34 كلنا سوريون العدد

Page 1

‫رمضان دير الزور‬

‫تؤرّخ‬ ‫مآسي‬ ‫شعبها‬ ‫غناء‬

‫ف��ل��م ع��ن حياة‬ ‫«ستيفن هوكينغ»‬ ‫بدون سورية‬

‫ص‪11‬‬

‫ص‪11‬‬

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي‬ ‫جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين سور ّي جامع‪ ،‬يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ /9‬متوز ‪2015 /‬‬

‫ص‪5‬‬

‫العدد ‪- 34 -‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫االفتتاحية‬

‫أزمة األحزاب‬ ‫والسلطة‬

‫عدسة عبد إدلب‬

‫ريف إدلب ‪ -‬خاص كلّنا سوريّون‬

‫المبادئ الدستورّية وأصول صياغة الدساتير‬

‫تثور انتقادات عديدة حول إسباغ األهميّة االستثنائيّة‬ ‫لموضوع صياغة الدستور ويقول المعترضون‪:‬‬ ‫إنّ جوهر الدستور هو الموضوع ال الشكل‪ ،‬واللغة‬ ‫البسيطة المعتادة كافية لكتابة دستور عصريّ يفي‬ ‫بالغرض‪.‬‬ ‫لكنّ التجارب العمليّة أثبتت خطأ هذا الكالم‪ ،‬ألنّ‬ ‫لصياغة الدستور أهميّة كبرى تتبدّى‪ :‬في ضرورة‬ ‫إنتاج تشريع متطوّ ر ي ّتسم بالوضوح والد ّقة والتناسق‪،‬‬ ‫ويكون مفهوما ً من العموم‪ ،‬سهل التفسير والتطبيق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ونظراً لسموّ النصّ الدستوريّ فإنّ صياغته تتطلب‬ ‫كتابة متأنيّة إلنتاج نصوص جامعة مانعة بعيدة عن‬ ‫الغموض قطعيّة الداللة‪ ،‬كما أنّ سالمة الجانب الشكليّ‬ ‫للدستور ينعكس على سالمة المضمون‪ ،‬ممّا يؤدّي‬ ‫لسهولة الفهم ويسر التطبيق‪.‬‬ ‫فما تعريف الصياغة؟‬ ‫هي عمليّة تحويل القيم المكوّ نة لمادّة الدستور إلى‬ ‫موا ّد دستوريّة صالحة للتنفيذ‪ ،‬وهي التي تحيل القاعدة‬ ‫القانونيّة من فكرة صماء إلى قاعدة تنبض بالحياة‬ ‫وتصلح للتطبيق العمليّ ‪.‬‬ ‫متطلّبات الصياغة الدستوريّة‪:‬‬ ‫تحرص الدول الحديثة على إعداد كوادر متخصّصة‬ ‫بالصياغة وكيفيّة بناء المادّة القانونيّة والدستوريّة‬ ‫والمراحل التي تمرّ بها والدة النصوص التشريعيّة‪ ،‬إنّ‬ ‫توفير الكوادر البشريّة المناسبة يعتبر تحدّيا ً تعاني منه‬ ‫الكثير من الدول مع انعدام مراكز األبحاث القانونيّة‬ ‫وقواعد البيانات المتكاملة لتشريعات الدولة‪.‬‬ ‫األساسيّات الهيكليّة للصياغة الدستوريّة‪:‬‬ ‫ويجب أن تشتمل على المفاصل الرئيسيّة التالية‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬أمر اإلصدار أو التكليف‪ :‬وهو مستند التفويض الذي‬ ‫يخوّ ل اللجنة كتابة الدستور سواء كان مرسوما ً رئاس ّيا ً‬ ‫أو تكليفا ً برلمان ّيا ً أو غير ذلك‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬الديباجة‪ :‬وهي المقدّمة التعريفيّة للدستور التي‬ ‫تحدّد أهدافه وأحكامه العامّة وتكتب غالبا ً على شكل‬ ‫سرد‪ ،‬وأحيانا ً على شكل فقرات‪.‬‬ ‫ج ‪-‬التعريفات‪ :‬إنّ من المجدي أن ترد في بداية الدستور‬ ‫تعريفات للمصطلحات األساسيّة التي سيتكرّ ر ورودها‬ ‫في النصّ ليكون المصطلح منضبطا ً ال يحتمل التأويل‪،‬‬ ‫ومفهوما ً ال يحتاج للتفسير وموجزاً يتالفى اإلطالة‪.‬‬ ‫د‪ -‬األحكام العامّة والموضوعيّة والختاميّة‪ :‬وهو مجمل‬ ‫الموا ّد الدستوريّة التي تش ّكل جسم الدستور‪.‬‬ ‫هـ ‪-‬التقسيمات الرئيسيّة والفرعيّة للفصول واألبواب‬ ‫والفقرات‪ :‬في الصياغة المنهجيّة يت ّم تحديد الطريقة‬ ‫التي ستتبع في تبويب وتصنيف موا ّد الدستور‪.‬‬ ‫و‪ -‬أحكام النفاذ والتطبيق‪ :‬لتحديد آجال التصويت على‬ ‫الدستور ومواعيد نفاذه وسريان أحكامه‪.‬‬ ‫صفات النصّ الدستوريّ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوضوح‪ :‬بحيث تؤدّي قراءة المادّة الدستوريّة دوما ً‬ ‫إلى نفس الفهم كائنا ً من كان القارئ‪ ،‬وعليه يفترض‬ ‫بلجنة الصياغة أن تتم ّتع بمهارات فائقة للتنبّؤ بالمعاني‬ ‫التي يمكن أن تخطر ببال القرّ اء بمختلف درجاتهم‪.‬‬ ‫إنّ سرّ نجاح لجان الصياغة يكمن بالمهارة بتركيب‬

‫الجملة التي ال تقبل إلاّ معنى واحداً هو الذي توافق‬ ‫عليه واضعو الوثيقة األولى‪.‬‬ ‫‪ -2‬االنسجام والمتانة‪:‬‬ ‫إنّ المادّة الدستوريّة الصالحة هي المتناسقة والخالية‬ ‫من التناقض والتكرار‪ ،‬فال يجوز مثالّ ورود مادّة‬ ‫دستوريّة تتناقض مع المبادئ الواردة بالديباجة‪ ،‬كما ال‬ ‫يجوز استعمال المصطلح بأماكن مختلفة للداللة على‬ ‫معان مختلفة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إنّ انسجام المادّة الدستوريّة يتطلّب الحذر من إدخال‬ ‫التغييرات على بعض األحكام بالمراحل األخيرة‪.‬‬ ‫لقد ثبت أنّ االستعانة بلجان عديدة للصياغة يؤدّي‬ ‫لسوء إنجاز العمل وانعدام التنسيق نظراً لتباين أساليب‬ ‫عمل ك ّل منهم‪.‬‬ ‫ومن أنجع الحلول لهذه المشكلة‪ :‬اللجوء إلى عدد‬ ‫صغير من خبراء الصياغة ومن ث ّم تكليف شخص‬ ‫واحد لكتابة الصياغة األخيرة لمشروع الدستور‪.‬‬ ‫القواعد اللغويّة للصياغة السليمة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يتمثل الهدف النهائيّ للصياغة الدستوريّة بإنتاج مادّة‬ ‫دستوريّة ت ّتصف بالتحديد والد ّقة واإليجاز والوضوح‪،‬‬ ‫ولع ّل القواعد اللغويّة التالية تساعد الصائغ لتحقيق‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫‪ -1‬تج ّنب األلفاظ الغامضة والملتبسة «حمّالة األوجه»‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحرص على استعمال الكلمة نفسها للمفهوم ذاته‪،‬‬ ‫والبحث عن الكلمة المختلفة للمفهوم المغاير‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإليجاز واالبتعاد عن اإلسهاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬تج ّنب العبارات اإلنشائيّة التي تتميّز باإلطناب‬ ‫واإلسهاب بالوصف والتقعّر اللغويّ المثير لاللتباس‪.‬‬ ‫‪ -5‬استخدام واو العطف وحرف «أو» بعناية فائقة‪.‬‬ ‫‪ -6‬استخدام الجمل القصيرة للمادّة التشريعيّة‪.‬‬ ‫‪ -7‬استخدام البنود بشكل واضح ومفهوم وعدم فتح‬ ‫أرقام للبنود الفرعيّة قبل االنتهاء من الترقيمات السابقة‬ ‫(ألنّ العرض المحكم مرهون بالتبويب السليم)‬ ‫‪ -8‬استخدام اإلثبات واالبتعاد عن النفي‪.‬‬ ‫‪ -9‬وضع المفهوم األكثر أهميّة بنهاية الجملة بشكل‬ ‫قاطع ال يترك مجاالً لالجتهاد‪.‬‬ ‫‪ -10‬إحكام عالمات الترقيم في مواضعها والترتيب‬ ‫المنطقيّ للتراتيب واستخدام الضمائر بعناية ود ّقة‪.‬‬ ‫‪ -11‬االلتزام بحرفيّة المصطلحات التشريعيّة بتوحيد‬ ‫المصطلحات التي تؤدّي نفس المعنى‪.‬‬ ‫‪ -12‬عدم اإلسراف بإيراد التعاريف‪.‬‬ ‫عيوب الصياغة اللغويّة في بناء الجملة القانونيّة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬استخدام الجمل الطويلة والتراكيب المع ّقدة التي تثير‬ ‫االلتباس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ازدحام الجملة بتراكيب متناقضة يصعب معها فهم‬ ‫أجزاء الجملة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التباعد بين أجزاء الجملة ألنّ األصل أن يكون‬ ‫الفعل متالزما ً مع الفاعل والصفة تالية للموصوف‪ ،‬أمّا‬ ‫التباعد فهو يؤدّي لضياع المعنى‪.‬‬ ‫د‪ -‬التكرار المعيب الذي يخ ّل برصانة التراكيب‪.‬‬ ‫العقبات التي تواجهها لجان الصياغة‪:‬‬ ‫‪ -1‬على لجنة الصياغة أن تكون على دراي��ة تامّة‬

‫بالمضامين الدستوريّة المتوافق عليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجب أن تتحدّد اآلليّة التي تتل ّقى بها لجنة الصياغة‬ ‫التعليمات والمضامين‪.‬‬ ‫‪ -3‬كثيراً ما تضطرّ لجان وضع الدستور إلدخال‬ ‫تعديالت اللحظات األخيرة إرض��اء لبعض القوى‬ ‫السياسيّة‪ ،‬لذا يتوجّ ب الحذر من التعديالت التي تدخل‬ ‫على مشروع الدستور في اللحظة األخيرة دون تروّ‬ ‫ممّا ّ‬ ‫يؤثر على تناسق الدستور وإمكانيّة نفاذه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحذر من خطر فقدان النسخة النهائيّة للوثيقة‬ ‫الدستوريّة أل ّنها المرجع لح ّل ك ّل خالف حول صحّ ة‬ ‫التعديالت المتوافق عليها‪.‬‬ ‫التزامات أعضاء لجنة الصياغة‪:‬‬ ‫إنّ مسؤوليّة ه��ؤالء ال تقتصر على شكل النصّ‬ ‫الدستوريّ فحسب‪ ،‬إ ّنما تتعدّى ذلك إلى الموضوع‪.‬‬ ‫كما أنّ اللجنة ملزمة بالتقيّد بحدود التوكيل الممنوح لهم‬ ‫وألاّ يتجاوزوا حدود التفويض‪.‬‬ ‫ومن نافلة القول التذكير بواجب العناية الفائقة بإنجاز‬ ‫عملهم وواجب السرّ يّة في العمل وعدم تسريب أيّة‬ ‫معلومة أثناء التنفيذ‪.‬‬ ‫آليّة عمل لجان الصياغة‪:‬‬ ‫تبنى هيكليّة الجمعيّة التأسيسيّة لوضع الدستور على‬ ‫أساس توزيع المهام بين اللجان الفرعيّة المتعدّدة بهدف‬ ‫التخصّص وتوزيع األعباء واختصار الزمن‪.‬‬ ‫وتختصّ ك ّل لجنة بأحد أبواب الدستور حيث تخرج‬ ‫بمقرّ راتها تباعاً‪ ،‬فتحيل هذه المقرّ رات إلى (أمانة‬ ‫السرّ العامّة)‪ .‬التي تتل ّقى المقرّ رات من كا ّفة اللجان‪،‬‬ ‫وتجمعها وتنسّق محتواها وتقوم بتسليمها إلى لجنة‬ ‫الصياغة‪.‬‬ ‫وتبدأ لجنة الصياغة بمعالجة هذه المقرّ رات وفق‬ ‫تقنيّات وآليّات الصياغة الفنيّة‪.‬‬ ‫وإنّ من المفيد في هذا السياق التذكير بما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ضرورة وجود بروتوكول «نظام داخليّ » ّ‬ ‫ينظم‬ ‫عمل هذه اللجان وفق قواعد دقيقة تحدّد حاالت ّ‬ ‫تدخل‬ ‫لجان الصياغة في عمل اللجان الفرعيّة وكيفيّة التعاطي‬ ‫مع المقترحات‪.‬‬ ‫ت‌‪ -‬إنّ أمانة السرّ العامّة هي المسؤولة عن حفظ‬ ‫المقرّ رات والمخرجات التي تتل ّقاها من اللجان الفرعيّة‬ ‫ومن واجبها االحتفاظ بنسخ عن هذه المقرّ رات ليت ّم‬ ‫الرجوع إليها في حال فقدان أيّ منها‪.‬‬ ‫ث‌‪ -‬إنّ من مقتضيات األص��ول الحديثة للصياغة‬ ‫القانونيّة االطالع على تجارب الدول الحديثة في كتابة‬ ‫دساتيرها وذلك مراعاة لالتجاه العالميّ الحاليّ في‬ ‫توحيد القوانين والمصطلحات العالميّة وليكون سياق‬ ‫الدستور منسجما ً مع القيم الواردة بالقوانين واالتفاقيّات‬ ‫الدوليّة‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اال ّتجاهات الحديثة في صياغة مشاريع القوانين ‪ -‬د‪ .‬محمود‬ ‫صبرة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬غموض النصوص الدستور ّية وتفسيرها – د‪ .‬أحمد ّ‬ ‫عزي‬ ‫النقشبندي‪.‬‬ ‫‪ – 3‬فنّ الصياغة القانون ّية ‪ -‬د‪ .‬عبد القادر الشيخلي‪.‬‬

‫احملامي أمحد صوّان‬

‫اهت ّم المجتمع السياسيّ والثقافيّ العربيّ بمفهوم الديمقراطيّة منذ‬ ‫فترة طويلة وشهدت المنابر الثقافيّة والسياسيّة جدالً واسعا ً حول‬ ‫صيغة الديمقراطيّة وأشكالها ومخاطرها وميّزاتها‪ ،‬وكيف يمكن‬ ‫تطبيقها في بالد ال يزال الدين يش ّكل جانبا ً كبيراً من بنيتها الثقافيّة‬ ‫واإليديولوجيّة‪ ،‬وذهب البعض إلى أكثر من ذلك فوصلوا إلى ح ّد‬ ‫وضع فهم للديموقراطيّة في بلداننا أق ّل ما يُقال فيه أ ّنه ال ديموقراطيّ ‪.‬‬ ‫جاءت االنتخابات التشريعيّة التي جرت في ‪ 26‬كانون األوّ ل ‪1991‬‬ ‫في الجزائر وفازت بها الجبهة اإلسالميّة لإلنقاذ بغالبيّة ساحقة وصلت‬ ‫إلى ‪ %82‬بـ ‪ 188‬مقعداً من أصل ‪ 231‬لتزيد من احتدام النقاش‬ ‫حول الديموقراطيّة‪ ،‬ال بل أدّت إلى تفجير واشتعال هذه الخالفات‪،‬‬ ‫وانتقل الخالف من حيّز نظريّ إلى حيّز الفعل المباشر‪ ،‬فأجهضت‬ ‫السلطات الجزائريّة نتائج االنتخابات وش ّنت الحرب على جبهة اإلنقاذ‬ ‫اإلسالميّة وزجّ ت بقادتها في السجن‪ ،‬ودخلت الجزائر في حرب‬ ‫داخليّة قضت على ما يقارب من ‪ 200‬ألف جزائريّ ‪ ،‬ث ّم تتالت‬ ‫التجارب ففازت حماس في االنتخابات الفلسطينيّة وت ّم على أثرها‬ ‫فصل ّ‬ ‫غزة عن الضفة الغربيّة ث ّم جاء فوز «اإلخوان المسلمين» في‬ ‫ّ‬ ‫مصر ليرد عليه «السيسي» بانقالبه‪.‬‬ ‫ثمّة أسئلة ال ب ّد من طرحها هنا وهو‪ :‬هل الحكم الدينيّ الشموليّ أش ّد‬ ‫خطراً على المجتمعات من الدكتاتوريّات الشموليّة العسكريّة؟‪ ،‬وكيف‬ ‫ينشأ الحكم الشموليّ أساساً؟‪ ،‬وهل تش ّكل المرجعيّة اإليديولوجيّة سببا ً‬ ‫كافيا ً لتحديد صيغة نمط هذا الحكم أو ذاك؟‬ ‫ألم تنتج اإليديولوجيا الماركسيّة أحزابا ً شموليّة ودكتاتوريّات فريدة‬ ‫من نوعها؟ ألم تنتج اإليديولوجيّة القوميّة أنظمة فاشيّة وديكتاتوريّة‬ ‫في دول عديدة من العالم ال تبدأ بالنازيّة وال تنتهي عند حافظ األسد‬ ‫أو صدّام حسين أو القذافيّ أو ‪..‬أو ‪..‬؟‬ ‫إنّ الديموقراطيّة ليست فكراً أو مصطلحا ً يمكن صياغة شكله‬ ‫وتفاصيله عبر الصيغ القانونيّة والدستوريّة فقط‪ ،‬إ ّنها حصيلة تفاعل‬ ‫الحياة الثقافيّة والسياسيّة واالجتماعيّة واالقتصاديّة وغيرها لمجتمع‬ ‫ما‪.‬‬ ‫ال تحترم ك ّل األحزاب السياسيّة‪ ،‬وعلى اختالف تلوّ نها في الوطن‬ ‫العربيّ ‪ ،‬الديموقراطيّة وربّما يص ّح القول‪ :‬إ ّنها لم تعرفها كما ينبغي‬ ‫لها في خصوصيّتها ‪ ،‬فالفعل السياسيّ في النخب السياسيّة العربيّة‬ ‫ينحصر في الوصول إلى السلطة وعدا ذلك فهو ليس سوى هزيمة‬ ‫بنظرها‪ ،‬وبال ّتالي فإنّ العمل على صياغة العمليّة الديموقراطيّة‬ ‫كوسيلة ونتيجة للعمليّة السياسيّة‪ ،‬ومن ث ّم الوصول إلى الحكم لم تكن‬ ‫إلاّ فكرة تقال في الحوارات والبرامج واإلعالم ‪ ،‬وال يُؤخذ بها ال في‬ ‫الحياة السياسيّة العامّة وال ح ّتى في الحياة الحزبيّة الداخليّة لألحزاب‬ ‫والتشكيالت السياسيّة‪.‬‬ ‫قد يفسّر هذا هشاشة ك ّل الصيغ الديموقراطيّة في حياتنا السياسيّة‪،‬‬ ‫وقد يفسّر أيضا ً فشل ك ّل التحالفات التي تض ّم أحزابا ً سياسيّة‪ ،‬وال‬ ‫يزال معظم العاملين في الحقل السياسيّ يعتقدون أنّ الهدف الوحيد‬ ‫لألحزاب‪ ،‬من وجهة نظرهم‪ ،‬هو الوصول إلى السلطة أوّ الً‪ ،‬ومن‬ ‫ث ّم يت ّم االنتقال لبناء المجتمع وفق مرجعيّتهم‪ ،‬وينسون أنّ بناء‬ ‫الديمقراطيّة وتكريسها هو المهمّة األولى للعمل السياسيّ وضمانة‬ ‫استمرارها الحقيقيّ وليس الشكليّ ‪ ،‬فليست الديموقراطيّة وجها ّ للسلطة‬ ‫ترسمه كما تشاء‪ ،‬إ ّنها تنظيم وضبط وتجليّات تفاعل الحياة السياسيّة‬ ‫وغير السياسيّة بين قوى المجتمع‪.‬‬ ‫ال يمكن إنتاج مجتمع ديموقراطيّ إلاّ بعمليّة ديموقراطيّة يبدأ دوران‬ ‫ّ‬ ‫يتمخض عن‬ ‫عجلتها من داخل المجتمع وتجلياته الثقافيّة والسياسيّة‪،‬‬ ‫هذا الدوران تعديل مفاهيم السياسة والثقافة لألفراد واألحزاب وفق‬ ‫حاجة المجتمع ودرجة تطوّ ره‪ ،‬هذا يدفع لتطوير العمل السياسيّ ‪،‬‬ ‫الذي سيدفع بدوره لتطوير مفاهيم جديدة‪ ،‬وهكذا تعاد صياغة عالقة‬ ‫األحزاب بالمجتمع وبالسياسة على ضوء التفاعل والتحاور لهذه‬ ‫المفاهيم وحواملها‪ ،‬هنا تصبح الديموقراطيّة مرآة تعكس مدى تطوّ ر‬ ‫العمليّة السياسيّة والثقافيّة واإلعالميّة واالقتصاديّة أليّ مجتمع‪.‬‬ ‫يمكننا أن نالحظ أنّ إنتاج الهيمنة والدكتاتوريّة لم تكن حكراً على‬ ‫األنظمة فقط‪ ،‬فغالبيّة مؤسّساتنا المدنيّة والدينيّة وأحزابنا السياسيّة‬ ‫على اختالف مرجعيّاتها اإليديولوجيّة تحمل نفس المرض‪ ،‬وبال ّتالي‬ ‫فالمشكلة إذاً تكمن في أنّ تعميم وتكريس ثقافة االستبداد واستفحالها‬ ‫هو الذي يؤدّي إلى نشوء النظم الشموليّة وليست هذه اإليديولوجيا أو‬ ‫تلك‪ ،‬هذا ال يعني انتفاء فعل اإليديولوجيا في صياغة ثقافة االستبداد‬ ‫أو في ظهورالنظم الشموليّة‪ ،‬لكنّ ما يحدّد مدى تأثيرها – أي‬ ‫اإليديولوجيا ‪ -‬هو مدى نضج أو قصوراألوجه األخرى في المجتمع‪.‬‬ ‫باختصار إنّ تب ّني األحزاب واألفراد أليّ شعار من شعارات االختالف‬ ‫والديموقراطيّة والمدنيّة والتعدديّة وغير ذلك من المصطلحات لن‬ ‫يكون إلاّ كالما ً في الهواء ما لم تبدأ في حياة المجتمع العاديّة تفاعالت‬ ‫التباين والتنافس واالختالف والصراع السلميّ بين ك ّل مظاهر الحياة‬ ‫السياسيّة واالجتماعيّة والثقافيّة واالقتصاديّة‪ ،‬في هذه المرحلة يمكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتحطم‬ ‫تحطم وانهيار اإليديولوجيّات والمقدّسات ومعهما‬ ‫لنا أن نشهد‬ ‫أيضا ً ثقافة االستبداد‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫البقاء لمن؟ والتم ّدد إلى أين؟‬

‫قصف ج ّوي‬

‫مجازر ارتكبها طيران النظام‬ ‫السوري في درعا وريفها‬ ‫ّ‬

‫مراجعة نتائج مكافحة اإلرهاب‬ ‫يف ‪ 29‬حزيران ‪ 2014‬أعلن التنظيم «دولة اخلالفة» ونيّته بإقامة «خالفة عامليّة»‬ ‫ث�لاث هجمات إره��اب��يّ��ة ُن�� ّف��ذت في شرطة السياحة والشرطة الوطنيّة‬ ‫نفس التوقيت تقريبا ً يوم الجمعة ‪ 26‬وقتلته‪ .‬بعد ذلك وصلت قوّ ات خاصّة‬ ‫حزيران ‪ ،2015‬في ك ّل من‪ :‬فرنسا وقوّ ات الجيش الوطنيّ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كانت حصيلة الهجوم ‪ 39‬قتيال بمن‬ ‫وتونس والكويت‪.‬‬ ‫األوّ ل ك��ان بقطع رأس الضحيّة فيهم المهاجم‪ ،‬و‪ 38‬جريحا ً غالبيّتهم‬ ‫على الطريقة «ال��داع��ش��يّ��ة» أمّ��ا يحملون الجنسيّة البريطانيّة‪.‬‬ ‫الثاني والثالث فقد أعلنت «داعش» في اليوم التالي‪ ،‬تب ّنى «داع��ش» أو‬ ‫ما يسمّى «تنظيم الدولة اإلسالميّة»‬ ‫مسؤوليّتها المباشرة عنهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫العمليّة وذكر أنّ منفذ الهجوم «داعشيّ »‬ ‫ّأوالً – «ياسين الصالحي» بال لقب‬ ‫العاشرة صباحاً‪ ،‬هاجم شخصان يل ّقب بـ «أب��ي يحيى القيرواني»‪.‬‬ ‫بسيّارة مصنعا ً للغاز بالقرب من مدينة من جهتها كشفت السلطات التونسيّة‬ ‫«ليون» جنوب شرق فرنسا‪ ،‬وسُمع بعد ساعات من الهجوم أنّ المهاجم‬ ‫دوي انفجارات‪ .‬فقد قُتل شخص بعد هو «سيف الدين الرزقي» تونسيّ‬ ‫الجنسيّة‪ ،‬مواليد‬ ‫قطع رأس��ه وأصيب‬ ‫‪ ،1992‬خ��رّ ي��ج‬ ‫اث��ن��ا ع��ش��ر شخصا ً‬ ‫اإلدارة األمريكيّة‬ ‫جامعة القيروان‬ ‫آخ���ري���ن ب���ج���روح‪.‬‬ ‫ب���اخ���ت���ص���اص‬ ‫وذك������رت م��ص��ادر تصدر تعليمات‬ ‫إل��ك��ت��رون��يّ��ات‪ ،‬ال‬ ‫إع�لام��يّ��ة أنّ‬ ‫أح��د لسفاراتها‬ ‫سوابق عدليّة له‪،‬‬ ‫المشتبه بهما بارتكاب‬ ‫وق���د ع��م��ل سابقا ً‬ ‫الهجوم وجريمة الذبح وقنصليّاتها‬ ‫ف��ي تلك المنطقة‬ ‫كان يعمل موظفا ً‬ ‫لدى مبراجعة‬ ‫السياحيّة‪ ،‬أي أنهّ‬ ‫الشخص الذي فُصل‬ ‫يعرفها تماماً‪.‬‬ ‫رأسه عن جسده والذي إجراءاتها األمنيّة‬ ‫ك���ان يمتلك شركة‬ ‫ثالثا ً –»الق ّباع»‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫فور‬ ‫للنقل‪ .‬وك��ان ال��رأس‬ ‫ال��م��ل�� ّق��ب‪« :‬أب���و‬ ‫قد وج��د معلّقا ً على‬ ‫وحد»‬ ‫سليمان ال ُم ِّ‬ ‫أحد أعمدة الكهرباء‪ .‬وصف الرئيس‬ ‫أثناء أداء صالة الجمعة‪ ،‬أي الثانية‬ ‫الفرنسيّ «فرانسوا هوالند» الحدث عشرة تقريباً‪ ،‬فجّ ر انتحاريّ نفسه‬ ‫ّ‬ ‫بأنه هجوم «إرهابيّ »‪ .‬وعُرف فيما داخل مسجد «اإلم��ام الصادق» في‬ ‫ّ‬ ‫بعد أنّ منفذ الهجوم فرنسيّ الجنسيّة «الكويت» العاصمة‪ .‬ما أدّى إلى‬ ‫يدعى «ياسين الصالحي»‪ ،‬الذي ال مقتل ‪ 28‬شخصا ً بمن فيهم االنتحاريّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يزال متواريا عن األنظار حتى كتابة وجرح ما ال يق ّل ‪ 227‬آخرين‪ ،‬أكثرهم‬ ‫هذه الكلمات‪.‬‬ ‫من الكويتيّين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثانيا ً – «ال��رزق��ي» الملقب‪« :‬أبو أعلن «داع���ش» قبل أق�� ّل م��ن ‪24‬‬ ‫القيرواني»‬ ‫يحيى‬ ‫ساعة مسؤوليّته عن العمليّة‪ ،‬وأنّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫في الثانية عشر ظهرا‪ ،‬دخل رجل من قام بالتفجير يلقب بـ «أبي سليمان‬ ‫شاطئ فندق «إمبلاير مرحبا» في المُوحِّ د»‪ .‬بينما كشفت وزارة الداخليّة‬ ‫المنطقة السياحيّة في مدينة «سوسة» الكويتيّة أنّ االنتحاريّ يدعى «فهد‬ ‫التونسيّة‪ ،‬جلس تحت شمسيّة على ال��ق��بّ��اع» مواليد ‪ 1992‬س��ع��وديّ‬ ‫شاطئ كان فيه نحو ‪ 250‬سائحاً‪ .‬قام الجنسيّة‪ ،‬وأ ّن���ه وص��ل ق��ادم��ا ً من‬ ‫بإطالق النار عليهم‪ ،‬وب��دؤوا بالعدو السعوديّة عن طريق مطار الكويت‬ ‫با ّتجاه المبنى‪ .‬رمى قنبلة يدويّة‪ ،‬لحق فجر يوم العمليّة االنتحاريّة‪.‬‬ ‫بهم عبر المسبح وهو يطلق النار ث ّم اعتقلت السلطات الكويتيّة ثالثة ممن‬ ‫عبر البهو وموقف السيّارات‪ ،‬ح ّتى شاركوا في العمليّة‪ ،‬وهم سائق السيّارة‬ ‫خرج من الباب األماميّ ‪ .‬هنا وصلت التي أوصلت «القبّاع» إلى المسجد‬

‫وص���اح���ب���ه���ا‪،‬‬ ‫وم��ال��ك البيت‬ ‫ال����ذي استقبل‬ ‫االن���ت���ح���اريّ ‪،‬‬ ‫وهم جميعا ً من المقيمين بصورة غير‬ ‫قانونيّة (بدون)‪ ،‬كما كشفت التحقيقات‬ ‫أنّ الحزام الناسف وص��ل ب��رّ اً من‬ ‫السعوديّة‪.‬‬

‫التنظيم‪ :‬المل ّقب بـ «الدولة»‬

‫صحيح أنّ م��ا يحدث ف��ي سورية‬ ‫ك��� ّل ي���وم‪ ،‬وع��ل��ى م���دى أك��ث��ر من‬ ‫خمس س��ن��وات‪ ،‬أفظع ممّا حصل‬ ‫ي��وم «الجمعة األس���ود» كما أطلق‬ ‫ّ‬ ‫التوزع‬ ‫عليه اإلعالم الفرنسيّ ‪ ،‬لكنّ‬ ‫الجغرافيّ الواسع للعمليّات ضمن‬ ‫دول تعتبر مستقرّ ة نسب ّياً‪ ،‬وتقارب‬ ‫توقيت الهجوم فيما بينها‪ ،‬كذلك انفجار‬ ‫الوضع األمنيّ في مصر واغتيال‬ ‫ّ‬ ‫مفخخة‪ ،‬وما‬ ‫النائب العا ّم بسيّارة‬ ‫تبعه‪ ،‬ك ّل ذلك أعطى أهمّية استثنائيّة‬ ‫كناقوس خطر عالميّ ‪ ،‬جعل اإلدارة‬ ‫األمريكيّة تصدر تعليمات لسفاراتها‬ ‫وقنصليّاتها بمراجعة إجراءاتها األمنيّة‬ ‫فوراً‪ ،‬كما ج ّل الدول األورو ّبيّة التي‬ ‫أعلنت تغيّرات هامّة تبدأ من أبسط‬ ‫اإلج���راءات األمنيّة لتصل إلى سنّ‬ ‫قوانين واستحداث تشريعات لدرء‬ ‫انتشار العمليّات اإلرهابيّة ووصولها‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫ذلك ما حصل في ذكرى مرور سنة‬ ‫على إعالن «دولة الخالفة» فما هي‬ ‫هذه الدولة؟ ومن هو هذا التنظيم؟‬ ‫تعرّ ف موسوعة «ويكيبيديا» تنظيم‬ ‫«الدولة اإلسالميّة في العراق والشام»‬ ‫المعروف إعالم ّيا ً باسم «داع��ش»‬ ‫ب��أ ّن��ه‪« :‬تنظيم إره��اب��يّ مسلّح يتبع‬ ‫األف��ك��ار السلفيّة الجهاديّة‪ .‬يهدف‬ ‫أعضاؤه ‪ -‬حسب اعتقادهم ‪ -‬إلى إعادة‬ ‫الخالفة اإلسالميّة وتطبيق الشريعة»‪.‬‬ ‫لكنّ التنظيم غيّر اسمه منذ تأسيسه عام‬ ‫‪1999‬مرّ ات عدّة‪:‬‬ ‫فقد ظهر التنظيم تحت اسم جماعة‬ ‫«التوحيد والجهاد» في أيلول‪،2003‬‬ ‫تحت قيادة «الزرقاوي»‪ ،‬الذي بايع‬ ‫«ابن الدن»‪ ،‬وأعلن في تشرين األوّ ل‬ ‫‪ 2006‬االندماج مع تنظيمات أخرى‬

‫عاشت مدينة «طفس» يف ريف درعا الغرب ّي ليلة مرعبة يف‬ ‫الثاني من الشهر اجلاري‬ ‫باسم‪« :‬دول��ة ال��ع��راق اإلسالميّة»‬ ‫وحين توسّع إلى سورية ربيع ‪2013‬‬ ‫تب ّنى اس��م «ال��دول��ة اإلس�لام��يّ��ة في‬ ‫العراق والشام»‪ .‬بزعامة «الخليفة أبو‬ ‫بكر البغدادي»‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 29‬ح��زي��ران ‪ 2014‬أعلن‬ ‫التنظيم «دولة الخالفة» ونيّته إقامة‬ ‫«خالفة عالميّة»‪ ،‬لذا يمكن تسميته‬ ‫«دخ» أو «دخ����ع»‪ ،‬ل��ك��نّ تسمية‬ ‫«داعش» شاعت‪ ،‬وصار يُطلق على‬ ‫المنتمين إليه اسم «دواعش»‪ ،‬وينتشر‬ ‫بشكل رئيسيّ في سورية والعراق‪،‬‬ ‫كما يوجد ‪ -‬بنسب متفاوتة ‪ -‬في‬ ‫مناطق من دول أخ��رى مثل‪ :‬اليمن‬ ‫وليبيا ومصر والصومال ونيجيريا‬ ‫وباكستان وغيرها‪.‬‬

‫«باقية وتتمدّد» أين؟‬

‫نشيد التنظيم «أمّتي قد الح فجر» أمّا‬ ‫شعاره فهو «باقية وتتمدّد»‪ ،‬فهل يعني‬ ‫هذا «البقاء» أن يُقتل من ال يُؤيّدها؟‬ ‫وأنّ «التمدّد» سيطبّق بوجودها في‬ ‫أيّ��ة بقعة من العالم لتزرع الموت‬ ‫بانتحاريّيها؟‬ ‫لقد ثبُت أنّ «مكافحة اإلرهاب» الذي‬ ‫ت ّتخذه الواليات الم ّتحدة وحلفاؤها‬ ‫ّ‬ ‫التدخل‬ ‫ش��ع��اراً‪ ،‬ويمارسون تحته‬ ‫فيما يرونه صوابا ً أو مصلحة‪ ،‬ال‬ ‫يُجدي‪ ،‬بل ويعطي مفعوالً معاكساً‪،‬‬ ‫فمنذ العام ‪ 2001‬حين شنّ الجيش‬ ‫األمريكيّ والجيش البريطانيّ حربا ً‬ ‫على أفغانستان‪ ،‬كر ّد على هجمات ‪11‬‬ ‫أيلول من نفس العام‪ ،‬مروراً باحتالل‬ ‫العراق ‪ ،2003‬واليوم في سورية‬ ‫والعراق بضربات جوّ يّة ودعم انتقائيّ‬ ‫لميليشيات على األرض‪ ،‬لم تفلح هذه‬ ‫التدخالت إلاّ في زيادة تف ّ‬ ‫ّ‬ ‫شي التطرّ ف‬ ‫واستشراس تنظيماته وتوسّعها جغراف ّيا ً‬ ‫وبشر ّياً‪ ،‬كما وجدنا في الكويت وتونس‬ ‫وفرنسا‪ ،‬إضافة إلى سورية والعراق‪،‬‬ ‫وال أحد يعرف إلى أين سيتمدّد غداً!‬ ‫واآلن من سيعترف بفشله في «مكافحة‬ ‫اإلرهاب»‪ ،‬ح ّتى يبدأ ح ّل حقيقيّ ؟‬ ‫عبد اهلل منديل‬

