رمضان دير الزور
تؤرّخ مآسي شعبها غناء
ف��ل��م ع��ن حياة «ستيفن هوكينغ» بدون سورية
ص11
ص11
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية
السنة الثانية
/9متوز 2015 /
ص5
العدد - 34 -
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
االفتتاحية
أزمة األحزاب والسلطة
عدسة عبد إدلب
ريف إدلب -خاص كلّنا سوريّون
المبادئ الدستورّية وأصول صياغة الدساتير
تثور انتقادات عديدة حول إسباغ األهميّة االستثنائيّة لموضوع صياغة الدستور ويقول المعترضون: إنّ جوهر الدستور هو الموضوع ال الشكل ،واللغة البسيطة المعتادة كافية لكتابة دستور عصريّ يفي بالغرض. لكنّ التجارب العمليّة أثبتت خطأ هذا الكالم ،ألنّ لصياغة الدستور أهميّة كبرى تتبدّى :في ضرورة إنتاج تشريع متطوّ ر ي ّتسم بالوضوح والد ّقة والتناسق، ويكون مفهوما ً من العموم ،سهل التفسير والتطبيق. ّ ونظراً لسموّ النصّ الدستوريّ فإنّ صياغته تتطلب كتابة متأنيّة إلنتاج نصوص جامعة مانعة بعيدة عن الغموض قطعيّة الداللة ،كما أنّ سالمة الجانب الشكليّ للدستور ينعكس على سالمة المضمون ،ممّا يؤدّي لسهولة الفهم ويسر التطبيق. فما تعريف الصياغة؟ هي عمليّة تحويل القيم المكوّ نة لمادّة الدستور إلى موا ّد دستوريّة صالحة للتنفيذ ،وهي التي تحيل القاعدة القانونيّة من فكرة صماء إلى قاعدة تنبض بالحياة وتصلح للتطبيق العمليّ . متطلّبات الصياغة الدستوريّة: تحرص الدول الحديثة على إعداد كوادر متخصّصة بالصياغة وكيفيّة بناء المادّة القانونيّة والدستوريّة والمراحل التي تمرّ بها والدة النصوص التشريعيّة ،إنّ توفير الكوادر البشريّة المناسبة يعتبر تحدّيا ً تعاني منه الكثير من الدول مع انعدام مراكز األبحاث القانونيّة وقواعد البيانات المتكاملة لتشريعات الدولة. األساسيّات الهيكليّة للصياغة الدستوريّة: ويجب أن تشتمل على المفاصل الرئيسيّة التالية: أ -أمر اإلصدار أو التكليف :وهو مستند التفويض الذي يخوّ ل اللجنة كتابة الدستور سواء كان مرسوما ً رئاس ّيا ً أو تكليفا ً برلمان ّيا ً أو غير ذلك. ب -الديباجة :وهي المقدّمة التعريفيّة للدستور التي تحدّد أهدافه وأحكامه العامّة وتكتب غالبا ً على شكل سرد ،وأحيانا ً على شكل فقرات. ج -التعريفات :إنّ من المجدي أن ترد في بداية الدستور تعريفات للمصطلحات األساسيّة التي سيتكرّ ر ورودها في النصّ ليكون المصطلح منضبطا ً ال يحتمل التأويل، ومفهوما ً ال يحتاج للتفسير وموجزاً يتالفى اإلطالة. د -األحكام العامّة والموضوعيّة والختاميّة :وهو مجمل الموا ّد الدستوريّة التي تش ّكل جسم الدستور. هـ -التقسيمات الرئيسيّة والفرعيّة للفصول واألبواب والفقرات :في الصياغة المنهجيّة يت ّم تحديد الطريقة التي ستتبع في تبويب وتصنيف موا ّد الدستور. و -أحكام النفاذ والتطبيق :لتحديد آجال التصويت على الدستور ومواعيد نفاذه وسريان أحكامه. صفات النصّ الدستوريّ : -1الوضوح :بحيث تؤدّي قراءة المادّة الدستوريّة دوما ً إلى نفس الفهم كائنا ً من كان القارئ ،وعليه يفترض بلجنة الصياغة أن تتم ّتع بمهارات فائقة للتنبّؤ بالمعاني التي يمكن أن تخطر ببال القرّ اء بمختلف درجاتهم. إنّ سرّ نجاح لجان الصياغة يكمن بالمهارة بتركيب
الجملة التي ال تقبل إلاّ معنى واحداً هو الذي توافق عليه واضعو الوثيقة األولى. -2االنسجام والمتانة: إنّ المادّة الدستوريّة الصالحة هي المتناسقة والخالية من التناقض والتكرار ،فال يجوز مثالّ ورود مادّة دستوريّة تتناقض مع المبادئ الواردة بالديباجة ،كما ال يجوز استعمال المصطلح بأماكن مختلفة للداللة على معان مختلفة. ٍ إنّ انسجام المادّة الدستوريّة يتطلّب الحذر من إدخال التغييرات على بعض األحكام بالمراحل األخيرة. لقد ثبت أنّ االستعانة بلجان عديدة للصياغة يؤدّي لسوء إنجاز العمل وانعدام التنسيق نظراً لتباين أساليب عمل ك ّل منهم. ومن أنجع الحلول لهذه المشكلة :اللجوء إلى عدد صغير من خبراء الصياغة ومن ث ّم تكليف شخص واحد لكتابة الصياغة األخيرة لمشروع الدستور. القواعد اللغويّة للصياغة السليمة: ّ يتمثل الهدف النهائيّ للصياغة الدستوريّة بإنتاج مادّة دستوريّة ت ّتصف بالتحديد والد ّقة واإليجاز والوضوح، ولع ّل القواعد اللغويّة التالية تساعد الصائغ لتحقيق ذلك: -1تج ّنب األلفاظ الغامضة والملتبسة «حمّالة األوجه». -2الحرص على استعمال الكلمة نفسها للمفهوم ذاته، والبحث عن الكلمة المختلفة للمفهوم المغاير. -3اإليجاز واالبتعاد عن اإلسهاب. -4تج ّنب العبارات اإلنشائيّة التي تتميّز باإلطناب واإلسهاب بالوصف والتقعّر اللغويّ المثير لاللتباس. -5استخدام واو العطف وحرف «أو» بعناية فائقة. -6استخدام الجمل القصيرة للمادّة التشريعيّة. -7استخدام البنود بشكل واضح ومفهوم وعدم فتح أرقام للبنود الفرعيّة قبل االنتهاء من الترقيمات السابقة (ألنّ العرض المحكم مرهون بالتبويب السليم) -8استخدام اإلثبات واالبتعاد عن النفي. -9وضع المفهوم األكثر أهميّة بنهاية الجملة بشكل قاطع ال يترك مجاالً لالجتهاد. -10إحكام عالمات الترقيم في مواضعها والترتيب المنطقيّ للتراتيب واستخدام الضمائر بعناية ود ّقة. -11االلتزام بحرفيّة المصطلحات التشريعيّة بتوحيد المصطلحات التي تؤدّي نفس المعنى. -12عدم اإلسراف بإيراد التعاريف. عيوب الصياغة اللغويّة في بناء الجملة القانونيّة: أ -استخدام الجمل الطويلة والتراكيب المع ّقدة التي تثير االلتباس. ب -ازدحام الجملة بتراكيب متناقضة يصعب معها فهم أجزاء الجملة. ج -التباعد بين أجزاء الجملة ألنّ األصل أن يكون الفعل متالزما ً مع الفاعل والصفة تالية للموصوف ،أمّا التباعد فهو يؤدّي لضياع المعنى. د -التكرار المعيب الذي يخ ّل برصانة التراكيب. العقبات التي تواجهها لجان الصياغة: -1على لجنة الصياغة أن تكون على دراي��ة تامّة
بالمضامين الدستوريّة المتوافق عليها. -2يجب أن تتحدّد اآلليّة التي تتل ّقى بها لجنة الصياغة التعليمات والمضامين. -3كثيراً ما تضطرّ لجان وضع الدستور إلدخال تعديالت اللحظات األخيرة إرض��اء لبعض القوى السياسيّة ،لذا يتوجّ ب الحذر من التعديالت التي تدخل على مشروع الدستور في اللحظة األخيرة دون تروّ ممّا ّ يؤثر على تناسق الدستور وإمكانيّة نفاذه . -4الحذر من خطر فقدان النسخة النهائيّة للوثيقة الدستوريّة أل ّنها المرجع لح ّل ك ّل خالف حول صحّ ة التعديالت المتوافق عليها. التزامات أعضاء لجنة الصياغة: إنّ مسؤوليّة ه��ؤالء ال تقتصر على شكل النصّ الدستوريّ فحسب ،إ ّنما تتعدّى ذلك إلى الموضوع. كما أنّ اللجنة ملزمة بالتقيّد بحدود التوكيل الممنوح لهم وألاّ يتجاوزوا حدود التفويض. ومن نافلة القول التذكير بواجب العناية الفائقة بإنجاز عملهم وواجب السرّ يّة في العمل وعدم تسريب أيّة معلومة أثناء التنفيذ. آليّة عمل لجان الصياغة: تبنى هيكليّة الجمعيّة التأسيسيّة لوضع الدستور على أساس توزيع المهام بين اللجان الفرعيّة المتعدّدة بهدف التخصّص وتوزيع األعباء واختصار الزمن. وتختصّ ك ّل لجنة بأحد أبواب الدستور حيث تخرج بمقرّ راتها تباعاً ،فتحيل هذه المقرّ رات إلى (أمانة السرّ العامّة) .التي تتل ّقى المقرّ رات من كا ّفة اللجان، وتجمعها وتنسّق محتواها وتقوم بتسليمها إلى لجنة الصياغة. وتبدأ لجنة الصياغة بمعالجة هذه المقرّ رات وفق تقنيّات وآليّات الصياغة الفنيّة. وإنّ من المفيد في هذا السياق التذكير بما يلي: أ -ضرورة وجود بروتوكول «نظام داخليّ » ّ ينظم عمل هذه اللجان وفق قواعد دقيقة تحدّد حاالت ّ تدخل لجان الصياغة في عمل اللجان الفرعيّة وكيفيّة التعاطي مع المقترحات. ت -إنّ أمانة السرّ العامّة هي المسؤولة عن حفظ المقرّ رات والمخرجات التي تتل ّقاها من اللجان الفرعيّة ومن واجبها االحتفاظ بنسخ عن هذه المقرّ رات ليت ّم الرجوع إليها في حال فقدان أيّ منها. ث -إنّ من مقتضيات األص��ول الحديثة للصياغة القانونيّة االطالع على تجارب الدول الحديثة في كتابة دساتيرها وذلك مراعاة لالتجاه العالميّ الحاليّ في توحيد القوانين والمصطلحات العالميّة وليكون سياق الدستور منسجما ً مع القيم الواردة بالقوانين واالتفاقيّات الدوليّة.
المراجع : – 1اال ّتجاهات الحديثة في صياغة مشاريع القوانين -د .محمود صبرة. – 2غموض النصوص الدستور ّية وتفسيرها – د .أحمد ّ عزي النقشبندي. – 3فنّ الصياغة القانون ّية -د .عبد القادر الشيخلي.
احملامي أمحد صوّان
اهت ّم المجتمع السياسيّ والثقافيّ العربيّ بمفهوم الديمقراطيّة منذ فترة طويلة وشهدت المنابر الثقافيّة والسياسيّة جدالً واسعا ً حول صيغة الديمقراطيّة وأشكالها ومخاطرها وميّزاتها ،وكيف يمكن تطبيقها في بالد ال يزال الدين يش ّكل جانبا ً كبيراً من بنيتها الثقافيّة واإليديولوجيّة ،وذهب البعض إلى أكثر من ذلك فوصلوا إلى ح ّد وضع فهم للديموقراطيّة في بلداننا أق ّل ما يُقال فيه أ ّنه ال ديموقراطيّ . جاءت االنتخابات التشريعيّة التي جرت في 26كانون األوّ ل 1991 في الجزائر وفازت بها الجبهة اإلسالميّة لإلنقاذ بغالبيّة ساحقة وصلت إلى %82بـ 188مقعداً من أصل 231لتزيد من احتدام النقاش حول الديموقراطيّة ،ال بل أدّت إلى تفجير واشتعال هذه الخالفات، وانتقل الخالف من حيّز نظريّ إلى حيّز الفعل المباشر ،فأجهضت السلطات الجزائريّة نتائج االنتخابات وش ّنت الحرب على جبهة اإلنقاذ اإلسالميّة وزجّ ت بقادتها في السجن ،ودخلت الجزائر في حرب داخليّة قضت على ما يقارب من 200ألف جزائريّ ،ث ّم تتالت التجارب ففازت حماس في االنتخابات الفلسطينيّة وت ّم على أثرها فصل ّ غزة عن الضفة الغربيّة ث ّم جاء فوز «اإلخوان المسلمين» في ّ مصر ليرد عليه «السيسي» بانقالبه. ثمّة أسئلة ال ب ّد من طرحها هنا وهو :هل الحكم الدينيّ الشموليّ أش ّد خطراً على المجتمعات من الدكتاتوريّات الشموليّة العسكريّة؟ ،وكيف ينشأ الحكم الشموليّ أساساً؟ ،وهل تش ّكل المرجعيّة اإليديولوجيّة سببا ً كافيا ً لتحديد صيغة نمط هذا الحكم أو ذاك؟ ألم تنتج اإليديولوجيا الماركسيّة أحزابا ً شموليّة ودكتاتوريّات فريدة من نوعها؟ ألم تنتج اإليديولوجيّة القوميّة أنظمة فاشيّة وديكتاتوريّة في دول عديدة من العالم ال تبدأ بالنازيّة وال تنتهي عند حافظ األسد أو صدّام حسين أو القذافيّ أو ..أو ..؟ إنّ الديموقراطيّة ليست فكراً أو مصطلحا ً يمكن صياغة شكله وتفاصيله عبر الصيغ القانونيّة والدستوريّة فقط ،إ ّنها حصيلة تفاعل الحياة الثقافيّة والسياسيّة واالجتماعيّة واالقتصاديّة وغيرها لمجتمع ما. ال تحترم ك ّل األحزاب السياسيّة ،وعلى اختالف تلوّ نها في الوطن العربيّ ،الديموقراطيّة وربّما يص ّح القول :إ ّنها لم تعرفها كما ينبغي لها في خصوصيّتها ،فالفعل السياسيّ في النخب السياسيّة العربيّة ينحصر في الوصول إلى السلطة وعدا ذلك فهو ليس سوى هزيمة بنظرها ،وبال ّتالي فإنّ العمل على صياغة العمليّة الديموقراطيّة كوسيلة ونتيجة للعمليّة السياسيّة ،ومن ث ّم الوصول إلى الحكم لم تكن إلاّ فكرة تقال في الحوارات والبرامج واإلعالم ،وال يُؤخذ بها ال في الحياة السياسيّة العامّة وال ح ّتى في الحياة الحزبيّة الداخليّة لألحزاب والتشكيالت السياسيّة. قد يفسّر هذا هشاشة ك ّل الصيغ الديموقراطيّة في حياتنا السياسيّة، وقد يفسّر أيضا ً فشل ك ّل التحالفات التي تض ّم أحزابا ً سياسيّة ،وال يزال معظم العاملين في الحقل السياسيّ يعتقدون أنّ الهدف الوحيد لألحزاب ،من وجهة نظرهم ،هو الوصول إلى السلطة أوّ الً ،ومن ث ّم يت ّم االنتقال لبناء المجتمع وفق مرجعيّتهم ،وينسون أنّ بناء الديمقراطيّة وتكريسها هو المهمّة األولى للعمل السياسيّ وضمانة استمرارها الحقيقيّ وليس الشكليّ ،فليست الديموقراطيّة وجها ّ للسلطة ترسمه كما تشاء ،إ ّنها تنظيم وضبط وتجليّات تفاعل الحياة السياسيّة وغير السياسيّة بين قوى المجتمع. ال يمكن إنتاج مجتمع ديموقراطيّ إلاّ بعمليّة ديموقراطيّة يبدأ دوران ّ يتمخض عن عجلتها من داخل المجتمع وتجلياته الثقافيّة والسياسيّة، هذا الدوران تعديل مفاهيم السياسة والثقافة لألفراد واألحزاب وفق حاجة المجتمع ودرجة تطوّ ره ،هذا يدفع لتطوير العمل السياسيّ ، الذي سيدفع بدوره لتطوير مفاهيم جديدة ،وهكذا تعاد صياغة عالقة األحزاب بالمجتمع وبالسياسة على ضوء التفاعل والتحاور لهذه المفاهيم وحواملها ،هنا تصبح الديموقراطيّة مرآة تعكس مدى تطوّ ر العمليّة السياسيّة والثقافيّة واإلعالميّة واالقتصاديّة أليّ مجتمع. يمكننا أن نالحظ أنّ إنتاج الهيمنة والدكتاتوريّة لم تكن حكراً على األنظمة فقط ،فغالبيّة مؤسّساتنا المدنيّة والدينيّة وأحزابنا السياسيّة على اختالف مرجعيّاتها اإليديولوجيّة تحمل نفس المرض ،وبال ّتالي فالمشكلة إذاً تكمن في أنّ تعميم وتكريس ثقافة االستبداد واستفحالها هو الذي يؤدّي إلى نشوء النظم الشموليّة وليست هذه اإليديولوجيا أو تلك ،هذا ال يعني انتفاء فعل اإليديولوجيا في صياغة ثقافة االستبداد أو في ظهورالنظم الشموليّة ،لكنّ ما يحدّد مدى تأثيرها – أي اإليديولوجيا -هو مدى نضج أو قصوراألوجه األخرى في المجتمع. باختصار إنّ تب ّني األحزاب واألفراد أليّ شعار من شعارات االختالف والديموقراطيّة والمدنيّة والتعدديّة وغير ذلك من المصطلحات لن يكون إلاّ كالما ً في الهواء ما لم تبدأ في حياة المجتمع العاديّة تفاعالت التباين والتنافس واالختالف والصراع السلميّ بين ك ّل مظاهر الحياة السياسيّة واالجتماعيّة والثقافيّة واالقتصاديّة ،في هذه المرحلة يمكن ّ ّ تتحطم تحطم وانهيار اإليديولوجيّات والمقدّسات ومعهما لنا أن نشهد أيضا ً ثقافة االستبداد.
ب ّسام يوسف
2
العدد 34
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
البقاء لمن؟ والتم ّدد إلى أين؟
قصف ج ّوي
مجازر ارتكبها طيران النظام السوري في درعا وريفها ّ
مراجعة نتائج مكافحة اإلرهاب يف 29حزيران 2014أعلن التنظيم «دولة اخلالفة» ونيّته بإقامة «خالفة عامليّة» ث�لاث هجمات إره��اب��يّ��ة ُن�� ّف��ذت في شرطة السياحة والشرطة الوطنيّة نفس التوقيت تقريبا ً يوم الجمعة 26وقتلته .بعد ذلك وصلت قوّ ات خاصّة حزيران ،2015في ك ّل من :فرنسا وقوّ ات الجيش الوطنيّ . ً كانت حصيلة الهجوم 39قتيال بمن وتونس والكويت. األوّ ل ك��ان بقطع رأس الضحيّة فيهم المهاجم ،و 38جريحا ً غالبيّتهم على الطريقة «ال��داع��ش��يّ��ة» أمّ��ا يحملون الجنسيّة البريطانيّة. الثاني والثالث فقد أعلنت «داعش» في اليوم التالي ،تب ّنى «داع��ش» أو ما يسمّى «تنظيم الدولة اإلسالميّة» مسؤوليّتها المباشرة عنهما. َ ّ العمليّة وذكر أنّ منفذ الهجوم «داعشيّ » ّأوالً – «ياسين الصالحي» بال لقب العاشرة صباحاً ،هاجم شخصان يل ّقب بـ «أب��ي يحيى القيرواني». بسيّارة مصنعا ً للغاز بالقرب من مدينة من جهتها كشفت السلطات التونسيّة «ليون» جنوب شرق فرنسا ،وسُمع بعد ساعات من الهجوم أنّ المهاجم دوي انفجارات .فقد قُتل شخص بعد هو «سيف الدين الرزقي» تونسيّ الجنسيّة ،مواليد قطع رأس��ه وأصيب ،1992خ��رّ ي��ج اث��ن��ا ع��ش��ر شخصا ً اإلدارة األمريكيّة جامعة القيروان آخ���ري���ن ب���ج���روح. ب���اخ���ت���ص���اص وذك������رت م��ص��ادر تصدر تعليمات إل��ك��ت��رون��يّ��ات ،ال إع�لام��يّ��ة أنّ أح��د لسفاراتها سوابق عدليّة له، المشتبه بهما بارتكاب وق���د ع��م��ل سابقا ً الهجوم وجريمة الذبح وقنصليّاتها ف��ي تلك المنطقة كان يعمل موظفا ً لدى مبراجعة السياحيّة ،أي أنهّ الشخص الذي فُصل يعرفها تماماً. رأسه عن جسده والذي إجراءاتها األمنيّة ك���ان يمتلك شركة ثالثا ً –»الق ّباع» ً ا فور للنقل .وك��ان ال��رأس ال��م��ل�� ّق��ب« :أب���و قد وج��د معلّقا ً على وحد» سليمان ال ُم ِّ أحد أعمدة الكهرباء .وصف الرئيس أثناء أداء صالة الجمعة ،أي الثانية الفرنسيّ «فرانسوا هوالند» الحدث عشرة تقريباً ،فجّ ر انتحاريّ نفسه ّ بأنه هجوم «إرهابيّ » .وعُرف فيما داخل مسجد «اإلم��ام الصادق» في ّ بعد أنّ منفذ الهجوم فرنسيّ الجنسيّة «الكويت» العاصمة .ما أدّى إلى يدعى «ياسين الصالحي» ،الذي ال مقتل 28شخصا ً بمن فيهم االنتحاريّ ً ّ يزال متواريا عن األنظار حتى كتابة وجرح ما ال يق ّل 227آخرين ،أكثرهم هذه الكلمات. من الكويتيّين. ّ ثانيا ً – «ال��رزق��ي» الملقب« :أبو أعلن «داع���ش» قبل أق�� ّل م��ن 24 القيرواني» يحيى ساعة مسؤوليّته عن العمليّة ،وأنّ ّ ً ّ في الثانية عشر ظهرا ،دخل رجل من قام بالتفجير يلقب بـ «أبي سليمان شاطئ فندق «إمبلاير مرحبا» في المُوحِّ د» .بينما كشفت وزارة الداخليّة المنطقة السياحيّة في مدينة «سوسة» الكويتيّة أنّ االنتحاريّ يدعى «فهد التونسيّة ،جلس تحت شمسيّة على ال��ق��بّ��اع» مواليد 1992س��ع��وديّ شاطئ كان فيه نحو 250سائحاً .قام الجنسيّة ،وأ ّن���ه وص��ل ق��ادم��ا ً من بإطالق النار عليهم ،وب��دؤوا بالعدو السعوديّة عن طريق مطار الكويت با ّتجاه المبنى .رمى قنبلة يدويّة ،لحق فجر يوم العمليّة االنتحاريّة. بهم عبر المسبح وهو يطلق النار ث ّم اعتقلت السلطات الكويتيّة ثالثة ممن عبر البهو وموقف السيّارات ،ح ّتى شاركوا في العمليّة ،وهم سائق السيّارة خرج من الباب األماميّ .هنا وصلت التي أوصلت «القبّاع» إلى المسجد
وص���اح���ب���ه���ا، وم��ال��ك البيت ال����ذي استقبل االن���ت���ح���اريّ ، وهم جميعا ً من المقيمين بصورة غير قانونيّة (بدون) ،كما كشفت التحقيقات أنّ الحزام الناسف وص��ل ب��رّ اً من السعوديّة.
التنظيم :المل ّقب بـ «الدولة»
صحيح أنّ م��ا يحدث ف��ي سورية ك��� ّل ي���وم ،وع��ل��ى م���دى أك��ث��ر من خمس س��ن��وات ،أفظع ممّا حصل ي��وم «الجمعة األس���ود» كما أطلق ّ التوزع عليه اإلعالم الفرنسيّ ،لكنّ الجغرافيّ الواسع للعمليّات ضمن دول تعتبر مستقرّ ة نسب ّياً ،وتقارب توقيت الهجوم فيما بينها ،كذلك انفجار الوضع األمنيّ في مصر واغتيال ّ مفخخة ،وما النائب العا ّم بسيّارة تبعه ،ك ّل ذلك أعطى أهمّية استثنائيّة كناقوس خطر عالميّ ،جعل اإلدارة األمريكيّة تصدر تعليمات لسفاراتها وقنصليّاتها بمراجعة إجراءاتها األمنيّة فوراً ،كما ج ّل الدول األورو ّبيّة التي أعلنت تغيّرات هامّة تبدأ من أبسط اإلج���راءات األمنيّة لتصل إلى سنّ قوانين واستحداث تشريعات لدرء انتشار العمليّات اإلرهابيّة ووصولها إليها. ذلك ما حصل في ذكرى مرور سنة على إعالن «دولة الخالفة» فما هي هذه الدولة؟ ومن هو هذا التنظيم؟ تعرّ ف موسوعة «ويكيبيديا» تنظيم «الدولة اإلسالميّة في العراق والشام» المعروف إعالم ّيا ً باسم «داع��ش» ب��أ ّن��ه« :تنظيم إره��اب��يّ مسلّح يتبع األف��ك��ار السلفيّة الجهاديّة .يهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم -إلى إعادة الخالفة اإلسالميّة وتطبيق الشريعة». لكنّ التنظيم غيّر اسمه منذ تأسيسه عام 1999مرّ ات عدّة: فقد ظهر التنظيم تحت اسم جماعة «التوحيد والجهاد» في أيلول،2003 تحت قيادة «الزرقاوي» ،الذي بايع «ابن الدن» ،وأعلن في تشرين األوّ ل 2006االندماج مع تنظيمات أخرى
عاشت مدينة «طفس» يف ريف درعا الغرب ّي ليلة مرعبة يف الثاني من الشهر اجلاري باسم« :دول��ة ال��ع��راق اإلسالميّة» وحين توسّع إلى سورية ربيع 2013 تب ّنى اس��م «ال��دول��ة اإلس�لام��يّ��ة في العراق والشام» .بزعامة «الخليفة أبو بكر البغدادي». ف��ي 29ح��زي��ران 2014أعلن التنظيم «دولة الخالفة» ونيّته إقامة «خالفة عالميّة» ،لذا يمكن تسميته «دخ» أو «دخ����ع» ،ل��ك��نّ تسمية «داعش» شاعت ،وصار يُطلق على المنتمين إليه اسم «دواعش» ،وينتشر بشكل رئيسيّ في سورية والعراق، كما يوجد -بنسب متفاوتة -في مناطق من دول أخ��رى مثل :اليمن وليبيا ومصر والصومال ونيجيريا وباكستان وغيرها.
