حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 20 -السنة األوىل
/10كانون األول2014 /
كلّنا سوريون -عدسة عبد إدلب
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
فتى القصر اجلمهوري حيتفظ حبق الرد!
«دي ميسـتورا» مبادرة واضحة أم خ ّطة بال مالمح؟ األغنية الثوريّـة ،بني وهج القيم وقرقعة السـالح
االحتفاظ ّ بحق الر ّد ال أعرف عدد المرّ ات التي احتفظ فيها هذا النظام لنفسه ّ بحق الر ّد على الضربات العسكريّة اإلسرائيليّة ألهداف لها داخل األراضي السوريّة ،لك ّنني أعرف جيّداً أنّ هذا الر ّد لن يأتي أبداً من قِبل هذا النظام. ّ يســتحق الكالم ،فهـو بالتأكيد وإذا كان في هـذا األمر ما ليـس الر ّد عسكر ّيا ً وال زمانه وال مكانه ،وال إنْ كان سيأتي أم ال في هذه المرحلة. ّ يستحق الكالم هو فعالً ،كيف يتعامل هذا باختصار ما النظام ومؤيّدوه مع هذه الوقائع وطن ّيا ً وأخالق ّيا ً وإعالم ّياً؟ قد يكون صائبـا ً من الناحية التكتيكيّـة عدم فتح معـركـة ال يملك من يفتحهـا شــروط االنتصار فيها ،أي إمكانيّـة تحقيـق أهدافهـا ،لك ّنه بالح ّد األدنى يجب أن يكون هناك ّ خطة اســتراتيجيّة تم ّكن من فتحها يوما ً ما ،ولعلّه من البديهيّات وفي ّ الخطة تمكين عناصر القوّ ة وتنميتها ،ومن مق ّدمة شروط هذه ث ّم التفوّ ق فيها. الذي فعله النظام السوريّ هو -بتكثيف شديد -عكس ذلك تماماّ ،فقد أضعف سوريّة إلى الح ّد الذي أفقدها فيه أيّة إمكانيّة أليّ انتصار مهما ص ُغر شأنه. بعد حرب تشــرين عام 1973اشــتغل النظام جيّداً وبشــكل ممنهـج ومدروس على إضعاف ســوريّة وشــعبها وإمكاناتهـا، وحرم الســوريّين وســوريّة من مقوّ مـات وعناصر قوّ تها ،أي حرمها من شــروط اســترداد حقوقهـا المغتصبة.
كلّنا سوريون -عدسة عبد إدلب
تحقيقات العدد
بعبارة أخرى ،أخرج هذا النظام سوريّة عن س ّكة التطوّ ر والتنمية كمق ّدمة لخلق الشروط التي تم ّكن من استرداد هذه الحقوق ،ووضعها على س ّكة العجز واالنهيار كمق ّدمة للتسليم، ومن ث ّم التفريط بها.
الضربات اإليرانّية والسورية لداعش
ص6 ص6 ص6 ص7 ص7 ص7
الشمع األمحر للمدارس السوريّة بطوالت وحياة رغم القصف على سراقب طلاّ ب سوريّون يف بالد اللجوء املقابر اجلماعيّة يف نوى مراقبة األنرتنت.. -أحالم الشباب الرياض ّي تتق ّدم..
قانون اإلرهاب ُيرهبنا
ص2
الش � ّك أنّ تلك السيطرة التي تح ّققت وبغض «الداعشي» في سورية، للتنظيم ّ ّ النظر عن اال ّتهامات المتبادلة بين كل ّ أط��راف اللعبة السورية في نشوء ذلك التنظيم أو في تسهيل انتشاره على األرض ،قد أدّ ت إلى نتيجة شبه واضحة ،في إغالق باب الحلول السياس ّية في سورية ،وفي إعاقة محاوالت البحث عن صيغة جديدة للدولة السور ّية... لؤي حاج بكري
السوري وحيداً؟! لماذا تركتم ّ
أُلغيت حالة الطوارئ في سورية بعد معاناة طويلة ّ ليغطي نقصا ً في للسور ّيين في ظ ّلها ،وبعدها أُصدر قانون اإلرهاب ليجرم أفعاالً تعتبر هي أخطر ما يعانيه السوري والذي جاء التشريع ّ ّ العالم اليوم... ص 8احملامي حممّد محو
العناصر على الحواجز، سادّية أم استبدادّية؟ تصرفات عادة ما نتفاجأ من ّ بعض العناصر على الحواجز وهذا األمر ال ينطبق على جيش الحر وباقي السوري نظامي ،بل وينسحب على حواجز الجيش ّ ّ ّ الجماعات المس ّلحة وميليشيات تنظيم «داعش» ورغم تواجد بعض العناصر التي تتعامل بشكل ج ّيد... ريم احلاج
ص9
قرقعة السالح واألغنية «إذا أردّ ت أن ت��ع��رف ص 10 حضارة بلد فاسمع موسيقاه» كونفوشيوس كلمة موسيقى تتض ّمن الغناء ،باعتبار أنّ األغنية -كلمة ولحنا ً - هي انعكاس وجدان ومشاعر مجموعة بشر ّية محدّدة في الزمكان. أسعد شالش كذلك ،كانت أغاني...
ص3
عفوي غالباً ،وتحدّ مقصود أحيانا ً لسعي الحركة السلف ّية غير السور ّية مزج ّ ّ إلى الهيمنة ،يلجأ إليه شباب الثورة في حلب وريفها كفعل مقاومة ورفض للذوبان والظهور بقالب واحد ،ومثل هذه المشاهد ليست نادرة ،بل من النادر أن تغيب عن المدينة أغنياتها األصيلة وحفالت طربها الجميلة التي يتشارك فيها المقاتلون من صح القول بوجود مختلف الفصائل ،مع الناشطين المدني ّين بتعدّ د اتجاهاتهم (إذا ّ والتوجهات بينهم فعالً). هذه االختالفات ّ تعرض المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى ّ هزات نعم لقد ّ عنيفة على مدار السنوات الثالث الماضية ،وأحدثت أعوام... عقيل حسني
مبادرة «دي مستورا» السوري استطالع رأي الشارع ّ اف ُتتح باب التفاوض بين دول أصدقاء سور ّية وبين وروسيا والنظام من طرف آخر ،تحت مس ّمى جنيف ( )1الذي ُعقد في 30حزيران ،2014والذي أصبح محور جميع المبادرات السياس ّية المتع ّلقة بسور ّية وص��والً إلى جنيف ( )2وحال ّيا ً ُتطرح في األفق مبادرات مختلفة تمهيداً لطرح س ّلة ص4 حلول جديدة. وتش ّكل مبادرة «تجميد القتال» في سور ّية األممي «ستيفان دي التي طرحها المبعوث ّ الدولي ،وتباينت المواقف ميستورا» محل ّ جدل ونقاش واسع بين قوى المجتمع ّ من المبادرة بين الرفض والتشكيك والتأييد والترحيب. باسل العبداهلل
لم يختر هذا النظام إلاّ هدفا ً واحداً وهو بقاء سلطته ،وقد كان بإمكانه من أجل هدفه هذا -وإن كان هدفه غير مشروع -أن يختار تنمية مجتمعه وبناء الدولة القادرة على استعادة الحقوق، لك ّنه اختار طريقا ً مغايراً تماما ً يعتمد أساسا ً على إفقار وإذالل واستعباد شعبه ،ورهن إمكانيّات سوريّة لتعزيز قبضته األمنيّة وسلطته ودفع أثمان حماقاته في السياسة الخارجيّة. في عام 2005وبعد اغتيال رئيــس الوزراء اللبنانيّ رفيق الحريري ،وضع النظام ســوريّة كلّها في قبضـة اإليرانيّين مقابل حمايتـه وبقـاء ســلطته ،وهكـذا فقـد تحوّ لت الممانعـة التي عاشــت ســوريّة على إيقاعها وشــعاراتها عقوداً ،إلى احتالل لكامل ســوريّة ،وكأنّ التاريخ يعيد المهزلة ذاتها التي حدثت في حرب األيّام الســ ّتة عام 1967واحتالل إســرائيل خالل أيّام ألكثر من ضعفي مســاحتها من األراضي العربيّة، يومها تشــ ّدق اإلعالم العربيّ بمقولته الشهيرة «إنّ إسرائيل خسرت الحرب أل ّنها لم تستطع إسقاط األنظمة الممانعة في مصر وسوريّة». سوريّة اآلن ،بعد عقود من الممانعة والمقاومة هي بلد محت ّل بالكامل ،والمحت ّل هم جهات عديدة ،سوريّة اآلن بلد تديره دول أخرى وتستبيحه ك ّل استخبارات العالم ومرتزقتها بلد دمّرت إمكانيّاته كامالً و ُنهب اقتصاده ودمّرت بنيته التحتيّة ،و ُنهبت آثاره وتف ّتت مجتمعه. ومع هذا ...مع ك ّل هذا ،وبال أدنى إحساس بالمسؤوليّة أو الخجل يط ّل علينا رأس هذا النظام ليتح ّدث عن سفينة وعن ربّان !!!. ما يزيد األمر فجيعة ،هو أنّ بعض السوريّين اليزالون يعتقدون أنّ النظام السوريّ يتعرّ ض لمؤامرة أل ّنه نظام مقاوم وممانع. إنّ هذا النظام هو المؤامرة الكبرى على الشعب السوريّ وعلى سوريّة ،والتي كان يمكن لها ،فيما لو قيّض لها نظام وطنيّ يحكمها ،أن تكون دولة قادرة ومتطوّ رة. حق الر ّد قد يطول ....لك ّنه بالتأكيد ّ ّ حق يحتفظ به الشعب السوريّ ،بعد أن يتم ّكن من إزاحة النظام «المقاوم». ب ّسام يوسف
2
ما قالته الصحف:
العدد 20
/10كانون األول 2014/
عن تجميد «دي ميستورا»
ق ّدم المبعوث األمميّ إلى سورية «ستيفان دي ميستورا» مقترحه الخاصّ للنظام السوريّ بإيقاف النزاع المسلّح ،وال سيّما في حلب ،وأعلن النظام من طرفه بأ ّنه سوف يدرس هذه المقترحات ،في حين أنّ بعض أعضاء المعارضة يعتبرون أنّ ماطرحه المبعوث األمميّ «دي ميستورا» يصبّ في مصلحة النظام وجيشه. وقبل فترة أع��رب رئيس ال��وزراء التركي «أحمد داوود أوغلو» بأنّ حكومته قلقة ممّا يجري في حلب ،وأ ّن��ه يخشى أن يتكرّ ر فيها ما حدث في حمص ،وقال «إنّ حلب هي قلب سورية النابض ،وال أحد يريد إنقاذها». صحيفة «إكونومست» البريطانيّة ذكرت أنّ األمم الم ّتحدة أقدمت على طرح ح ّل سياسّي بعد ثالث سنوات ونصف السنة من القتال الدامي في سورية ،ومقتل أكثر من 200ألف إنسان وتشريد ما يزيد على العشرة ماليين مدنيّ . وتح ّدثت صحيفة «هاآرتس» اإلسرائيليّة هي األخرى عن الح ّل السياسي ،وربطت ذلك بالقول «إنّ واشنطن لو أرادت تحقيق انتصارات على الساحة العراقيّة ض ّد داعش فعليها أوّ الً أنّ تجد حلاّ ً سياس ّيا ً في سورية يغيّر األوضاع الراهنة». أمّ��ا في مؤتمر في برلين ،فقد قال مساعد المستشارة األلمانيّة «أنجيال ميركل» للسياسة الخارجيّة واألمنيّة» كريستوف هيوسجن» :إنّ ب ّ شار األسد هو المسؤول عن الحرب في سورية وإنّ الغرب يجب ألاّ يُجري محادثات معه لمجرّ د أنّ تنظيم الدولة «أس��وأ منه» وتابع في هذا المؤتمر «يجب ألاّ ننسى أنّ األسد هو المسؤول عن مقتل اآلالف وتشريد الماليين». المتح ّدثة باسم الخارجيّة األميركيّة «جينيفر بساكي» أ ّك���دت ف��ي الموجز الصحفيّ من «واشنطن» على دع��م بالدها لجهود «دي ميستورا» بقولها «نحن ندعم أيّ جهد إلنقاذ حياة اإلنسان والتي من شأنها أن ّ تمثل تحوّ الً في نهج نظام األسد ولك ّننا نعرف تاريخ النظام في وقف إطالق النار». وقال «دي ميستورا» في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» األمريكيّة ،إ ّنه «على أرض الواقع علينا أن نثبت للسوريّين وللعالم بأنّ هناك
أمراً يمكن القيام به ،أوّ الً وقف تنظيم داعش، وثانيا ً وقف الصراع ،ليبدأ الشعب السوريّ بلمس االختالف» وأضاف أنّ تنظيم «داعش» يتق ّدم باتجاه حلب ،معتبراً أنّ ذلك فرصة للمجتمع الدوليّ إليقافه ،وتابع «نالحظ أنّ داعش يتحرّ ك باتجاه حلب بعيداً عن عين العرب (كوباني)، وإذا كان هذا صحيحا ً فإ ّنها فرصة إلنقاذ هذه المدينة التي شهدت قتاالً بين المعارضة السوريّة والحكومة لم يؤ ّد إلى أيّ شيء». األمين العام لألمم الم ّتحدة «بان كي مون» قال إ ّنه «يساند بقوّ ة» اقتراح مبعوثه الخاصّ إلى سورية «ستيفان دي ميستورا» بإنشاء مناطق خالية من الصراع في البلد الذي يشهد تواصالً للنزاع المسلّح منذ آذار 2011؛ جاء ذلك خالل مؤتمر صحفيّ لـ «ستيفان دوغريك» المتح ّدث باسم األمين العا ّم لألمم المتح ّدة ،في مقرّ األمم الم ّتحدة في نيويورك ،وفقا ً لما نقلته وكالة األناضول. ّ خطته «نقطة في «دي ميستورا» أقرّ بأنّ بحر مساعي التسوية السياسيّة لألزمة السوريّة التي تحوّ لت إلى صراع عسكريّ بعد أشهر قليلة من اندالع الثورة منتصف آذار »2011وأ ّنه اقترح على أعضاء مجلس األمن الدوليّ إقامة «مناطق حرّ ة خالية من الصراع» في سورية. يمكن اعتبار ما ق ّدمه «دي ميستورا» إلى ّ «خطة عمل» ال تتضمّن الكثير مجلس األمن سياس ّياً ،وقامت على «تجميد» الصراع وخفض مستوى العنف .وك��ذل��ك ف��إنّ مقاربة «دي ميستورا» هي نقيض مقاربة سلفه األخضر اإلبراهيميّ الذي كان ير ّكز على خيار من «فوق إلى تحت» وتنفيذ بيان جنيف األوّ ل وتشكيل هيئة حكم انتقاليّة بصالحيّات تنفيذيّة كاملة بين ّ ممثلي النظام والمعارضة على أساس القبول المتبادل؛ لكنّ «دي ميستورا» بحث عن «مدخل» إلى األزمة السوريّة من «تحت إلى فوق» ويرى ذلك في اتفاقات المصالحة في البالد ،لتقوم بخطوات صغيرة تؤ ّدي إلى خفض مستوى العنف من دون أيّة مظلّة سياسيّة حال ّياً ،بل االكتفاء بـ «زرع بذور الح ّل السياسي» وهو يرى أنّ حلب المقسّمة بين القوّ ات النظاميّة والمعارضة «مر ّ شحة جيّدة» لتجميد النزاع .ومع قناعته بأ ّنها «نقطة في بحر»
فإ ّنه يعتقد أنّ «نقاطا ً ع ّدة من الممكن أن تش ّكل بحيرة ،والبحيرة يمكن أن تصبح بحراً». نطالع في «صحيفة العرب» الصادرة من «لندن» مقاالً «لباسل العودات» «بعنوان» سورية حقل تجارب ،أشار فيه إلى أنّ المعارضة السوريّة تخشى أن يكون «دي ميستورا» قد فهم أنّ األزمة السوريّة هي أرض للتجارب واألبحاث ويمكن له أن يقترح ويجرّ ب ما يشاء ،موضحا ً أنّ مبادرة «دي ميستورا» ليست «هدنة» وال هي «وقف إطالق نار» وليست «صلحاً» وال «مصالحة» ،والمعلومات األوّ ليّة التي ُنشرت عنها تشير إلى أ ّنها ال تطالب بإخراج المقاتلين األجانب من سورية وال تح ّدد من هي األطراف التي يجب أن تو ّقعها -على كثرتها في سورية ولم توضح دور القوى الدوليّة واإلقليميّةوالمحلّيّة فيها ،ومن سيراقبها وآليّات هذه المراقبة وما هو الضامن القانونيّ والعسكريّ لنجاحها واستمرارها ،كما ال يوجد «فصل سابع» لمن ال يلتزم بها ،ولفت «العودات» إلى أنّ المبعوث الدوليّ قد أثار بمبادرة «المناطق المجمّدة» آمال السوريّين بإمكانيّة فتح ثغرة في جدار الحرب الوحشيّة المستعصية ،لكن المبادرة وفق ما تسرّ ب عنها ال تفتح أيّ أفق للح ّل أو للتسوية أو للمفاوضات واالنتقال السياسيّ ،وته ّدد بتقسيم سورية وإنهاء الكيان السوريّ والدولة وتقسيم المجتمع ،مبيّنا ً أ ّنه سيصعب على السوريّين بعدها المطالبة بقيم الديمقراطيّة التي أطلقوا ثورتهم من أجلها ،وسيكون لك ّل طرف منطقته ،سلطته، مملكته ،ليفعل بها ما يشاء ،وينهي مركزيّة الدولة. وأ ّكد «العودات» أ ّنه ال يوجد أيّ أمل لدى المعارضة السوريّة بنجاح هذه المبادرة طالما أ ّنها ال تحمل طريقا ً واضحا ً يضمن تغيير النظام وتداول السلطة وطالما أ ّنها ال تعتمد على آليّات مُلزمة للجميع وخاصّة النظام ،مش ّدداً على أنّ النظام سيتعامل معها بخ ّفة واحتيال ،كما تعامل مع العديد من المبادرات الماضية التي أوجد عشرات الوسائل لخرقها وتخريبها وإفراغها من مضمونها ،ولم يجد من يحاسبه على ذلك.
