انترنت
ص3
ص5
ظاهرة الشبّيحة والغطاء سؤال المصير يعصف بالمواالة
ص7
آليّات قمع بمس ّميات مختلفة الهيئات والمحاكم الشرعيّة – حلب نموذجا ً
خارطة عسكريّة ترسمها أقدام الثوار النظام في مرحلة الالتوازن واإلنهاك
االفتتاحية
المشروع الوطني وراهن الثورة السورية www.allsyrians.org
منذ أن انطلقت الثورة السورية ،كانت هناك حاجة ملحة إلى بلورة مشروع وطني جامع ،تتبناه قواها الفاعلة ،وتسيرعلى ضوئه فعالياتها ،لكن أغلب السوريين الذين انخرطوا في الثورة السورية اعتقدوا أن مسار الثورة يتطلب فقط العمل على هدف وحيد هو (إسقاط النظام) ،وبعد تحققه سيكون هناك مراجعة كاملة وصياغة جديدة لكل متطلبات قيام الدولة الجديدة. كان من الممكن الركون إلى هذه الفكرة لو أن هدف اسقاط النظام كان مؤكدا ً وسريعاً، لكن استمرار الصراع لزمن طويل جعل من غياب هذا المشروع نقطة ضعف في وجه الثورة ومصدر قوة للنظام. ال يمكن لنا أن نغيّب أو نتجاهل عدّة محاوالت جرت في هذا المنحى ،فقد قدّمت المعارضة السورية (على عج ٍل) وثائق أولية في عدّة مؤتمرات ،واعتبرت في حينها كافية ّ ، لكن هذه الوثائق اكتفت بخطوط عريضة مؤقّتة في طابعها العام ،وخاطبت فقط القشرة السياسية وربما كان دافعها األول هو إقناع أطراف دوليّة لها تأثيرها بأنه لدى المعارضة ماتقوله ،أي أن هذه المشاريع لم تنضج في جوهرها وعمقها لتصل إلى صيغة مشروع وطني قادر على استقطاب السوريين الباحثين عن حلمهم بدولة عصرية ،مهما اختلفت توجهاتهم ومواقعهم وانتماءاتهم. غياب المشروع الوطني أعاق إلى حد كبير انتصار الثورة السورية ،وأدى أيضا وفي ضوء العنف المفرط للنظام ،إلى نكوص في المفاهيم الوطنية التي كان من الممكن البناء عليها وتقويتها وتحديد تخوم الصراع على أساسها ،لكنه وبغياب المشروع الوطني تم استبدال هذه التخوم لتصبح عامل إجهاض للثورة بدالً من أن تكون عامل استنهاض لها. ساهم غياب المشروع الوطني أيضا في تدهور حضور الثورة في أذهان السوريين، وحتى في أذهان مؤيديها من غير السوريين ،إن وضوح الهدف األول حين انطالق الثورة ،والذي يمكن تلخيصه بتغيير النظام ،شكل عامل استناد للثورة في اندفاعتها األولى ،لكنه ،وفي غياب البديل عن النظام ،وامتداد زمن الصراع ،جعل من األمر أزمة فتحت الباب أمام المشاريع الالوطنية لكي تتمدد وتنمو فتصبح عقبات جديدة في وجه المشروع الوطني القادم. إن هدف إسقاط النظام -على أهميته -ال يكفي إلنجاز ثورة وطنية تؤسس لدولة ذات سيادة وقابلة للحياة والتطور ،يجب أن يترافق هذا الهدف مع وضوح أهداف أخرى كشكل الدولة ومؤسساتها ومرجعياتها وقانونها ودستورها ،سيما أن سوريا لم تعرف حتى اليوم صيغة الدولة بمفهومها الحديث . ال يمكن أن يصاغ برنامج وطني انطالقا ً من الرغبات والكتب والنظريات ،إن أي مشروع وطني البد أن يرتكز أساسا ً على الحد الحضاري الذي وصله المجتمع ،وأن يستند بعد هذه السنوات من مجريات الثورة وأحداثها ،إلى مفاهيم جديدة تأخذ بعين االعتبار المشهد الثقافي والسياسي والديني واالقتصادي للمجتمع السوري في ضوء التمزق الحاد الذي أصاب بنية هذا المجتمع ،أفقيا وعموديا وفي كل االتجاهات. قد يكون من الجنون أن يرى البعض في الدولة الدينية صيغة قادمة لسوريا ،ماتحتاجه سوريا اآلن وأكثر من أي وقت مضى ،هو صيغة الدولة العلمانية الديمقراطية ،صيغة يمكنها الحفاظ على شكل الدولة جغرافيا ً وبشريا ً وتبعدها عن هاوية الصيغ التي ستزجها في دوامة حرب ستفتق بنيتها االجتماعية أكثر مما تفتقت. قديكون الحفاظ على سوريا هو الهدف االهم ألي مشروع وطني ،أي بقاء سوريا على قيد الحياة ،هل سيبادر السوريون إلى اعتبار بقاء سوريا المصلحة األولى واألهم والتي تتراجع أمامها كل المصالح؟.
سياسية ثقافية نصف شهرية
السوري ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح نحاول أن تكون فضا ًء إعالم ّياً مفتوحاً عىل الشأن ّ سوري ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،محاولة جا ّدة للمساهمة يف صناعة إعالم ّ يؤسس لصياغة الهويّة الوطن ّية الجامعة وطني جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي ّ سوري جامعّ ، ّ
السنة الثانية
العدد 36
2015 / 9 / 3
12صفحة
حركة “أحرار الشام” تمنع أربعة صحف
رابطة الصحفيّين السورّيين تر ّد
ي للحريّات الصحفيّة أصدر المركز السور ّ في رابطة الصحفيّين السوريّين بيـاناً ،حول الحريّات اإلعالميّة في المناطق التضييق على ّ الشماليّة من سورية ،قال فيه: للحريّات الصحفيّة في ي ّ يتابع المركز السور ّ رابطة الصحفيّين بأسف شديد أخبار تصاعد االنتهاكات ّ المحررة، بحق اإلعالم في المناطق ّ أو الخارجة عن سيطرة النظام أو تلك التي له وجود ضعيف فيها ،تلك االنتهاكات التي يستند مرتكبوها إلى أسباب واهية يقف على رأسها ي تارة ً والسياسي تارة ً أُخرى، ال ُم ّ حرم الدين ّ لتتفرع عن ذلك كلّه اتّهامات ّ بحق اإلعالميّين، ّ تذ ّكر السوريّين بالقمع الذي مارسه النظام ي ،الــذي كــان ،وال يــزال خالل ذلك الــســور ّ يطرح نفسه كحام لألديان ومصدر لتوزيع شهادات الوطنيّة. الحريّات قرارا ً أسود ذاك الذي يعتبر مركز ّ اتّخذه ممثّل حركة «أحرار الشام» في معبر ي بين سورية وتركيا، باب الهوى الحدود ّ والذي منع بموجبه دخول أربعة من صحف
الشبكة السوريّة لإلعالم المطبوع ،وهي :كلّنا الحريّة ،عنب بلدي سوريّون ،طلعنا على ّ وصدى الشام إلى مناطق سيطرة المعارضة السوريّة لتوزيعها هناك. ويرى أيضا ً في القرار الذي اتّخذته مديريّة اإلعالم في اإلدارة الذاتيّة الديمقراطيّة ،التابعة ي في القامشلي لحزب االتّــحــاد الديمقراط ّ بمنع قناتي األورينت وروداو من التغطية الميدانيّة في مناطقها ،وكذلك منع إدخال بعض تلك الصحف في وقت سابق قــرارا ً ّ صة ّ مسوغات يستحق التوصيف ذاته ،خا ّ وأن ّ الجهتين تتشابهان ،من جهة القول باإلساءة إلى شخصيّات محدّدة ،والقول بعدم االلتزام بمقاييس وضعتها تلك الجهات لنفسها ،وعدم استنادهما في ذلك إلى أحكام قضائيّة عادلة، تتوفّر فيها ضمانات الدفاع. الحريّات ّ ي قد يذ ّكر مركز ّ بأن الشعب السور ّ خرج في ثورته عام 2011للحصول على حريّته واستعادة كرامته ،وللتخلّص من حصيلة ّ عقود من الظلم واالستبداد وك ّم األفواه ،وليس الستبدال مستب ّد بمستبد آخر ،أو لخلق سلطات
إضافيّة ،موازية تستكمل المه ّمة التي يعجز النظام عن القيام بها بسبب غيابه عن المكان، الحريّات التي دفع السوريّون فتعاونه على قمع ّ ثمنا ً غاليا ً للحصول على بعضها ،وهم ليسوا مستعدّين للعودة إلى عهد ما قبل الثورة. للحريّات الصحفيّة في ي ّ يدعو المركز السور ّ رابطة الصحفيّين السوريّين جميع األطراف، ّ خط معاد صة تلك التي ترى نفسها في وخا ّ ّ للنظام ،وتطرح نفسها كممثل للثورة التي قامت صة عليه إلى االلتزام بالقوانين الدوليّة الخا ّ الكف عن ممارسة بحماية اإلعالميّين ،وإلى ّ للحريّات ض والتعر الرقابة على اإلعــام ّ ّ ّ بحريّة ،كما وحق نقل المعلومات اإلعالميّة ّ تدعوها إلى عدم ممارسة سياسة انتقاميّة وإقصائيّة ّ بحق الفكر المختلف والتغطية المهنيّة بحريّة لألخبار ،وإلى ترك اإلعالميّين يعملون ّ مع الحفاظ على سالمتهم وحمايتهم خالل ذلك.
للحريّات الصحفيّة السوري المركز ّ ّ 2015/8/18
انترنت
ص 12
في البدء كان الجسد
سام يوسف ب ّ
انترنت
ص6
الالجئون السوريّون في أوربّا أوجاع الحاضر وخوف من المستقبل
انترنت
ص 10
بين اإلبداع والسياسة واألخالق
ص3
نظام األسد وجريمة بيع الوطن
انترنت
ص8
إلغاء المناهج وإدراج المشايخ
2
قراءة سياسية
السنة الثانية
يا نار .....كوني برداً وسالماً على سورية!
كيف ومن يردع إيران؟
ارتداد السحر على الساحر
النظام عمل عىل إنشاء زنزانات وسجون قمعيّة تحت األرض تفوق عدد الجامعات واملدارس ،وبدل أن ينرش الوعي الثقا ّيف ويواكب والديني القومي التعصب العرص ،نرش مفهوم ّ ّ ّ العصابات التي حكمت ،وتحكم سورية تتاجر بك ّل غا ٍل وثمين ،لنهب البلد ،تاريخه، ثقافته ،ثــرواتــه ،اقتصاده ،نفطه ،وجميع ممتلكاته؛ ويقتلون كــ ّل مــن يعارضهم، ويفرغون البلد من ك ـ ّل القيم االجتماعيّة ّ والثقافيّة والحضاريّة لخدمة حفنة من المرتزقة ّ وقطاع الطرق الذين ال يه ّمهم ّإل مصالحهم الفئوية ،وما أرخص اغتيال ك ّل من يقف في ّ طريقهم! قانون عصابات المافيا هو قانون الغاب ،القوي يأكل الضعيف. ي الحاكم في رسم مضى النظام االستبداد ّ سياسة التمييز والعنصريّة ،وذلك بتهديد ما تبقّى من األواصر والخيوط التي تربط مصائر المكونات في سورية العرب والكورد ،وك ّل ّ دوامة بعضها ببعض، ّ وجر البالد والعباد إلى ّ حول الصراعات العنصريّة والطائفيّة ،بعد أن ّ بالحريّة والكرامة إلى الثورة السلميّة التي نادت ّ السنّيّة – العلويّة ،وجعل من الطائفة العلويّة دروعا ً بشريّة وحاضنة متقوقعة على نفسها، وذلك من خالل اقناعهم ّ أن النظام هو المنقذ لهم من الكوارث التي قد تلحق بهم من الطائفة السنّيّة ،وأدخلهم في نفق مظلم وجعل منهم فئة معزولة عن المجتمع، على الرغم من ّ أن غالبيّة العلويّين شهدوا المآسي والويالت من النظام مثل غيرهم ،سجون النّظام وأقبية األجهزة األمنيّة تشهد بذلك. في اآلونة االخيرة ومن خالل متابعتي لصفحات التواصل ي، االجـــتـــمـــاعـــ ّ وشــبــكــات اإلعـــام ي والــمــقــروء، الــمــرئ ـ ّ لغالبيّة مــن يــسـ ّمــون أنفسهم صة ثوريّين ومن معارضي النظام ،وبخا ّ الذين يعيشون في الخارج ،هذا الك ّم الهائل من االتّهامات المتبادلة والشتائم ،واستخدام أسلوب النظام في التعامل بين بعضهمّ ، وأن ك ّل من يعارض أفكارهم وآرائهم هو عميل إ ّما للنظام أو لدول أجنبيّة أو مجاورة ،وظهور لغة المكونات عنصريّة من بعض األشخاص من ّ السوريّة ،والتكلّم بلغة الطائفيّة والمذهبية؛ ك ّل ّ بمخططات النظام التي عمل هذا يذ ّكرني عليها لعقود ،وهؤالء ينفّذونها بحذافيرها. أ ّما في الداخل ورغم المآسي والويالت من المكونات القتل والقمع والجوع والحصار ،فك ّل ّ تتضامن مع بعضها ،وما نزوح أهل الحسكة المكونات باتّجاه مناطق الشمال ومن مختلف ّ واستقبالهم من قبل األهالي ،غير دليل على ّ أن الداخل أوعى من غالبيّة هؤالء العنصريّين؛ وكان من المفترض أن تكون العمليّة عكسيّة، وأن يكون الذين يعيشون في الخارج ،وهربوا ي، من بطش النظام ،أن يلعبوا الدور التوافق ّ وأن يعملوا على العدالة االنتقاليّة والسلم
ي ،ولكنهم -على ما يبدو -لم يتعلّموا من األهل ّ ك ّل الدورات التي خضعوا لها هذه السنوات ّ المنظمات الدوليّة ،ولم يغيّروا من من قبل العقليّة األسديّة التي ُزرعت في عقولهم؛ لذلك نحتاج إلى الثورات على الذات ما دام ب ّ شار يعيش في عقل وممارسة غالبيّة الذين يس ّمون أنفسهم مسؤولين ومعارضين!! ّ إن ممارسات هؤالء تذ ّكرني بممارسات النظام ض ّد معارضيه من خالل التهم الجاهزة على الطاولة في محكمة أمن الدولة العليا ،فك ّل بالحريّة والكرامة ي كان ينادي ّ معتقل عرب ّ والديمقراطيّة وتوفير لقمة العيش كان يتّهم بارتباطه بإسرائيل والصهيونيّة العالميّة ي وبمؤامرة كونيّة على سورية ،وك ّل كورد ّ معتقل سياسيّا ً كان يتّهم باالنفصاليّة واالرتباط بدول تحيك مؤامرات على البالد!! لذلك ّ فإن النظام عمل على إنشاء زنزانات وسجون قمعيّة تحت األرض تفوق عــدد الجامعات والــمــدارس، وبــدل أ ن يــنــشــر
ي الوعي الثقاف ّ ي ويواكب العصر ،نشر مفهوم التع ّ صب القوم ّ ي ،ومــارس مفهوم القمع واإلرهــاب والدين ّ المنظم ،وأبدع في نشر ثقافة اإلرهاب المنظمّ ّ ي من خــال الكتب المدرسيّة، والــفــوضــو ّ وخرب عقول األطفال والشباب في المدارس ّ والجامعات ،وجعل من المادّة الثامنة من الدستور قبضة حديديّة على رقاب الشعب ليمنع أيّة حركة سياسيّة حقيقيّة من الظهور، وحتّى أفــراد «حــزب البعث» لن يستفيد أحدهم من النّظام إن لم يكن عميالً للمخابرات واألجهزة األمنيّة. المادّة الثامنة من الدستور والتي تعتبر حزب البعث قائدا ً للدولة والمجتمع ،جعلت زمرة وتحول سورية ضيّقة تتح ّكم بزمام األمور، ّ إلى دولة مخابراتيّة عصابويّة ،لنهب ثروات البلد واقتصاده ،واالستيالء على العقول من خالل نشر ثقافة الفساد واإلفساد ،وك ّل ذلك تحت يافطة األحكام العرفيّة وقانون الطوارئ ي كبير التي ّ حولت سورية إلى سجن انفراد ّ ي ليس ألبنائها .هدف هذا النظام األساس ّ
سورية كبلد ودولة وإنّما للحفاظ على مملكتهم القمعيّة واالستبداديّة. ال خالف على ّ أن العالم بأجمعه استفاد ويستفيد من الثورة التكنولوجيّة ،التي جعلت من الكرة ّ لكن وسائل هذه األرضـيّــة قرية صغيرة، ي، الثورة ،وفي قلبها مواقع التواصل االجتماع ّ لم تسلم كك ّل جديد أتيح للبشر ،من حمق االستخدام الذي يُحيل ك ّل نعمة إلى نقمة؛ هذه الوسائل التي سقطت في يد الجميع بداعي التطور أصبحت في متناول الكبير والصغير، ّ ّ العاقل واألهوج ،المتعلم والجاهل ،حسن النيّة والمغرض ،فاختلط الحابل بالنابل ،وهناك من حول هذه الوسائل إلى وقود للفتنة يرمونه يمنة ّ ويسرة ويسكبون الزيت على النار. نشاهد جميعا ً ما تع ّج به مواقع التواصل ي من هجوم على المذاهب واألديان االجتماع ّ والمكونات ض ّد بعضهم، ّات ي والقوم والطوائف ّ ولم يتوقّف هؤالء للحظة ليف ّكروا ّ أن ما أصاب سورية قد أصاب أبناء الوطن كلّه. (توتير)( ،فيسبوك) وغيرهما من طرق ي والمسموع الــتــواصــل ،واإلعـــام المرئ ّ والــمــقــروء تــضـ ّم عــشــرات مــن المقاالت والتغريدات العنفيّة والعنصريّة والتكفيريّة، ومكونات المجتمع بعضهم وتحريض أفراد ّ المكونات من المذاهب ض ّد البعض ،أليست ك ّل ّ والطوائف و القوميّات -منذ زمن طويل موجودة و متعايشة!؟ فلماذايحاولون إقصاء بعضهم وإظــهــار الحقد علناً؟ ـس الحاجة ونحن بــأمـ ّ إلــى ل ـ ّم الشمل والوحدة الــوطــنـيّــة ،الــتــي خرجت الجماهير إلى الشوارع منذ بداية الــثــورة ونــادت (واحــد واحد واحد ،الشعب السوري واحد) ،وكانت ّ الحق الحريّة والكرامة وإحقاق ثورتنا من أجل ّ المكونات واألطياف من مختلف للجميع من ّ ي تعدّدي ،أال يدرك خالل دستور ديمقراط ّ هؤالء خطورة ما يقومون به من زرع الفتن بين الناس ،وأنّهم يخدمون النظام ورموزه ّ ومخططاته بشكل مباشر أو غير مباشر؟ ّأل يعلم هؤالء ّ يتجرع هذا الس ّم هم أن ّأول من ّ أنفسهم وسيشربون من الكأس نفسها؟ وال ب ّد أن يرت ّد السحر على الساحر ولو بعد حين. هناك من يؤيّد هذا اإلرهاب أو ذاك بصورة ّ بتطرف مبطنة أو خفيّة ،وهناك من يتحدّث ّ واضح وصريح ،وهناك من التزم الصمت وأخفى حرمة القتل وخطورة التأليب وسكت عن زرع الفتن. هل يعني هذا ّ أن قلوب هؤالء الصامتين عن ّ الحق تفيض بما هو أسوأ من ذلك ،بل إظهار يؤيّدون ذلك؟ أم هم يدعون أن تكون النّار بردا ً وسالما ً على سورية؟
د .مح ّمد محمود
سورّيو التيه .. بتاريخ 2015 \ 8 \ 7صرح فاروق جليك ي أنّه « ال توجد خطط لدى وزير العمل الترك ّ وزارته لمنح تصاريح عمل لالجئين السوريّين ّ «ألن مثل هذا اإلجــراء» سيكون في تركيا ظالما ً لألتراك الذين يبحثون عن وظيفة». ويأتي هذا التصريح مناقضا ً لتصريحات سابقة أطلقها الوزير نفسه ونشرت في العديد من المواقع اإللكترونيّة عن ّ أن السماح بتشغيل السوريّين لن يؤثّر على فــرص العمل المتاحة لألتراك، ّ وأن ث ّمة أكثر من خمسين ألف فرصة عمل متاحة وال يجدون من األتراك من يشغلها! ّ الشك – ومن المسلّم بداية ّ به ّ - الحق ي ك ّل أن للمواطن الترك ّ في الحصول على فرصة عمل في بلده، باعتبار ذلك أق ّل واجبات الدولة التركية تجاه مواطنيهاّ ، لكن ذلك ال يعفي السلطات التركيّة من مسؤوليّاتها األخالقيّة والقانونيّة تجاه الالجئين السوريّين على أراضيها وفق القوانين الدوليّة ،حتّى لو لم تُدرج السوريّين ضمن فئة ي. الالجئين حسب قانون الحماية الدول ّ لع ّل عمليّة بسيطة للرصد والمتابعة لمسألة هجرة السوريّين الثانية وركوب البحر ،رغم ك ّل المخاطر والنتائج الكارثيّة أحيانا ً على المهاجرين غير الشرعيّين المنطلقة من األراضــي التركيّة باتجاه الجزر اليونانيّة، تشي بـ ّ ـأن النسبة تضاعفت خــال النصف
newspaper@allsyrians.org
األول من العام الجاري بما ال يق ّل عن خمسة ّ أضعاف ما كانت عليه خالل السنوات الثالث الماضية ،وهي نسب مرعبة تعكس مدى اليأس واالحباط الذي حاصر السوريّين من مآالت ي األوضاع في بلدهم أوالً ،ما يحجب عنهم أ ّ أمل بالعودة القريبة إليه ،ومن إمكانيّة البقاء في تركيا حيث تغلّق أمامهم األبواب وتضيق عليهم سبل العيش واالستمرار . ولـــأمـــانـــة واإلنـــصـــاف حــاول الكثير مــن السوريّين التأقلم والعيش فــي تــركــيــا التي تشبهنا في نمط العيش والطبائع المشرقيّة ،وتعلّم الكثير منهم اللغة التركيّة أمالً في التكيّف وتحسين سبل التواصل مع اآلخر ،وحاول الكثيرون خلق فرص عمل صة بهم .نجح العض منهم وفشل أكثرهم، خا ّ ّ وكان الروتين واإلجراءات الرسميّة المعقدة وتضارب القرارات وغموضها سببا ً مه ّما ً في هذا الفشل. ففي هذا البلد ال يمكن لمن ال يملك رأسمال كبير نسبيّا ً أن يخلق لنفسه فرصة للعمل والعيش الكريم بحدوده الدنيا ،أ ّمــا أولئك البسطاء ممن يعملون مياومة فهم ليسوا فقط ضحايا االستغالل باألجور وإنّما هم أيضا ً ضحايا االستنزاف آلدميّتهم في ساعات العمل الطويل والمرهق ألكثر من 12ساعة مقابل أجر زهيد ال يقي من عوز وال يغني من جوع !!.
العدد 36
2015 / 9 / 3
وعلى الوجه اآلخرّ ، فإن معظم الجمعيّات والتج ّمعات والمدارس والمؤسّسات السوريّة، التي يفترض أنّها وجدت أو ر ّخصت لخدمة السوريّين ،وتوفير فرص عمل لهم ،أثبتت فشلها المريع واستغاللها القميء لحاجات الناس ،وكانت تلك الكيانات أقرب لمجموعات اختص فيها األقارب عمل أو شركات عائليّة، ّ والمحاسيب بفرص العمل دون النظر إلى صص ،وهذا ما آل القدرة أو الكفاءة أو التخ ّ بها إلى الفشل ،فضالً ع ّما شاب أعمالها من ي ،فصارت ي واإلدار ّ شبهات الفساد المال ّ مرتعا ً للجهلة وأنصاف المتعلّمين وبعض ّ المتلطين بالدين بوصفه الوسيلة األكثر نجاعة الستجالب الدعم لها ،وبالتالي لم تقدّم هذه الكيانات فرص عمل حقيقيّة للسوريّين ،وكانت مجرد أداة من أدوات القهر وإعادة االخضاع. ّ يتساءل بعض الخبثاء أو الشامتين -فيما تكسو وجوههم عالمات الت ّ شفي رغم محاولة االيحاء بشعور الغيرة والخوف على السوريّين واليد تعبث بالكرش المتر ّهل تخمة – كيف يرمي هؤالء الـ (أغبياء) أنفسهم أو أوالدهم في فم البحر؟! ولكن هل عاد يملك السوريّون ّإل بعض أمل في بحر هو أقّل شراهة اللتهام لحمهم ي وابتالع أرواحهم من بني جنسهم علّهم الح ّ يصلون الضفة األخرى ،حيث ربّما فرصة أو ح ّد أدنى من أمل صارت آفاقه في هذا المشرق مسدودة؟.
المحامي غزوان قرنفل
«أوباما» أمام اعتراض الكونغرس على االّتفاق يل مبامرسة ماذا لو نجح الحزب ّ الجمهوري واللويب اإلرسائي ّ الضغط ومنع الكونغرس من املصادقة عىل االت ّفاق؟! يستمع الكونغرس في الواليات المتّحدة من خالل النواب والشيوخ في الجلسات لجان منبثقة عن مجلسي ّ التي تعقدها خصيصا ً من أجل مناقشة تفاصيل بنود ي مع إيران .وبوجود الغالبيّة الجمهوريّة االتّفاق النوو ّ يسود في األجواء كالم يرفض بل ويندّد باالتفاقيّة، وكرره ويساير موقف إسرائيل أحياناً ،الذي أعلنه ّ رئيس وزرائها «نتنياهو». ي أن تقوم اإلدارة األميركيّة عبر وكان من الطبيع ّ وزراء الدفاع والخارجيّة والخزانة ،وكذلك على مستوى رئاسة هيئة األركــان األمريكيّة العا ّمة، بمحاوالت استرضاء إسرائيل واللّوبي* الداعم لها في األوســاط السياسيّة واالقتصاديّة األميركيّة مثل «إيــبــاك»** ،لتهدئة الحملة التي يقوم بها ضا ّخا ً تعودت عليه في مثل هذه الماليين من الدوالرات لمحاربة االتفاقّ . تكرر اإلدارة ما ّ ي لها في المنطقة والتزام اإلدارة المواقف وتؤ ّكد ضمان أمن إسرائيل ّ والتفوق النوع ّ بذلك .وكذلك التذكير ّ بأن إسرائيل الصديقة ستكون الدولة األولى والوحيدة التي ستصلها خالل أشهر أحدث طائرات أميركيّة من طراز «الشبح »35باإلضافة إلى شبكتين جديدتين مضادّتين للصواريخ ،وأخيرا ً تتع ّهد اإلدارة بـأن تستخدم مختلف أنواع القدرات العسكريّة األمريكيّة لضرب إيران فيما إذا خرقت األخيرة ذلك االتّفاق. ّ وأ ّكد خبراء من مركز الدراسات الدوليّة واإلستراتيجيّة في واشنطن ّ أن اللوبي الداعم إلسرائيل سيضغط في الشهرين القادمين ألن يتّخذ الكونغرس قرارا ً فيما يجب اتّخاذه من تدابير بالنسبة لمناهضة االتفاق ،ولن يكتفي بحشد الجمهوريّين في الكونغرس كمعارضة تتحول المساندة إلى معارضة شرسة في االتّجاه الذي يقوده لالتفاق ،بل ليضمن أن ّ «نتنياهو». ولن يكتفي اللوبي الداعم إلسرائيل بهذا بل سيعمل من جهة أخرى على استخدام مختلف أدوات وأساليب الضغط التي بحوزته ،ليكسب أكبر عدد ممكن من األعضاء ي اإليراني ،ليصل اللوبي الديمقراط ِيّين ليقفوا في موقف الرفض لذلك االتفاق األميرك ّ ي من إلى تشكيل ما يشبه ائتالفا ً مناهضا ً قويّا ً من كال الحزبين الجمهور ّ ي والديمقراط ّ ستّين صوتا ً في مجلس الشيوخ ،ليتم ّكن من تحقيق معارضة في الكونغرس لالتفاق ،أي ي استخدام لـ «فيتو» إمكانيّة تأمين نسبة للمعارضة بأكثر من % 67من األعضاء لمنع أ ّ ي «أوباما» في وجه قرار الكونغرس بعدم المصادقة. يمكن أن يشهره الرئيس األميرك ّ وبالطبع سيكون الشهران القادمان مليئان بالمحاوالت من كال الحزبين لكسب المزيد من األصوات .إضافة إلى اقتراب موعد االنتخابات التشريعيّة والرئاسيّة التي ستجري صة في عام ،2016ومن البديهي أن يقوم أعضاء الحزبين في الكونغرس -خا ّ الجمهوريّون منهم – بالسعي منذ اآلن لكسب تلك األصوات من الناخبين المساندين لموقف «نتانياهو» المناهض لالتّفاق. ومن الواضح ّ أن هنالك صعوبات تقف دون استمرار الجمهوريّين في إكمال طريق المناهضة إلى آخره؛ فهنالك حاجز صعب هو تجاوز نسبة 67 %من أعضاء الكونغرس وهي العتبة الضروريّة للتغلّب على صوت الكونغرس – كما هو «فيتو» الرئيس المتوقّع ،فيما ّ متوقّع أيضا ً -بعدم الموافقة على االتّفاق. استمرت معارضة الجمهوريّين لالتفاق ولم يستطيعوا هنالك حاجز صعب كذلك ،لو ّ التغلّب على «فيتو» الرئيس ،فلن يصبح باستطاعتهم توقّع هــو تــجــاوز نسبة إعادة انتخابهم ّإل عبر تشريع جديد تكفل عمليّة االلـتزام % 67مــن أعضاء باالتفاق من قِبل إيران. االحتمال المعاكس ،أي :ماذا لو نجح الحزب الجمهور ّي الكونغرس ،وهي واللوبي اإلسرائيل ّي بممارسة الضغط ومنع الكونغرس من العتبة الــروريّــة المصادقة على االتّفاق؟! للتغلّب عىل «فيتو» أن ذلك سيعني ّأوالًّ : الب ّد ّ أن قدرة «أوباما» كرئيس أمريك ّ الدولي الــرئــيــس املتوقّع ستكون مح ّل ّ ي بين شك ،في أنّه يستطيع أداء دور قياد ّ ي الديمقراطيّة ،وبالتالي إضعاف – على األق ّل – الدور األميرك ّ في الساحة السياسيّة الدوليّة. ّ تفوت دول كثيرة على رأسها روسيا والصين هذه الفرصة لتستغل هذا االنقسام ولن ّ ي ،كذلك األمر من جهة الدول المجتمع أوساط في أعلى درجة أ لتتبو ي األمريك ي ّ ّ ّ الحزب ّ الدول األوروبّيّة التي سترى في هذه األوضاع المنقسمة بين اإلدارة والكونغرس ضعفا ً لموقع الواليات المتّحدة م ّما يحول دون قدرتها على القيام بالدور المنوط بها عالميّاً. واألوضح في المواقف من بين الدول الصديقة للواليات المتّحدة ،واألكثر تأثّراً ،ستكون ي ي وعلى رأسها السعوديّة ،ألنّها ستقف في مواجهة النفوذ اإليران ّ دول الخليج العرب ّ النووية اإليرانيّة للقوة ّ ي المتنامي ّ مباشرة ،فهذه الدول تقع في المحيط الحيو ّ ي القوم ّ وأطماعها المعلنة سلفاً. ي عبر الكونغرس إلى فرض تشريعات جديدة على لك ّل ذلك ،سيبذل ّ المشرع األميرك ّ تتحول إلى انتهاك لالتّفاقيّة. تحركات إيرانيّة قبل أن ي ّ ّ اإلدارة األميركيّة بطريقة تلجم أ ّ ويمكن تلخيص االحتماالت الممكنة عند الكونغرس للجم إيران وإحباط انتهاكاتها ،مع اإلبقاء على االتفاق بمجموعة من التدابير التي تتعلّق بتأمين اإلمكانات الضروريّة لتفتيش المواقع اإليرانيّة كافّة ،وإدخال وتطوير تقنيّات حديثة إضافة إلى أجهزة المخابرات للحصول على المعلومات وإيصالها إلى الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة كمسؤولة عن فرق التفتيش .وال ب ّد من متابعة ّ منظمة ومنتظمة للتأ ّكد من خضوع إيران ،عبر آليّة تملك تنفيذ عقوبات في حال ت ّمت تجاوزات إيرانيّة .كما ّ أن دعم دول المنطقة المحيطة بإيران وفي ي لالستقرار ي ،بوسائل تضمن الردع واألمن ،عنصر ضرور ّ مقدّمها دول الخليج العرب ّ المطلوب ولجعل السياسة اإليرانيّة تتّجه نحو تبديل ممارساتها في المناحي كافّة. وقد استبق «أوباما» بعض التدابير التي يمكن أن يتّخذها الكونغرس بتصريحات تؤيّدها حين قالّ : إن االتفاق مع إيران ليس مبنيّا ً على الثقة ،ولكن على التحقّق ،ولو أيقنت إيران ّ ي أيّة محاولة من طرفها للتالعب أو أن هنالك آليّات جادّة ّ ومستمرة تكشف للمجتمع الدول ّ المناورة ،فسوف ترتدع ،سيّما بوجود إمكانيّة لتنفيذ العقوبات الدوليّة من جديد.