«باقية وتتمدّد» أين؟
نشيد التنظيم «أمّتي قد الح فجر» أمّا شعاره فهو «باقية وتتمدّد» ،فهل يعني هذا «البقاء» أن يُقتل من ال يُؤيّدها؟ وأنّ «التمدّد» سيطبّق بوجودها في أيّ��ة بقعة من العالم لتزرع الموت بانتحاريّيها؟ لقد ثبُت أنّ «مكافحة اإلرهاب» الذي ت ّتخذه الواليات الم ّتحدة وحلفاؤها ّ التدخل ش��ع��اراً ،ويمارسون تحته فيما يرونه صوابا ً أو مصلحة ،ال يُجدي ،بل ويعطي مفعوالً معاكساً، فمنذ العام 2001حين شنّ الجيش األمريكيّ والجيش البريطانيّ حربا ً على أفغانستان ،كر ّد على هجمات 11 أيلول من نفس العام ،مروراً باحتالل العراق ،2003واليوم في سورية والعراق بضربات جوّ يّة ودعم انتقائيّ لميليشيات على األرض ،لم تفلح هذه التدخالت إلاّ في زيادة تف ّ ّ شي التطرّ ف واستشراس تنظيماته وتوسّعها جغراف ّيا ً وبشر ّياً ،كما وجدنا في الكويت وتونس وفرنسا ،إضافة إلى سورية والعراق، وال أحد يعرف إلى أين سيتمدّد غداً! واآلن من سيعترف بفشله في «مكافحة اإلرهاب» ،ح ّتى يبدأ ح ّل حقيقيّ ؟ عبد اهلل منديل
”طق البراغي”
المافيوي العمل ّ أوّ ل ما يتــوارد إل��ى األذه���ان عند لـفظ كلمـة «مافيــا» هو األســــلحة والمخـدّرات وما ـنراها من المــافيــات الروســيّة ضمـن األفــالم األمريكيّــة الهوليووديّــة. إلاّ أنّ العمل المافيويّ ليس حكراً على طبقة من المجرمين ومدمني المخدّرات ،بل لها فروع وأشكال وإن ص ّح القول فلها مدارس ،أينما توجّ هت ضمن الحياة العمليّة ستجد المافيات حولك ،يضعون لك العصيّ في الدواليب إن لم تعجبهم ،وإن عادوك، يمكنك أن تعتبر نفسك منبوذاً تماما ً وال أمل لك في النجاح ضمن الوسط المتعلّق بهم ،وتيقن أ ّنك ستبلغ المجد إن عرفت كيف تصادقهم وكيف تقدّم لهم الخدمات. ّ ً هذا األمر ليــس متعلقا بفئة اجتماعيّة معيّنة أو بمــستوى ثقافيّ أو تعليميّ محددّ ،بالعكس تماما ً ضمن الفئات األكثر ثقافة ومقدرة على التفكير ،تأخذ اللعبة خبثا ً أكبر وأساليب جديدة وماكرة أكثر للعرقلة والنبذ. ولكن كيف تتمظهر هذه المافيات؟ عالوات وترقيات وبأدنى األحوال التسيّب في الدوام أين نجدها؟ دون محاسبة. وما هي أساليبها؟ هي موجودة في ك ّل مكان ،في المدرسة ،سواء بين أمّا في الجمعيّات اإلنسانيّة حيث يعتبر العمل تطوّ ع ّيا ً الطلبة أو المدرّ سين ،ضمن المؤسّسات الحكوميّة ،فيأتي العمل ضمن المحسوبيّات فك ٌّل يقوم بإحاطة نفسه بأصدقائه أو تكوين صداقات ضمن الجامعات ،أيضا ً كطلبة مع من يتقاسمون ذات األه��داف، وأعضاء هيئة تدريسيّة ،ضمن المنظمات والجمعيّات التي تعنى اجلمعيّات ّ لتقاسم «كعكة» التمويل ال��ذي يحصلون عليه ،وإع��ط��اء الجمل ب��ش��ؤون اإلن��س��ان س��واء أكانت اإلنسانيّة حيث أذنه. متخصّصة ف��ي م��ج��ال م��ح��دّد كالمرأة والطفل ،أو كانت تعنى يعترب العمل تطوّعيّاً ليس بالضرورة أن تقتصر بين األص��دق��اء فالمصلحة تقع فوق بالفقراء ،نجدها ضمن الطبقة فيأتي العمل ضمن أيّ��ة شكل م��ن أش��ك��ال العواطف الغنيّة كما الطبقة الفقيرة والطبقات احملسوبيّات ٌّ فكل والعالقات ،فحليف اليوم قد يصبح المتوسّطة ،ولك ّنها ال تأخذ اسم عدوّ الغد ،والعكس بالعكس .فرغم «مافيا» لها تسميات مختلفة ،منها يقوم بإحاطة نفسه مظاهر التآلف بين «الفريق» الشلليّة أو التكتالت أو التحالفات بأصدقائه ال يخلو عقل ك ّل واحد منهم على أو التحزبات إلخ.. شكوك ا ّتجاه اآلخر ومخاوف منه، فضمن المؤسّسات س��واء كانت وخطط لإليقاع به. قطاع عا ّم أو خاصّ ،نجد التكتالت بين األفراد لخدمة بعضهم وتقاسم ما يقدرون عليه ،من الجدير تبيانه ،أنّ هذه المافيويّة ال تبنى لغاية مادّية أو تكتالت للتقرّ ب من المدير والحصول على بالضرورة ،وكمثال بسيط الهيئات اإلداريّة الطالبيّة
newspaper@allsyrians.org
قراءة سياسية
درعا -انرتنت أربع مجازر مروّ عة ارتكبتها مقاتالت النظام السوريّ في ريف درعا خالل العشرة أيّام الماضية ،راح ضحيّتها ح ّتى اللحظة أكثر من 30شهيداً وأكثر من 200جريحا ً وشهدت بلدة صيدا في ريف درعا الشرقيّ مجزرتين: األولى ليلة األحد عندما استهدفت البلدة ليالً بالبراميل المتفجّ رة، استشهد على إثرها 6أشخاص من بينهم امرأتان وطبيب وسقوط عدد من الجرحى إصابتهم خطرة ،ما يرجح ارتفاع عدد شهداء في األيّام القادمة ،وأمّا المجزرة الثانية كانت ظهر يوم األربعاء األوّ ل من الشهر الجاري ،عندما استهدفت المقاتالت الحربيّة السوق الرئيسيّ في البلدة بصاروخين فراغيّين ،وقال «جهاد محاميد» مدير الدفاع المدنيّ السوريّ :إنّ عدد الضحايا وصل إلى 15شهيداً وأكثر من 30جريحا ً إصاباتهم خطرة ،مشيراً إلى أنّ المقاتلة استهدفت ثان أثناء عمليّة اإلنقاذ، عناصر الدفاع المدنيّ واألهالي بصاروخ ٍ أدّى إلى إصابة األم����ر ال��ذي الدفاع ع��ن��ص��ر من المدنيّ وآخ��ري��ن من ال�����س�����وريّ إ ّن عدد باإلضافة إلى ال��م��دن��يّ��ي��ن، الضحايا وصل طواقم اإلخالء صعوبة عمل إىل 15شهيداً ذلك . م����ن ج�����رّ اء المحاميد وأض�������اف أنّ وأكثر من ف������ي ري����ف بلدة «الطيبة» ً ً أي��ض��ا كانت درعا الشرقيّ 30جرحيا م���ع م��ج��زرة ع��ل��ى م��وع��د إصاباتهم ع�����ن�����دم�����ا هي األخ��رى، البلدة بالبراميل اس��� ُت���ه���دف���ت خطرة ال���م���ق���ات�ل�ات المتفجّ رة من التابعة للنظام ال��م��روح��يّ��ة السوريّ ،أسفرت عن سقوط 7شهداء من أسرة واحدة نزحت من درعا البلد إلى البلدة ،باإلضافة إلى سقوط أكثر من عشرة جرحى إصابتهم خطرة. وعاشت مدينة «طفس» في ريف درعا الغربيّ ليلة مرعبة في الثاني من الشهر الجاري ،عندما استهدف المدينة من قبل الطائرات المروحيّة بثالثة براميل متفجّ رة حيث استشهد نتيجة لذلك 7أشخاص وجرح ما يقارب 50شخصاً. ويوضح «المحاميد» سبب ارتفاع شهداء المدينة قائالً :إنّ البراميل ّ المكتظة ،حيث سقطت على عيادة أحد األطبّاء في أحد األحياء تحضن المدينة أعداداً كبيرة من النازحين من مدينة درعا وريفها، باإلضافة إلى نازحين من مدن سوريّة أخرى ،خاصّة من ريف دمشق ،الفتا ً إلى أنّ النساء واألطفال ش ّكلن النسبة العظمى من الضحايا والجرحى .وأشار المحاميد إلى أنّ «النظام السوريّ يشنّ حملة شرسة على مدينة درعا وريفها منذ عدّة أيّام ،أسفرت عن ارتكاب مقاتالت النظام لعدد من المجازر ،فيما ش ّكلت المستشفيات الميدانيّة والمراكز الط ّبيّة والتجمّعات البشريّة من أسواق وأفران الهدف الرئيسيّ للمقاتالت الحربيّة والمروحيّة. وكان شهر حزيران الماضي قد شهد وقوع مجزرتين مروّ عتين، درعا -انرتنت
ضمن الجامعة ،فالتكتالت والتحالفات ،فالمقاتالت والمشاجرات وما يسمّى بـ»طق البراغي» كانت تجري على ق��دم وس��اق في الفترات التي تسبق انتخابات الهيئات اإلداريّة ،فالمؤامرات التي كانت تت ّم بين أصحاب التكتل الواحد ض ّد الطرف اآلخر أحيان كثيرة يمكن القول إ ّنها كانت تجري بخبث في ٍ ال تليق بشريحة متعلّمة كطالب الجامعة ،علما ً أ ّنهم ال يتقاضون مرتبا ً أو أجوراً ماديّة على عملها ،هي فقط مناصب وتكوين عالقات مع المسؤولين الجامعيّين والدكاترة والمعيدين ،فلربّما يحصلون على بضع عالمات إضافيّة في بعض المواد. هذه التكتــالت والمصــالح والمؤامــرات أكــثر ما يميّز بين عالقــات الطفــولة والمراهقــة وبين عالقــات الكبــار والعمــل ،فاألولى تكــون عالقات عاطفيّــة يحكمهــا الــحبّ واألخ��ي��رة يحكمهــا المصــالح وتتبــدّل بتــبدّل المصلحــة واألهــداف، فتتــحوّ ل العالقــات اإلنســـانيّة بين الكـبــار إلى دوّ امــة من المؤامــرات والمجامالت وتبــادل المصالح والفوائد التي ال تمّت بالعواطف اإلنسانيّة بصلة. ميساء علوش
عندما استهدفت الطائرات الحربيّة ساحة أحد المساجد في بلدة «الغريّة الشرقيّة» متزامنا مع خروج األطفال من درس لتحفيظ القرآن الكريم ،أسفرت عن سقوط 23شهيداً منهم 21طفالً لم تتجاوز أعمارهم 15عاماً ،ومن بين الضحايا 13طفالً من أسرة واحدة ،أمّا المجزرة الثانية فكانت في بلدة «نصيب» الحدوديّة مع األردنّ عندما استهدفت البلدة ليال بحاوية متفجّ رة تزن 500كيلو غرام من المتفجّ رات ،أدّت إلى استشهاد أسرة بكاملها مكوّ نة من الوالدين وخمسة أطفال أخرجوا من تحت الركام بصعوبة بالغة فيما ُدمّر حيّ بكامله من جرّ اء الحاوية
درعا -سارة احلوراني www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 34
/ 9تموز 2015/
3
السنة الثانية
“النص الكامل ،غير المن ّقح وغير المراقب للمقابلة” ّ
ياسني احلاج صاحل علي ديوب
قراءة في أفكار ياسين الحاج صالح منطق املؤامرة االتّهام ّي نظراً للسلطة الرمزيّة التي اكتسبها ياسين الحاج صالح -الكاتب والمعارض والسجين السياسيّ سابقا ً -في أوس��اط جيل الثورة السوريّة ،كان يفترض أن يواكب نتاجه، بسجاالت نقديّة ،تستخرج منه النافع ،وتطرح النافل ،وتعيد التأمّل في إشكاليّاته الجديدة ،ال أن يحاط برهط من المحتفين بما ينتجه على طريقة حفالت توقيع الكتب ،ليفرض سوراً رمز ّيا ً أمام الرأي المختلف ويش ّكل زحاماً، وتركيزاً للضوء على بقعة واحدة ،وسط هالة من ضجيج اإلعجاب والتهاني بوالدة متكرّ رة للكاتب أو للكتاب. هنا محاولة متواضعة ،لقراءة أحدث أفكار ال��رج��ل ،صاغها في مقابلة لوسيلة إعالم مصريّة(*) ،ونشرها على صفحته ،تحت عنوان «النصّ الكامل ،غير المن ّقح وغير المراقب للمقابلة»(**) -وهو ما أعتمده هنا: يبرع ياسين في استخدام تعبيرات وافية عن تقرير الواقع ،لكن ما يلفت االهتمام ،هو الممتنع لديه ،امتناع ضاع بين الممنوع ،أو المسكوت عنه ،وبين القناعة في التهميش واإلقصاء. وعلى عكس حديثه -في تعليقاته وردوده -خال الحوار تماما ً من مسؤوليّة للدين أو دور مسبق له ،آل باألوضاع إلى هذا الحال ،بل إنّ انحطاط الدين ،و «والدة» السلفيّة الجهاديّة ،أحاله ياسين إلى الض ّخ المستمرّ للعنف وللطائفيّة، من قبل النظام كما لو أنّ هذا غرسها في الدين اإلسالميّ ،من خارجه ،وكانت عدماً. بدالً من الحفر في األفكار والمجريات ،يصطبغ دور ياسين بإلقاء اآلراء جاهزة وإدارة الظهر، فهو يورد معلومة شائعة ،يعتقد بها عدد كبير
من الناس -منهم مسلمون -تقول :إنّ «من سمح بسيطرة اإلسالميّين هو الدولة األسديّة» ويقدّمها لنا كحقيقة جاهزة ،وكان أحرى به أن ير ّكز التحليل قليالً هنا ح ّتى وإن توصّل إلى نتيجة تنقض مسبقاته الفكريّة ،التي أسّس الجواب عليها. فالجهاد -والسلفيّة الجهاديّة منه -ظاهرة لم يخ ُل منها التاريخ اإلسالميّ يوما ً وهي ال تنفصل عن فرض الجهاد في اإلسالم، األمر الذي لم يتطلّب من النظام إلاّ استثمارها بخبث ،م ّكنه من التح ّكم بالمجموعات التي ّ تمثلها ،وت��ع��ادي العالم و ُت��وص��ف رسم ّيا ً باإلرهاب ،فأدار معها معركة ،قلبت السخط الدوليّ عليه إلى رضى ،أو سكوت .فكانت بمثابة لقاح أكسبه وقاية من خطر الثورة، بحكم الخلفيّة الدينيّة المشتركة للجهاديّين مع غالبيّة السوريّين المنتفضين «مصادفة تاريخيّة سوداء» ،ولكنّ هذا االستثمار وتلك المعركة لم يكن لهما أن يولدا إلاّ من رحم التنظيمات اإلرهابيّة ،وبمساعدة -بل مشاركة القوى اإلسالميّة السوريّة ،فمن يصدّق براءةقادة اإلخ��وان المسلمين ،الذين سبق للنظام أن ّ سخرهم في محنة حماة ،ث ّم أخرجهم من المدينة ،تحت حمايته ،غبّ تدميرها على رؤوس ساكنيها. ولكن لو أخذ ياسين بهذه القراءة ،لكان عليه إعادة النظر في طاقة العنف التي تسم الدين اإلسالميّ في جوهره ،كعقيدة قامت بالسيف «وه��و يقول بهذا في النقاش» ،واستمرّ ت بالسيف ،تض ّخ العداوة والكراهيّة واالستعالء والتمييز ض ّد اآلخر وأن يعدّل معها تحليّله لتجربة حكم اإلخوان في مصر. اعتماد ياسين على مسلّمة مسؤوليّة النظام-
فقط -عن قتل اعتدال السوريّين ،جعل مطلبه «شرطه» ،المالزم لهذه ال «حقيقة» ،يبدو منطق ّيا ً وحقيق ّياً ،هو اآلخر ،بقوله« :أعطني ش��روط حياة أق��رب إل��ى الطبيعيّة ألعطك معتدلين». ولكنّ مطلبه هذا -على وجاهته -مطلب خ��ادع ،وهو يختزل الموضوع بجانب منه دون بقيّة الجوانب ،حيث عرّ ت كثافة األحداث جذور أزمة ضاربة في تاريخنا. نحن نشهد اليوم واحدة من ذرى أزمات واقع يمتاز بالسكون ،وشعوب تعيش حالة سبات، بل تتقدّم إلى الخلف. أعتقد أنّ أمامنا اآلن فرصة ،غير مسبوقة ،لتغيير جوهر حالة الصراع العدميّ تلك وتعديلها عن مسار الغلبة و»الملك العضوض» ،إلى مسار كرّ سته خبرات البشريّة ،فأثمر قيم الحداثة التي قطعت مع سيرورات سابقة ،عرفت بالعنف العقيم ،فالصراع البشريّ الحديث ،يدور حول المساواة في الحقوق والحريّات ،وهو ما يفرض علينا استبدال الدافع العقيديّ (الدينيّ )، بدافع معرفيّ يستبدل الطابع العدوانيّ للصراع، بآخر حقوقيّ يتجوهر باآلخر ،األمر الذي يجد سنده لدى شعوب دول الحريّات ،حيث تمتلك الدول الكبرى اآلليّات الفعّالة لتمكين شعبنا من االنتصار ،والسير الناجح في عمليّة التغيير. لألسف ،أنّ ياسين سار في مسار آخر فاستنتج، أو حكم على أزي��د من مائة وثالثين دولة، أصدقاء الشعب السوريّ ،بأ ّنها هي عدوّ ة هذا الشعب ،وهي سبب تدمير ثورته ،وتعطيل حركة التغيير التي يبتغيها ليدعم ،بمنطقه العلميّ -كما يفترض -منطق المؤامرة اال ّتهاميّ . ك ّل هذا ،بالتأكيد ،هو جزء من ّ حق التعبير،
ول������ك������نّ السير فوق الموضوع يبدّد ج��دواه ،خاصّة حين يجري األمر بخ ّفة ورشاقة ،تخطفان النظر ،وتلهبان الخاطر. ك��ان أح��رى بالكاتب أن يبحث في أسباب الظاهرة التي اكتشفها لسبر خطرها على السوريّين وثورتهم ،وعلى الربيع العربيّ ، وعلى السيرورة البشريّة أيضا ً دون أن يكتفي بمسلّمة ض ّخ النظام للعنف والطائفيّة ،إذاً لخرج بحصيلة غنيّة ،تتيحها مهنته وموقعه ،في إنتاج األفكار وصوغ القوانين المعرفيّة المؤ ّقتة وفتح آفاق في المعضالت القائمة. وإذ يدعو ياسين إل��ى م��غ��ادرة الخيارين المفروضين على السوريّين: «بدل التذمّر من اإلسالميّين ،أو االنضواء تحت جناح نظم تحديثيّة فاشيّة وعسكريّة، الشيء الصحيح أن نطوّ ر أدواتنا( ،) ...أن نؤسّس لذاتيّة جديدة وقوّ ة اجتماعيّة وسياسيّة جديدة» ،فهو يفتح لدورة بحث تعود بنا إلى دورات ضاعت بضياع عصر النهضة ويقفز في المجهول فوق الخيار الموفور في المنجز البشريّ التحرّ ريّ ،والذي أفترض أ ّنه الحجر األساس في ح ّل يكفل الشروع في التغيير، وأقصد خيار «الدولة العلمانيّة» الخيار األسلم، والضامن ألقوى النماذج التي ح ّققت النجاح لمعظم وألعظم الدول والمجتمعات الحديثة. مادام ياسين ليس معن ّيا ً بسراب الشراكة مع اإلسالميّين ،فلماذا تفادى العلمانيّة -الخيار الثالث الثابت الصالحيّة ،في ش ّتى بقاع األرض ،ومن قبل ثقافات متباينة؟ في جوابه على سؤال «هل هناك بديل علمانيّ قادر على مواجهة اإلسالميّين عقب سقوطه
«النظام»؟ ،ال يبذل ياسين أدنى جهد -أو اكتراث -لتفكيك منطويات السؤال ،عمّا غفل عنه السائل ،كأن يلفت نظره إلى مسؤوليّة المعارضة عن إهمال الخيار البديل ومحاربته عبر شراكتها مع النظام في اغتيال الحرّ يّة بدالً من ذلك يأخذ السؤال كما هو ،ويفصّل له جوابا ً على مقاسه ،فيقول ياسين« :ليس هناك بديل علمانيّ ،من أين يأتي؟» ،ويعيد شرح المشروح ،عن تصحّ ر السياسة في المجتمع. يستند ياسين إلى حجّ ة قويّة في خياره ،معتمداً تنوّ ع اإلسالميّين ويدعو للتمييز بينهم ،تفويتا ً للفرصة على المتطرّ فين منهم ،ونظراً ل «استحالة إقصائهم» ،وإيمانا ً بأنّ «من يتضرّ ر من اإلقصاء السياسيّ هم الديمقراطيّون الذين ّ يوظفون في السياسة ومن يتضرّ ر أقلّ ،هم ّ يوظفون في الدين ،ومن ينتفع اإلخوان الذين ّ باألحرى هم السلفيّون الجهاديّون الذين يوظف في الحرب أساساً» ،ولكنّ هذا الكالم الدقيق، افتقر لتعيين «الجسد السياسيّ » الحاضن، أي طبيعة الحكم ال��ذي يدير ويشرف على هذه العمليّة ،أو سواها من مقترحات الحلّ، ربّما كان الكاتب مدفوعا ً ذات ّيا ً لترك فراغ أو مشكلة معرفيّة وسياسيّة مؤجّ لة ،كيما يفتح بابا ً لالشتغال على ما أسماه «ذاتيّة جديدة وقوّ ة اجتماعيّة وسياسيّة جديدة» -ذكر أ ّنه يعمل عليها. http://www.almasryalyoum.com/ (*) 759242/news/details https://m.facebook.com/notes/ (**) /yassin-al-haj-salehمقابلة-المصري-اليوم1015/
.ref=bookmarks?/3411874194158
علي ديّوب
العراق في سورية!
استنساخ التقسيم ومطالب الكورد اخلالفة اإلسالميّة في الوقت الذي ا ّتجهت فيه الثورة السوريّة الحرّ يّة والكرامة ،وليس من أجل إقامة دولة نحو «العسكرة» مع دخولها عامها الثاني ،الخالفة اإلسالميّة بعد تهجير الماليين من أخذ الكثير من السوريّين يردّدون :أنّ سورية المواطنين لش ّتى بقاع األرض ،وقتل عشرات ليست العراق ،وذلك بسبب اختالف طبيعة اآلالف منهم بأش ّد أساليب القتل وحشيّة من الشعبين السوريّ والعراقيّ من ناحية الحياة قبل نظام أمنيّ شموليّ ال يعرف غير القتل والتدمير وسيلة للبقاء المدنية وال��ع��ش��ائ��ريّ��ة ،وأنّ وعلى جثث العباد والبالد االنقسامات اإلثنيّة والعرقي النظامّة وصل األمر ببعض معاً ،ناهيك عن الثائرين التي أعقبت سقوط العراقيّ بعد الغزو األمريكيّ ناشطي الثورة الذين ز ّج بهم في أقبية الفروع األمنيّة ،حيث لقي له في عام 2003لن تتكرّ الشعبر السوريّة إىل إطالق الكثير منهم حتفه تحت في سورية ،ذلك ألنّ السوريّ لن يتقبّل التمييز بين اسم جديد على التعذيب نتيجة مشاركتهم االئتالف وهو «اجلناح بالمظاهرات واالحتجاجات المواطنين على أساس الدين أو السلميّة التي تطالب بإسقاط المذهب أو العرق وأ ّنه لن يقبل لتنظيم ي السياس ّ النظام في سورية. طروحات ومواقف الجماعات لاّ إ أنّ ما يحدث بعد دخول اإلسالميّة المتطرّ فة كتنظيم الدولة اإلسالميّة» ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة عامها القاعدة الذي كان له حضور الخامس على أرض الواقع، كبير في المناطق التي يقطنها ال ُس ّنة في العراق ،بعد استقالل منطقتين عن يثبت وبصورة كبيرة ما جاء في بداية مقالنا العراق بشكل شبه تا ّم ،هما إقليم ُكردستان هذا ،وهو سيناريو التجربة العراقيّة وإعادة إنتاجها من جديد على األرض السوريّة، العراق والمناطق ذات الغالبيّة «الشيعيّة». السيّما وأنّ قراءة دقيقة لما يحصل على أرض كما أنّ الشعب السوريّ ،خرج بثورة من أجل الواقع ،تشير إلى أنّ معظم التكتالت والتيّارات
newspaper@allsyrians.org
السوريّة المعارضة ،باتت تنظر إلى الثورة التي قام بها الشعب السوريّ بكا ّفة أطيافه وإثنيّاته ،أ ّنها بؤرة «سنيّة» تطالب بإسقاط نظام «علويّ » في البالد ،حيث أنّ جماعة اإلخوان المسلمين السوريّة ،تسيطر بصورة الفتة على معظم مقاعد «االئتالف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة» مثلما هو األمر نفسه في المجلس الوطنيّ السوريّ واللذان يصدران البيانات الصحافيّة بين الحين واآلخر يؤ ّكدان فيهما على تعاطفهما مع الجماعات المتطرّ فة في سورية كـ «جبهة النصرة» والتي تع ّد جناحا ً لتنظيم القاعدة في سورية ،ح ّتى وصل األم��ر ببعض ناشطي الثورة السوريّة من إطالق اسم جديد على االئتالف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة وهو «الجناح السياسيّ لتنظيم الدولة اإلسالميّة» في الوقت ال��ذي يواصل فيه هذين التيّارين ،تهميش ّ يمثلهم المكوّ نات السوريّة كالكورد الذين «المجلس الوطنيّ ال��ك��ورديّ في سورية» في االئتالف السوريّ المعارض ،دون أيّ اعتراف دستوريّ أو قانونيّ بهم ،وإلى ناحية التسمية الرسميّة لسورية المستقبل ،فالكورد يطالبون االئتالف بتسمية الدولة الجديدة بـ «الجمهوريّة السوريّة» وليس بـ «الجمهوريّة العربيّة ال��س��وريّ��ة» في إش��ارة منهم إلى أ ّنهم ثاني أكبر قوميّة في سورية تعيش على أرضها التاريخيّة ،وهو مطلب غالبيّة األحزاب الكورديّة المحظورة في سورية منذ تأسيس أوّ ل حزب كورديّ سوريّ في عام 1957دون أن تلتفت إليه الحكومات السوريّة المتعاقبة في عهد األسدين األب واالبن وص�����والً إل���ى ال��م��ع��ارض��ة السوريّة اليوم . وينطبق هذا كلّه على بعض األق��ل��يّ��ات الدينيّة المطالبة بتقديم األدلّة والبراهين لهاتين الكتلتين على مشاركتهما في ال��ث��ورة ال��س��وريّ��ة ،وكيف ال يكون ذلك ،وجماعة اإلخوان المسلمين السوريّة هي الحاكم الفعليّ لهما ولتيّارات سياسيّة سورية معارضة أخرى ،مثالً أن يت ّم دائ��م��ا ً ا ّت��ه��ام الطائفة العلويّة في سورية بارتكاب ّ بحق الس ّنة مجازر جماعيّة
ٌ عراق جديد في سورية ،وبإسقاط ذلك على أو خطف نسائهم في الساحل السوريّ الذي هو يتواجد فيه أبناء الطائفة العلويّة ،وهنا ال ب ّد أرض الواقع ،نرى أنّ تنظيم «داعش» والذي من اإلشارة إلى خطف بعض الشبّان والشابّات يتم ّتع بحاضنة شعبيّة من أبناء المكوّ ن الس ّني من الطائفة العلويّة في بداية الثورة فقط أل ّنهم نتيجة حقدهم على الطائفة العلويّة ،يسيطر بشكل كامل على مدينتي دير الزور والر ّقة، علويّون ومن قِبل الثوّ ار المجاهدين طبعاً. فإذا كان الرئيس السوريّ ينحدر من الطائفة بينما تتمدّد حركات جهاديّة في مدينة إدلب، العلويّة ،فهذا ال يعني أنّ الطائفة بأكملها مجرمة ،بعد سيطرتها على مركز المحافظة وبلدة جسر وهذا ليس من باب الدفاع عنهم أو تهجّ ما ً على الشغور القريبة منها ،وكذلك مدينة حلب التي جماعة اإلخوان المسلمين ،لكن بمقارنة واقعيّة سينسحب منها النظام ويسلّمها لتلك الجماعات أي��ض��ا ً بحسب م��ا ي��راه بين مدينتي «القرداحة» مسقط مراقبون للوضع هناك. رأس الرئيس السوريّ ومدينة يطالبون الكورد وه���ك���ذا ت��ق��ع م��س��اح��ات درع��ا مهد الثورة السوريّة، واسعة تحت سيطرة تنظيم يمكننا إخراج أسماء عشرات االئتالف بتسمية «داع��ش» ،في حين تبقى المسؤولين الذين يشاركون اجلديدة الدولة المناطق الكورديّة كالحسكة في قتل السوريّين منذ عشرات السنين م��ن المدينتين ،أو بـ «اجلمهوريّة والقامشلي وغيرها من ال��م��دن ال��ك��ورديّ��ة تحت باألحرى لماذا يطالب اإلخوان بـ وليس ّة» ي السور ّ س��ي��ط��رة ح���زب االت��ح��اد ال��م��س��ل��م��ون ت��ج��ري��م طائفة بأكملها فقط لوجود ديكتاتور «اجلمهوريّة العربيّة الديمقراطيّ ،ويصبح لدينا منطقتين منفصلتين جغراف ّيا ً منها ،وفي الوقت ذاته ،تقوم السوريّة» ً وسياس ّيا داخل األراضي بتأييد ديكتاتور أك��ب��ر منه ّ السوريّة ،مع توقع انتقال بكثير ،فكيف يطالب اإلخوان المسلمون العلويّين بالتبرئة من الطائفة كلّها النظام السوريّ من قلب العاصمة دمشق إلى بسبب ب ّ شار األسد وهم أنفسهم يص ّفقون للخليفة مدينتي الالذقيّة وطرطوس الساحليّتين ،ليصبح ّ «أبو بكر البغداديّ » أمير المؤمنين على ح ّد التوزع الجغرافيّ والسياسيّ الجديد على النحو التالي :المناطق الكورديّة في شمال وشمال تعبيرهم!؟ األمر ذاته ينطبق على الكورد ،بسبب وجود ش��رق سورية تحت سيطرة ح��زب اال ّتحاد تنسيق بين ح��زب اال ّت��ح��اد الديمقراطيّ الـ الديمقراطيّ ،ومنطقة أخرى للعلويّين تحت ( )PYDالذي يسيطر على المدن الكورديّة سيطرة النظام السوريّ في الساحل ،ومناطق السوريّة والنظام ال��س��وريّ على ح�� ّد زعم تشهد صراعات داخليّة وخارجيّة هي المناطق جماعة اإلخوان المسلمين والتيّارات السوريّة الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» وغيرها المقرّ بة منها ،وأيضا ً بمقارنة أخرى نجد مئات من الجماعات اإلسالميّة الراديكاليّة ،دون أن الناشطين الكورد المعارضين لبعض أحكام ننسى وجود مناطق درزيّة جنوب البالد في وق��رارات حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ ،في السويداء وجبل العرب ،ما يعني أنّ سورية حين أ ّننا ال نرى صوتا ً واحداً ،يخرج من تلك ت ّتجه نحو التقسيم ،وأنّ التجربة العراقيّة الجماعات يرفض الحصار الذي يفرضه تنظيم السابقة تتكرّ ر في سورية الالحقة. «داعش» على مدينة «دير الزور» على سبيل المثال وليس الحصر. جوان سوز ك ّل ما سبق ،يضعنا أمام سيناريو واحد ووحيد،
www.allsyrians.org
4
العدد 34
السنة الثانية
من الصحف
/ 9تموز 2015/
صحيفة “سيتي” السويدّية
الطب السويدّية التي اختارت سورية مكاناً لتدريباتها طالبة ّ
*
عندما اختار طلاّ ب الطبّ البشريّ إيرلندا وماليزيا ،أماكن لممارسة تدريبهم العمليّ ، فضّلت زميلتهم «لينا ميرتز» إجراء تدريباتها في سورية. عادت «لينا» إلى مدينتها السويديّة «مالمو»، وهي تحمل على شاشة عينيها صورة طفل ّ مقطع األوصال.
بالتو ّتر الدائم ،ويطالبون بإخراج مرضاهم منه بأسرع وقت ممكن ،فالمرضى يرسلون إل��ى بيوتهم بعد ساعتين فقط م��ن إج��راء العمليّة ،والكثير منهم يصل إلى بيته ،وأكياس «السيروم» ال تزال معلّقة في ساعده.