ترمجة وإعدادّ : بشار حممّد
هل ينتقل الموالون إلى الخطوة التالية؟ مناطق العلويّين التي سعى النظام ومنذ اللحظة األول���ى إل��ى تحييدها من أج���واء ال��ث��ورة السوريّة، ومن مآسيها نجح في ذلك ولفترة قريبة في أن يجعل الناس يعيشون أجواء شبه طبيعيّة تع ّكرها بين الفينة واألخ��رى فقدان عزيز أو بعض الغالء. ف��ق��د ك���ان���وا يعيشون أس��ط��ورة خياليّة تجعلهم جميعا ً منتظرين نصر النظام على «اإلرهابيّين» وعودة الحال كما كانت عليه قبل ان��دالع ث��ورة الحرّ يّة والكرامة ،إلاّ أنّ نظام األسد بدأ يفشل شيئا ً فشيئا ً وبدأت ظواهر عديدة تطفو على السطح رغما ً عن أنفه لتعيد تشكيل وعيّ الناس وفهمهم لما يجري .سأر ّكز هنا على األحوال المعيشيّة التي باتت في حدودها الدنيا ،والتي أصبحت سمة هذه األيّام في مناطق العلويّين. بداية ،ال ب ّد من اإلش��ارة إلى الفجوة التي تركها ه���ؤالء القتلى خلفهم على الصعيد االقتصاديّ ،فالفرق هنا أنّ قتلى الموالين هم من فئة الشباب الذكور التي تتراوح أعمارهم بين العشرين والخامسة والثالثين ،كما أنّ مقاتلي النظام من هذه الفئة العمريّة يش ّكلون عصب الحياة االقتصاديّة وقوّ تها الحقيقيّة ،فك ّل عائلة كانت تعتمد على أبنائها أو على الزوج الشابّ في تأمين لقمة العيش ،أصبحت اآلن تنتظر نذر المال من رواتب العسكريّين التي ال تكاد تس ّد الرمق ،والتي أجبرت الكثيرين منهم على ترك الجيش والبحث عن الحياة بأسلوب آخر.
newspaper@allsyrians.org
هستيريّ :ساهمت عوامل فقدان مصادر الطاقة بشكل كبير ،كما ساهم في ذلك غياب الرقابة على األسعار، وت��ف��رّ د ال��ت��جّ ��ار بمصير لقمة العيش معتمدين على الفساد المستفحل وعلى غياب جميع المؤسّسات المدنيّة التي صادرها النظام بالكامل.
لم يكن الظرف االقتصاديّ كشرط للحياة يضغط بهذا الشكل من قبل ،فقد تضاعف الفقر وازدادت وتيرة الضغط بالتدريج تحت ع ّدة أسباب من أهمّها: 1ــ الفقد الكبير في مصادر الطاقة :حيث نالحظ أنّ جميع مصادر الطاقة تضعف يوما ً بعد يوم من المحروقات (بنزين +مازوت) وصوالً إلى الكهرباء والغاز ،ما يؤ ّدي إلى فقدان الكثير من الحرف على قدرتها على االستمرار ،وإلى ارتفاع تكلفة التدفئة والغاز المنزليّ ..إلخ 2ــ تراجع القطاعات الخدميّة بشكل فادح أحياناً :فقد تراجعت وبشكل ملحوظ الخدمات الصحّ يّة ،وازدادت تكلفة العالج ،كما تضاعفت أسعار األدوي��ة خمسة أضعاف ،مع انخفاض ملحوظ في جودتها وفعاليّتها ،باإلضافة إلى فقد كبير في كثير من األدوية. 3ــ ازدياد األسعار واستمرار ارتفاعها بشكل
4ـ���ـ ازدي�����اد البطالة وانتشارها رغ��م دع��وات النظام المتتالية للقتال معه برواتب -أحيانا ً -مغرية، وف��ق��دان كتلة كبيرة من األي��دي العاملة ،إلاّ أنّ ما تب ّقى من شبّان ال يجدون فرصا ً للعمل. ّ معطلة في ممّا سبق ،نرى أنّ الحياة شبه مناطق سيطرة النظام ،وأنّ مسألة استمراره من عدمها تعتمد على ما يسمح بتمريره لهذا النظام الذي بات ضعيفا ً وغير قادر على االستمرار لوحده عشرة أيّام. لكن رغم ك ّل ه��ذا ،فالفقر ينتشر بسرعة كالطاعون ،والناس يتنازلون في ك ّل يوم عن أح��د متطلّبات العيش ،والضيق على أش�� ّده، وأصبحت مناطق سيطرة نظام األسد منكوبة بالفقر بالكامل ،وليست بعيدة عن معاناة باقي مدن وأحياء سوريّة ،لذا من المتو ّقع أن نشهد في اآلونة المقبلة تحرّ كات «مطلبيّة» عند العلويّين (كتلك التي قام بها سائقو الحافالت في طرطوس، التي ت ّم التصدي لها باحتوائها فوراً) قد تتطوّ ر إلى أبعد من ذلك.
أليمار الذقاني
قراءة سياسية
الضربات اإليرانّية والسورية لداعش..بين الوهم والحقيقة مع غياب أيّ��ة ت��ط��وّ رات عسكريّة ملحوظة على األرض السوريّة ،بتمركز الوجود «الداعشيّ » ضمن نطاق جغرافيّ مح ّدد ،وبمراوحة قوى النظام وحلفائه في مكانها ،وبعدم إمكانيّة التوصّل إلى تشكيل معارضة موحّ دة قادرة على إدارة المناطق المحرّ رة ،والسير نحو تحقيق هدفها األساسيّ بإسقاط النظام ،يبدو أنّ التوجّ ه نحو مخارج جديدة من هذا الوضع المع ّقد ،هو الشغل الشاغل لكا ّفة القوى اإلقليميّة والدوليّة المعنيّة بالشأن السوريّ ،فإذا كان التحالف الدوليّ القائم يبحث عن استراتيجيّة جديدة للقضاء على «داعش» عبر إعداد قوّ ة سورية قادرة على تنفيذها ،بعد االنكفاءات المتالحقة لقوى المعارضة العسكريّة والسياسيّة، إعداداً يكثر الحديث السعوديّ واألمريكيّ عنه في تدريب وتسليح ً معارضة معتدلة، وتهيئة لذلك اإلعداد في البحث التركيّ المستمرّ عن إقامة مناطق آمنة ،فإنّ نظام األسد وحلفاءه في إيران وروسيا، مازالوا مستمرّ ين وبك ّل الوسائل في تثبيت ذلك النظام المتهاوي، معتمدين على التلويح بالخطر الناجم عن التفاقم المستمرّ لإلرهاب، كسبب وحيد للتوصّل مع المجتمع الدوليّ إلى ذلك التثبيت ،فهل يمكن القول :إنّ تلك المواقف المتباينة ،ليست سوى مق ّدمة لح ّل توافقيّ جديد ،يجري إنضاجه عبر المبادرات والحلول السياسيّة التي يجري تداولها؟ أم أنّ ح ّل المسألة السوريّة قد بات مرتبطا ً وبشكل كامل بالصراعات المتالحقة في المنطقة؟. ك أنّ تلك السيطرة التي تح ّققت للتنظيم «الداعشيّ » في الش ّ ّ سورية ،وبغضّ النظر عن االتهامات المتبادلة بين ك ّل أطراف اللعبة السورية في نشوء ذلك التنظيم أو في تسهيل انتشاره على األرض ،قد أ ّدت إلى نتيجة شبه واضحة ،في إغالق باب الحلول السياسيّة في سورية ،وفي إعاقة محاوالت البحث عن صيغة جديدة للدولة السوريّة ،كذلك فإنّ الظهور المفاجئ لقوّ ة ذلك التنظيم ،إثر السقوط المحيّر للجيش العراقيّ في الموصل ،بعد فشل العمليّة السياسيّة العراقيّة في استقطاب المكوّ ن الس ّنيّ ،ربّما يشير إلى ما هو أبعد من ذلك ،في انتشار أوسع لقوى اإلسالم المتطرّ ف بصيغته القاعديّة ،كنتيجة إلشكاليّة إقليميّة ،ال ّ تمثل المسألة السوريّة سوى جزءاً منها ،فما يجري في اليمن ولبنان ليبيا ،وح ّتى في مصر وليبيا ،ال يمكن إرجاعه إلى االنفجار الذي أصاب المنطقة من خالل البعد السوريّ -كما ا ّدعى األسد يوما ً -بقدر ما ّ يمثل انفجاراً لصراع شيعيّ س ّنيّ ،كنتاج لفشل المشروع اإليرانيّ في إقامة منطقة نفوذ إقليميّة ،هذا المشروع الذي يشهد العديد من المحاوالت االيرانيّة المستميتة إلنعاشه ،وبك ّل الوسائل الممكنة، وباالعتماد على المفاوضات الجارية حول الملفّ النوويّ بشكل جوهريّ ،مع بروز المناورات اإليرانيّة في تأخير التوقيع على االتفاق شبه المنجز بشكل فاقع ،بعد أن فقدت إيران معظم الركائز العلنيّة والسريّة لمشروعها التوسّعيّ ،التي عملت على إنجازها ك ّل تلك السنوات التي أعقبت قيام دولة اإلسالم الشيعيّ ،حيث تعرّ ضت العمليّة السياسيّة العراقيّة التي رعتها عبر المالكيّ للفشل ،وحيث انفرط العقد اإلخوانيّ باالنقالب المصريّ على «مرسي» وحيث ت ّم إبعاد الرئيس اليمنيّ «صالح» الذي عاد كشريك للحوثيّين، وكذلك اختارت «حماس» الخروج عن السيطرة اإليرانيّة باتجاه المصالحة الفلسطينيّة. في هذه األجواء العصيبة ،يأتي الحديث عن الضربات الجوّ يّة اإليرانيّة والسوريّة لـ «داعش» كحديث بين الوهم والحقيقة ،فاإلدارة األمريكيّة التي تقود التحالف الدوليّ ض ّد التنظيم ،عبر توجيه الضربات المر ّكزة قبل البدء باستراتيجيّة جديدة ،والمتح ّفظة على مشاركة اإليرانيّين والسوريّين في تلك الضربات ،اكتفت باإلشارة في إلى حصول ضربات إيرانيّة في األيّام السابقة دون تأكيدها، مع النفي اإليرانيّ لتلك الضربات ،فيما لم تعلّق على الضربات السوريّة المن ّفذة على العاصمة المفترضة لتنظيم «داعش» التي جاءت من خالل مئات الضربات الجوّ يّة المستهدفة لمعظم المناطق السوريّة ،والتي لم تطل سوى المدنيّين من س ّكان مدينة الر ّقة في مراكزها التجاريّة والسكنيّة ،وكأ ّنما تبدو الحرب على «داعش» حربا ً تخوضها دول التحالف القائم ،فيما ينتظر اإليرانيّون والسوريّون وحليفهما الروسيّ نتائجها لتمرير المشروع اإليرانيّ ، محاولين القفز فوق الحقيقة المتزايدة في سطوعها ،كرفض شعبيّ عارم لذلك المشروع ،وكتحوّ ل في النظرة إلى النظام اإليرانيّ ، من نظام داعم لها في التص ّدي للعدوان اإلسرائيليّ ،إلى نظام معا ٍد لمجتمعات المنطقة ،عبر دعمه لألنظمة والميليشيات األكثر دمويّة واألكثر وحشي ًّة . إنّ ما جرى ويجري على األرض السورية من كوارث متالحقة، ذهب ضحيّتها ما ال يق ّل عن مائتي ألف ضحيّة ،وخلّفت ما يقارب الثالثمائة ألف إعاقة دائمة ،ناهيك عن تشريد ونزوح أكثر من سبعة ماليين س��وريّ ،يقبع قسم كبير منهم تحت تهديد الجوع والمرض ،ومع نضوب المساعدات اإلنسانيّة التي قُ ّدمت إليهم ،قد تدفع بمعظم أبناء الشعب السوريّ للبحث عن أيّ مخرج كان ،لكن ذلك المخرج ال يبدو مرئ ّيا ً في أيّ أفق قريب ،ما لم يح ّقق التحالف نتائج حاسمة في القضاء على «داع��ش» وما لم يبدأ فعل ّيا ً في إعداد البدائل السوريّة القادرة على اإلطاحة بكا ّفة المشاريع التي تستهدف الوجود السوريّ برمّته ،بدءاً من مشروع دولة اإلسالم «الداعشيّ » وصوالً إلى دولة األسد التي أضحت جزءاً أساس ّيا ً من مشروع العدوان اإليرانيّ ،بعد أفول تلك الموجة من التحليالت المتعلّقة باحتدام الصراع األهليّ وحلوله التقسيميّة المختلفة.
