت ‪%‬‬ ‫‪ ،90‬وبالنسبة لطبيعة المسكن فلقد بلغت نسبة‬ ‫المساكن نمط الشقق حوالي ‪ ،25 %‬ونسبة‬ ‫المساكن نمط‬ ‫ً‬ ‫البيت العربيّ بلغت ‪ 75 %‬أيضا‪ ،‬وعن ملكيّة‬ ‫المسكن تبيّن لنا أنّ نسبة ‪ 100 %‬من المساكن‬ ‫ملك لساكنيها‪.‬‬ ‫‪ - 7‬مصادر الكهرباء للمساكن في محافظة‬ ‫حماه‪:‬‬ ‫إنّ ‪ 69.2 %‬من األس��ر في محافظة حماه‬ ‫أجابت بأنّ منازلها مازالت‬ ‫موصولة على الشبكة ال��ع��امّ��ة للكهرباء‬ ‫الحكوميّة‪ ،‬إلاّ أ ّنها الكهرباء ال تصلها عبرها‬ ‫إلاّ نادراً‪ ،‬ونسبة ‪ %44.4‬يشترون الكهرباء‬ ‫عن طريق األمبيرات‪ ،‬ومتوسّط ساعات‬ ‫حسب الطلب‪ ،‬وجزء صغير من األسر بنسبة‬ ‫‪ 22.2 %‬لديه مولّدات خاصّة‪ ،‬علما ً أنّ الكثير‬ ‫من األسر تسعى لتأمين الكهرباء من الشبكة‬ ‫العامّة أو من شراء األمبيرات أو المولّدات‬ ‫الخاصّة‪ ،‬وذلك لتأمن الكهرباء يوم ّيا ً لمدّة س ّتة‬ ‫عشر ساعة‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز‬ ‫‪ 2022‬ليرة سورية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫المنظمات الداعمة على توعية‬ ‫بالتنسيق مع‬ ‫المواطنين بضرورة استبدال التعامل بالليرة‬ ‫السوريّة بعملة أكثر استقراراً مثل‪ :‬الدوالر في‬ ‫المناطق المحرّ رة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬توعية المواطنين باالعتماد على لحم‬ ‫الفرّ وج والبيض لتأمين احتياجاتهم الغذائيّة من‬ ‫الدهنيّات البروتينات بسبب االرتفاع الكبير في‬ ‫أسعار لحوم‬ ‫الغنم ولحوم البقر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تعمل المجالس المحلّيّة على تأمين اإلنارة‬ ‫للشوارع والمنازل عن طريق مشاريع تستخدم‬ ‫خاللها بطاريّات السيّارات المستعملة واللدّات‪،‬‬ ‫وبذلك‬ ‫يمكننا تخفيض تكاليف استخدام الكهرباء على‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تعمل المجالس المحلّيّة بالتنسيق مع‬ ‫ّ‬ ‫منظمات المجتمع المدنيّ دورات تدريبيّة‬ ‫للمواطنين ح��ول بعض مشاريع االقتصاد‬ ‫الزراعيّ المنزليّ وخاصّة‬ ‫الزراعات المنزليّة وتربية المواشي والدواجن‬ ‫لتأمين مادّة اللحوم والبيض والبرغل وغيرها‪.‬‬ ‫‪ – 5‬أخ��ي��راً‪ ،‬يالحظ المنتدى االقتصاديّ‬ ‫السوريّ أنّ مستويات المعيشة في ريف حماه‬ ‫في الفترة الماضية أكثر استقراراً من باقي‬ ‫المناطق المحرّ رة في المحافظات السورية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫مصادر البيانات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬البيانات التي جمعت عن طريق نقاط‬ ‫االرتكاز في محافظة حماه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الئحة أسعار المواد في صاالت البيع في‬ ‫مدينة حماه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قناة أف أم اآلن‪_ 05 _ 2015 :‬‬

‫من أزهار دير مار موسى احلبش ّي‬

‫جملس األمن‬ ‫انرتنت‬

‫أن أيّ تحالف ض ّد «داعش» يجب أن يهدف‬ ‫لمساعدة شعب وحكومة العراق وسورية‬ ‫بإشراف أمميّ من قبل المعارضة وبعض‬ ‫المقرّ بين من رأس النظام في سورية‪ .‬فلم‬ ‫تتضمّن المبادرة ض��رورة خ��روج فوري‬ ‫لمقاتلي حزب هللا‪ ،‬والميليشيات الشيعيّة‪،‬‬ ‫ومرتزقة إي��ران‪ ،‬من األراض��ي السوريّة‪،‬‬ ‫ولم تتضمّن شرط عدم تر ّ‬ ‫شح حليفها األسد‬ ‫االنتخابات‪ .‬وأنّ هذه المبادرة جاءت من‬ ‫حليف للنظام ال��س��وريّ وه��و شريك في‬ ‫سفك الدم السوريّ ‪ ،‬رغم أنّ البعض أقرّ‬ ‫أنّ طهران بدأت تشعر أ ّنها لم تعد تستطيع‬ ‫حماية األسد عسكر ّيا ً لذلك لجأت إلى هذا‬ ‫النوع من المبادرات ليكون لها يد في الح ّل‬ ‫السياسيّ ووجود دائم في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫أمّا المقرّ بون من األسد االبن فقد هاجموا هذه‬ ‫المبادرة لعدّة أسباب منها خروج المبادرة‬ ‫الى العلن دون مشاورة دمشق ممّا جعل‬ ‫طهران تصرح «أنّ الصيغة النهائيّة ستظ ّل‬ ‫موقع نقاش س��وريّ إي��ران��يّ » وموضوع‬ ‫تغيير الدستور بشأن حماية األقلّيّات ممّا‬ ‫جعل بهجت سليمان ير ّد على هذا البند بقوله‪:‬‬ ‫«الجمهورية العربيّة السوريّة‪ ،‬ما كانت ولن‬ ‫تكون إلاّ دولة وطنيّة قوميّة علمانيّة مدنيّة‬ ‫ممانعة‪ .‬شاء من شاء وأبى من أبى»‪ .‬وجاء‬ ‫ردّه على مجمل المبادرة بعدم الموافقة وإن‬ ‫كانت من أصدقاء وحلفاء لنظامه «مبادرات‬ ‫الحلفاء واألص��دق��اء‪ ،‬بمختلف أنواعها‬ ‫وأشكالها‪ ،‬ليست قدراً وال قراراً»‪ .‬ومهما‬ ‫كانت «رغبات ونوايا اآلخرين» ومهما‬ ‫كانت «التحدّيات والتضحيات»‪.‬‬ ‫سريين حجازي‬

‫سور ٌ‬ ‫ي أكثر من السوريّين أنفسهم‪ ،‬شارك‬ ‫بالثورة السوريّة منذ انطالقتها‪ ،‬برسالة‬ ‫محبّة ودعوة صادقة للتآخي بين أبناء الوطن‬ ‫الواحد للحصول على الحرّ يّة والكرامة‪،‬‬ ‫فسورية التي «نضحّ ي كلّنا في سبيلها»‬ ‫حسب تعبيره سوف تحترم اإلنسان بالدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬وبالرغم من ك ّل ما كان يحدث في‬ ‫سورية ظ ّل متمسّكا ً بإمكانيّة المصالحة‬ ‫الوطنيّة وبدعوة األط��راف جميعها إلى‬ ‫االنحياز لخيار الالعنف‪ ،‬كانت له ظهورات‬ ‫عديدة على القنوات الفضائيّة داعيا ً لوقف‬ ‫العنف وحمّام ال��دم‪ ،‬كما وأع�� ّد برنامجا ً‬ ‫تلفزيون ّيا ً له بعد إنسانيّ طالب فيه أن يكون‬ ‫الشعار الذي رفعه السوريّون «واحد واحد‬ ‫واح��د‪ ،‬الشعب السوري واح��د» واقعا ً ال‬ ‫مجرّ د كلمات‪ ،‬دعا السوريّين جميعا ً على‬ ‫اختالف أديانهم ومذاهبهم للتآلف والتعايش‬ ‫والمحبّة لتعود الثورة إلى مسارها الصحيح‪،‬‬ ‫فالطائفيّة لن تؤدّي برأيه إلاّ إلى مزيد من‬ ‫القتل والدمار‪ ،‬وإنّ ما يحدث في سورية‬ ‫ثورة شعب‪ ،‬ولكنَّ النظام هو من عمل جاهداً‬ ‫لتحويلها إلى حرب أهليّة‪.‬‬ ‫قام بزيارة مدينة القصير بريف حمص‬ ‫صائماً‪ ،‬واجتمع بثوّ ارها وتبرّ ع بدمه ورفع‬ ‫الصلوات إكراما ً للشهداء والمعتقلين‪ ،‬مؤك ّداً‬ ‫أ ّنه يريد أن تكون صالته «عالمة رجاء كي‬ ‫يزهر الربيع السوريّ ويعطي ثمار الوحدة‬ ‫والحوار تحت شعار التعدّدية» ث ّم زار الر ّقة‬ ‫بتاريخ ‪ 2013/7/28‬قبل يوم من اختفائه‬

‫وش��ارك في مظاهرة مسائيّة نصر ًة لحيّ‬ ‫الخالديّة في حمص‪.‬‬ ‫هذا هو األب باولو‪ ،‬الذي ولد في العاصمة‬ ‫اإليطاليّة روما‪ ،‬بدأ حياته الكهنوتيّة في سلك‬ ‫الرهبنة اليسوعيّة‪ .‬درس الفلسفة في جامعة‬ ‫نابولي‪ ،‬وفي أوائل الثمانينات توجّ ه إلى‬ ‫دمشق لدراسة اللغة العربيّة‪ ،‬وسجّ ل مستمعا ً‬ ‫في كليّة الشريعة‪ ،‬ث ّم توجّ ه في عام ‪1984‬‬ ‫إلى دير مار موسى الحبشيّ قرب مدينة‬ ‫النبك شمال دمشق فكان له دور رئيسيّ في‬ ‫ترميمه‪ ،‬حصل على درجة الدكتوراه في‬ ‫كليّة «البروباغندافيد» في روما ‪1989‬‬ ‫عن رسالته المع ّنونة «مفهوم الرجاء في‬ ‫اإلسالم»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بعد ثالثين عاما قضاها في دير مار موسى‬ ‫داعيا ً للمحبّة والسالم‪ ،‬طرده النظام السوريّ‬ ‫باعتباره شخصا ً غير مرغوب فيه على‬ ‫األراضي السوريّة‪ ،‬أل ّنه خرج عن نطاق‬ ‫مهمّته الكنسيّة‪ ،‬فغادر سورية رغما ً عنه‪ ،‬ث ّم‬ ‫عاد إليها وهذه المرّ ة‪ ،‬إلى المناطق المحرّ رة‪.‬‬ ‫ّام مرّ ت على اختفاء األب‬ ‫سنتان وبضعة أي ٍ‬ ‫باولو في ظروف ليست غامضة كما يرى‬ ‫ك‬ ‫البعض‪ ،‬فمنطق األحداث ال يدع مجاالً للش ّ‬ ‫بأنّ تنظيم «داع��ش» وراء هذه العمليّة‪،‬‬ ‫وقد أ ّكدت بعض المصادر أ ّنه ت ّم إعدامه‬ ‫بعد ساعتين من اعتقاله‪ ،‬وليس لدى أحد‬ ‫ح ّتى اليوم أيّ يقين حول مصير هذا األب‬ ‫السوريّ ‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪35‬‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫ثقافة‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫قراءة في كتاب‬