المشافي مستهدفة
ُ ع��دت من سورية محمّلة لقد بالغضب والحزن -تقول لينا - ويجب أن أعبّر عن هذا الغضب بشكل إيجابيّ ،صحيح أنّ مشفى س��راق��ب ف��ي محافظة إدل��ب، الواقعة شمال غرب سورية، بحالة جيّدة ،ولكنّ الجميع هناك يعتقدون أنّ صاروخا ً أو قذيفة سوف تستهدفه في أيّ��ة لحظة والمسألة مسألة وقت فقط. عشرات البيوت وكذلك واحدة من المدارس القريبة ج�� ّداً من المشفى ق��د دمّ��ره��ا القصف تماماً ،وقبل وص��ول لينا إلى المشفى بأسبوع واحد سقط صاروخ في مرآب المشفى ،وتسبّب بمقتل أحد األطباء .الجميع يعلم أنّ المشافي مستهدفة على الدوام ،ولذلك يشعر أقارب المرضى المتواجدين في المشفى
المتفجرة البراميل ّ
على بعد ميل واحد من منطقة يسيطر عليها النظام تم ّكنت لينا ( 33عاماً) من الدخول إلى سورية بعد التواصل مع جهات عديدة
في المنطقة ،أقامت في بيت أحد األطباء في سراقب .المدينة تحت سيطرة قوى المعارضة، ولكن على بعد ميل واحد تقريبا ً تقع المنطقة التي تسيطر عليها قوّ ات النظام السوريّ . طائرات النظام تحلّق بشكل دائم فوق سراقب، والبراميل المتفجّ رة هي أكثر ما يخشاه الناس هناك ،براميل مليئة بالبنزين أو بالموا ّد المتفجّ رة ،صديقتي ،وبشكل ال إرادي ،كانت تتقيّأ عندما تسمع صوت الطائرة ،ابنة صديقة ثانية كانت تحبس أنفاسها عند مرور الطائرة إلى درجة ازرقاق لون شفتيها. مصابون ف��ي طريقهم إلى الطوارئ عندما فتحت «لينا» كومبيوترها وعرضت الفيلم ال��ذي صوّ رته في المشفى، ش��اه��دن��ا المصابين ال��ذي��ن يح َملون ال��ى ال��ط��وارئ في الصناديق الخلفيّة لبعض ّ يتبق سيّارات «البيكاب» ،أحد المصابين لم من ساقه إلاّ بعض القطع من اللحم ،وهناك طفل صغير ّ تغطي وجهه الدماء. في فيلم آخ��ر من األف�لام التي قامت لينا
بتصو ير ها ه�����ن�����اك، ش���اه���دن���ا ط��ف��ل��ة في ع���ام���ه���ا ال���س���ادس، ك�����ان�����ت ت��س��ت��ل��ق��ي على طاولة ا لعمليّا ت بينما تتدلّى أم��ع��اؤه��ا خ���������ارج ج��س��ده��ا، تلك الطفلة أصيبت بقذيفة في ظهرهاّ ، فمزقت كبدها ث ّم خرجت من بطنها -عندما دخلت لينا إلى غرفة الطوارئ صرخ أحد الجرّ احين :لينا.. انظري إلى هذه الطفلة ،إ ّنها أحد اإلرهابيّين الذين يدّعي األسد أ ّنه يحاربهم!
رغبة واحدة فقط
تقول لينا :هناك شيء واحد يتم ّناه أهل سراقب أكثر من الدواء والطعام والخيام ،إ ّنهم يأملون بأن يساعدهم العالم في منع طيران النظام من قصفهم. رغم رعد الطائرات فوق سراقب ،يقول أهل
المدينة :إنّ القيم الجوهريّة للثورة -الحريّة والكرامة -ال تزال تنمو وتتف ّتح ،الناشطون المحلّيّون يبنون و ي��دي��رون م��دارس غير ربحيّة ،والكبار الذين عاشوا عقوداً طويلة من االضطهاد السياسيّ ،اآلن فقط صاروا يعبّرون بجرأة عمّا يفكرون به ح ّقاً ،الناس هنا بدؤوا يكتشفون أنفسهم وأصدقاءهم وبلدهم ،ويريدون أن يمتلك أطفالهم القدرة والجرأة على رسم مستقبلهم.
* ُنشِ ر هذا المقال في صحيفة «سيتي» السويد ّية بتاريخ 11 نيسان .2014ماركوس سفينسون .ترجمتها عن السويدية: ناديا دريعي ،عن العدد الرابع لمج ّلة «أوراق» التي تصدرها رابطة الك ّتاب.
العربي الجديد كواكبي – موقع سالم ّ ّ
حازم صاغّية – جريدة الحياة اللندنّية
تع ّددت السيناريوهات والوهم واحد
عبء ما قبل الثورات عليها
منذ اليوم ا أل وّ ل ل���ل���ث���ورة ال��س��وريّ��ة التي تحوّ لت ،بقدرة «شيطان» كامن في تفاصيل المنظومة السياسية القائمة ،إلى ن��زاع مسلّح تكاتفت على تأجيجه قوى ظالميّة ونصف ظالميّة ،وعروبيّة ونصف عروبيّة ،وليبراليّة ونصف ليبراليّة، وعدميّة ونصف عدميّة ،وذات هويّة محدّدة وبال أيّة هويّة ،لم تتو ّقف المراكز البحثيّة ومخابر األفكار ومختلف أنواع وسائل اإلعالم عن استنباط السيناريوهات المتعلّقة بمرحلة الخروج من عنق الزجاجة المليئة بالدماء .أضف إلى هذه المصادر «الج ّديّة» ،و»المُخوّ لة» نظر ّياً ،بإجراء مثل هذا النوع من «التمارين» البهلوانيّة، تف ّتحت شهيّة مواقع التواصل االجتماعي و»تف ّتقت» بطرح السيناريوهات التي « ُنميت» لها من مصادر موثوقة ،أو أ ّنها استلهمتها من عالقات «رفيعة»، أو أ ّنها ،وبك ّل بساطة وتواضع ،من بنات وأبناء وأحفاد أفكار كاتبها أو طارحها أو ناشرها. وه�����ذا ال��ت��م��ري��ن، وأع���ن���ي ب���ه كتابة ال��س��ي��ن��اري��وه��ات المحتملة ،ممارسة م��ع��روف��ة وليست ج��دي��دة ،وه��ي حتما ً ليست من اختراعات المقتلة ال��س��وريّ��ة تحديداً .وه��ي نوع من التمرين الذهنيّ ال���ذي يعتمد على معطيات «الحدث»، ومصادر معلومات ّ «موثقة» وق��درة تحليليّة ال تعتمد على الذكاء و»الملعنة» فحسب ،بل هي تستند، أساسا ً وأوّ الً ،إلى دراس��ة علميّة لعدّة مباحث متطوّ رةُ ،كتبت فيها المجلّدات، وعقدت حولها ال��ن��دوات ،وصرفت في سبيلها الثروات. ً ومن أفضل السيناريوهات إنجازا ،وليس تح ّققاً ،هي التي تعتمد على مجهودات مشتركة لمجموعة من الباحثين ومحلّلي السياسات ،فالمختصّ بالعالقات الدوليّة يمسح المواقف الدوليّة واإلقليميّة المحيطة بالموضوع ،محاوالً مثالً تحليل جمودها أو تغيّرها ،سلبا ً أم إيجاباً .والباحث في التاريخ يُحاول أن يستقرئ الحدث ويضع تو ّقعات مآالته من خالل مراجعة أحداث مشابهة، أو قريبة المُماثلة في التاريخ القريب للدولة أو القضيّة أو المسألة المدروسة .ويستطيع العامل في حقل العلوم السياسيّة ،من خالل التحليل الشامل ،أن يضع ك ّل ما سبق في إطار منطقيّ إلى ح ّد ما ،معتمداً على ما
newspaper@allsyrians.org
اكتسبه من معرفة نظريّة وممارسة عمليّة في مجاالت البحث ودراسة االحتماالت. أمّا الصحافيّ المتمرّ س فهو قادر ،أيضاً، على مقاطعة المعلومات ومصالبة األفكار وتحليل بعض المُبهم من التصريحات، ليصل إلى وضع تصوّ ره الكامل نظر ّيا ً للموضوعة المدروسة. وأه ّم ما يمكن إنجازه من سيناريوهات بطريقة مهنيّة وعلميّة ،يعتمد أساسا ً على فرضيّة واضحة ومطروحة في المقدّمة، كما في الخاتمة ،وهي تتمحوّ ر حول مسألة االحتمال والتشكيك والنسبيّة وافتراض الخطأ الكامل ،والقبول بانعكاس تا ّم ،ليس النادر حتماً ،لك ّل ما ورد من تو ّقعات وتصوّ رات وإسقاطات. وبما أنّ بعض الجماعات البشريّة أو المكوّ نات اإلنسانيّة ُتهمل دور العلم والتقصّي واالستطالع والتحليل والمراقبة الهادئة للظواهر واالح��ت��م��االت ،ليس لسب ٍ ب جينيٍ بحت ،بل بسبب تراكمات
«ثقافيّة» وممارسات سياسيّة واجتماعيّة ُتعلي دور «الفهلوي» على دور العالم، فمسألة السيناريوهات أضحت عمل من ال عمل له .وأصبح المقهى الطبيعيّ أو االفتراضيّ الساحة األساسيّة لتطويرها وتوزيعها وترويجها .وصارت الصحافة استسهاالً وتخلّيا ً عن دورها السياسيّ في التقصي وفي اإلعالم ،تدلي بدلوها في هذا الحقل ،مروّ جة هذا السيناريو أو ذاك أو واضعة سيناريوهات «أصليّة» معتمدة على قراءات فيسبوكيّة وتويتريّة مع قهوة الصباح أمام شاشة الحاسوب ،وكان هللا يُحبّ المحسنين. فقراءة عنوان في جريدة تركيّة عن تحرّ ك بعض ناقالت الجند أو المدرّ عات باتجاه الجنوب ،سيدفع فوراً إلى كتابة سيناريو ّ التدخل العسكريّ التركيّ «المرتقب»، وربّما تحديد ساعة الصفر .وقراءة تعليق فيسبوكيّ عن مجريات معارك الجبهة الجنوبيّة سيدفع إلى طرح سيناريوهات
تطوّ ر مسار المعارك باتجاه العاصمة دمشق .وهذا الدبلوماسيّ السابق سيطرح سيناريوهات تطوّ ر الموقف الروسيّ أو اإلي��ران��يّ أو الفيليبّينيّ من المسألة السوريّة .وذاك الضابط السابق سيضع سيناريوهات معارك ،ال علم له بها إلاّ من خالل االفتراض الفيسبوكيّ .والصحفي/ المواطن سيضع سيناريوهات قائمة على الدردشات مع قائد هذا الفصيل أو ذاك... إلخ. ك ّل من ورد ذكره فاع ٌل ومه ّم في وضع السيناريوهات ،بناء على أسس ومعايير علميّة ،واس��ت��ن��اداً إل��ى عمل جماعيّ ٍ ّ م��ن��ظ��م .أمّ����ا أن نعيش ف��ي زحمة ال��س��ي��ن��اري��وه��ات الوهميّة ،ال بل وأن نصرّ على تح ّققها، م��ح��دّدي��ن أح��ي��ان��ا ً ت���واري���خ بعينها، ون��ج��زم بمآالتها، فهي الطامة الكبرى. إنّ التسلّي بوضع سيناريوهات لمباراة ك���رة ق���دم وت��و ّق��ع مجرياتها ،ربّما كان «ت��م��ري��ن��اً» أج��دى بالتصدّي ل��ه لمن يُحبّ عمليّة وضع ال��س��ي��ن��اري��وه��ات. أمّ��ا االجتهاد في «تعشيم» الناس أو تخويفهم أو ترهيبهم بوضع سيناريوهات «مسلوقة» لمقتلة قائمة منذ سنوات ،فهو استهزاء بالحياة البشريّة .أن يقوم بهذا التمرين «خبير» أجنبيّ ،وقلّما حصل ذلك ،فهذا مقبول على الرغم من االنتقاد ّ المستحق .أمّا أن ننصرف نحن، الشديد سوريّات وسوريّين ،عن العلم إلى التبصير لجذب االنتباه وجلب االعتراف بالمقدرة الخارقة ،ولفت األنظار إلى وجودنا في المشهد العا ّم ،فثمن ذلك مرتفع :فقدان المصداقيّة وفقدان األرواح. بدأت براعم مراكز بحثيّة بالنشوء في محيط المشهد السوريّ الدامي ،وبدأ بعض الجادّين باالعتماد على معايير واضحة ومُختبرة في تحليل المعلومات ومقاطعتها، للتم ّكن من وضع تصوّ رات تحمل الكثير من التواضع المُشرّ ف ألصحابه .ال َشرطيّة في التو ّقع هي األس��اس ،وليس الحسم والجزم الجالبان للوهم.
ق���ب���ل س���ن���وات ليست كثيرة على ان��دالع الثورات ال��ع��رب��يّ��ة ،شهد العالم والمنطقة حدثين هائلين تر ّتبت عليهما نتائج ،سياسيّة وغير سياسيّة ،ضخمة .أوّ لهما جريمة 11أيلول ،2001 وثانيهما حرب العراق في 2003؛ الحدث األوّ ل نبع من منطقتنا ،والثاني صبّ فيها. وفي نظرة استعاديّة ،يجوز القول إنّ الحدثين خلقا من المناعة الثوريّة عند جمهور الثورات الالحق أق ّل ممّا خلقا من القابليّات المحافظة. فالحدثان استقبلتهما منطقتنا بأكثريّاتها الرافضة أنظم َتها كأ ّنهما لم يحدثا .فهما ،كما فُ ِهما ،لم يُقدّما أيّة إضافة إلى سائد الفكر السياسيّ العربيّ ،بل تأدّى عنهما توكي ٌد لذاك السائد الذي أسّسته األنظمة المكروهة .واألمر نفسه تكرّ ر في ،2006حين نجح «حزب هللا» في تخدير المشاعر العربيّة العريضة لمجرّ د أ ّنه يقاتل إسرائيل. فالتجارب المذكورة ،في نيويورك وبغداد وجنوب لبنان ،لم تثمر وعيا ً تثقيف ّيا ً في العالم العربيّ بقدر ما أنتجت وعيا ً تثبيت ّيا ً يكرّ ر الثوابت المقيمة في اللغة السياسيّة العربيّة ،كمثل أنّ 11أيلول ليس إرهاباً ،فيما اإلرهاب الحقيقيّ الذي ال يُح َبس بين مزدوجين هو ما تفعله أميركا ،أو كمثل أنّ احتالل العراق ال يخالطه أيّ تحرير ،ال بل تمليه نيّة شريرة واحدة تتفاوت بين نهب النفط والهيمنة على المنطقة ،أو كمثل أنّ مقاتلة إسرائيل تسبغ النبوءة ح ّتى على الشياطين .وحين تراجع أثر السحر الذي أحدثه «النصر اإللهيّ » ،مع زحف الحزب ذاته على بيروت بعد عامين ،راح معظم الذين تعافوا من سحر المقاومة اللبنانيّة يستعيضون عنه بمزيد االن���س���ح���ار ب��ال��م��ق��اوم��ة العراقيّة! أغ��ل��ب ال��ظ��نّ أنّ هذا التراكم الفكريّ الجاهز ال��ذي يتساوى ف��ي��ه ال��ح��اك��م وال��م��ح��ك��وم، األوّ ل بخبث وال����ث����ان����ي بسذاجة ،إ ّنما ع���م���ل ع��ل��ى إفقار الثورات م����س����ب����ق����اً، مُضعفا ً بُعديها ا لد يمو قر ا طيّ والكونيّ .فهو لم يكن ،بالنسبة إلى من ينتظرون تنويراً ما يسبق الثورات ،غير تنوير مضا ّد يطابق الحاكم ويجانسه بدل أن يبلور الخالف معه واالنشقاق عنه .وأغلب الظنّ أ ّنه لوال ذاك حاصل ،لغدا كتحصيل التراكم الجاهز ،والمأخوذ ٍ ٍ مُكوّ نُ الوعي في الثورات أصلب وأش ّد مناعة حيال «داعش» وإخوانه .ذاك أ ّنه حين جاءتنا باحتماالت وعيها الجديد ،كان ذاك الوعيّ القديم يُثقل على جديدها ويح ّد من ِجدّته. لقد ساد ،مع «الربيع العربيّ » ،الظنُّ الصائب نظر ّيا ً أنّ الثورات أنهت اإلرهاب وقطعت معه،
ولم يُنت َبه بما فيه الكفاية إلى ذاك المكمن الهشّ في الثورات الذي يتيح لإلرهاب أو للتعصّب أن يتسرّ با إليها ويتغلغال فيها. وفي شراكة الوعي هذه بين الحاكم والمحكوم كان النظام السوريّ وحده المستفيد. فهو قرأ األح��داث الحماسيّة الثالثة سينيك ّياً، وت��ص��رّ ف حيالها سينيك ّيا ً أي��ض��اً .وفيما كان يتعاون أمن ّيا ً مع االستخبارات األميركيّة ،مرّ ر «المجاهدين» إلى العراق كي يقتلوا أميركيّين وعراقيّين .ومثلما وجد مب ّكراً في مقاومة «حزب هللا» إلسرائيل دعامة الستمراره ،عثر على دعامة أخرى في مقاومة «القاعدة» لألميركيّين. وبالطبع ،وفي المرّ ات الثالث ،كان النظام السوريّ يستفيد من قناعات الجماهير المخدّرة بالمقاومات والتي ما لبثت أن ثارت على النظام إيّاه بقلوب ّ موزعة الهوى وصور عن الذات والعالم يسكنها اضطراب عميق. بطبيعة الحال يمكن توجيه الكثير من النقد القاسي لسياسات «جورج دبليو بوش» حيال اإلرهاب كما حيال العراق .لكنّ هذا النقد ال يُعفي اإلرهابيّين من إرهابهم ،وال يلغي أنّ احتالل العراق و ّفر
فرصة بدّدها العراقيّون وقضوا عليها .وقد كان واضحا ً منذ 2006أنّ الوطنيّة التي ُتستعرض في جنوب لبنان ليست شيئا ً آخر غير التمهيد للمذهبيّة التي اس ُتعرضت بعد عامين في بيروت. ولئن م��رّ ت تلك األح��داث م��رور الكرام على جماهير شاخت مبادئها ،فالتبست مقاصدها وتداخلت قواها ،فإنّ األنظمة وحدها ،وهي بال أيّ مبدأ ،غنمت خبر ًة منها ،كما غنمت حجّ ة كاذبة أخرى ال تني تستخدمها ض ّد من صدّقوا الحجّ ة هذه.
www.allsyrians.org
انتهاكات
العدد 34
5
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
ر ّداً على
احترام آراء جميع السورّيين تح ّية ط ّيبة؛ ّ األعزاء في هيئة التحرير:
نحن نؤمن بالشراكة الوطنيّة في عمليّة التحرير والبناء ولع ّل واح��دة من أه ّم ما يشمله هذا البناء والتحرير هو حرّ يّة األقالم في إب��داء ال��رأي وتوصيف وتحليل ونقد األح��داث على الصعد كا ّفة ،األم��ر الذي من شأنه االرتقاء بالفكر والبنية المجتمعيّة وتحسين أداء النخب سياسيّة كانت أو مجتمعيّة أو غير ذلك ممّا ال يحصر. وحرّ يّة األقالم ال تنحصر في الصحافة بل تشمل غيرها من إصدارات علميّة وفكريّة واقتصاديّة وأدب��يّ��ة ....إل��خ ،وك�� ّل ذلك يعتبر اللبنة األساسيّة في بناء مجتمع متقدّم
وحضارة إنسانيّة تغني العالم والتاريخ وهذا ما نسعى إليه من خالل إدارتنا في تجربتها األولى والمتواضعة ونحن على يقين أنّ القمع ومحاصرة األق�لام ،إلى ما هنالك من األساليب المقيتة ،هي من أبرز عوامل ّ تأخر المجتمعات ،ولم يكن هذا توجّ هنا حين منعنا توزيع عدد أو اثنين من صحيفتكم المو ّقرة ،إلاّ أنّ المنع كان عائداً لما فيها من معلومات مغلوطة تحمل في طيّاتها شيئا ً من شراسة الكلمة بدل فراستها ،ناهيك عن تجاهل ّ حق التوضيح وإبداء الرأي للطرف اآلخر (اإلدارة الذاتية) ،وهذا األسلوب في نشر المقاالت تكرّ ر بطريقة فيها الكثير من االستفزاز للرأي العام الكرديّ خاصّة،
ر ّد المحرر:
ولمكوّ نات مناطق اإلدارة الذاتيّة عامّة ،إذ أ ّننا وعلى مدار السنوات المنصرمة من عمر الثورة ونحن على أرضنا متشبّثين بك ّل ما أوتينا من قوّ ة وعزيمة جاهدين للذود عنها بما نملك ،ولمّا جوبهنا بأقالم ال منصفة في إيراد األحداث وتفاصيلها وعالوة على ذلك الطعن في الحقائق وتشويهها وا ّتهام من يدفع الدم في سبيل أرضه وعرضه ،ا ّتهامه ّ بحق الشعب بالتواطؤ وارتكاب الجرائم الذي يتفيّأ في ظ ّل تلك الدماء . ّ األعزاء: إخوتنا في الفترة األخ��ي��رة عبّر الكثيرون من أبناء المقاطعة عن استيائهم وإحباطهم من المقاالت الالمهنيّة والالموضوعيّة ،وكانت
هيئة التحرير تشكر األصدقاء في هيئة الثقافة على رسالتهم ،وها هي تنشرها كاملة كما وردت ضمن سياستها في احترام آراء جميع السوريّين ،مع التنويه أنّ المهنيّة في العمل الصحفيّ ال تحدّد فقط من وجهة نظر من تناولته المادّة الصحفيّة ،وإ ّنما بمعيار مهنة الصحافة ،وما يُنشر من مواد تستوفي مهنيّتها وتحمل رأي من كتبها ،وبالتالي فهو رأي يحتمل الخطأ والصواب ،وبالتالي الصحيفة مستعدّة لنشر الرأي
مآخذنا على الصحيفة تدور تحديداً حول هاتين النقطتين وبناء على هذا ،نرجو من هيئتكم المو ّقرة أن توضّح للك ّتاب بأنّ الحرّ يّة ال تعني أبداً الخروج عن المهنيّة وأخالقها وعدم التزام الموضوعيّة في تناول األحداث والتحليالت وغيرها متم ّنين أن نبقى على تواصل يخلق إطاراً من التعاون واإليجابيّة الخلاّ قة لبناء سورية الحرّ ة. وفي هذا الصدد نتم ّنى من هيئتكم ما ي ّ ُلخص بما يلي: م��راج��ع��ة ال��م��واد ق��ب��ل نشرها والتح ّقق ما أمكن من استيفائها لشروط العمل الصحفيّ . ّ ح��ق ال��ر ّد على بعض إعطاؤنا -
المقاالت التي تحاول تزوير الحقائق. فتح المجال لنا إليصال صوت وصورة اإلدارة الذاتيّة الحقيقيّة لشركائنا في الوطن عبر صفحاتكم لتكون صحيفتكم مرآة حقيقيّة لك ّل السوريّين. بانتظار ردّكم في أقرب فرصة ممكنة. في النهاية ال يسعنا إلاّ أن نتم ّنى لكم ك ّل النجاح والتوفيق. هيئة الثقافة في مقاطعة عفرين -سورية االستشارة والرقابة أسامه خليل أحمد
المخالف ضمن تقاليد العمل الصحفيّ المعروفة. وللعلم لم يصل إلى الصحيفة أيّ ر ّد من أيّة جهة ولم تنشره ،إلاّ ماّدة واحدة كانت منشورة في أكثر من موقع الكترونيّ ،وسياسة التحرير ال تنشر مواداً منشورة سابقاً.
سّتة أشهر على الحصار
الوطني من الشبّيحة إلى كتائب الدفاع ّ
رمضان دير الزور ،بطعم الجوع والموت
الالذقية مدينة مستباحة
دير الزور -انرتنت أط�� ّل شهر رمضان المبارك على أبناء من حي البغيلية المحاصر ويصل سعر دير ال��زور في األحياء المسيطر عليها الكيلو الواحد 1300ل.س. من قبل قوّ ات النظام وقد أرهقهم الحصار ارتفاع االسعار لم يقتصر على المواد المستمرّ منذ س ّتة أشهر وال��ذي يفرضه الغذائيّة والفواكه بل شمل المحروقات تنظيم «داعش» في ظ ّل نقص حا ّد بالمواد والتي بلغت أسعار خياليّة فسعر ليتر البنزين المكرّ ر بالمصافي الغذائيّة واالستهالكيّة التقليديّة (حرّ اقات) وصل وارتفاع األسعار بشكل املواد الغذائيّة ألكثر م��ن 2000ل.س جنونيّ مع انعدام شبه املناطق يف واحملروقات ول��ت��ر ال��م��ازوت 1500 تا ّم للمحروقات وغياب ل.س األم��ر ال��ذي أجبر األج���واء الرمضانيّة احملاصرة تباع بأسعار األهالي على استخدام النار المعتادة. إىل تصل مضاعفة ً في طهي الطعام. «أم أحمد» 45عاما، «ريم» طالبة جامعيّة من م����ن ح����ي ال���ج���ورة أكثر من %500من حيّ الجورة تقول «المواد ال��م��ح��اص��ر ،أشعلت ال��ن��ار بقطع الخشب سعرها احلقيق ّي يف الغذائيّة والمحروقات في المناطق المحاصرة تباع المقطوعة من الشجرة املناطق احمل ّررة بأسعار مضاعفة تصل إلى األخ��ي��رة أم��ام منزلها أكثر من %500من سعرها لطهي ال��ط��ع��ام ،قلت لها :إنّ الوقت م��ازال مبكراً ،فقالت لي الحقيقيّ في المناطق المحرّ رة ،نتيجة قلةّ بلهجتها الديرية «رمضان كريم اليوم أجانا الكمّيات وتحكم التجار باألسعار». حبّ قمح وبدّنا نطبخه مثل البرغل وهذا هذا ويعاني األهالي من نقص في مياه ّ محطات الحب غير مسلوق وبدوا طبخ كثير ولهيك الشرب وذلك يعود لتو ّقف معظم شعلت النار وهللا يا ابني البارح تسحرنا مي المياه في مناطق الحصار بسبب انقطاع وزعتر وقلنا نفطر اليوم برغل حسبي هللا التيّار الكهربائيّ منذ أكثر من أربعة أشهر وع��دم توفر الوقود لتشغيل المحرّ كات على من كان السبب». العاملة على الديزل. أوضاع كارث ّية داخل الحصار يعاني أكثر من 350ألف مدنيّ داخل غياب أجواء رمضان األحياء المحاصرة من ظ��روف صعبة كان قدوم شهر رمضان يعني الكثير ألبناء ج�� ّداً مع دخ��ول شهر رمضان ومضي دير الزور من طقوس كثيرة وتحضيرات أكثر من س ّتة أشهر على الحصار أوضاع له على الصعيد المادّي والروحيّ . يصفها األهالي بالكارثيّة بعد ظهور نتائج ففي السنوات السابقة كان األهالي يخرجون الحصار من انعدام شبه تا ّم للموا ّد الغذائيّة إلى األسواق لشراء المؤن والمواد الغذائيّة واالستهالكيّة وفقدان المحروقات وغالء تحضيراً لهذا الشهر المبارك ،كما يتبادل األهل والجيران الزيارات وطلب السماح األسعار للمواد الموجودة. أحمد صاحب مح ّل في حيّ القصور تحدّث من بعضهم في هذا الشهر ،ويقوم كبار ك ّل لـ «كلّنا س��وريّ��ون» بقوله «لقد أغلقت حيّ بجمع المتخاصمين وح ّل الخالفات محلّي بعد نفاذه من محتوياته وعدم تو ّفر الدائرة بينهم. ً المواد نتيجة الحصار وأن تو ّفر بعضها «جاسم» 33عاما ،من مدينة دير الزور، فهي بأسعار مرتفعة ال طاقة لي على يقول: كنت أخرج قبل أذان المغرب ألحضر شرائها». ّ فبلغ سعر كيلو السكر أكثر من 2000ل.س العرق ســوس والتمر الهندي من الباعـة وكيلو اللحمة 5000ليرة ل.س وكيلو ف��ي ش��ـ��ـ��ارع ال����وادي وم��ن ث�� ّم أحضر الخيار والبندورة 1200ل.س أمّا ربطة «المعروك» و «الكليجة» من محلاّ ت الخبز فبلغ سعرها أكثر من 300ل.س« ،أبو سمير». بالنسبة للفروج والفواكه فهي موا ّد مفقودة يضيف «ج��اس��م» ج��رت ال��ع��ادة بدير منذ بداية الحصار ،باستثناء المشمش القادم الزور اجتماع األسرة حول مائدة اإلفطار
newspaper@allsyrians.org
وخلوّ الشارع من المارة باستثناء األوالد الصغار الذين يتبادلون الطعام (السكبات) مع الجيران ،فك ّل بيت يرسل كميّة من طبخة اإلفطار إلى الجيران؛ لكنّ رمضان الحصار غير ذلك ،فبعد األذان يبقى الناس في الشوارع أو أمام منازلهم فالبعض ال يملك ما يأكله والبعض ال يوجد لديه سوى بقايا الخبز ومنهم لديه الماء فقط وال شيء غيره. فالحصار والحرب طمس ك ّل ما هو جميل في شهر رمضان ،ولم يعد سوى سببا ً إضاف ّيا ً في معاناة األهالي الذين افتقدوا أجواء رمضان بك ّل معانيها ،ولم َ يبق سوى الحصار والجوع
قذائف رمضان ّية على مناطق الحصار
«نعمة العبود» ام��رأة من حيّ الجورة، كانت تسير في شوارع الجورة والقصور تبحث عن ما تتناوله على اإلفطار بعد صيام يوم شاق ،لكنّ قذيفة هاون مصدرها تنظيم «داع��ش» المحاصر لها وآلالف المدنيّين كانت كافية لقتلها وترك عائلتها بدون وجبة إفطار. فالتنظيم يقوم بحصار وقصف األحياء الواقعة تحت سيطرة قوّ ات النظام منذ 6 أشهر ،قصف لم يفرّ ق بين المدنيّين وقوّ ات النظام ،ولم يتو ّقف ح ّتى في أقدس األشهر شهر رمضان المبارك. ً ك الحصار عن الناطق باسم حملة «معا لف ّ دير الزور» السيّد «جالل الحمد» صرّ ح لصحيفة «كلّنا سوريّون» بأنّ : «التنظيم قصف الحيّ مرّ ات عدّة ولكن القصف ازداد في الفترة األخيرة وخاصّة في شهر رمضان ،فالتنظيم يستهدف الحيّ بشكل شبه يوميّ وقد تسبّب القصف بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جميعهم من المدنيّين». ويتابع «الحمد»: «شهر رمضان هذا العام ال يمكن إلاّ وصفه بشهر الحصار والموت في مناطق النظام ّ المقطعة والتضييق والخوف وال��رؤوس في ريف المحافظة الواقع تحت سيطرة التنظيم».