‫”طق البراغي”‬

‫المافيوي‬ ‫العمل‬ ‫ّ‬ ‫أوّ ل ما يتــوارد إل��ى األذه���ان عند لـفظ كلمـة‬ ‫«مافيــا» هو األســــلحة والمخـدّرات وما ـنراها‬ ‫من المــافيــات الروســيّة ضمـن األفــالم األمريكيّــة‬ ‫الهوليووديّــة‪.‬‬ ‫إلاّ أنّ العمل المافيويّ ليس حكراً على طبقة من‬ ‫المجرمين ومدمني المخدّرات‪ ،‬بل لها فروع وأشكال‬ ‫وإن ص ّح القول فلها مدارس‪ ،‬أينما توجّ هت ضمن‬ ‫الحياة العمليّة ستجد المافيات حولك‪ ،‬يضعون لك‬ ‫العصيّ في الدواليب إن لم تعجبهم‪ ،‬وإن عادوك‪،‬‬ ‫يمكنك أن تعتبر نفسك منبوذاً تماما ً وال أمل لك في‬ ‫النجاح ضمن الوسط المتعلّق بهم‪ ،‬وتيقن أ ّنك ستبلغ‬ ‫المجد إن عرفت كيف تصادقهم وكيف تقدّم لهم‬ ‫الخدمات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫هذا األمر ليــس متعلقا بفئة اجتماعيّة معيّنة أو‬ ‫بمــستوى ثقافيّ أو تعليميّ محددّ‪ ،‬بالعكس تماما ً‬ ‫ضمن الفئات األكثر ثقافة ومقدرة على التفكير‪ ،‬تأخذ‬ ‫اللعبة خبثا ً أكبر وأساليب جديدة وماكرة أكثر للعرقلة‬ ‫والنبذ‪.‬‬ ‫ولكن كيف تتمظهر هذه المافيات؟‬ ‫عالوات وترقيات وبأدنى األحوال التسيّب في الدوام‬ ‫أين نجدها؟‬ ‫دون محاسبة‪.‬‬ ‫وما هي أساليبها؟‬ ‫هي موجودة في ك ّل مكان‪ ،‬في المدرسة‪ ،‬سواء بين أمّا في الجمعيّات اإلنسانيّة حيث يعتبر العمل تطوّ ع ّيا ً‬ ‫الطلبة أو المدرّ سين‪ ،‬ضمن المؤسّسات الحكوميّة‪ ،‬فيأتي العمل ضمن المحسوبيّات فك ٌّل يقوم بإحاطة‬ ‫نفسه بأصدقائه أو تكوين صداقات‬ ‫ضمن الجامعات‪ ،‬أيضا ً كطلبة‬ ‫مع من يتقاسمون ذات األه��داف‪،‬‬ ‫وأعضاء هيئة تدريسيّة‪ ،‬ضمن‬ ‫المنظمات والجمعيّات التي تعنى اجلمعيّات‬ ‫ّ‬ ‫لتقاسم «كعكة» التمويل ال��ذي‬ ‫يحصلون عليه‪ ،‬وإع��ط��اء الجمل‬ ‫ب��ش��ؤون اإلن��س��ان س��واء أكانت اإلنسانيّة حيث‬ ‫أذنه‪.‬‬ ‫متخصّصة ف��ي م��ج��ال م��ح��دّد‬ ‫كالمرأة والطفل‪ ،‬أو كانت تعنى يعترب العمل تطوّعيّاً‬ ‫ليس بالضرورة أن تقتصر بين‬ ‫األص��دق��اء فالمصلحة تقع فوق‬ ‫بالفقراء‪ ،‬نجدها ضمن الطبقة فيأتي العمل ضمن‬ ‫أيّ��ة شكل م��ن أش��ك��ال العواطف‬ ‫الغنيّة كما الطبقة الفقيرة‬ ‫والطبقات احملسوبيّات ٌّ‬ ‫فكل‬ ‫والعالقات‪ ،‬فحليف اليوم قد يصبح‬ ‫المتوسّطة‪ ،‬ولك ّنها ال تأخذ اسم‬ ‫عدوّ الغد‪ ،‬والعكس بالعكس‪ .‬فرغم‬ ‫«مافيا» لها تسميات مختلفة‪ ،‬منها يقوم بإحاطة نفسه‬ ‫مظاهر التآلف بين «الفريق»‬ ‫الشلليّة أو التكتالت أو التحالفات‬ ‫بأصدقائه‬ ‫ال يخلو عقل ك ّل واحد منهم على‬ ‫أو التحزبات إلخ‪..‬‬ ‫شكوك ا ّتجاه اآلخر ومخاوف منه‪،‬‬ ‫فضمن المؤسّسات س��واء كانت‬ ‫وخطط لإليقاع به‪.‬‬ ‫قطاع عا ّم أو خاصّ ‪ ،‬نجد التكتالت‬ ‫بين األفراد لخدمة بعضهم وتقاسم ما يقدرون عليه‪ ،‬من الجدير تبيانه‪ ،‬أنّ هذه المافيويّة ال تبنى لغاية مادّية‬ ‫أو تكتالت للتقرّ ب من المدير والحصول على بالضرورة‪ ،‬وكمثال بسيط الهيئات اإلداريّة الطالبيّة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫درعا ‪ -‬انرتنت‬ ‫أربع مجازر مروّ عة ارتكبتها مقاتالت النظام السوريّ في ريف‬ ‫درعا خالل العشرة أيّام الماضية‪ ،‬راح ضحيّتها ح ّتى اللحظة أكثر‬ ‫من ‪ 30‬شهيداً وأكثر من ‪ 200‬جريحا ً وشهدت بلدة صيدا في ريف‬ ‫درعا الشرقيّ مجزرتين‪:‬‬ ‫األولى ليلة األحد عندما استهدفت البلدة ليالً بالبراميل المتفجّ رة‪،‬‬ ‫استشهد على إثرها ‪ 6‬أشخاص من بينهم امرأتان وطبيب وسقوط‬ ‫عدد من الجرحى إصابتهم خطرة‪ ،‬ما يرجح ارتفاع عدد شهداء‬ ‫في األيّام القادمة‪ ،‬وأمّا المجزرة الثانية كانت ظهر يوم األربعاء‬ ‫األوّ ل من الشهر الجاري‪ ،‬عندما استهدفت المقاتالت الحربيّة السوق‬ ‫الرئيسيّ في البلدة بصاروخين فراغيّين‪ ،‬وقال «جهاد محاميد» مدير‬ ‫الدفاع المدنيّ السوريّ ‪ :‬إنّ عدد الضحايا وصل إلى ‪ 15‬شهيداً وأكثر‬ ‫من ‪ 30‬جريحا ً إصاباتهم خطرة‪ ،‬مشيراً إلى أنّ المقاتلة استهدفت‬ ‫ثان أثناء عمليّة اإلنقاذ‪،‬‬ ‫عناصر الدفاع المدنيّ واألهالي بصاروخ ٍ‬ ‫أدّى إلى إصابة‬ ‫األم����ر ال��ذي‬ ‫الدفاع‬ ‫ع��ن��ص��ر من‬ ‫المدنيّ‬ ‫وآخ��ري��ن من‬ ‫ال�����س�����وريّ‬ ‫إ ّن عدد‬ ‫باإلضافة إلى‬ ‫ال��م��دن��يّ��ي��ن‪،‬‬ ‫الضحايا وصل‬ ‫طواقم اإلخالء‬ ‫صعوبة عمل‬ ‫إىل ‪ 15‬شهيداً‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫م����ن ج�����رّ اء‬ ‫المحاميد‬ ‫وأض�������اف‬ ‫أنّ‬ ‫وأكثر من‬ ‫ف������ي ري����ف‬ ‫بلدة «الطيبة»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أي��ض��ا كانت‬ ‫درعا الشرقيّ‬ ‫‪ 30‬جرحيا‬ ‫م���ع م��ج��زرة‬ ‫ع��ل��ى م��وع��د‬ ‫إصاباتهم‬ ‫ع�����ن�����دم�����ا‬ ‫هي األخ��رى‪،‬‬ ‫البلدة بالبراميل‬ ‫اس��� ُت���ه���دف���ت‬ ‫خطرة‬ ‫ال���م���ق���ات�ل�ات‬ ‫المتفجّ رة من‬ ‫التابعة للنظام‬ ‫ال��م��روح��يّ��ة‬ ‫السوريّ ‪ ،‬أسفرت عن سقوط ‪ 7‬شهداء من أسرة واحدة نزحت من‬ ‫درعا البلد إلى البلدة‪ ،‬باإلضافة إلى سقوط أكثر من عشرة جرحى‬ ‫إصابتهم خطرة‪.‬‬ ‫وعاشت مدينة «طفس» في ريف درعا الغربيّ ليلة مرعبة في‬ ‫الثاني من الشهر الجاري‪ ،‬عندما استهدف المدينة من قبل الطائرات‬ ‫المروحيّة بثالثة براميل متفجّ رة حيث استشهد نتيجة لذلك ‪ 7‬أشخاص‬ ‫وجرح ما يقارب ‪ 50‬شخصاً‪.‬‬ ‫ويوضح «المحاميد» سبب ارتفاع شهداء المدينة قائالً‪ :‬إنّ البراميل‬ ‫ّ‬ ‫المكتظة‪ ،‬حيث‬ ‫سقطت على عيادة أحد األطبّاء في أحد األحياء‬ ‫تحضن المدينة أعداداً كبيرة من النازحين من مدينة درعا وريفها‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى نازحين من مدن سوريّة أخرى‪ ،‬خاصّة من ريف‬ ‫دمشق‪ ،‬الفتا ً إلى أنّ النساء واألطفال ش ّكلن النسبة العظمى من‬ ‫الضحايا والجرحى‪ .‬وأشار المحاميد إلى أنّ «النظام السوريّ يشنّ‬ ‫حملة شرسة على مدينة درعا وريفها منذ عدّة أيّام‪ ،‬أسفرت عن‬ ‫ارتكاب مقاتالت النظام لعدد من المجازر‪ ،‬فيما ش ّكلت المستشفيات‬ ‫الميدانيّة والمراكز الط ّبيّة والتجمّعات البشريّة من أسواق وأفران‬ ‫الهدف الرئيسيّ للمقاتالت الحربيّة والمروحيّة‪.‬‬ ‫وكان شهر حزيران الماضي قد شهد وقوع مجزرتين مروّ عتين‪،‬‬ ‫درعا ‪ -‬انرتنت‬

‫ضمن الجامعة‪ ،‬فالتكتالت والتحالفات‪ ،‬فالمقاتالت‬ ‫والمشاجرات وما يسمّى بـ»طق البراغي» كانت‬ ‫تجري على ق��دم وس��اق في الفترات التي تسبق‬ ‫انتخابات الهيئات اإلداريّة‪ ،‬فالمؤامرات التي كانت‬ ‫تت ّم بين أصحاب التكتل الواحد ض ّد الطرف اآلخر‬ ‫أحيان كثيرة يمكن القول إ ّنها‬ ‫كانت تجري بخبث في‬ ‫ٍ‬ ‫ال تليق بشريحة متعلّمة كطالب الجامعة‪ ،‬علما ً أ ّنهم ال‬ ‫يتقاضون مرتبا ً أو أجوراً ماديّة على عملها‪ ،‬هي فقط‬ ‫مناصب وتكوين عالقات مع المسؤولين الجامعيّين‬ ‫والدكاترة والمعيدين‪ ،‬فلربّما يحصلون على بضع‬ ‫عالمات إضافيّة في بعض المواد‪.‬‬ ‫هذه التكتــالت والمصــالح والمؤامــرات أكــثر‬ ‫ما يميّز بين عالقــات الطفــولة والمراهقــة وبين‬ ‫عالقــات الكبــار والعمــل‪ ،‬فاألولى تكــون عالقات‬ ‫عاطفيّــة يحكمهــا الــحبّ واألخ��ي��رة يحكمهــا‬ ‫المصــالح وتتبــدّل بتــبدّل المصلحــة واألهــداف‪،‬‬ ‫فتتــحوّ ل العالقــات اإلنســـانيّة بين الكـبــار إلى‬ ‫دوّ امــة من المؤامــرات والمجامالت وتبــادل‬ ‫المصالح والفوائد التي ال تمّت بالعواطف اإلنسانيّة‬ ‫بصلة‪.‬‬ ‫ميساء علوش‬

‫عندما استهدفت الطائرات الحربيّة ساحة أحد المساجد في بلدة‬ ‫«الغريّة الشرقيّة» متزامنا مع خروج األطفال من درس لتحفيظ‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬أسفرت عن سقوط ‪ 23‬شهيداً منهم ‪ 21‬طفالً لم‬ ‫تتجاوز أعمارهم ‪ 15‬عاماً‪ ،‬ومن بين الضحايا ‪ 13‬طفالً من أسرة‬ ‫واحدة‪ ،‬أمّا المجزرة الثانية فكانت في بلدة «نصيب» الحدوديّة مع‬ ‫األردنّ عندما استهدفت البلدة ليال بحاوية متفجّ رة تزن ‪ 500‬كيلو‬ ‫غرام من المتفجّ رات‪ ،‬أدّت إلى استشهاد أسرة بكاملها مكوّ نة من‬ ‫الوالدين وخمسة أطفال أخرجوا من تحت الركام بصعوبة بالغة فيما‬ ‫ُدمّر حيّ بكامله من جرّ اء الحاوية‬

‫درعا ‪ -‬سارة احلوراني‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫‪3‬‬

‫السنة الثانية‬

‫“النص الكامل‪ ،‬غير المن ّقح وغير المراقب للمقابلة”‬ ‫ّ‬

‫ياسني احلاج صاحل‬ ‫علي ديوب‬

‫قراءة في أفكار ياسين الحاج صالح‬ ‫منطق املؤامرة االتّهام ّي‬ ‫نظراً للسلطة الرمزيّة التي اكتسبها ياسين‬ ‫الحاج صالح ‪ -‬الكاتب والمعارض والسجين‬ ‫السياسيّ سابقا ً ‪ -‬في أوس��اط جيل الثورة‬ ‫السوريّة‪ ،‬كان يفترض أن يواكب نتاجه‪،‬‬ ‫بسجاالت نقديّة‪ ،‬تستخرج منه النافع‪ ،‬وتطرح‬ ‫النافل‪ ،‬وتعيد التأمّل في إشكاليّاته الجديدة‪ ،‬ال‬ ‫أن يحاط برهط من المحتفين بما ينتجه على‬ ‫طريقة حفالت توقيع الكتب‪ ،‬ليفرض سوراً‬ ‫رمز ّيا ً أمام الرأي المختلف ويش ّكل زحاماً‪،‬‬ ‫وتركيزاً للضوء على بقعة واحدة‪ ،‬وسط هالة‬ ‫من ضجيج اإلعجاب والتهاني بوالدة متكرّ رة‬ ‫للكاتب أو للكتاب‪.‬‬ ‫هنا محاولة متواضعة‪ ،‬لقراءة أحدث أفكار‬ ‫ال��رج��ل‪ ،‬صاغها في مقابلة لوسيلة إعالم‬ ‫مصريّة(*)‪ ،‬ونشرها على صفحته‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان «النصّ الكامل‪ ،‬غير المن ّقح وغير‬ ‫المراقب للمقابلة»(**)‪ -‬وهو ما أعتمده هنا‪:‬‬ ‫يبرع ياسين في استخدام تعبيرات وافية عن‬ ‫تقرير الواقع‪ ،‬لكن ما يلفت االهتمام‪ ،‬هو‬ ‫الممتنع لديه‪ ،‬امتناع ضاع بين الممنوع‪ ،‬أو‬ ‫المسكوت عنه‪ ،‬وبين القناعة في التهميش‬ ‫واإلقصاء‪.‬‬ ‫وعلى عكس حديثه‪ -‬في تعليقاته وردوده‪ -‬خال‬ ‫الحوار تماما ً من مسؤوليّة للدين أو دور مسبق‬ ‫له‪ ،‬آل باألوضاع إلى هذا الحال‪ ،‬بل إنّ انحطاط‬ ‫الدين‪ ،‬و «والدة» السلفيّة الجهاديّة‪ ،‬أحاله‬ ‫ياسين إلى الض ّخ المستمرّ للعنف وللطائفيّة‪،‬‬ ‫من قبل النظام كما لو أنّ هذا غرسها في الدين‬ ‫اإلسالميّ ‪ ،‬من خارجه‪ ،‬وكانت عدماً‪.‬‬ ‫بدالً من الحفر في األفكار والمجريات‪ ،‬يصطبغ‬ ‫دور ياسين بإلقاء اآلراء جاهزة وإدارة الظهر‪،‬‬ ‫فهو يورد معلومة شائعة‪ ،‬يعتقد بها عدد كبير‬

‫من الناس‪ -‬منهم مسلمون‪ -‬تقول‪ :‬إنّ «من‬ ‫سمح بسيطرة اإلسالميّين هو الدولة األسديّة»‬ ‫ويقدّمها لنا كحقيقة جاهزة‪ ،‬وكان أحرى به‬ ‫أن ير ّكز التحليل قليالً هنا ح ّتى وإن توصّل‬ ‫إلى نتيجة تنقض مسبقاته الفكريّة‪ ،‬التي أسّس‬ ‫الجواب عليها‪.‬‬ ‫فالجهاد‪ -‬والسلفيّة الجهاديّة منه ‪ -‬ظاهرة لم‬ ‫يخ ُل منها التاريخ اإلسالميّ يوما ً‬ ‫وهي ال تنفصل عن فرض الجهاد في اإلسالم‪،‬‬ ‫األمر الذي لم يتطلّب من النظام إلاّ استثمارها‬ ‫بخبث‪ ،‬م ّكنه من التح ّكم بالمجموعات التي‬ ‫ّ‬ ‫تمثلها‪ ،‬وت��ع��ادي العالم و ُت��وص��ف رسم ّيا ً‬ ‫باإلرهاب‪ ،‬فأدار معها معركة‪ ،‬قلبت السخط‬ ‫الدوليّ عليه إلى رضى‪ ،‬أو سكوت‪ .‬فكانت‬ ‫بمثابة لقاح أكسبه وقاية من خطر الثورة‪،‬‬ ‫بحكم الخلفيّة الدينيّة المشتركة للجهاديّين‬ ‫مع غالبيّة السوريّين المنتفضين «مصادفة‬ ‫تاريخيّة سوداء»‪ ،‬ولكنّ هذا االستثمار وتلك‬ ‫المعركة لم يكن لهما أن يولدا إلاّ من رحم‬ ‫التنظيمات اإلرهابيّة‪ ،‬وبمساعدة ‪ -‬بل مشاركة‬ ‫ القوى اإلسالميّة السوريّة‪ ،‬فمن يصدّق براءة‬‫قادة اإلخ��وان المسلمين‪ ،‬الذين سبق للنظام‬ ‫أن ّ‬ ‫سخرهم في محنة حماة‪ ،‬ث ّم أخرجهم من‬ ‫المدينة‪ ،‬تحت حمايته‪ ،‬غبّ تدميرها على‬ ‫رؤوس ساكنيها‪.‬‬ ‫ولكن لو أخذ ياسين بهذه القراءة‪ ،‬لكان عليه‬ ‫إعادة النظر في طاقة العنف التي تسم الدين‬ ‫اإلسالميّ في جوهره‪ ،‬كعقيدة قامت بالسيف‬ ‫«وه��و يقول بهذا في النقاش»‪ ،‬واستمرّ ت‬ ‫بالسيف‪ ،‬تض ّخ العداوة والكراهيّة واالستعالء‬ ‫والتمييز ض ّد اآلخر وأن يعدّل معها تحليّله‬ ‫لتجربة حكم اإلخوان في مصر‪.‬‬ ‫اعتماد ياسين على مسلّمة مسؤوليّة النظام‪-‬‬

‫فقط ‪ -‬عن قتل اعتدال السوريّين‪ ،‬جعل مطلبه‬ ‫«شرطه»‪ ،‬المالزم لهذه ال «حقيقة»‪ ،‬يبدو‬ ‫منطق ّيا ً وحقيق ّياً‪ ،‬هو اآلخر‪ ،‬بقوله‪« :‬أعطني‬ ‫ش��روط حياة أق��رب إل��ى الطبيعيّة ألعطك‬ ‫معتدلين»‪.‬‬ ‫ولكنّ مطلبه هذا ‪ -‬على وجاهته ‪ -‬مطلب‬ ‫خ��ادع‪ ،‬وهو يختزل الموضوع بجانب منه‬ ‫دون بقيّة الجوانب‪ ،‬حيث عرّ ت كثافة األحداث‬ ‫جذور أزمة ضاربة في تاريخنا‪.‬‬ ‫نحن نشهد اليوم واحدة من ذرى أزمات واقع‬ ‫يمتاز بالسكون‪ ،‬وشعوب تعيش حالة سبات‪،‬‬ ‫بل تتقدّم إلى الخلف‪.‬‬ ‫أعتقد أنّ أمامنا اآلن فرصة‪ ،‬غير مسبوقة‪ ،‬لتغيير‬ ‫جوهر حالة الصراع العدميّ تلك وتعديلها عن‬ ‫مسار الغلبة و»الملك العضوض»‪ ،‬إلى مسار‬ ‫كرّ سته خبرات البشريّة‪ ،‬فأثمر قيم الحداثة التي‬ ‫قطعت مع سيرورات سابقة‪ ،‬عرفت بالعنف‬ ‫العقيم‪ ،‬فالصراع البشريّ الحديث‪ ،‬يدور حول‬ ‫المساواة في الحقوق والحريّات‪ ،‬وهو ما‬ ‫يفرض علينا استبدال الدافع العقيديّ (الدينيّ )‪،‬‬ ‫بدافع معرفيّ يستبدل الطابع العدوانيّ للصراع‪،‬‬ ‫بآخر حقوقيّ يتجوهر باآلخر‪ ،‬األمر الذي يجد‬ ‫سنده لدى شعوب دول الحريّات‪ ،‬حيث تمتلك‬ ‫الدول الكبرى اآلليّات الفعّالة لتمكين شعبنا من‬ ‫االنتصار‪ ،‬والسير الناجح في عمليّة التغيير‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬أنّ ياسين سار في مسار آخر فاستنتج‪،‬‬ ‫أو حكم على أزي��د من مائة وثالثين دولة‪،‬‬ ‫أصدقاء الشعب السوريّ ‪ ،‬بأ ّنها هي عدوّ ة هذا‬ ‫الشعب‪ ،‬وهي سبب تدمير ثورته‪ ،‬وتعطيل‬ ‫حركة التغيير التي يبتغيها ليدعم‪ ،‬بمنطقه‬ ‫العلميّ ‪ -‬كما يفترض ‪ -‬منطق المؤامرة‬ ‫اال ّتهاميّ ‪.‬‬ ‫ك ّل هذا‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬هو جزء من ّ‬ ‫حق التعبير‪،‬‬

‫ول������ك������نّ‬ ‫السير فوق‬ ‫الموضوع يبدّد ج��دواه‪ ،‬خاصّة حين يجري‬ ‫األمر بخ ّفة ورشاقة‪ ،‬تخطفان النظر‪ ،‬وتلهبان‬ ‫الخاطر‪.‬‬ ‫ك��ان أح��رى بالكاتب أن يبحث في أسباب‬ ‫الظاهرة التي اكتشفها لسبر خطرها على‬ ‫السوريّين وثورتهم‪ ،‬وعلى الربيع العربيّ ‪،‬‬ ‫وعلى السيرورة البشريّة أيضا ً دون أن يكتفي‬ ‫بمسلّمة ض ّخ النظام للعنف والطائفيّة‪ ،‬إذاً لخرج‬ ‫بحصيلة غنيّة‪ ،‬تتيحها مهنته وموقعه‪ ،‬في إنتاج‬ ‫األفكار وصوغ القوانين المعرفيّة المؤ ّقتة وفتح‬ ‫آفاق في المعضالت القائمة‪.‬‬ ‫وإذ يدعو ياسين إل��ى م��غ��ادرة الخيارين‬ ‫المفروضين على السوريّين‪:‬‬ ‫«بدل التذمّر من اإلسالميّين‪ ،‬أو االنضواء‬ ‫تحت جناح نظم تحديثيّة فاشيّة وعسكريّة‪،‬‬ ‫الشيء الصحيح أن نطوّ ر أدواتنا(‪ ،) ...‬أن‬ ‫نؤسّس لذاتيّة جديدة وقوّ ة اجتماعيّة وسياسيّة‬ ‫جديدة»‪ ،‬فهو يفتح لدورة بحث تعود بنا إلى‬ ‫دورات ضاعت بضياع عصر النهضة ويقفز‬ ‫في المجهول فوق الخيار الموفور في المنجز‬ ‫البشريّ التحرّ ريّ ‪ ،‬والذي أفترض أ ّنه الحجر‬ ‫األساس في ح ّل يكفل الشروع في التغيير‪،‬‬ ‫وأقصد خيار «الدولة العلمانيّة» الخيار األسلم‪،‬‬ ‫والضامن ألقوى النماذج التي ح ّققت النجاح‬ ‫لمعظم وألعظم الدول والمجتمعات الحديثة‪.‬‬ ‫مادام ياسين ليس معن ّيا ً بسراب الشراكة مع‬ ‫اإلسالميّين‪ ،‬فلماذا تفادى العلمانيّة ‪ -‬الخيار‬ ‫الثالث الثابت الصالحيّة‪ ،‬في ش ّتى بقاع‬ ‫األرض‪ ،‬ومن قبل ثقافات متباينة؟‬ ‫في جوابه على سؤال «هل هناك بديل علمانيّ‬ ‫قادر على مواجهة اإلسالميّين عقب سقوطه‬

‫«النظام»؟‪ ،‬ال يبذل‬ ‫ياسين أدنى جهد ‪ -‬أو‬ ‫اكتراث ‪ -‬لتفكيك منطويات السؤال‪ ،‬عمّا غفل‬ ‫عنه السائل‪ ،‬كأن يلفت نظره إلى مسؤوليّة‬ ‫المعارضة عن إهمال الخيار البديل ومحاربته‬ ‫عبر شراكتها مع النظام في اغتيال الحرّ يّة‬ ‫بدالً من ذلك يأخذ السؤال كما هو‪ ،‬ويفصّل له‬ ‫جوابا ً على مقاسه‪ ،‬فيقول ياسين‪« :‬ليس هناك‬ ‫بديل علمانيّ ‪ ،‬من أين يأتي؟»‪ ،‬ويعيد شرح‬ ‫المشروح‪ ،‬عن تصحّ ر السياسة في المجتمع‪.‬‬ ‫يستند ياسين إلى حجّ ة قويّة في خياره‪ ،‬معتمداً‬ ‫تنوّ ع اإلسالميّين ويدعو للتمييز بينهم‪ ،‬تفويتا ً‬ ‫للفرصة على المتطرّ فين منهم‪ ،‬ونظراً ل‬ ‫«استحالة إقصائهم»‪ ،‬وإيمانا ً بأنّ «من يتضرّ ر‬ ‫من اإلقصاء السياسيّ هم الديمقراطيّون الذين‬ ‫ّ‬ ‫يوظفون في السياسة ومن يتضرّ ر أقلّ‪ ،‬هم‬ ‫ّ‬ ‫يوظفون في الدين‪ ،‬ومن ينتفع‬ ‫اإلخوان الذين‬ ‫ّ‬ ‫باألحرى هم السلفيّون الجهاديّون الذين يوظف‬ ‫في الحرب أساساً»‪ ،‬ولكنّ هذا الكالم الدقيق‪،‬‬ ‫افتقر لتعيين «الجسد السياسيّ » الحاضن‪،‬‬ ‫أي طبيعة الحكم ال��ذي يدير ويشرف على‬ ‫هذه العمليّة‪ ،‬أو سواها من مقترحات الحلّ‪،‬‬ ‫ربّما كان الكاتب مدفوعا ً ذات ّيا ً لترك فراغ أو‬ ‫مشكلة معرفيّة وسياسيّة مؤجّ لة‪ ،‬كيما يفتح بابا ً‬ ‫لالشتغال على ما أسماه «ذاتيّة جديدة وقوّ ة‬ ‫اجتماعيّة وسياسيّة جديدة»‪ -‬ذكر أ ّنه يعمل‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫‪http://www.almasryalyoum.com/‬‬ ‫(*)‬ ‫‪759242/news/details‬‬ ‫‪https://m.facebook.com/notes/‬‬ ‫(**)‬ ‫‪/yassin-al-haj-saleh‬مقابلة‪-‬المصري‪-‬اليوم‪1015/‬‬

‫‪.ref=bookmarks?/3411874194158‬‬

‫علي ديّوب‬

‫العراق في سورية!‬

‫استنساخ التقسيم ومطالب الكورد‬ ‫اخلالفة اإلسالميّة‬ ‫في الوقت الذي ا ّتجهت فيه الثورة السوريّة الحرّ يّة والكرامة‪ ،‬وليس من أجل إقامة دولة‬ ‫نحو «العسكرة» مع دخولها عامها الثاني‪ ،‬الخالفة اإلسالميّة بعد تهجير الماليين من‬ ‫أخذ الكثير من السوريّين يردّدون‪ :‬أنّ سورية المواطنين لش ّتى بقاع األرض‪ ،‬وقتل عشرات‬ ‫ليست العراق‪ ،‬وذلك بسبب اختالف طبيعة اآلالف منهم بأش ّد أساليب القتل وحشيّة من‬ ‫الشعبين السوريّ والعراقيّ من ناحية الحياة قبل نظام أمنيّ شموليّ ال يعرف غير القتل‬ ‫والتدمير وسيلة للبقاء‬ ‫المدنية وال��ع��ش��ائ��ريّ��ة‪ ،‬وأنّ‬ ‫وعلى جثث العباد والبالد‬ ‫االنقسامات اإلثنيّة والعرقي‬ ‫النظامّة وصل األمر ببعض‬ ‫معاً‪ ،‬ناهيك عن الثائرين‬ ‫التي أعقبت سقوط‬ ‫العراقيّ بعد الغزو األمريكيّ ناشطي الثورة‬ ‫الذين ز ّج بهم في أقبية‬ ‫الفروع األمنيّة‪ ،‬حيث لقي‬ ‫له في عام ‪ 2003‬لن تتكرّ‬ ‫الشعبر السوريّة إىل إطالق‬ ‫الكثير منهم حتفه تحت‬ ‫في سورية‪ ،‬ذلك ألنّ‬ ‫السوريّ لن يتقبّل التمييز بين اسم جديد على‬ ‫التعذيب نتيجة مشاركتهم‬ ‫االئتالف وهو «اجلناح بالمظاهرات واالحتجاجات‬ ‫المواطنين على أساس الدين أو‬ ‫السلميّة التي تطالب بإسقاط‬ ‫المذهب أو العرق وأ ّنه لن يقبل‬ ‫لتنظيم‬ ‫ي‬ ‫السياس‬ ‫ّ‬ ‫النظام في سورية‪.‬‬ ‫طروحات ومواقف الجماعات‬ ‫لاّ‬ ‫إ أنّ ما يحدث بعد دخول‬ ‫اإلسالميّة المتطرّ فة كتنظيم الدولة اإلسالميّة»‬ ‫ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة عامها‬ ‫القاعدة الذي كان له حضور‬ ‫الخامس على أرض الواقع‪،‬‬ ‫كبير في المناطق التي يقطنها‬ ‫ال ُس ّنة في العراق‪ ،‬بعد استقالل منطقتين عن يثبت وبصورة كبيرة ما جاء في بداية مقالنا‬ ‫العراق بشكل شبه تا ّم‪ ،‬هما إقليم ُكردستان هذا‪ ،‬وهو سيناريو التجربة العراقيّة وإعادة‬ ‫إنتاجها من جديد على األرض السوريّة‪،‬‬ ‫العراق والمناطق ذات الغالبيّة «الشيعيّة»‪.‬‬ ‫السيّما وأنّ قراءة دقيقة لما يحصل على أرض‬ ‫كما أنّ الشعب السوريّ ‪ ،‬خرج بثورة من أجل الواقع‪ ،‬تشير إلى أنّ معظم التكتالت والتيّارات‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫السوريّة المعارضة‪ ،‬باتت تنظر إلى الثورة‬ ‫التي قام بها الشعب السوريّ بكا ّفة أطيافه‬ ‫وإثنيّاته‪ ،‬أ ّنها بؤرة «سنيّة» تطالب بإسقاط نظام‬ ‫«علويّ » في البالد‪ ،‬حيث أنّ جماعة اإلخوان‬ ‫المسلمين السوريّة‪ ،‬تسيطر بصورة الفتة على‬ ‫معظم مقاعد «االئتالف الوطنيّ لقوى الثورة‬ ‫والمعارضة السوريّة» مثلما هو األمر نفسه‬ ‫في المجلس الوطنيّ السوريّ واللذان يصدران‬ ‫البيانات الصحافيّة بين الحين واآلخر يؤ ّكدان‬ ‫فيهما على تعاطفهما مع الجماعات المتطرّ فة‬ ‫في سورية كـ «جبهة النصرة» والتي تع ّد‬ ‫جناحا ً لتنظيم القاعدة في سورية‪ ،‬ح ّتى وصل‬ ‫األم��ر ببعض ناشطي الثورة السوريّة من‬ ‫إطالق اسم جديد على االئتالف الوطنيّ لقوى‬ ‫الثورة والمعارضة السوريّة وهو «الجناح‬ ‫السياسيّ لتنظيم الدولة اإلسالميّة» في الوقت‬ ‫ال��ذي يواصل فيه هذين التيّارين‪ ،‬تهميش‬ ‫ّ‬ ‫يمثلهم‬ ‫المكوّ نات السوريّة كالكورد الذين‬ ‫«المجلس الوطنيّ ال��ك��ورديّ في سورية»‬ ‫في االئتالف السوريّ المعارض‪ ،‬دون أيّ‬ ‫اعتراف دستوريّ أو قانونيّ بهم‪ ،‬وإلى ناحية‬ ‫التسمية الرسميّة لسورية المستقبل‪ ،‬فالكورد‬ ‫يطالبون االئتالف بتسمية الدولة الجديدة‬ ‫بـ «الجمهوريّة السوريّة»‬ ‫وليس بـ «الجمهوريّة العربيّة‬ ‫ال��س��وريّ��ة» في إش��ارة منهم‬ ‫إلى أ ّنهم ثاني أكبر قوميّة في‬ ‫سورية تعيش على أرضها‬ ‫التاريخيّة‪ ،‬وهو مطلب غالبيّة‬ ‫األحزاب الكورديّة المحظورة‬ ‫في سورية منذ تأسيس أوّ ل‬ ‫حزب كورديّ سوريّ في عام‬ ‫‪ 1957‬دون أن تلتفت إليه‬ ‫الحكومات السوريّة المتعاقبة‬ ‫في عهد األسدين األب واالبن‬ ‫وص�����والً إل���ى ال��م��ع��ارض��ة‬ ‫السوريّة اليوم ‪.‬‬ ‫وينطبق هذا كلّه على بعض‬ ‫األق��ل��يّ��ات الدينيّة المطالبة‬ ‫بتقديم األدلّة والبراهين لهاتين‬ ‫الكتلتين على مشاركتهما في‬ ‫ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة‪ ،‬وكيف ال‬ ‫يكون ذلك‪ ،‬وجماعة اإلخوان‬ ‫المسلمين السوريّة هي الحاكم‬ ‫الفعليّ لهما ولتيّارات سياسيّة‬ ‫سورية معارضة أخرى‪ ،‬مثالً‬ ‫أن يت ّم دائ��م��ا ً ا ّت��ه��ام الطائفة‬ ‫العلويّة في سورية بارتكاب‬ ‫ّ‬ ‫بحق الس ّنة‬ ‫مجازر جماعيّة‬

‫ٌ‬ ‫عراق جديد في سورية‪ ،‬وبإسقاط ذلك على‬ ‫أو خطف نسائهم في الساحل السوريّ الذي هو‬ ‫يتواجد فيه أبناء الطائفة العلويّة‪ ،‬وهنا ال ب ّد أرض الواقع‪ ،‬نرى أنّ تنظيم «داعش» والذي‬ ‫من اإلشارة إلى خطف بعض الشبّان والشابّات يتم ّتع بحاضنة شعبيّة من أبناء المكوّ ن الس ّني‬ ‫من الطائفة العلويّة في بداية الثورة فقط أل ّنهم نتيجة حقدهم على الطائفة العلويّة‪ ،‬يسيطر‬ ‫بشكل كامل على مدينتي دير الزور والر ّقة‪،‬‬ ‫علويّون ومن قِبل الثوّ ار المجاهدين طبعاً‪.‬‬ ‫فإذا كان الرئيس السوريّ ينحدر من الطائفة بينما تتمدّد حركات جهاديّة في مدينة إدلب‪،‬‬ ‫العلويّة‪ ،‬فهذا ال يعني أنّ الطائفة بأكملها مجرمة‪ ،‬بعد سيطرتها على مركز المحافظة وبلدة جسر‬ ‫وهذا ليس من باب الدفاع عنهم أو تهجّ ما ً على الشغور القريبة منها‪ ،‬وكذلك مدينة حلب التي‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬لكن بمقارنة واقعيّة سينسحب منها النظام ويسلّمها لتلك الجماعات‬ ‫أي��ض��ا ً بحسب م��ا ي��راه‬ ‫بين مدينتي «القرداحة» مسقط‬ ‫مراقبون للوضع هناك‪.‬‬ ‫رأس الرئيس السوريّ ومدينة‬ ‫يطالبون‬ ‫الكورد‬ ‫وه���ك���ذا ت��ق��ع م��س��اح��ات‬ ‫درع��ا مهد الثورة السوريّة‪،‬‬ ‫واسعة تحت سيطرة تنظيم‬ ‫يمكننا إخراج أسماء عشرات االئتالف بتسمية‬ ‫«داع��ش»‪ ،‬في حين تبقى‬ ‫المسؤولين الذين يشاركون‬ ‫اجلديدة‬ ‫الدولة‬ ‫المناطق الكورديّة كالحسكة‬ ‫في قتل السوريّين منذ عشرات‬ ‫السنين م��ن المدينتين‪ ،‬أو بـ «اجلمهوريّة‬ ‫والقامشلي وغيرها من‬ ‫ال��م��دن ال��ك��ورديّ��ة تحت‬ ‫باألحرى لماذا يطالب اإلخوان‬ ‫بـ‬ ‫وليس‬ ‫ّة»‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫ّ‬ ‫س��ي��ط��رة ح���زب االت��ح��اد‬ ‫ال��م��س��ل��م��ون ت��ج��ري��م طائفة‬ ‫بأكملها فقط لوجود ديكتاتور «اجلمهوريّة العربيّة‬ ‫الديمقراطيّ ‪ ،‬ويصبح لدينا‬ ‫منطقتين منفصلتين جغراف ّيا ً‬ ‫منها‪ ،‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬تقوم السوريّة»‬ ‫ً‬ ‫وسياس ّيا داخل األراضي‬ ‫بتأييد ديكتاتور أك��ب��ر منه‬ ‫ّ‬ ‫السوريّة‪ ،‬مع توقع انتقال‬ ‫بكثير‪ ،‬فكيف يطالب اإلخوان‬ ‫المسلمون العلويّين بالتبرئة من الطائفة كلّها النظام السوريّ من قلب العاصمة دمشق إلى‬ ‫بسبب ب ّ‬ ‫شار األسد وهم أنفسهم يص ّفقون للخليفة مدينتي الالذقيّة وطرطوس الساحليّتين‪ ،‬ليصبح‬ ‫ّ‬ ‫«أبو بكر البغداديّ » أمير المؤمنين على ح ّد التوزع الجغرافيّ والسياسيّ الجديد على النحو‬ ‫التالي‪ :‬المناطق الكورديّة في شمال وشمال‬ ‫تعبيرهم!؟‬ ‫األمر ذاته ينطبق على الكورد‪ ،‬بسبب وجود ش��رق سورية تحت سيطرة ح��زب اال ّتحاد‬ ‫تنسيق بين ح��زب اال ّت��ح��اد الديمقراطيّ الـ الديمقراطيّ ‪ ،‬ومنطقة أخرى للعلويّين تحت‬ ‫(‪ )PYD‬الذي يسيطر على المدن الكورديّة سيطرة النظام السوريّ في الساحل‪ ،‬ومناطق‬ ‫السوريّة والنظام ال��س��وريّ على ح�� ّد زعم تشهد صراعات داخليّة وخارجيّة هي المناطق‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين والتيّارات السوريّة الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» وغيرها‬ ‫المقرّ بة منها‪ ،‬وأيضا ً بمقارنة أخرى نجد مئات من الجماعات اإلسالميّة الراديكاليّة‪ ،‬دون أن‬ ‫الناشطين الكورد المعارضين لبعض أحكام ننسى وجود مناطق درزيّة جنوب البالد في‬ ‫وق��رارات حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ ‪ ،‬في السويداء وجبل العرب‪ ،‬ما يعني أنّ سورية‬ ‫حين أ ّننا ال نرى صوتا ً واحداً‪ ،‬يخرج من تلك ت ّتجه نحو التقسيم‪ ،‬وأنّ التجربة العراقيّة‬ ‫الجماعات يرفض الحصار الذي يفرضه تنظيم السابقة تتكرّ ر في سورية الالحقة‪.‬‬ ‫«داعش» على مدينة «دير الزور» على سبيل‬ ‫المثال وليس الحصر‪.‬‬ ‫جوان سوز‬ ‫ك ّل ما سبق‪ ،‬يضعنا أمام سيناريو واحد ووحيد‪،‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫من الصحف‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫صحيفة “سيتي” السويدّية‬

‫الطب السويدّية التي اختارت سورية مكاناً لتدريباتها‬ ‫طالبة‬ ‫ّ‬

‫*‬

‫عندما اختار طلاّ ب الطبّ البشريّ إيرلندا‬ ‫وماليزيا‪ ،‬أماكن لممارسة تدريبهم العمليّ ‪،‬‬ ‫فضّلت زميلتهم «لينا ميرتز» إجراء تدريباتها‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫عادت «لينا» إلى مدينتها السويديّة «مالمو»‪،‬‬ ‫وهي تحمل على شاشة عينيها‬ ‫صورة طفل ّ‬ ‫مقطع األوصال‪.‬‬

‫بالتو ّتر الدائم‪ ،‬ويطالبون بإخراج مرضاهم‬ ‫منه بأسرع وقت ممكن‪ ،‬فالمرضى يرسلون‬ ‫إل��ى بيوتهم بعد ساعتين فقط م��ن إج��راء‬ ‫العمليّة‪ ،‬والكثير منهم يصل إلى بيته‪ ،‬وأكياس‬ ‫«السيروم» ال تزال معلّقة في ساعده‪.‬‬

‫المشافي مستهدفة‬

‫ُ‬ ‫ع��دت من سورية محمّلة‬ ‫لقد‬ ‫بالغضب والحزن ‪ -‬تقول لينا ‪-‬‬ ‫ويجب أن أعبّر عن هذا الغضب‬ ‫بشكل إيجابيّ ‪ ،‬صحيح أنّ مشفى‬ ‫س��راق��ب ف��ي محافظة إدل��ب‪،‬‬ ‫الواقعة شمال غرب سورية‪،‬‬ ‫بحالة جيّدة‪ ،‬ولكنّ الجميع هناك‬ ‫يعتقدون أنّ صاروخا ً أو قذيفة‬ ‫سوف تستهدفه في أيّ��ة لحظة‬ ‫والمسألة مسألة وقت فقط‪.‬‬ ‫عشرات البيوت وكذلك واحدة‬ ‫من المدارس القريبة ج�� ّداً من‬ ‫المشفى ق��د دمّ��ره��ا القصف‬ ‫تماماً‪ ،‬وقبل وص��ول لينا إلى‬ ‫المشفى بأسبوع واحد سقط صاروخ في مرآب‬ ‫المشفى‪ ،‬وتسبّب بمقتل أحد األطباء‪ .‬الجميع‬ ‫يعلم أنّ المشافي مستهدفة على الدوام‪ ،‬ولذلك‬ ‫يشعر أقارب المرضى المتواجدين في المشفى‬

