ق����راءة من داخل احل���ق���ل السياس ّي
حني تستبعد الثورة ناشطاتها السويداء.. بإنتظار احلصاد امل ّر
ص2
ص11
ص8
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية
السنة الثانية
/11آب 2015 /
العدد - 35 -
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
االفتتاحية
قبل فوات األوان
سورية ودمار احلرب انرتنت
السياسي خمسة مفاهيم أساسّية في العمل ّ
عقالني مع فكرة ّ السياسي الحل نحو تعامل ّ ّ التدخل يف إطار ما يسمّى توازن القوى الشامل
إنّ التعامل مع فكرة الح ّل السياسيّ أمر دقيق وحيويّ ،على التاريخ والتجارب األخرى ،ومعرفة بالدول ويحتاج من وجهة نظري إلى وعي وإدراك خمسة ومصالحها وغاياتها ،إلى جانب امتالكه بالطبع مفاهيم أساسيّة في العمل السياسيّ ،وهي :الخطاب ألهداف كبرى ومصالح عليا يعمل من أجلها ،فإنّ السياسيّ ،الموقف السياسيّ ،الرؤية السياسيّة والهدف أداءه السياسيّ سيكون خبط عشواء ،وستكون مواقفه السياسيّ ،التحليل السياسيّ ،األداء السياسيّ ،وأستطيع متغيّرة بشكل متسارع ،ومن السهولة اإليقاع به أو أن أعرض األمر بشكل مبسّط فيما سيأتي. توريطه في مواقف ال تجر إلاّ الخراب .هناك احتمال لحدوث مواقف خاطئة في الممارسة السياسيّة ،وهذه فعلى مستوى الخطاب السياسيّ ،أعتقد من المعيب يمكن تصحيحها بوسائل عديدة ،لكن عندما تكثر أن يظهر شخص ما في اإلع�لام هذه المواقف الخاطئة يصبح من ويقول «أنا ض ّد الح ّل السياسيّ ،أنا المنطقي توصيف هذا األداء باألداء ً إىل ا استناد مع الحسم العسكريّ » ،مهما كانت غير العقالني ،وه���ذا ال يمكن األحوال .فليس هناك عاقل يخاطب تصحيحه. حتليلي للواقع العالم ووسائل اإلع�لام مستخدما ً فإنّين ال آمل تعابير تدلّل على شروعه بالقتل أو يفترض بالرؤية االستراتيجيّة اإلعالن عن عزمه على استخدام إذاً أن تكون البوصلة التي تحكم مؤمتر من السالح من دون وج��ود مبرّ رات الموقف السياسيّ ،وم��ن دونها جنيف الكثري قانونيّة مشروعة أو دعم دوليّ لهذا يصبح أيّ موقف سياسيّ معلّقا ً في الخيار .أي ينبغي أن يستند الخطاب الهواء .هذه الرؤية السياسيّة هي اللحظة هذه يف ّ السياسيّ ،في أيّة لحظة ،ومهما كان التي تجعلنا ال نضع البيض كله في السياسية الوضع القائم ،على مقولة «نحن سلة أيّ موقف سياسيّ أو لحظة ّ مع الح ّل السياسيّ من حيث المبدأ، سياسيّة ،بل أنها تتيح لنا أن نستخدم لك ّننا نريد تحديد ماهيّة هذا الحلّ» ،وذلك من أجل أن رهاناتنا وقدراتنا األخرى في مستويات عديدة ،وهذه يكون الخطاب السياسيّ متوافقاً ،ظاهر ّيا ً على األقلّ ،بدورها تحسّن من موقفنا السياسيّ . مع األخالقيّات المعروفة والحقوق والقانون الدوليّ . أمّا التحليل السياسيّ ،فإ ّنه يعتمد على قراءة الواقع أمّا الموقف السياسيّ ،فثمّة معايير عديدة تحكم أيّ وموازين القوى الواقعيّة والكامنة في رحم الواقع موقف تجاه قضيّة ما ،لكن على العموم يمكن القول من دون ّ تدخل الرغبات واألماني واأليديولوجيّات إ ّنه من غير الشائع في عالم السياسة االختيار بين واأله��داف ،وليس بالضرورة أن يتطابق التحليل الموقف الصائب والموقف الخاطئ ،فالمنطق والواقع السياسيّ مع الموقف السياسيّ ،أو باألحرى من النادر يقوالن إنّ االختيار يكون في الغالب األع ّم قائما ً على أن يتطابقا .مثالً ،استناداً إلى تحليلي للواقع فإ ّنني ال البحث عن الموقف األق ّل سوءاً .موقفي الشخصيّ آمل من مؤتمر جنيف الكثير في هذه اللحظة السياسية مثالً اليوم هو المشاركة في مؤتمر جنيف ،مع على الرغم من أنّ موقفي السياسيّ هو ضرورة نصيحة ألاّ نضع البيض كلّه في سلة جنيف .بمعنى المشاركة في المؤتمر. ّ محطة إجباريّة ويفترض استغاللها آخر ،أنّ جنيف إلى الح ّد األقصى الممكن ،مع إدراك أنّ ح ّل المشكلة ث�� ّم يأتي األداء السياسيّ ،وهنا يفترض التفكير السورية لن يكون في جنيف في هذه اللحظة ،وبالتالي بالعناصر كا ّفة التي تجعلنا نستفيد من أيّ موقف يفترض إلى جانب جنيف البحث عن مخارج أخرى ،سياسيّ ح ّتى لو ك ّنا نكرهه ومرغمين عليه .بمعنى وتعديل ميزان القوى الكلّيّ والشامل. آخر ،هناك ضرورة لمحاولة تحويل الموقف السياسيّ الذي نكرهه أو ال نأمل منه خيراً (كالذهاب إلى أمّا عندما نتحدّث عن الرؤية السياسيّة فهذا يعني جنيف أو غيرها في لحظة ما) إلى نصر باستخدام أ ّننا نتحدّث عن اإلستراتيجيّات واألهداف الكبرى ،عناصر قوّ ة وتكتيكات عديدة ،كاإلعالم ،التواصل مع ويمكن القول إنّ أيّ سياسيّ ال تتو ّفر لديه رؤية األمم الم ّتحدة ،ابتزاز الدول في مصالح أخرى لها، سياسيّة متكاملة تحيط باألوضاع كا ّفة ،واطالع وا ٍ ف إدارة خطاب وطنيّ متماسك من جانب كوادر سياسيّة
وإعالميّة حقيقيّة، استغالل فرص لحظيّة سانحة، بناء صلة إيجابيّة م��ع السوريّين، إظهار حقيقة «النظام
السوريّ » بوصفه المعرقل الوحيد للح ّل السياسيّ ....إل ّخ ،فهذه المسائل ،وغيرها ،تدخل في إطار ما يسمّى توازن القوى الشامل الذي ال يعني توازنا ً عسكر ّيا ً فحسب على اإلطالق. لنالحظ هنا :كخطاب سياسيّ أق��ول أنا مع الح ّل السياسيّ ،وكموقف سياسيّ أقول يفترض أن نشارك في جنيف ،وكتحليل سياسيّ أقول أنا غير متفائل بجنيف في اللحظة الراهنة ،وكرؤية سياسيّة وهدف سياسيّ أقول يفترض بنا البحث عن مخارج أخرى إلى جانب جنيف ،وكأداء سياسيّ يفترض بي رسم تكتيكات وخطوات ومبادرات أخرى تساعدني في تقوية موقفي السياسيّ الحاليّ أو االنتقال نحو موقف جديد. ال أجد شخصيا ً ح ّتى اآلن أيّة آليّة عمليّة وواقعيّة أو ممكنة لتطبيق ا ّتفاق جنيف في اللحظة الراهنة، وح ّقا ً ال أدري إن كان المتفائلون يملكون أيّة طريقة غير الرؤية النظريّة التي ال يشتريها النظام السوريّ وما يسمّى «المجتمع الدوليّ » بقشرة بصل ،فضالً عن وجود قطيعة حقيقية بين المعارضة السياسيّة وسائر القوى األهليّة والمدنيّة والسياسيّة والعسكريّة في سورية .مع ذلك ،من الحكمة أن نقول «إعالم ّياً» وف��ي خطابنا السياسيّ إ ّننا مع جنيف ،ونطالب «المجتمع الدوليّ » بتحقيق مجموعة من المعايير والشروط األساسيّة إلنجاحه ،وهي التي لن يقوم بها «النظام السوريّ » بالتأكيد كإطالق سراح المعتقلين ك الحصار عن المناطق المحاصرة مثالً ،وفي وف ّ الوقت ذات��ه العمل على تغيير ميزان القوى في المستويات كا ّفة ،وأهمّها في المستوى السياسيّ والتنظيميّ واإلعالميّ والمدنيّ .
حازم نهار
ربّما لم يعرف التاريخ ثورة ضحّ ى من أجلها شعب وذهبت ك ّل نتائجها لمصلحة اآلخرين مثل الثورة السوريّة. و ربّما ال يذكر التاريخ ثورة تمتلك هذه المفارقة الغريبة ،فقد عرف التاريخ كثيراً من االحتالالت المباشرة وغير المباشرة ،وعرف كثيراً أنّ تقوم فئة من شعب ما مدعومة من جهة خارجيّة بعمل ض ّد مصلحة وطنها وشعبها ،وعرف جيوشا ً تخون وطنها وتقاتل ض ّد مصلحة وطنها وشعبها ،وعرف ...وعرف ،لك ّنه لم يعرف أنّ بلداً ُدمّر بأيدي أبنائه دون أن يكون لهم أيّ دور في تحديد مصيره الحقاً، ودون أن يضمنوا تحقيق بعض األهداف التي ثاروا من أجلها؛ باختصار ال أدري إن عرف التاريخ بلداً أصبح أبناؤه مجرّ د أدوات بأيدي اآلخرين فيقتِلون ويق َتلون وتدمّر بيوتهم وأمالكهم ووطنهم بال أيّة مصلحة لهم. أيّة دوافع يمكن أن تؤجّ ج ك ّل هذا العنف وتغيب عنها المصالح المباشرة؟؟؟ عنف ال يؤسّس إلاّ لعنف ،وصوالً إلى الح ّد الذي يمكن القول فيه إنّ الحقد وحده قد يدفع أطراف صراع ما إلى الوصول لتطبيق المقولة المعروفة (عليّ وعلى أعدائي) ،عندها ال يهت ّم المتقاتلون بالنتائج. إذا كان هناك من رابح فيما يحصل لسورية فإ ّنهم اآلخرون ،وال أظنّ أنّ طرفا ً سور ّيا ً سيكون رابحاً ،ال بل إنّ خسارة السوريّين شديدة الوضوح وقد ال تعادلها خسارة لشعب في التاريخ. إذا ك ّنا م ّتفقين أنّ النظام الذي هو أحد أطراف الصراع وصاحب المقولة الشهيرة (األسد أو نحرق البلد) قد حدّد خياره بوضوح ومنذ ما قبل انفجارالثورة السوريّة ،لكن ماذا عمّن يقاتلون هذا النظام؟؟ هل شعارهم (إسقاط األسد أونحرق البلد) أيّ أنّ حرق البلد يصبح هو القاسم المشترك بين طرفي الصراع؟؟. لكن هل يمكن أن تنتج سورية طرفا ً ثالثا ً يرفع ويعمل من أجل شعار (إسقاط األسد وحماية البلد)؟؟ وهل فات اآلوان على شعار كهذا ،أيّ أ ّنه فقد إمكانات تح ّققه؟؟؟. ربّما يميل الكثيرون إلى القول إنّ األوان قد فات على هذا الحلم، وأنّ اللحظة افترقت كثيراً عن لحظة البدء ،لك ّننا إن استطعنا أن نعيد الثورة إلى حقلها األساس الذي انطلقت منه بوصفها ثورة شعب يطمح للعيش بكرامة وحرّ يّة ض ّد نظام لصوصيّ دكتاتوريّ حينها يمكن القول إنّ اآلوان لم يفت. بصيغة أخرى ،إن لم يقتنع السوريّون أنّ ثورتهم لم تقم ألهداف طائفيّة وال دينيّة وال قوميّة وال...وال ...وأ ّنها فقط قامت من أجل إعادة صياغة عالقة المجتمع بالسلطة والدولة ،وإن لم يقتنعوا أنّ مستقبلهم مرهون باستعادة روح هذه الثورة ،فإ ّنه من الصعب اآلن القول إنّ سورية ستكون للسوريّين ،وأ ّنه من الصعب أيضا ً القول إنّ الدم السوريّ سيتو ّقف سفكه خصوصا ً أنّ سفكه يت ّم لمصالح اآلخرين وبالتالي فإنّ اآلخرين المستفيدين حريصون على استمرار سفكه. إن لم نغادر زاويا طوائفنا وقوميّاتنا ومذاهبنا و..و ،...إلى فسحة الوطن الجامع والمسيّج بفهم المواطنة وقوانينها ودستورها ،فإ ّننا لن ننتقل من كوننا أدوات بيد ولمصلحة اآلخرين ،إلى كوننا شعب يتوق لبناء دولته العصريّة القابلة للحياة. هل يمكننا فعل شيء قبل أن يحكم اآلخرون حشرنا في زوايا انتماءاتنا الضيّقة وإغالقها علينا تماماً؟؟. هل يمكننا فعل شيء وقبل فوات اآلوان؟؟.
ب ّسام يوسف
على الموقع اإللكترونيّ الجديد للشبكة السوريّة لإلعالم المطبوع ،SNPوفي صفحته الرئيسيّة تجد مجموعة المطبوعات التي تش ّكل الشبكة وهي صحيفة «كلّنا سوريّون» وصحيفة «صدى الشام» ومجلاّ ت «عنب بلدي» و «سوريتنا» و «تم ّدن» .وتسعى الشبكة لتض ّم إليها مطبوعات سوريّة أخرى. زوروا موقع الشبكة السوريّة لإلعالم المطبوع: /http://www.snpsyria.org
2
العدد 35
السنة الثانية
/ 11آب 2015/
التطرّف في سورية
سورية والعالم
هل هناك ّ حل سياسي في سورية؟ ّ
السياسي قراءة من داخل الحقل ّ مستشار خامنئي :نصحنا األسد بعدم استخدام الرصاص احل ّي ض ّد املتظاهرين السلميّني كثيرة هي المقاالت واألبحاث التي الحقل السياسيّ ،بما هو حقل مصالح تناولت موضوع التطرّ ف .يمكن وصراع قوى .الرمزيّات فيه تستخدم للقارئ الكريم أن يطلع عليها .لكن من لحشد المزيد من القوّ ة ،هذه الرمزيات الصعب التطرّ ق لموضوع التطرّ ف تتساوى تماما ً مع ح َملة البندقيّة .لكن أيّا كان أيديولوج ّيا ً أو دين ّيا ً أو طائف ّيا ً عندما تتحوّ ل مؤسّسة الجيش في بلد ما أو قوم ّيا ً أو سياس ّياً ،دون وضع قاعدة إلى ميليشيا متطرّ فة تقتل أبناء شعبها. أساس في ك ّل نوع من أنواع التطرّ ف ،هذا كفيل بتحويل البلد برمّته إلى ساحة تتمحور عن سؤال رئيسي ومركزي :سالح. تطرف عن ماذا؟ تخرّ صات تعرّ ضت لها ثورة شعبنا يقال في ذلك عبارة عامّة «إ ّنه تطرّ ف أبرزها: عن االعتدال» .ما هو االعتدال ح ّتى األوّ ل :المتعلّق بإدخالنا في نفق السلميّة نستطيع تعريف من هو المتطرّ ف؟ والعسكريّة. يقال متطرّ ف إسالميّ مثالً؟ سأناقش الثاني :أنّ ما يحدث في سورية هو هذه المسألة عند الس ّنة حرب أهليّة. وال��ش��ي��ع��ة ف��ي مقال الثالث :أنّ التطرّ ف تظاهرات بقيت الح��ق؛ ك��ي ال نبقى ف������ي س����وري����ة مجتمعي .بالتالي ال وكأ ّننا نطرح األسئلة الثورة السوريّة منذ كأحجية ال ح�� ّل لها. بديل عن األسديّة. 18آذار يف انطالقها علما أ ّنها أحجية ال كما يعلم الجميع داخ������ل س���وري���ة ح ّل لها م��ادام هنالك 2011حتّى بداية إن��س��ان يعيش على وخ�����ارج�����ه�����ا، ة. ي سلم 2012 عام ّ وج��ه الكوكب .يقال بقيت ت��ظ��اه��رات ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة أيضاً إنّ الظلم والفقر األسديّة استخدمت يولّدان التطرّ ف .علما م���ن���ذ ان��ط�لاق��ه��ا أنّ غالبيّة المتطرّ فين اجليش كميليشيا 18آذار ف�����ي ال����ذي����ن أت������وا م��ن 2011ح�� ّت��ى بداية ً المجتمعات الخليجيّة – مثال -كانوا عام 2012سلميّة .األسديّة استخدمت من أبنائها الميسورين ،وليس مثال الجيش كميليشيا طائفيّة -ليست أسامة بن الدن استثنائ ّياً ،بل يكاد علوية «منشان ما حدا يفهم غلط»،- أن يكون عا ّماً .مظلوميّة المسلمين منذ اليوم األوّ ل للثورة ،معتمدة خيار يمكن أن يستند إليها بعضنا في فهم القتل للمدنيّين ،واالعتقال والقتل تحت ظاهرة التطرّ ف .مظلوميّة المسلمين التعذيب والقنص ضمن ما يعرف كيف تبدّت لبن الدن في افغانستان؟ بالخيار األمني العنفي .أكثر من 100 هل كان يمكن أن تتبدّى له لوال دعم ألف مدنيّ تمّت تصفيتهم واعتقالهم (سي أي أيه) والمخابرات الباكستانيّة وفقدوا في هذه السنة .الخيار العنفي والسعوديّة آنذاك عندما ش ّكل تنظيم هو من أدخل السالح للمجتمع وليس القاعدة؟ أح��داً من المعارضة .ح ّتى لو أتى من جهة أخرى ،يت ّم البحث عن البنية معارضون بعدها وأدخلوا السالح، النفسيّة للمتطرّ ف .هل البنية النفسيّة فهو نتيجة لتحويل مؤسّسة الجيش للمتطرّ ف تستطيع أن تخلق له بنية إلى ميليشيا قاتلة للمدنيّين المتظاهرين عسكريّة قاتلة بناء على هذا المعطى المطالبين بالحرّ يّة .من المعروف في ّ يتدخل النفسيّ ؟ م ّتى يتحوّ ل المتطرّ ف إلى دول العالم أنّ الجيش عندما جزء من آلة عسكريّة قاتلة؟ بهذه الطريقة ،فإمّا أن يستكمل تصفية عندما تدخل السياسة .تقوم السياسة الشعب والثورة ،أو ينقلب على النظام بإدخال المتطرّ ف في حقلها .عندها أو يت ّم هزمه عسكر ّياً ،وليس لدينا ال يعود للمتطرّ ف هوية ما خارج جيش يمكن أن يستجيب لحملة الزهور.
حملة الزهور قوبلوا في داريا بالقتل والرصاص الحي .مسؤول إيرانيّ املظاهرات السلمية انرتنت ك��ب��ي��ر وه���و مستشار خامنئي ي��ق��ول نصحنا قاتلة وحلفائها .مثال آخر األسديّة األسد بعدم استخدام الرصاص الحيّ حاولت أن تحوّ لها إلى حرب أهليّة ض ّد المتظاهرين السلميّين ،وأرسلنا له ولم تنجح ،إلاّ مع جماعة جميل بايق الهراوات لك ّنه لم يستجب .هذه نقطة زعيم العسكر الكرديّ التركيّ .وفشل تحتاج بحثا ً لوحدها .قضية إن��زال ً في سهل حوران وجبله من إشعال فتنة الجيش إلى الشارع ،ونتائج ذلك .إذا بين أهل حوران من س ّنة ودروز وبدو لوال العسكرة لقضى األسد على مليون ومسيحيّة. س��وريّ دون أن يرفّ جفن ألدعياء التخرّ ص الثالث المتعلّق بأنّ التطرّ ف السلميّة .أيضا ً من الطبيعيّ أن تفضي ف��ي س��وري��ة ل��ه ح��اض��ن مجتمعيّ . العسكرة -دون إرادة دوليّة فعليّة م ّتفقة عليها وعلى أهدافها -إلى ما تحمله التطرّ ف الدينيّ والفكريّ واأليديولوجيّ والقوميّ .ال يتحوّ ل بفعل األفكار إلى من أمراض .لهذا التخرّ ص أنّ سبب ّ ومنظمات إرهابيّة متطرّ فة، سالح ما وصلت إليه الثورة هو العسكرة هذا إلاّ بوجود حامل دول�� ّت��ي ،يدعمها تلحيس لبسطار األسد. ّ ويغطي تحرّ كاتها اللوجستيّة ويموّ لها ّ أمّ��ا التخرّ ص الثاني ال��ذي يتعلق أيضاً ،وسبل اإلمداد .ك ّل المجتمعات باستخدام اإلع�لام لمصطلح الحرب فيها تطرّ ف .لكن التجرؤ الدول على األهليّة ب��دل ال��ث��ورة ،ليلغي مطلب اللعب على قضيّة التطرّ ف في ك ّل الحرّ يّة ،إ ّنما يشير إلى أنّ األسديّة ً المجتمعات ،أو أ ّنها ال تريد سوى وجيشها عبارة عن طرف أهليّ أوّ ال مجتمعات محدّدة بعينها .تستفيد من وثانياً ،بالتالي تحويل المسألة أ ّنها وجود التطرّ ف عموما ً أو التطرّ ف بين الس ّنة والعلويّين .هذا هو االفتراء األس��ود .الحرب األهليّة تكون بين الداعشيّ أو القاعديّ أو الحزب الالتيّ اإليرانيّ وغيره في هذه الدول .الجميع جماعات ّ تمثل أطيافا ً دينيّة مختلفة أو يعلم أنّ من أدخل القاعدة والتطرّ ف طائفيّة أو قوميّة .هذا لم يحدث في الشيعيّ إل��ى ال��ع��راق هما األسديّة سورية إلاّ بعد قيام الحلف اإليرانيّ وإيران بشكل أساسي ورئيسي .لهذا، األسديّ وأدواتهما بإدخال «داعش» المجتمع السوريّ لم يكن التطرّ ف والسالح لـ (بي ي دي) الفرع السوريّ ج��زءاً من تاريخه كبقيّة مجتمعات من الـ (بي كي كي) الكرديّ التركيّ . األرض. تحوّ ل الصراع في تلك المنطقة وكأ ّنه هذه التخرّ صات الثالث أرادتها إدارة بين العرب واألك��راد ،علما ً أ ّنه ليس ّ لتغطي عارها ومشاركتها غير أوباما، كذلك .ألنّ الطرفين ال يوجد ظهير المباشرة والمباشرة في الجريمة ،التي لهما سوى إيران واألسد. قامت وتقوم بها األسديّة واإليرانيّة م��ن يقول بحرب أهليّة يعني أنّ ّ بحق شعبنا .أرادتها الشيعيّة السياسيّة األسديّة مؤسّسة علويّة!! فهل األسدية أن تطغى على خطاب اإلعالم الغربيّ فعالً مؤسّسة علويّة؟ أم طائفيّة؟ أم أنّ والمحلّيّ .لهذا يجب علينا ح ّتى نفهم األسديّة مافيا سياسيّة وعسكريّة وحالة خاصّة في مجتمع متعدّد الطوائف؟ التطرّ ف أن نقرأه داخل الحقل السياسيّ والمصالح والقوى الدنيويّة!! وليس حاولت في مقاالت سابقة أن أبرهن الثقافيّ و «عالك المث ّقفين» خاصّة على سؤال الجواب األخير .لهذا ح ّتى خدمة البسطار منهم. اللحظة ما يحدث في سورية خال «داعش» والـ (بي كي كي) هو ثورة غسان املفلح شعب يريد حرّ يّته ض ّد أسديّة فاشيّة
األوضاع السورّية في خطابات األمم المّتحدة ّ ومنظماتها
مجموعات عمل ومناشدات الستمرار الحياة المبعوث الخاصّ لألمم الم ّتحدة إلى ســورية الســيّد «ســتيفان دي ميســتورا» دعا الســوريّين كا ّفة إلى المشــاركـة فيما أســماه «مجموعات عمل» ّ المنظمـة الدوليّـة ،باعتبار أنّ أطراف تشــرف عليهـا الصراع في سورية غير مستعدّة – بحسب خطاب دي مستورا في 29آب الفائت -إلجراء مفاوضات سالم رسميّة.
القول« :هناك أسئلة بشأن تحويل السلطة التنفيذيّة إلى هيئة انتقاليّة ال تزال هي أه ّم عناصر االنقسام في الوثيقة» ،بعد أن أجرى مشاوراته على مدى أشهر ثالثة مع سوريّين وبعض قوى إقليميّة ودوليّة حول كيفيّة تطبيق «وثيقة جنيف» التي ا ّتفقت عليها القوى الدوليّة في حزيران 2012
ضرورات شؤون الالجئين
المفوّ ضيّة السامية لشؤون الالجئين التابعة لألمم تركيز مجلس األمن طالب «دي ميستورا» في كلمته أمام مجلس األمن الم ّتحدة أعلنت :تجاوز عدد الالجئين الفارّ ين من األط��راف السوريّة ببدء المحادثات مع بعضهم سورية إلى بلدان الجوار األربعة ماليين إنسان ،ممّا البعض ،وا ّتخاذ إجراءات من شأنها المضي قدما ً يجعل هذه األوضاع هي األسوأ في العالم منذ حوالي في تنفيذ بيان جنيف عام ،2012 ربع قرن؛ وتو ّقعت المفوضية أن 7.6 من أكثر نزح والذي وضع أسس عمليّة السالم يصل عددهم إل��ى 4.27مليون في سورية. شخص بحلول نهاية عام 2015 داخل شخص مليون وأوضح المبعوث الدوليّ ألعضاء كما ن��زح أكثر م��ن 7.6مليون ّة، ي السور األراضي مجلس األم��ن أنّ «مجموعات شخص داخل األراضي السوريّة، العمل» التي يقترحها ،ستر ّكز يعيش غالبيّتهم أوضاعا ً إنسانيّة تهم ي غالب يعيش ّ على أربعة مجاالت هي: صعبة وفي مناطق يصعب الوصول أوّ الً -السالمة والحماية ،فيما أوضاعاً إنسانيّة إليها. ي ّتصل بإنهاء الحصار وضمان وقد طالبت المفوضيّة وشركاؤها مناطق ويف صعبة وص���ول ال��م��س��اع��دات الط ّبيّة على ل��س��ان رئيسها «أنطونيو يصعب الوصول إليها وغيرها. غ��وت��ي��ري��ش» ب���ض���رورة توفير ث��ان��ي��ا ً -ال��م��س��ائ��ل السياسيّة مبلغ 5.5مليار دوالر أميركيّ وال��دس��ت��وريّ��ة :مثل إنشاء هيئة لعام 2015للمساعدات اإلنسانيّة الحكم االنتقاليّ واالنتخابات. والتنمويّة ،وأ ّن��ه -ح ّتى بداية تمّوز الفائت -ت ّم ثالثا ً -المسائل العسكريّة واألمنيّة ،بما في ذلك الحصول على أق ّل من ربع المبلغ المطلوب؛ ممّا مكافحة اإلره��اب ووق��ف إط�لاق النار ،وحماية يعني أنّ هؤالء الالجئين سيواجهون «انقطاعا ً في المؤسّسات العامّة والتنمية. المساعدات المباشرة التي يجب أن تصلهم الستمرار رابعا ً -تقديم الخدمات العامّة. الحياة». وذ ّكر المبعوث الخاصّ أ ّنه «ال يوجد بعد توافق» قلق اليونيسف ّ ح��ول انتقال سياسيّ في سورية ،قاصداً مفهوم لمنظمة األمم الم ّتحدة للطفولة في مذ ّكرة إخباريّة «الهيئة االنتقاليّة» الوارد في جنيف ،وأضاف أنّ (اليونيسف) صدرت الشهر الفائت بعنوان «ماليين األمم الم ّتحدة «مجبرة» على مواصلة جهودها. األطفال في سورية معرّ ضون للمرض بسبب شح ّ وقدّم «دي ميستورا» نتائج مشاوراته السياسيّة مع المياه وحرّ الصيف» ّ المنظمة من ش ّح موارد حذرت مختلف األطراف ،بما فيها بعض دول المنطقة .وأنّ مياه الشرب المأمونة في أشهر الصيف الحارّ ة في العديد منهم أبلغوه بعدم موافقتهم على الدعوة إلى سورية ،وأنّ ذلك سيعرّ ض األطفال – خصوصا ً مؤتمر جنيف ،3ألنّ «األوضاع لم تنضج بعد». لخطر األم��راض المنقولة عن طريق المياه».وكانت روسيا وإي��ران قد أعلنتا رفضهما لتنحية وأوردت المذ ّكرة أ ّنه« :ت ّم تسجيل 105,886حالة رأس النظام السوريّ ،ممّا دفع «دي ميستورا» إلى إسهال حادّة منذ بداية السنة في سورية» .كما نبّهت
newspaper@allsyrians.org
قراءة سياسية
إلى حدوث «ارتفاع كبير في حاالت اإلصابة بالتهاب الكبد الوبائي ،Aإذ سُجّ ل رقم أقصى جديد بعد التبليغ عن 1,700حالة في أسبوع واحد فقط من شهر شباط الماضي» .وأضافت اليونيسف في مذ ّكرتها أنّ احتدام الصراع في سورية تسبّب في ازدياد موجات التهجير للس ّكان ،وهذا األمر «فرض عبئا ً إضاف ّيا ً على شبكة المياه والصرف الصحّ يّ اله ّ شة أصالً». وقالت ّ ممثلة اليونيسف في سورية «هناء سنجر» أنّ األوضاع تنذر بالخطر» وشدّدت على شريحة األط��ف��ال باعتبارهم «المعرّ ضين بشكل خاصّ لألمراض المنقولة عبر الماء» .وأضافت :أنّ كميّة المياه أصبحت أكثر شحّ اً ،كما أ ّنها «لم تعد مأمونة» وأنّ مخاطر متزايدة تهدّد األطفال وخاصّة النازحين منهم بسبب «تردّي ممارسات النظافة العامّة». ّ المنظمة إلى ارتفاع خطر تف ّ شي األمراض ولفتت في دير الزور بحسب التقارير التي تشير إلى أنّ «مياه المجاري الخام تلوّ ث بشكل خطير نهر الفرات الذي يعتمد عليه الس ّكان المحلّيّون للحصول على المياه» وقد ت ّم التبليغ عن « 1,144حالة تيفوئيد في المنطقة». والحظت اليونيسف في إدلب ،أنّ «تضاعف أسعار الوقود ثالث مرّ ات لتصل إلى 500ليرة سورية ( )$2.6للتر» ،يع ّد عامالً إضاف ّيا ً ّ يؤثر على قدرة ّ «محطات المدنيّين للوصول إلى المياه .وأنّ عمل ض ّح الوقود لساعتين فقط في اليوم ،قلّص كميّات المياه المتو ّفرة للشخص في اليوم إلى عشرين لتراً فقط». ّ المنظمة أنّ إغالق المعبر الحدوديّ مع واعتبرت األردنّ في بداية نيسان هو «تطوّ ر مقلق» أل ّنه أدّى إلى «تعطيل توصيل إمدادات معالجة المياه لسورية» وأنّ توصيل نصف مليون لتر من مواد معالجة المياه ك ّل شهر كان يت ّم بواسطة هذا المعبر ،وبالتالي «بدأ المخزون الموجود داخل سورية بالنفاذ». ون��اش��دت اليونيسف العالم بشك ّل مل ّح من أجل «الحصول على مبلغ 5مليون دوالر قبل نهاية شهر آب» وذلك لضمان استمرار العمل في مجال المياه والصرف الصحّ يّ والنظافة العامّة في سورية.