عبد هللا منديل ّ المنظم ،غالبا ً من قبل اليهود األشكناز الذين ي ي هو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ اليهود ّ *اللوبي اليهود ّ يعيشون في الشتات ،على عدد من القطاعات والدول ،ويتض ّمن ذلك السياسات واألكاديميّين والحكومات ي واإلعالم واألوساط والسياسة العا ّمة والعالقات الدوليّة ،باإلضافة إلى األعمال واالقتصاد العالم ّ األكاديميّة والثقافة الشعبيّة. ** لجنة الشؤون العا ّمة األمريكيّة اإلسرائيليّة تس ّمى اختصارا ً «إيباك» باإلنجليزيّةAmerican : Israel Public Affairs Committeeوهي أقوى جمعيّات الضغط على أعضاء الكونغرس ي إلسرائيل .ال تقتصر اإليباك على اليهود بل يوجد بها أعضاء ي .هدفها تحقيق الدعم األمريك ّ األمريك ّ ديموقراطيّون وجمهوريّون.
www.allsyrians.org
العدد 36
2015 / 9 / 3
قراءة سياسية
السنة الثانية
3
سؤال المصير يعصف بالمواالة
ظاهرة الشبّيحة والغطاء لم تكن الطلقات التي أفرغها «سليمان هالل مجرد األسد» في جسد العقيد «حسان الشيخ» ّ طلقات أطلقها عابث مخمور بهوس السلطة مجرد جريمة جنائيّة والقوة ،ولم تكن الجريمة ّ ّ ي قبل تحويلها إلى يمكن تسليمها لمخبر جنائ ّ القضاء لقول كلمته فيها ،ولم تكن ردود الفعل مجرد ردّة فعل على جريمة التي أعقبتها ّ موصوفة ومرتكبة في وضح النهار وبك ّل صفاقة وتح ّد واستهتار. ّ ال أبالغ إن قلتّ : إن هذه الطلقات تكثف إلى ح ّد كبير عالقة السلطة السوريّة بالمجتمع ي وتكثّف أيضا ً حقيقة العالقة بين السور ّ السلطة والمواالة. وال أبالغ أيضا ً إن قلتّ : إن هذه الطلقات لم ً تقتل الضحيّة فقط ،بل قتلت معه أيضا وهم الطمأنينة الزائف ،وفتحت السؤال المؤ ّجل على آخره :ماذا بعد؟ إلى أين سنمضي؟؟. عندما نشأت ظاهرة الشبّيحة في سبعينيّات القرن الماضي ،كان حافظ األســد ورفعت األســد ،هما من أبدع هذه الظاهرة ،وكانت نتائجها فائقة األه ّميّة لحافظ األسد أكثر من أه ّميتها للشبّيحة أنفسهم ،فقد أتاحت له أن يُرهب مجتمعا ً دون أن يكون في الواجهة، ال بل أنّها أعطته فرصة نادرة لكي يتط ّهر ويسوق نفسه وأبناءه ويلبس ثوب المخلّص، ّ انترنت الشر المطلق، النقيض الخيّر لهذا على أنّهم ّ سر انتشار هذه الفكرة ومن هنا يمكننا أن نفهم ّ
في مناطق المواالة ومل ّخصها ّ أن أسرة حافظ األسد (هو وأوالده) هم المخلّصون والمنقذون من فساد وطغيان عصابات الشبّيحة. ي لهذه لم ّ يتجرأ أحــد على التصدّي الفعل ّ ّ الظاهرة ،رغم أن غالبيّة جرائمها كانت جرائم ّ ّ وبحق حقوقهم وكرامتهم بحق أشخاص، وأموالهم ،لم يكن السكوت مــردّه إلى جبن يتعرضون لظلم الشبّيحة؛ األشخاص الذين ّ كرسها حافظ ي يعود إلى قناعة ّ السبب الرئيس ّ األسد ورفعت األسد في أذهان المواطنين أنّ يمس العائلة، من يتصدّى لهؤالء الشبّيحة فهو ّ وبالتالي فإنّه لن يدفع الثمن وحده بل ستدفع ك ّل عائلته الثمن معه. إذا ً ظاهرة التشبيح هي جزء من عائلة األسد، والمجتمع يدرك ذلك ،وباقي مؤسّسات السلطة األخــرى أيضا ً تــدرك ذلــك؛ ولهذا فما من أحد وقف في وجه هذه الظاهرة سواء على ي أو على مستوى األجهزة المستوى الشعب ّ ي تماس مع هذه الظاهرة المخت ّ صة ،وكان أ ّ يحتاج إلى أمر واضــح وصريح من حافظ األسد شخصيّاً ،ولهذا استكان المجتمع وصمت عن الشبّيحة رغم كونه وبمختلف شرائحه ومكوناته ضدّهم. ّ عندما كانت تتفاقم جرائم الشبّيحة وتقترب قدرة الناس على التح ّمل من نهايتها ،وتلوح بوادر االنفجار كان حافظ األسد يلجأ إلى النقطة األه ّم بالنسبة له وهي لعب دور المخلّص ،فيرسل
ابنه «باسل» لردعهم. والسؤال المغيّب هنا :لماذا لم يصدر حافظ األســد أوامـــره إلــى المؤسّسات األمنيّة أو ي للشبّيحة وإحالتهم للقضاء، القانونيّة بالتصد ّ وهي قــادرة على ذلك بسهولة فيما لو رفع حافظ األسد الغطاء عنها؟؟. ً لم يسمح حافظ األسد -أبدا ً -بتد ّخل أيّا كان في قضيّة الشبّيحة ،فهم فوق القانون وفوق الدولة ّ يحق له أن يردعهم أو يحاسبهم والوحيد الذي هو فقط. من هذا الفهم وبهذا االعتبار وبك ّل تلك السطوة ّ المخزنان في ال وعيه ،أطلق واالستهتار سليمان األسد رصاصاته على حسّان الشيخ. في الالذقيّة أصبحت دولة الشبّيحة فوق الدولة ليتجرأ على تحدّي والمجتمع ،لم يكن أحد ّ سائق سرفيس مهما استهان به ،لم يكن أحد ليتجرأ على أن يحت ّج على فاتورة الكهرباء ّ الباهظة ،وال على عامل الكهرباء الذي يقطع الكهرباء عن المنازل فقط من أجل أن يقبض صة الشبّيح األعلى الذى عيّنه صته وح ّ منهم ح ّ في هذا الموقع ،وقس على ذلك ،عامل صيانة خطوط الهاتف و..و... ببساطة تربّع أفراد عائلة األسد في رأس هرم مؤسّسة التشبيح وأطلقوا مرتزقتهم ليستبيحوا الناس ،وهكذا أصبحت أعداد كبيرة تضرب بسيف عصابة عائلة األسد ،ولم يعد الناس يعرفون أين تبدأ مملكة التشبيح ،وأين تنتهي؟؟.
الدولي ديون كريهة في القانون ّ
نظام األسد وجريمة بيع الوطن االستبدادي وقمع السكّان فإ ّن هذا الدين يعترب كريهاً دكتاتوري عىل قرض الهدف منه تقوية هذا النظام إذا حصل نظام ّ ّ
الدمار في سوريا (انترنت)
صوان المحامي أحمد ّ لم يكتف ب ّ شار األســد بتحويل الوطن إلى حطام وأنقاض ،ولم يشبع نهمه بما اقترفته ساللته األسديّة المجرمة من نهب سورية عبر العقود الماضية ،وها هو اليوم يسعى لبيع مستقبل سورية وتكبيل األجيال المقبلة بالديون لعشرات السنين القادمة. في عام 2012عرض النظام على الصين صصة وهي المتخ ّفي شراء السندات - بيعها سندات خزانة واجــب املنظّامت بقيمة عشرة مليارات الحقوقية يتمثّل دوالر ،فت ّم لها ذلك، ّ وقامت بتوريد أسلحة بتسليط األضــواء لقاء جــزء مــن هذه عـــــى مــخــاطــر المبالغ .كما باع ّ كلً املــديــون ـيــة التي من إيــران وروسيا ّ سندات بقيمة عشرة تــــهــــ ّدد بـــدمـــار مــلــيــارات أخـــرى. اقــتــصــاد ســوريــة كــذلــك بــاع حكومة «المالكي» سندات خــزانــة لــم تكشف قيمتها الحقيقيّة. يقول الكاتب «مح ّمد كركوتي» عندما تشتري روسيا سندات خزانة سورية ،فهي تقتل الشعب مرات ،سياسيّا ً من خالل وقوفها ي ثالث ّ السور ّ س ـ ّدا ً ي قــرار يصدر عن مجلس أ وجه في ّ ي ض ّد األسد وأعوانه ،وعسكريّا ً األمن الدول ّ عن طريق اإلمدادات الحربيّة المتواصلة له، واقتصاديّا ً بسندات الخزانة المسروقة من أموال السوريّين الذين يعانون العوز ،ويعيش الكثير منهم على أموال اإلغاثة. ماذا تعني سندات الخزانة؟ هي سندات تطرحها الدولة لالكتتاب العا ّم، وتعتبر بمثابة قروض تحصل عليها الحكومة من األفــراد أو الشركات أو البنوك ،وتبغي ي، الدولة من ذلــك تمويل المجهود الحرب ّ وتس ّمى «قروض الحرب» ،وأحيانا ً تهدف لتمويل عمليّات التنمية االقتصاديّة وتسمى «قروض اإلنتاج»؛ والسند هو قرض مديد األجل يتيح لمن اشتراه الحصول على فائدة سنويّة.
newspaper@allsyrians.org
مسوغات الـــدول إلصـــدار سندات مــا هــي ّ الخزينة؟ في حال عجز الدولة عن تغطية نفقاتها من مواردها ،تلجأ إلى الحلول اإلسعافيّة لمعالجة مشاكلها الماليّة ،ولكنّه عبارة عن عمليّة تأجيل ي وترحيل لألزمة وتحميل العبء االقتصاد ّ لألجيال القادمة ،التي ستدفع هذه القروض مع شك ّ الفوائد في المستقبل .وال ّ أن نظام األسد يقترض اليوم ال بهدف االستثمار وال بغية بناء ي ،بل لتزويد آلة القتل والدمار االقتصاد السور ّ بمزيد من السالح والعتاد لقهر الشعب. ودون شكّ ، فإن تبعات بيع سندات الخزانة، ي ،بمليارات ستتمثّل بتكبيل الشعب السور ّ إضافيّة من الديون ،بعد أن استكمل هذا النظام ي وقبله نظام والده ،خراب االقتصاد الوطن ّ ي على مدى أكثر من أربعة عقود. السور ّ هذا جانب واحد م ّما يقوم به النظام المجرم من رهن مقدّرات البلد ،وربما كانت العقود الخفيّة واالمتيازات المستورة التي يمنحها إليران وروسيا لقاء استمرارهما بدعمه ،ما سيكشفه المستقبل ،وما يمثّل بيعا ً حقيقيّا ً للوطن. لم يكن نظام األسد ّأول األنظمة المستبدّة التي رهنت األوطان وباعت المقدّرات لألغراب، فتاريخ الطغاة واحد فــي أنــحــاء الــعــالــم؛ ولقد حظي موضوع الـــديـــون الــظــالــمــة ومـــــدى مــســؤول ـيّــة عــرض النظام عىل الــدول المدينة تجاه الصني بيعها سندات الدائنين باهتمام فقهاء خزانة بقيمة عرشة القانون الدولي ،الذين حاولوا وضع ّ قواعد :مليارات دوالر ،فت ّم (التوارث الدول ّي في لها ذلــك ،وقامت الديون والمعاهدات) بتوريد أسلحة لقاء وتحديد مفاهيم الديون الــســيــاديّــة والــديــون جزء من هذه املبالغ الكريهة والديون غير الشرعيّة .وهناك في العصر الحديث حاالت مشابهة وسوابق موثّقة بين الــدول ،ت ّم فيها إسقاط الديون عن الحكومات الجديدة التي صل من هذه الديون الالشرعيّة. تم ّكنت من التن ّ ي لمصطلح الديون الالشرعيّة: المفهوم الدول ّ للمرة األولى يعود استخدام هذا المصطلح ّ إلى المحكمة الفيدراليّة األرجنتينيّة ،حين
أطلقته وصفا ً للديون المقترضة من قبل النظام ي بين عامي ،1983 -1976ث ّم الدكتاتور ّ استخدمته النروج في التسعينيّات ،حين أوردته صل من بعض بررت فيها التن ّ بدفوعها التي ّ الديون التي اعتبرتها غير شرعيّة. ي «جوزيف هان وقد حاول الباحث البريطان ّ لون» تحديد وصف منضبط لهذا المفهوم حين ميّز بين الغرض من الدين وشروط هذا الدين، صل بالنتيجة إلى توصيف أربع حاالت وتو ّ نموذجيّة للقروض غير الشرعيّة: ي. – 1ك ّل قرض ت ّم منحه لدعم نظام استبداد ّ - 2ك ّل قرض ت ّم منحه بمعدّالت ربويّة فاحشة. - 3ك ّل قرض ت ّم منحه لدولة (هزيلة اقتصاديّاً) معروفة سلفا ً بعجزها عن السداد. - 4ك ّل قرض ت ّم منحه من صندوق النقد ي من الممكن أن تتسبّب شروطه القاسية الدول ّ والصارمة إلى عجز الدولة المدينة عن السداد. أضاف بعض الفقهاء الحالتين التاليتين للديون الالشرعيّة: – 1إذا كان المقترض الذي يوقّع على عقد ّ يحق مفوض من السلطة العليا التي الدين غير ّ لها إبرام عقد الدين. ينص – 2إذا لم تُتّبع القواعد الدستوريّة التي ّ عليها دستور البلد عند إبرام عقد الدين. مفهوم الديون الكريهة: تلجأ األنظمة المستبدّة للحصول على األموال الطائلة التي تحتاجها لقمع شعوبها إلى ي مصدر وتحت أيّة شروط االقتراض من أ ّ ظالمة ،غير عابئة بمآل هذه الديون والكوارث التي تنتظر األجيال القادمة. ي على قرض وعليه ،فإذا حصل نظام دكتاتور ّ ّ ولم يكن الهدف منه تلبية مصالح الدولة وإنما ي وقمع الس ّكان الذين تقوية هذا النظام االستبداد ّ يحاربون هذا االستبداد ّ فإن هذا الدين يعتبر كريهاً؛ ومبدئيّا ً يكون غير ملزم للدولة ،إنّما هو محسوب على النظام المستب ّد باعتباره دينا ً شخصيّاً ،وبالتالي فهو يسقط بسقوطه .ويمكن للحكومة أن تتخلّى على التزامات سابقتها ّ ألن هذه الديون ال تستوفي واحــدة من الشروط التي تحدد شرعيّة الديون ،كون ّ أن «المبالغ المقترضة باسم الدولة يجب أن تُستخدم في تلبية حاجات ومصالح الدولة». انتشر هذا المفهوم في عام ،1927بعد أن ي بجامعة باريس استخدمه أستاذ القانون الدول ّ ي روس وزير وهو «نعّوم ألكساندر ساك» ّ تكرس هذا المفهوم على يد سابق .فيما بعد ّ الفقهاء القانونيّين :باتريسا آدامز ،وجوزيف هان لــون ،وجيف كينغ ،وبيريان توماس. وأجمعوا على تحقّق الشروط التالية مجتمعة لكي يعتبر الدين كريها: -1انعدام موافقة الشعب. ّ -2عدم تحقّق المصلحة العا ّمة للسكان. -3معرفة الــدول المقرضة سلفا ً بسوء نيّة المقترضة. السلطة ِ األثر المترتّب على الدين الكريه: ً يترتّب على اعتبار الدين كريها :سقوط هذا الدين عن السلطة الجديدة.
تتمة .......صفحة 10
بعد انفجار الثورة أُسند للشبّيحة وظيفة جديدة، وهي قمع المعارضين و «تعفيش بيوتهم». وهكذا خرجت شريحة الموالين من دائرة عسفهم ،ال بل – ربّما -خفّفت وظيفتهم الجديدة من االحتقار والكره السابق تجاههم، إلى أن بدؤوا من جديد بالتشبيح عليهم ،فكثرت عمليّات االختطاف ،وطلب الفدية وكثرت حاالت النهب والسرقة ،عندها أدرك المؤيّدون ّ أن هذه العصابة لن تكون في يوم ّإل كما كانت.
أضيف إلــى قناعة الناس بــقــذارة الشبّيحة ودورهـــم ،قناعة أخــرى وهــي ّ أن السلطة التي ترعاهم تشبههم إلى ح ّد كبير ،وبالتالي ّ فإن اآلمال التي علّقها الموالون عليهم وعلى السلطة في حمايتهم راحــت تتالشى ،وبدأ السؤال الذي أغلق الموالون عقولهم عنه طوال سنوات يزداد إلحاحاً ،إلى أين نحن ذاهبون؟؟.
سوسن مح ّمد
أولي األمر في الغوطة ،حين يختصمون!
األطفال يأكلون الدود والمواد الغذائّية في المستودعات التكفريي ممثّالً بالنرصة سيكون له اليد األعىل يف أيّة قضايا خالف ّية نزاع ّية، الجهادي التفكري ّ ّ وحتّى قضائيّة
علي ملحم
تدخل الغوطة الشرقيّة لدمشق منتصف عامها الثالث على بدء الحصار بعد إغالق حاجز مخيّم الوافدين .اآلن تبدو األوضاع االجتماعيّة واالقتصاديّة للس ّكان بحالة مزرية جــ ّداً ،فالجوع والعطش وانعدام وسائل الحياة المختلفة من كهرباء وصرف ي وطبابة وتعليم تجعل المحاصرين في ص ّح ّ وضع ال يطاق ،وتدفع نحو بدء النزاعات بين أفراد األسرة الواحدة .فكيف وإن كان الحال هكذا ،هو حال العسكريّين والمقاتلين و «المجاهدين» الذين هم على جبهات القتال يوميّاً. لقد بدأ الخالف بين أه ّم فصيلين في الغوطة ي ألجناد الشرقيّة متمثّلين باالتّحاد اإلسالم ّ الشام بقيادة أبو مح ّمد الفاتح وجيش اإلسالم بقيادة زهران علّوش ،على خلفيّة قيام جيش اإلسالم باعتقال عدّة عناصر من األجناد وإيـــداعـــهـــم في سجن التوبة سيء الخاص الصيت ّ يل ،به ،دون إصدار يف 7أب الــحــا ّ وبـــعـــد انــتــهــاء أيّــــــة مـــذ ّكـــرة قضائيّة من هيئة خــطــبــة الجمعة القضاء المو ّحد خرجت مظاهرات والذي يع ّد جيش يف مدينة سقبا ،اإلسالم واالتحاد جزءا ً منها. تــنــ ّدد مبــارســات تلتها بأيّام قليلة جــيــش اإلســـــام ،عمليّات خطف وتــدعــو إلســقــاط مـــتـــبـــادلـــة مــن الطرفين لعناصر زهـــــران عــلّــوش من كال الفصيلين وكان من أه ّمهم ي في خطف أبو جعفر المسؤول السياس ّ األجناد من قبل حاجز «طيّار « لجيش اإلسالم .على الرغم من ّ أن االتحاد ادّعى التزامه باستصدار مذ ّكرات من القضاء، باعتبار ّ أن أبو سليمان طفّور (القاضي ي األعلى في الغوطة) تابع للهيئة الشرع ّ الشرعيّة لألجناد. ي ،وبعد انتهاء خطبة الجمعة في 7أب الحال ّ خرجت مظاهرات عارمة في الغوطة وفي مدينة سقبا تحديداً ،تندّد بممارسات جيش اإلســام ،وتدعو إلسقاط زهران علّوش، مذ ّكرة بتلك المظاهرات التي شهدتها المدن السوريّة وغوطة دمشق في عديد من ي ّ المرات قبل سنوات ض ّد النظام السور ّ وب ّ شار األسد. لم تتوقّف المسألة عند هذا الح ّد ففي اليوم التالي للمظاهرات ،أعلن زهران علّوش في اجتماع مع بعض وجهاء الغوطة، عن اعــتــراف خطير حصل عليه جيش ي لألجناد «أبو اإلسالم من المسؤول السياس ّ
طفل في سوريا (انترنت)
ي بتخزين جعفر» ،يفيد بقيام االتّحاد اإلسالم ّ ما يربو على ألف ّ طن من المواد الغذائيّة صة به ،في الوقت في المستودعات الخا ّ الذي يأكل فيه أطفال الغوطة «الدود» من حاويات القمامة ،حسب تعبير زهران. حاليّا ً يبدو ّ أن الخالف بين الفصيلين ،في طريقه لالنفراج والــح ـ ّل ،بعد أن وافق الجانبان على االحتكام لهيئة قضائيّة واحدة تح ّل النزاع ،وبواسطة من جبهة النصرة وفيلق الرحمن ،ليت ّم وقف المظاهر المسلّحة كافّة ،والعودة إلى الحالة التي كانت قبل بدء المشكلة ،وإطالق سراح ك ّل المعتقلين من الطرفين فوراً. ما يه ّم هنا ليس الحيثيّات التي أدّت إلى هذا االنفالش في سيل االتهامات ،وعمليّات الخطف واالعتقال المتبادل ،بقدر ما يه ّم تحليل األبعاد الكامنة في عمق الخالف القائم ي لكال من الناحية الفكريّة والتو ّجه السياس ّ الفصيلين ،وكيف ت ّم الح ّل بواسطة «جبهة ي النصرة» ذات التو ّجه الفكر ّ ي والسياس ّ المختلف؟ لدينا هنا ثالثة أطراف: ي ذو التو ّجه الطرف ّ األول :االتّحاد اإلسالم ّ ي المعروف بارتباطاته وعالقاته اإلخوان ّ الوثيقة مع حركة اإلخــوان المسلمين ،إذ يش ّكل لواء «درع الغوطة» جــزءا ً ها ّما ً من األجناد ،وألوية الــدروع هي الفصيل ي التابع لإلخوان بشكل مباشر. العسكر ّ الطرف الثاني :جيش اإلسالم ذو التو ّجه ي والمعروف بعالقاته مع ي الدعو ّ السلف ّ مشايخ ورجال الدين السعوديّين المعادين بشكل واضح لحركة اإلخوان المسلمين .أ ّما الطرف الثالث :الذي ت ّم عن طريقه الح ّل، وهنا تكمن الخطورة فهو جبهة النصرة، المعروفة بأنّها فرع القاعدة في بالد الشام، وهي الحركة الجهادّية التكفيريّة التي تحظى بدعم كبير وواســع من الحركة الجهاديّة العالميّة.
تتمة .......صفحة 10
www.allsyrians.org
4
من الصحف
السنة الثانية
2015 / 9 / 3
العدد 36
راتب شعبو -مركز دراسات الجمهورّية الديمقراطّية
بعد جريمة سليمان األسد األخيرة
ّ يتخطون الممنوع ،والنظام خاسر الموالون على ّ كل حال
احتجاج الموالين في الالذقية (انترنت)
ـرة يُظهر أهل الساحل غضبهم ألول مـ ّ ّ ّ بصورة جماعيّة ،ويتضامنون بصورة منظمة نسبيّا ً مع أهل الضحيّة التي سقطت على يد أحد الشبّيحة الجدد من عائلة األسد .في هذا ما يؤ ّ تحول في وعي الموالين وفي شر على ّ نوعيّة العالقة بين السلطة وجمهورها .في ّ الست زينب يعتصم جمهور من الشيعة يتساءلون ع ّما يجري في قريتي كفريا والفوعة بعد تقدّم جيش الفتح في المنطقة، وفي طرطوس يعتصم أهالي العساكر الذين تحاصرهم «داعش» في مطار كويرس في حلب ،وفي الالذقية أيضا ً يحت ّج الناس على جريمة رهيبة ألحد شبّيحة النظام في قتل العقيد حسّان الشيخ أمام أسرته .بدأ يتش ّكل في سورية الحكوميّة حراك موال معارض، أو معارض تحت سقف الــمــواالة .تتر ّكز مادتنا على الحادثة األخيرة التي ترتبط ،دون ّ شك ،مع بقيّة حراك الجمهور الموالي. جريمة قتل العقيد الشيخ وتداعياتها باتت معالم جريمة سليمان األسد التي ارتكبها في الالذقيّة يوم الخميس في 2015/8/5 واضحة ،بعد أن وصفها شقيق الضحيّة الــذي كان موجودا ً في السيّارة مع أخيه يمر المغدور .على دوار األزهــري ،حيث ُّ أتستراد الشاطئ األزرق الذي يرتاده بكثرة «األسديّون» في تردّدهم المتواصل على منتجع روتانا؛ يُقدّم الجاني على قتل الضحيّة بواسطة ر ّ ي ،بعد شــاش إثر خالف مــرور ّ أن كان الضحيّة قد عرف عن نفسه بأنّه ّ عقيد في الجيش. ال تختلف جريمة قتل ملــاذا ال يجرؤ أحد العقيد حسّان الشيخ من أجهزة األمــن، عــلــى يــد الــمــجــرم بكل المذكور بشيء عن التي تتحكّم ّ الجرائم التشبيحيّة تــفــاصــيــل حــيــاة السابقة لها ،سواء السوري ،أن يقبض ّ على يد المجرم نفسه أو على يد الشبّيحة عــى هــذا املجرم السابقين من عائلة أو حتّى منعه من األســـد. ّ مـــرت تلك قــطــع الــطــريــق؟ ب الجرائم دون عقا ٍ ألنّها كانت مسبوقة بجريمة عا ّمة واسعة ارتكبها النظام ،يمكن أن نس ّميها ،درجا ً على قول جبران خليل جبران ،جريمة «قتل النفس» التي ال يدري بها البشر .والنفس المقتولة ال يمكنها أن تنهض لكرامتها .يبقى السؤال اليوم ،لماذا أثــارت هذه الجريمة ردّة فعل عا ّمة أكبر اضطر النظام أن يم ّد من سابقاتها؟ ولماذا ّ الحبل إلعالمه كي يُدين ويته ّجم على أحد «األسديّين»؟ هل قامت «النفس الموالية» من موتها؟ وهل يمكن أن يحاسب الجاني؟ في البداية يجب أن نرى في جرائم آل األسد، السابقة منها والحاليّة ،جريمة النظام قبل أن
newspaper@allsyrians.org
تكون جريمة الشبّيح القاتل أو المغتصب؛ ذلك ّ ألن السؤال البسيط الذي يتبادر إلى الذهن :ما القوة التي يحوزها هذا المجرم كي يضع هي ّ كرسيّه مثالً في وسط طريق عا ّم ويقطع السير؟ لماذا ال يجرؤ أحد من األهالي على ردعه عن التعدّي على أمالكهم وكراماتهم؟ لماذا ال يجرؤ أحد من أجهزة األمن ،التي ي ،على تتح ّكم بك ِّل تفاصيل حياة السور ّ القبض على هذا المجرم أو حتى على منعه من قطع الطريق؟ لماذا ال يملك الناس سوى الهرب من طريق هذا المجرم الذي يعتدي جهارا ً على أعــراض الناس؟ أيــن مكمن ي ،الذي يهرب الخوف منه؟ الجواب البديه ّ يتجرأ الموالون من التفكير فيه ،هو أن من ّ على ردع هذا المجرم ،حتّى لو كان رئيس فرع أمن أو مسؤو َل شرطة أو محافظاً ،ال يأمن انتقام السلطة العليا (األسديّة). قوة هذا الشبّيح من شخصه وال من ال تأتي ّ وجود أقاربه على رأس السلطة في سورية، بل من ثقته في ّ أن هؤالء األقــارب سوف يؤ ّمنون له الحماية دائماً ،وأنّهم يعتبرون السماح بمعاقبة أمثاله إنّما (يوهن نفسيّة) العائلة التي يجب ّأل تكسر شوكتها عن خاصرة الناس. هذه هي الحقيقة التي تجعل هؤالء الشبّيحة مجرد أيد عارية لنظام القتل العا ِ ّم .هذه هي ّ الحقيقة التي ال يريد أن يراها ك ّل من يحاول ّ فك االرتباط بين هذا المجرم والنظام ،بالقول ّ ي. إن هذا المجرم يسيء لسمعة النظام السور ّ ما الذي جعل جريمة سليمان األسد هذه تثير حراكا ً شعبيّاً؟ تحرك ثالثة عناصر جعلت هذه الجريمة ّ الرأي العا ّم الموالي هي: ّأوالً -الضحيّة أحد ضبّاط الجيش الذي القوة ارتفعت مكانته في نظر الموالين بصفته ّ تحول التي تقف في وجه «الجهاديّين» ،حتّى ّ ي إلى أيقونة ،بعد أن جرى البوط العسكر ّ ي السور للحراك ّة ي الفعل األسباب تشويه ّ واختزاله في وعي الموالين ،إلى كونه مؤامرة وحركة جهاديّة طائفيّة ومسعى واعيا ً لتدمير ي الدولة التي يقوم الجيش السور ّ ي النظام ّ بحمايتها .كان لهذا العنصر دور فاعل في إثــارة مشاعر الناس ،وقــد حــاول محافظ الالذقيّة أن يحذف هذا العنصر في مقابلته مع إذاعة (شام إف إم) حين احت ّج على إدخال صفة ورتبة الضحيّة في الحادثة معتبرا ً ّ أن القاتل أقدم على فعلته دون معرفة بهويّة المقتول ،غير ّ أن شقيق الضحيّة أوضح في ّ كالمه على المحطة نفسها ّ عرف أن المغدور ّ وصرح للقاتل عن هويّته دون أن يعني بنفسه ّ األمر شيئا ً لهذا األخير .نفترض أنّه لو كان الضحيّة شخصا ً مدنيّا ً لكانت ردّة الفعل أق ّل حدّة. ثانيا ً -في وعي الموالين ،لم تعد سلطة األسد اليوم كما كانت سلطة األسد قبل آذار
.2011قبل هذا التاريخ كان األسد األب هو ي الذي قطف السلطة بيديه وبحنكته العصام ّ وجلب اعترافا ً عا ّما ً للعلويّين الذين طالما ي (يذ ّكر ي ِ والدنيو ّ عانوا من التهميش الدين ّ الجاني سليمان األسد بذلك على صفحته في الفيسبوك حيث يتوعّد الذين تظاهروا ضدّه وطالبوا بإعدامه ويته ّجم عليهم بالقول «آل األسد اللي عملوكن عالم» أي رفعوكم إلى مرتبة البشر .كان هذا «الدين» بمنزلة ي في ذ ّمة العلويّين راحت عائلة رأسما ٍل ضمن ّ األسد تستثمره بأبشع ضروب االستثمار، القوة العارية للسلطة (سلطتهم). مستفيدة من ّ وكانت فترة حكم االبن حتّى ،2011في مجرد امتدا ٍد لحكم األب، الوعي الموالي، ّ باآلليّات نفسها وعلى مصادر الطاقة نفسها. اليوم بات الموالون يشعرون ّ أن سلطة األسد تستمر بفضلهم ،وبفضل تضحياتهم؛ وباتوا ّ يشعرون أنّهم شركاء في السلطة ،فقد دفعوا ثمن استمرارها الكثير من الدم والحرمان. وأكثر من ذلك ،يأخذ الكثير من الموالين على النظام أنّه قادهم في مواجه ٍة عديمة البصيرة كلّفتهم الكثير ،وكثيرا ً ما بدا النظام لهم كما لو أنّه غير آبه بجنوده ،وكما لو أنّه يتركهم أحيانا ً لموت فظيع على يد «الجهاديّين» عن قصد أو عن سوء تخطيط ،فضالً عن اإلهمال الشديد الذي يعانونه من حيث الطعام جراء الفساد الذي ومن حيث المعاملة ..إلخّ ، ينخر مؤسّسة الجيش. ثالثا ً -يزيد من المرارة في الوعي الموالي ّ أن النظام بعد كـ ّل هــذا يخسر عسكريّاً، حتّى بات جيش الفتح على تخوم الالذقيّة. ّ وأن غالبيّة الناس في معقل سيطرة النظام ّ خط الفقر، (الساحل) ،باتوا يعيشون تحت ّ ّ يتبق وأن الشعور باألمان شبه معدوم .لم ّ لدى النظام ما يشد من عصب جمهوره بعد خسائره العسكريّة وتدنّي مستوى المعيشة حول سورية إلى البلد ي الذي ّ والدمار العبث ّ ّ ل التحول (إدراك الموالين هذا ّ األتعس .في ظ ِ أنّهم شركاء في السلطة التي دفعوا عشرات آالف الضحايا في سبيل استمرارها، ي والتراجع العسكر ّ السيناريو املتوقّع :للنظام مع الدمار وسجن الــواســع والــتــدنّــي محاكمة الكبير في مستوى يعقبه هــروب من الــمــعــيــشــة) ،بــدا السجن بعد حني ســلــيــمــان األســـد والــســفــر خـــارج فــي جريمته كمن يصرف شيكا ً كبيرا ً ســـوريـــة ،ليلحق مــن دون رصيد، بقريبه رفعت األسد األمــر الــذي أحرج الــبــنــك (السلطة) يموله، الــذي كــان ّ مضطرا ً لمعاقبته. والذي قد يجد نفسه ّ تفاعل النظام مع الجريمة من الواضح ّ أن السلطة تعاملت مع الحدث على أنّه من صنعها ،وتعاملت مع الجاني على أنّه ابنهاّ ، وإل فال معنى لتوافد كبار رجال الدولة في الالذقيّة للتعزية ،وال معنى لترقية الضحيّة إلى رتبة عميد ،وإعطائه مكانة الشهيد ،إلخ. لو كان الجاني من غير عائلة األســد لما وجدت السلطة نفسها في هذا الموقع ،األمر يكرس القناعة بأنّنا في سورية أمام حكم الذي ّ ي .السلطة قتلت والسلطة تحاول فعل ي ّ عائل ّ لملمة مفاعيل جريمتها .هذه هي الصورة الحقيقية للمشهد في الالذقية اليوم .وحين تقول أ ّم الضحيّة ّ إن ابنها فداء للرئيس ،إنّما ّ تقول في الوقت عينه إن سلطة الرئيس هي سبب القتل. يبدو أنّه جرى اإلســراع في دفن الضحيّة قبل أن يمت ّد الخبر ،فكانت الجنازة فقيرة أن الخبر انتشر الحقا ً ومــحــدودة .غير ّ وعبّر بعض أهالي الساحل عن غضبهم في اعتصام نفّذوه على دوار الزراعة ،ظهرت فيه إرادة مستقلّة نسبيّا ً عن السلطة ،لكنّها استقالليّة ال تكسر دائرة الــوالء .الهتافات وتخص الجريمة فقط. كانت مطلبيّة محض ّ يتحرك ضمن الصراع في البيئة الموالية ّ حدود عدم إسقاط النظام ،وهذه الحدود سوف ي غالبا ً على ضفّة تبقى ما بقي اللون اإلسالم ّ المعارضة ،وإن لم يكن بالتنويعة الجهاديّة السائدة اليوم .فالعداء للمعارضة اإلسالميّة يش ّكل أرضيّة مشتركة وصلبة تجمع جمهور وتتفوق على الصراعات الداخليّة في المواالة ّ صفوفهم.