‫المتفجرة‬ ‫البراميل‬ ‫ّ‬

‫على بعد ميل واحد من منطقة يسيطر عليها‬ ‫النظام تم ّكنت لينا (‪ 33‬عاماً) من الدخول‬ ‫إلى سورية بعد التواصل مع جهات عديدة‬

‫في المنطقة‪ ،‬أقامت في بيت أحد األطباء في‬ ‫سراقب‪ .‬المدينة تحت سيطرة قوى المعارضة‪،‬‬ ‫ولكن على بعد ميل واحد تقريبا ً تقع المنطقة‬ ‫التي تسيطر عليها قوّ ات النظام السوريّ ‪.‬‬ ‫طائرات النظام تحلّق بشكل دائم فوق سراقب‪،‬‬ ‫والبراميل المتفجّ رة هي أكثر‬ ‫ما يخشاه الناس هناك‪ ،‬براميل‬ ‫مليئة بالبنزين أو بالموا ّد‬ ‫المتفجّ رة‪ ،‬صديقتي‪ ،‬وبشكل‬ ‫ال إرادي‪ ،‬كانت تتقيّأ عندما‬ ‫تسمع صوت الطائرة‪ ،‬ابنة‬ ‫صديقة ثانية كانت تحبس‬ ‫أنفاسها عند مرور الطائرة إلى‬ ‫درجة ازرقاق لون شفتيها‪.‬‬ ‫مصابون ف��ي طريقهم إلى‬ ‫الطوارئ عندما فتحت «لينا»‬ ‫كومبيوترها وعرضت الفيلم‬ ‫ال��ذي صوّ رته في المشفى‪،‬‬ ‫ش��اه��دن��ا المصابين ال��ذي��ن‬ ‫يح َملون ال��ى ال��ط��وارئ في‬ ‫الصناديق الخلفيّة لبعض‬ ‫ّ‬ ‫يتبق‬ ‫سيّارات «البيكاب»‪ ،‬أحد المصابين لم‬ ‫من ساقه إلاّ بعض القطع من اللحم‪ ،‬وهناك‬ ‫طفل صغير ّ‬ ‫تغطي وجهه الدماء‪.‬‬ ‫في فيلم آخ��ر من األف�لام التي قامت لينا‬

‫بتصو ير ها‬ ‫ه�����ن�����اك‪،‬‬ ‫ش���اه���دن���ا‬ ‫ط��ف��ل��ة في‬ ‫ع���ام���ه���ا‬ ‫ال���س���ادس‪،‬‬ ‫ك�����ان�����ت‬ ‫ت��س��ت��ل��ق��ي‬ ‫على طاولة‬ ‫ا لعمليّا ت‬ ‫بينما تتدلّى‬ ‫أم��ع��اؤه��ا‬ ‫خ���������ارج‬ ‫ج��س��ده��ا‪،‬‬ ‫تلك الطفلة‬ ‫أصيبت بقذيفة في ظهرها‪ّ ،‬‬ ‫فمزقت كبدها ث ّم‬ ‫خرجت من بطنها ‪ -‬عندما دخلت لينا إلى‬ ‫غرفة الطوارئ صرخ أحد الجرّ احين‪ :‬لينا‪..‬‬ ‫انظري إلى هذه الطفلة‪ ،‬إ ّنها أحد اإلرهابيّين‬ ‫الذين يدّعي األسد أ ّنه يحاربهم!‬

‫رغبة واحدة فقط‬

‫تقول لينا‪ :‬هناك شيء واحد يتم ّناه أهل سراقب‬ ‫أكثر من الدواء والطعام والخيام‪ ،‬إ ّنهم يأملون‬ ‫بأن يساعدهم العالم في منع طيران النظام من‬ ‫قصفهم‪.‬‬ ‫رغم رعد الطائرات فوق سراقب‪ ،‬يقول أهل‬

‫المدينة‪ :‬إنّ القيم الجوهريّة للثورة ‪ -‬الحريّة‬ ‫والكرامة ‪ -‬ال تزال تنمو وتتف ّتح‪ ،‬الناشطون‬ ‫المحلّيّون يبنون و ي��دي��رون م��دارس غير‬ ‫ربحيّة‪ ،‬والكبار الذين عاشوا عقوداً طويلة من‬ ‫االضطهاد السياسيّ ‪ ،‬اآلن فقط صاروا يعبّرون‬ ‫بجرأة عمّا يفكرون به ح ّقاً‪ ،‬الناس هنا بدؤوا‬ ‫يكتشفون أنفسهم وأصدقاءهم وبلدهم‪ ،‬ويريدون‬ ‫أن يمتلك أطفالهم القدرة والجرأة على رسم‬ ‫مستقبلهم‪.‬‬

‫* ُنشِ ر هذا المقال في صحيفة «سيتي» السويد ّية بتاريخ ‪11‬‬ ‫نيسان ‪ .2014‬ماركوس سفينسون‪ .‬ترجمتها عن السويدية‪:‬‬ ‫ناديا دريعي‪ ،‬عن العدد الرابع لمج ّلة «أوراق» التي تصدرها‬ ‫رابطة الك ّتاب‪.‬‬

‫العربي الجديد‬ ‫كواكبي – موقع‬ ‫سالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫حازم صاغّية – جريدة الحياة اللندنّية‬

‫تع ّددت السيناريوهات والوهم واحد‬

‫عبء ما قبل الثورات عليها‬

‫منذ اليوم‬ ‫ا أل وّ ل‬ ‫ل���ل���ث���ورة‬ ‫ال��س��وريّ��ة‬ ‫التي تحوّ لت‪ ،‬بقدرة «شيطان» كامن في‬ ‫تفاصيل المنظومة السياسية القائمة‪ ،‬إلى‬ ‫ن��زاع مسلّح تكاتفت على تأجيجه قوى‬ ‫ظالميّة ونصف ظالميّة‪ ،‬وعروبيّة ونصف‬ ‫عروبيّة‪ ،‬وليبراليّة ونصف ليبراليّة‪،‬‬ ‫وعدميّة ونصف عدميّة‪ ،‬وذات هويّة‬ ‫محدّدة وبال أيّة هويّة‪ ،‬لم تتو ّقف المراكز‬ ‫البحثيّة ومخابر األفكار ومختلف أنواع‬ ‫وسائل اإلعالم عن استنباط السيناريوهات‬ ‫المتعلّقة بمرحلة الخروج من عنق الزجاجة‬ ‫المليئة بالدماء‪ .‬أضف إلى هذه المصادر‬ ‫«الج ّديّة»‪ ،‬و»المُخوّ لة» نظر ّياً‪ ،‬بإجراء‬ ‫مثل هذا النوع من «التمارين» البهلوانيّة‪،‬‬ ‫تف ّتحت شهيّة مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫و»تف ّتقت» بطرح السيناريوهات التي‬ ‫« ُنميت» لها من مصادر موثوقة‪ ،‬أو‬ ‫أ ّنها استلهمتها من‬ ‫عالقات «رفيعة»‪،‬‬ ‫أو أ ّنها‪ ،‬وبك ّل بساطة‬ ‫وتواضع‪ ،‬من بنات‬ ‫وأبناء وأحفاد أفكار‬ ‫كاتبها أو طارحها أو‬ ‫ناشرها‪.‬‬ ‫وه�����ذا ال��ت��م��ري��ن‪،‬‬ ‫وأع���ن���ي ب���ه كتابة‬ ‫ال��س��ي��ن��اري��وه��ات‬ ‫المحتملة‪ ،‬ممارسة‬ ‫م��ع��روف��ة وليست‬ ‫ج��دي��دة‪ ،‬وه��ي حتما ً‬ ‫ليست من اختراعات‬ ‫المقتلة ال��س��وريّ��ة‬ ‫تحديداً‪ .‬وه��ي نوع‬ ‫من التمرين الذهنيّ‬ ‫ال���ذي يعتمد على‬ ‫معطيات «الحدث»‪،‬‬ ‫ومصادر معلومات‬ ‫ّ‬ ‫«موثقة» وق��درة تحليليّة ال تعتمد على‬ ‫الذكاء و»الملعنة» فحسب‪ ،‬بل هي تستند‪،‬‬ ‫أساسا ً وأوّ الً‪ ،‬إلى دراس��ة علميّة لعدّة‬ ‫مباحث متطوّ رة‪ُ ،‬كتبت فيها المجلّدات‪،‬‬ ‫وعقدت حولها ال��ن��دوات‪ ،‬وصرفت في‬ ‫سبيلها الثروات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومن أفضل السيناريوهات إنجازا‪ ،‬وليس‬ ‫تح ّققاً‪ ،‬هي التي تعتمد على مجهودات‬ ‫مشتركة لمجموعة من الباحثين ومحلّلي‬ ‫السياسات‪ ،‬فالمختصّ بالعالقات الدوليّة‬ ‫يمسح المواقف الدوليّة واإلقليميّة المحيطة‬ ‫بالموضوع‪ ،‬محاوالً مثالً تحليل جمودها أو‬ ‫تغيّرها‪ ،‬سلبا ً أم إيجاباً‪ .‬والباحث في التاريخ‬ ‫يُحاول أن يستقرئ الحدث ويضع تو ّقعات‬ ‫مآالته من خالل مراجعة أحداث مشابهة‪،‬‬ ‫أو قريبة المُماثلة في التاريخ القريب للدولة‬ ‫أو القضيّة أو المسألة المدروسة‪ .‬ويستطيع‬ ‫العامل في حقل العلوم السياسيّة‪ ،‬من خالل‬ ‫التحليل الشامل‪ ،‬أن يضع ك ّل ما سبق في‬ ‫إطار منطقيّ إلى ح ّد ما‪ ،‬معتمداً على ما‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫اكتسبه من معرفة نظريّة وممارسة عمليّة‬ ‫في مجاالت البحث ودراسة االحتماالت‪.‬‬ ‫أمّا الصحافيّ المتمرّ س فهو قادر‪ ،‬أيضاً‪،‬‬ ‫على مقاطعة المعلومات ومصالبة األفكار‬ ‫وتحليل بعض المُبهم من التصريحات‪،‬‬ ‫ليصل إلى وضع تصوّ ره الكامل نظر ّيا ً‬ ‫للموضوعة المدروسة‪.‬‬ ‫وأه ّم ما يمكن إنجازه من سيناريوهات‬ ‫بطريقة مهنيّة وعلميّة‪ ،‬يعتمد أساسا ً على‬ ‫فرضيّة واضحة ومطروحة في المقدّمة‪،‬‬ ‫كما في الخاتمة‪ ،‬وهي تتمحوّ ر حول مسألة‬ ‫االحتمال والتشكيك والنسبيّة وافتراض‬ ‫الخطأ الكامل‪ ،‬والقبول بانعكاس تا ّم‪ ،‬ليس‬ ‫النادر حتماً‪ ،‬لك ّل ما ورد من تو ّقعات‬ ‫وتصوّ رات وإسقاطات‪.‬‬ ‫وبما أنّ بعض الجماعات البشريّة أو‬ ‫المكوّ نات اإلنسانيّة ُتهمل دور العلم‬ ‫والتقصّي واالستطالع والتحليل والمراقبة‬ ‫الهادئة للظواهر واالح��ت��م��االت‪ ،‬ليس‬ ‫لسب ٍ‬ ‫ب جينيٍ بحت‪ ،‬بل بسبب تراكمات‬

‫«ثقافيّة» وممارسات سياسيّة واجتماعيّة‬ ‫ُتعلي دور «الفهلوي» على دور العالم‪،‬‬ ‫فمسألة السيناريوهات أضحت عمل من‬ ‫ال عمل له‪ .‬وأصبح المقهى الطبيعيّ أو‬ ‫االفتراضيّ الساحة األساسيّة لتطويرها‬ ‫وتوزيعها وترويجها‪ .‬وصارت الصحافة‬ ‫استسهاالً وتخلّيا ً عن دورها السياسيّ في‬ ‫التقصي وفي اإلعالم‪ ،‬تدلي بدلوها في هذا‬ ‫الحقل‪ ،‬مروّ جة هذا السيناريو أو ذاك أو‬ ‫واضعة سيناريوهات «أصليّة» معتمدة‬ ‫على قراءات فيسبوكيّة وتويتريّة مع قهوة‬ ‫الصباح أمام شاشة الحاسوب‪ ،‬وكان هللا‬ ‫يُحبّ المحسنين‪.‬‬ ‫فقراءة عنوان في جريدة تركيّة عن تحرّ ك‬ ‫بعض ناقالت الجند أو المدرّ عات باتجاه‬ ‫الجنوب‪ ،‬سيدفع فوراً إلى كتابة سيناريو‬ ‫ّ‬ ‫التدخل العسكريّ التركيّ «المرتقب»‪،‬‬ ‫وربّما تحديد ساعة الصفر‪ .‬وقراءة تعليق‬ ‫فيسبوكيّ عن مجريات معارك الجبهة‬ ‫الجنوبيّة سيدفع إلى طرح سيناريوهات‬

‫تطوّ ر مسار المعارك باتجاه العاصمة‬ ‫دمشق‪ .‬وهذا الدبلوماسيّ السابق سيطرح‬ ‫سيناريوهات تطوّ ر الموقف الروسيّ‬ ‫أو اإلي��ران��يّ أو الفيليبّينيّ من المسألة‬ ‫السوريّة‪ .‬وذاك الضابط السابق سيضع‬ ‫سيناريوهات معارك‪ ،‬ال علم له بها إلاّ من‬ ‫خالل االفتراض الفيسبوكيّ ‪ .‬والصحفي‪/‬‬ ‫المواطن سيضع سيناريوهات قائمة على‬ ‫الدردشات مع قائد هذا الفصيل أو ذاك‪...‬‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫ك ّل من ورد ذكره فاع ٌل ومه ّم في وضع‬ ‫السيناريوهات‪ ،‬بناء على أسس ومعايير‬ ‫علميّة‪ ،‬واس��ت��ن��اداً‬ ‫إل��ى‬ ‫عمل جماعيّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن��ظ��م‪ .‬أمّ����ا أن‬ ‫نعيش ف��ي زحمة‬ ‫ال��س��ي��ن��اري��وه��ات‬ ‫الوهميّة‪ ،‬ال بل وأن‬ ‫نصرّ على تح ّققها‪،‬‬ ‫م��ح��دّدي��ن أح��ي��ان��ا ً‬ ‫ت���واري���خ بعينها‪،‬‬ ‫ون��ج��زم بمآالتها‪،‬‬ ‫فهي الطامة الكبرى‪.‬‬ ‫إنّ التسلّي بوضع‬ ‫سيناريوهات لمباراة‬ ‫ك���رة ق���دم وت��و ّق��ع‬ ‫مجرياتها‪ ،‬ربّما كان‬ ‫«ت��م��ري��ن��اً» أج��دى‬ ‫بالتصدّي ل��ه لمن‬ ‫يُحبّ عمليّة وضع‬ ‫ال��س��ي��ن��اري��وه��ات‪.‬‬ ‫أمّ��ا االجتهاد في «تعشيم» الناس أو‬ ‫تخويفهم أو ترهيبهم بوضع سيناريوهات‬ ‫«مسلوقة» لمقتلة قائمة منذ سنوات‪ ،‬فهو‬ ‫استهزاء بالحياة البشريّة‪ .‬أن يقوم بهذا‬ ‫التمرين «خبير» أجنبيّ ‪ ،‬وقلّما حصل‬ ‫ذلك‪ ،‬فهذا مقبول على الرغم من االنتقاد‬ ‫ّ‬ ‫المستحق‪ .‬أمّا أن ننصرف نحن‪،‬‬ ‫الشديد‬ ‫سوريّات وسوريّين‪ ،‬عن العلم إلى التبصير‬ ‫لجذب االنتباه وجلب االعتراف بالمقدرة‬ ‫الخارقة‪ ،‬ولفت األنظار إلى وجودنا في‬ ‫المشهد العا ّم‪ ،‬فثمن ذلك مرتفع‪ :‬فقدان‬ ‫المصداقيّة وفقدان األرواح‪.‬‬ ‫بدأت براعم مراكز بحثيّة بالنشوء في‬ ‫محيط المشهد السوريّ الدامي‪ ،‬وبدأ بعض‬ ‫الجادّين باالعتماد على معايير واضحة‬ ‫ومُختبرة في تحليل المعلومات ومقاطعتها‪،‬‬ ‫للتم ّكن من وضع تصوّ رات تحمل الكثير‬ ‫من التواضع المُشرّ ف ألصحابه‪ .‬ال َشرطيّة‬ ‫في التو ّقع هي األس��اس‪ ،‬وليس الحسم‬ ‫والجزم الجالبان للوهم‪.‬‬

‫ق���ب���ل س���ن���وات‬ ‫ليست كثيرة على‬ ‫ان��دالع الثورات‬ ‫ال��ع��رب��يّ��ة‪ ،‬شهد‬ ‫العالم والمنطقة‬ ‫حدثين هائلين تر ّتبت عليهما نتائج‪ ،‬سياسيّة وغير‬ ‫سياسيّة‪ ،‬ضخمة‪ .‬أوّ لهما جريمة ‪ 11‬أيلول ‪،2001‬‬ ‫وثانيهما حرب العراق في ‪2003‬؛ الحدث األوّ ل‬ ‫نبع من منطقتنا‪ ،‬والثاني صبّ فيها‪.‬‬ ‫وفي نظرة استعاديّة‪ ،‬يجوز القول إنّ الحدثين خلقا‬ ‫من المناعة الثوريّة عند جمهور الثورات الالحق‬ ‫أق ّل ممّا خلقا من القابليّات المحافظة‪.‬‬ ‫فالحدثان استقبلتهما منطقتنا بأكثريّاتها الرافضة‬ ‫أنظم َتها كأ ّنهما لم يحدثا‪ .‬فهما‪ ،‬كما فُ ِهما‪ ،‬لم يُقدّما‬ ‫أيّة إضافة إلى سائد الفكر السياسيّ العربيّ ‪ ،‬بل‬ ‫تأدّى عنهما توكي ٌد لذاك السائد الذي أسّسته األنظمة‬ ‫المكروهة‪ .‬واألمر نفسه تكرّ ر في ‪ ،2006‬حين‬ ‫نجح «حزب هللا» في تخدير المشاعر العربيّة‬ ‫العريضة لمجرّ د أ ّنه يقاتل إسرائيل‪.‬‬ ‫فالتجارب المذكورة‪ ،‬في نيويورك وبغداد وجنوب‬ ‫لبنان‪ ،‬لم تثمر وعيا ً تثقيف ّيا ً في العالم العربيّ بقدر‬ ‫ما أنتجت وعيا ً تثبيت ّيا ً يكرّ ر الثوابت المقيمة في‬ ‫اللغة السياسيّة العربيّة‪ ،‬كمثل أنّ ‪ 11‬أيلول ليس‬ ‫إرهاباً‪ ،‬فيما اإلرهاب الحقيقيّ الذي ال يُح َبس بين‬ ‫مزدوجين هو ما تفعله أميركا‪ ،‬أو كمثل أنّ احتالل‬ ‫العراق ال يخالطه أيّ تحرير‪ ،‬ال بل تمليه نيّة‬ ‫شريرة واحدة تتفاوت بين نهب النفط والهيمنة على‬ ‫المنطقة‪ ،‬أو كمثل أنّ مقاتلة إسرائيل تسبغ النبوءة‬ ‫ح ّتى على الشياطين‪ .‬وحين تراجع أثر السحر الذي‬ ‫أحدثه «النصر اإللهيّ »‪ ،‬مع زحف الحزب ذاته‬ ‫على بيروت بعد عامين‪ ،‬راح معظم الذين تعافوا‬ ‫من سحر المقاومة اللبنانيّة يستعيضون عنه بمزيد‬ ‫االن���س���ح���ار‬ ‫ب��ال��م��ق��اوم��ة‬ ‫العراقيّة!‬ ‫أغ��ل��ب ال��ظ��نّ‬ ‫أنّ هذا التراكم‬ ‫الفكريّ الجاهز‬ ‫ال��ذي يتساوى‬ ‫ف��ي��ه ال��ح��اك��م‬ ‫وال��م��ح��ك��وم‪،‬‬ ‫األوّ ل بخبث‬ ‫وال����ث����ان����ي‬ ‫بسذاجة‪ ،‬إ ّنما‬ ‫ع���م���ل ع��ل��ى‬ ‫إفقار الثورات‬ ‫م����س����ب����ق����اً‪،‬‬ ‫مُضعفا ً بُعديها‬ ‫ا لد يمو قر ا طيّ‬ ‫والكونيّ ‪ .‬فهو لم يكن‪ ،‬بالنسبة إلى من ينتظرون‬ ‫تنويراً ما يسبق الثورات‪ ،‬غير تنوير مضا ّد‬ ‫يطابق الحاكم ويجانسه بدل أن يبلور الخالف‬ ‫معه واالنشقاق عنه‪ .‬وأغلب الظنّ أ ّنه لوال ذاك‬ ‫حاصل‪ ،‬لغدا‬ ‫كتحصيل‬ ‫التراكم الجاهز‪ ،‬والمأخوذ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مُكوّ نُ الوعي في الثورات أصلب وأش ّد مناعة‬ ‫حيال «داعش» وإخوانه‪ .‬ذاك أ ّنه حين جاءتنا‬ ‫باحتماالت وعيها الجديد‪ ،‬كان ذاك الوعيّ القديم‬ ‫يُثقل على جديدها ويح ّد من ِجدّته‪.‬‬ ‫لقد ساد‪ ،‬مع «الربيع العربيّ »‪ ،‬الظنُّ الصائب‬ ‫نظر ّيا ً أنّ الثورات أنهت اإلرهاب وقطعت معه‪،‬‬

‫ولم يُنت َبه بما فيه الكفاية إلى ذاك المكمن الهشّ‬ ‫في الثورات الذي يتيح لإلرهاب أو للتعصّب أن‬ ‫يتسرّ با إليها ويتغلغال فيها‪.‬‬ ‫وفي شراكة الوعي هذه بين الحاكم والمحكوم كان‬ ‫النظام السوريّ وحده المستفيد‪.‬‬ ‫فهو قرأ األح��داث الحماسيّة الثالثة سينيك ّياً‪،‬‬ ‫وت��ص��رّ ف حيالها سينيك ّيا ً أي��ض��اً‪ .‬وفيما كان‬ ‫يتعاون أمن ّيا ً مع االستخبارات األميركيّة‪ ،‬مرّ ر‬ ‫«المجاهدين» إلى العراق كي يقتلوا أميركيّين‬ ‫وعراقيّين‪ .‬ومثلما وجد مب ّكراً في مقاومة «حزب‬ ‫هللا» إلسرائيل دعامة الستمراره‪ ،‬عثر على‬ ‫دعامة أخرى في مقاومة «القاعدة» لألميركيّين‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬وفي المرّ ات الثالث‪ ،‬كان النظام السوريّ‬ ‫يستفيد من قناعات الجماهير المخدّرة بالمقاومات‬ ‫والتي ما لبثت أن ثارت على النظام إيّاه بقلوب‬ ‫ّ‬ ‫موزعة الهوى وصور عن الذات والعالم يسكنها‬ ‫اضطراب عميق‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال يمكن توجيه الكثير من النقد القاسي‬ ‫لسياسات «جورج دبليو بوش» حيال اإلرهاب‬ ‫كما حيال العراق‪ .‬لكنّ هذا النقد ال يُعفي اإلرهابيّين‬ ‫من إرهابهم‪ ،‬وال يلغي أنّ احتالل العراق و ّفر‬

‫فرصة بدّدها العراقيّون وقضوا عليها‪ .‬وقد كان‬ ‫واضحا ً منذ ‪ 2006‬أنّ الوطنيّة التي ُتستعرض في‬ ‫جنوب لبنان ليست شيئا ً آخر غير التمهيد للمذهبيّة‬ ‫التي اس ُتعرضت بعد عامين في بيروت‪.‬‬ ‫ولئن م��رّ ت تلك األح��داث م��رور الكرام على‬ ‫جماهير شاخت مبادئها‪ ،‬فالتبست مقاصدها‬ ‫وتداخلت قواها‪ ،‬فإنّ األنظمة وحدها‪ ،‬وهي بال أيّ‬ ‫مبدأ‪ ،‬غنمت خبر ًة منها‪ ،‬كما غنمت حجّ ة كاذبة‬ ‫أخرى ال تني تستخدمها ض ّد من صدّقوا الحجّ ة‬ ‫هذه‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫انتهاكات‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪5‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫ر ّداً على‬

‫احترام آراء جميع السورّيين‬ ‫تح ّية ط ّيبة؛‬ ‫ّ‬ ‫األعزاء في هيئة التحرير‪:‬‬

‫نحن نؤمن بالشراكة الوطنيّة في عمليّة‬ ‫التحرير والبناء ولع ّل واح��دة من أه ّم ما‬ ‫يشمله هذا البناء والتحرير هو حرّ يّة األقالم‬ ‫في إب��داء ال��رأي وتوصيف وتحليل ونقد‬ ‫األح��داث على الصعد كا ّفة‪ ،‬األم��ر الذي‬ ‫من شأنه االرتقاء بالفكر والبنية المجتمعيّة‬ ‫وتحسين أداء النخب سياسيّة كانت أو‬ ‫مجتمعيّة أو غير ذلك ممّا ال يحصر‪.‬‬ ‫وحرّ يّة األقالم ال تنحصر في الصحافة بل‬ ‫تشمل غيرها من إصدارات علميّة وفكريّة‬ ‫واقتصاديّة وأدب��يّ��ة ‪ ....‬إل��خ‪ ،‬وك�� ّل ذلك‬ ‫يعتبر اللبنة األساسيّة في بناء مجتمع متقدّم‬

‫وحضارة إنسانيّة تغني العالم والتاريخ وهذا‬ ‫ما نسعى إليه من خالل إدارتنا في تجربتها‬ ‫األولى والمتواضعة ونحن على يقين أنّ‬ ‫القمع ومحاصرة األق�لام‪ ،‬إلى ما هنالك‬ ‫من األساليب المقيتة‪ ،‬هي من أبرز عوامل‬ ‫ّ‬ ‫تأخر المجتمعات‪ ،‬ولم يكن هذا توجّ هنا حين‬ ‫منعنا توزيع عدد أو اثنين من صحيفتكم‬ ‫المو ّقرة‪ ،‬إلاّ أنّ المنع كان عائداً لما فيها‬ ‫من معلومات مغلوطة تحمل في طيّاتها شيئا ً‬ ‫من شراسة الكلمة بدل فراستها‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫تجاهل ّ‬ ‫حق التوضيح وإبداء الرأي للطرف‬ ‫اآلخر (اإلدارة الذاتية)‪ ،‬وهذا األسلوب في‬ ‫نشر المقاالت تكرّ ر بطريقة فيها الكثير‬ ‫من االستفزاز للرأي العام الكرديّ خاصّة‪،‬‬

‫ر ّد المحرر‪:‬‬

‫ولمكوّ نات مناطق اإلدارة الذاتيّة عامّة‪ ،‬إذ‬ ‫أ ّننا وعلى مدار السنوات المنصرمة من‬ ‫عمر الثورة ونحن على أرضنا متشبّثين‬ ‫بك ّل ما أوتينا من قوّ ة وعزيمة جاهدين للذود‬ ‫عنها بما نملك‪ ،‬ولمّا جوبهنا بأقالم ال منصفة‬ ‫في إيراد األحداث وتفاصيلها وعالوة على‬ ‫ذلك الطعن في الحقائق وتشويهها وا ّتهام من‬ ‫يدفع الدم في سبيل أرضه وعرضه‪ ،‬ا ّتهامه‬ ‫ّ‬ ‫بحق الشعب‬ ‫بالتواطؤ وارتكاب الجرائم‬ ‫الذي يتفيّأ في ظ ّل تلك الدماء ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األعزاء‪:‬‬ ‫إخوتنا‬ ‫في الفترة األخ��ي��رة عبّر الكثيرون من‬ ‫أبناء المقاطعة عن استيائهم وإحباطهم من‬ ‫المقاالت الالمهنيّة والالموضوعيّة‪ ،‬وكانت‬

‫هيئة التحرير تشكر األصدقاء في هيئة الثقافة على رسالتهم‪ ،‬وها هي تنشرها كاملة كما وردت ضمن‬ ‫سياستها في احترام آراء جميع السوريّين‪ ،‬مع التنويه أنّ المهنيّة في العمل الصحفيّ ال تحدّد فقط من‬ ‫وجهة نظر من تناولته المادّة الصحفيّة‪ ،‬وإ ّنما بمعيار مهنة الصحافة‪ ،‬وما يُنشر من مواد تستوفي مهنيّتها‬ ‫وتحمل رأي من كتبها‪ ،‬وبالتالي فهو رأي يحتمل الخطأ والصواب‪ ،‬وبالتالي الصحيفة مستعدّة لنشر الرأي‬

‫مآخذنا على الصحيفة تدور تحديداً حول‬ ‫هاتين النقطتين وبناء على هذا‪ ،‬نرجو من‬ ‫هيئتكم المو ّقرة أن توضّح للك ّتاب بأنّ الحرّ يّة‬ ‫ال تعني أبداً الخروج عن المهنيّة وأخالقها‬ ‫وعدم التزام الموضوعيّة في تناول األحداث‬ ‫والتحليالت وغيرها متم ّنين أن نبقى على‬ ‫تواصل يخلق إطاراً من التعاون واإليجابيّة‬ ‫الخلاّ قة لبناء سورية الحرّ ة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد نتم ّنى من هيئتكم ما ي ّ‬ ‫ُلخص‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫م��راج��ع��ة ال��م��واد ق��ب��ل نشرها‬ ‫ ‬‫والتح ّقق ما أمكن من استيفائها لشروط‬ ‫العمل الصحفيّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ح��ق ال��ر ّد على بعض‬ ‫إعطاؤنا‬ ‫‪ -‬‬

‫المقاالت التي تحاول تزوير الحقائق‪.‬‬ ‫فتح المجال لنا إليصال صوت‬ ‫ ‬‫وصورة اإلدارة الذاتيّة الحقيقيّة لشركائنا‬ ‫في الوطن عبر صفحاتكم لتكون صحيفتكم‬ ‫مرآة حقيقيّة لك ّل السوريّين‪.‬‬ ‫بانتظار ردّكم في أقرب فرصة ممكنة‪.‬‬ ‫في النهاية ال يسعنا إلاّ أن نتم ّنى لكم ك ّل‬ ‫النجاح والتوفيق‪.‬‬ ‫هيئة الثقافة في مقاطعة عفرين ‪ -‬سورية‬ ‫االستشارة والرقابة‬ ‫أسامه خليل أحمد‬

‫المخالف ضمن تقاليد العمل الصحفيّ المعروفة‪.‬‬ ‫وللعلم لم يصل إلى الصحيفة أيّ ر ّد من أيّة جهة ولم تنشره‪ ،‬إلاّ ماّدة واحدة كانت منشورة في أكثر من‬ ‫موقع الكترونيّ ‪ ،‬وسياسة التحرير ال تنشر مواداً منشورة سابقاً‪.‬‬

‫سّتة أشهر على الحصار‬

‫الوطني‬ ‫من الشبّيحة إلى كتائب الدفاع‬ ‫ّ‬

‫رمضان دير الزور‪ ،‬بطعم الجوع والموت‬

‫الالذقية مدينة مستباحة‬

‫دير الزور ‪ -‬انرتنت‬ ‫أط�� ّل شهر رمضان المبارك على أبناء من حي البغيلية المحاصر ويصل سعر‬ ‫دير ال��زور في األحياء المسيطر عليها الكيلو الواحد ‪ 1300‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫من قبل قوّ ات النظام وقد أرهقهم الحصار ارتفاع االسعار لم يقتصر على المواد‬ ‫المستمرّ منذ س ّتة أشهر وال��ذي يفرضه الغذائيّة والفواكه بل شمل المحروقات‬ ‫تنظيم «داعش» في ظ ّل نقص حا ّد بالمواد والتي بلغت أسعار خياليّة فسعر ليتر‬ ‫البنزين المكرّ ر بالمصافي‬ ‫الغذائيّة واالستهالكيّة‬ ‫التقليديّة (حرّ اقات) وصل‬ ‫وارتفاع األسعار بشكل املواد الغذائيّة‬ ‫ألكثر م��ن ‪ 2000‬ل‪.‬س‬ ‫جنونيّ مع انعدام شبه‬ ‫املناطق‬ ‫يف‬ ‫واحملروقات‬ ‫ول��ت��ر ال��م��ازوت ‪1500‬‬ ‫تا ّم للمحروقات وغياب‬ ‫ل‪.‬س األم��ر ال��ذي أجبر‬ ‫األج���واء الرمضانيّة احملاصرة تباع بأسعار‬ ‫األهالي على استخدام النار‬ ‫المعتادة‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫تصل‬ ‫مضاعفة‬ ‫ً‬ ‫في طهي الطعام‪.‬‬ ‫«أم أحمد» ‪ 45‬عاما‪،‬‬ ‫«ريم» طالبة جامعيّة من‬ ‫م����ن ح����ي ال���ج���ورة أكثر من ‪ %500‬من‬ ‫حيّ الجورة تقول «المواد‬ ‫ال��م��ح��اص��ر‪ ،‬أشعلت‬ ‫ال��ن��ار بقطع الخشب سعرها احلقيق ّي يف‬ ‫الغذائيّة والمحروقات في‬ ‫المناطق المحاصرة تباع‬ ‫المقطوعة من الشجرة املناطق احمل ّررة‬ ‫بأسعار مضاعفة تصل إلى‬ ‫األخ��ي��رة أم��ام منزلها‬ ‫أكثر من ‪ %500‬من سعرها‬ ‫لطهي ال��ط��ع��ام‪ ،‬قلت‬ ‫لها‪ :‬إنّ الوقت م��ازال مبكراً‪ ،‬فقالت لي الحقيقيّ في المناطق المحرّ رة‪ ،‬نتيجة قلةّ‬ ‫بلهجتها الديرية «رمضان كريم اليوم أجانا الكمّيات وتحكم التجار باألسعار»‪.‬‬ ‫حبّ قمح وبدّنا نطبخه مثل البرغل وهذا هذا ويعاني األهالي من نقص في مياه‬ ‫ّ‬ ‫محطات‬ ‫الحب غير مسلوق وبدوا طبخ كثير ولهيك الشرب وذلك يعود لتو ّقف معظم‬ ‫شعلت النار وهللا يا ابني البارح تسحرنا مي المياه في مناطق الحصار بسبب انقطاع‬ ‫وزعتر وقلنا نفطر اليوم برغل حسبي هللا التيّار الكهربائيّ منذ أكثر من أربعة أشهر‬ ‫وع��دم توفر الوقود لتشغيل المحرّ كات‬ ‫على من كان السبب»‪.‬‬ ‫العاملة على الديزل‪.‬‬ ‫أوضاع كارث ّية داخل الحصار‬ ‫يعاني أكثر من ‪ 350‬ألف مدنيّ داخل غياب أجواء رمضان‬ ‫األحياء المحاصرة من ظ��روف صعبة كان قدوم شهر رمضان يعني الكثير ألبناء‬ ‫ج�� ّداً مع دخ��ول شهر رمضان ومضي دير الزور من طقوس كثيرة وتحضيرات‬ ‫أكثر من س ّتة أشهر على الحصار أوضاع له على الصعيد المادّي والروحيّ ‪.‬‬ ‫يصفها األهالي بالكارثيّة بعد ظهور نتائج ففي السنوات السابقة كان األهالي يخرجون‬ ‫الحصار من انعدام شبه تا ّم للموا ّد الغذائيّة إلى األسواق لشراء المؤن والمواد الغذائيّة‬ ‫واالستهالكيّة وفقدان المحروقات وغالء تحضيراً لهذا الشهر المبارك‪ ،‬كما يتبادل‬ ‫األهل والجيران الزيارات وطلب السماح‬ ‫األسعار للمواد الموجودة‪.‬‬ ‫أحمد صاحب مح ّل في حيّ القصور تحدّث من بعضهم في هذا الشهر‪ ،‬ويقوم كبار ك ّل‬ ‫لـ «كلّنا س��وريّ��ون» بقوله «لقد أغلقت حيّ بجمع المتخاصمين وح ّل الخالفات‬ ‫محلّي بعد نفاذه من محتوياته وعدم تو ّفر الدائرة بينهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المواد نتيجة الحصار وأن تو ّفر بعضها «جاسم» ‪ 33‬عاما‪ ،‬من مدينة دير الزور‪،‬‬ ‫فهي بأسعار مرتفعة ال طاقة لي على يقول‪:‬‬ ‫كنت أخرج قبل أذان المغرب ألحضر‬ ‫شرائها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فبلغ سعر كيلو السكر أكثر من‪ 2000‬ل‪.‬س العرق ســوس والتمر الهندي من الباعـة‬ ‫وكيلو اللحمة ‪ 5000‬ليرة ل‪.‬س وكيلو ف��ي ش��ـ��ـ��ارع ال����وادي وم��ن ث�� ّم أحضر‬ ‫الخيار والبندورة ‪ 1200‬ل‪.‬س أمّا ربطة «المعروك» و «الكليجة» من محلاّ ت‬ ‫الخبز فبلغ سعرها أكثر من ‪ 300‬ل‪.‬س‪« ،‬أبو سمير»‪.‬‬ ‫بالنسبة للفروج والفواكه فهي موا ّد مفقودة يضيف «ج��اس��م» ج��رت ال��ع��ادة بدير‬ ‫منذ بداية الحصار‪ ،‬باستثناء المشمش القادم الزور اجتماع األسرة حول مائدة اإلفطار‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وخلوّ الشارع من المارة باستثناء األوالد‬ ‫الصغار الذين يتبادلون الطعام (السكبات)‬ ‫مع الجيران‪ ،‬فك ّل بيت يرسل كميّة من‬ ‫طبخة اإلفطار إلى الجيران؛ لكنّ رمضان‬ ‫الحصار غير ذلك‪ ،‬فبعد األذان يبقى الناس‬ ‫في الشوارع أو أمام منازلهم فالبعض ال‬ ‫يملك ما يأكله والبعض ال يوجد لديه سوى‬ ‫بقايا الخبز ومنهم لديه الماء فقط وال شيء‬ ‫غيره‪.‬‬ ‫فالحصار والحرب طمس ك ّل ما هو جميل‬ ‫في شهر رمضان‪ ،‬ولم يعد سوى سببا ً‬ ‫إضاف ّيا ً في معاناة األهالي الذين افتقدوا‬ ‫أجواء رمضان بك ّل معانيها‪ ،‬ولم َ‬ ‫يبق سوى‬ ‫الحصار والجوع‬

‫قذائف رمضان ّية على مناطق الحصار‬

‫«نعمة العبود» ام��رأة من حيّ الجورة‪،‬‬ ‫كانت تسير في شوارع الجورة والقصور‬ ‫تبحث عن ما تتناوله على اإلفطار بعد‬ ‫صيام يوم شاق‪ ،‬لكنّ قذيفة هاون مصدرها‬ ‫تنظيم «داع��ش» المحاصر لها وآلالف‬ ‫المدنيّين كانت كافية لقتلها وترك عائلتها‬ ‫بدون وجبة إفطار‪.‬‬ ‫فالتنظيم يقوم بحصار وقصف األحياء‬ ‫الواقعة تحت سيطرة قوّ ات النظام منذ ‪6‬‬ ‫أشهر‪ ،‬قصف لم يفرّ ق بين المدنيّين وقوّ ات‬ ‫النظام‪ ،‬ولم يتو ّقف ح ّتى في أقدس األشهر‬ ‫شهر رمضان المبارك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ك الحصار عن‬ ‫الناطق باسم حملة «معا لف ّ‬ ‫دير الزور» السيّد «جالل الحمد» صرّ ح‬ ‫لصحيفة «كلّنا سوريّون» بأنّ ‪:‬‬ ‫«التنظيم قصف الحيّ مرّ ات عدّة ولكن‬ ‫القصف ازداد في الفترة األخيرة وخاصّة‬ ‫في شهر رمضان‪ ،‬فالتنظيم يستهدف الحيّ‬ ‫بشكل شبه يوميّ وقد تسبّب القصف بسقوط‬ ‫عدد من الشهداء والجرحى جميعهم من‬ ‫المدنيّين»‪.‬‬ ‫ويتابع «الحمد»‪:‬‬ ‫«شهر رمضان هذا العام ال يمكن إلاّ وصفه‬ ‫بشهر الحصار والموت في مناطق النظام‬ ‫ّ‬ ‫المقطعة والتضييق‬ ‫والخوف وال��رؤوس‬ ‫في ريف المحافظة الواقع تحت سيطرة‬ ‫التنظيم»‪.‬‬