حممّد ح ّسان -صوت وصورة -كلّنا سوريّون
ال يولي النظام أه ّميّة كبيرة لحماية المنطقة الساحليّة ،بعكس مايعتقده الكثيرون ،يبدو أ ّنها محميّة باتفاقات وترتيبات تحت الطاولة أكثر بكثير ممّا هي محميّة بالقوّ ة العسكريّة. عندما دخلت كتائب المعارضة إلى كسب وال��س��م��رة ،ل��م ت��واج��ه جيشا ً نظام ّياً ،واجهت فقط بعض مجموعات شبيحة الالذقية -انرتنت ممّن يعرفون بالدفاع الوطنيّ ،والدفاع الوطنيّ هي ميليشيات ش ّكلها وتزعمها التابعة للمخابرات الجويّة» ،وهي كتائب تنسّق أشخاص مرتبطون بالنظام أو بإيران ،ويتنافسون وتتبع إليران. فيما بينهم لتكديس األموال من عمليّات السرقة باختصار إذا ما يت ّم تشكيله من ميليشيات في والخطف والقتل واستباحة المجتمع . الساحل السوريّ ،إ ّنما يت ّم بإشراف إيرانيّ ويقوم ّة ي الالذق في بدأ تشكيل كتائب الدفاع الوطنيّ بتدريب هذه الميليشيات عناصر إيرانيّة ،وكانت بعد انفجار الثورة السوريّة بفترة قصيرة ،كان عمليّة التدريب تت ّم سابقا ً في إي��ران إلاّ أ ّنها نشاطها في البداية يتر ّكز على قمع المظاهرات أصبحت تت ّم في معسكرات أنشئت في الساحل، بوحشيّة ،ث ّم تحوّ لت فيما بعد إلى ميليشيات ترافق رغم أ ّنهم ينقلون عناصرها بالطائرات المروحيّة وحدات الجيش إلى مناطق القتال وتكون غالبا ً لك ّنهم يوهمون هذه العناصر أ ّنهم ذاهبون إلى في الصفوف الخلفيّة ،وينحصر عملها بعد أن إي��ران ،ويقومون بوضع «طميشات «على يسيطر الجيش على المنطقة بنهبها أوّ الً ث ّم إبقاء عيونهم بحجّ ة السريّة وتحلّق الطائرة بهم فترة مجموعات فيها لحمايتها ،بينما ينتقل عناصر كافية من الزمن ث ّم تهبط بهم في منطقة معزولة، الجيش النظاميّ للقتال في منطقة أخرى. وحدث أن تم ّكن أحد عناصر هذه الميليشيات من وألنّ نهب المناطق التي تسيطر قوّ ات النظام معرفة المنطقة التي وصلوا إليها وصرح بذلك عليها كان عالي المردود ،فقد بدأ التنافس بين فتمّت تصفيته بحجّ ة أنّ أحداً كان لديه مشكلة أشخاص معروفين على تشكيلها ومن ث ّم بدأ ماليّة معه. التنافس بينهم على اختيار المناطق التي سيت ّم ال يقتصر المتطوّ عون على طائفة واحدة كما نهبها وأيّها أكثر مردوداً. يروّ ج البعض ،فهذه الميليشيات تض ّم من مختلف أولى كتائب الدفاع الوطنيّ في الالذقيّة كان الطوائف وربما يشكل النازحون من حلب نسبة مقرها في المدينة الرياضية بالالذقية وكان كبيرة فيها ،والدافع الرئيس للتطوّ ع فيها هو يقودها هالل األسد الذي اغتيل بطريقة غامضة ،التعويض الماليّ الذي يصل في جمعيّة بستان إذ ت ّم قنصه في منطقة قريبة الباشا إل��ى ستين أل��ف ليرة من كسب وك��ان معه ضبّاط سورية وربما أكثر شهر ّيا ً مخابرات «رئيس فرع األمن ما يت ّم تشكيله من ( 200دوالر) وهو رقم قد لاّ العسكريّ ،واألم��ن ً يبدو صغيرا إ أ ّن��ه كبير السياسيّّة ميليشيات يف الساحل «وبعض الشخصيّات السياسي إذا ما قورن بالرواتب التي مّ ّ وك���ان م��ع��ه ع���دد كبير من السور ّي ،إنا يت ّم يتقاضاها موظفو الدولة والتي مرافقيه ،وت ّم قنصه لوحده من بغالبها تق ّل عن 100دوالر ي إيران بتنسيق ّ بين المجموعة ،وترجّ ح جهات شهر ّياً. مقرّ بة منه ف��ي ال�لاذق��يّ��ة أنّ هذه بتدريب ويقوم يضاف إلى التعويض الماليّ جهة إيرانيّة تعمل في الساحل ال��م��رت��ف��ع ،ب��ق��اء المتطوّ ع عناصر امليليشيات كانت وراء قنصه بسبب عدم بعيداً عن المعارك األساسيّة موافقته على إخضاع كتائب ة ي إيران ّ ومشاركته بأعمال النهب التي الدفاع الوطنيّ التابعة له للقيادة تزيد من دخله أيضا ً ،واألهم اإليرانية بشكل مباشر. هو انتقاله واهله معه من ضفة بنفس الطريقة ولنفس السبب ت ّم اغتيال «محمّد المستباحين الى ضفة المستبيحين. األسد» الذي يُعرف ب «شيخ الجبل» والذي حزب هللا ال��س��وريّ ،وكتائب رام��ي مخلوف قام بتشكيل كتيبته وأقام معسكراً لها في منطقة وأيمن جابر ومعراج وح ّتى كتيبة الحزب القوميّ القرداحة ،إذ ت ّم اغتياله بالقرب من باب معسكره السوريّ ،كلّها يت ّم بناؤها بإشراف إيرانيّ ، ّ عندما استوقفه أحدهم ،وأفرغ أربع رصاصات ويخطط لها أن تخضع الساحل السوريّ إلى في جسده ،وأيضا ً يرجّ ح المقرّ بون منه أنّ الجهة سيطرتها كما فعل حزب هللا في جنوب لبنان. اإليرانيّة نفسها هي التي ن ّفذت االغتيال بعدما يتخوّ ف س ّكان الساحل من هذه الميليشيات، رفض شيخ الجبل أن تكون كتيبته تابعة للقيادة وربّما يكون مفاجئا ً القول :إنّ أكثر المتخوّ فين اإليرانية المباشرة . هم العلويّون فهم يدركون جيّداً أنّ سيطرة إيران للقيادة الجبل شيخ أو األسد هالل ال يأتي رفض على منطقتهم سيضعهم في مواجهة قاسية مع االيرانية لكتائبهم من خالفات سياسية او تباين فكرة التشيّع التي يرفضها العلويّون وال يزالون في األه��داف األساسية ،فالسلطة إغراء بيت يقفون ضدّها بشدّة ألسباب دينيّة. األس��د ال��ذي اليقاوم ،فضال عن رغبتهم في مرّ ة أخرى يُستباح الساحل السوريّ من عصابات تأسيس عصابتهم واالستحواذ على مردود عملها تتش ّكل بعلم النظام وبضوء أخضر منه ،الشبيحة وادارة هذا المردود بطريقتهم الخاصة ولحسابهم التي استباحت الساحل وأهله لسنين طويلة في الخاص . فترة حافظ األسد وكتائب الدفاع الوطنيّ التي ّ تبقى الكتائب التي شكلها رامي مخلوف «كتيبة تستبيحه اآلن في ظ ّل الهيمنة اإليرانيّة على جمعيّة بستان الباشا» ،وكتيبة أيمن الجابر وكتيبة كامل القرار السياسيّ في سورية. علي كيّالي أو «علي معراج التركيّ « (مرتكب مجزرة البيضا وبانياس ) وكتيبة الدفاع الوطنيّ مراسل الالذقيّة – كلّنا سوريّون
www.allsyrians.org
6
العدد 34
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
تحقيقات
لقاء مع...
أكثر من ثالث طرق للتهريب ُ حصلت على رقم هاتفه الخليويّ ولقبه المُستعار «أب��و غسّان» من أحد األصدقاء ،ا ّتصلت به على أساس أن أستفسر عن «األسعار» للوصول تهريبا ً إلى أوروبّ��ا ،ث ّم طلبت أن أراه ،لم يتردّد بالقبول ،وعندما التقينا في أحد مقاهي «استانبول» ،صارحته بأ ّنني بصدد لقاء صحفيّ معه ،الستجالء بعض األمور، ومعرفة تفاصيل عن مسألة تهريب األشخاص. وأنّ ذلك يفيد السوريّين،ولن يضرّ ه أو يكشف شخصيّته. ّ فرك «أبو غسّان» يديه وقال :توكلنا على هللا. فسألته:
• التهريب؟
منذ متى وأن��ت تعمل ف��ي مجال
أجاب :لم يمض عليّ في هذا العمل إلاّ سنة و 7أشهر ،كنت أخدم في الجيش ،انش ّققت عنه في ،2011/12/2بقيت في الداخل أعمل مع األصدقاء ض ّد نظام األسد ،سنة ونصف من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى .لم أكن أستطيع أن أحمل السالح بسبب األمراض التي تأكل جسدي .ذهبت إلى ريف إدلب بعد أن أصبحت مدينة حماة بيد النظام وأصبح العمل فيها مستحيالً ،خاصّة وأ ّنني من األقلّيّات الدينيّة .عملت في ريف إدلب لفترة وجيزة ولكنّ حالة التشدّد التي وصل إليها أغلب الناس أصبحت عبئا ً على السوريّين فقرّ رت الرحيل والذهاب إلى أركان جيش الحرّ ،ولك ّنها لم تستطع أن تقدّم لي أو لرفاقي أيّ شيء ،فقرّ رنا أن نذهب إلى أحد المخيّمات .لم ينصحنا أصدقاؤنا بالبقاء ،بسبب سيطرة المتشدّدين على المخيّم ،لذلك كانت الشوارع والحدائق العامّة هي مقرّ اتنا ومكان استراحتنا. استقبلنا بعض األصدقاء فترة من الزمن،
ولكن إلى متى؟ لذلك قرّ رنا السفر إلى الخارج الذين يعملون في هذا المجال ،وبقي الناس عن طريق التهريب الذي انتشر بين السوريّين .يتواصلون معي ،لكن إلى اآلن لم أربح شيئاً، تواصلت مع «أبو أحمد» وهو مهرّ ب سوريّ ،ولم أتاجر بالناس ،وال أرسل أحداً إلى البحر؛ قال لي :إنّ السفر سيكلّفني 800دوالر ،ولم أل ّنني أعتقد أنّ التهريب عن طريق البحر هو أك��ن أملك منها إلاّ 20ليرة تركيّة ،باقي التجارة بعينها ،فالناس تريد الهجرة من الوضع األصدقاء أمّنوا المبلغ عن طريق أهلهم أو السوريّ ،والمهرّ بون يعملون على امتصاص عن طريق أصدقائهم في الخارج ،وبقيت دمهم عن طريق إرسالهم في الزورق «البالم» أنا ،فعرض عليّ «أبو أحمد» أن أساعده بأن الذي يعبّئونه بما ال يطيق ،فالزورق له قياسات أتواصل مع من أعرفهم للسفر عن طريقه ،كثيرة ،والمهرّ بون يعملون على المقاس 3 وإن أخرجت 15شخصاً ،أسافر إلى اليونان أمتار ،الذي ي ّتسع 15شخصا ً بالح ّد األقصى، لك ّنهم يعبّئونه 35شخصاً ،وأحيانا ً أخرى أكثر مجّ اناً. بكثير. قبلت وأصبحت أتواصل عندما تتواصل مع أحدهم مع من أعرفهم في الداخل بون ر امله يستخدم ّ يزيّن لك أفعاله ويقول لك: وال��خ��ارج ،إنْ علمت أ ّنهم أن��ا أق��وم بعمل نظيف وال ي��ري��دون ال��خ��روج .أم ّّنت املقاس 3أمتار ،الذي ً أح��مّ��ل ال���زورق أك��ث��ر من أكثر من 15شخصا ،ولكني تابعت في عملي مع «أبي يتّسع لـ 15شخصاً ال��ع��دد المطلوب .وعندما تصل إل��ى نقطة االنطالق أحمد» أل ّنني ف ّكرت :ماذا باحل ّد األقصى، تجد أنّ ال��زورق ال يتحرّ ك بعد أن أصل إلى اليونان، لكنّهم يعبّئونه من كثرة الموجودين ،وقد كيف سأستمرّ ؟ يغرق وتلغى الرحلة بعد • «أب��و غ� ّس��ان» ال 35شخصاً ،وأحياناً مسير طويل خارج المدينة. تقل لي إ ّنك تساعد فقط ،ألنّ الجميع يقولون ذل��ك! أنت أخرى أكثر بكثري وهم يوصلونك إلى النقطة وال يرجعونك إن رفضت تعمل بمجال تهريب البشر، الذهاب معهم .وهناك العديد يعني تتاجر بهم؟! لم أكذب على الناس ،ولم أتاجر بهم ،من كان من الحوادث التي حدثت في البحر من غرق، وضعه سيّئا ً كنت أضغط على «أبي أحمد» وهناك الكثير والكثير الذي لم يُذكر ،ولكن لكي يساعده ،وأقول له :ساعد البعض فيلجأ نحن نعلم بها لتواصلنا مع المهرّ بين. ما هي الطرق الم ّتبعة في التهريب إليك الكثير ،وفعالً ساعد «أبو أحمد» العديد • ممن أرسلتهم إليه ،ث ّم زاد عمله أكثر من قبل ،هذه األ ّيام؟ فرفع السعر أكثر. نفس الطرق ،منها بحريّة ومنها برّ ية ومنها تركت «أبو أحمد» وبقيت أتواصل مع الناس جويّة. بعد أن تعرّ فت على العديد من األشخاص البحريّة لها 3طرق ،األول��ى :ال��زورق أو
(البالم) ،ويت ّم من ع���دّة مناطق في تركيا ،قد تصل به قوارب التهريب -انرتنت بسالمة ،وقد تصل بعد غرق الزورق في منتصف الطريق ،وقد ال تصل وتعود إلى تركيا ،وهناك الكثير ممن خرجوا بالزورق وساعدتهم البحريّة اليونانيّة ومنهم من تركتهم يصارعون موقفهم ومنعتهم من اإلكمال إلى اليونان ،ومنهم من ساعدتهم البحريّة التركيّة، وأيضا ً منهم من تركتهم ،ومنهم من أعادتهم خارج حدودها إلى سورية عن طريق معبر باب السالمة .ولكن هذه الطريق اليوم صعبة خاصّة بعد التشديد ،بعد غرق زورق ّ مطاطيّ وموت 6أشخاص ،وهناك الكثير من األقاويل عن هذا الغرق ،منها أنّ األتراك هم من أطلقو النار على الزورق ،أو أنّ اليونانيّين هم من أطلقوا ،ومنهم من يقول إ ّنه غرق لوحده .كثيرة هي األقاويل ،لكن ال يعلم إلاّ هللا والمهرّ بون ماذا حصل. والطريق الثانية :القفز من القارب ،وهو قليل االستخدام ألنّ على الناس أن تقفز قبل اليابسة بمسافة طويلة ويكملون سباحة إلى الشاطئ. والطريق الثالثة :هو اليخت ،وفيه يت ّم التواصل بين مكتب سياحيّ وبين المهرّ ب وتخرج رحلة سياحيّة إلى المنطقة الم ّتفق عليها ،يغادر القارب 7أشخاص أو أق ّل ويصعد مكانهم من يريد أن يهاجر ،وهذه أضمن الطرق وأغالها، ولكن إن علمت الشرطة اليونانيّة أو التركيّة فسيعاقب صاحب اليخت بالحبس الطويل وبتجارة األشخاص. أمّا البريّة فهي طريقين :عبر بلغاريا ،وهي غير محبّبة للكثيرين من المهاجرين ،أو عبر
اليونان الذي يفصلها عن تركيا نهر فيه أماكن قليلة العمق. تبقى الطريق الجوّ يّة :فإمّا أن تخرج من تركيا ج��وّ اً من أحد مطاراتها ويقوم بذلك معظم المهرّ بين األت��راك ،فإن ت ّم ضبطك من قبل الشرطة التركيّة تخسر المبلغ الذي دفعته. أو الطيران جوّ اً من اليونان أيضا ً عن طريق مهرّ ب بواسطة هويّة أو جواز سفر مزوّ ر أو شبيه ،وهذا ما عمل عليه كثير من السوريّين، وح ّتى اليونانيّون تعلّموا العربيّة من أجل السوريّين ،فأحد األشخاص حاول السفر عبر اليونان من مطار أثينا ،تحدّث إليه شرطيّ البوّ ابة النهائيّة وق��ال له :أنت من حلب أم دمشق؟ فوجئ الشابّ وأجابه باللغة اإلنكليزيّة أ ّنه ال يفهم عليه ،ولكنّ الشرطيّ عاد وسأله: أتريد أن تنام في البيت أم في السجن؟ ضحك الشابّ وأجاب :ال ،في البيت .انتهت المحاولة هنا ،بعد ذلك أعاد الكرّ ة لكن برّ اً. كما خرج الكثير من السوريّين عن طريق الجبل األسود أو مقدونيا ث ّم صربيا ث ّم هنغاريا ث ّم النمسا وبعدها ألمانيا إن كانت وجهته ،أو عن طريق بلغاريا ث ّم صربيا ث ّم النمسا إن كانت األخيرة وجهته ،وهناك سوريّون يعملون اآلن في صربيا أو الدول التي يصلون إليها.
أصر «أبو غ ّسان» على أ ّنه • أخيراًّ ، مهرباً ،فهو يساعد الناس في الوصول ليس ّ إلى أهدافهم ،وال يستطيع أن يساعد نفسه.
زين كفا
من أجبرك على ال ُمرّ؟
الموت بأشكال مختلفة ،وال خيارات وسط األح��داث الدامية التي عاشها الشباب السوريّ بشكل خاصّ في ظ ّل ضياع الحلم المنشود على أيدي ميليشيات النظام السوريّ وميليشيات الكتائب المتأسلمة ،تصاعدت موجة الهجرة الجماعيّة غير القانونيّة للشباب إلى أوروبّا ،رغم أنّ الكثيرين قد غرقوا وضاعت أحالمهم ،أو قُبض عليهم وأُعيدوا إلى الدول التي خرجوا منها.
الهروب من التبصيم إلى التبصيم
بدأ حلم الشباب السوريّ أو العربيّ بشكل عا ّم يوجّ ه أنظاره نحو أوروبّا منذ بدايات القرن التاسع عشر هذا ما قاله «إبراهيم .ن» الذي وصل إلى شواطئ إيطاليا مبحراً من مرسين التركيّة إلى شواطئ اإلسكندريّة ألنّ السلطات التركيّة ألقت القبض على 170سور ّيا ً كانوا سيبحرون على متن السفينة ولم يستطيعوا، لذلك قرّ ر «أبو عادل» المهرّ ب أن يبحر إلى اإلسكندريّة كي يكمل العدد .يقول إبراهيم: وصلنا إل��ى اإلسكندريّة ،ولكنّ السلطات المصريّة ألقت القبض علينا بتهمة التهريب وبعد خروجي من السجن الذي دام شهرين وبعد أن سقطت تهمة التهريب وسجنت بتهمة دخول غير شرعيّ إلى األراضي المصريّة وبدأ العمل من جديد على تأمين المال وتحقيق حلم الهجرة إلى األوطان الموعودة ،بقيت نحو 8أشهر ح ّتى استطعت العودة إلى تركية ،ث ّم أعدت المحاولة حيث ا ّتجهت أنا وصديقي حسين إلى الحدود البلغاريّة من استنبول إلى قرية أهمتالر ( )Ahmetlerالتركيّة والتي بحثنا عبر ( )google earthعلى الحدود فوجدناها أفضل األماكن ،بسبب قربها من الغابة .بقينا ليلة واحدة في تلك المنطقة وتابعنا السير حسب ( )gpsوقطعنا الحدود البلغارية التركيّة سيراً وتابعنا في الغابة 3أيّام ،وما إن وصلنا إلى أوّ ل قرية ح ّتى استأجرنا سيّارة خاصّة وفي الطريق ت ّم إيقافنا من قبل الشرطة البلغاريّة ووضعنا في «كامب» بعد تحقيق دام خمس ساعات مع تفتيش لجوّ االتنا وإصرارهم على معرفة المهرّ ب الذي أدخلنا ،ث ّم بصمنا على األوراق وبعد أربعة أيّ��ام من البصمة أعطونا ورقة تسمح لنا بالتحرّ ك في بلغاريا ث ّم ا ّتجهنا مباشرة إلى الحدود البلغاريّة الصربيّة ووصلنا بعد يومين ،وكان الدخول سهل لم يكن هناك أيّ تعقيد بالدخول إلى صربيا غير أ ّننا تابعنا 4أيّام سيراً على األقدم إلى أن أقلّتنا سيّارة إلى أوّ ل مدينة تواجهنا وهي ()Niš ث ّم أقمنا فيها لبضع ساعات في أحد الفنادق الصغيرة في منطقة ( )Cerovaث ّم توجّ هنا في اليوم الثاني إلى العاصمة بلغراد ومنها إلى الحدود الهنغاريّة إلى مدينة «باجموك» وكانت أصعب المراحل هي هنغاريا حيث بقينا يومين على الحدود نحاول الدخول بسبب الحراسة المشدّدة من قبل الطرفين وبقينا متخ ّفيين في هنغاريا ونتن ّقل بحذر شديد ألنّ
newspaper@allsyrians.org
البصمة فيها معترف عليها ولن تقبلك أيّة دولة أخرى ث ّم وصلنا إلى الحدود مع النمسا ودخلنا بشكل عاديّ دون أيّ عناء وأيضا ً بقي لدينا بعض الخوف أن يت ّم «تبصيمنا» في النمسا ألنّ وجهتنا كانت ألمانيا .وصلنا إلى ألمانيا بعد 19يوما ً لم تكن التكاليف غالية ولكن كانت الرحلة شا ّقة ،وكان الخوف يسيطر علينا في غابات بلغاريا وصربيا ،إضافة إلى المشلّحين الذين أصبح ال عمل لهم إلاّ انتظار السوريّين وسرقة ك ّل ما يحملونه.
تنوعت الطرقات والبحر واحد ّ
تقول همسة :تواصلت مع «أبو إبراهيم» وهو مهرّ ب من مدينة أزمير يعمل مع أوالده في مكتب في وسط المدينة ،تواصلت معه ثالث مرّ ات وفي ك ّل مرّ ة آخذ منه التطمينات وأنّ أسعاره أفضل األسعار. لمّا وصلت إلى أزمير استقبلني خالد ،وهو عامل لدى «أبو إبراهيم» فقال لي :سنذهب كي تضعي أغراضك ألنّ السفر اليوم مساء إن كان الموج هادئاً. ً ذهبت معه سيراً نصف ساعة تقريبا من السير على األقدام ح ّتى وصلنا إلى منطقة صناعيّة ويوجد فيها خرابة أو بناء قديم ،تو ّقفت وقلت له :إلى أين نحن ذاهبون قال :سنضع األغراض هنا ح ّتى المساء ،ث ّم سنذهب إلى المكتب من أجل وضع المبلغ الم ّتفق عليه، رفضت وقلت له :أذهب إلى أيّ فندق ح ّتى موعد الرحلة ،ومباشرة ا ّتصل خالد ب»أبو إبراهيم» وأخبره بأ ّنني أريد أن أقيم في فندق، ث ّم ا ّتصل بي «أبو إبراهيم» وق��ال :الفندق على حسابك ،وأنا وافقت ث ّم ذهبنا إلى المكتب وكان عبارة عن غرفة أرضيّة طوليّة فيها أربعة مكاتب والمكتب مليء بالناس ،وقال: سننتظر قليالً ح ّتى نضع المبلغ في مكتب السعد (رغم أنّ صاحب مكتب السعد هرب مع الكثير من األموال حسب ما أخبرني الكثير من األصدقاء) انتظرت ساعة على كرسيّ خشبيّ صغير خارج المكتب ث ّم ذهبت إلى مكتب السعد ووضعت المبلغ ،وأخذت رقما ً «شيفرة» ،وقلت له :سأسحب المبلغ بعد يومين إن لم أخرج ،فوافق خالد ومكتب السعد ،ث ّم ذهبت إلى الفندق وانتظرت أن يأتي الموعد، في الساعة 8مساء ا ّتصل بي «أبو إبراهيم» عال والسفر تأجّ ل للغد ،لم وقال لي :إنّ الموج ٍ أعرف ماذا أقول ،وقلت له :سأنتظر ث ّم حاولت أن أتعرّ ف على المدينة وما إن خرجت من الفندق ،بعد نصف ساعة ،ا ّتصل بي ليقول: يجب أن تذهبي إلى مدينة «ب��ودروم» ،من هناك سنخرج اليوم ،حاولت أن أفهم ،قال لي: يجب أن تسرعي ،قلت له :الساعة 9مساء، هل هناك سير إلى «ب��ودروم»؟ قال :يجب أن تتأ ّكدي .قلت له :إ ّنني ال أعرف شيئا ً في هذه المدينة ويجب عليّ أن أذهب إلى الفندق وأجمع أغراضي ،فك ّل هذا سيأخذ وقتاً.
انقالب «البالم»
أغلق السمّاعة بوجهي ،ث ّم ا ّتصل بعد ربع ساعة يعتذر بحجّ ة الرصيد ،وقال :غداً صباحا ً يجب أن أتوجّ ه إلى «ب��ودروم» ،عدت إلى الفندق وأن��ا أنتظر الصباح كي أنهي هذه المعاناة مع هؤالء ،وصلت «ب��ودروم» في الساعة 12ظهراً وا ّتصلت بـ «أبي إبراهيم» دون جواب ،وبقيت في الكراج ما يقارب 4 ساعات وأنا أحاول اال ّتصال به ،إلى أن ا ّتصل بي في الرابعة مساء ،وقال لي :ك ّنا نعمل طوال الليل ،ومنذ قليل استيقظت ،سيجتمع الشباب في الكراج ،بعدها ستأتي سيّارة تأخذكم من الكراج إلى نقطة االنطالق ،ولم يخبرني في أيّة ساعة ،وال أيّ شيء آخر ،انتظرت ح ّتى الساعة السابعة مساء في كراج «بودروم» ث ّم ا ّتصل بي أحد األشخاص وقال لي :يجب أن تكوني جاهزة ،أل ّننا سننطلق ،وفعالً اجتمعنا 7 أشخاص وانتظرنا قدوم السيّارة التي وصلت الساعة ،8.20ث�� ّم خرجنا با ّتجاه مناطق سياحيّة ،حاولت أن أعرف ،ولكن كان هناك فنادق ومناطق جميلة ،واستمرّ ت السيّارة ما يقارب الساعة والربع إلى أن تو ّقفت فالمدينة أصبحت بعيدة ،وقال خالد :من هنا سنبدأ السير على األقدام ،نزلنا مع أغراضنا فكان هناك جبل وسهل ث ّم البحر .قال خالد :يجب إطفاء جميع الجوّ االت لئلاّ يلتقط األمن اإلشارة. كان هناك 18شخصا ً من بينهم امرأتان و3 أطفال رغم أنّ اال ّتفاق كان فقط 15راكباً ،ألنّ طول ال��زورق (البالم) 3أمتار ،اعترضت على العدد وقلت لن أخرج ألنّ عددنا أصبح 26شخصا ً مع سائق الزورق ،لم يكن هناك أيّ مكان ي ّتسع للجميع ،رفضت وق��ررّ ت ّ المتأخر من العودة لوحدي في هذا الوقت الليل ،صعد الجميع إلى ال��زورق ،وما إن تحرّ كوا ح ّتى انقلب رأسا ً على عقب وحاولوا مجدّداً ولكن دون فائدة ،عدنا جميعنا إلى المدينة و»أبو إبراهيم» أغلق جوّ اله ،وصلنا إلى الطريق الرئيسيّ أنا وإحدى النساء اللواتي ينتظرن قدومنا وأشرنا إلى أحد السيّارات كنّ َ ّ المتوجّ هة إلى «ب��ودروم» وأقلتنا ،وصلنا وتوجّ هنا إلى أحد الفنادق ،وحاولنا التواصل مع «أبو إبراهيم» ومع أحد األشخاص الذين كانوا مع المجموعة ،ولكن لم نستطع ،وفي الصباح ا ّتصلنا ب»أبو إبراهيم» ولكن لم ير ّد علينا أحد ،انتقلنا مباشرة إلى مدينة أزمير وذهبنا إلى المكتب فوجدنا خالد وأخبرنا أ ّنهم يحاولون تجهيز زورق آخر وأ ّنه ت ّم القبض على البعض من الشباب من قِبل الدرك التركيّ والباقي هرب ،ولكن سيخرجون بعد يومين أو ثالثة ،رفضت أن أكمل معهم ،وذهبت ألسحب المبلغ من مكتب السعد وسحبت المبلغ ولك ّنهم أخذوا رسوما ً 2دوالراً على ك ّل 100دوالر.