‫شخصّيات قلقة في‬ ‫اإلسالم*‬

‫مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة‬ ‫التزال الثقافة تراوغ يف غموضها‪ ،‬فتتمنّع على أ ّي تعريف‪ ،‬ممّا دفع باملؤلَّفني ”ديفيد انغليز وجون هيوسن” إىل احملاولة للقبض عليها‪ ،‬فيح ّددان جماالتها وأشكال ظهورها‬ ‫وفعلها‪ ،‬وآليّات تشابكها مع االجتماع ّي‪ ،‬بعد أن يعرضا وحياورا آراء الباحثني الذين انشغلوا يف تعريفها ومفهمتها‪ ،‬فهل توصال إىل يقني؟‬ ‫إنّ الصدام بين اﻷفكار والقيم والمشاعر هو الذي يفسّر‬ ‫انفجار الحانة في “بالي” الذي قضى على نحو مئتي‬ ‫إنسان‪ ،‬غالبيّتهم من السوّ اح والجوّ الة الغربيّين‪ ،‬هكذا‬ ‫منذ المقدّمة يدخلنا الكاتبان في موضوع كتابهما “من‬ ‫منشورات المركز العربيّ للبحوث ودراس��ة السياسات‬ ‫‪ “2013‬فيرسمان بالكتابة مشهدين‪ :‬اﻹنسان الغربيّ‬ ‫الذي يمارس ح ّقه اﻹنسانيّ في إجازته التي يفضّل أن‬ ‫يقضيها في مكان مشمس‪ ،‬فيسترخي على شاطئ البحر أو‬ ‫يرقص أو يشرب الكحول أو يسعى لممارسة الجنس‪ ،‬وهي‬ ‫جميعها حقوق فرديّة بسيطة وبريئة ﻻ تسيء ﻷحد‪ ،‬غير‬ ‫ّ‬ ‫ويستفز‬ ‫أ ّنها ﻻ تعود كذلك عند اآلخر الذي يراقب فينفعل‬ ‫ويهاجم فيقتل‪ ،‬ﻷ ّنه يرى أنّ هذا السلوك‪ :‬سلوك منح ّل‬ ‫وغير أخالقيّ ويسيء إلى الخالق‪.‬‬ ‫من هذا الصدع بين ثقافتين ينفجر الصراع الذي يمكن‬ ‫رصده في حاﻻت كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ال��ص��راع بين البروتستانت والكاثوليك في إيرلندا‬ ‫الجنوبيّة‪ ،‬وبين التاميل والسنهال في سيرالنكا‪ ،‬وبين‬ ‫اليهود والفلسطينيّين في إسرائيل!!‪ .‬وإذا كان الكاتبان‬ ‫ﻻ يتجاهالن األسباب االقتصاديّة والسياسيّة في هذه‬ ‫النزاعات‪ّ ،‬إﻻ أ ّنهما يريان أنّ ما يتخ ّفى فيها ويشحنها‬ ‫باالنفعال والفعل هو اختالف “اﻷفكار والقيم والمعتقدات“‪،‬‬ ‫وعلى هذا فهما يسعيان بكتابهما إلى تحديد وتعريف الثقافة‬ ‫من خالل تحديد وفهم العوامل التي تش ّكل هذا المفهوم‪ ،‬بالغ‬ ‫اﻷه ّميّة‪ ،‬الذي من دونه ﻻ يمكن فهم التنازع في العالقات‬ ‫اﻻجتماعيّة واإلنسانيّة‪.‬‬ ‫واستناداً إلى هذه الرؤية يستخلص الكاتبان‪:‬‬ ‫أنّ الثقافة تحيط بنا وتخترقنا وتحدّد سلوكنا وردّات‬ ‫فعلنا ونظرتنا لآلخر الشبيه ولآلخر المختلف‪ ،‬فالثقافة‬ ‫في ك ّل مكان‪ ،‬فهي القيم اﻷخالقيّة في ديانة ما‪ ،‬وهي‬

‫الكتب والمجلاّ ت والصحف واﻷفالم والبرامج اﻹذاعيّة‬ ‫أو التلفزيونيّة‪ ،‬وفي مواقع النت وفي الموسيقى وفي قيم‬ ‫اﻷفراد والمجموعات والمجتمعات‪ ،‬كثقافة الديمقراطية أو‬ ‫الحبّ اﻷخويّ ‪ ،‬بل أ ّنها ح ّتى في وسائل نشرها وتوزيعها‬ ‫واستهالكها … إلخ‪.‬‬ ‫ولذلك فالثقافة في منظور الكاتبين ﻻ يمكن حصر مجاﻻتها‬ ‫ومعانيها التي من بعض معانيها الحديثة‪:‬‬ ‫الثقافة العليا‪ ،‬والفنّ والحضارة‪ ،‬والثقافة الشعبيّة‪ ،‬وتهذيب‬ ‫النفس‪ ،‬والحياة العامّة لمجموعة من اﻷفراد‪.‬‬ ‫إنّ الكاتبين يجهدان‪ ،‬بعد رصد مجاﻻت الثقافة وتجلّياتها‪،‬‬ ‫في محاولة تعريف الثقافة ومفهمتها‪ ،‬فيعتقدان أ ّنها‪:‬‬ ‫اﻷنماط الفكريّة والقيم والمعتقدات الشائعة بين مجموعة‬ ‫ّ‬ ‫من اﻷفراد التي ّ‬ ‫وتتأثر‪ ،‬فتغير وتتغيّر ﻷ ّنها اعتباطيّة‬ ‫تؤثر‬ ‫ّ‬ ‫من صنع اﻹنسان ﻻ الطبيعة‪ ،‬وﻷنها تنتقل بالتعليم بين‬ ‫اﻷجيال والمجتمعات وﻷ ّنها ذات معنى وتتجسّد في الرموز‬ ‫وفي صناعات اإلنسان‪ ،‬وهي متعدّدة في الوحدة ‪،‬كثقافة‬ ‫الطبقة العاملة في المجتمع الفرنسيّ التي تتميّز عن الثقافة‬ ‫العامّة للمجتمع وتندمج فيها في نفس الوقت‪ ،‬أو كثقافة‬ ‫اإليطاليّين في المجتمع اﻷمريكيّ ‪ ،‬أو كثقافة شباب البانكس‬ ‫في الموسيقى واﻷزياء في المجتمعات الغربيّة الحديثة‪.‬‬ ‫وﻷنّ موضوع الكتاب إنشغال في سوسيولوجيا الثقافة‪،‬‬ ‫فإنّ الكاتبَين يتو ّقفان عند تعريف السوسيولوجيا‪ ،‬بعد أن‬ ‫انتهيا من تعريف الثقافة‪ ،‬فالسوسيولوجيا تهت ّم بالعوامل‬ ‫اﻻجتماعيّة التي تتش ّكل من عنصرين‪ :‬سلوك اﻷفراد‬ ‫ّ‬ ‫المؤطرة من قِبل المجتمع الذي يتكوّ ن‪ ،‬بدوره‪،‬‬ ‫وأنشطتهم‬ ‫من اﻷنماط السلوكيّة لألفراد وتفاعالتهم فيما بينهم‪ ،‬هذا‬ ‫التفاعل الذي يش ّكل الهياكل اﻻجتماعيّة التي تبقى مابقي‬ ‫السلوك على حاله‪ ،‬وتتغيّر بتغيّر السلوكات وتفاعالتها في‬ ‫المجتمع‪ .‬ومن هذا فإنّ المتخصّص في مجال الدراسات‬

‫اﻻجتماعيّة ﻻبدّ‪ ،‬بحسب الكاتبَين‪ ،‬أن يلتزم بمعيارين‪:‬‬ ‫اﻷوّ ل‪ ،‬دعم المقاربة النظريّة بالبيانات التجريبيّة التي‬ ‫من دونها تتحوّ ل الدراسة إلى فلسفة‪ .‬أمّا المعيار الثاني‬ ‫فهو ضرورة التعامل مع قضايا البنية اﻻجتماعيّة‪ ،‬فالفعل‬ ‫اﻻجتماعيّ والعالقة بينهما‪ .‬هذان المعياران اللذان ﻻ تكون‬ ‫سوسيولوجيا بدونهما‪ ،‬يحتاجان إلى معيار ثالث في شغل‬ ‫السوسيولوجيا الثقافيّة‪ ،‬وهو‪ :‬كشف وفهم شبكة العالقات‬ ‫بين العوامل اﻻجتماعيّة والعوامل الثقافيّة‪.‬‬ ‫وهكذا فقد اكتملت منهجيّة الكاتبَين لكي ينخرطا في عرض‬ ‫ومحاورة المدارس السوسيولوجيّة الكالسيكيّة بدءاً من‬ ‫فولتير وديدرو مروراً بارنست كونت وماركس وألفريد‬ ‫فيبر وماكس فيبر وجورج زيميل وإميل دوركهايم‪ ،‬ث ّم‬ ‫مدرسة فرانكفورت إلى اﻷمريكيّين الذين اشتغلوا على‬ ‫الثقافة الجماهيريّة‪ ،‬والبريطانيّين الذين حاججو في الثقافة‬ ‫كأسلوب حياة إلى البنيويّين الفرنسيّين ث ّم ما بعد الحداثة‬ ‫ح ّتى بيير بورديو الذي ينفرد في فصل خاصّ به‪.‬‬ ‫ويختم الكاتبان كتابهما بمعالجة ثالثة موضوعات يريانها‬ ‫بالغة األه ّميّة‪ ،‬أوالها‪:‬‬ ‫االنهمام بالكيفيّة التي يمكن فيها توظيف أفكار الكتاب‬ ‫في فهم قضايا هذا العالم المعولم‪ ،‬ث ّم أن يتخلّى صاحب‬ ‫الرأي عن اعتقاده الساذج بأنّ أفكاره وحدها الصحيحة‬ ‫وذلك بمراجعتها نقد ّيا ً قبل إعالنها‪ ،‬الحالة التي يطلقان‬ ‫عليها تسمية‪:‬‬ ‫“اإلنعكاسيّة التأمّلية”‪ ،‬وأخيراً‪ ،‬البحث في الشكل الذي‬ ‫يمكن أن تأخذه سوسيولوجيا الثقافة في المستقبل‪.‬‬ ‫ومع أنّ الكتاب تمثيل نموذجيّ عن مأزق الثقافة اﻷورو ّبيّة‬ ‫وملحقاتها‪ ،‬في انحكامها بالوظيفيّ الذي ال يمكن أن يكون‬ ‫إلاّ جزئ ّيا ً وعدد ّيا ً فك ّم ّياً‪ ،‬فإ ّنه ثريّ بموضوعاته ومعلوماته‬ ‫وممتع في عرضه وأسلوبه‪.‬‬

‫الكتاب‪ :‬مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة‬ ‫تأليف‪ :‬ديفيد انغليز‪ -‬جون هيوسون‬ ‫ترجمة‪ :‬لما نصير‬ ‫الطبعة اﻷولى آذار ‪2013‬‬ ‫‪ 390‬صفحة من القطع الكبير‬ ‫منشورات المركز العربيّ للبحوث ودراسة السياسات‬

‫فاضل فاضل‬

‫ديني أو بأوامر إالهّية‬ ‫غطاء ّ‬

‫هل اإلسالم هو ّ‬ ‫الحل؟‬ ‫املتأسلمون حوّلوا مطالب الثورة السوريّة ض ّد الفساد واحملسوبيّة والعمل على وجود نظام‬ ‫أفضل حيرتم ك ّل السوريينّ إىل مطالب دينيّة طائفيّة يكسوها التكفري وإرهاب املخالف‬