‫حممّد ح ّسان‬ ‫‪ -‬صوت وصورة ‪ -‬كلّنا سوريّون‬

‫ال يولي النظام أه ّميّة كبيرة لحماية‬ ‫المنطقة الساحليّة‪ ،‬بعكس مايعتقده‬ ‫الكثيرون‪ ،‬يبدو أ ّنها محميّة باتفاقات‬ ‫وترتيبات تحت الطاولة أكثر بكثير‬ ‫ممّا هي محميّة بالقوّ ة العسكريّة‪.‬‬ ‫عندما دخلت كتائب المعارضة إلى‬ ‫كسب وال��س��م��رة‪ ،‬ل��م ت��واج��ه جيشا ً‬ ‫نظام ّياً‪ ،‬واجهت فقط بعض مجموعات‬ ‫شبيحة الالذقية ‪ -‬انرتنت‬ ‫ممّن يعرفون بالدفاع الوطنيّ ‪ ،‬والدفاع‬ ‫الوطنيّ هي ميليشيات ش ّكلها وتزعمها‬ ‫التابعة للمخابرات الجويّة»‪ ،‬وهي كتائب تنسّق‬ ‫أشخاص مرتبطون بالنظام أو بإيران‪ ،‬ويتنافسون وتتبع إليران‪.‬‬ ‫فيما بينهم لتكديس األموال من عمليّات السرقة باختصار إذا ما يت ّم تشكيله من ميليشيات في‬ ‫والخطف والقتل واستباحة المجتمع ‪.‬‬ ‫الساحل السوريّ ‪ ،‬إ ّنما يت ّم بإشراف إيرانيّ ويقوم‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫الالذق‬ ‫في‬ ‫بدأ تشكيل كتائب الدفاع الوطنيّ‬ ‫بتدريب هذه الميليشيات عناصر إيرانيّة‪ ،‬وكانت‬ ‫بعد انفجار الثورة السوريّة بفترة قصيرة‪ ،‬كان عمليّة التدريب تت ّم سابقا ً في إي��ران إلاّ أ ّنها‬ ‫نشاطها في البداية يتر ّكز على قمع المظاهرات أصبحت تت ّم في معسكرات أنشئت في الساحل‪،‬‬ ‫بوحشيّة‪ ،‬ث ّم تحوّ لت فيما بعد إلى ميليشيات ترافق رغم أ ّنهم ينقلون عناصرها بالطائرات المروحيّة‬ ‫وحدات الجيش إلى مناطق القتال وتكون غالبا ً لك ّنهم يوهمون هذه العناصر أ ّنهم ذاهبون إلى‬ ‫في الصفوف الخلفيّة‪ ،‬وينحصر عملها بعد أن إي��ران‪ ،‬ويقومون بوضع «طميشات «على‬ ‫يسيطر الجيش على المنطقة بنهبها أوّ الً ث ّم إبقاء عيونهم بحجّ ة السريّة وتحلّق الطائرة بهم فترة‬ ‫مجموعات فيها لحمايتها‪ ،‬بينما ينتقل عناصر كافية من الزمن ث ّم تهبط بهم في منطقة معزولة‪،‬‬ ‫الجيش النظاميّ للقتال في منطقة أخرى‪.‬‬ ‫وحدث أن تم ّكن أحد عناصر هذه الميليشيات من‬ ‫وألنّ نهب المناطق التي تسيطر قوّ ات النظام معرفة المنطقة التي وصلوا إليها وصرح بذلك‬ ‫عليها كان عالي المردود‪ ،‬فقد بدأ التنافس بين فتمّت تصفيته بحجّ ة أنّ أحداً كان لديه مشكلة‬ ‫أشخاص معروفين على تشكيلها ومن ث ّم بدأ ماليّة معه‪.‬‬ ‫التنافس بينهم على اختيار المناطق التي سيت ّم ال يقتصر المتطوّ عون على طائفة واحدة كما‬ ‫نهبها وأيّها أكثر مردوداً‪.‬‬ ‫يروّ ج البعض‪ ،‬فهذه الميليشيات تض ّم من مختلف‬ ‫أولى كتائب الدفاع الوطنيّ في الالذقيّة كان الطوائف وربما يشكل النازحون من حلب نسبة‬ ‫مقرها في المدينة الرياضية بالالذقية وكان كبيرة فيها ‪ ،‬والدافع الرئيس للتطوّ ع فيها هو‬ ‫يقودها هالل األسد الذي اغتيل بطريقة غامضة‪ ،‬التعويض الماليّ الذي يصل في جمعيّة بستان‬ ‫إذ ت ّم قنصه في منطقة قريبة‬ ‫الباشا إل��ى ستين أل��ف ليرة‬ ‫من كسب وك��ان معه ضبّاط‬ ‫سورية وربما أكثر شهر ّيا ً‬ ‫مخابرات «رئيس فرع األمن ما يت ّم تشكيله من‬ ‫(‪ 200‬دوالر) وهو رقم قد‬ ‫لاّ‬ ‫العسكريّ ‪ ،‬واألم��ن‬ ‫ً‬ ‫يبدو صغيرا إ أ ّن��ه كبير‬ ‫السياسيّ​ّة ميليشيات يف الساحل‬ ‫«وبعض الشخصيّات السياسي‬ ‫إذا ما قورن بالرواتب التي‬ ‫مّ‬ ‫ّ‬ ‫وك���ان م��ع��ه ع���دد كبير من السور ّي‪ ،‬إنا يت ّم‬ ‫يتقاضاها موظفو الدولة والتي‬ ‫مرافقيه‪ ،‬وت ّم قنصه لوحده من‬ ‫بغالبها تق ّل عن ‪ 100‬دوالر‬ ‫ي‬ ‫إيران‬ ‫بتنسيق‬ ‫ّ‬ ‫بين المجموعة‪ ،‬وترجّ ح جهات‬ ‫شهر ّياً‪.‬‬ ‫مقرّ بة منه ف��ي ال�لاذق��يّ��ة أنّ‬ ‫هذه‬ ‫بتدريب‬ ‫ويقوم‬ ‫يضاف إلى التعويض الماليّ‬ ‫جهة إيرانيّة تعمل في الساحل‬ ‫ال��م��رت��ف��ع‪ ،‬ب��ق��اء المتطوّ ع‬ ‫عناصر‬ ‫امليليشيات‬ ‫كانت وراء قنصه بسبب عدم‬ ‫بعيداً عن المعارك األساسيّة‬ ‫موافقته على إخضاع كتائب‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫إيران‬ ‫ّ‬ ‫ومشاركته بأعمال النهب التي‬ ‫الدفاع الوطنيّ التابعة له للقيادة‬ ‫تزيد من دخله أيضا ً ‪ ،‬واألهم‬ ‫اإليرانية بشكل مباشر‪.‬‬ ‫هو انتقاله واهله معه من ضفة‬ ‫بنفس الطريقة ولنفس السبب ت ّم اغتيال «محمّد المستباحين الى ضفة المستبيحين‪.‬‬ ‫األسد» الذي يُعرف ب «شيخ الجبل» والذي حزب هللا ال��س��وريّ ‪ ،‬وكتائب رام��ي مخلوف‬ ‫قام بتشكيل كتيبته وأقام معسكراً لها في منطقة وأيمن جابر ومعراج وح ّتى كتيبة الحزب القوميّ‬ ‫القرداحة‪ ،‬إذ ت ّم اغتياله بالقرب من باب معسكره السوريّ ‪ ،‬كلّها يت ّم بناؤها بإشراف إيرانيّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عندما استوقفه أحدهم ‪،‬وأفرغ أربع رصاصات‬ ‫ويخطط لها أن تخضع الساحل السوريّ إلى‬ ‫في جسده‪ ،‬وأيضا ً يرجّ ح المقرّ بون منه أنّ الجهة سيطرتها كما فعل حزب هللا في جنوب لبنان‪.‬‬ ‫اإليرانيّة نفسها هي التي ن ّفذت االغتيال بعدما يتخوّ ف س ّكان الساحل من هذه الميليشيات‪،‬‬ ‫رفض شيخ الجبل أن تكون كتيبته تابعة للقيادة وربّما يكون مفاجئا ً القول‪ :‬إنّ أكثر المتخوّ فين‬ ‫اإليرانية المباشرة ‪.‬‬ ‫هم العلويّون فهم يدركون جيّداً أنّ سيطرة إيران‬ ‫للقيادة‬ ‫الجبل‬ ‫شيخ‬ ‫أو‬ ‫األسد‬ ‫هالل‬ ‫ال يأتي رفض‬ ‫على منطقتهم سيضعهم في مواجهة قاسية مع‬ ‫االيرانية لكتائبهم من خالفات سياسية او تباين فكرة التشيّع التي يرفضها العلويّون وال يزالون‬ ‫في األه��داف األساسية ‪ ،‬فالسلطة إغراء بيت يقفون ضدّها بشدّة ألسباب دينيّة‪.‬‬ ‫األس��د ال��ذي اليقاوم ‪ ،‬فضال عن رغبتهم في مرّ ة أخرى يُستباح الساحل السوريّ من عصابات‬ ‫تأسيس عصابتهم واالستحواذ على مردود عملها تتش ّكل بعلم النظام وبضوء أخضر منه‪ ،‬الشبيحة‬ ‫وادارة هذا المردود بطريقتهم الخاصة ولحسابهم التي استباحت الساحل وأهله لسنين طويلة في‬ ‫الخاص ‪.‬‬ ‫فترة حافظ األسد وكتائب الدفاع الوطنيّ التي‬ ‫ّ‬ ‫تبقى الكتائب التي شكلها رامي مخلوف «كتيبة تستبيحه اآلن في ظ ّل الهيمنة اإليرانيّة على‬ ‫جمعيّة بستان الباشا»‪ ،‬وكتيبة أيمن الجابر وكتيبة كامل القرار السياسيّ في سورية‪.‬‬ ‫علي كيّالي أو «علي معراج التركيّ « (مرتكب‬ ‫مجزرة البيضا وبانياس ) وكتيبة الدفاع الوطنيّ‬ ‫مراسل الالذقيّة – كلّنا سوريّون‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫تحقيقات‬

‫لقاء مع‪...‬‬

‫أكثر من ثالث طرق للتهريب‬ ‫ُ‬ ‫حصلت على رقم هاتفه الخليويّ ولقبه المُستعار‬ ‫«أب��و غسّان» من أحد األصدقاء‪ ،‬ا ّتصلت‬ ‫به على أساس أن أستفسر عن «األسعار»‬ ‫للوصول تهريبا ً إلى أوروبّ��ا‪ ،‬ث ّم طلبت أن‬ ‫أراه‪ ،‬لم يتردّد بالقبول‪ ،‬وعندما التقينا في أحد‬ ‫مقاهي «استانبول»‪ ،‬صارحته بأ ّنني بصدد‬ ‫لقاء صحفيّ معه‪ ،‬الستجالء بعض األمور‪،‬‬ ‫ومعرفة تفاصيل عن مسألة تهريب األشخاص‪.‬‬ ‫وأنّ ذلك يفيد السوريّين‪،‬ولن يضرّ ه أو يكشف‬ ‫شخصيّته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فرك «أبو غسّان» يديه وقال‪ :‬توكلنا على هللا‪.‬‬ ‫فسألته‪:‬‬

‫ •‬ ‫التهريب؟‬

‫منذ متى وأن��ت تعمل ف��ي مجال‬

‫أجاب‪ :‬لم يمض عليّ في هذا العمل إلاّ سنة‬ ‫و‪ 7‬أشهر‪ ،‬كنت أخدم في الجيش‪ ،‬انش ّققت عنه‬ ‫في ‪ ،2011/12/2‬بقيت في الداخل أعمل مع‬ ‫األصدقاء ض ّد نظام األسد‪ ،‬سنة ونصف من‬ ‫مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى‪ .‬لم أكن‬ ‫أستطيع أن أحمل السالح بسبب األمراض التي‬ ‫تأكل جسدي‪ .‬ذهبت إلى ريف إدلب بعد أن‬ ‫أصبحت مدينة حماة بيد النظام وأصبح العمل‬ ‫فيها مستحيالً‪ ،‬خاصّة وأ ّنني من األقلّيّات‬ ‫الدينيّة‪ .‬عملت في ريف إدلب لفترة وجيزة‬ ‫ولكنّ حالة التشدّد التي وصل إليها أغلب الناس‬ ‫أصبحت عبئا ً على السوريّين فقرّ رت الرحيل‬ ‫والذهاب إلى أركان جيش الحرّ ‪ ،‬ولك ّنها لم‬ ‫تستطع أن تقدّم لي أو لرفاقي أيّ شيء‪ ،‬فقرّ رنا‬ ‫أن نذهب إلى أحد المخيّمات‪ .‬لم ينصحنا‬ ‫أصدقاؤنا بالبقاء‪ ،‬بسبب سيطرة المتشدّدين‬ ‫على المخيّم‪ ،‬لذلك كانت الشوارع والحدائق‬ ‫العامّة هي مقرّ اتنا ومكان استراحتنا‪.‬‬ ‫استقبلنا بعض األصدقاء فترة من الزمن‪،‬‬

‫ولكن إلى متى؟ لذلك قرّ رنا السفر إلى الخارج الذين يعملون في هذا المجال‪ ،‬وبقي الناس‬ ‫عن طريق التهريب الذي انتشر بين السوريّين‪ .‬يتواصلون معي‪ ،‬لكن إلى اآلن لم أربح شيئاً‪،‬‬ ‫تواصلت مع «أبو أحمد» وهو مهرّ ب سوريّ ‪ ،‬ولم أتاجر بالناس‪ ،‬وال أرسل أحداً إلى البحر؛‬ ‫قال لي‪ :‬إنّ السفر سيكلّفني ‪ 800‬دوالر‪ ،‬ولم أل ّنني أعتقد أنّ التهريب عن طريق البحر هو‬ ‫أك��ن أملك منها إلاّ ‪ 20‬ليرة تركيّة‪ ،‬باقي التجارة بعينها‪ ،‬فالناس تريد الهجرة من الوضع‬ ‫األصدقاء أمّنوا المبلغ عن طريق أهلهم أو السوريّ ‪ ،‬والمهرّ بون يعملون على امتصاص‬ ‫عن طريق أصدقائهم في الخارج‪ ،‬وبقيت دمهم عن طريق إرسالهم في الزورق «البالم»‬ ‫أنا‪ ،‬فعرض عليّ «أبو أحمد» أن أساعده بأن الذي يعبّئونه بما ال يطيق‪ ،‬فالزورق له قياسات‬ ‫أتواصل مع من أعرفهم للسفر عن طريقه‪ ،‬كثيرة‪ ،‬والمهرّ بون يعملون على المقاس ‪3‬‬ ‫وإن أخرجت ‪ 15‬شخصاً‪ ،‬أسافر إلى اليونان أمتار‪ ،‬الذي ي ّتسع ‪ 15‬شخصا ً بالح ّد األقصى‪،‬‬ ‫لك ّنهم يعبّئونه ‪ 35‬شخصاً‪ ،‬وأحيانا ً أخرى أكثر‬ ‫مجّ اناً‪.‬‬ ‫بكثير‪.‬‬ ‫قبلت وأصبحت أتواصل‬ ‫عندما تتواصل مع أحدهم‬ ‫مع من أعرفهم في الداخل‬ ‫بون‬ ‫ر‬ ‫امله‬ ‫يستخدم‬ ‫ّ‬ ‫يزيّن لك أفعاله ويقول لك‪:‬‬ ‫وال��خ��ارج‪ ،‬إنْ علمت أ ّنهم‬ ‫أن��ا أق��وم بعمل نظيف وال‬ ‫ي��ري��دون‬ ‫ال��خ��روج‪ .‬أم ّ​ّنت املقاس ‪ 3‬أمتار‪ ،‬الذي‬ ‫ً‬ ‫أح��مّ��ل ال���زورق أك��ث��ر من‬ ‫أكثر من ‪ 15‬شخصا‪ ،‬ولكني‬ ‫تابعت في عملي مع «أبي يتّسع لـ ‪ 15‬شخصاً‬ ‫ال��ع��دد المطلوب‪ .‬وعندما‬ ‫تصل إل��ى نقطة االنطالق‬ ‫أحمد» أل ّنني ف ّكرت‪ :‬ماذا باحل ّد األقصى‪،‬‬ ‫تجد أنّ ال��زورق ال يتحرّ ك‬ ‫بعد أن أصل إلى اليونان‪،‬‬ ‫لكنّهم يعبّئونه‬ ‫من كثرة الموجودين‪ ،‬وقد‬ ‫كيف سأستمرّ ؟‬ ‫يغرق وتلغى الرحلة بعد‬ ‫• ‬ ‫«أب��و غ� ّس��ان» ال ‪ 35‬شخصاً‪ ،‬وأحياناً‬ ‫مسير طويل خارج المدينة‪.‬‬ ‫تقل لي إ ّنك تساعد فقط‪ ،‬ألنّ‬ ‫الجميع يقولون ذل��ك! أنت أخرى أكثر بكثري‬ ‫وهم يوصلونك إلى النقطة‬ ‫وال يرجعونك إن رفضت‬ ‫تعمل بمجال تهريب البشر‪،‬‬ ‫الذهاب معهم‪ .‬وهناك العديد‬ ‫يعني تتاجر بهم؟!‬ ‫لم أكذب على الناس‪ ،‬ولم أتاجر بهم‪ ،‬من كان من الحوادث التي حدثت في البحر من غرق‪،‬‬ ‫وضعه سيّئا ً كنت أضغط على «أبي أحمد» وهناك الكثير والكثير الذي لم يُذكر‪ ،‬ولكن‬ ‫لكي يساعده‪ ،‬وأقول له‪ :‬ساعد البعض فيلجأ نحن نعلم بها لتواصلنا مع المهرّ بين‪.‬‬ ‫ما هي الطرق الم ّتبعة في التهريب‬ ‫إليك الكثير‪ ،‬وفعالً ساعد «أبو أحمد» العديد • ‬ ‫ممن أرسلتهم إليه‪ ،‬ث ّم زاد عمله أكثر من قبل‪ ،‬هذه األ ّيام؟‬ ‫فرفع السعر أكثر‪.‬‬ ‫نفس الطرق‪ ،‬منها بحريّة ومنها برّ ية ومنها‬ ‫تركت «أبو أحمد» وبقيت أتواصل مع الناس جويّة‪.‬‬ ‫بعد أن تعرّ فت على العديد من األشخاص‬ ‫البحريّة لها ‪ 3‬طرق‪ ،‬األول��ى‪ :‬ال��زورق أو‬

‫(البالم)‪ ،‬ويت ّم من‬ ‫ع���دّة مناطق في‬ ‫تركيا‪ ،‬قد تصل به‬ ‫قوارب التهريب ‪ -‬انرتنت‬ ‫بسالمة‪ ،‬وقد تصل‬ ‫بعد غرق الزورق‬ ‫في منتصف الطريق‪ ،‬وقد ال تصل وتعود إلى‬ ‫تركيا‪ ،‬وهناك الكثير ممن خرجوا بالزورق‬ ‫وساعدتهم البحريّة اليونانيّة ومنهم من تركتهم‬ ‫يصارعون موقفهم ومنعتهم من اإلكمال إلى‬ ‫اليونان‪ ،‬ومنهم من ساعدتهم البحريّة التركيّة‪،‬‬ ‫وأيضا ً منهم من تركتهم‪ ،‬ومنهم من أعادتهم‬ ‫خارج حدودها إلى سورية عن طريق معبر‬ ‫باب السالمة‪ .‬ولكن هذه الطريق اليوم صعبة‬ ‫خاصّة بعد التشديد‪ ،‬بعد غرق زورق ّ‬ ‫مطاطيّ‬ ‫وموت ‪ 6‬أشخاص‪ ،‬وهناك الكثير من األقاويل‬ ‫عن هذا الغرق‪ ،‬منها أنّ األتراك هم من أطلقو‬ ‫النار على الزورق‪ ،‬أو أنّ اليونانيّين هم من‬ ‫أطلقوا‪ ،‬ومنهم من يقول إ ّنه غرق لوحده‪ .‬كثيرة‬ ‫هي األقاويل‪ ،‬لكن ال يعلم إلاّ هللا والمهرّ بون‬ ‫ماذا حصل‪.‬‬ ‫والطريق الثانية‪ :‬القفز من القارب‪ ،‬وهو قليل‬ ‫االستخدام ألنّ على الناس أن تقفز قبل اليابسة‬ ‫بمسافة طويلة ويكملون سباحة إلى الشاطئ‪.‬‬ ‫والطريق الثالثة‪ :‬هو اليخت‪ ،‬وفيه يت ّم التواصل‬ ‫بين مكتب سياحيّ وبين المهرّ ب وتخرج رحلة‬ ‫سياحيّة إلى المنطقة الم ّتفق عليها‪ ،‬يغادر‬ ‫القارب ‪ 7‬أشخاص أو أق ّل ويصعد مكانهم من‬ ‫يريد أن يهاجر‪ ،‬وهذه أضمن الطرق وأغالها‪،‬‬ ‫ولكن إن علمت الشرطة اليونانيّة أو التركيّة‬ ‫فسيعاقب صاحب اليخت بالحبس الطويل‬ ‫وبتجارة األشخاص‪.‬‬ ‫أمّا البريّة فهي طريقين‪ :‬عبر بلغاريا‪ ،‬وهي‬ ‫غير محبّبة للكثيرين من المهاجرين‪ ،‬أو عبر‬

‫اليونان الذي يفصلها عن تركيا نهر فيه أماكن‬ ‫قليلة العمق‪.‬‬ ‫تبقى الطريق الجوّ يّة‪ :‬فإمّا أن تخرج من تركيا‬ ‫ج��وّ اً من أحد مطاراتها ويقوم بذلك معظم‬ ‫المهرّ بين األت��راك‪ ،‬فإن ت ّم ضبطك من قبل‬ ‫الشرطة التركيّة تخسر المبلغ الذي دفعته‪.‬‬ ‫أو الطيران جوّ اً من اليونان أيضا ً عن طريق‬ ‫مهرّ ب بواسطة هويّة أو جواز سفر مزوّ ر أو‬ ‫شبيه‪ ،‬وهذا ما عمل عليه كثير من السوريّين‪،‬‬ ‫وح ّتى اليونانيّون تعلّموا العربيّة من أجل‬ ‫السوريّين‪ ،‬فأحد األشخاص حاول السفر عبر‬ ‫اليونان من مطار أثينا‪ ،‬تحدّث إليه شرطيّ‬ ‫البوّ ابة النهائيّة وق��ال له‪ :‬أنت من حلب أم‬ ‫دمشق؟ فوجئ الشابّ وأجابه باللغة اإلنكليزيّة‬ ‫أ ّنه ال يفهم عليه‪ ،‬ولكنّ الشرطيّ عاد وسأله‪:‬‬ ‫أتريد أن تنام في البيت أم في السجن؟ ضحك‬ ‫الشابّ وأجاب‪ :‬ال‪ ،‬في البيت‪ .‬انتهت المحاولة‬ ‫هنا‪ ،‬بعد ذلك أعاد الكرّ ة لكن برّ اً‪.‬‬ ‫كما خرج الكثير من السوريّين عن طريق‬ ‫الجبل األسود أو مقدونيا ث ّم صربيا ث ّم هنغاريا‬ ‫ث ّم النمسا وبعدها ألمانيا إن كانت وجهته‪ ،‬أو‬ ‫عن طريق بلغاريا ث ّم صربيا ث ّم النمسا إن كانت‬ ‫األخيرة وجهته‪ ،‬وهناك سوريّون يعملون اآلن‬ ‫في صربيا أو الدول التي يصلون إليها‪.‬‬

‫أصر «أبو غ ّسان» على أ ّنه‬ ‫• ‬ ‫أخيراً‪ّ ،‬‬ ‫مهرباً‪ ،‬فهو يساعد الناس في الوصول‬ ‫ليس ّ‬ ‫إلى أهدافهم‪ ،‬وال يستطيع أن يساعد نفسه‪.‬‬

‫زين كفا‬

‫من أجبرك على ال ُمرّ؟‬

‫الموت بأشكال مختلفة‪ ،‬وال خيارات‬ ‫وسط األح��داث الدامية التي عاشها الشباب‬ ‫السوريّ بشكل خاصّ في ظ ّل ضياع الحلم‬ ‫المنشود على أيدي ميليشيات النظام السوريّ‬ ‫وميليشيات الكتائب المتأسلمة‪ ،‬تصاعدت موجة‬ ‫الهجرة الجماعيّة غير القانونيّة للشباب إلى‬ ‫أوروبّا‪ ،‬رغم أنّ الكثيرين قد غرقوا وضاعت‬ ‫أحالمهم‪ ،‬أو قُبض عليهم وأُعيدوا إلى الدول‬ ‫التي خرجوا منها‪.‬‬

‫الهروب من التبصيم إلى التبصيم‬

‫بدأ حلم الشباب السوريّ أو العربيّ بشكل عا ّم‬ ‫يوجّ ه أنظاره نحو أوروبّا منذ بدايات القرن‬ ‫التاسع عشر هذا ما قاله «إبراهيم‪ .‬ن» الذي‬ ‫وصل إلى شواطئ إيطاليا مبحراً من مرسين‬ ‫التركيّة إلى شواطئ اإلسكندريّة ألنّ السلطات‬ ‫التركيّة ألقت القبض على ‪170‬سور ّيا ً كانوا‬ ‫سيبحرون على متن السفينة ولم يستطيعوا‪،‬‬ ‫لذلك قرّ ر «أبو عادل» المهرّ ب أن يبحر إلى‬ ‫اإلسكندريّة كي يكمل العدد‪ .‬يقول إبراهيم‪:‬‬ ‫وصلنا إل��ى اإلسكندريّة‪ ،‬ولكنّ السلطات‬ ‫المصريّة ألقت القبض علينا بتهمة التهريب‬ ‫وبعد خروجي من السجن الذي دام شهرين‬ ‫وبعد أن سقطت تهمة التهريب وسجنت بتهمة‬ ‫دخول غير شرعيّ إلى األراضي المصريّة‬ ‫وبدأ العمل من جديد على تأمين المال وتحقيق‬ ‫حلم الهجرة إلى األوطان الموعودة‪ ،‬بقيت نحو‬ ‫‪ 8‬أشهر ح ّتى استطعت العودة إلى تركية‪ ،‬ث ّم‬ ‫أعدت المحاولة حيث ا ّتجهت أنا وصديقي‬ ‫حسين إلى الحدود البلغاريّة من استنبول إلى‬ ‫قرية أهمتالر (‪ )Ahmetler‬التركيّة والتي‬ ‫بحثنا عبر (‪ )google earth‬على الحدود‬ ‫فوجدناها أفضل األماكن‪ ،‬بسبب قربها من‬ ‫الغابة‪ .‬بقينا ليلة واحدة في تلك المنطقة وتابعنا‬ ‫السير حسب (‪ )gps‬وقطعنا الحدود البلغارية‬ ‫التركيّة سيراً وتابعنا في الغابة ‪ 3‬أيّام‪ ،‬وما‬ ‫إن وصلنا إلى أوّ ل قرية ح ّتى استأجرنا سيّارة‬ ‫خاصّة وفي الطريق ت ّم إيقافنا من قبل الشرطة‬ ‫البلغاريّة ووضعنا في «كامب» بعد تحقيق دام‬ ‫خمس ساعات مع تفتيش لجوّ االتنا وإصرارهم‬ ‫على معرفة المهرّ ب الذي أدخلنا‪ ،‬ث ّم بصمنا‬ ‫على األوراق وبعد أربعة أيّ��ام من البصمة‬ ‫أعطونا ورقة تسمح لنا بالتحرّ ك في بلغاريا ث ّم‬ ‫ا ّتجهنا مباشرة إلى الحدود البلغاريّة الصربيّة‬ ‫ووصلنا بعد يومين‪ ،‬وكان الدخول سهل لم يكن‬ ‫هناك أيّ تعقيد بالدخول إلى صربيا غير أ ّننا‬ ‫تابعنا ‪ 4‬أيّام سيراً على األقدم إلى أن أقلّتنا‬ ‫سيّارة إلى أوّ ل مدينة تواجهنا وهي (‪)Niš‬‬ ‫ث ّم أقمنا فيها لبضع ساعات في أحد الفنادق‬ ‫الصغيرة في منطقة (‪ )Cerova‬ث ّم توجّ هنا‬ ‫في اليوم الثاني إلى العاصمة بلغراد ومنها‬ ‫إلى الحدود الهنغاريّة إلى مدينة «باجموك»‬ ‫وكانت أصعب المراحل هي هنغاريا حيث‬ ‫بقينا يومين على الحدود نحاول الدخول بسبب‬ ‫الحراسة المشدّدة من قبل الطرفين وبقينا‬ ‫متخ ّفيين في هنغاريا ونتن ّقل بحذر شديد ألنّ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫البصمة فيها معترف عليها ولن تقبلك أيّة دولة‬ ‫أخرى ث ّم وصلنا إلى الحدود مع النمسا ودخلنا‬ ‫بشكل عاديّ دون أيّ عناء وأيضا ً بقي لدينا‬ ‫بعض الخوف أن يت ّم «تبصيمنا» في النمسا‬ ‫ألنّ وجهتنا كانت ألمانيا‪ .‬وصلنا إلى ألمانيا‬ ‫بعد ‪ 19‬يوما ً لم تكن التكاليف غالية ولكن كانت‬ ‫الرحلة شا ّقة‪ ،‬وكان الخوف يسيطر علينا في‬ ‫غابات بلغاريا وصربيا‪ ،‬إضافة إلى المشلّحين‬ ‫الذين أصبح ال عمل لهم إلاّ انتظار السوريّين‬ ‫وسرقة ك ّل ما يحملونه‪.‬‬

‫تنوعت الطرقات والبحر واحد‬ ‫ّ‬

‫تقول همسة‪ :‬تواصلت مع «أبو إبراهيم» وهو‬ ‫مهرّ ب من مدينة أزمير يعمل مع أوالده في‬ ‫مكتب في وسط المدينة‪ ،‬تواصلت معه ثالث‬ ‫مرّ ات وفي ك ّل مرّ ة آخذ منه التطمينات وأنّ‬ ‫أسعاره أفضل األسعار‪.‬‬ ‫لمّا وصلت إلى أزمير استقبلني خالد‪ ،‬وهو‬ ‫عامل لدى «أبو إبراهيم» فقال لي‪ :‬سنذهب‬ ‫كي تضعي أغراضك ألنّ السفر اليوم مساء إن‬ ‫كان الموج هادئاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذهبت معه سيراً نصف ساعة تقريبا من السير‬ ‫على األقدام ح ّتى وصلنا إلى منطقة صناعيّة‬ ‫ويوجد فيها خرابة أو بناء قديم‪ ،‬تو ّقفت‬ ‫وقلت له‪ :‬إلى أين نحن ذاهبون قال‪ :‬سنضع‬ ‫األغراض هنا ح ّتى المساء‪ ،‬ث ّم سنذهب إلى‬ ‫المكتب من أجل وضع المبلغ الم ّتفق عليه‪،‬‬ ‫رفضت وقلت له‪ :‬أذهب إلى أيّ فندق ح ّتى‬ ‫موعد الرحلة‪ ،‬ومباشرة ا ّتصل خالد ب»أبو‬ ‫إبراهيم» وأخبره بأ ّنني أريد أن أقيم في فندق‪،‬‬ ‫ث ّم ا ّتصل بي «أبو إبراهيم» وق��ال‪ :‬الفندق‬ ‫على حسابك‪ ،‬وأنا وافقت ث ّم ذهبنا إلى المكتب‬ ‫وكان عبارة عن غرفة أرضيّة طوليّة فيها‬ ‫أربعة مكاتب والمكتب مليء بالناس‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫سننتظر قليالً ح ّتى نضع المبلغ في مكتب‬ ‫السعد (رغم أنّ صاحب مكتب السعد هرب‬ ‫مع الكثير من األموال حسب ما أخبرني الكثير‬ ‫من األصدقاء) انتظرت ساعة على كرسيّ‬ ‫خشبيّ صغير خارج المكتب ث ّم ذهبت إلى‬ ‫مكتب السعد ووضعت المبلغ‪ ،‬وأخذت رقما ً‬ ‫«شيفرة»‪ ،‬وقلت له‪ :‬سأسحب المبلغ بعد يومين‬ ‫إن لم أخرج‪ ،‬فوافق خالد ومكتب السعد‪ ،‬ث ّم‬ ‫ذهبت إلى الفندق وانتظرت أن يأتي الموعد‪،‬‬ ‫في الساعة ‪ 8‬مساء ا ّتصل بي «أبو إبراهيم»‬ ‫عال والسفر تأجّ ل للغد‪ ،‬لم‬ ‫وقال لي‪ :‬إنّ الموج ٍ‬ ‫أعرف ماذا أقول‪ ،‬وقلت له‪ :‬سأنتظر ث ّم حاولت‬ ‫أن أتعرّ ف على المدينة وما إن خرجت من‬ ‫الفندق‪ ،‬بعد نصف ساعة‪ ،‬ا ّتصل بي ليقول‪:‬‬ ‫يجب أن تذهبي إلى مدينة «ب��ودروم»‪ ،‬من‬ ‫هناك سنخرج اليوم‪ ،‬حاولت أن أفهم‪ ،‬قال لي‪:‬‬ ‫يجب أن تسرعي‪ ،‬قلت له‪ :‬الساعة ‪ 9‬مساء‪،‬‬ ‫هل هناك سير إلى «ب��ودروم»؟ قال‪ :‬يجب‬ ‫أن تتأ ّكدي‪ .‬قلت له‪ :‬إ ّنني ال أعرف شيئا ً في‬ ‫هذه المدينة ويجب عليّ أن أذهب إلى الفندق‬ ‫وأجمع أغراضي‪ ،‬فك ّل هذا سيأخذ وقتاً‪.‬‬

‫انقالب «البالم»‬

‫أغلق السمّاعة بوجهي‪ ،‬ث ّم ا ّتصل بعد ربع‬ ‫ساعة يعتذر بحجّ ة الرصيد‪ ،‬وقال‪ :‬غداً صباحا ً‬ ‫يجب أن أتوجّ ه إلى «ب��ودروم»‪ ،‬عدت إلى‬ ‫الفندق وأن��ا أنتظر الصباح كي أنهي هذه‬ ‫المعاناة مع هؤالء‪ ،‬وصلت «ب��ودروم» في‬ ‫الساعة ‪ 12‬ظهراً وا ّتصلت بـ «أبي إبراهيم»‬ ‫دون جواب‪ ،‬وبقيت في الكراج ما يقارب ‪4‬‬ ‫ساعات وأنا أحاول اال ّتصال به‪ ،‬إلى أن ا ّتصل‬ ‫بي في الرابعة مساء‪ ،‬وقال لي‪ :‬ك ّنا نعمل طوال‬ ‫الليل‪ ،‬ومنذ قليل استيقظت‪ ،‬سيجتمع الشباب‬ ‫في الكراج‪ ،‬بعدها ستأتي سيّارة تأخذكم من‬ ‫الكراج إلى نقطة االنطالق‪ ،‬ولم يخبرني في‬ ‫أيّة ساعة‪ ،‬وال أيّ شيء آخر‪ ،‬انتظرت ح ّتى‬ ‫الساعة السابعة مساء في كراج «بودروم» ث ّم‬ ‫ا ّتصل بي أحد األشخاص وقال لي‪ :‬يجب أن‬ ‫تكوني جاهزة‪ ،‬أل ّننا سننطلق‪ ،‬وفعالً اجتمعنا ‪7‬‬ ‫أشخاص وانتظرنا قدوم السيّارة التي وصلت‬ ‫الساعة ‪ ،8.20‬ث�� ّم خرجنا با ّتجاه مناطق‬ ‫سياحيّة‪ ،‬حاولت أن أعرف‪ ،‬ولكن كان هناك‬ ‫فنادق ومناطق جميلة‪ ،‬واستمرّ ت السيّارة ما‬ ‫يقارب الساعة والربع إلى أن تو ّقفت فالمدينة‬ ‫أصبحت بعيدة‪ ،‬وقال خالد‪ :‬من هنا سنبدأ السير‬ ‫على األقدام‪ ،‬نزلنا مع أغراضنا فكان هناك‬ ‫جبل وسهل ث ّم البحر‪ .‬قال خالد‪ :‬يجب إطفاء‬ ‫جميع الجوّ االت لئلاّ يلتقط األمن اإلشارة‪.‬‬ ‫كان هناك ‪ 18‬شخصا ً من بينهم امرأتان و‪3‬‬ ‫أطفال رغم أنّ اال ّتفاق كان فقط ‪15‬راكباً‪ ،‬ألنّ‬ ‫طول ال��زورق (البالم) ‪ 3‬أمتار‪ ،‬اعترضت‬ ‫على العدد وقلت لن أخرج ألنّ عددنا أصبح‬ ‫‪ 26‬شخصا ً مع سائق الزورق‪ ،‬لم يكن هناك‬ ‫أيّ مكان ي ّتسع للجميع‪ ،‬رفضت وق��ررّ ت‬ ‫ّ‬ ‫المتأخر من‬ ‫العودة لوحدي في هذا الوقت‬ ‫الليل‪ ،‬صعد الجميع إلى ال��زورق‪ ،‬وما إن‬ ‫تحرّ كوا ح ّتى انقلب رأسا ً على عقب وحاولوا‬ ‫مجدّداً ولكن دون فائدة‪ ،‬عدنا جميعنا إلى‬ ‫المدينة و»أبو إبراهيم» أغلق جوّ اله‪ ،‬وصلنا‬ ‫إلى الطريق الرئيسيّ أنا وإحدى النساء اللواتي‬ ‫ينتظرن قدومنا وأشرنا إلى أحد السيّارات‬ ‫كنّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫المتوجّ هة إلى «ب��ودروم» وأقلتنا‪ ،‬وصلنا‬ ‫وتوجّ هنا إلى أحد الفنادق‪ ،‬وحاولنا التواصل‬ ‫مع «أبو إبراهيم» ومع أحد األشخاص الذين‬ ‫كانوا مع المجموعة‪ ،‬ولكن لم نستطع‪ ،‬وفي‬ ‫الصباح ا ّتصلنا ب»أبو إبراهيم» ولكن لم ير ّد‬ ‫علينا أحد‪ ،‬انتقلنا مباشرة إلى مدينة أزمير‬ ‫وذهبنا إلى المكتب فوجدنا خالد وأخبرنا أ ّنهم‬ ‫يحاولون تجهيز زورق آخر وأ ّنه ت ّم القبض‬ ‫على البعض من الشباب من قِبل الدرك التركيّ‬ ‫والباقي هرب‪ ،‬ولكن سيخرجون بعد يومين أو‬ ‫ثالثة‪ ،‬رفضت أن أكمل معهم‪ ،‬وذهبت ألسحب‬ ‫المبلغ من مكتب السعد وسحبت المبلغ ولك ّنهم‬ ‫أخذوا رسوما ً ‪2‬دوالراً على ك ّل ‪ 100‬دوالر‪.‬‬