لؤي حاج بكري www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 20
/10كانون األول 2014/
طعمة أو ال أحد يذ ّكرني ما جرى في أروقة االئتالف الوطنيّ على م��دار أربعة أيّ��ام النتخاب رئيس الحكومة المؤ ّقتة بانتخابات األسد األب واالبن التي يُحضّر فيها سلفا ً نصّ المسرحيّة ومكان وزمان العرض ّ والممثلون وتكون النتيجة معروفه سلفا ً والمخرج %99من المصوّ تين قالوا نعم للقائد ،هكذا أرادها اإلخوان المسلمون هذه المرّ ة بك ّل وضوح “أحمد طعمة أو ال أحد” حضّروا السيناريو التالي: ـ قرار من قبل رئيس األمانة العامّة بتسمية ّ ممثلي األركان في االئتالف دون العودة للهيئة العامّة ،وت ّم تنسيق ذلك مع رئيس الحكومة المقال ومع أفراد من األركان ،قبل عشرين يوما ً من اجتماع الهيئة الم ّتفق عليه النتخاب رئيس الحكومة المؤ ّقتة. ـ يقرّ ر رئيس حكومة تسيير األعمال المُقال صرف مبلغ وقدره ثالثمائة وخمسون ألف دوالر أمريكيّ دعما ً لكتلة األركان. ّ مؤخراً في وسائل التواصل سُرّ ب هذا الخبر االجتماعيّ – ووثيقة الصرف موجودة – لكن من الطبيعيّ أن تح ّدد أهداف معلنة أخرى للصرف غير األهداف المستترة الحقيقيّة ،وللعلم ،هذه هي المرّ ة األولى التي يصرف فيه مبلغ بهذا القدر من رئيس الحكومة على الجيش الحرّ بشكل مباشر، وبالمناسبة ،ت ّم الصرف دون العودة إلى وزارة الدفاع وفي مرحلة “تسيير األعمال” حيث القرار بتجميد اإلنفاق االعتياديّ وحصره بحاجات ماسّة طارئة. 350ألف دوالر من موازنة الحكومة المرهقة أصالً برواتب وأجور ومكافأة ومهمّات وزرائها ّ وموظفيها التي قُدرت بمليون ومائتي ألف دوالر شهر ّياً ،مع مصاريف عامّة زادت في األشهر الثالث األخيرة عن 8مليون دوالر. ـ يدخل ّ ممثلو كتلة األركان اجتماع االئتالف بال إجراءات قانونيّة ،مع أنّ رئيس األمانة العامّة ال يم ّل من الحديث عن القانون والمأسسة .خمسة عشر ّ ممثالً للكتلة العسكريّة ،لم تصوّ ت الهيئة العامّة عليهم بعد ،وحضورهم في هذه الحالة يعتبر غير قانونيّ ،ولكن اإلصرار كان واضحا ً من قبل رئيس األمانة على حضورهم لحسابات دقيقة لألصوات كون كتلة األركان قرّ رت إعطاء أصواتها بالكامل للسيّد أحمد طعمة. تق ّدم لمنصب رئيس الحكومة أكثر من س ّتين مر ّ شحاً ،وبعد عملية غربلة وتصفية وصل العدد إلى ثالثة عشر مر ّ شحاً ،والغريب أ ّنه ال أحد من السوريّين يعلم ما هي المعايير التي ت ّم اعتمادها شح .فإعالن قبول المر ّ لقبول أو رفض المر ّ شح نصّ
سأخون ثورتي
على ما يلي“ :ك ّل سوريّ بلغ السنّ القانونيّ ومعارض لنظام األسد ويؤمن بأهداف الثورة السوريّة العظيمة له الحق في التر ّ ّ شح”. ك��ان بعض المتق ّدمين على ثقة بالفوز ،أو على األق ّل خسارة بفارق قليل من األص��وات ،والغالبيّة منهم كانوا على أمل الحصول على ح ّد أدنى من األصوات لحفظ ماء الوجه ،تق ّدموا ببرامج عمل واستمع الجمهور االئتالفيّ إليهم وناقشهم وقيّمهم، مع العلم أنّ بعض ّ ممثلي االئتالف أ ّميّون بالسياسة ويتعلّمونها في مؤسّسة االئتالف. امتدت العمليّة االنتخابيّة أربعة أيّام متواصلة، اقتنع المر ّ شحون بعدم ج��دوى استمرارهم في التر ّ شح (حسابات البيدر ال تنطبق على حسابات الحقل) فأعلنوا انسحابهم بالتتالي وخاصّة بعد أحاديث وتسريبات جلسات الحوار غير الرسميّة التي أ ّكدت بأنّ النتيجة محسومة سلفا ً بين اثنين من المر ّ شحين ،والباقي ليسوا أكثر من كومبارس في العرض المسرحيّ . يض ّم االئ��ت�لاف في صفوفه ع��دداً ج��يّ��داً من الشخصيّات الوطنيّة والمخضرمين سياس ّياً ،ولكنّ في نهاية األم��ر ،القرار في االئتالف ليس مُلكا ً ألفراد ،إ ّنما هو قرار الكتل وحساباتها التي تجري المفاوضات حولها خارج االجتماعات الرسميّة للهيئة العامّة. جرت المداوالت والمناقشات وا ُّتخذ القرار أخيراً على التصويت بين مر ّ ش َحين اثنين ،أحدهما يرغب بقيادة الحكومة المؤ ّقتة إلى شاطئ الفعل والعمل حسب برنامجه وتجربة عمله السابقة، واآلخ��ر رئيس الحكومة المقالة ذاته وال��ذي قيل عنه قبل تر ّ شحه األوّ ل لرئاسة الحكومة بأ ّنه الرجل الطيّب الشهم والمتم ّتع بسيرة ذاتيّة جميلة، ومواقف واضحة وجريئة لصالح الثورة .مع أنّ الواجب يقتضي عدم الخلط بين األخالق الحميدة والعمل الحرفيّ المهنيّ وشؤون اإلدارة ،فالتجربة العمليّة في رئاسة الحكومة دلّلت عليه بسوء اإلدارة والفساد والمحسوبيّة والهدر الكبير للمال العا ّم ،ممّا يستدعي منه االعتذار وترك الفرصة لآلخرين، وليس اإلصرار على البقاء في الكرسيّ ،فهو قد أخذ فرصته لثمانية أشهر والنتائج كانت واضحة ونوقشت بالعلن في اجتماعات االئتالف قبل أن تناقش على وسائل التواصل االجتماعيّ . سياس ّياً ،يبدو أنّ اإلخوان أرادوا بإعادة ترشيحه، أن يصفعوا ك ّل القوى السياسيّة على المسرح السوريّ التي يمكن أن تخرج عن فلكهم وإرادتهم
السوري وحيداً؟! لماذا تركتم ّ
ويل ّقنوها درساً ،غير آخذين بعين االعتبار المأخذ األخالقيّ على إعادة انتخاب أحمد طعمة والشلل الذي حدث على مستوى عمل الحكومة لم ّدة أكثر من ثالثة أشهر ،وكيف سيفهم السوريّون إقالته ومن ث ّم تكليفه من جديد ،وكيف سينعكس ذلك على مواقف الدول التي ستزيد من نظرتها الدونيّة اتجاه مؤسّسة االئتالف. لقد ج ّفف حكم األسدين منابع الثقافة الديمقراطيّة التي يمكن أن تبني سياسة عقالنيّة ،مدنيّة ،ديمقراطيّة، تستند إلى عنصر األخالق والمصالح معاً ،وبقيت السياسة فقط لعب وفزلكة وشطارة وكسب نقاط، واألخالق ليست إلاّ لعبة البلهاء والمساكين ويمكن لنا ممارستها خارج إطار مسرح السياسة ويكفي حضورها في عالقتنا مع األهل واألحبّة والجيران. السياسة في سورية األسد لم تكن الجدارة والكفاءة مطلوبة فيها ،وإ ّنما الوالء للقائد والنظام وعلى هذا النهج سار العمل في الحكومة المؤ ّقتة ،التي حشد رئيسها الموالين والمقرّ بين منه في مراكز القرار وكانت مكاتب الوزارات شبيهة بمكاتب مؤسّسات النظام مع فارق بالشكل وليس بالمضمون هو قرقعة الم ّتة في مكاتب النظام ورجم الشيطان الرجيم في مكاتب الحكومة المؤ ّقتة. لقد قادَ اإلخوان المسلمون حملتهم االنتخابيّة ومعهم شخصيّات محسوبة على كتل أخرى ،بمن فيهم ميشيل كيلو ،حملة انتخابيّة بدأت قبل سقوط حكومة أحمد طعمة واستمرّ ت إلعادة انتخابه تحت ذريعة عدم تو ّفر البديل وحماية للوحدة الوطنيّة التي تتعرّ ض لهجمة امبرياليّة صهيونيّة كما كان األسد ي ّدعيها ،وتستدعي الوقوف خلف شخص القائد الملهم تج ّنبا ً للفراغ .أليست هذه الثقافة هي ذاتها التي كانت منتشرة أيّام األسدين ،ح ّتى أ ّنه على أيّام األسد االبن كان األمن ينشر بين الناس المقولة التالية“ :الرئيس جيّد وطيّب لكن الذين يحيطون به سيّئون” هي نفسها الثقافة التي سوّ قها الداعمون لشخص أحمد طعمة “الرئيس طيّب ورائع بس يلّي حوله من مستشارين سيّئين” .لقد ب ّدلوا اسم األسد في الحملة ليصبح طعمة وصار الشعار “الطعمة أو ال أحد”.
د .رفعت عامر
هل الخمسة زائد واحد تساوي سّتة؟
عقب المفاوضات التي عُقدت في فيي ّنا الشهر الفائت حول الملفّ النوويّ اإليرانيّ بين الواليات الم ّتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة ،مع إيران من جهة ثانية ،أُعلن أنّ السداسيّة الدوليّة تأمل في التوصّل إلى ا ّتفاق سياسيّ مع إيران في غضون أربعة أشهر؛ أي أ ّنه ت ّم تمديد المفاوضات ح ّتى نهاية حزيران ،2015وهي النتيجة التي تو ّقعها كثر ،وكانت أطراف المفاوضات قد ا ّتفقت على إحراز تق ّدم في جولة فيي ّنا األخيرة ،لكنّ مل ّفا ٍ ت موازية للبرنامج النوويّ مباشرة ،أُثيرت من جديد على الهامش. فما هي المسائل التي وقفت حائالً أمام الوصول إلى ح ّل في فيي ّنا ،وإيجاد ا ّتفاقيّة بشأن الملفّ النوويّ اإليرانيّ ؟ من المعروف أنّ البرنامج النوويّ اإليرانيّ أُسّس في خمسينيّات القرن العشرين بمساعدة من الواليات الم ّتحدة كجزء من برنامج «الذرّ ة من أجل السالم» وساهمت فيه حكومات أوروبّا الغربيّة إلى أن قامت الثورة اإليرانيّة عام 1979فأوقف الخمينيّ البرنامج معتبراً أ ّنه ممنوع بموجب «األخالق والفقه اإلسالميّ » لك ّنه تراجع وسمح ببحوث صغيرة النطاق إبّان الحرب العراقيّة اإليرانيّة ،ث ّم توسّع البرنامج بشكل كبير بعد وفاة الخمينيّ ،1989 ّ محطة للطاقة وأنشئ مفاعل «بوشهر» ك��أوّ ل النوويّة في البالد ،بدعم من وكالة «روساتوم» الروسيّة الحكوميّة. أثارت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة عام 2003 في تقرير لها -ألوّ ل مرّ ة -أنّ إيران لم تعلن عن نشاطاتها في التخصيب والمعالجة ،التي يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم وإلنتاج وقود
newspaper@allsyrians.org
للمفاعالت في مستويات أعلى من التخصيب لصنع أسلحة ،ور ّدت إيران حينها ،بأنّ برنامجها النوويّ هو ألغراض سلميّة ،وقامت بتخصيب اليورانيوم ّ لمحطة الطاقة بنسبة أق ّل من ٪5بما ي ّتفق مع وقود النوويّة المدنيّة .وا ّدعت إيران أ ّنها اضطرّ ت إلى السرّ يّة بعد الضغوط األمريكيّة عليها.
ف��ي ع��ام 2009رف��ض��ت إي���ران التخلّي عن برنامجها للتخصيب ،معتبرة أنّ برنامجها «ضروريّ ألمن الطاقة لديها» ث ّم عادت ووافقت على التخلّي عن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل الحصول على وق��ود لمفاعل لألبحاث «الط ّبيّة» ولك ّنها تراجعت بعد ذلك عن الصفقة! وبُعيد مؤتمر فيي ّنا األخير ،أشارت إيران إلى ثالث عقبات تقف عائقا ً أمام التوصّل ال ّتفاق، وهي: -1تفاصيل تخصيب اليورانيوم. -2توقيت رفع العقوبات المفروضة عليها. -3توقيت اال ّتفاق النهائيّ . ويؤ ّكد اإليرانيّون أ ّنهم يريدون أن يت ّم ا ّتفاق يرفع العقوبات عن بالدهم من ك ّل األطراف ،األميركيّة واألور ّبيّة واألمميّة ،أل ّنهم ق ّدموا ك ّل ما من شأنه «تبديد قلق العالم» ولكنّ ضغط إسرائيل على الواليات الم ّتحدة ،ومخاوف بعض دول الخليج، حالت دون اال ّتفاق .وقد أوضح اإليرانيّون أ ّنهم رفضوا أن تتناول المفاوضات أيّة قضايا أخرى في المنطقة كالملفّ السوريّ أو العراقيّ أو تنظيم «داعش» أو لبنان أو الصراع اإلسرائيليّ . بينما ينفي األميركيّون ،أيّ دور إلسرائيل في إفشال المفاوضات ،ويؤ ّكدون أنّ إي��ران ترفض
3
وضع مح ِّددات لبرنامجها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما ال ي ّتفق مع إرادة المجتمع الدوليّ ،الذي خ ّفض عقوباته عليها بالمقابل.
ويرى محلّلون ،أنّ قرار تمديد المفاوضات – رغم جوانبه السلبيّة – أفضل من إيقافها أو طرح خيارات أخرى ،قد ال يريدها أحد ما! وتبقى -كما يقول المحلّلون -هنالك مخاطر استمرار إيران في برنامجها للتخصيب. وقد اعتبر الروس أ ّنه «تح ّقق تق ّدم ملموس» حسب الفروف وزير خارجيّتهم ،الذي اعتمد تصريح الوكالة الدوليّة للطاقة النوويّة بأنّ إيران «قلّصت مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب» .وأنّ هذه المفاوضات – برأي الفروف -نالت جهوداً كبيرة خالل هذا العام فحصلت من السداسيّة في جنيف على ّ خطةُ ،ن ِّفذت بد ّقة». من جهته ،ر ّد الكونغرس األميركيّ على التمديد، فدعا بعضُ أعضائه إلى تصويت على عقوبات جديدة ض�� ّد إي��ران ،وق��ال السناتور الجمهوريّ مارك كيرك «من المبدئيّ أن يفرض الكونغرس عقوبات ال تترك لماللي إيران خيارات سوى تفكيك برنامجهم النوويّ غير القانونيّ « وأ ّنه «من غير الوارد أن يمنح الكونغرس مزيداً من الوقت إليران المتالك القنبلة النوويّة». وهنا نالحظ ،أنّ وقوف البعض من السداسيّة إضافة لروسيا والصين – إلى جانب إيران فيمواقفها يجعل من ( )1+5ال يساوي ( )6وهذا ما يشير إلى الصفقات األخرى التي يت ّم ترتيبها ،ومنها الملفّ السوريّ ،الذي يصرّ اإليرانيّون على عدم إدخاله في المفاوضات علناً.
عبد اهلل منديل
ال يكاد يمرّ أسبوع في حلب وريفها دون أن يُزفّ شابّ من شباب الثورة ،عسكر ّيا ً كان أم مدن ّياً ،مع تحوّ ل (ال��زواج) إلى ظاهرة الفتة في المناطق المحرّ رة بعد التخلّص من أعباء الزواج التقليديّ . ليس هذا موضوعنا ،فقط نحن بحاجة هنا كشاهد إلى حفالت الزواج البسيطة ،والتي ال يمكن تمييزها بأيّ حال عن حفالت األع��راس الحلبيّة التقليديّة إلاّ في التكاليف والبذخ غير الممكنين اليوم ،فالطقوس هي هي ،واألغنيات واألهازيج نفسها ،والرقصات والعراضات لم تتغيّر ..إلخ. شاهد آخر متكرّ ر أيضاً ،فقبل فترة قصيرة ،وبعد تق ّدم قوّ ات النظام في جبهة «حندرات» شمال حلب ،انتشر على اليوتيوب مقطع فيديو لمقاتلين من الثوّ ار المرابطين في هذه الجبهة وهم ير ّددون أغنيات حلبيّة تقليديّة وأناشيد صوفيّة، إلى جانب بعض األناشيد الجهاديّة السلفيّة. مزج عفويّ غالباً ،وتح ّد مقصود أحيانا ً لسعيّ الحركة السلفيّة غير السوريّة إلى الهيمنة ،يلجأ إليه شباب الثورة في حلب وريفها كفعل مقاومة ورفض للذوبان والظهور بقالب واحد ،ومثل هذه المشاهد ليست نادرة ،بل من النادر أن تغيب عن المدينة أغنياتها األصيلة وحفالت طربها الجميلة التي يتشارك فيها المقاتلون من مختلف الفصائل، مع الناشطين المدنييّن بتع ّدد اتجاهاتهم (إذا ص ّح القول بوجود هذه االختالفات والتوجّ هات بينهم فعالً). نعم لقد تعرّ ض المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى ّ هزات عنيفة على مدار السنوات الثالث الماضية ،وأحدثت أعوام الثورة والحرب والعنف تغيّرات كبيرة في بنية هذا المجتمع وتركيبته وصوالً إلى ما هو أعمق، لكن لماذا جرى ك ّل ذلك؟ سؤال أعتقد أ ّنه تجب علينا اإلجابة ع ّنه كمالحظين ،قبل أن نف ّتش في األسباب والدوافع وندرس الظروف والعوامل كباحثين ،وهذا ما سأحاول القيام به كناشط قضى أشهر المعارك والتحوّ الت كلّها تقريبا ً في حلب ،وغادر أخيراً يجرّ أذيال الخيبة ،تاركا ً بعض األمل ،فيّ ،وكثيراً من الخوف على ما تب ّقى من زمالئه المتب ّقين هناك. قبل أيّ��ام افتتح مجموعة من الشباب (صالة جدل الثقافيّة) في أحد أحياء حلب المحرّ رة ،وفي الحقيقة هذا ليس النشاط المدنيّ الجميل األوّ ل في المدينة ،ولكن هل اهت ّم أحد بهذا الحدث كما يجب ،أو ش ّكل بالنسبة له عالمة ّ تستحق الوقوف؟! أنا هنا ال أتوجّ ه بهذا السؤال لإلعالم ،أنا أسأل هنا المؤسّسات واألح��زاب والجمعيّات السياسيّة والفكريّة ك تبكي الثورة والمجتمع والشباب (الوطنيّة) التي ال تنف ّ الذين ينجذبون إلى الخيارات غير الوطنيّة ،أو غير الصحيّة كما يقولون. في حلب المحرّ رة أو الخارجة عن سيطرة النظام ،أو الواقعة تحت سيطرة المعارضة -سمّها ما شئت -ال تسير األمور لصالح السوريّ الذي نعرفه قبل الحرب فعالً، وهذا يجري ضمن سياق عام تتعرّ ض فيه الهويّة السوريّة لصدمات مدمّرة ،لكن وفي الوقت نفسه ،هناك فعل مقاومة مباشر أحيانا ً أو غير مباشر في أحيان أخرى ،لك ّنه وعلى ّ مخطط ،وأيضا ً لم األغلب كان فعل مقاومة عفويّ وغير يكن االهتمام به كما يجب. لماذا جرى ذلك و َمن المسؤول عنه ولمصلحة َمن؟ ص ّدقوني ال أعرف الحقيقة رغم أنّ لديّ تحليالت، لكن بما أنّ الجميع يتباكى على الثورة ،وال يكفّ عن شتم سارقيها ،وطالما أ ّننا اقتنعنا فعالً بالمبرّ رات التي دفعتهم للمغادرة والعمل من الخارج ،وفي مق ّدمته المخاطر األمنيّة ،فلماذا إذاً لم يكن بإمكان ك ّل هذه القوى فعل شيء حقيقيّ من أجل الشبّان الذين صمدوا طيلة عامين ونصف، قبل أن يبدؤوا بالتسرّ ب إمّا لصالح الموت أو االستسالم ،أو لصالح االرتماء في حضن مريب؟ لديّ أمثلة عديدة مؤلمة عن هذا (الترك) للسوريّ الحرّ في هذه الثورة والتخلّي عنه من قِبل الجميع ،وهي أمثلة سنرجئ الحديث عنها اليوم لصالح السؤال األه ّم :لماذا ُترك هؤالء الشباب وحيدين دوماً؟ سؤال آن أن نوجّ هه إلى جميع القوى التي تقول :إ ّنها وطنيّة سوريّة ،بما فيها القوى اإلسالميّة التي ُتعلن جميعها الغيرة على الهويّة والمجتمع السوريّ ،وتقوم ك ّل مبرّ رات وجودها ،وتصاغ برامج عملها أصالً على هذه الشعارات، والتي ستقع في خطأ كارثيّ جديد هذه المرّ ة حين ستقرأ هذا السؤال على أ ّنه عتب مكرور أصبح يدعو للتذمّر.