مرة أخرى! الش ّبيحة ّ
عدت إلى استنبول وبدأت عمليّة اال ّتصال مجدّداً
بالمهرّ بين ث ّم اقتنعت بالسفر إلى ليبيا ومن ث ّم إلى إيطاليا ،وكانت التكلفة بسيطة تواصلت مع «عدنان ،ج» وت ّم حجز تذكرة طيران وإقامة في فندق ،جاء يوم السفر وصلنا إلى الجزائر على أ ّننا سيّاح ،وفي اليوم التالي توجّ هنا إلى الحدود الجزائريّة الليبيّة إلى مدينة «عين أمناس» ث ّم وصلنا إلى «جامع الحضري» وقالو لنا :إ ّننا سنكمل سيراً على األقدام ،لم نعلم أنّ المنطقة كلّها صحراء والمكان خطر ج ّداً فك ّل عمليّات التشليح وخطف السوريّين تكون في هذه المنطقة إلاّ بعد أن قطعنا الحدود والتي استمرّ ت 22ساعة سيراً على األقدام في صحراء قاحلة وفي رعب وخوف ،الخوف من أن يخرج لك أحد ويخطفك أو يقتلك ،بقينا في حالة من السكون إلى أن وصلنا إلى طريق عا ّم وكان هناك سيّارة تنتظرنا بالقرب من مدينة «غدامس» الليبيّة ،كانت السيّارة قديمة وال ت ّتسع لنا جميعاً ،كان عددنا 9أشخاص وأنا األنثى الوحيدة بينهم ،وصلنا إلى «غدامس» ث ّم استرحنا في بيت «أبو عجاج» وهو قريب من مسجد «الظهرة» ح ّتى الصباح ،ث ّم تابعنا إلى مدينة «زوارة» النفطيّة كان الطريق مليئا ً بالجثث والسيّارات المحروقة وكان طريقنا محا ٍذ بشكل مباشر للحدود الجزائريّة، وكان تحرّ كنا بطيئا ً عبر الالسلكي يتواصل «أبو عجاج» مع آخرين وكانت اللهجة غير مفهومة ،استمرّ تحرّ كنا من «غدامس» إلى «زوارة» 14ساعة ،وكان الوعد أنّ السفينة تنتظرنا عند «عتمان أبو حسين» ،وزوجته سورية منذ 1985وهو يساعد السوريّين حسب قول أبو عجاج «أخواله» وصلنا إلى عند «عتمان أبو حسين» واستقبلنا وكان مكاني جاهز ،وهو غرفة في بيت «أبو حسين» أمّا البقيّة ّ توزعوا على المنطقة ،فكان يوجد آالف من السوريّين وقصص غريبة تسمع بها وكان الليبيّون يعاملون السوريّين كأ ّنهم عبيد ،ابتداء من الضرب وح ّتى اغتصاب النساء واختفاء البعض منهم ،قصصّ يشيب لها الشعر ،كانت الروايات تعيد إلى ذاكرتي ما كان يقوم به الشبّيحة قبل وبعد الثورة ،حاول «عتمان» حمايتي أل ّنني أسكن في بيته ولم يتعرّ ض لي أحد.
أغلب الموجودين ،ال يوجد في مثل هذه الرفاهيّة ،ولكنّ زوجة «أبو حسين» اعطتني «كوتشوك» صغير قالت لي :أن أخفيه وعندما أصعد إلى الباخرة أنفخه ،صعدنا إلى الباخرة ّ مكتظة ،قارب ي ّتسع وكأ ّننا غنم في حظيرة 100راكب في الحالة الطبيعيّة ،صعد عليه نحو 450شخصاً ،كان القارب يتر ّنح وقابالً للسقوط قبل تحرّ كه وكان الليبيّون يطلقون النار على ك ّل من يريد النزول من القارب، قتل أربعة أشخاص منهم شابّ أفريقيّ وقع من القارب دون قصد فأطلقوا عليه النار ،وكان في القارب غرفة في أسفله وكانت لألفارقة وبعض السوريّين الذين لم يدفعوا المبلغ كامالً وه��و 2000دوالر ويمنعهم من الخروج ومعظمهم ال يصل بسبب االختناق ،وهناك أمر إن خرج أحدهم يُقتل ،والطبقة العليا للقارب يوجد فيها الباقي وأغلبهم سوريّون وبعض الليبيّين وهم ال يتجاوزون 7أشخاص وهم قريبون من قمرة القيادة. كان الطريق إلى البارجة خطيرة لدرجة ال يمكن وصفها من الخوف والرعب والذ ّل الذي يمارسه الليبيّون ،مثل رمي أحد السوريّين عن القارب أل ّنه حاول نفخ دوالب فضحكوا عليه فر ّد عليهم بكلمات قاسية ،فرموه قائلين له: «اسبح به إذاً». بعد مضي 3ساعات من اإلبحار في الماء ،لم يتكلّم أحد من السوريّين الموجودين إلاّ زوجته التي صرخوا بها إ ّنها ستلحق به إن لم تسكت، ولذلك لم أتجرّ أ على نفخ «الكوتشوك» الذي معي ،وصلنا إلى البارجة بعد 28ساعة من السفر لم نصدّق أنّ هناك ضوء في عمق البحر، بدأ الليبيّون يضربون القارب ليدخل إليه بعض الماء كي تستقبلهم البارجة ورموا أسلحتهم في الماء ونزل بعضهم إلى البحر وأشعلوا في القارب نوعا ً من المفرقعات ،وفعالً جاء قارب سريع عاين الوضع وأرسلوا إلينا القوارب بسرعة وأنقذونا من هذا ال��ذلّ ،صعدنا إلى البارجة وبدؤوا بتسجيل أسمائنا وبلّغت عمّا حدث وأشرت إلى أربعة أشخاص من الليبيّين بأ ّنهم هم المهرّ بون ،وال نعرف ماذا ح ّل بهم؟ فقد خرج من غرفة القارب السفلى 19شخصا ً فقط من أصل مائة تقريباً ،أمّا الباقي فقد ماتوا.
بقيت إقامتي في تلك المدينة شهر و 9أيّام ح ّتى جاءت الرحلة الموعودة وقصصّ الغرق تتكاثر في ك ّل يوم ح ّتى جاءنا خبر ،بأنّ هناك بارجة عسكريّة تابعة لألمم الم ّتحدة قريبة من جزيرة مالطة وهي تساعد المهاجرين فكان كبقعة ضوء موجودة نحاول أن نواسي أنفسنا بها ،خرجنا في ساعات الصباح األولى بقارب خشبيّ في وسطه عمود كبير وعليه قطعة قماش نصفها مخيّط بخيط أحمر وقسمها الثاني مخزوق كأ ّنه خارج من عاصفة هوجاء، حاولت البحث عن سترة نجاة ،ضحك عليّ
وصلنا إلى شواطئ إيطاليا وبدأ التحقيق معنا، كيف خرجنا من ليبيا ومن هم المهرّ بون ،وما أسماؤهم؟ ث ّم وضعنا في «كامب» مسبق الصنع وانتظرنا أسبوعا ً ح ّتى استلمنا أوراقنا بعد أن رفضنا اللجوء في إيطاليا واستلمنا ورقة طرد خالل 48ساعة من تاريخ التوقيع، خرجت إلى وجهتي إلى مدينة ليون الفرنسيّة ث ّم إلى وجهتي النهائيّة وهي هولاّ ندا.
ثمانون بالمائة يموتون في األسفل
التحقيق والطرد رحمة!
سريين حجازي www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 34
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
7
المياه ..أزمة قديمة متج ّددة
في «سراقب» وريفها ي��زداد الطلب على المياه في ق��دوم فصل الجفاف فصل الصيف ،وتزداد معاناة األهالي في «سراقب» وريفها بالحصول على المياه، حيث تعيش المنطقة أزمة حقيقيّة منذ بداية الثورة ،فالمنطقة بمجملها كانت تعاني من قلّة المياه وخاصّة في فصل الصيف وازدادت هذه األزمة بعد الثورة بشكل ملحوظ ،حيث بدأ الس ّكان بالبحث عن حلول لهذه المشكلة.
خ ّطة إسعاف ّية
تحدّث المهندس يحيى باكير -رئيس مكتب الخدمات وقسم البلديات في سراقب والذي يقوم حال ّيا ً بتسيير أعمال رئاسة المجلس المحلّي في سراقب – إلى «كلّنا سوريّون» قائالً :المياه حال ّيا ً في تحسّن نسبيّ عمّا سبق من أسابيع قليلة ماضية ،وذل��ك بسبب أزم��ة عامّة لم تكن تخفى على أحد ،من تو ّقف ض ّخ مادّة خط تغذية كهربائيّ ّ الديزل وعدم وجود ّ يغذي ّ ّ المحطة ،واضطرّ المجلس لشراء مولدتي كهرباء تعمالن على المازوت الرديء الذي ّ للخطة اإلسعافيّة، بدوره أيضا ً تو ّقف ،وانتقلنا ّ وهي تزويد المدينة بمياه المحطة عن طريق الصهاريج وتوزيعها على الس ّكان ح ّتى فترة ّ متأخرة وساهم الجميع بهذا وبض ّخ ماء مجّ اني من قبل المجلس ،ولكن وبعد أن تسرّ بت مادّة الديزل فاألوضاع في تحسّن نسبيّ أيضاً ،أمّا عن التوزيع الحاليّ فهو يلبّي بعض االحتياجات بشكل دوريّ يتخلّله أحيانا ً مخالفات فرديّة يجري تداركها في وقتها ،كأن يعبث أحد بإغالق «السكر» في مكان ما والتسبّب في سوء التوزيع وذلك ألسباب الحاجة الماسّة للماء طبعاً. ّ والخطة القادمة هي تالفي الخلل الذي كان سائداً وذلك بتخزين الفائض من مادّة الديزل ألوق��ات ال��ط��وارئ ،وهو يجري اآلن ،وت ّم في هذا اليوم بالذات العمل على تأمين كميّة
ّ تخزن في أحد كازيّات المدينة من المازوت لظرف مماثل ربّما يحصل. ويضيف المهندس باكير :األس��ع��ار حال ّيا ً متهاودة بشكل متواصل وسيجري دعم هذا ّ بخط التفريغ الكهربائيّ الذي هو قاب الض ّخ ّ قوسين أو أدنى من إمداد المحطة به ،وبهذا نتو ّقع استقراراً مائ ّيا ً إلى ح ّد ما في المدينة.
صورة تذكار ّية مع الصهريج
حدّثنا «محمّد أبو عدره» وهو أحد المواطنين في المدينة قائالً :عند انقطاع مادّة المازوت في الشهر الفائت أصبح الحصول على المياه شبه مستحيل وباألخصّ على المواطن الفقير «صرنا نتحسّر على نقطة المي» نتساءل عن السبب فيكون الجواب هو ع��دم تو ّفر مادّة المازوت ،ففي ك ّل حيّ من أحياء المدينة ّ ّ مضخة يلزم لتشغيلها مضختين وك ّل األربعة ما ال يق ّل عن ثالثة ماليين وذلك لتشغيلها من 6إلى 12ساعة لتصبح المياه متو ّفرة في ك ّل منزل ،لذلك أصبحت الصهاريج تعبّئ الماء وبسعر يصل سعر ال 1000لتر ماء 1000 ل.س ،والمصيبة تكون عندما ال يستطيع المواطن العادي تأمين سعر الصهريج فمن المعلوم أنّ ما نعيشه من ظروف جعل من كان ميسور الحال فقيراً ،وبالمقابل وصل من كان فقيراً إلى حالة مدقعة من الفقر ،ويروي لنا محمّد قصّة جرت مع أطفاله ،يقول( :رجعت من الشغل وعند باب بيتنا وقف صهريج ماء، نظرت لي ابنتي الكبيرة وقالت« :بابا انت اتأخرت بالشغل ونحنا كتير عطشنا وبيت جيرانا عم يعبوا مي وشفنا الخرطوم عم يكب مي ع األرض قلنا لصاحب الصهريج ياعمو اذا عبينا هاي المي اللي عم تنكب ع األرض معليش فسمحلنا» ،يقول :فما كان م ّني إلاّ ك أن التقطت هذه الصورة للطفالت) ،وبعد ف ّ الحصار عن البترول عادت األسعار كما كانت
عليه سابقاً ،وحال ّيا ً تأتي المياه ك ّل 5أيّام إلى المنازل وبكثافة من 6ساعات إلى 10ساعات متواصلة.
مصادر المياه وخ ّط التفريغ
يقول أحد س ّكان المدينة ويفضّل عدم ذكر اسمه ،بأ ّنه :قام األستاذ سروت باريش رئيس المجلس المحلّي المستقيل بالتفاوض مع قائد أحرار الشام في تفتناز من عائلة الطحّ ان وذلك لتمديد ّ خط التفريغ الكهربائي لمدينة سراقب بكميّة قليلة للمؤسّسات فقط مثل وحدة المياه، المشافي ،المطاحن واألفران وإفادة المواطن من ّ خط التفريغ بالمياه فقط. أمّا س ّكان الريف الشرقيّ للمدينة فمصادر المياه مختلفة ،منها اآلبار االرتوازيّة التي كثر التنقيب عنها ،فال تكاد قطعة أرض مهما كانت مساحتها إلاّ وحفر فيها بئر ارتوازي ممّا ّأثر بشكل واضح على المخزون الجوفي للمياه في المنطقة بشكل عام. يقول أستاذ التاريخ تركي مصطفى من قرية طالفح :مصادر المياه مختلفة في الريف الشرقيّ ،األوّ ل :عبر وحدات المياه في ك ّل ّ معطل ،بالمقابل تصل المياه إلى قرية وأغلبها ّ بعض القرى التي ت ّم اصالح آالتها المعطلة. والثاني :عبر آبار خاصّة يت ّم نتح المياه عبر مولّدات كهربائيّة خاصّة أو عبر اشتراكات، بأثمان باهظة حيث والثالث :عبر صهاريج ٍ يصل سعر الصهريج إلى خمسة آالف ل.س، أمّا بالنسبة للقرى التي تشرب من شركة المياه هناك قرية تل مرديخ «إيبال» وباقي القرى عبر آبار خاصّة أو صهاريج ،وعن الحلول المقترحة ق��ال مصطفى :يجب أن يتحمّل المجلس المحلّي مسؤوليّاته ويت ّم إعداد ّ خطة ّ ومنظمة إليصال المياه للمواطنين عمليّة ّ بأسعار رم��زيّ��ة ،وعلى الحكومة المؤقتة ّ والمنظمات الداعمة دعم قطاع الخدمات وذلك
عدسة حممد أبو عدرة -سراقب -كلّنا سوريّون من خالل إصالح مؤسّسات المياه ومستلزماتها والعمل على ترشيد المياه من خالل توعية المواطنين عبر وسائل اإلعالم المختلفة.
نسبي استقرار ّ
هذا وضع القرى الشرقيّة ،أمّا مدينة سراقب ففي الوقت الحاليّ تعيش المدينة نوعا ً من االستقرار النسبيّ ،بعد انخفاض سعر مادّة
المازوت وعودة المياه إضافة إلى فتح الطريق التي كانت تأتي منه صهاريج الديزل ،وإصدار قرار الجباية الصادر عن «وحدة المياه» في المدينة واستجابة األهالي له ،بالمقابل تقوم «وحدة المياه» بض ّخ المياه لساعات طويلة على األحياء كا ّفة.
فلك اخلالد
أثمن الموجودات
أبو سعد
بين ّ المنظمات الدولّية والسورّية
سوري اغتاله النظام واغتال حلمه ّ
بعد التخرّ ج والحصول على الك ّم الهائل من الشهادات المميّزة ،أن تقرّ ر الحصول على عمل ،هي خطوة جيّدة وتفكير ّ لتعزز خبراتك وتضيف لبلدك صائب تميّزاً بلمساتك الخاصّة .ه��ذا طموح الشباب السوريّ ،لكن أوّ ل مكان يضيف ّ المنظمات والدول فيه التميّز واإلبداع هو الغربيّة ،فما الذي يدفع بالشابّ البعاد إبداعه وتميّزه عن بلده؟ وما الذي تقدّمه ال��دول األخ��رى لتقتاده نحوها؟ ّ ّ المنظمات الدوليّة بدأت في رؤية الموظفين كموجودات ثمينة أكثر منهم تروسا ً في ماكينة؛ هذا ما لوحظ في أيّة ّ منظمة دوليّة عملت مع السوريّين ،فأصبح الشابّ منهم ّ المنظمات مبتعداً يجد قيمته الحقيقيّة في تلك المنظمات والجمعيّات السوريّة ،ولو أنا قدرت آخد هيك قرار أل ّنو ظروفي ّ عن أحسن من غيري ،فغيري محتاج كتير ناظريه. أمام سورية تخدم كانت ّ المنظمات السوريّة تحترم توجّ هنا إلى عدد من الشباب السوريّ في للشغل ،فياريت مدينة «غازي عنتاب» التركيّة ،والتي الشعب أل ّنه موهاد كان أملنا من الثورة). أمّا بالنسبة لعالء فأجاب( :بك ّل فخر طبعا ً تض ّم ماال يق ّل عن ثالث وأربعين ّ منظمة دوليّة وسوريّة تعمل في الشأن السوريّ ،دوليّة) ،فكان سؤالنا التالي له عن سبب ّ بالمنظمات الدوليّة فتابع قائالً( :قال: فخره بالسؤال: ّ المنظمات المنظمات السوريّة القيلي وال تطعميني ،فكيف إذا ّ هل تفضّل العمل مع الدوليّة مح ّققة هالشرطين!؟ ح احكيلكن أم الدوليّة؟ ولماذا؟ أجاب أحد الشباب قائالً( :ليش لدوّ ر ع موقف وأنتو من حالكن قرّ روا ليش منفتخر ّ منظمة دوليّة ،ومنخبّي المنظمات السوريّة بالعمل ضمن ّ شغل عن طريق راسنا وق��ت منحكي عن حالنا ضمن ّ��ا م إ إلّ���ي شغلتها ي��ا ّ منظمة س��وريّ��ة :بأحد ت��دمّ��ر ل��ك ك�� ّل تعبك ال��م��رّ ات كنت مضغوط تشتغل إلّ��ي كنت عم أن تكون ذا ج�� ّداً وعندي تقرير كان عليه طول عمرك يا الزم سلّمه فبعتت االيميل قيمة حيّة يف إمّ��ا تعطيك مكان مو ع الساعة وح��دة بالليل مكانك ورات��ب قليل؟ ّ منظمة دوليّة بس انصدمت وقتها بالر ّد ّ المنظمات ف��ي حين م��ن م��دي��رت��ي األجنبيّة أفضل من أن الدوليّة بتحترم عملك ولّ��ي ك��ان :ش��ك��راً كتير ّ وبتحطك بمكان يناسب تكون بال قيمة أستاذ عالء ع العمل لكن مؤهّالتك وبتعطيك ع راحتك وصحّ تك بتهمّنا يف من ّظمة قد تعبك .مالي مجبور م��ال��ك م��ض��ط��رّ تشتغل شهاداتي إلّي حصّلتها سوريّة بوقت خارجي هاد الوقت ّ منظمة تدفنها أي لتريح نفسك والشغل كان سوريّة ،أكيد بفضّل منظمة سوريّة؛ علما ً من الممكن يتأجّ ل لتاني يوم مو بهاألمر منظمة دوليّة ع ألف ّ ّ المستعجل .بينما لو عم تشتغل مع ّ منظمة ّ أ ّني بشتغل بمنظمة سوريّة لألسف). في حين أجابت ريم( :اشتغلت مع أكتر سورية ح تعفر عليك عفر متل مابقولوا منظمة سوريّة ال في تنسيق وال عمل وتطلع باألخير من عندا مشتغل بمجال من ّ منظم وال بتاخد ح ّقك كما يجب .صراحة غير مجالك ومتحمّل ضغط أعصاب ح ّد ّ بمنظمة دوليّة لحس الدمار وتعامل من أصغر مدير ألكبر مدير ّ صار طموحي اشتغل بقيمة دراستي وتعبي وحال ّيا ً أخدت قراري سيّ ء وهكذا؛ صدقا ً كنت بتم ّنى اشتغل مع ّ منظمة سوريّة وبتم ّنى أ ّني شوف هالنجاح ما بدّي اشتغل ال هون وال هون ،بس إذا ّ ّ ّ وهالتقدير للموظفين ضمن منظماتنا ألننا
newspaper@allsyrians.org
انرتنت كلّنا طموحنا تنجح سورية بك ّل االتجاهات بدءاً من األشخاص إلى العمل المؤسّساتي إلعمار بلدنا مستقبالً ،لكن إذا بقينا ع هالحالة فما ح نوصل للشي إلي ك ّنا عم نطمح إله ،وسورية بدها تضيع من أيدنا أكتر وأكتر ،هي ناهيك عن هجرة الشباب ونجاحهن خارج سورية ،وبتسأل ليش ّ المنظمات الدوليّة!؟ هللا بفتخر بشغلي مع ّ ّ المنظمات الجنبيّة إلي عم تشتغل يك ّتر من كرمال سورية) .وأنهى كالمه معنا بتهنئة للطالبة السوريّة نور ياسين قصّاب والتي حازت على العالمة التامّة في امتحان «البكالوريا» في المدرسة الثانويّة ببلدة «شفيدت» بعد وصولها بثالث سنوات إلى ألمانيا دون أن تتحدّث كلمة واحدة من لغة البلد. ث ّم قال لنا :برأيكم لو أنّ هذه الطالبة كانت في إح��دى ال��م��دارس السوريّة هنا هل كانت ستصل إلى ما وصلت إليه اليوم؟! وأض��اف( :أنا ما بدّي منكن ردّ ،بتو ّقع الواقع واأليّام عم يظهروا الحقيقة يوم بعد يوم). الشباب السوريّ كان يأمل بالكثير لبلده، والغالبيّة على يقين من أنّ هناك نوايا خفيّة ّ المنظمات التي تعمل في ومصالح لمعظم الشأن السوريّ ،لكن أن تكون ذا قيمة حيّة في ّ منظمة دوليّة أفضل من أن تكون بال قيمة في ّ منظمة سوريّة؛ هذا ما ا ّتفقت عليه األكثريّة. وأل ّننا ال نعمل إلاّ على نقل الرسائل ّ لموظفيك كموجودات فرسالتنا هي« :انظر ثمينة وليس كتروس في ماكينة ».فسورية أمانتنا.
ناهد كحيل
الالذقية -انرتنت كث ٌر هم األشخاص الذين التقيت بهم خالل وجودي بريف الالذقيّة المحرّ ر من سيطرة النظام، لك ّنني لم ألتق بشخص يشبهه ،إ ّنه «أبو سعد» ابن ّ موظفا ً بشركة الساحل. الالذقيّة ،والذي كان في حيّ علي جمال الذي يش ّكل التركمان النسبة الكبيرة من ساكنيه ،كان يعيش «أبو سعد» ،لك ّنه هجره مثل الكثيرين بعدما أجبرتهم ممارسات النظام وأعوانه على ذلك ،فخسر بيته وعاد إلى بستانه الصغير الذي كان يملكه في قرية «بيت فارس» القرية الصغيرة الوادعة في جبل التركمان بريف الالذقيّة الشماليّ . لم يطل األمر ليضطرّ «أبو سعد» لهجرة بستانه ّ لخط تماس واشتباكات وقريته ،إذ تحوّ لت القرية دائمة بين ق��وّ ات النظام وكتائب الجيش الحرّ ، فخسر بيته وبستانه مرّ ة أخرى ،وانتقل إلى قرية «بيت عرب» واستأجر منزالً فيها. في قرية «بيت ع��رب» تعايش «أب��و سعد» مع الوضع الجديد رغم صعوبات الحياة ورغم قصف النظام المستمرّ ،كان ينتقل ك ّل صباح بواسطة «درّ اجته الناريّة» فالطرقات كلّها جبليّة والمسافات بعيدة وهو مضطرّ للعمل ليؤمّن قوت يومه ،كان يستلم ورشات لترميم وصيانة المنازل في المنطقة الحدوديّة التي امتألت بالنازحين كونها أق ّل استهدافا ً لقصف قوّ ات النظام. لدى «أبو سعد» شابّ وفتاة ،سعد ابنه المتزوّ ج والمقيم في ريف الالذقيّة وابنته المتزوّ جة أيضا ً والمقيمة مع زوجها في قرية ربيعة ،أسرة صغيرة تبعثرت في مناطق النزوح. رافقته آخر م��رّ ة في رحلة صيد خريفيّة فهو
يصطاد الطيور البريّة بواسطة بارودة «الدك»، كان مشوارنا طويالً ،لم نهت ّم كثيراً بالصيد ،ك ّنا نتحدّث طوال الطريق ،قال لي« :إن شاء هللا ما طويلة لك ابني ،كل شي الو نهاية ،الظالم ما بينساه ربك ،بس نحنا لألسف ما منحب بعض». «سألته ليش ما بتطلع ع تركيا وبتستقرّ فيها؟، ر ّد ضاحكاً :شو بقي من العمر؟ خليني موت هون واندفن ببلدي». كان يوما ً لن أنساه ما حييت قضيته مع العم «أبو سعد» التقطت له آخر الصور ،شربنا من نبعة ربيعة وعدنا. كان الوقت ليالً ،والناس في جبل التركمان تعود ليالً إلى بيوتها ألنّ البراميل المتفجّ رة يت ّم رميها نهاراً ،قامت طائرة للنظام برمي برميل يزيد وزنه عن نصف طنّ على قرية ربيعة ،تطايرت البيوت وسقط كثيرون ليلتها ورحل «أبو سعد». ولم أره مرّ ة أخرى وبقيت الصور تذ ّكرني برجل سوريّ مكافح عشق بالده وغادرها دون أن يراها حرّ ة كما أراد. رحل «أبو سعد» الذي بقي شامخا ً كشموخ شجر السنديان في جبل الالذقيّة الذي يدمّره نظام األسد يوم ّياً. هجّ ر «أبو سعد» من بيته وأرضه لك ّنه لم يقبل سوى الموت على األرض التي عشقها. رحل «أبو سعد» لك ّنه سيبقى حاضراً في ذاكرة ك ّل من عرفه من أبناء ريف الالذقيّة «فالحرّ يّة قادمة رغم أنف الظالمين» هكذا قال لي العم «أبو سعد».
عادل أبو احلسام
www.allsyrians.org
8
العدد 34
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
الطلبة السورّيون
من أجل الطفولة
المنح الجامعّية التي تق ّدمها الحكومة التركّية
برنامج المنح وأهدافه:
يعتبــر برنامــج المنــح التركيــّة ( )Türkiye Burslariأشــهر برامــج الحكومــة التركيّــة لتوفيــر المنــح للطــلاّ ب األجانــب الذيــن يريــدون إكمــال تعليمهــم الجامعــيّ فــي تركيـة ،ويهــدف إلــى تطويــر العالقــات الثنائيــّة بيــن تركيــة والــدول األخــرى ،وللمســاهمة فــي إثــراء المعرفــة حــول العالــم. أُطلــق البرنامــج مــن قبــل الحكومــة التركيّــة لدعــم الطــلاّ ب الناجحيــن والمتفوّ قيــن فــي مراحــل ال��دراس��ـ��ـ��ة الجامعيــّة األولــى والماجســتير والدكتــوراه ،وح ّتــى مســتوى البحــث ،وتوفيــر فــرص مميــّزة لهــم.
التسجيل على المنح:
يمكــن التســجيل فــي برنامــج المنــح علــى «اإلنترنــت» مــن أيّ مــكان فــي العالــم بتعبئــة طلــب مــن خـالل نظــام إلكترونــيّ يعمــل بثمانــي لغــات ،تشــمل :التركيّــة والعربيّــة واإلنجليزيــّة والفرنســيّة والفارســيّة والروســيّة واأللبانيّــة والبوســنيّة ،كمــا يمكــن تعبئــة الطلــب ح ّتــى مــن األماكــن التــي ليــس فيهــا مكتــب ّ ممثــل للحكومــة التركيّــة.
فئات المنح الترك ّية:
يحــوي برنامــج المنــح التركيّــة /4/فئــات تلبــّي حاجــة الطــلاّ ب مــن جميــع أنحــاء العالــم ومختلــف المســتويات الدراســيّة ،وتتضمّــن ك�� ّل فئــة برنامــج منــح خــاصّ يوفـّـر «عديــد الفــرص» تناســب مؤهــّالت المتقدّميــن. يتم ّتع الطالب المقبول للمنح التركيّة بالمزايا التالية: أوّ الً -راتــب المنحــة الشــهريّ (األرقــام حســب عــام ،2014 علمــا ً أنّ المبلــغ المدفــوع
يكفــي لســ ّد احتياجــات الطــلاّ ب الملتزميــن بالســكن الجامعــيّ وال يكفــي مــن يســكن خارجــه: البكالوريوس 550ليرة تركيّة أيّ ما يعادل 250دوالر. الماجستير 800ليرة تركيّة أيّ ما يعادل 375دوالر. الدكتوراه 1,100ليرة تركيّة أيّ ما يعادل 500دوالر منحة البحث 2000ليرة تركيّة أيّ ما يعادل 900 دوالر. متط ّلبات التقدّم بطلب الحصول على ثانيا ً -اإلقامــة :يمكــن للطــلاّ ب المنحة: المتل ّقيــن للمنحــة أوّ الً -أن يكــون البقــاء فــي ســكن مواطنــا ً لدولــة الطــلاّ ب الحكوميّــة حيــوي برنامــج غيــر تركيــّة (ولــم مجّ انــا ً مــع يحمــل الجنســيّة توفيــر املنــح الرتكيّــة /4/ وج��ب��ـ��ـ��ات األك���ل ال��ت��رك��ي��ـّ��ـ��ة فــي وكا ّفــة خدمــات فئــات تلبــّي حاجــة الســابق). الســكن ،ويمكــن الطــلاّ ب مــن مجيــع ثانيا ً -ألاّ يكــون للطــلاّ ب الذيــن قــد التحــق فــي ال ي��ف��ضّ��ل��ـ��ـ��ون أحنــاء العالــم تركيـّـة جامعــة البقــاء فــي ســكن وخمتلــف املســتويات بنفــس المســتوى ال���ط���ـ���ـ�ّل�اّ ب أن ال��ـ��ـ��ذي ي��ن��ـ��ـ��وي يســتخدموا خيــاراً الدراســيّة التقــدّم إليــه. آخــر علــى نفقتهــم ثالثا ً -أن يكــون الخاصّــة. قــد ت��خ��ـ��ـ��رّ ج أو ال��دراس��ـ��ـ��ة مصاريــف ث��ال��ث��ا ً - ك أن يتخــرّ ج بحلــول علــى وشــ ّ لاّ وال��رس��ـ��ـ��وم :ال يدفــع الطـ ب نهايــة الســنة الدراســيّة (بحلــول المتل ّقــون للمنحــة رســوما ً جامعيّة. 30حزيــران) مــن المرحلــة ً رابعا -التأميــن الصحــيّ :يتمتــّع الدراســيّة الســابقة للمرحلــة التــي لاّ طــ ب المنــح بتأميــن صحــيّ ينــوي التقــدّم إليهــا. حكومــيّ .يمكنهــم مــن خاللــه رابعا ً -أن يكون تحت سنّ 21عاما ً تلقـّـي العــالج مــن المشــافي للتقدّم لمرحلة البكالوريوس. الحكوميّــة مجّ انــا ً ومــن بعــض خامسا ً -أن يكون تحت سنّ 30عاما ً المشــافي الخاصّــة بدفــع رســوم للتقدّم لمرحلة الماجستير. زهيــدة. سادسا ً -أن يكون تحت سنّ 35عاما ً خامسا ً ة ـ التركيـ اللغــة دراســة ّ للتقدّم لمرحلة الدكتوراه. لاّ لعــام كامــل :يــدرّ س طــ ب المنــح سابعا ً -أن يكون تحت سنّ 45عاما ً اللغــة التركيــّة لعــام كامــل إذا لــم للتقدّم لمنحة البحث. يكونــوا قــد وصلــوا إلــى المســتوى المطلــوب فــي معرفــة اللغــة ثامنا ً -ألاّ تحول حالته الصحيّة دون ّ التركيــّة ،وهــذا ينطبــق حتــى إتمام تعليمه. علــى الطــلاّ ب الذيــن يتلقـّـون تعليمهــم بلغــات أخــرى غيــر التركيــّة ،وخــالل فتــرة دراســة اللغــة يواصــل الطلبــة تلقــّي ميــّزات المنحــة كاملــة. سادسا ً -تذكــرة طيــران ذهــاب وعــودة :يقــدّم برنامــج المنــح التركيّــة للطــلاّ ب المقبوليــن تذكــرة طيــران لقدومهــم إلــى تركيـّة أوّ ل مرّ ة ،وتذكــرة لخروجهم بعــد تخرّ جهــم مــن الدراســة.