عبداهلل منديل
التغيرّ ات تعطي ّ مؤشراً الستمرار األزمة وتشعّبها وبروز دويالت جديدة
انرتنت بعد خطاب األسد االبن وإعطاء الجنسيّة لمن يدافع عن الوطن، وانطالق المبادرة اإليرانيّة بعد أن أزاحت عن كاهلها ثقل الملفّ النوويّ مع أمريكا ،والجولة المكوكيّة لوليّ وليّ العهد السعوديّ التي اختتمها في األردنّ بعد أن قابل أحد رموز النظام األسديّ ،واجتماع الثالثة :أمريكا روسيا السعوديّة .هل هناك مؤ ّ شرات؟ إنّ معظم األطراف اإلقليميّة والدوليّة أضحت مقتنعة بالح ّل السياسيّ بعد الكثير من التحوّ الت الميدانيّة والسياسيّة التي حدثت في اآلونة األخيرة من التوافق األميركي -التركي الذي يسمح لواشنطن ّ التدخل باستخدام قاعدة (أنجرليك) لمحاربة تنظيم «داعش» إلى التركيّ في بعض المناطق الحدوديّة مع ك ّل من العراق وسورية لضرب ومحاربة حزب العمّال الكردستاني والمقاتلين األكراد التي تعتبر تركيا أ ّنهم يش ّكلون خطراً عليها. أمّا في الداخل السوريّ فمن تقدّم وتراجع لقوّ ات الثوار والمعارضة وبعض الكتائب اإلسالميّة في الشمال والشمال الغربيّ من سورية، وطرد «داعش» من مدينة الحسكة وسيطرة مقاتلي الحماية الشعبيّة بمساندة من قوّ ات النظام األسديّ عليها ،وارتفاع درجة التنسيق وت����رك����ي����ا، ب��ي��ن الخليج ال���ن���وويّ بين وتوقيع اال ّتفاق من (النصرة) خروج ()1+5؛ ك ّل إي���ران ودول ف��ي المنطقة هذه التغيّرات أماكن تواجدها على من نظام األسد العربيّة جعلت احلدود مع تركيا خّ اذ وات اللعبة إلضفاء يغيّر قواعد غالبيّة المقاتلين الجنسيّة على مدينة حلب معقل هلا، م���ن ال��خ��ارج ا لمستجلبين ً هلا ا مثار يعطي قد ي��ت�لاع��ب بها كورقة أخيرة ف��ي السلطة، من أجل بقائه طابع املوت املتج ّدد ال���م���س���اح���ة، وإن تقلّصت ّ املدينة هذه ان ك لس اال ّتفاق النووي فبعد أيّ��ام من خ����رج األس���د اإلي�����ران�����يّ ليعيد تعريف الشعب السوريّ المدافع عن سورية -حسب تعبيره - وليعيد تأكيد محاربته ومقاومته للخارجين عن مفهومه السوريّ وهم عشرات الماليين من السوريّين المهجّ رين والمصابين والمقتولين ببراميله وصواريخه وجيشه السوريّ المعرّ ف حديثاً ،كي يصل في النهاية الى تقسيم سورية إلى مناطق هامّة ومناطق أه ّم ومناطق ال أه ّميّة لها. هل كان اال ّتفاق النوويّ هو الحافز لهذا الخطاب أم أنّ االجتماعات الروسيّة السوريّة والروسيّة الخليجيّة هي شرارة هذا األمر أم استند األسد إلى مقولة دي ميستورا «ك ّل شهر يمضي يقلّل فرص إعادة سورية دولة موحّ دة»؟. وهل بات هناك أيّ عاقل يعلم أنّ وجود األسد هو المبرّ ر الرئيسيّ لمخاوف دي ميستورا؟ أو هي الورقة األخيرة لنظام الماللي للتحصّن في المربّعات التي تبقي على مناطق نفوذها القريبة من لبنان؟. وهل استشعرت روسيا أنّ تحالفها مع إيران من أجل األسد هو باب مغلق ال أفق أمام فتحه؟ لذلك سارعت إلى مغازلة الركب األمريكي، والعمل على لقاءات بين مسؤولين سعوديّين وآخرين ّ ممثلين لنظام األسد في موسكو ث ّم لقاء بين وليّ ولي العهد السعوديّ «محمّد بن سلمان» وزير الدفاع وصاحب الملفّ االجرامي «عليّ مملوك»؟ هل هذه اللقاءات تفرض سيناريوهات جديدة لألزمة السوريّة ،أم للوصول إلى ح ّل وسط بشأن األسد؟ أو مساومات وتنازالت طرحتها موسكو لعاصفة الحزم بقيادة السعوديّة ،وتدعم روسيا موقف المملكة السعوديّة في اليمن ،مقابل تنازالت سعوديّة عن مواقفها بخصوص سورية ،وضمان تراجع النفوذ اإليرانيّ في اليمن لتحمي السعوديّة حدودها وعمقها اإلستراتيجيّ في المنطقة التي قد بدأت باالستيالء على مدينة (عدن) ،مقابل غضّ الطرف عن جزء من النفوذ اإليرانيّ في سورية ،وضمان مصالح الروس في البحر المتوسّط؟ لم أجد مؤ ّ شرات لهذا الحلّ ،وإن ت ّم دخول تركيا إلى الحرب ض ّد تنظيم «داعش» فخروج (النصرة) من أماكن تواجدها على الحدود مع تركيا وا ّتخاذ مدينة حلب معقل لها ،قد يعطي ثماراً لها طابع الموت المتجدّد لس ّكان هذه المدينة الذين رفضوا منذ البداية تواجد جبهة النصرة في مدينتهم .ممّا يعني أنّ الحلول الم ّتفق عليها بين القوى العسكريّة على األرض السوريّة وبين الدول اإلقليميّة والدوليّة لم تشهد أيّة إستراتيجيّة تحمل هدفا ً سوى إعالن أنقرة عن المنطقة العازلة ،فال هدف من إسقاط نظام األسد أو الموافقة على السناريو اإليرانيّ التي زعمت أ ّنها عرضته على تركيا ومصر والدوحة ،وال السيناريو الروسيّ الذي بدأ يهمس من تحت الطاولة بستالينغراد سوريّة ملمّحا ً لمقاومة النظام أليّ ّ تدخل. ك ّل هذه التغيّرات تعطي مؤ ّ شراً الستمرار األزمة وتشعّبها وبروز دويالت جديدة قد تفرضها المستجّ دات. فال أفق لسورية موحّ دة ،إلاّ بإنهاء نظام األسد ومحاولة فرض رؤية سياسيّة أمنيّة للواقع السوريّ تعمل على معالجة المرض الطائفيّ واإلثنيّ وإبعاد التنظيمات المتشددة كا ّفة عن أماكن وجود المدنيّين، كجبهة النصرة في حلب ،ووضع تعريف واضح لإلرهاب على األراضي السوريّة وإستراتيجيّة واضحة في التحالفات المنعقدة أو المزمع عقدها على األرض السوريّة.
باسل العبد اهلل www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 34
3
السنة الثانية
/ 11آب 2015/
السويداء ..بإنتظار الحصاد المرّ
مستقبل من ال خيار لهم 60ألف شا ّب من السويداء يف دول اخلليج يبالغ البعض في دور»األق��لّ��يّ��ات» الدينيّة في التأثير على مجرى األحداث في سورية، ويحمّلونها مسؤوليّة استمرار نظام األسد، ويصفون موقفهم بأقذع األوصاف األخالقيّة، بل وصل األمر بالبعض ح ّد الدعوة إلبادتهم وحرقهم. أبناء السويداء المتحدّرين من طائفة الموحّ دين ال����دروز ،أصابهم م��ا أص��اب غيرهم من األقلّيّات ،وجدوا أنفسهم في وضع الدفاع عن «دور الجبل» في الثورة ،مدلّلين بوجود نحو ثالثين شهيداً تحت التعذيب ،واعتقال مئات الناشطين ،ووج��ود نحو 20ألف شابّ من المتخلّفين عن الخدمة العسكريّة ،واحتضان ّ لمنظمة نحو 300ألف نازح -بحسب تقرير العفو الدوليّة -وغيرها من الوقائع التي تؤ ّكد وجود حالة معارضة فاعلة داخل الجبل تنشط أو تهدأ ،ت ّتسع أو تضيق ،على وقع األحداث.
تهميش طويل األمد
يش ّكل «الموحّ دون ال���دروز» الموجودون بشكل رئيسيّ في جبل العرب ما بين %3-2 من تعداد س ّكان سورية ،غير أنّ حضورهم في التاريخ الحديث لسورية كان محور ّياً ،خاصّة في مقاومة االحتالل الفرنسيّ . غير أنّ وصول األسد األب إلى سدّة الحكم، إثر انقالب عام ،1970أعاد ترتيب العالقات داخل المجتمع السوريّ بما يتناسب مع إعادة إنتاج السلطة ،بوصفها محور وأساس العالقات داخل المجتمع ،والمعيار األساسي هو الوالء والطاعة والدعاء لـ»سيادة الرئيس» بطول العمر. ّ ربط األسد ممثلي الطوائف بأجهزة حكمه، فمن المعروف مثالً أنّ عالقة «مشايخ العقل» في السويداء كانت مباشرة مع القصر
الجمهوريّ ،كان كل واحد منهم يركب سيّارة اعتمد الحراك المدنيّ بالسويداءعلى تظاهرات مخصصه له من القصر ،ويوجد لديه اتصال ضمّت مئات الشباب والشابّات ،وكان لنقابة المحامين ولنقابة المهندسين والطلاّ ب أدواراً مباشر مع الرئيس بحسب الشائع في الجبل. وبالتوازي مع ربط السلطة الروحيّة به ،أرسى رئيسيّة في استمراريّته ،لكن مع االتجاه إلى األسد األب تقليداً يقضي بدفع عدّة وجوه من عسكرة الصراع في مناطق حواضن «الثورة» السويداء إلى واجهة نظامه، ،2012ب��دأ ال��ح��راك الذي يوصف بالنخبويّ ،يخبو شيئا ً فدائما ً يوجد وزير أو أكثر من السويداء في الحكومة ،وعدد فشيئاً ،ويتر ّكز في أعمال ّ «املوحدون ل ك يش من ضبّاط الصف الثاني في إغاثة المهجّ رين. وب��ه��ذا وج���دت محافظة المؤسّسات األمنيّة والجيش ،الدروز» املوجودون والكثير م��ن المتطوّ عين ال��س��وي��داء نفسها خ��ارج يف ي رئيس بشكل ّ وعناصر الشرطة ،يضاف السرب ،فال الحراك المدنيّ تطوّ ر فيها إلى عسكريّ ،وال إليهم أعضاء القيادة القطريّة جبل العرب ما بني في حزب المحاوالت الحثيثة لخلق بنية البعث .ج��رى بعد %3-2من تعداد طبعا ً ك�� ّل ذل��ك عسكريّة معارضة (مجلس عسكريّ تابع للجيش الحرّ ) تحييد أو تصفية أو اعتقال سكّان سورية القيادات القديمة التي امتنعت أتت أكلها. عن تقديم فروض الطاعة. فالمحاولة اليتيمة للمالزم ّ خلف ه��ذه الشبكة لعالقة ال��م��ن��ش��ق خ���ل���دون زي��ن السلطة بالجبل ،عمد النظام إل��ى تهميش الدين ومجموعته لتحقيق اختراق عسكريّ السويداء اقتصاد ّيا ً (يوجد ثالثة معامل :العرق لتحصينات األسد في الجبل مطلع عام 2013 والسجّ اد واألحذية) ،وبغياب مساحات كبيرة انتهت إلى فشل ،وانكفأ اآلخرون وهاجروا صالحة للزراعة ،وعدم وجود مياه للريّ ،إلى خارج سورية ،ساهم في هذا تو ّتر العالقة وضع الشباب تحت «ذل» اللهاث للحصول مع بعض الفصائل المسلّحة في درعا والتي على وظيفة لدى الدولة ،أو التطوّ ع في الجيش .خطفت عشرات المدنيّين من السويداء وبعض أمّا الخيار اآلخر والذي لم يك متاحا ً للجميع ،المنتمين للجيش الحرّ ،وم��ازال مصيرهم فهو الهجرة خ��ارج سورية بحثا ً عن لقمة مجهوالً ح ّتى اللحظة. مؤجلة العيش؛ تشير دراسة إلى وجود نحو 60ألف معركة ّ شابّ من السويداء في دول الخليج فقط ،عدا مع تراجع الحراك المدنيّ المعارض وفشل عن الهجرة الداخليّة باتجاه دمشق بحثا ً عن العسكريّ ،نشأت مجموعة أطلقت على نفسها فرصة العمل ،ما يعني علمل ّيا ً تفريغ الجبل من «مشايخ الكرامة» تمحورت حول الشيخ وحيد الشباب. البعلوس ،بدؤوا منتقدين لألجهزته األمنيّة، ّ عسكري مدني حراك وسرعان ما تكشف لهم زيف ادّعاءات النظام ّ ّ
العدالة االنتقا (م\ل) ّية :من الضحّية والجلاّ د في سورية الغد؟
أمراء الحرب كالدولة الباطنة جلبت ال��ث��ورة في سورية الكثير من أو سرقة ،يتبدّى القضايا واألطروحات الجديدة ،وح ّتى لنا أنّ المجتمع غير المطروقة سابقا ً على اإلطالق ضمن كلّه تقريباً ،قد المشهد السياسيّ االجتماعيّ للبلد .وأخذت ان ُتهك ح ّقه سواء مفاهيم نوعيّة كالمجتمع المدنيّ والعدالة م��ن ق��ب��ل نظام االنتقاليّة وغيرها تش ّكل مسرحا ً للتداول األسد أو من قبل ّ المنظمات الكتائب واأللوية والتساؤل وحقالً ها ّما ً لنشاط حديثة النشوء منها أو المستوردة غرب ّيا ً المسلّحة .فح ّتى الكتلة المجتمعيّة أيضاً. خالل العقود الماضية ،وعلى كثرة ما المؤيّدة للنظام، شهده الوطن السوريّ من عنف سياسيّ ل���م ت��س��ل��م هي وسطوة لالستبداد وانتهاكات جسيمة األخ������رى من لحقوق المواطنين ،فإ ّنه قليالً ما ت ّم ان���ت���ه���اك���ات التطرّ ق إلى هذه المفاهيم الجديدة أو ت ّم مورست بح ّقها سبرها وفحصها بد ّقة وبمهنيّة عالية من من قبل قوى الثورة المسلّحة. قبل الناشطين أو االختصاصيّين تحديداً ،هنا يصبح العمل على تطبيق العدالة االنتقاليّة بشكلها المثاليّ ،طبعا ً بعد أو من قبل الس ّكان على وجه العموم. سأتكلّم بشكل مخصوص عن مفهوم انتهاء الصراع وتو ّقف سقوط البراميل ّ وح���ز ال����رؤوس ،يصبح ض��رب��ا ً من العدالة االنتقاليّة ،التي ظهرت على ساحة ّ الجدل المجتمعيّ داخل الوطن السوريّ ضروب الخيال أو المستحيل؛ ألننا حينها وخارجه في أرض الشتات أو اللجوء .سنكون أمام مجتمع بأكمله ان ُتهك ح ُّقه، ففي إحدى الجلسات الحواريّة التي عقدتها وهو ذاته قد ان َت َهك ح َّقه ،فالمجتمع هو الرابطة السوريّة للمواطنة وهي المهتمّة الفاعل والمفعول به في هذه المسألة ،فهو الضحيّة وهو الجالد، خاصّة بمشروع العدالة إن جاز التعبير. االنتقاليّة في سورية، مفهوم ة ي م أه تأتي ّ ّ ُ لكن هل هذا التعميم طرحت عدّة إشكاليّات صائب إلى ح ّد يمنعنا تواجه فهمنا وتعريفنا العدالة االنتقاليّة، م��ن تحديد الضحايا ل��ه��ذا ال��م��ف��ه��وم وم��دى ّ ّ ّ ي سياس ل ح ي أ ن أ من ّ والمجرمين ،ويمنعنا إمكانيّته ف��ي سورية يف سورية ،سيصل إليه بالتالي م��ن المضيّ المستقبل. ق��دم��اً ،إن ك���ان ه��ذا العدالة مفهوم ّة تأتي أه ّمي ً أم ال عاج النزاع أطراف ّ حق ممكناً ،في أخ��ذ االنتقاليّة ،من أنّ أيّ ح ّل ً ّ آجال ،ال بد أن يستتبعه ش��ع�� ٍ ب ب��أك��م��ل��ه من س��ي��اس��يّ ف��ي س��وري��ة، جلاّ ديه؟ سيصل إل��ي��ه أط��راف مرحلة تنقل يبدو من هذه الحقيقة النزاع عاجالً أم آجالً، المربكة أنّ السؤال ال ب ّد أن يستتبعه مرحلة تنقل الوطن السوريّ من حالة التحارب الذي يتوجّ ب طرحه في خصوص مسألة والتنازع وما شهده من انتهاك لمصالح العدالة االنتقاليّة هو :ليس من هم الضحايا البلد والعباد ،إل��ى مرحلة أخ��رى من الذين يجب علينا القصاص لهم ،بل من التصالح والتسامح وجبر الضرر الواقع هم ،من ليسوا ضحايا في سورية ما بعد الثورة والحرب؟ على الحجر والبشر. هنا تكون العدالة االنتقاليّة ض��رورة تأخذنا اإلجابة عن هذا التساؤل اإلشكاليّ ملّحة وذات أه ّميّة ،لكنّ اإلشكال في نحو المفهوم الذي طرحه «ياسين الحاج الحالة السوريّة يأتي ممّا يلي :بعد النظر صالح» في تحليله لبنية الدولة السوريّة وبرؤية واسعة ورحبة لك ّل ما شهده البلد والتي تش ّكلت خالل مرحلة البعث وحكم ّ بحق معظم آل األسد خالل نصف القرن الماضي ،إذ من خراب ودمار وانتهاكات شرائح المجتمع وطبقاته ،ولم يسلم منزل تعتبر هذه المرحلة التاريخيّة هي التكثيف أو عائلة في سورية من حالة قتل أو األكبر لك ّل االنتهاكات التي مورست ّ بحق اعتقال أو قصف أو انتهاك حرمة أو سلب االجتماع البشريّ السوريّ على مدى
newspaper@allsyrians.org
السويداء انرتنت في حماية الجبل بعد أن خذلهم بأكثر من موقع (داما /الحقف). وإثر سيطرة فصائل المعارضة في درعا على اللواء ،52والتخوّ ف من سيناريو السيطرة على السويداء إلكمال الحلقة للتقدّم إلى دمشق، عمد النظام إلى نقل األسلحة الثقيلة إلى خارج السويداء وتفريغ بنك المحافظة المركزي من النقود ،ونقل مستودعات الطحين ونقل اآلثار، ما جعله يكشف عن نواياه المبيّته ،بالتخلّي عن الجبل ،ويزيد من الشرخ مع (مشايخ الكرامة)، الذين ي ّتخذون من مبدأ (عدم االعتداء وعدم السماح لآلخرين بالتعدّي) عنوانا ً لعملهم ،ما يشير إلى معركة مؤجّ لة بينهم وبين النظام مازال الطرفان يتجنبان حدوثها. وكي ال يترك األمور تتفاقم ضدّه ،دعا النظام ع��دد من ضبّاطه القدامى من أبناء الجبل وبمباركة مشايخ العقل ،لتشكيل جيش قوامه الشباب الفارّ ين من الخدمة العسكريّة والمدنيّين عموماً ،بزعم مواجهة المخاطر المحتملة لهجوم «داعش» والنصرة ،والهدف المضمر هو ضرب أيّة محاولة لتقويض سلطته في الجبل من قبل مشايخ الكرامة أو غيرهم. كما يستخدم النظام ه��ذا التحشيد لجرّ المحافظتين درع��ا والسويداء إلى االقتتال حاول هذا في معركة السيطرة على مطارّ مؤخراً عبر ز ّج الشبّيحة من أبناء الجبل الثعلة
للدفاع عن مواقعه -غير أنّ وعي الطرفين في الجبل والسهل أفشل مبتغاه في حرف الصراع، فالجميع يدرك أنّ االقتتال األهليّ هو مصلحة للنظام لدفع الخطر المحدق به من الجنوب، وما إدعائه بحماية الجبل غير طعم.
مصير مع ّلق
تمدّد «داعش» إلى البادية السوريّة المحاذية لقرى الجبل ،وسلوك النصرة القهري اتجاه «دروز جبل السمّاق» في إدلب ،ووجود دماء وتهجير وتو ّتر مع س ّكان الجبل من البدو، ووج��ود ح��االت خطف وخطف مضا ّد مع الجوار في درعا ،وتهالك النظام وتكشف زيف ّ الخط، ادّعاءاته بالحماية ،ودخول إيران على وتراجع فرص وجود مشروع وطنيّ جامع طالما نادت به النخب السياسيّة المعارضة في السويداء ،كخشبة خالص لك ّل السوريّين. ّ ما يجعل مخاوف أبناء الجبل تتخطى اآلنيّ لتطال مصيرهم ومستقبلهم ،فبضع مئات من المقاتلين بأسحلة فرديّة لن يكون في وسعهم اإلمساك بمصير الجبل ،وك ّل شيء سيتو ّقف على نتائج المعركة بين النظام وحلفائه من جهة والفصائل اإلسالميّة وداعميهم من الجهة المقابلة ،معركة لم يختاروها ولم يشاركوا بها وبالتالي لن يتح ّكموا في نتائجها.
جديع دوّارة
الدمار الذي لحق بسورية
السورّيون غرباء عن بعض مازال باالمكان أن يستيقظ السوريّون من غفلتهم
تاريخه الحديث ،فبناء على األطروحات التي يقول بها «الحاج صالح» ،تقوم دولة األسد على عالقة مر ّكبة بين دولتين هما: الدولة الظاهرة والدولة الباطنة ،وهو يستفيض في التحليل عن ماهيّة الدولة الباطنة ودورها ومسؤوليّتها المباشرة، ولكن غير المرئيّة ،في انتهاج وتطبيق االستبداد والقمع وما رافقه من تو ّغل عميق في انتهاك أدنى حقوق اإلنسان السوريّ في الحياة أو ح ّقه في التعبير ،إن لم يكن في انتهاك ح ّقه في التفكير ح ّتى؛ بنا ًء عليه وربطا ً مع فكرة من هم من ليسوا ضحايا في سورية ما بعد الثورة والحرب ،يمكن لنا المقاربة -إن لم يكن المطابقة -بين رجاالت الدولة الباطنة ومتن ّفذيها ،وبين منتهكي حقوق الشعب ّ يحق عليهم السوريّ وجلاّ ديه .وعليه القصاص لتكون العدالة االنتقاليّة ممكنة. تبقى مسألة إضافيّة في هذا الخصوص، وهي نابعة من أحداث الثورة وصيرورتها كحرب طائفيّةّ ، تتمثل في دور القيادات األخرى والبارزة في الكتائب المسلّحة المعارضة واإلسالميّة ،معتدلة كانت أو قاعديّة .فهؤالء القادة ،والذين غدوا اآلن أمراء حرب ونسخة مقلوبة ولكن مطابقة لرجال الدولة الباطنة لسورية األسدّ ، يمثلون القطب الثاني الذي مارس وال يزال يمارس -االنتهاكات األخطرتاريخ ّيا ً ّ بحق الوطن السوريّ وشعبه .وال ب ّد بنا ًء عليه أن يت ّم إلحاقهم برفاقهم من ضبّاط مخابرات وق��ادة أمنيّين أسديّين ُ سيحق عليهم في بوتقة الجلاّ دين الذين القصاص في سورية الغد.
علي ملحم
هل صحيح أنّ لألكراد قرونا ً في رؤوسهم؟! رجعت بي الذاكرة إلى هذا السؤال الذي سألني إيّاه زميل الدراسة السوريّ اإلدلبي ونحن نمشي في أروقة جامعة حلب فأجبته مازحا ً (ومدّعيا ً الج ّديّة في الردّ): نعم..إلاّ أ ّنني اضطرّ رت إلى قصّها بسبب ارتيادي الجامعة..انظر م ّد يدك مازالت آث��ار جذورها واضحة في رأسي.. وزميلي ذاك لم يكن يسخر مني ،وقد صرّ ح لي بعد نقاش طويل آنذاك بأنّ هذه الفكرة موجودة في منطقتهم ،ث ّم بات يعتذر ويعتذر.. واليوم وبعد خمس سنين من التراجيديا الدموية في سورية ال ب ّد من طرح األسئلة التالية: هل عرفت المكوّ نات السوريّة بعضها وهل تعارفت؟ هل تجاوزت حواجز الدين والطائفة والعرق؟ وهل اندمجت مع بعضها البعض؟ الردود على هذه األسئلة تبدو واضحة وجليّة ونحن نتص ّفح مواقع التواصل االجتماعيّ ونشاهد الك ّم الهائل من الشتائم والتخوين بين مختلف مكوّ نات النسيج السوريّ ،فالك ّل يدّعي سوريّته وحبّه لسورية وفي نفس الوقت ينهال بالسبّ والتشكيك في وطنيّة اآلخر الشريك.. ومن الخطأ تعميم هذه الحالة إلاّ أ ّنها الذهنيّة الطاغية على المشهد السوريّ (لألسف) ،فماذا يعرف السوريّون عن المكوّ ن السوريّ الس ّنيّ مثالً سوى أ ّنه (إسالمويّ ) ومناصر للتطرّ ف الدينيّ ؟ وهل مايروّ ج عنه حقيقة؟ ماذا نعرف عن بيئته االجتماعيّة ،عاداته وتقاليده، شعرائه وف ّنانيه ،أغنياته ودبكاته ،مالذي نعرفه عنه؟ ماذا نعرف عن علويّي سورية؟ س��وى أ ّنهم محسوبون على الطائفة الشيعيّة، و(رافضة) ،أو (ليس لهم دين)؟ ماذا نعرف عن لهجاتهم ولكناتهم ،فلكلور منطقتهم؟ ماذا نعرف عن بساطتهم وشغفهم بالحياة؟ من نعرف من مف ّكريهم وعقولهم؟ ماذا نعلم عن الدروز سوى أ ّنهم (عبدة العجل)؟ وم��ن سيحدّثني عن مضافاتهم التي تمأل ك ّل البيوت ،وعن عشقهم للضيف ،وتاريخهم الوطني المشرّ ف؟ من سيحدّثني عن النبيذ الذي تصنعه أياديهم من بساتين العنب خاصّتهم؟ وبالمقابل ماذا نعرف عن االسماعيليّين سوى أ ّنهم (عبدة الفرج)؟ ّ ومن يعلم عن آالف الشباب المثقف في مدينة (سلميّة) وعن شغفهم بالعود والغناء؟ مالذي نعرفه عن اسهاماتهم الحضاريّة والفكريّة، وعن نخبهم وإبداعاتهم؟
م��اذا يعرف السوريّون عن الكرد س��وى أ ّنهم (مرتدّون) و(دعاة انفصال) و (إسرائيل ثانية) ستغرس خنجراً في خاصرة السوريّين؟ هل يتذ ّكر السوريّون هنانو الكرديّ ومواقفه الوطنيّة ،هل سمعوا محمّد شيخو يوما ً حين يغني لألرض واالنسان ،والعشق والعصافير؟ هل قرؤوا لسليم بركات الكرديّ السوريّ وتلمّسوا تفاصيل العذاب الكرديّ وطفولة الكرديّ الناقصة والمشوّ هة بين دفتي (الجندب الحديديّ )؟ إنّ اتفاقيّة (سايكس بيكو) أقحمت قوميّات وطوائف متمايزة بجغرافيا محدّدة سمّيت سورية ،وفقا ً لتفاهمات ومصالح ال��دول الكبرى ،ث ّم جاءت الحكومات السوريّة المتعاقبة لتزيد الطين بلّة، فطمست اختالفات المكوّ نات السوريّة وخنقتها ومنعتها من التن ّفس عن نفسها وخاصّة إبّان تسلّم حزب البعث للسلطة ،هذا الحزب الذي عرّ ب سورية ورفض ك ّل ماهو غير عربيّ -وأحيانا – مسلم ،وبقيت لوحة الفسيفساء السوريّة لوحة جامدة غير قابلة لالندماج واالنصهار – وأقصد هنا االنصهار بمعناه االجتماعيّ واإلنسانيّ والوطني -فك ّل قطعة من فسيفساء سورية ظلّت ك كما هي متقوقعة على ذاتها ،وتنظر بعين الش ّ والريبة والخوف إلى اآلخر السوريّ ،والكالم عن نفي النعرات في سورية (ما قبل الثورة السوريّة) هو محض باطل ،وما منع بروزها كان القبضة األمنيّة التي أرهبت البالد والعباد ،وشحنت النفوس ،وراكمت االحتقان ،فباتت بنية المجتمع السوريّ بؤرة أمراض وا ّتسع الشرخ بين أبناء الوطن الواحد ،وأمسوا غرباء عن بعض ،ال بل نمت بينهم الحساسيّات والضغائن. إنّ الدمار الذي لحق بسورية ،والدماء التي سالت كان من الممكن تج ّنبها ،أو تخفيفها ،لو تب ّنى ح ّكام سورية مسألة التقارب بين السوريّين وزرع الثقة بينهم ،ومنح فسحة تنفس للك ّل ليعبّر عن ذاته كما يشاء ،ال أن يفرّ قوا بين الطوائف ويفضلوا إحداها على األخريات. إنّ األوطان ال تعني األحجار والبيوت ،وعماد بنائها هو اإلنسان ،واليوم وبعد سيول الدماء التي أريقت ،وبعد خسارتنا لوطن كان من الممكن أن يكون األجمل ،م��ازال باالمكان أن يستيقظ السوريّون من غفلتهم ،وأن ي��روا األم��ور من زاوية مختلفة ،ويتقبّلوا نقيضهم كي يكتملوا هم، فالشمس ال تحجب بغربال ،وعلينا كسوريّين أن نعيد حساباتنا ،ونتقبّل اختالف اآلخر ع ّنا ،ث ّم نم ّد أيادينا لبعض قائلين: كن كما شئت .. وأقبلك أخا ً لي في التراب والهواء والوطن.