‫تكرّ رت عبارة اإلسالم هو الح ّل منذ ما يقارب السنتين من‬ ‫الثورة السوريّة وازدادت هذه العبارة بعد أن وقف المجتمع‬ ‫الدوليّ متفرّ جا ً على آالم السوريّين وما يفعله نظام اإلجرام‬ ‫األسديّ بالس ّكان من قصف مناطقهم بالبراميل وبأنواع‬ ‫األسلحة المحرّ مة والمحظورة دول ّيا ً أو‬ ‫المسموح بها‪.‬‬ ‫هذا األمر هيّأ ألصحاب األيديولوجيّات‬ ‫الدينيّة المتشدّدة بيئة وأرضا ً خصبة‬ ‫لنشر مفاهيمهم والعمل على فرض‬ ‫أجندتهم على المناطق التي وجدوا‬ ‫فيها أو سيطروا عليها بعد حربهم ض ّد‬ ‫النظام األس��دي أو ض ّد الجيش الحرّ‬ ‫الذي أفل نجمه بعد تو ّقف الدعم أو بعد‬ ‫تالعب الدول الداعمة به‪.‬‬ ‫فهؤالء المتأسلمون حوّ لوا مطالب‬ ‫الثورة السوريّة ض ّد الفساد والمحسوبيّة‬ ‫والعمل على وجود نظام أفضل يحترم‬ ‫ك ّل السورييّن إلى مطالب دينيّة طائفيّة‬ ‫يكسوها التكفير وإرهاب المخالف لهم‬ ‫وك ّل ذلك بغطاء دينيّ أو بأوامر إالهيّة‪.‬‬ ‫المتابع للواقع السوريّ يعلم أنّ هذه‬ ‫التنظيمات العاملة باسم هللا ما هم إلاّ أصحاب مصالح فك ّل‬ ‫ّ‬ ‫األحق واألصح‪ ،‬وأ ّنه هو من‬ ‫فصيل يرى في نفسه أ ّنه‬ ‫ّ‬ ‫يمثل الحقيقة‪ ،‬فمن جبهة النصرة وأختها «داعش» إلى‬ ‫حليفتها أحرار الشام إلى جند األقصى وحزب هللا وميليشيا‬ ‫أبو الفضل إلى ك ّل التشكيالت اإلسالمويّة بش ّقيها الطائفيّ‬ ‫تدّعي صوابيّه قتالها ض ّد الطرف اآلخر وتحمل راية هللا‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫هل هذا اإلسالم هو الحلّ؟ سؤال أحاول أن أبحث له عن‬

‫إجابة‪ ،‬حاولت أن أبحث في الدول التي تعتبر نفسها إسالميّة‬ ‫من السعوديّة إلى إيران إلى باكستان إلى أفغانستان‪ ،‬إلى‬ ‫العديد منها‪ ،‬فلم أجد صيغة واحدة لإلسالم في أيّ منها‪.‬‬ ‫رغم أنّ كلاّ ً م ّنها يدّعي أنّ إسالمه صحيح أو األصح‪،‬‬ ‫ك ّل منها ي ّتهم اآلخر أنّ إسالمه‬ ‫باطل وي��دع��وه إل��ى اإلس�لام‬ ‫الصحيح؛ لذلك سأنظر من‬ ‫منظور إيجابي إلى هذا األمر‪،‬‬ ‫أي أنّ اإلسالم هو دين سهل‬ ‫التأقلم مع المجتمعات وغير‬ ‫منغلق على تاريخ أو ماض‬ ‫معيّن‪ ،‬كما يحاول المتشدّدون‬ ‫العمل عليه‪ ،‬أو محاولة إضفاء‬ ‫صبغة ماضويّة على اإلسالم‪،‬‬ ‫فال تستطيع أيّة عقيدة أو فكرة‬ ‫أو إيديولوجيّة‪ ،‬أن تقاوم مفهوم‬ ‫التطوّ ر‪ ،‬ألنّ التطوّ ر هو حالة‬ ‫ص��ي��رورة ي��وم��يّ��ة نالمسها‬ ‫ف��ي حياتنا م��ع ك�� ّل صباح‪،‬‬ ‫وإلاّ لكان هناك انفصال عن‬ ‫الواقع‪ ،‬كما يحدث مع أصحاب‬ ‫الرايات السود الذين يحاولون التالعب بالدين للوصول‬ ‫إلى غاياتهم السياسيّة‪ ،‬فقد عملوا على تلويث اسم الدين‬ ‫برغباتهم السلطويّة بتالعبهم بالدين وفرضهم أحاديث‬ ‫وآيات وطرق للسيطرة على جموع الناس؛ فمثالً الحديث‬ ‫المنسوب للرسول الكريم عن الخالفة هو حديث غالب‬ ‫الجماعات اإلسالمويّة تتشدّق به وتحاول أن تثبت أح ّقيتها‬ ‫بالخالفة أو فرض أجنداتها من خالله أو من خالل غيره‬ ‫من األحاديث‪ ،‬إنّ هذا الحديث مشكوك فيه لوجود ناقل ال‬

‫احل ّل هو دولة القانون‬ ‫اليت حتفظ حقوق‬ ‫مواطنيها وحترس ك ّل‬ ‫أعضاء اجملتمع ّ‬ ‫بغض‬ ‫النظر عن انتماءاتهم‬ ‫القوميّة أو الدينيّة أو‬ ‫الفكريّة‬

‫يعترف بالحديث‬ ‫ناكر الحديث أو‬ ‫أو أل ّنه‬ ‫مصداقيّة الراوي أو‬ ‫بسبب عدم‬ ‫م��ن ال��رس��ول (ص)‬ ‫عدم سماعه‬ ‫المردّدين لهذا الحديث‬ ‫فغالبيّة ال��دع��اة‬ ‫اإلمام أحمد‪« :‬حدّثنا‬ ‫يعتمدون على مسند‬ ‫الطيالسي‪ :‬حدّثني‬ ‫سليمان بن داود‬ ‫الواسطي‪ :‬حدّثني‬ ‫داود ب��ن إبراهيم‬ ‫النعمان بن بشير أ ّنه‬ ‫حبيب ب��ن س��ال��م عن‬ ‫قال‪ :‬ك ّنا قعوداً في المسجد‪ ،‬وكان بشير رجالً يكفّ حديثه‪،‬‬ ‫فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال‪ :‬يا بشير بن سعد أتحفظ حديث‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في األمراء؟‪ .‬فقال حذيفة‪:‬‬ ‫أنا أحفظ خطبته‪ .‬فجلس أبو ثعلبة‪ ،‬فقال حذيفة‪ :‬قال رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬تكون النبوة فيكم ما شاء هللا أن‬ ‫تكون‪ ،‬ث ّم يرفعها إذا شاء أن يرفعها‪ ،‬ث ّم تكون خالفة على‬ ‫منهاج النبوّ ة‪ ،‬فتكون ما شاء هللا أن تكون‪ ... ،‬ث ّم تكون‬ ‫خالفة على منهاج النبوة»‪ .‬ورواه أبو داود الطيالسي‬ ‫في مسنده‪ ،‬ورواه البزار من طريق يعقوب بن إسحاق‬ ‫الحضرمي عن داود بن إبراهيم الواسطي به‪[ .‬حبيب بن‬ ‫سالم مولى النعمان بن بشير وكاتبه‪ ،‬ثقة فيه لين‪ .‬النعمان‬ ‫بن بشير صحابي قتل سنة ‪ .]65‬إنّ سليمان ابن داود‬ ‫الطيالسي ثقة باإلجماع رغم أ ّنه كان معاصرا لداوود‬ ‫الواسطي‪ .‬أمّا داوود ابن إبراهيم الواسطي فقد أجمع أهل‬ ‫العلم أ ّنه ّ‬ ‫كذاب ومتروك الحديث فقد قال عنه ابن أبي‬ ‫حاتم الرازي في الجرح والتعديل «متروك وكان يكذب»‪،‬‬ ‫وقال عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكون «داود‬ ‫بن إبراهيم الباهلي‪ :‬يروي عن الزهري وهو مجهول»‪ .‬و‬ ‫«داود بن إبراهيم العقيلي الواسطي‪ :‬يروي عن خال ّد بن‬ ‫عبد هللا‪ ،‬قال األزدي‪ :‬مجهول ّ‬ ‫كذاب»‪.‬‬

‫وه����ن����اك‬ ‫العديد من هذه‬ ‫األح���ادي���ث التي‬ ‫يحاول المتأسلمون‬ ‫أن يخرجوها للعلن‬ ‫رغ��م ضعفها فقط من‬ ‫أج��ل إض��ف��اء الشرعيّة‬ ‫على وجودهم وإرغ��ام المجتمع‬ ‫على الرضوخ لهم‪.‬‬ ‫لذلك فإنّ حملة شعار «االسالم هو الحلّ» يسعون إلى‬ ‫تبرير مبتغاهم عن طريق ادعائهم بالعودة إلى االسالم‬ ‫الصحيح‪ .‬أي إلى ما قبل ‪ 1436‬عام للوراء فهذا أمر‬ ‫منفصل عن الواقع‪ .‬ما أحاول أن أوصّفه أو أن أصل‬ ‫إليه هو أن أظهر الغبن ال��ذي تعرّ ض له الناس من‬ ‫أصحاب الرايات السود الذين طعنوهم في دينهم وحياتهم‬ ‫وأخالقيّاتهم‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬إنّ الح ّل هو دولة القانون التي تحفظ حقوق مواطنيها‬ ‫وتحرس ك ّل أعضاء المجتمع بغضّ النظر عن انتماءاتهم‬ ‫القوميّة أو الدينيّة أو الفكريّة‪.‬‬ ‫فالفرد ال يقدّم بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته‪،‬‬ ‫وإ ّنما يُعرّ ف تعريفا ً قانون ّيا ً اجتماع ّيا ً بأ ّنه مواطن‪ ،‬أي بأ ّنه‬ ‫عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات‪ .‬وهو يتساوى‬ ‫فيها مع جميع المواطنين‪ ،‬من خالل المؤسّسات التي تنشأ‬ ‫وليس من خالل السلطة أو من خالل االنتخابات‪ .‬وأنّ‬ ‫الغالبيّة واألقلّيّة (السياسيّة وال أقصد الدينيّة) ال تش ّكالن‬ ‫ضمانا ً لحقوق المواطنين بدون دستور مدنيّ يحدّد سلطات‬ ‫ّ‬ ‫الحق الكامل للمواطنة‪.‬‬ ‫ك ّل منهما في إطار‬