تتمة .......صفحة 10
داعش واالرهاب (انترنت)
مح ّمد شحرور -ض ّد اإلرهاب
رب ضارة نافعة ظهور داعش…ّ .
آن األوان لرفع الغطاء عن اإلسالم الموروث تفاجأ معظم المسلمين المؤمنين بشريعة مح ّمد ،بما تقوم به «داعــش» وأشباهها من أعمال وحشيّة ،سواء قتالً أو سبيا ً أو حرقا ً ألحياء ،وتتعدّد المواقف والمشاعر ،ما بين مستهجن لهذه األعمال ،أو مر ّحب بتطبيق الشريعة وفق أصولها ،والكثير منّا وجد نفسه متّهما ً بشكل أو بآخر ،فإ ّما حاول نفي الشبهة عن اإلسالم ،أو وقف ضعيفا ً وقد ُو ّرط بما ال يرضى به. ورغــم فجاعة المشهدّ ،إل ّ أن ربّ ضارة نافعة ،فلّعله قد آن األوان لكشف الغطاء عن اإلسالم الموروث ،الذي يقدّم معتنقيه إلى العالم بصفتهم األكثر إرهابا ً على وجه األرض، ولع ّل ما يحصل يفسح المجال أمام المسلمين للبحث عن دينهم ،عبر تحطيم هذا القالب الذي ي ال ّ ي أم للبخار ّ يمس ،سواء أكان قالبا ً للشافع ّ ي أم لرجل الدين األقرب. أم للسيوط ّ األول «الكتاب وكنت قد أصــدرت كتابي ّ والقرآن» في عام ،1990والقى هجوما ً شديدا ً من المؤسّسات الدينيّة ،حتّى ّ أن بعضهم نهى مريديه عن قراءة الكتاب ،وكيلت االتّهامات وألّفت الكتب للر ّد عليه ،ومعظم هذه الردود اعتمدت المرجعيّة التراثية مسلّمة ال يمكن المس بها ،وبالتالي أصبحنا على طرفي ّ نقيض ،فالبحث القائم على النقل سيوصل إلى نتائج مختلفة تماما ً عن البحث القائم على العقل، واستمر هذا العداء حتّى يومنا هذا ،وليس لي ّ وحدي وإنّما لك ّل من يعتمد على الفكر في ي دراسة اإلسالم ،فمن ّ يتجرأ على نقد البخار ّ أو ابن كثير أو مناقشة ص ّحة ما كتباه هو كافر ال يسمع منه ،ورغم وجود عدد ال بأس به من ي بحثوا في اإلسالم المف ّكرين في العالم العرب ّ المعاصر ونادوا بالتغيير ،ومنهم من دفع حياته ثمنا ً ألفكارهّ ،إل ّ أن صوتنا بقي ضعيفا ً أمام صوت الموروث القائم على اآلبائيّة. واليوم إذ يبحث المدافعون عن اإلسالم عن مخرج لما هم فيه ،بدأ كثير من المسلمين التساؤل عن ص ّحة ما بين أيديهم من موروث، فـ «داعش» تستند في ك ّل أعمالها إلى أ ّمهات ي ،وتستقي مراجعها من كتب الفقه اإلسالم ّ المنهل ذاته الذي يستقي منه األزهر وقم وما ي مراجعهم ،فهل العلّة يس ّمى باإلسالم الوسط ّ في اإلسالم؟ أم في المسلمين؟ فإذا كان اإلسالم ي مختلفا ً عن المسلمين فهذا يعني أنّه دين نظر ّ يعيش في فراغ ،ويتجسّد فقط على صفحات الكتب ،وإذا كان واقع المسلمين يمثّل اإلسالم فمعنى ذلك أنّنا أمام مشكلة كبيرة لن تنتهي بالقضاء على «داعــش» ومثيالتها ،وكيف نفهم بالتالي قوله تعالى {كنتم خير أ ّمة أخرجت للنّاس} (آل عمران )110؟ وكثيرا ً ما نسمع اليوم ّ أن اإلسالم في بالد الشام ي معتدل ال غبار عليه ،ليس فيه إسالم وسط ّ قتل وذبح وإرهاب ،ومن هنا ولدت المفاجأة بما يرتكب باسم اإلسالم ،وأقول نعم ،هو إسالم معتدلّ ، ألن رجل الدين كان يأخذ ما يناسب هواه وهوى السلطة ويترك الباقي ،وإسالمه معتدل طالما ال يملك السلطةّ ، فإن ملكها أصبح «داعشيّاً». وهنا ال ب ّد من ذكر أنّه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت دعوات لتجديد اإلسالم ،على أيدي مصلحين كبار مثل «جمال الدين األفغاني» و «مح ّمد عبده»، ّإل ّ أن هذه الحركات بقيت أسيرة للقواعد ذاتها التي انطلق منها الفقهاء في القرن ي ،والقائمة على إضفاء قدسيّة التاسع الميالد ّ يخص الصحابة من ال أساس لها على ك ّل ما ّ أقوال وأفعال ،فتوقّف االجتهاد عندهم ،كذلك ي التي اعتُمدت أصول الفقه والتشريع اإلسالم ّ ي ت ّم وضعها في القرنين الثاني والثالث الهجر ّ دون أيّة مراجعة ،ودون النظر لألطر المعرفيّة التي وضعت من خاللها ،إضافة لربط اإلسالم ي للدولة اإلسالميّة من خالل السياق التاريخ ّ بأشخاص ،بدالً من تحويله إلى مؤسّسات، فالقضاء العادل هو مادّة للمسلسالت ليس ّإل، والخليفة الذي ّ ينظف بيت المال ويفرغه على المسلمين قبل أن ينام هو مدعاة للتندّر والفخر
وليس لالقتداء به وتحويله إلى مؤسّسة خيريّة، ي. أو إلى مؤسّسة ضمان اجتماع ّ ك ّل ذلك نتج عنه ما نعانيه اليوم ،من افتقار ّ ينظم بنية ي لمعارضة سياسيّة ولفقه دستور ّ الــدولــة وشرعيّتها ،فال وجــود لمؤسّسات تشريعيّة وال مؤسّسات قضائيّة مستقلّة عن السلطة التنفيذيّة ،وحين استفاقت الشعوب ي وال وجدت نفسها تحت ظ ّل االستبداد السياس ّ األمرين فإ ّما أحد غيره ،وها هي اليوم تعاني ّ سلطة االستبداد وإ ّما حركات تريد إعادة الزمن ي. إلى القرن السابع الميالد ّ ي ليست حديثة العهد ومؤسّسة االستبداد السياس ّ وتطورت ي، ّ وإنّما نعيشها منذ العهد األمــو ّ وترسّخت إلى يومنا هذا ،ابتدا ًء من مفهوم القضاء والقدر الذي جعل الفرد يرضخ للحاكم باعتباره قضا ًء من هللا ،إلى انشغال المواطن بفقه العبادات من صــاة وزكــاة ووضــوء، الحريّة الحريّة ،ســواء وغياب ك ّل مفاهيم ّ ّ حريّة الرأي ،فأصبح راسخا ً في الشخصيّة أو ّ ذهن المسلم ّ أن اإلخالل بأحد بنود الوضوء يكفي ألن يرمي هللا بك ّل أعماله الصالحة في وجهه ،وأصبحت صورة هللا تعالى في األذهان وكأنّه حاكم مستب ّد يع ّد على المؤمنين عثراتهم ويرسل مالئكته ليعذّبوهم في القبر ،فجرى تحريف معنى الرسالة لتأخذ منحى مختلفا ً تماما ً ع ّما جاءت به. علما ً ّ أن مفهوم القضاء والقدر في التنزيل الحكيم مختلف تماما ً ع ّما وصل إلينا ،وال يذكر هللا النار ّإل ويذكر معها الجنّة ،وال يذكر العذاب ّإل ذكر معه الرحمة ،والرحمة واسعة والعذاب ضيّق {عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت ك ّل شيء} (األعراف )156 ونحن اليوم نقرأ قوله تعالى {وما أرسلناك ّإل رحمة للعالمين} (األنبياء )107ونتساءل أين الرحمة والعالميّة في الرسالة المح ّمديّة؟ هل في رجم الزانية؟ أم في قتل المرتدّ؟ أم في حرق األحياء وسبي النساء؟ لألسف ك ّل هذه األعمال تستند إلى نصوص ُكتبت بعد وفاة الرسول األعظم بقرنين من الزمن ،رغم أنّه نهى عن تدوين أقواله ،لعدّة أسباب أل ّخصها بما يلي: .التنزيل الحكيم هو أساس اإلسالم وعموده ي. الفقر ّ .طاعة الرسول تعني طاعة الرسالة ،والرسالة موجودة في التنزيل. .األمور التي أمر هللا الناس بطاعة الرسول فيها ،هي الشعائر ،كالصالة والزكاة ،وقد علمها الرسول للناس ومارسها أمامهم ووصلتنا عنه بالتواتر الفعلي. ورغم ذلك فقد أصبح علم صناعة الحديث علما ً قائما ً بذاته ،فنسبت إلى مح ّمد (ص) أقوال وأفعال ال أساس لها من الص ّحة ،أساءت ي وكرسول ،وت ّم اعتماد هذه إليه كرجل وكنب ّ األحاديث لتنظم حياة المؤمنين وكأنّها المرجع المعتمد لحياتهم ،ناسين أنّه حتّى لو ص ّحت، فهناك ثالثة مقامات يجب التمييز بينها، فمح ّمد الرجل هو إنسان بشر يأكل ويشرب وينام ولسنا ملزمين بحبّ ما يحبّ من مأكل ومشرب ،وكره ما يكره ،ولبس ما يلبس ،أ ّما النبوة ي فقد مارس الحكم من مقام ّ مح ّمد النب ّ ي أحكامه تنطبق على زمانه أ كرسول، وليس ّ ي الذي فقط ولعصره ووفق السياق التاريخ ّ وقعت به ،وليست لزماننا ،وما نحن معنيّون به هو االلتزام بطاعة مح ّمد الرسول من خالل طاعة الرسالة. فإذا كنّا نؤمن بالتنزيل الحكيم ككتاب مقدّس من عند هللا ،صالح لك ّل زمان ومكان ،علينا أن نتبع ما جاء به ،ونقرأه بعين اليوم ،ووفق األرضيّة المعرفيّة التي نحن عليها ،ال وفق األرضيّة ي ،ونضع نصب المعرفيّة للقرن السابع الميالد ّ أعيننا ّ أن هللا تعالى أعلن فيه إكمال الدين وإتمام النعمة ،ومن خالل هذا الكتاب فقط ،فال نخاف منه وال نخاف عليه ،لنستخلص منه الرحمة، بحيث يجدها ك ّل أهل األرض من طوكيو إلى لوس انجلوس ،ونفهم اإلسالم كما أرسله هللا ال كما قرأه الفقهاء وطبّقته «داعش».
www.allsyrians.org
2015 / 9 / 3
العدد 36
قانون
السنة الثانية
حوار العدد
فؤاد إيلّيا الحلو الذي استشهد زمن الوحدة ،وعبد القادر أخوان في عهد البعث ،وعبد هللا أقرع في عهد ما س ّمي بالحركة التصحيحيّة. تأثّر الحزب بأفكار المدرسة السوفياتيّة منذ تأسيسه ،وأعلى الروح األمميّة على حساب الروح الوطنيّة. على أثر هزمة حزيران 1967برزت في الحرب إرهاصات واضحة ،منتقدة السياسة السوفياتيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة ،والوحدة ي العربيّة ،في محاولة لتبيئة الفكر الماركس ّ بدأها المف ّكران« :إلياس مرقص» و «ياسين الحافظ» ،م ّما أدّى إلى انقسام الحزب عام ي بقيادة «خالد 1972إلى الحزب الشيوع ّ بكداش» الــذي بقي على والئــه للسوفييت، ودخل بذلك «الجبهة الوطنيّة» التي أسّسها ي األســد األبّ ،بينما اتّخذ الحزب الشيوع ّ ي» بقيادة رياض الترك موقفا ً «المكتب السياس ّ معارضا ً من نظام األسد ،مخالفا ً بذلك رغبة االتّحاد السوفيتّي. ّ شن النظام حملة واسعة على الحزب عام ،1980واعتقل معظم كوادره وقياداته لفترات طويلة وصلت إلى 18عاماً ،م ّما أثّر على حضوره في الشارع .وذلك على خلفيّة مساهمته ي مع ي الديمقراط ّ في تأسيس التج ّمع الوطن ّ مجموعة من أحــزاب المعارضة ،طارحا ً الديمقراطية كحل لألزمة التي عاشتها سورية في حينها. عـــام 2005وفــي مــؤتــمــرة الــســادس، انــحــاز الــحــزب إلى تج ّمع العديد من الديمقراطيّة ،وأعلن الكوادر يف الداخل تحوله من حزب عن ّ حزب والـــخـــارج حــول ي إلى إيديولوج ّ تنظيمي مطلب ّ ي ،وســاهــم ســـيـــاســـ ّ إعــان ـس فــي تــأســيـ هــو« :الــدعــوة إىل دمشق الــذي كـ ـان فيله عقد مؤمتر سابع» حــضــور واســــع الــشــارع الــســور ّي .يق ّيم أداء القيادة دعم الحزب ،وإعالن دمشق الثورة السوريّة منذ انطالقتها ،وانخرط معظم أعضائه فيها إفراديّاً. طرحت الثورة العديد من القضايا أمام الحزب، صة قضيّة التحالفات التي نشأت عند تشكيل خا ّ ي ،ومن بعده االئتالف .لكنّ المجلس الوطن ّ ي الذي اتّبعه النظام والعسكر ي ّ الح ّل األمن ّ الحريّة والكرامة بهدف القضاء على ثورة ّ ساهم في تقطيع أوصــال سورية جغرافيّا ً ولوجستيّا ً م ّم أدى إلى صعوبة التواصل بين الرفاق في المحافظات مع المركز ،كما ساهم ذلك في تعقّد ظروف الثورة ،وإدخالها في منعطفات خطيرة ،وس ّهل دخول العديد من التطرف األطراف الدوليّة ،واإلقليميّة ،وقوى ّ في الصراع الدائر في سورية. ّ تباينت اآلراء بين الرفاق ،ولم يتمكن المركز
مواليد 1943المالكيّة – الحسكة ،وفيها درس االبتدائيّة ،ث ّم تابع اإلعداديّة في حمص والقامشلي ،والثانويّة في حلب والالذقيّة .انتقل إلى التعليم في مرحلة مبكّرة عام 1962في مدينة الحسكة صة بحلب. وبعدها في المدارس الخا ّ ي عام انتسب إلــى الــحــزب الشيوع ّ ي بشكل ،1958ومارس نشاطه التنظيم ّ فعّال عام 1962في الحسكة وحلب. والتحق بكليّة التاريخ – جامعة دمشق، وتخرج منها عام ،1970وكان كادرا ً ّ التنفيذي حول المنطقيّة ،وعضو المكتب ّ ي بين عامي التّحاد الشباب الديمقراط ّ ي مع ،72 – 68تابع نشاطه السياس ّ ي) ي (المكتب السياس ّ الحزب الشيوع ّ بعد االنقسام ،وكان من الناشطين فيه. اعـــتـــقـــل عــــــام ،1980إثـــر األحــــداث الــتــي جـــرت فــي ســوريــة. سافر إلى الجزائر للتدريس بين عامي ،87 - 82ليعود إلى سورية ويمنع من التدريس فيها ألسباب «أمنيّة». نشط فــي عــام 2000مــع من ّ ظمات ي فــي حــلــب ،وكــان المجتمع الــمــدنـ ّ التنفيذي للجان عضوا ً في المكتب ّ الحريّات وحقوق اإلنسان. الدفاع عن ّ حـــضـــر الـــمـــؤتـــمـــر الــــســــادس لـــــحـــــزب الــــشــــعــــب 2005 الــتــحــق بـــالـــثـــورة 2011فـــكـــريّـــا ً وعــمــل ـيّ ـاً ،غـــادر حلب 2013وال يـــزال خـــارج ســوريــة ح ـتّــى الــيــوم. حـــول مــا يــجــري داخـــل حـــزب الشعب والتطورات على الساحة السوريّة ي، ّ الديمقراط ّ من سيناريوهات التقسيم ،وهجرة الشباب، وغيرها من األسئلة ،تو ّجهت بها صحيفة «كلّنا سوريّون» إلى األستاذ فؤاد إيليّا ،وكان الحوار التالي: ي لحزب األستاذ فؤاد إيليّا؛ التاريخ النضال ّ ـوري واألســمــاء الشعب الديمقراط ّ ي الــسـ ّ الكبيرة فيه ،إلــى أيــن يتجه اليوم؟ يصف البعض ما حصل داخل الحزب بـ «شرذمة» أو «انقسام» أو ،..ماذا جرى؟ فــؤاد إيليّا :يفتخر حــزب الشعب بتاريخه النضالي الطويل الذي يمت ّد إلى عشرينيّات القرن الماضي ،عندما تأسّس بهذا االسم، ليتحول في ثالثينيّات القرن إلــى الحزب ّ ي ،لينفصال بعدها في اللبنان ي السور ي الشيوع ّ ّ ّ ستّينيّات القرن. ي زمن ي والطبق ّ تميّز الحزب بنضاله الوطن ّ ي ،وقــارع الدكتاتوريّات االنــتــداب الفرنس ّ العسكريّة بعد االستقالل ،وقد برز فيه كوادر وطنيّة المعة ،لع ّل أبرزها الشهيد فرج هللا
من ضبط إيقاع العمل وبــرزت لدى بعض أعضاء اللجنة المركزيّة نزعة العودة إلى مبدأ المركزيّة الديمقراطيّة .فلجؤوا إلى فرض عقوبات على بعض الكوادر الفاعلة ،تراوحت بين التجميد والفصل ،ودخل الحزب في خالف ي حول ص ّحة هذه العقوبات وصالحيّة تنظيم ّ اللجنة المركزيّة بفرضها؛ لمخالفتها نصوص ي وتغيبها عقد المؤتمر وروح النظام الداخل ّ السابع م ّما أفقدها شرعيّتها؛ لذلك تج ّمع العديد من الكوادر في الداخل والخارج حول مطلب ي هو (الدعوة إلى عقد مؤتمر سابع) تنظيم ّ ّ ي في يقيّم أداء القيادة ،ويوضّح الخط السياس ّ ظروف الثورة. يتصورون أنّنا ما جعل الكثير من األصدقاء ّ ذاهبون إلى االنقسامّ ،إل ّ أن الكوادر الحريصة على تاريخ الحزب ،تسعى جاهدة للوصول إلى المؤتمر بهدف الحفاظ على وحدته ،وليس لدى الهيئة القياديّة التي تش ّكلت أيّة رغبة في االنقسام فهي تدعو جميع الرفاق ليعملوا على ّ خطة هيكلة الحزب وأن يساهموا في رسم ي بما يتناسب والواقع الجديد الذي السياس ّ تعيشه سورية. إذا كانت هزيمة حزيران 1967قد أدّت إلى تف ّكك البنى السياسيّة على مساحة ك ّل الدول العربيّة ،وافــرزت حاالت فكريّة وتنظيميّة جديدة .فكيف الحال بالنسبة لثورات الربيع ي ومنها الثورة السوريّة التي زلزلت العرب ّ المجتمع وف ّككت بناه االجتماعيّة واالقتصاديّة ودفعت شريحة الشباب ليتقدّم جريئا ً طارح كقوة اجتماعيّة في الساحة السياسيّة ،من نفسه ّ ي ،واالنعتاق الديمقراط ي الوطن التغيير أجل ّ ّ الحريّة والكرامة. من االستبداد إلى فضاءات ّ سيناريوهات التقسيم أصبحت متداولة بين الــســوري ،ويمكن معظم أطـــراف الــوضــع ّ القول :إنّ على األرض واقعا ً جغرافيّا ً منقسما ً لم يُعترف به بعد رسميّاً ،مــاذا تــرون في التطورات العسكريّة األخيرة. ّ فؤاد إيليّا :ساهم تعقّد األزمة السوريّة على طرح الكثير من السيناريوهات ،والتقسيم واحد منها ،إذ تعتمد أصحابه على جملة من األمور
منها: 1ـ لم تعد (سايكس – بيكو) التي أفرزت جغرافيّة سورية في القرن الماضي تناسب صة بعد أن كسر «داعش» ي ،خا ّ الواقع الحال ّ حدودها الحاليّة اله ّ شة ،وتوسّع في الجغرافية ّ األردن. السوريّة والعراقيّة ،وتوجه إلى 2ـ فكرة الشرق األوسط الجديد التي طرحت من قبل بعض ساسة اإلدارة األمريكيّة بعد احتالل العراق. 3ـ سيطرت بعض املــنــظّــات التي القوى العسكريّة على مناطق مــحــدّدة من تشكّلت وتقوقعت الجغرافية السوريّة عىل نفسها ،عليها (الغوطة ،إدلب ،ريف أن تـــبـــادر إىل ي ،الرقّة، حلب الشمال ّ االنفتاح وتوسيع دير الزور). قــوات نــطــاق عملها ّمبا سيطرت 4ـ ّ الــحــمــايــة الشعبيّة يــكــفــل للشباب على مناطق وجــود األكراد في :الجزيرة ،فــرصــة التشبّث عفرين ،عين العرب (كوباني) .وفرض نفوذها ،وأسلوب إدارتها بقوة السالح ،وسلوكها القائم على التهجير من ّ هذه المناطق5 .ـ تمترس النظام في مناطق ي) واعتماده على أثارة معيّنة (الساحل السور ّ النزاعات الطائفيّة. .6هشاشة الدول التي تش ّكلت في الكيانات الجغرافيّة خالل القرن الماضي ،عل خلفيّة انهيار اإلمبراطوريّة العثمانيّة ،وعدم تش ّكل ي بسبب االستبداد الذي دول بالمعنى الحقيق ّ صة إلرادة الحاكم الفرد. حولها على كيانات خا ّ ّ 7ـ حاالت التقسيم التي حدثت في بعض الدول أواخــر القرن الماضي بعد االضطرابات العنيفة فيها والتي أفرزت واقعا ً جديدا ً (جنوب السودان ،يوغسالفيا). ك ّل هذه المالمح أفسحت في المجال لمن يحلو له القول :إن سورية ال ب ّد وأن تقسّم مستقبالً، ّ وأن األمر الواقع على األرض ال ب ّد أن يحدّد مالمح هذا التقسيم. ّ لكن التقسيم ليس باألمر السهل ،وقد يكون
5
غير قابل للتحقيق ألسباب عدّة منها على سبيل المثال ال الحصر: ي في الظروف 1ـ عدم قدرة المجتمع الدول ّ الراهنة على إعادة رسم الخرائط للمنطقةّ .إل ي وأفسح للنزاعات أن إذا تغيّير القانون الدول ّ التطور يعيق ا م م ّة ي دين تفرض دوالً إثنيّة ،أو ّ ّ الذي يسير نحو دولة المواطنة. ي لسورية 2 ـ أه ّميّة الموقع الجيوسياس ّ التي إن انهارت فقد يــؤدّي ذلك إلى انهيار المنطقة بر ّمتها .أي ّ أن التقسيم لن يقف عند حدود سورية وحدها ،إنّما سيطال ك ّل الدول اإلقليميّة المحيط بها (تركيا ،إيران ،السعوديّة، العراق ،اليمن ،مصر). ً القوة من تزال ال ا ي إقليم وهذه الدول المؤثّرة ّ ّ بمكان ،وغير قابلة أن يطالها التقسيم .وهي بالرغم من اختالفها حول بعض المواقف لكنّها مقتنعة على رفض التقسيم الذي ال يتناسب مع مشاريعنا. 3ـ قد يؤدّي التقسم إلى غياب بعض الدول ي الصغيرة ،م ّما يلحق الضرر باالقتصاد العالم ّ (اإلمارات العربيّة ،الكويت ،قطر). ي بغالبيّته رافضا ً 4ـ ال يزال الشعب السور ّ فكرة التقسيم بالرغم من ك ّل اآلالم التي أفرزها النظام في حربه ض ّد شعبه ،وفكرة تقسيم سورية إلى دول خمس زمن االنتداب ورفض السوريّين لها وإسقاطها ،ال تزال ماثلة في األذهان حتّى اآلن. 5ـ ُح ّملت فكرة الشرق األوسط الجديد أفكارا ً ورسم لها خرائط من قبل البعض، جغرافيّةُ ، في الوقت الذي قد ال تعني تقسيما ً جغرافيّاً، تحوالً سياسيّا ً من نظم شموليّة إنّما قد تكون ّ إلى نظم ديمقراطيّة .ويمكن القولّ : إن منطقة ي الشرق األوسط ،وبعد ثورات الربيع العرب ّ منذ ،2011قد حان دورها اآلن بعد عمليّة التغيير التي حدثت في أوروبا الشرقيّة وتف ّكك منظومة الدول االشتراكيّة ،واالتّحاد السوفياتّي لتنتقل نحو الديمقراطيّة أيضاً. تعولون على أن ينتج كاستمرار للثورة ّ الشباب قياداتهم السياسيّة والعسكريّة ،وفي ك ّل يوم يشهد العالم هجرتهم ،كيف يمكن وقف هذا النزيف؟ من المسؤول؟ الحريّة فؤاد إيليّا :الشباب الذي ف ّجر ثورة ّ ي ،هو العرب والكرامة وأطلق ثورات الربيع ّ الوحيد صاحب المصلحة بإنجاز األفكار التي طرحها ،بالخالص من االستبداد واالنطالق الحريّة ...وبناء دولة المواطنة إلى فضاءات ّ التي يتساوى فيها الجميع تحت ظ ّل القانون. وعليه أن يتقدّم اآلن بعد هذه السنوات كي ينتج قياداته السياسيّة ّأوالً ،ويعمل على توحيد القوى العسكريّة وتحويل دورها لتكون رافدا ً ي من أجل تحقيق مشروعه للعمل السياس ّ الوطني الجامع. ّ إن قعقعة السالح وارتفاع أصوات الرصاص والقتل الذي يمارسه النظام ،يدفع بالشباب إلى الهجرة بحثا ً عن األمن واألمــان ،وأرى ّ أن صة في صفوف الشباب النزيف المتزايد ،خا ّ سيش ّكل خطرا ً على واقع سوريةْ ، إن اآلن أو في المستقبل.