سوار أمحد www.allsyrians.org
4
العدد 35
السنة الثانية
/ 11آب 2015/
من الصحف
جيمس روبن – الشرق األوسط
كيف ير ّوج أوباما لصفقته مع إيران ع���ل���ى ط���ول الطريق الطويل ن��ح��و اال ّت���ف���اق ّ النوويّ المبرم مع إيران ،ظلت إدارة الرئيس أوباما تقترح مراراً وتكراراً أنّ ذلك اال ّتفاق ليس إلاّ جزءاً من تحوّ ل استراتيجي كبير في مقاربة واشنطن مع طهران .وتعكس الخبرات السابقة في مجال الح ّد من التسلّح خالل حقبة الحرب البادرة ،أنّ ذلك اال ّتفاق األخير ليس ّ بشق إلاّ خطأ ً كبيراً قد يهدّد المكاسب األمنيّة األنفس. ً ينبغي على اإلدارة األميركيّة حال ّيا السعي لتبرير اال ّتفاق وعلى أسس تتعلّق ،حصر ّياً، بقضايا األمن القوميّ األميركيّ . وعلى الرغم من شروع الرئيس ومجموعة ّ مؤخراً، مستشاريه في تغيير لهجة خطابهم فإ ّنهم وبمزيد من التكرار عبر السنوات القليلة الماضية ،داوموا على توصيف مختلف ّ يتجزأ المحادثات النوويّة من واقع أ ّنها جزء ال من استراتيجيّة أكثر شموالً نحو إقامة «توازن جديد» بين الس ّنة والشيعة في منطقة الشرق األوسط والخليج. والعواقب المؤسفة للمزاعم الحاليّة والسابقة المبالغ فيها ،كانت تحييد الجمهوريّين المعتدلين واألصدقاء من الزعماء العرب ،الذين أسند الكثير منهم خطوات التقليل من المخاطر الناشئة عن البرنامج ال��ن��وويّ اإلي��ران��يّ ، وعارضوا في الوقت نفسه أيّة محاولة لتحسين العالقات مع الحكومة اإليرانيّة. ّ ومؤخراً في نيسان ،عند اإلعالن عن اإلطار المحدّد ال ّتفاق الثالثاء ،كان الرئيس أوباما يشدّد على فكرة مفادها أ ّنه :مع تخفيض الواليات الم ّتحدة لوجودها في منطقة الشرق األوسط، فإنّ العالقات الجيّدة مع إيران قد تساعد في التأسيس لنوع جديد من توازن القوى هناك. وفي مقابلة مطوّ لة مع توماس فريدمان ،من صحيفة «نيويورك تايمز» في تلك األثناء،
تصوّ ر الرئيس أوباما أنّ وجود ا ّتفاق نوويّ وتخفيف العقوبات االقتصاديّة من شأنهما تغيّير المقاربة الشاملة تجاه إيران ،ث ّم «من الممكن أن نبدأ في تجربة نوع من التوازن في المنطقة ،ومن ث ّم يشرع الس ّنة والشيعة، وبالتالي السعوديّة وإيران في محاولة تهدئة حالة التو ّترات بينهم». صارت تلك التصريحات ومثيالتها مبتذلة للغاية من وجهة نظر بعض المراقبين ،من واقع الخطاب البطوليّ الذي يتيه به السيّد أوباما ،وإنجازه للتقارب التاريخيّ مع إيران بالمقارنة مع الزيارة التاريخيّة غير المسبوقة التي قام بها ريتشارد نيكسون إلى الصين عام .1972بك ّل تأكيد ،وفي مقابلة أخرى مع توماس فريدمان يوم الثالثاء ،استدعى السيّد أوباما مراراً التجربة الدبلوماسيّة التاريخيّة ّ معززاً من فكرة للرئيس نيكسون مع الصين، أنّ إيران «سوف تكون ويجب أن تكون قوّ ة إقليميّة» ،وهي بالضبط طريقة التفكير التي تدفع بالمؤيّدين المحتملين للمقاربة األكثر محدوديّة بعيداً عن واجهة األحداث ،وذلك من األمور المؤسفة ،نظراً ألنّ اال ّتفاق اإليرانيّ يُع ّد إنجازاً راسخا ً من زاوية السيطرة على األسلحة النوويّة ،وليس من حيث أ ّنه تحوّ ل جيوسياسيّ واستراتيجيّ عميق. يقدّم اال ّت��ف��اق ،وببساطة ،تخفيفا ً للعقوبات االقتصاديّة في مقابل فرض حدود واسعة على القدرات اإليرانيّة في تخصيب اليورانيوم، وهو الجزء األصعب في بناء السالح النوويّ ، ومن خالل فرض القيود على المعدّات الالزم استخدامها لذلك الغرض تحديداً ،فسوف تواجه إي��ران صعوبة كبيرة في تحويل البرنامج النوويّ المدنيّ لديها إلى برنامج لألسلحة النوويّة .وف��ي المقابل ،وبموجب ضوابط صارمة ،يجري رفع العقوبات الماليّة عنها مع رفع الحظر على مبيعات النفط اإليرانيّ ، ممّا يسمح للحكومة في طهران بالوصول
إل��ى األم���وال المجمّدة واستقدام االستثمارات الغربيّة. تتجاوز فوائد اال ّتفاق تكاليفه بشكل كبير ،وفي حين أنّ اال ّتفاق لن يمنع إيران من صناعة السالح النوويّ إذا عقدت العزم على ذل��ك ،إلاّ أ ّنه يجعل من سلوك ذلك السبيل من الصعوبة بمكان .وكذلك ،فإنّ إجراءات التفتيش والتح ّقق الواسعة سوف تيسر بكثير من اكتشاف أيّة محاولة في ذلك اال ّتجاه .أمّا تخفيف العقوبات ،والسهولة التي يمكن من خاللها إعادة فرضها مجدداً ،تو ّفر حافزاً قو ّيا ً إليران لعدم االقتراب من تلك المخاطرة. باإلضافة إلى الحلفاء القلقين في الخارج ،فإنّ المشكلة األخرى المتعلّقة بربط اال ّتفاق النوويّ بتحسين العالقات األميركيّة -اإليرانيّة ،هي حقيقة مفادها أنّ تلك الروابط قد ال تتحسّن فعل ّياً ،خصوصا ً إذا كانت السياسات اإلقليميّة اإليرانيّة -مثاالً بتوفير الدعم الحيويّ لنظام ّ ب ّ المنظمات شار األسد في سورية وإسناد اإلرهابيّة -ت ّتخذ مساراً أكثر عدوانيّة. ال أحد يعرف ما إذا كان اال ّتفاق النوويّ سوف يستتبع منهجا ً إيران ّيا ً أكثر اعتداالً حيال سورية، والعراق ،ولبنان .وأعتقد أ ّنه لن يتغيّر ،نظراً ألنّ قوّ ات الحرس الثوريّ اإليرانيّ تظ ّل مكوّ نا ً رئيس ّيا ً لدى تحالف المرشد اإليرانيّ األعلى، وهم ،وليس وزير الخارجيّة ،ذوو التوجّ هات المعتدلة ،يُعتبرون دعاة المواقف العدائيّة الحاسمة في المنطقة .ومن األفضل بكثير توضيح الكيفيّة التي ّ يعزز ويخدم بها اال ّتفاق المصالح القوميّة األميركيّة ،وهل سوف تعمد إيران إلى تغيير سياساتها اإلقليميّة من عدمه. إنّ أفضل التشبيهات لال ّتفاق النوويّ مع إيران هي اتفاقيّات الح ّد من التسلّح في فترة الحرب الباردة ،حين قيّدت محادثات الح ّد من األسلحة
االتفاق النووي اإليراني انرتنت االستراتيجيّة ( )SALTمن التحديث السوفياتيّ للصواريخ الباليستيّة العابرة للقارّ ات ،ومنحت الواليات الم ّتحدة درج��ة غير مسبوقة من الوصول إلى المجتمع السوفياتيّ المغلق. تسبّبت المحادثات االستراتيجيّة األولى والثانية في وجود معارضة قويّة للغاية ضدّها داخل الكونغرس ،حينما كان يُنظر إلى تلك االتفاقيّات من زاوية أ ّنها جزء من تحسين أوسع للعالقات األميركيّة -السوفياتيّة. وفي حقيقة األمر ،لم يت ّم المصادقة ّ قط على جولة المحادثات االستراتيجيّة الثانية (SALT ،)IIويرجع ذلك في جزء منه إلى انشغال مجلس الشيوخ في الكونغرس بمشكالت أخرى كبيرة تخصّ السياسة الخارجيّة ،ومن بينها غزو اال ّتحاد السوفيا ّتيّ ألفغانستان ونشره للقوّ ات العسكريّة في أنغوال وكوبا. أُغفلت تماما ً حقيقة أنّ المؤسّسة العسكريّة واالس��ت��خ��ب��ارات األميركيّة أس��ن��دت جولة المحادثات االستراتيجيّة الثانية ()SALT II في خضّم العواصف السياسيّة الكبرى آنذاك. وبسبب أنّ الرئيس األميركيّ الراحل رونالد ريغان قرّ ر مواصلة االلتزام األميركيّ بالحدود العدديّة الرئيسيّة المذكورة في اال ّتفاقيات ،كان ّ تو ّقف الزيادة المطردة في العدد اإلجماليّ
للصواريخ والقاذفات الروسيّة وقتها. وعلى غرار االتفاقيّات السابقة مع اال ّتحاد السوفياتيّ ،ف��إنّ االتفاق المبرم مع إيران يوم الثالثاء الماضي ،يقلّل وبشكل كبير من التهديد النوويّ اإليرانيّ المحتمل من الخصم ويو ّفر الوصول إلى المجتمع اإليرانيّ المغلق نسب ّياً .ولكن ال يعني ذلك اإللغاء التا ّم للبرنامج النوويّ اإليرانيّ ،كما يرغب الكثيرون. ووص����والً ألق��ص��ى ق���در ممكن م��ن دع��م الكونغرس والدعم الدوليّ ،يتعيّن على السيّد أوباما التركيز في الوقت الحاليّ على مكاسب األم��ن القوميّ األميركيّ من ذلك اال ّتفاق، وتج ّنب أيّ اقتراحات أخرى بأنّ اال ّتفاق كان يهدف ألن يكون جزءاً من استراتيجيّة كبرى إزاء المنطقة. يمكن للعالقات األميركيّة -اإليرانيّة أن تتحسّن ذات يوم إذا تغيّرت سياسات طهران المزعزعة الستقرار منطقة الشرق األوسط. ويمكن للبيت األبيض التطلّع إلى حدوث ذلك، ولك ّنه ال ينبغي عليه انتظاره .وسواء حدث ذلك من عدمه ،فهو أمر عديم الصلة بالحكمة المستفادة من اتفاقيّة الح ّد من التسلّح المبرمة الثالثاء.
مصطفى الطوسة – فرانس 24
العربي صبحي حديدي – القدس ّ
طهران :أظافر إقليمّية بدل األسنان النووّية؟ عندما تح ّولت األزمة اليونانّية داخلي! فرنسي الى رهان ّ ّ أمر تلقائيّ ، وط��ب��ي��ع��يّ ، أن تتو ّفر زوايا نظر عديدة إلى اال ّتفاق النوويّ بين إيران ومجموعة الـ ،1+5وأن تكون هذه متباينة ومتقاطعة ،متكاملة أو متناقضة ،منتصرة لطهران أم شامتة بها، هازئة بالرئيس األمريكي باراك أوباما أم معترفة بأ ّنه أحرز نقطة ظفر أخرى في سج ّل رئاسي يعتبره الكثيرون فقيراً. قد يساجل ام��رؤ ،كما يفعل كاتب هذه السطور ،ب��أنّ إي��ران لم تكن تفاوض الغرب على برنامجها النوويّ ،العسكريّ أو المدنيّ ،فحسب؛ بل كانت تثبّت اعترافا ً دول ّيا ً بمكانتها كقوّ ة عظمى يتوجّ ب أن يُعت ّد بمصالحها ،في سلّة متشعّبة من القضايا اإلقليميّة الجيو ـ سياسيّة ،الحساسة و ا لمتفجّ ر ة : س������وري������ة وال����ع����راق ول����ب����ن����ان وال���ي���م���ن، ث��� ّم الخليج العربيّ على نحو يتجاوز االح��ت��ق��ان��ات ال��م��ذه��ب��يّ��ة والديمغرافيّة إل��ى ح��روب أسعار النفط، االتفاق النووي اإليراني وص���والً إلى انرتنت إس���رائ���ي���ل ب���ال���ط���ب���ع، وم���س���ائ���ل ت����ص����دي����ر الثورة اإلسالميّة في محاورها «الممانعة» علنا ً والمذهبيّة الشيعيّة سرّ اً وعلنا ً أيضاً، إلى آخر هذه الشبكة من عالقات الش ّد والجذب ،حيث حيازة القوّ ة واردة مثل معاناة الضعف .ف��ي ح��ال ك��ه��ذه ،من المنطقي اإلق��رار بأنّ إي��ران انتصرت، ح ّتى إذا كان اال ّتفاق في ذاته ال يستبدل األظافر النوويّة بأسنان عسكريّة قاطعة، أو ح ّتى إذا كانت احتماالت االنتعاش االقتصاديّ ليست أولى درجات السطوة اإلقليميّة. ً ً ّ غير أنّ سجاال ثانيا يرى في االتفاق عتبة ـ تمهيديّة ،لك ّنها حاسمة ـ ال غنى عنها لتعطيل برنامج نوويّ كان من الممكن أن
newspaper@allsyrians.org
يتطوّ ر على نحو يفرض إي��ران خصما ً نوو ّيا ً مخيفا ً وبالغ الخطورة ،يصعب التكهّن بحتميّة انضباطه حين تقتضي الحاجة استخدام السالح النوويّ ؛ خاصّة في ظ ّل والي��ة الفقيه ،وطبائع الهرميّة السياسيّة ـ الدينيّة التي تحكم آلة ا ّتخاذ ق��رارات األمن القومي اإليرانيّة العليا، وكذلك بسبب ت��ورّ ط طهران في أربعة ح��روب إقليميّة… صحيح أنّ جارتين آسيويّتين ،الهند والباكستان ،دخلتا النادي النوويّ قبل إيران ،وأنّ برنامج الجارة الثانية نجح في تصنيع أوّ ل «قنبلة مسلمة» حسب التعبير الشهير لوزير الخارجيّة األمريكيّ األسبق هنري كيسنجر؛ إلاّ أنّ سلسلة ضوابط مع ّقدة كانت ،وتظلّ ،تحكم القرار العسكريّ /النوويّ في البلدين ،على
خالف ،وأحيانا ً على نقيض ،الحال في إيران .وبهذا المعنى ،طبقا ً لهذا السجال، ف���إنّ ط��ه��ران ق��د خ��س��رت ،وتنازلت، وص��ارت بين سندان الرقابة الدوليّة على صناعتها العسكريّة أسوة بالنوويّة، ومطرقة مغامراتها الخارجيّة التي سوف تظ ّل تلتهم عشرات المليارات من دخلها القوميّ . وثمّة طراز ثالث من السجال ،يرى أنّ الواليات الم ّتحدة ،في ظ ّل إدارة أوباما تحديداً ،كانت الرافع األكبر في إنجاز االتفاق النوويّ ؛ ليس حرصا ً على أمن حليفتها إسرائيل (وهذا اعتبار ال تتهاون واشنطن فيه ،الب ّتة) ،فحسب؛ وليس ألنّ
«فلسفة» سيّد البيت األبيض تقضي بإغالق المآزق األمريكيّة الخارجيّة التي خلقها سلفه جورج بوش االبن ،فحسب أيضاً؛ كما أنّ استدراج طهران إلى المشاركة في قتال «داع����ش» و ا لحر كا ت ال��ج��ه��اديّ��ة هنا وهناك، ليس عامالً ج�����ي�����و ـ س���ي���اس���يّ���ا ً واضحاً ،أو وازن��اً ،إلى درجة إجبار واش��ن��ط��ن على اتفاق غير راب��ح ت��م��ام��ا ً مع ط���ه���ران. كان الرافع األم��ري��ك��يّ قد نجم ،في المقام األوّ ل ،عن قرابة ّ ست سنوات من ركود التأثير األمريكيّ في أزمات الشرق األوس��ط ،وذل��ك في حقبة شهدت ذرى غليان «الربيع العربيّ » ،وتوجّ ب فرض «الخطوط الحمر» على أيّ نحو صارم ورادع ،بدل إعالنها ث ّم السماح بتجاوزها دون عواقب (حكاية أوباما مع النظام السوريّ ،في ملفّ األسلحة الكيميائيّة، مثال ساطع). يبقى ،بالطبع ،أنّ األم��ور بخواتيمها؛ خاصّة حين تشتغل مفاعيل اال ّتفاق داخل إي���ران ب��ادئ ذي ب��دء ،وعلى مستوى مغامرات طهران الخارجيّة ،التي كانت وتظ ّل سيفا ً لها ،ولكن عليها أيضاً.
م��ع اق���ت���راب ساعة ال��ح��ق��ي��ق��ة ل�لأزم��ة اليونانيّة وعالقاتها مع منطقة اليورو ،تكون سلطات أثينا قد تسبّبت ف��ي ت��ش�� ّن��ج سياسيّ فرنسيّ داخليّ لم يسبق ّ له مثيل حول اإلشكاليّات التي يطرحها االتحاد األوروبّيّ ،إذا ما استثنينا الخالفات البنيويّة التي ظهرت في الشارع السياسيّ الفرنسيّ بمناسبة المصادقة على ا ّتفاقية «مايسترشت» الشهيرة في تسعينيّات القرن الماضي .وخالل األسابيع التي مرّ ت بها هذه األزمة إلى وصول فترة االنفراج التي أبعدت شبح إقصاء اليونان من منطقة اليورو استحوذ اليونان واالنهيار االقتصاديّ الذي كان يؤ ّ شر له على أبرز االهتمامات السياسيّة الفرنسيّة، من إشكاليّة دوليّة تهدّد الكيان األوروبّيّ تحوّ لت األزمة اليونانيّة إل������ى ره�����ان فرنسيّ داخلّيّ ت����ب����ادل ع��ل��ى خلفيّته اليسار الحاكم واليمين ال����م����ع����ارض أع��������ن��������ف اال ّت���ه���ام���ات؛ ف���ب���ال���ن���س���ب���ة للرئيس فرانسوا هوالند انقسمت هذه األزمة إلى حقبتين .األولى عندما كان يقف في صمت خافت ومتردّد خلف المستشارة األلمانيّة إنجيال مركل التي تقمّصت شخصيّة المعاقب للتقصير اليونانيّ في إدارة االقتصاد والوفاء بالتعهّدات ا ّتجاه الجهات الدائنة. وقتها صعّد اليمين بزعامة نيكوال ساركوزي لهجة انتقاداته لفرانسوا هوالند وعاتبه على غياب دور فرنسيّ فاعل ّ يؤثر على مجريات األحاديث ويقف عاجزاً أمام السلطة األلمانيّة التي تفرض القرارات وتحدّد اتجاه الرياح. أمّا المرحلة الثانية فكانت إيجابيّة بالنسبة للرئيس هوالند ،ومن ناحية الخطر الداهم الذي تش ّكله فرضيّة خ��روج اليونان من منطقة اليورو، ّ الخط بتأثيرها استطاعت فرنسا أن تدخل على على الوجهة الحازمة التي تب ّناها اال ّتحاد األوروبّيّ تحت تأثير األلمان .وقد استغ ّل فرانسوا هوالند
هذه الظرفيّة للظهور كالعب منقذ استطاع العمل على إخراج الحوار اليونانيّ األوروبّيّ من الباب المسدود الذي كان وصل إليه قبل عقد االستفتاء. في غضون ذل��ك كانت لهذه األزم��ة تداعيات سياسيّة فرنسيّة هامّة .رموز اليمين التقليدي عابوا على فرانسوا ه��والن��د أ ّن��ه لم يأخذ على محمل الج ّد انعكاساتها الخطيرة على داف��ع الضرائب الفرنسيّ وتب ّنوا موقفا ً محرجا ً للقيادة الفرنسيّة ع��ن��دم��ا طلبوا ع���ل���ن���اً ،ك��م��ا ق���ال ذل���ك أح��د المنافسين لنيكوال ساركوزي في قيادة اليمين آالن جوبيه باتخاذ إجراءات عقابيّة ا ّتجاه اليونان وإخراجها من منطقة اليورو. أمّا البعد الثاني والخطير الذي تسبّبت فيه هذه األزمة وهو تشجيع التيّارات الرافضة لمفهوم الوحدة داخل اال ّتحاد األوروبّيّ ،وشاءت الصدف السياسيّة أن تجد مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرّ ف نفسها مع جان لوك ملونشون أحد رموز اليسار المتطرّ ف في نفس الخندق المعادي والحاقد على البيروقراطيّة األورو ّبيّة التي تحكم الدول األورو ّبيّة انطالقا ً من بروكسيل .وفي بلد مقبل كفرنسا على حقبة انتخابيّة حاسمة يش ّكل الجدل حول الديون اليونانيّة وطريقة معالجتها مناسبة إلنعاش المجموعات السياسيّة التي بنت مجدها على كراهيّة البيت األوروبّيّ الموحّ دة ودعواتها المتكرّ رة إلى التقوقع على المربّع الوطنيّ الضيق.
www.allsyrians.org
قانون
العدد 34
/ 11آب 2015/
5
السنة الثانية
حوار العدد
المحامي غزوان قرنفل تج ّمع المحامين السور ّيين األحرار واحد من كيانات عدّة للمحامين أعلنت عن نفسها خالل سنوات الثورة ..ال يجمعها رابط واحد وتختلف رؤاها ومشاربها رغم أ ّنها تص ّنف نفسها في سياق «المحامين األحرار» .. نتوجه ما الذي يم ّيز هذا التج ّمع عن غيره وما أسباب تلك الفُرقة؟ وهل من فرصة لوجود كيان جامع لتلك المزق والتج ّمعات والهيئات؟ أسئلة ّ بها إلى المحامي األستاذ «غزوان قرنفل» رئيس تج ّمع «المحامين السور ّيين األحرار». أستاذ قرنفل ..هناك الكثير من الكيانات نقاب ّيا ً كما أراده مؤسّسوه األوائل ،نحن اآلنّ ّ منظمة حقوقيّة مرخصة وفق القانون التركيّ والتج ّمعات «للمحامين األح��رار « لماذا سسة أو نقابة أو كيان واحد ونترك الحرّ يّة لمنتسبينا بالعمل على تأسيس اليكون هناك مؤ ّ نقاباتهم أو االنتماء لما هو موجود منها ،فالعمل لهم ،وما سبب هذا التشرذم؟ النقابيّ ليس من سياقات أعمالنا كتجمّع. األس��ت��اذ ق��رن��ف��ل :ن��ع��م ،ه��ن��اك الكثير من ليس لنا موقف ع��دائ��يّ م��ن أيّ كيان، المجموعات والكيانات بعضها مجرّ د مجموعة ومستعدّون للتعاون م��ع الجميع ونحترم أو صفحة على فيس بوك ليس لها من بنية أو خيارات الجميع ،ولكن بالمقابل ال نقبل من أحد إطار أو عمل حقيقيّ ،وبعضها اآلخر يعمل أو أن يفرض علينا رؤيته؛ نحن نرى باختصار ً يحاول أن يعمل ويحدث أثرا ما .تجمّع المحامين أ ّننا كرجال قانون يتعيّن علينا أن نكون جزءاً السوريّين األحرار من أوائل تلك التجمّعات، من حامل وطنيّ ينهض بمشروع وطنيّ جامع فقد تأسّس في شهر أيّ��ار من عام ،2012 لك ّل الطيف السوريّ نحو بناء «دولة القانون وك��غ��ي��ره م��ن ال��ك��ي��ان��ات والمواطنة» ولن ن ّتفق مع أيّ تعرّ ض للكثير من الخضّات طرح يخالف ذلك؛ أل ّننا نرى ّ ّ واإلشكاالت والصراعات؛ نفخر أننا أوّل منظمة أنّ خالف تلك الرؤية سيكون أل ّنه كان يض ّم عدداً كبيراً حقوقيّة تعلن بصراحة مدمّراً لما تب ّقى من سورية، من المحامين من مختلف وسيزيد من التف ّكك المجتمعيّ ً ً ً المشارب والتوجّ هات ،لكن موقفا قويّا وصرحيا ال��س��وريّ وص���والً للتحلّل عندما قيّضت لنا إدارت��ه ومباشراً بال مواربة والزوال. ح��دّدن��ا ب��وض��وح هويّته ول��ك��ن ك���ان ل��ك��م موقفوتوجّ هاته الوطنيّة ومواقفه من مشروع أسلمة عدائي وصلب من المحاكم ّ م���ن ال���ث���ورة واألس��ل��م��ة البنية وتدمري القضاء وتمّت إعادة هيكلة التجمّع والهيئات الشرع ّية األمر الذي للبلد ة ي القضائ وصياغة نظامه الداخليّ ّ ّ وضعكم على خط المواجهة بوضوح وجذريّة ،وتمّت معهم؟ عمليّة غربلة حقيقيّة ،وأطيح األستاذ قرنفل :نعم ،نحن أعل ّنا مب ّكراً عن بك ّل من يحمل مواقفا ً ّع م التج ّة ي لهو مغايرة موقفنا المناهض لهذا التوجّ ه ونحن نفخر أ ّننا ً ً وتوجّ هاته التي تؤمن بأنّ سورية وطنا جامعا أوّ ل ّ منظمة حقوقيّة تعلن بصراحة موقفا ً قو ّيا ً لك ّل السورييّن على قدم المساواة في الحقوق وصريحا ً ومباشراً بال مواربة من مشروع والمواطنة .كان عدد األعضاء فيه قد تجاوز أسلمة القضاء وتدمير البنية القضائيّة للبلد ً ً 206عضوا ،نحن اليوم النتجاوز 63عضوا ،عبر إدخال من هبّ ودبّ في الجسم القضائيّ ّ ونحن نؤمن بقلة منسجمة وفاعلة على كثرة ولع ّل بياننا المعنون بـ (ال للمذبحة القضائيّة) مترهّلة ومتصارعة .التجمّع اليوم ليس إطاراً
كان متقدّما ً ج ّداً ح ّتى عن االئتالف ومكتبه حارم وسراقب (في إدلب) وأعزاز واألتارب القانونيّ حين أعل ّنا رفضنا لهذا العبث القضائيّ (في حلب) ،كما ت ّم نسخ السجلاّ ت القضائيّة بتخريــج (قضاة) خالل أسبوع سياحيّ – ف��ي ك�� ّل م��ن ح��ارم واألت���ارب ودارة ّ ع��زة تدريبيّ في منتجع «أوغ��رل��و» ،كما أعل ّنا وسراقب ،وجاري العمل في مناطق أخرى ال يت ّم عادة اإلعالن عنها قبل بقوّ ة رفضنا لتطبيق ما سمّي إنجاز العمل النهائيّ فيها، بـ (القانون العربيّ الموحّ د) كما يجري التواصل مع أو إعمال القراءات المتعدّدة والمتشدّدة للشريعة اإلسالميّة ،أعلنّا رفضنا هلذا مجموعات عمل في مناطق عديدة تحضيراً لها إلنجاز وهذا موقفنا ح ّتى اليوم ،وقد العبث القضائ ّي العمل فيها .ونحن نعطي أثبتت األح���داث صحّ ة تلك بتخريــج (قضاة) المجالس المحلّيّة ُنسخا ً ممّا الرؤية وصوابيّتها. ّ ننجزه ،وكذا نسلم الحكومة أن��ت��م كتج ّمع م��اذا خالل أسبوع سياح ّي المؤ ّقتة نسخا ً أخرى أيضاً. تفعلون ..وما يب يف لونها؟هي برامجكم – تدري ّ أمّ�����ا ف���ي ت��رك��ي��ا، تمو وكيف ّ فلدينا م��ش��روع توثيق األستاذ قرنفل :نحن كتجمّع منتجع «أوغرلو» وقوعات األحوال المدنيّة لدينا عدّة مشاريع وفعّاليّات للسوريّين والشخصيّة نقوم بتنفيذها سواء في المناطق وبينهم في تركيا من زواج المحرّ رة ،التي لنا فيها ثالثة مكاتب ،أو في ووالدات ووفيّات وغيرها ،وهذا العمل يقوم تركيا ،حيث لنا مكتبين في انطاكية وغازي به الزمالء تطوع ّيا ً في أكثر من 11موقعا ً في عنتاب ،ولع ّل أه ّم مشاريعنا في الداخل هو تركيا .وفي سياق آخر ،لدينا مشروع للتطوير «مشروع التوثيق الوطنيّ » فنحن نقوم بنسخ والتدريب قوامه أربع ورش��ات عمل خالل وحفظ السجلاّ ت العقاريّة وسجلاّ ت القرارات عام 2015أقمنا منها ورشتين تحت عنوان القضائيّة ونحفظها في هاردات لنحافظ على «رؤية دستوريّة لسورية المستقبل» وتجري حقوق ال��ن��اس وأم��وال��ه��م وأم�لاك��ه��م ،وه��ذا اآلن صياغة مخرجاتهما ليصار إلى طبعها المشروع الحيويّ تموّ له وترعاه مؤسّسة في كتيّب يعبّر عن رؤيتنا كتجمّع ورؤية «اليوم التالي» التي تقوم بتدريب الكوادر المشاركين في الورشتين لسورية المستقبل العاملة بالمشروع وتؤمّن لهم المعدّات الالزمة على المستوى ال��دس��ت��وريّ ،كما نريدها ّ وتغطي النفقات الالزمة إلتمام العمل، للعمل ونتم ّناها ،ولدينا فسحة اآلن إلنجاز ورشتي ومن ث ّم تدفع أتعاب الزمالء والنشطاء بعد عمل أخريّين في العدالة االنتقاليّة واإلصالح إنجازهم العمل الذي يت ّم تحت إشراف قضائيّ القضائيّ .كما أصدر التجمّع كتيّبين :األوّ ل للتثبّت من صحّ ة ما يت ّم انجازه ونسخه ،وقد بعنوان (إرشادات قانونيّة للسوريّين في تركيا) أنجزنا ح ّتى اآلن السجلاّ ت العقارّ ية في مناطق
والثاني بعنوان (إضاءات على مسائل بالقانون التركيّ للسوريّين في تركيا) ،قدمنا فيهما مانعتقد أن ّالسوريّين يحتاجون لمعرفته بشأن التملّك العقاريّ وتأسيس الشركات واإلقامة ّ وحق العمل وإذن العمل والتعليم وأنواعها الجامعيّ والزواج في تركيا ،وجاري وضع اللمسات األخيرة على الكتيّب الثالث في هذا السياق. وطبعا نحن لدينا تمويل خاصّ بالتجمّع ّ يغطي أعمالنا وبرامجنا وايجارات مقارّ نا ونفقاتها وروات��ب للعاملين األساسيّين فيها، وهو شيء ال نخفيه ونقدّم للجهة الداعمة بشكل مستمرّ تقريرنا الماليّ وأوجه الصرف واإلنفاق مدعّمة بالفواتير؛ ما جعلنا نحظى باحترام الداعمين وثقتهم والحمد هلل. يتم ّتع التجمّع اليوم بشبكة عالقات مهمّة ّ منظمات دوليّة وسوريّة ،وهو عضو في مع المركز العربيّ األوروبّ��يّ لحقوق اإلنسان والقانون الدوليّ ،كما أ ّنه عضو مؤسّس في «مجموعة تنسيق العدالة االنتقاليّة» التي تسعى النتاج مشروع وطنيّ للعدالة االنتقاليّة في سورية ،وكذا هو عضو في ا ّتحاد ّ منظمات المجتمع المدنيّ السوريّة .ه��ذه العالقات ك -في ارتقاء أعماله الواسعة تساهم -دون ش ّ وتعطيه دفعا ً لمزيد من التطوّ ر والنجاح من خالل ما يكتسبه من خبرات مميّزة وهامّة ،ال ّ المنظمات األخرى بها علينا. تبخل
األستاذ غزوان قرنفل :نشكر لكم إضاءتكم على تج ّمع المحامين وأنشطته ومشاريعه ،ونتم ّنى لكم كل ّ التوفيق.