عقيل حسني www.allsyrians.org
4
العدد 20
/10كانون األول 2014/
أحوال
السوري مبادرة «دي مستورا» استطالع رأي الشارع ّ اف ُتتح باب التفاوض بني دول أصدقاء سوريّة وبني وروسيا والنظام من طرف آخر ،حتت مسمّى جنيف ( )1الذي ُعقد يف 30حزيران ،2012والذي أصبح حمور مجيع املبادرات السياسيّة املتعلّقة بسوريّة وصوالً إىل جنيف ( )2وحاليّاً ُتطرح يف األفق مبادرات خمتلفة متهيداً لطرح سلّة حلول جديدة .وتشكّل مبادرة «جتميد القتال» يف سوريّة اليت طرحها املبعوث األمم ّي «ستيفان دي ميستورا» حم ّل جدل ونقاش واسع بني قوى اجملتمع الدول ّي ،وتباينت املواقف من املبادرة بني الرفض والتشكيك والتأييد والرتحيب. رغم أ ّن مبادرة «دي ميستورا» ما زالت غري واضحة املعامل .وتكاثرت التحليالت من السوريّني حبيث ارتبطت بهذه املبادرة نقاط وحتليالت .ولقرب قدوم املبعوث الدول ّي إىل غازي عينتاب للقاء ممثّلني عن املعارضة« ،كلّنا سوريّون» ورغبة منها باستطالع رأي السوريّني مبا يُطرح من أفكار ومبادرات ،تو ّجهت باألسئلة التالية إىل جمموعة من من ّظمات اجملتمع املدن ّي السورية وبعض الشخصيّات الوطنيّة: /1يف ظ ّل األوضاع احلاليّة من جتاذبات سياسيّة بني الفرقاء اإلقليميّني واحملليّني ،هل ستجد هذه املبادرة فرصة أو آليّة للتحقّق؟ /2هل تنتج املشاورات واألطروحات اليت اقرتحتها املعارضة السوريّة (املناطق العازلة) يف مضمون اخل ّطة بعد أن استبق «دي ميستورا» األمر بالرتويج خلطر «داعش» على حلب؟ ّ إن فشلت مهمّة «دي /3ما هو البديل الذي قد يُقرتح من قبلكم؟ هل خيار التو ّجه إىل اجلمعيّة العموميّة لألمم املتحدة باسم السلم واألمن الدوليّني قد يفيد ْ ميستورا»؟ /4يف حال وافقت األطراف املتصارعة على مبادرة املبعوث الدول ّي ،باعتقادك هل يوجد طرف ينقض اهلدنة فيما بعد؟ مَن هي برأيك؟ فيما يلي اإلجابات كما وردتنا ممّن أجاب على األسئلة: من ّظمة اليوم التالي ،األستاذ وائل السوّاح: ج 1من الصعب الجزم بذلك ،إذا ُترك األمر لنظام ب ّ شار األسد فإنّ حظوظ تح ّقق مبادرة «دي ميستورا» تكاد تساوي العدم ،ولكن إذا كان وراء «دي ميستورا» دعم دوليّ واتفاق «أمريكيّ – روسيّ » فقد يكون له ّ حظ ،ال يريد األسد أيّ ح ّل سياسيّ ،هذا بديهيّ ،الح ّل السياسيّ بداية نهاية حكمه المرير ،الح ّل العسكريّ واألمنيّ يالئمه أكثر ،فخبرته فيه أكبر من خبرتنا ومقدرته أكبر ،لذلك ال ب ّد من اتفاق دوليّ يفرض هذه المبادرة عليه كخطوة سياسيّة أولى. ّ خطة «دي ميستورا» ال تتضمّن ج 2واضح أنّ ّ مناطق عازلة وال ممرّ ات آمنة وال منطقة حظر جوّ يّ ، وواضحة أيضا ً أنّ الحكومات الغربيّة ال توافق على مثل هذه المناطق. ج 3نحن نعتقد أنّ من واجب السوريّين اللجوء إلى المؤسّسات الدوليّة دائماً ،ولكنّ األمل ضئيل ج ّداً في ظ ّل الموقف الروسيّ الرافض أليّة تسوية ،والموقف الغربيّ المتخاذل في دعم قضيّة السوريّين ،ما يتوجّ ب على السوريّين فعله هو مواصلة النضال السياسيّ والمدنيّ ض ّد الدكتاتوريّة الفاشيّة لألسد ،والدكتاتوريّة الفاشيّة للمجموعات اإلسالميّة الراديكاليّة ،ومن واجب ّ المنظمات المدنيّة مواصلة العمل لتوثيق االنتهاكات من أيّ طرف جاءت الستخدامها عندما يحين الوقت المناسب لمالحقة مجرمي ال��ح��رب ،م��ن واج��ب السياسيّين العمل على وحدة المعارضة السوريّة التي من شأنه أن يش ّكل عامل ضغط على القوى الدوليّة واإلقليميّة لفرض ح ّل سياسيّ للبدء بمرحلة انتقاليّة من دون وجود األسد بالطبع. ج 4النظام هو الطرف األقرب لنقض الهدنة ،فهو، إنْ وافق ،ستكون موافقته رغما ً عنه ،وبالتالي يمكن له أن ينكص عن تعهّده في أيّ وقت للعودة إلى الح ّل األمنيّ وحمّام الدم الذي يلغ فيه منذ أربع سنوات. التحالف املدن ّي السور ّي (متاس) ،األستاذ عالء الدين زيّات: ج 1علينا التأكيد أنّ ما ق ّدمه المبعوث األمميّ ، ّ بخطة ،وما رشح أ ّنه سيق ّدم هو سلّة أفكار لم ُتصغ تفصيالت إضافيّة موسّعة خالل أيّام ُتلقي أضواء أكثر تفصيالً على مشروعه ،وح ّتى ذلك الحين فإنّ التكتيك العا ّم الم ّتبع هو إحداث تحريك سياسيّ على مستوى الفرقاء ،وجسّ نبض عا ّم تمهيديّ ،ربّما يمكن تقديم تصوّ ر أوضح بعد تبيان تفاصيل أكبر من قِبل المبعوث ّ خطة المناطق األمميّ ،ولكن يمكن اإلش��ارة أنّ المجمّدة هي اعتراف حول خصوصيّة الصراع بحسب المناطق الجغرافيّة ،وأيضا ً خصوصيّة التعاطي مع الفرقاء الذين ي ّتخذون طابعا ً محلّ ّياً ،هذا واضح على مستوى المعارضة ،وبعض مالمحه أيضا ً تتزايد على مستوى النظام. ج 2االختراق الذي يسعى المبعوث األمميّ لبلّورته بصيغة للحوار السياسيّ ،هو تخفيف طرحة العنف باتفاقات جزئيّة مع متصارعين محلّيّين ،مع ضمانات كافية لتكون نماذج قابلة للتوسيع والتكرار ،وعدم تكرار تجربة حمص المخيّبة لآلمال ،إنّ تخفيف العبء االقتصاديّ والخدميّ والحياتيّ على مجموعة س ّكانيّة ضخمة كمدينة حلب مه ّم ومطلوب ويستجيب لرغبات الس ّكان على طرفيّ المدينة ،ولكن سيكون مه ّما ً أيضا ً ألاّ تكون االنفراجات في سبيل تحقيق تطوّ رات أمنيّة على جبهات أخرى ،يجب وضع آليّات مراقبة متميّزة لتعزيز حركة القوّ ات العسكريّة والمقاتلين ،إنّ ذلك يعني حلاّ ً أوسع من تجميد البؤر ،حلاّ ً يضمن مراقبة حركة القوّ ات ،وأتصوّ ر أنّ خطر «داع��ش» حول حلب ليس متخ ّيالً ،بل هو حقيقيّ ،وربّما تشهد الساحة تع ّدد محاور صراع مع تم ّدد النصرة في إدلب.
newspaper@allsyrians.org
ج 3جنيف بنسختيها ق��رار دول��يّ دون مشاركة للسوريّين ،لذلك فهو محكوم بتوازنات القوى المصفوفة على جانبي ال��ص��راع ،ج��رّ ب اإلبراهيميّ أولويّة االختراق من أعلى عبر التقريب بين جبهات الدعم وفشل بك ّل وضوح ،يجرّ ب «دي ميستورا» محورين، من أسفل مع المتصارعين المباشرين ،ويترافق ذلك مع تبويب الح ّل من أعلى وفق تطوّ رات التهدئة وبخاصّة بحالة ضمانات كافية لالختراق ،في حال الفشل ،فستكون العواقب كارثيّة ج ّداً ،السيّما والصراع يتم ّدد على الدولتين المجاورتين شرقا ً وغرباً. ج 4مجموعة كبيرة مر ّ شحة لذلك ،ك ّل الماكنة العسكريّة التي تحصّل وُ فورات اقتصاديّة عبر ماكنة ال��ص��راع ،مر ّ شحة لذلك (على أط��راف الصراع المتع ّددة) ،مص ّدرو السالح والمقاتلون ،مروّ جو العنف الطائفيّ ،مموّ لو التجارة والتهريب والمخ ّدرات ،كتائب المافيا المختلفة من حواجز ونقل وتهريب وأتاوات، ّ معززي الصراع ،ستجد في هناك شبكة واسعة من تخفيف العنف كارثة اقتصاديّة لها وستلجأ لعرقلة ذلك بك ّل السُبل ،إنْ لم تكن ُتعرقل منذ اآلن ،نموذج حمص كان واضحاً ،المتضرّ رون من االتفاق خرّ بوه ،ومع الضعف التدريجيّ للمركزيّة التي تم ّتع بها النظام إلى اليوم ،وبروز رؤوس كبُرت وبدأت تضع شروطا ً سيكون تصوّ ر قرار ميليشويّ لدى الجهاز العسكريّ واألمنيّ أكثر بروزاً ،وبالتالي التعامل مع مناطق النفوذ كخصوصيّات ،وهذا يفتح أبوابا ً للصراع ،سيكون من الصعب إغالقها بزمن قصير. مركز اجملتمع املدن ّي والدميوقراطيّة يف سورية ،األستاذ «ريناس سينو»: ج 1في ظ ّل العجز عن إيجاد حلول ومخارج للح ّل في سوريّة نعتقد أ ّنها قد تكون فرصة إذا ما ت ّم مشاركة المجتمع بالمبادرة ،وت ّم أخذ آراء الناس بعين االعتبار. ّ خطة «دي ميستورا» من الممكن ج 2ال نعتقد أنّ ّ أن ت��ؤ ّدي إلى مناطق عازلة ألنّ الخطة باألساس تهدف إلى خلق نموذج ناجح إلعادة الثقة للمفاوضات، ّ والخطة ال تهدف إلى االقتراب من جذر المشكلة والتي هي الدخول في مرحلة انتقاليّة تؤ ّدي إلى تشكيل حكومة توافقيّة بما معناه :رحيل النظام الحاكم. ج 3نحن نعتقد أنّ أيّ ح ّل في سوريّة يجب أن يحظى بموافقة أمميّة ،وال يوجد أفضل من الجمعيّة العموميّة، شرط أن يكون لك ّل قرار يت ّم اتخاده ما يرافقه من آليّات تطبيقيّة. ج 4بالتأكيد يوجد كثير من أصحاب المصالح الذين قد ال تتوافق ّ خطة «دي ميستورا» مع تطلّعاتهم ومصالحهم. جمموعة البحث واإلدارة ،األستاذ ب ّسام قوّتلي: ج1سيجد معظم الفرقاء المحليّين في المبادرة فرصة في التقاط األنفاس ،التساؤل الوحيد سيكون موقف تركيا ،إذ أنّ التهدئة ستسحب من تركيا ورقة الضغط لتشكيل منطقة عازلة تض ّم حلب. ّ الخطة تحاول االلتفاف على فكرة ج 2أظنّ أنّ المناطق العازلة. ج 3ال أعتقد أنّ مبادرة «دي ميستورا» تش ّكل خياراً مقبوالً ،فأيّ تجميد في حلب سيعني تفرّ غ النظام للجبهة الجنوبيّة والقضاء على الجيش الحرّ هنالك .المبادرة الوحيدة المقبولة هي تجميد القتال في كامل سوريّة. ج 4ليس أليّ من الطرفين سيطرة كاملة على القوّ ات المحسوبة عليه ممّا يفتح الباب أمام خروقات بشكل دائم. األستاذ بسام بربندي ،مستشار للمجلس السور ّي األمريك ّي:
ّ الخطة لتن ّفذ بسبب تعب المجتمع ج 1وجدت هذه الدوليّ من األزمة السوريّة والسيّما موضوع الالجئين، وكما أنّ ظهور «داعش» اإلعالميّ غيّر أولويّات المجتمع الدوليّ تجاه األزمة السوريّة. ج 2المشاورات التي تت ّم اآلن ليست مع األطراف السوريّين بقدر ما هي مع الالعبين اإلقليميّين في األزمة السوريّة .قامت المعارضة السوريّة السياسيّة بك ّل األخطاء الممكنة التي أفقدتها الحاضنة الشعبيّة أو الثقة بأ ّنها قادرة على اإلنجاز (عدم القدرة على ّ مؤخراً دليل) كما أنّ هناك عدم ثقة تشكيل الحكومة بالمجموعات العسكريّة وخصوصا ً بعد انهيار جمال معروف وقوّ اته «المعتدلة» السريع وانضمام جزء منها إلى «النصرة» .قد تكون هذه المبادرة فرصة إلنقاذ الثورة السوريّة وإعادة طابعها السلميّ اإلنسانيّ المطالب بالحرّ يّة والكرامة ونظام دستوريّ وقانونيّ جديد. ّ ج 3المه ّم أن يكون القرار بشأن هذه الخطة سوريّ وطريقة التعاطي وطرح البدائل والمناقشات مع فريق األمم الم ّتحدة هدفه حماية الثورة وليس فريق سياسيّ أو أجندة خارجيّة. ج 4النظام ليس له مصلحة بوجود قوّ ة فاعلة وطنيّة اجتماعيّة قوّ يّة في بقعة من سورية ،وهو سيحارب هذا اال ّتفاق إذا كانت إحدى نتائجه وجود مثل هذه القوّ ة. النظام مسخ وهو يعمل على إنتاج قوّ ة مثله. األستاذ مصطفى اجلرف: ج 1أعتقد أنّ مبادرة «دي ميستورا» على الرغم من االنتقادات الشديدة التي توجّ ه إليها وخصوصا ً من قِبل المعارضة والفصائل المقاتلة ومعظم الناشطين، ُتؤخذ بجديّة شديدة ،ألنّ الوضع الكارثيّ في مدينة حلب تحديداً ،والتراجع العسكريّ فيها وعدم تحقيق أيّة انجازات عسكريّة منذ فترة طويلة ،ك ّل هذا يجعل المعنيّين مقتنعين في قرارة أنفسهم بالحاجة الماسّة إلى فرصة اللتقاط األنفاس كالتي تو ّفرها مبادرة «دي ميستورا». أمّا فرصة تطبيقها بالفعل فأنا أرى أ ّنها قائمة ،بل أرى أنّ الوضع الحاليّ في حلب على مدى األيّام القليلة ّ الخطة من حيث تجميد الماضية هو تطبيق فعليّ لهذه القتال ،يبقى فتح الممرّ ات وإدخال المساعدات والعمل على إعادة المؤسّسات الخدميّة! ج 2ال أعتقد أنّ هناك ّ خطة جديّة دوليّة ،ال اآلن، وال في المستقبل إلقامة مناطق عازلة أو آمنة ،ربّما على الشريط الحدوديّ التركيّ وبعد موافقة موسكو وإيران ،وهذا لن يغيّر أيّ شيء في المعادلة الراهنة. ج 3باتت طريقة المجتمع الدوليّ في التعامل مع الكارثة السوريّة واضحة وثابتة ،لن ينتج أيّ شيء من التوجّ ه للجمعيّة العامّة لألمم الم ّتحدة (وقد سبق أن جُرّ بت فعالً منذ سنة أو أكثر) ،يبدو أنّ هناك تحرّ كات سياسيّة ودبلوماسيّة محمومة بين الدول المعنيّة لرسم خطوط لما يشبه الحلّ .وأعتقد أ ّنه علينا أن ننتظر ونرى وال نستبق األمور ،ريثما ي ّتضح فحوى هذه التحرّ كات. ج 4نعم بالتأكيد ،هناك أطراف عديدة يمكنها أن تنقض تجميد القتال (وليس الهدنة بحسب تأكيد «دي ميستورا» نفسه) وأوّ لها النظام نفسه إذا أحسّ أنّ خطوط الح ّل التي ُترسم حال ّيا ً يمكن أن تكون لغير صالحه ،أو أنّ التنازالت المطلوبة كبيرة وفوق احتماله ،كما أ ّنها س ُتنقض بالتأكيد من قبل بعض الفصائل المتطرّ فة مثل جبهة النصرة ،التي أعتقد أ ّنها لن توافق أبداً على هذه ّ الخطة من حيث المبدأ ،وأخيراً يمكن أن ُتنقض من قبل الفصائل المرتبطة بالثورة إذا أحسّت بدورها أنّ الح ّل المرسوم لن يق ّدم أيّ تغيير حقيقي للنظام.