المجتمع
إلــى جانــب ذلــك تتطلّــب ك ّل منحــة أو اختصــاص مســتوى معيــّن أو حــ ّداً أدنــى مــن الدرجــات األكاديميــّة (يعنــي هنــاك حــ ّداً أدنــى لمعــدّل شــهادته التــي يتقــدّم للمنحــة بموجبهــا).
الوثائق المطلوبة للتقدّم بطلب الحصول على المنحة:
- 1نموذج الطلب (من خالل الموقع اإللكترونيّ ) - 2نســخة مــن الشــهادة أو الوثيقــة التــي تثبــت المســتوى الدراســيّ مصدّقــة ومترجمــة ومصدقــة مــن «النوتيــر»( ،قــد ال يطلــب التصديــق مــن «النوتيــر» لمــا بعــد القبــول) - 3كشف عالمات مصدّق ومترجم. - 4صــورة لوثيقــة إثبــات شــخصيّة ســارية المفعــول (جــواز ســفر، هويــّة ،شــهادة ميــالد ...إلــخ). - 5صورة جواز سفر. كيفيّة التقدّم بطلب الحصول على المنحة: لاّ يمكــن للطــ ب التقــدّم بطلــب الحصــول علــى المنحــة بواســطة الموقــع اإللكترونــيّ : http://www.turkiyeburslari.gov.tr أو http://www.trscholarships.org
آ -يختــار المتقــدّم نمــوذج الطلــب اإللكترونــيّ فــي الموقــع وينشــئ حســابا ً باســتعمال بريــده اإللكترونــيّ وكلمــة ســرّ . ب -يقــرأ المتقــدّم إرشــادات الطلــب والتســجيل فــي الموقــع، ثــ ّم يمــأل الطلــب ويرفــع الوثائــق المطلوبــة إلــى الموقــع. عندمــا يكتمــل الطلــب بنجــاح، ســيت ّم إرســال رســالة لتأكيــد ذلــك إلــى عنــوان البريــد اإللكترونــيّ المســجّ ل.
احملامي أمحد صوّان
اّتفاقية حقوق الطفل ح ّرية الفكر واالجتماع واحلصول على املعلومات المادّة 14 .1تحترم الدول األطراف ّ حق الطفل في حرّ يّة الفكر والوجدان والدين. .2تحترم الدول األطراف حقوق وواجبات الوالدين وكذلك ،تبعا ً للحالة ،األوصياء القانونيّين عليه، في توجيه الطفل في ممارسة ح ّقه بطريقة تنسجم مع قدرات الطفل المتطوّ رة. .3ال يجوز أن يخضع اإلجهار بالدين أو المعتقدات إلاّ للقيود التي ينصّ عليها القانون والالزمة لحماية السالمة العامّة أو النظام أو الصحّ ة أو اآلداب العامّة أو الحقوق والحرّ يّات األساسيّة لآلخرين. المادّة 15 .1تعترف الدول األطراف بحقوق الطفل في حرّ يّة تكوين الجمعيّات وفي حرّ يّة االجتماع السلميّ . .2ال يجوز تقييد ممارسة هذه الحقوق بأيّة قيود غير القيود المفروضة طبقا ً للقانون والتي تقتضيها الضرورة في مجتمع ديمقراطيّ لصيانة األمن الوطنيّ أو السالمة العامّة أو النظام العا ّم، أو لحماية الصحّ ة العامّة أو اآلداب العامّة أو لحماية حقوق الغير وحرّ يّاتهم. المادّة 16 .1ال يجوز أن يجرى أيّ تعرّ ض تعسّفي أو غير قانونيّ للطفل في حياته الخاصّة أو أسرته أو منزله أو مراسالته، وال أيّ مساس غير قانونيّ
بشرفه أو سمعته. .2للطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس. المادة 17 تعترف الدول األطراف بالوظيفة الهامّة التي تؤدّيها وسائط اإلعالم وتضمن إمكانيّة حصول الطفل على المعلومات والموا ّد من ش ّتى المصادر الوطنيّة والدوليّة، وبخاصّة تلك التي تستهدف تعزيز رفاهيته االجتماعيّة والروحيّة والمعنويّة وصحّ ته الجسديّة والعقليّة ،وتحقيقا ً لهذه الغاية ،تقوم الدول األطراف بما يلي: (أ) تشجيع وسائط اإلعالم على نشر المعلومات والموا ّد ذات المنفعة االجتماعيّة والثقافيّة، للطفل ووفقا ً لروح المادّة 29 (ب) تشجيع التعاون الدوليّ في إنتاج وتبادل ونشر هذه المعلومات والمواد من ش ّتى المصادر الثقافيّة والوطنيّة والدوليّة. (ج) تشجيع إنتاج آتب األطفال ونشرها. (د) تشجيع وسائط اإلعالم على إيالء عناية خاصّة لالحتياجات اللغويّة للطفل الذي ينتمي إلى مجموعة من مجموعات األقلّيّات أو إلى الس ّكان األصليّين. (ه) تشجيع وضع مبادئ توجيهيّة مالئمة لوقاية الطفل من المعلومات والمواد التي تضرّ بصالحه ،مع وضع أحكام المادّتين 13و18في االعتبار.
الالجئون في لبنان
ابنة الخمس سنوات تشرق كالصباح
أطفال سورّيون يتس ّولون
هاجر
أطفال سوريّون يف لبنان -انرتنت
هاجر لم يكن يفارقها الفرح بالرغم من أ ّنها فقدت والدها ،كانت لمجر ّد سماعها العزف على العود تبدأ بالغناء حينا ً وبالرقص حينا ً آخر ،هكذا كانت الطفلة هاجر ابنة الخمس سنوات تشرق كالصباح بإطاللتها علينا كلّما ذهبنا إلى الروضة لتقديم بعض النشاطات الموسيقيّة والترفيهيّة تتحلّق ورفاقها حول عازف العود وتبدأ بالغناء بصوتها بأحرف بالكاد تنطقها «قال األرنب ألمو اسمحيلي روح العب « ...وتتابع األغنية إلى نهايتها منسجمة مع رفاقها ،وفي كثير من األحيان أغان لسورية ،ففي تنفرد هاجر بنفسها لتغ ّني ٍ ك ّل أسبوع كنت أرى هاجر تكبر متجاوزة عمرها تشارك في ك ّل النشاطات في الغناء والرسم وح ّتى في المسرح ،كان الجميع معجبا ً بها ،أطفال الروضة ومعلّماتها وح ّتى الفريق ال��ذي يأتي ك ّل أسبوع لتقديم هذه النشاطات ،بدأت هاجر بالتمثيل بمسرحيّة كانت ستقدّم بمناسبة مرور عام على افتتاح الروضة ،وأخذت دوراً مهما ً في المسرحيّة دوراً غنائ ّيا ً راقصاً ،تدرّ بت هاجر على دورها وأذهلت الجميع بأدائها الرائع ،إن كان في التمثيل أو في تأدية الحركات التي
newspaper@allsyrians.org
يتطلّبها الدور الذي أسند إليها ،وما أن أنهت التدريب على كامل المسرحيّة ح ّتى بدأت بالتراجع ،حينها اضطرّ رت للسؤال ما الذي جرى ح ّتى حصل هذا التراجع وما السبب في تبدّل الفرح الذي كانت تنشره هاجر إلى حزن جعلها تذوي كزهرة قطع عنها الماء. نزحت من سورية بعد أن اختطف الموت والدها برصاصة ق ّناص فقرّ رت والدتها وجدّتها النزوح إلى تركية وه��ذه الهجرة األولى لهاجر ،وبعد عام من قدوم األسرة إلى تركية قرّ رت الجدّة أن تزوّ ج أ ّم هاجر بحجّ ة أ ّنها لم تتجاوز ال 25من العمر وبعدها في ريعان شبابها ،وأ ّنها لم ترزق سوى بطفلتها هذه. عندما غادرت األ ّم طفلتها وذهبت مع زوجها لتبقى هاجر وحيدة مع جدّتها كان حزن الطفلة ال يمكن وصفه ،قلّت حركتها ولم تعد تشارك األطفال ال اللعب وال الغناء وح ّتى صحّ تها ب��دأت تتدهور ،وفي ذات أسبوع انقطعت هاجر عن الروضة أل ّنهم انتقلوا إلى مكان آخر ،وتركت مكانها فارغا ً ال يمكن أن يمأله أحد سواها. هاجر طفلة سورية هجّ رها الموت عن
والدها وعن بلدها األ ّم ،ومن ث ّم هجرتها أمّها لتهجر هي بدورها أصدقاءها ،وهكذا قدر معظم األطفال السوريّين هجرة وهجراناً. ال ذنب اقترفوه ،لكنّ دائرة الوغى كانت األقسى عليهم وكانت األكثر إيالماً ،فمن التشرّ د ك��ان لهم النصيب األك��ب��ر ومن الحرمان أيضاً ،الحرمان من وطن آمن أوّ الً والحرمان من األسرة أحياناً ،فهاجر وكثير من رفاقها هاجروا أوطانهم ،وهجرتهم أسرهم إن كان نتيجة قدر أو ظرف فالنتيجة واح��دة هجر وحرمان ،إلى أين ستهاجر ّ ستحط رحالها؟؟ سؤال ال يمكن هاجر ،وأين التكهّن بجوابه ،ألنّ في هجرة الكثير من السوريّين في البحث عن مكان آمن محفوفة بالمخاطر ،فرحلة السوريّين في كثير من األحيان مجهولة النتائج فقد تكون رحلتهم األخيرة ،فالسفن التي تقلّهم لن تكون سفينة نوح ،فهم يرونها كذلك لك ّنها في الحقيقة ليست كما يرون فح ّتى النجاة والوصول إلى شاطئ األمان ال يعني إنقاذهم ممّا أصاب بلدهم من بالء.
منار سراقيب
أطفال سوريّون يف لبنان -انرتنت قالت «اليونيسيف» في دراس��ة أجرتها ّ منظمة العمل الدوليّة ووزارة بالتعاون مع العمل اللبنانيّة :إنّ أكثر من 1500طفل يعيشون أو يعملون في شوارع لبنان75 ، بالمائة منهم سوريّون ،ويتعيّش معظمهم من التسوّ ل أو البيع على أرصفة الطرقات. ّ منظمة األم��م الم ّتحدة للطفولة وأش��ارت «اليونيسيف» ،إل��ى أنّ ه��ؤالء األطفال يحصلون في المتوسّط ما ال يق ّل عن 12 دوالراً يوم ّياً ،وأكثر من نصفهم تتراوح أعمارهم بين 10أعوام و 14عاماً. واوضحت الدراسة أنّ التد ّفق األخير لالجئين السوريّين إلى لبنان فاقم هذه المشكلة ،ولك ّنه ليس السبب الرئيسيّ في عيش األطفال بالشوارع أو عملهم فيها ،كما أنّ اإلقصاء
ّ المنظمة االجتماعيّ والفقر والجريمة واستغالل األطفال بشكل ع��ا ّم من أسباب المشكلة. ً ّ وكانت الحكومة اللبنانيّة اتخذت قرارا بعدم استقبال المزيد من الالجئين السوريّين إلاّ في «حاالت استثنائيّة». وبيّنت الدراسة أ ّن��ه بحسب وزارة العمل اللبنانيّة ،فإنّ 43بالمائة من األطفال الذين يعملون يتسوّ لون ،بينما يش ّكل الباعة منهم في الشوارع 37بالمائة ،الفتة إلى أنّ غالبيّة األطفال يعملون على مدار األسبوع. يشار إلى أنّ األطفال يش ّكلون نصف عدد الالجئين السوريّين في لبنان ،ويتجاوز عددهم في سنّ المدرسة 400ألف طفل.
www.allsyrians.org
اقتصاد و قانون
العدد 34
/ 9تموز 2015/
9
السنة الثانية
دراسة تحليلّية
السوري االقتصادي قراءة في تقرير المنتدى ّ ّ موسم القمح للعام 2015 يع ّد القطاع ال��زراع��يّ من أكثر القطاعات االقتصاديّة تضرّ راً نتيجة األزمة في سورية، فلقد تراجعت نسبة مساهمته في الناتج المحلّي اإلجماليّ من %17,9عام 2010إلى %5 عام ،2013ويع ّد القمح المادّة األساسيّة في غذاء اإلنسان التي يحتاجها يوم ّياً ،وإذا نظرنا إلى الزيادة السنويّة للس ّكان تبيّن لنا مدى تزايد الحاجة الكبيرة إلى هذه المادّة سنة بعد أخرى، وهذا يتطلّب السعيّ باستمرار للحفاظ على التوازن ما بين اإلنتاج العا ّم للقمح والطلب عليه من خالل البحث عن أساليب علميّة جديدة لتطوير زراع��ة محصول القمح واستغالل المتو ّفر من اإلمكانيّات والوسائل بالشكل األمثل ،من األرض والمياه والبذار والمخصّبات للوصول إلى أعلى إنتاج ك ّما ً ونوعاً. يحت ّل محصول القمح المرتبة األولى من حيث األهميّة في سورية حيث يش ّكل %20 تقريبا ً من مجمل األراضي القابلة للزراعة، ويختلف إنتاج محصول القمح في سورية من سنة إلى أخرى تبعا ً للظروف المناخيّة وعمليّات الخدمة واألساليب المستخدمة في الزراعة ،فلقد انخفض إنتاج القمح من4,913 مليون طن عام 2010إلى 1,800مليون طن عام 2013بنسبة ،%63ومن المتو ّقع أن يرتفع إلى 3مليون طن لهذا العام. لقد تبيّن لنا من دراستنا النعكاسات األزمة السوريّة على زراعة المحاصيل االستراتيجيّة التي أجريناها عن إنتاج القمح للعام الماضي أنّ متوسّط إنتاجيّة الدونم من القمح 204كغ/ دونماً ،بمتوسّط تكلفة /46,65دون��م��ا ً للعام ،2014وأ ّكد المنتدى االقتصاديّ السوريّ أنّ أسباب هذا االنخفاض الحا ّد قد يعود إلى ما يلي: عدد كبير من المزارعين منعوا من تقديمالخدمات الزراعيّة ألراضيهم ،مثل :الحراثة وال���ريّ والحصاد ونقل المحصول بسبب القصف وبسبب حواجز النظام المنتشرة في أراضيهم.
حرق ودهس كميّات كبيرة من المحاصيلالزراعيّة بدبابات وآليّات الحرب الغاشمة. ع��زوف ع��دد كبير من المزارعين عنالزراعة بسبب ارتفاع تكاليف وسائل اإلنتاج ثالثة أو أربعة أضعاف عمّا كانت عليه قبل ال��ث��ورة مثل :ارت��ف��اع تكاليف المحروقات ووسائل النقل وتكاليف الريّ وجنيّ المحاصيل وغيرها ،باإلضافة إلى ندرة السماد والبذار والمبيدات والمع ّقمات ،وأ ّكد المنتدى أنّ انحدار
إنتاج القمح سيؤدّي إلى انعكاسات كارثيّة على مستقبل الحياة االقتصاديّة واالجتماعيّة في سورية ،ما ينذر بمجاعة فظيعة للشعب السوريّ .
تقدير االحتياجات:
عدد س ّكان سورية حوالي 25مليون نسمة، أ ّكدت األمم الم ّتحدة أنّ عدد الالجئين في دول الجوار يقدّر ب 4,5مليون نسمة وعدد الس ّكان في المناطق المحرّ رة حوالي 10,5مليون نسمة ،منهم 3,5مليون في منطقة سيطرة «داع���ش» ،و 7مليون نسمة في المناطق المحرّ رة. تقدير المطلوب لتغطية استهالك 7مليون نسمة لمدّة عام: متوسّط االستهالك اليوميّ لك ّل نسمة -275 300غ/طحين. بحساب بسيط 280غ × 365ي��وم = 102,200ك��غ االستهالك السنويّ للشخص
الواحد. 102.2كغ/للشخص × 7مليون نسمة = تقريبا ً 700ألف طن 700ألف طن × 250دوالر/طن = 175 مليون دوالر سنو ّياً. ما يدفعه المواطنون في المناطق المحرّ رة: 2,5رغيف/للشخص × 2,5سنت = 6,25 سنت يوم ّياً. 6,25يوم ّيا ً × 365يوم = 2281,25سنت أي 23دوالراً سنو ّياً. 23دوالراً/سنو ّيا ً × 7مليون نسمة = تقريبا ً 160مليون دوالر. تكاليف الخبز: نسبة التكاليف إل��ى سعر الطحين %60 175مليون دوالر × 1,60 = 280مليون دوالر سنو ّيا ً تكاليف الخبز ،بينما يدفع المواطن 160مليون دوالر ويتحمّل المجتمع الدوليّ حال ّيا ً 120مليون دوالر سنو ّياً.
أصناف القمح المزروعة في سورية:
ي��زرع في سورية كما هو في معظم دول حوض المتوسّط األقماح الربيعيّة وتقسم إلى مجموعتين: ّ -1األقماح عالية الغلة :وهي األقماح التي نتجت عن الدراسات والتجارب التي تجريها مديريّة البحوث العلميّة الزراعيّة في وزارة ال��زراع��ة عن طريق اإلدخ���ال واالستنباط واالنتخاب وتشمل: أ-القمح القاسي :شام بأنواعه ،بحوث بأنواعه، جزيرة بأنواعه ،باإلضافة إلى جوريّ وإكساد. ب-القمح ال��ط��ري :ش��ام بأنواعه ،وبحوث بأنواعه ،ومكسيباك. -2األقماح المحليّة والقديمة: أ-القمح القاسي( :ح��وران��ي – حماري – سيناتور كابللي) ب-القمح الطري( :فلورنس أورور)
المحاكمات العادلة
التخابر
ا ُّتهم «مرسي» بأ ّنه تخابر مع جهات خارجيّة (ح��م��اس وح��زب هللا) وس���رّ ب معلومات بهدف اإلس��اءة لدولة مصر؛ وللتوضيح: معظم الشخصيات السياسيّة واألحزاب كان لها عالقات مع حزب هللا وحركة حماس، وقبلهما مع فصائل المقاومة الفلسطينيّة، وأكثر من ذلك معظم األحزاب العربيّة كان لها متطوّ عون ضمن صفوف هذه القوى المقاومة ،وكانت العالقة مع هذه القوى أوسمة فخر تزيد من رصيدها الجماهيريّ . من الناحية القانونيّة يختلف وضع «محمّد مرسي» في قضية التخابر في مرحلة ما قبل الرئاسة عن مرحلة ما بعد الرئاسة. ا ُّتهم «مرسي» في فترة حكم «مبارك» بعدّة تهم من بينها التخابر مع حماس وأودع السجن ،وبما أ ّن��ه خرج من السجن أثناء الثورة المصريّة وتر ّ شح بعدها للرئاسة
newspaper@allsyrians.org
الهروب من السجن
هرب «مرسي» من السجن خالل أحداث َ ال��ث��ورة .في التفاصيل أنّ مجموعة من ّ ْ أطلقت النار على ح��رّ اس سجن الملثمين ْ بهدم جدران السجن وقامت «النطرون» ِ بواسطة (تركسات) وآليّات كبيرة ،ممّا سهّل هروب السجناء السياسيّين والجنائيّين. ت��م ْ ّ��ت محاكمة «م��رس��ي» فيما يعرف بقضيّة سجن «النطرون» على تهمتين، وهما الهروب وقتل الحراس .ووفق قانون العقوبات المصريّة ،فإنّ عقوبة الهروب من السجن هي من 3أشهر ح ّتى سنة وليست
التوصيات
بناء على ما تقدّم يمكننا عرض التوصيات التالية: -1ننصح بأن يكون السعر حرّ وقريب من السعر العالميّ للقمح القاسي والطري. -2ننصح بأن توضع كميّات القمح التي سيت ّم شراؤها في أماكن كثيرة متباعدة مؤمّنة ،وعدم تخزين كميّات كبيرة في مكان واحد. -3في حال عدم إمكانيّة شراء الكميّات المطلوبة الستهالك المواطنين ،ننصح بالسماح لرجال األعمال ،وخاصّة تجّ ار الحبوب ،المساهمة في شراء كميّات محدّدة من القمح وبيعها لألفران الخاصّة وعدم تصديرها ،وذلك لتغطية جزء من حاجة المواطنين لتخفيف عبء التمويل لعمليّة الشراء ،وذل��ك لتفعيل دور القطاع الخاصّ في المجتمع المدنيّ . -4ننصح بشراء الكميّة المطلوبة للسوق من القمح القاسي ،والسماح باستبدال اإلنتاج الفائض من القمح القاسي عن الحاجة بقمح طري صالح للخبز. -5يرجى الشراء من المزارعين بأسرع وقت لكيال يركن المزارعون إلشاعات نظام األسد ّ تتمثل بإغراء المزارع بالسعر ،ويت ّم والتي تهريب القمح خارج سورية. -6ختاماً ،نوصي الحكومة السوريّة المؤ ّقتة باألحكام لمبادئ االقتصاد الحرّ وفيما يخصّ موسم القمح ،وذلك بترك ضبط السعر بناء على العرض والطلب ،كما نطالبها بالسماح للقطاع الخاصّ بالشراء ،األمر الذي يساعد على انتعاش قطاعات اقتصاديّة عديدة ويح ّقق المنفعة للمواطن.
احملرر االقتصاد ّي
عبد الوهاب ال ُمل
ختابر وهروب وشرعيّة يعتبر القضاء في مصر األعرق في الوطن العربيّ واألك��ث��ر استقالالً عن السياسة وتجاذباتها ،ولكنّ األحكام التي صدرت في اآلونة األخيرة أعطت انطباعا ً مختلفاً، فبراءة «حسني مبارك» صاحب السج ّل الجنائيّ الكبير أثارت الكثير من التساؤالت عن مجريات المحاكمة واستنتاج البراءة ال��ذي خرجت به المحكمة ،وبعدها جاء ّ بحق «مرسي» حكم اإلع��دام الذي صدر وشركائه كالصاعقة على مؤيّديه وح ّتى على المراقبين الحياديّين ،ونستطيع أن نقول: إنّ أعداء «مرسي» لم يتو ّقعوا هذا الحكم الصادم بك ّل المقاييس ،وكان الحكم متناقضا ً مع ما تضمّنه ملفّ الدعوى من ا ّتهامات ودفوع وبمناقشة بسيطة للتهم التي وجّ هت له ،نجد أنّ الحكم بُني على قناعات مسبقة لدى المحكمة وأنّ السياسة كانت حاضرة بقوّ ة في ثنايا القضيّة. لقد حوكم الرئيس المصريّ السابق «محمّد مرسي» بشكل أساسيّ على جريمتين وهما: جرم التخابر ،وجرم الهروب من السجن. وقبل مناقشة المحاكمة الب ّد أن نؤ ّكد على أنّ «مرسي» هو رئيس منتخب بشكل شرعيّ وف��ق الدستور المصريّ أيّ��ا ك��ان موقفنا السياسيّ منه أو من حزبه.
المؤ ّقتة هو سعر أكثر عدالة وانصافا ً للمزارع كون السعر يتغيّر مع تغيير سعر صرف الدوالر األمريكيّ .
عصفور طل من الشباك
«مرسي» معلّقاً على المشنقة بدون اعتراض من النيابة العامّة تكون التهمة قد سقطت (يُفترض هنا ب��أنّ النيابة العامّة اعتبرت أنّ اع��ت��ق��ال��ه والتهم الموجهة إليه كانتا غير ق��ان��ون��يّ��ت��ي��ن، حممد مرسي وهي ممارسات ظالمة من الحكم البائد ،خاصّة وأنّ ك ّل من عارض النظام أو شارك في الثورة المصريّة يعتبر في نظر النظام المصريّ خارجا ً عن القانون ويجب اعتقاله). وال يمكن أن يعاقب «مرسي» على التخابر بعد تولّيه الرئاسة ،كون رئيس الجمهوريّة ال يحاكم إلاّ على األخطاء الجسيمة وهي التي تمسّ بالدولة وأمنها وشعبها واقتصادها، وبشكل أوضح ك ّل ما يهدّد أمن الدولة الداخليّ أو الخارجيّ ؛ السؤال هل إقامة عالقات مع حركات المقاومة ض ّد العدوّ اإلسرائيليّ يهدّد األمن المصريّ داخل ّيا ً أو خارج ّياً!؟ نحن هنا ال ندافع عن «مرسي» أو حزبه، ولك ّننا نريد أن نقول :إنّ الحكم على عليه بما يخصّ التخابر مع «حماس» بالذات إهانة للقضاء المصريّ أكثر من كونه إدان��ة لـ «مرسي» وكان من األفضل محاكمته على مل ّفات تخابر أخرى كعالقاته وحزبه مع االستخبارات األمريكيّة مثالً.
حكومة نظام األسد: ترغب حكومة نظام األس��د بشراء القمح من المزارعين في المناطق المحرّ رة إلثبات سيطرتها وضمان إمدادات وفيرة من الخبز للمواطنين الخاضعين لحكمها ،والتحدّي ّ يتمثل في مدى القدرة على الرئيسيّ أمامها إغراء المزارعين ببيع محاصيلهم إلى حكومة األس��د وتأمين نقل المحصول إل��ى مراكز التجميع في مناطق سيطرتها. قال مدير المؤسّسة العامّة لتجارة وتصنيع الحبوب« :نريد أن نشتري إنتاج القمح بأكمله لهذا الموسم». وأُع��ل��ن ه��ذا الشهر ع��ن سعر كيلو القمح للمزارعين ب 61ل.س ( 25سنتاً). إنتاج القمح :اإلنتاج المتو ّقع من القمح تقريبا ً 3مليون طن مقسومة بين المناطق المحرّ رة ومناطق سيطرة نظام األسد وتنتج سورية نوعين من القمح ،القمح القاسي :األكثر صالحيّة للمعكرونة والمعجّ نات ،والقمح الطري :المستخدم بصناعة الخبز. أسعار القمح عالم ّياً :يبيّن تقرير أسعار القمح عالم ّيا ً ،U.S. Wheat Associates تاريخ 2015/5/22ما يلي: سعر طن القمح الطري يتراوح بين -212 279دوالراً سعر طن القمح القاسي يتراوح بين -323 436دوالراً. ً اعتمد نظام األس��د سعر 250دوالرا لك ّل طن قمح طري ،أي سيقوم بالشراء بالليرة السوريّة ،عندما يكون سعر ال��دوالر 245 ل.س (السعر الرسمي للدوالر) فيكون سعر 1كغ قمح 61ل.س ،لكن عندما تعتمد الحكومة السوريّة المؤ ّقتة سعر الطنّ بـ 250دوالراً للقمح الطري ،أي ستقوم الوزارة والمجالس المحليّة والجهات الداعمة بالشراء بالدوالر بغضّ النظر عن سعر صرفه بالليرة السوريّة، وبالتالي السعر الذي تطرحه الحكومة السوريّة
وإن تع ّددت الوجوه فاخلاطف واحد
انرتنتاإلعدام ،وش ّتان ما بين حكم المحكمة وبين العقوبة المقرّ رة في القانون المصريّ .أمّا قتل الحرّ اس فإنّ الشهود أجمعوا أنّ هدم جدران السجن وإطالق النار على الحرّ اس كان من ّ الملثمين المهاجمين ،وأنّ السجناء كانوا قبل ّ عزالً من السالح ولم يقم أيّ منهم بإطالق ّ النار ،وال يوجد بين دفتي القضيّة أيّ دليل يدين «مرسي» بشكل جازم ،وهناك قاعدة قانونيّة أنّ «األحكام ُتبنى على اليقين وفي ك فإ ّنه يفسّر لمصلحة الم ّتهم» حالة الش ّ وهذه تجاهلها القضاة ،فجاء قرارهم خارج المنطق القانونيّ .وهروب «مرسي» من السجن كان قبل تر ّ شحه للرئاسة ،والنيابة العامّة والهيئة العليا لالنتخابات كانت تعلم أنّ مرشح الرئاسة (مجرم هارب من السجن) شحه إلاّ وكان بإمكانهما االعتراض على تر ّ أنّ ذلك لم يحدث؟! وهذا ما يؤ ّ شر بشكل صريح إلى أنّ الحكم له موجباته السياسيّة. يبدو أنّ مصر تنزلق إل��ى هاوية الفرز واالستقطاب والفوضى واالنقسام ،فبمواجهة خطاب األحزاب الدينيّة (اإلخوان المسلمون) المليء بالكراهية والتكفير وتوظيف العباءات والعمامات لتحقيق أهداف سياسيّة ّ متدثرين بالدين .هناك وفرض نظام شموليّ خطاب إقصائيّ وإلغائيّ يريد قتل التجربة الديمقراطيّة في مهدها وإعادة مصر إلى حكم العسكر ويؤسّس لديكتاتوريّة جديدة تحت ّ ويحق لنا القول :إنّ القضاء حجّ ة المدنيّة. المصريّ تخلّى عن حياديّته وبدأ بإصدار أحكام وفق ما تشتهي السفن ،و ُتسرّ ع عمليّة الفرز و ُتسهم فيه بشكل سلبيّ .