عبداهلل الشمّال
إرهاب المحاكم في سورية
(من دراسة للمركز السوري للدراسات واألبحاث القانونّية*) ّ مل يسلم منزل أو عائلة يف سورية من حالة قتل أو اعتقال أو قصف أو انتهاك حرمة أو سلب أو سرقة خرجت أوّ ل مظاهرة للمطالبة بإلغاء قانون استثنائيّة بديلة عن المحكمة العسكريّة عام الطوارئ والمحاكم العرفيّة في سوريا في 1963 8وألغيت محكمة أمن الدولة بالمرسوم آذار عام 2004رغم الخوف وما تعرّ ض له رقم 53لعام 2012كما رفعت حالة الطوارئ المتظاهرون من تهديدات ث ّم ضرب واعتقال بالمرسوم رقم ( )161لعام .2012وصدر ومالحقات أمنيّة ألكثر من سنة بعد اإلفراج قانون مكافحة اإلره��اب بالمرسوم رقم 19 عنهم بسبب الضغط الدوليّ .وفي عام 2012لعام 2012على غرار قانون مناهضة أهداف ت�� ّم إل��غ��اء ق��ان��ون ال��ط��وارئ الثورة لعام .1964والتي الذي بقي جاثما ً على صدر ج���اءت جميعها لحماية التشريعي املرسوم السوريّين نحو60عاما ً منذ السلطة القائمة ومحاربة معارضيها .وهناك تشابه الوحدة بين مصر وسورية رقم 47تاريخ بصيغة قوانين متفرّ قة ومنذ شديد بين قوانين محكمة ع��ه��د االن��ف��ص��ال بصيغته 1968/3/28الذي نقل اإلرهاب ومكافحة اإلرهاب الحاليّة. مع محكمة أمن الدولة العليا صالحيّات املرسوم 6 من تلك القوانين -1 :قانون وق��ان��ون مناهضة أه��داف الطوارئ -2قانون مناهضة لعام 1965إىل حمكمة ال��ث��ورة فكالهما كانا في أوق��ات حرجة للسلطة من أه��داف ال��ث��ورة - 3مرسوم أمن الدولة العليا رقم 4لعام 1965للتأميم أجل تدعيم وترسيخ نفوذها ّة ي العسكر واحملاكم وحمايته - 4المرسوم رقم 6 وسلطتها وقمع معارضيها، لعام 1965المتعلّق بقانون ولم يكونا لحماية الدولة. ّ التحوّ ل االشتراكيّ وال��ذي وحاولت السلطة أن تتخطى ّ يعاقب باألشغال الشا ّقة المؤبّدة والمؤقتة االنتقادات الموجّ هة لمحكمة أمن الدولة فعملت لمخالفة تطبيق النظام االشتراكيّ في الدولة ،على دمج قانون اإلرهاب في النظام القضائيّ سواء أوقعت بالفعل ،أم بالقول ،أم بالكتابة ،أم شكل ّيا ً مع إبقائه استثنائ ّيا ً في مركزيّة التشكيل بأيّة وسيلة من وسائل التعبير .ومخالفة أوامر وحصره بدمشق وإبقاء الصالحيّات الرئاسيّة الحاكم العرفيّ . بتعيين القضاة متجاوزاً قانون السلطة القضائيّة. واستخدم هذا المرسوم ض ّد األحزاب والقوى ومع إلغاء منصب الحاكم العرفيّ استحدث الديمقراطيّة والمدافعين عن حقوق اإلنسان ،النظام غرفة خاصّة لمحكمة اإلره��اب ،مع ّ بحق تشكيلها بتهمة مناهضة أيّ هدف من أهداف الثورة ،احتفاظ رئيس الجمهوريّة أو عرقلتها ،وح��دّدت عقوبة ه��ذه األفعال بمرسوم بتجاوز صالحيّات مجلس القضاء باألشغال الشا ّقة المؤ ّقتة ،والتي تتراوح بين» 5األعلى ،وبما أنّ المراسيم تصدر عن رئيس و»15سنة. الجمهوريّة فهذا يعني حصر تعيين القضاة - 5المرسوم التشريعي رقم 47تاريخ ونيابتها ومحكمة النقض بيده فقط. 1968/3/28الذي نقل صالحيّات المرسوم ولم تكتفِ بتلك االستثناءات بل حرّ رت المحكمة 6لعام 1965إل��ى محكمة أمن الدولة العليا من ك ّل اإلجراءات الم ّتبعة في القانون فال تتقيد والمحاكم العسكريّة. باألصول المنصوص عليها في التشريعات أوّ الً -محكمة اإلرهاب النافذة في إجراءات المالحقة والمحاكمة ،كما وقد جاءت محكمة اإلرهاب وقانون مكافحة أضافت استثناء آخر بحرمان الم ّتهم المحاكم اإلره��اب في خض ّم ف��ورة عالميّة لمحاربة غياب ّيا ً من ّ حق سقوط الحكم الغيابيّ عند إلقاء اإلرهاب ومحاولة لكسب تأييد العالم للنظام القبض عليه العتباره حكم نهائ ّياً. ولضمّه للجهود ال��دول��يّ��ة متغاضين عن وأض���اف ق��ان��ون مكافحة اإلره���اب ثالث االنتهاكات الفظيعة لحقوق اإلنسان في سورية .جرائم جديدة لم ت��رد ب��أيّ قانون ومخالفة أُنشئت محكمة اإلرهاب بمرسوم رقم 22لعام لمبادئ العدالة -1 :استخدام وسائل التواصل 2012على أنقاض محكمة أمن الدولة العليا اإللكترونيّ - 2عقوبة لعدم التبليغ - 3عقوبة التي أنشأها حكم البعث عام 1968كمحكمة على النوايا والتفكير دون ضرورة وجود أفعال
newspaper@allsyrians.org
ما ّديّة تؤيّد ذلك. ولم يميّز القانون بين الحدث والبالغ وبين المدنيّ والعسكريّ ،وهناك أطفال لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشر م ّتهمون أمام محكمة اإلرهاب. و َمثل أمام المحكمة عشرات اآلالف ،ومن التهم« :حمل السالح -والقيام بعمليات إره��اب��يّ��ة -اس��ت��خ��دام وس��ائ��ل ال��ت��واص��ل – والتظاهر -وتقديم اإلغ��اث��ة للمهجّ رين والمحاصرين -وتقديم المعونة الط ّبيّة -ودعم المنكوبين» .فهناك م ّتهمون بحمل ربطات خبز للمناطق المحاصرة ونساء م ّتهمات بطبخ الطعام ألوالدهنّ من المقاتلين وهناك نساء وأطفال تصل أعمارهم لعدّة أشهر فقط النتساب أحد أفراد أسرتهم للمقاتلين .ومئات األطبّاء والصيادلة وآالف النشطاء السلميّين والصحافيّين ومئات الحقوقيّين والمحامين. ثانيا ً -المحاكم الميدانيّة العسكريّة: أنشئت محاكم الميدان العسكريّة بموجب المرسوم رق��م 109لعام 1968وتنظر في الجرائم الداخلة في اختصاص المحاكم العسكريّة والمرتكبة زمن الحرب أو خالل العمليّات الحربيّة. وتؤلّف بقرار من وزي��ر الدفاع من رئيس وعضوين ،وال تق ّل رتبة الرئيس عن رائد كما ال تق ّل رتبة ك ّل من العضوين عن نقيب، وتصدر ق��رارات النيابة العامّة قطعيّة ال تقبل الطعن .وللمحكمة ألاّ تتقيّد باألصول واإلجراءات المنصوص عليها في التشريعات النافذة .وال تقبل األحكام التي تصدر عن أيّ طريق من طرق الطعن. وبمناسبة األحداث عام 1980أضافت السلطة موضوع االضطرابات الداخليّة الختصاصها بالمرسوم رقم 32تاريخ .1980/7/1 إنّ محكمة أمن الدولة العليا والمحاكم الميدانيّة العسكريّة لم تنظر إلاّ بعدد ال يتجاوز بضعة آالف خالل 40عام ،أمّا محكمة اإلرهاب خالل ثالث سنوات نظرت بعشرات آالف القضايا، وتنظر محاكم الميدان العسكريّة بأكثر من 25000ملفّ يحاكم بهم أكثر من أربعين ألف م ّتهم نصفهم موقوف والنصف اآلخر هارب ومالحق. تطوّ رت أعمال محكمة الميدان العسكريّة ومحكمة اإلرهاب خالل السنوات الماضية ففي
عام 2012كان في المحكمة قاضيي تحقيق ث ّم ازداد عدد القضايا ليبلغ العدد اإلجمالي للقضايا 37756قضيّة ،ما أدّى لتعيين قضاة تحقيق ج��دد في ع��ام 2013فأصبح عدد قضاة التحقيق سبعة ومنذ تمّوز 2015ازداد عدد القضاة إلى عشرة وأحيلت إلى محكمة الجنايات 4730قضيّة ،صدرت أحكام نهائية بـ 617تتراوح بين السجن لثالث سنوات ح ّتى اإلعدام ،والباقي ما زالت منظورة أمام المحاكم حسب الجدول.
وال يمكن تحديد أعداد الموقوفين بد ّقة لصالح محكمة اإلره��اب أو من ت ّم عرض قضيتهم على المحكمة لصعوبة ال��وص��ول لألرقام الدقيقة من سجّ الت المحكمة ،ولكن من متابعتنا لعمل المحكمة والمعتقلين فإنّ األعداد التقريبيّة للموقوفين منذ بداية االحتجاجات تجاوز 300,000معتقل ،وأنّ نصفهم فقط عرضت مل ّفاتهم على المحاكم االستثنائيّة ،باإلضافة إلى نحو 100,000هارب مطلوب.
والم ّتهمون الذين عرض مل ّفهم أمام محكمة اإلره��اب يتجاوز عددهم المائة ألف م ّتهم، أكثر م��ن خمسين أل��ف منهم ت�� ّم ا ّتهامهم على الغياب والباقي ت�� ّم توقيفهم وم��ازال منهم30,000موقوفا ً في سجن عدرا أو سجن صيدنايا للعسكرييّن أو سجون باقي المحافظات و 20,000ت ّم إطالق سراحهم من قبل قضاة التحقيق لعدم ثبوت التهم أو بموجب تسويات أو مبادلة أو بسبب مراسيم العفو. هذا إذا أضفا إليهم أكثر من عشرين ألف معتقل تحاكمهم المحاكم الميدانيّة العسكريّة ونحو مائة وخمسون ألف معتقل مازالوا مفقودين ومغيّبين قسر ّيا ً لدى الفروع األمنيّة ومراكز االعتقال غير الرسميّة .وحاالت الموت في المعتقالت بسبب التعذيب والظروف الالإنسانيّة التي يتعرّ ضون لها والتي نقدّرها بأكثر من خمسين ألف معتقل بسبب هذه الظروف.
ّ منظمة السوري للدراسات واألبحاث القانون ّية: * المركز ّ تأسست أوائل عام 2004 أهل ّية تهت ّم بقضايا حقوق اإلنسان ّ مركزها دمشق ،أعضاؤها مجموعة من المحامين المؤمنين والناشطين بمبادئ حقوق اإلنسان.
إعداد هيئة التحرير www.allsyrians.org
6
العدد 35
السنة الثانية
تحقيقات
/ 11آب 2015/
خارطة الميليشيات والفصائل العسكرّية في محافظة الحسكة
ميليشيات وفصائل عرقّية وطائفّية عديدة تفشل في حماية المنطقة المسيطرة على المنطقة ،و تنسّق بشكل كامل مع قوّ ات النظام السوريّ ،كما تتبع لها مليشيا «اآلسايش» التي ُتعتبر بمثابة القوّ ة األمنيّة ومهمتها حفظ األمن بين المدنيّين ،وتض ّم تحت جناحها ما تب ّقى من ميليشيات ذات طبيعة عرقيّة و عشائريّة من تلك الموالية للنظام والتي ترد فيما يلي:
لمحافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سورية وريفها خصوصيّة مُعيّنة ديموغرافيا ،تجعلها تختلف ع��ن باقي المحافظات والمناطق السوريّة ،فهي تض ّم مكوّ نات متنوّ عة وتركيبة س ّكانيّة مع ّقدة ،جعلت من الصعب عليها أن تشهد حراكا ً ثور ّيا ً جامعا ً منذ بداية الثورة ال��س��وريّ��ة ،وش��ه��دت انقساما ً الف��ت��ا ً كباقي المحافظات السوريّة ،ولكن م��ي��ل��ي��ش��ي��ات • بشكل مضاعف يبيّن مدى «السوتورو» السريان ّية: ّ ّ ال��ص��راع القائم على أسس كل سكان املنطقة «ال����س����وت����ورو» كلمة عرقيّة ومذهبيّة ،إضافة إلى سريانيّة تعني الحماية، من عرب وكورد االن��ق��س��ام��ات القائمة ضمن تش ّكلت ب��ق��رار م��ن هيئة المكوّ ن الواحد ،فك ّل س ّكان وآشوريّني وسريان السلم األهليّ التابعة لطائفة المنطقة م��ن ع��رب وك��ورد ال��س��ري��ان األرث���وذك���س وشيشان وتركمان وآشوريّين وسريان وشيشان في مدينة القامشلي عام وتركمان سعى إللغاء اآلخر اآلخر إللغاء سعى ،2012و ت��ه��دف إل��ى إلثبات وج��وده فقط ،وفاض حماية األحياء المسيحيّة إلثبات وجوده الكالم عن تاريخها وتفصيالته في المدينة ،ومن ث ّم انقطع المغرقة ف��ي ال��ق��دم ليتجاوز فقط ارتباطها اإلداريّ مع هيئة أض��ع��اف آث��اره��ا المكتشفة السلم األه��ل��يّ وأصبحت وحفريّاتها األثريّة ،بالرغم من تابعة لجيش الدفاع الوطنيّ التابع للنظام ،وبعد عيش هذه المكوّ نات في نسيج مترابط بحدود تأسيسها بفترة قصيرة أسّس حزب اال ّتحاد ً معيّنة تسمح بالتعايش والحياة معا لقرون السريانيّ لنفسه مجموعات مسلّحة أسماها ّ مضت ،وقد دفعت الحالة األمنيّة المتوترة التي االسم ذاته ،وأصبح قسم من «السوتور» يتبع تعيشها المنطقة كغيرها من مناطق سورية للمجلس العسكريّ السريانيّ التابع بدوره لحزب وغياب الدولة المركزيّة ومؤسّساتها ،إلى اال ّتحاد السريانيّ الذي هو عضو في اإلدارة بروز أشكال متنوّ عة وأنماط عديدة لتجمّعات الذاتيّة ،في حين قسم آخر موالي للمعارضة مدنيّة وعسكرية ،أدخلت ك ّل مكوّ نات المنطقة السوريّة ويتل ّقى الدعم من قبل المعارضين في تحالفات مع النظام وتحالفات أخرى مع ّ الممثلين عن المنطقة في مؤسّسات المعارضة، جهات معارضة ،وفي ظ ّل تراجع سلطة النظام ويشرف على تدريب ق��وّ ات «السوتورو» المنشغل بقتال الفصائل المعارضة له ،فرضت الموالية للنظام مدرّ بون أور ّبيّون وفقا لبعض بعض الجهات وجودها في حكم أمر واقع التقارير الدوليّة وانض ّم إليهم عدد من مقاتلين بذريعة حماية المنطقة ،كما برزت تشكيالت أجانب ،إضافة إلى تدريبهم في معسكرات عسكريّة متعدّدة بذريعة حماية أهلها من وحدات حماية الشعب الكرديّة. «األقلّيات» التي تشعر بخطر يهدّد وجودها السرياني �ري وس�� ّد الفراغ األمني الحاصل وخاصّة بعد • ّ المجلس ال��ع��س��ك� ّ تمدّد تنظيم «داعش» في المنطقة ،فإضافة (:)MFS إلى جيش النظام السوريّ وجدت العديد من يتبع إدار ّيا ً لحزب اال ّتحاد السريانيّ في سورية الفصائل العسكريّة التي تأخذ الطابع الميليشويّ (الدورونويه) ،وعسكر ّيا ً لقوّ ات حماية الشعب والتي تدّعي جميعها حماية الناس ،وقد فشلت الكرديّة ،وفي بيان صدر عنهم في ذكرى في ذلك وسط صراع مستمرّ فيما بينها لتغيير تأسيسهم بينوا أنّ المجلس العسكريّ السريانيّ هو ّ ممثل المكوّ ن السريانيّ في قوّ ات (.)YPG خارطة التحالفات بين فترة وأخرى ويتبادل وت ّم اإلعالن عن هذا المجلس ببيان مصوّ ر الجميع اال ّتهامات ،ومن أبرز هذه الفصائل: ت ّم ّبثه على شبكات التواصل االجتماعيّ يوم ّقوات حماية الشعب ( )YPGالكرد ّية: 27كانون الثاني ،2013وتحت مظلّته يعمل وتتبع لحزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الكرديّ القسم الموالي للنظام السوريّ من ميليشيات الذي يعتبره المراقبون الجناح السوريّ لحزب «السوتورو». العمّال الكردستانيّ ( ،)PKKوأعلن عن قيام م��ج��ل��س «ح�����رس ال���خ���اب���ور» هذه القوّ ات بعد إعالن مشروع ما يُسمى بـ • اآلشوري: ّ «اإلدارة الذاتيّة الديمقراطيّة في مناطق من ّ ً محافظة الحسكة» ،ومقرّ هذه اإلدارة مدينة مجموعة مسلحة تض ّم عددا من أبناء قرى عامودا ،وكانت قوّ ات حماية الشعب بمثابة الخابور و تتل ّقى دعمها وتمويلها من قوّ ات ال���ذراع العسكريّ لها وه��ي ال��ق��وّ ة األب��رز حماية الشعب ( ،)YPGوتقوم بالتنسيق مع
المجلس العسكريّ السريانيّ ،و تهدف إلى حماية قرى اآلشوريّين في منطقة الخابور ،وقد اشترطوا على األكراد القائمين على مشروع اإلدارة الذاتيّة أن ال يشاركوا في أيّة عمليّات عسكريّة خارج مناطقهم حسب تصريح أحد قادة هذه المجموعة ،واشتهرت في الحرس كتيبة الشهيد «مار بنيامين شمعون» ،ورغم شرطهم المذكور إلاّ أ ّنهم شاركوا في كثير من األعمال العسكريّة خارج مناطقتهم وخاصّة بعد سيطرة «داعش» على عدّة مناطق في الجزيرة السوريّة.
حراس تل ّ تمر «ناطوري تل تمر» • اآلشيور ّيون:
مجموعة عسكريّة صغيرة أسّسها الحزب اآلشوريّ الديمقراطيّ (كبا) وليس لها تمويل من جهة م��ح��دّدة وتعتمد على التبرّ عات، وتقوم بالتنسيق والتواصل مع قوّ ات الحماية السريانيّة «السوتورو» في مدينة القامشلي، والتابعة لجيش الدفاع الوطنيّ الموالي للنظام.
•
ميليشيا جيش الصناديد:
• الوطني): ّ
ميليشيات المق ّنعون (جيش الدفاع
ش ّكلها «حميدي دهّام الهادي الجربا» شيخ عشائر الشمّر ورئيس اإلدارة الذاتيّة بالشراكة مع ّ ممثل عن المكوّ ن ال��ك��رديّ ،وج��اء في بيان تأسيها أ ّنها تهدف لحماية مناطق جنوب الجوادية (جل آغا) وت ّل علو (مسقط رأس الجربا) واألراض��ي التابعة لقبيلة الشمّر، وتعمل الميليشيا تحت مظلّة ق��وّ ات حماية الشعب الكرديّة وتوالي النظام السوريّ وتنسّق مع ميليشيات الدفاع الوطنيّ التابعة له ،وال ي ّتفق عدد كبير من أبناء عشائر الشمّر مع هذه الميليشيا والقائمين عليها ويستنكرون وجودها ضمن مشروع اإلدارة الذاتيّة ،وتشرف على تدريبها وحدات حماية الشعب ،وقد أُعلن أكثر من مرّ ة عن تخريج دفعات من جيش الصناديد، والذين ت ّم تدريبهم في أكاديميّة الشهيد «خبات ديرك» للتدريب العسكريّ والسياسيّ في بلدة «ت ّل كوجر» التابعة لمشروع اإلدارة الذاتيّة.
ميليشيا تتبع قوّ ات النظام السوريّ ،ويقدّر ّ يتوزعون في مدينة عددها بثالثة آالف شابّ الحسكة على ثالثة فروع ،يتل ّقى الملتحقون بها تدريباتهم على األسلحة الخفيفة لمدّة أسبوعين، على أيدي ضبّاط من جيش النظام في معسكر تابع لهم في ريف مدينة القامشلي ،الذي يُعتبر أحد أه ّم معاقلهم ،ويتزعّمهم شيخ قبيلة طيّ «محمّد الفارس» ،والمركز الرئيسيّ لهم يوجد في المستشفى الوطنيّ في شارع القوتلي بالقامشلي .ويستميل النظام السوريّ شباب العشائر العربيّة لالنضمام إلى جيش الدفاع الوطنيّ من خالل منح ك ّل عنصر راتب يتراوح
بين 18و 24ألف ليرة سورية ،يشاركون في عمليات المداهمة واالقتحامات التي تستهدف منازل المعارضة والقرى المجاورة. إلى جانب الميليشيات والفصائل المذكورة سابقا ً يوجد مجموعات صغيرة من فصائل
معارضة كانت تتبع الجيش ال��ح��رّ م��ث��ل «ب��رك��ان الفرات» وغيرها والتي انتهى وجودها الفعليّ ّ م��ؤث��رة على ول��م تعد األرض وتتحالف مع جهات متعدّدة بين فترة وأخ��رى .كما شهدت المنطقة وج��وداً كثيفا ً لعناصر حزب هللا والحرس الثوريّ اإليرانيّ أيضاً ،والذين يصلون إلى المنطقة بالتنسيق مع قوّ ات النظام وعناصر وحدات حماية الشعب الكرديّة عبر مطار القامشلي ،وشهدت المواقع العسكريّة والحواجز التي يوجد عليها عناصر الميليشيات المذكورة أكثر من مرّ ة أعلن عنها إعالم ّيا ً مع الصور لجوالت تض ّم خبراء وضبّاط من الحرس الثوريّ اإليرانيّ وقيادات من حزب هللا والذين يقومون بزيارات ميدانيّة برفقة ضبّاط من الجيش السوريّ وعناصر وحدات حماية الشعب الكرديّة. بالرغم من تعدّد تلك الفصائل ،والتي تدّعي جميعها حماية المنطقة ،ولك ّل فصيل شعاره ورايته المعبّرة عن هويّته العرقيّة والدينيّة، فقد فشلت جميعها في المهمّة التي قامت من أجلها ،وكان هجوم «داعش» مطلع هذا العام اختباراً حقيق ّيا ً لما تدّعيه ،فخالل ساعات أو أيّام استطاع التنظيم المتطرّ ف السيطرة على مناطق واسعة في قرى الخابور وريف محافظة الحسكة و المدينة ذاتها ،وح ّتى وحدات حماية الشعب بك ّل خبراتها العسكريّة والدعم الذي تتل ّقاه من «جبال قنديل» لم تستطع الدفاع عن المنطقة ولم تنجز شيئا ً حقيق ّيا ً على األرض عند غزو التنظيم لمساحات واسعة من أماكن سيطرتها ،وك ّل ما أنجزته الحقا ً كان بدعم من قوّ ات التحالف الدوليّ التي قرّ رت محاربة التنظيم ،كما وجّ ه عدد من قادة تلك الفصائل ا ّتهامات إل��ى النظام ال��س��وريّ بتخلّيه عن مناطقهم وتسليمها لتنظيم «داعش» وتو ّقفه ح ّتى عن القصف الجويّ خالل هجوم التنظيم، بينما كان القصف مستمرّ اً في ك ّل المناطق
السوريّة بما فيها مدينة الحسكة .ومن الجدير بالذكر أنّ الميليشيات المذكورة تشهد بين فترة وأخرى اقتتاالً فيما بينها وتتبادل اال ّتهامات بصدد الجرائم المرتكبة في أماكن سيطرتها من قتل وخطف وعمليّات تصفية؛ فقد ا ّتهم عدد من عناصر ميليشيا «حرس الخابور» عناصر وحدات حماية الشعب الكرديّة بقتل «داوود جندو» قائد حرس ال��خ��اب��ور ،وبينت ا لتحقيقا ت ال�ل�اح���ق���ة ص�������������دق ا ّت��ه��ام��ات��ه��م ،كما تشهد المنطقة مناوشات مستمرّ ة بين ميليشيات الدفاع الوطنيّ التابعة للنظام السوريّ وعناصر من وحدات حماية الشعب ،إضافة إلى ا ّتهامات الس ّكان المحلّيّين للميليشيات المحلّيّة المسيحيّة منها والكرديّة والعربيّة بكثير من الجرائم المرتكبة من خطف و سرقة و قتل ،وأص��درت -أكثر من مرّ ة -الكنائس السريانيّة واآلشورية عدم اعترافها بأيّ فصيل مسلّح ،وعبّرت عن رفضها لحمل السالح من قبل رعاياها ،ووجّ هت -أكثر من مرّ ة ا ّتهامات من قبل مسيحيّ المنطقة إلى قوّ ات«اآلسايش» التابعة ل�لإدارة الذاتيّة بقيامها بانتهاكات تهدف إلى تهجيرهم ،وهذا الواقع المتردّي والصراعات القائمة أدّت إلى هجرة عدد كبير من س ّكان المنطقة من ك ّل المكوّ نات إلى الخارج ،وخاصّة بعد هجوم «داعش» وفشل الجميع في حماية الناس من التنظيم المتطرّ ف وسط ا ّتهامات بالتواطؤ مع التنظيم و تسهيل دخوله مناطق ريف الحسكة من قبل وحدات حماية الشعب الكرديّة وقوات النظام السوريّ على ح ّد سواء ،إضافة إلى ا ّتهامات مباشرة من قبل المعارضة السوريّة لوحدات حماية الشعب بقيامها بتهجير العرب والقيام بعمليّات تطهير عرقيّ واسعة النطاق.
المصادر: -
شبكة ناشطون في قضايا السريان ا ّتحاد تنسيقيات الشباب السريان اآلشور ّيين ّ المنظمة اآلثور ّية لحقوق اإلنسان ّ المنظمة السور ّية لحقوق اإلنسان السرياني حزب اال ّتحاد ّ وكالة (آكي) اإليطال ّية لألنباء مركز (أجنفور) السويسري للدراسات األهلي السريان ّية هيئة السلم ّ مركز (أجين فور ميديا) ،إيطاليا
إعداد :د .خولة حسن احلديد
مراقبة وتوقيف ومصادرة
مقاهي االنترنيت متن ّفس األهالي في دير الزور تتربّصه عيون «داعش» تجلس أ ّم رامي» على سطح منزلها ك ّل مساء في بلدة الخريطة غرب دير الزور اللتقاط شبكة انترنت قويّة ،فهي تشترك بالخدمة منذ مدّة ال بأس بها إلجراء مكالمة (سكايب) مع ولدها رامي الذي هاجر قبل سبعة أشهر إلى ألمانيا هربا ً من أتون الحرب الدائرة. مع انقطاع شبكة الهاتف المحمول وخدمة األنترنيت عن محافظة دير الزور ،برز دور صاالت األنترنيت الفضائيّ التي تع ّد متن ّفس األهالي الوحيد حال ّياً ،لمعرفة األخبار الخاصّة بالثورة والشأن السوريّ ،ولمعرفة أخبار األهل واألبناء في بقية المناطق بحكم أنّ خدمة االنترنت تؤمّن لهم صلة وصل مباشرة؛ لكنّ هذه الصاالت تتعرّ ض في اآلون��ة االخيرة لمضايقات ورق��اب��ة شديدة من قبل تنظيم «داعش» الذي فرض سياسات صارمة على أصحاب المحلاّ ت ومرتاديها. صاالت األنترنت متن ّفس األهالي أ ّم رامي امرأة في األربعين من عمرها ،دخلت عالم التكنلوجيا مجبرة بعد أن أصبح األنترنت هو الح ّل الوحيد لسماع صوت ابنها أو قراءة أح��رف يرسلها .تحدّثت لصوت وصور ً قائلة« :مقاهي األنترنت هي الوسيلة الوحيدة للتواصل بيني وبين ابني بعد تو ّقف شبكة الهاتف المحمول وخدمة الهاتف األرضيّ ، فهي صلة تواصلنا الوحيدة مع العالم الخارجيّ ، ومتن ّفسنا الذي نعيشه في ظ ّل التضييق الذي يمارسه تنظيم «داعش» علينا». مقاهي األنترنيت تنتشر بكثافة في محافظة دير الزور ،ففي ك ّل قرية يوجد مقهى أو أكثر، وبعض المدن والقرى يزيد فيها العدد حسب
newspaper@allsyrians.org
الكثافة السكاّنيّة ،وكثرة مرتاديها. شاهين (اسم مستعار) صاحب صالة أنترنيت في بلدة الشميطيّة يقول« :يوجد في ريف دير الزور الغربيّ أكثر من 60صالة أنترنيت، وأضعاف هذا الرقم في الريف الشرقيّ ،وعدد ال يستهان به داخل األحياء المحرّ رة فيوجد في المحافظة أكثر من 200صالة أنترنيت عامّة في المحافظة ريفا ً ومدينة». ويضيف شاهين «مرتادو ه��ذه ال��ص��االت من ج��م��ي��ع ال��ف��ئ��ات واألع����م����ار م��ن��ه��م م��ن ي����ف����ضّ����ل زي���ارة الصالة ل��ل��ح��ص��ول على سرعة أنترنت عالية، ومنهم من يعمل من م���ك���ان وج����وده ف����ي ال���م���ن���زل وال��ع��م��ل ،ألنّ معظم الصاالت قامت بتركيب نواشر أنترنيت ّ ك��ام��ل تغطي (،)Wi-Fi المنطقة ،ممّا جعل هذه الخدمة األكثر سهولة وانتشاراً». قرارات التنظيم تنال من الصاالت...وخوف من تسريب المعلومات ص���االت األن��ت��رن��ت ت��ت��ع��رّ ض لمضايقات مستمرّ ة من قبل التنظيم ،منها توقيفه العمل
بها ،ومصادرته لألجهزة وإغ�لاق البعض منها ،إضافة لحمالت التفتيش المستمرّ ة على الصاالت واألشخاص الموجودين بداخلها. فالتنظيم أصدر في الفترة األخيرة قراراً قام بموجبه بنزع أجهزة ّ بث الـ ( )Wi-Fiمن بعض الصاالت في دير الزور ،وجعل العمل داخل هذه الصاالت فقط ،وفي بعض المناطق في الريف الغربيّ لم يكتفِ التنظيم فقط ب��إزال��ة النواشر، بل وضع عناصر م��ن التنظيم داخل بعض ال���ص���االت لمراقبة عملها ومرتاديها ،إضافة لطلب التنظيم لوائح أسميّة بالمشتركين كما حصل في مدينة الميادين. «عمر» من مدينة دير الزور تحدّث لصوة وصورة« :إنّ الهدف من جميع تلك القرارات منع تسريب المعلومات من مناطقه إلى بقيّة العالم، ّ بحق خاصّة أخبار انتهاكات التنظيم األهالي ،وممارساته اليوميّة التي ينقلها عبر هذه الصاالت ما تب ّقى من نشطاء المحافظة الذين يعتبرون هدف التنظيم األوّ ل». وأشار «عمر» إلى أنّ « :التنظيم بعد فشله في التضيق على األهالي ومنع تسريب المعلومات إلى وسائل اإلع�لام ،دعا أصحاب صاالت األنترنت في مدينة الميادين إل��ى المكتب األمنيّ للتنظيم ،وأخذ أسماء أصحاب الصاالت
وح��رّ ض��ه��م على ال����ت����ع����اون م��ع التنظيم وتسليم ل���وائ���ح ب��أس��م��اء جميع المشتركين، م��ن أج���ل إل��ق��اء ال���ق���ب���ص ع��ل��ى م��ن ي��ق��وم برفع أخبار المحافظة لوسائل اإلع�لام، وخاصّة الناشطين الذين يعملون بشكل س��رّ يّ ،فباتوا مجبرين على الذهاب إلى الصالة لالستفادة من خدمة األنترنت بعد إزالة نواشر الشبكة. مخاوف التنظيم ال تتو ّقف على الخوف من نقل ّ بحق المدنيّين فقط ،بل لديه انتهاكات التنظيم هواجس من أنّ هذه الصاالت وسيلة تواصل لنقل تحرّ كات التنظيم لألطراف المعادية له كقوّ ات التحالف الدوليّ ،أو الفصائل العسكريّة المعارضة والنظام. صاالت خاصّة بالنساء وال مانع من دخول الصالة العامّة . الناشط «سراي الدين» من محافظة دير الزور قال لصوت وصورة« :إن التنظيم أنشأ صاالت خاصّة بالنساء في مدينة البو كمال ،تشرف على إدارتها امرأة ويكون جميع روّ ادها من النساء فقط ،لكنّ هذا المشروع لم يطبّق إلى اآلن سوى داخل مدينة البو كمال ،حيث توجد صالة واحدة داخل المدينة ،ومن الممكن أن يطبّق المشروع في مختلف مناطق دير الزور.