األستاذ ب ّسام األمحد: ج 1كل ج 2المنطقة العازلة من الممّكن أن تكون جزءاً من الح ّل وليس الكلّ ،ال أعتقد أنّ المعارضة قادرة على ضمان ك ّل االتفاقيّات. ج 3من الممكن ذلك ،أو قرار دوليّ تحت الفصل السابع وإرسال مبعوثين ومراقبين لوقف إطالق النار. ج 4أظنّ النظام سيحاول ذلك جاهداً ،إضافة إلى التنظيمات الجهاديّة مثل النصرة. حكمت فيصل ،من ّسق لع ّدة من ّظمات مدنيّة – يف الداخل ج 1األوضاع الحاليّة في سوريّة مع ّقدة لدرجة ال يمكن لح ّل سياسيّ أن يكون واضحا ً أو متكامالً يمكن أن يظهر في المدى المنظور ،فالوضع يبدو واضحا ً من ع ّدة جوانب غير قابل للحلّ ،أو على األقلّ ،جمع فرقاء سياسيّين على الساحة السوريّة في ظ ّل تنامي قوى عسكريّة ،ت ّم تصنيف بعضها على لوائح اإلرهاب وأخرى أصبحت تنظيمات عسكريّة شبه خارجة على القانون ،وبالمحصّلة ال ح ّل سياسيّ يمكن تطبيقه على األرض دون موافقة األطراف العسكريّة بشكل شبه كامل على األقلّ ،وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه حول ق��درة ال��دول والجهات الخارجيّة التي تدعم التشكيالت العسكريّة في التأثير عليها للقبول بالمبادرة السياسيّة ،فشذوذ تشكيالت عسكريّة عن المبادرة ّ مؤثرة السياسيّة يعني الدخول في ثغرات قد تكون بشكل كبير على سير العمليّة السياسيّة ،هذا كلّه إضافة لوجود ع ّدة جهات سياسيّة تبحث ع ّدة مبادرات ،وهي جهات فاعلة سياس ّيا ً كبرهان غليون وتياره السياسيّ ، أو ميشيل كيلو واالئتالف ،وع ّدة تشكيالت أخرى لها منظور سياسيّ يختلف عن التشكيالت األخرى ،ممّا يجعل المبادرة على األق ّل في المعارضة السوريّة غير كاملة المعالم ،وغير قادرة على إرضاء جميع األطراف في ظ ّل مناورات سياسيّة يقوم بها النظام. ج 2المعارضة السوريّة لم تبن ر ّداً واضحا ً وصريحا ً على المبادرة التي ق ّدمها «دي ميستورا» فالغالبيّة العامّة من المعارضة في الداخل وجدتها كنوع من إعطاء فرصة للنظام (ألخذ نفس) وخصوصا ً في المنطقة الشماليّة التي يسعى الستعادة أجزاء فيها من محافظة حلب وإدلب ،مهما كلّف ذلك ،وفي الوقت ذاته نجد المعارضة السياسيّة في الخارج تجد من المبادرة حلاّ ً جزئ ّيا ً قد ينتج عنه تهدئة األوضاع في سوريّة، بينما يجد طرف آخر من المعارضة ذلك فرصة إلبراز عدم جديّة النظام واالنتقال لتحقيق مطلب قديم في إقامة منطقة عازلة تمت ّد ح ّتى 40كم في عمق المنطقة الشماليّة مع سوريّة. ج 3التوجّ ه للجمعيّة العامّة لألمم الم ّتحدة غير فعّال في الوقت الحاليّ ،فت ّم التوجّ ه قبل ذلك لمجلس األمن الذي بدا عاجزاً عن تحقيق أيّ شيء تجاه األزمة السوريّة ،والشعب السوريّ «الكلّ» في الداخل فقدَ ّ المنظمات التي تتح ّكم بها الدول العظمى، األمل من والتي تتناحر بما يخصّ وجود النظام ولم تجد رأ ّيا ً سياسيّا قادراً على إبعاد شبح الحرب عن السوريّين بعد مرور أربع سنوات ،وك ّل الحلول السياسيّة غير فاعلة في ظ ّل تش ّتت عسكريّ واضح للمعارضة السوريّة، الح ّل يبدأ من توحيد الفصائل العسكريّة وإيجاد مخرج وح ّل للمجموعات المسلّحة المتش ّددة في سوريّة ،والتي تبدو العائق الوحيد بالنسبة للح ّل السياسيّ في الوقت الحاليّ . ج 4بالتأكيد فالتشكيالت العسكريّة المتش ّددة ستكون أولى الفصائل التي لن توافق على التنفيذ مهما كلّف األمر ،فالهدنة تعني القضاء على حلم هذه التشكيالت كتنظيم «داعش» ،الذي يسعى لتطبيق مبادئه والتي ّ تتلخص بإقامة الخالفة في أرض الشام.
إعداد :باسل العبداهلل www.allsyrians.org
ملف العدد
العدد 20
/10كانون األول 2014/
5
حــوار مــع الدكتور راتـب شـــعبو
(الجزء الخامس واألخير من الحوار الذي أجراه المعارض الصحفيّ غسّان المفلح مع المعارض الكاتب والمترجم والطبيب راتب شعبو) السؤال الخامس :كيف تقرأ دور إيران وأدواتها من ّ يتدخل لحماية جهة؟ ولماذا برأيك المجتمع الدوليّ لم المدنيّين من جهة أخرى؟ لماذا ترك المجتمع الدوليّ إيران تشارك مع األسد في قتل السوريّين دون ّ تدخل؟
الجواب الخامس :إيران تريد أن تنتزع دوراً إقليم ّيا ً رئيس ّيا ً وهذا هو الموجه العام لسياستها ،بدءاً بالملف ّ وغزة وسوريّة ،الغالف النوويّ وصوالً إلى لبنان الشيعيّ ال يعدو كونه غالفا ً لسياسة دولة ذات وزن مهم في المنطقة. أنا مقتنع بصحّ ة الرأي المتكرّ ر بأنّ المجتمع الدوليّ (أمريكا أساساً) لم يتدخل بشكل حاسم في سوريّة لكي يستنزف روسيا وإي��ران وأدواتها من جهة ،ولكي يدمّر المجتمع السوريّ من جهة أخرى ،أمريكا عملت ما يُبقي الصراع مشتعالً ومضبوطا ً ضمن الحدود السوريّة ،وهذا يفسّر لماذا تركت أمريكا إيران وحزب هللا وروسيا يتدخلون ،ولكن دون أن ينتصروا ،ودعمت المعارضة بحيث تبقى أيضاً ،ولكن دون أن تنتصر. السؤال السادس :بغضّ النظر عن ممارسات المعارضة كلّها ،أين كان خطاب المعارضة طائف ّياً؟ أو إسالم ّيا ً ح ّتى بعد مرور أكثر من سنة ونيّف على الثورة؟ ال أتح ّدث عن أف��راد أتح ّدث عن تيّارات وتجمّعات المعارضة هيئة تنسيق مجلس وطنيّ وائتالف؟ الجواب السادس :الصبغة اإلسالميّة كانت حاضرة منذ البداية وكانت تزداد وضوحا ً خالل الفترة التي تشير إليها في السؤال ،صفحة الثورة السوريّة ض ّد بشار األسد كانت ذات رائحة إسالميّة واضحة وكانت الصفحة األكثر شعبيّة ،والصفحة التي تح ّدد أسماء الجُمع التي تحمل إيحاءات طائفيّة مثل جمعة الشيخ صالح العلي (أش��راف العلويّين) في 17حزيران ،2011وجمعة (أحفاد خالد) في 22تمّوز ،2011 وجمعة (هللا أكبر) في 4تشرين الثاني ،2011ث ّم جمعة (إن تنصروا هللا ينصركم) في 6كانون الثاني .2012 التيارات والتجمّعات المعارضة كان يتح ّدث باسمها أفراد ،وقد كانوا في الغالب ضعيفين في أدائهم إلى ح ّد مخجل أحياناً ،هدروا مصداقيتهم بسرعة فائقة ح ّتى استووا مع النظام على مستوى واحد من الكذب، فساعدوا النظام بذلك على تمرير سياسة تشويه الحراك وزرع الشكوك في ك ّل شيء. السؤال السابع :كيف ترى دخول القاعدة إلى سوريّة وداع��ش ،خاصّة وأ ّنه اآلن صدر قرار من ّ بالتدخل ض ّد داعش وجبهة مجلس األمن 2170ينذر النصرة؟ لماذا دخلت بقوّ ة وتم ّددت عسكر ّيا ً بسرعة البرق؟ ولماذا لم تهاجم داعش ح ّتى اللحظة قوّ ات األسد؟ الجواب السابع :بعد أق ّل من سنة على انطالق الثورة تو ّفر للتنظيمات القاعديّة شروط موضوعيّة مثاليّة في سوريّة ،الشرط األوّ ل :هو تطابق خطوط االنقسام الطائفيّ مع خطوط االنقسام السياسيّ ،حيث ظهر على السطح أنّ إيران (الشيعيّة) تناصر النظام (العلويّ ) فيما تقف األنظمة اإلقليميّة (الس ّنيّة) (قطر، السعوديّة ،تركيا) مع الثورة التي كان متنها األساسيّ (سنيّ ) ،الشرط الثاني :هو الموقف الدوليّ المتساهل ورّ بما الداعم لهذا التدخل ،الشرط الثالث :هو ش ّدة القمع واإلجرام الذي مارسه النظام وجعل جمهور الثورة في حالة قنوط تجعله يقبل بالشيطان ض ّد هذا النظام ،في هذه الشروط دخلت القاعدة واضطرب موقف المجلس الوطنيّ ،ث ّم االئتالف في تقييم دخولها وتحديد الموقف منه. القوّ ة العسكريّة لهذه التنظيمات وسرعة انتشارها توحي بتواطؤ دول وأجهزة استخبارات قويّة .ال يمكن ألحد أن يستوعب هذا التحوّ ل المتسارع ما لم يضع في الحسبان وجود دعم خفيّ تقدمه دول كبرى .والهدف من هذا الدعم هو بشكل عام تسخين المنطقة بحيث تصبح أكثر قابليّة إلعادة الصياغة وفق مصالح هذه ال��دول الكبرى ،تماما ً كما يُحمّى الحديد كي يسهل طرقه. أمّا لماذا لم تهاجم داعش قوات األسد ولم تهاجم هذه داعش ،فهذا برأيي جزء من تفاهمات ضمنيّة أو فعليّة يح ّقق فيها ك ّل طرف مصلحته ،مصلحة التنظيمات القاعديّة في مثل هذا االتفاق هي أن تتمدد وتكتسب المزيد من الجغرافيا ،ومصلحة النظام هي أن تسود الراية السوداء على الحراك السوريّ فيشوّ ه الحراك ّ الحق بالباطل ويُبعد الجمهور السوريّ _ بما ويخلط في ذلك الجمهور الس ّني _ عن الحراك ويحرج الجهات
newspaper@allsyrians.org
الداعمة له ،كما يريد النظام من ذلك أن يبدو في موقع المهدد باإلرهاب فيصبح شريكا ً في مكافحة اإلرهاب (كما قال الجعفري في سياق تب ّني القرار ،)2170 وليس في موقع النظام الديكتاتوريّ الذي يقمع ثورة تحرّ ر.
السؤال الثامن :أعود للتيار الذي يُسمّي نفسه بالعلمانيّ ،بالعموم كان نموذجا ً كارها ً ليس للدين بل لإلسالم الس ّنيّ تحديداً ،الحظ معظم الكتابات تتناول الس ّنة ،تمنيت فعالً أن يكون قدوة ويتح ّدث عن طائفته ودينه وموقفه ال أريد من النظام ،بل على األق ّل أن يأخذ موقفا ً حقيق ّيا ً من الظلم والقتل الذي وقع على هذه األكثريّة الموضوعيّة ،التي ال يوجد لها ال قيادة دينيّة وال قيادة سياسيّة موحّ دة ،أل ّنها ليست طائفة بالمعنى التقليديّ للكلمة ،وأل ّنه ال يوجد لدى الس ّنة كهنوت دينيّ كما في المسيحيّة والشيعة والدروز ،حيث أكبر شيخ أو عالم دين «س ّنيّ » تجد من يشتمه أكثر ممّن يحترمه من الس ّنة ،وأكثر رمز سياسيّ «س ّنيّ » بين قوسين يتعرّ ض للنقد والتشهير من «الس ّنة» في سوريّة طبعا ً أكثر ،ممّا يتعرّ ض له من مكوّ نات أخرى .لماذا اإلصرار على التعامل مع هذه األكثريّة الموضوعيّة عدداً على أ ّنها طائفة وهي َمن قادت تخويف األقلّيّات، رغم أنّ الس ّنة ح ّتى اللحظة انقسموا عمود ّيا ً منهم كتلة مهمّة مع األسد؟ بينما العكس غير صحيح ،ال أفهم في الواقع برأيك هل يمكن فصل هذه العلمانيّة عن موقفها من المسألة الطائفيّة؟ الجواب الثامن :هناك أمر يحتاج إلى توضيح في هذا الخصوص ،اإلسالم الس ّنيّ هو المذهب الوحيد في سوريّة الذي تنبثق منه حركات سياسيّة تسعى أن تستم ّد شرعيتها وأحقيّتها من مذهبيّتها ،ك ّل َمن هو خارج اإلسالم الس ّنيّ في نظرها هو آخر (كافر أو ذمي)، ليس فقط مذهب ّيا ً ودينيا ًّ بل وسياس ّيا ً أيضاً ،وقد كان اإلسالم الس ّنيّ مصدر حركات سياسيّة (عنيفة غالباً) وعابرة لألوطان ،حركات تختفي الحدود السياسيّة من مجالها البصريّ لتح ّل محلها حدود اجتماعيّة مذهبيّة تقسم الناس على أسس دينيّة ،هذه ظاهرة تفجّ ر فكرة الدولة الحديثة وال تحمل في طياتها أيّ مشروع إنسانيّ ، لذلك ش ّكلت هذه الحركات في تاريخنا المعاصر عبئا ً أخالق ّيا ً على أهل الس ّنة وولّدت «إحباطا ً سن ّياً» ،من المحبط للجمهور الس ّنيّ العريض أن ي ّدعي تمثيله على الساحة السياسيّة أمثال «بن الدن ،والزرقاويّ ،وشاكر العبسيّ ،وأحمد األسير» ،وأمراء الجماعات القاعديّة الجُدد بأسمائهم الغريبة عن العصر وأفكارهم المتخلّفة وأفعالهم الوحشيّة ،وهم يتحدثون على أ ّنهم ممثلو اإلسالم الس ّنيّ . ال شيء من هذا لدى المذاهب أو األديان األخرى، ربّما بسبب أقليّتها العدديّة ،وربّما بسبب باطنيتها المذهبيّة ،لكن ليس هذا هو المهم ،المهم هو أنّ هذه المذاهب أو األديان ال تقتحم السياسة «بهدي» من مذاهبها أو أديانها (ح ّتى اآلن على األقل) ،وال تنظر إلى المذاهب األخرى على أ ّنها (آخر) سياس ّياً ،من هنا يمكننا فهم أنّ «معظم كتابات العلمانيّين تتناول الس ّنة» ،هذا ليس كرها ً باإلسالم الس ّنيّ ،يمكن أن يكون هناك «علمانيّون» يكرهون اإلسالم الس ّنيّ ،ويمكن أن يكون هؤالء العلمانيّون من المذهب الس ّنيّ عينه في سجلاّ ت النفوس ،لكن هذا ال ينبغي أن ينصرف إلى القول إنّ العلمانيّة معادية أو كارهة لإلسالم الس ّنيّ . أتكلم عن العلمانيّة كما أفهمها ،ليس بمعنى العداء للدين كما فهمت في االتحاد السوفياتيّ سابقاً ،بل بمعنى إعالء الرابطة الوطنيّة سياس ّيا ً فوق الروابط المذهبيّة والدينيّة ،وهذا هو بالضبط ما فعله الرسول محمّد وكان في أساس ثورته ،حين رفع االنتماء إلى اإلسالم فوق االنتماءات القبليّة العديدة دون أن يعادي هذه االنتماءات أو يدخل في صدام معها. ولكن هناك «علمانيّون» يستخدمون فكرة العلمانيّة كما يستخدمون التدين ويستخدمون النزعة القوميّة والوطنيّة وفكرة المقاومة فقط للدفاع عن استمراريّة النظام السوريّ ،الدفاع عن مصدر نهبهم وامتيازاتهم هو المحرّ ك األساسيّ ألفكارهم ،هؤالء جاهزون ألن يكونوا شديدي العلمانيّة وشديدي الطائفيّة في الوقت نفسه ،هؤالء ليسوا كارهين للس ّنة فقط ،إ ّنهم كارهون لك ّل ما يعيق تدفق امتيازاتهم ونهبهم ،هذا النمط من «العلمانيّين» ال يصعب تمييزهم. السؤال التاسع :سوريّة إلى أين؟ وفقا ً لواقع اللحظة المتحرّ كة اآلن. الجواب التاسع :ال أحد يمكنه أن يح ّدد إلى أين تتجه سوريّة بالضبط ،غير أ ّني أقول :إنّ حكم آل األسد انتهى ،كما انتهى حكم صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية واالنتفاضة «الشعبانيّة» في الجنوب وانتفاضة األكراد في الشمال ،إذا خرجت سوريّة موحدة من هذا الصراع ،فإنّ زمن الحكم العائليّ فيها يكون قد ولّى إلى غير رجعة ،وهذا إنجاز تح ّقق للتوّ جرّ اء
ثورة السوريّين ورغم أنف المستبدين «العلمانيّين» والدينيّين الجُدد. السؤال العاشر :ما الذي على المعارضة فعله اآلن برأيك؟