تتمة .......صفحة 10
آلّيات قمع بمس ّميات مختلفة
الهيئات والمحاكم الشرعّية – حلب نموذجاً
الهيئة الشرعية في حلب (انترنت)
السوري للدراسات واألبحاث القانونّية*) (من دراسة للمركز ّ
ش ّكلت «الهيئات الشرعيّة» منذ تأسيسها أداة تسلّط على رقاب الناس ،بدءا ً من «القاضي» ي الــذي يمارس القضاء دون علم الشرع ّ بالقانون ،وصوالً إلى انعدام دور المحامي في تلك الهيئات ،وبذلك لم يكن للقضاة والمحامين ي دور في تلك الهيئات ،فقد تم إبعادهم أ ّ وتهميشهم من قبل (الشرعيّين) ومحاربتهم بتهمة «أزالم النظام» أو بح ّجة أنّهم يعملون وفقا ً للقوانين الوضعيّة المخالفة للشريعة، ي. وبأنّهم علمانيّون ومعادون ّ للمشرع اإلسالم ّ على هذه األرضيّة عملت «الهيئة الشرعيّة» في حلب على إصدار قرارات بمنع الترافع أمام القضاة ،وأردفته بمنع دخول المحامين الغير ملتحين وعدم قبول دعاويهم أو مرافعاتهم. وخلت تلك المحاكم من القضاة والحقوقيّين، وفــقــدت أدنــى معايير المهنيّة فــي عملها ي ،فأصبح جسد «الهيئة الشرعيّة» القضائ ّ مؤلّفا ً من أشخاص ملتحين -المشايخ أو ي الشرعيّين -ينتمي ك ّل منهم لفصيل عسكر ّ معيّن أو محسوبا ً على فصيل ،ويت ّم تعيينهم وفقا ً لنظام المحاصصة بين الفصائل ويُصدر «القاضي» في الدعاوي أحكامه بناء على فتوى الشيخ حسب علمه بالشريعة أو بالعرف، وغالبا ً ما يكونون أشخاصا ً غير متعلّمين ،ولو كانوا متعلّمين ،فال عالقة لهم بالقانون. أُعلن عن تشكيل «الهيئة الشرعيّة الرباعيّة» في ،2012/12/15وانضمام غالبيّة األلوية والفصائل ،كتنظيم «داعــش» إليها ،لتكون الجهة القضائيّة األولــى في مدينة حلب. وأخذت تلك الهيئات تصدر فتاوى غريبة عن ي مثل« :تحريم الكرواسان» الشارع السور ّ
newspaper@allsyrians.org
وفتوى «تحريم المكياج» وفتوى «اللباس»، بررت لفصيل ما والعديد من الفتاوى التي ّ أن يستهدف فصيالً آخر ،أو للسيطرة على مصالح الناس بتوجيه تهم معلّبة لهم «شبّيح أو عميل للغرب». ث ّم أعلنت عدّة فصائل انشقاقها عن تلك الهيئة وبدأت تتنافس فيما بينها على تطبيق الحدود والقوانين التي ترتئيها ،والتنافس أصبح على أوجــه بين تنظيم «داعــش» وجبهة النصرة ِ وجيش اإلســام وأحـــرار الشام وغيرهم، والتسابق لتطبيق الحدود كح ّد الرجم والجلد والقتل وغيرها ،م ّما جعل الكثير من المتابعين يعتبرون الهيئات الشرعيّة مطيّة للفصائل، لتحقيق غاياتها ومحاربة مخالفيها. المحاكم والهيئات الشرعيّة: ظهر هذا المصطلح في المناطق التي تُنتزع تتطور وأن من السلطة وكان يمكن لها أن ّ تثبت نفسها كبديل عن المحاكم التي اعتادها الناس في مؤسّسات الدولة في ظ ّل نظام األسد. لوال ّ أن هناك بعض العوائق واألخطاء التي أدّت إلى ضعف الدور المأمول لهذه المحاكم، وتراجع األداء ويمكن حصرها فيما يلي: أوالً -اختالف وتباين في المرجعيّات القانونيّة ّ الجزائيّة التي اعتمدتها هذه المحاكم: ففي البدايات كــان االعتماد على القانون تنوع المحاكم وتبعيّتها ي ،وبعد ّ ي السور ّ الجزائ ّ للجهات المسلّحة ضاعت المراجع القانونيّة واعتمدت محاكم ك ّل مجموعة على مبادئ مختلفة تدّعي جميعها االعتماد على المراجع ي ،رغم عدم وجود الجزائيّة للشرع اإلسالم ّ
ّ ومنظم ومو ّحد، مدون ي ّ ي إسالم ّ قانون جزائ ّ ي وال ألصول المحاكمات، الجزائ ال للقانون ّ فكان تطبيق قواعد الشرع كيفيّا ً ودون أيّة ضوابط وال رقابة ،ويخضع لمزاجيّة وفهم مطبّقه ،وغالبا ً ما يكون من يطبّقه رجال دين أو ّ طلب شريعة أو مقاتلين ،وبعضهم غير ّ متعلّم أساسا ً وال يوجد للمتعلمين منهم أيّة خلفيّة قانونيّة ،فأصبحت «المحاكم» أشبه بمجالس ي ،تحكم بما يتراءى لها ي أو اجتماع ّ حكم قبل ّ من أحكام. ثانيا ً -تبعيّة كثير من المحاكم للفصائل العسكريّة: م ّما أفقدها االستقالليّة المطلوبة في القضاء، ي الذي نشأت فيه المحاكم هو أن فالنمط التقليد ّ يقوم بإنشائها قادة الفصائل باختيار من يرونه قوة الزمة لتكون في أهالً للقضاء ،وتسخير ّ خدمة تنفيذ القرارات بديالً ع ّما يس ّمى بالشرطة القضائيّة أو الضابطة العدليّة. القوة التنفيذيّة للمحاكم: ثالثا ً -ضعف ّ ّ ألن المحاكم نشأت في ظروف غير مثاليّة من انتظام شؤون الدولة وبسط سيطرة الدولة على القوة لتنفيذ مناطقها كافّة ،فإنّها بقيت تفتقر إلى ّ تمس بعض صة التي كثير من القرارات ،خا ّ ّ العناصر المسلّحة أو بعض قادة الكتائب ،م ّما جعل كثيرا ً من أحكامها تنصبّ على الضعفاء أو األفراد دون الجماعات. رابعا ً -قلّة الخبرة وافتقاد الكفاءات للعاملين في القضاء: كان من نتيجة الثورة السورية أن انحاز عدد ّ وانشق عدد من القضاة إلى جانب النظام، آخر عنه ،غير أن أكثرهم غادر إلى خارج
البالد ولم يعمل في المحاكم القائمة ،إ ّما لخوف الخطر من الهالك ،أو لعدم القناعة بنجاح هذه المحاكم ،أو للشعور باإلقصاء من قبل القائمين عليها ،واعتماد تلك المحاكم على ّ طلب «العلم ي» ومعظمهم لم يمارسوا القضاء من الشرع ّ قبل ،وبعضهم لم يكن قد نال الشهادة الشرعيّة بعد. خامسا ً -كثرة المحاكم وتعدّدها دون ضرورة: بعض المحاكم نشأت قريبة من أخواتها ،بغية المنافسة ودون ضرورة إلنشائها ،وكان تعدّدها حالة غير صحيّة وعملت دون تنسيق فيما ي لك ّل بينها ،ودون تقيد باالختصاص المكان ّ منها ،بل تضاربت بعض األحكام والقضايا من خالل رفعها في محكمتين في آن واحد .وقد صة ،فمجموعات أنشأ ك ّل فصيل محاكمه الخا ّ صة بها اعتمدت الجيش الحر أنشأت محاكم خا ّ ّ على قضاة ومحامين وحقوقيّين ،بينما قامت المجموعات اإلسالميّة األخرى بإنشاء المحاكم الشرعيّة التي اعتمدت على حقوقيّين بشكل بسيط وعلى رجال دين ،بينما قامت جبهة النصرة وتنظيم «داعش» ك ّل منهما بإنشاء هيئاتهم الشرعيّة معتمدين على قيادات مقاتلة قوات ))PYDالكرديّة ورجال دين ،وقامت ّ صة معتمدة على قيادات بإنشاء محاكمها الخا ّ مقاتلة وحقوقيّين كذلك. في مدينة حلب ،كانت «الهيئة الشرعيّة» مشرفة على سجنين اثنين؛ لكن سرعان ما انشقّت عنها ك ّل من جبهة النصرة وتنظيم صة بهما. «داعش» ليش ّكال هيئات شرعيّة خا ّ المحررة في حلب ،تحت ليغدو س ّكان األحياء ّ رحمة فوضى الفتاوى المتضاربة الصادرة
صة بعد ازدياد عن المرجعيّات المختلفة ،وخا ّ ي للجماعات اإلسالميّة المتشدّدة الدور القياد ّ التي تعتمد على أجهزة شرطة ومجالس إداريّة صة بها. خا ّ الحر ،فـ ّ ـإن غاية وباستثناء محاكم الجيش ّ ك ّل تلك المحاكم ،هي غاية النظام ،أي قمع المعارضين للجهة صاحبة المحكمة وفرض أفكارها على المجتمع. وقــد اعتقلت هــذه «المحاكم» و «الهيئات الشرعيّة» منذ إنشائها نحو 5000شخص ونفّذت أحكاما ً باإلعدام في أكثر من مائتي وتنوعت مراكز االعتقال بحسب معتقل، ّ المناطق واختالف الهيئات والجهات ،وبشكل عام كانت ظروف وحاالت االعتقال ال تحترم الحدود الدنيا لحقوق المعتقلين األساسيّة. الخالصة: ما ت ّم تداوله من آليّات قضائيّة من قبل ك ّل من النظام بمحاكمه االستثنائيّة ،والهيئات الشرعيّة ،ليس أداة لتحقيق العدالة ،وإنّما ي صوت معارض، إلرهاب المجتمع وقمع أ ّ ولفرض وتدعيم سيطرتهم ،واستخدام عنوان مشوه لفرض أفكارهم. العدالة بشكل ّ ي للدراسات واألبحاث القانونيّة: *المركز السور ّ ّ منظمة أهليّة تهت ّم بقضايا حقوق اإلنسان ،تأسّست أوائل عام ،2004مركزها دمشق.
إعداد هيئة التحرير www.allsyrians.org
6
تحقيقات
السنة الثانية
العدد 36
2015 / 9 / 3
الالجئون السورّيون في أوربّا
أوجاع الحاضر وخوف من المستقبل مقر عقب نشر أخبار جريمة الهجوم على ّ صحيفة « شارلي إيبدو» في باريس مطلع يناير الماضي ،كتبت سورية الجئة في باريس على صفحتها وعلى سبيل الدُعابة« :يا ويلي ال يوجد خبز في البيت ومن سيجرؤ اآلن على الذهاب إلى الماركت لشراء خبز « ،وفي خبر عن مقتل مواطنين سويديّين في مدينة ستوكهولم خالل األيّام الماضية أثناء وجودهم في مكان عملهم كتب أحد السوريّين« :جريمة والمتورطون مالمحهم شرق في ستوكهولم ّ أوسطيّة ،يا رب ما يكون إلنا عالقة يا رب نحن مو ناقصين» ،عقب هذا الكالم انهالت التعليقات من المقيمين في السويد ليجمد بالنهاية الجميع ،إذ تبيّن ّ أن المجرمين أريتيريّان! عدم التوازن والشعور بالذنب وهــذا مــا تشهده صفحات «الفيس بــوك» وتغريدات «توتير» عقب ك ّل جريمة تحصل في مدينة أوربّـيّــة وفي الغرب عموماً ،إذ تبرز مخاوف السوريّين إلى المقدّمة من بين ك ّل همومهم ،وردّة الفعل هذه تعكس مخاوف لمجرد كبيرة وقلقا ً دائما ً من االتّهام ،فأنت ُمدان ّ انتمائك لمكان ما .هذا كلّه تعبير عن الشعور بالذنب تجاه قضايا ال ناقة لهم فيها وال جمل ،وهــذا الشعور بالذنب ينعكس أحيانا ً بطريقة تبريريّة مبالغ السلوك املبالغ فيه فيها بهدف ّ التبرؤ من للت ّربؤ من هويّة ّ بيئة المجرم وكل ما مــع ـ ّيــنــة بسبب ينتمي إليه ،فبعد حادثة «شـــارلـــي إيــبــدو» مجرم ما ،ما هو ّإل وبالرغم من إعالن انعكاس لحالة من النفيس المسؤولين الفرنسيّين ً عدم التوازن ّ تطرفا وحتّى األكثر ّ بينهمّ ،أن المجرم ال وشــعــور بالذنب ّ يمثّل المسلمين وأن تــح ـ ّول إىل عقدة قيم اإلســـام تتنافى مــع ســلــوك مرتكب الجريمة هذهّ ،إل ّ أن غالبية الالجئين السوريّين في فرنسا وعموم أوربّـــا كتبوا سيالً من الموضوعات التي وصلت ح ّد شتم اإلسالم و المسلمين ووصفهم بأبشع األوصاف ،وظهروا بمظهر مبالغ فيه فكانوا ملكيّين أكثر من الملك .هذه المبالغة لم تظهر في هذه القضيّة فقط وإنّما تتمظهر في عدد من المظاهر كتلك التي حصلت أيضا ً
يقر بزواج عندما أصــدرت أمريكا قانونا ً ّ تحولت هذه القضيّة المثليّين ،وبقدرة قادر ّ إلى قضيّة مركزيّة بين السوريّين – رغم هول قضاياهم وتعقيدها -وبادر غالبيّة من هم في الخارج إلى تغيير واجهة صفحاتهم وصور «بروفايالتهم» إلى األلوان المعبّرة عن اإلقرار بحقوق المثليّين ،وأصبحت هذه القضيّة مثار جدل واسع بينهم. ّ إن السلوك المبالغ فيه إلظهار االندماج والتف ّهم، للتبرؤ من هويّة معيّنة بسبب مجرم ما ،ما أو ّ ّ ي النفس التوازن عدم من لحالة انعكاس إل هو ّ تحول إلى «عقدة»، وشعور كبير بالذنب الذي ّ فتغيب المحاكمة العقليّة ليدرك الالجئ أنّه في ي وفق هذا القانون، بلد فيها قانون وهو محم ّ ّ وأن تلك البالد تحاسب المجرم فقط وال تعمم على أبناء قوميّته أو دينه.
الكبير يكمن في إجــراءات اللجوء الطويلة المدى ،إذ يمكن أن تستغرق عمليّة البحث والتحقيقات فترة قد تصل إلى سنة ونصف، هذا باإلضافة إلى تمديد إذن اإلقامة لمدّة قصيرة فقط .وهو ما يزيد من مخاوف طالبي ي اللجوء» .تقول المتخ ّ صصة في العالج النفس ّ «إيليز بيتنبيندر» في الجمعيّة الوطنيّة لمراكز ي لالجئين وضحايا التعذيب: العالج النفس ّ ّ «إن فترة االنتظار وعدم اليقين تزيد من حدّة تعرض االضطرابات والصدمات النفسيّة ،التي ّ لها طالبو اللجوء خالل رحلة هربهم» ،وتشير «بيتنبيندر» إلى تزايد نسبة حاالت طالبي اللجوء ،الذين يتوافدون على المراكز من أجل الحصول على العالج في مراكز الجمعيّة التي صصة في عالج تض ّم /25/من المراكز المتخ ّ الالجئين المصابين بصدمات نفسيّة.
صدمات نفسيّة ي إلى أروبّا وال يقتصر شعور الالجئ السور ّ ّ بالذنب بسبب هذه القضيّة فقط ،وإنما يُعاني كثيرون بحسب ما يكتبونه من صراعات نفسيّة كبيرة تعكس هذا الشعور بسبب كونهم أصبحوا يعيشون في أمان واطمئنان بينما عدد من أفراد عائالتهم وأصدقاءهم معرضين مــا زالـــوا ّ للخطر داخل سورية، وينتابهم شعور وكأنّهم خذلوهم وغــادروهــم مــئــات األطــفــال بحثا ً عــن سالمتهم والــــقــــارصيــــن تاركينهم لمصيرهم ،يــصــلــون بــلــدان ويــزداد هــذا الشعور ومــعــه القلق الكبير اللجوء مبفردهم، عندما تتأ ّخر إجراءات ويــقــي بعضهم لــ ّم شمل العائالت ،شـــهـــورا ً طــويــلــة، فيعيش الــمــرء في دوامــــة الــقــلــق على يتع ّرضون لإلهانة سالمة أفــراد عائلته والرضب والتح ّرش ومصيرهم من جهة ـي أحــيــانـاً وقــلــق االنــتــظــار من الــجــنـ ّ صة جهة أخــرى ،خا ّ عندما تأخذ تلك اإلجراءات وقتا ً طويالً يمت ّد أحيانا ً ألكثر من سنة بعد الحصول على اإلقامة ،وكثيرا ً ما فقد بعض الالجئين عدد من أفراد أسرهم األقرب لهم خالل مدّة االنتظار ّ منظمة «»ProAsyl تلك ،و في تقرير عن األلمانيّة للدفاع عن الالجئين يقول عضو ّ ّ »:إن العبء المنظمة «بيرند ميوفيتش»
آالم األطفال واألسرة ويبرز الشعور بالذنب أيضا ً لدى بعض الالجئين الذين فقدوا أحد أفراد عائالتهم أو أصدقاءهم خالل رحلة العبور إلى أوربّا عبر البحر أو البر مشيا ً على األقدام لمسافات طويلة ،حصل ّ تكرر عشرات المرات ،فالشخص الذي و هذا ّ فقد بعضا ً من أطفاله أو زوجته ،واأل ّم التي فقدت طفلها ،ك ّل هؤالء يعيشون آالما ً كبيرة يصعب احتمالها بسبب شعورهم بالتقصير أو تحميل أنفسهم مسؤوليّة ما جرى ،وتترك رحلة العبور تلك آالمـا ً نفسيّة ال يبرأ منها ّ صصين، البعض ّإل بمساعدة األطباء والمتخ ّ فإضافة للضغوط النفسيّة واالجتماعيّة التي القاها الالجئ في بالده والتي دفعته للهجرة يمر خــال رحلة اللجوء غير الشرعيّة، ّ بظروف قاسية تترك رضوضا ً نفسيّة كبيرة صة لدى فئات األطفال واليافعين فقد لديه ،خا ّ تعرض عدد كبير منهم لمجموعة من الصدمات ّ تعرضوا للعنف بشكل مباشر النفسيّة ،فهم إ ّما ّ تعرضت حياتهم للخطر ،أو فقدوا أفرادا ً أو ّ من أسرهم ومنازلهم أحياناً ،ليضاف إلى ذلك الظروف القاسية التي عاشوها حتّى وصلوا بر األمان؛ لذلك تنتشر بين األطفال من إلى ّ ي كر ّد الالإراد ل التبو حاالت األعمار مختلف ّ ّ فعل للقلق ومشاعر الخوف الشديد ،وحاالت ي واالنطواء والعزلة، من السلوك العدوان ّ وتحتاج هذه الحاالت إلى جلسات عالجيّة قد تشمل األسرة كلّها لتساعدهم على إعادة تأسيس بيئة نفسيّة متوازنة وزيادة مهارات التكيّف لديهم .هذا وتكبر المأساة أكثر إذا ما
انترنت صة مئات األطفال والقاصرين الذين أضفنا ق ّ يصلون بلدان اللجوء بمفردهم ،ويقضي بعضهم شهورا ً طويلة في اليونان وهنغاريا ويتعرضون لإلهانة والضرب وغيرها، ّ ً ي أحيانا ،وتُبيّن ألعاب األطفال ّ والتحرش الجنس ّ وانشغاالتهم تلك الظروف القاسية وأثرها على شخصيّتهم بشكل واضح ،إذ أشارت تقارير «الهيئة الطبّيّة الدوليّة» التي تقدّم مساعدات لالجئين إلى ّ أن اهتمامات األطفال الالجئين وطريقة تفاعلهم ولعبهم تغيّرت ،فيلعب األطفال لعبة تسمى «نقاط التفتيش والبحث»، يمرون من نقطة تفتيش يمثّلون فيها أنّهم ّ ي أمنيّة ،ويقوم ك ّل منهم بإجراء تفتيش جسد ّ لآلخر ،ومن هواياتهم المفضّلة األخرى لعبة «الشهيد» ،حيث يمثّل أحد األطفال أنّه ميت، في حين يحمله أو يحملها الباقون في موكب جنازة وهميّة. اغتراب وحواجز وفروق يُضاف إلى ما سبق تلك المخاوف الشديدة التي يبديها البعض من المستقبل المجهول ،وذلك يظهر بتكرار األسئلة وبإلحاح كبير عن قضايا تحولها إلى جنسيّة، اإلقامة الدائمة وكيفيّة ّ وإمكانيّة الترحيل ،ومدى القدرة على االندماج وتأمين فرص عمل جيدة ،وغيرها من قضايا تتعلّق بالمستقبل. ك ـ ّل تلك الــحــاالت الــمــذكــورة تبيّن حاجة الالجئين المل ّحة إلى المساعدة النفسيّة بغية زيادة القدرة لديهم على المواجهة واستعادة الشعور بالسيطرة على سالمتهم النفسيّة. وتجدر اإلشــارة أيضا ً إلى الغربة النفسيّة التي يعانيها الالجئ ،وتبرز من خالل تعبيره المبالغ فيه عن الحنين لألماكن وأصناف الطعام وتج ّمعات األهل واألصدقاء في بلده، ويزيد هذا الشعور باالغتراب من صعوبات االندماج في المجتمع الجديد إضافة لصعوبات ّ تخطي الحواجز والفروق اللغة وإمكانيّة صة بالنسبة االجتماعيّة والثقافيّة الكبيرة ،خا ّ ّ السن الذين عليهم بدء حياتهم من جديد لكبار
بعد أن وصلوا إلى مراحل عمريّة يُفترض أن يجنوا خاللها ثمار جهدهم الماضي كلّه .ال شك ّ ّ أن اللجوء يمنح الالجئ فرصة حياة آمنة ويعيش األطفال في بيئة سليمة تحقّق حاجاتهم األساسيّة في النمو والتي باتت غير متوفّرة في وطنهم ،وتساعد الشباب على استئناف حياتهم ومواصلة تعليمهم والحصول على فرص عمل جيّدة ،كما ّ أن اللجوء مع العائلة أو ل ّم شمل العائلة الحقا ً يساعد على االندماج في البيئة والمجتمع والثقافة الجديدة ،ويقلّل من آثار ي. االغتراب النفس ّ عدم الكالم لم يخبر السوريّون اللجوء قبل الثورة السوريّة ّإل كمستضيفين لالجئين ،لذلك ش ّكلت حالة اللجوء صدمة كبيرة لغالبيّتهم ،ولكن هذا كلّه يقتضي تجاوز األوضاع الصعبة والظروف يترددوا في طلب المساعدة الطارئة ،وعليهم ّأل ّ من أجل ذلك ،إذ تشير بعض التقارير أنّه من المشكالت التي يواجهها األطـبّــاء ألسباب ّ «أن كثيرين من المرضى يفضلون ثقافيّة عدم الكالم عن الجراح النفسيّة ،رغم أنّه من الشائع أن ينهار آخــرون ويــروون تجاربهم خالل العالج» ،وعلى السوريّين التعامل مع تجربة اللجوء في أوربّا كفرصة طيّبة إلعادة بناء حياتهم من جديد واكتساب الخبرات واالستفادة من فرص التعليم المتاحة .هذا كلّه يساهم مستقبالً في جعلهم عنصرا ً فاعالً في إعادة بناء بلدهم المد ّمر ،أو تأسيس جاليات قويّة في بلدان إقامتهم تلعب دورا ً مه ّما ً في نصرة قضايا بالدهم.
د .خولة حسن الحديد المصادر: ّ منظمة أطبّاء بال حدودتقارير إعالميّة في ك ّل من: ARA Newsالنرويج و 2015 - DW -العربيّة للدراسات
بحثاً عن المستقبل واإلنسانّية
السوري إلى أوروبّا ينعش السوق اللبنانّية اللجوء ّ
تق ّدم وتحرير إلقامة “منطقة آمنة”
الحرب على «داعش»
تخوض فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة معارك عنيفة في محيط قرية «الخربة» ،وقرية «مزرعة» ض ّد مقاتلي تنظيم «داعش». يستعمل مقاتلو المعارضة مختلف صنوف األسلحة الثقيلة والمتوسّطة التي بحوزتهم ،ال سيّما بعد استقدام تعزيزات عسكريّة ضخمة قامت بها حركة «أحــرار الشام» انسجاما ً مع بيانها األخير الذي أصدرته ور ّحبت فيه باقامة «منطقة آمنة» في شمال سورية من قبل األتراك. ّ أسفرت المعارك عن تحرير محطة الغاز والمزارع المحيطة بها والتقدّم باتجاه قرية ّ كمحطة في طريقهم غلى قرية «الخلفتلي» «الراعي» التي تعتبر نقطة تمركز لتنظيم «داعش». ي «أبــو المجد الحلبي» أ ّكــد الناشط الميدان ّ لصحيفة «كلّنا ســوريّــون» ّ أن المعارك استمرت أكثر من عشر ساعاتّ ، وأن مقاتلي ّ مصرون على تهيئة الظروف المعارضة ّ األمنيّة المناسبة القامة «منطقة آمنة» وذلك بطرد تنظيم «داعش» منها. يذكر هناّ ، أن «المنطقة اآلمنة» هي منطقة اقترحها األتراك ،وفسّروا ذلك بأنّها ستكون لحماية المدنيّين الذين نزحوا من براميل النظام
newspaper@allsyrians.org
المحررة. المستمر في مختلف المناطق وقصفه ّ ّ عــلــى جبهة «أم حـــوش» حـــاول مقاتلو المعارضة التقدّم أيضاً ،وذلك للضغط على تنظيم «داعش» من أكثر من جهة ،واستهدفوا في محاولة تقدّمهم هذه مواقع التنظيم في محيط القرية كما تم ّكنوا من تحرير عدّة نقاط متقدّمة ،وال يزال التنظيم يسيطر على المداجن المحيطة بالقرية ،حتّى كتابة هذا التقرير ،إذ تش ّكل هذه المداجن ثكنات عسكريّة للتنظيم. على جبهة «تاللين» قام تنظيم «داعــش» بعدّة محاوالت للتقدّم والسيطرة على القرية بعد استقدامه لتعزيزات عسكريّة من مدينة ي، «الباب» و «منبج « بريف حلب الشرق ّ ّ لكن مقاتلي المعارضة تم ّكنوا من ص ّد الهجوم وإيقاع خسائر فادحة في صفوف التنظيم بين عتاد وأرواح. ويذكر أنّه في ظ ّل ك ّل هذه المعارك الطاحنة بريف حلب الشمالي ض ّد تنظيم «داعش» ي ،بينما تقوم يغيب طيران التحالف الــدولـ ّ القوات التركيّة بالمراقبة عن بعد. ّ
مراسل كلّنا سوريّون ي ريف حلب الشمال ّ
قبل خمسة أيّام من سفرهم إلى تركيا في الطريق إلى أوروبــا ،يستع ّد عماد (،22 ي من دمشق) مع رفاقه السبعة .جمعوا جامع ّ المبالغ المطلوبة ،صفّوا أعمالهم في لبنان، ج ّهزوا األوراق المطلوبة وباإلضافة إلى المعلومات كافّة عن رحلتهم الطويلة ،وبدؤوا بشراء حاجيّاتهم من األسواق. فمنذ بداية الشهر الخامس بــدأت حركة األسواق اللبنانيّة تنتعش ،آالف السوريّين لم يعودوا يرون في لبنان مكانا ً لالستقرار ،وال وقرروا أن السفر هو ي شكل من األشكالّ ، بأ ّ أكثر الخيارات المطروحة ،فيما بقي من ال بديل له في مكانه ينتظر الفرصة. أسعار التذاكر حــجــوزات طيران، أو بـــواخـــر إلــى الــســوريّــن تعبوا تركيا ،شراء مالبس وبعض الحاجيّات من االت ّهام اللبنا ّين الـــضـــروريـــة في لهم بأنّهم سبب طـــريـــق الــســفــر ،يف انهيار اقتصاده والكثير من األمور يحتاجها من يرغب و مل يـــعـــودوا في السفر. يــــرون يف لبنان أم رامــــــي ( 42مكاناً لالستقرار ً عـــامـــا) مـــن حلب تقول «حجزت لي وألبنائي الثالثة تذاكر سفر إلى تركيا ،لكنّي فوجئت بأعداد السوريّين الذين يرغبون بالسفر من لبنان ،وعلى الغالب وجهتهم تركيا ،كما هــي وجهتي لكنّي قــد أفكر باالستقرار في تركيا طالما ّ أن العدد األكبر من أقاربي ومعارفي هناك». اشترت أم رامي تذاكر سفرها بأسعار مقبولة باعتبارها لم تكن مستعجلة على سفرها، هي قضيّة بات يعرفها معظم السوريّين في لبنان « كلّما قربت المسافة بين موعد السفر
وموعد الحجر ازداد سعر التذكرة والعكس صحيح». ترتفع تذكرة السفر في مواسم السياحة، فالصيف مثالً وفي األعياد ،وقد تصل أحيانا ً إلــى ضعفي سعر األيّــام العاديّة ،محمود (25عاماً) من ريف دمشق يتحدّث « قبل عيد الفطر كانت التذكرة إلى أيّة منطقة في تركيا أخفض بنسبة 35بالمائة عنها بعد العيد ،فأنا اشتريت التذكرة إلى أضنة بقيمة 160دوالراً ،بينما خالي اشترى التذكرة من المكتب نفسه بـ 270دوالراً». السعر يبقى ثابتا ً بدرجة معيّنة طوال الصيف طالما أنّه موسم سياحة إلى تركيا باعتبارها بلدا ً معتدل الحرارة مقارنة بلهيب لبنان ،ومع ذلك يحافظ الكثير من السوريّين على مواعيد سفرهم طالما ّ أن عيونهم على أوروبا ،وموج بمجرد مرور شهر آخر من البحر سيرتفع ّ اآلن. وتبدو أسعار الحجوزات أقـ ّل بالسفر عن طريق الباخرة ،ومع ذلك يوضّح أصحاب مكاتب سفر كثر ّ بأن السوريّين باتوا يسافرون بحرا ً وجوا ً دون أن يف ّكروا سوى في الحلم ّ ي. األوروبّ ّ تصريف العمالت ً على الجانب اآلخــر ،تنشط أيضا سوق العمالت وتصريفها ،مكاتب الــحــواالت الماليّة ،فالكثير من السوريّين استقبلوا قبل أن يف ّكروا بالسفر مبالغ من أصدقائهم أو ذويهم لمساعدتهم في تكاليف الرحلة ،وقاموا بالتحويل بين العمالت (الــدوالر – الليرة التركيّة – اليورو). عصام ( 29عاماً) من درعا يشير في هذا السياق « استقبلت من أحد أقربائي ما يقارب األلفي دوالر ،إلى جانب مبلغ قمت بتجميعه، لسفري مع زوجتي ،قمت بتصريف 500 بالتحرك دوالر إلى الليرة التركيّة حتّى أقوم ّ
في تركيا ،شراء طعامنا وشرابنا ،وحجز صرفت المبلغ المتبقّي غرفة في فندق ،فيما ّ إلى اليورو ،باعتبارهم في اليونان ال يتعاملون بالدوالر ،وأبقيت معي مبلغا ً صغير بالدوالر كزيادة لي في تركيا». ال أرقام دقيقة عن حجم الحواالت الواصلة ي إلى اللجوء إلى لبنان جراء التحضير السور ّ الجديد ،لكن ال تبدو األرقام صغيرة إذا ما ت ّم األخذ بالنظر ّ أن معظم الذين يسافرون أو يرغبون في السفر يستقبلون أمواالً من ي. الخارج اللبنان ّ النقل واأللبسة أســواق أخــرى ،كسوق النقليّات الداخليّة، بين المناطق اللبنانية العديدة ومطار رفيق الحريري في بيروت أو مرفأ طرابلس، باتت تشهد حركة غير مسبوقة تغذّي السوق اللبنانيّة عبر سوريّين تعبوا من االتّهام ي لهم بأنّهم سبب في انهيار اقتصاده. اللبنان ّ سوق األلبسة أيضا ً والحقائب شهد أرباحا ً جيّدة ،أمجد ( 24عاماً) من حماه يقول «حتّى ّ ّ محلت األلبسة باتوا أن الكثير من أصحاب يسألوننا ع ّما إذا كان ما نريده من ألبسة للسفر ،وبالتالي هم يعرفون تلقائيّا ً ما نحتاجه، ّ ومحلت الحقائب يعرفون تماما ً أيّة حقائب هي األفضل لنا». وكما هي األرقام غير واضحة عن عائدات ي الجديد ،األرقام أيضا ً سوق اللجوء السور ّ غير واضحة عن السوريّين الذين سافروا أو في طريقهم إلى السفر نحو تركيا وأوروبا، أن إحصائيّة ما ستثبت ّ ّإل أّن األكيد ّ أن عــشــرات آالف السوريّين تــركــوا لبنان وهمومه نحو مكان يبحثون فيه عن إنسانيّتهم فيه ومستقبلهم.
سون – كلّنا سوريّون حازم ح ّ www.allsyrians.org
2015 / 9 / 3
العدد 36
تحقيقات
السنة الثانية
7
طبخة بحص
المرأة والمشاركة في السياسي العمل ّ شاركت المرأة السوريّة منذ انطالقة الثورة بفاعليّة الفته بهرت العالم ،إن دلّــت على شيء إنّما تد ّل على مستوى عا ٍل من النضج ي ،م ّما يعطي انطباعا ً بأنّه الفكر ّ ي والسياس ّ سيكون للمرأة في سورية الحديثة مكانة مميّزة وستكون شريكة بصناعة القرار على الصعيد ي وشريكة بصياغة ي واالقتصاد ّ السياس ّ مستقبل سورية.