وتابع «سراي الدين»« :يمكن للنساء الدخول إلى صاالت األنترنت العامّة من أجل إجراء ا ّتصال أو تعبئة رصيد أنترنت في المناطق التي ال يوجد فيها صاالت خاصّة للنساء دون مضايقات تذكر ،فقد يكتفي عناصر «الحسبة» في حال وجود فتاة داخل أحد المقاهي بتنبيهها على المغادرة حال انتهائها من مبتغاها ،وفي بعض األحيان تتعرّ ض النساء للتوبيخ من قبل عناصر التنظيم ،ولكن إلى اآلن لم يمنع دخول النساء إلى صاالت األنترنت من قبل التنظيم. أمّ��ا «بسمة» من بلدة الخريطة بريف دير ال��زور الغربيّ فتقول« :أذه��ب إل��ى صالة األنترنت بشكل طبيعيّ ومستمرّ في غالب األحيان يوجد عناصر من التنظيم داخلها ،ولم أُمنع أو أتعرّ ض أليّة مضايقة من خالل عمليّة ارتيادي شبه اليوميّ لها ،لكن رغم ذلك فنحن متخوّ فون من قرارات مفاجئة ّ تؤثر على عمل الصاالت فعيون التنظيم تتربّصها من بعيد.
حممّد ح ّسان -صوت وصورة www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 34
7
السنة الثانية
/ 11آب 2015/
الموت عطشاً أو جنوناً في معتقالت داعش
من حكايات «منبج» تحت «الدعش» بعد أربع سنوات من البعد والغياب هاتفت صديقي «أحمد .ر» المقيم في مدينة منبج، فقد علمت أ ّنه اعتقل من قبل تنظيم «داعش» بسبب خالف بينه وبين أحد المنتسبين الجدد إلى التنظيم (دعدوش غرّ ) من مدينة الباب بيت تلجي ،بسبب جهاز موبايل ،فتوجّ ه إلى بحق محمّد الشيخ مدّعيا ً ّ مشايخه ليقدّم شكوى أ ّنه من الجيش الحرّ ،وفعالً ت ّم اعتقال محمّد الشيخ وص��ودرت جميع أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الخليويّ الموجودة في المحلّ ،وسجن في المحكمة الشرعيّة في منبج أمام المركز الثقافيّ . حكى لي أحمد أ ّنه قبل أن يحوّ ل إلى التحقيق تعرّ ض للضرب (كف ياخدني وكف يجيبني) ث ّم بدأت جلسات التعذيب في أقبية السجن وكان معظم السجّ انين من الجنسيّة السعوديّة ،وت ّم التعذيب لمدّة يومين فقط ،من شبح إلى كهرباء إلى جلد ك ّل يوم مرّ تين ،وبقي منس ّيا ً بعد ذلك في السجن ،ث ّم تحوّ ل للتحقيق حيث كان المح ّقق أو المسؤول األمنيّ في منبج صاحب مح ّل هواتف خليويّة في منطقة الخالديّة وهو أبو عمر وتذ ّكره أحمد من إبهامه اليمين ربع مقطوع تقريباً .وتعرّ ف إليه أبو عمر وقال له (رح أتركك أل ّني بعرف إنك بريء) .خرج
أحمد ،ولكن في جعبته آالف القصص من ذاك األسبوع.
المختار
قصّ عليّ أحمد قصّة الشيخ الخمسيني الذي مات وهو يصرخ ماء ..ماء ،في أقبية السجن. وقال لي إنّ مختار مدينة منبج وهو ابن المدينة وعمره ما يقارب 56عاما ً شخص محترم - رغم أ ّنه وصل إلى المخترة أل ّنه بعثيّ وهذا إج��راء إجباريّ -وعند بداية الثورة عمل النظام على تسليح العديد من رجاالته وفعالً سلّم مختار منبج ثمانية بنادق ليسلّح بها عدّة أشخاص ،ولكن خوف الرجل من أن يُنبذ من أهل مدينته خبّأ البنادق في مكان ما ولم يظهرها ألحد ولم يعلم أحد بها ،ح ّتى بعد أن حُرّ رت المدينة على يد الجيش الحرّ وبقي المختار مسالما ً مهادنا ً ال عالقة له بل كان حياد ّيا ً من ّ جماعة «هللا ّ الحق» وكان أمر تلك البنادق يحق سرّ ال يعلم به أحد في منبج ولكن بعد سيطرة «داع��ش» على المدينة ت ّم اعتقال المختار وطلبوا منه إعطائهم البنادق تفاجأ المختار لعلم تنظيم «داعش» بأمر البنادق ونفى أن لديه أيّة بندقيّة أو أ ّنه استلم شيئاً ،وبقي ينكر قرابة األسبوع ،وهو ّ يعذب من شبح إلى تعليق من الرجلين إلى الكرسيّ الكهرباء إلى الجلوس
على طبق ساخن ،دون أن يستمعوا لما يريد أن يقوله ،وبعد ذلك اعترف لهم أ ّنه باع تلك البنادق ولم يصدقه التنظيم وبقي يعذبه ومنع عنه الطعام والماء مع تعذيب يوميّ بشكل قاس إلى أن وضعوه في الزنزانة الجماعيّة ،حيث كنت وكان يصرخ ماء ..ماء ،وعندما حاولنا أن نعطيه بعض الماء ت ّم تهديدنا بنفس المصير إن أعطيناه ماء ،واستجبنا لطلبهم لوجود بعض عناصر «داعش معنا» في الزنزانة فكانوا سجّ انين على المختار ومسجونين معنا ،لم يستطع المختار أن يصبر أكثر من ذلك ،ولم نعلم كم من الوقت كان دون ماء فمات وهم يعذبوه ويصرخ ماء ..ماء .ولم تسلّم ّ جثته إلى عائلته بل ت ّم االستيالء على ممتلكاته كا ّفة.
ا ّتهم بالسحر وقطع رأسه
عبد اللطيف الشيخ ابن مدينة منبج عمره 54عاماً ،ك ّل مدينة منبج تعرفه فهو مريض عقليّ منذ عام ،1994ت ّم وضعه في مشفى األمراض النفسيّة والعقليّة «ابن خلدون» أو «الدويرينة» فأهل المدينة يتذ ّكرون أ ّنه كان في عام 2007واقفا ً أمام فرع المخابرات الجويّة وكان يشتم ويسبّ بشار األسد ،فت ّم إلقاء القبض عليه من قبل عناصر الفرع ،وعندما علموا بمرضه ت ّم تسليمه إلى أقربائه بضبط ،وبعد
مهد الثورة ..أزمات إنسانّية متوالية أزمات إنسانيّة عديدة تضرب بقوّ ة محافظة درعا ،لتثقل كاهل أهلها الذين أنهكتهم اآللة العسكريّة لقوّ ات النظام السوريّ ،وتع ّد األحياء المحرّ رة في مدينة درعا والبلدات المحيطة في مدينة درعا األكثر معاناة في ش ّتى مجاالت الحياة.
يومي زلزال ّ
المياه مصدر لألمراض
لع ّل أزمة انقطاع المياه هي األش ّد تأثيراً على األهالي ،وخاصّة مع سوء األحوال االقتصاديّة وانتشار حالة الفقر بين األهالي، مقابل غالء صهاريج المياه المعبّئة من اآلبار الزراعيّة ،والتي تنقل دون مراعاة المواصفات الصحّ يّة ما أدّى إلى انتشار األمراض السارية وخاصّة بين النازحين في المزارع المجاورة لمدينة درعا .يقول الدكتور يعرب عبد الفتاح مسؤول الرصد واإلنذار المب ّكر في محافظة درعا « :إنّ اعتماد األهالي على مياه اآلبار أسفر عن انتشار بعض األمراض الناجمة عن تلوّ ث المياه ،فقد ت ّم تسجيل ما بين ()100 – 90 حالة يوم ّيا ً بإجماليّ عدد إصابات وصل إلى نحو 2000إصابة إلاّ أنّ العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير ،إذا اعتمدنا ما يقوله المريض من أ ّنه ترك جميع أفراد أسرته في المنزل يعانون من ذات األع��راض، ويوضح الدكتور يعرب «أنّ العالج يقتصر على مضادات اإلقياء وسوائل إعاضة فمويّة وخافضات للحرارة ومس ّكنات ل�لآالم». ويضيف بأ ّنه «ت ّم أخذ عيّنات من عدد من اآلبار لكن ح ّتى اللحظة لم نستطع تحليلها لتحديد مسبّبات األم��راض السارية ،فيما نقوم بالتواصل والتنسيق مع ّ منظمة الصحّ ة العالميّة ،لفحص العيّنات في األردنّ ، وبأقصى سرعة ممكنة نظراً لخطورة الوضع الفتا ً إلى أ ّنه قد ال تكون المياه وحدها مسؤولة عن حاالت اإلسهال ،ومن المرجّ ح
newspaper@allsyrians.org
درعا انرتنت أيضا ً أن تكون المسبّبات فاشيات فيروسيّة، وهي تحدّد نفسها بنفسها خالل عشرة أيّام». وأ ّكد د .يعرب على «ضرورة التأ ّكد من سالمة المياه ،لتحديد مصدر الجرثومة وا ّتخاذ اإلج��راءات المناسبة لمنع تف ّ شيها وتفاقم األوضاع ،مشيراً إلى أنّ األوضاع المعيشيّة السيّئة التي يعيشها األهالي ،من نزوح وانقطاع التيّار الكهربائيّ ،وتراكم النفايات والتجمّعات العشوائيّة ،وضعف اإلمكانات الط ّبيّة ،مع ارت��ف��اع درج��ات الحرارة ،جميعها تساهم في تفاقم الحاالت وصعوبة معالجتها ،فيما لو تركت لفترة من الوقت دون اهتمام».
فقدان الح ّد األدنى من الحليب
أزم��ة حليب األطفال تفاقمت في اآلون��ة األخيرة ،فش ّكلت تهديداً خطيراً على حياة األطفال وخاصّة الرضّع نتيجة العتماد األهالي على بدائل كحليب األغنام والماعز وبعض األع��ش��اب ،ما أسفر عن إصابة العديد من األطفال بحاالت سوء التغذية واالمتصاص واإلس��ه��االت ،على الرغم من التحذيرات من قبل األطبّاء بضرورة االعتماد على الرضاعة الطبيعيّة من قبل األمّهات .وتقدر حاجة المناطق المحرّ رة في مدينة درعا من مادّة حليب األطفال شهر ّياً، بحسب إحصائيّات مديريّة الصحّ ة التابعة للحكومة السوريّة المؤ ّقتة بـ 40ألف علبة حليب ،وهذ الكميّة ّ تمثل فقط حاجة األطفال ما دون العام ،لكنّ سياسة الحصار التي ي ّتبعها النظام السوريّ تحول دون تأمين نصف الكميّة ،ألنّ النظام يسعى من خالل تلك السياسة إلى ضرب الحاضنة الشعبيّة ّ المنظمات المعارضة عبر إظهار عجز البديلة عن توفير االحتياجات األساسيّة للمواطنين.
أزمة رغيف الخبز
ّ المحذرة في مناطق سيطرة تعالت األصوات ّ محذرة من تو ّقف األفران عن المعارضة عملها؛ نتيجة النقطاع مادّة الطحين األبيض ونفاذ مخزون األف��ران منها ،فقد قامت السلطات األردنيّة بمنع دخول قوافل اإلغاثة إلى األراضي السوريّة منذ عدّة أيّام .ويوجد في المناطق المحرّ رة نحو 30فرنا ً ّ موزعة على مدن وبلدات درعا ،فيما تو ّقف فرن بلدة الطيبة في ريف درع��ا الشرقيّ عن عمله لنفاذ مادّة الطحين ،ألنّ مادّة الطحين األبيض تدخل كمساعدات إغاثيّة عن طريق وحدة التنسيق والدعم في الحكومة السوريّة
ثبت لدى «داعش» أ ّنه ساحر من خالل تلك األشرطة واألوراق الموجودة معه ،وحكم باإلعدام بقطع رأسه في منطقة الباب .ولم تسلّم ّ جثته إلى ذويه ولم يعرف أين دفن أو رميت الجثة ،وعادوا من أجل حصر ما يملكه هذا الساحر فلم يجدوا شيئاً.
مصعب صادق
األسواق الشعبّية المتن ّقلة في أثينا
دمار ،أمراض ،جوع
تعرّ ضت األحياء المحرّ رة في مدينة درعا وبلدات النعيمة وعتمان واليادودة لدمار في المنازل والبنية التحتيّة وخاصّة شبكات المياه والكهرباء واالتصاالت ،فقد وصلت نسبة الدمار في منازل بلدة النعيمة البوابة الشرقيّة لمدينة درعا إلى ،%60فيما وصلت نسبة المنازل غير صالحة للسكن إلى ،%85 أمّا بلدة عتمان فقد وصلت نسبة الدمار إلى %70األمر الذي أدّى إلى نزوح األهالي من البلدات بشكل شبه تا ّم ولم َ يبق فيها إلاّ القليل من األهالي ممن ال يملكون المال للنزوح وإيجاد منزل بديل في قرى وبلدات ريف درعا األكثر أمنا .أمّا األحياء المحرّ رة في مدينة درعا «درعا البلد وطريق الس ّد ومخيم درعا» فقد بلغت نسبة الدمار في منازلها %100فال يكاد يخلو منزل فيها إلاّ وتعرّ ض لدمار فمنازل غدت أثراً بعد عين وتحوّ لت إلى ركام وبعضها ممن نجا من الحاويات والبراميل المتفجّ رة لم ينجو من الصواريخ الفراغيّة التي هدمت جدرانه وكأنّ زلزال ضرب المنطقة.
ه��ذه ال��ح��ادث��ة أدخ��ل مشفى «ابن خلدون» وب��ع��د االش��ت��ب��اك��ات التي حدثت في تلك المنطقة «الدويرينة» ق����ام����ت ع��ائ��ل��ت��ه باالنتقال إل��ى مدينة م��ن��ب��ج واصطحبته معها ،ف��ك��ان يجول ف��ي ك��� ّل ال��ش��وارع يضع أشرطة ملوّ نة على كتفه مع بعض القصاصات الورقيّة في يده وجيوبه وفمه وي��رك��ض وي��ص��رخ إل��ى أن ا ّتهمه أحد المقرّ بين أو المنتفعين من التنظيم بأ ّنه ساحر فألقي القبض عليه من قبل مح ّقق إفريقيّ المنظر .رغم محاولة األهل تقديم ثبوتيات أ ّنه مريض عقليّ ،كان ر ّد المح ّقق أنّ أيّ دكتور مخادع يستطيع إعطائكم هذه التقارير ،وحاول أهله بمساعدة الكثير من س ّكان القرية إسقاط ال ّتهمة عن ابنهم المريض دون جدوى ،فقد
المؤ ّقتة ،بعد تأمين الطحين من جهات ّ ومنظمات عالمية .وقال المهندس أسامة الحمصي رئيس مكتب التمويل والزراعة في بالمجلس المحلّيّ لمدينة درعا التابع للحكومة السوريّة المؤ ّقتة « :إنّ كميّة الطحين األبيض التي يت ّم توفيرها عن طريق وحدة الدعم والتنسيق ،تكفي ثلث الحاجة من مادّة الطحين فقط ،في حين يت ّم إضافة الطحين األسمر حسب استطاعة ك ّل مجلس محلّيّ في مدن وبلدات محافظة درعا ،الفتا ً إلى أ ّنه في حال عدم تو ّفر مادة الطحين ،يت ّم استجرار كميّات من الطحين المهرّ ب من مناطق سيطرة النظام ،إلاّ أ ّنها كميّات قليلة وبسعر مرتفع يصل إلى ( )185000ليرة سورية للطنّ الواحد من الطحين األبيض، فيما ي��ت��راوح سعر ال��ط��نّ م��ن الطحين األسمر( )110 -100آالف ليرة سوريّة». ولفت الحمصي إل��ى «ض���رورة تأمين مطحنة مناسبة ذات ق��درة إنتاجيّة عالية كفيالً بس ّد احتياجات المحافظة من مادّة الطحين ،خاصّة وأن محافظة درعا تتميّز باإلنتاج الوفير من محصول القمح الفتا ً إلى أنّ المطاحن المنتشرة في مناطق سيطرة المعارضة قديمة وحجريّة ،والطحين المنتج منها أسمر وخشن وغير مناسب للخبز ،في حين تنخفض استطاعتها اإلنتاجيّة كونها غير مخصّصة أصالً إلنتاج الطحين بكميّات ّ مؤخراً لس ّد العجز كبيرة ،لكن ت ّم استخدامها والحاجة من مادّة الطحين ،فيما تعاني من سوء حالتها الف ّنيّة لقدمها وعدم تو ّفر قطع الغيار وصعوبة صيانتها ،وتكاليف الطحن العالية نتيجة العتمادها على مولّدات الكهرباء التي تعمل على مادة المازوت المرتفع سعره.
قمح ولكن
من المه ّم اإلشارة إلى أنّ محصول المحافظة من القمح وصل هذا الموسم إلى 80ألف ط��نّ ،لكنّ مجلس محافظة درع��ا التابع للحكومة السوريّة المؤ ّقتة أعلن عجزه عن شراء كامل إنتاج القمح لهذا الموسم؛ نتيجة لعدم قدرته على توفير المبالغ المطلوبة لشراء كامل المحصول ،إذ لم تفِ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆ ّﻗﺘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺷﺮﺍﺀ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ،وإذا ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﻜﺬﺍ فإنّ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ سيذهب ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،نتيجة ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ االقتصاديّ ﻟﺪﻯ ﺍلفلاّ حين في مناطق المعارضة.
درعا -سارة احلوراني
ك ّل يوم سيغلق شارع في حيّ من أحياء أثينا ،ش��ارع مستقيم طويل يت ّم اغالقه في يوم من أيّام األسبوع ليتحوّ ل إلى سوق شعبيّة .ما يلفت انتباهك في هذه السوق المتن ّقلة دائما ً هو سرعة تجهيزها ،من يقومون بها ابتكروا ك ّل ما من شأنه أن يجعل من المساحة المخصّصة لهم مكانا ً جاهزاً للعرض وممتلئا ً بالمواد المعروضة خالل دقائق. اللون والرائحة بصوت منخفض في المكان المحدّد لك ّل بائع يوقف صاحب المكان شاحنته وبسرعة يجهّز مكان بيعه ث ّم يفرغ الموا ّد المراد بيعها ويبعد شاحنته إلى مكان آخر ....نصف ساعة أو أكثر بقليل وتجد نفسك في سوق طويلة مرتبّة ّ ومنظمة وتحتوي ك ّل ما تشاء من خضراوات وفواكه ول��وازم البيت األخرى والبيض واللحوم واأللبان واألجبان وقد تجد محلاّ ت األزهار واألدوات المنزليّة. البائعون في أيّ مح ّل هم في الغالب أف���راد عائلة واح���دة :األب واأل ّم واألوالد .يحضرون معهم ما يحتاجونه لتمضية يومهم ،مواقد الغاز لتجهيز المشروبات الساخنة ووجبات الطعام، وهكذا يمضي أفراد العائلة يومهم في العمل ويمارسون حياتهم اليوميّة. ينتظر أهالي الحيّ يوم السوق الشعبيّة ليشتروا احتياجات تكفيهم ح ّتى األسبوع القادم موعد السوق مرّ ة أخرى. يمكنك أن تش ّم رائحة أسواق الخضار في دمشق وأن تشعر أ ّنك في إحداها عندما تعبر هذه السوق ...التشكيلة الواسعة م��ن ال��م��واد المعروضة، أل��وان الخضار والفواكه الطازجة المشبعة بالحياة ،طريقة ترتيبها ،ما يختلف عليك هو فقط طريقة اإلعالن عنها فاألصوات هنا منخفضة واللغة يونانيّة. استيال وأبوها سألت استيال (16عاما ً بائعة في أحد المحلاّ ت) إن كانت تتكلّم االنكليزيّة؟ ضحكت وأجابت :قليالً .شرحت لي أ ّنها اآلن في العطلة الصيفيّة وتعيش في منطقة ريفيّة مع عائلتها التي تعمل بالزراعة ...تمضي غالب عطلتها الصيفيّة في بيع ماتنتجه أرضهم ،وأحيانا ً يشترون بضاعتهم من أسواق الخضار المركزيّة ،وأضافت :ك ّل يوم ننتقل إلى حيّ ...نعرف مسبقا ً الشارع الذي سيتحوّ ل إلى سوق ومنذ الصباح نتوجّ ه إليه بعد أن نكون قد جهّزنا مانريد بيعه ...أنا اآلن مع أبي وبعد أسبوع ستأتي أمّي وأخي ليحلاّ محلّنا وهكذا. والدها (دميانوس) بجانبنا يواصل البيع ويعلّق ُ سألت أحيانا ً بكلمات يونانيّة مع ابتسامة، استيال :ماذا يقول؟ ضحكت قائلة :يسألني إن
أثينا -األسواق الشعبية كلّنا سوريّون
أثينا -األسواق الشعبية كلّنا سوريّون كنت ستشتري بعد نهاية الحديث؟. اشتريت باقة من الهندباء ....قلت الستيال: أخبريه إ ّنني عابر طريق وليس لديّ بيت هنا أو عائلة ،فرفض والدها أخذ ثمن باقة الهندباء. ما يشبه الذكريات ً قال دميانوس شيئا الستيال ،التفتت إليّ وقالت: أبي يسأل من أين أنت؟؟ قلت لها من سورية.. ّ هز دميانوس رأسه وعلّق مع تنهيدة :ك ّل البالد الجميلة سيدمّرونها . في اليونان كانت تفاصيل كثيرة تتشابه مع س��وري��ة ،ح ّتى درج��ة ال��ح��رارة والرطوبة المرتفعتين والدبق الذي يلتصق بجلدك يذ ّكرك بالالذقيّة.
سوسن احملمّد
www.allsyrians.org
8
العدد 35
السنة الثانية
المجتمع
/ 11آب 2015/
من أجل الطفولة
اّتفاقية حقوق الطفل تربية الطفل ومحايته والرعاية البديلة
دمشق انرتنت
بقلم طفل سوري
العطر يتسلّل ك ُّل شيء جاهز ،الحقائب ممتلئة وتكاد تنفجر ،ك ّل أغراضه وثيابه وذكرياته ودموعه أشواقه ،وتلك الليالي الباردة لكي يد ّفئها في حضن أم��ه ،أربع سنوات بعيداً عن وطنه وأهله. س��ار في ش��وارع تلك البالد التي ال ت��زال غريبة عنه ،رغم ماليين الخطوات التي مشاها في شوارعها، باردة رغم ك ّل أجهزة ال ّتدفئة الحديثة، وأخيراً ا ّتخذ قراره أنْ كفى ،وقال ألمّه« :أمّي ..أنا خلص نازل لعندكن َع ال ّ شام ..ما عاد فيني أتحمّل» ردّت األ ّم بصمت ،ث ّم أنهته بز ّغرودة مجللةّ وبكا ٍء فرح .سحب الحقائب ولم يشعر بثقلها ،أغلق ب��اب الغرفة ،وضع المفتاح في جيبه ،اسّتقل التاكسي إلى المطار. عند وص��ول��ه ،دسّ ي��ده في جيبه ليعطي ال��س��ائ��ق أج��رت��ه ،ل��م يجد المحفظة ،ف ّتش الجيوب والحقائب كلّها ،ك�� ّل ش���يء ...لكن ،الجواز أيضا ً في المحفظة كانت هذه طريقة المدينة األوربية الجشعة في توديعه، بدأ السائق بالصراخ في وجهه وكاد يشتمه ،نعم! فهذا طبيعي ،وف ّكر في نفسه لو أنّ هذا الوقف حدث معه في
انرتنت دمشق ،فإنّ السائق سوف يعود معه إلى المنزل و يبحث معه عن الجواز و يقرأ له سورة «الضحى» و يدعو هللا و ،...لك ّنه في «فيي ّنا» اآلن حيث ال يوجد ما يسمّى بالتعاطف اإلنسانيّ ّ ولحسن الحظ ساعده شخص عراقيّ وأعطى السائق ح ّقه ،لكن ما الفائدة، أي��ن المحفظة؟ أصبح جسده يغلي من شدّة الحمى رغم برودة الطقس أحسَّ بال ّنار تحرق أحشائه ومرارة فمه تكاد تذيب أسنانه ،أين هي وأين الجواز؟ تذ ّكر تلك السهرة الجميلة
في بيت صديقه ليلة أمس ،نعم! لقد ودّعه وطلب من أن يعطيه صورة له ح ّتى ال ينسى شكله ووضعها في المحفظة ،أخرج الهاتف واتصل به: «هيثم! نسيت جزداني عندك مبارح وفيه الجواز وأنا هلأّ بالمطار ،فيك تجي وتجبلي إيّاه قبل ما تروح عليّ الطيارة»؟! ً «هيثم» كان عاطال عن العمل – الحمد هلل -ويستطيع أن يأتي .بعد نصف ساعة انتظار ف��ي المطار م��رّ ت وكأ ّنها سنة ون��يّ��ف ،وصل
«هيثم» الهثاً« :امسك هللا ال يو ّفقك ع هل العملة وين كان عقلك بس بدي أعرف؟!» ابتسم صالح« :كان عقلي معها ،اشتقتال كتير وهللا العظيم .صاح «هيثم»« :يلاّ روح بقا من خلقتي مع السالمة ،هللا يديما فوق راسك». أخ��ي��راً رب��ط ال��ح��زام على خصره وارتاح ألوّ ل مرّ ة منذ أربع سنوات، أغمض عينيه حالما ً بعطرها يتسلّل إلى أنفه.
ماهر ع ّطار ( 17سنة)
المادّة 18 تبذل الدول األطراف -1 قصارى جهدها لضمان االعتراف بالمبدأ القائل :إنّ كال الوالدين يتحمّالن مسؤوليّات مشتركة عن تربية الطفل ونموّ ه. وتقع على عاتق الوالدين أو األوصياء القانونيّين ،حسب الحالة ،المسؤوليّة األولى عن تربية الطفل ونموّ ه .وتكون مصالح الطفل الفضلى موضع اهتمامهم األساسيّ . - 2في سبيل ضمان وتعزيز الحقوق المبيّنة في هذه اال ّتفاقيّة، على الدول األطراف في هذه اال ّتفاقيّة أن تقدّم المساعدة المالئمة للوالدين ولألوصياء القانونيّين في االضطالع بمسؤوليّات تربية الطفل وعليها أن تكفل تطوير مؤسّسات ومرافق وخدمات رعاية األطفال. - 3ت ّتخذ الدول األطراف ك ّل التدابير المالئمة لتضمن ألطفال الوالدين العاملين ّ حق االنتفاع بخدمات ومرافق رعاية الطفل التي هم مؤهّلون لها. المادّة 19 - 1ت ّتخذ الدول األطراف جميع التدابير التشريعيّة واإلداريّة واالجتماعيّة والتعليميّة المالئمة لحماية الطفل من أشكال العنف أو الضرر أو اإلساءة البدنيّة أو العقليّة واإلهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال ،وإساءة المعاملة أو االستغالل ،بما في ذلك اإلساءة الجنسيّة ،وهو
في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصيّ القانونيّ (األوصياء القانونيّين) عليه ،أو أيّ شخص آخر يتعهّد الطفل برعايته. - 2ينبغي أن تشمل هذه التدابير الوقائيّة ،حسب االقتضاء، إجراءات فعّالة لوضع برامج اجتماعيّة لتوفير الدعم الالزم للطفل وألولئك الذين يتعهّدون الطفل برعايتهم ،وكذلك لألشكال األخرى من الوقاية ،ولتحديد حاالت إساءة معاملة الطفل المذكورة ح ّتى اآلن واإلبالغ عنها واإلحالة بشأنها والتحقيق فيها ومعالجتها ومتابعتها وكذلك ّ لتدخل القضاء حسب االقتضاء. المادة 20 ّ - 1للطفل المحروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائليّة أو الذي ال يسمح له ،حفاظا ً على مصالحه الفضلى ،بالبقاء في تلك ّ الحق في حماية ومساعدة البيئة، ّ خاصّتين توفرهما الدولة. - 2تضمن الدول األطراف ،وفقا لقوانينها الوطنيّة ،رعاية بديلة لمثل هذا الطفل. - 3يمكن أن تشمل هذه الرعاية في جملة أمور ،الحضانة، أو الكفالة الواردة في القانون اإلسالميّ ،أو التب ّني ،أو ،عند الضرورة ،اإلقامة في مؤسّسات مناسبة لرعاية األطفال .وعند النظر في الحلول ،ينبغي إيالء االعتبار الواجب الستصواب االستمراريّة في تربية الطفل ولخلفيّة الطفل اإلثنيّة والدينيّة والثقافيّة واللغويّة.