‫مرة أخرى!‬ ‫الش ّبيحة ّ‬

‫عدت إلى استنبول وبدأت عمليّة اال ّتصال مجدّداً‬

‫بالمهرّ بين ث ّم اقتنعت بالسفر إلى ليبيا ومن ث ّم‬ ‫إلى إيطاليا‪ ،‬وكانت التكلفة بسيطة تواصلت مع‬ ‫«عدنان‪ ،‬ج» وت ّم حجز تذكرة طيران وإقامة‬ ‫في فندق‪ ،‬جاء يوم السفر وصلنا إلى الجزائر‬ ‫على أ ّننا سيّاح‪ ،‬وفي اليوم التالي توجّ هنا إلى‬ ‫الحدود الجزائريّة الليبيّة إلى مدينة «عين‬ ‫أمناس» ث ّم وصلنا إلى «جامع الحضري»‬ ‫وقالو لنا‪ :‬إ ّننا سنكمل سيراً على األقدام‪ ،‬لم‬ ‫نعلم أنّ المنطقة كلّها صحراء والمكان خطر‬ ‫ج ّداً فك ّل عمليّات التشليح وخطف السوريّين‬ ‫تكون في هذه المنطقة إلاّ بعد أن قطعنا الحدود‬ ‫والتي استمرّ ت ‪ 22‬ساعة سيراً على األقدام في‬ ‫صحراء قاحلة وفي رعب وخوف‪ ،‬الخوف من‬ ‫أن يخرج لك أحد ويخطفك أو يقتلك‪ ،‬بقينا في‬ ‫حالة من السكون إلى أن وصلنا إلى طريق عا ّم‬ ‫وكان هناك سيّارة تنتظرنا بالقرب من مدينة‬ ‫«غدامس» الليبيّة‪ ،‬كانت السيّارة قديمة وال‬ ‫ت ّتسع لنا جميعاً‪ ،‬كان عددنا ‪ 9‬أشخاص وأنا‬ ‫األنثى الوحيدة بينهم‪ ،‬وصلنا إلى «غدامس»‬ ‫ث ّم استرحنا في بيت «أبو عجاج» وهو قريب‬ ‫من مسجد «الظهرة» ح ّتى الصباح‪ ،‬ث ّم تابعنا‬ ‫إلى مدينة «زوارة» النفطيّة كان الطريق‬ ‫مليئا ً بالجثث والسيّارات المحروقة وكان‬ ‫طريقنا محا ٍذ بشكل مباشر للحدود الجزائريّة‪،‬‬ ‫وكان تحرّ كنا بطيئا ً عبر الالسلكي يتواصل‬ ‫«أبو عجاج» مع آخرين وكانت اللهجة غير‬ ‫مفهومة‪ ،‬استمرّ تحرّ كنا من «غدامس» إلى‬ ‫«زوارة» ‪ 14‬ساعة‪ ،‬وكان الوعد أنّ السفينة‬ ‫تنتظرنا عند «عتمان أبو حسين»‪ ،‬وزوجته‬ ‫سورية منذ ‪ 1985‬وهو يساعد السوريّين‬ ‫حسب قول أبو عجاج «أخواله» وصلنا إلى‬ ‫عند «عتمان أبو حسين» واستقبلنا وكان مكاني‬ ‫جاهز‪ ،‬وهو غرفة في بيت «أبو حسين» أمّا‬ ‫البقيّة ّ‬ ‫توزعوا على المنطقة‪ ،‬فكان يوجد آالف‬ ‫من السوريّين وقصص غريبة تسمع بها وكان‬ ‫الليبيّون يعاملون السوريّين كأ ّنهم عبيد‪ ،‬ابتداء‬ ‫من الضرب وح ّتى اغتصاب النساء واختفاء‬ ‫البعض منهم‪ ،‬قصصّ يشيب لها الشعر‪ ،‬كانت‬ ‫الروايات تعيد إلى ذاكرتي ما كان يقوم به‬ ‫الشبّيحة قبل وبعد الثورة‪ ،‬حاول «عتمان»‬ ‫حمايتي أل ّنني أسكن في بيته ولم يتعرّ ض لي‬ ‫أحد‪.‬‬

‫أغلب الموجودين‪ ،‬ال يوجد في مثل هذه‬ ‫الرفاهيّة‪ ،‬ولكنّ زوجة «أبو حسين» اعطتني‬ ‫«كوتشوك» صغير قالت لي‪ :‬أن أخفيه وعندما‬ ‫أصعد إلى الباخرة أنفخه‪ ،‬صعدنا إلى الباخرة‬ ‫ّ‬ ‫مكتظة‪ ،‬قارب ي ّتسع‬ ‫وكأ ّننا غنم في حظيرة‬ ‫‪ 100‬راكب في الحالة الطبيعيّة‪ ،‬صعد عليه‬ ‫نحو ‪ 450‬شخصاً‪ ،‬كان القارب يتر ّنح وقابالً‬ ‫للسقوط قبل تحرّ كه وكان الليبيّون يطلقون‬ ‫النار على ك ّل من يريد النزول من القارب‪،‬‬ ‫قتل أربعة أشخاص منهم شابّ أفريقيّ وقع من‬ ‫القارب دون قصد فأطلقوا عليه النار‪ ،‬وكان‬ ‫في القارب غرفة في أسفله وكانت لألفارقة‬ ‫وبعض السوريّين الذين لم يدفعوا المبلغ كامالً‬ ‫وه��و ‪ 2000‬دوالر ويمنعهم من الخروج‬ ‫ومعظمهم ال يصل بسبب االختناق‪ ،‬وهناك‬ ‫أمر إن خرج أحدهم يُقتل‪ ،‬والطبقة العليا‬ ‫للقارب يوجد فيها الباقي وأغلبهم سوريّون‬ ‫وبعض الليبيّين وهم ال يتجاوزون ‪ 7‬أشخاص‬ ‫وهم قريبون من قمرة القيادة‪.‬‬ ‫كان الطريق إلى البارجة خطيرة لدرجة ال‬ ‫يمكن وصفها من الخوف والرعب والذ ّل الذي‬ ‫يمارسه الليبيّون‪ ،‬مثل رمي أحد السوريّين عن‬ ‫القارب أل ّنه حاول نفخ دوالب فضحكوا عليه‬ ‫فر ّد عليهم بكلمات قاسية‪ ،‬فرموه قائلين له‪:‬‬ ‫«اسبح به إذاً»‪.‬‬ ‫بعد مضي ‪ 3‬ساعات من اإلبحار في الماء‪ ،‬لم‬ ‫يتكلّم أحد من السوريّين الموجودين إلاّ زوجته‬ ‫التي صرخوا بها إ ّنها ستلحق به إن لم تسكت‪،‬‬ ‫ولذلك لم أتجرّ أ على نفخ «الكوتشوك» الذي‬ ‫معي‪ ،‬وصلنا إلى البارجة بعد ‪28‬ساعة من‬ ‫السفر لم نصدّق أنّ هناك ضوء في عمق البحر‪،‬‬ ‫بدأ الليبيّون يضربون القارب ليدخل إليه بعض‬ ‫الماء كي تستقبلهم البارجة ورموا أسلحتهم في‬ ‫الماء ونزل بعضهم إلى البحر وأشعلوا في‬ ‫القارب نوعا ً من المفرقعات‪ ،‬وفعالً جاء قارب‬ ‫سريع عاين الوضع وأرسلوا إلينا القوارب‬ ‫بسرعة وأنقذونا من هذا ال��ذلّ‪ ،‬صعدنا إلى‬ ‫البارجة وبدؤوا بتسجيل أسمائنا وبلّغت عمّا‬ ‫حدث وأشرت إلى أربعة أشخاص من الليبيّين‬ ‫بأ ّنهم هم المهرّ بون‪ ،‬وال نعرف ماذا ح ّل بهم؟‬ ‫فقد خرج من غرفة القارب السفلى ‪19‬شخصا ً‬ ‫فقط من أصل مائة تقريباً‪ ،‬أمّا الباقي فقد ماتوا‪.‬‬

‫بقيت إقامتي في تلك المدينة شهر و‪ 9‬أيّام‬ ‫ح ّتى جاءت الرحلة الموعودة وقصصّ الغرق‬ ‫تتكاثر في ك ّل يوم ح ّتى جاءنا خبر‪ ،‬بأنّ هناك‬ ‫بارجة عسكريّة تابعة لألمم الم ّتحدة قريبة‬ ‫من جزيرة مالطة وهي تساعد المهاجرين‬ ‫فكان كبقعة ضوء موجودة نحاول أن نواسي‬ ‫أنفسنا بها‪ ،‬خرجنا في ساعات الصباح األولى‬ ‫بقارب خشبيّ في وسطه عمود كبير وعليه‬ ‫قطعة قماش نصفها مخيّط بخيط أحمر وقسمها‬ ‫الثاني مخزوق كأ ّنه خارج من عاصفة هوجاء‪،‬‬ ‫حاولت البحث عن سترة نجاة‪ ،‬ضحك عليّ‬

‫وصلنا إلى شواطئ إيطاليا وبدأ التحقيق معنا‪،‬‬ ‫كيف خرجنا من ليبيا ومن هم المهرّ بون‪ ،‬وما‬ ‫أسماؤهم؟ ث ّم وضعنا في «كامب» مسبق‬ ‫الصنع وانتظرنا أسبوعا ً ح ّتى استلمنا أوراقنا‬ ‫بعد أن رفضنا اللجوء في إيطاليا واستلمنا‬ ‫ورقة طرد خالل ‪ 48‬ساعة من تاريخ التوقيع‪،‬‬ ‫خرجت إلى وجهتي إلى مدينة ليون الفرنسيّة‬ ‫ث ّم إلى وجهتي النهائيّة وهي هولاّ ندا‪.‬‬

‫ثمانون بالمائة يموتون في األسفل‬

‫التحقيق والطرد رحمة!‬

‫سريين حجازي‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫‪7‬‬

‫المياه ‪ ..‬أزمة قديمة متج ّددة‬

‫في «سراقب» وريفها‬ ‫ي��زداد الطلب على المياه في ق��دوم فصل‬ ‫الجفاف فصل الصيف‪ ،‬وتزداد معاناة األهالي‬ ‫في «سراقب» وريفها بالحصول على المياه‪،‬‬ ‫حيث تعيش المنطقة أزمة حقيقيّة منذ بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬فالمنطقة بمجملها كانت تعاني من قلّة‬ ‫المياه وخاصّة في فصل الصيف وازدادت هذه‬ ‫األزمة بعد الثورة بشكل ملحوظ‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫الس ّكان بالبحث عن حلول لهذه المشكلة‪.‬‬

‫خ ّطة إسعاف ّية‬

‫تحدّث المهندس يحيى باكير ‪ -‬رئيس مكتب‬ ‫الخدمات وقسم البلديات في سراقب والذي يقوم‬ ‫حال ّيا ً بتسيير أعمال رئاسة المجلس المحلّي في‬ ‫سراقب – إلى «كلّنا سوريّون» قائالً‪ :‬المياه‬ ‫حال ّيا ً في تحسّن نسبيّ عمّا سبق من أسابيع‬ ‫قليلة ماضية‪ ،‬وذل��ك بسبب أزم��ة عامّة لم‬ ‫تكن تخفى على أحد‪ ،‬من تو ّقف ض ّخ مادّة‬ ‫خط تغذية كهربائيّ ّ‬ ‫الديزل وعدم وجود ّ‬ ‫يغذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحطة‪ ،‬واضطرّ المجلس لشراء مولدتي‬ ‫كهرباء تعمالن على المازوت الرديء الذي‬ ‫ّ‬ ‫للخطة اإلسعافيّة‪،‬‬ ‫بدوره أيضا ً تو ّقف‪ ،‬وانتقلنا‬ ‫ّ‬ ‫وهي تزويد المدينة بمياه المحطة عن طريق‬ ‫الصهاريج وتوزيعها على الس ّكان ح ّتى فترة‬ ‫ّ‬ ‫متأخرة وساهم الجميع بهذا وبض ّخ ماء مجّ اني‬ ‫من قبل المجلس‪ ،‬ولكن وبعد أن تسرّ بت مادّة‬ ‫الديزل فاألوضاع في تحسّن نسبيّ أيضاً‪ ،‬أمّا‬ ‫عن التوزيع الحاليّ فهو يلبّي بعض االحتياجات‬ ‫بشكل دوريّ يتخلّله أحيانا ً مخالفات فرديّة‬ ‫يجري تداركها في وقتها‪ ،‬كأن يعبث أحد‬ ‫بإغالق «السكر» في مكان ما والتسبّب في‬ ‫سوء التوزيع وذلك ألسباب الحاجة الماسّة‬ ‫للماء طبعاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والخطة القادمة هي تالفي الخلل الذي كان‬ ‫سائداً وذلك بتخزين الفائض من مادّة الديزل‬ ‫ألوق��ات ال��ط��وارئ‪ ،‬وهو يجري اآلن‪ ،‬وت ّم‬ ‫في هذا اليوم بالذات العمل على تأمين كميّة‬

‫ّ‬ ‫تخزن في أحد كازيّات المدينة‬ ‫من المازوت‬ ‫لظرف مماثل ربّما يحصل‪.‬‬ ‫ويضيف المهندس باكير‪ :‬األس��ع��ار حال ّيا ً‬ ‫متهاودة بشكل متواصل وسيجري دعم هذا‬ ‫ّ‬ ‫بخط التفريغ الكهربائيّ الذي هو قاب‬ ‫الض ّخ‬ ‫ّ‬ ‫قوسين أو أدنى من إمداد المحطة به‪ ،‬وبهذا‬ ‫نتو ّقع استقراراً مائ ّيا ً إلى ح ّد ما في المدينة‪.‬‬

‫صورة تذكار ّية مع الصهريج‬

‫حدّثنا «محمّد أبو عدره» وهو أحد المواطنين‬ ‫في المدينة قائالً‪ :‬عند انقطاع مادّة المازوت‬ ‫في الشهر الفائت أصبح الحصول على المياه‬ ‫شبه مستحيل وباألخصّ على المواطن الفقير‬ ‫«صرنا نتحسّر على نقطة المي» نتساءل‬ ‫عن السبب فيكون الجواب هو ع��دم تو ّفر‬ ‫مادّة المازوت‪ ،‬ففي ك ّل حيّ من أحياء المدينة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مضخة يلزم لتشغيلها‬ ‫مضختين وك ّل‬ ‫األربعة‬ ‫ما ال يق ّل عن ثالثة ماليين وذلك لتشغيلها من‬ ‫‪ 6‬إلى ‪ 12‬ساعة لتصبح المياه متو ّفرة في ك ّل‬ ‫منزل‪ ،‬لذلك أصبحت الصهاريج تعبّئ الماء‬ ‫وبسعر يصل سعر ال ‪ 1000‬لتر ماء ‪1000‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬والمصيبة تكون عندما ال يستطيع‬ ‫المواطن العادي تأمين سعر الصهريج فمن‬ ‫المعلوم أنّ ما نعيشه من ظروف جعل من كان‬ ‫ميسور الحال فقيراً‪ ،‬وبالمقابل وصل من كان‬ ‫فقيراً إلى حالة مدقعة من الفقر‪ ،‬ويروي لنا‬ ‫محمّد قصّة جرت مع أطفاله‪ ،‬يقول‪( :‬رجعت‬ ‫من الشغل وعند باب بيتنا وقف صهريج ماء‪،‬‬ ‫نظرت لي ابنتي الكبيرة وقالت‪« :‬بابا انت‬ ‫اتأخرت بالشغل ونحنا كتير عطشنا وبيت‬ ‫جيرانا عم يعبوا مي وشفنا الخرطوم عم يكب‬ ‫مي ع األرض قلنا لصاحب الصهريج ياعمو‬ ‫اذا عبينا هاي المي اللي عم تنكب ع األرض‬ ‫معليش فسمحلنا»‪ ،‬يقول‪ :‬فما كان م ّني إلاّ‬ ‫ك‬ ‫أن التقطت هذه الصورة للطفالت)‪ ،‬وبعد ف ّ‬ ‫الحصار عن البترول عادت األسعار كما كانت‬

‫عليه سابقاً‪ ،‬وحال ّيا ً تأتي المياه ك ّل ‪ 5‬أيّام إلى‬ ‫المنازل وبكثافة من ‪ 6‬ساعات إلى ‪ 10‬ساعات‬ ‫متواصلة‪.‬‬

‫مصادر المياه وخ ّط التفريغ‬

‫يقول أحد س ّكان المدينة ويفضّل عدم ذكر‬ ‫اسمه‪ ،‬بأ ّنه‪ :‬قام األستاذ سروت باريش رئيس‬ ‫المجلس المحلّي المستقيل بالتفاوض مع قائد‬ ‫أحرار الشام في تفتناز من عائلة الطحّ ان وذلك‬ ‫لتمديد ّ‬ ‫خط التفريغ الكهربائي لمدينة سراقب‬ ‫بكميّة قليلة للمؤسّسات فقط مثل وحدة المياه‪،‬‬ ‫المشافي‪ ،‬المطاحن واألفران وإفادة المواطن‬ ‫من ّ‬ ‫خط التفريغ بالمياه فقط‪.‬‬ ‫أمّا س ّكان الريف الشرقيّ للمدينة فمصادر‬ ‫المياه مختلفة‪ ،‬منها اآلبار االرتوازيّة التي كثر‬ ‫التنقيب عنها‪ ،‬فال تكاد قطعة أرض مهما كانت‬ ‫مساحتها إلاّ وحفر فيها بئر ارتوازي ممّا ّأثر‬ ‫بشكل واضح على المخزون الجوفي للمياه في‬ ‫المنطقة بشكل عام‪.‬‬ ‫يقول أستاذ التاريخ تركي مصطفى من قرية‬ ‫طالفح‪ :‬مصادر المياه مختلفة في الريف‬ ‫الشرقيّ ‪ ،‬األوّ ل‪ :‬عبر وحدات المياه في ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫معطل‪ ،‬بالمقابل تصل المياه إلى‬ ‫قرية وأغلبها‬ ‫ّ‬ ‫بعض القرى التي ت ّم اصالح آالتها المعطلة‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬عبر آبار خاصّة يت ّم نتح المياه عبر‬ ‫مولّدات كهربائيّة خاصّة أو عبر اشتراكات‪،‬‬ ‫بأثمان باهظة حيث‬ ‫والثالث‪ :‬عبر صهاريج‬ ‫ٍ‬ ‫يصل سعر الصهريج إلى خمسة آالف ل‪.‬س‪،‬‬ ‫أمّا بالنسبة للقرى التي تشرب من شركة المياه‬ ‫هناك قرية تل مرديخ «إيبال» وباقي القرى‬ ‫عبر آبار خاصّة أو صهاريج‪ ،‬وعن الحلول‬ ‫المقترحة ق��ال مصطفى‪ :‬يجب أن يتحمّل‬ ‫المجلس المحلّي مسؤوليّاته ويت ّم إعداد ّ‬ ‫خطة‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمة إليصال المياه للمواطنين‬ ‫عمليّة‬ ‫ّ‬ ‫بأسعار رم��زيّ��ة‪ ،‬وعلى الحكومة المؤقتة‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات الداعمة دعم قطاع الخدمات وذلك‬

‫عدسة حممد أبو عدرة ‪ -‬سراقب ‪ -‬كلّنا سوريّون‬ ‫من خالل إصالح مؤسّسات المياه ومستلزماتها‬ ‫والعمل على ترشيد المياه من خالل توعية‬ ‫المواطنين عبر وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫نسبي‬ ‫استقرار‬ ‫ّ‬

‫هذا وضع القرى الشرقيّة‪ ،‬أمّا مدينة سراقب‬ ‫ففي الوقت الحاليّ تعيش المدينة نوعا ً من‬ ‫االستقرار النسبيّ ‪ ،‬بعد انخفاض سعر مادّة‬

‫المازوت وعودة المياه إضافة إلى فتح الطريق‬ ‫التي كانت تأتي منه صهاريج الديزل‪ ،‬وإصدار‬ ‫قرار الجباية الصادر عن «وحدة المياه» في‬ ‫المدينة واستجابة األهالي له‪ ،‬بالمقابل تقوم‬ ‫«وحدة المياه» بض ّخ المياه لساعات طويلة‬ ‫على األحياء كا ّفة‪.‬‬

‫فلك اخلالد‬

‫أثمن الموجودات‬

‫أبو سعد‬

‫بين ّ‬ ‫المنظمات الدولّية والسورّية‬

‫سوري اغتاله النظام واغتال حلمه‬ ‫ّ‬

‫بعد التخرّ ج والحصول على الك ّم الهائل‬ ‫من الشهادات المميّزة‪ ،‬أن تقرّ ر الحصول‬ ‫على عمل‪ ،‬هي خطوة جيّدة وتفكير‬ ‫ّ‬ ‫لتعزز خبراتك وتضيف لبلدك‬ ‫صائب‬ ‫تميّزاً بلمساتك الخاصّة‪ .‬ه��ذا طموح‬ ‫الشباب السوريّ ‪ ،‬لكن أوّ ل مكان يضيف‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات والدول‬ ‫فيه التميّز واإلبداع هو‬ ‫الغربيّة‪ ،‬فما الذي يدفع بالشابّ البعاد‬ ‫إبداعه وتميّزه عن بلده؟‬ ‫وما الذي تقدّمه ال��دول األخ��رى لتقتاده‬ ‫نحوها؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الدوليّة بدأت في رؤية الموظفين‬ ‫كموجودات ثمينة أكثر منهم تروسا ً في‬ ‫ماكينة؛ هذا ما لوحظ في أيّة ّ‬ ‫منظمة دوليّة‬ ‫عملت مع السوريّين‪ ،‬فأصبح الشابّ منهم‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات مبتعداً‬ ‫يجد قيمته الحقيقيّة في تلك‬ ‫المنظمات والجمعيّات السوريّة‪ ،‬ولو أنا قدرت آخد هيك قرار أل ّنو ظروفي‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫أحسن من غيري‪ ،‬فغيري محتاج كتير‬ ‫ناظريه‪.‬‬ ‫أمام‬ ‫سورية‬ ‫تخدم‬ ‫كانت‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات السوريّة تحترم‬ ‫توجّ هنا إلى عدد من الشباب السوريّ في للشغل‪ ،‬فياريت‬ ‫مدينة «غازي عنتاب» التركيّة‪ ،‬والتي الشعب أل ّنه موهاد كان أملنا من الثورة)‪.‬‬ ‫أمّا بالنسبة لعالء فأجاب‪( :‬بك ّل فخر طبعا ً‬ ‫تض ّم ماال يق ّل عن ثالث وأربعين ّ‬ ‫منظمة‬ ‫دوليّة وسوريّة تعمل في الشأن السوريّ ‪ ،‬دوليّة)‪ ،‬فكان سؤالنا التالي له عن سبب‬ ‫ّ‬ ‫بالمنظمات الدوليّة فتابع قائالً‪( :‬قال‪:‬‬ ‫فخره‬ ‫بالسؤال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫المنظمات السوريّة القيلي وال تطعميني‪ ،‬فكيف إذا‬ ‫ّ‬ ‫هل تفضّل العمل مع‬ ‫الدوليّة مح ّققة هالشرطين!؟ ح احكيلكن‬ ‫أم الدوليّة؟ ولماذا؟‬ ‫أجاب أحد الشباب قائالً‪( :‬ليش لدوّ ر ع موقف وأنتو من حالكن قرّ روا ليش منفتخر‬ ‫ّ‬ ‫منظمة دوليّة‪ ،‬ومنخبّي‬ ‫المنظمات السوريّة بالعمل ضمن‬ ‫ّ‬ ‫شغل عن طريق‬ ‫راسنا وق��ت منحكي عن حالنا ضمن‬ ‫ّ��ا‬ ‫م‬ ‫إ‬ ‫إلّ���ي شغلتها ي��ا‬ ‫ّ‬ ‫منظمة س��وريّ��ة‪ :‬بأحد‬ ‫ت��دمّ��ر ل��ك ك�� ّل تعبك‬ ‫ال��م��رّ ات كنت مضغوط‬ ‫تشتغل‬ ‫إلّ��ي كنت عم‬ ‫أن تكون ذا‬ ‫ج�� ّداً وعندي تقرير كان‬ ‫عليه طول عمرك يا‬ ‫الزم سلّمه فبعتت االيميل‬ ‫قيمة حيّة يف‬ ‫إمّ��ا تعطيك مكان مو‬ ‫ع الساعة وح��دة بالليل‬ ‫مكانك ورات��ب قليل؟‬ ‫ّ‬ ‫منظمة دوليّة‬ ‫بس انصدمت وقتها بالر ّد‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫ف��ي حين‬ ‫م��ن م��دي��رت��ي األجنبيّة‬ ‫أفضل من أن‬ ‫الدوليّة بتحترم عملك‬ ‫ولّ��ي ك��ان‪ :‬ش��ك��راً كتير‬ ‫ّ‬ ‫وبتحطك بمكان يناسب‬ ‫تكون بال قيمة‬ ‫أستاذ عالء ع العمل لكن‬ ‫مؤهّالتك وبتعطيك ع‬ ‫راحتك وصحّ تك بتهمّنا‬ ‫يف من ّظمة‬ ‫قد تعبك‪ .‬مالي مجبور‬ ‫م��ال��ك م��ض��ط��رّ تشتغل‬ ‫شهاداتي إلّي حصّلتها‬ ‫سوريّة‬ ‫بوقت خارجي هاد الوقت‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‬ ‫تدفنها أي‬ ‫لتريح نفسك والشغل كان‬ ‫سوريّة‪ ،‬أكيد بفضّل‬ ‫منظمة سوريّة؛ علما ً من الممكن يتأجّ ل لتاني يوم مو بهاألمر‬ ‫منظمة دوليّة ع ألف ّ‬ ‫ّ‬ ‫المستعجل‪ .‬بينما لو عم تشتغل مع ّ‬ ‫منظمة‬ ‫ّ‬ ‫أ ّني بشتغل بمنظمة سوريّة لألسف)‪.‬‬ ‫في حين أجابت ريم‪( :‬اشتغلت مع أكتر سورية ح تعفر عليك عفر متل مابقولوا‬ ‫منظمة سوريّة ال في تنسيق وال عمل وتطلع باألخير من عندا مشتغل بمجال‬ ‫من ّ‬ ‫منظم وال بتاخد ح ّقك كما يجب‪ .‬صراحة غير مجالك ومتحمّل ضغط أعصاب ح ّد‬ ‫ّ‬ ‫بمنظمة دوليّة لحس الدمار وتعامل من أصغر مدير ألكبر مدير‬ ‫ّ‬ ‫صار طموحي اشتغل‬ ‫بقيمة دراستي وتعبي وحال ّيا ً أخدت قراري سيّ ء وهكذا؛ صدقا ً كنت بتم ّنى اشتغل مع‬ ‫ّ‬ ‫منظمة سوريّة وبتم ّنى أ ّني شوف هالنجاح‬ ‫ما بدّي اشتغل ال هون وال هون‪ ،‬بس إذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهالتقدير للموظفين ضمن منظماتنا ألننا‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫انرتنت‬ ‫كلّنا طموحنا تنجح سورية بك ّل االتجاهات‬ ‫بدءاً من األشخاص إلى العمل المؤسّساتي‬ ‫إلعمار بلدنا مستقبالً‪ ،‬لكن إذا بقينا ع‬ ‫هالحالة فما ح نوصل للشي إلي ك ّنا عم‬ ‫نطمح إله‪ ،‬وسورية بدها تضيع من أيدنا‬ ‫أكتر وأكتر‪ ،‬هي ناهيك عن هجرة الشباب‬ ‫ونجاحهن خارج سورية‪ ،‬وبتسأل ليش‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الدوليّة!؟ هللا‬ ‫بفتخر بشغلي مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الجنبيّة إلي عم تشتغل‬ ‫يك ّتر من‬ ‫كرمال سورية)‪ .‬وأنهى كالمه معنا بتهنئة‬ ‫للطالبة السوريّة نور ياسين قصّاب والتي‬ ‫حازت على العالمة التامّة في امتحان‬ ‫«البكالوريا» في المدرسة الثانويّة ببلدة‬ ‫«شفيدت» بعد وصولها بثالث سنوات‬ ‫إلى ألمانيا دون أن تتحدّث كلمة واحدة من‬ ‫لغة البلد‪.‬‬ ‫ث ّم قال لنا‪ :‬برأيكم لو أنّ هذه الطالبة كانت‬ ‫في إح��دى ال��م��دارس السوريّة هنا هل‬ ‫كانت ستصل إلى ما وصلت إليه اليوم؟!‬ ‫وأض��اف‪( :‬أنا ما بدّي منكن ردّ‪ ،‬بتو ّقع‬ ‫الواقع واأليّام عم يظهروا الحقيقة يوم بعد‬ ‫يوم)‪.‬‬ ‫الشباب السوريّ كان يأمل بالكثير لبلده‪،‬‬ ‫والغالبيّة على يقين من أنّ هناك نوايا خفيّة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تعمل في‬ ‫ومصالح لمعظم‬ ‫الشأن السوريّ ‪ ،‬لكن أن تكون ذا قيمة حيّة‬ ‫في ّ‬ ‫منظمة دوليّة أفضل من أن تكون بال‬ ‫قيمة في ّ‬ ‫منظمة سوريّة؛‬ ‫هذا ما ا ّتفقت عليه األكثريّة‪.‬‬ ‫وأل ّننا ال نعمل إلاّ على نقل الرسائل‬ ‫ّ‬ ‫لموظفيك كموجودات‬ ‫فرسالتنا هي‪« :‬انظر‬ ‫ثمينة وليس كتروس في ماكينة‪ ».‬فسورية‬ ‫أمانتنا‪.‬‬

‫ناهد كحيل‬

‫الالذقية ‪ -‬انرتنت‬ ‫كث ٌر هم األشخاص الذين التقيت بهم خالل‬ ‫وجودي بريف الالذقيّة المحرّ ر من سيطرة النظام‪،‬‬ ‫لك ّنني لم ألتق بشخص يشبهه‪ ،‬إ ّنه «أبو سعد» ابن‬ ‫ّ‬ ‫موظفا ً بشركة الساحل‪.‬‬ ‫الالذقيّة‪ ،‬والذي كان‬ ‫في حيّ علي جمال الذي يش ّكل التركمان النسبة‬ ‫الكبيرة من ساكنيه‪ ،‬كان يعيش «أبو سعد»‪ ،‬لك ّنه‬ ‫هجره مثل الكثيرين بعدما أجبرتهم ممارسات‬ ‫النظام وأعوانه على ذلك‪ ،‬فخسر بيته وعاد إلى‬ ‫بستانه الصغير الذي كان يملكه في قرية «بيت‬ ‫فارس» القرية الصغيرة الوادعة في جبل التركمان‬ ‫بريف الالذقيّة الشماليّ ‪.‬‬ ‫لم يطل األمر ليضطرّ «أبو سعد» لهجرة بستانه‬ ‫ّ‬ ‫لخط تماس واشتباكات‬ ‫وقريته‪ ،‬إذ تحوّ لت القرية‬ ‫دائمة بين ق��وّ ات النظام وكتائب الجيش الحرّ ‪،‬‬ ‫فخسر بيته وبستانه مرّ ة أخرى‪ ،‬وانتقل إلى قرية‬ ‫«بيت عرب» واستأجر منزالً فيها‪.‬‬ ‫في قرية «بيت ع��رب» تعايش «أب��و سعد»‬ ‫مع الوضع الجديد رغم صعوبات الحياة ورغم‬ ‫قصف النظام المستمرّ ‪ ،‬كان ينتقل ك ّل صباح‬ ‫بواسطة «درّ اجته الناريّة» فالطرقات كلّها جبليّة‬ ‫والمسافات بعيدة وهو مضطرّ للعمل ليؤمّن قوت‬ ‫يومه‪ ،‬كان يستلم ورشات لترميم وصيانة المنازل‬ ‫في المنطقة الحدوديّة التي امتألت بالنازحين‬ ‫كونها أق ّل استهدافا ً لقصف قوّ ات النظام‪.‬‬ ‫لدى «أبو سعد» شابّ وفتاة‪ ،‬سعد ابنه المتزوّ ج‬ ‫والمقيم في ريف الالذقيّة وابنته المتزوّ جة أيضا ً‬ ‫والمقيمة مع زوجها في قرية ربيعة‪ ،‬أسرة صغيرة‬ ‫تبعثرت في مناطق النزوح‪.‬‬ ‫رافقته آخر م��رّ ة في رحلة صيد خريفيّة فهو‬

‫يصطاد الطيور البريّة بواسطة بارودة «الدك»‪،‬‬ ‫كان مشوارنا طويالً‪ ،‬لم نهت ّم كثيراً بالصيد‪ ،‬ك ّنا‬ ‫نتحدّث طوال الطريق‪ ،‬قال لي‪« :‬إن شاء هللا ما‬ ‫طويلة لك ابني‪ ،‬كل شي الو نهاية‪ ،‬الظالم ما بينساه‬ ‫ربك‪ ،‬بس نحنا لألسف ما منحب بعض»‪.‬‬ ‫«سألته ليش ما بتطلع ع تركيا وبتستقرّ فيها؟‪،‬‬ ‫ر ّد ضاحكاً‪ :‬شو بقي من العمر؟ خليني موت هون‬ ‫واندفن ببلدي»‪.‬‬ ‫كان يوما ً لن أنساه ما حييت قضيته مع العم «أبو‬ ‫سعد» التقطت له آخر الصور‪ ،‬شربنا من نبعة‬ ‫ربيعة وعدنا‪.‬‬ ‫كان الوقت ليالً‪ ،‬والناس في جبل التركمان تعود‬ ‫ليالً إلى بيوتها ألنّ البراميل المتفجّ رة يت ّم رميها‬ ‫نهاراً‪ ،‬قامت طائرة للنظام برمي برميل يزيد‬ ‫وزنه عن نصف طنّ على قرية ربيعة‪ ،‬تطايرت‬ ‫البيوت وسقط كثيرون ليلتها ورحل «أبو سعد»‪.‬‬ ‫ولم أره مرّ ة أخرى وبقيت الصور تذ ّكرني برجل‬ ‫سوريّ مكافح عشق بالده وغادرها دون أن يراها‬ ‫حرّ ة كما أراد‪.‬‬ ‫رحل «أبو سعد» الذي بقي شامخا ً كشموخ شجر‬ ‫السنديان في جبل الالذقيّة الذي يدمّره نظام األسد‬ ‫يوم ّياً‪.‬‬ ‫هجّ ر «أبو سعد» من بيته وأرضه لك ّنه لم يقبل‬ ‫سوى الموت على األرض التي عشقها‪.‬‬ ‫رحل «أبو سعد» لك ّنه سيبقى حاضراً في ذاكرة‬ ‫ك ّل من عرفه من أبناء ريف الالذقيّة «فالحرّ يّة‬ ‫قادمة رغم أنف الظالمين» هكذا قال لي العم «أبو‬ ‫سعد»‪.‬‬

‫عادل أبو احلسام‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫الطلبة السورّيون‬

‫من أجل الطفولة‬

‫المنح الجامعّية التي تق ّدمها الحكومة التركّية‬

‫برنامج المنح وأهدافه‪:‬‬

‫يعتبــر برنامــج المنــح التركيــّة‬ ‫(‪ )Türkiye Burslari‬أشــهر برامــج‬ ‫الحكومــة التركيّــة لتوفيــر المنــح‬ ‫للطــلاّ ب األجانــب الذيــن يريــدون‬ ‫إكمــال تعليمهــم الجامعــيّ فــي‬ ‫تركيـة‪ ،‬ويهــدف إلــى تطويــر‬ ‫العالقــات الثنائيــّة بيــن تركيــة‬ ‫والــدول األخــرى‪ ،‬وللمســاهمة فــي‬ ‫إثــراء المعرفــة حــول العالــم‪.‬‬ ‫أُطلــق البرنامــج مــن قبــل‬ ‫الحكومــة التركيّــة لدعــم الطــلاّ ب‬ ‫الناجحيــن والمتفوّ قيــن فــي مراحــل‬ ‫ال��دراس��ـ��ـ��ة الجامعيــّة األولــى‬ ‫والماجســتير والدكتــوراه‪ ،‬وح ّتــى‬ ‫مســتوى البحــث‪ ،‬وتوفيــر فــرص‬ ‫مميــّزة لهــم‪.‬‬

‫التسجيل على المنح‪:‬‬

‫يمكــن التســجيل فــي برنامــج‬ ‫المنــح علــى «اإلنترنــت» مــن أيّ‬ ‫مــكان فــي العالــم بتعبئــة طلــب‬ ‫مــن خـالل نظــام إلكترونــيّ يعمــل‬ ‫بثمانــي لغــات‪ ،‬تشــمل‪ :‬التركيّــة‬ ‫والعربيّــة واإلنجليزيــّة والفرنســيّة‬ ‫والفارســيّة والروســيّة واأللبانيّــة‬ ‫والبوســنيّة‪ ،‬كمــا يمكــن تعبئــة‬ ‫الطلــب ح ّتــى مــن األماكــن التــي‬ ‫ليــس فيهــا مكتــب ّ‬ ‫ممثــل للحكومــة‬ ‫التركيّــة‪.‬‬

‫فئات المنح الترك ّية‪:‬‬

‫يحــوي برنامــج المنــح التركيّــة‬ ‫‪ /4/‬فئــات تلبــّي حاجــة الطــلاّ ب‬ ‫مــن جميــع أنحــاء العالــم ومختلــف‬ ‫المســتويات الدراســيّة‪ ،‬وتتضمّــن‬ ‫ك�� ّل فئــة برنامــج منــح خــاصّ‬ ‫يوفـّـر «عديــد الفــرص» تناســب‬ ‫مؤهــّالت المتقدّميــن‪.‬‬ ‫يتم ّتع الطالب المقبول للمنح التركيّة‬ ‫بالمزايا التالية‪:‬‬ ‫أوّ الً ‪ -‬راتــب المنحــة الشــهريّ‬ ‫(األرقــام حســب عــام ‪،2014‬‬ ‫علمــا ً أنّ المبلــغ المدفــوع‬

‫يكفــي لســ ّد احتياجــات الطــلاّ ب‬ ‫الملتزميــن بالســكن الجامعــيّ وال‬ ‫يكفــي مــن يســكن خارجــه‪:‬‬ ‫البكالوريوس ‪ 550‬ليرة تركيّة أيّ ما‬ ‫يعادل ‪ 250‬دوالر‪.‬‬ ‫الماجستير ‪ 800‬ليرة تركيّة أيّ ما‬ ‫يعادل ‪ 375‬دوالر‪.‬‬ ‫الدكتوراه ‪ 1,100‬ليرة تركيّة أيّ‬ ‫ما يعادل ‪ 500‬دوالر منحة البحث‬ ‫‪ 2000‬ليرة تركيّة أيّ ما يعادل ‪900‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫متط ّلبات التقدّم بطلب الحصول على‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬اإلقامــة‪ :‬يمكــن للطــلاّ‬ ‫ب‬ ‫المنحة‪:‬‬ ‫المتل ّقيــن للمنحــة‬ ‫أوّ الً ‪ -‬أن يكــون‬ ‫البقــاء فــي ســكن‬ ‫مواطنــا ً‬ ‫لدولــة‬ ‫الطــلاّ ب الحكوميّــة حيــوي برنامــج‬ ‫غيــر تركيــّة (ولــم‬ ‫مجّ انــا ً مــع‬ ‫يحمــل الجنســيّة‬ ‫توفيــر املنــح الرتكيّــة ‪/4/‬‬ ‫وج��ب��ـ��ـ��ات األك���ل‬ ‫ال��ت��رك��ي��ـّ��ـ��ة فــي‬ ‫وكا ّفــة خدمــات فئــات تلبــّي حاجــة‬ ‫الســابق)‪.‬‬ ‫الســكن‪ ،‬ويمكــن الطــلاّ ب مــن مجيــع ثانيا ً ‪ -‬ألاّ يكــون‬ ‫للطــلاّ ب الذيــن‬ ‫قــد التحــق فــي‬ ‫ال ي��ف��ضّ��ل��ـ��ـ��ون أحنــاء العالــم‬ ‫تركيـّـة‬ ‫جامعــة‬ ‫البقــاء فــي ســكن وخمتلــف املســتويات بنفــس المســتوى‬ ‫ال���ط���ـ���ـ�ّل�اّ ب أن‬ ‫ال��ـ��ـ��ذي ي��ن��ـ��ـ��وي‬ ‫يســتخدموا خيــاراً الدراســيّة‬ ‫التقــدّم إليــه‪.‬‬ ‫آخــر علــى نفقتهــم‬ ‫ثالثا ً ‪ -‬أن يكــون‬ ‫الخاصّــة‪.‬‬ ‫قــد ت��خ��ـ��ـ��رّ ج أو‬ ‫ال��دراس��ـ��ـ��ة‬ ‫مصاريــف‬ ‫ث��ال��ث��ا ً ‪-‬‬ ‫ك أن يتخــرّ ج بحلــول‬ ‫علــى وشــ ّ‬ ‫لاّ‬ ‫وال��رس��ـ��ـ��وم‪ :‬ال يدفــع الطـ ب نهايــة الســنة الدراســيّة (بحلــول‬ ‫المتل ّقــون للمنحــة رســوما ً جامعيّة‪.‬‬ ‫‪ 30‬حزيــران) مــن المرحلــة‬ ‫ً‬ ‫رابعا ‪ -‬التأميــن الصحــيّ ‪ :‬يتمتــّع الدراســيّة الســابقة للمرحلــة التــي‬ ‫لاّ‬ ‫طــ ب المنــح بتأميــن صحــيّ ينــوي التقــدّم إليهــا‪.‬‬ ‫حكومــيّ ‪ .‬يمكنهــم مــن خاللــه رابعا ً ‪ -‬أن يكون تحت سنّ ‪ 21‬عاما ً‬ ‫تلقـّـي العــالج مــن المشــافي للتقدّم لمرحلة البكالوريوس‪.‬‬ ‫الحكوميّــة مجّ انــا ً ومــن بعــض خامسا ً ‪ -‬أن يكون تحت سنّ ‪ 30‬عاما ً‬ ‫المشــافي الخاصّــة بدفــع رســوم للتقدّم لمرحلة الماجستير‪.‬‬ ‫زهيــدة‪.‬‬ ‫سادسا ً ‪ -‬أن يكون تحت سنّ ‪ 35‬عاما ً‬ ‫خامسا ً‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫التركيـ‬ ‫اللغــة‬ ‫دراســة‬ ‫‬‫ّ‬ ‫للتقدّم لمرحلة الدكتوراه‪.‬‬ ‫لاّ‬ ‫لعــام كامــل‪ :‬يــدرّ س طــ ب المنــح سابعا ً ‪ -‬أن يكون تحت سنّ ‪ 45‬عاما ً‬ ‫اللغــة التركيــّة لعــام كامــل إذا لــم للتقدّم لمنحة البحث‪.‬‬ ‫يكونــوا قــد وصلــوا إلــى المســتوى‬ ‫المطلــوب فــي معرفــة اللغــة ثامنا ً ‪ -‬ألاّ تحول حالته الصحيّة دون‬ ‫ّ‬ ‫التركيــّة‪ ،‬وهــذا ينطبــق حتــى إتمام تعليمه‪.‬‬ ‫علــى الطــلاّ ب الذيــن يتلقـّـون‬ ‫تعليمهــم بلغــات أخــرى غيــر‬ ‫التركيــّة‪ ،‬وخــالل فتــرة دراســة‬ ‫اللغــة يواصــل الطلبــة تلقــّي‬ ‫ميــّزات المنحــة كاملــة‪.‬‬ ‫سادسا ً ‪ -‬تذكــرة طيــران ذهــاب‬ ‫وعــودة‪ :‬يقــدّم برنامــج المنــح‬ ‫التركيّــة للطــلاّ ب المقبوليــن تذكــرة‬ ‫طيــران لقدومهــم إلــى تركيـّة‬ ‫أوّ ل مرّ ة‪ ،‬وتذكــرة لخروجهم بعــد‬ ‫تخرّ جهــم مــن الدراســة‪.‬‬