ال��ج��واب ال��ع��اش��ر :االخ��ت�لاالت التي اعترت المعارضة السوريّة على مدى زمن الثورة هي ثالثة رئيسة: .1التشرذم ،كان لوحدة المعارضة السوريّة أن تزعزع أركان النظام وتخلخل المرتكزات السياسيّة لداعميه الخارجيين ،بصرف النظر عن السياسة التي تتبناها المعارضة الموحدة ،أكان خط المجلس الوطنيّ أو خط هيئة التنسيق. .2التبعيّة ،الخضوع لسياسات ولغة الداعمين من الدول الخليجيّة وغيرها. .3عدم وضوح الموقف من الجماعات الدينيّة، راهنت المعارضة السوريّة التي كانت غايتها التحرّ ر من االستبداد وبناء دولة مدنيّة ديموقراطيّة حديثة، على االستفادة من قوة التيار الدينيّ في إسقاط نظام األسد ،ممّا جعل المعارضة متر ّددة ومائعة في تحديد موقف من الجماعات الدينيّة ،وهذا ما أرهق المعارضة سياس ّيا ً وحمّلها جزءاً من مسؤوليّة تم ّدد هذه الجماعات وحمّلها أيضا ً مسؤوليّة ما تقدم عليه من أعمال شنيعة شوهت وجه الثورة. بعد أن جرى ماء كثير من تحت الجسر ،وترتبت على تلك االختالالت نتائج مدمّرة ،ال أعتقد أنّ هناك جدوى من أيّ نصح للمعارضة ،يبدو لي اليوم أنّ مفتاح الموضوع السوريّ بات في يد الخارج ،ما ينبغي على المعارضة السوريّة أن تفعله هو أن تتوحد على خط عام وتبني وزنها على أرضيّة من الثقة والمصداقيّة دون أن تغريها الطاقة الكامنة في أيّ مشاعر تعصبيّة من أيّ نوع. ُ لمست خلطا ً لديكم تعليق أخير :دكتور رات��ب بين أن يكون النظام علويّ وبين كونه نظاما ً طائف ّياً، وكان الصديق «ياسين الحاج صالح» قد بحث في هذا التمييز بشكل معمّق ،بالتالي جزء ال بأس به من إجاباتك جاءت ،وكأ ّنني أتحدث عن النظام بوصفه نظاما ً علو ّياً .وه��ذا غير صحيح ،هذه نقطة أولى والنقطة األخرى القول :بعدم التعامل مع المكوّ نات المجتمعيّة بوصفها كتل جوهرانيّة قارّ ة ،قول صحيح نظر ّيا ً وايديولوج ّياً ،لك ّنها في لحظة الصراع السياسيّ كثيراً ما تكون كذلك ،أل ّنها في خض ّم الصراع السياسيّ تصطف ،وأنت قد لمّحت لهذا األمر ،باعتقادي هذا االصطفاف لم يكن وليد خوف من الس ّنة ،ولم يكن خوفا ً من المستقبل وإن وجد ،لك ّنه عامل ثانويّ ،أظنّ ْ انبنت على التمييز الطائفيّ ،ألم يكن الموضوع مصلحة األسد ربّ عمل للطائفة؟ ما يص ّح ألبناء الطائفة من وظائف مهما كانت صغيرة التأثير وضعيفة الدخل، لك ّنها ال تص ّح ألبناء المكوّ نات األخرى ،هذا ما قصدته عندما قلت ربّ عمل ،أشرت إلى أنّ السرّ انيّة هي التي تمنع قيام تنظيمات سياسيّة طائفيّة لدى الطائفة العلويّة، هذه النقطة عادة ما يت ّم تجاهلها وتجاهل تأثيراتها على مجريات الحدث السوريّ ،لدى ك ّل الطوائف تمثيل دينيّ وربّما تحت هذا الغطاء يكون سياسيّ ،إال الطائفة العلويّة ،مثال :مكتب «اآلغا خان» في سلمية، ومشايخ العقل في الطائفة الدرزيّة ،معروفين وعلنيّين، إال الطائفة العلويّة ليس لديها أي ترتيب مؤسّساتي من هذا القبيل ،أظنّ السرّ انيّة لماذا توضّعت كذلك لدى ّ الممثل في ك ّل شيء؟ الطائفة ،لو لم يصبح آل األسد هم ً أليست تلك الطوائف شرانيّة أيضا ،ث ّم قبل األسد ألم يكن هنالك حضور لفعاليات دينيّة وسياسيّة تلعب دوراً تمثيل ّيا ً إلى ح ّد ما «آل األحمد ،آل العباس ،آل كنج، مشايخ مستقلون ..الخ»؟ في النهاية القول إنّ الس ّنة ال يصدر عنهم سوى تنظيمات ذات مسوح إسالمويّ من ّفر لألقليات ،قول رغم ما فيه من صحة ،فيه من مغالطة تحجب حقيقة أنّ الس ّنة لديهم امتناع عن أن يكونوا طائفة ،لهذا ك ّل تلك المحاوالت ال تصمد أمام قيام أحزاب وطنيّة عمادها األكثرية الموضوعيّة ،وهذا ما كانت عليه الحال ح ّتى مجيء البعث ،في النهاية أردت أحيانا ً أن أقوم بدور الشيطان ،وأحيانا ً أقوم بدور المحاور الفعليّ ،لك ّني متيقن تماما ً أ ّننا نمشي في نفس الطريق ،نحو سوريّة لك ّل مواطنيها وحريّتهم .أشكرك صديقي. تعليق على التعليق األخير :شخص ّيا ً لم أتمكن من إدراك هذا الفارق النظريّ الذي تشير إليه بين أن يكون النظام السوريّ طائف ّيا ً وأن يكون علو ّياً ،النظام الطائفيّ في لبنان هو نظام طوائفيّ إن ص ّح القول ،يعني تقاسم طائفيّ للسلطة بحيث يصعب القول إ ّنه نظام ماروني مثالً أو س ّني أو شيعي..الخ .أمّا في سوريّة فليس الوضع على هذه الشاكلة ،كيف ال تريدني أن أفهم أ ّنك ال تقصد أنّ النظام السوريّ هو نظام علويّ ،وأنت
ترى أنّ العلويّين يدافعون عن مصلحتهم في «التمييز الطائفيّ » ،وأنّ ما يصح لهم «من وظائف مهما كانت صغيرة التأثير وضعيفة الدخل لك ّنها ال تص ّح ألبناء المكوّ نات األخرى» ،وأنّ األسد هو بالنسبة لهم ربّ دينيّ وسياسيّ وربّ عمل؟ أال ينتهي كالمك إلى القول :إنّ هذا النظام «نظامهم» ،وإ ّنهم يدافعون عنه للحفاظ على مكاسبهم وامتيازاتهم؟ سبق لي أن ناقشت الصديق «ياسين» في مقال («في موضوع الطائفيّة في سوريّة» ،ملحق النهار )2012/3/17 ،بشأن هذه الفكرة ولم يكن عرضه وال دفاعه مقنعا ً لي على األقل. هناك نقطة عمياء في فهم كثير من المث ّقفين االختزاليّين أو «النيرانيين» لعالقة النظام السوريّ ّ حقق حافظ األسد في بلوغه منصب بالعلويّين ،ربّما ً رئيس الجمهوريّة نوعا من االعتبار للعلويّين الذين عانوا طويالً من ع��دم االع��ت��راف وقلّة االعتبار، وصحيح أنّ األسد األب استند إلى العنصر العلويّ أكثر في المجال األمنيّ والعسكريّ وأنّ الكثير من الضباط العلويّين كسبوا أمواالً طائلة بفعل الفساد الذي أتاحته لهم مناصبهم األمنيّة ،لكنّ غالبيّة العناصر في الجيش واألمن ممّن ال يُتاح لهم الكسب بالفساد يعيشون من رواتب بائسة ،وغالبيّة العلويّين لم يستوعبهم ال الجيش وال األجهزة األمنيّة (هذا إذا اعتبرنا العمل في الجيش واألمن امتيازاً ،وبالمناسبة كان من الملحوظ لنا ونحن في سجن تدمر العسكريّ أنّ عناصر الحراسة كانوا من ثالثة مصادر رئيسيّة :علويّون، أكراد ،بدو ،أو ما يسمونهم بالعاميّة «شوايا» ،على أنّ الرقباء كانوا علويّين بالكامل حسب ذاكرتي). أقصد إنّ األسد لم ينهض بالعلويّين نهوضا ً اقتصاد ّيا ً مميّزاً ،وتشير الدراسات االقتصاديّة إلى أنّ األموال العامّة المخصّصة لمحافظة الالذقيّة هي من بين أدنى المخصّصات نسب ّياً ،وأنّ نسبة الفقر في الالذقيّة هي من بين النسب العليا في سوريّة ،الحقيقة إنّ النظام السوريّ ال يستثمر في تميّز العلويّين بل في خوفهم، تماما ً على عكس ما تذهب إليه صديقي ،وهذا ما يفسّر عمل النظام في تغذية التنظيمات الس ّنيّة المتش ّددة التي ترفع الصوت «بإبادة النصيريّة» .في الواقع ليس لدى العلويّين أيّ تميز اقتصاديّ يدافعون عنه ،إ ّنهم بتصورهم إ ّنما يدافعون عن بقائهم ويخشون أن يعود بهم الزمن إلى التهميش واالضطهاد ،في هذه النقطة بالذات يستثمر نظام األسد ،وهذه النقطة هي ما يفسّر لنا التكتل العلويّ وراء النظام رغم أنّ %44منهم يرى أ ّنه بحاجة إلى تغيير. مع وصول األسد إلى الحكم بدأ في تفخيخ أيّ مركز جامع للعلويّين ،لكيال يواجه في لحظة ما «سيستاني» علويّ يضع ح ّداً لنفوذه بين العلويّين ،وقد ف ّكك بالفعل ما يمكن أن أسميه التمركز الدينيّ العلويّ ،لكن هذا ال يعني أ ّنه أصبح مركزاً دين ّيا ً لهم ،أو «ممثالً لهم في ك ّل شيء» .ال يحوز األسد _ والسيما االبن _ في الوسط العلويّ على اعتبار يجعله رمزاً ،والالفت أنّ أكثر الناس نفوذاً وعلوّ اً على القانون ،أقصد «كبار الشبّيحة» ،هم أكثر الناس استخفافا ً باألسد ،على عكس ما يتصوّ ر المرء ،وهم يعلمون جيّداً موقعهم في المعادلة السوريّة ويتعاملون مع األسد على أ ّنه وسيلة ،كما هو يتوسّل لهم فإ ّنهم يتوسّلون له ،توسّل متبادل فارغ من أيّ أوهام عظمة أو اعتبارات ما فوق سياسيّة. أخيراً ،أنا لم أقل إنّ (الس ّنة ال يصدر عنهم سوى تنظيمات ذات مسوح إسالموي من ّفر لألقليات) أبداً، وكيف لي أن أقول هذا القول الذي يكذبه الواقع ليل نهار .ال يا صديقي ،أنا قلت إنّ الس ّنة هم في سوريّة المصدر الوحيد للتنظيمات التي تستم ّد شرعيّتها من مذهبيتها ،األمر الذي يضع بقية المذاهب واألديان خارج قوس (االعتبار) ،لكنّ الس ّنة هم مادة الشعب السوريّ األساسيّة ،ورائحته الوطنيّة وال يستقرّ أو يثمر حال ينظر إلى الس ّنة كطائفة ،كما ال تقوم لسوريّة قائمة إذا أدرك الس ّنة أنفسهم على أ ّنهم طائفة. السؤال األخير :أتركه لكلمة أخيرة لك دكتور راتب شعبو؟ ّ التعثر واالنتكاس تربة كلمة أخيرة :يقول راتب: خصبة للخالفات الجزئيّة وإطالق األحكام المتسرّ عة واال ّتهامات المتبادلة ،هذا ما نحن فيه اليوم ،جيّد أن يبحث أحدنا عن سوء تقديراته بدالً من انشغاله في اكتشاف استشرافاته الخاصّة وضالالت اآلخرين.
غ ّسان املفلح www.allsyrians.org
6
العدد 20
/10كانون األول 2014/
طلاّ ب سورّيون في بالد اللجوء
الحرب الدائرة في سورية رمت بظاللها على ك�� ّل الشعب ال��س��وريّ ،فمن في الداخل يتعرّ ض للقتل واالعتقال وانقطاع الماء والكهرباء والمواد الغذائيّة ،و َمن تهجّ ر ال يعاني فقط من الغربة ،بل، من قلّة فرص العمل وتد ّني األجور وضياع تعب السنين في سورية ،أمّا الطلاّ ب السوريّون وبخاصّة ط�ّل�اّ ب الجامعات ،فليسوا بمنأى عن تأثير هذه الحرب فقد تركوا جامعاتهم وأصبحوا يعملون في أعمال ال تتناسب مع تحصيلهم العلميّ ،كالحراسة الليليّة وأعمال البناء والمعامل والفنادق والمطاعم، أعمال يُضطرّ الطالب السوريّ إليها لتأمين معيشته ومعيشة عائلته؛ ومدينة باتمان التركيّة تحوي العديد من الطلاّ ب السورّ يين الالجئين الذين تركوا جامعاتهم والتجؤوا لتركيا هربا ً من الموت. يعملون يف أعمال متنوّعة في البيت السوريّ في مدينة «باتمان» التركيّة التقينا بطالب جامعيّ ،وعند سؤالنا له عن وضعه ودراسته أجابنا: اسمي «ميران إسماعيل» من «قامشلو» كنت طالبا ً في السنة األولى بكلّيّة الهندسة الزراعيّة - جامعة الفرات .قبل سنة أتيت إلى باتمان ،في البداية اشتغلت في العتالة ،ث ّم في مكتب لبيع السيراميك، ث ّم في معمل عصير ،لك ّنهم طردوني كوني سوريّ ، كما اشتغلت في أعمال البناء ،واآلن أنا مستخدم في
البيت ال��س��وريّ ،كنت أعمل في المسرح وأق ّدم ال��ع��روض المسرحيّة ه��ن��ا ،وك��ان��ت غايتي من العمل في المسرح تغيير نظرة الشعب هنا عن السوريّين ،أمّا فيما يتعلّق بالجامعة فيوجد هنا نحو مائتي طالب جامعيّ ،قبلت الجامعة ال��ب��ع��ض م��ن��ه��م وف��ي اختصاصات مختلفة، وهنالك الكثير ممّن لم يسجّ لوا ف��ي الجامعة بسبب وضعهم الما ّديّ ، أنا ت ّم قبولي في كليّة هندسة البترول -جامعة باتمان. حارس ملبنى يف الليل وطالب يف النهار توجّ هنا إلى جامعة باتمان والتقينا بأحد الطلاّ ب السوريّين الذي عرّ ف عن نفسه وسرد قصّته قائالً: اسمي «أحمد مراد» من «قامشلو» تولّد ،1992 كنت طالبا ً في السنة األول��ى بكلّيّة الرياضة في جامعة تشرين ،ت ّم توقيفي على أحد الحواجز لم ّدة ّ س��ت ساعات بحجّ ة أ ّن��ي مطلوب للجيش ،وبعد التحقيقات تبيّن خطأ ذلك ،فأطلقوا سراحي مع التهديد باعتقالي ثانية في حال التوقيف على أحد الحواجز، فاضطرّ رت لمغادرة سورية والمجيء إلى تركيا في أيلول 2012وأقيم اآلن في باتمان .عملت حارسا ً ليل ّيا ً في أحد البنايات ،ومع إعالن جامعة باتمان عن قبول الطلاّ ب السوريّين تق ّدمت للتسجيل ،وت ّم قبولي في معهد السكرتارية ،حال ّيا ً أستمرّ في عملي كحارس ليليّ لمبنى ،وفي النهار أداوم في المعهد ،إ ّنه أمر مرهق بالنسبة لي من ناحية قلّة النوم والراحة ،وال أجد م ّتسعا ً من الوقت للدراسة .لست وحدي هكذا، فكثير من أصدقائي كذلك ،منهم من يعمل في فندق ليالً ويداوم في النهار ،هذه حالنا. رأي حمايد «إبراهيم سيدا» الجئ من عامودا تولّد ،1970
لديه أوالد يدرسون في المدرسة السوريّة كان له رأي في هذا الموضوع ،قال: وضع الطلاّ ب هنا سيّ ء ،فالطالب يُصدم عندما يذهب ليسجّ ل في الجامعة ،ألنّ الواقع عكس ما يت ّم اإلع�لان عنه ،حيث القبول في الجامعة ال يكون استناداً إلى درج��ة عالمات الطالب في سورية، فهنالك طلاّ ب حصّلوا عالمات مرتفعة في سورية ولم يُقبلوا في كلّيّات ،مثالً ،ابن أختي كان طالبا ً في السنة األولى هندسة ميكانيك في جامعة حلب ،وت ّم قبوله -العام الماضي -هنا في معهد النفط ،باإلضافة إلى ارتفاع رسوم التسجيل التي لم يستطع تسديدها، ممّا ش ّكل إحباطا ً لدى الشابّ فهاجر إلى ألمانيا بعد أن كنت أشجّ عه على البقاء وتكملة دراسته. إجراءات رمسيّة وتسهيل التسجيل وألجل معرفة إجراءات التسجيل وشروطه توجّ هنا إلى الهيئة اإلداريّة في جامعة باتمان ،التي حوّ لتنا إلى مكتب اإلعالم في الجامعة والذي – بدوره -طلب م ّنا تسجيل أسئلتنا لتت ّم اإلجابة عليها خالل أيّام قليلة، وجاء الجواب كالتالي: بالنسبة لألوراق المطلوبة للتسجيل فهي تحصيل الطالب العلميّ في بلده وكشف العالمات ،وماذا كان يأخذ من محاضرات ،ويجب أن يكون فرع الطالب المقبول موجود في جامعتنا ،وك ّل أوراقه يجب أن يترجمها للتركيّة أو اإلنكليزيّة ،كما سيدرس الطالب المقبول اللغة التركيّة لم ّدة عام واحد ،وبالنسبة لرسوم التسجيل فيت ّم معاملة الطالب السوريّ كالطالب التركيّ تماما ً بالنسبة للتعليم النظاميّ ،حيث ال رسوم ،أمّا في التعليم الموازي فتوجد رسوم والتعامل أيضا ً يكون كتعامل الطالب التركيّ .وهذا األمر جديد ،إذ كان التعليم النظاميّ سابقا ً بمقابل. أماني وأمل بفرج قريب يأمل الطالب ال��س��وريّ بعودة األم��ن والسالم لسورية برحيل األسد ،ليعود إلى دراسته ،سواء في الجامعة أو المعهد أو المدرسة ،وال يأمل شيئا ً من وزارة التربيّة والتعليم في الحكومة السوريّة المؤ ّقتة، بعد جوالت الوزير على الجامعات التركيّة التي لم تعُد بأيّة فائدة على وضع الطالب.