البقاء خارج الحدود قدر
حين تستبعد الثورة ناشطاتها ال ينكر أحد دور النساء في بدايات الثورة السلميّة ،وك��ذا ال ينكر أح��د دوره��نّ وقد حملن العبء األكبر في مرحلة متقدّمة ،مع ازدي��اد العمليّات العسكريّة وتزايد حاالت النزوح ،لتشمل أحياء كاملة ومدناً؛ سارعت النساء لتجهيز مراكز إيواء وإدارتها وتأمين احتياجاتها ،إضافة إلى ح ّل ما يطرأ من خالفات ناتجة عن السكن الجماعيّ .وفي مرحلة الحقة انتقلت كثيرات منهنّ إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ،نتيجة الظروف األمنيّة ،ليتابعن ذات المسيرة، ضحين بأمانهنّ واستقرارهنّ وعملهن دون أسف ،فحلم الحرّ يّة صار قاب قوسين أو أدنى ،تابعن عملهنّ في مجال اإلغاثة ،عملن في مجال رعاية األيتام ،أنشأن المدارس في أقبية المساجد ومالجئ المباني لتعليم األطفال ،جرّ بن العمل مع المجالس المحلّيّة، لكن الرياح كانت هوجاء وغيّرت اتجاه المركب لتقذف بهنّ هذه المرّ ة خارج الحدود. بدءاً من «داعش» التي قيّدت من حركتهنّ ، ومنعت عليهنّ االختالط والعمل ،واستلبت ك ّل طاقاتهنّ اإليجابيّة ،وصوالً إلى رفاق الدرب ورفاق التظاهرات والعمل السلميّ ، الذين نحّ وهنّ جانبا ً تحت حجج واهية وغير مبرّ رة ،لقد اختار إخوة الدرب دور «القوامة» وتناسوا أنّ «النساء شقائق الرجال» .وبات البقاء خارج الحدود قدر. السيّدة «سلمى يوسف» طالبة الماجستير في الفلسفة ،والتي شاركت في الثورة منذ انطالقتها ،تقول« :في بداية الثورة ،ش ّكلنا وأص��دق��اء لنا مجموعات للعمل المدنيّ ، ونشطنا في الحراك السلميّ ،اضطرّ رت كما الكثيرات غيري لالنتقال إلى المناطق «ال��م��ح��رّ رة» ،وهناك ا ّتخذ عملي حيّزاً آخر ،فتر ّكز على شرائح مختلفة من النساء وأنجزنا العديد األع��م��ال ،وت��ولّ��دت مئات األفكار الطموحة ،ولكن بقي تمثيل النساء في الفعّاليّات المدنيّة كا ّفة ضئيالً ج ّداً ،علما ً أنّ النساء عملن بطاقات هائلة في مجال
newspaper@allsyrians.org
التعليم والصحّ ة واإلعالم واإلغاثة وغيرها الكثير »...وحول تجربة المجالس المحلّيّة تقول «سلمى»« :عندما يصل الحديث إلى تمثيل النساء في المجالس المحلّيّة نواجه مشاكل مع ّقدة ومتشابكة ومتراكمة ،فضالً عن التجاذبات السياسيّة القائمة ،وآليّة تشكيل المجالس المحلّيّة والتي تدخل فيها القوى العائليّة والمناطقيّة والسياسيّة والدينيّة والعسكريّة ،هناك إقصاء واض��ح للنساء والحجة دائما ً موجودة ،النساء ال يملكن خبرة وال تجربة في العمل السياسيّ ،علما ً أنّ هذه الحجّ ة غير دقيقة الب ّتة .»..وتضيف السيّدة «يوسف» لتتحدّث عن دور المرأة ذاتها في عمليّة اإلبعاد« :المشكلة الحقيقة ،تكمن في إحجام النساء أنفسهنّ عن العمل في اإلدارات المحلّيّة واألسباب في ذلك متعدّدة ،منها أ ّنها إدارات خدميّة ال دور للنساء فيها ،أو تعرّ ض النساء لمضايقات عند وجودهنّ في تلك المواقع ،وعدم امتالكهنّ الجرأة الالزمة لتحمّل تبعات هذه الخطوة الجريئة». «مريم ه» ،سيّدة من ريف إدلب ،لها رأي مختلف ،شاركت في الحراك الثوري منذ بدايته وال ت��زال ،قريتها من أوائ��ل القرى التي تحرّ رت من سيطرة حكم األسد ،تو ّقعت أن التحرّ ر الجغرافيّ سيؤدّي إلى حرّ يّة أكبر بالعمل والمشاركة ،خاّصة مع ازدياد متطلّبات الخدمة المدنيّة ،وضبطها من خالل المجالس المحلّيّة .تقول« :حاولت المشاركة في المجلس المحلّيّ ،ولكن ت ّم رفضي كوني امرأة ،ونتيجة إصراري قبلوا التعامل معي ولكن بطريقه ضيّقه ج ّداً ،أمّا اآلن فال يوجد أيّ تمثيل للنساء ودورن��ا معدوم؛ والسبب ّ والمنظمات هو الدور الذكوريّ المسيطر، الخارجيّة التي ال تهت ّم أبداً بمشاريع النساء وال بمشاركتها في العمل ،سوى نظر ّيا ً وخطاب ّياً، ج ّل ما تفعله هو إقامة ورشات إلنفاق مبالغ طائلة دون جدوى ودون أثر ال فاعليّة». «ميسرة» من منبج لها تجربة أخرى ومختلفة، تقول« :عملت ضمن هيئة «نساء الحرّ يّة»
وك�� ّن��ا ن��ت��ع��اون مع هيئات مدنيّة أخرى في مدينتنا ،لم يكن من بينها المجلس المحلّيّ ،فالمجلس ال��م��ح��لّ��يّ ل��م يكن مستقرّ اً ،كان عمله متخبّطا ً وأخطاؤه كثيرة ،وكان مح ّل اس��ت��ي��اء م��ن أه��ل المنطقة ،وتكرّ رت التظاهرات ض��دّه، ه���ذا األم���ر دفعنا للنأي بالنفس عن ناشطات سوريّات انرتنت المشاركة ،والتعامل بحذر معه ،والسبب أدوات مناسبة للواقع ،وهذه األدوات تصنعها ال��ث��ان��ي ه��و وج��ود أعضاء بالمجلس يتعاملون بأسلوب حزب النساء بأنفسهنّ من خالل تطوير مهاراتهنّ البعث ويف ّكرون بعقليّته ،وهذا ال يناسبنا وال وخوض غمار التجربة لالطالع على تفاصيل العمل عن كثب». يتوافق مع تطلّعاتنا». السيّدة «ديمة» من الغوطة الشرقيّة ،التي أمّا «ديمة» فترى الحلّ« :أن يت ّم تشكيل لوبي ّ المنظمات العاملة قامت بأعمال غاية في الصعوبة والقسوة ،نسويّ ضاغط ،وأن تتعاون تروي تجربتها مع المجالس المحلّيّة« :طلبوا في الشأن النسويّ لوضع خطة شاملة تهدف شح ،أعجبني ذلك وتو ّقعت أ ّني إلى مشاركة المرأة السوريّة في الشأن العا ّم، م ّني التر ّ سأواصل عطائي من خالل عضويّة المجلس ،وأن يت ّم ذلك عبر حمالت مناصرة مدروسة اجتمعنا مرّ ات ومرّ ات ونسّقنا وتوافقنا على ومشغول عليها بعناية ،فليست المشكلة في معايير العمل ،ولكن حين ج ّد الج ّد ووصلنا المجالس المحلّيّة وفقط ،المشكلة مشكلة عقليّة شحين ،كنت خارج مترهّلة ترى في النساء سبّة ونقيصة». إلى مرحلة تسمية المر ّ الحسابات ،أرادون��ي في البداية كواجهة ،تشاركوا الحلم ،حلم التخلّص من الحكم وربّما كديكور ،ربّما لتحسين الصورة أمام الشموليّ االستبداديّ وبناء دول��ة وطنيّة شحي لم يرق لهم ،وكالعادة ديمقراطيّة تعدديّة حديثة ،تقاسموا األلم الداعمين ،ولكن تر ّ تم استبعادي بحجج واهية :أسخفها ،أنت غالية والفقد وال��زن��زان��ات ،طربوا معا ً للنصر، ّ وأضاء األمل روحهم المتعبة ،لكن إلى حين؛ ونخاف عليك من صعوبة العمل!!». الح ّل برأي «سلمى» يبدأ من النساء أنفسهنّ ،لقد جاء أوان تقاسم األدوار ،فتحت ذريعة مؤثرات يجب الخطر والمش ّقة ،كان عليهنّ االبتعاد وترك «ح ّتى تستطيع النساء أن يكنّ ّ عليهنّ امتالك إرادة قويّة وأدوات للتغيير الساحة للرجال ،ربّ بينهنّ من نذرت حياتها وهذا ليس باألمر السهل ،فالصعوبات التي لخدمة الثورة فتحدّت الخطر وارتضت تحمل تواجهها النساء العامالت في الشأن العام المش ّقة وأرادت متابعة الطريق ح ّتى الشهادة ّ مضاعفة ،لذا ينبغي التفكير ج ّد ّيا ً في خلق أو النصر .لم تكن إرادتها ذات اهتمام .فهي بهذه المرحلة تنافس الرجل وهذا ّ خط أحمر،
بإمكانها أن تعمل ضمن الحدود التي يسمح ّ موظفة بهذا المجلس أو ذاك ،نعم بها ،فلتعمل ّ يمكنها ذلك ،وال اعتبار للخطر أو المشقة هنا، أمّا أن تتطلّع إلى عضويّة المجالس وقيادتها، فهو تجاوز غير مسموح به .وهنا لم أقترب من التنظيمات المتشدّدة التي صادرت ك ّل ّ حق للمرأة. المجالس المحلّيّة كانت أوّ ل تجربة ديمقراطيّة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام. واإلقصاء الذي تعرّ ضت له المرأة من خالل تجربة المجالس المحلّيّة تدفعنا إلى إعادة التفكير بديمقراطيّة الصندوق االنتخابيّ من جهة ،والموروث االجتماعيّ من جهة أخرى، وطغيان التفكير الذكوريّ ،إضافة للتجاذبات السياسيّة ومعظمها عقائديّة التفكير والغاية. لجملة هذه األسباب وغيرها أجدني أتوجّ ه مضطرّ ة إلى ضرورة فرض التمييز اإليجابيّ «الكوتا» بشكل مؤ ّقت ،والنصّ على نسبة تمثيليّة للمرأة ،لضمان حضورها بمراكز صناعة ال��ق��رار وضمان مشاركة المرأة وتج ّنب أقصاءها ،فمستقبل سورية الذي نريده ملوّ ن ولن يكون أحاديّ الجنس.
كفاح زعرت ّي www.allsyrians.org
اقتصاد وحقوق
العدد 34
/ 11آب 2015/
9
السنة الثانية
دراسة تحليلّية
السوري االقتصادي قراءة في تقرير المنتدى ّ ّ اقتصاديّات ريف محاة* حصل تدهّور الشديد في قيمة الليرة خالل فترة الدراسة من 200ل.س لك ّل دوالر إلى 292 ل.س لك ّل دوالر .علما ً أنّ السعر الرسميّ للدوالر في البنك المركزيّ ت ّم تثبيته عند القيمة 232ل.س لك ّل دوالر.
األسعار (المخ ّطط البياني :)1
ارتفعت قيمة أسطوانة الغاز قيمتها من 5000 ل.س إلى 7000ل.س ،ومن ث ّم انخفضت لتصل إلى 3100ل.س ،رغم هذا االنخفاض مازالت قيمة األسطوانة عالية ج�� ّداً ،إذا ما قورن بسعرها الرسميّ والبالغ 1250ل.س. نالحظ تقلبات في سعر ليتر البنزين وباتجاه االنخفاض من 400ل.س إلى 260ل.س، علما ً أنّ سعر ليتر البنزين أعلى من سعره الرسمي والبالغ 125ل.س .بينما سعر ليتر المازوت تقريبا ً مستقرّ عند السعر 125ل.س، علما ً أنّ سعر ليتر المازوت أعلى من سعره الرسمي والبالغ 85ل.س .أما سعر ليتر زيت الكاز فلقد انخفض من 100ل.س إلى 85 ل.س. خالل الفترة من 1 / 12 / 2014إلى 2015 31 /5 /ارتفعت أسعار كيلو لحم الخاروف من 1300ل.س إلى 2000ل.س ،كما ارتفع سعر كيلو لحم البقر من 1000إلى 1700 ل.س ،وارتفع أيضا ً سعر كيلو لحم الفروج من 380ل.س إلى 430ل.س ،وهو قريب من سعره الرسميّ البالغ 450ل.س ،أمّا سعر صحن البيض فلقد ارتفع من 550ل.س إلى 700ل.س ومن ث ّم انخفض إلى 600ل.س، وهو أعلى من سعره الرسمي البالغ 525 ل.س. تغيرات أسعار الحبوب (البرغل وال��رز والعدس والحمص):
خالل الفترة من 1 / 12 / 2014إلى / 2015 31 /5ارتفع سعر كيلو البرغل من 65ل.س إلى 90ل.س ،علما ً أنّ سعره الرسمي بلغ 85 ل.س ،وارتفع سعر كيلو الرز من 125ل.س إلى 265ل.س ،علما ً أن سعره الرسمي 170 ل.س ،وارتفع أيضا ً سعر كيلو العدس من 65 ل.س إلى 150ل.س ومن ث ّم انخفض إلى 100ل.س ،بينما سعر كيلو الحمص لم يتغيّر خالل الفترة المدروسة مستقرّ اً عند السعر 200ل.س. خالل الفترة من 1 / 12 / 2014إلى 2015 31 /5 /ارتفع سعر 1كغ س ّكر من سعر 140ل.س إلى 165ل.س .علما ً أنّ سعر 1كغ سكر في مناطق سيطرة النظام بلغ 130ل.س .أما سعر كيلو الشاي فلقد ارتفع من 1200ل.س إلى 1500ل.س ،علما ً أن السعر الرسمي هو 950ل.س. إنّ متوسّط استخدام الكهرباء في محافظة حماه س ّتة عشر ساعة يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة، الشبكة العامّة أو من المولّدات الخاصّة أو من شراء األمبيرات (عبارة عن مولّدات كبيرة ّ قطاع خاصّ تبيع الكهرباء للس ّكان).
المساعدات اإلنسان ّية:
كانت كافية لبعض األس��ر بنسبة ،80 % بينما نسبة األسر التي تؤ ّكد أنّ المساعدات اإلنسانيّة غير كافية بلغت ،20 %أمّا بالنسبة التي تعترض وصل المساعدات إلى األسر من وجهة نظر األسر فيمكن إجمالها بما يلي: أّ - موزعين غير ش ّفافين بنسبة 20 % ب -بينما نسبة األسر التي تؤ ّكد عدم وجود مشاكل لوصول المساعدات اإلنسانية بلغت % 80 وه��ذه المساعدات بالمجمل تقدّمها بعض ّ المنظمات اإلنسانيّة.
تكلفة شهريّة بلغت 12375ليرة سورية شهر ّياً ،وتشير البيانات أنّ مادّة المازوت بشكل عا ّم متو ّفرة في السوق. -2تو ّفر البنزين في المساكن: متوسّط كمية االستهالك الشهريّة لألسرة بلغت 45ليتر ،بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت 8375ليرة سوريّة شهر ّياً ،وتشير البيانات إنّ مادّة البنزين متو ّفرة بنسبة 80 %في السوق المحلّيّة ،علما ً أنّ استخدام مادّة البنزين تستخدم في معظم األوقات كوقود للمولّدات. -3تو ّفر الغاز في المساكن: تشير البيانات التي جمعت من قبل نقطة االرتكاز حول استهالك األسرة لمادّة الغاز، إلى ما يلي :متوسّط كمّية االستهالك الشهريّة لألسرة بلغت 10.3ليتر أي – تقريبا ً - أسطوانة غاز واحدة ،بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت 3733 ليرة سوريّة شهر ّياً ،وتشير البيانات أنّ مادّة الغاز متو ّفرة بنسبة 60 %في السوق وبتكلفة مرتفعة.
- 4تو ّفر الحطب في المساكن:
متوسط كميّة استهالك األسرة شهر ّيا ً لمادّة الحطب بلغت 340كغ ،بمتوسط تكلفة شهريّة 7360ليرة سوريّة شهر ّياً ،وتشير البيانات أنّ مادّة ً ّ الحطب متوفرة بشكل عام في السوق ،علما أنّ استخدام مادّة الحطب مخصّص للتدفئة. ّ (المخطط )2 - 5تو ّفر المياه في المساكن:
وقد أوصى تقرير المنتدى االقتصاديّ السوريّ المجالس المحلّيّة بما يلي: - 1بسبب التدهور الشديد في قيمة الليرة السوريّة يجب أن تعمل المجالس المحلّيّة
_1تو ّفر المازوت في المساكن: تشير البيانات إلى أنّ متوسط كمّية االستهالك الشهريّة لألسرة بلغت 120ليتر ،بمتوسّط
قرار جديد من مجلس األمن
سنتان على اختفاء باولو داليليو
حلول لالزمة السوريّة
newspaper@allsyrians.org
احملرر االقتصاد ّي
عصفور طل من الشباك
النووي مبادرة إيرانّية بعد االّتفاق ّ عاد الملفّ السوريّ إلى دائرة الضوء دول ّيا ً وإقليم ّيا ً بعد أن طغى االهتمام بالملفّ النوويّ اإليرانيّ وملفّ االرهاب في عدّة دول عربيّة والقضيّة الكرديّة التركيّة وحرب «داعش». ج��اء ه��ذا الضوء بعد ع��دة أح��داث هامّة كان آخرها التقرير األمميّ بشأن األسلحة ّ منظمة حظر الكيماويّة بالتعاون م��ع األسلحة الكيماويّة «لمدّة سنة واح��دة مع إمكانيّة التمديد إذا لزم األمر» ،فقد اجتمع مجلس األمن في 2015/4/17في جلسة غير رسمّية استمع فيها سفراء ال��دول الـ 15األعضاء في مجلس األمن إلى شهادة طبيبين سوريّين هما ساهر سحلول الذي يترأس الجمعيّة الط ّبيّة األمريكيّة السوريّة، ومحمّد ت ّناري الذي عالج المصابين بغاز الكلور في 16آذار الماضي في ريف محافظة إدلب واستمعوا أيضا ً إلى شهادة قصي زكريا من ريف دمشق الذي نجا من اإلصابة بعد قصف النظام للغوطة باألسلحة الكيميائية في 21آب .2013 /باإلضافة إلى الحراك الدبلوماسيّ الدوليّ واإلقليميّ الذي شهدته المنطقة فت ّم عقد لقاء بين ك ّل من أمريكا وروسيا مع زعماء وساسة الخليج، واستهدفت هذه المحادثات عدّة مل ّفات أهمّها الملفّ السوريّ واليمنيّ إضافة إلى طمأنة دول الخليج بعدم تغير السياسة األمريكيّة تجاههم ،بعد اال ّتفاق النوويّ مع إي��ران. إضافة إلى بعض الجوالت المكوكيّة لسياسيّ النظام إلى ك ّل من السعوديّة وإيران وسلطنة عمان التي يشار أنّ لها يداً في نجاح اال ّتفاق النوويّ اإليرانيّ بمساندة روسيا للعمل على وجود حلول لالزمة السوريّة بين ك ّل من الدول اإلقليميّة والدوليّة ودمشق. فبعد أن استخدم النظام آالف الطلعات الجويّة وسالح المدفعيّة بقصف المدنيّين باألسلحة الكيماويّة وا ّتفاق أمريكا وروسيا لعدّة مرّ ات على أنه :إنْ ت ّم استخدام الكيماويّ في سورية مرّ ة أخرى ،فسيحال الملفّ إلى مجلس األمن تحت البند السابع .ورغم ذلك ت ّم استخدام تلك األسلحة عشرات المرّ ات دون أن يحرّ ك شيء من قبل الدولتين ،ولكن منذ عدّة أيّام ت ّم طرح الموضوع في لقاء بين وزيري الخارجيّة الروسيّة واألمريكيّة وت ّم اال ّتفاق
*سلسلة من التقارير ال��دور ّي��ة التي يصدرها المنتدى السوري – اإلصدار – -06ت ّموز 2015 االقتصادّي ّ
التوصيات:
األحوال المعيش ّية لألسر:
على طرح الملفّ لكن دون إدراج����ه تحت البند السابع أو غيره م��ن البنود الملزمة ل��ل��دول ،فقد توصّل مجلس األمن بإجماع دوله إلى قرار بإنشاء آليّة مشتركة للتحقيق ب��م��ش��ارك��ة األم���م ّ ومنظمة حظر الم ّتحدة األسلحة الكيماويّة، ويطالب ال��ق��رار من األمين العام لألمم الم ّتحدة تقديم توصيات في غضون 20 يوما ً حول تشكيلة وصالحيّات آليّة التحقيق لمعرفة األف��راد والكيانات والجماعات أو الحكومات المتورّ طة في أيّة هجمات كيماوية في سورية .دون وج��ود أيّ فيتو صيني أو روس��ي .فروسيا حليف األس��د تو ّقعت دعم النظام للمبادرة «نحن واثقون من أنّ دمشق ستقدّم الدعم الضروريّ لبعثة التحقيق ّ منظمة حظر األسلحة المشتركة وبعثة الكيميائيّة ،لكشف وقائع محتملة الستخدام غاز الكلور ،وننتظر من المعارضة أن تحذو الحذو نفسه» .وتأمل موسكو عبر مبعوثها الدائم لدى األمم الم ّتحدة في إقامة تعاون ّ لمنظمة حظر بين بعثة التحقيق المشتركة األسلحة الكيميائيّة واألمم الم ّتحدة من جهة، وأطراف النزاع السوريّ من جهة أخرى. أمّا ما ت ّم طرحه من قبل اإليرانييّن لح ّل األزمة في سورية بعد زيارة وزير خارجيّة النظام لها وتوجّ هه إلى سلطنة عمان ورغم عدم وجود نصّ صريح إلاّ ما سّرب عبر وكالة «فارس» المقرّ بة من الحرس الثوريّ فهذه المبادرة تنصّ بحسب مصادر متعدّدة، على أربعة بنود أساسيّة هي: وقف إطالق النار -تشكيل حكومة وحدة وطنيّة -تعديل الدستور بشكل يضمن حقوق األقلّيّات -إجراء انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليّون. وجّ ه لهذه المبادرة العديد من االنتقادات ،رغم أنّ طهران أ ّكدت أنّ المبادرة جرى تقديمها والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس األمنُ ،نصر على
من الشبكة العامّة أو من اآلبار الخاصّة أو من شراء المياه عن طريق الصهاريج ،يالحظ أنّ نسبة % 100من األسر في محافظة حماه تحصل على المياه من الشبكة العامّة ،بمتوسّط تكلفة شهريّة 300ل.س ،ونالحظ أنّ األسر ال تعتمد على الصهاريج وال على اآلبار الخاصّة في الحصول على المياه. - 6تو ّفر خصائص المساكن: الخدمات األساسيّة متو ّفرة بنسبة ،98 %نسبة المساكن التي أ ّكد ساكنوها أ ّنها آمنة بلغت % ،90وبالنسبة لطبيعة المسكن فلقد بلغت نسبة المساكن نمط الشقق حوالي ،25 %ونسبة المساكن نمط ً البيت العربيّ بلغت 75 %أيضا ،وعن ملكيّة المسكن تبيّن لنا أنّ نسبة 100 %من المساكن ملك لساكنيها. - 7مصادر الكهرباء للمساكن في محافظة حماه: إنّ 69.2 %من األس��ر في محافظة حماه أجابت بأنّ منازلها مازالت موصولة على الشبكة ال��ع��امّ��ة للكهرباء الحكوميّة ،إلاّ أ ّنها الكهرباء ال تصلها عبرها إلاّ نادراً ،ونسبة %44.4يشترون الكهرباء عن طريق األمبيرات ،ومتوسّط ساعات حسب الطلب ،وجزء صغير من األسر بنسبة 22.2 %لديه مولّدات خاصّة ،علما ً أنّ الكثير من األسر تسعى لتأمين الكهرباء من الشبكة العامّة أو من شراء األمبيرات أو المولّدات الخاصّة ،وذلك لتأمن الكهرباء يوم ّيا ً لمدّة س ّتة عشر ساعة ،وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز 2022ليرة سورية.
ّ المنظمات الداعمة على توعية بالتنسيق مع المواطنين بضرورة استبدال التعامل بالليرة السوريّة بعملة أكثر استقراراً مثل :الدوالر في المناطق المحرّ رة. - 2توعية المواطنين باالعتماد على لحم الفرّ وج والبيض لتأمين احتياجاتهم الغذائيّة من الدهنيّات البروتينات بسبب االرتفاع الكبير في أسعار لحوم الغنم ولحوم البقر. - 3تعمل المجالس المحلّيّة على تأمين اإلنارة للشوارع والمنازل عن طريق مشاريع تستخدم خاللها بطاريّات السيّارات المستعملة واللدّات، وبذلك يمكننا تخفيض تكاليف استخدام الكهرباء على المواطنين. - 4تعمل المجالس المحلّيّة بالتنسيق مع ّ منظمات المجتمع المدنيّ دورات تدريبيّة للمواطنين ح��ول بعض مشاريع االقتصاد الزراعيّ المنزليّ وخاصّة الزراعات المنزليّة وتربية المواشي والدواجن لتأمين مادّة اللحوم والبيض والبرغل وغيرها. – 5أخ��ي��راً ،يالحظ المنتدى االقتصاديّ السوريّ أنّ مستويات المعيشة في ريف حماه في الفترة الماضية أكثر استقراراً من باقي المناطق المحرّ رة في المحافظات السورية األخرى. مصادر البيانات: - 1البيانات التي جمعت عن طريق نقاط االرتكاز في محافظة حماه. - 2الئحة أسعار المواد في صاالت البيع في مدينة حماه. - 3قناة أف أم اآلن_ 05 _ 2015 :
من أزهار دير مار موسى احلبش ّي
جملس األمن انرتنت
أن أيّ تحالف ض ّد «داعش» يجب أن يهدف لمساعدة شعب وحكومة العراق وسورية بإشراف أمميّ من قبل المعارضة وبعض المقرّ بين من رأس النظام في سورية .فلم تتضمّن المبادرة ض��رورة خ��روج فوري لمقاتلي حزب هللا ،والميليشيات الشيعيّة، ومرتزقة إي��ران ،من األراض��ي السوريّة، ولم تتضمّن شرط عدم تر ّ شح حليفها األسد االنتخابات .وأنّ هذه المبادرة جاءت من حليف للنظام ال��س��وريّ وه��و شريك في سفك الدم السوريّ ،رغم أنّ البعض أقرّ أنّ طهران بدأت تشعر أ ّنها لم تعد تستطيع حماية األسد عسكر ّيا ً لذلك لجأت إلى هذا النوع من المبادرات ليكون لها يد في الح ّل السياسيّ ووجود دائم في الشرق األوسط. أمّا المقرّ بون من األسد االبن فقد هاجموا هذه المبادرة لعدّة أسباب منها خروج المبادرة الى العلن دون مشاورة دمشق ممّا جعل طهران تصرح «أنّ الصيغة النهائيّة ستظ ّل موقع نقاش س��وريّ إي��ران��يّ » وموضوع تغيير الدستور بشأن حماية األقلّيّات ممّا جعل بهجت سليمان ير ّد على هذا البند بقوله: «الجمهورية العربيّة السوريّة ،ما كانت ولن تكون إلاّ دولة وطنيّة قوميّة علمانيّة مدنيّة ممانعة .شاء من شاء وأبى من أبى» .وجاء ردّه على مجمل المبادرة بعدم الموافقة وإن كانت من أصدقاء وحلفاء لنظامه «مبادرات الحلفاء واألص��دق��اء ،بمختلف أنواعها وأشكالها ،ليست قدراً وال قراراً» .ومهما كانت «رغبات ونوايا اآلخرين» ومهما كانت «التحدّيات والتضحيات». سريين حجازي
سور ٌ ي أكثر من السوريّين أنفسهم ،شارك بالثورة السوريّة منذ انطالقتها ،برسالة محبّة ودعوة صادقة للتآخي بين أبناء الوطن الواحد للحصول على الحرّ يّة والكرامة، فسورية التي «نضحّ ي كلّنا في سبيلها» حسب تعبيره سوف تحترم اإلنسان بالدرجة األولى ،وبالرغم من ك ّل ما كان يحدث في سورية ظ ّل متمسّكا ً بإمكانيّة المصالحة الوطنيّة وبدعوة األط��راف جميعها إلى االنحياز لخيار الالعنف ،كانت له ظهورات عديدة على القنوات الفضائيّة داعيا ً لوقف العنف وحمّام ال��دم ،كما وأع�� ّد برنامجا ً تلفزيون ّيا ً له بعد إنسانيّ طالب فيه أن يكون الشعار الذي رفعه السوريّون «واحد واحد واح��د ،الشعب السوري واح��د» واقعا ً ال مجرّ د كلمات ،دعا السوريّين جميعا ً على اختالف أديانهم ومذاهبهم للتآلف والتعايش والمحبّة لتعود الثورة إلى مسارها الصحيح، فالطائفيّة لن تؤدّي برأيه إلاّ إلى مزيد من القتل والدمار ،وإنّ ما يحدث في سورية ثورة شعب ،ولكنَّ النظام هو من عمل جاهداً لتحويلها إلى حرب أهليّة. قام بزيارة مدينة القصير بريف حمص صائماً ،واجتمع بثوّ ارها وتبرّ ع بدمه ورفع الصلوات إكراما ً للشهداء والمعتقلين ،مؤك ّداً أ ّنه يريد أن تكون صالته «عالمة رجاء كي يزهر الربيع السوريّ ويعطي ثمار الوحدة والحوار تحت شعار التعدّدية» ث ّم زار الر ّقة بتاريخ 2013/7/28قبل يوم من اختفائه
وش��ارك في مظاهرة مسائيّة نصر ًة لحيّ الخالديّة في حمص. هذا هو األب باولو ،الذي ولد في العاصمة اإليطاليّة روما ،بدأ حياته الكهنوتيّة في سلك الرهبنة اليسوعيّة .درس الفلسفة في جامعة نابولي ،وفي أوائل الثمانينات توجّ ه إلى دمشق لدراسة اللغة العربيّة ،وسجّ ل مستمعا ً في كليّة الشريعة ،ث ّم توجّ ه في عام 1984 إلى دير مار موسى الحبشيّ قرب مدينة النبك شمال دمشق فكان له دور رئيسيّ في ترميمه ،حصل على درجة الدكتوراه في كليّة «البروباغندافيد» في روما 1989 عن رسالته المع ّنونة «مفهوم الرجاء في اإلسالم». ً بعد ثالثين عاما قضاها في دير مار موسى داعيا ً للمحبّة والسالم ،طرده النظام السوريّ باعتباره شخصا ً غير مرغوب فيه على األراضي السوريّة ،أل ّنه خرج عن نطاق مهمّته الكنسيّة ،فغادر سورية رغما ً عنه ،ث ّم عاد إليها وهذه المرّ ة ،إلى المناطق المحرّ رة. ّام مرّ ت على اختفاء األب سنتان وبضعة أي ٍ باولو في ظروف ليست غامضة كما يرى ك البعض ،فمنطق األحداث ال يدع مجاالً للش ّ بأنّ تنظيم «داع��ش» وراء هذه العمليّة، وقد أ ّكدت بعض المصادر أ ّنه ت ّم إعدامه بعد ساعتين من اعتقاله ،وليس لدى أحد ح ّتى اليوم أيّ يقين حول مصير هذا األب السوريّ .