‫زين كفا‬

‫المدني يد ّقون جرس اإلنذار‬ ‫العاملون في المجال‬ ‫ّ‬

‫االجتماعي المسكوت عنه في بيئات الثورة‬ ‫االنهيار‬ ‫ّ‬

‫لم يش ّكل أيّة صدمة بالنسبة لي ما وردني من أخبار عن‬ ‫الحالة االجتماعيّة في ريف حمص الشماليّ الخارج‬ ‫عن سيطرة النظام السوريّ ‪ ،‬ويخضع لسيطرة عدد من‬ ‫الفصائل المسلّحة‪ ،‬وتديره عدّة مؤسّسات مجتمع مدني‪،‬‬ ‫كوني ابنة تلك البيئة وعلى إطالع كبير على مجريات‬ ‫الحياة فيها‪ ،‬لكنّ الصادم فعالً كان أحد التقارير الصادرة‬ ‫عن الهيئة الشرعيّة في منطقة واحدة من مناطق الريف‬ ‫والذي يقول‪« :‬وصل عدد حاالت الطالق في الشهرين‬ ‫الماضيّين حسب تقرير الهيئة الشرعيّة إلى ‪ 650‬حالة‪،‬‬ ‫ومعظم المطلّقات ال تتجاوز أعمارهنّ ‪ ١٥‬سنة»‪.‬‬ ‫هذه النسبة المرتفعة لحاالت الطالق واإلشارة ألعمار‬ ‫المطلّقات تبيّن وجود كارثة اجتماعيّة‬ ‫حقيقيّة تنبئ بالكثير عن المستقبل‬ ‫الذي تنتظره هذه المناطق‪ ،‬إذا لم يت ّم‬ ‫تحرّ ك حقيقيّ لمعالجة األوض��اع من‬ ‫قبل مؤسّسات المجتمع المدنيّ الفاعلة‬ ‫والمعنيّة بالمرأة والطفل والقضايا‬ ‫المجتمعيّة‪.‬‬ ‫ومع هذا التقرير وغيره من تقارير‬ ‫إعالميّة وحقوقيّة نجد غيابا ً شبه‬ ‫كامل أليّة جهة فاعلة على األرض‪،‬‬ ‫تقوم بطرح حلول حقيقيّة لمعالجة‬ ‫هذه األزم��ات‪ ،‬التي باتت تأخذ شكل‬ ‫الكارثة بسبب تحوّ لها إلى ظاهرة الفته‬ ‫و تف ّ‬ ‫شي نسب انتشارها‪ ،‬ففي مدينة‬ ‫تلبيسة‪ ،‬مثالً‪ ،‬ت ّم منذ عامين تقريبا ً‬ ‫تأسيس «مكتب األ ّم والطفل»‪ ،‬وحسب‬ ‫مؤسّسي المكتب‪ ،‬لم يجد التشجيع أو‬ ‫الدعم من أيّة جهة‪ ،‬وحاول القائمون‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات و إرسال تقارير تبيّن‬ ‫عليه المشاركة مع بعض‬ ‫الواقع ومدى االحتياجات ولكن دون جدوى‪ ،‬وبقي العمل‬ ‫تطوع ّياً‪ ،‬يعتمد على إمكانات أبناء المنطقة البسيطة‪ ،‬ومع‬ ‫توسّع عمل المكتب الذي شمل كامل ريف حمص الشماليّ‬ ‫بمدنه وقراه كا ّفة‪ ،‬باتت توجد في ك ّل قرية أو مدينة خليّة‬ ‫عمل تدعم األ ّم والطفل‪ ،‬حسب اإلمكانات المتاحة‪ ،‬وباتت‬ ‫الحاجة أكبر للدعم والتمويل وتوفير برامج متخصّصة‬ ‫بإشراف متخصّصين‪ ،‬علما ً أنّ المكتب يض ّم عدداً من‬

‫النساء من حملة اإلجازات في القانون والتربية‬ ‫والتوجيه واإلرشاد النفسيّ ‪ ،‬وكلّهنّ يعملن بشكل‬ ‫تطوّ عيّ ‪ ،‬لك ّنهم يفتقرون لك ّل اإلمكانات الالزمة‬ ‫لتوسيع الطاقة االستيعابيّة لديهنّ ‪ ،‬لتخدم ك ّل الريف‬ ‫الشماليّ الذي يض ّم آالف البشر من ك ّل الفئات‬ ‫العمريّة‪.‬‬ ‫ولم تقتصر التقارير الواردة على قضيّة الطالق‬ ‫وزواج القاصرات‪ ،‬بل أشار بعضها إلى وجود‬ ‫مشكالت اجتماعيّة و نفسيّة‪ ،‬غالبا ً ما يت ّم التس ّتر‬ ‫عليها من قبل الجميع‪ ،‬ففي إحدى المناطق أشارت‬ ‫التقارير إلى تف ّ‬ ‫شي ظاهرة التحرّ ش الجنسيّ بين‬ ‫األطفال والمراهقين‬ ‫والمراهقات‪ ،‬إذ يشير‬ ‫التقرير إل��ى الحالة‬ ‫المأساويّة التي وصل‬ ‫إليها المجتمع من‬ ‫االن��ح�لال األخ�لاق��يّ‬ ‫والمجتمعيّ وإش��ارت��ه إلى‬ ‫تطوّ ر الحالة من التحرّ ش‬ ‫الجنسيّ لألطفال إل��ى ح ّد‬ ‫تحرّ ش اآلباء بالبنات وح ّتى‬ ‫األطفال الذكور منهم‪ ،‬بينما‬ ‫ال أح��د يشير إل��ى الجانب‬ ‫النفسيّ والحاجات الطبيعيّة‬ ‫لهذه الفئات التي ت ّم حرمانها‬ ‫من أبسط حقوقها‪ ،‬مع غياب‬ ‫مؤسّسات التعليم في كثير من‬ ‫المناطق و انقطاع األطفال‬ ‫والمراهقين عن ال��دراس��ة‪،‬‬ ‫إضافة لظروف الحرمان من وسائل اللعب و العيش بسالم‬ ‫مع تو ّفر ح ّد أدنى من االحتياجات المعيشية‪ ،‬ومع انتشار‬ ‫اشتراكات األنترنت الخاصّة الخارجة عن أيّة سيطرة‪.‬‬ ‫وفي ظ ّل هذا الفراغ الكبير في الوقت لدى المراهقين في‬ ‫مختلف المناطق‪ ،‬ومع غياب أيّة رقابة أو جهة تحجب‬ ‫المواقع اإلباحيّة‪ ،‬فقد زادت نسبة اإلقبال عليها لدرجة أنّ‬ ‫يحمّلها بعض األخصائيّين أسباب انتشار االنحالل ال ُخلقيّ‬ ‫بين األطفال والمراهقين‪ ،‬كما أشارت التقارير ذاتها إلى‬

‫وصل عدد حاالت‬ ‫الطالق يف الشهرين‬ ‫املاضيّني حسب تقرير‬ ‫اهليئة الشرعيّة إىل‬ ‫‪ 650‬حالة‪ ،‬ومعظم‬ ‫املطلّقات ال تتجاوز‬ ‫أعماره ّن ‪ ١٥‬سنة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫زواج القاصرات يف سورية‬ ‫انرتنت‬ ‫انتشار ظاهرة زواج القاصرات بشكل ملموس‪ ،‬ممّا أدّى‬ ‫إلى الطالق بأعداد مخيفة‪.‬‬ ‫يقول أحد القائمين على مكتب «األم والطفل» في مدينة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تعمل في مجال حقوق‬ ‫تلبيسة‪« :‬لقد ناشدنا‬ ‫اإلنسان وخصوصا ً المرأة والطفل‪ ،‬ولكن دون جدوى‪،‬‬ ‫وكان آخرها التعاون مع شبكة «أنا ه��ي»‪ ،‬والتجمّع‬ ‫المدنيّ الديمقراطيّ ‪ ،‬وغيره من ّ‬ ‫منظمات و تيّارات عمل‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات تسعى للحصول‬ ‫مدنيّ ‪ ،‬وقد تبيّن أنّ غالبيّة هذه‬ ‫على التقارير واالحصائيّات دون أن تقدّم أيّ شيء فاعل‬ ‫على األرض‪ ،‬ونظراً لصعوبة العمل واستحالته في بعض‬ ‫األحيان‪ ،‬وخصوصا ً في الريف والخوف من اال ّتهامات‬ ‫التي توجّ هها إلينا بعض الجهات‪ ،‬فقد طلبنا من وزارة الثقافة‬ ‫تأسيس وتشكيل مديريّة الثقافة وشؤون األسرة في محافظة‬ ‫حمص‪ ،‬وقد وافقت الدكتورة سماح هدايا وزيرة الثقافة‬ ‫وشؤون األسرة مشكورة على تأسيس المديريّة كاملة بما‬ ‫فيها مديريّة شؤون األسرة ومديرية اآلثار‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫المراكز الثقافيّة في الرستن وتلبيسة والحولة‪ ،‬وقد انتهينا‬ ‫من تأسيس كامل مكاتب المديريّة والمراكز الثقافيّة منذ‬ ‫أيّام قليلة‪ ،‬وكان الهدف من هذه المديريّة أن تكون سنداً لنا‬ ‫نظراً لتبعيّتها إلى وزارة الثقافة في الحكومة المؤ ّقتة‪ ،‬لكن‬

‫هذه الوزارة ال تملك أيّة موازنة ماليّة يمكننا من خاللها‬ ‫نشر الوعي والثقافة في المنطقة‪ ،‬وتقديم اإلرشاد النفسيّ‬ ‫والصحّ يّ لألطفال والنساء»‪.‬‬ ‫وبناء على تلك التقارير والمناشدات لطرح الحلول وتوفير‬ ‫الدعم للعاملين في هذا المجال‪ ،‬فإنّ القائمين على هذه‬ ‫المشاريع يد ّقون جرس اإلنذار ويهيبون بالجميع العمل‬ ‫على إيجاد الحلول المناسبة‪ ،‬والمساعدة في توجيههم إلى‬ ‫ّ‬ ‫منظمات من شأنها أن تتب ّنى هكذا مشاريع ثقافيّة واجتماعيّة‬ ‫لتمارس دورها الها ّم في بناء المجتمع وإعادة تماسكه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫ويؤ ّكد عدد من العاملين في هذا المجال أنّ معظم‬ ‫التي تعمل على األرض أو القائمين على أعمالها‪ ،‬ال تهمّهم‬ ‫سوى مصالحهم الشخصيّة‪ ،‬ولم يقدّموا أيّة حلول فاعلة‬ ‫ح ّتى اآلن‪ ،‬ويمكن لهؤالء الناشطين والمتخصّصين تقديم‬ ‫اإلحصائيّات والتقارير كا ّفة من مصدرها إذا لزم األمر‪،‬‬ ‫وتوفير جميع الثبوتيّات التي تثبت صحّ ة ما يصوّ رونه‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬وتثبت الكوارث اإلنسانيّة الموجودة‬ ‫في المجتمع‪ ،‬فهل من مستجيب؟‬

‫د‪ .‬خولة حسن احلديد‬

‫د‪ .‬عبد الرحمن ب��دوي (‪ )2002 - 1917‬أحد‬ ‫أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين‬ ‫وأغزرهم إنتاجاً‪ ،‬إذ شملت أعماله أكثر من ‪150‬‬ ‫ّ‬ ‫كتابا ً‬ ‫تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف‪،‬‬ ‫ويعتبره بعض المهت ّمين بالفلسفة من العرب ّأول‬ ‫مصري‪ ،‬وذلك لشدّة تأ ّثره ببعض‬ ‫وجودي‬ ‫فيلسوف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوجود ّيين األورو ّبيين وعلى رأسهم الفيلسوف‬ ‫األلماني مارتن هايدجر‪.‬‬ ‫من الجزء الثالث لكتابه «دراسات إسالم ّية» نختار‬ ‫هذا المقطع‪:‬‬ ‫السهرودي المقتول**‬ ‫اإلشراقي‬ ‫مؤ ّسس المذهب‬ ‫ّ‬