علي كولو
بطوالت ومباريات وحياة رغم القصف على سراقب «شالش» أتم ّنى م َمن يحبّون الرياضة أن يدعموا النادي لكي يستفيد الجيل القادم .أمّن لنا راديو ألوان بعضا ً من الدعم مشكوراً، وهناك فرق عرضت على بعض الالعبين أن ينضمّوا إليها مقابل الدفع لهم ،ورفض الالعبون ذلك العرض وفاء لناديهم.
فاز فريقنا على فريق سرمين بـ 8أهداف مقابل 4وكانت ذكرى رائعة وبداية مو ّفقة، كما شاركنا بدورة «الوفاء للشهداء» وح ّققنا المركز الثاني ،بسبب خسارتنا في المباراة النهائيّة بهدفين مقابل هدف واحد بعد تمديد المباراة لشوطين إضافيّين ،واآلن نحضّر للمشاركة بدوري المناطق المحرّ رة الذي سيقام هنا في سراقب. هكذا تح ّدث م��درّ ب وح��ارس مرمى فريق سراقب لكرة القدم «محمود ب ّكور» بك ّل حماس إلى صحيفة «كلّنا سوريّون» وأض���اف :قمنا ب��إص�لاح الملعب أل ّن��ه اس ُتهدف أكثر من مرّ ة وقمنا بتفصيل أهداف ّ وخططنا الملعب ،ورغم الظروف واشترينا شبك القاسية نمارس ونتابع حياتنا الرياضيّة لتستمرّ الحياة. قصف على املباراة سألنا الكابتن «ب ّكور» عن سير التمرينات والتزام والالعبين وتفرّ غهم للفريق فقال :نحن نتمرّ ن على اللياقة صباحا ً مرّ تين أسبوع ّياً ،ولدينا تمرين في األسبوع نهاريّ ،وفي ك ّل يوم جمعة لدينا مباراة مع فريق آخ��ر .بالنسبة للتفرّ غ ،فقط لدينا :أنا كمدرّ ب وح��ارس مرمى ومعي بعض الالعبين، أمّا الباقي فهم يعملون في أعمال خاصّة ويلتزمون بالتمرين والمباريات .ويوجد لدينا فريق للناشئين، لكنّ تدريباتهم تتو ّقف في بعض األحيان وذلك تبعا ً للظروف والقصف وحرصا ً على سالمتهم. وهنا سألنا الكابتن «ب ّكور» هل سبق أن تعرّ ضتم للقصف أثناء التدريب ،أو أثناء المباراة؟ فقال :أكثر من مرّ ة واضطرّ رنا لتوقيف التدريب أو المباراة بسبب القصف القريب م ّنا ،وأض��اف ،وفي إحدى المباريات استهدفت الطائرة المكان وتو ّقفت المباراة، وبعد أن ن ّفذت غارتها عدنا وأكملنا المباراة. البحث عن الدعم واستفسرنا عن داعم للفريق؟ فأجاب :كان لنا داعم في البطولة الماضية أمّن لنا طقم قمصان وكرة قدم!
newspaper@allsyrians.org
وقال «شالش» هناك الكثير من األطفال يحبّون الرياضة ومنها كرة القدم ،وهؤالء يجب العمل على تدريبهم وتأهيلهم ،فمن غير المعقول تركهم بدون رعاية. والتقينا بأحد العبي الفريق «مهران شالش» ( 22عاماً ،ظهير األيسر) وسألناه عن الصعوبات التي يواجهها الفريق؟ أجاب :إنّ أهم الصعوبات التي نقاسيها خالل تدريباتنا هو قدوم طيران األسد فجأة والبدء بالقصف ،هذا ّ بشكل يؤثر على حالتنا النفسيّة ٍ عام ،فنصاب بالهلع وعدم التركيز. وبعيداً عن كرة القدم قال «شالش» أنا عسكريّ منشق ،عملت سابقا ً في مح ّل (سوبر ماركت) صغير، واآلن أنا بدون عمل وذلك بسبب الحملة التي يش ّنها النظام ونزوح أغلب الس ّكان من المدينة ،فقد تو ّقف األعمال وأُصيبت الحركة بشلّل تام ،إضافة لغالء األسعار ،فأصبح تأمين مستلزمات الضروريّة شبه مستحيل .فعلى سبيل المثال أنا غير متزوّ ج وال يق ّل مصروفي اليوميّ عن ألف ليرة سوريّة ،أمّا المتزوّ ج فلديه باإلضافة لمصروف البيت (حليب وحفوضات). وعند سؤالنا له عن كيفيّة تأمين هذه المواد؟ أجابنا: نحن نسعى فقط لتأمين المستلزمات الضروريّة - الحليب أوّ الً – فهو غير متو ّفر ،وإن تو ّفر فأسعاره مرتفعة ج ّداً ،وما يخ ّفف هذه األزمة نوعا ً ما توزيع المعونات وضمنها الحليب .وأحبّ أن أضيف أنّ تأمين العمل أصبح شبه مستحيالً ،وهذا حال أغلب الشباب في سراقب وأظنّ في سوريّة .وعن كيفيّة التوفيق بين العمل والتدريب؟ أجاب الالعب «شالش» بعض الشباب ال يستطيعون االلتزام بالتدريبات ،أمّا في المباريات فنضطرّ جميعا ً أن نترك العمل وأضاف
تحقيقات
واستطرد «ش�لاش» أنا كالعب كنت سأترك الفريق بسبب الظروف الماديّة، وذات مرّ ة دفع الكابتن «ب ّكور» من جيبه مبلغا ً ألحد العبي الفريق لشراء (بوط) رياضي ألنّ الالعب ال يملك ثمنه شرائه .وختم قائالً :أحبّ أن أق ّدم باسم الالعبين الشكر لراديو ألوان الذي دعمنا. نواة التحّ اد رياض ّي توجّ هنا إلى إذاع��ة أل��وان والتقينا السيّد «بليغ سليمان» (العمر 32عاماً) أحد العاملين فيها وأحد مشجّ عي النادي وسألناه عن ارتباط الجمهور بالفريق ومستوى الالعبين؟ فأجاب :الحضور كان مب ّ شراً بأمل جميل لعودة الحياة الرياضيّة خالل فترة البطولة، بالرغم من أنّ البطولة كانت أيّام الحملة الشرسة التي ش ّنها النظام على سراقب .ولكنّ الالعبين بحاجة إلى تكثيف التدريب الستعادة اللياقة .وأضاف «سليمان» أح��اول جاهداً ألاّ أغيب عن أيّ��ة مباراة ،أحضر التدريبات والمباريات ألستمتع باألجواء الرياضيّة وبروح المنافسة .وعن الدعم قال «سليمان» إذاع��ة أل��وان تشجّ ع النادي وقد ساهمت بمبلغ رمزيّ ...النشاط كلّه من الشباب ،ال يوجد داعم. يجب أن نجد جهة تح ّفز الشباب تعتني بهواياتهم وتهت ّم بتنمية قدراتهم الرياضيّة وتش ّكل نواة ال ّتحاد رياضيّ سوريّ نظيف. تتساءل «كلّنا سوريّون» هل من مُجيب؟
فلك اخلالد
شمع أحمر للمدارس السورّية استيقظ السوريّون صباح األحد التاسع من تشرين الثاني على خبر إغالق المدارس العربيّة في مصر، ومنها المدارس السوريّة. صدر هذا القرار الساعة الواحدة صباحاً ،وت ّم إغالق المدارس بالشمع األحمر في اليوم ذاته ،دون أيّ تبليغ أو إنذار للهيئات اإلداريّة الخاصّة بهذه المدارس ،فاتجه الطلاّ ب والمدرّ سون واإلداريّ��ون لمدارسهم ليجدوها مغلقة في وجوههم. 16ألف طالب بدون رخصة برّ ر وزير التعليم المصريّ إغالق هذه المدارس ّ ّ مرخصة عن مرخصة» مع العلم أ ّنها بأ ّنها «غير طريق مدرسة مصريّة وسيطة يت ّم تسجيل الطلاّ ب باسمها وضمن قيودها ،ويدرس الطلاّ ب في المدارس السوريّة المنهاج المصريّ ،أمّ��ا المدارس الليبيّة والسودانيّة فتقوم بتدريس المنهاج الليبيّ والسودانيّ . يشمل هذا القرار المدارس السوريّة والليبيّة والسودانيّة، وسيعاني من تبعاته ما يزيد عن 16ألف طالب سوريّ مسجّ ل في تلك المدارس باإلضافة إلى العاملين بالهيئات ّ تتوزع المدارس التي التدريسيّة واإلدارة الخاصّة بها، ت ّم إغالقها على ع ّدة مناطق ،وهي منطقة 6أكتوبر التي تحوي 6مدارس وفيها ما يزيد على 6آالف طالب، ومنطقتي مدينة نصر والقاهرة الجديدة فيها 5مدارس مجموع طلاّ بها أكثر من 4آالف طالب ،باإلضافة إلى 4آالف طالب سوريّ مسجّ لين في المدارس الليبيّة والسودانيّة ،اضطرّ ت أعداد كبيرة من طلبة المرحلتين اإلعداديّة والثانويّة التسجيل في المدارس العربيّة لعدم اكتمال أوراق النقل الرسميّة من المدارس أو عدم وجودها أساساً ،باإلضافة إلى أنّ من يقوم بعمليّة التدريس في تلك المدارس مدرّ سون سوريّون ،ممّا يكسر حاجز اللهجة في المدارس المصريّة ويساعد في توصيل المعلومة بشكل أكثر سالسة بالنسبة للطالب السوريّ . املدرّسون واإلجيار وفي حديث مع أحد اإلداريّين في مدرسة سوريّة وسؤاله عمّا حدث قال« :ذهبت إلى المدرسة صباحا ً ألجدها مغلقة بالشمع األحمر دون إعالمنا بالقرار من قبل وزارة التربية ،أو ح ّتى إرسال إنذار باإلغالق ،وإن كان سبب اإلغالق نقصا ً في التراخيص أو اإلجراءات اإلداريّ��ة كما ذكر الوزير فكان من الواجب إعالمنا قبل ثالثة أشهر على األقل الستيفاء الطلبات قبل مهلة مح ّددة ،ولكن هذا لم يحدث وأصبحنا اآلن في أزمة بالنسبة للطلاّ ب بشكل أساسيّ فموعد التسجيل في المدارس المصريّة سينتهي بعد ثالثة أيّام ،وال يمكننا تسجيل هذا الك ّم من الطلاّ ب خالل هذا الوقت القصير». تح ّدثنا كذلك مع مدرّ سة في إحدى المدارس المغلقة ووليّة أمر في نفس الوقت ،وسألناها عن أثر هذه القرار عليها وعلى أمثالها من المتضرّ رين من جرّ اء تطبيق هذا القرار التعسّفيّ فقالت « :مشكلتي األساسيّة اآلن هي تعليم أبنائي ،فالدراسة بدأت منذ شهرين ولم يعد من الممكن تسجيلهم في مدارس أخرى بسبب ضيق الوقت وإن استطعت تقديم األوراق فال أضمن قبولهم في المدارس المصريّة ،ممّا يعني أنّ هذه السنة ضاعت من عمرهم بسبب هذا القرار .أمّا بالنسبة لعملي كمدرّ سة فأه ّم ما يشغل بالي هو أ ّنه بتو ّقف عملي لم يعد بإمكاني التأخر عنه يوما ً ّ دفع إيجار منزلي ،والذي ال يمكنني واحداً وإلاّ سيه ّددنني المؤجّ ر باإلخالء ،الخيار الوحيد بالنسبة لنا اآلن ولجميع األهالي الذين التقيت بهم هو مغادرة مصر واالتجاه إلى البلد الوحيد الممكن بالنسبة لنا وهو تركيا ،مع أنّ ظروف الحياة هناك أصعب بسبب غالء المعيشة واختالف اللغة وهو أمر أساسيّ ، بينما هنا نشعر بأ ّننا في بلدنا الثاني والفرق الوحيد هو اختالف اللهجة». جلوء جديد؟ ول��دى سؤالنا عن المساعي لح ّل أزم��ة إغالق المدارس السوريّة والعربيّة وترك الطلاّ ب السوريّين مساع لمصير مجهول ،قال المسؤول اإلداريّ إنّ هناك ٍ حثيثة من خالل التواصل مع ّ منظمات حقوق اإلنسان، ّ والمنظمات التعليميّة الدوليّة ،ومع مفوّ ضيّة الالجئين للوصول لح ّل هذه األزمة ،وأ ّنهم يتطلّعون فقط لتأجيل القرار ح ّتى نهاية العام الدراسيّ الحاليّ ح ّتى ال يضيع هذا العام من حياة الطلاّ ب الذين ال ح ّل آخر اآلن لديهم، وإن ت ّم تطبيق هذا القرار بالفعل مع تأجيل لنهاية العام أو بدونه ،فأمام السوريّين المقيمين في مصر رحلة لجوء أخرى مؤلمة ،أو البقاء في مصر بسبب تكلفة االنتقال اإلضافيّة ،األمر الذي قد يؤ ّدي بهم إلى ترك الدراسة والعمل وبذلك يت ّم القضاء على مستقبلهم الدراسيّ .
القاهرة -رهف موسى
www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 20
/10كانون األول 2014/
مراقبة األنترنت..
إحدى آلّيات نظام البعث تتكرّر على أيدي معارضيه في خطوة تعيد إلى األذهان ما فعلته وتفعله األجهزة األمنيّة للمخابرات السوريّة منذ ثالث سنين وح ّتى اآلن قامت عناصر من لواء حلب المدينة اإلسالميّ التابع لفصيل جيش المجاهدين في حلب باعتقال الشابّ «معروف سبسبي» الناشط في حيّ بستان القصر وعضو في تجمّعات مدنيّة ،إضافة إلى عضويّته في الهيئة العامّة للرياضة والشباب المعارضة وهو العب في رياضة كمال األجسام وبطل الجمهوريّة السابق. منشور ساخر وشتم دين اجلرس! «معروف» كان قد كتب على صفحته في فيسبوك تعليقا ً هازئا ً يشتم فيه «دين الجرس» ما أ ّدى إلى تل ّقيه ع ّدة رسائل تتضمّن تكفيره وا ّتهامه بالر ّدة عن دين اإلسالم ،سبقه منشور كان قد نشره على صفحته في الموقع ذات��ه ،يتكلّم فيه باستهزاء عن تسخير اإلسالم من قبل «داعش» للقيام بأعمالهم اإلرهابيّة ُ لدين جديد وأعيّن والتكفيريّة ،حيث قال «سوف أسّس ٍ بعض (الوسخ) في دار اإلفتاء» في إشارة منه إلى فتاوى «داعش» التي تك ّفر ك ّل من ال يؤيّدها وت ّتهمه بالر ّدة والزندقة والكفر. مراقبة مواقع التواصل االجتماعيّ يبدو أ ّنها انتقلت بطريقة ما من القوى األمنيّة التابعة لنظام األسد إلى الفصائل المعارضة فقد اع ُتقل «معروف» الساعة الحادية عشرة ليالً من حيّه ،واقتيد إلى مقرّ لواء حلب المدينة ،وهناك ت ّم سؤاله عن عمله فأجاب بأ ّنه عضو في التجمّع المدني «مجلس ثوّ ار بستان القصر» سرعان ما ت ّم االعتداء عليه بالضرب واتهام التجمّع المذكور بـ (العلمانيّة). الالفت للنظر أنّ المناقشات التي تمّت بين النشطاء المقيمين في حلب بعد اعتقال «معروف» كانت تناقش الجانب الشرعيّ للتصرّ ف الذي قام به لواء حلب المدينة ،وكان االختالف على طريقة تطبيق
بل هو فكرة تنتشر بقوّ ة بين الفصائل اإلسالميّة. لم يكن هذا التصرّ ف غريبا ً عن األشخاص الذين قاموا باعتقال «معروف» فهم أصحاب تصرّ فات مشابهة سابقة في محاربة حرّ يّة الرأي والحرّ يّات الشخصيّة ،يبدو أنّ معركتنا طويلة ليس فقط ض ّد تنظيم «داعش» بل ض ّد فكره المتف ّ شي ضمن الفصائل األخرى».