www.allsyrians.org
10
السنة الثانية
العدد 35
/ 11آب 2015/
ثقافة
في اإلعادة إفادة
قراءة في كتاب
شخصّيات قلقة في اإلسالم*
مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة التزال الثقافة تراوغ يف غموضها ،فتتمنّع على أ ّي تعريف ،ممّا دفع باملؤلَّفني ”ديفيد انغليز وجون هيوسن” إىل احملاولة للقبض عليها ،فيح ّددان جماالتها وأشكال ظهورها وفعلها ،وآليّات تشابكها مع االجتماع ّي ،بعد أن يعرضا وحياورا آراء الباحثني الذين انشغلوا يف تعريفها ومفهمتها ،فهل توصال إىل يقني؟ إنّ الصدام بين اﻷفكار والقيم والمشاعر هو الذي يفسّر انفجار الحانة في “بالي” الذي قضى على نحو مئتي إنسان ،غالبيّتهم من السوّ اح والجوّ الة الغربيّين ،هكذا منذ المقدّمة يدخلنا الكاتبان في موضوع كتابهما “من منشورات المركز العربيّ للبحوث ودراس��ة السياسات “2013فيرسمان بالكتابة مشهدين :اﻹنسان الغربيّ الذي يمارس ح ّقه اﻹنسانيّ في إجازته التي يفضّل أن يقضيها في مكان مشمس ،فيسترخي على شاطئ البحر أو يرقص أو يشرب الكحول أو يسعى لممارسة الجنس ،وهي جميعها حقوق فرديّة بسيطة وبريئة ﻻ تسيء ﻷحد ،غير ّ ويستفز أ ّنها ﻻ تعود كذلك عند اآلخر الذي يراقب فينفعل ويهاجم فيقتل ،ﻷ ّنه يرى أنّ هذا السلوك :سلوك منح ّل وغير أخالقيّ ويسيء إلى الخالق. من هذا الصدع بين ثقافتين ينفجر الصراع الذي يمكن رصده في حاﻻت كثيرة ،منها: ال��ص��راع بين البروتستانت والكاثوليك في إيرلندا الجنوبيّة ،وبين التاميل والسنهال في سيرالنكا ،وبين اليهود والفلسطينيّين في إسرائيل!! .وإذا كان الكاتبان ﻻ يتجاهالن األسباب االقتصاديّة والسياسيّة في هذه النزاعاتّ ،إﻻ أ ّنهما يريان أنّ ما يتخ ّفى فيها ويشحنها باالنفعال والفعل هو اختالف “اﻷفكار والقيم والمعتقدات“، وعلى هذا فهما يسعيان بكتابهما إلى تحديد وتعريف الثقافة من خالل تحديد وفهم العوامل التي تش ّكل هذا المفهوم ،بالغ اﻷه ّميّة ،الذي من دونه ﻻ يمكن فهم التنازع في العالقات اﻻجتماعيّة واإلنسانيّة. واستناداً إلى هذه الرؤية يستخلص الكاتبان: أنّ الثقافة تحيط بنا وتخترقنا وتحدّد سلوكنا وردّات فعلنا ونظرتنا لآلخر الشبيه ولآلخر المختلف ،فالثقافة في ك ّل مكان ،فهي القيم اﻷخالقيّة في ديانة ما ،وهي
الكتب والمجلاّ ت والصحف واﻷفالم والبرامج اﻹذاعيّة أو التلفزيونيّة ،وفي مواقع النت وفي الموسيقى وفي قيم اﻷفراد والمجموعات والمجتمعات ،كثقافة الديمقراطية أو الحبّ اﻷخويّ ،بل أ ّنها ح ّتى في وسائل نشرها وتوزيعها واستهالكها … إلخ. ولذلك فالثقافة في منظور الكاتبين ﻻ يمكن حصر مجاﻻتها ومعانيها التي من بعض معانيها الحديثة: الثقافة العليا ،والفنّ والحضارة ،والثقافة الشعبيّة ،وتهذيب النفس ،والحياة العامّة لمجموعة من اﻷفراد. إنّ الكاتبين يجهدان ،بعد رصد مجاﻻت الثقافة وتجلّياتها، في محاولة تعريف الثقافة ومفهمتها ،فيعتقدان أ ّنها: اﻷنماط الفكريّة والقيم والمعتقدات الشائعة بين مجموعة ّ من اﻷفراد التي ّ وتتأثر ،فتغير وتتغيّر ﻷ ّنها اعتباطيّة تؤثر ّ من صنع اﻹنسان ﻻ الطبيعة ،وﻷنها تنتقل بالتعليم بين اﻷجيال والمجتمعات وﻷ ّنها ذات معنى وتتجسّد في الرموز وفي صناعات اإلنسان ،وهي متعدّدة في الوحدة ،كثقافة الطبقة العاملة في المجتمع الفرنسيّ التي تتميّز عن الثقافة العامّة للمجتمع وتندمج فيها في نفس الوقت ،أو كثقافة اإليطاليّين في المجتمع اﻷمريكيّ ،أو كثقافة شباب البانكس في الموسيقى واﻷزياء في المجتمعات الغربيّة الحديثة. وﻷنّ موضوع الكتاب إنشغال في سوسيولوجيا الثقافة، فإنّ الكاتبَين يتو ّقفان عند تعريف السوسيولوجيا ،بعد أن انتهيا من تعريف الثقافة ،فالسوسيولوجيا تهت ّم بالعوامل اﻻجتماعيّة التي تتش ّكل من عنصرين :سلوك اﻷفراد ّ المؤطرة من قِبل المجتمع الذي يتكوّ ن ،بدوره، وأنشطتهم من اﻷنماط السلوكيّة لألفراد وتفاعالتهم فيما بينهم ،هذا التفاعل الذي يش ّكل الهياكل اﻻجتماعيّة التي تبقى مابقي السلوك على حاله ،وتتغيّر بتغيّر السلوكات وتفاعالتها في المجتمع .ومن هذا فإنّ المتخصّص في مجال الدراسات
اﻻجتماعيّة ﻻبدّ ،بحسب الكاتبَين ،أن يلتزم بمعيارين: اﻷوّ ل ،دعم المقاربة النظريّة بالبيانات التجريبيّة التي من دونها تتحوّ ل الدراسة إلى فلسفة .أمّا المعيار الثاني فهو ضرورة التعامل مع قضايا البنية اﻻجتماعيّة ،فالفعل اﻻجتماعيّ والعالقة بينهما .هذان المعياران اللذان ﻻ تكون سوسيولوجيا بدونهما ،يحتاجان إلى معيار ثالث في شغل السوسيولوجيا الثقافيّة ،وهو :كشف وفهم شبكة العالقات بين العوامل اﻻجتماعيّة والعوامل الثقافيّة. وهكذا فقد اكتملت منهجيّة الكاتبَين لكي ينخرطا في عرض ومحاورة المدارس السوسيولوجيّة الكالسيكيّة بدءاً من فولتير وديدرو مروراً بارنست كونت وماركس وألفريد فيبر وماكس فيبر وجورج زيميل وإميل دوركهايم ،ث ّم مدرسة فرانكفورت إلى اﻷمريكيّين الذين اشتغلوا على الثقافة الجماهيريّة ،والبريطانيّين الذين حاججو في الثقافة كأسلوب حياة إلى البنيويّين الفرنسيّين ث ّم ما بعد الحداثة ح ّتى بيير بورديو الذي ينفرد في فصل خاصّ به. ويختم الكاتبان كتابهما بمعالجة ثالثة موضوعات يريانها بالغة األه ّميّة ،أوالها: االنهمام بالكيفيّة التي يمكن فيها توظيف أفكار الكتاب في فهم قضايا هذا العالم المعولم ،ث ّم أن يتخلّى صاحب الرأي عن اعتقاده الساذج بأنّ أفكاره وحدها الصحيحة وذلك بمراجعتها نقد ّيا ً قبل إعالنها ،الحالة التي يطلقان عليها تسمية: “اإلنعكاسيّة التأمّلية” ،وأخيراً ،البحث في الشكل الذي يمكن أن تأخذه سوسيولوجيا الثقافة في المستقبل. ومع أنّ الكتاب تمثيل نموذجيّ عن مأزق الثقافة اﻷورو ّبيّة وملحقاتها ،في انحكامها بالوظيفيّ الذي ال يمكن أن يكون إلاّ جزئ ّيا ً وعدد ّيا ً فك ّم ّياً ،فإ ّنه ثريّ بموضوعاته ومعلوماته وممتع في عرضه وأسلوبه.
الكتاب :مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة تأليف :ديفيد انغليز -جون هيوسون ترجمة :لما نصير الطبعة اﻷولى آذار 2013 390صفحة من القطع الكبير منشورات المركز العربيّ للبحوث ودراسة السياسات
فاضل فاضل
ديني أو بأوامر إالهّية غطاء ّ
هل اإلسالم هو ّ الحل؟ املتأسلمون حوّلوا مطالب الثورة السوريّة ض ّد الفساد واحملسوبيّة والعمل على وجود نظام أفضل حيرتم ك ّل السوريينّ إىل مطالب دينيّة طائفيّة يكسوها التكفري وإرهاب املخالف
تكرّ رت عبارة اإلسالم هو الح ّل منذ ما يقارب السنتين من الثورة السوريّة وازدادت هذه العبارة بعد أن وقف المجتمع الدوليّ متفرّ جا ً على آالم السوريّين وما يفعله نظام اإلجرام األسديّ بالس ّكان من قصف مناطقهم بالبراميل وبأنواع األسلحة المحرّ مة والمحظورة دول ّيا ً أو المسموح بها. هذا األمر هيّأ ألصحاب األيديولوجيّات الدينيّة المتشدّدة بيئة وأرضا ً خصبة لنشر مفاهيمهم والعمل على فرض أجندتهم على المناطق التي وجدوا فيها أو سيطروا عليها بعد حربهم ض ّد النظام األس��دي أو ض ّد الجيش الحرّ الذي أفل نجمه بعد تو ّقف الدعم أو بعد تالعب الدول الداعمة به. فهؤالء المتأسلمون حوّ لوا مطالب الثورة السوريّة ض ّد الفساد والمحسوبيّة والعمل على وجود نظام أفضل يحترم ك ّل السورييّن إلى مطالب دينيّة طائفيّة يكسوها التكفير وإرهاب المخالف لهم وك ّل ذلك بغطاء دينيّ أو بأوامر إالهيّة. المتابع للواقع السوريّ يعلم أنّ هذه التنظيمات العاملة باسم هللا ما هم إلاّ أصحاب مصالح فك ّل ّ األحق واألصح ،وأ ّنه هو من فصيل يرى في نفسه أ ّنه ّ يمثل الحقيقة ،فمن جبهة النصرة وأختها «داعش» إلى حليفتها أحرار الشام إلى جند األقصى وحزب هللا وميليشيا أبو الفضل إلى ك ّل التشكيالت اإلسالمويّة بش ّقيها الطائفيّ تدّعي صوابيّه قتالها ض ّد الطرف اآلخر وتحمل راية هللا ورسوله. هل هذا اإلسالم هو الحلّ؟ سؤال أحاول أن أبحث له عن
إجابة ،حاولت أن أبحث في الدول التي تعتبر نفسها إسالميّة من السعوديّة إلى إيران إلى باكستان إلى أفغانستان ،إلى العديد منها ،فلم أجد صيغة واحدة لإلسالم في أيّ منها. رغم أنّ كلاّ ً م ّنها يدّعي أنّ إسالمه صحيح أو األصح، ك ّل منها ي ّتهم اآلخر أنّ إسالمه باطل وي��دع��وه إل��ى اإلس�لام الصحيح؛ لذلك سأنظر من منظور إيجابي إلى هذا األمر، أي أنّ اإلسالم هو دين سهل التأقلم مع المجتمعات وغير منغلق على تاريخ أو ماض معيّن ،كما يحاول المتشدّدون العمل عليه ،أو محاولة إضفاء صبغة ماضويّة على اإلسالم، فال تستطيع أيّة عقيدة أو فكرة أو إيديولوجيّة ،أن تقاوم مفهوم التطوّ ر ،ألنّ التطوّ ر هو حالة ص��ي��رورة ي��وم��يّ��ة نالمسها ف��ي حياتنا م��ع ك�� ّل صباح، وإلاّ لكان هناك انفصال عن الواقع ،كما يحدث مع أصحاب الرايات السود الذين يحاولون التالعب بالدين للوصول إلى غاياتهم السياسيّة ،فقد عملوا على تلويث اسم الدين برغباتهم السلطويّة بتالعبهم بالدين وفرضهم أحاديث وآيات وطرق للسيطرة على جموع الناس؛ فمثالً الحديث المنسوب للرسول الكريم عن الخالفة هو حديث غالب الجماعات اإلسالمويّة تتشدّق به وتحاول أن تثبت أح ّقيتها بالخالفة أو فرض أجنداتها من خالله أو من خالل غيره من األحاديث ،إنّ هذا الحديث مشكوك فيه لوجود ناقل ال
احل ّل هو دولة القانون اليت حتفظ حقوق مواطنيها وحترس ك ّل أعضاء اجملتمع ّ بغض النظر عن انتماءاتهم القوميّة أو الدينيّة أو الفكريّة
يعترف بالحديث ناكر الحديث أو أو أل ّنه مصداقيّة الراوي أو بسبب عدم م��ن ال��رس��ول (ص) عدم سماعه المردّدين لهذا الحديث فغالبيّة ال��دع��اة اإلمام أحمد« :حدّثنا يعتمدون على مسند الطيالسي :حدّثني سليمان بن داود الواسطي :حدّثني داود ب��ن إبراهيم النعمان بن بشير أ ّنه حبيب ب��ن س��ال��م عن قال :ك ّنا قعوداً في المسجد ،وكان بشير رجالً يكفّ حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال :يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في األمراء؟ .فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته .فجلس أبو ثعلبة ،فقال حذيفة :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :تكون النبوة فيكم ما شاء هللا أن تكون ،ث ّم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ،ث ّم تكون خالفة على منهاج النبوّ ة ،فتكون ما شاء هللا أن تكون ... ،ث ّم تكون خالفة على منهاج النبوة» .ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ،ورواه البزار من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن داود بن إبراهيم الواسطي به[ .حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير وكاتبه ،ثقة فيه لين .النعمان بن بشير صحابي قتل سنة .]65إنّ سليمان ابن داود الطيالسي ثقة باإلجماع رغم أ ّنه كان معاصرا لداوود الواسطي .أمّا داوود ابن إبراهيم الواسطي فقد أجمع أهل العلم أ ّنه ّ كذاب ومتروك الحديث فقد قال عنه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل «متروك وكان يكذب»، وقال عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكون «داود بن إبراهيم الباهلي :يروي عن الزهري وهو مجهول» .و «داود بن إبراهيم العقيلي الواسطي :يروي عن خال ّد بن عبد هللا ،قال األزدي :مجهول ّ كذاب».
وه����ن����اك العديد من هذه األح���ادي���ث التي يحاول المتأسلمون أن يخرجوها للعلن رغ��م ضعفها فقط من أج��ل إض��ف��اء الشرعيّة على وجودهم وإرغ��ام المجتمع على الرضوخ لهم. لذلك فإنّ حملة شعار «االسالم هو الحلّ» يسعون إلى تبرير مبتغاهم عن طريق ادعائهم بالعودة إلى االسالم الصحيح .أي إلى ما قبل 1436عام للوراء فهذا أمر منفصل عن الواقع .ما أحاول أن أوصّفه أو أن أصل إليه هو أن أظهر الغبن ال��ذي تعرّ ض له الناس من أصحاب الرايات السود الذين طعنوهم في دينهم وحياتهم وأخالقيّاتهم. لذلك ،إنّ الح ّل هو دولة القانون التي تحفظ حقوق مواطنيها وتحرس ك ّل أعضاء المجتمع بغضّ النظر عن انتماءاتهم القوميّة أو الدينيّة أو الفكريّة. فالفرد ال يقدّم بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإ ّنما يُعرّ ف تعريفا ً قانون ّيا ً اجتماع ّيا ً بأ ّنه مواطن ،أي بأ ّنه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات .وهو يتساوى فيها مع جميع المواطنين ،من خالل المؤسّسات التي تنشأ وليس من خالل السلطة أو من خالل االنتخابات .وأنّ الغالبيّة واألقلّيّة (السياسيّة وال أقصد الدينيّة) ال تش ّكالن ضمانا ً لحقوق المواطنين بدون دستور مدنيّ يحدّد سلطات ّ الحق الكامل للمواطنة. ك ّل منهما في إطار
زين كفا
المدني يد ّقون جرس اإلنذار العاملون في المجال ّ
االجتماعي المسكوت عنه في بيئات الثورة االنهيار ّ
لم يش ّكل أيّة صدمة بالنسبة لي ما وردني من أخبار عن الحالة االجتماعيّة في ريف حمص الشماليّ الخارج عن سيطرة النظام السوريّ ،ويخضع لسيطرة عدد من الفصائل المسلّحة ،وتديره عدّة مؤسّسات مجتمع مدني، كوني ابنة تلك البيئة وعلى إطالع كبير على مجريات الحياة فيها ،لكنّ الصادم فعالً كان أحد التقارير الصادرة عن الهيئة الشرعيّة في منطقة واحدة من مناطق الريف والذي يقول« :وصل عدد حاالت الطالق في الشهرين الماضيّين حسب تقرير الهيئة الشرعيّة إلى 650حالة، ومعظم المطلّقات ال تتجاوز أعمارهنّ ١٥سنة». هذه النسبة المرتفعة لحاالت الطالق واإلشارة ألعمار المطلّقات تبيّن وجود كارثة اجتماعيّة حقيقيّة تنبئ بالكثير عن المستقبل الذي تنتظره هذه المناطق ،إذا لم يت ّم تحرّ ك حقيقيّ لمعالجة األوض��اع من قبل مؤسّسات المجتمع المدنيّ الفاعلة والمعنيّة بالمرأة والطفل والقضايا المجتمعيّة. ومع هذا التقرير وغيره من تقارير إعالميّة وحقوقيّة نجد غيابا ً شبه كامل أليّة جهة فاعلة على األرض، تقوم بطرح حلول حقيقيّة لمعالجة هذه األزم��ات ،التي باتت تأخذ شكل الكارثة بسبب تحوّ لها إلى ظاهرة الفته و تف ّ شي نسب انتشارها ،ففي مدينة تلبيسة ،مثالً ،ت ّم منذ عامين تقريبا ً تأسيس «مكتب األ ّم والطفل» ،وحسب مؤسّسي المكتب ،لم يجد التشجيع أو الدعم من أيّة جهة ،وحاول القائمون ّ المنظمات و إرسال تقارير تبيّن عليه المشاركة مع بعض الواقع ومدى االحتياجات ولكن دون جدوى ،وبقي العمل تطوع ّياً ،يعتمد على إمكانات أبناء المنطقة البسيطة ،ومع توسّع عمل المكتب الذي شمل كامل ريف حمص الشماليّ بمدنه وقراه كا ّفة ،باتت توجد في ك ّل قرية أو مدينة خليّة عمل تدعم األ ّم والطفل ،حسب اإلمكانات المتاحة ،وباتت الحاجة أكبر للدعم والتمويل وتوفير برامج متخصّصة بإشراف متخصّصين ،علما ً أنّ المكتب يض ّم عدداً من
النساء من حملة اإلجازات في القانون والتربية والتوجيه واإلرشاد النفسيّ ،وكلّهنّ يعملن بشكل تطوّ عيّ ،لك ّنهم يفتقرون لك ّل اإلمكانات الالزمة لتوسيع الطاقة االستيعابيّة لديهنّ ،لتخدم ك ّل الريف الشماليّ الذي يض ّم آالف البشر من ك ّل الفئات العمريّة. ولم تقتصر التقارير الواردة على قضيّة الطالق وزواج القاصرات ،بل أشار بعضها إلى وجود مشكالت اجتماعيّة و نفسيّة ،غالبا ً ما يت ّم التس ّتر عليها من قبل الجميع ،ففي إحدى المناطق أشارت التقارير إلى تف ّ شي ظاهرة التحرّ ش الجنسيّ بين األطفال والمراهقين والمراهقات ،إذ يشير التقرير إل��ى الحالة المأساويّة التي وصل إليها المجتمع من االن��ح�لال األخ�لاق��يّ والمجتمعيّ وإش��ارت��ه إلى تطوّ ر الحالة من التحرّ ش الجنسيّ لألطفال إل��ى ح ّد تحرّ ش اآلباء بالبنات وح ّتى األطفال الذكور منهم ،بينما ال أح��د يشير إل��ى الجانب النفسيّ والحاجات الطبيعيّة لهذه الفئات التي ت ّم حرمانها من أبسط حقوقها ،مع غياب مؤسّسات التعليم في كثير من المناطق و انقطاع األطفال والمراهقين عن ال��دراس��ة، إضافة لظروف الحرمان من وسائل اللعب و العيش بسالم مع تو ّفر ح ّد أدنى من االحتياجات المعيشية ،ومع انتشار اشتراكات األنترنت الخاصّة الخارجة عن أيّة سيطرة. وفي ظ ّل هذا الفراغ الكبير في الوقت لدى المراهقين في مختلف المناطق ،ومع غياب أيّة رقابة أو جهة تحجب المواقع اإلباحيّة ،فقد زادت نسبة اإلقبال عليها لدرجة أنّ يحمّلها بعض األخصائيّين أسباب انتشار االنحالل ال ُخلقيّ بين األطفال والمراهقين ،كما أشارت التقارير ذاتها إلى
وصل عدد حاالت الطالق يف الشهرين املاضيّني حسب تقرير اهليئة الشرعيّة إىل 650حالة ،ومعظم املطلّقات ال تتجاوز أعماره ّن ١٥سنة
newspaper@allsyrians.org
زواج القاصرات يف سورية انرتنت انتشار ظاهرة زواج القاصرات بشكل ملموس ،ممّا أدّى إلى الطالق بأعداد مخيفة. يقول أحد القائمين على مكتب «األم والطفل» في مدينة ّ المنظمات التي تعمل في مجال حقوق تلبيسة« :لقد ناشدنا اإلنسان وخصوصا ً المرأة والطفل ،ولكن دون جدوى، وكان آخرها التعاون مع شبكة «أنا ه��ي» ،والتجمّع المدنيّ الديمقراطيّ ،وغيره من ّ منظمات و تيّارات عمل ّ المنظمات تسعى للحصول مدنيّ ،وقد تبيّن أنّ غالبيّة هذه على التقارير واالحصائيّات دون أن تقدّم أيّ شيء فاعل على األرض ،ونظراً لصعوبة العمل واستحالته في بعض األحيان ،وخصوصا ً في الريف والخوف من اال ّتهامات التي توجّ هها إلينا بعض الجهات ،فقد طلبنا من وزارة الثقافة تأسيس وتشكيل مديريّة الثقافة وشؤون األسرة في محافظة حمص ،وقد وافقت الدكتورة سماح هدايا وزيرة الثقافة وشؤون األسرة مشكورة على تأسيس المديريّة كاملة بما فيها مديريّة شؤون األسرة ومديرية اآلثار ،باإلضافة إلى المراكز الثقافيّة في الرستن وتلبيسة والحولة ،وقد انتهينا من تأسيس كامل مكاتب المديريّة والمراكز الثقافيّة منذ أيّام قليلة ،وكان الهدف من هذه المديريّة أن تكون سنداً لنا نظراً لتبعيّتها إلى وزارة الثقافة في الحكومة المؤ ّقتة ،لكن
هذه الوزارة ال تملك أيّة موازنة ماليّة يمكننا من خاللها نشر الوعي والثقافة في المنطقة ،وتقديم اإلرشاد النفسيّ والصحّ يّ لألطفال والنساء». وبناء على تلك التقارير والمناشدات لطرح الحلول وتوفير الدعم للعاملين في هذا المجال ،فإنّ القائمين على هذه المشاريع يد ّقون جرس اإلنذار ويهيبون بالجميع العمل على إيجاد الحلول المناسبة ،والمساعدة في توجيههم إلى ّ منظمات من شأنها أن تتب ّنى هكذا مشاريع ثقافيّة واجتماعيّة لتمارس دورها الها ّم في بناء المجتمع وإعادة تماسكه. ّ المنظمات ويؤ ّكد عدد من العاملين في هذا المجال أنّ معظم التي تعمل على األرض أو القائمين على أعمالها ،ال تهمّهم سوى مصالحهم الشخصيّة ،ولم يقدّموا أيّة حلول فاعلة ح ّتى اآلن ،ويمكن لهؤالء الناشطين والمتخصّصين تقديم اإلحصائيّات والتقارير كا ّفة من مصدرها إذا لزم األمر، وتوفير جميع الثبوتيّات التي تثبت صحّ ة ما يصوّ رونه على أرض الواقع ،وتثبت الكوارث اإلنسانيّة الموجودة في المجتمع ،فهل من مستجيب؟
د .خولة حسن احلديد
د .عبد الرحمن ب��دوي ( )2002 - 1917أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجاً ،إذ شملت أعماله أكثر من 150 ّ كتابا ً تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهت ّمين بالفلسفة من العرب ّأول مصري ،وذلك لشدّة تأ ّثره ببعض وجودي فيلسوف ّ ّ الوجود ّيين األورو ّبيين وعلى رأسهم الفيلسوف األلماني مارتن هايدجر. من الجزء الثالث لكتابه «دراسات إسالم ّية» نختار هذا المقطع: السهرودي المقتول** اإلشراقي مؤ ّسس المذهب ّ
«ها نحن أوّ الً بسبيل التحدّث عن شخص وإنتاج ّ يمثالن لحظة جوهريّة في تاريخ الفكر في اإلسالم. لكن على خالف ما حدث بالنسبة إلى أسماء لمّاعة لمتكلّمين وفالسفة من أمثال الفارابي وابن سينا والغزالي ممّن كان لبعض مؤلّفاتهم التي ترجمت إلى الالتينيّة منذ القرن الثاني عشر أثراً حاسما ً في تطوّ ر التفكير في العصر الوسيط بأوروبّا. نقول إ ّنه على خالف هذا لم يظفر السهرورديّ الحلبيّ ،وكان معاصراً البن رشد ،بشرف الترجمة إلى اللغات األورو ّبيّة .ومن هنا مضى عهد تأثير المؤلّفات العربيّة في لغتها ،واستطاع أن يؤتي ثماره ،دون أن يذكر اسمه؛ بل ما زلنا ح ّتى اليوم نملك غير بعض الترجمات أو النشرات الحديثة لمؤلّفاته الصغيرة ،دون أن يكون لدينا عرض شامل ألنحاء مذهبه .وعلينا أن نقرّ ر أنّ هذا المذهب يلوح أمامنا كأ ّنه مر ّكب من عناصر متباينة مع ّقدة ،تجد وحدتها في الطابع الخاصّ لشخصيّته ،حتى أنّ ك ّل محاولة إليجاد عرض شامل لفكره تضطرّ نا إلى توزيع العمل على ميادين عدّة ،كما أنّ هذه المحاولة نفسها تدعو إلى تحليل يعرف التسليم بالسرّ المحيط بنهاية مؤسِّسه المحزنة .والعلم بهذه المصاعب هو في الوقت نفسه اكتشاف لما في شخصيّة هذا الرجل دواع إلى االهتمام والتشويق. وإنتاجه ومصيره من ٍ تو ّفي السهرورديّ وهو في السادسة أو الثامنة والثالثين ،في الخامس من شهر رجب سنة 587 ( 29تمّوز سنة .)1191وللتمييز بينه وبين من يشابهونه في االس��م أطلق عليه المؤرّ خون لقب «الشيخ المقتول» ،يرمون من ورائ��ه ألاّ يدعوه باسم «شهيد» .ومع هذا فإنّ تالميذه لم يفهموا لقب «مقتول» إلاّ بمعنى «شهيد». ً ولهذا يجب أن ن ّتخذ من هذا الموت نفسه حاديا لنا في هذا التحليل ،أل ّنه إذا كان صحيحا ً ح ّقا ً أنّ اإلنتاج هو علّة وجود ك ّل شخص ،وجوهر غايته ،فإنّ موت عرض السهرورديّ يمكن أن يتبدّى لنا ،على أ ّنه َ أو حادث ،ح ّتى لو كان أليما ً أسيان ،بل على أ ّنه ك كمال فعل يلوح أ ّنه أهاب به وتنبّأ .وليس من ش ّ ّ تخطيه في أنّ ثمّة سرّ استفهام ال يمكن أليّ تحليل وتجاوزه ،بيد أ ّننا سننقاد إلى هذا المقام ،على أ ّنه المبدأ والنهاية التي يتجمّع عندها دوافع من مصادر ّ والحق أ ّنه بدون هذا التفسير الفريد متباعدة وتتوحّ د. ال��ذي سيضع في المقام األوّ ل ال��ذي ال تتزحزح عنه دوافع يمكن دائما ً بيان أنّ من الممكن العثور عليها عند آخرين ،نقول إ ّنه بدون هذا سنضطرّ إلى االقتصار على وضع ثبت بأفكار ستنح ّل إشاراتها – هذه اإلشارة القيمّة ك ّل القيمة حينما نعرف نقطة البدء في تالقيها – إلى تجريدات تافهة ،متداولة في مثل هذا الوسط المحدود اجتماع ّيا ً أو ذاك ،إذا اقتصرنا على حسبانها سلعا ً للتجارة. ّ والمسائل التي نحن بسبيل إثارتها يمكن أن ترتب على الصورة اإلجماليّة الثالثيّة التالية: أوّ الً :ما هو مبلغ علمنا الحقيقيّ بحياة السهرورديّ وإنشاء مؤلّفاته؟ ثانياً :سنرى أنّ هذه المؤلّفات تشتمل على طائفتين كبيرتين :مقاالت ميتافيزيقيّة ،أو عروض مذهبيّة بالمعنى األع ّم؛ ومقاالت في صورة تشبيهات وأمثال. في األولى تبلغ مسائل الحكمة اإليرانيّة تمام وعيها النظريّ ،تحت تأثير األفالطونيّة المحدثة .فعلى أيّ نحو إذاً يقوم هذا االقتران الذي يقدّم لنا انتقاالً إلى «نوع» آخر مختلف تماماً ،أال وهو االنتقال من رتبة «العقل» إلى رتبة «الروح» ،إلى لغة األنبياء الذين يضربون األمثال؟ ثالثاً :على أيّ نحو يجب علينا فهم هذا االنتقال، كيما يتيسّر لنا بيان المعنى والصورة الدقيقة اللذين ي ّتخذهما اإلس�لام والتوحيد عند السهرورديّ ،ال برغم بل بفضل تعمّقه النظريّ ؟»..