‫«ها نحن أوّ الً بسبيل التحدّث عن شخص وإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫يمثالن لحظة جوهريّة في تاريخ الفكر في اإلسالم‪.‬‬ ‫لكن على خالف ما حدث بالنسبة إلى أسماء لمّاعة‬ ‫لمتكلّمين وفالسفة من أمثال الفارابي وابن سينا‬ ‫والغزالي ممّن كان لبعض مؤلّفاتهم التي ترجمت‬ ‫إلى الالتينيّة منذ القرن الثاني عشر أثراً حاسما ً في‬ ‫تطوّ ر التفكير في العصر الوسيط بأوروبّا‪.‬‬ ‫نقول إ ّنه على خالف هذا لم يظفر السهرورديّ‬ ‫الحلبيّ ‪ ،‬وكان معاصراً البن رشد‪ ،‬بشرف الترجمة‬ ‫إلى اللغات األورو ّبيّة‪ .‬ومن هنا مضى عهد تأثير‬ ‫المؤلّفات العربيّة في لغتها‪ ،‬واستطاع أن يؤتي‬ ‫ثماره‪ ،‬دون أن يذكر اسمه؛ بل ما زلنا ح ّتى اليوم‬ ‫نملك غير بعض الترجمات أو النشرات الحديثة‬ ‫لمؤلّفاته الصغيرة‪ ،‬دون أن يكون لدينا عرض شامل‬ ‫ألنحاء مذهبه‪ .‬وعلينا أن نقرّ ر أنّ هذا المذهب يلوح‬ ‫أمامنا كأ ّنه مر ّكب من عناصر متباينة مع ّقدة‪ ،‬تجد‬ ‫وحدتها في الطابع الخاصّ لشخصيّته‪ ،‬حتى أنّ ك ّل‬ ‫محاولة إليجاد عرض شامل لفكره تضطرّ نا إلى‬ ‫توزيع العمل على ميادين عدّة‪ ،‬كما أنّ هذه المحاولة‬ ‫نفسها تدعو إلى تحليل يعرف التسليم بالسرّ المحيط‬ ‫بنهاية مؤسِّسه المحزنة‪ .‬والعلم بهذه المصاعب هو‬ ‫في الوقت نفسه اكتشاف لما في شخصيّة هذا الرجل‬ ‫دواع إلى االهتمام والتشويق‪.‬‬ ‫وإنتاجه ومصيره من‬ ‫ٍ‬ ‫تو ّفي السهرورديّ وهو في السادسة أو الثامنة‬ ‫والثالثين‪ ،‬في الخامس من شهر رجب سنة ‪587‬‬ ‫(‪ 29‬تمّوز سنة ‪ .)1191‬وللتمييز بينه وبين من‬ ‫يشابهونه في االس��م أطلق عليه المؤرّ خون لقب‬ ‫«الشيخ المقتول»‪ ،‬يرمون من ورائ��ه ألاّ يدعوه‬ ‫باسم «شهيد»‪ .‬ومع هذا فإنّ تالميذه لم يفهموا لقب‬ ‫«مقتول» إلاّ بمعنى «شهيد»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولهذا يجب أن ن ّتخذ من هذا الموت نفسه حاديا لنا‬ ‫في هذا التحليل‪ ،‬أل ّنه إذا كان صحيحا ً ح ّقا ً أنّ اإلنتاج‬ ‫هو علّة وجود ك ّل شخص‪ ،‬وجوهر غايته‪ ،‬فإنّ موت‬ ‫عرض‬ ‫السهرورديّ يمكن أن يتبدّى لنا‪ ،‬على أ ّنه َ‬ ‫أو حادث‪ ،‬ح ّتى لو كان أليما ً أسيان‪ ،‬بل على أ ّنه‬ ‫ك‬ ‫كمال فعل يلوح أ ّنه أهاب به وتنبّأ‪ .‬وليس من ش ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخطيه‬ ‫في أنّ ثمّة سرّ استفهام ال يمكن أليّ تحليل‬ ‫وتجاوزه‪ ،‬بيد أ ّننا سننقاد إلى هذا المقام‪ ،‬على أ ّنه‬ ‫المبدأ والنهاية التي يتجمّع عندها دوافع من مصادر‬ ‫ّ‬ ‫والحق أ ّنه بدون هذا التفسير الفريد‬ ‫متباعدة وتتوحّ د‪.‬‬ ‫ال��ذي سيضع في المقام األوّ ل ال��ذي ال تتزحزح‬ ‫عنه دوافع يمكن دائما ً بيان أنّ من الممكن العثور‬ ‫عليها عند آخرين‪ ،‬نقول إ ّنه بدون هذا سنضطرّ إلى‬ ‫االقتصار على وضع ثبت بأفكار ستنح ّل إشاراتها‬ ‫– هذه اإلشارة القيمّة ك ّل القيمة حينما نعرف نقطة‬ ‫البدء في تالقيها – إلى تجريدات تافهة‪ ،‬متداولة‬ ‫في مثل هذا الوسط المحدود اجتماع ّيا ً أو ذاك‪ ،‬إذا‬ ‫اقتصرنا على حسبانها سلعا ً للتجارة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والمسائل التي نحن بسبيل إثارتها يمكن أن ترتب‬ ‫على الصورة اإلجماليّة الثالثيّة التالية‪:‬‬ ‫أوّ الً‪ :‬ما هو مبلغ علمنا الحقيقيّ بحياة السهرورديّ‬ ‫وإنشاء مؤلّفاته؟‬ ‫ثانياً‪ :‬سنرى أنّ هذه المؤلّفات تشتمل على طائفتين‬ ‫كبيرتين‪ :‬مقاالت ميتافيزيقيّة‪ ،‬أو عروض مذهبيّة‬ ‫بالمعنى األع ّم؛ ومقاالت في صورة تشبيهات وأمثال‪.‬‬ ‫في األولى تبلغ مسائل الحكمة اإليرانيّة تمام وعيها‬ ‫النظريّ ‪ ،‬تحت تأثير األفالطونيّة المحدثة‪ .‬فعلى أيّ‬ ‫نحو إذاً يقوم هذا االقتران الذي يقدّم لنا انتقاالً إلى‬ ‫«نوع» آخر مختلف تماماً‪ ،‬أال وهو االنتقال من‬ ‫رتبة «العقل» إلى رتبة «الروح»‪ ،‬إلى لغة األنبياء‬ ‫الذين يضربون األمثال؟‬ ‫ثالثاً‪ :‬على أيّ نحو يجب علينا فهم هذا االنتقال‪،‬‬ ‫كيما يتيسّر لنا بيان المعنى والصورة الدقيقة اللذين‬ ‫ي ّتخذهما اإلس�لام والتوحيد عند السهرورديّ ‪ ،‬ال‬ ‫برغم بل بفضل تعمّقه النظريّ ؟‪»..‬‬

‫*عبد الرحمن ب��دوي‪ ،‬شخص ّيات قلقة في اإلس�لام‪ ،‬دار النهضة‬ ‫العرب ّية‪ ،‬طبعة ثانية ‪ ،1964‬الصفحات (‪.)97 – 96‬‬ ‫** اسمه الكامل‪ :‬أبو الفتوح شهاب الدين يحيى بن حبش بن أميرك‬ ‫السهروردي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫ثقافة‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫زهرة في صحراء‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬ ‫ما رأيكم دام عاركم؟‬

‫السينما السورّية‪ ..‬من أين وإلى أين؟‬ ‫عصابة من اللصوص أرعبت مدينة دمشق وزارات��ه��ا أقساما ً متخصّصة تهتم بأمور‬ ‫أيّ��ام حكم الملك فيصل األوّ ل (‪ )1920‬السينما‪ ،‬وجهّزت مخبراً سينمائ ّيا ً للعمليّات‬ ‫لسورية‪ ،‬فما كان من الشاب “رشيد جالل” إلاّ الف ّنيّة وقسما ً للتصوير السينمائيّ ‪ ،‬وصدرت‬ ‫أن حوّ ل هذه األحداث الحقيقيّة إلى سيناريو أوّ ل صحيفة أسبوعيّة مصوّ رة في دمشق‬ ‫لفلم سينمائيّ بعنوان “الم ّتهم البريء” في عام متخصّصة بأمور وأخبار السينما والسينمائييّن‬ ‫‪ ،1927‬وبمساعدة شبّان محبّين للفنّ منهم‪ :‬في سورية والعالم‪.‬‬ ‫أيّوب بدري وأحمد تلّلو ومحمّد المرادي؛ لكنّ س ّتينيّات القرن الماضي كانت بمثابة‬ ‫وبمعدّات كاملة من كاميرا ومخبر تحميض السنوات الذهبيّة للسينما السوريّة‪ ،‬فمن جهة‬ ‫وطبع‪ ،‬ت ّم التصوير الذي استمرّ ثمانية شهور‪ ،‬الك ّم أُنتج ما زاد عن ‪ 300‬فلم بين روائيّ‬ ‫ليعرض الفلم في صالة‬ ‫وقصير ووثائقيّ ‪ ،‬عبر‬ ‫ش��رك��ات خ��اصّ��ة أو من‬ ‫ع��رض “ك��وزم��وغ��راف”‬ ‫فلم «الفهد»‬ ‫الكائنة في ساحة المرجة‬ ‫المؤسّسة العامّة للسينما‬ ‫من إخراج نبيل‬ ‫التي ظهرت كقطاع عا ّم؛‬ ‫عام ‪ ،1928‬وليكون أوّ ل‬ ‫وبالطبع تفاوتت الكيفيّة‬ ‫فلم س��وريّ تنتجه شركة‬ ‫املاحل حقّق املعادلة‬ ‫“ح���رم���ون ف��ل��م ل�لإن��ت��اج‬ ‫والج ّديّة والجودة وسط هذا‬ ‫بني‬ ‫ما‬ ‫الصعبة‬ ‫ّ‬ ‫الك ّم‪ ،‬لكنها مرحلة لم تشهد‬ ‫ال��س��ي��ن��م��ائ��يّ ” لمؤسّسها‬ ‫“رشيد ج�لال وش��رك��اه”‪.‬‬ ‫بعدها السينما السوريّة هذا‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫اجلماهري‬ ‫النهوض‪ ،‬ح ّتى اليوم‪.‬‬ ‫وبسبّب نجاح الفلم تتالت‬ ‫نيّ​ّ‬ ‫الف‬ ‫واملقرتح‬ ‫ّ‬ ‫فقد ش��ه��دت الستينيّات‬ ‫العديد من اإلنتاجات لشبّان‬ ‫سوريّين‪ ،‬من أفالم قصيرة‬ ‫والسبعينيّات ازدي��اداً في‬ ‫الفكر ّ‬ ‫د‬ ‫اجلا‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وتسجيليّة ووثائقيّة‪ ،‬ث ّم‬ ‫ع���دد ص���االت ال��ع��رض‬ ‫وانتشاراً لها في مختلف‬ ‫ظهرت األفالم الناطقة في‬ ‫الثالثينيّات‪ .‬اهتمّت الدولة بعد الجالء باإلنتاج المحافظات‪ ،‬كما ظهر نجوم الشبّاك من‬ ‫السينمائيّ وظهر المزيد من الشركات‪ ،‬أمثال “دريد ونهاد” و “إغراء” وساد ما سمّي‬ ‫منها شركة نزيه الشهبندر الذي أنتج عام بالسينما التجاريّة‪ ،‬المعتمدة على مثل هؤالء‬ ‫‪ 1948‬فلم “نور وظ�لام” وش��ارك فيه من النجوم للكوميديا واإلثارة‪ ،‬كأفالم “غرام في‬ ‫ّ‬ ‫الممثلين‪ :‬حكمت محسن‪ ،‬أنور البابا‪ ،‬سعد إستانبول” و “عقد اللولو” و “غوّ ار جيمس‬ ‫ّ‬ ‫الدين بقدونس‪ ،‬وغيرهم‪ .‬كذلك أنتجت شركة بوند” أو “حبّ وكاراتيه” مقابل قلة قليلة مثل‬ ‫“عرفان وجالق لإلنتاج الف ّني” في حلب فلم فلم “الفهد” من إخراج نبيل المالح‪ ،‬الذي ح ّقق‬ ‫“عابر سبيل” من تمثيل نجيب السرّ اج وهيام المعادلة الصعبة ما بين الجماهيريّة والمقترح‬ ‫صالح وإخراج أحمد عرفان وأفالما ً قصيرة الف ّنيّ الفكريّ الجادّ‪.‬‬ ‫بدأت السينما تنحدر في الثمانينيّات‪ ،‬أوّ الً من‬ ‫متنوعّة‪.‬‬ ‫مع بداية الخمسينيّات أسّست الدولة في ناحية الك ّم‪ ،‬إذ ق ّل اإلنتاج ليصل إلى فلم واحد‬