خارطة عسكرّية ترسمها أقدام الثوار
النظام في مرحلة الالتوازن واإلنهاك مع انهماك أعضاء االئتالف بمحاصصاتهم وصراعاتهم على مناصب وكراسي ال تخدم الثورة السوريّة ،كانت هناك مطاحنات جديدة وصراعات وصلت لمعارك ج ّد قاسية بين جبهات الثورة وميليشيات النظام التي استعانت بمرتزقة من ك ّل حدب وصوب لتمنحهم جنسيّة سوريّة ،ب ّ شر بها رأس النظام في محاولة من التضليل والخداع كانت عبر آخر خطاب تخلّلته أكاذيب وإبر مخدّرة ،أكثر م ّما احتوى الخطاب من تردّد وانكسار كان يشرح ما بداخله من حقائق ال يستطيع البوح بها لمن ساقهم لحافة الدمار. الزبداني جبهات القتال التي ازدادت اشتعاالً على صة في بلدة مجمل الساحات العسكريّة وخا ّ تتعرض لحرب إبــادة «الــزبــدانــي» التي ّ تــخــوضــهــا أربــعــة فصائل رئيسيّة هي: الفرقة الرابعة ،حزب قـــوات الجبهة أكــر مــن /1200/هللا، ّ الشعبيّة الفلسطينيّة طلعة جويّة خالل ألحمد جبريل ،لواء ي. أربــعــة أيّـــام عىل ذو الفقار العراق ّ سهل الــغــاب مع ولكنّها جميعا ً خذلت دولة «والية الفقيه»، أكـــر مــن /600/ ـره لفتح مـ ّمــا اضــطـ ّ صاروخ فيل وزلزال غرفة عمليّات (قيادة) وزيــنــب ،أحرقت في بلدة «بريتال» اللبنانيّة لقيادة العمليّة ود ّمـــرت كـ ّـل يشء بواسطة ما بين (50 يف سهل الــغــاب )70 - ،ضابطا ً من ومثلها من الرباميل فيلق القدس والحرس ي ،بعد واأللــغــام البحرية الثور ّ ي اإليران ّ ّ أن فشل حــزب هللا ي اختراق ع ــر الــحــ ّوامــات بإحداث أ ّ خالل أكثر من أربعة أسابيع ،ونال توبيخا ً إيرانيّا ً على ذلك ،خصوصا ً إذا ما علمنا ّ أن «حسن نصر هللا» خــرج مع بداية الحملة ليب ّ شر بالسيطرة على الزبداني خالل ستّة أيّام، ً موقّتا النصر مع خطابه باحتفاالت يوم القدس، ومضت خمسة أسابيع والزبداني صامدة وك ّل ما حصده حزب هللا هو مزيد من قوافل القتلى والجرحى العائدة للضاحية الجنوبيّة. الفوعة وكفريا مع بدء جيش الفتح في إدلب معركة (كفريا والفوعة) زاد الضغط على الضاحية وطهران، ّ «الست زينب» وقطعهم ي ومع خروج أهالي ح ّ ي ،وبرسالتهم التي لطريق مطار دمشق الدول ّ حملت من الشتائم لنصر هللا واألسد أكثر م ّما حملت من مناشدة لطهران للتد ّخل ،تنزاح ورقة التوت عن خسائرهم ،وتزول تلك األسطورة ثوار الزبداني قوات «النخبة» التي ّ مرغ ّ عن ّ اضطر إيران على إثرها أنوفها بالتراب؛ م ّما ّ للتفاوض مع حركة أحــرار الشامّ ،إل أنّ المفاوضات فشلت إلصرار إيران على إحداث حركة نــزوح وتغيير ديموغرافيّة تتض ّمن إخالء الزبداني من أهلها لتوطين س ّكان كفريا والفوعة. سهل الغاب لم يكن ما ناله األسد في سهل الغاب بأق ّل م ّما ناله رفيق إجرامه نصر هللا من ذ ّل ومهانة في الزبداني ،فمن جملة األكاذيب التي أطلقها األسد حين قال مطمئنا ً أهل الساحل وس ّكان وبوابة الغاب ي ّ الالذقية بالذات :الساحل محم ّ هي أمان واطمئنان أهل الالذقيّة .بعدها بيومين كان الهجوم الكاسح الذي شنّه «جيش الفتح» في إدلب بمساندة من الميمنة عبر جبهة الساحل ومن الميسرة عبر «جبل الزاوية» و «جبل ثوار ريف شحشبو» ومن القلب عبر دعم من ّ
newspaper@allsyrians.org
الثوار حماه «جيش النصر» وليقتلع هؤالء ّ البوابة التي ب ّ شر بها األسد ،ولتكسر على رأس بإنجاز النظام بعد اختراق غير مسبوق تمثّل ٍ ي استطاع وخالل أق ّل من /24/ساعة عسكر ّ من تحرير /23/حاجزا ً في /16/موقعا ً من ي والبوابة الغربيّة (ت ّل سهل الغاب الشرق ّ ّ حمكي وفريكة والمشيرفة وتلة خطاب وت ّل ّ ومحطة زيزون) كانت تشغلهم أعور وجنقرة ّ وتسيطر عليهم عصابات النظام ومخلفاتهم من ي. حزب هللا وشبّيحة الدفاع الوطن ّ ومع وصول المعارك إلى سهل الغاب األوسط (قرقور والــزيــارة وت ـ ّل واســط والمنصورة صة وخربة الناقوس) أحس النظام بالعطب وخا ّ ّ مع ترافق المعارك بنزوح شديد من قرى (شطحة وجورين ومــرداش والجيد وعنّاب والحيدريّة وفورو والبحصة) حاملين معهم قتلى وجرحى ،أكثر م ّما يحملون من أمتعة، بــعــد نـــداء استغاثة أطلقه النظام بالطلب من أهل القرى حمل السالح والــدفــاع عن تحرير /23/حاجزا ً أنفسهم والتي اعتبرها يف /16/موقعاً من س ّكان المنطقة مقدّمة الرشقي الغاب سهل ّ لتكتيك (إعادة التجميع أو إعـــادة االنتشار) والبوابة الغرب ّية يف أقل من /24/ساعة التي تسبق هروبه من ّ أيّــة منطقة ،وترافق ذلــك أيضا ً مع حملة انتقادات شديدة من موالي النظام الذي فشل، ليس فقط بالحفاظ على مواقعه ،بل بالقدرة على حماية قرى من سانده وقدّم فلذات أكباده خدمة ي السلطة. لبقائه على كرس ّ ي من سهل الغرب الشطر إلى وليمت ّد القتال ّ الغاب (نقطة مقتل النظام) عبر السيطرة على قرية البحصة واالقتراب وحصار معسكر جورين (قلعة النظام العسكريّة والبشريّة في سهل الغاب). أمام هذا اإلحراج الشديد الذي وقع به النظام وأمــام خوفه من تمدّد المعارك ووصولها للطريق الواصل من عين الشرقيّة عند نهر البارد ،وبالتالي قطع إمــدادات الساحل ومن بعدها الوصول إلى مطار حماة ووقف إمدادات دمشق ،األمر الذي يشكل ضربة قاصمة قد تكسر ظهر النظام. أ ّما ما يمكن أن يش ّكل انهيارا ً للنظام فهو في تطور المعارك بعدها ّ بالوصول عبر محور مصياف – صافيتا ي إلــى الطريق الدول ّ الساحل الــتــوافــق الـــريكّ الــذي يربط ي عرب بالمنطقة الوسطى -األمـــريـــ ّ ودمشق ،وبالتالي يقع مناطق آمنة خالية النظام ضمن خارطة جديدة ِسمتها األساسيّة من ثالث تنظيامت: تقطيع أوصاله عبر جبهة الــنــرة و جغرافيّة تضيّق على «داعش» والفصائل رقبته لح ّد الخناق.
االنفصاليّة الكرديّة
الساحل جبهة الساحل كانت السبّاقة لفرض توازن رعب مع أهداف النظام الحيويّة والعسكريّة في منطقة الساحل كر ٍد على توظيف النظام لجهود ثالثة مطارات وعبر أكثر من /1200/ طلعة جويّة خالل أربعة أيّام على سهل الغاب مع أكثر من /600/صــاروخ فيل وزلزال وزينب ،أحرقت ود ّمرت ك ّل شيء في سهل الغاب ،ومثلها من البراميل واأللغام البحريّة عبر الــحـ ّـوامــات ،وباتّباع سياسة األرض المحروقة التي يتغنّى بها سهيل حسن (النمر سمعت صرخاته اليائسة على ي) الذي ُ الورد ّ القبضات في جبهة الساحل التي د ّكت مواقع النظام وثكناته في (زغرين ومشقيتا والبهلوليّة ي بالزقزقانيّة) تلك والقرداحة والمربّع األمن ّ
المعركة سبقتها جبهة إدلب بفتح معركة (كفريا تتعرض لها والفوعة) لوقف حرب اإلبادة التي ّ الزبداني. حلب جبهات حلب الجنوبيّة والغربيّة والشماليّة، كانت مسرحا ً ألحداث مه ّمة تمثّلت بمحاوالت النظام استعادة مركز البحوث العلميّة في جبهة الثوار بصدّها جمعيّة الزهراء ،حين نجح ّ ي ح في بجبهته وإحـــداث بعض الثغرات ّ ي الخالديّة؛ أ ّما الضربة الشهباء الجديدة وح ّ المؤلمة فكانت بالجبهة الجنوبيّة لحلب بعد تفجير (أو قصف) مجهول أطاح بمستودعات المعمل /690/من معامل الدفاع ،والذي تسبّب بدمار معظم احتياطاته من الذخائر هناك، وزادت الضغوط عليه بعد انحسار ّ خط إمداده عبر السفيرة وخناصر القادم من حماة مرورا ً بسلميّة؛ على الجبهة الشماليّة كانت المعارك على أشدّها بين غرفة عمليّات «فتح حلب» وتنظيم «داعش» الذي تراجع عن أكثر من صة الخسائر الكبيرة التي تلقّاها في موقع ،وخا ّ حررتها غرفة عمليّات بلدة «صرين» التي ّ ّ «بركان الفرات» وهو تحالف عدّة فصائل حر وتركمان. كرديّة وجيش ّ درعا ي ،تحضّر قيادة الجبهة في الجنوب السور ّ الجنوبيّة إلطالق المرحلة الثانية من معركة (عاصفة الجنوب) لتحرير مدينة درعا ،عبر ي وجود الدخول في مرحلة االقتحام وإنهاء أ ّ لميليشيات النظام في جنوب سورية ،وهذا ما استدعى النظام لز ّج ك ّل إمكانيّاته البشريّة والجويّة وطلب المؤازرة من حلفائه في حزب ّ هللا وإيران؛ ألنّه يدرك ّ أن خسارته لدرعا تعني خسارته لكامل الجنوب ،وتعني أيضا ً انتقال المعارك ألبواب العاصمة دمشق. المنطقة اآلمنة ي ،تت ّم تحضيرات المنطقة في الشمال السور ّ ي األمريك ي الترك التوافق لتطبيق مفرزات ّ ّ عبر مناطق آمنة خالية من ثالث تنظيمات: (جبهة النصرة و «داعـــش» والفصائل االنفصاليّة الكرديّة) ومعها كانت الضربة التي وجهتها جبهة النصرة لمشروع التدريب ي عبر اعتقال بعض قيادة وعناصر األمريك ّ الفرقة ( ،)30م ّما استدعى قــرارا ً أميركيّا ً الجويّة األمريكيّة بتوجيه بالسماح للقوى ّ ـرت على ضربات لحماية حلفائها ،اضــطـ ّ إثرها جبهة النصرة -تحت ضغوط خارجية مقراتها على الحدود التركيّة وداخلية -لتسليم ّ وداخل المناطق المزمع إقامتها لفصائل ثوريّة في شمال حلبّ ، لكن ذلك حصل بعد ضمانات المتدربة القوات ّ أمريكيّة وتعهد بعدم استهداف ّ لتنظيم جبهة النصرة. خالصة ّ بالمجمل نستطيع الــقــول :إن النظام دخل مرحلة الالتوازن ومرحلة اإلنهاك عبر تف ّكك منظومته العسكريّة وحتى األمنية ،ومعها تدخل ميليشياته في مرحلة األفول والتراجع لترسم خارطة عسكريّة تم ّهد -على أق ّل تقدير ي يجبر نظام األسد على لفرض واقع ميدان ّالتفاوض وفق مطالب وشروط ترضي جمهور الثورة؛ ولكن تبقى المعضلة باقتناع من يساند األسدّ ، أن هذا النظام قد أصبح خارج الزمن، ّ وأن البحث يجب أن يكون ع ّما ستؤول إليه المرحلة الالحقة وحيثياتها لمن يريد شراكة الحر بعيدا ً عن ك ّل مستقبليّة مع شعب سورية ّ مفردات ومضامين نظام األسد.
العميد الركن أحمد ر ّحال ي محلّل عسكري واستراتيج ّ ّ
على المحكّ اليوم وبعد أكثر من أربــع سنوات يالحظ ي في غياب المرأة تماما ً عن المشهد السياس ّ ي ،وتراجع كبير في حضورها الداخل السور ّ ي خارج سورية .فتمثيلها في الهيئات السياس ّ السياسيّة ال يطال مركز صنع الــقــرار، ووجودها ال يتعدّى ضرورات الديكور .وهذا يعكس الثقافة المجتمعيّة الذكوريّة التي ّ توزع فتكرم المرأة في بيتها ومطبخها، األدوار ّ وتترك للرجل طبخ السياسات التي تحدّد مصير البلد ،لتبقى السياسة عمالً ذكوريّا ً بامتياز. ّ من خالل المحك التي فرضته الثورة السوريّة وما تم ّخض عنها ،نجد ّ أن «السياسيّين» السوريّون ،أفرادا ً وتشكيالت سياسيّة وليدة؛ تُظهر حالة من الضعف البيّن ،فاألحزاب الوليدة في غالبها متخبّط ويفتقر إلى الرؤية واالستراتيجيّة ،أو يغلب على خطابه النبرة الممولة. الشعبويّة ،أو أنّــه مرتهن للجهة ّ والهيئات التي يفترض أنّها ممثّلة للشعب صــة «االئــتــاف» لم ينجح ي وخــا ّ الــســور ّ بصياغة خطاب يُقنع العالم بأنّه يمكن أن يكون البديل في المرحلة االنتقاليّة ،ال بل ،قدّم ي. ي واإلدار ّ بُنية تقوم على الفساد المال ّ كما أوضحت سيرورة األحداثّ ، فإن الضعف ي ونقص الخبرة ،حالة عا ّمة ال تطال السياس ّ يبرر إقصاء المرأة بح ّجة النساء فقط ،وال ّ ستتكون الخبرة نقص الخبرة والكفاءة ،كيف ّ ي ودون السياس للعمل دون الممارسة العمليّة ّ دخول التجربة ،لنكن واقعين ونعترف ّ بأن ي سمة العقليّة الشموليّة والتفكير اإلقصائ ّ السوريّين رجاالً ونسا ًءّ ، «إل من رحم ربي». مسؤوليّة المرأة ي الشعب االلتفاف كان للثورة في السنة األولى ّ حولها مــردّه أنّها ثورة ض ّد بُنى االستبداد والشموليّة بك ّل تجلّياتها السياسيّة واالجتماعيّة والثقافيّة والقيميّةّ ،إل أّن هذه البنى ال تزال تحكمنا ،وللتغيير والــخــروج من عباءتها نحتاج إلى نضال طويل وخلق بنى جديدة تستطيع أن تقدّم رؤيــة وممارسة مغايرة. ّ ي بشكل عام ولمنظمات المجتمع المدن ّ ّ صة الدور األه ّم في والمنظمات النسوية خا ّ ذلك ،من خالل التشبيك والتنسيق لخلق لوبي ضاغط ،يجعل من موضوع مشاركة المرأة بصياغة مستقبل سورية ديمقراطيّة حديثة من أولويات اهتماماتها ،مع التشجيع على انضمام صة تلك التي النساء لألحزاب السياسيّة وخا ّ لديها برنامج واضح يتعلّق بالمرأة. حــول مسؤوليّة الــمــرأة عــن هــذا الفشل، والخطوات الالزمة للوصول إلى مشاركة ي ،والمعايير التي فعّالة في الحقل السياس ّ تحكم وصولها إلى مواقع سياسيّة ها ّمة .تقول السيّدة «انتصار الخطيب» العضو في حزب تطور الجمهوريّة« :برأيي يوجد سببان لعدم ّ ي. ي وسياس ّ ي للمرأة ،اجتماع ّ العمل السياس ّ ّ ي يتعلق باألحزاب السياسيّة العامل االجتماع ّ ي في سورية السياس المشهد التي تصدّرت ّ ّ خالل فترة الستينيّات ،كانت أحــزاب الم ّد ي وهي بطبيعتها أحزاب محافظة تحتكم القوم ّ بأدبيّاتها إلى العادات والتقاليد االجتماعيّة ي السائدة ،ولــم تكن قضايا الدعم السياس ّ للمرأة من اهتماماتها .في الثمانينيّات ،باتت ي الحياة السياسيّة معدومة ،إثر البطش األمن ّ والتنكيل الذي طال معظم أعضاء األحزاب المعارضة من رجال ونساء ،وهذا أدّى إلى ي ،بل وابتعاد ابتعاد النساء عن العمل السياس ّ الرجال أيضاً». ّ تضيف السيدة «صباح حلق» عضو الرابطة ّ «إن حصول المرأة السوريّة للمواطنة قائلة: ّ حق التصويت عام 1949 السوريّة على ّ وحق الترشح واالنتخاب 1951وهي من الحقوق السياسيّة الها ّمة التي من المفترض أن تكتمل بحصولها على حقوقها االجتماعيّة الخاص والعا ّم .ولكن لم تستطع في الفضاءين ّ النساء السوريّات الحصول على «كوتا نسائيّة واستمر هذا األمر قبل « بحدّها األدنى %30 ّ الثورة ليومنا هذا». ضعف تمثيل المرأة ي السيّدة «هالة ع» عضو الحزب الشيوع ّ ـرت سورية بفترة سابقا ً تقول« :عندما مـ ّ ي ،كان هناك الكثير من انفراج ديمقراط ّ السيّدات الالتي كان ّ لهن دور على المستوى
ي «نــازك ي والسياس ّ ي واالجتماع ّ الثقاف ّ العابد» .ولما جــاء نظام االستبداد أدخل شوه األسرة وحرم المرأة من مفاهيم غريبةّ ، ي واالرتقاء بدورها في الحياة ّ التطور الطبيع ّ االجتماعيّة والسياسيّة ،ودورها دخل ضمن لعبة االستبداد ،الممارسة عليها وعلى الرجل على ح ّد سواء. وحول مسؤوليّة المرأة عن هذا الواقع ،تقول «الخطيب» موضّحة« :كي نحاكم كفاءة ّ لديهن الفرصة في السياسيّات يجب أن تكون ي ،وهذه مسؤوليّة جميع ممارسة العمل السياس ّ ي. األطراف المعنيّة بنهوض المجتمع السور ّ ي ليس رغبة فقط ،هو مهنة العمل السياس ّ ي للوصول إلى نتائج يجب احترافها بشكل علم ّ صحيحة ،وبالتالي على السيّدات المهت ّمات ي أن يمتلكن ثقافة سياسيّة، بالشأن السياس ّ ي .إضافة إلى المتالك مفاتيح العمل السياس ّ مسؤوليّة األحــزاب السياسيّة التي تتبنّى مفهوم تمكين المرأة املــرأة السوريّة ال سياسيّاً ،من خالل تنقصها الكفاءة .وضــع خـ ّ ـطــة عمل واضــحــة فــي هــذا تنقصها أحـــزاب ّ منهن، االتجاه تصنع سياسيّة وطنيّة رائدات في المحافل منفتحة ،وبرامج الدوليّة». وحول سبب ضعف واضــحــة تتعلّق تمثيل الــمــرأة في بـــــاملـــــرأة ،أ ّمــــا مواقع صنع القرار الــخــرة فتكتسب اآلن ،تــرى السيّدة ّ «حـــــــــاق» ّ أن مــــن املـــارســـة «األحزاب والهيئات والتكتّالت السياسيّة تنص في المعارضة والمش ّكلة بعد الثورة ،ال ّ وثائقها على المساواة بين النساء والرجال، ومازال تمثيل النساء في مواقع صنع القرار ضئيالً ج ّداً ،على الرغم من مشاركة النساء في العديد من لجان التنسيق واللجان اإلعالميّة وبنسب تتجاوز في بعضها الّ ،%60إل أّن ّ منظمات هذا لم ينعكس فيما بعد بتمثيلها في ي واألحزاب السياسيّة؛ وك ّل المجتمع المدن ّ هــذا يعود ألسباب قديمة وحديثة ،ومنها العقليّة الــذكــوريّــة المجتمعيّة ،وعــزوف النساء عن العمل في السياسة ألنّها لعبة تفتقد لألخالقيّات ،وألسباب ضعف تمكينها ي وغيرها من األسباب». ي واالقتصاد ّ السياس ّ أ ّمــا السيّدة «هالة» فبرأيها «التشكيالت السياسيّة المحدثة هي استمرار لألحزاب القديمة بأشخاصها وعقليّتها ،فهي تقليديّة وأيديولوجيّة وال تعبر عن ثورة تريد التغيّر ي بحاجة لرؤية الشامل .فالمجتمع السور ّ التطور الذي جديدة وبرامج عمل تواكب هذا ّ حصل ،والــذي بــرزت فيه المرأة وعبّرت تطور من خــال مشاركتها بالثورة عن ّ يفوق العقليّة الحزبيّة الموجودة في األحزاب السوريّة» وتضيف «المرأة السوريّة ال تنقصها الكفاءة .تنقصها أحــزاب سياسيّة وطنيّة منفتحة ،وبــرامــج واضحة تتعلّق بالمرأة ،أ ّما الخبرة فتكتسب من الممارسة. وبالنسبة للهيئات التمثيليّة تقول «هالة» ي واالئتالف لم ينجحا بتقديم «المجلس الوطن ّ ً ً ي يكون بديال واضحا عن النظام مشروع وطن ّ وهذا هو األساس ،فهل ننتظر أن يكون لديهم يخص المرأة؟!». برنامج ّ تغطية اإلهمال ي ولتحقيق مشاركة فعالة في العمل السياس ّ من وجهة نظر السيّدة «الخطيب» ،يتطلّب: «بداية االنخراط في العمل مع األحــزاب ّ هاتهن .ومحاولة السياسيّة التي تناسب تو ّج العمل الجا ّد من داخل الحزب المتالك الخبرات ي ،وامتالك زمام في الحوار والنقاش المنطق ّ ّ عليهن أن ت َعين مفهوم المبادرة .وكذلك ّ قضيتهن .فالثورة المشاركة والتعاون لدعم ي والمدن ي السياس بمختلف وسائل تعبيرها ّ ّ للمرة األولى ي يحدث ّ هي فعل ديموقراط ّ في تاريخ سورية ،فمسؤوليّة الجميع رعاية هذه الثورة والعمل الجا ّد للوصول إلى مجتمع ي تسوده العدالة والمساواة». ديموقراط ّ البوابات الها ّمة لتحقيق هذا الغرض هو إحدى ّ ّ ّ المنظمات النسائيّة ،فبرأي السيّدة «حلق» ّ ّ منظمات وتج ّمعات تعمل على «إن نشوء قضايا المرأة يعد عمالً إيجابيّاً ،بل هو ي للعديد مطلوب نظرا ً لحاجة المجتمع السور ّ ّ المنظمات لتغطية اإلهمال الكبير الذي من عانت منه نساؤنا». وتختم السيّدة «الخطيب» قائلة« :يجب ّ ولديهن َملكة العمل االعتراف بوجود سياسيّات ّ ّ محاوالتهن استبعادهن رغم ي ،ت ّم السياس ّ ّ الحريّة أجل من المتواصل ونضالهن الجادّة ّ والعدالة».
كفاح زعتري
www.allsyrians.org
8
المجتمع
السنة الثانية
2015 / 9 / 3
العدد 36
بقلم طفل سوري
القصة الحقيقّية عالمة ّ
أقرأ ُ كتبي المدرسيّة عندما ال يكون ذلك مطلوبا ً منّي ،أكرهها عندما يكون عندي مذاكرات .أحبّ أن ألعب وأركض وأقفز، ولكنّي أهرب من درس الرياضة .ال أحد يفهمني ّإل األســتــاذ كمال ،أستاذ اللغة العربيّة ،صحيح أنّه منحني عالمة الصفر في التعبير ،ولكنّني كنت سعيدا ً ج ّدا ً بذلك، فقد كتبت ك ّل ما أردت ،ك ّل ما تخيّلت ،ك ّل الصف، ما شعرت به ،وقرأت الموضوع في ّ صفّق لي جميع التالميذ واألستاذ كمال ،ث ّم قال لي :جيّد ،لكنّك خرجت عن الموضوع يا مح ّمد نور! نسيت َه تماماً! أنت لم تذكر شيئا ً عن العيد ،ك ّل ما كتبت َه هو عن ليلة كانت األ ّم فيها تشعل النار بصعوبة ،تضع صفيحة مملوءة بالماء عليها ،الدخان يمأل مكانا ً يشبه الغرفة ،تتردّد األم ،هل يجب أن تزيح جزءا ً من قماش الخيمة الذي يش ّكل السقف لتخيف الدخان أم ال؟ حتّى عندما بــدأتَ تصف األ ّم وهي تغسل بالماء والصابون أجساد أطفالها الخمسة لم نعرف ّ أن هنالك عيداً! عبس األستاذ كمال ث ّم تابع :الحكاية التي حكتها األ ّم لتنسي أطفالها الجوع بعد الح ّمام كانت عن الغول قاتل األقزام ،كانت مرعبة ،كيف نثر الغول س ّمه عليهم؟!
ّ صنصيص رأسه لينجو ث ّم وكيف غطى ن ّ ي يستدعي العالم للنجدة!؟ .هنا التفت إل ّ األستاذ كمال ،قائالً :لم أجد يا مح ّمد نور ي تفصيل أو كلمة ولو تلميحا ً إلى في أ ّ العيد! ألم أقل لكم أريد أن تصفوا لي العيد؟! الثياب الجديدة ،األلعاب ،الطعام ،الفرح؟! ّ اهتز كتفاه قليالً، أدار األستاذ ظهره لنا، ول ّما التفت ثانية كانت عيناه حمراوين، أكمل بصوت مخنوق :كتبتَ ّ أن األ ّم كانت تغسل الثياب بعد أن نــام أطفالها ،ليتكَ فاجأتنا بدخول األب يحمل أكياسا ً فيها ثياب وأحذية ولو كانت من (البالة) ولحم وفواكه، وأضفتَ ّ أن هذه األشياء من أجل العيد! بينما كان األستاذ كمال ينظر صامتا ً إلى دون بعض التالميذ الفكرة األخيرة عن حذائهّ ، ظهور أب ومعه أغراض عيد على دفاترهم. أحسستُ ّ أن األستاذ لم يعد يستطيع الكالم عندما وصــل إلــى الــحــديــث عــن نهاية موضوعي ،بلع ريقه ،نظر عبر نافذة الصف إلى السماء ،سعل ،وخرج صوته ّ غريبا ً حين قال :اختنقوا ،اختنقوا بما تبقّى من دخان وهم نائمون ،أين العيد يا مح ّمد نــور؟! ال يكفي أن تقول لنا في النهاية تلك كانت ليلة الوقفة ،لقد خرجت عن الموضوع ،ولذلك سأضع لك عالمة الصفر. خارج الدروس قال لي :ال تنزعج من عالمة الصفر ،فهي تعني أنّك بدأت تكتب حقيقة وليس من أجل مواضيع التعبير ،لكن يجب أن تخاف من أن أضع لك العالمة التا ّمة. مــــــاذا تــعــنــي الـــعـــامـــة الـــتـــا ّمـــة؟
مح ّمد نور دبّاغ – 16سنة
انترنت
من أجل الطفولة
اّتفاقّية حقوق الطفل (التبنّي ،الحماية ،اللجوء)
المادّة 21 تضمن الدول التي تقر و/أو تجيز نظام التبنّي األول إيالء مصالح الطفل الفضلى االعتبار ّ والقيام بما يلي: تصرح بتبنّي الطفل ّإل السلطات (أ) تضمن ّأل ّ ً صة التي تحدّد ،وفقا للقوانين واإلجراءات المخت ّ المعمول بها وعلى أساس المعلومات ذات أن التبنّي جائز نظرا ً الصلة الموثوق بهاّ ، لحالة الطفل فيما يتعلّق بالوالدين واألقارب واألوصياء القانونيّين ّ وأن األشخاص المعنيّين، عند االقتضاء ،قد أعطوا عن علم موافقتهم على التبنّي على أساس حصولهم على ما قد يلزم من المشورة، (ب) تعترف ّ بأن التبنّي في بلد آخر يمكن ّ اعتباره وسيلة بديلة لرعاية الطفل ،إذا تعذرت إقامة الطفل لدى أسرة حاضنة أو متبنّية ،أو إذا تعذّرت العناية به بأيّة طريقة مالئمة في وطنه. (ج) تضمن ،بالنسبة للتبنّي في بلد آخر ،أن يستفيد الطفل من ضمانات ومعايير تعادل تلك
ي. القائمة فيما يتعلّق بالتبنّي الوطن ّ (د) تتّخذ جميع التدابير المناسبة ،كي تضمن، بالنسبة للتبنّي في بلد آخرّ ، أن عمليّة التبنّي ال تعود على أولئك المشاركين فيها بكسب مالي غير مشروع. (ه) ّ تعزز ،عند االقتضاء ،أهداف هذه المادّة بعقد ترتيبات أو اتّفاقات ثنائيّة أو متعدّدة األطـــراف ،وتسعى ،في هــذا اإلطـــار ،إلى ضمان أن يكون تبنّى الطفل في بلد آخر من صة. خالل السلطات أو الهيئات المخت ّ المادّة 22 .1تتّخذ الــدول األطــراف في هذه االتفاقيّة التدابير المالئمة لتكفل للطفل الــذي يسعى للحصول على مركز الجئ ،أو الذي يعتبر الجئا ً وفقا للقوانين واإلجــراءات الدوليّة أو المحلّيّة المعمول بها ،ســواء صحبه أو لم ي شخص آخر ،تلقى الحماية يصحبه والداه أو أ ّ والمساعدة اإلنسانيّة المناسبتين في التمتّع
بالحقوق المنطبقة الموضّحة في هذه االتّفاقية وفي غيرها من الصكوك الدوليّة اإلنسانيّة أو المتعلّقة بحقوق اإلنسان التي تكون الدول المذكورة أطرافا ً فيها. .2ولهذا الغرض ،توفّر الــدول األطــراف، حسب ما تراه مناسباً ،التعاون في أيّة جهود ّ المنظمات تبذلها األمم المتّحدة وغيرها من ّ صة أو المنظمات غير الحكوميّة الدوليّة المخت ّ الحكوميّة المتعاونة مع األمم المتّحدة ،لحماية ي طفل طفل كهذا ومساعدته ،وللبحث عن والد ّ ي أفراد آخرين الجئ ال يصحبه أحد أو عن أ ّ من أسرته ،من أجل الحصول على المعلومات الالزمة لجمع شمل أسرته ،وفى الحاالت التي يتعذّر فيها العثور على الوالدين أو األفراد اآلخرين ألسرته ،يمنح الطفل ذات الحماية ي طفل آخر محروم بصفة دائمة الممنوحة أل ّ ي سبب ،كما هو أل ّة ي العائل بيئته أو مؤقّته من ّ ّ موضّح في هذه االتفاقيّة.