*عبد الرحمن ب��دوي ،شخص ّيات قلقة في اإلس�لام ،دار النهضة العرب ّية ،طبعة ثانية ،1964الصفحات (.)97 – 96 ** اسمه الكامل :أبو الفتوح شهاب الدين يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي. ّ
www.allsyrians.org
ثقافة
العدد 34
/ 11آب 2015/
11
السنة الثانية
زهرة في صحراء
السوري ديوان الشعر ّ ما رأيكم دام عاركم؟
السينما السورّية ..من أين وإلى أين؟ عصابة من اللصوص أرعبت مدينة دمشق وزارات��ه��ا أقساما ً متخصّصة تهتم بأمور أيّ��ام حكم الملك فيصل األوّ ل ( )1920السينما ،وجهّزت مخبراً سينمائ ّيا ً للعمليّات لسورية ،فما كان من الشاب “رشيد جالل” إلاّ الف ّنيّة وقسما ً للتصوير السينمائيّ ،وصدرت أن حوّ ل هذه األحداث الحقيقيّة إلى سيناريو أوّ ل صحيفة أسبوعيّة مصوّ رة في دمشق لفلم سينمائيّ بعنوان “الم ّتهم البريء” في عام متخصّصة بأمور وأخبار السينما والسينمائييّن ،1927وبمساعدة شبّان محبّين للفنّ منهم :في سورية والعالم. أيّوب بدري وأحمد تلّلو ومحمّد المرادي؛ لكنّ س ّتينيّات القرن الماضي كانت بمثابة وبمعدّات كاملة من كاميرا ومخبر تحميض السنوات الذهبيّة للسينما السوريّة ،فمن جهة وطبع ،ت ّم التصوير الذي استمرّ ثمانية شهور ،الك ّم أُنتج ما زاد عن 300فلم بين روائيّ ليعرض الفلم في صالة وقصير ووثائقيّ ،عبر ش��رك��ات خ��اصّ��ة أو من ع��رض “ك��وزم��وغ��راف” فلم «الفهد» الكائنة في ساحة المرجة المؤسّسة العامّة للسينما من إخراج نبيل التي ظهرت كقطاع عا ّم؛ عام ،1928وليكون أوّ ل وبالطبع تفاوتت الكيفيّة فلم س��وريّ تنتجه شركة املاحل حقّق املعادلة “ح���رم���ون ف��ل��م ل�لإن��ت��اج والج ّديّة والجودة وسط هذا بني ما الصعبة ّ الك ّم ،لكنها مرحلة لم تشهد ال��س��ي��ن��م��ائ��يّ ” لمؤسّسها “رشيد ج�لال وش��رك��اه”. بعدها السينما السوريّة هذا ّة ي اجلماهري النهوض ،ح ّتى اليوم. وبسبّب نجاح الفلم تتالت نيّّ الف واملقرتح ّ فقد ش��ه��دت الستينيّات العديد من اإلنتاجات لشبّان سوريّين ،من أفالم قصيرة والسبعينيّات ازدي��اداً في الفكر ّ د اجلا ي ّ وتسجيليّة ووثائقيّة ،ث ّم ع���دد ص���االت ال��ع��رض وانتشاراً لها في مختلف ظهرت األفالم الناطقة في الثالثينيّات .اهتمّت الدولة بعد الجالء باإلنتاج المحافظات ،كما ظهر نجوم الشبّاك من السينمائيّ وظهر المزيد من الشركات ،أمثال “دريد ونهاد” و “إغراء” وساد ما سمّي منها شركة نزيه الشهبندر الذي أنتج عام بالسينما التجاريّة ،المعتمدة على مثل هؤالء 1948فلم “نور وظ�لام” وش��ارك فيه من النجوم للكوميديا واإلثارة ،كأفالم “غرام في ّ الممثلين :حكمت محسن ،أنور البابا ،سعد إستانبول” و “عقد اللولو” و “غوّ ار جيمس ّ الدين بقدونس ،وغيرهم .كذلك أنتجت شركة بوند” أو “حبّ وكاراتيه” مقابل قلة قليلة مثل “عرفان وجالق لإلنتاج الف ّني” في حلب فلم فلم “الفهد” من إخراج نبيل المالح ،الذي ح ّقق “عابر سبيل” من تمثيل نجيب السرّ اج وهيام المعادلة الصعبة ما بين الجماهيريّة والمقترح صالح وإخراج أحمد عرفان وأفالما ً قصيرة الف ّنيّ الفكريّ الجادّ. بدأت السينما تنحدر في الثمانينيّات ،أوّ الً من متنوعّة. مع بداية الخمسينيّات أسّست الدولة في ناحية الك ّم ،إذ ق ّل اإلنتاج ليصل إلى فلم واحد
سوري ،ولد في سلم ّية ،وتل ّقى شاعر وأديب ّ تعليمه فيها ث ّم في دمشق .كان فقره سببا ً في تركه المدرسة في سنّ مب ّكرة ،وكانت بيروت المح ّطة األساس ّية في حياته وإبداعه. عمل في الصحافة ،وكتب المسرح ّية والرواية. رواد قصيدة النثر .من دواوينه: وكان من ّ الفرح ليس مهنتي ،شرق عدن غرب هللا، سأخون وطني... من قصائد مح ّمد الماغوط ()2006 -1934 اخترنا: خليفة العصر ورع ّيته
من الفلم -انرتنت من فلم الفهد انرتنت – أحيانـا ً -في العـام ،واألدهى أنّ المؤســّسة ال تعرض الفلم إلاّ في المهرجانات مثل فلم “نجوم النهار” ألســامة محمّد ،وباتت تهمل تطوير صاالت العرض أو ح ّتى صيانتها، وتســنّ القوانين التي تخنق القطاع الخاصّ وتضّيق عليه ســبل اإلنتاج ،واضعة يدها على صناعة الســينما بالكامـل ،وتحوّ لت الســينما السوريّة إل��ى ما عُ��رف بسينما المهرجانات. تفاقمت األزمة في التسعينيّات ،لش ّح اإلنتاج أكثر ،وتف ّ شي الفساد – كما في جميع مناحي الحياة السوريّة – وسيطرة المؤسّسة العامّة عبر أسلوب سلطويّ لجعل األف�لام بوقا ً دعائ ّيا ً خارج ّيا ً للنظام وإدارة أمنيّة تصل ّ يمت إلى ح ّد استالم “محمّد األحمد” الذي ال
بصلة إلى السينما سوى أ ّنه يعتبر نفسه (ناقد سينمائيّ ) ويجرّ وراءه مل ّفا ً طويالً من الفساد والسطوة ،ويحارب السينمائيّين الحقيقيّين كالمخرج عمر أميرالي. في الوقت نفســه ،شــجّ ع النظام شركات اإلنتاج التلفزيونيّ ؛ لســهولة اســتخدامها ك��أداة دعائيّة تســوّ ق وت��ب��رّ ر ممارساته بســرعة ،ولم تعد الســينما الســوريّة ُتذكر، في الســنوات الخمــس األخيرة ،فقد غادر معظم المخرجين ،لكنّ ومضات تظهر من هنا وهناك ،في ظروف ال تسمح إلاّ بمحاوالت فرديّة تشبه ظهور زهرة في صحراء قاحلة، ربّما تب ّ شر بربيع.
ّ بشار فستق
من فوق دمشق
روح الشام ..الحلم واألمل غادرنا سورية إلاّ أ ّن سورية مل تغادرنا ارتفعت الطائرة محلّقة فوق مدينة دمشق القابعة فيها مدينتنا ..والفوضى.. لتظهر أشجار غوطتها ملوّ نة المدينة بأخضر والشوارع التي غاب جزء كبير من أشجار المشمش الذكيّة والتي لم أذق طعمها أه ّميّتها وعراقتها ورزحت المدينة تحت عبء اإلهمال والفساد.. منذ أن غادرت مدينتي قبل ثالثة أعوام. تلك المرّ ة األولى التي أطير فيها من دمشق ك��ان وال��دي يسمعني وينظر إليّ إلى ما كانت حينها تسمّى تشيكسلوفاكيا بطرف عينيّة صامتاً ..وبين الفينة لحضور زفاف خالتي ،وذلك قبل 35عاماً ..واألخرى يبتسم ابتسامة ساخرة م ّني وكانت تلك آخر مرّ ة أرى دمشق فيها مز ّنرة ومن مقارنتي الرعناء والسطحيّة.. باألخضر ..على العكس ممّا كانته آخرة ابتسامة لم أدرك كنهها إلاّ ّ متأخرة.. م��رّ ة حين غادرناها مرغمين مكرهين ..تركني فرحة بانجازي البسيط مدينة صفراء شاحبة ي ّتضح للعيان مدى بزيارة روما ،ولم يرد أن يفسد علّي تصحّ رها وجفافها ..ج ّففت لدرجة يصعب متعة زيارتي واكتشافي. إلاّ أ ّن���ن���ي معها تصديق أ ّنه قد يأتي يوم وب��ع��د سنوات وتهطل فيها قطرة ماء واحدة كان والدي يسمعين اكتشفت عمق لتروي المدينة.. بطرف ي إل وينظر ّ ما كانت تقوله تلك المدينة الممتدّة عبر ّ ال��ت��اري��خ.. م��ت��ج��ذرة في عينيّة صامتاً ..وبني ل��ي ع��ي��ن��اه ...دمشق العراقة والحضارة ..مدينة كانت نظراته انرتنت واألخرى الفينة ً ت��ق��ول ل���ي :يا عندما تغادرها تعرف تماما قيمتها وأه ّميّتها بين ك ّل دول يبتسم ابتسامة ساخرة م��س��ك��ي��ن��ة!!! وابتسامته تخبرني كم أنا العالم التي سبق وزرتها ً منيّ ومن مقارنيت جاهلة .أقول ذلك اآلن والسويد التي أقطنها حال ّيا ة ي والسطح الرعناء ّ ..ليست أل ّنها مدينتي ومنذ عام ونصف تقريباً.. ومن البديهي أن يحبّ قصص وقصص قد نرويها ّ ويرويها لنا بمتعة فائقة من سبق وزارها ولم اإلنسان المكان الذي ولد ونشأ فيه..ألنها حقيقة لم يكن هناك بديل عنها أو شبيه لها يستطع نسيانها.. حزينة ج ّداً من نفسي وعاتبة على روحي في العالم ..وأل ّنها فعالً أه ّم بأ ّنني لم أكن أعي قيمتها الحقيقيّة إلاّ منذ فترة وأعرق عاصمة زرتها قبل قصيرة نسب ّيا ً من عمري ..فبعد زيارتنا أنا وأثناء تلك السنوات الثالث وزوجي ثائر في عام 2000لروما عدت الماضية.. ً منها مدهوشة بجمالها وعراقتها وأصبحت أذك��ر كثيرا تجربة صديقنا في حالة مقارنة دائمة بين ك ّل مظاهر الحياة التونسيّ ال��ذي زار مدينتي في سورية وبين مظاهر الحياة في إيطاليا ..ألوّ ل م����رّ ة ..وص��ل إليها نسيت آن��ذاك أنّ مامرّ على سورية خالل وبرفقته زوجته في الساعة خمسين عاما ً من حكم عائلة األسد من إفساد الثالثة صباحاً ،ولم يرد أن وتدمير ممنهجين ومدروسين ق��ادوا فيها يوقظ أهل أصدقائه المقرّ ر أن يكون في ضيافتهم .فأخبر سورية إلى الخراب.. لم نكن ندرك حينها مدى سذاجتنا وبساطة س��ائ��ق التكسي أن يبحث تفكيرنا في تقديرنا للقيمة الحقيقة لما كان بين له عن فندق يقيما فيه تلك الليلة وحتى مطلع الصباح.. أيدينا ولم نحافظ عليه كالرجال..؟!!! أذكر بعد رحلتنا لروما ،ذهبت لزيارة والدي وتقريبا ً بحثا في ك ّل أنحاء الدمشقيّ المتمسّك ح ّتى هذه اللحظة بروح المدينة عن غرفة ولم يجدا المدينة العبق وجمالها وخصوصيتها وأنا ..إلى أن حسم السائق الموضوع وقال لهما أحدّثه عن روم��ا معجبة بجمالها وابّهتها دعوني أتصرّ ف ..وقادهما إلى بيته ..وأوقظ وتاريخيّتها ..وأن��ا أحدّثه عن سور روما زوجته وأخبرها بأنّ لديهما ضيوفا ً وعليها أن وعظمته والفارق الكبير بينه وبين سور تبدّل شراشف غرفة النوم والمخدّات ..وطلب دمشق ..وباب شرقي ..مبدية تأ ّففي من القذارة منها أن تحضر لهم أعظم فطور صباح..
newspaper@allsyrians.org
وقام هو أيضا ً باعداد نفس نرجيلة ..تناولوا جميع طعام اإلفطار ودخنا سويّة أروع نفس نررجيلة ..وقال لهما ابقيا في ضيافتي ماشاء لكما ..وتصبحا على خير .. كان صديقنا يروي حكايته مدهوشا ً ح ّتى بعد مرور سنوات وسنوات ..وقال لي إنّ ماجرى معه في سورية لم ولن يحدث مع أيّ سائح في
أيّة بقعة من العالم إلاّ في دمشق فقط.. وكما قال أحد األصدقاء ..غادرنا سورية إلاّ أنّ سورية لم تغادرنا.. عرفت ذلك عندما أن زرت مدينة 6أكتوبر في القاهرة ،والسائق يجول بي الحيّ بحثا ً
عن العنوان الذي كنت أنوي زيارته ..كانت الشوارع تغصّ ببائعي الفالفل والتسقية والزيت البلدي والزيتون واللبنة والزيت والزعتر والقشطة ..ورائحة الخبز(المر ّقد) ال��س��وريّ تمأل ال��ش��وارع بعبق سورية .. والجبنة البيضاء (آآآآآآآه عالجبنة البيضا.. ووج��ع��ي منها وياحسرتي عليها )..لم تكن ت���وازي ع��ن��دي ك ّل الجبنة الفرنسيّة بأنواعها ال!!600 سألت السائق هل كانت الشوارع تع ّج هكذا بالناس وبحركتهم ..قال لي كانت فارغة .السوريّون ملؤوها حركة ونشاطا ً واستثمارات ..بروحهم وحيويّتهم .. أين هم السوريّون اآلن؟! يملؤون العالم ..مشرّ دين.. مش ّتتين ..يتندّرون فيما بينهم وكلّما اجتمعوا على خصوصيّة بلدهم ..وجمال روح����ه ..ي��ن��دب��ون روح دمشق التي حرموا منها.. روح أهلها وحيويّتهم وإبداعهم .. سوريّتنا ..الحلم ... سوريّتنا ..األمل الضائع ..
ع ّزة البحرة
والعالم يدخل األلفيّة الثالثة عصر النور والتنوير أعلن للعالم أجمع وعلى مسامعكم بالذات: إ ّنني ض ّد العلم والمعرفة واألدب والفنّ والنور والتنوير وأ ّنني م��زوّ ر محتال دول��يّ ومعدوم الذمّة والرحمة والضمير وحرّ ضت األبناء على اآلب��اء واآلب��اء على األمّهات واألمّهات على األجداد وحلّلت الزنى واللواط والشذوذ بك ّل أنواعه وأوضاعه ح ّتى بين الحيوانات والطيور وشجّ عت الرشوة والفساد والتهريب والمتاجرة بالممنوعات وزراعة وتصنيع المخدرات ومضاعفة الضرائب والنهب والسلب والتنصّت والتجسّس والفتن الطائفيّة والقتل على الهويّة ورجم المحصّنات وتكريم الفاجرات وح��رّ م��ت الديمقراطيّة والحياة البرلمانيّة وكرّ ست اإلرهاب والتعيينات العشوائيّة وتزوير االنتخابات بنسبة 99و% 100 والديكتاتوريّة واألحكام العرفيّة والمقابر الجماعيّة والتعذيب الجسديّ والنفسيّ في ك ّل زمان ومكان وحرقت الحقول والبيادر والمؤسّسات العامّة والخاصّة وطاردت العمّال والفالحين والطلاّ ب والمعلّمين وباركت اإلقطاع والسفلة ّ وغطيت الشوارع والساحات بالقتلى واأل ّميّين والجرحى والمغتصبات وعرقلت المرور والنجدة واإلسعاف واإلطفاء وسمّمت اآلبار واألنهار والبحار والشواطئ ولوّ نت الهواء وحرقت الغابات وحفرت الحدائق والمالعب ّ والمتنزهات وأطلقت الفئران والجرذان والبوم والغربان في الشوارع والساحات ّ وساعدت على انتشار األوبئة وتفشي األمراض المعدية والقاتلة كاإليدز والطاعون والسفلس والسرطان ّ المحطات األرضية وفتحت الطريق أم��ام والفضائيّة لألفالم الهابطة واألغ��ان��ي الرخيصة واألخ��ط��اء اللغويّة والجغرافيّة والتاريخيّة وأ ّنني أصوم في رجب وأفطر في رمضان فما رأيكم دام عاركم يا كالب يا إمّعات يا زواحف يا حشرات!؟ الرعيّة :وهللا لو رأينا فيك اعوجاجا ً لقوّ مناه بسيوفنا! حوار األمواج ال أريد أن أكون قذراً وال مع ّقما ً فلك ّل من الحالتين تبعاتها. * في القرى يدعو األهل على الولد المشاكس أو قليل الهمّة: لتركض ورغيفك يركض ولم أكن أعرف أن رغيفي قد يدخل في سباق «دربي» الشهير * ً أحيانا الصمت أجمل موسيقا في العالم * أيّة أغنية تريدين؟ وعلى أيّ إيقاع؟ وليس عندي سوى نقرات أصابعي على قفا الصحون الفارغة وخوذ الشهداء المجهولين * أيّة رقصة تريدين؟ تانغو؟ قد أعديك بسعالي وزكامي فأنا ّ مدخن عتيق وفمي فوّ هة بركان * رقصة الغجر؟ قد أكشف سوء طالعك بقذف الودع بين األفاعي والعقارب ومسروقات العائلة اليوميّة * رقصة البحر؟ نحن وحيدان في زورق نجاة فلماذا نلفت أنظار البحر إلينا.
www.allsyrians.org
12
العدد 35
السنة الثانية
/ 11آب 2015/
مقامات
ّ لكل مقام مقال
«الهيباكوشا» ..يطوفون العالم على متن «السالم»
بدنا حنكي
سورية الخاوية.. سورية الـ «ال أحد»
مب ّكراً رفعت ميليشيات سلطة العصابة شعارها «األسد أو ال أحد» وتحديداً في تمّوز ،2000 رأيت تلك العبارة على يافطة كبيرة بيضاء ملّعقة بين عمودي كهرباء في مستديرة على مدخل طريق يودي بنا إلى مناطق شاليهات الشاطئ األزرق ورأس ابن هاني في الالذقيّة، عقب لغط حصل داخل األسرة الحاكمة(!) بين أنصار االبن وبقايا أنصار الع ّم المقيم في منفاه االختياريّ في «ماربيّا». كانت تلك أول��ى الرسائل إل��ى الشعب السوريّ الذي لم يُنظر له ّ قط إلاّ كقطيع يتعيّن عليه العمل بالسخرة في تلك المزرعة األسديّة الكبيرة المسمّاة «سورية األسد» مقابل ما يمنّ عليه سيّد المزرعة من نعمة الطعام واألمن المرهون بالصمت!. ال��ي��وم وبعد س��ن��وات خمس م��ن مسعى السوريّين لحرّ يّة ،ما ذاق��وا طعما ً لها ّ قط، ودفعوا ثمنا ً لها دماراً شامالً لبلدهم وتشريد
نصف شعبه ،واجتياح ال��ي��أس واالح��ب��اط النفوس أمام صمت المجتمع الدوليّ على أكبر جريمة ض ّد اإلنسانيّة في العصر الحديث، تنتشر جائحة الهجرة والفرار التماسا ً لمساحة آمنة ،وتلمّسا ً لمستقبل ما عاد متاحا ً تحت ركام بلد أريد له الدمار. آالف مؤلّفة من الشباب والعائالت تغادر تركيا يوم ّيا ً عبر منافذ بحريّة هي األقرب واألكثر أمانا ً لتكون منطلقا ً لرحلة تتعدّد فيها المسارب والسبل لك ّنها تنتهي بج ّنة مفترضة تمنح الالجىء إليها فرصة ليكون إنساناً. هي رحلة التشرّ د المديد في أصقاع األرض بحثا ً عن فرصة مستقبل لألبناء أريد لها أن تكون في أوطان بديلة عن وطنهم الذي تكالبت ّ الحق عليه الضباع الشرهة ومنع عن أهلوه في حماية أنفسهم من االفتراس. ال تلوموا هؤالء إن بحثوا عن فرصة في مساحات الحياة التي ضاقت كثيراً في وطنهم،
مخرج معارض ُيّتهم باإلرهاب
وس���������دّت أمامهم ك ّل منافذ العيش ال����ك����ري����م وس���ب���ل���ه.. ه��ي طبيعة اإلن����س����ان واألش����ي����اء والحياة. س��وري��ة ال��ت��ي ت��ك��اد ت������ك������ون خاوية ..هي س��وري��ة ال��ـ «ال أح���د» التي يريدها الطاغية إنْ نازعه أحد «ملكه»!.
بعد مرور 70عاماً ،سيظ ّل العالم يتذ ّكر القنبلتين الذرّ يتين اللتين ألقيتا على «هيروشيما» و «ناغازاكي» ،حين هدّد «هاري ترومان» الرئيس األميركيّ آنذاك ،أ ّنه في حال رفض اليابان االستسالم سيؤدّي ذلك إلى أن تقوم دول الحلفاء بمهاجمتها وتدمَّر القوّ ات المسلّحة اليابانيّة؛ لكنّ أحداً لم يكن يتو ّقع أن ُتلقى قنبلة ذريّة على اليابان. ُخلّد اسم «هيروشيما» كأوّ ل مدينة في العالم تتل ّقى قنبلة ذرّ يّة في تاريخ البشريّة ،إذ قُتل يوم 6آب عام 1945في التوّ نحو 70ألف إنسان ،وتضاعف العدد ليصل إلى 140ألفاً، ومسحت ج ّل مباني المدينة عن وجه األرض. بعده بـ 3أيّام ،أي في 9آب أُلقيت القنبلة الذرّ يّة الثانية على مدينة «ناغازاكي» ،لتقتل 80 ألفا ً من البشر ،وإنّ فاقت األولى بالقوّ ة التدميريّة ،إذ بلغ وزنها 4,6ط ّنا ً واسمها «الرجل البدين» ،فيما كان وزن األولى 4أطنان واسمها «الولد الصغير». زالت معالم المدينتين ،واختفت أشكال الحياة فيهما لسنوات طويلة ،إثر اإلشعاعات (أشعّة جامّا وغيرها) ،ودرجات الحرارة الهائلة (بلغت أكثر من 4آالف درجة سيلسيوس مئويّة). استسلمت اليابان بعد س ّتة أيّام (في الـ 15من آب) حسب شروط دول الحلفاء ،وتشير التقديرات إلى وفاة 200ألف إنسان ح ّتى عام ،1950بسرطانات -وغيرها من األمراض بسبب ما نتج عن اإلشعاعات الصادرة من القنبلتين.ووصل عدد الناجين -ولك ّنهم متضرّ رون على شكل تشوّ هات ناتجة عن اإلشعاعات بأنواعها -من القنبلتين الذرّ يّتين إلى 235,569إنساناً ،وأطلق عليهم تسمية «الهيباكوشا» ومعناها في اللغة اليابانيّة «الس ّكان المتضرّ رون من االنفجار» ،وأخذوا يزورون مدن العالم على متن سفينة أسموها «السالم» ،وهم يقومون بسرد قصص نجاتهم وينشرون الوعي حول خطورة استخدام السالح الذرّ يّ والنوويّ وأسلحة التدمير الشامل ،وخطر الحرب على الحياة البشريّة جمعاء. يحكي أحد «الهيباكوشا» واسمه «كيهيرو تاكاهاشي» أ ّنه كان في الرابعة عشر من عمره حين وقعت الكارثة ،فقد كان مع زمالئه في الصباح داخل مدرسته الثانوية والتي تقع على بعد 1,4كيلومتراً من موقع سقوط القنبلة الذريّة األولى ،وبأ ّنه ظ ّل يتل ّقى العالج لمدّة ثمانية عشر شهراً ،وحتى اليوم تنمو أظافره سوداء اللون. يصف «تاكا هاشي» ما جرى معه بالقول :كانت درجات الحرارة هائلة ،شعرت بأنّ ك ّل جزء من جسدي يحترق ،فألقيت بنفسي في النهر للتقليل من حدّة ما أشعر به ،ث ّم غادرت النهر متوجّ ها إلى منزلي على طول الس ّكة الحديديّة في المنطقة ،في الطريق وجدت صديقي «توكيجيور هاتا» ،كانت العضالت في جسده ظاهرة تماما ً في مشهد مخيف ،وقدماه أصيبتا بحروق بالغة ،حينها أدركت أ ّنني مصاب أيضا ً بحروق بالغة نتيجة االنفجار. ّ وال تزال سفينة «السالم» تطوف العالم مكمّلة مهمّتها ،في بث الوعي والتذكير بالمأساة. ومن فظائع تاريخ هذه الكارثة أنّ نتائجها كانت معروفة سلفا ً وبد ّقة ،من قِبل قوّ ات البحريّة األمريكيّة ،فقد تمّت تجربة القنبلتين في جزيرة «بيكيني» ،وعلم الفريق المسؤول أنّ تجاربه تطابقت وحصلت على النتائج المتو ّقعة ،واألكثر فظاعة أنّ احتفاالً أقامه المسؤولون عن تصنيع القنبلتين باسم « »Atomic Cakeأي الكعكة الذرّ يّة ،أطلقت دخانا ً مشابها ً في الشكل للدخان الصادر عن القنبلة الحقيقيّة!! يقال إنّ الطيار المساعد «روبرت لويس» الذي رمى القنبلة الذرّ يّة األولى على هيروشيما من الطائرة القاذفة األميركيّة ،B29صرخ حينها :يا إلهي ما هذا الذي فعلناه!؟ واليوم نذ ّكر العالم بأنّ عصابة األسد تستخدم أسلحة التدمير الشامل في قتل السوريّين.
حسيب م .عدي
غزوان قرنفل
جليدي «مص ّغر» سيضرب األرض عصر ّ
آخر خبر... مازن درويش حرّ اً لو لم أكن محاميا ً لوددت أن أكون محاميا ً كرمى لعين الزمالء مازن درويش ورزان زيتونة وماهر عبد القادر وأمين عبد اللطيف وإسماعيل سالمة والقائمة تطول..... من ّ حق كل سوريّ أن يفرح بحرّ يّة المحامي مازن درويش.
حممود محام ّ العز والصمود تقف بوجه زبداني ّ حذر علماء بريطانيّون من أنّ الشمس ستشهد بحلول 2030ظاهرة تسمّى «مينيموم دو دول طاغية مجرمة وبراميل قاتلة موندر» تؤدّي إلى انخفاض محسوس في دراجات الحرارة في األرض ،كما حدث ما بين وأنظمة فاسدة. عامي .1715-1645والحظ عالم الفلك «جون إدي» :أنّ عدد البقع الشمسيّة السوداء محمّد ابراهيم والمجال المغناطيسيّ للشمس آنذاك أدنى ممّا هي عليها اليوم سورية ك ّنا نقضي الصيف ك ّل سنة بالزبداني ،يا ما شايفة ميكرويات زبداني بلودان وزبداني مضايا بس زبداني القدس بصراحة بعمري ما شفته!
مثل المخرج السينمائيّ األوكرانيّ «أوليغ سينتسوف» للمحاكمة في مدينة «روستوف» في جنوب روسيا بتهمة التآمر لـ «شنّ أعمال إرهابيّة» في شبه جزيرة القرم. ويعتبر «سينستوف» 39عاما ً مخرج فيلم « « gamerعام ،2011أحد أه ّم الشخصيّات األوكرانيّة العديدة المحتجزة لدى روسيا ،والمعارضة لض ّم جزيرة القرم عام 2014
«إل جي» تطرح الهاتف الذكي «بيللو»2 ّ
الطعام المالح ال يسبّب العطش ت���وصّ���ل���ت دراسة حديثة ش��م��ل��ت 58 مشاركا ً ُ طلب ف���ي���ه���ا م��ن ا لمشا ر كين ت������������ذوّ ق م���ك���سّ���رات سكريّة وأخرى مملّحة ،إلى أنّ الطعام المالح ال يسبب بالضرورة العطش أو يدفعنا لتناول المزيد من المياه. ولفت الباحثون إلى أنّ زيادة استهالك األغذية المالحة قاد إلى زيادة في مجموع السعرات الحراريّة المستهلكة التي تقود للبدانة.
رئيس التحرير بسام يوسف َ
تعتزم ش��رك��ة «إل جي إلكترونكس» -ثاني أكبر منتج إلكترونيّات في كوريا الجنوبية -ط��رح هاتف ذك��يّ رخيص الثمن في األسواق العالميّة في وقت الحق من الشهر الحالي. ويعمل الهاتف بتكنولوجيا الجيل الثالث من شبكات ال��ه��ات��ف ال��م��ح��م��ول مع خصائص أقوى فيما يتعلّق بالتقاط ال��ص��ور الذاتيّة «سيلفي».
هيئة التحرير ّ بشار فستق -غزوان قرنفل ثائر موسى -عزّة البحرة
newspaper@allsyrians.org
إصالح «الفيفا» بيد كوفي عنان ط��ال��ب��ت م��ج��م��وع��ة م��ن النشطاء بإجراء إصالحات في اال ّتحاد ال��دول��ي ل��ك��رة ال��ق��دم (الفيفا) وإسناد المهمّة إلى كوفي عنان األمين ال��ع��ام ال��س��اب��ق لألمم المتحدة ع��ن طريق ت��ول��ي��ه رئ��اس��ة لجنة مستقلّة. ّ ور ّد عنان :إنه سيكون م��س��ت��ع�� ّداً لتل ّقي أيّ عرض رسميّ من داخل أسرة كرة القدم.
االخراج الفني
الموقع اإللكتروني
منير األيوبي
باسل العبداهلل
aber Sabeel
القدس ال تمرّ بالزبداني .أهلنا بالزبداني عملتو بأصلكم لمّا حويتوهم بحرب تمّوز ،واآلن هم عملو بأصلهم لمّا قصفوكم /#syriaمغرد أغنية «بشائر ال��ث��وّ ار» في سبع دقائق (فيديو) عن الزبداني: صار الثلج األبيض فيها ..أحمر من دم الشهداء ..أطفالها تبكي وتصرخ تصرخ من قصف الجبناء ..شبابها صاروا البركان يلي بيحرق الطغيان ..صمدوا ورفعوا علم الثورة.. علم ّ العزة واألبطال ..زبداني الغضب الدائم ..عم تزهر باألحرار..هلّت منها البشاير بشاير نصر الثوّ ار https://www.youtube.com/watch?v=pKuQ0jYQQyg
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org