‫سوري‪ ،‬ولد في سلم ّية‪ ،‬وتل ّقى‬ ‫شاعر وأديب‬ ‫ّ‬ ‫تعليمه فيها ث ّم في دمشق‪ .‬كان فقره سببا ً في‬ ‫تركه المدرسة في سنّ مب ّكرة‪ ،‬وكانت بيروت‬ ‫المح ّطة األساس ّية في حياته وإبداعه‪.‬‬ ‫عمل في الصحافة‪ ،‬وكتب المسرح ّية والرواية‪.‬‬ ‫رواد قصيدة النثر‪ .‬من دواوينه‪:‬‬ ‫وكان من ّ‬ ‫الفرح ليس مهنتي‪ ،‬شرق عدن غرب هللا‪،‬‬ ‫سأخون وطني‪...‬‬ ‫من قصائد مح ّمد الماغوط (‪)2006 -1934‬‬ ‫اخترنا‪:‬‬ ‫خليفة العصر ورع ّيته‬

‫من الفلم ‪ -‬انرتنت‬ ‫من فلم الفهد‬ ‫انرتنت‬ ‫– أحيانـا ً ‪ -‬في العـام‪ ،‬واألدهى أنّ المؤســّسة‬ ‫ال تعرض الفلم إلاّ في المهرجانات مثل فلم‬ ‫“نجوم النهار” ألســامة محمّد‪ ،‬وباتت تهمل‬ ‫تطوير صاالت العرض أو ح ّتى صيانتها‪،‬‬ ‫وتســنّ القوانين التي تخنق القطاع الخاصّ‬ ‫وتضّيق عليه ســبل اإلنتاج‪ ،‬واضعة يدها‬ ‫على صناعة الســينما بالكامـل‪ ،‬وتحوّ لت‬ ‫الســينما السوريّة إل��ى ما عُ��رف بسينما‬ ‫المهرجانات‪.‬‬ ‫تفاقمت األزمة في التسعينيّات‪ ،‬لش ّح اإلنتاج‬ ‫أكثر‪ ،‬وتف ّ‬ ‫شي الفساد – كما في جميع مناحي‬ ‫الحياة السوريّة – وسيطرة المؤسّسة العامّة‬ ‫عبر أسلوب سلطويّ لجعل األف�لام بوقا ً‬ ‫دعائ ّيا ً خارج ّيا ً للنظام وإدارة أمنيّة تصل‬ ‫ّ‬ ‫يمت‬ ‫إلى ح ّد استالم “محمّد األحمد” الذي ال‬

‫بصلة إلى السينما سوى أ ّنه يعتبر نفسه (ناقد‬ ‫سينمائيّ ) ويجرّ وراءه مل ّفا ً طويالً من الفساد‬ ‫والسطوة‪ ،‬ويحارب السينمائيّين الحقيقيّين‬ ‫كالمخرج عمر أميرالي‪.‬‬ ‫في الوقت نفســه‪ ،‬شــجّ ع النظام شركات‬ ‫اإلنتاج التلفزيونيّ ؛ لســهولة اســتخدامها‬ ‫ك��أداة دعائيّة تســوّ ق وت��ب��رّ ر ممارساته‬ ‫بســرعة‪ ،‬ولم تعد الســينما الســوريّة ُتذكر‪،‬‬ ‫في الســنوات الخمــس األخيرة‪ ،‬فقد غادر‬ ‫معظم المخرجين‪ ،‬لكنّ ومضات تظهر من هنا‬ ‫وهناك‪ ،‬في ظروف ال تسمح إلاّ بمحاوالت‬ ‫فرديّة تشبه ظهور زهرة في صحراء قاحلة‪،‬‬ ‫ربّما تب ّ‬ ‫شر بربيع‪.‬‬

‫ّ‬ ‫بشار فستق‬

‫من فوق دمشق‬

‫روح الشام‪ ..‬الحلم واألمل‬ ‫غادرنا سورية إلاّ أ ّن سورية مل تغادرنا‬ ‫ارتفعت الطائرة محلّقة فوق مدينة دمشق القابعة فيها مدينتنا‪ ..‬والفوضى‪..‬‬ ‫لتظهر أشجار غوطتها ملوّ نة المدينة بأخضر والشوارع التي غاب جزء كبير من‬ ‫أشجار المشمش الذكيّة والتي لم أذق طعمها أه ّميّتها وعراقتها ورزحت المدينة‬ ‫تحت عبء اإلهمال والفساد‪..‬‬ ‫منذ أن غادرت مدينتي قبل ثالثة أعوام‪.‬‬ ‫تلك المرّ ة األولى التي أطير فيها من دمشق ك��ان وال��دي يسمعني وينظر إليّ‬ ‫إلى ما كانت حينها تسمّى تشيكسلوفاكيا بطرف عينيّة صامتاً‪ ..‬وبين الفينة‬ ‫لحضور زفاف خالتي‪ ،‬وذلك قبل ‪ 35‬عاماً‪ ..‬واألخرى يبتسم ابتسامة ساخرة م ّني‬ ‫وكانت تلك آخر مرّ ة أرى دمشق فيها مز ّنرة ومن مقارنتي الرعناء والسطحيّة‪..‬‬ ‫باألخضر ‪..‬على العكس ممّا كانته آخرة ابتسامة لم أدرك كنهها إلاّ‬ ‫ّ‬ ‫متأخرة‪..‬‬ ‫م��رّ ة حين غادرناها مرغمين مكرهين‪ ..‬تركني فرحة بانجازي البسيط‬ ‫مدينة صفراء شاحبة ي ّتضح للعيان مدى بزيارة روما‪ ،‬ولم يرد أن يفسد علّي‬ ‫تصحّ رها وجفافها ‪ ..‬ج ّففت لدرجة يصعب متعة زيارتي واكتشافي‪.‬‬ ‫إلاّ أ ّن���ن���ي‬ ‫معها تصديق أ ّنه قد يأتي يوم‬ ‫وب��ع��د سنوات‬ ‫وتهطل فيها قطرة ماء واحدة كان والدي يسمعين‬ ‫اكتشفت عمق‬ ‫لتروي المدينة‪..‬‬ ‫بطرف‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫وينظر‬ ‫ّ‬ ‫ما كانت تقوله‬ ‫تلك المدينة الممتدّة عبر‬ ‫ّ‬ ‫ال��ت��اري��خ‪..‬‬ ‫م��ت��ج��ذرة في عينيّة صامتاً‪ ..‬وبني‬ ‫ل��ي ع��ي��ن��اه‪ ...‬دمشق‬ ‫العراقة والحضارة ‪..‬مدينة‬ ‫كانت نظراته انرتنت‬ ‫واألخرى‬ ‫الفينة‬ ‫ً‬ ‫ت��ق��ول ل���ي‪ :‬يا‬ ‫عندما تغادرها تعرف تماما‬ ‫قيمتها وأه ّميّتها بين ك ّل دول يبتسم ابتسامة ساخرة‬ ‫م��س��ك��ي��ن��ة!!!‬ ‫وابتسامته تخبرني كم أنا‬ ‫العالم التي سبق وزرتها ً منيّ ومن مقارنيت‬ ‫جاهلة‪ .‬أقول ذلك اآلن‬ ‫والسويد التي أقطنها حال ّيا‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫والسطح‬ ‫الرعناء‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬ليست أل ّنها مدينتي‬ ‫ومنذ عام ونصف تقريباً‪..‬‬ ‫ومن البديهي أن يحبّ‬ ‫قصص وقصص قد نرويها‬ ‫ّ‬ ‫ويرويها لنا بمتعة فائقة من سبق وزارها ولم اإلنسان المكان الذي ولد ونشأ فيه‪..‬ألنها‬ ‫حقيقة لم يكن هناك بديل عنها أو شبيه لها‬ ‫يستطع نسيانها‪..‬‬ ‫حزينة ج ّداً من نفسي وعاتبة على روحي في العالم‪ ..‬وأل ّنها فعالً أه ّم‬ ‫بأ ّنني لم أكن أعي قيمتها الحقيقيّة إلاّ منذ فترة وأعرق عاصمة زرتها قبل‬ ‫قصيرة نسب ّيا ً من عمري‪ ..‬فبعد زيارتنا أنا وأثناء تلك السنوات الثالث‬ ‫وزوجي ثائر في عام ‪ 2000‬لروما عدت الماضية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫منها مدهوشة بجمالها وعراقتها وأصبحت أذك��ر كثيرا تجربة صديقنا‬ ‫في حالة مقارنة دائمة بين ك ّل مظاهر الحياة التونسيّ ال��ذي زار مدينتي‬ ‫في سورية وبين مظاهر الحياة في إيطاليا‪ ..‬ألوّ ل م����رّ ة‪ ..‬وص��ل إليها‬ ‫نسيت آن��ذاك أنّ مامرّ على سورية خالل وبرفقته زوجته في الساعة‬ ‫خمسين عاما ً من حكم عائلة األسد من إفساد الثالثة صباحاً‪ ،‬ولم يرد أن‬ ‫وتدمير ممنهجين ومدروسين ق��ادوا فيها يوقظ أهل أصدقائه المقرّ ر‬ ‫أن يكون في ضيافتهم‪ .‬فأخبر‬ ‫سورية إلى الخراب‪..‬‬ ‫لم نكن ندرك حينها مدى سذاجتنا وبساطة س��ائ��ق التكسي أن يبحث‬ ‫تفكيرنا في تقديرنا للقيمة الحقيقة لما كان بين له عن فندق يقيما فيه تلك‬ ‫الليلة وحتى مطلع الصباح‪..‬‬ ‫أيدينا ولم نحافظ عليه كالرجال‪..‬؟!!!‬ ‫أذكر بعد رحلتنا لروما‪ ،‬ذهبت لزيارة والدي وتقريبا ً بحثا في ك ّل أنحاء‬ ‫الدمشقيّ المتمسّك ح ّتى هذه اللحظة بروح المدينة عن غرفة ولم يجدا‬ ‫المدينة العبق وجمالها وخصوصيتها وأنا ‪..‬إلى أن حسم السائق الموضوع وقال لهما‬ ‫أحدّثه عن روم��ا معجبة بجمالها وابّهتها دعوني أتصرّ ف‪ ..‬وقادهما إلى بيته‪ ..‬وأوقظ‬ ‫وتاريخيّتها‪ ..‬وأن��ا أحدّثه عن سور روما زوجته وأخبرها بأنّ لديهما ضيوفا ً وعليها أن‬ ‫وعظمته والفارق الكبير بينه وبين سور تبدّل شراشف غرفة النوم والمخدّات‪ ..‬وطلب‬ ‫دمشق‪ ..‬وباب شرقي‪ ..‬مبدية تأ ّففي من القذارة منها أن تحضر لهم أعظم فطور صباح‪..‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وقام هو أيضا ً باعداد نفس نرجيلة ‪ ..‬تناولوا‬ ‫جميع طعام اإلفطار ودخنا سويّة أروع نفس‬ ‫نررجيلة‪ ..‬وقال لهما ابقيا في ضيافتي ماشاء‬ ‫لكما‪ ..‬وتصبحا على خير ‪..‬‬ ‫كان صديقنا يروي حكايته مدهوشا ً ح ّتى بعد‬ ‫مرور سنوات وسنوات‪ ..‬وقال لي إنّ ماجرى‬ ‫معه في سورية لم ولن يحدث مع أيّ سائح في‬

‫أيّة بقعة من العالم إلاّ في دمشق فقط‪..‬‬ ‫وكما قال أحد األصدقاء ‪..‬غادرنا سورية إلاّ‬ ‫أنّ سورية لم تغادرنا‪..‬‬ ‫عرفت ذلك عندما أن زرت مدينة ‪ 6‬أكتوبر‬ ‫في القاهرة‪ ،‬والسائق يجول بي الحيّ بحثا ً‬