أطفال في ّ ظل التش ّدد
إلغاء المناهج وإدراج المشايخ لم تعد هناك ضحكات لألطفال ولم تعد هناك مدارس أو حتّى صوت موسيقى للرقص أو لوحات للرسم أو درس رياضة ،لم يبق هناك سوداوية هدفها أن توصل األطفال ّإل تدريبات ّ إلى شفير الموت في ظ ّل حكم ت ّجار الدين. وتحولت إلى مركز قُتلت الحياة في سورية ّ رئيسي لتخريج واستقطاب اإلرهابيّين على ي بين ي دمو ّ ي ،دول ّ ي وإقليم ّ وقع صراع مناطق ّ ي الحكم واعتباره نظام أبى أن يتخلّى عن كرس ّ سورية حظيرة له واستجالبه ميليشيات طائفيّة ومحاولة بيعها لحلفائه اإليرانيّين أو الروس من طرف ،وبين أصحاب األجندات الذين ركبوا الحريّة واستجلبوا آالف المقاتلين الثورة باسم ّ ي من طرف آخر ،وبين باسم الحلم اإلسالم ّ الواليات المتّحدة وحلفائها من جهة ،وتنظيم «داعش» ،وأخواته من جهة أخرى. بعد أن خرجت مناطق عدّة من تحت عباءة الثوار النظام وبعد أن كان حلم الكثير من ّ المحررة ورشة عمل أو خليّة جعل المناطق ّ نحل ليكون الجميع متكاتفا ً يعمل من أجل مصلحة الوطن ،كان حلم شباب الثورة أن تكون المناطق تلك مثاالً يحتذى به في ك ّل المدن السوريّة .ورغم محاوالت الشباب ،لكن لم يستطيعوا الوصول إلى هدفهم ،لعدّة أمور أه ّمها: قصف النظام ومحاولة ميليشياته أو عمالئه تشويه ك ّل من يحاول العمل على تحسين الوضع .وقتل واعتقال معظم النشطاء السلميّين. قاطعو الطرق الذين نشطوا بعد سقوط النظام في غالب المناطق وانشغال الحر في إكمال تحرير شباب الثورة والجيش ّ المناطق حيث استغلّوا األمر وبدؤوا يجوبون الشوارع بأسلحتهم ويرهبون ويقتلون ك ّل من يقف في وجههم فقط من أجل المال فكان الخطف أحد أبرز أعمالهم. ازديـــاد المتشدّدين الــذيــن تركوا مواقع القتال وبدؤوا يسيطرون على المناطق الحر والقضاء على الم ّحررة ومحاربة الجيش ّ ي. ي أو ثور ّ أ ّ ي أو خدم ّ ي حراك شباب ّ هــذه العوامل جعلت من القوى اإلسالميّة صاحبة الكلمة في تلك المناطق بعد أن قضت على الكثير من ّ قطاع الطرق في مناطق نفوذها وأيضا ً على الناشطين وعلى من كان له اجماع ي في تلك المناطق وعملت تلك التنظيمات شعب ّ على إضفاء رعونتها عبر سيطرتها على موارد الطاقة وموارد الغذاء وحتّى محاولة
newspaper@allsyrians.org
فرض األمور الخدميّة على الس ّكان وعملت على تثبيت أرجلها عبر نشر ما يس ّمى هيئات شرعيّة ومجموعات ملثّمة إلرهاب الس ّكان وكان من أه ّم ما قامت به تلك الجماعات هي السيطرة على المدارس ومنع الطلبة من إكمال مقرات لهم أو تعليمهم وجعل تلك المدارس ّ جعلها سجونا ً لتعذيب س ّكان تلك المناطق. فعملت على وضع التعليم في دائرة االهتمام األولــى واعتمدت التنظيمات على األفــراد المقربين والحاملين لفكرها إليصاله إلى ّ المراهقين واألطفال في ظ ّل غياب كامل أليّة مناهج تربويّة أو تعليميّة. ي بشكل عام يعمل على وضع فاإلسالم السياس ّ التعليم في أولويّات عمله وهذا ما سعت إليه حركة اإلخوان المسلمين في الحكومة المؤقّتة على وضــع وزارة التعليم تحت وصايتهم ي المتز ّمت فساهمت في نشر التعليم الدين ّ من خالل إعادة انتاج وتسويق إسالم العزلة ي المقدّم إلى والحصار في الفكر اإلسالم ّ الطلبة في ك ـ ّل من المخيّمات والــمــدارس الموجودة في تركيا ،مع عدم إلغاء موا ّد علميّة. أ ّمــا التنظيمات األكثر تــشـدّدا ً فعملت على إخضاع األطفال والمراهقين إلى غسيل دماغ وفرض أجنداتها على الس ّكان من تعاليم دينيّة تهت ّم بإعدادهم جهاديّا ً فتجد أطفاالً ،بعضهم ال يتجاوز العاشرة ،يحضرون التدريب في المراكز التي تديرها التنظيمات المتشدّدة لتدريبهم على العمليّات االنتحاريّة أو ترى صورا ً تنشرها تلك التنظيمات عن أطفال قاموا بعمليّات قتل أو ذبح لمن تدّعي تلك التنظيمات أنّهم كفّار. فتبدء عمليّة غسل الدماغ بإخضاع األطفال والمراهقين في ظ ّل أزمة اقتصاديّة وحصار خانق لعوائل األطفال فتعمل على استغالل يأسهم من تحقيق آمالهم في حياة كريمة باإلضافة لعدم تلقّيهم التعليم فهذه األمور تجعلهم فريسة التشدّد باسم الدين. وتعمل أيضا ً على تزويد األطفال في أماكن تعليمهم بالطعام م ّما يجعل األطفال والعوائل عرضة لالستقطاب من أجل الحصول على طعام أطفالهم ،ولكن يبقى الطفل مستلبا ً من قبل تلك الجماعات فهم يتلقّون تعليما ً ومفهوما ً ي ،فمثالً يعلّم األطفال ّ مشوها ً للدين اإلسالم ّ ّ أن «قتال غير المسلمين واجب وفرض من هللا وكذلك قتال المسلمين المخالفين لهم أو حتّى المهادنين ،فالمهادن إن راح ضحيّة فهو موعود بالجنّة تماما ً مثل الذي يقوم بعملية
مدارس داعش (انترنت)
انتحاريّة .ويحصل أيضا ً على أنهار الحليب والعسل والحور العين .أو يدخل النار ألنّه وقف بوجه أصحاب الدعوة أو ألنّه لم يسع لنشر كلمة هللا» حسب تعبير «م .ش» وهو أحد األطفال الذين غادروا التنظيم في مدينة منبج. عدو ي يحتاج دائما ً إلــى ّ فاإلسالم السياس ّ تحول يتو ّجه إليه ،ويزداد الخطر أكثر عندما ّ المدارس إلى معسكرات تدريب على العنف. وتـــزداد الشعارات الجهاديّة التي جعلت ي سورية مــأوى لجماعات العنف األصول ّ التي استقدمها النظام أو التي استجابت للنداء ي في تحرير وتطهير أرض الشام م ّما اإلسالم ّ ي لكال جعل سورية عبارة عن معسكر تدريب ّ التطرف إلى الطرفين ومج ّمعا ً لتصدير هذا ّ المحيط وحجب المواطنين عن التواصل مع العالم ّإل عبر منظار هذه الجماعة أو تلك. ويقول الطفل (م .ش ).الخارج من مراكز تعليم «داعش» عن المناهج التعليميّة المتّبعة من قبل المتشدّدين« :يبدأ برنامجنا بقراءة بعض آيات القرآن الكريم ث ّم يبدأ الشيخ حامل العصا بتفسير تلك اآليات وبعدها بطرح األسئلة على يعض األطفال م ّما شرحه ث ّم يعطي أمثلة عمليّة ع ّما تقوم به «الدولة اإلسالميّة» بتطبيق لهذه اآليّة وقد يشرح بعض المدارس األخرى للمخالفين الذين يقفون بوجه تنظيم (الدولة) الحر أو ويعطي أمثلة عليها .كتكفير الجيش ّ مر بها الجو عبر حادثة ّ غيره .ث ّم يبدأ بتلطيف ّ الرسول الكريم أو أحد الصحابة وبعدها يأتي ي مع السالح وتركيبه ،ولكن دائما ً الدرس العمل ّ يردّد علينا الشيخ أبو العصا من ال يتّبع تعاليمه أقر بها أو من يخالفها فهو ناقض للبيعة التي ّ وعليه الكثير من العقوبات إن لم تصل للصلب أو القتل» .الشيخ أبو عصا لقب يطلقه أطفال المركز على الشيخ. فالمتابع لهذه الطريقة التي تقوم بها الجماعات األصوليّة في تعليم األطفال نجد أنّها تعمل على سلب عقولهم من أجل الرضوخ للشيخ المكلّف بمه ّمة تعليمهم دون اعتراض على أيّة مه ّمة قد
يكلّف بها الطفل أو المراهق ،وبذلك يستطيع التنظيم أو الشيخ إمالء ما يريده بح ّجة أنّه جهاد في سبيل هللا وبذلك يمسي األطفال أدوات متحركة للقيام بعمليّات تخريب لصالح تلك ّ الجماعة التي أوصلت رسالتها عبر مناهجها بأنّها تقوم على تحرير اإلســام من سطوة ي األنظمة الفاسدة والمتحالفة مع الغرب العلمان ّ أو الغرب «الصهيوأمريكي» أو تخليص الدين من العمالء ألعــداء الدين واأل ّمــة من اليهود والنصارى ،وبذلك يصبح المتلقّي وعا ًء ي .ويكون مساهما ً جاهزا ً لتلقّي الفكر اإلرهاب ّ في نشر هذا الفكر بين أقرانه ،واستدراجهم للسيطرة عليهم بنفس المفاهيم التي استقوها من الدعاة .في ظ ّل تعتيم هائل من قبل اإلسالم ي عبر سطوة السالح وعبر إصدار السياس ّ الفتاوي الدينيّة ،مستفيدة من بعض اآليّات تحض على القرآنيّة واألحاديث النبويّة التي ّ الجهاد والقتل .فعملت على منع قراءة الصحف ّ والمجلت على اختالف أنواعها ّإل ما يصدر عنها أو ما يؤ ّكد أحقّيتها ،وعملت على حظر االستماع إلى الموسيقى ومنع مشاهدة التلفزيون واالستماع إلى اإلذاعــة ورفض العلوم الغربيّة والتجريبيّة والتاريخيّة على اختالف أنواعها وأصدرت فتاوي بمنع تقصير تكتف بذلك ،بل فرضت الشعر واللحى ،ولم ِ على النساء الكثير من الموانع من اللباس إلى التعليم ّإل ما فرضه الشرع عليهم حسب زعم هذه التنظيمات .فوضعت التنظيمات عقوبات لمن يخالف هذه الفتاوي فالمرأة التي تظهر العض أو الجلد والجلد هو عينها تخيّر بين ّ فالعض حديث وال يوجد ّإل لدى السمة العا ّمة ّ تنظيم «داعش» .ومنعت تعليم النساء نهائيّا ً أوليائهن ّ ّ لهن في البيوت لبعض ويكفي تعليم أمور الدين. والمد ّخن أيضا ً يسجن 15عشر يوما ً ويعذّر ويجلد أيضاً ،وقد يؤخذ للقيام بأعمال شاقّة وهي حفر الخنادق في مناطق التماس ،وهذا ما تقوم به «داعــش» بوضع السجناء لديها بالقرب من «مطار كويرس» لحفر الخنادق
لمجاهديها ويكون هــؤالء السجناء عرضة لقصف طائرات النظام والكثير منهم لم يعد بسبب تلك العقوبة وتهمته التدخين فقط. ورغــم ذلك الحصار من قبل التنظيم على خاص فهناك األطفال وعلى الفتيات بشكل ّ الكثير من الشباب والعائالت تعمل على تعليم أطفالها بما يتوفّر لها من موا ّد وكتب ،والكثير منهم يرفض أن يضع أطفاله في المراكز التابعة لتلك التنظيمات بل عملوا على تعليم ي بعيدا ً عن أعين التنظيم األطفال بشكل ّ سر ّ رغم المخاطر الكبيرة التي قد تعترضهم إن علم التنظيم بهذه المه ّمة أو بما يقوم به األهل أو أصدقاء األهل .بعد أن حاول التنظيم منع ي معلومة حضاريّة ّ المدرسين من توصيل أ ّ عن طريق الدورات الشرعيّة التي يقوم بها للمدرسين ووضــع جواسيس على األساتذة ّ دربهم التنظيم معتمدا ً الذين األطفال من ّ على تجارب قامت بها بعض التنظيمات أو الحركات السياسيّة اإلسالميّة كحركة اإلخــوان المسلمون وحزب الدعوة وغيرهم من األحــزاب اإلسالميّة التي تتبنّى اإلسالم وجها سياسيّا ً لها ،فاستفادت من تجاربها في العمل على زرع الفكر عبر التعليم وعبر ي. قمع النساء واللعب على الوتر االقتصاد ّ ويقول لي الطفل (م .شّ ). إن األطفال الذين تدربهم «داعش» أو المستفيدين منها أو حتّى ّ األطفال الذين يبحثون في النفايات فهم عيون ّ المحلت ،فإن حاول أحد لها على أصحاب التهرب من الصالة وأغلق الدكان الس ّكان ّ عليه من الخارج فيتفاجأ عند فتحه بعناصر من «داعش» تقف أمام بابه ،م ّما يؤدّي إلى مصادرة الدكان وحبس الشخص وإحالته إلى دورة شرعيّة ك ّل يوم حتّى يرتئي الشيخ أنّه عاد إلى رشده فالواشي هو أحد هؤالء األطفال فلذلك تجد الكثير من الس ّكان يتركون أبواب رزقهم مفتوحة ويذهبون إلى الصالة بسرعة حتّى بدون وضوء.
باسل العبدهللا www.allsyrians.org
2015 / 9 / 3
العدد 36
اقتصاد وحقوق
السنة الثانية
9
دراسة تحليلّية
السوري االقتصادي في الشمال أزمة الوقود وتح ّدي األمن ّ ّ تحررها ي مع ّ شهدت مدن الشمال السور ّ ّ من قبضة نظام األسد ارتفاع الكثافة السكانيّة فيها نظرا ً لقربها من الحدود التركيّة وتوفّر ي للس ّكان فيها ،باإلضافة إلى األمــن النسب ّ سهولة الحصول على مساعدات إغاثيّة .ولقد ي إلى هذه أدّى ارتفاع معدّالت النزوح الداخل ّ المناطق بدوره إلى زيادة حجم الضغوطات المعيشيّة وتفاقمها مخلفة األزمات اإلنسانيّة واالقتصاديّة ،وتأتي في طليعتها أزمة الوقود مقوما ً رئيسيّا ً في توليد الطاقة بعد أن أصبح ّ ي في واالقتصاد ي االجتماع وتأمين االستقرار ّ ّ ي. ظ ّل انقطاع التيّار الكهربائ ّ األسعار: ّ إن االرتفاع الذي شهدته أسعار الوقود بشكل ي في اآلونة األخير ،أعلى مستوى له في قياس ّ تاريخ سورية ،في مختلف المناطق. أ .مناطق النظام نفّذ نظام األسد حزما ً من السياسات االحترازية في محاولة تغطية عجز الموازنة العا ّمة للدولة ،إثر تراجع موارده االقتصاديّة وعلى وجه الخصوص في مجال الطاقة ،فقام بتقليص وحرر سعر دعم مشتقات الوقود تدريجيّاً، ّ حوامل الطاقة ،ورفع أسعار الوقود تدريجيّاً، م ّما انعكس سلبا ً على جميع مستويّات العمليّة االقتصاديّة وأشكالها المختلفة ،باالرتفاع غير المسبوق في سعر السلع الضروريّة وكلفة الخدمات األساسيّة بنسبة % 300عما كانت عليه قبل عام .2011 ّ يــرى العديد مــن الخبراء أن اإلجـــراءات األخيرة التي قام بها النظام ارتبطت بشكل ي في مباشر بانخفاض أسعار النفط العالم ّ ضوء المشاكل االقتصاديّة التي تعاني منها ك ّل من إيران وروسيا والتي ألقت بظاللها على االقــتــصــاد الــســوري وأظــهــرت مدى تبعيّته لهما ومستوى الدعم المقدّم له من قبلهما .ومن جانب آخر يرى بعض الخبراء أن قرار رفع األسعار من قبل النظام جاء لمقرات تنظيم قوات التحالف ّ نتيجة ضرب ّ ّ «داعش» ومحطات المعالجة البدائيّة وآبار النفط التي يسيطر عليها التنظيم؛ مما يثبت العالقة التجاريّة التبادليّة بينهما ويؤ ّكد اعتماد النظام على التنظيم في تلبية حاجته من النفط في السوق المحلّيّة .وفي السياق نفسه أ ّكد عدد من الناشطين داخل دمشق ّ أن أسعار الوقود ي القادم من مناطق سيطرة التنظيم لم تس ّجل أ ّ ارتفاع يذكر مقابل الوقود الذي يسَّوقه النظام والذي رفع أسعار تداوله في الفترات السابقة، م ّما يرجح نظريّة تبنّي األخير سياسة تسويقية لتشجيع تداول وقود التنظيم داخل المناطق التي قواته. تسيطر عليها ّ ّ يمكن الخلوص في هذا الصدد إلى أنه على تضرر النظام من فقدان سيطرته الرغم من ّ ّ على حقول الغاز والنفط ،إل أنّــه استطاع توظيف هذه الحالة في جني األرباح من خالل تحفيز السوق السوداء التي يسيطر عليها بعض الت ّجار والسماسرة الموالين له .ناهيك عن إنزاله ّ بحق المناطق الخارجة عن العقوبة الجماعيّة سيطرته من خالل تح ّكمه بسوق النفط وقطع اإلمداد عنها ما أمكن ،إذ عمد ،بهدف إخالل ميزان العرض والطلب ،إلى إغالق طرق المحررة ،وفرض إمداد الوقود إلى المناطق ّ رسوم كبيرة على صهاريج نقله ،باإلضافة إلى تشجيع ّ قطاعي الطرق للسطو على الشاحنات. ب .مناطق تنظيم «داعش» أ ّمــا على صعيد تنظيم الدولة فقد ترافقت ي سيطرته على حقول النفط والغاز في شرق ّ البالد مع جهود حثيثة قدمها في بيع ناتجه ي داخل وخارج األراضي السوريّة وذلك المحلّ ّ
اعتمادا ً على مجموعة من الوسطاء والت ّجار، حيث يقوم هؤالء بتسويق الوقود في مناطق سيطرة النظام وقوى المقاومة الوطنيّة ،وفي تهريبه وبيعه خارج سورية ،إ ّما من تركيا أو كردستان العراق عبر معابر غير نظاميّة .ولقد عمد التنظيم إلى خفض سعر المبيع كسياسة جذب ،حيث قام ببيع برميل النفط بمعدّل أق ّل يّ .إل من نصف سعره في سوق النفط العالم ّ ّ ي مقارنة أن انخفاض مستويات اإلنتاج المحلّ ّ ّ بالكميات المتوقعة ،بسبب استخدام طرق استخراج بدائيّة ،باإلضافة إلى تفاوت إنتاج ّ محطة تكرير إلى أخرى، المشتقّات النفطيّة من أدّى إلى تقلّص قدرة التنظيم على التح ّكم بسعر ي ،م ّما استدعاه في آخر تداول منتجه النفط ّ الحرة في المطاف إلى تبنّي سياسة السوق ّ قطاع الطاقة ،إذ يكتفي بفرض رسوم بنسبة 2.5بالمائة تحت اســم الزكاة على ت ّجار النفط ،والسماح لمالكي مراكز التكرير وبائعي بحريّة كاملة المفرق بتداول مشتقّات النفط ّ ّ لتشجيع إنشاء منشآت تكرير ،م ّما من شأنه ّ محطات تكرير خارجيّة. تقليص اعتماده على ومع بدء غارات التحالف على مناطق سيطرة تنظيم الدولة في شهر أيلول 2014وتدمير عدد من مصافي التكرير البدائيّة والصغيرة للتزود بالمحروقات، التي يستخدمها التنظيم ّ ظهرت أزمة نقص المحروقات في مناطق سيطرته في شمال وشرق سورية ،وشهدت األسواق ارتفاعا ً في أسعاره تراوحت ما بين (.%)60 – 20 المحررة ج .المناطق ّ ّ إن المتتبّع ألسعار الوقود في مناطق الشمال ي يدرك بشكل واضح ّ أن أزمة الوقود السور ّ المحررة مر ّ شحة للتفاقم أكثر في المناطق في ّ المستقبل بعد أن قام تنظيم «داعش» باستخدام الوقود كسالح في حربه مع قوى المقاومة الوطنية وقيامه بمنع وصول النفط الخام أو المشتقات النفطيّة من اآلبار التي يسيطر عليها إلى تلك المناطق في منتصف شهر حزيران من عام ،2015األمر الذي أدّى إلى ارتقاع أسعارها بشكل كبير .فارتفع سعر برميل المازوت من 16000ل.س ما يعادل 54 دوالر إلى 100ألف ل.س أي ما يعادل تقريبا 33 8دوالر ،وقد سجلت أسعار الوقود في مدينة حلب وإدلب أرقاما ً قياسيّة ،فقد بلغ سعر الليتر الواحد 500ل.س في مدينة حلب .في حين لم تشهد مناطق سيطرة النظام وتنظيم «داعش» أيّة تقلبات عنيفة في أسعار الوقود خالل األشهر الثالث الماضية من عام .2015 تداعيات أزمة الوقود على القطاعات األخرى نظرا لما للوقود من تأثير على ك ّل القطاعات االقتصاديّة تعتبر أيّة أزمة تعتريه سببا ً للعديد من األزمات األخرى ،وفي غياب حلول ناجعة لمعالجتها فإنّها تتفاقم بشكل متسارع مفضية إلى جملة من التداعيات السلبيّة التي يمكن أن تش ّكل أزمة عا ّمة ،إذ يؤدّي فقدانه إلى شلل في جميع المرافق الحيويّة. وقد كشفت أزمة الوقود األخيرة جانبا ً ها ّما ً من التداعيات التي عانى منها الس ّكان في مناطق ي ،فقد ساهم ارتفاع أسعار الشمال السور ّ الوقود بزيادة تكلفة نقل المواد الغذائيّة م ّما أدّى إلى ارتفاع ثمنها بنسب متفاوتة وصل بعضها إلــى .% 90أضــف إلــى ذلــك توقّف ي نتيجة ارتفاع ي والغذائ ّ عجلة اإلنتاج الزراع ّ تكاليف اإلنتاج ولقد أعلنت عدد من األفران في عدّة مناطق من إدلب توقّفها بشكل كامل بسبب نفاد الوقود .واتّسعت دائرة تأثير أزمة الوقود ي بدوره ،فقد ارتفعت كلفة لتشمل القطاع المائ ّ
الجنسـّيـة الـتـركّيــة
المنح على أساس اإلقامة تنتهــج الحكومــة التركيــّة سياســة منــح ّ حــق جنســيّتها لألجانــب علــى أســاس الــدم ،مــع قليــل مــن الحــاالت التــي تمنحهــا علــى أســاس اإلقليــم. ي وقد أتاحــت القوانيــن التركيــّة لألجنبــ ّ ّ حــق التقــدّم بطلــب الحصــول علــى الجنســيّة التركيـّـة فــي حال اإلقامة على األراضي التركيّة ،على الشكل التالي: - 1حــدّد القانــون مــدّة اإلقامــة /5/ خمــس ســــــــنــوات متواصلــة علــى األراضــي التركيّــة ،وأجــاز المغــادرة لمــدّة ال تتجــاوز الشــهور الســتّة .خــالل ذلــك ،وترتفــع المــدّة المطلوبــة إلــى ثمانــي ســنوات فــي حــال احتســاب اســتمر نصــف مــدّة دراســة الطالــب إذا ّ
newspaper@allsyrians.org
الطالــب بالعيــش فــي تركيــّة وحصــل علــى عمــل. - 2تأكيــد الرغبــة فــي اإلقامــة الفعليّــة و المســتديمة فــي تركيــّة ،وتســتد ّل الســلطات التركيّــة علــى هــذه الرغبــة مــن القرائــن التاليــة: شراء عقار في تركيّة.ي عمل أو استثمار في إنشاء أو ترخيص أ ّتركيّة. نقل مركز نشاطاته إلى تركيّة. الحصول على إذن عمل في تركيّة. الزواج من جنسيّة تركيّة. تقديم طلب التجنّس لكامل العائلة دفعةواحدة -وجــود (أبّ أو أ ّخ أو أ ّم أو ابــن) للمتقــدّم
ي الذي نقله وتوزيعه ،وكذلك القطاع الص ّح ّ تراجعت سعته الخدميّة بشكل حا ّد وقد أعلنت عدد من المشافي الميدانيّة في عدّة مناطق من إدلب توقّفها عن العمل بشكل كامل. ومما ال ّ شك فيه أنّه في حال أهملت معالجة التداعيات الناتجة عن أزمة الوقود ّ فإن هذه التداعيات في حال تفاقمها ستترك آثارها بشكل واضح وملموس على مستوى معيشة شرائح اجتماعيّة واسعة ،وستعاني أعداد كبيرة من الس ّكان من تداعيات الفقر الذي بات أحد سمات ي غير ي وسط وضع اقتصاد ّ المجتمع السور ّ مستقرة في حال لم غير ّة ي أمن ي وحالة ّ طبيع ّ يت ّم معالجة األزمة ودرء تداعياتها. حلول تمكينيّة لمواجهة األزمة والتعامل معها ّ ي إن النجاح في تحرير مناطق الشمال السور ّ سيبقى مرهونا ً بمدى قدرة القوى الوطنيّة بشقّيها ي على تحقيق متطلّبات األمن العسكر ّ ي والمدن ّ ي وضمان استمراريّته ومواجهة االقتصاد ّ األزمات المرتبطة به ،وهذا ما يفرض على هذه القوى توحيد الجهود للوصول إلى المستوى المناسب من هذا األمن .وبكون الوقود إحدى الضروريّات األساسيّة الستمرار الحياة تمر به هذه المناطق في ظ ّل الظروف الذي ّ ّ ي لهذه القوى يكمن في فإن التحدي الرئيس ّ مدى قدرتها على إدارة هذه األزمة بفعّاليّة من خالل ضبط أسعار الوقود ومشتقّاته في المستمر ألسعاره .وتتطلّب هذه ظ ّل االرتفاع ّ ّ السياسة مشاركة منظمات المجتمع وتنسيق ّ المنظمات اإلغاثية في المساعدات المقدّمة من هذا الخصوص ووضع حلول تمكينيّة لمواجهة هذا النوع من األزمات والتخفيف من تداعياتها. ّ المحطات وسيكون نجاح هذه الحلول من الها ّمة التي سيتوقّف عندها المراقبون لتقييم أداء قوى المقاومة الوطنيّة في إدارة المناطق المحررة ،فضالً عن أنّها ستكون معيارا ً أساسيّا ً ّ لحكم المدنيّين السوريّين في البالدّ .إل ّ أن أزمة الوقود األخيرة كشفت قصور آليّات اإلدارة المحرر ،ويمكن ي ّ االقتصاديّة للشمال السور ّ في هذا الصدد طرح مجموعة من الحلول التي من شأنها تحسين عمل آليّات معالجة أزمة نقص الوقود ومشتقّاته ،وتشمل: ّ أوالً :بالنسبة للحكومة السوريّة المؤقتة ّ ّ • وضع خطة متكاملة عبر وزارة الطاقة
الحاصــل ســابقا ً علــى الجنســيّة التركيــّة. ي في تركيّة. إتمام التعليم الجامع ّخلــو الشــخص مــن األمــراض - 3 ّ الســارية( ،بموجــب تقاريــر صادرة عــن مشــافٍ معتمــدة مــن الحكومة). - 4التمتّع باألخــالق الحســنة والســيرة الحميــدة( ،وتجــري دراســة أمنيـّـة للتحــري عــن ســلوك الشــخص مــن ّ محيــط الجــوار وأماكــن إقامتــه خــالل مــدّة الســنوات الخمــس) - 5اإللمــام باللغــة التر ّكيــة بالحــدود الوســطى بمــا يكفيــه لســ ّد حاجاتــهّ ، وإن هــذا الشــرط مــرن وغيــر منضبــط ّ ألن القانــون يتطلّــب الحــ ّد األدنــى مــن إجــادة اللغــة. - 6صاحب مهنة أو عمل يمكنه من اإلنفاق على نفسه وعائلته. ً ي أو ّ - 7أل يش ّكل خطرا على األمن القوم ّ األمن العا ّم. - 8أن يســتجيب لطلــب الحكومــة: فــي حــال فرضــت عليــه التخلّــي عــن الجنســيّة الســابقة.
والثروة المعدنيّة إلدارة الوقود والمشتقّات المحررة بالتعاون مع النفطيّة في المناطق ّ قوى المقاومة الوطنيّة ،كخطوة أوليّة يمكن أن تتبعها خطوات الحقة ّ تعزز من وجود الوزارة ملف إدارة الوقود والمشتقّات النفطيّة الستالم ّ ي مناسب للجهة في حال ت ّم توفير اعتماد مال ّ الملف. المسؤولة عن إدارة هذا ّ • تقديم الدعم الالزم لمشاريع الطاقة الصغيرة ّ المنظمات والمتناهية الصغر بالتنسيق مع والوكاالت الدوليّة التنموية. المحررة، • تأمين ديمومة تدفّق الوقود للمناطق ّ بالتعاون مع الجهات الدوليّة وقوى المقاومة الوطنيّة. • إبــرام عقود لتوريد الوقود إلى المناطق صة عبر المحررة عن طريق شركات خا ّ ّ األراضي التركيّة. • تأمين التمويل الــازم لبناء مستودعات صصة لألغراض المدنيّة ضخمة للوقود مخ ّ ّ بهدف تغطية احتياجات السكان والمؤسّسات المحررة تعرض المناطق ّ الخدميّة في حال ّ أليّة أزمة وقود. • تقديم الدعم الالزم الستغالل النفايات والقمامة والمخلّفات العضويّة والزراعيّة إلنتاج الوقود الحيوي كأحد مصادر الطاقة البديلة. ثانياً :بالنسبة للمجالس المحلّيّة • اعتماد آليّة لتوزيع المشتقّات النفطيّة داخل المحررة. المناطق ّ • إدارة وضبط توريد الوقود من خالل تفعيل دور المكاتب االقتصاديّة بالتعاون مع الفصائل العسكريّة. صة حول حاجة ك ّل • إعداد قاعدة بيانات خا ّ منطقة من مشتقّات الوقود بحيث ترسل المواد ّ المنظمات مباشرة إلى مستحقّيها بالتعاون مع اإلغاثيّة الدوليّة. • تهيئة البنية التحتيّة إلطالق مشاريع طاقويّة جديدة واتّباع الوسائل الحديثة في إدارتها وترشيد استهالكها. • نشر ثقافة االعتماد على الطاقات المتجدّدة بين المواطنين ،وهي طاقة وفيرة وقابلة للتجدد ويمكن استخدامها على نطاق واســع داخل المحررة. المناطق ّ خالصة ّ إن أزمــة الوقود التي ظهرت في منتصف
ي لطالــب - 9إذا كان القانــون الوطنــ ّ الجنســيّة يشــترط تجريــده مــن جنســيّته ويتيــح لــه ذلــك دون عوائــق :فيغــدو هــذا الشــرط واجبــاً ،ولكــن تصبــح الحكومــة
حــزيــران لعام 2015في مناطق الشمال المحرر عكست بشكل واضح جزءا ً ي ّ السور ّ ّ من التداعيات السلبيّة التي أثرت على جميع جوانب الحياة اليوميّة للس ّكان .وأظهرت بجالء ّ أن األسباب الحقيقيّة لألزمة ذات جوانب متعدّدة شــارك ك ّل من نظام األســد وتنظيم «داعش» في تفاقمها داخل هذه المناطق خالل السنوات األربع الماضية ،وهي بالتالي ليست وليدة األحداث العسكريّة األخيرة بين التنظيم وقوى المقاومة الوطنيّةّ .إل ّ أن هذه األحداث أضاءت على هذه األزمة المستترة خالل هذه السنوات وكانت إحدى األسباب المباشرة في التفاقم الكبير لها .حين قام النظام مع بدء ي لمناطق الشمال السوري ّ التحرر التدريج ّ بتقليص دعم مشتقّات الوقود ورفع أسعارها تدريجيّاً ،م ّما أدّى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الضروريّة وكلفة الخدمات األساسيّة ،وانعكس سلبا ً على جميع مستويات العمليّة االقتصاديّة وأشكالها المختلفة ومستوى معيشة الس ّكان ضمن هذه المناطق. بعد سيطرته على غالبيّة حقول النفط في سورية ،كان للسياسات التي اتّبعها تنظيم «داعش» في إنتاج وتسويق نفطه أثر مباشر في التمهيد ألزمات وقود مستقبليّة عبر مختلف ّ وأن هذه السياسات كانت المناطق ،سيّما ي على جني األرباح وشراء تر ّكز بشكل أساس ّ الوالءات داخل مناطق سيطرته .إلى أن تهيّأت الظروف التي م ّكنته من استخدام الوقود كسالح في الحرب ض ّد األطراف المناوئة له، ي في أزمة الوقود وهذا ما تجسّد بشكل فعل ّ األخيرة في مناطق الشمال. (عن مركز عمران للدراسات االستراتيجيّة*)
االقتصادي المحرر ّ ّ * مؤسّسة بحثيّة مستقلّة تأسّست في تشرين الثاني ،2013تسعى ألن تكون مرجعا ً لصنّاع القرار في سورية والمنطقة في المجاالت السياسيّة واالقتصاديّة واالجتماعيّة ،يُنتج المركز الدراسات ّ المنظمة التي تساند المسيرة العمليّة المنهجيّة لمؤسّسات الدولة والمجتمع ،وتدعم آليّات اتّخاذ ي وترسم خارطة القرار ،وتحقّق التكامل المعلومات ّ األولويّات
التركيّــة فــي هــذه الحالــة ملزمــة بمنحه الجنســيّة خشــية الوقــوع فــي حالــة انعــدام الجنســيّة. مــع التنويــه أنــّه ال يجــوز للحكومــة التركيـّـة اشــتراط ذلــك علــى الطرف المتــزوج بــزوج أو بزوجــة تركيــّة. ّ ي حكــم صــادر عــن أ وجــود عــدم - 10 ّ ّ بحــق طالــب التجنــّس ي القضــاء التركــ ّ وخصوصــا ً التهــرب مجــاالت فــي ّ ي والتزويــر والتهريــب ومختلــف الضريبــ ّ يجرمهــا قانــون التــي ّــة ي الجزائ القضايــا ّ ّ ي ،وال يكــون قــد العقوبــات التركــ ّ تعــرض للســجن فــي تركيــّة علــى خلفيّــة ّ جنائيـّـة. ّ ي ولنتذ ّكــر دومــاً: (أن الســج ّل العدلــ ّ ي لــدى النظيــف هــو مطلــب أساســ ّ الســلطة التركيّــة عنــد دراســتها طلــب التجنّــس).