احملامي حممّد محو
هذه هي الفكرة« :إن مات عبد الوهاب أو خطف ،أن يكون هناك غيره الكثير» هذا ما قاله عبد الوهاب ال ُملاّ في إحدى اللقاءات التلفزيونيّة. اختطف الناشط اإلع�لام��يّ ال�� ُم�ّل�اّ مساء الخميس 2013/11/17من منزله الكائن في حيّ مساكن هنانو في مدينة حلب ،حيث قام مسلّحون مجهولون كانوا يقودون سيّارة جيب واقتادوه إلى السيّارة بقوّ ة. ال ُملاّ من مواليد حلب ،1988وهو من أوائل المشاركين في الثورة السوريّة منذ سلميّتها وله العديد من الحفالت المسجّ لة ،ومن أوائل أعماله الفنيّة مسلسل «هاد كل شي صار» من بطولته باالشتراك مع الشهيد اإلعالميّ «محمّد سعيد» الذي اغتيل قبل أيّ��ام من اختطاف «ال ُملاّ ». «هاد كل شي صار» مسلسل ذو حلقات قصيرة أُنتج في ريف حلب في العام األوّ ل من الثورة السوريّة منذ بدايتها ،يتحدّث عن وحشيّة نظام األسد. شارك ال ُملاّ في العديد من األعمال الفنيّة األخرى والسكيتشات القصيرة واألغاني الثوريّة الشعبيّة ،كما شارك بتأسيس «شبكة حلب نيوز» أوّ ل شبكة إخباريّة في تاريخ الثورة في حلب وكان عضواً ومستشاراً
إعالم ّيا ً فيها. لاّ من أبرز األعمال التي قام بها «ال ُم » في األشهر القليلة الماضية برنامج «ثورة 3نجوم» ،البرنامج كوميدي اجتماعيّ موضوعيّ ،تكلّم فيه عن أخطاء ومشاكل الثورة السوريّة وحاول وضع حلول لها، عُرض البرنامج على أكثر من خمس قنوات فضائيّة في شهر رمضان ،وهو مؤلّف من 13حلقة ،وكان «ال ُملاّ » يقول في آخر ك ّل حلقة« :منشوف بعضنا بكرا إذا ما تشوّ لنا أو قصفنا النظام أو انقطعت الكهربا». ك��ان ال�� ُم�ّل�اّ العضد األس��اس��يّ في تشكيل «ا ّتحاد إعالميّي حلب» الذي يعتبر بمثابة نقابة لإلعالميّين في حلب. وأص���درت «شبكة حلب نيوز وا ّت��ح��اد اإلعالميّين» بيانا ً يدين اختطاف ال ُملاّ ، كما وجّ هت نداء عاجالً إلى جميع الهيئات القضائيّة والشرعيّة في حلب والكتائب واأللوية أن يبذلوا قصارى جهدهم للح ّد من هذه الظاهرة والتحرّ ي عن الجهة الخاطفة وإطالق سراح «ال ُملاّ » على الفور. الحرّ يّة للك ّل من قال كلمة ّ حق ض ّد الظلم وض�� ّد ك ّل الطغاة ،الحرّ يّة لعبد الوهاب ولجميع المعتقلين في سجون الطغاة.
www.allsyrians.org
10
السنة الثانية
العدد 34
/ 9تموز 2015/
ثقافة
في اإلعادة إفادة
ثقافة االستبداد
الحقيقة الغائبة*
زراعة الحقد والكراهية وحصاد التطرّف واإلرهاب أمراء «داعش» ميارسون مجيع أنواع االستبداد وال حي ّق لرعايا دولتهم املزعومة ح ّق االختيار ،وال حتّى اختيار خليفتهم في الثمانينات خطب إمام الجامع خطبة الجمعة ف��ي أح��د ج��وام��ع حلب ،وكانت المناسبة الحركة التصحيحيّة ،فخطب في المصلّين وعدّد منجزات حافظ األسد في سورية ،وق��ال من ضمن منجزاته بناء الكعبة. لذا فإنّ الفساد يولّد االستبداد ،فالمستب ّد يضغط على العقل ويشوّ ه ويجرّ د اإلنسان من إنسانيّته ،ويتالعب بحقوق اإلنسان ويضطهد ويقمع الرأي اآلخر ،ويتالعب بالدّين ويطبّقه حسب مصالحه السلطويّة ويفسده ويشارك هللا من خالل أ ّنه الحاكم وه��و اإلل��ه األوح��د والقائد األب��ديّ الذي ال يُقهر ،ويحارب العلم ويهجّ ر العقول المتنوّ رة ويزرع ثقافة االستبداد في المناهج الدراسيّة ،وخاصّة في المراحل األولى للتالعب بعقول األطفال والمراهقين ويفسد العلم والعلوم. ّ وقد كان ابن خلدون يركز على أنّ االستبداد والظلم والفساد والقمع يحوّ ل الناس إلى شخصيّات ضعيفة فيها كذب ومكر وتملّق، وعندئذ فال خير فيهم ،فال هم يستطيعون المطالبة بشيء ق��ويّ ،وال الموافق إذا طالبهم أح��د ،وبهذا يتحوّ ل الشعب إلى غالبيّة منافقة ،ويتحوّ ل رجال الفكر والعلم والدين إلى التعلّق بالرسوم واألشكال، وتصبح مهمّة أصحاب العلم التبرير للمستب ّد وتصديقه والترويج لبضاعته الفاسدة.
فرج فوده ( – 1945اغتالته الجماعة اإلسالم ّية )1992كاتب ومف ّكر مصري ،من مؤ ّلفاته :زواج المتعة ،حوارات حول الشريعة ،الطائف ّية إلى أين؟ داعش -انرتنت وبالتوازي مع ثقافة مقاومة القمع والظلم واالستبداد ال ب ّد أنّ مجتمعنا يحتاج إلى ثقافة المحبّة والتسامح والسلم األهليّ لنتجاوز ما أنتجته ثقافة االستبداد من الكراهيّة والعنف واالحتقان والتعصّب الدينيّ والقوميّ .
نفوس السوريّين ،وتحوّ لت إلى أخطبوط مدمّر لقيم المحبّة والوئام االجتماعيّ الذي كان موجوداً في السابق بين أبناء الوطن الواحد ،وأنّ هذه الثقافة عملت على تنمية روح الكراهيّة والحقد والجهل والتخلّف والضعف وروّ جت لثقافة السلبيّة والخنوع العلم والمث ّقفون في خدمة االستبداد: لدى المواطن ،وعملوا على تعطيل التفكير وكما قالوا في القِدم« ،عندما يكون العلم في المقاومة السلميّة للفساد واالستبداد ،والقانون بخير فإنّ البالد ستكون بخير»، الطفولة وثقافة االستبداد: وتراكمت االحتقانات ح ّتى انفجر بركان لذلك فإنّ النظام األسديّ دمّر العلم والقانون استلهم حافظ األسد نماذج التعليم القمعيّة ،الكراهيّة والغضب في مظاهر منفلته وأفسد ك ّل شيء جميل في سورية ،وظهر «من هتلر ألمانيا ،وموسوليني إيطاليا ودخل المجتمع في دوّ امة دوائر الصراع على السطح وبشكل جليّ «مث ّقفو النظام» وستالين روسيا» ،وعندما نقرأ تاريخ هذه المغلقة بين ثقافة االستبداد أو «فقهاء السلطة»، ّ األنظمة القمعيّة االستبداديّة في شؤون وثقافة الكراهيّة ،وعمل وظفوا أنفسهم فهؤالء التعليم والعلم والثقافة نستقرئ معها حال االس��ت��ب��داد األس����ديّ على أجهزة أمنيّة في خدمة الطغاة والظلم ّ العلم والتعليم في المؤسّسات والمنظمات تغذية ن��زع��ات الكراهيّة واالستبداد بغضّ النظر اإلسالم بلباس للنظام، المخابرات المختلفة في ظ ّل دولة عبر استخدام سياسة «فرّ ق عن لونه وجنسه وعرقه ّ ب��دءاً من منظمة طالئع البعث وم��روراً تسد» بين جميع مكوّ نات السياس ّي ودينه فقط لمصالحهم ّ باال ّتحاد الوطنيّ للشبيبة واتحاد المعلمين المجتمع السوريّ ،لذا فإنّ الما ّديّة ،وهؤالء يجدون مجيع ميارسون وانتهاء بالمدارس والجامعات وإعداد شباب ثقافة االستبداد هي أصل دائ��م��ا ً مصالحهم مع وش��ابّ��ات سورية العقائديّة ،ول��م تقتصر الداء ومصدر البالء وسبب أنواع القتل األقوى يكرّ سون أنفسهم األجواء العسكريّة على المدارس في سورية الكثير من اإلصابات الفادحة لخدمته والتفاني في والتنكيل مقارنة بما كانت عليه في عهد موسوليني واألخطاء القاتلة والشرور ال��دف��اع عنه ويعملون وإ ّنما زادت عليها ،من خالل تنظيمات الواقعة واآلف��ات الماحقة، الوحشيّة مثل العبيد والببغاء في شبه عسكريّة لألطفال والشباب مشابهة وكان حافظ األسد ماهراً في الترويج لهذا النظام، لما أنشأه «هتلر» في ألمانيا ّ منظمة (أبناء زرع هذه الثقافات أل ّنه على ولتحقيق انتصار الظالم، أنثى الذئب) لألطفال بين 4إلى 8سنوات علم أ ّنه ال يمكن أن ينشأ النظام االستبداديّ والغريب في األمر أنّ إضفاء مفهوم الثقافة ّ ومنظمة (باليال) لألطفال بين 8إلى 14والشموليّ دون وج��ود حاضنة شعبيّة على هؤالء يتنافى مع مفهوم الثقافة بداللتها ّ سنة، ومنظمة (أفانجوارديستا) لألطفال بين لثقافة االستبداد ،فحارب القوميّات والدين اإلنسانيّة واألخالقيّة ،ألنّ مفهوم الثقافة ّ من شعارات ّد د تر كانت سنة، 18 إلى 14 يعلم ه ن أل والحقد الكره وخلق والمذاهب الحقيقيّة هو لخدمة اإلنسانيّة ،ولذا يمكن ّ قبل األطفال في التنظيمات شبه العسكريّة أنه ال ب ّد أن تسود في المجتمع هذه الثقافة وصف هذه الفئة بأ ّنهم أعداء للثقافة اإلنسانيّة «أنا أؤمن بروما ،الخالدة أ ّم بالدي ..أؤمن الفاسدة أو لدى نسبة ال بأس بها ،فوجود ثقافة وهم في ك ّل األحوال قتلة مأجورون س ّفاكو بعبقريّة موسوليني ،وببعث اإلمبراطوريّة التعصّب الدينيّ والقوميّ والمذهبيّ وعدم الدماء وس ّفاحون ديماغوجيّون مزيّفون ّ تتمثل في من موتها» ،وفي حزب البعث في سورية قبول اآلخر واالعتراف بحقوق الجميع في ومنافقون ،معادون للثقافة التي ّ والحق والعدالة والتسامح اإلنسانيّ ، كانت أكثر الشعارات التي ردّدها طالئع االختالف بالرأي والتفكير اليمكن للمستب ّد الخير البعث «إلى األبد ..إلى األبد يا حافظ األسد أن يسيطر على المجتمع إلاّ من خالل وأفضل مصطلح يمكن أن نطلق على !»... هذه الثغرات ،وفي بعض األحيان يظهر هؤالء هو «صعاليك الفكر والعلم ومرتزقة وجعل من الحياة التعليميّة الفتيّة مجرّ د معارضون لنظام المستبد ،ليس من أجل السلطان أو األمير». قطيع اجتماعيّ وكانت رغبة األس��د في الحرّ يّات والحقوق العامّة للمواطنين التي وفي ضوء الثورة السوريّة ،تش ّتت وتف ّتت توسيع قاعدته الشعبيّة الفاسدة إلى أبعد ينبغي أن يتم ّتع بها الجميع ،وإ ّنما من أجل الساحة الفكريّة في س��وري��ة ،وظهرت ح ّد ممكن واستخدم المؤسّسات المرادفة حريّة توجّ ههم السياسيّ والفكريّ تحديداً ،صراعات أيديولوجيّة بين المث ّقفين ،فظهرت للحزب في المدارس والجامعات الستخدام فهم ليسوا ض ّد االستبداد في حّ د ذاته وجميع على المسرح ثالثة تيّارات أيديولوجيّة من الحزب عربة رئيسيّة لبسط نفوذه ،وهو مظاهره ،وإ ّنما ض ّد استبداد محدّد ،فيكون المث ّقفين كرّ سوا أنفسهم للدفاع عن ثالث الذي تخلّص من رفاقه األمس في الحزب في ذلك الوقت الصراع والنزاع فينتج بين وضعيّات أيديولوجيّة متباينة ،فريق من عندما استولى على الحكم بقوّ ة م��س��ت��ب�� ّد ومستب ّد المث ّقفين دافع وم��ازال يدافع عن الحريّة السالح والنار ،وكان يت ّم تعليم م���ض���اد ،ول��ي��س والكرامة ويحارب بفكره وقلمه الظلم والحقد االستبداد وعمل ً التلميذ على قائده الخالد وابنه نزاعا بين الحريّة والكراهيّة ،وتقف إلى جانب المظلومين من األق�� ّل خلوداً وعلى منجزاتهم األسد ّي على تغذية و العدالة والكرامة أيّة جهة كانت ،وفريق دافع واليزال يدافع التاريخيّة ،من خالل الحديث وح��ق��وق اإلن��س��ان عن االستبداد والشموليّة والطغاة والظالمين عن نزعات الكراهيّة سورية أه ّم المناسبات الوطنيّة في واالستبداد جهة من وهم أب��واق ك ّل ظالم وأم��راء الحروب، الحديثة حسب مفهومهم ،وهي عرب استخدام وال��ش��م��ول��يّ��ة من ويقفون مع القويّ دائماً ،وفريق آخر ركب مناسبات في مجملها مرتبطة جهة أخ���رى ،لذا أمواج الثقافة الطائفيّة والمذهبيّة فكرّ س تسد» ق ر «ف سياسة ّ بشكل أو بآخر بالقائد وبالحزب ن��ج��د ح��ال��يّ��ا ً من نفسه وثقافته في مجال تأجيج مشاعر نات و مك مجيع بني والمنجزات كالحديث عن «ثورة ّ أب��ن��اء شعبنا َمن البدائيّة الطائفيّة والعرقيّة الضيّقة ،ومن بقي ً ً ّ آذار ،وحرب تشرين ،والحركة ا ونهار ال لي ى ن يتغ ّ من المثقفين الذ بالصمت المبين ،ويقفون ّ ي السور اجملتمع التصحيحيّة ،وإرف��اق ك ّل ذلك ب��ال��دي��م��ق��راط��يّ��ة على الرفّ ،ربّما إلى حين تتك ّ شف األحداث بصور األسد وابنه. والحريّة والمساواة والوقائع. والعدالة االجتماعيّة واالقتصاديّة فيما ثقافة الحقد والكراه ّية لخدمة االستبداد: والقومي وثقافة االستبداد: الديني التطرف ّ ّ ّ االستبداد أن��واع وأفظع أبشع يمارسون ترسيخ الجميع يعلم أنّ الدور األكبر في التطرّ ف الدينيّ الذي يسعى الستغالل الدين والقوميّ والطائفيّ وال��ف��ئ��ويّ الحزبيّ وتكريس ثقافة االستبداد والتخلّف والتصفيق أبشع االستغالل لتحقيق أهدافه وغاياته ّ يخطط لذلك من األجهزة األعمى هو النظام ،صحيح أنّ ممارسات والميليشياتيّ ،حيث يحاولون تسخير ك ّل وغ��اي��ات من النظام لخلق ثقافة االستبداد ال ينتج بين مقدّرات البلد مثلما عمل عليه النظام األسديّ االستخباراتيّة اإلقليميّة والعالميّة وخاصّة عشيّة وضحاها ،ولكن مع مرور الزمن ألجل بضعة أو آالف من أفراد هذا الحزب نظام الماللي اإليرانيّ ،فيسعى من خالل تنمو هذه الثقافة داخ��ل نفسيّة المواطن ،أو ذاك ،فأيّ استبداد أعظم وأبشع وأقبح من هذا التطرّ ف ضرب أكثر من هدف بحجر فالنظام الشموليّ االستبداديّ توجّ ه الناس هذا !!.. واح��د ،لكن الهدف األساسيّ واألكبر هو له ،وهذا ما نالحظه حال ّيا ً في ك ّل منطقة من إنّ ثقافة االستبداد متأصّلة في النظام التأثير السلبيّ على السالم واالستقرار سورية ،غالبيّة الناس تص ّفق لألقوى ح ّتى األسديّ القمعيّ وعلى أساسها فقد الحياء واألمن في المنطقة والعالم ،ألنّ التطرّ ف لو مختلف معه فكر ّياً. فأصبح ك�� ّل ش��يء لديه مباح من القتل الدينيّ الذي يتب ّنى خطابا ً دمو ّيا ً وأحادي فثقافة االستبداد التي عمل عليها النظام والتشريد والتهجير واالعتقال واالختطاف ،الجانب يعتمد على االستخدام المفرط للقسوة ّ ّ األسديّ هي من زرع الكراهيّة والحقد في مادام يمكن أن يحقق بقاءه في السلطة حتى والعنف من أجل فرض رأيه ومنطقه ،وال ال يخسر مملكته ومزرعته.
newspaper@allsyrians.org
يمكن مطلقا ً من فرض هكذا خطاب همجيّ ووح��ش��يّ معادي لإلنسانيّة والحضارة االجتماعيّة واالقتصاديّة في أجواء حرّ ة وديمقراطيّة ،ولهذا فإنّ إشاعة الفوضى والفلتان األمنيّ من أفضل األجواء وأكثرها مناسبة لهذا التطرّ ف. ال يمكن أبداً عزل وفصل الجرائم اإلرهابيّة الممنهجة وال��م��دروس��ة التي تجري في سورية عن ظاهرة التطرّ ف الدينيّ والقوميّ والطائفيّ التي تقف باألساس خلفها ثقافة االستبداد والذبح وإنكار اآلخر واإلقصاء وقمع الحريّات والتنكيل واالستهانة بإنسانيّة اإلنسان ،وبرزت بعد الثورة السلميّة التي حوّ لها النظام القمعيّ إلى المسلّحة طغاة وضحايا جدّد ،فظهرت على طرفيّ معادلة االستبداد والطغيان في سورية رموز من أمراء الحروب وقادة تشكيالت الميليشياوّ ية وأجهزة أمنيّة بلباس اإلس�لام السياسيّ يمارسون جميع أن��واع القتل والتنكيل الوحشيّة ،لفرض سيطرتهم على األرض بقوّ ة النار والدم .هذا فيما يتعلّق بالطرف اإلجراميّ من المعادلة ،وفيما يتعلّق بطرف الضحايا من المعادلة فإنّ اإلنسان السوريّ الذي يرفض أن يتنازل عن قيمه وكرامته ومبادئه. ويبدو أنّ سياسة اإلفناء السياسيّ التي اعتمدها النظام االستبداديّ ،وس ّد اآلفاق أمام أيّ بديل ديمقراطيّ لم تجد أمامها إلاّ ّ بحق بديالً متطرّ فا ً يرتكب الجرائم نفسها الشعب وإنْ بأساليب مختلفة ،وكما قال «عبدالرحمن الكواكبيّ » في تشخيصه لعلل األمّة العربيّة واإلسالميّة إنّ «أصل الداء هو االستبداد السياسيّ » وإنّ كا ّفة صنوف الظلم والشقاء ما هي إلاّ فروع وتشعّبات الستبداد الح ّكام ،وربّما أخذت «داعش» ،كما عمل حافظ األسد ،من تراث النازيّة عدداً من الممارسات ،لكنّ الخطر الكامن في حصر توصيفها بأ ّنها النازيّة الجديدة تحديداً يكمن في أ ّنه يش ّكل تغطيه على ممارسات النظام االستبداديّ ،األمر الذي يصبّ في مصلحة هذا النظام ويخلّصه من الوصمة النازيّة ويش ّكل تغطية مباشرة لجميع جرائم هذا النظام المجرم ،ألنّ أمراء «داعش» ّ يحق يمارسون جميع أنواع االستبداد وال لرعايا دولتهم المزعومة ّ حق االختيار ،وال ّ يحق ح ّتى اختيار خليفتهم معرضين بذلك ح ّتى عن سيرة الخلفاء الراشدين الذين صعدوا للحكم بتوافق مجتمعيّ والختيار نظامهم ،إ ّنها ترى أ ّنها هي ذاتها ملزمة بالشريعة التي هي أمر ربانيّ ،ال مجال للبشر في اختياره أو رفضه ،ولكنّ شريعتهم ضيّقة يزعمون أ ّنها فعل السلف الصالح، بينما في الحقيقة اجتهاد بشر اختار من فعل السلف واألحاديث ما يوافق فهمه ،فش ّكل به تيّاراً يضرب عرض الحائط بالشريعة اإلسالميّة الثريّة بتنوّ عها ومذاهبها التي تش ّكلت عبر القرون باجتهاد أئمّة وفقهاء وعلماء الدين. فإنّ اإلرهاب مرض لك ّل األديان ،وال تكفي محاربته بالصواريخ والطائرات والتحالفات اإلقليميّة والدوليّة واألمن والقضاء -وهذا كلّه ض��روريّ -لكنّ األه�� ّم هو القضاء على ج���ذوره العميقة وال��ت��ي تكمن في الفساد واالستبداد االقتصاديّ والسياسيّ واالجتماعيّ ،وأنّ التأويل السيّ ء لإلسالم ظهر عند هذه الجماعات المتطرّ فة وكما قالوا« :من يزرع االستبداد يحصد التطرّ ف واإلره�����اب» واإلس��ل�ام ب���ريء ويكفر باالستبداد واإلرهاب.
د .حممّد حممود
...هذا حديث سوف ينكره الكثيرون ،أل ّنهم يودّون أن يسمعوا ما يحبّون ،فالنفس تأنس لما تهواه ،وتتع ّ شق ما استقرّ ت عليه ،ويصعب عليها أن تستوعب غيره، ّ الحق ،أو توسّمت أ ّنه الحقيقة، ح ّتى لو تبيّنت أ ّنه وأسوأ ما يحدث لقارئ هذا الحديث ،أن يبدأه ونفسه مسبقة بالعداء ،أو متو ّقعة للتج ّني ،وأسوأ منه موقف الرفض مع سبق اإلصرار للتفكير واستعمال العقل. هذا حديث تاريخ ال يزعم صاحبه أ ّنه متخصّص فيه ،أو فارس في ميدانه ،لك ّنه يزعم أ ّنه قارئ له في أناة ،محلّل له في صبر ّ موثق له في د ّقة ،ناقد له في منطق ،يهوى أ ّنه يقلّبه ذات اليمين وذات الشِ مال ،ال يستطيع أن يم ّد خياله متجاوزاً الحقيقة باإلضافة أو منتقصا ً منها باإلهمال ،وما أكثر ما فعل ذلك من لهم تاريخ واسم ،وقلم وفكر ،ومنهج وبحث. ّ هذا حديث ما كان أغناني عنه ،لوال أنهم يتنادون بالخالفة ،ليس من منطلق الدعابة أو المهاترة أو الهزل ،بل من منطلق الج ّد والج ّديّة واالعتقاد، فسيتدرجون مثلى إلى الخوض فيما يعرف ويعرفون، ويعلم وينكرون ،وينكر ويقبلون ،ليس من أجلهم، وال ح ّتى من أجل أجيال الحاضر التي من واجبها أن تعرف وتتعرّ ف ،وتعلم وتتعلّم ،وتفكر وتتكلّم، بل قبل ذلك كلّه من أجل أجيال سوف تأتي في الغد ،وسوف تعرف لنا قدرنا وإن أنكرنا المنكرون وسوف تنصفنا وإن أداننا المدينون ،وسوف تذكر لنا أ ّننا لم نجبن ولم نقصر ،وأ ّننا بقدر ما أفزعنا بقدر ما دفعنا المجتمع لألمام ،وبقدر ما أقلقنا بقدر ما أستقرّ المجتمع في أيّامهم ،وبقدر ما واجهنا بقدر ما توجّ هوا هم إلى المستقبل .هذا حديث تاريخ وسياسة وفكر وليس حديث دين وإيمان وعقيدة ،وحديث مسلمين ال حديث إسالم ،وهو قبل ذلك حديث قارئ يعيش القرن العشرين وينتمي إليه عن أحداث بعضها يعود إلى الوراء ثالثة عشر قرنا ً أو يزيد ،ومن هنا يبدو الحديث صعبا ً على من يعيشون وينتمون لواقع ما قبل ثالثة عشر قرناً ،ويقيمون من خالل معايشتهم وتب ّنيهم لذلك الواقع أحداث حاضر القرن العشرين، وهو في النهاية حديث قد يخطئ عن غير قصد ،وقد يصيب عن عمد ،و قد يؤرّ ق عن تعمّد ،وقد يفتح بابا ً أغلقناه كثيراً وهو حقائق التاريخ ،وقد يُحيي عضواً أهملناه كثيراً وهو العقل ،وقد يستعمل أداة تجاهلناها كثيراً وهي المنطق ،وهو حديث في النهاية موجز أش ّد ما يكون اإليجاز ،ال يهت ّم بالحدث .في ذاته بقدر ما يعتني بدالالته ويرى أ ّنه بوفاة الرسول اس ُتكمل عهد اإلسالم وبدأ عهد المسلمين ،وهو عهد قد يقترب من اإلسالم كثيراً وقد يلتصق به ،وقد يبتعد عنه كثيراً وقد ينفر منه ،وهو في ك ّل األحوال والعهود ليس له من القداسة ما يمنع مف ّكراً من االقتراب منه، أو محلّالً من تناول وقائعه ،وهو أيضا ً وبالتأكيد ليس حجّ ة على اإلسالم ،وإ ّنما حجّ ة للمطالبين بالحكم باإلسالم أو حجّ ة عليهم ،وسالح في أيديهم أو في مواجهتهم ،وليس أبلغ من التاريخ حجّ ة ،ومن الوقائع سنداً ،ومن األحداث دليالً ،وليس لهم من البداية أن يُنكروا علينا ما رجعنا إليه من مصادر وما استندنا إليه من مراجع ،فهي ذات المراجع التي يحتجّ ون بها على ما يرون أ ّنه في صالحهم ،ومع دعواهم ،ولو أهملنا معا ً هذه المراجع ،لما بقي من تاريخ اإلسالم شيء ،ولما بقيت في أيديهم حجّ ة ،ولما استقرّ في كتاباتهم دليل ،ولما وجدوا لمنطقهم سنداً أو أصالً أو توثيقاً. ه��ذا حديث قصدت فيه أن أك��ون واض��ح��ا ً ك ّل الوضوح ،صريحا ً ك ّل الصراحة ،زاعما ً أنّ الوضوح والصراحة في الموضوع الذي أناقشه استثناء ،فقد صبت في المجرى روافد كثيرة ،منها رافد الخوف، ومنها راف��د المزايدة ،ومنها راف��د التحسّب لك ّل احتمال ،وخلف ذلك كلّه يلوح س ّد كبيرّ ، يتمثل في الحكمة التي يطلقها المصريّون ،والتي تدعو إلى (سدّ) ك ّل باب يأتيك منه الريح ،فما بالك إذا أتاك إعصار التكفير ،وارتطمت بأذنك ا ّتهامات ،أهونها أ ّنك مش ّكك ،وأسئلة أيسرها – هل يصدر هذا من مسلم؟ المدونة: *عن ّ http://faragfouda.blogspot.com.tr/2005/07/ blog-post.html
www.allsyrians.org
ثقافة
العدد 34
/ 9تموز 2015/
11
السنة الثانية
أذكى رجل في العالم يقول :كفى!