‫عن العنوان الذي كنت أنوي زيارته‪ ..‬كانت‬ ‫الشوارع تغصّ ببائعي الفالفل والتسقية‬ ‫والزيت البلدي والزيتون واللبنة والزيت‬ ‫والزعتر والقشطة‪ ..‬ورائحة الخبز(المر ّقد)‬ ‫ال��س��وريّ تمأل ال��ش��وارع بعبق سورية ‪..‬‬ ‫والجبنة البيضاء (آآآآآآآه عالجبنة البيضا‪..‬‬ ‫ووج��ع��ي منها وياحسرتي عليها ‪ )..‬لم‬ ‫تكن ت���وازي ع��ن��دي ك ّل‬ ‫الجبنة الفرنسيّة بأنواعها‬ ‫ال‪!!600‬‬ ‫سألت السائق هل كانت‬ ‫الشوارع تع ّج هكذا بالناس‬ ‫وبحركتهم ‪..‬قال لي كانت‬ ‫فارغة‪ .‬السوريّون ملؤوها‬ ‫حركة ونشاطا ً واستثمارات‬ ‫‪..‬بروحهم وحيويّتهم ‪..‬‬ ‫أين هم السوريّون اآلن؟!‬ ‫يملؤون العالم‪ ..‬مشرّ دين‪..‬‬ ‫مش ّتتين‪ ..‬يتندّرون فيما‬ ‫بينهم وكلّما اجتمعوا على‬ ‫خصوصيّة بلدهم ‪..‬وجمال‬ ‫روح����ه‪ ..‬ي��ن��دب��ون روح‬ ‫دمشق التي حرموا منها‪..‬‬ ‫روح أهلها وحيويّتهم‬ ‫وإبداعهم ‪..‬‬ ‫سوريّتنا‪ ..‬الحلم ‪...‬‬ ‫سوريّتنا‪ ..‬األمل الضائع ‪..‬‬

‫ع ّزة البحرة‬

‫والعالم يدخل األلفيّة الثالثة عصر النور‬ ‫والتنوير أعلن للعالم‬ ‫أجمع وعلى مسامعكم بالذات‪:‬‬ ‫إ ّنني ض ّد العلم والمعرفة واألدب والفنّ والنور‬ ‫والتنوير‬ ‫وأ ّنني م��زوّ ر محتال دول��يّ ومعدوم الذمّة‬ ‫والرحمة والضمير‬ ‫وحرّ ضت األبناء على اآلب��اء واآلب��اء على‬ ‫األمّهات واألمّهات‬ ‫على األجداد‬ ‫وحلّلت الزنى واللواط والشذوذ بك ّل أنواعه‬ ‫وأوضاعه ح ّتى بين‬ ‫الحيوانات والطيور‬ ‫وشجّ عت الرشوة والفساد والتهريب والمتاجرة‬ ‫بالممنوعات وزراعة‬ ‫وتصنيع المخدرات‬ ‫ومضاعفة الضرائب والنهب والسلب والتنصّت‬ ‫والتجسّس‬ ‫والفتن الطائفيّة والقتل على الهويّة ورجم‬ ‫المحصّنات وتكريم الفاجرات‬ ‫وح��رّ م��ت الديمقراطيّة والحياة البرلمانيّة‬ ‫وكرّ ست اإلرهاب‬ ‫والتعيينات العشوائيّة وتزوير االنتخابات بنسبة‬ ‫‪ 99‬و‪% 100‬‬ ‫والديكتاتوريّة واألحكام العرفيّة والمقابر‬ ‫الجماعيّة والتعذيب الجسديّ‬ ‫والنفسيّ في ك ّل زمان ومكان‬ ‫وحرقت الحقول والبيادر والمؤسّسات العامّة‬ ‫والخاصّة وطاردت‬ ‫العمّال والفالحين والطلاّ ب والمعلّمين وباركت‬ ‫اإلقطاع والسفلة‬ ‫ّ‬ ‫وغطيت الشوارع والساحات بالقتلى‬ ‫واأل ّميّين‬ ‫والجرحى والمغتصبات‬ ‫وعرقلت المرور والنجدة واإلسعاف واإلطفاء‬ ‫وسمّمت اآلبار واألنهار والبحار والشواطئ‬ ‫ولوّ نت الهواء‬ ‫وحرقت الغابات وحفرت الحدائق والمالعب‬ ‫ّ‬ ‫والمتنزهات‬ ‫وأطلقت الفئران والجرذان والبوم والغربان في‬ ‫الشوارع والساحات‬ ‫ّ‬ ‫وساعدت على انتشار األوبئة وتفشي األمراض‬ ‫المعدية‬ ‫والقاتلة كاإليدز والطاعون والسفلس والسرطان‬ ‫ّ‬ ‫المحطات األرضية‬ ‫وفتحت الطريق أم��ام‬ ‫والفضائيّة لألفالم الهابطة‬ ‫واألغ��ان��ي الرخيصة واألخ��ط��اء اللغويّة‬ ‫والجغرافيّة والتاريخيّة‬ ‫وأ ّنني أصوم في رجب وأفطر في رمضان‬ ‫فما رأيكم دام عاركم يا كالب يا إمّعات يا‬ ‫زواحف يا حشرات!؟‬ ‫الرعيّة‪ :‬وهللا لو رأينا فيك اعوجاجا ً‬ ‫ ‬‫لقوّ مناه بسيوفنا!‬ ‫حوار األمواج‬ ‫ال أريد أن أكون قذراً وال مع ّقما ً‬ ‫فلك ّل من الحالتين تبعاتها‪.‬‬ ‫*‬ ‫في القرى يدعو األهل على الولد المشاكس أو‬ ‫قليل الهمّة‪:‬‬ ‫لتركض ورغيفك يركض‬ ‫ولم أكن أعرف أن رغيفي‬ ‫قد يدخل في سباق «دربي» الشهير‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫أحيانا الصمت أجمل موسيقا في العالم‬ ‫*‬ ‫أيّة أغنية تريدين؟‬ ‫وعلى أيّ إيقاع؟‬ ‫وليس عندي سوى نقرات أصابعي‬ ‫على قفا الصحون الفارغة‬ ‫وخوذ الشهداء المجهولين‬ ‫*‬ ‫أيّة رقصة تريدين؟‬ ‫تانغو؟‬ ‫قد أعديك بسعالي وزكامي‬ ‫فأنا ّ‬ ‫مدخن عتيق‬ ‫وفمي فوّ هة بركان‬ ‫*‬ ‫رقصة الغجر؟‬ ‫قد أكشف سوء طالعك‬ ‫بقذف الودع بين األفاعي والعقارب‬ ‫ومسروقات العائلة اليوميّة‬ ‫*‬ ‫رقصة البحر؟‬ ‫نحن وحيدان في زورق نجاة‬ ‫فلماذا نلفت أنظار البحر إلينا‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 11‬آب ‪2015/‬‬

‫مقامات‬

‫ّ‬ ‫لكل مقام مقال‬

‫«الهيباكوشا»‪ ..‬يطوفون‬ ‫العالم على متن «السالم»‬

‫بدنا حنكي‬

‫سورية الخاوية‪..‬‬ ‫سورية الـ «ال أحد»‬

‫مب ّكراً رفعت ميليشيات سلطة العصابة شعارها‬ ‫«األسد أو ال أحد» وتحديداً في تمّوز ‪،2000‬‬ ‫رأيت تلك العبارة على يافطة كبيرة بيضاء‬ ‫ملّعقة بين عمودي كهرباء في مستديرة على‬ ‫مدخل طريق يودي بنا إلى مناطق شاليهات‬ ‫الشاطئ األزرق ورأس ابن هاني في الالذقيّة‪،‬‬ ‫عقب لغط حصل داخل األسرة الحاكمة(!) بين‬ ‫أنصار االبن وبقايا أنصار الع ّم المقيم في منفاه‬ ‫االختياريّ في «ماربيّا»‪.‬‬ ‫كانت تلك أول��ى الرسائل إل��ى الشعب‬ ‫السوريّ الذي لم يُنظر له ّ‬ ‫قط إلاّ كقطيع يتعيّن‬ ‫عليه العمل بالسخرة في تلك المزرعة األسديّة‬ ‫الكبيرة المسمّاة «سورية األسد» مقابل ما يمنّ‬ ‫عليه سيّد المزرعة من نعمة الطعام واألمن‬ ‫المرهون بالصمت!‪.‬‬ ‫ال��ي��وم وبعد س��ن��وات خمس م��ن مسعى‬ ‫السوريّين لحرّ يّة‪ ،‬ما ذاق��وا طعما ً لها ّ‬ ‫قط‪،‬‬ ‫ودفعوا ثمنا ً لها دماراً شامالً لبلدهم وتشريد‬

‫نصف شعبه‪ ،‬واجتياح ال��ي��أس واالح��ب��اط‬ ‫النفوس أمام صمت المجتمع الدوليّ على أكبر‬ ‫جريمة ض ّد اإلنسانيّة في العصر الحديث‪،‬‬ ‫تنتشر جائحة الهجرة والفرار التماسا ً لمساحة‬ ‫آمنة‪ ،‬وتلمّسا ً لمستقبل ما عاد متاحا ً تحت ركام‬ ‫بلد أريد له الدمار‪.‬‬ ‫آالف مؤلّفة من الشباب والعائالت تغادر‬ ‫تركيا يوم ّيا ً عبر منافذ بحريّة هي األقرب‬ ‫واألكثر أمانا ً لتكون منطلقا ً لرحلة تتعدّد فيها‬ ‫المسارب والسبل لك ّنها تنتهي بج ّنة مفترضة‬ ‫تمنح الالجىء إليها فرصة ليكون إنساناً‪.‬‬ ‫هي رحلة التشرّ د المديد في أصقاع األرض‬ ‫بحثا ً عن فرصة مستقبل لألبناء أريد لها أن‬ ‫تكون في أوطان بديلة عن وطنهم الذي تكالبت‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬ ‫عليه الضباع الشرهة ومنع عن أهلوه‬ ‫في حماية أنفسهم من االفتراس‪.‬‬ ‫ال تلوموا هؤالء إن بحثوا عن فرصة في‬ ‫مساحات الحياة التي ضاقت كثيراً في وطنهم‪،‬‬

‫مخرج معارض ُيّتهم باإلرهاب‬

‫وس���������دّت‬ ‫أمامهم ك ّل‬ ‫منافذ العيش‬ ‫ال����ك����ري����م‬ ‫وس���ب���ل���ه‪..‬‬ ‫ه��ي طبيعة‬ ‫اإلن����س����ان‬ ‫واألش����ي����اء‬ ‫والحياة‪.‬‬ ‫س��وري��ة‬ ‫ال��ت��ي ت��ك��اد‬ ‫ت������ك������ون‬ ‫خاوية‪ ..‬هي‬ ‫س��وري��ة ال��ـ‬ ‫«ال أح���د»‬ ‫التي يريدها الطاغية إنْ نازعه أحد «ملكه»!‪.‬‬