صوان المحامي :أحمد ّ www.allsyrians.org
10
ثقافة
السنة الثانية تتمة من الصفحة()3
النسوي* العربي في اإلعادة إفادة ............ضرورة تجديد الخطاب ّ ّ
حقوق المرأة ومساواتها الكاملة في المجاالت كا ّفة نصر حامد أبو زيد ( 10ت ّموز 5 - 1943ت ّموز )2010
ولد نصر أبو زيد في إحدى قرى طنطا ونشأ في أسرة ريفيّة بسيطة ،حصل نصر علي الليسانس من قسم اللغة العربيّة وآدابها بكلّيّة اآلداب جامعة القاهرة 1972بتقدير ممتاز ،ث ّم ماجستير من نفس القسم والكلّيّة في الدراسات اإلسالميّة عام 1976وأيضا ً بتقدير ممتاز ،ث ّم دكتوراه من نفس القسم والكلّيّة فــي الــدراســات اإلســامـيّــة عام 1979بتقدير مرتبة الشرف األولى. «الخطاب المنتج حول المرأة في العالم ي ي المعاصر خطاب في مجمله طائف ّ العرب ّ ي ،بمعنى أنّه خطاب يتحدّث عن عنصر ّ مطلق المرأة /األنثى ويضعها في عالقة مقارنة مع مطلق الرجل /الذكر ،وحين تحدّد عالقة ما بأنّها بين طرفين متقابلين أو متعارضين ،ويلزم منها ضرورة خضوع أحدهما لآلخر واستسالمه لــه ودخوله طائعا ً منطقة نفوذهّ ، فإن من شأن الطرف يتصور نفسه مهيمنا ً أن ينتج خطابا ً الذي ّ ً ً طائفيّا عنصريّا بك ّل معاني األلفاظ الثالثة ودالالتها ،وليس من الصعب كذلك أن نجد في نبرة خطاب (المساواة) و (المشاركة) إحساسا ً ي ّ بالتفوق نابعا ً من افتراض ضمن ّ
يحمله ،الخطاب بمركزية الرجل /المذ ّكر، فالمرأة حين تتساوى فإنّها تتساوى بالرجل، وحين يسمح لها بالمشاركة فإنّما تشارك الرجل ،وفي ك ّل األحــوال يصبح الرجل مركز الحركة وبؤرة الفاعليّة ،ويبدو األمر ي ال فكاك منه وال كأنّما هو قدر ميتافيزيق ّ ّ وكأن مرحلة سيادة األنثى في بعض مناص، المجتمعات اإلنسانيّة ،وكأن ك ّل فاعليّة للمرأة في الحياة االجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة فاعليّة هامشيّة ،ال تكتسب داللتها ّإل من خالل فاعليّة الرجل. ي المعاصر جذوره في بنية وللخطاب العرب ّ تصر على اللغة العربيّة ذاتها ،فهي لغة ّ ي ي واالسم األعجم ّ التفرقة بين االسم العرب ّ بعالمة يطلق عليها في علم اللغة (التنوين) أو (التصريف) وهو (نون) صونيّة تلحق آخر األسماء العربيّة على مستوى النطق ال على مستوى الكتابة ،فيقال مثالً :مح ّمدٌ، ي ،رجــل في حالة الرفع ،وكذلك في عل ٌّ والجر ،لكن هذه (النون) ال حالتي النصب ّ تلحق األسماء غير العربيّة فيقال (بوش)، (إبراهيم) ،إل ّخ. وعلينا أن نالحظ باإلضافة إلى ذلك ّ أن إطالق اسم (العجم) أو (األعاجم) على غير العرب ي الذي يعطي هو من قبيل التصنيف القيم ّ التفوق ،كما يعطي للغتهم مكانة العرب مكانة ّ (اللغة) بألف والم العهدّ ، كأن ما سواها من ّ وكأن من يتحدّثون بلغة اللغات ليس كذلك، غيرها هم بمثابة العجماوات التي ال تبيّن وال تنطق. ي على ي وغير العرب ّ هذا التمييز بين العرب ّ مستوى بنية اللغة وعلى مستوى داللتها ينبع منه تميّز آخر بين (المذ ّكر) و (المؤنّث) في األســمــاء العربيّة ،وهــو تمييز يجعل ي المؤنّث مساويا ً لالسم من االســم العرب ّ ي بالقيمة التصنيفيّة ،فباإلضافة إلى األعجم ّ (تاء التأنيث) التي تميّز بين المذ ّكر والمؤنّث
يتصرف النظام حيال كيف يمكن أن ّ جريمته هذه؟ هل يتّخذ إجــراءات صارمة ّ بحق الجاني أم يستخدم وسيلته المعهودة في المناورة وامتصاص النقمة وتمرير الجريمة؟ يتّضح من مبادرة بشرى األســد (شقيقة ب ّ شار األسد) في إرسال ابنها إلى تعزية أهل ي» الضحيّة ،ومن إغداق التضامن «السلطو ّ معهم بما في ذلك تكليف محافظ الالذقيّة بنقل تعازي الرئيسّ ، أن اتجاه السلوك القادم سيكون إلى لملمة الموضوع وإنزال عقوبة مخفّفة بالجاني .السيناريو المتوقّع هو محاكمة وسجن يعقبه هروب من السجن بعد حين والسفر خارج سورية ،ليلحق بقريبه رفعت األسد الذي سبق أن ّ هز أركان سلطة األسد األب في ثمانينيّات القرن الماضي. تعود النظام أن يح ّل مشاكله السياسيّة/ هكذا ّ العائليّة. تفاعل المعارضة اإلسالميّة الجهاديّة مع الجريمة منذ البداية ر ّحبت أوساط المعارضة اإلسالميّة الجهاديّة بالجريمة على مبدأ (ف ّخار يكسّر بعضه) ،وأُنشئت صفحة على الفيسبوك بعنوان (تسلم األيادي ،شكرا ً سليمان هالل األسد) .وإذا كانت هذه المعارضة تر ّحب بقتل الضابط كيفما كان ،فإنّها ال تر ّحب بنشوء حراك بين الموالين يطالب بالعدالة ويوحي بنشوء إرادة شعبيّة مستقلّة ،ذلك ّ أن مثل هذه اإلرادة ستكون مستقلّة ليس فقط عن النظام بل عن المعارضة اإلسالميّة الجهاديّة أيــضـاً ،بما يهدّد بخلق بــؤرة استقطاب جماهيريّة ض ّد الطرفين األعداء (بسبب نهم الطرفين للتسلّط) /اإلخــوة (في اإلجــرام). التطور ال يروق لإلسالميّين هذا النمط من ّ الجهاديين الذين يستمدّون الفائدة من طبيعة النظام اإلجراميّة ،تماما ً كما يستم ّد النظام الفائدة من طبيعة هذه المعارضة اإلسالميّة اإلجراميّة .وعلى هذا الضوء يمكن أن «المعارضة» على نقرأ انهمار الصواريخ ِ الالذقيّة يومها ( ،)2015/8/13كنوع من مساهمة هؤالء اإلسالميّين في إعادة من بدأ
newspaper@allsyrians.org
*الحوار المتمدّن -العدد7 / 2010 - 3057 : 8 /المحور :حقوق المرأة ومساواتها الكاملة في كافّة المجاالت
بوح
تتمة من الصفحة()4
بعد جريمة سليمان األسد األخيرة
على مستوى البنية الصرفيّة ،يمنع (التنوين) عن اسم العلم المؤنّث كما يمنع عن اسم العلم ي سواء بسواء ،في هذه التسوية بين األعجم ّ ّ ي نالحظ أنّ ي والمذكر األعجم ّ المؤنّث العرب ّ اللغة تمارس نوعا ً من الطائفيّة العنصريّة ال ض ّد األغيار فقط بل ض ّد األنثى من نفس الجنس كذلك ،وهــذا أمر سنالحظ امتدادا ً له على مستوى الخطاب السائد المعاصر، فتعامل المرأة معاملة (األقلّيّات) كاإلصرار على حاجتها للدخول تحت (حماية) أو (نفوذ) الرجل. وال تقف إيديولوجيّة اللغة عند حدود التمييز المشار إليه ،بل تمت ّد لتش ّكل العالم بك ّل مقدّراته من خالل ثنائيّة المذ ّكر /المؤنّث ،فك ّل أسماء اللغة إ ّما مذ ّكر أو مؤنّث وال مجال في اللغة العربيّة لما يس ّمى األسماء المحايدة ،أي التي ليست مذ ّكرا ً وال مؤنّثاً ،كما هو الشأن في بعض اللغات األخرى كاأللمانيّة مثالً، صحيح ّ أن علماء اللغة يميّزون بين المؤنّث ي ،لكن هذا التمييز ي والمؤنّث المجاز ّ الحقيق ّ ال يعفي المؤنّث المجازي من الخضوع لك ّل آليّات التصنيف التي يخضع لها المؤنّث ي ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ال الحقيق ّ ّ ّ ي بين مذكر حقيقي ومذكر نجد التمييز الحقيق ّ تصور ّ أن عن يكشف مجازي وهو أمر ّ (التذكير) هو األصل الفاعل والمؤنّث فرع ال فاعليّة له ،وبحكم هذه الفاعليّة للمذ ّكر تصر اللغة العربيّة على أن ألنّه األصل، ّ ّ ي معاملة (جمع المذكر) يعامل الجمع اللغو ّ حتّى ولو كان المشار إليه بالصيغة جمعا ً من النساء بشرط أن يكون بين الجمع رجل واحد ،هكذا يلغي وجود رجل واحد مجتمعا ً من النساء ،فيشار إليه بصيغة جمع المذ ّكر ال بصيغة جمع المؤنّث.»....
بين اإلبداع والسياسة واألخالق
(انترنت)
أنهيت قراءة المجموعة القصصيّة التي كانت ي وهرعت إلى والدي مبدية له إعجابي بين يد ّ الشديد بالكاتب المبدع والجذل ،وقلت له :كم تمنّيت لو أنّني أراه! أجابني والدي وبسرعة شديدة( :خلّيك عم تقريه أحسن ما تشوفيه). استغربت كثيرا ً وسألته :لماذا؟ أجابني وقد أصبحت رغبته بإنهاء الحديث عنه واضحة صة عويصة عندما تكبرين ج ّدا ً بالنسبة لي :ق ّ ستعرفين. مرت األيّام والسنين والتقيت به صدفة .رؤيته ّ
وأسلوبه بالحديث وتفكيره جعلني أتذ ّكر كالم والدي .وفعالً كما قال لي :إن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. استعدت هذا الموقف اليوم وأنا أقرأ عن أحد كتّابنا السوريّين ،وكنت أعرفه بشكل جيّد ج ّداً، المقربين ،أمضيت فقد كان من أصدقاء والدي ّ وقتا ً طويالً من طفولتي وهو شبه مقيم في منزلنا ،يمضي معظم سهرات الصيف مع أهلي في بيت جدّي لوالدتي في ركن الدين .ذلك ي الجميل بأرض دياره الواسعة البيت العرب ّ
ديون كريهة يقول «نعوم ألكساندر ســاك» :إذا قامت دولة غنيّة بمنح قرض مع أنّها تعرف النوايا الحقيقيّة للمقترضين فإنّها تقترف بذلك «عمالً وتعرض نفسها لخسارة عدائيّا ً ض ّد الشعب» ّ القرض..، ي ،فالدين الكريه إذا ت ّم خلع هذا النظام الدكتاتور ّ هو دين باطل وال يمكن المطالبة باسترجاعه بعد سقوط النظام المستفيد منه. ّ لكن األمر ليس بهذه البساطة ،ألنّه إذا كان من السهل تحديد داللة «نظام مستبدّ» فإنّه من الصعب تحديد مضمون دقيق لفكرة الديون الكريهة؛ لهذا يشدّد أصحاب هذا الطرح على تحميل الدائنين مسؤوليّاتهم في هذه الديون بدل تحميل المدينين وحدهم مسؤوليّة المديونيّة المفرطة وااللتزام بسدادها. التوعية بمخاطر الديون الكريهة والالشرعيّة على مستقبل سورية: ّ ّ ّ المنظمات الحقوقيّة يتمثل بتسليط إن واجب األضــواء على مخاطر المديونيّة التي تهدّد بدمار اقتصاد سورية .وهو ال يق ّل عن خطر الدبّابة والطائرة التي تد ّمر البشر والحجر. ولإلحاطة بهذا الموضوع ،ال ب ّد من البحث بمفهوم التوارث بين الدول على قواعد القانون ي ،وكذلك عرض بعض التجارب الدوليّة الدول ّ التي ت ّم فيها إسقاط الديون الكريهة والالشرعيّة عن الدول المدينة. المراجع:
ي «جوزيف – 1مقال (الديون الكريهة) للبريطان ّ هانلون» ترجمة «رشيدة الشريف» 2010 ي بالديون) د .محمود -2بحث (التوارث الدول ّ الحجازي و أ .إبراهيم العريني. – 3مقال (الديون الخارجيّة بين اإلطفاء والتسديد) د .وجيه العلي. - 4كتاب (آثار التوارث بين الدول على قواعد ي) د .أشرف وفا القانون الدول ّ
تتمة من الصفحة()5
حوار العدد لذلك على من يتصدّى لقيادة الثورة أن يعمل جاهدا ً على تأمين مستلزمات الحياة لهؤالء الشباب ،من أجل تشبّثهم بالجغرافية .ويجب ي ّأوالً ،وفي القرار إشراكهم في القرار السياس ّ
والمليئة بأشجار النارنج والكبّاد والياسمين ي وببحرته الكبيرة والتي تقوم نافورتها الدمشق ّ وهي تتدفّق من ماء بــردى بإضفاء صوت خاص على الجلسة ،وكانوا يمضون السهرة ّ في لعب ورق الشدّة ،وهم يستمعون أل ّم كلثوم ويضحكون ويتسامرون ويــروون القصص ويحكون الحواديث ويقرأ عليهم صديقهم المقرب بعضا ً من قصصه ويستشيرهم بها ّ ويتناولون طعام العشاء مجتمعين ،جميع أفراد عائلتي وخالي وخاالتي وع ّمتي وأزواجهم، أ ّما هو فقد انفصل عن زوجته حديثاً ،لديهم ابن وابنة ،تقاسموا أطفالهم فيما بينهم ،هو أخذ االبن وهي أخذت االبنة .كان يأتي إلى السهرة وابنه الصغير والذي بعمر 7أعوام ،فقد كان أصغر مني بـ 6سنوات تقريباً. باستطاعتي الــقــول :إنّني أعــرف عنه ك ّل تفاصيل حياته ،حتّى بلغ أعتى العمر ومات منذ سنوات مغتربا ً عن بلده. كانت تفاصيل حياته من أقذر ما سمعت في حياتي عن كاتب وأديــب ومثقّف .انقطعت عالقته بوالدي نهائيّا ً قبل وفاته بأربعين عاما ً تقريباً ،ووقفت حائرة وأنا وأقرأ عنه قصائد المديح والتبجيل له ولتاريخه الناصع والمشرق وأدبه الجذل وأسلوبه الساخر المحبّب الجميل، وتــواردت إلى ذهني وأفكاري أسماء الكثير من الشخصيّات األدبيّة والسينمائيّة والفكريّة، عرفوا بقصصهم وتفاصيل كتّاب ومبدعون ُ حياتهم المثيرة لالستغراب والتع ّجب ،وللقرف أحياناً؛ تساءلت السؤال الذي طالما طرحته على نفسي ومنذ زمن بعيد :أليس على الكاتب والمثقّف واألديــب أن يترجم ثقافته وروحه ي؟ أال يجب أن يكون بسلوك راق وحضار ّ ي أ وعن والمشين والمبتذل ي ّ مترفّعا ً عن اليوم ّ ي في تعامالته مع أصدقائه ّ تصرف ال أخالق ّ والمقربين منه؟! ّ هو سلوك يجب ّأل يتع ّمده ،بل تفرضه عليه ثقافته ووعيه بالالشعور؟! أم أنّنا يجب أن نأخذ منه ما يه ّمنا ويلهمنا ويمتعنا بآن معاً ،وهو ما يكتبه أو ما يقدّمه لنا وتصرفاته جانباً؟! من إبداع وندع تقييم سلوكه ّ يا هل ترى ونحن نقرأ شعر «لوركا» كم كان صة ،والتي سيفيدنا أن نعلم مثالً عالقته الخا ّ يقيّمها البعض بأنّها شائنة ،مع المبدع الرسّام سلفادور دالي؟! شاهدنا في الكثير من األفالم التي قدّمت لنا العديد من الشخصيّات العالميّة الفنّيّة والمبدعة، بيكاسّو -مثالً -على أنّه شخص كريه وبخيل ويعتمد على النساء اللواتي مررن في حياته ّ ويستخدمهن أبشع استخدام ،كم غيّر ذلك من
العدد 36
2015 / 9 / 3
ي ثانياً ،وتأمين فرص عمل لهم االقتصاد ّ بالرغم من ك ّل الصعوبات التي تعاني منها المناطق المسيطر عليها. مه ّمة االئتالف ّأوالً :أن يسعى لوضع برنامج ي ،يفسح في المجال لك ّل ي اقتصاد ّ سياس ّ الطاقات الشابّة أن تلعب دورها في التنمية. ّ ي ثانياً :هذه ومه ّمة منظمات المجتمع المدن ّ ّ ّ المنظمات التي تشكلت وتقوقعت على نفسها، عليها أن تبادر إلــى االنفتاح على بعضها ي البعض ،وتــو ّ ســع نطاق عملها السياس ّ ي ب ّما يكفل للشباب واالقتصاد ّ ي واالجتماع ّ ي الجامع. الوطن بالمشروع ّث ب فرصة التش ّ هناك إرهــاصــات واضــحــة على األرض، تتحول هذه في الداخل والخارج ،يجب أن ّ اإلرهاصات إلى أعمال مشتركة بين الجميع، ي على بعضهم، وأن ّ يتعرف الشباب السور ّ ويتل ّمس رؤاه ليتم ّكن من وضع المشتركات بينه ،والسير نحو تنفيذ برنامجه بخطى ملموسة ،وعزيمة قويّة .فالمستقبل دائما ً للشباب ،وباألحرى المستقبل هو الشباب. األستاذ فؤاد إيليّا ،شكرا ً جزيالً لكم.
أجرى الحوار بشّار فستق تتمة من الصفحة()3
أولي األمر في الغوطة في ك ّل ما حدث ال شيء ينبئ عن وجود أيّة مفاعيل ثوريّة ،أو لنقل تصحيحيّة في آليّات ي في الغوطة .لكن ما ينبئ الوضع العسكر ّ عنه الوضع وبخطورة تا ّمة ،هو ّ أن التفكير ي ممثّالً بالنصرة سيكون له ي التكفير ّ الجهاد ّ اليد األعلى في أيّة قضايا خالفيّة نزاعيّة، وحتّى قضائيّة .وستبقى مسائل الحصار وإطعام المساكين وعالج مصابي الغوطة، مسائل ال يكترث لها ّإل عندما يستعر النزاع لتتحول هذه المآسي إلى بين أمراء الحرب، ّ ش ّماعة يستعملها هذا األمير أو ذاك الشيخ ،كي يضرب بها سمعة األمير الثاني وكتائبه. ما تبقّى ألهالي الغوطة غير الجوع والمرض والظالم الذي ال يكتفي نظام األسد بفرضه من خالل قطعه للكهرباء والماء وك ّل ضرورات الحياة ،تفرضه كتائب وألوية أمراء الحرب عليهم ،وعلى أيّة محاوالت إلحياء ما خمد من ثورة سورية.
نظرتنا وتقييمنا لفنّه وإبداعه؟!! ال شيء ،قطعاً. هذا التقييم يقودنا إلى الفصل بين اإلبــداع ي ،بين الشخص الذي قدّم والسلوك األخالق ّ ّ ي للبشريّة أه ّم إنجازاتها وفكرها ونتاجها الفن ّ ي وشخصيّته االجتماعيّة ويوميّاته التي واألدب ّ ي، قد يشوبها الكثير من السلوك غير األخالق ّ التصرفات الهستيريّة كفان غوخ وأحيانا ً بعض ّ مثالً ،أو أرنست همنغواي الذي مات منتحرا ً بطلقات بندقيّته. كم كان يعنينا ونحن نقرأ غارثيا ماركيز في رائعته «مائة عام من العزلة» أو «الحبّ في زمن الكوليرا» لو افترضنا – مثالً - ّ أن يوميّاته وسلوكه لم يكونا على المستوى ي المطلوب؟! األخالق ّ ّإل أنّني مع ذلك ما زلت مقتنعة في أعماقي ّ بأن ي يجب أن يتمثّل ثقافته وروح المثقّف الحقيق ّ ي مع اآلخرين فكره ويترجمه لسلوك يوم ّ والمقربين. ّ ً ّ صة وأننا أمام هذا أيضا يقودنا إلى السياسة ،خا ّ ي لسورية يقوده ساستنا العتاولة! مفصل حقيق ّ ي السياسة ووجــهــا اآلخـــر غير األخــاق ـ ّ بمناوراتها وتــاعــب السياسيّين باأللفاظ والكلمات والمداورة على الواقع. ي مفاهيم هل من المطلوب أن يحمل السياس ّ أخالقيّة ويتعامل من منطلقها مع عدوه أو منافسه كما في حالتنا السورية ،ســواء مع النظام أم مع الــدول اإلقليميّة المجاورة أم ي؟! المجتمع الدول ّ ّ سأورد مثاالً للتقريب هنا ،فأقول :لو كلفنا أحد قادتنا ليقود حوارا ً مع أحد أطراف الصراع وكان هذا المحاور والذي وثق به الشعب بشكل مباشر قد قاد الحوار بشكل اليخدم مصالح شعبه صة وال وطنه ،وقام بناء على مصالحه الخا ّ ي قادم أو وحساباته الشخصيّة ومطامعه بكرس ّ منصب آ ٍ ت على الطريق بحرف المفاوضات وتحويرها ض ّد مصلحة وطنه وشعبه ،أال يكون ي له: ّ ي ،والتقييم الحقيق ّ تصرفه هذا غير أخالق ّ أنّه عميل وخائن لمصلحة شعبه وبلده؟؟!! هل علينا القول :إن تسمع يالمعيدي خير من أن تــراه؟ أم نقول ّ ي ال إن السلوك الشخص ّ يُعيب المرء أمام اإلبداع واالنجاز الكبير؟ أم لنقل بأنّه من الضروري فصل اإلبداع والفكر عن السياسة؟! أو ّ أن المقارنة بينهما ال تص ّح أصالً؟!. يبدو ّ أن السؤال كبير ج ـ ّداً ،ومفتوح أمامنا للنقاش والجدال حتّى آخر يوم في حياتنا.
ّ عزة البحرة www.allsyrians.org
2015 / 9 / 3
العدد 36
ثقافة
السنة الثانية
المسرحي صعود اإلخراج ّ
السوري ديوان الشعر ّ
الوصول بصرّياً بالعودة إلى األسطورة اعتبر بعض المن ّ ظرين ّ ي الجديد وظيفة هي تخليص المسرح أن للمسرح العرب ّ المتفرج بهدف تناول مسائل المجتمع السياسيّة جدليّا ً من األوهام وتقريبه من ّ المسرح ّ وجماع ي ِ فن للعين ،رغم أنّه تركيب ّ ّ لفنون أخرى ليست بصريّة ،وهو مولد لفنون ليس آخرها اإلخراج ،الذي مورس دون تسمية مذ د ُّربــت الجوقات (الكورس) على األداء ي للراقصين من قِبل ي للشعر أو الحرك ّ الصوت ّ المؤلّفين مع انبثاق المسرح والسعي إلى إيجاد تكامل فنّي في العرض. ي بالمعنى ظهرت مهنة المخرج المسرح ّ ي المستق ّل ،في نهايات القرن التاسع عشر العلم ّ ً ي .وال يمكن المسرح للعرض ا مبدع باعتباره ّ التطرق إلى الحديث عن هذه الجانب دون ّ الممثّل والمخرج “كونستانتين ستانسالفسكي” صاحب ما س ّمي عالميّا ً بالمنهج ،الذي أسّس وبوضوح ّ فن الممثّل في المعاناة والتجسيد ّ الفن” في اإلبداعيّين عمليّا ً عبر “مسرح ودون ذلك في كتاب “عمل الممثّل مع موسكوّ ، نفسه”* ّ وفن اإلخراج في الوقت نفسه ،وكان لتلميذه “فيسفولد مييرخولد” الــذي عارض “المنهج” واتّــهــم “ستانسالفسكي” بتشويه مسرحيّات “أنطون تشيخوف” أكبر األثر في ي عموماً ،ما انعكس ّأوالً تطوير ّ الفن المسرح ّ فن الممثّل فاتحا ً األبواب العلميّة مدخالً على ّ
دراسة تاريخّية تحليلّية
“البيوميكانيك” مستفيدا ً من التجارب العبقريّة لـ “بافلوف”** كما سعى “مييرخولد” إلى إبراز مفاهيم وقيم حداثيّة في العرض بواسطة العالقة بين الممثّل والمكان ضمن السينوغرافيا. أخذ المخرج -كمبدع للعرض -مكانه بين المف ّكرين ،ث ّم ظهرت في بقيّة أوروبّا منتصف القرن العشرين مدرستان في اإلخــراج :ما ي) نسبة ي أو (البريشت ّ س ّمي بالمسرح الملحم ّ إلى رجل المسرح األلماني “برتولد بريشت” ي” والذي تو ّ صل إلى ما أسماه المسرح “الجدل ّ أواخر حياته ،ومدرسة أخرى كنقيض لألولى، ر ّكزت على نتائج الحرب العالميّة الثانية ،من ي أصاب اإلنسان مستندة دمار ما ّد ّ ي وروح ّ إلى الفلسفة الوجوديّة ،واشتهرت بأسماء عدّة منها مسرح “العبث”ّ ، لكن مريديها أرادوا أن تس ّمى مسرحا ً “طليعيّاً”. صة -كان ي خا ّ ي -والسور ّ في المسرح العرب ّ لإليديولوجيا بدءا ً من النصف الثاني للقرن ي ،فقد تبنّي “ملحميّة العشرين ،األثر الشمول ّ اإلخراج” باستخدام عناصر مثل “التغريب” بكثافة وقداسة ،ولم يعد يخلو عرض من هكذا ّ المنظرين عناصر (ملحميّة) ،واعتبر بعض
(انترنت)
ّ ي الجديد وظيفة هي تخليص أن للمسرح العرب ّ المتفرج المسرح من األوهــام وتقريبه من ّ بهدف تناول مسائل المجتمع السياسيّة جدليّاً؛ ي “سعد هللا ونّوس” ي السور ّ ولع ّل المسرح ّ المثال األبرز على ذلك ،لينتشر ذلك بين الهواة ّ والطلب. في إخراجات مسارح الع ّمال فيما كان ّ ي بين الحربين فن اإلخراج األوروبّ ّ العالميّتين يحاول خلق لغة جديدة للمسرح ،منها أن ترسم ما خلف األسطر واأللفاظ ،بمعنى ّ أن هنالك صورة ورؤيــا ،مازجا ً بين الحلم والواقع من أمثال “أنطونين آرتو” صاحب مسرح “القسوة” الذي يرى ّ أن المسرح هو ما يجعلنا “نحلم ونحن مستيقظون” ليتابع بعده مخرجو النصف الثاني من القرن الماضي كـ ي” ذلك في “بيتر بروك” و “ييجي غروتوفسك ّ تفرداً؛ في تنويعات وتفريعات أعمق وأكثر ّ ي جديد بديل ،خارج العلبة خلق فضاء مسرح ّ اإليطاليّة التي تعرف بصالة المسرح ،مثل الساحات العا ّمة ،والمقاهي ،وحتّى الغابات، ي ،كما بدأ “بروك” بحثا ً عن المكان الال مسرح ّ عرضه “ماهابهارتا” أمام الفندق في مهرجان المتفرجون صعودا ً في ليستمر “آفينيون” ّ ّ
طريق حيث الجبل وصوالً إلى مغارة ت ّم فيها عرض أجزاء أخرى من الملحمة ..إلخ .ما ي من خالل منح العرض ذلك البعد الغرائب ّ سينوغرافيا تناسب الصورة التعبيريّة لتلك الملحمة السنسكريتيّة. ّ واليوم ال تتابع المسارح األوروبّية في “ما بعد ي، ي وال االجتماع ّ الحداثة” المسرح األيديولوج ّ بل يصعد مسرح األساطير والطقوس والحلم، كما في مسرح “الصورة” ،وهنالك تجارب عربيّة – نادرة -كتجارب الممثّل والمخرج ي “المنصف السويسي” التي تستند إلى التونس ّ األسطورة والطقس العربيّين وتكوين الممثلّ بكامل أبعاده الما ّديّة والروحيّة لخلق مسرح المتفرج. يصل عبر عين ّ *عرف بترجمة رديئة إلى العربيّة بعنوان “إعداد الممثّل”. **إيفان بافلوف ( )1936 – 1849عالم ذالطبّ في عام ،1904من أشهر أعماله نظريّة الفعل ي. المنعكس الشرط ّ
بشّار فستق
السياسي عند اإلسالمّيين* ) (العنف ّ
هل محكومون قدرّياً بإعادة التجارب؟! ي مصطلح ّ ملطف للتعبير عن العنف السياس ّ الصراع على السلطة؛ إ ّما للحصول عليها ،أو لالحتفاظ بها؟ وهو قديم قدم نشوء المجتمعات البشريّة .وفي الوقت الذي تخلّصت به أوروبّا من تلك العاهة السلوكيّة بعد حروب دامية راح ي ضحيّتها ماليين البشر ،بقي الشرق العرب ّ يعدّها وسيلته المفضّلة للوصول إلى السلطة أو ي في انحراف للحفاظ عليها؟ وما الربيع العرب ّ مساراته ّإل تعبير عن تلك الحالة!. وإذا كانت األنظمة العربيّة مارست العنف ي بك ّل أشكاله غير اإلنسانيّة؛ كذلك السياس ّ مارسته وتمارسه التنظيمات اإلسالميّة الراديكاليّة الستعادة حقّها الموهوم في قيادة المجتمع سياسيّا ً من خالل رؤية تعتمد تفسيراً، ّ الحق السليب النص الستعادة هذا يلوي عنق ّ مشوهة ّة ي علمان أو ّة ي استبداد ّة ي عسكرتار من ّ ي. راديكاليّة تجاه التيّار اإلسالم ّ ّ فمنذ سقوط الخالفة اإلسالميّة حتى يومنا هذا، ي حاصل بين هؤالء الفرقاء، والعنف السياس ّ ليتّخذ أشكاالً مختلفة تعتمد الدين مرجعا ً للوصول إلى السلطة ،أو الحفاظ عليها. ي عند ولكن حينما أتحدّث عن العنف السياس ّ اإلسالميّين ،أتساءل :هل هذا السلوك مارسه المسلمون ابتدا ًء أم مورس عليهم؟ لــو عدنا إلــى بــدايــة الــرســالــة ،سنلحظ أنّــه مورس عليهم؛ فلما جهر الرسول برسالته في م ّكة ،أدركــت القيادة المركزيّة في دار الندوة ّ أن م ّحمدا ً برسالته سيسحب البساط من ّ ليجردها من كل امتيازاتها السياسيّة تحتها، ّ قررت أن تقف واالقتصاديّة واالجتماعيّة؛ لذا ّ ضدّه بشدّة ،وقد كان .علما ً ّ بأن الرسول الكريم، لما وجد صدَّهم عن رسالته ،لم يقهرهم عليها، بالحريّة في عرض رسالته على إنّما طالبهم ّ المجتمع قائالً :خلّوا بيني وبين الناس. ّ ولكن قيادة دار الندوة؛ تدرك األمور ومآالتها، ّ وأن المستضعفين وجــدوا في تلك الرسالة مالذا ً روحيّا ً وخالصا ً من القهر واالستعباد، وسينضمون لمح ّمد ،فبعد أن فشلت ك ّل محاوالت الترغيب والترهيب ،أجمعوا على ي بأقبح صوره من استخدام العنف السياس ّ خالل قرارهم باغتيال الرسول في بيته ،فخرج مهاجرا ً إلى المدينة. ول ّما تم ّكن المسلمون من قيادة جزيرة العرب ي المس ّمى تاريخيّا ً بواسطة العقد االجتماع ّ ي السياس العنف بذور (صحيفة المدينة) بدأت ّ تظهر بين المسلمين أنفسهم من خالل اغتيال ي عثمان ،الذي أسّس اغتياله لصراع سياس ّ مرير على السلطة ،التزال آثاره واضحة في ثقافتنا وسلوكنا حتّى يومنا هذا. عمليّة االغتيال هذه قسمت المجتمع المسلم مذّاك العهد حتّى اللحظة عموديّاً! لتولّد صراعا ً سياسيّا ً على اإلسالم ال من أجله؛ فهو بدأ ما يّ ،إل أّن ذيوله الدمويّة نراها بين معاوية وعل ّ واضحة في الثورة السوريّة ،لتحرف ثورتنا عن مسارها ،وتدخلها في نفق مظلم ،الخاسر األكبر فيه اإلسالم والمسلمون! والذي يدفع ي ،الذي وجد نفسه الثمن فيه الشعب السور ّ يقدّم أبناءه قرابين لمعركة ليست من أجلها خرج ،وال لها يض ّحي!.