السوري ديوان الشعر ّ سيسقط الغيث وينجلي الليل
فلم عن حياة «ستيفن هوكينغ» بدون سورية شارك العالم الفيزيائيّ البريطانيّ الشهير “ستيفن هوكينغ” في مظاهرات ض ّد الحرب على العراق في ،2003أعلن عن مقاطعته إلسرائيل عام ،2013أطلق نداء ُنشر في صحيفة “واشنطن بوست” 2014قال فيه: “إ ّننا نرى في سورية اليوم التكنولوجيا الحديثة على شكل قنابل وم��وا ّد كيميائيّة وأسلحة أخ��رى ،لتحقيق ما يسمّى بغايات سياسيّة ذكية ،لكن ليس من الذكاء في شيء أن نشاهد مقتل مئات آالف األشخاص ،واستهداف األطفال ،بل يبدو األمر غباء محضاً ،عندما ُتمنع اإلم��دادات اإلنسانيّة من الوصول إلى العيادات الط ّبيّة ،وعندما ُتبتر أطراف أطفال بسبب االفتقار إلى معدّات وأدوات ط ّبيّة أساسيّة ،ويموت رضّع حديثو ال��والدة في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء”. في نفس العام أُنتج فلم “”The Theory Of Everything (نظريّة ك ّل شيء) المقتبس من كتاب بعنوان: “Travelling to Infinity: My Life ”with Stephen (السفر إلى الالنهاية :حياتي مع ستيفن) من تأليف“ :جين هوكينغ” زوج��ة العالم السابقة. تناول الفلم السيرة الذاتيّة للفيزيائيّ الشهير،
الذي يع ّد أذكى رجـل في العالم ،بدءاً من انتقاء موضوع بحثه تحضيراً للدكتوراه وتعرّ فه على “جين” الطالبة الجامعيّة التي تدرس اللغات ،لتنشــأ بينهما عالقـة حبّ رغم الخالف العقائديّ الكبير بينهما ،ألنّ “ستيفن” ملحد ،أمّا “جين” فمسيحيّة متديّنة، ترتاد الكنيسة. عندما يجد “ســتيفن” ال��م��وض��وع ال��ذي سيتناوله في رسالة الدكتوراه وهو “نظريّة ك ّل شيء” التي طرحها الفيزيائيّ العبقريّ “أينشتاين” قبل وفاته ،تبدأ أعراض مرض “التصلّب الجانبيّ الضموريّ ” بالظهور على حركاته ،ويخبره الطبيب بأ ّنه سيفقد القدرة على السير والحركة ث ّم النطق ،وأنّ أمامه سنتين ليعيشهما. ينكفئ “ستيفن” على نفسه ،ويحاول إبعاد “جين” وقطع عالقته معها ،لك ّنها تصمم على البقاء واالستمرار معه ،بل ويتزوجان ث ّم ينجبان ،ويحصل على شهادة الدكتوراه ،فقد أثبت أنّ الحياة نشأت من ثقب أسود. تسوء حالة “ستيفن” الصحّ يّة ،لكنّ توقعّ الطبّ يفشل ويبقى ح ّياً ،بينما ترتاد “جين” الكنيسة لتلتحق بالكورال حيث “جوناثان” الذي يدرّ س الترانيم الكنسيّة ،ث ّم يساعدها في شؤون أسرتها وزوجها ،فينمو شعور بينها وبين “جوناثان” لكنّ األخير يفضّل الرحيل
ستيفن هوكينغ -انرتنت
من الفلم -انرتنت “األوسكار” ألفضل ّ بعيداً ،على البقاء بهذا الوضع. ممثل عام 2015وقد تلجأ الزوجة إلى ممرّ ضة لترعى “ستيفن” نالها. فقد اضطرّ األطبّاء إلى أن يضعوا له أنبوبا ً كما نال الفلم جائزة األكاديميّة البريطانيّة للتن ّفس منعه من النطق تماماً ،وبعد فترة لألفالم عن أفضل فلم وأفضل سيناريو مقتبس يحصل “ستيفن” على جهاز حديث يمكن وأفضل ّ ممثل لعام .2015وجائزة “غولدن ّ بواسطته النطق بصوت آليّ ،وهكذا يعود إلى غلوب” عن أفضل ممثل وأفضل موسيقى التواصل مع المحيط. تصويريّة. تتطوّ ر العالقة بينه وبين ل��ك��نّ ال��ف��ل��م – وال��ك��ت��اب ّ المقتبس منه -لم يتعمّقا الممرّ ضة “إي��ل��ي��ن” ث ّم أداء املمثل «إيدي ينفصل الزوجان ،وبعد ف��ي ال��م��واض��ي��ع العلميّة قام الذي ريدماين» ّ ال��ط�لاق ت��ع��ود “ج��ي��ن” الهامّة التي تمثل منجزات لتتزوّ ج “جوناثان”. “ستيفن هوكينغ” الكبيرة، بالدور الرئيس ّي يف يُكرّ م “ستيفن” إذ تمنحه واألخطر أنّ الفلم لم يتطرّ أ ّ جائزة ق يستح العمل ّ الملكة “إليزابيث” لقب البتة إل��ى أيّ��ة م��واق��ف لـ “هوكينغ” سياسيّة ،إنسانيّة “ف�����ارس” ف��ي المشهد «األوسكار» ألفضل الختاميّ للفلم ،الذي يُعيدنا عن سورية وغيرها ،رغم إلى المشهد االفتتاحيّ من ممثّل عام 2015وقد اه��ت��م��ام وس��ائ��ل اإلع�ل�ام العالميّة بتلك المواقف، خالل 123دقيقة ممتعة ناهلا قيّمها أح��د أه�� ّم المواقع كالتي أوردتها “غارديان” النقديّة المتخصّصة بـ ،7.4/10ونصّ البريطانيّة حين ش��دّد على“ :ض��رورة أن اإلجماع النقديّ في الموقع أ ّنه :جزء سيرة نعمل معا ً من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية ذاتيّة وجزء قصّة حبّ ،نظريّة ك ّل شيء أطفال سورية ،فالمجتمع الدوليّ يقف متفرّ جا ً يسمو بفضل إخراج “جيمس مارش” الالمع منذ ثالث سنوات ،فيما يحتدم هذا الصراع ُ وقوّ ة ّ تابع ممثليه الرئيسيّين .وأعطى الفيلم 72من م ِ ُجهضا ً ك ّل أمل ،وأنا بصفتي أبا ً وج ّداً أ ِ 100بنا ًء على 45مراجعة نقديّة. عن كثب معاناة أطفال سورية ،عليَّ أن أقول: ّ كان أداء الممثل “إيدي ريدماين” الذي قام كفى”. ّ جائزة يستحق العمل في بالدور الرئيسيّ ّ
بشار فستق
صولفيج
تؤرّخ مآسي شعبها غناء سناء موسى من مواليد قرية دير األسد اجلليل يف مشال فلسطني بزيّها التراثيّ المطرّ ز بزخرفات يدويّة ملوّ نة السياسيّة وما رافقها من تحوّ الت اجتماعيّة أنيقة وقديمة ،ومالمحها التي تجمع بين قوّ ة ومآسي مختلفة منذ فترة «السفر برلك» المرأة وأنوثتها وصوتها الدافئ الذي يحمل إلى االنتداب البريطانيّ ،وه��ذا ما يعطي بحّ ة جميلة ومحبّبة تط ّل الف ّنانة الفلسطينيّة األهميّة السياسيّة واإلنسانيّة واالجتماعيّة لهذ سناء موسى على جمهورها بأغانيها الطربيّة النوع من الغناء ،حيث ترتبط األغنية بثقافة األصيلة ذات النكهة الشرقيّة ،والتي تعيد الجماعة وتحكي قصّة اإلنسان وهمومه في سامعيها إلى زمن قديم بجماليّاته وروعة زمكان محدّد .وهكذا بأغانيها النابعة من عمق موسيقاه وكذلك بأغانيها وأهازيجها المحمّلة التراث الفلسطينيّ بسحره وجاذبيّته وهمومه تحاول سناء إيصال ما تحسّ به لجمهورها بعبق التراث الفلسطينيّ وبساطته وجاذبيته. ً إن كان فكرة أو حزنا أو سناء موسى من مواليد ً فرحا ،وتحكي للعالم في قرية دي��ر األس��د الجليل أ ّسست فرقة ال��داخ��ل وال��خ��ارج مأساة في شمال فلسطين نشأت موسيقيّة خا ّصة بها شعبها وتؤ ّكد أ ّنه مازال ح ّيا ً وترعرعت على أنغام وغناء والدها عازف العود هي (فرقة نوى أثر) ومقاوما ً بثقافته وموسيقاه وغ��ن��ائ��ه ،وه��ي ال تخفي «علي موسى» المتم ّكن نسبة ملقام «نوى تخوّ فها من محاولة طمس من الموروث الموسيقيّ النادر ي الشرق أثر» ّ معالم هذا التراث من قبل ال��ك�لاس��ي��ك��يّ ال��م��ص��ريّ المحت ّل وإذابة هذه الثقافة وال��ع��راق��يّ وال��ش��ام��يّ ،االستعمال يف املوسيقى وبالتالي الحضارة ،لذلك ومن هنا كانت عالقتها ة ي العرب ّ هي تدعو الجميع للتنبّه لهذا م��ع ال��غ��ن��اء الكالسيكيّ األمر والرقيّ في نوعيّة بك ّل أشكاله المعروفة من «طقطوقة ومنولوغ ومو ّ شح إلخ» ،أمّا أغاني ما يستهلك من فنّ وموسيقى وتقول« :من التراث الشعبيّ الفلسطينيّ ومواويله وعتاباته الخطر أن نخسر تراثنا وحضارتنا أيضا ً فقد تشبّعت بها وحفظتها من جدّتها العجوز كما خسرنا أرضنا في يوم من األيّ��ام» في التي غالبا ً ما كانت تبكي وهي تغ ّني الهجر عام 2003تدرّ بت سناء وغ ّنت في مركز والفراق والموت الذي عايشته أيّام «السفر جوقة األمّ��وري (مركز موسيقى الشرق) برلك» وينطلق إيمان سناء برسالتها الف ّنية بقيادة الف ّنان خالد جبران وبعدها بدأت بتقديم من إيمانها بعدالة قضيّتها الوطنيّة واإلنسانيّة عروضها على المسارح المحليّة والعالميّة. والقهر من الظلم والتشرّ د ال��ذي مارسه تغ ّني سناء مع فرقة المذهبجيّة كما أ ّنها أسّست االحتالل على شعبها ،فهي تعتبر أنّ الحفاظ فرقة موسيقيّة خاصّة بها هي (فرقة نوى على األغنية التراثيّة التي تحمل وجدان شعبها أثر) نسبة لمقام «نوى أثر» الشرقيّ النادر في أفراحه وأتراحه ونقلها لألجيال القادمة االستعمال في الموسيقى العربيّة ،تعتمد سناء ضرورة أخالقيّة وإنسانيّة غايتها الحفاظ على في الكثير من أغانيها على التفريد (صولو) الموروث الغنائيّ المحلّيّ ،والذي هو جزء الذي يتطلّب مساحة صوتيّة واسعة ودراية من الموروث اإلنسانيّ كيال يكون هنالك بعلم المقامات الموسيقيّة وتلوّ ناتها ،ولصوتها انفصال بالمعنى الوجدانيّ بين الماضي جاذبيّة خاصّة تتميّز بالهدوء والدفء تخوّ لها والحاضر وما يتر ّتب عنه من ضياع هويّة وبمهارة أن تقدّم أغلب أغانيها بما يقال له شعبها وتراثه ،وبسردها لألغاني التراثيّة غنائ ّيا ً «الغناء بأسلوب البوح» وهو أسلوب ّ توثق المراحل محبّب وقريب من القلب يُشعر ك ّل مستمع معان وقيم وما تحمله من ٍ
newspaper@allsyrians.org
سناء موسى -انرتنت بحميميّة خاصّة به ويعتبر هو األسلوب األكثر سحراً ودفقا ً وجدان ّيا ً وتأثيراً على كا ّفة المستمعين بغضّ النظر عن تمايزاتهم الفنيّة والثقافيّة ،لذلك هي تعتمد في أغلب أعمالها على كلمات سهلة وبسيطة ورتم موسيقيّ يتميّز بجمل قصيرة ّ وجذابة وإيقاعات بسيطة خفيفة وهادئة. أحيت سناء حفالت غنائيّة في أغلب العواصم العربيّة كالجزائر والمغرب والقاهرة ّ ومثلت فلسطين في كثير من المهرجانات التي أقيمت في ال��دول األورب��يّ��ة مثل السويد وإسبانيا وعواصم أخرى ،وفي مهرجان صوت المرأة في بلجيكا حيث قدّمت ورشة عمل تخصّ األغنية التراثيّة الفلسطينيّة ،كما شاركت في مهرجان صوت المرأة في تطوان ،وقدّمت
أمسية متميّزة في معهد العالم العربيّ بباريس بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربيّة. في أسطوانتها (إشراق) جمعت سناء حكايات ّ ومؤثرة واستخدمت أصواتا ً فلسطينيّة بسيطة طبيعية لمس ّنات تجاوزن السبعين وفتيات فلسطينيّات ممّا أضفى على العمل بعداً إنسان ّيا ً ش ّفافاً ،شاركت في عام 2012بالتظاهرة التي أقيمت في الدوحة بعنوان (وطن يتف ّتح في الحريّة) لدعم الثورة السوريّة ،ما يميّز سناء في مسيرتها الفنيّة أ ّنها غ ّنت ح ّتى البسيط من األغاني واألهازيج الفلسطينيّة واستطاعت بأسلوبها الهادئ والمعبّر أن ترسم بها لوحات ّ فنيّة تترك في الوجدان انطباعا ً مؤثراً ال يفارقه بسهولة.
أسعد شالش
سوري ولد في مدينة «حسن الخ ّير» شاعر ّ القرداحة السور ّيةُ .ع��رف بح ّبه للعروبة. أشهر أعماله قصيدة «ماذا أقول» والتي انتقد فيها بشدّة النظام الحاكم واإلخوان المسلمين وتتم ّيز بالصدق والبساطة .قُتل في عام 1980ولم يعثر على جسده فل ّقبه البعض ب «لوركا العرب» .أسهم في حمالت محو األ ّم ّية للنساء في سورية. بعد استيالء حافظ األس��د على السلطة في واألخالقي إلى المالي سورية انتشر الفساد ّ ّ ّ ح ّد لم يكن معروفا ً في الستين ّيات ،وبدأ الشاعر بكتابة الكثير من القصائد المعارضة ومهاجمة يتعرض الشاعر السلطة لفسادها الكبير .لم ّ وقتها ألذى ألنّ حافظ األسد الذي كان في بدايات حكمه لم يرد استعداء مدينته وطائفته وتغاضى عن قصائده .ث ّم جاءت الق ّ شة التي قصمت ظهر البعير ع��ام 1979فشهدت سورية الكثير من حوادث القتل واالغتياالت، وكان النظام مسؤوالً عن القسم األعظم منها، لك ّنه اتهم الطليعة المقاتلة .لكن األكيد أنّ كثيراً من الناس قتلوا بدون أن يعرفوا لماذا قتلوا. أحد أصدقاء الشاعر كان ممن قُتلوا ،وكان متفوقا ً وحاصالً على شهادة الدكتوراه من ّ ّ ً أمريكا حديثا ،ورغم أنّ المتهم بالقتل كانت الطليعة -كون القتيل ينتمي للطائفة العلو ّية صب جام غضبه على النظام إلاّ أنّ الشاعر ّمح ّمالً إ ّياه المسؤول ّية الكاملة عن كل ّ ما يجري في البلد فقام بإلقاء قصيدة ّقو ّية في ذكرى تأبين الفقيد هاجم فيها حزب البعث ورفعت تطرق لما حدث لحماة األسد بشكل مباشر كما ّ ولحلب والالذق ّية .انتشرت القصيدة وتناقلها الناس شفه ّياً .وهنا ت ّم اعتقال الشاعر من أمام منزله ،ولم يره أهله بعدها ح ّيا ً أو ميتاً .إلاّ أنّ تسربت من بعض السجناء اآلخرين، األخبار ّ بأ ّنهم شهدوا إعدامه ،وأنّ األمن قام بقطع لسانه قبل االعدام. قصيدة :ماذا أقول؟
ّ الحق يعقبه جلد السياط وسجن ماذا أقول وقول مظلم رطبُ وإن كذبت فإن الكذب يسحقني معاذ ربّي أن يعزى لي الكذبُ ّ سكت فإنّ الصمت ناقصة إن كان بالصمت وإن ّ نور الحق يحتجبُ ّ الحق إن لك ّنني ومصير الشعب يدفعني سأنطق شاؤوا وإن غضبوا عصابتان هما :إحداهما حكمت باسم العروبة ال بعث وال عربُ وآخرون لباس الدين قد لبسوا والدين حرّ م ما قالوا وما ارتكبوا ً عصابتان أيا شعبي فكن ح��ذرا جميعهم من معين السوء قد شربوا أيقبل البعث أن تثري زعانفه باسم النضال ثراء ما له سببُ ؟ من أين جاؤوا به ح ّقا ً وجلّهم ما زانهم أبداً علم وال أدبُ ؟ وال تشقق كفّ فوق معوله في الحقل يوما ً وال أضناهم التعبُ وال تجلّى على أيدهم ه��دف وال تحرّ رت الجوالن والنقبُ ً هل السماء بكت من فوقهم فرحا فراح يهطل منها المال والذهب؟ ال تكذبوا! إ ّنها أموال أمّتنا ومن غذاء بنيها ك ّل ما سلبوا كم قد سمعنا بهيئات تحاسبهم لتستر ّد إلى الجمهور ما نهبوا فما رأينا سوى قول بال عمل كم في تصرّ فهم من عجبه العجبُ عال برتبته (لصّ ) ورتبته من سوئه انخفضت ولتخجل الرتبُ ّ إ ّن��ي ألخجل أن أحصي معائبهم أن��ى ذهبت تجلّى العيب والعطبُ قالوا :النقابات ،قلنا :إ ّنها كذب كم لعبة بمصير الشعب قد لعبوا؟! اخ��ت��اروا لك ّل قطاع العبا ً حذقا ً …….. ونصّبوه نقيبا ً بئس من نصبوا ومجلس الشعب ك ّل الشعب يعرفه ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا!؟ قالوا :وجبهتنا؟ قلنا :لقد صدقوا يوم البيان بما قالوا وما كتبوا ّ اذ قال قائلهم :إنا سماسرة نمشي كما يقتضيه العرض والطلبُ لم يصدقوا بحديث غيره أبداً وما عداه لعمري كلّه كذبُ سيعلمون جميعا ً أيّ منقلب يوم الحساب وما فيه هم انقلبوا مباحث السوء شاؤوا أن تشب بها نار الخالف وقد أغراهم اللهبُ آل الفقيد عزاء أنّ محنتكم من محنة الشعب ال تجدي بها الخطبُ فطن فحسبكم أنّ ك ّل صادق لئن نكبتم بحرٍّ ٍ ٍ الناس قد نكبوا يرضى فقيدكم دربا ً يوحّ دنا وليس يرضى إذا تاهت بنا ُ شعبُ سيسقط الغيث في أرضي وقد ظمئت وينجلي الليل والسحبُ
www.allsyrians.org
12
العدد 34
السنة الثانية
/ 9تموز 2015/
مقامات
ّ لكل مقام مقال
لصوص الحرب ال يدخلون من الشبابيك
بدنا حنكي
أثار الشاعر السوريّ «علي أحمد سعيد» (أدونيس) جدالً واسعا ً بعد حواره المطوّ ل مع أسرة تحرير جريدة السفير ،والتي كرّ ر فيها مواقفه السابقة من الثورة السوريّة ،وثورات الربيع العربيّ ،وتناساها منتقالً إلى صبّ هجومه على الدين اإلسالميّ .. هذا الحوار القى الكثير من االنتقادات بين المث ّقفين السورييّن والعرب ،نحاول فيما يلي نقل مجموعة من هذه اآلراء: قال وليد جنبالط: «الشاعر ،والمث ّقف الكبير ،والطامح لجائزة نوبل أدون��ي��س ،يحوّ ر وي��دور في جدليّته الفكريّة ،ليجد ك ّل األع��ذار إلدان��ة التوجّ ه األس��اس��يّ للشعب ال��س��وريّ ف��ي الحرّ يّة والكرامة ،وينسى أو يتناسى أنّ الشعب السوريّ وعلى مدى س ّتة أشهر انتفض سلم ّيا ً في ك ّل سورية ،وكان جواب النظام إطالق النار ،واالعتقال ،والتعذيب دون تمييز». الشاعر والروائيّ عبّاس بيضون قال:
أدونيس أس ٌد على اإلسالم، أرنب أمام األسد
«أدونيس في حديثه للسفير أثار كالعادة جدالً ك أنّ أدونيس كان يريده .المحتجّ ون ال أش ّ ّ عليه انتبهوا إلى أنه لم يقل كلمة عن نظام األس��د في حين انتقد المعارضة وخاصّة جانبها اإلسالميّ .يبدو أدونيس جريئا ً في نقده لإلسالم .ربّما تسرّ هذه الجرأة البعض بحيث ينسون أنّ منهج أدونيس في ذلك ليس تاريخ ّيا ً الب ّتة .فحين يرجع أدونيس إلى السقيفة يبدو أ ّنه يغفل عن التاريخ اإلسالمّي أو يتعامل مع اإلسالم وكأ ّنه بال تاريخ. إذا وضعنا جانبا ً صدقيّة حادثة السقيفة فإنّ أدونيس ينسى أنّ اإلسالم مرّ بعصور مختلفة كان آخرها االستعمار الغربيّ .فليس منطق ّيا ً أن نحاكم المجريات المعاصرة انطالقا ً من حادثة وقعت ،إذا كانت حدثت ،منذ 15 قرناً… ينسى أدونيس أنّ اإلس�لام الحاليّ يعيش عصره على طريقته وبمنطقه. إ ّن���ه ي��واج��ه فشل التحديث وال��رواس��ب الكولونياليّة والعولمة بهذا الهجوم على
العصر الذي هو أيضا ً معاصرته .ليس في األمر استمراريّة للسقيفة ،إ ّنه موقف معاصر بلغته الخاصّة. ف��ي ج��رأت��ه على اإلس�ل�ام يبدو أدونيس استفزاز ّيا ً ليس أكثر .وك ّنا نتم ّنى أن تكون له الجرأة نفسها ال ا ّتجاه حادثة من 15قرنا ً ولكن اتجاه اليوم ،اتجاه النظام األسديّ مثالً». الصحفيّ والباحث المتو ّكل طه ،قال: «ليس جديداً ،وليست هي المرّ ة األولى التي يغلّف فيها أدونيس أزمته الذاتيّة ،أو أزمة محتواه الثقافيّ ،بغالف من الفلسفة واالنتقائيّة التاريخيّة ،لك ّنه هذه المرّ ة سقط ،ليس فقط في وحل التناقضات ،وإ ّنما في دوّ امة اضطرابه الجوّ اني ،فهو أسقط أفكاره ورغباته وما يشتهي على ربيع الثورات ،التي جعلها خريفا ً ينبئ باليباب .وهو بانتقائيّته التاريخيّة سحب حالة على حالة مختلفة تماماً».
محادي فهد ّ
/1 في منتصف طريق النزوح تذ ّكر أ ّنه نسيّ نافذة غرفته مفتوحة ..قال البنه :ال تهتم .. لصوص الحرب يدخلون من الباب .. /2 عندما وقفت في قرية «هاسا» في الجانب التركيّ ،نظرت لجسر «هره دره» في الجانب السوريّ ،تذ ّكرت طفولتي ،حين كنت أعتلي الجسر وأسأل من بقربي :ما اسم تلك القرية؟ يردّ« :خاصا» ،هكذا بالكرديّة تلفظ ..خلف قرية «خاصا» تماما ً جبال طوروس ..من فوق جسر «هره دره» ،كنت أف ّكر لو وقفت على قمّتها هل سأرى العالم كلّه..؟ اليوم خطرت لي ذات الفكرة :لو وقفت على قمّتها هل سأرى «عفرين» كما ودعتها....؟؟ /3 صباح الصمت والضباب وهدوء ضاع فيه صمام األمان صباح الذين قتلوا قبل نفوق الطاقة في أجسادهم ،والجسد أخرس مطاوع للكثير من الهراء صباح الذين شطحت بهم الروح واختاروا السماء سجلاّ ً ألسمائهم ،واالسم صوت من االعتباط.. صباح الشرفة النازحة للبكاء كامرأة هجرها زوّ ار الحكايا السافرة صباح األشرفيّة ..حلبة رقص الديكة ألملم الريش المنتوف أرسم المشهد األخير وأهدي الوطن اسمه الذي نسيه في دمعة طفل ،كان ال يرغب في انشطار أبويه إلى ألف جزء ألجل ابتسامته! /4 ّ لم أكن هناك ..حين كان الموت يحتفي بخفيه الهوائيّتين لم أكن هناك ..ال تصدّقوا بكائي ..خبر موت الصديق من بعيد ال يُبكي لم أكن هناك ..ألشهد على الموت بموتي .. /5 سبحت في النهر األسود وشربت الشاي في « »gole betmaneاسترحت حين الصعود إلى « »çaye bılelتحت شجرة بلّوط هرمة ..ث ّم استقام ظهري في المشي ح ّتى وصلت فسحة « »ermiteوافترشت ضفة الطريق بانتظار «بيك آب» كي أكمل مشواري أليّة قرية ،ففي أيّة قرية لي صديق. الظالم يصعد من خلف طوروس ،تبدأ حيوانات الغابة بالنشاط والهسهسة ،مالمح القرى تختفي من أمامي ،البيك آب لم يأتِ ..إذاً ال ب ّد من السير ح ّتى قرية « »mosekoأبدأ سيري ببطء من فوق نفق س ّكة القطار ،تزداد سرعة سيري مع تصاعد أصوات حيوانات الغابة ،التي ال أتعرّ ف منها إلى على صوت « »çeqelaأنظر إلى السماء ،ال قمر ،هذا جيّد ،فالذئاب تنشط في وجود القمر . أقترب من البيوت ،نباح الكالب يعلو ،الكالب أكثر لؤما ً في غياب القمر ،كالب القرية لم تتعرّ ف عليّ ؟ أو تقصدت ذلك ،أنا الضيف الصيفيّ المداوم ،لم تتعرّ ف عليّ رغم ابتسامتي المتعارف عليها ،طاردتني كرجل غريب ال يعرف التوسّل ،طاردتني ح ّتى عدت إلى النهر األسود واسترحت على الضفة األخرى تحت دفلى مستمتعا ً بعواء الذئاب. /6 انتظرتني ح ّتى القذيفة السابعةّ ، تأخرت بسبب ز ّخ الرصاص ،لملمتها أشالءً ،لم تكن أشالء روح كما العادة منذ عامين، كانت قطع حارّ ة ولزجة.. حممّد جيجك
ال للس ّماعات ..ال للضوضاء
الفيفا ..فيلم هوليودي جديد
يقول الخبراء إنّ استخدامنا المتزايد لسمّاعات األذن لالستماع للموسيقى وغيرها ،يسهم في تدمير قدرتنا على السمع .ويعتبر الح ّد األقصى لشدّة الضوضاء المسموح بالتعرّ ض لها في أماكن العمل عند مستوى 85ديسبل ،وهو ما يعادل ما يصل إلى مسامع راكب سيّارة من ضجيج ناجم عن حركة السير في شارع بإحدى المدن.
سيصدر قريبا ً كتاب عن فضيحة فساد اال ّتحاد الدوليّ لكرة القدم (الفيفا) للمؤلّف والصحفيّ األمريكي «كين بنسينجر» ،وسيحوّ ل كتاب «هاوسيز أوف ديسيت» إلى فيلم روائيّ طويل لصالح شركة «وورنر براذرز». ومن المتو ّقع أن ير ّكز الفيلم على شخصيّة األمريكيّ «تشاك بليزر» المسؤول السابق بالفيفا.
ف��ي دمشق سيلحظ العابر أنّ الوجوه المتعبة (بمن فيهم جنود وض��بّ��اط األس���د) وتعليقاتهم الغامضة ،لم تعد تشي بأيٍ من أن���واع الطمأنينة ،التي كانوا ي ّتكئون عليها في العامين الماضيّين .وسوف تكشف تعليقاتهم الساخرة أنّ السؤال لديهم لم يعد :هل سيرحل األسد؟ لقد تحوّ ل إلى :م ّتى سوف يرحل؟
Malek Daghestani
صاروخ بمرحلة شذوذ
ّ محطة انفجر ص��اروخ غير مأهول كان م ّتجها إلى الفضاء الدوليّة ،بعد دقائق فقط على بداية رحلته ،إذ كان من المفترض أن يوصل الصاروخ «فالكون »9رزما ً من اإلمدادات تزن أكثر من ط ّنين إلى رجال الفضاء ّ بالمحطة. ولم يُعرف سبب االنفجار ،لكنّ شركة «سبيس إكس» قالت في تغريدة :إنّ الصاروخ مرّ بما وصفتها بمرحلة شذوذ!
رئيس التحرير بسام يوسف َ
أ ّمة مارقة ..احذروا ص���در ح��دي��ث��ا ً عن ال��م��رك��ز ال��ق��وم��يّ للترجمة – القاهرة، كتاب «أمّة مارقة» للخبير االقتصاديّ األم��ي��رك��يّ «كاليد بريستوويتز» .يقع ال��ك��ت��اب ف��ي 464 صفحة ويتألّف من عشرة فصول .يقول المؤلف في المقدّمة: إنّ أم��ي��رك��ا دعمت الكثير من الديكتاتوريّين ،ما داموا يعملون لحسابها وتنفيذاً ألهدافها في معاداة الشيوعيّة زمناً ،وفيما تسمّيه اآلن بالحرب ض ّد اإلرهاب.
هيئة التحرير ّ بشار فستق -غزوان قرنفل ثائر موسى -عزّة البحرة
newspaper@allsyrians.org
االخراج الفني منير األيوبي
التحليق بطائرة الظهر س��ت��ت��و ّف��ر ق��ري��ب��ا ً في األس��واق طائرة الظهر «ج��ي��ت ب����اك» ،وه��ي ط��ائ��رة صغيرة تثبّت على ظهر الراكب ،ويبلغ ثمنها 150ألف دوالر، وتقول شركة «مارتن إيركرافت» النيوزيلنديّة المطوّ رة للمشروع إ ّنها ستغيّر مشهد عمليّات البحث واإلنقاذ. وقد تم ّكن زوّ ار معرض باريس الجوّ يّ من تجربة شعور التحليق بحقيبة الظهر الطائرة التي ستصل شحنتها األولى إلى األسواق عام 2016
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
تعليقا ً على مقال «رئيس الدفاع المدنيّ السوريّ يُحرج مجلس األمن بشأن براميل الطاغية» هؤالء يا بعد قلبي ال يُحرجون أل ّني أبصق يوم ّيا ً عليهم ولم يُحرجوا سالم الشمري سيّارة إسعاف واحدة في مدينة إدلب ،فريق دفاع مدنيّ صغير ،شباب متطوّ عون بدون أيّ دعم fadi zyada
وقف «رائد الصالح» مدير الدفاع المدنيّ ال��س��وريّ ،أم��ام أعضاء مجلس األم���ن ال���دول���يّ ف��ي 26 حزيران 2015قائالً: لست سياس ّيا ً وال دبلوماس ّيا ً وإ ّنما أنا مجرّ د عامل بحث وإنقاذ ،لذا اعذروني لصراحتي فيما سأقوله فمأساة شعبي ال تحتمل مواربة في طرحها. أدعوكم بداية لمشاهدة هذا الفيديو القصير كلمحة عن عملنا إزاء البراميل المتفجّ رة: https://www.youtube.com/watch?v=6h0VDhENotI
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org