‫بعد مرور ‪ 70‬عاماً‪ ،‬سيظ ّل العالم يتذ ّكر القنبلتين الذرّ يتين اللتين ألقيتا على «هيروشيما»‬ ‫و «ناغازاكي»‪ ،‬حين هدّد «هاري ترومان» الرئيس األميركيّ آنذاك‪ ،‬أ ّنه في حال رفض‬ ‫اليابان االستسالم سيؤدّي ذلك إلى أن تقوم دول الحلفاء بمهاجمتها وتدمَّر القوّ ات المسلّحة‬ ‫اليابانيّة؛ لكنّ أحداً لم يكن يتو ّقع أن ُتلقى قنبلة ذريّة على اليابان‪.‬‬ ‫ُخلّد اسم «هيروشيما» كأوّ ل مدينة في العالم تتل ّقى قنبلة ذرّ يّة في تاريخ البشريّة‪ ،‬إذ قُتل‬ ‫يوم ‪ 6‬آب عام ‪ 1945‬في التوّ نحو ‪ 70‬ألف إنسان‪ ،‬وتضاعف العدد ليصل إلى ‪ 140‬ألفاً‪،‬‬ ‫ومسحت ج ّل مباني المدينة عن وجه األرض‪.‬‬ ‫بعده بـ ‪ 3‬أيّام‪ ،‬أي في ‪ 9‬آب أُلقيت القنبلة الذرّ يّة الثانية على مدينة «ناغازاكي»‪ ،‬لتقتل ‪80‬‬ ‫ألفا ً من البشر‪ ،‬وإنّ فاقت األولى بالقوّ ة التدميريّة‪ ،‬إذ بلغ وزنها ‪ 4,6‬ط ّنا ً واسمها «الرجل‬ ‫البدين»‪ ،‬فيما كان وزن األولى ‪ 4‬أطنان واسمها «الولد الصغير»‪.‬‬ ‫زالت معالم المدينتين‪ ،‬واختفت أشكال الحياة فيهما لسنوات طويلة‪ ،‬إثر اإلشعاعات (أشعّة‬ ‫جامّا وغيرها)‪ ،‬ودرجات الحرارة الهائلة (بلغت أكثر من ‪ 4‬آالف درجة سيلسيوس مئويّة)‪.‬‬ ‫استسلمت اليابان بعد س ّتة أيّام (في الـ ‪ 15‬من آب) حسب شروط دول الحلفاء‪ ،‬وتشير‬ ‫التقديرات إلى وفاة ‪ 200‬ألف إنسان ح ّتى عام ‪ ،1950‬بسرطانات ‪ -‬وغيرها من األمراض‬ ‫ بسبب ما نتج عن اإلشعاعات الصادرة من القنبلتين‪.‬‬‫ووصل عدد الناجين ‪ -‬ولك ّنهم متضرّ رون على شكل تشوّ هات ناتجة عن اإلشعاعات‬ ‫بأنواعها ‪ -‬من القنبلتين الذرّ يّتين إلى ‪ 235,569‬إنساناً‪ ،‬وأطلق عليهم تسمية «الهيباكوشا»‬ ‫ومعناها في اللغة اليابانيّة «الس ّكان المتضرّ رون من االنفجار»‪ ،‬وأخذوا يزورون مدن‬ ‫العالم على متن سفينة أسموها «السالم»‪ ،‬وهم يقومون بسرد قصص نجاتهم وينشرون‬ ‫الوعي حول خطورة استخدام السالح الذرّ يّ والنوويّ وأسلحة التدمير الشامل‪ ،‬وخطر‬ ‫الحرب على الحياة البشريّة جمعاء‪.‬‬ ‫يحكي أحد «الهيباكوشا» واسمه «كيهيرو تاكاهاشي» أ ّنه كان في الرابعة عشر من عمره‬ ‫حين وقعت الكارثة‪ ،‬فقد كان مع زمالئه في الصباح داخل مدرسته الثانوية والتي تقع على‬ ‫بعد ‪ 1,4‬كيلومتراً من موقع سقوط القنبلة الذريّة األولى‪ ،‬وبأ ّنه ظ ّل يتل ّقى العالج لمدّة ثمانية‬ ‫عشر شهراً‪ ،‬وحتى اليوم تنمو أظافره سوداء اللون‪.‬‬ ‫يصف «تاكا هاشي» ما جرى معه بالقول‪ :‬كانت درجات الحرارة هائلة‪ ،‬شعرت بأنّ‬ ‫ك ّل جزء من جسدي يحترق‪ ،‬فألقيت بنفسي في النهر للتقليل من حدّة ما أشعر به‪ ،‬ث ّم‬ ‫غادرت النهر متوجّ ها إلى منزلي على طول الس ّكة الحديديّة في المنطقة‪ ،‬في الطريق‬ ‫وجدت صديقي «توكيجيور هاتا»‪ ،‬كانت العضالت في جسده ظاهرة تماما ً في مشهد‬ ‫مخيف‪ ،‬وقدماه أصيبتا بحروق بالغة‪ ،‬حينها أدركت أ ّنني مصاب أيضا ً بحروق بالغة نتيجة‬ ‫االنفجار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال تزال سفينة «السالم» تطوف العالم مكمّلة مهمّتها‪ ،‬في بث الوعي والتذكير بالمأساة‪.‬‬ ‫ومن فظائع تاريخ هذه الكارثة أنّ نتائجها كانت معروفة سلفا ً وبد ّقة‪ ،‬من قِبل قوّ ات البحريّة‬ ‫األمريكيّة‪ ،‬فقد تمّت تجربة القنبلتين في جزيرة «بيكيني»‪ ،‬وعلم الفريق المسؤول أنّ‬ ‫تجاربه تطابقت وحصلت على النتائج المتو ّقعة‪ ،‬واألكثر فظاعة أنّ احتفاالً أقامه المسؤولون‬ ‫عن تصنيع القنبلتين باسم «‪ »Atomic Cake‬أي الكعكة الذرّ يّة‪ ،‬أطلقت دخانا ً مشابها ً‬ ‫في الشكل للدخان الصادر عن القنبلة الحقيقيّة!!‬ ‫يقال إنّ الطيار المساعد «روبرت لويس» الذي رمى القنبلة الذرّ يّة األولى على هيروشيما‬ ‫من الطائرة القاذفة األميركيّة ‪ ،B29‬صرخ حينها‪ :‬يا إلهي ما هذا الذي فعلناه!؟‬ ‫واليوم نذ ّكر العالم بأنّ عصابة األسد تستخدم أسلحة التدمير الشامل في قتل السوريّين‪.‬‬

‫حسيب م‪ .‬عدي‬

‫غزوان قرنفل‬

‫جليدي «مص ّغر» سيضرب األرض‬ ‫عصر‬ ‫ّ‬

‫آخر خبر‪...‬‬ ‫مازن درويش حرّ اً‬ ‫لو لم أكن محاميا ً لوددت أن أكون‬ ‫محاميا ً كرمى لعين الزمالء مازن‬ ‫درويش ورزان زيتونة وماهر عبد القادر وأمين عبد‬ ‫اللطيف وإسماعيل سالمة والقائمة تطول‪.....‬‬ ‫من ّ‬ ‫حق كل سوريّ أن يفرح بحرّ يّة المحامي مازن‬ ‫درويش‪.‬‬

‫حممود محام‬ ‫ّ‬ ‫العز والصمود تقف بوجه‬ ‫زبداني‬ ‫ّ‬ ‫حذر علماء بريطانيّون من أنّ الشمس ستشهد بحلول ‪ 2030‬ظاهرة تسمّى «مينيموم دو دول طاغية مجرمة وبراميل قاتلة‬ ‫موندر» تؤدّي إلى انخفاض محسوس في دراجات الحرارة في األرض‪ ،‬كما حدث ما بين وأنظمة فاسدة‪.‬‬ ‫عامي ‪ .1715-1645‬والحظ عالم الفلك «جون إدي»‪ :‬أنّ عدد البقع الشمسيّة السوداء ‏ محمّد ابراهيم‬ ‫والمجال المغناطيسيّ للشمس آنذاك أدنى ممّا هي عليها اليوم‬ ‫سورية ك ّنا نقضي الصيف ك ّل سنة بالزبداني‪ ،‬يا ما‬ ‫شايفة ميكرويات زبداني بلودان وزبداني مضايا بس‬ ‫زبداني القدس بصراحة بعمري ما شفته!‬

‫مثل المخرج السينمائيّ األوكرانيّ «أوليغ سينتسوف» للمحاكمة في مدينة «روستوف»‬ ‫في جنوب روسيا بتهمة التآمر لـ «شنّ أعمال إرهابيّة» في شبه جزيرة القرم‪.‬‬ ‫ويعتبر «سينستوف» ‪ 39‬عاما ً مخرج فيلم «‪ « gamer‬عام ‪ ،2011‬أحد أه ّم الشخصيّات‬ ‫األوكرانيّة العديدة المحتجزة لدى روسيا‪ ،‬والمعارضة لض ّم جزيرة القرم عام ‪2014‬‬

‫«إل جي» تطرح الهاتف‬ ‫الذكي «بيللو‪»2‬‬ ‫ّ‬

‫الطعام المالح‬ ‫ال يسبّب العطش‬ ‫ت���وصّ���ل���ت‬ ‫دراسة حديثة‬ ‫ش��م��ل��ت ‪58‬‬ ‫مشاركا ً ُ‬ ‫طلب‬ ‫ف���ي���ه���ا م��ن‬ ‫ا لمشا ر كين‬ ‫ت������������ذوّ ق‬ ‫م���ك���سّ���رات‬ ‫سكريّة وأخرى مملّحة‪ ،‬إلى أنّ الطعام المالح ال يسبب‬ ‫بالضرورة العطش أو يدفعنا لتناول المزيد من المياه‪.‬‬ ‫ولفت الباحثون إلى أنّ زيادة استهالك األغذية المالحة‬ ‫قاد إلى زيادة في مجموع السعرات الحراريّة المستهلكة‬ ‫التي تقود للبدانة‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫تعتزم ش��رك��ة «إل جي‬ ‫إلكترونكس» ‪ -‬ثاني أكبر‬ ‫منتج إلكترونيّات في كوريا‬ ‫الجنوبية ‪ -‬ط��رح هاتف‬ ‫ذك��يّ رخيص الثمن في‬ ‫األسواق العالميّة في وقت‬ ‫الحق من الشهر الحالي‪.‬‬ ‫ويعمل الهاتف بتكنولوجيا‬ ‫الجيل الثالث من شبكات‬ ‫ال��ه��ات��ف ال��م��ح��م��ول مع‬ ‫خصائص أقوى فيما يتعلّق‬ ‫بالتقاط ال��ص��ور الذاتيّة‬ ‫«سيلفي»‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق ‪ -‬غزوان قرنفل‬ ‫ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫إصالح «الفيفا»‬ ‫بيد كوفي عنان‬ ‫ط��ال��ب��ت م��ج��م��وع��ة‬ ‫م��ن النشطاء بإجراء‬ ‫إصالحات في اال ّتحاد‬ ‫ال��دول��ي ل��ك��رة ال��ق��دم‬ ‫(الفيفا) وإسناد المهمّة‬ ‫إلى كوفي عنان األمين‬ ‫ال��ع��ام ال��س��اب��ق لألمم‬ ‫المتحدة ع��ن طريق‬ ‫ت��ول��ي��ه رئ��اس��ة لجنة‬ ‫مستقلّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ور ّد عنان‪ :‬إنه سيكون‬ ‫م��س��ت��ع�� ّداً لتل ّقي أيّ‬ ‫عرض رسميّ من داخل أسرة كرة القدم‪.‬‬

‫االخراج الفني‬

‫الموقع اإللكتروني‬

‫منير األيوبي‬

‫باسل العبداهلل‬

‫‪aber Sabeel‬‬

‫القدس ال تمرّ بالزبداني‪ .‬أهلنا بالزبداني عملتو بأصلكم‬ ‫لمّا حويتوهم بحرب تمّوز‪ ،‬واآلن هم عملو بأصلهم لمّا‬ ‫قصفوكم‬ ‫‪/#syria‬مغرد‬ ‫أغنية «بشائر ال��ث��وّ ار» في سبع‬ ‫دقائق (فيديو) عن الزبداني‪:‬‬ ‫صار الثلج األبيض فيها‪ ..‬أحمر من‬ ‫دم الشهداء‪ ..‬أطفالها تبكي وتصرخ‬ ‫تصرخ من قصف الجبناء‪ ..‬شبابها صاروا البركان‬ ‫يلي بيحرق الطغيان‪ ..‬صمدوا ورفعوا علم الثورة‪..‬‬ ‫علم ّ‬ ‫العزة واألبطال‪ ..‬زبداني الغضب الدائم‪ ..‬عم تزهر‬ ‫باألحرار‪..‬هلّت منها البشاير‬ ‫بشاير نصر الثوّ ار‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=pKuQ0jYQQyg‬‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.