newspaper@allsyrians.org
ي ،لم هذا الصراع الذي بدأ بين معاوية وعل ّ يكن دينيّا ً ّ قط ،بل كان سياسيّا ً بامتياز ،وجد له حولوه من دائرة السياسة إلى آبا ًء مؤّ سسينّ ، دائرة األيدلوجيا الدينيّة ،فت ّمت منهجة أفكاره ومنحها بعدا ً عقديّاً ،حتّى غدا لك ّل فريق مفهومه الخاص لتأويل آي القرآن ،نال قداسة عند ّ المؤسّسة الدينيّة والمجتمع ،أكثر من القرآن ذاته؛ كما اختلقوا له نصوصا ً نبويّة ،ليضيفوا يحرم على العامة الخروج عنه، له بعدا ً دينيّاًّ ِ ، ويبذل الغالي والنفيس لتحقيقه في الواقع. وال يتحدّث أحد اليوم ّ ي، بأن الصراع سياس ّ إنّما يهرع ك ّل طرف الستحضار التأويل ي والنصوص المختلقة ليمنحه بعدا ً إلهيّاً، الدين ّ ي لهذا الطرف السياس العنف ّة ي مشروع يسبغ ّ أو ذاك. ويبكي اإلســام أبناءه الذين يسترخصون دمــاءهــم ،ويــد ّمــرون أوطــانــهــم ،وتتخلّف مجتمعاتهم ألجل قضيّة ليست قضيّته ،إنّما السلطة مرادها ،وليس الدين. وتجلّى مظهر هــذا الــصــراع فــي ثورتنا السوريّة ،الذي استطاع الخبثاء أن يحرفوها الحريّة عن مسارها وهدفها ،من ثورة ألجل ّ والكرامة ض ّد استبداد لم يعرف التاريخ أش ّد ي بين مشروع منه قسوة ،إلى صراع طائف ّ ي استخدم الشيعة والتشيّع وسيلة، فــارسـ ّ ي (داعش ي فوضو ّ ومشروع تدمير ّ ي تو ّحش ّ مثاله)؛ استخدم مصطلح الخالفة وتطبيق الشريعة وسيلة لوصوله إلى السلطة؛ ولعمري ّ بحق اإلسالم واإلنسانيّة كالهما كاذبان آفّاقان وحريّة الشعوب. ّ ي اعتمد الفريقان في تحقيق مشروعهما السياس ّ نص غير صحيح ،يتحدّث عن الفرقة على ّ ً ً الناجية ،ليقسّم األ ّمة شيعا وأحزابا ،ك ّل حزب بما لديهم مجانين. ي فسنجد ّ أن ولو عدنا إلى تاريخنا اإلسالم ّ مرة أخرى من خالل ي ،حضر ّ العنف السياس ّ ي ،الذي انتهى بإبادة الصراع األمو ّ ي العباس ّ ي بطريقة ال إنسانيّة ،وكانت الطرف األمو ّ السلطة هي الهدف ،والعنف وسيلتها ،وكان ّ ي المزعوم يمنحها المشروعيّة، الحق اإلله ّ ّ الحق إليهم فباسم االنتقام آلل البيت وعودة ي ،وسرعان ما ألحقّ ت ّمت تصفية الجناح األمو ّ العباسيّون في تلك التصفية آل البيت أنفسهم، حتّى ال يبقى أحد ينافسهم على السلطة. ي حدثان في التاريخ جعال العنف السياس ّ مشروعاً: لو بحثنا تاريخيّا ً في تلك األزمــة بعيدا ً عن العاطفة ،يمكن اعتبار اللحظة التي انتصر فيها اإلمام أحمد بن حنبل على خصومه من المعتزلة ،هي بداية عزل العقل عن ميدان وتفرد النصوصيّة السلفيّة في البحث والتحليل، ّ ي. السياس ساحة التنظير ّ ّ إن لحظة انتصار اإلمام أحمد بن حنبل لحظة شك في هذا؛ ّ عظيمة ال ّ ألن المعتزلة سلكوا طريقا ً خاطئا ً في عرض أفكارهم ،تمثّل بقهر الناس عليها ،مستغلّين قربهم من السلطة .ولكن يؤرخ لو دققنا في ذلك االنتصار ،لوجدنا أنّه ّ ي. للحظة انهزام العقالنيّة في الفكر اإلسالم ّ إذ ت ّم استثمار انتصار اإلمام أحمد خطأً ،حين
11
ي ،وهيمن أهل النقل طغى التيّار النصوص ّ ّ ّ على المعرفة الدينيّة ،حتى أن القرنين الثالث والرابع الهجريّين ،كانا قرني أهل الحديث بامتياز ،وغدت العمليّة العقالنيّة في التعامل ي وفلسفة المعرفة الدينيّة ،ينظر مع ّ النص الدين ّ إليها وكأنّها هرطقة ،يُراد منها هدم الدين! ي التقليد وال يزال حتّى يومنا هذا ،طالب العلم ّ ّ بشك وريبة، ينظر إلــى الفالسفة وآرائــهــم ليعتبرهم زنادقة. كما لم تستطع مدرسة األشاعرة التي اتّخذت ّ خط الوسطيّة والمصالحة ما بين المدرستين: مدرسة النصوصيّين والمعتزلة تحت مس ّمى مدرسة أهل الكالم ،لم تستطع حتّى يومنا هذا أن تس ّجل انتصارا ً حقيقيّا ً للعقالنيّة ،لغلبة وتخرصاته عليها من جهة، التصوف مفاهيم ّ ّ المشرع والداعم غدت لكونها أخرى جهة ومن ّ ي لألنظمة المستبدّة تحت ذريعة الخوف الحقيق ّ من الفتنة. فرخ اليوم هذا االنتصار لمدرسة ابن حنبلّ ، المدرسة السلفيّة الجهاديّة ،التي ال ترى إلّ العنف -والعنف فقط -سبيالً للوصول إلى ي ،بذريعة استعادة الخالفةّ ،ما هدفها السياس ّ زاد األ ّمــة ابتعادا ً عن الرشد ،والدخول في ي، ي ذي العنوان الدين ّ دوامة العنف السياس ّ وديننا الحنيف بريء منه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!. أ ّمـــا الــحــدث الــثــانــي فقد تــ ّم بعد سيطرة المماليك (الذين مثّلوا آنذاك مدرسة العنف ي عسكريّاً) على الخليفة القادر باهلل السياس ّ (381ـ423هـ) ( 991ـ 1031م) حتّى أصبح سمي لعبة بين أيديهم؛ وأصدر أمرا ً سلطانيّا ً ُ ـرم المقوالت ي حـ َّ تاريخيّا ً باالعتقاد القادر ّ العقالنيّة وعلم الكالم وفكرة العدل والتوحيد، مرة أخرى. فسيطرت السلفيّة النصوصيّة ّ ي ،لوجدنا خلفه ولو بحثنا في المرسوم القادر ّ بعدا ً سياسيّاً ،إذ قام فقهاء االستبداد باستنهاض نصوص خــارج سياقها لخدمة االستبداد ي المسيطر على مقدّرات المجتمع، المملوك ّ وعندما تتقدّم العسكرة في المجتمع ،تتأ ّخر العقالنية! ي ،ليشهد تأطيرا ً الهجر الخامس القرن جاء ّ ي في الحفاظ على السلطة من للعنف السياس ّ ي في كتابه (األحكام السلطانيّة) خالل الماورد ّ الــذي أعتبره فتوى شرعيّة لك ّل مستب ّد باستئصال مخالفيه بذريعة السياسة الشرعيّة؛ ي في كتابه (الجهاد) بحرمة وعليه اعتمد البوط ّ ي األمر حتّى ولو جلد ظهرك الخروج عن ول ّ وأخذ مالك!؟ إذن نستطيع القول: ســس فقهاء بعد أن فقدت األ ّمــة رشدها ،وأ ّ االستبداد لمشروعيّة الملك العضوض ،الذي ي، ي والسياس ّ ي والدين ّ بات المرجع التاريخ ّ لتفريخ االستبداد وهيمنة الحاكم على السلطة مــدى الحياة .جــاؤوا ببدعتين سياسيّتين، ي ،الدين في مقاصده ّ تسوغان العنف السياس ّ منها براء: األولى :تقول بوجوب طاعة الحاكم ولو جلد ظهرك وسلب مالك! بدالً من أن يأسّسوا نظاما ً والحريّة وتــداول سياسيّا ً يقوم على العدل ّ
السلطة ،ليس ّد الذريعة أمام تف ّ شي االستبداد، الــذي جاء اإلســام لمقاومته ومنعه ووأده. وأن يوضّحوا ّ مفوض من المجتمع بأن الحاكم ّ تفويضا ً مقيّدا ً بمصالح المجتمع ،متى ما خرج الحاكم عنه ،ت ّم عزله. والثانية :اعتبار الشورى معلّمة ال ملزمة! وهذا يعني منح الحاكم ّ حق االستبداد بالرأي والتفرد باتّخاذ القرار ،وإباحة استخدام العنف ّ ي ض ّد مخالفيه. السياس ّ وختاما ً أقول: ي نحتاج كثيرا ً لمراجعات حقيقيّة للفكر السياس ّ ي بك ّل مدارسه ،وآن األوان لنعترف اإلسالم ّ ّ أن تلك الــمــدارس التراثيّة لم تعد صالحة اليوم في دولة المواطنة المنشودة ،والدولة المعاصرة الحديثة ،وعلينا أن نبتكر مفهوما ً سياسيّا ً ي ّمت للواقع المعاصر الذي نعيشه، ويعتمد مقاصد اإلسالم اإلنسانيّة واألخالقيّة مرجعاً .فاألوطان تبنى بالتشاركيّة ال بالقطيعة، والعنف يعقّد المشاكل وال يحلّها .والديمقراطية دواء لنا ال داء .ال نريد عنفا تنتصر في نهايته الديمقراطيّة ،ألنّنا ال نريد العنف ذاته ،فهل يمكن الوصول إلى ديمقراطيّة بدون عنف؟ ّ إن كثيرا ً من الديمقراطيّات دفعت دما ً للوصول مستقرة ،ولكن هل محكومون قدريّا ً إلى حالة ّ بإعادة التجارب؟! ّ ّ ي وتقضي األهل السلم ق ق تح إن الديمقراطية ّ ي ،وتضمن ممارسة على ظاهرة العنف السياس ّ السياسة كأسلوب متحضّر في إدارة شؤون المجتمع وح ّل مشاكله وتناقضاته ،وإقامة نظام ي يقوم على الحوار والتفاهم ،وتداول سياس ّ السلطة ،ونبذ العنف بك ّل صوره ،واالحتكام إلى نتيجة االنتخابات النزيهة ،وهذا يتطلّب ثقافة ديمقراطيّة قبل الديمقراطيّة ذاتها؟ ي قد نجح باإلطاحة إذا كــان الربيع العرب ّ بفراعنة العصر الحديث كمبارك والقذافي وزيــن العابدين وصــالــح ،وسيطيح يقينا ً باألسدّ ،إل ّ أن سمعة اإلسالم كانت الخاسر األكبر ،ففي الحالة السورية ،خسر اإلسالم ي مصداقيّته التي مثّلها زورا ً وبهتانا ً السياس ّ تنظيم «داعش» ليجعل من المجتمع ينفر من اإلسالميّين ،وال يثق بهم ،ويراهم استبدادا ً ي مولّد بديالً عن االستبداد ّ ي .فالعنف السياس ّ ّ ومعطل للتنمية وقاهر لإلبداع ويقود لالستبداد البلد للخراب والدمار واسألوا السوريّين!. ي ي لإلسالم الديمقراط ّ * بحث مقدّم للمنتدى العالم ّ
أحمد الرمح
ُحرّاً ُ أضأت دروب الشعر في زمني وصفـــي قرنفـــلي
()1972 – 1911 ُو ِل َد وصفي بن كامل قرنفلي في مدينة حمص عــام 1911وتلقّى دراسته االبتدائيّة في المدارس األرثوذكسيّة بحمص ،بدأ ينظم الشعر بقصائد وطنيّة وغزليّة وهــو في السادسة عشر من عمره .لم يتمكّن من متابعة دراسته، وأنهاها عند الصف الحادي عشر ملتحقا ً بالعمل في دائرة المساحة بحمص عام فانكب .1929لم ينقطع عن المطالعة َّ ـب وشــغــف ،وتلقّى بعض عليها ب ـ ُحـ ّ ٍ الدروس باللغة العربيّة على يد أستاذه يوسف شـــاهين. ّ ســافــر فــتــرة إلــى مصر واطــلــع على الحركة األدبيّة فيها ونشر بعض إنتاجه ّ والمجلت التي تصدر في في الصحف ّ القاهرة .عاد إلى حمص وتوطدت عالقته مع األديب نصوح فاخوري واألديب عبد السالم عيون السود ،وفي عام 1954 أصدر ك َُّراسا ً مع صديقه نصوح فاخوري بعنوان (موعد وعهد). لم يدخل وصفي القفص الزوجي طيلة حياته ،بدأ المرض يتغلغل في جسمه منذ عام 1957وأهمل نفسه في ال ِعالج الطب شفاءه، فاستفحل المرض واستحال ّ فأصيب بالشلل بنهاية عام 1967وبقي طريح الفراش حتّى وافته المنيّة صباح يــوم الثالثاء في /12كانون األول / .1972 لُقّب بشاعر حمص .لكنّه كــان يكره األلقاب فقال: أنا لستُ شاعر حمص ،فيما يدّعي قو ٌم، الناس بشاعر ولســتُ ِ ِ شاعــري ،أنا عالم ّي أنا أ ّمتي وهناك أنا ّ ِشعري في ضمير الكاس وعلى ظـالل الهدب أيقظ في دمي خدراً، ولف مفاصـلي بنعاس ّ نختار من شعره: من قصيدة (موعد وعهد) بـالدنــاُ ،متّكــأ أخضـر غنّــى ،على أقدامـه ،جدو ُل صحراؤنـا شعر ،وأنجــادنا خمر، وخصب سهلنا ،مخمـ ُل فتياننا األحرار ،قد أقسمــوا ،أالّ يسيروا، في لـواء ّ الظـال ْم عبْر الحدود الب ُْله ،عبر الدُّجى ،بينـــكم ال ّ شـام .ونحن الشآ ْم من قصيدة (قلب ضــائع) يا قلب ويحـكَ ضيّعوك وما برحــت لهم وفِيّــا ً أمسيتَ يا مسكين ال ميتا فيسلو في التراب ولستَ حيّا قد كان أمس ومــات أمس فخــ ِّل أمس وعش خليّـا من قصيدة (فالن … .وتاريخنا …. والغُزاة) نحن العروبة ،في أنقى شمــائلها يا من صلبا على يدكــم إنسانها ُ والمجد ،نحن العوالي من شوامخه، والمجد ،إذ ينتخي ،لم يَ ْعـدنا نسبا ليس األ ِذالّء في التاريخ ،من عرب ،وأنت منهم ،وال َمن يعبد الذهبا هذي البالد لنا ،ليســت لكم أبداً ،ونحن تاريخ هذا الشرق إن ُكتبــا الحبّ والسلم ركــن في حضارتنا ،وكنتم عبا والر ُ الحقد ،في التاريخُ ، صــوت) من قصيدة (رائحة ال ّ ٌ الظ ِّل ما ض ّج صوته بأذني إالّ غليظ ثقي ُل ِ ّ هز بي ك ّل جارحه ي وإنّما تل ّمست نفسا ً إل يخطئ لم وأقســم ّ بين شدقيه كالحه ُ كذلك لألصوات طعم نحسّــه ولون وراء ي ورائحه العين ح ّ ومن قصيدة (على ضريحي) [نظم هذه األبيات كي تُكت َب على ضريحه] َ يحــــركني بيت من لقد غــدوت ترابا ،ال ّ الشـعر أو زهر على ُ صن غ ِ حسبي ،وال حسب خلف القبر ،متّكئي في حضـن أمي وإنّي في ثرى وطني وإنّني كنت ،واألحــرار تعرفنيُ ،ح ّراً، أضأت دروب ال ِشعر في زمني
www.allsyrians.org
12
مقامات
السنة الثانية
العدد 36
2015 / 9 / 3
ّ لكل مقام مقال
في البدء كان الجسد
وهل جزاء اإلحسان ّإل اإلحسان!؟
بدنا نحكي
أصــدرت اللجنة السوريّة الستبدال عملة ي التداول في المناطق ّ المحررة بالشمال السور ّ ً ً أقرت فيه يوم األحد 9آب 2015بيانا رسميّا ّ البدء بتطبيق القرار المشترك للقوى الثوريّة ينص على البدء والفصائل العسكريّة والذي ّ ي في استبدال العملة السوريّة بالعملة العمل ّ التركيّة. عقد في ي ُ جــاء ذلــك خــال مؤتمر صحف ّ ّ ي الزبديّة ،حضره ممثلون ي بح ّ المركز الثقاف ّ عن الفصائل العسكريّة والمجالس القضائيّة والفعّاليات الثوريّة ومنهم ع ّمار أبو ياسر ممثّالً عن الفصائل العسكريّة واألستاذ مح ّمد غياث دعّاس ممثّالً عن نقابة االقتصاديّين األحرار واألستاذ مح ّمد رجب ممثّالً عن المحكمة الشرعيّة بحلب واألستاذ يوسف صدّيق ممثّالً عن المراكز اإلعالميّة واألستاذ مح ّمد سندة ممثّالً عن المجلس المحلّي في مدينة حلب. نــعــم ،اجتمعت شــلّــة مــن الــمــشــايــخ ،ومن العسكريّين ،وبعض العاملين فــي الشأن
Malek Jandali
الحريّة في عتمة ي يرى ّ ومازال الطفل السور ّ الظلم والظالم في حين يتوه العالم في نور الديمقراطيّة ونظريّات حقوق اإلنسان!
أنمار شعبان النعيمي
ي نظرات العتب التي يحملها الطفل السور ّ ّ منظمات حقوق الطفل كافية ألن تبصم جميع واإلنسان بالعار والخذالن إلى األبد.
kald
ّ يحق لك ّل أطفال العالم أن يتعلّموا لماذا ّ ي محروم من ويعيشوا بسالم إل الطفل السور ّ التعليم والمأوى والغذاء والدواء واألمان؟ أين ّ منظمات حقوق الطفل؟
الرموز التعبيريّة قتلت «»LOL أعلن فريق عمل موقع التواصل االجتماعي «ّ ،»Facebook أن مصطلح «،»LOL وهو اختصار للجملة اإلنجليزية «Laughing »Out Loudوالتي تعني «الضحك بصوت عال» ،لم يعد األكثر استخداما ً للتعبير عن الضحك. ووجـــدوا ّ أن الضحكة األكثر شعبيّة على ُ األنترنت هي «هاها» ،وتستخدم من قبل %51من الناس .وثاني أكثر ضحكة شعبيّة هي رمز الوجه السعيد.
هيئة التحرير
وقرروا على حين غفلة استبدال يّ ، االقتصاد ّ العملة السوريّة بالتركيّة ،اعتبروا أنفسهم فكروا وتباحثوا وناقشوا ،ومن ث ّم سمحوا ألنفسهم أن يقرروا ،وأن يبدؤوا بالتطبيق ،فالموضوع ّ سهل وال عواقب له ،ما دام أهل الح ّل والربط ارتؤوا أن يستبدلوا فليستبدلوا إذن!! المرة األولى في تاريخ البشريّة التي ربّما هي ّ ي عال ،من مستوى يصدر فيها قرار اقتصاد ّ تغيير العملة الوطنيّة بفتوى شرعيّة تصدر عن مشايخ ،دون صدور أيّة دراسة اقتصاديّة توضّح الفوائد الج ّديّة من مثل هكذا إجراء، سوى ورقة أعدّتها نقابة االقتصاديّين األحرار كان فيها ك ّل شــيء ،عدا اللغة االقتصاديّة والمسوغات الحقيقيّة لقرار كالذي المنهجيّة، ّ اتّخذ ،فقط هم رؤوا ّ أن قرار استبدال العملة سيع ّجل بسقوط نظام األســد ،وكأنّما األسد يقف على حافّة المنحدر ،وقرار كهذا سيرميه بسرعة إلى القاع. ي الذي لم يُجب عليه القائمين والسؤال الج ّد ّ
https://www.youtube. 4StkY5Jmt=com/watch?v feature=youtu.be&J0 تغرد في البيت األبيض بواشنطن فتاة سوريّة ّ مصور على شريط ألجل أطفال سورية؛ تقرير ّ (فيديو) في دقيقتين ونصف ،للواشنطن بوست عن الفتاة السوريّة «ماريال شاكر» التي أتت للواليات المتّحدة قبل عامين لتكمل دراستها في الموسيقا ،لكنّها بقيت ملتزمة بما يحصل في بلدها ،وعزفت موسيقاها داخل البيت األبيض ي لالجئين. كممثّل للتغيير في اليوم العالم ّ
هاتف «آي فون» الجديد من «آبل»
بشّ ار فستق -غزوان قرنفل -ثائر موىس -ع ّزة البحرة newspaper@allsyrians.org
بسام يوسف
ريم الحاج
حسين برو
أمين معلوف amin maalouf « ّ إن ما هو مقدّس في الديمقراطيّة هو القيم وليس اآلل ـيّــات .ومــا يجب احترامه بشكل مطلق ودون أدنى اجتزاء هو احترام البشر، ك ّل البشر ،نسا ًء ورجاالً وأطفاالً مهما كانت معتقداتهم أو ألوانهم ،ومهما كانت أه ّميّتهم العدديّة ،ويجب أن يتكيّف نمط االقتراع مع هذه الضرورة ». « حين نتكلم عن اآلخرين يجب أال يغيب عن بالنا ،أيا كنا ،أننا نحن أيضا ,اآلخرون, بالنسبة إلى سائر اآلخرين.».
معلومات عن تأثيرات الشمس على األرض سيمنح أكبر تلسكوب في العالم عام ،2019العلماء الفرصة لدراسة الشمس بشكل لم يسبق له مثيل ويعطيهم القدرة على التك ّهن بتأثيرها على األقمار الصناعيّة والهواتف المحمولة وأنظمة االتّصاالت في األرض. ويجري بناؤه على أعلى ق ّمة في جزيرة ماوي وهي جزء من سلسلة جزر هاواي في المحيط الهادي.
بالتر :بالتيني هدّدني بالسجن
شركة «آبل» تطلق هاتفها الجديد من جيل «آي فون» األربعاء 9أيلول المقبل .ومن المتوقّع أن يتميّز الهاتف الجديد بتحسينات القوة، حديثة مثل شاشة تعمل باللمس حسب ّ وكاميرا أفضل ،ومعالج أسرع. وقد تكشف «أبل» أيضا ً عن النسخة الجديدة من جهاز «آي باد» الذي هو نموذج «برو».
رئيس التحرير
على الفتوى الشرعيّة ،وهو البدء باستبدال ي واستبدال الليرة العملة في الشمال السور ّ ً مسوغا الستبداله السوريّة بالتركيّة ،أال يخلق ّ في مناطق أخرى من سورية ،وذلك عبر قيام ي، الجنوب السور ّ ي باستخدام الدينار األردن ّ ي، وفــي الــشــرق اســتــخــدام الــديــنــار الــعــراقـ ّ وفي الغرب استخدام الليرة اللبنانيّة ،م ّما سيخلق مشكلة كبيرة في التعامالت الداخليّة والخارجيّة ،وتحويل سورية إلى مقاطعات أكثر م ّما هي عليه اليوم؟! ثلّة من غير العارفين بالشيء تهرف فيما ال وتقرر استبدال العملة السوريّة بالتركيّة تعرف ّ ي ،قرار أخرق وغير في مناطق الشمال السور ّ مدروس ،وما سيق من تبرير له ال يعدو أكثر من فذلكات مراهقين سياسيّين ،جماعة وهل جزاء اإلحسان ّإل اإلحسان ،تنجح في تمرير صفقة على حساب السوريّين!!
الرقص هو الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تعبّر به عن ك ّل شيء ،ك ّل شيء على اإلطالق .الجسد مرآة الروح ،الرقص مرآة المشاعر ،والمرايا كلّها تعكس ما يمكن أن يراه الواقف أمامها ،وليس ما تراه المرآة ،وليس ما هو مرسوم فقط داخل إطارها ..لو حقّا ً أمعن يتعرى الجسد فتنتفض الحياة في عروقه ،تنتشي الطبيعة في حضوره .يبدأ بحركاته النظرّ . اإليمائيّة ،فتشتعل العيون ،تخفق القلوب ،يستيقظ الشعور ،اإلحساس ،المعنى ،الوجود ،تعود تشوه ،دون تع ّكر ،دون تردد ،تعود ي ّ ي ،تعود إلى الطبيعة دون أ ّ الحياة إلى مجراها الحقيق ّ المرة األولى ،حقيقيّة حقّاً .حين يمعن الجسد في الرقص، في وجدت نقيّة ،صافية ،تعود كما ّ والشر تدور األرض دورة كاملة ،يتداخل الخريف والربيع في شجرة واحدة ،يتالقى الخير ّ في نهاية واحدة ألسطورة معلّقة ،تنعجن السماء مع األرض في حركة جسد واحدة ،يتصالح الوجود مع عدمه في نقطة واحدة ،يتعانق المعنى مع الالمعنى في طريق واحد .وحين يهدأ الجسد ،حين يخمد سعير الرقص ،يختل التوازن ثانية ،يعود االختالل في الطبيعة األ ّم مرة أخرى ،يُكسر التو ّحد ويعود لينقسم إلى الثنائيّات التي ال من جديد ،تتباعد األطراف ّ نهاية لها .في البدء كانت الرقصة ،وليست الكلمة .في البدء كان الجسد ،وليس الصوت. ي الجميل ،وليس التزيين أو في البدء كانت الموسيقى ،وليس الحرف .في البدء كان العر ّ ي .الكلمات حبال مشانق متدليّة دائما ً وأبداً ،تنتظر رقاب جديدة ،مشانق ال التجميل الشعر ّ ّ تشبع ،ال تمتلئ ،ال تعبّر ..نعلق عليها مشاعرنا ،ونحتفي بالقتيل/الشعور الجديد في ك ّل مرة نبدع مرة نغنّيها ،نرتّلها ،نشدوها ،نحكيها ،نتلوها ،وفي ك ّل ّ مرة نكتب فيها ..في ك ّل ّ ّ في طرق احتفائنا بالموتى/المشاعر .الشعراء ،هم الجالّدون الجدد .ال تقتلوا الجسد أيّها تشوهوا الطبيعة .حين تعلو الموسيقى ،يخرج الجسد من قمقمه ..ينتشر المنادون بالكلمة .ال ّ يتحرك وجوده ،تتتالى موجات دواخله ..يعبّر عن الشعور في خالياه ،تستيقظ أعصابه، ّ وجوده/وجود الوجود .والرائي حقّا ً ال يرى ما يراه ،بل ما ال يراه ،ما ال يستطيع رؤيته خارج الجسد ،جارج ألم الجسد ،حدود الجسد ،وجود الجسد ،معنى الجسد ،أبعاد الجسد، روح الجسد وقدسيّته ..يرى الجسد .وال شيء عدا الجسد/ك ّل شيء في الجسد .كيف قتلتم نشوته وقدسيّته؟؟ وشوهتم ّ الجسد أيّها المجرمون ،كيف خنقتم صوته ،كيف اقتلعتم روحهّ ، حين كانت الكلمة مجهولة ،كان الجسد هو الكلمة .حين كان الصوت وحيداً ،كان هو نغمه. حين كانت الموسيقى ضائعة ،كان هو لحنها .كيف نسيتم ما كانه؟؟ كيف كفرتم به؟؟ كيف اختزلتم كلّيته في جزئيّة ما اكتشفتموه الحقا!! وحين نفيتم وجوده ،ضاع معنى الوجود من معاني كلماتكم المصفوفة ،المرتّبة ،األنيقة ،الرتيبة .فماذا بوسعكم أن تفعلوا اآلن؟؟ كيف بوسعكم أن تعتذروا عن مجازر الموت التي اقترفتموها عمدا؟؟! أيقظوا أجسادكم اآلن. تعروا ،اصطفوا جميعكم ..أخفضوا صوتكم واتركوا ألجسادكم أن تعيدكم للطبيعة األولىّ . معا ً في وجه ما يخنق معاني وجودكم .ارقصوا ،عودوا إلى البدء ،حيث كان الجسد ،وال شيء غير الجسد ،حيث ك ّل شيء في الجسد .أطلقوا نشوات أجسادكم المخنوقة ،أطلقوا حريّة التعبير عن وجودهم دون أنّاته المكتومة ،أطلقوا صرخاته الحقّة ..اتركوا ألجسادكم ّ حريّة التعبير عن وجودكم .اتركوا لهم القدرة للكشف عن قوانينكم المشوهة ،اتركوا لهم ّ ّ وجوههم كما هي ،عارية كما هي ،جميلة كما هي ،حقيقيّة كما هي ..موجودة كما هي. حين يتّحد الجسد مع الجسد ،تولد الطبيعة ثانية .فلتنجبوها صحيحة ،فلتنجبوها جميلة .حين األول .فلتنجبوه كما هو ..عميقاً .حين يتّحد يتّحد الجسد مع الموسيقى ،يولد المعنى ،المعنى ّ ي نقصان .حين يتّحد الجسد مع الجسد مع الروح ،يولد الكيان الكامل .فلتنجبوه كامالً دون أ ّ ظلّه ،يولد الوجود .فلتنجبوه وجودا ً حقيقيّاً .حين يتّحد الجسد مع التراب ،يولد الجسد ثانية. فلتنجبوه جسدا ً مقدّساً ،كما كان الجسد في البدء .وحين تخنقون الجسد ،لن تجدوا غير الوهم والضياع والعدم المخيف الذي ال ينتهي .تعالوا نرقص ،جميعناً ،معاً ،في يوم واحد ،في بحريّة واحدة ،بتوق واحد ..تعالوا نعود مكان واحد ،على موسيقى حركات الجسد ذاتهاّ ، معا ً إلى البدء .تعالوا نعود إلى الجسد.
قال جوزيف بالتر رئيس الفيفا ّ إن ميشال بالتيني المر ّ شح لخالفته قد هدّده إذا لم ينسحب ّ ّ من سباق رئاسة المنظمة الدوليّة بأنه سيدخل السجن. وأوضــح بالتر أنّــه وخــال كونغرس الفيفا األخير في زيوريخ ،جلس بالتيني جانب بيتر شقيق بالتر إلى طاولة الغداء ،وقال له« :أخبر أخاك أن ينسحب من االنتخابات ّ وإل فسيذهب إلى السجن».
االخراج الفني رامي نونو
املوقع اإللكرتوين باسل العبدالله
دي كابريو وسكورسيزي وفيلم جديد
ي يلتقي نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو مع المخرج مارتن سكورسيزي في فيلم سينمائ ّ يحضّران له حاليّا ً بعنوان «شيطان في المدينة البيضاء» وهو مأخوذ عن كتاب إليريك الرسون عام .2003 ومن المتوقّع أن يجسّد دي كابريو شخصيّة السفّاح إتش إتش هولمز الذي استخدم معرضا ً دوليّا ً ّ وقتلهن. في شيكاغو عام 1893الجتذاب ضحاياه من النساء
اآلراء الواردة يف كلّنا سوريّون تعب بالرضورة عن رأي الصحيفة تعب عن رأي الكاتب و ال ّ ّ www.allsyrians.org