‫المجتمع‬

‫إلــى جانــب ذلــك تتطلّــب ك ّل‬ ‫منحــة أو اختصــاص مســتوى‬ ‫معيــّن أو حــ ّداً أدنــى مــن الدرجــات‬ ‫األكاديميــّة (يعنــي هنــاك حــ ّداً‬ ‫أدنــى لمعــدّل شــهادته التــي يتقــدّم‬ ‫للمنحــة بموجبهــا)‪.‬‬

‫الوثائق المطلوبة للتقدّم بطلب‬ ‫الحصول على المنحة‪:‬‬

‫‪ - 1‬نموذج الطلب (من خالل الموقع‬ ‫اإللكترونيّ )‬ ‫‪ - 2‬نســخة مــن الشــهادة أو الوثيقــة‬ ‫التــي تثبــت المســتوى الدراســيّ‬ ‫مصدّقــة ومترجمــة ومصدقــة‬ ‫مــن «النوتيــر»‪( ،‬قــد ال يطلــب‬ ‫التصديــق مــن «النوتيــر» لمــا‬ ‫بعــد القبــول)‬ ‫‪ - 3‬كشف عالمات مصدّق ومترجم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬صــورة لوثيقــة إثبــات شــخصيّة‬ ‫ســارية المفعــول (جــواز ســفر‪،‬‬ ‫هويــّة‪ ،‬شــهادة ميــالد‪ ...‬إلــخ)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬صورة جواز سفر‪.‬‬ ‫كيفيّة التقدّم بطلب الحصول على‬ ‫المنحة‪:‬‬ ‫لاّ‬ ‫يمكــن للطــ ب التقــدّم بطلــب‬ ‫الحصــول علــى المنحــة بواســطة‬ ‫الموقــع‬ ‫اإللكترونــيّ ‪:‬‬ ‫‪http://www.turkiyeburslari.gov.tr‬‬ ‫أو‬ ‫‪http://www.trscholarships.org‬‬

‫آ ‪ -‬يختــار المتقــدّم نمــوذج‬ ‫الطلــب اإللكترونــيّ فــي الموقــع‬ ‫وينشــئ حســابا ً باســتعمال بريــده‬ ‫اإللكترونــيّ وكلمــة ســرّ ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يقــرأ المتقــدّم إرشــادات‬ ‫الطلــب والتســجيل فــي الموقــع‪،‬‬ ‫ثــ ّم يمــأل الطلــب ويرفــع الوثائــق‬ ‫المطلوبــة إلــى الموقــع‪.‬‬ ‫عندمــا يكتمــل الطلــب بنجــاح‪،‬‬ ‫ســيت ّم إرســال رســالة لتأكيــد ذلــك‬ ‫إلــى عنــوان البريــد اإللكترونــيّ‬ ‫المســجّ ل‪.‬‬

‫احملامي أمحد صوّان‬

‫اّتفاقية حقوق الطفل‬ ‫ح ّرية الفكر واالجتماع واحلصول على املعلومات‬ ‫المادّة ‪14‬‬ ‫‪ .1‬تحترم الدول األطراف ّ‬ ‫حق‬ ‫الطفل في حرّ يّة الفكر والوجدان‬ ‫والدين‪.‬‬ ‫‪ .2‬تحترم الدول األطراف حقوق‬ ‫وواجبات الوالدين وكذلك‪ ،‬تبعا ً‬ ‫للحالة‪ ،‬األوصياء القانونيّين عليه‪،‬‬ ‫في توجيه الطفل في ممارسة ح ّقه‬ ‫بطريقة تنسجم مع قدرات الطفل‬ ‫المتطوّ رة‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال يجوز أن يخضع اإلجهار‬ ‫بالدين أو المعتقدات إلاّ للقيود‬ ‫التي ينصّ عليها القانون‬ ‫والالزمة لحماية السالمة العامّة‬ ‫أو النظام أو الصحّ ة أو اآلداب‬ ‫العامّة أو الحقوق والحرّ يّات‬ ‫األساسيّة لآلخرين‪.‬‬ ‫المادّة ‪15‬‬ ‫‪ .1‬تعترف الدول األطراف‬ ‫بحقوق الطفل في حرّ يّة تكوين‬ ‫الجمعيّات وفي حرّ يّة االجتماع‬ ‫السلميّ ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال يجوز تقييد ممارسة هذه‬ ‫الحقوق بأيّة قيود غير القيود‬ ‫المفروضة طبقا ً للقانون والتي‬ ‫تقتضيها الضرورة في مجتمع‬ ‫ديمقراطيّ لصيانة األمن الوطنيّ‬ ‫أو السالمة العامّة أو النظام العا ّم‪،‬‬ ‫أو لحماية الصحّ ة العامّة أو‬ ‫اآلداب العامّة أو لحماية حقوق‬ ‫الغير وحرّ يّاتهم‪.‬‬ ‫المادّة ‪16‬‬ ‫‪ .1‬ال يجوز أن يجرى أيّ‬ ‫تعرّ ض تعسّفي أو غير قانونيّ‬ ‫للطفل في حياته الخاصّة أو‬ ‫أسرته أو منزله أو مراسالته‪،‬‬ ‫وال أيّ مساس غير قانونيّ‬

‫بشرفه أو سمعته‪.‬‬ ‫‪ .2‬للطفل حق في أن يحميه‬ ‫القانون من مثل هذا التعرض أو‬ ‫المساس‪.‬‬ ‫المادة ‪17‬‬ ‫تعترف الدول األطراف بالوظيفة‬ ‫الهامّة التي تؤدّيها وسائط اإلعالم‬ ‫وتضمن إمكانيّة حصول الطفل‬ ‫على المعلومات والموا ّد من‬ ‫ش ّتى المصادر الوطنيّة والدوليّة‪،‬‬ ‫وبخاصّة تلك التي تستهدف‬ ‫تعزيز رفاهيته االجتماعيّة‬ ‫والروحيّة والمعنويّة وصحّ ته‬ ‫الجسديّة والعقليّة‪ ،‬وتحقيقا ً لهذه‬ ‫الغاية‪ ،‬تقوم الدول األطراف بما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫(أ) تشجيع وسائط اإلعالم على‬ ‫نشر المعلومات والموا ّد ذات‬ ‫المنفعة االجتماعيّة والثقافيّة‪،‬‬ ‫للطفل ووفقا ً لروح المادّة ‪29‬‬ ‫(ب) تشجيع التعاون الدوليّ‬ ‫في إنتاج وتبادل ونشر هذه‬ ‫المعلومات والمواد من ش ّتى‬ ‫المصادر الثقافيّة والوطنيّة‬ ‫والدوليّة‪.‬‬ ‫(ج) تشجيع إنتاج آتب األطفال‬ ‫ونشرها‪.‬‬ ‫(د) تشجيع وسائط اإلعالم على‬ ‫إيالء عناية خاصّة لالحتياجات‬ ‫اللغويّة للطفل الذي ينتمي إلى‬ ‫مجموعة من مجموعات األقلّيّات‬ ‫أو إلى الس ّكان األصليّين‪.‬‬ ‫(ه) تشجيع وضع مبادئ‬ ‫توجيهيّة مالئمة لوقاية الطفل‬ ‫من المعلومات والمواد التي‬ ‫تضرّ بصالحه‪ ،‬مع وضع أحكام‬ ‫المادّتين ‪ 13‬و‪18‬في االعتبار‪.‬‬

‫الالجئون في لبنان‬

‫ابنة الخمس سنوات تشرق كالصباح‬

‫أطفال سورّيون يتس ّولون‬

‫هاجر‬

‫أطفال سوريّون يف لبنان ‪ -‬انرتنت‬

‫هاجر‬ ‫لم يكن يفارقها الفرح بالرغم من أ ّنها فقدت‬ ‫والدها‪ ،‬كانت لمجر ّد سماعها العزف على‬ ‫العود تبدأ بالغناء حينا ً وبالرقص حينا ً‬ ‫آخر‪ ،‬هكذا كانت الطفلة هاجر ابنة الخمس‬ ‫سنوات تشرق كالصباح بإطاللتها علينا كلّما‬ ‫ذهبنا إلى الروضة لتقديم بعض النشاطات‬ ‫الموسيقيّة والترفيهيّة تتحلّق ورفاقها حول‬ ‫عازف العود وتبدأ بالغناء بصوتها بأحرف‬ ‫بالكاد تنطقها «قال األرنب ألمو اسمحيلي‬ ‫روح العب ‪ « ...‬وتتابع األغنية إلى نهايتها‬ ‫منسجمة مع رفاقها‪ ،‬وفي كثير من األحيان‬ ‫أغان لسورية‪ ،‬ففي‬ ‫تنفرد هاجر بنفسها لتغ ّني‬ ‫ٍ‬ ‫ك ّل أسبوع كنت أرى هاجر تكبر متجاوزة‬ ‫عمرها تشارك في ك ّل النشاطات في الغناء‬ ‫والرسم وح ّتى في المسرح‪ ،‬كان الجميع‬ ‫معجبا ً بها‪ ،‬أطفال الروضة ومعلّماتها وح ّتى‬ ‫الفريق ال��ذي يأتي ك ّل أسبوع لتقديم هذه‬ ‫النشاطات‪ ،‬بدأت هاجر بالتمثيل بمسرحيّة‬ ‫كانت ستقدّم بمناسبة مرور عام على افتتاح‬ ‫الروضة‪ ،‬وأخذت دوراً مهما ً في المسرحيّة‬ ‫دوراً غنائ ّيا ً راقصاً‪ ،‬تدرّ بت هاجر على‬ ‫دورها وأذهلت الجميع بأدائها الرائع‪ ،‬إن‬ ‫كان في التمثيل أو في تأدية الحركات التي‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يتطلّبها الدور الذي أسند إليها‪ ،‬وما أن أنهت‬ ‫التدريب على كامل المسرحيّة ح ّتى بدأت‬ ‫بالتراجع‪ ،‬حينها اضطرّ رت للسؤال ما الذي‬ ‫جرى ح ّتى حصل هذا التراجع وما السبب‬ ‫في تبدّل الفرح الذي كانت تنشره هاجر إلى‬ ‫حزن جعلها تذوي كزهرة قطع عنها الماء‪.‬‬ ‫نزحت من سورية بعد أن اختطف الموت‬ ‫والدها برصاصة ق ّناص فقرّ رت والدتها‬ ‫وجدّتها النزوح إلى تركية وه��ذه الهجرة‬ ‫األولى لهاجر‪ ،‬وبعد عام من قدوم األسرة‬ ‫إلى تركية قرّ رت الجدّة أن تزوّ ج أ ّم هاجر‬ ‫بحجّ ة أ ّنها لم تتجاوز ال ‪ 25‬من العمر‬ ‫وبعدها في ريعان شبابها‪ ،‬وأ ّنها لم ترزق‬ ‫سوى بطفلتها هذه‪.‬‬ ‫عندما غادرت األ ّم طفلتها وذهبت مع زوجها‬ ‫لتبقى هاجر وحيدة مع جدّتها كان حزن‬ ‫الطفلة ال يمكن وصفه‪ ،‬قلّت حركتها ولم تعد‬ ‫تشارك األطفال ال اللعب وال الغناء وح ّتى‬ ‫صحّ تها ب��دأت تتدهور‪ ،‬وفي ذات أسبوع‬ ‫انقطعت هاجر عن الروضة أل ّنهم انتقلوا إلى‬ ‫مكان آخر‪ ،‬وتركت مكانها فارغا ً ال يمكن أن‬ ‫يمأله أحد سواها‪.‬‬ ‫هاجر طفلة سورية هجّ رها الموت عن‬

‫والدها وعن بلدها األ ّم‪ ،‬ومن ث ّم هجرتها أمّها‬ ‫لتهجر هي بدورها أصدقاءها‪ ،‬وهكذا قدر‬ ‫معظم األطفال السوريّين هجرة وهجراناً‪.‬‬ ‫ال ذنب اقترفوه‪ ،‬لكنّ دائرة الوغى كانت‬ ‫األقسى عليهم وكانت األكثر إيالماً‪ ،‬فمن‬ ‫التشرّ د ك��ان لهم النصيب األك��ب��ر ومن‬ ‫الحرمان أيضاً‪ ،‬الحرمان من وطن آمن أوّ الً‬ ‫والحرمان من األسرة أحياناً‪ ،‬فهاجر وكثير‬ ‫من رفاقها هاجروا أوطانهم‪ ،‬وهجرتهم‬ ‫أسرهم إن كان نتيجة قدر أو ظرف فالنتيجة‬ ‫واح��دة هجر وحرمان‪ ،‬إلى أين ستهاجر‬ ‫ّ‬ ‫ستحط رحالها؟؟ سؤال ال يمكن‬ ‫هاجر‪ ،‬وأين‬ ‫التكهّن بجوابه‪ ،‬ألنّ في هجرة الكثير من‬ ‫السوريّين في البحث عن مكان آمن محفوفة‬ ‫بالمخاطر‪ ،‬فرحلة السوريّين في كثير من‬ ‫األحيان مجهولة النتائج فقد تكون رحلتهم‬ ‫األخيرة‪ ،‬فالسفن التي تقلّهم لن تكون سفينة‬ ‫نوح‪ ،‬فهم يرونها كذلك لك ّنها في الحقيقة‬ ‫ليست كما يرون فح ّتى النجاة والوصول إلى‬ ‫شاطئ األمان ال يعني إنقاذهم ممّا أصاب‬ ‫بلدهم من بالء‪.‬‬

‫منار سراقيب‬

‫أطفال سوريّون يف لبنان ‪ -‬انرتنت‬ ‫قالت «اليونيسيف» في دراس��ة أجرتها‬ ‫ّ‬ ‫منظمة العمل الدوليّة ووزارة‬ ‫بالتعاون مع‬ ‫العمل اللبنانيّة‪ :‬إنّ أكثر من ‪ 1500‬طفل‬ ‫يعيشون أو يعملون في شوارع لبنان‪75 ،‬‬ ‫بالمائة منهم سوريّون‪ ،‬ويتعيّش معظمهم من‬ ‫التسوّ ل أو البيع على أرصفة الطرقات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة األم��م الم ّتحدة للطفولة‬ ‫وأش��ارت‬ ‫«اليونيسيف»‪ ،‬إل��ى أنّ ه��ؤالء األطفال‬ ‫يحصلون في المتوسّط ما ال يق ّل عن ‪12‬‬ ‫دوالراً يوم ّياً‪ ،‬وأكثر من نصفهم تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 10‬أعوام و‪ 14‬عاماً‪.‬‬ ‫واوضحت الدراسة أنّ التد ّفق األخير لالجئين‬ ‫السوريّين إلى لبنان فاقم هذه المشكلة‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫ليس السبب الرئيسيّ في عيش األطفال‬ ‫بالشوارع أو عملهم فيها‪ ،‬كما أنّ اإلقصاء‬

‫ّ‬ ‫المنظمة‬ ‫االجتماعيّ والفقر والجريمة‬ ‫واستغالل األطفال بشكل ع��ا ّم من أسباب‬ ‫المشكلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وكانت الحكومة اللبنانيّة اتخذت قرارا بعدم‬ ‫استقبال المزيد من الالجئين السوريّين إلاّ في‬ ‫«حاالت استثنائيّة»‪.‬‬ ‫وبيّنت الدراسة أ ّن��ه بحسب وزارة العمل‬ ‫اللبنانيّة‪ ،‬فإنّ ‪ 43‬بالمائة من األطفال الذين‬ ‫يعملون يتسوّ لون‪ ،‬بينما يش ّكل الباعة منهم‬ ‫في الشوارع ‪ 37‬بالمائة‪ ،‬الفتة إلى أنّ غالبيّة‬ ‫األطفال يعملون على مدار األسبوع‪.‬‬ ‫يشار إلى أنّ األطفال يش ّكلون نصف عدد‬ ‫الالجئين السوريّين في لبنان‪ ،‬ويتجاوز‬ ‫عددهم في سنّ المدرسة ‪ 400‬ألف طفل‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫اقتصاد و قانون‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية‬

‫دراسة تحليلّية‬

‫السوري‬ ‫االقتصادي‬ ‫قراءة في تقرير المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موسم القمح للعام ‪2015‬‬ ‫يع ّد القطاع ال��زراع��يّ من أكثر القطاعات‬ ‫االقتصاديّة تضرّ راً نتيجة األزمة في سورية‪،‬‬ ‫فلقد تراجعت نسبة مساهمته في الناتج المحلّي‬ ‫اإلجماليّ من ‪ %17,9‬عام ‪ 2010‬إلى ‪%5‬‬ ‫عام ‪ ،2013‬ويع ّد القمح المادّة األساسيّة في‬ ‫غذاء اإلنسان التي يحتاجها يوم ّياً‪ ،‬وإذا نظرنا‬ ‫إلى الزيادة السنويّة للس ّكان تبيّن لنا مدى تزايد‬ ‫الحاجة الكبيرة إلى هذه المادّة سنة بعد أخرى‪،‬‬ ‫وهذا يتطلّب السعيّ باستمرار للحفاظ على‬ ‫التوازن ما بين اإلنتاج العا ّم للقمح والطلب‬ ‫عليه من خالل البحث عن أساليب علميّة‬ ‫جديدة لتطوير زراع��ة محصول القمح‬ ‫واستغالل المتو ّفر من اإلمكانيّات والوسائل‬ ‫بالشكل األمثل‪ ،‬من األرض والمياه والبذار‬ ‫والمخصّبات للوصول إلى أعلى إنتاج ك ّما ً‬ ‫ونوعاً‪.‬‬ ‫يحت ّل محصول القمح المرتبة األولى من‬ ‫حيث األهميّة في سورية حيث يش ّكل ‪%20‬‬ ‫تقريبا ً من مجمل األراضي القابلة للزراعة‪،‬‬ ‫ويختلف إنتاج محصول القمح في سورية‬ ‫من سنة إلى أخرى تبعا ً للظروف المناخيّة‬ ‫وعمليّات الخدمة واألساليب المستخدمة في‬ ‫الزراعة‪ ،‬فلقد انخفض إنتاج القمح من‪4,913‬‬ ‫مليون طن عام ‪ 2010‬إلى ‪ 1,800‬مليون‬ ‫طن عام ‪ 2013‬بنسبة ‪ ،%63‬ومن المتو ّقع أن‬ ‫يرتفع إلى ‪ 3‬مليون طن لهذا العام‪.‬‬ ‫لقد تبيّن لنا من دراستنا النعكاسات األزمة‬ ‫السوريّة على زراعة المحاصيل االستراتيجيّة‬ ‫التي أجريناها عن إنتاج القمح للعام الماضي‬ ‫أنّ متوسّط إنتاجيّة الدونم من القمح ‪204‬كغ‪/‬‬ ‫دونماً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة ‪/46,65‬دون��م��ا ً للعام‬ ‫‪ ،2014‬وأ ّكد المنتدى االقتصاديّ السوريّ أنّ‬ ‫أسباب هذا االنخفاض الحا ّد قد يعود إلى ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ عدد كبير من المزارعين منعوا من تقديم‬‫الخدمات الزراعيّة ألراضيهم‪ ،‬مثل‪ :‬الحراثة‬ ‫وال���ريّ والحصاد ونقل المحصول بسبب‬ ‫القصف وبسبب حواجز النظام المنتشرة في‬ ‫أراضيهم‪.‬‬

‫ حرق ودهس كميّات كبيرة من المحاصيل‬‫الزراعيّة بدبابات وآليّات الحرب الغاشمة‪.‬‬ ‫ع��زوف ع��دد كبير من المزارعين عن‬‫الزراعة بسبب ارتفاع تكاليف وسائل اإلنتاج‬ ‫ثالثة أو أربعة أضعاف عمّا كانت عليه قبل‬ ‫ال��ث��ورة مثل‪ :‬ارت��ف��اع تكاليف المحروقات‬ ‫ووسائل النقل وتكاليف الريّ وجنيّ المحاصيل‬ ‫وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى ندرة السماد والبذار‬ ‫والمبيدات والمع ّقمات‪ ،‬وأ ّكد المنتدى أنّ انحدار‬

‫إنتاج القمح سيؤدّي إلى انعكاسات كارثيّة‬ ‫على مستقبل الحياة االقتصاديّة واالجتماعيّة‬ ‫في سورية‪ ،‬ما ينذر بمجاعة فظيعة للشعب‬ ‫السوريّ ‪.‬‬

‫تقدير االحتياجات‪:‬‬

‫عدد س ّكان سورية حوالي ‪ 25‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫أ ّكدت األمم الم ّتحدة أنّ عدد الالجئين في دول‬ ‫الجوار يقدّر ب ‪ 4,5‬مليون نسمة وعدد الس ّكان‬ ‫في المناطق المحرّ رة حوالي ‪ 10,5‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬منهم ‪ 3,5‬مليون في منطقة سيطرة‬ ‫«داع���ش»‪ ،‬و‪ 7‬مليون نسمة في المناطق‬ ‫المحرّ رة‪.‬‬ ‫تقدير المطلوب لتغطية استهالك ‪ 7‬مليون‬ ‫نسمة لمدّة عام‪:‬‬ ‫متوسّط االستهالك اليوميّ لك ّل نسمة ‪-275‬‬ ‫‪300‬غ‪/‬طحين‪.‬‬ ‫بحساب بسيط ‪280‬غ × ‪ 365‬ي��وم =‬ ‫‪102,200‬ك��غ االستهالك السنويّ للشخص‬

‫الواحد‪.‬‬ ‫‪102.2‬كغ‪/‬للشخص × ‪ 7‬مليون نسمة =‬ ‫تقريبا ً ‪ 700‬ألف طن‬ ‫‪ 700‬ألف طن × ‪ 250‬دوالر‪/‬طن = ‪175‬‬ ‫مليون دوالر سنو ّياً‪.‬‬ ‫ما يدفعه المواطنون في المناطق المحرّ رة‪:‬‬ ‫‪ 2,5‬رغيف‪/‬للشخص × ‪ 2,5‬سنت = ‪6,25‬‬ ‫سنت يوم ّياً‪.‬‬ ‫‪ 6,25‬يوم ّيا ً × ‪ 365‬يوم =‪ 2281,25‬سنت‬ ‫أي ‪ 23‬دوالراً سنو ّياً‪.‬‬ ‫‪ 23‬دوالراً‪/‬سنو ّيا ً × ‪ 7‬مليون‬ ‫نسمة = تقريبا ً ‪ 160‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫تكاليف الخبز‪:‬‬ ‫نسبة التكاليف إل��ى سعر‬ ‫الطحين ‪%60‬‬ ‫‪ 175‬مليون دوالر × ‪1,60‬‬ ‫= ‪ 280‬مليون دوالر سنو ّيا ً‬ ‫تكاليف الخبز‪ ،‬بينما يدفع‬ ‫المواطن ‪ 160‬مليون دوالر‬ ‫ويتحمّل المجتمع الدوليّ حال ّيا ً‬ ‫‪ 120‬مليون دوالر سنو ّياً‪.‬‬

‫أصناف القمح المزروعة في سورية‪:‬‬

‫ي��زرع في سورية كما هو في معظم دول‬ ‫حوض المتوسّط األقماح الربيعيّة وتقسم إلى‬ ‫مجموعتين‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬األقماح عالية الغلة‪ :‬وهي األقماح التي‬ ‫نتجت عن الدراسات والتجارب التي تجريها‬ ‫مديريّة البحوث العلميّة الزراعيّة في وزارة‬ ‫ال��زراع��ة عن طريق اإلدخ���ال واالستنباط‬ ‫واالنتخاب وتشمل‪:‬‬ ‫أ‪-‬القمح القاسي‪ :‬شام بأنواعه‪ ،‬بحوث بأنواعه‪،‬‬ ‫جزيرة بأنواعه‪ ،‬باإلضافة إلى جوريّ وإكساد‪.‬‬ ‫ب‪-‬القمح ال��ط��ري‪ :‬ش��ام بأنواعه‪ ،‬وبحوث‬ ‫بأنواعه‪ ،‬ومكسيباك‪.‬‬ ‫‪-2‬األقماح المحليّة والقديمة‪:‬‬ ‫أ‪-‬القمح القاسي‪( :‬ح��وران��ي – حماري –‬ ‫سيناتور كابللي)‬ ‫ب‪-‬القمح الطري‪( :‬فلورنس أورور)‬

‫المحاكمات العادلة‬

‫التخابر‬

‫ا ُّتهم «مرسي» بأ ّنه تخابر مع جهات خارجيّة‬ ‫(ح��م��اس وح��زب هللا) وس���رّ ب معلومات‬ ‫بهدف اإلس��اءة لدولة مصر؛ وللتوضيح‪:‬‬ ‫معظم الشخصيات السياسيّة واألحزاب كان‬ ‫لها عالقات مع حزب هللا وحركة حماس‪،‬‬ ‫وقبلهما مع فصائل المقاومة الفلسطينيّة‪،‬‬ ‫وأكثر من ذلك معظم األحزاب العربيّة كان‬ ‫لها متطوّ عون ضمن صفوف هذه القوى‬ ‫المقاومة‪ ،‬وكانت العالقة مع هذه القوى‬ ‫أوسمة فخر تزيد من رصيدها الجماهيريّ ‪.‬‬ ‫من الناحية القانونيّة يختلف وضع «محمّد‬ ‫مرسي» في قضية التخابر في مرحلة ما قبل‬ ‫الرئاسة عن مرحلة ما بعد الرئاسة‪.‬‬ ‫ا ُّتهم «مرسي» في فترة حكم «مبارك»‬ ‫بعدّة تهم من بينها التخابر مع حماس وأودع‬ ‫السجن‪ ،‬وبما أ ّن��ه خرج من السجن أثناء‬ ‫الثورة المصريّة وتر ّ‬ ‫شح بعدها للرئاسة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الهروب من السجن‬

‫هرب «مرسي» من السجن خالل أحداث‬ ‫َ‬ ‫ال��ث��ورة‪ .‬في التفاصيل أنّ مجموعة من‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫أطلقت النار على ح��رّ اس سجن‬ ‫الملثمين‬ ‫ْ‬ ‫بهدم جدران السجن‬ ‫وقامت‬ ‫«النطرون»‬ ‫ِ‬ ‫بواسطة (تركسات) وآليّات كبيرة‪ ،‬ممّا سهّل‬ ‫هروب السجناء السياسيّين والجنائيّين‪.‬‬ ‫ت��م ْ‬ ‫ّ��ت محاكمة «م��رس��ي» فيما يعرف‬ ‫بقضيّة سجن «النطرون» على تهمتين‪،‬‬ ‫وهما الهروب وقتل الحراس‪ .‬ووفق قانون‬ ‫العقوبات المصريّة‪ ،‬فإنّ عقوبة الهروب من‬ ‫السجن هي من ‪ 3‬أشهر ح ّتى سنة وليست‬

‫التوصيات‬

‫بناء على ما تقدّم يمكننا عرض التوصيات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪-1‬ننصح بأن يكون السعر حرّ وقريب من‬ ‫السعر العالميّ للقمح القاسي والطري‪.‬‬ ‫‪-2‬ننصح بأن توضع كميّات القمح التي سيت ّم‬ ‫شراؤها في أماكن كثيرة متباعدة مؤمّنة‪ ،‬وعدم‬ ‫تخزين كميّات كبيرة في مكان واحد‪.‬‬ ‫‪-3‬في حال عدم إمكانيّة شراء الكميّات المطلوبة‬ ‫الستهالك المواطنين‪ ،‬ننصح بالسماح لرجال‬ ‫األعمال‪ ،‬وخاصّة تجّ ار الحبوب‪ ،‬المساهمة في‬ ‫شراء كميّات محدّدة من القمح وبيعها لألفران‬ ‫الخاصّة وعدم تصديرها‪ ،‬وذلك لتغطية جزء‬ ‫من حاجة المواطنين لتخفيف عبء التمويل‬ ‫لعمليّة الشراء‪ ،‬وذل��ك لتفعيل دور القطاع‬ ‫الخاصّ في المجتمع المدنيّ ‪.‬‬ ‫‪-4‬ننصح بشراء الكميّة المطلوبة للسوق من‬ ‫القمح القاسي‪ ،‬والسماح باستبدال اإلنتاج‬ ‫الفائض من القمح القاسي عن الحاجة بقمح‬ ‫طري صالح للخبز‪.‬‬ ‫‪-5‬يرجى الشراء من المزارعين بأسرع وقت‬ ‫لكيال يركن المزارعون إلشاعات نظام األسد‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل بإغراء المزارع بالسعر‪ ،‬ويت ّم‬ ‫والتي‬ ‫تهريب القمح خارج سورية‪.‬‬ ‫‪-6‬ختاماً‪ ،‬نوصي الحكومة السوريّة المؤ ّقتة‬ ‫باألحكام لمبادئ االقتصاد الحرّ وفيما يخصّ‬ ‫موسم القمح‪ ،‬وذلك بترك ضبط السعر بناء‬ ‫على العرض والطلب‪ ،‬كما نطالبها بالسماح‬ ‫للقطاع الخاصّ بالشراء‪ ،‬األمر الذي يساعد‬ ‫على انتعاش قطاعات اقتصاديّة عديدة ويح ّقق‬ ‫المنفعة للمواطن‪.‬‬

‫احملرر االقتصاد ّي‬

‫عبد الوهاب ال ُمل‬

‫ختابر وهروب وشرعيّة‬ ‫يعتبر القضاء في مصر األعرق في الوطن‬ ‫العربيّ واألك��ث��ر استقالالً عن السياسة‬ ‫وتجاذباتها‪ ،‬ولكنّ األحكام التي صدرت‬ ‫في اآلونة األخيرة أعطت انطباعا ً مختلفاً‪،‬‬ ‫فبراءة «حسني مبارك» صاحب السج ّل‬ ‫الجنائيّ الكبير أثارت الكثير من التساؤالت‬ ‫عن مجريات المحاكمة واستنتاج البراءة‬ ‫ال��ذي خرجت به المحكمة‪ ،‬وبعدها جاء‬ ‫ّ‬ ‫بحق «مرسي»‬ ‫حكم اإلع��دام الذي صدر‬ ‫وشركائه كالصاعقة على مؤيّديه وح ّتى على‬ ‫المراقبين الحياديّين‪ ،‬ونستطيع أن نقول‪:‬‬ ‫إنّ أعداء «مرسي» لم يتو ّقعوا هذا الحكم‬ ‫الصادم بك ّل المقاييس‪ ،‬وكان الحكم متناقضا ً‬ ‫مع ما تضمّنه ملفّ الدعوى من ا ّتهامات‬ ‫ودفوع وبمناقشة بسيطة للتهم التي وجّ هت‬ ‫له‪ ،‬نجد أنّ الحكم بُني على قناعات مسبقة‬ ‫لدى المحكمة وأنّ السياسة كانت حاضرة‬ ‫بقوّ ة في ثنايا القضيّة‪.‬‬ ‫لقد حوكم الرئيس المصريّ السابق «محمّد‬ ‫مرسي» بشكل أساسيّ على جريمتين وهما‪:‬‬ ‫جرم التخابر‪ ،‬وجرم الهروب من السجن‪.‬‬ ‫وقبل مناقشة المحاكمة الب ّد أن نؤ ّكد على أنّ‬ ‫«مرسي» هو رئيس منتخب بشكل شرعيّ‬ ‫وف��ق الدستور المصريّ أيّ��ا ك��ان موقفنا‬ ‫السياسيّ منه أو من حزبه‪.‬‬

‫المؤ ّقتة هو سعر أكثر عدالة وانصافا ً للمزارع‬ ‫كون السعر يتغيّر مع تغيير سعر صرف‬ ‫الدوالر األمريكيّ ‪.‬‬

‫عصفور طل من الشباك‬

‫«مرسي» معلّقاً على المشنقة‬ ‫بدون اعتراض‬ ‫من النيابة العامّة‬ ‫تكون التهمة قد‬ ‫سقطت (يُفترض‬ ‫هنا ب��أنّ النيابة‬ ‫العامّة اعتبرت‬ ‫أنّ اع��ت��ق��ال��ه‬ ‫والتهم الموجهة‬ ‫إليه كانتا غير‬ ‫ق��ان��ون��يّ��ت��ي��ن‪،‬‬ ‫حممد مرسي‬ ‫وهي ممارسات‬ ‫ظالمة من الحكم‬ ‫البائد‪ ،‬خاصّة وأنّ ك ّل من عارض النظام أو‬ ‫شارك في الثورة المصريّة يعتبر في نظر‬ ‫النظام المصريّ خارجا ً عن القانون ويجب‬ ‫اعتقاله)‪.‬‬ ‫وال يمكن أن يعاقب «مرسي» على التخابر‬ ‫بعد تولّيه الرئاسة‪ ،‬كون رئيس الجمهوريّة ال‬ ‫يحاكم إلاّ على األخطاء الجسيمة وهي التي‬ ‫تمسّ بالدولة وأمنها وشعبها واقتصادها‪،‬‬ ‫وبشكل أوضح ك ّل ما يهدّد أمن الدولة الداخليّ‬ ‫أو الخارجيّ ؛ السؤال هل إقامة عالقات مع‬ ‫حركات المقاومة ض ّد العدوّ اإلسرائيليّ يهدّد‬ ‫األمن المصريّ داخل ّيا ً أو خارج ّياً!؟‬ ‫نحن هنا ال ندافع عن «مرسي» أو حزبه‪،‬‬ ‫ولك ّننا نريد أن نقول‪ :‬إنّ الحكم على عليه بما‬ ‫يخصّ التخابر مع «حماس» بالذات إهانة‬ ‫للقضاء المصريّ أكثر من كونه إدان��ة لـ‬ ‫«مرسي» وكان من األفضل محاكمته على‬ ‫مل ّفات تخابر أخرى كعالقاته وحزبه مع‬ ‫االستخبارات األمريكيّة مثالً‪.‬‬

‫حكومة نظام األسد‪:‬‬ ‫ترغب حكومة نظام‬ ‫األس��د بشراء القمح‬ ‫من المزارعين في‬ ‫المناطق المحرّ رة‬ ‫إلثبات سيطرتها وضمان إمدادات وفيرة من‬ ‫الخبز للمواطنين الخاضعين لحكمها‪ ،‬والتحدّي‬ ‫ّ‬ ‫يتمثل في مدى القدرة على‬ ‫الرئيسيّ أمامها‬ ‫إغراء المزارعين ببيع محاصيلهم إلى حكومة‬ ‫األس��د وتأمين نقل المحصول إل��ى مراكز‬ ‫التجميع في مناطق سيطرتها‪.‬‬ ‫قال مدير المؤسّسة العامّة لتجارة وتصنيع‬ ‫الحبوب‪« :‬نريد أن نشتري إنتاج القمح بأكمله‬ ‫لهذا الموسم»‪.‬‬ ‫وأُع��ل��ن ه��ذا الشهر ع��ن سعر كيلو القمح‬ ‫للمزارعين ب ‪ 61‬ل‪.‬س (‪ 25‬سنتاً)‪.‬‬ ‫إنتاج القمح‪ :‬اإلنتاج المتو ّقع من القمح تقريبا ً‬ ‫‪ 3‬مليون طن مقسومة بين المناطق المحرّ رة‬ ‫ومناطق سيطرة نظام األسد وتنتج سورية‬ ‫نوعين من القمح‪ ،‬القمح القاسي‪ :‬األكثر‬ ‫صالحيّة للمعكرونة والمعجّ نات‪ ،‬والقمح‬ ‫الطري‪ :‬المستخدم بصناعة الخبز‪.‬‬ ‫أسعار القمح عالم ّياً‪ :‬يبيّن تقرير أسعار القمح‬ ‫عالم ّيا ً ‪،U.S. Wheat Associates‬‬ ‫تاريخ ‪ 2015/5/22‬ما يلي‪:‬‬ ‫سعر طن القمح الطري يتراوح بين ‪-212‬‬ ‫‪ 279‬دوالراً‬ ‫سعر طن القمح القاسي يتراوح بين ‪-323‬‬ ‫‪ 436‬دوالراً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اعتمد نظام األس��د سعر ‪ 250‬دوالرا لك ّل‬ ‫طن قمح طري‪ ،‬أي سيقوم بالشراء بالليرة‬ ‫السوريّة‪ ،‬عندما يكون سعر ال��دوالر ‪245‬‬ ‫ل‪.‬س (السعر الرسمي للدوالر) فيكون سعر‬ ‫‪1‬كغ قمح ‪ 61‬ل‪.‬س‪ ،‬لكن عندما تعتمد الحكومة‬ ‫السوريّة المؤ ّقتة سعر الطنّ بـ ‪ 250‬دوالراً‬ ‫للقمح الطري‪ ،‬أي ستقوم الوزارة والمجالس‬ ‫المحليّة والجهات الداعمة بالشراء بالدوالر‬ ‫بغضّ النظر عن سعر صرفه بالليرة السوريّة‪،‬‬ ‫وبالتالي السعر الذي تطرحه الحكومة السوريّة‬

‫وإن تع ّددت الوجوه فاخلاطف واحد‬

‫ انرتنت‬‫اإلعدام‪ ،‬وش ّتان ما بين حكم المحكمة وبين‬ ‫العقوبة المقرّ رة في القانون المصريّ ‪ .‬أمّا قتل‬ ‫الحرّ اس فإنّ الشهود أجمعوا أنّ هدم جدران‬ ‫السجن وإطالق النار على الحرّ اس كان من‬ ‫ّ‬ ‫الملثمين المهاجمين‪ ،‬وأنّ السجناء كانوا‬ ‫قبل‬ ‫ّ‬ ‫عزالً من السالح ولم يقم أيّ منهم بإطالق‬ ‫ّ‬ ‫النار‪ ،‬وال يوجد بين دفتي القضيّة أيّ دليل‬ ‫يدين «مرسي» بشكل جازم‪ ،‬وهناك قاعدة‬ ‫قانونيّة أنّ «األحكام ُتبنى على اليقين وفي‬ ‫ك فإ ّنه يفسّر لمصلحة الم ّتهم»‬ ‫حالة الش ّ‬ ‫وهذه تجاهلها القضاة‪ ،‬فجاء قرارهم خارج‬ ‫المنطق القانونيّ ‪ .‬وهروب «مرسي» من‬ ‫السجن كان قبل تر ّ‬ ‫شحه للرئاسة‪ ،‬والنيابة‬ ‫العامّة والهيئة العليا لالنتخابات كانت تعلم‬ ‫أنّ مرشح الرئاسة (مجرم هارب من السجن)‬ ‫شحه إلاّ‬ ‫وكان بإمكانهما االعتراض على تر ّ‬ ‫أنّ ذلك لم يحدث؟! وهذا ما يؤ ّ‬ ‫شر بشكل‬ ‫صريح إلى أنّ الحكم له موجباته السياسيّة‪.‬‬ ‫يبدو أنّ مصر تنزلق إل��ى هاوية الفرز‬ ‫واالستقطاب والفوضى واالنقسام‪ ،‬فبمواجهة‬ ‫خطاب األحزاب الدينيّة (اإلخوان المسلمون)‬ ‫المليء بالكراهية والتكفير وتوظيف‬ ‫العباءات والعمامات لتحقيق أهداف سياسيّة‬ ‫ّ‬ ‫متدثرين بالدين‪ .‬هناك‬ ‫وفرض نظام شموليّ‬ ‫خطاب إقصائيّ وإلغائيّ يريد قتل التجربة‬ ‫الديمقراطيّة في مهدها وإعادة مصر إلى حكم‬ ‫العسكر ويؤسّس لديكتاتوريّة جديدة تحت‬ ‫ّ‬ ‫ويحق لنا القول‪ :‬إنّ القضاء‬ ‫حجّ ة المدنيّة‪.‬‬ ‫المصريّ تخلّى عن حياديّته وبدأ بإصدار‬ ‫أحكام وفق ما تشتهي السفن‪ ،‬و ُتسرّ ع عمليّة‬ ‫الفرز و ُتسهم فيه بشكل سلبيّ ‪.‬‬

‫احملامي حممّد محو‬

‫هذه هي الفكرة‪« :‬إن مات عبد الوهاب أو‬ ‫خطف‪ ،‬أن يكون هناك غيره الكثير» هذا‬ ‫ما قاله عبد الوهاب ال ُملاّ في إحدى اللقاءات‬ ‫التلفزيونيّة‪.‬‬ ‫اختطف الناشط اإلع�لام��يّ ال�� ُم�ّل�اّ مساء‬ ‫الخميس ‪ 2013/11/17‬من منزله الكائن‬ ‫في حيّ مساكن هنانو في مدينة حلب‪ ،‬حيث‬ ‫قام مسلّحون مجهولون كانوا يقودون سيّارة‬ ‫جيب واقتادوه إلى السيّارة بقوّ ة‪.‬‬ ‫ال ُملاّ من مواليد حلب ‪ ،1988‬وهو من أوائل‬ ‫المشاركين في الثورة السوريّة منذ سلميّتها‬ ‫وله العديد من الحفالت المسجّ لة‪ ،‬ومن أوائل‬ ‫أعماله الفنيّة مسلسل «هاد كل شي صار»‬ ‫من بطولته باالشتراك مع الشهيد اإلعالميّ‬ ‫«محمّد سعيد» الذي اغتيل قبل أيّ��ام من‬ ‫اختطاف «ال ُملاّ »‪.‬‬ ‫«هاد كل شي صار» مسلسل ذو حلقات‬ ‫قصيرة أُنتج في ريف حلب في العام األوّ ل‬ ‫من الثورة السوريّة منذ بدايتها‪ ،‬يتحدّث عن‬ ‫وحشيّة نظام األسد‪.‬‬ ‫شارك ال ُملاّ في العديد من األعمال الفنيّة‬ ‫األخرى والسكيتشات القصيرة واألغاني‬ ‫الثوريّة الشعبيّة‪ ،‬كما شارك بتأسيس «شبكة‬ ‫حلب نيوز» أوّ ل شبكة إخباريّة في تاريخ‬ ‫الثورة في حلب وكان عضواً ومستشاراً‬

‫إعالم ّيا ً فيها‪.‬‬ ‫لاّ‬ ‫من أبرز األعمال التي قام بها «ال ُم »‬ ‫في األشهر القليلة الماضية برنامج «ثورة‬ ‫‪ 3‬نجوم»‪ ،‬البرنامج كوميدي اجتماعيّ‬ ‫موضوعيّ ‪ ،‬تكلّم فيه عن أخطاء ومشاكل‬ ‫الثورة السوريّة وحاول وضع حلول لها‪،‬‬ ‫عُرض البرنامج على أكثر من خمس قنوات‬ ‫فضائيّة في شهر رمضان‪ ،‬وهو مؤلّف من‬ ‫‪ 13‬حلقة‪ ،‬وكان «ال ُملاّ » يقول في آخر ك ّل‬ ‫حلقة‪« :‬منشوف بعضنا بكرا إذا ما تشوّ لنا‬ ‫أو قصفنا النظام أو انقطعت الكهربا»‪.‬‬ ‫ك��ان ال�� ُم�ّل�اّ العضد األس��اس��يّ في تشكيل‬ ‫«ا ّتحاد إعالميّي حلب» الذي يعتبر بمثابة‬ ‫نقابة لإلعالميّين في حلب‪.‬‬ ‫وأص���درت «شبكة حلب نيوز وا ّت��ح��اد‬ ‫اإلعالميّين» بيانا ً يدين اختطاف ال ُملاّ ‪،‬‬ ‫كما وجّ هت نداء عاجالً إلى جميع الهيئات‬ ‫القضائيّة والشرعيّة في حلب والكتائب‬ ‫واأللوية أن يبذلوا قصارى جهدهم للح ّد من‬ ‫هذه الظاهرة والتحرّ ي عن الجهة الخاطفة‬ ‫وإطالق سراح «ال ُملاّ » على الفور‪.‬‬ ‫الحرّ يّة للك ّل من قال كلمة ّ‬ ‫حق ض ّد الظلم‬ ‫وض�� ّد ك ّل الطغاة‪ ،‬الحرّ يّة لعبد الوهاب‬ ‫ولجميع المعتقلين في سجون الطغاة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫ثقافة‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫ثقافة االستبداد‬

‫الحقيقة الغائبة*‬

‫زراعة الحقد والكراهية وحصاد التطرّف واإلرهاب‬ ‫أمراء «داعش» ميارسون مجيع أنواع االستبداد وال حي ّق لرعايا دولتهم املزعومة ح ّق االختيار‪ ،‬وال حتّى اختيار خليفتهم‬ ‫في الثمانينات خطب إمام الجامع خطبة‬ ‫الجمعة ف��ي أح��د ج��وام��ع حلب‪ ،‬وكانت‬ ‫المناسبة الحركة التصحيحيّة‪ ،‬فخطب في‬ ‫المصلّين وعدّد منجزات حافظ األسد في‬ ‫سورية‪ ،‬وق��ال من ضمن منجزاته بناء‬ ‫الكعبة‪.‬‬ ‫لذا فإنّ الفساد يولّد االستبداد‪ ،‬فالمستب ّد‬ ‫يضغط على العقل ويشوّ ه ويجرّ د اإلنسان‬ ‫من إنسانيّته‪ ،‬ويتالعب بحقوق اإلنسان‬ ‫ويضطهد ويقمع الرأي اآلخر‪ ،‬ويتالعب‬ ‫بالدّين ويطبّقه حسب مصالحه السلطويّة‬ ‫ويفسده ويشارك هللا من خالل أ ّنه الحاكم‬ ‫وه��و اإلل��ه األوح��د والقائد األب��ديّ الذي‬ ‫ال يُقهر‪ ،‬ويحارب العلم ويهجّ ر العقول‬ ‫المتنوّ رة ويزرع ثقافة االستبداد في المناهج‬ ‫الدراسيّة‪ ،‬وخاصّة في المراحل األولى‬ ‫للتالعب بعقول األطفال والمراهقين ويفسد‬ ‫العلم والعلوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد كان ابن خلدون يركز على أنّ االستبداد‬ ‫والظلم والفساد والقمع يحوّ ل الناس إلى‬ ‫شخصيّات ضعيفة فيها كذب ومكر وتملّق‪،‬‬ ‫وعندئذ فال خير فيهم‪ ،‬فال هم يستطيعون‬ ‫المطالبة بشيء ق��ويّ ‪ ،‬وال الموافق إذا‬ ‫طالبهم أح��د‪ ،‬وبهذا يتحوّ ل الشعب إلى‬ ‫غالبيّة منافقة‪ ،‬ويتحوّ ل رجال الفكر والعلم‬ ‫والدين إلى التعلّق بالرسوم واألشكال‪،‬‬ ‫وتصبح مهمّة أصحاب العلم التبرير للمستب ّد‬ ‫وتصديقه والترويج لبضاعته الفاسدة‪.‬‬

‫فرج فوده (‪ – 1945‬اغتالته الجماعة اإلسالم ّية‬ ‫‪ )1992‬كاتب ومف ّكر مصري‪ ،‬من مؤ ّلفاته‪ :‬زواج‬ ‫المتعة‪ ،‬حوارات حول الشريعة‪ ،‬الطائف ّية إلى أين؟‬ ‫داعش ‪ -‬انرتنت‬ ‫وبالتوازي مع ثقافة مقاومة القمع والظلم‬ ‫واالستبداد ال ب ّد أنّ مجتمعنا يحتاج إلى ثقافة‬ ‫المحبّة والتسامح والسلم األهليّ لنتجاوز ما‬ ‫أنتجته ثقافة االستبداد من الكراهيّة والعنف‬ ‫واالحتقان والتعصّب الدينيّ والقوميّ ‪.‬‬

‫نفوس السوريّين‪ ،‬وتحوّ لت إلى أخطبوط‬ ‫مدمّر لقيم المحبّة والوئام االجتماعيّ الذي‬ ‫كان موجوداً في السابق بين أبناء الوطن‬ ‫الواحد‪ ،‬وأنّ هذه الثقافة عملت على تنمية‬ ‫روح الكراهيّة والحقد والجهل والتخلّف‬ ‫والضعف وروّ جت لثقافة السلبيّة والخنوع العلم والمث ّقفون في خدمة االستبداد‪:‬‬ ‫لدى المواطن‪ ،‬وعملوا على تعطيل التفكير وكما قالوا في القِدم‪« ،‬عندما يكون العلم‬ ‫في المقاومة السلميّة للفساد واالستبداد‪ ،‬والقانون بخير فإنّ البالد ستكون بخير»‪،‬‬ ‫الطفولة وثقافة االستبداد‪:‬‬ ‫وتراكمت االحتقانات ح ّتى انفجر بركان لذلك فإنّ النظام األسديّ دمّر العلم والقانون‬ ‫استلهم حافظ األسد نماذج التعليم القمعيّة‪ ،‬الكراهيّة والغضب في مظاهر منفلته وأفسد ك ّل شيء جميل في سورية‪ ،‬وظهر‬ ‫«من هتلر ألمانيا‪ ،‬وموسوليني إيطاليا ودخل المجتمع في دوّ امة دوائر الصراع على السطح وبشكل جليّ «مث ّقفو النظام»‬ ‫وستالين روسيا»‪ ،‬وعندما نقرأ تاريخ هذه المغلقة بين ثقافة االستبداد‬ ‫أو «فقهاء السلطة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األنظمة القمعيّة االستبداديّة في شؤون وثقافة الكراهيّة‪ ،‬وعمل‬ ‫وظفوا أنفسهم‬ ‫فهؤالء‬ ‫التعليم والعلم والثقافة نستقرئ معها حال االس��ت��ب��داد األس����ديّ على‬ ‫أجهزة أمنيّة‬ ‫في خدمة الطغاة والظلم‬ ‫ّ‬ ‫العلم والتعليم في المؤسّسات‬ ‫والمنظمات تغذية ن��زع��ات الكراهيّة‬ ‫واالستبداد بغضّ النظر‬ ‫اإلسالم‬ ‫بلباس‬ ‫للنظام‪،‬‬ ‫المخابرات‬ ‫المختلفة في ظ ّل دولة‬ ‫عبر استخدام سياسة «فرّ ق‬ ‫عن لونه وجنسه وعرقه‬ ‫ّ‬ ‫ب��دءاً من‬ ‫منظمة طالئع البعث وم��روراً تسد» بين جميع مكوّ نات‬ ‫السياس ّي‬ ‫ودينه فقط لمصالحهم‬ ‫ّ‬ ‫باال ّتحاد الوطنيّ للشبيبة واتحاد المعلمين المجتمع السوريّ ‪ ،‬لذا فإنّ‬ ‫الما ّديّة‪ ،‬وهؤالء يجدون‬ ‫مجيع‬ ‫ميارسون‬ ‫وانتهاء بالمدارس والجامعات وإعداد شباب ثقافة االستبداد هي أصل‬ ‫دائ��م��ا ً مصالحهم مع‬ ‫وش��ابّ��ات سورية العقائديّة‪ ،‬ول��م تقتصر الداء ومصدر البالء وسبب‬ ‫أنواع القتل‬ ‫األقوى يكرّ سون أنفسهم‬ ‫األجواء العسكريّة على المدارس في سورية الكثير من اإلصابات الفادحة‬ ‫لخدمته والتفاني في‬ ‫والتنكيل‬ ‫مقارنة بما كانت عليه في عهد موسوليني واألخطاء القاتلة والشرور‬ ‫ال��دف��اع عنه ويعملون‬ ‫وإ ّنما زادت عليها‪ ،‬من خالل تنظيمات الواقعة واآلف��ات الماحقة‪،‬‬ ‫الوحشيّة‬ ‫مثل العبيد والببغاء في‬ ‫شبه عسكريّة لألطفال والشباب مشابهة وكان حافظ األسد ماهراً في‬ ‫الترويج لهذا النظام‪،‬‬ ‫لما أنشأه «هتلر» في ألمانيا ّ‬ ‫منظمة (أبناء زرع هذه الثقافات أل ّنه على‬ ‫ولتحقيق انتصار الظالم‪،‬‬ ‫أنثى الذئب) لألطفال بين ‪ 4‬إلى ‪ 8‬سنوات علم أ ّنه ال يمكن أن ينشأ النظام االستبداديّ والغريب في األمر أنّ إضفاء مفهوم الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمة (باليال) لألطفال بين ‪ 8‬إلى ‪ 14‬والشموليّ دون وج��ود حاضنة شعبيّة على هؤالء يتنافى مع مفهوم الثقافة بداللتها‬ ‫ّ‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫ومنظمة (أفانجوارديستا) لألطفال بين لثقافة االستبداد‪ ،‬فحارب القوميّات والدين اإلنسانيّة واألخالقيّة‪ ،‬ألنّ مفهوم الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫شعارات‬ ‫ّد‬ ‫د‬ ‫تر‬ ‫كانت‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫‪18‬‬ ‫إلى‬ ‫‪14‬‬ ‫يعلم‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أل‬ ‫والحقد‬ ‫الكره‬ ‫وخلق‬ ‫والمذاهب‬ ‫الحقيقيّة هو لخدمة اإلنسانيّة‪ ،‬ولذا يمكن‬ ‫ّ‬ ‫قبل األطفال في التنظيمات شبه العسكريّة أنه ال ب ّد أن تسود في المجتمع هذه الثقافة وصف هذه الفئة بأ ّنهم أعداء للثقافة اإلنسانيّة‬ ‫«أنا أؤمن بروما‪ ،‬الخالدة أ ّم بالدي ‪ ..‬أؤمن الفاسدة أو لدى نسبة ال بأس بها‪ ،‬فوجود ثقافة وهم في ك ّل األحوال قتلة مأجورون س ّفاكو‬ ‫بعبقريّة موسوليني‪ ،‬وببعث اإلمبراطوريّة التعصّب الدينيّ والقوميّ والمذهبيّ وعدم الدماء وس ّفاحون ديماغوجيّون مزيّفون‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل في‬ ‫من موتها»‪ ،‬وفي حزب البعث في سورية قبول اآلخر واالعتراف بحقوق الجميع في ومنافقون‪ ،‬معادون للثقافة التي‬ ‫ّ‬ ‫والحق والعدالة والتسامح اإلنسانيّ ‪،‬‬ ‫كانت أكثر الشعارات التي ردّدها طالئع االختالف بالرأي والتفكير اليمكن للمستب ّد الخير‬ ‫البعث «إلى األبد ‪ ..‬إلى األبد يا حافظ األسد أن يسيطر على المجتمع إلاّ من خالل وأفضل مصطلح يمكن أن نطلق على‬ ‫‪!»...‬‬ ‫هذه الثغرات‪ ،‬وفي بعض األحيان يظهر هؤالء هو «صعاليك الفكر والعلم ومرتزقة‬ ‫وجعل من الحياة التعليميّة الفتيّة مجرّ د معارضون لنظام المستبد‪ ،‬ليس من أجل السلطان أو األمير»‪.‬‬ ‫قطيع اجتماعيّ وكانت رغبة األس��د في الحرّ يّات والحقوق العامّة للمواطنين التي وفي ضوء الثورة السوريّة‪ ،‬تش ّتت وتف ّتت‬ ‫توسيع قاعدته الشعبيّة الفاسدة إلى أبعد ينبغي أن يتم ّتع بها الجميع‪ ،‬وإ ّنما من أجل الساحة الفكريّة في س��وري��ة‪ ،‬وظهرت‬ ‫ح ّد ممكن واستخدم المؤسّسات المرادفة حريّة توجّ ههم السياسيّ والفكريّ تحديداً‪ ،‬صراعات أيديولوجيّة بين المث ّقفين‪ ،‬فظهرت‬ ‫للحزب في المدارس والجامعات الستخدام فهم ليسوا ض ّد االستبداد في حّ د ذاته وجميع على المسرح ثالثة تيّارات أيديولوجيّة من‬ ‫الحزب عربة رئيسيّة لبسط نفوذه‪ ،‬وهو مظاهره‪ ،‬وإ ّنما ض ّد استبداد محدّد‪ ،‬فيكون المث ّقفين كرّ سوا أنفسهم للدفاع عن ثالث‬ ‫الذي تخلّص من رفاقه األمس في الحزب في ذلك الوقت الصراع والنزاع فينتج بين وضعيّات أيديولوجيّة متباينة‪ ،‬فريق من‬ ‫عندما استولى على الحكم بقوّ ة‬ ‫م��س��ت��ب�� ّد ومستب ّد المث ّقفين دافع وم��ازال يدافع عن الحريّة‬ ‫السالح والنار‪ ،‬وكان يت ّم تعليم‬ ‫م���ض���اد‪ ،‬ول��ي��س والكرامة ويحارب بفكره وقلمه الظلم والحقد‬ ‫االستبداد‬ ‫وعمل‬ ‫ً‬ ‫التلميذ على قائده الخالد وابنه‬ ‫نزاعا بين الحريّة والكراهيّة‪ ،‬وتقف إلى جانب المظلومين من‬ ‫األق�� ّل خلوداً وعلى منجزاتهم األسد ّي على تغذية‬ ‫و العدالة والكرامة أيّة جهة كانت‪ ،‬وفريق دافع واليزال يدافع‬ ‫التاريخيّة‪ ،‬من خالل الحديث‬ ‫وح��ق��وق اإلن��س��ان عن االستبداد والشموليّة والطغاة والظالمين‬ ‫عن نزعات الكراهيّة‬ ‫سورية‬ ‫أه ّم المناسبات الوطنيّة في‬ ‫واالستبداد‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫وهم أب��واق ك ّل ظالم وأم��راء الحروب‪،‬‬ ‫الحديثة حسب مفهومهم‪ ،‬وهي عرب استخدام‬ ‫وال��ش��م��ول��يّ��ة من ويقفون مع القويّ دائماً‪ ،‬وفريق آخر ركب‬ ‫مناسبات في مجملها مرتبطة‬ ‫جهة أخ���رى‪ ،‬لذا أمواج الثقافة الطائفيّة والمذهبيّة فكرّ س‬ ‫تسد»‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫«ف‬ ‫سياسة‬ ‫ّ‬ ‫بشكل أو بآخر بالقائد وبالحزب‬ ‫ن��ج��د ح��ال��يّ��ا ً من نفسه وثقافته في مجال تأجيج مشاعر‬ ‫نات‬ ‫و‬ ‫مك‬ ‫مجيع‬ ‫بني‬ ‫والمنجزات كالحديث عن «ثورة‬ ‫ّ‬ ‫أب��ن��اء شعبنا َمن البدائيّة الطائفيّة والعرقيّة الضيّقة‪ ،‬ومن بقي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫آذار‪ ،‬وحرب تشرين‪ ،‬والحركة‬ ‫ا‬ ‫ونهار‬ ‫ال‬ ‫لي‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫يتغ‬ ‫ّ‬ ‫من المثقفين الذ بالصمت المبين‪ ،‬ويقفون‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫اجملتمع‬ ‫التصحيحيّة‪ ،‬وإرف��اق ك ّل ذلك‬ ‫ب��ال��دي��م��ق��راط��يّ��ة على الرفّ ‪ ،‬ربّما إلى حين تتك ّ‬ ‫شف األحداث‬ ‫بصور األسد وابنه‪.‬‬ ‫والحريّة والمساواة والوقائع‪.‬‬ ‫والعدالة االجتماعيّة واالقتصاديّة فيما‬ ‫ثقافة الحقد والكراه ّية لخدمة االستبداد‪:‬‬ ‫والقومي وثقافة االستبداد‪:‬‬ ‫الديني‬ ‫التطرف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االستبداد‬ ‫أن��واع‬ ‫وأفظع‬ ‫أبشع‬ ‫يمارسون‬ ‫ترسيخ‬ ‫الجميع يعلم أنّ الدور األكبر في‬ ‫التطرّ ف الدينيّ الذي يسعى الستغالل الدين‬ ‫والقوميّ‬ ‫والطائفيّ‬ ‫وال��ف��ئ��ويّ‬ ‫الحزبيّ‬ ‫وتكريس ثقافة االستبداد والتخلّف والتصفيق‬ ‫أبشع االستغالل لتحقيق أهدافه وغاياته‬ ‫ّ‬ ‫يخطط لذلك من األجهزة‬ ‫األعمى هو النظام‪ ،‬صحيح أنّ ممارسات والميليشياتيّ ‪ ،‬حيث يحاولون تسخير ك ّل وغ��اي��ات من‬ ‫النظام لخلق ثقافة االستبداد ال ينتج بين مقدّرات البلد مثلما عمل عليه النظام األسديّ االستخباراتيّة اإلقليميّة والعالميّة وخاصّة‬ ‫عشيّة وضحاها‪ ،‬ولكن مع مرور الزمن ألجل بضعة أو آالف من أفراد هذا الحزب نظام الماللي اإليرانيّ ‪ ،‬فيسعى من خالل‬ ‫تنمو هذه الثقافة داخ��ل نفسيّة المواطن‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬فأيّ استبداد أعظم وأبشع وأقبح من هذا التطرّ ف ضرب أكثر من هدف بحجر‬ ‫فالنظام الشموليّ االستبداديّ توجّ ه الناس هذا ‪!!..‬‬ ‫واح��د‪ ،‬لكن الهدف األساسيّ واألكبر هو‬ ‫له‪ ،‬وهذا ما نالحظه حال ّيا ً في ك ّل منطقة من إنّ ثقافة االستبداد متأصّلة في النظام التأثير السلبيّ على السالم واالستقرار‬ ‫سورية‪ ،‬غالبيّة الناس تص ّفق لألقوى ح ّتى األسديّ القمعيّ وعلى أساسها فقد الحياء واألمن في المنطقة والعالم‪ ،‬ألنّ التطرّ ف‬ ‫لو مختلف معه فكر ّياً‪.‬‬ ‫فأصبح ك�� ّل ش��يء لديه مباح من القتل الدينيّ الذي يتب ّنى خطابا ً دمو ّيا ً وأحادي‬ ‫فثقافة االستبداد التي عمل عليها النظام والتشريد والتهجير واالعتقال واالختطاف‪ ،‬الجانب يعتمد على االستخدام المفرط للقسوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األسديّ هي من زرع الكراهيّة والحقد في مادام يمكن أن يحقق بقاءه في السلطة حتى والعنف من أجل فرض رأيه ومنطقه‪ ،‬وال‬ ‫ال يخسر مملكته ومزرعته‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يمكن مطلقا ً من فرض هكذا خطاب همجيّ‬ ‫ووح��ش��يّ معادي لإلنسانيّة والحضارة‬ ‫االجتماعيّة واالقتصاديّة في أجواء حرّ ة‬ ‫وديمقراطيّة‪ ،‬ولهذا فإنّ إشاعة الفوضى‬ ‫والفلتان األمنيّ من أفضل األجواء وأكثرها‬ ‫مناسبة لهذا التطرّ ف‪.‬‬ ‫ال يمكن أبداً عزل وفصل الجرائم اإلرهابيّة‬ ‫الممنهجة وال��م��دروس��ة التي تجري في‬ ‫سورية عن ظاهرة التطرّ ف الدينيّ والقوميّ‬ ‫والطائفيّ التي تقف باألساس خلفها ثقافة‬ ‫االستبداد والذبح وإنكار اآلخر واإلقصاء‬ ‫وقمع الحريّات والتنكيل واالستهانة بإنسانيّة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وبرزت بعد الثورة السلميّة التي‬ ‫حوّ لها النظام القمعيّ إلى المسلّحة طغاة‬ ‫وضحايا جدّد‪ ،‬فظهرت على طرفيّ معادلة‬ ‫االستبداد والطغيان في سورية رموز من‬ ‫أمراء الحروب وقادة تشكيالت الميليشياوّ ية‬ ‫وأجهزة أمنيّة بلباس اإلس�لام السياسيّ‬ ‫يمارسون جميع أن��واع القتل والتنكيل‬ ‫الوحشيّة‪ ،‬لفرض سيطرتهم على األرض‬ ‫بقوّ ة النار والدم‪ .‬هذا فيما يتعلّق بالطرف‬ ‫اإلجراميّ من المعادلة‪ ،‬وفيما يتعلّق بطرف‬ ‫الضحايا من المعادلة فإنّ اإلنسان السوريّ‬ ‫الذي يرفض أن يتنازل عن قيمه وكرامته‬ ‫ومبادئه‪.‬‬ ‫ويبدو أنّ سياسة اإلفناء السياسيّ التي‬ ‫اعتمدها النظام االستبداديّ ‪ ،‬وس ّد اآلفاق‬ ‫أمام أيّ بديل ديمقراطيّ لم تجد أمامها إلاّ‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫بديالً متطرّ فا ً يرتكب الجرائم نفسها‬ ‫الشعب وإنْ بأساليب مختلفة‪ ،‬وكما قال‬ ‫«عبدالرحمن الكواكبيّ » في تشخيصه لعلل‬ ‫األمّة العربيّة واإلسالميّة إنّ «أصل الداء‬ ‫هو االستبداد السياسيّ » وإنّ كا ّفة صنوف‬ ‫الظلم والشقاء ما هي إلاّ فروع وتشعّبات‬ ‫الستبداد الح ّكام‪ ،‬وربّما أخذت «داعش»‬ ‫‪،‬كما عمل حافظ األسد‪ ،‬من تراث النازيّة‬ ‫عدداً من الممارسات‪ ،‬لكنّ الخطر الكامن في‬ ‫حصر توصيفها بأ ّنها النازيّة الجديدة تحديداً‬ ‫يكمن في أ ّنه يش ّكل تغطيه على ممارسات‬ ‫النظام االستبداديّ ‪ ،‬األمر الذي يصبّ في‬ ‫مصلحة هذا النظام ويخلّصه من الوصمة‬ ‫النازيّة ويش ّكل تغطية مباشرة لجميع جرائم‬ ‫هذا النظام المجرم‪ ،‬ألنّ أمراء «داعش»‬ ‫ّ‬ ‫يحق‬ ‫يمارسون جميع أنواع االستبداد وال‬ ‫لرعايا دولتهم المزعومة ّ‬ ‫حق االختيار‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫يحق ح ّتى اختيار خليفتهم معرضين بذلك‬ ‫ح ّتى عن سيرة الخلفاء الراشدين الذين‬ ‫صعدوا للحكم بتوافق مجتمعيّ والختيار‬ ‫نظامهم‪ ،‬إ ّنها ترى أ ّنها هي ذاتها ملزمة‬ ‫بالشريعة التي هي أمر ربانيّ ‪ ،‬ال مجال‬ ‫للبشر في اختياره أو رفضه‪ ،‬ولكنّ شريعتهم‬ ‫ضيّقة يزعمون أ ّنها فعل السلف الصالح‪،‬‬ ‫بينما في الحقيقة اجتهاد بشر اختار من فعل‬ ‫السلف واألحاديث ما يوافق فهمه‪ ،‬فش ّكل‬ ‫به تيّاراً يضرب عرض الحائط بالشريعة‬ ‫اإلسالميّة الثريّة بتنوّ عها ومذاهبها التي‬ ‫تش ّكلت عبر القرون باجتهاد أئمّة وفقهاء‬ ‫وعلماء الدين‪.‬‬ ‫فإنّ اإلرهاب مرض لك ّل األديان‪ ،‬وال تكفي‬ ‫محاربته بالصواريخ والطائرات والتحالفات‬ ‫اإلقليميّة والدوليّة واألمن والقضاء ‪ -‬وهذا‬ ‫كلّه ض��روريّ ‪ -‬لكنّ األه�� ّم هو القضاء‬ ‫على ج���ذوره العميقة وال��ت��ي تكمن في‬ ‫الفساد واالستبداد االقتصاديّ والسياسيّ‬ ‫واالجتماعيّ ‪ ،‬وأنّ التأويل السيّ ء لإلسالم‬ ‫ظهر عند هذه الجماعات المتطرّ فة وكما‬ ‫قالوا‪« :‬من يزرع االستبداد يحصد التطرّ ف‬ ‫واإلره�����اب» واإلس��ل�ام ب���ريء ويكفر‬ ‫باالستبداد واإلرهاب‪.‬‬

‫د‪ .‬حممّد حممود‬

‫‪...‬هذا حديث سوف ينكره الكثيرون‪ ،‬أل ّنهم يودّون أن‬ ‫يسمعوا ما يحبّون‪ ،‬فالنفس تأنس لما تهواه‪ ،‬وتتع ّ‬ ‫شق‬ ‫ما استقرّ ت عليه‪ ،‬ويصعب عليها أن تستوعب غيره‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحق‪ ،‬أو توسّمت أ ّنه الحقيقة‪،‬‬ ‫ح ّتى لو تبيّنت أ ّنه‬ ‫وأسوأ ما يحدث لقارئ هذا الحديث‪ ،‬أن يبدأه ونفسه‬ ‫مسبقة بالعداء‪ ،‬أو متو ّقعة للتج ّني‪ ،‬وأسوأ منه موقف‬ ‫الرفض مع سبق اإلصرار للتفكير واستعمال العقل‪.‬‬ ‫هذا حديث تاريخ ال يزعم صاحبه أ ّنه متخصّص‬ ‫فيه‪ ،‬أو فارس في ميدانه‪ ،‬لك ّنه يزعم أ ّنه قارئ له في‬ ‫أناة‪ ،‬محلّل له في صبر ّ‬ ‫موثق له في د ّقة‪ ،‬ناقد له في‬ ‫منطق‪ ،‬يهوى أ ّنه يقلّبه ذات اليمين وذات الشِ مال‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع أن يم ّد خياله متجاوزاً الحقيقة باإلضافة أو‬ ‫منتقصا ً منها باإلهمال‪ ،‬وما أكثر ما فعل ذلك من لهم‬ ‫تاريخ واسم‪ ،‬وقلم وفكر‪ ،‬ومنهج وبحث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا حديث ما كان أغناني عنه‪ ،‬لوال أنهم يتنادون‬ ‫بالخالفة‪ ،‬ليس من منطلق الدعابة أو المهاترة أو‬ ‫الهزل‪ ،‬بل من منطلق الج ّد والج ّديّة واالعتقاد‪،‬‬ ‫فسيتدرجون مثلى إلى الخوض فيما يعرف ويعرفون‪،‬‬ ‫ويعلم وينكرون‪ ،‬وينكر ويقبلون‪ ،‬ليس من أجلهم‪،‬‬ ‫وال ح ّتى من أجل أجيال الحاضر التي من واجبها‬ ‫أن تعرف وتتعرّ ف‪ ،‬وتعلم وتتعلّم‪ ،‬وتفكر وتتكلّم‪،‬‬ ‫بل قبل ذلك كلّه من أجل أجيال سوف تأتي في‬ ‫الغد‪ ،‬وسوف تعرف لنا قدرنا وإن أنكرنا المنكرون‬ ‫وسوف تنصفنا وإن أداننا المدينون‪ ،‬وسوف تذكر لنا‬ ‫أ ّننا لم نجبن ولم نقصر‪ ،‬وأ ّننا بقدر ما أفزعنا بقدر ما‬ ‫دفعنا المجتمع لألمام‪ ،‬وبقدر ما أقلقنا بقدر ما أستقرّ‬ ‫المجتمع في أيّامهم‪ ،‬وبقدر ما واجهنا بقدر ما توجّ هوا‬ ‫هم إلى المستقبل‪ .‬هذا حديث تاريخ وسياسة وفكر‬ ‫وليس حديث دين وإيمان وعقيدة‪ ،‬وحديث مسلمين‬ ‫ال حديث إسالم‪ ،‬وهو قبل ذلك حديث قارئ يعيش‬ ‫القرن العشرين وينتمي إليه عن أحداث بعضها يعود‬ ‫إلى الوراء ثالثة عشر قرنا ً أو يزيد‪ ،‬ومن هنا يبدو‬ ‫الحديث صعبا ً على من يعيشون وينتمون لواقع ما‬ ‫قبل ثالثة عشر قرناً‪ ،‬ويقيمون من خالل معايشتهم‬ ‫وتب ّنيهم لذلك الواقع أحداث حاضر القرن العشرين‪،‬‬ ‫وهو في النهاية حديث قد يخطئ عن غير قصد‪ ،‬وقد‬ ‫يصيب عن عمد‪ ،‬و قد يؤرّ ق عن تعمّد‪ ،‬وقد يفتح بابا ً‬ ‫أغلقناه كثيراً وهو حقائق التاريخ‪ ،‬وقد يُحيي عضواً‬ ‫أهملناه كثيراً وهو العقل‪ ،‬وقد يستعمل أداة تجاهلناها‬ ‫كثيراً وهي المنطق‪ ،‬وهو حديث في النهاية موجز‬ ‫أش ّد ما يكون اإليجاز‪ ،‬ال يهت ّم بالحدث‪ .‬في ذاته بقدر‬ ‫ما يعتني بدالالته ويرى أ ّنه بوفاة الرسول اس ُتكمل‬ ‫عهد اإلسالم وبدأ عهد المسلمين‪ ،‬وهو عهد قد يقترب‬ ‫من اإلسالم كثيراً وقد يلتصق به‪ ،‬وقد يبتعد عنه‬ ‫كثيراً وقد ينفر منه‪ ،‬وهو في ك ّل األحوال والعهود‬ ‫ليس له من القداسة ما يمنع مف ّكراً من االقتراب منه‪،‬‬ ‫أو محلّالً من تناول وقائعه‪ ،‬وهو أيضا ً وبالتأكيد ليس‬ ‫حجّ ة على اإلسالم‪ ،‬وإ ّنما حجّ ة للمطالبين بالحكم‬ ‫باإلسالم أو حجّ ة عليهم‪ ،‬وسالح في أيديهم أو في‬ ‫مواجهتهم‪ ،‬وليس أبلغ من التاريخ حجّ ة‪ ،‬ومن الوقائع‬ ‫سنداً‪ ،‬ومن األحداث دليالً‪ ،‬وليس لهم من البداية أن‬ ‫يُنكروا علينا ما رجعنا إليه من مصادر وما استندنا‬ ‫إليه من مراجع‪ ،‬فهي ذات المراجع التي يحتجّ ون بها‬ ‫على ما يرون أ ّنه في صالحهم‪ ،‬ومع دعواهم‪ ،‬ولو‬ ‫أهملنا معا ً هذه المراجع‪ ،‬لما بقي من تاريخ اإلسالم‬ ‫شيء‪ ،‬ولما بقيت في أيديهم حجّ ة‪ ،‬ولما استقرّ في‬ ‫كتاباتهم دليل‪ ،‬ولما وجدوا لمنطقهم سنداً أو أصالً‬ ‫أو توثيقاً‪.‬‬ ‫ه��ذا حديث قصدت فيه أن أك��ون واض��ح��ا ً ك ّل‬ ‫الوضوح‪ ،‬صريحا ً ك ّل الصراحة‪ ،‬زاعما ً أنّ الوضوح‬ ‫والصراحة في الموضوع الذي أناقشه استثناء‪ ،‬فقد‬ ‫صبت في المجرى روافد كثيرة‪ ،‬منها رافد الخوف‪،‬‬ ‫ومنها راف��د المزايدة‪ ،‬ومنها راف��د التحسّب لك ّل‬ ‫احتمال‪ ،‬وخلف ذلك كلّه يلوح س ّد كبير‪ّ ،‬‬ ‫يتمثل في‬ ‫الحكمة التي يطلقها المصريّون‪ ،‬والتي تدعو إلى‬ ‫(سدّ) ك ّل باب يأتيك منه الريح‪ ،‬فما بالك إذا أتاك‬ ‫إعصار التكفير‪ ،‬وارتطمت بأذنك ا ّتهامات‪ ،‬أهونها‬ ‫أ ّنك مش ّكك‪ ،‬وأسئلة أيسرها – هل يصدر هذا من‬ ‫مسلم؟‬ ‫المدونة‪:‬‬ ‫*عن‬ ‫ّ‬ ‫‪http://faragfouda.blogspot.com.tr/2005/07/‬‬ ‫‪blog-post.html‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫ثقافة‬

‫العدد ‪34‬‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫أذكى رجل في العالم يقول‪ :‬كفى!‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬ ‫سيسقط الغيث‬ ‫وينجلي الليل‬

‫فلم عن حياة «ستيفن هوكينغ» بدون سورية‬ ‫شارك العالم الفيزيائيّ البريطانيّ الشهير‬ ‫“ستيفن هوكينغ” في مظاهرات ض ّد الحرب‬ ‫على العراق في ‪ ،2003‬أعلن عن مقاطعته‬ ‫إلسرائيل عام ‪ ،2013‬أطلق نداء ُنشر في‬ ‫صحيفة “واشنطن بوست” ‪ 2014‬قال فيه‪:‬‬ ‫“إ ّننا نرى في سورية اليوم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫على شكل قنابل وم��وا ّد كيميائيّة وأسلحة‬ ‫أخ��رى‪ ،‬لتحقيق ما يسمّى بغايات سياسيّة‬ ‫ذكية‪ ،‬لكن ليس من الذكاء في شيء أن نشاهد‬ ‫مقتل مئات آالف األشخاص‪ ،‬واستهداف‬ ‫األطفال‪ ،‬بل يبدو األمر غباء محضاً‪ ،‬عندما‬ ‫ُتمنع اإلم��دادات اإلنسانيّة من الوصول إلى‬ ‫العيادات الط ّبيّة‪ ،‬وعندما ُتبتر أطراف أطفال‬ ‫بسبب االفتقار إلى معدّات وأدوات ط ّبيّة‬ ‫أساسيّة‪ ،‬ويموت رضّع حديثو ال��والدة في‬ ‫الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء”‪.‬‬ ‫في نفس العام أُنتج فلم‬ ‫“‪”The Theory Of Everything‬‬ ‫(نظريّة ك ّل شيء)‬ ‫المقتبس من كتاب بعنوان‪:‬‬ ‫“‪Travelling to Infinity: My Life‬‬ ‫‪”with Stephen‬‬ ‫(السفر إلى الالنهاية‪ :‬حياتي مع ستيفن)‬ ‫من تأليف‪“ :‬جين هوكينغ” زوج��ة العالم‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫تناول الفلم السيرة الذاتيّة للفيزيائيّ الشهير‪،‬‬

‫الذي يع ّد أذكى رجـل في العالم‪ ،‬بدءاً من‬ ‫انتقاء موضوع بحثه تحضيراً للدكتوراه‬ ‫وتعرّ فه على “جين” الطالبة الجامعيّة التي‬ ‫تدرس اللغات‪ ،‬لتنشــأ بينهما عالقـة حبّ‬ ‫رغم الخالف العقائديّ الكبير بينهما‪ ،‬ألنّ‬ ‫“ستيفن” ملحد‪ ،‬أمّا “جين” فمسيحيّة متديّنة‪،‬‬ ‫ترتاد الكنيسة‪.‬‬ ‫عندما يجد “ســتيفن” ال��م��وض��وع ال��ذي‬ ‫سيتناوله في رسالة الدكتوراه وهو “نظريّة‬ ‫ك ّل شيء” التي طرحها الفيزيائيّ العبقريّ‬ ‫“أينشتاين” قبل وفاته‪ ،‬تبدأ أعراض مرض‬ ‫“التصلّب الجانبيّ الضموريّ ” بالظهور على‬ ‫حركاته‪ ،‬ويخبره الطبيب بأ ّنه سيفقد القدرة‬ ‫على السير والحركة ث ّم النطق‪ ،‬وأنّ أمامه‬ ‫سنتين ليعيشهما‪.‬‬ ‫ينكفئ “ستيفن” على نفسه‪ ،‬ويحاول إبعاد‬ ‫“جين” وقطع عالقته معها‪ ،‬لك ّنها تصمم على‬ ‫البقاء واالستمرار معه‪ ،‬بل ويتزوجان ث ّم‬ ‫ينجبان‪ ،‬ويحصل على شهادة الدكتوراه‪ ،‬فقد‬ ‫أثبت أنّ الحياة نشأت من ثقب أسود‪.‬‬ ‫تسوء حالة “ستيفن” الصحّ يّة‪ ،‬لكنّ توقعّ‬ ‫الطبّ يفشل ويبقى ح ّياً‪ ،‬بينما ترتاد “جين”‬ ‫الكنيسة لتلتحق بالكورال حيث “جوناثان”‬ ‫الذي يدرّ س الترانيم الكنسيّة‪ ،‬ث ّم يساعدها في‬ ‫شؤون أسرتها وزوجها‪ ،‬فينمو شعور بينها‬ ‫وبين “جوناثان” لكنّ األخير يفضّل الرحيل‬

‫ستيفن هوكينغ ‪ -‬انرتنت‬

‫من الفلم ‪ -‬انرتنت‬ ‫“األوسكار” ألفضل ّ‬ ‫بعيداً‪ ،‬على البقاء بهذا الوضع‪.‬‬ ‫ممثل عام ‪ 2015‬وقد‬ ‫تلجأ الزوجة إلى ممرّ ضة لترعى “ستيفن” نالها‪.‬‬ ‫فقد اضطرّ األطبّاء إلى أن يضعوا له أنبوبا ً كما نال الفلم جائزة األكاديميّة البريطانيّة‬ ‫للتن ّفس منعه من النطق تماماً‪ ،‬وبعد فترة لألفالم عن أفضل فلم وأفضل سيناريو مقتبس‬ ‫يحصل “ستيفن” على جهاز حديث يمكن وأفضل ّ‬ ‫ممثل لعام ‪ .2015‬وجائزة “غولدن‬ ‫ّ‬ ‫بواسطته النطق بصوت آليّ ‪ ،‬وهكذا يعود إلى غلوب” عن أفضل ممثل وأفضل موسيقى‬ ‫التواصل مع المحيط‪.‬‬ ‫تصويريّة‪.‬‬ ‫تتطوّ ر العالقة بينه وبين‬ ‫ل��ك��نّ ال��ف��ل��م – وال��ك��ت��اب‬ ‫ّ‬ ‫المقتبس منه ‪ -‬لم يتعمّقا‬ ‫الممرّ ضة “إي��ل��ي��ن” ث ّم أداء املمثل «إيدي‬ ‫ينفصل الزوجان‪ ،‬وبعد‬ ‫ف��ي ال��م��واض��ي��ع العلميّة‬ ‫قام‬ ‫الذي‬ ‫ريدماين»‬ ‫ّ‬ ‫ال��ط�لاق ت��ع��ود “ج��ي��ن”‬ ‫الهامّة التي تمثل منجزات‬ ‫لتتزوّ ج “جوناثان”‪.‬‬ ‫“ستيفن هوكينغ” الكبيرة‪،‬‬ ‫بالدور الرئيس ّي يف‬ ‫يُكرّ م “ستيفن” إذ تمنحه‬ ‫واألخطر أنّ الفلم لم يتطرّ أ‬ ‫ّ‬ ‫جائزة‬ ‫ق‬ ‫يستح‬ ‫العمل‬ ‫ّ‬ ‫الملكة “إليزابيث” لقب‬ ‫البتة إل��ى أيّ��ة م��واق��ف لـ‬ ‫“هوكينغ” سياسيّة‪ ،‬إنسانيّة‬ ‫“ف�����ارس” ف��ي المشهد «األوسكار» ألفضل‬ ‫الختاميّ للفلم‪ ،‬الذي يُعيدنا‬ ‫عن سورية وغيرها‪ ،‬رغم‬ ‫إلى المشهد االفتتاحيّ من ممثّل عام ‪ 2015‬وقد‬ ‫اه��ت��م��ام وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‬ ‫العالميّة بتلك المواقف‪،‬‬ ‫خالل ‪ 123‬دقيقة ممتعة ناهلا‬ ‫قيّمها أح��د أه�� ّم المواقع‬ ‫كالتي أوردتها “غارديان”‬ ‫النقديّة المتخصّصة بـ ‪ ،7.4/10‬ونصّ البريطانيّة حين ش��دّد على‪“ :‬ض��رورة أن‬ ‫اإلجماع النقديّ في الموقع أ ّنه‪ :‬جزء سيرة نعمل معا ً من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية‬ ‫ذاتيّة وجزء قصّة حبّ ‪ ،‬نظريّة ك ّل شيء أطفال سورية‪ ،‬فالمجتمع الدوليّ يقف متفرّ جا ً‬ ‫يسمو بفضل إخراج “جيمس مارش” الالمع منذ ثالث سنوات‪ ،‬فيما يحتدم هذا الصراع‬ ‫ُ‬ ‫وقوّ ة ّ‬ ‫تابع‬ ‫ممثليه الرئيسيّين‪ .‬وأعطى الفيلم ‪ 72‬من م ِ‬ ‫ُجهضا ً ك ّل أمل‪ ،‬وأنا بصفتي أبا ً وج ّداً أ ِ‬ ‫‪ 100‬بنا ًء على ‪ 45‬مراجعة نقديّة‪.‬‬ ‫عن كثب معاناة أطفال سورية‪ ،‬عليَّ أن أقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫كان أداء‬ ‫الممثل “إيدي ريدماين” الذي قام كفى‪”.‬‬ ‫ّ‬ ‫جائزة‬ ‫يستحق‬ ‫العمل‬ ‫في‬ ‫بالدور‬ ‫الرئيسيّ‬ ‫ّ‬

‫بشار فستق‬

‫صولفيج‬

‫تؤرّخ مآسي شعبها غناء‬ ‫سناء موسى من مواليد قرية دير األسد اجلليل يف مشال فلسطني‬ ‫بزيّها التراثيّ المطرّ ز بزخرفات يدويّة ملوّ نة السياسيّة وما رافقها من تحوّ الت اجتماعيّة‬ ‫أنيقة وقديمة‪ ،‬ومالمحها التي تجمع بين قوّ ة ومآسي مختلفة منذ فترة «السفر برلك»‬ ‫المرأة وأنوثتها وصوتها الدافئ الذي يحمل إلى االنتداب البريطانيّ ‪ ،‬وه��ذا ما يعطي‬ ‫بحّ ة جميلة ومحبّبة تط ّل الف ّنانة الفلسطينيّة األهميّة السياسيّة واإلنسانيّة واالجتماعيّة لهذ‬ ‫سناء موسى على جمهورها بأغانيها الطربيّة النوع من الغناء‪ ،‬حيث ترتبط األغنية بثقافة‬ ‫األصيلة ذات النكهة الشرقيّة‪ ،‬والتي تعيد الجماعة وتحكي قصّة اإلنسان وهمومه في‬ ‫سامعيها إلى زمن قديم بجماليّاته وروعة زمكان محدّد‪ .‬وهكذا بأغانيها النابعة من عمق‬ ‫موسيقاه وكذلك بأغانيها وأهازيجها المحمّلة التراث الفلسطينيّ بسحره وجاذبيّته وهمومه‬ ‫تحاول سناء إيصال ما تحسّ به لجمهورها‬ ‫بعبق التراث الفلسطينيّ وبساطته وجاذبيته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن كان فكرة أو حزنا أو‬ ‫سناء موسى من مواليد‬ ‫ً‬ ‫فرحا‪ ،‬وتحكي للعالم في‬ ‫قرية دي��ر األس��د الجليل أ ّسست فرقة‬ ‫ال��داخ��ل وال��خ��ارج مأساة‬ ‫في شمال فلسطين‬ ‫نشأت موسيقيّة خا ّصة بها‬ ‫شعبها وتؤ ّكد أ ّنه مازال ح ّيا ً‬ ‫وترعرعت على أنغام‬ ‫وغناء والدها عازف العود هي (فرقة نوى أثر)‬ ‫ومقاوما ً بثقافته وموسيقاه‬ ‫وغ��ن��ائ��ه‪ ،‬وه��ي ال تخفي‬ ‫«علي موسى» المتم ّكن نسبة ملقام «نوى‬ ‫تخوّ فها من محاولة طمس‬ ‫من الموروث الموسيقيّ‬ ‫النادر‬ ‫ي‬ ‫الشرق‬ ‫أثر»‬ ‫ّ‬ ‫معالم هذا التراث من قبل‬ ‫ال��ك�لاس��ي��ك��يّ ال��م��ص��ريّ‬ ‫المحت ّل وإذابة هذه الثقافة‬ ‫وال��ع��راق��يّ وال��ش��ام��يّ ‪ ،‬االستعمال يف املوسيقى‬ ‫وبالتالي الحضارة‪ ،‬لذلك‬ ‫ومن هنا كانت عالقتها‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫العرب‬ ‫ّ‬ ‫هي تدعو الجميع للتنبّه لهذا‬ ‫م��ع ال��غ��ن��اء الكالسيكيّ‬ ‫األمر والرقيّ في نوعيّة‬ ‫بك ّل أشكاله المعروفة من‬ ‫«طقطوقة ومنولوغ ومو ّ‬ ‫شح إلخ»‪ ،‬أمّا أغاني ما يستهلك من فنّ وموسيقى وتقول‪« :‬من‬ ‫التراث الشعبيّ الفلسطينيّ ومواويله وعتاباته الخطر أن نخسر تراثنا وحضارتنا أيضا ً‬ ‫فقد تشبّعت بها وحفظتها من جدّتها العجوز كما خسرنا أرضنا في يوم من األيّ��ام» في‬ ‫التي غالبا ً ما كانت تبكي وهي تغ ّني الهجر عام ‪ 2003‬تدرّ بت سناء وغ ّنت في مركز‬ ‫والفراق والموت الذي عايشته أيّام «السفر جوقة األمّ��وري (مركز موسيقى الشرق)‬ ‫برلك» وينطلق إيمان سناء برسالتها الف ّنية بقيادة الف ّنان خالد جبران وبعدها بدأت بتقديم‬ ‫من إيمانها بعدالة قضيّتها الوطنيّة واإلنسانيّة عروضها على المسارح المحليّة والعالميّة‪.‬‬ ‫والقهر من الظلم والتشرّ د ال��ذي مارسه تغ ّني سناء مع فرقة المذهبجيّة كما أ ّنها أسّست‬ ‫االحتالل على شعبها‪ ،‬فهي تعتبر أنّ الحفاظ فرقة موسيقيّة خاصّة بها هي (فرقة نوى‬ ‫على األغنية التراثيّة التي تحمل وجدان شعبها أثر) نسبة لمقام «نوى أثر» الشرقيّ النادر‬ ‫في أفراحه وأتراحه ونقلها لألجيال القادمة االستعمال في الموسيقى العربيّة‪ ،‬تعتمد سناء‬ ‫ضرورة أخالقيّة وإنسانيّة غايتها الحفاظ على في الكثير من أغانيها على التفريد (صولو)‬ ‫الموروث الغنائيّ المحلّيّ ‪ ،‬والذي هو جزء الذي يتطلّب مساحة صوتيّة واسعة ودراية‬ ‫من الموروث اإلنسانيّ كيال يكون هنالك بعلم المقامات الموسيقيّة وتلوّ ناتها‪ ،‬ولصوتها‬ ‫انفصال بالمعنى الوجدانيّ بين الماضي جاذبيّة خاصّة تتميّز بالهدوء والدفء تخوّ لها‬ ‫والحاضر وما يتر ّتب عنه من ضياع هويّة وبمهارة أن تقدّم أغلب أغانيها بما يقال له‬ ‫شعبها وتراثه‪ ،‬وبسردها لألغاني التراثيّة غنائ ّيا ً «الغناء بأسلوب البوح» وهو أسلوب‬ ‫ّ‬ ‫توثق المراحل محبّب وقريب من القلب يُشعر ك ّل مستمع‬ ‫معان وقيم‬ ‫وما تحمله من‬ ‫ٍ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫سناء موسى ‪ -‬انرتنت‬ ‫بحميميّة خاصّة به ويعتبر هو األسلوب‬ ‫األكثر سحراً ودفقا ً وجدان ّيا ً وتأثيراً على كا ّفة‬ ‫المستمعين بغضّ النظر عن تمايزاتهم الفنيّة‬ ‫والثقافيّة‪ ،‬لذلك هي تعتمد في أغلب أعمالها‬ ‫على كلمات سهلة وبسيطة ورتم موسيقيّ‬ ‫يتميّز بجمل قصيرة ّ‬ ‫وجذابة وإيقاعات بسيطة‬ ‫خفيفة وهادئة‪.‬‬ ‫أحيت سناء حفالت غنائيّة في أغلب العواصم‬ ‫العربيّة كالجزائر والمغرب والقاهرة ّ‬ ‫ومثلت‬ ‫فلسطين في كثير من المهرجانات التي أقيمت‬ ‫في ال��دول األورب��يّ��ة مثل السويد وإسبانيا‬ ‫وعواصم أخرى‪ ،‬وفي مهرجان صوت المرأة‬ ‫في بلجيكا حيث قدّمت ورشة عمل تخصّ‬ ‫األغنية التراثيّة الفلسطينيّة‪ ،‬كما شاركت في‬ ‫مهرجان صوت المرأة في تطوان‪ ،‬وقدّمت‬

‫أمسية متميّزة في معهد العالم العربيّ بباريس‬ ‫بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربيّة‪.‬‬ ‫في أسطوانتها (إشراق) جمعت سناء حكايات‬ ‫ّ‬ ‫ومؤثرة واستخدمت أصواتا ً‬ ‫فلسطينيّة بسيطة‬ ‫طبيعية لمس ّنات تجاوزن السبعين وفتيات‬ ‫فلسطينيّات ممّا أضفى على العمل بعداً إنسان ّيا ً‬ ‫ش ّفافاً‪ ،‬شاركت في عام ‪ 2012‬بالتظاهرة التي‬ ‫أقيمت في الدوحة بعنوان (وطن يتف ّتح في‬ ‫الحريّة) لدعم الثورة السوريّة‪ ،‬ما يميّز سناء‬ ‫في مسيرتها الفنيّة أ ّنها غ ّنت ح ّتى البسيط من‬ ‫األغاني واألهازيج الفلسطينيّة واستطاعت‬ ‫بأسلوبها الهادئ والمعبّر أن ترسم بها لوحات‬ ‫ّ‬ ‫فنيّة تترك في الوجدان انطباعا ً‬ ‫مؤثراً ال‬ ‫يفارقه بسهولة‪.‬‬

‫أسعد شالش‬

‫سوري ولد في مدينة‬ ‫«حسن الخ ّير» شاعر‬ ‫ّ‬ ‫القرداحة السور ّية‪ُ .‬ع��رف بح ّبه للعروبة‪.‬‬ ‫أشهر أعماله قصيدة «ماذا أقول» والتي انتقد‬ ‫فيها بشدّة النظام الحاكم واإلخوان المسلمين‬ ‫وتتم ّيز بالصدق والبساطة‪ .‬قُتل في عام‬ ‫‪ 1980‬ولم يعثر على جسده فل ّقبه البعض ب‬ ‫«لوركا العرب»‪ .‬أسهم في حمالت محو األ ّم ّية‬ ‫للنساء في سورية‪.‬‬ ‫بعد استيالء حافظ األس��د على السلطة في‬ ‫واألخالقي إلى‬ ‫المالي‬ ‫سورية انتشر الفساد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح ّد لم يكن معروفا ً في الستين ّيات‪ ،‬وبدأ الشاعر‬ ‫بكتابة الكثير من القصائد المعارضة ومهاجمة‬ ‫يتعرض الشاعر‬ ‫السلطة لفسادها الكبير‪ .‬لم ّ‬ ‫وقتها ألذى ألنّ حافظ األسد الذي كان في‬ ‫بدايات حكمه لم يرد استعداء مدينته وطائفته‬ ‫وتغاضى عن قصائده‪ .‬ث ّم جاءت الق ّ‬ ‫شة التي‬ ‫قصمت ظهر البعير ع��ام ‪1979‬فشهدت‬ ‫سورية الكثير من حوادث القتل واالغتياالت‪،‬‬ ‫وكان النظام مسؤوالً عن القسم األعظم منها‪،‬‬ ‫لك ّنه اتهم الطليعة المقاتلة‪ .‬لكن األكيد أنّ كثيراً‬ ‫من الناس قتلوا بدون أن يعرفوا لماذا قتلوا‪.‬‬ ‫أحد أصدقاء الشاعر كان ممن قُتلوا‪ ،‬وكان‬ ‫متفوقا ً وحاصالً على شهادة الدكتوراه من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أمريكا حديثا‪ ،‬ورغم أنّ المتهم بالقتل كانت‬ ‫الطليعة ‪ -‬كون القتيل ينتمي للطائفة العلو ّية‬ ‫صب جام غضبه على النظام‬ ‫ إلاّ أنّ الشاعر ّ‬‫مح ّمالً إ ّياه المسؤول ّية الكاملة عن كل ّ ما يجري‬ ‫في البلد فقام بإلقاء قصيدة ّقو ّية في ذكرى‬ ‫تأبين الفقيد هاجم فيها حزب البعث ورفعت‬ ‫تطرق لما حدث لحماة‬ ‫األسد بشكل مباشر كما ّ‬ ‫ولحلب والالذق ّية‪ .‬انتشرت القصيدة وتناقلها‬ ‫الناس شفه ّياً‪ .‬وهنا ت ّم اعتقال الشاعر من أمام‬ ‫منزله‪ ،‬ولم يره أهله بعدها ح ّيا ً أو ميتاً‪ .‬إلاّ أنّ‬ ‫تسربت من بعض السجناء اآلخرين‪،‬‬ ‫األخبار ّ‬ ‫بأ ّنهم شهدوا إعدامه‪ ،‬وأنّ األمن قام بقطع‬ ‫لسانه قبل االعدام‪.‬‬ ‫قصيدة‪ :‬ماذا أقول؟‬

‫ّ‬ ‫الحق يعقبه جلد السياط وسجن‬ ‫ماذا أقول وقول‬ ‫مظلم رطبُ‬ ‫وإن كذبت فإن الكذب يسحقني معاذ ربّي أن‬ ‫يعزى لي الكذبُ‬ ‫ّ‬ ‫سكت فإنّ الصمت ناقصة إن كان بالصمت‬ ‫وإن‬ ‫ّ‬ ‫نور الحق يحتجبُ‬ ‫ّ‬ ‫الحق إن‬ ‫لك ّنني ومصير الشعب يدفعني سأنطق‬ ‫شاؤوا وإن غضبوا‬ ‫عصابتان هما‪ :‬إحداهما حكمت باسم العروبة‬ ‫ال بعث وال عربُ‬ ‫وآخرون لباس الدين قد لبسوا والدين حرّ م ما‬ ‫قالوا وما ارتكبوا‬ ‫ً‬ ‫عصابتان أيا شعبي فكن ح��ذرا جميعهم من‬ ‫معين السوء قد شربوا‬ ‫أيقبل البعث أن تثري زعانفه باسم النضال‬ ‫ثراء ما له سببُ ؟‬ ‫من أين جاؤوا به ح ّقا ً وجلّهم ما زانهم أبداً علم‬ ‫وال أدبُ ؟‬ ‫وال تشقق كفّ فوق معوله في الحقل يوما ً وال‬ ‫أضناهم التعبُ‬ ‫وال تجلّى على أيدهم ه��دف وال تحرّ رت‬ ‫الجوالن والنقبُ‬ ‫ً‬ ‫هل السماء بكت من فوقهم فرحا فراح يهطل‬ ‫منها المال والذهب؟‬ ‫ال تكذبوا! إ ّنها أموال أمّتنا ومن غذاء بنيها ك ّل‬ ‫ما سلبوا‬ ‫كم قد سمعنا بهيئات تحاسبهم لتستر ّد إلى‬ ‫الجمهور ما نهبوا‬ ‫فما رأينا سوى قول بال عمل كم في تصرّ فهم‬ ‫من عجبه العجبُ‬ ‫عال برتبته (لصّ ) ورتبته من سوئه انخفضت‬ ‫ولتخجل الرتبُ‬ ‫ّ‬ ‫إ ّن��ي ألخجل أن أحصي معائبهم أن��ى ذهبت‬ ‫تجلّى العيب والعطبُ‬ ‫قالوا‪ :‬النقابات‪ ،‬قلنا‪ :‬إ ّنها كذب كم لعبة بمصير‬ ‫الشعب قد لعبوا؟!‬ ‫اخ��ت��اروا لك ّل قطاع العبا ً حذقا ً ……‪..‬‬ ‫ونصّبوه نقيبا ً بئس من نصبوا‬ ‫ومجلس الشعب ك ّل الشعب يعرفه ويعرف‬ ‫الناس هل جاؤوا أم انتخبوا!؟‬ ‫قالوا‪ :‬وجبهتنا؟ قلنا‪ :‬لقد صدقوا يوم البيان بما‬ ‫قالوا وما كتبوا‬ ‫ّ‬ ‫اذ قال قائلهم‪ :‬إنا سماسرة نمشي كما يقتضيه‬ ‫العرض والطلبُ‬ ‫لم يصدقوا بحديث غيره أبداً وما عداه لعمري‬ ‫كلّه كذبُ‬ ‫سيعلمون جميعا ً أيّ منقلب يوم الحساب وما‬ ‫فيه هم انقلبوا‬ ‫مباحث السوء شاؤوا أن تشب بها نار الخالف‬ ‫وقد أغراهم اللهبُ‬ ‫آل الفقيد عزاء أنّ محنتكم من محنة الشعب ال‬ ‫تجدي بها الخطبُ‬ ‫فطن فحسبكم أنّ ك ّل‬ ‫صادق‬ ‫لئن نكبتم بحرٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الناس قد نكبوا‬ ‫يرضى فقيدكم دربا ً يوحّ دنا وليس يرضى إذا‬ ‫تاهت بنا ُ‬ ‫شعبُ‬ ‫سيسقط الغيث في أرضي وقد ظمئت وينجلي‬ ‫الليل والسحبُ‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪34‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 9‬تموز ‪2015/‬‬

‫مقامات‬

‫ّ‬ ‫لكل مقام مقال‬

‫لصوص الحرب ال يدخلون‬ ‫من الشبابيك‬

‫بدنا حنكي‬

‫أثار الشاعر السوريّ «علي أحمد سعيد»‬ ‫(أدونيس) جدالً واسعا ً بعد حواره المطوّ ل مع‬ ‫أسرة تحرير جريدة السفير‪ ،‬والتي كرّ ر فيها‬ ‫مواقفه السابقة من الثورة السوريّة‪ ،‬وثورات‬ ‫الربيع العربيّ ‪ ،‬وتناساها منتقالً إلى صبّ‬ ‫هجومه على الدين اإلسالميّ ‪..‬‬ ‫هذا الحوار القى الكثير من االنتقادات بين‬ ‫المث ّقفين السورييّن والعرب‪ ،‬نحاول فيما يلي‬ ‫نقل مجموعة من هذه اآلراء‪:‬‬ ‫قال وليد جنبالط‪:‬‬ ‫«الشاعر‪ ،‬والمث ّقف الكبير‪ ،‬والطامح لجائزة‬ ‫نوبل أدون��ي��س‪ ،‬يحوّ ر وي��دور في جدليّته‬ ‫الفكريّة‪ ،‬ليجد ك ّل األع��ذار إلدان��ة التوجّ ه‬ ‫األس��اس��يّ للشعب ال��س��وريّ ف��ي الحرّ يّة‬ ‫والكرامة‪ ،‬وينسى أو يتناسى أنّ الشعب‬ ‫السوريّ وعلى مدى س ّتة أشهر انتفض سلم ّيا ً‬ ‫في ك ّل سورية‪ ،‬وكان جواب النظام إطالق‬ ‫النار‪ ،‬واالعتقال‪ ،‬والتعذيب دون تمييز»‪.‬‬ ‫الشاعر والروائيّ عبّاس بيضون قال‪:‬‬

‫أدونيس أس ٌد على اإلسالم‪،‬‬ ‫أرنب أمام األسد‬

‫«أدونيس في حديثه للسفير أثار كالعادة جدالً‬ ‫ك أنّ أدونيس كان يريده‪ .‬المحتجّ ون‬ ‫ال أش ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليه انتبهوا إلى أنه لم يقل كلمة عن نظام‬ ‫األس��د في حين انتقد المعارضة وخاصّة‬ ‫جانبها اإلسالميّ ‪ .‬يبدو أدونيس جريئا ً في نقده‬ ‫لإلسالم‪ .‬ربّما تسرّ هذه الجرأة البعض بحيث‬ ‫ينسون أنّ منهج أدونيس في ذلك ليس تاريخ ّيا ً‬ ‫الب ّتة‪ .‬فحين يرجع أدونيس إلى السقيفة يبدو‬ ‫أ ّنه يغفل عن التاريخ اإلسالمّي أو يتعامل مع‬ ‫اإلسالم وكأ ّنه بال تاريخ‪.‬‬ ‫إذا وضعنا جانبا ً صدقيّة حادثة السقيفة فإنّ‬ ‫أدونيس ينسى أنّ اإلسالم مرّ بعصور مختلفة‬ ‫كان آخرها االستعمار الغربيّ ‪ .‬فليس منطق ّيا ً‬ ‫أن نحاكم المجريات المعاصرة انطالقا ً من‬ ‫حادثة وقعت‪ ،‬إذا كانت حدثت‪ ،‬منذ ‪15‬‬ ‫قرناً… ينسى أدونيس أنّ اإلس�لام الحاليّ‬ ‫يعيش عصره على طريقته وبمنطقه‪.‬‬ ‫إ ّن���ه ي��واج��ه فشل التحديث وال��رواس��ب‬ ‫الكولونياليّة والعولمة بهذا الهجوم على‬

‫العصر الذي هو أيضا ً معاصرته‪ .‬ليس في‬ ‫األمر استمراريّة للسقيفة‪ ،‬إ ّنه موقف معاصر‬ ‫بلغته الخاصّة‪.‬‬ ‫ف��ي ج��رأت��ه على اإلس�ل�ام يبدو أدونيس‬ ‫استفزاز ّيا ً ليس أكثر‪ .‬وك ّنا نتم ّنى أن تكون له‬ ‫الجرأة نفسها ال ا ّتجاه حادثة من ‪ 15‬قرنا ً ولكن‬ ‫اتجاه اليوم‪ ،‬اتجاه النظام األسديّ مثالً‪».‬‬ ‫الصحفيّ والباحث المتو ّكل طه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«ليس جديداً‪ ،‬وليست هي المرّ ة األولى التي‬ ‫يغلّف فيها أدونيس أزمته الذاتيّة‪ ،‬أو أزمة‬ ‫محتواه الثقافيّ ‪ ،‬بغالف من الفلسفة واالنتقائيّة‬ ‫التاريخيّة‪ ،‬لك ّنه هذه المرّ ة سقط‪ ،‬ليس فقط في‬ ‫وحل التناقضات‪ ،‬وإ ّنما في دوّ امة اضطرابه‬ ‫الجوّ اني‪ ،‬فهو أسقط أفكاره ورغباته وما‬ ‫يشتهي على ربيع الثورات‪ ،‬التي جعلها خريفا ً‬ ‫ينبئ باليباب‪ .‬وهو بانتقائيّته التاريخيّة سحب‬ ‫حالة على حالة مختلفة تماماً»‪.‬‬

‫محادي‬ ‫فهد ّ‬

‫‪/1‬‬ ‫في منتصف طريق النزوح‬ ‫تذ ّكر أ ّنه نسيّ نافذة غرفته مفتوحة‪ ..‬قال البنه‪ :‬ال تهتم ‪..‬‬ ‫لصوص الحرب يدخلون من الباب ‪..‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫عندما وقفت في قرية «هاسا» في الجانب التركيّ ‪ ،‬نظرت لجسر «هره دره» في الجانب‬ ‫السوريّ ‪ ،‬تذ ّكرت طفولتي‪ ،‬حين كنت أعتلي الجسر وأسأل من بقربي‪ :‬ما اسم تلك القرية؟‬ ‫يردّ‪« :‬خاصا»‪ ،‬هكذا بالكرديّة تلفظ ‪..‬خلف قرية «خاصا» تماما ً جبال طوروس‪ ..‬من‬ ‫فوق جسر «هره دره»‪ ،‬كنت أف ّكر لو وقفت على قمّتها هل سأرى العالم كلّه‪..‬؟‬ ‫اليوم خطرت لي ذات الفكرة‪ :‬لو وقفت على قمّتها هل سأرى «عفرين» كما ودعتها‪....‬؟؟‬ ‫‪/3‬‬ ‫صباح الصمت والضباب وهدوء ضاع فيه صمام األمان‬ ‫صباح الذين قتلوا قبل نفوق الطاقة في أجسادهم‪ ،‬والجسد أخرس مطاوع للكثير من الهراء‬ ‫صباح الذين شطحت بهم الروح واختاروا السماء سجلاّ ً ألسمائهم‪ ،‬واالسم صوت من‬ ‫االعتباط‪..‬‬ ‫صباح الشرفة النازحة للبكاء كامرأة هجرها زوّ ار الحكايا السافرة‬ ‫صباح األشرفيّة‪ ..‬حلبة رقص الديكة‬ ‫ألملم الريش المنتوف‬ ‫أرسم المشهد األخير‬ ‫وأهدي الوطن اسمه الذي نسيه في دمعة طفل‪ ،‬كان ال يرغب في انشطار أبويه إلى ألف‬ ‫جزء ألجل ابتسامته!‬ ‫‪/4‬‬ ‫ّ‬ ‫لم أكن هناك‪ ..‬حين كان الموت يحتفي بخفيه الهوائيّتين‬ ‫لم أكن هناك‪ ..‬ال تصدّقوا بكائي‪ ..‬خبر موت الصديق من بعيد ال يُبكي‬ ‫لم أكن هناك‪ ..‬ألشهد على الموت بموتي ‪..‬‬ ‫‪/5‬‬ ‫سبحت في النهر األسود وشربت الشاي في « ‪ »gole betmane‬استرحت حين‬ ‫الصعود إلى «‪ »çaye bılel‬تحت شجرة بلّوط هرمة‪ ..‬ث ّم استقام ظهري في المشي‬ ‫ح ّتى وصلت فسحة «‪ »ermite‬وافترشت ضفة الطريق بانتظار «بيك آب» كي أكمل‬ ‫مشواري أليّة قرية‪ ،‬ففي أيّة قرية لي صديق‪.‬‬ ‫الظالم يصعد من خلف طوروس‪ ،‬تبدأ حيوانات الغابة بالنشاط والهسهسة‪ ،‬مالمح القرى‬ ‫تختفي من أمامي‪ ،‬البيك آب لم يأتِ‪ ..‬إذاً ال ب ّد من السير ح ّتى قرية «‪ »moseko‬أبدأ‬ ‫سيري ببطء من فوق نفق س ّكة القطار‪ ،‬تزداد سرعة سيري مع تصاعد أصوات حيوانات‬ ‫الغابة‪ ،‬التي ال أتعرّ ف منها إلى على صوت «‪ »çeqela‬أنظر إلى السماء‪ ،‬ال قمر‪ ،‬هذا‬ ‫جيّد‪ ،‬فالذئاب تنشط في وجود القمر ‪.‬‬ ‫أقترب من البيوت‪ ،‬نباح الكالب يعلو‪ ،‬الكالب أكثر لؤما ً في غياب القمر‪ ،‬كالب القرية لم‬ ‫تتعرّ ف عليّ ؟ أو تقصدت ذلك‪ ،‬أنا الضيف الصيفيّ المداوم‪ ،‬لم تتعرّ ف عليّ رغم ابتسامتي‬ ‫المتعارف عليها‪ ،‬طاردتني كرجل غريب ال يعرف التوسّل‪ ،‬طاردتني ح ّتى عدت إلى النهر‬ ‫األسود واسترحت على الضفة األخرى تحت دفلى مستمتعا ً بعواء الذئاب‪.‬‬ ‫‪/6‬‬ ‫انتظرتني ح ّتى القذيفة السابعة‪ّ ،‬‬ ‫تأخرت بسبب ز ّخ الرصاص‪ ،‬لملمتها أشالءً‪ ،‬لم تكن أشالء‬ ‫روح كما العادة منذ عامين‪،‬‬ ‫كانت قطع حارّ ة ولزجة‪..‬‬ ‫حممّد جيجك‬

‫ال للس ّماعات‪ ..‬ال للضوضاء‬

‫الفيفا‪ ..‬فيلم هوليودي جديد‬

‫يقول الخبراء إنّ استخدامنا المتزايد لسمّاعات األذن لالستماع للموسيقى وغيرها‪ ،‬يسهم في‬ ‫تدمير قدرتنا على السمع‪ .‬ويعتبر الح ّد األقصى لشدّة الضوضاء المسموح بالتعرّ ض لها في‬ ‫أماكن العمل عند مستوى ‪ 85‬ديسبل‪ ،‬وهو ما يعادل ما يصل إلى مسامع راكب سيّارة من‬ ‫ضجيج ناجم عن حركة السير في شارع بإحدى المدن‪.‬‬

‫سيصدر قريبا ً كتاب عن فضيحة فساد اال ّتحاد الدوليّ لكرة القدم (الفيفا) للمؤلّف والصحفيّ‬ ‫األمريكي «كين بنسينجر»‪ ،‬وسيحوّ ل كتاب «هاوسيز أوف ديسيت» إلى فيلم روائيّ‬ ‫طويل لصالح شركة «وورنر براذرز»‪.‬‬ ‫ومن المتو ّقع أن ير ّكز الفيلم على شخصيّة األمريكيّ «تشاك بليزر» المسؤول السابق‬ ‫بالفيفا‪.‬‬

‫ف��ي دمشق سيلحظ العابر أنّ‬ ‫الوجوه المتعبة (بمن فيهم جنود‬ ‫وض��بّ��اط األس���د) وتعليقاتهم‬ ‫الغامضة‪ ،‬لم تعد تشي بأيٍ من‬ ‫أن���واع الطمأنينة‪ ،‬التي كانوا‬ ‫ي ّتكئون عليها في العامين الماضيّين‪ .‬وسوف تكشف‬ ‫تعليقاتهم الساخرة أنّ السؤال لديهم لم يعد‪ :‬هل سيرحل‬ ‫األسد؟‬ ‫لقد تحوّ ل إلى‪ :‬م ّتى سوف يرحل؟‬

‫‪Malek Daghestani‬‬

‫صاروخ بمرحلة شذوذ‬

‫ّ‬ ‫محطة‬ ‫انفجر ص��اروخ غير مأهول كان م ّتجها إلى‬ ‫الفضاء الدوليّة‪ ،‬بعد دقائق فقط على بداية رحلته‪ ،‬إذ كان‬ ‫من المفترض أن يوصل الصاروخ «فالكون ‪ »9‬رزما ً‬ ‫من اإلمدادات تزن أكثر من ط ّنين إلى رجال الفضاء‬ ‫ّ‬ ‫بالمحطة‪.‬‬ ‫ولم يُعرف سبب االنفجار‪ ،‬لكنّ شركة «سبيس إكس»‬ ‫قالت في تغريدة‪ :‬إنّ الصاروخ مرّ بما وصفتها بمرحلة‬ ‫شذوذ!‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫أ ّمة مارقة‪ ..‬احذروا‬ ‫ص���در ح��دي��ث��ا ً عن‬ ‫ال��م��رك��ز ال��ق��وم��يّ‬ ‫للترجمة – القاهرة‪،‬‬ ‫كتاب «أمّة مارقة»‬ ‫للخبير االقتصاديّ‬ ‫األم��ي��رك��يّ «كاليد‬ ‫بريستوويتز»‪ .‬يقع‬ ‫ال��ك��ت��اب ف��ي ‪464‬‬ ‫صفحة ويتألّف من‬ ‫عشرة فصول‪ .‬يقول‬ ‫المؤلف في المقدّمة‪:‬‬ ‫إنّ أم��ي��رك��ا دعمت‬ ‫الكثير من الديكتاتوريّين‪ ،‬ما داموا يعملون لحسابها‬ ‫وتنفيذاً ألهدافها في معاداة الشيوعيّة زمناً‪ ،‬وفيما تسمّيه‬ ‫اآلن بالحرب ض ّد اإلرهاب‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق ‪ -‬غزوان قرنفل‬ ‫ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫التحليق بطائرة الظهر‬ ‫س��ت��ت��و ّف��ر ق��ري��ب��ا ً في‬ ‫األس��واق طائرة الظهر‬ ‫«ج��ي��ت ب����اك»‪ ،‬وه��ي‬ ‫ط��ائ��رة صغيرة تثبّت‬ ‫على ظهر الراكب‪ ،‬ويبلغ‬ ‫ثمنها ‪ 150‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫وتقول شركة «مارتن‬ ‫إيركرافت» النيوزيلنديّة‬ ‫المطوّ رة للمشروع إ ّنها‬ ‫ستغيّر مشهد عمليّات‬ ‫البحث واإلنقاذ‪.‬‬ ‫وقد تم ّكن زوّ ار معرض‬ ‫باريس الجوّ يّ من تجربة شعور التحليق بحقيبة الظهر‬ ‫الطائرة التي ستصل شحنتها األولى إلى األسواق عام‬ ‫‪2016‬‬

‫فريق العمل‬ ‫هلّ‬ ‫العبدال‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫تعليقا ً على مقال «رئيس الدفاع‬ ‫المدنيّ السوريّ يُحرج مجلس األمن‬ ‫بشأن براميل الطاغية» هؤالء يا‬ ‫بعد قلبي ال يُحرجون أل ّني أبصق‬ ‫يوم ّيا ً عليهم ولم يُحرجوا‬ ‫سالم الشمري‬ ‫سيّارة إسعاف واحدة في مدينة إدلب‪ ،‬فريق دفاع مدنيّ‬ ‫صغير‪ ،‬شباب متطوّ عون بدون أيّ دعم‬ ‫‪fadi zyada‬‬

‫وقف «رائد الصالح» مدير الدفاع‬ ‫المدنيّ ال��س��وريّ ‪ ،‬أم��ام أعضاء‬ ‫مجلس األم���ن ال���دول���يّ ف��ي ‪26‬‬ ‫حزيران ‪ 2015‬قائالً‪:‬‬ ‫لست سياس ّيا ً وال دبلوماس ّيا ً وإ ّنما أنا مجرّ د عامل بحث‬ ‫وإنقاذ‪ ،‬لذا اعذروني لصراحتي فيما سأقوله فمأساة‬ ‫شعبي ال تحتمل مواربة في طرحها‪.‬‬ ‫أدعوكم بداية لمشاهدة هذا الفيديو القصير كلمحة عن‬ ‫عملنا إزاء البراميل المتفجّ رة‪:‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=6h0VDhENotI‬‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.