(الشريعة اإلسالميّة) عليه ،وما هو حكم شاتم دين األشياء الجامدة في اإلسالم ،فمنهم من قال إنّ شاتم دين األشياء قد ك َفر ويجب عليه أن يُستتاب و يعود إلى دينه في م ّدة أقصاها ثالثة أيّام ،بينما كان الرأي اآلخر يقول إنّ معروف شتم الدين جهراً و(الج ْلد) هو َ العقوبة المناسبة ،وقال آخرون إنّ معروف قد أخطأ فعالً وكان يجب علينا أن ننصحه قبل أن نعتقله فهو (جاه ٌل بأمور دينه). تعيد هذه الحادثة إلى األذه��ان ما حصل أيضا ً في خان شيخون بريف إدلب عندما قامت الهيئة الشرعيّة التابعة لجبهة النصرة بجلد أحد األشخاص من المنطقة 80جلدة على ظهره ،أل ّنه قام بشتم (دين الكهرباء) حيث نشرت جبهة النصرة حينها بيانا ً على مواقعها يقول «إن معتصم عبد الكريم م ّتهم بالر ّدة أل ّنه سبّ الدين وحكم ذلك القتل ،إلاّ أ ّنه نظراً إلى توبته على المأل فقد حُكم عليه بحالقة شعر رأسه وبالجلد ثمانين جلد ًة وإخالء سبيله بعد حبسه ثالثة الجلد» كما أضاف البيان أنّ « :الحُكم ُن ّف َذ أيّام قبل َ على العلن ألنّ الجُرم كان علن ّياً» م ّ ُحذراً الم ّتهم من تكرار جرمه وإلاّ سيعاقب بإهدار دمه وعدم تغسيله أو تكفينه أو دفنه مع المسلمين وتوزيع َت ِركته على بيت مال المسلمين. «سليم خيّام» 25عاماً ،ناشط مدنيّ من حلب قال: «أعتقد أنّ الكثير من الفصائل المعارضة تسير على خطى «داعش» لذلك من الواضح أ ّنه ليس فصيالً فقط
يا سامعين الصوت ..على الرغم من دوران الرياضة السوريّة الحرّ ة في حلقة مفرغة وعدم خروجها بإجماع كامل على تمثيل وكيان واحد ،لعدم اال ّتفاق على نظرية «الداء والدواء» والدخول سريعا ً في فلك «التسلّق والفساد والمحسوبيّة» حفاظا ً على اإلرث البعثيّ السابق من قبل شخصيّات رياضيّة لن ندخل في حقائق أعمالها اآلن؛ إلاّ أنّ هناك من يبحث يوم ّيا ً (بالسراج والفتيلة) عن إشراقة بسيطة تجعل وجوه األحرار تبتسم رغم المآسي التي تلطم العيون والقلوب لحظة بعد لحظة. األسلوب الفرديّ الذي لن يوصلك إلى اعتراف دوليّ ..يوصلك إلى محبّة وإيمان بالقضيّة األغلى. ومن هنا ،تثمر جهود البعض من أبطالنا إلطالق الحلم نحو الحقيقة كلّما سنحت الفرصة ،كما يفعل أبطال ألعاب القوّ ة دائماً. جتارب وجناحات الكابتن أن��س الصمصام ،م��درّ ب فنون قتاليّة «كاراتيه شوتوكان» وأيضا ً كمال أجسام ،أه ّم إنجازاته: حائز على المركز الثالث في بطولة للكاراتيه على مستوى سورية ،٢٠٠١بطل سورية بكمال األجسام ،٢٠٠٨المركز األوّ ل في بطولة السوبر في كمال األجسام في سورية ،٢٠٠٩المركز الرابع في البطولة المفتوحة لكمال األجسام في سورية ،٢٠١٠ المركز الثالث في بطولة أثينا للكاراتيه شوتوكان في اليونان ،٢٠١٢الميداليّة البرونزيّة في بطولة اليونان كراتيه شوتوكان ،٢٠١٣المركز الثالث في بطولة الحزام األسود كاراتيه شوتوكان في اليونان ،٢٠١٣ المركز الخامس في بطولة العالم للكاراتيه في اليونان ،٢٠١٣حائز على الحزام األسود ٢دان في الكاراتيه، عضو ا ّتحاد المدرّ بين العالميّين .٢٠١٤
newspaper@allsyrians.org
يتابع الصمصام حديثه متألّماً :بعد أن أعلنوا والءهم لدينهم ولشعبهم وتخلّوا عن الشيطان ،يعيش الرياضيّون السوريّون األحرار في أوضاع مزرية، في تهميش وإق��ص��اء ،فبعضهم ال يؤمِّن عيشه، وبعضهم ال يؤمّن ح ّتى مأوى في ظ ّل االغتراب القاسي. الكابتن غ��زال ه�لال (مواليد حلب ت�� ّل رفعت )1980يلعب الفنون القتاليّة منذ العام ،1994 مشرف على نادي ت ّل رفعت للفنون القتاليّة منذ العام ،2001التايكوندو والكيك بوكسينغ والمواي تاي والكونغ فو والمالكمة والكيك شنكاي والجمباز والبوشي ،واألخيرة لعبة لذوي االحتياجات الخاصّة. مختصّ في المعالجة الفيزيائيّة والطبّ الرياضيّ ، وقد شغل ع ّدة مها ّم ومناصب رياضيّة ،عضو لجنة فنيّة ورئيس لجنة ح ّكام ورئيس لجنة مدرّ بين ومدرّ ب منتخب سورية ومدير نادي ت ّل رفعت وأمين سرّ الفنون القتاليّة ورئيس لجنة المدرّ بين في سورية، حاصل على بطولة الجمهوريّة مركز أوّ ل لعام ضيّة دوليّة في بيروت لعام ،2001 – 2000وف ّ ضيّة وبرونزيّة لعام 2011في ،2002وذهبيّة وف ّ إيران. أمّا بالنسبة للتدريب والتحكيم ،فالكابتن غزال هالل مص ّنف في اال ّتحاد السوريّ بالكيك بوكسينغ والكونغ فو والمواي تاي درجة أولی ،ومص ّنف في اال ّتحاد
المقابر الجماعّية في نوى بعد انسحاب ق ّوات النظام
الجدير بالذكر ،أنّ أحد القياديّين في لواء حلب المدينة كان قد اعتقل إحدى الناشطات الحلبيّات لعدم ارتدائها للحجاب ،كما داس على راية الثورة ذي النجوم الثالثة ورفع الراية اإلسالميّة السوداء قائالً« :هذه ثورتنا ،علم الثورة ينزل ،وراية اإلسالم ترتفع» توبة معروف واعتذاره من األمّة اإلسالميّة بالعودة إلى قصّة «معروف سبسبي» فقد خرج بعد يوم من اعتقاله عند لواء حلب المدينة الذي كان من أوائل الفصائل التي حاربت تنظيم «داعش» في حلب بداية السنة الحاليّة عندما اندلعت المعارك بين «داعش» والفصائل المعارضة األخرى ما أ ّدى إلى خروج التنظيم من مدينة حلب وريفيها الشماليّ والغربيّ وتحصّنهم في ريف حلب الشرقيّ حيث ما زالوا هناك ح ّتى اآلن. «م��ع��روف سبسبي» كتب على صفحته بعد ُ كتبت المنشور وكانت الغاية منه خروجه« :أن��ا توجيه النظر إلى «داعش» وإسرافه في استخدام الدين» وأكمل« :في الصباح حضر األخ المجاهد أبو أحمد عقيل واألخ المجاهد أبو الحسنين وأقنعوني ُ واقتنعت فعالً أ ّني أسأت لإلسالم وسيت ّم بأ ّني مخطئ، إطالق سراحي ،وغ��داً سأذهب للقاضي الشرعيّ ألنال القصاص العادل ،ونصحني األخ المجاهد أبو أحمد عقيل أن أتق ّدم باعتذار من األمّة اإلسالميّة وأنا بدوري أعتذر ولم أقصد اإلهانة».
عارف حاج يوسف
الرياضي تتق ّدم ..ياسامعين الصوت !!! أحالم الشباب ّ يتح ّدث أنس عن مشروعه الجديد لـ «كلّنا سوريّون» قائالً :نادي البراعم البنفسجيّة هو نادي لتدريب فنون القتال والكاراتيه ألطفال سورية في أرض المهجر .طبعاً ،الدعم يكاد يكون معدوم والعمل عبارة عن جهود فرديّة ،الهدف منه بناء جيل سوريّ حرّ قويّ ،يستطيع مواجهة الظروف والمحن ،والعمل على تحقيق جوّ رياضيّ جديد لهؤالء البراعم الذين ذاقوا الويالت قبل اللجوء إلى تركيا .هذا هو المنطلق والمبدأ القائم عليه هذا المشروع .بإمكاننا تطوير هذا المشروع عن طريق الدعم المؤسّساتيّ دعما ً ماد ّيا ً ومعنو ّيا ً دعما ً حقيق ّياً، وتوفير األماكن للرياضيّين لبناء مثل هذه األفكار، باإلضافة إلى إشراكهم في البطوالت الدوليّة التي تكاد أن تكون حكراً على أناس استغلّوا مناصبهم وأصبحوا يتاجرون باسم اال ّتحادات والقضيّة السوريّة.
7
العربيّ في لعبة الكونغ فو والووشو ،ومص ّنف في اال ّتحاد الدوليّ في لعبة الكيك بوكسينغ.
يتح ّدث هالل لـ «كلّنا سوريّون» عن مشاركات النادي ال��ذي يعمل إلى اآلن ،فيقول :شاركنا في مهرجانات خان الحرير والقطن وبطوالت العروض من عام 2001ح ّتی عام ،2010وشاركنا أيضا ً في بطولة األولمبياد الخاصّ للمعاقين كحكم في عام 2010في دمشق. يضيف هالل ،يوجد لدينا في النادي أشبال وناشئين ورج��ال في لعبة الكيك بوكسينغ كونغ فو مواي تاي مالكمة ،هذا النادي الذي ق ّدم شهداء وجرحى ومعتقلين في الثورة السوريّة مازال إلى اآلن فاتحا ً بابه لك ّل المتدرّ بين ولك ّل المتطوّ عين للعمل رغم عدم مت ّ وجود أيّ دعم ماديّ ،ولذلك فقد ق ّد ُ خطة عمل لمجلس محافظة حلب الحرّ ة لتنشيط وتفعيل العمل الرياضيّ في حلب وريفهاّ ، تتمثل بافتتاح س ّتة مكاتب في حلب وريفها ،مكتب رئيسيّ في المحافظة ومكتب بالمدينة وأربع مكاتب بالريف الشماليّ والجنوبيّ والشرقيّ والغربيّ ،األبطال والكوادر المنش ّقة مهمّشة بشكل كامل ،وهنا األساس لتفعيل العمل الرياضيّ ، خاصّة األلعاب الفرديّة والقوّ ة ،كونهما من األلعاب األق ّل كلفة ما ّديّة واألسرع إنجازاً ،ولكن ال حياة لمن تنادي .لألسف ،لقد أضعنا الكثير من الوقت ،ح ّتى في الكيانات الرياضيّة التي بعمر الثورة ،على خالفات تافهة وعلى المناصب وفرض المكانة ،وليس لتقديم العمل الرياضيّ الحقيقيّ بالرغم من تواجد خامات رياضيّة كثيرة يمكن االعتماد عليها ،وإذا بقينا بهذا الشكل (بحياتنا مارح يصير ع ّنا رياضة) ،واعذرني على الصراحة. وحل ُمنا يا سادة.. حلمُنا يا سادة ،يصطدم دائما ً وأبداً بما اصطدمت به محاوالت ناشئة للملمة البيت الرياضيّ السوريّ المتعب من قيادات رياضيّة أشبه ما تكون بمدمّرة األح�لام ،ومبرّ راتهم دائما ً (الميزانيّة ما بتسمح.. وووو )....مبرّ رات ال حصر لها ،وفي النهاية عقدة الرياضة السوريّة ليست بالمدرّ بين وليست بالالعبين، هي متأصّلة وعبر التاريخ بمن يسيّر الرياضة لدينا.. (وبدها صبر يا شباب) يا سامعين الصوت!!!.
عروة قنواتي
أ ّم وخمسة من أبنائها الصغار من بين الضحايا التي عُثر عليهم في مقبرة جماعيّة في مدينة نوى بريف درعا. المقبرة التي عُثر عليها في العشرين من الشهر الجاري ضمّت رفات 21شهيداً من بينهم السيّدة فاطمة األخرس وأوالدها الخمسة :محمّد ،شادي ،محمّد أمين، إيمان ،أمل. ت ّل أمّ حوران أمل طفلة رضيعة التي لم تتجاوز العام ونصف العام لم يمنحها صغر عمرها الحماية من اإلعدام الميدانيّ برفقة عائلتها ،حيث حاولت السيّدة فاطمة النجاة مع أطفالها بالهروب من مدينة نوى التي تعرّ ضت لقصف جنونيّ بش ّتى أنواع األسلحة ،ومنها الطيران الحربيّ والمروحيّ الذي كان له الدور الكبير في قتل العديد من األهالي . من بين الضحايا أيضا ً رجل يتجاوز عمره السبعين عاما ً أعدم أيضا ً وألقيت ّ جثته المن ّكل بها إلى جانب جثامين البقيّة ،حيث عُرف من الشهداء 14شهيداً ،فيما بقيت الجثامين األخرى مجهولة الهويّة ح ّتى إشعار آخر. المقبرة عثر عليها األهالي غرب ت ّل حوران المحرّ ر منذ فترة وجيزة والذي كان مرصداً مه ّما ً لقوّ ات النظام تقصف به المدن والقرى والبلدات المجاورة ومكانا ً لالعتقال والتنكيل باألهالي ،ومن ث ّم قتلهم ويقع ت ّل أم حوران شرقيّ مدينة نوى بريف درعا. التعذيب حتّى املوت في السابع عشر من الشهر ذاته عثر المزارعون بعد تحرير المناطق المحيطة بمدينة نوى من جنود النظام ً جثة في مزارعهم حيث فوجئوا السوريّ على 32 برائحة قوّ يّة ووجود أعداد كبيرة من الكالب والحيوانات المفترسة في تلك المناطق ليت ّم بعدها اكتشاف مقبرة جماعيّة ن ّفذها جنود النظام السوريّ المتمركزين في تلك المناطق . ّ جث ًة ،فيما وتم ّكن األهالي من التعرّ ف على 28 بقيت بقيّة الجثامين مجهولة الهويّة نظراً لتحوّ ل العديد منها إلى هياكل عظميّة متناثرة تد ّل على فترة الوفاة الطويلة ألصحابها ،كما ظهرت على بعض الجثامين المتفسّخة آثار التعذيب وبعضهم وُ جد مكبّل اليدين ،ممّا يؤ ّكد بأنّ الضحايا قُتلوا تحت التعذيب المتواصل من قبل عناصر قوّ ات النظام المتواجدين في تلك المناطق . حترير الشيخ مسكني حاول العديد من األهالي النزوح من مدينة نوى وخاصّة بعد تحريرها من الداخل في السادس عشر من تمّوز عام 2013نتيجة للقصف العنيف الذي تعرّ ضت له ،حيث فرضت ق��وّ ات النظام حصاراً خانقا ً على المدينة التي وصل عدد س ّكانها إلى أكثر من مائة ألف نسمة ،معتمدين على الطرق الزراعيّة الفرعيّة التي تشرف عليها التالل الخاضعة لسيطرة قوّ ات النظام في ذلك الوقت والتي كانت تطلق النار على الهاربين، فمنهم من يت ّم قتله ومنهم من يت ّم اعتقاله ،ومن ث ّم تعذيبه ليلقى حتفه الحقاً. وكان الجيش الحرّ قد أعلن سيطرته على مدينة نوى قبل نحو أسبوعين بعد معارك ض ّد قوّ ات النظام المتواجدة في مدينة الشيخ مسكين والسيطرة على أه ّم النقاط العسكريّة وتحريرها بشكل كامل ،وقطع طريق اإلمداد عن قوّ ات النظام بين مدينة الشيخ مسكين ونوى لتنسحب قوّ ات النظام خوفا ً من حصارها وانهيارها بشكل مفاجئ.
درعا – سارة احلوراني
www.allsyrians.org
8
العدد 20
اقتصاد و قانون
/10كانون األول 2014/
صفقات الحروب ما بين «داعش» واألسد
في الفترة ما بين عامي 2014 - 2013باتت المناطق السوريّة حقل تجارب لتجّ ار الحرب ،إذ احتوت الكثير من االستثمارات الغريبة والممنوعة في أغلب بلدان العالم مثل بيع السالح ،الذي راج في مدينة سرمدا الحدوديّة ،والتي غصّت بمحا ّل وشركات تجاريّة كبيرة ومتنوّ عة المجاالت ،فمنهم من يبيع السالح ومنهم من يبيع النفط المكرّ ر والنفط الخام، وح ّتى المصافي صغيرة الحجم لتكرّ ير النفط الخام، وهناك من يبيع السيّارات المهرّ بة من أوربّا ،حيث باتت سوريّة مفتوحة لمن يريد أن يعمل في شيء غير قانونيّ ت إلى سورية وليبدأ بمشروعه االقتصاديّ الممنوع فليأ ِ دول ّياً ،ومعادلة الحرب الدائرة في سوريّة هي حرب غير شاملة حيث أنّ األطراف المتنازعة تقوم إلى اآلن بالتعاون فيما بينها وتتبادل الخدمات والصفقات مثل نقل النفط أو القمح والكهرباء والماء ،وفي آخر سبعة أشهر
سيطرت «داعش» على مناطق واسعة على األراضي السوريّة ولعلّها استغلّت تلك المناطق التي تحوي على مئات اآلبار النفطيّة والتي كانت تحت ي ّد المعارضة السوريّة المسلّحة ،فاليوم «داعش» تفرض سيطرتها على أكثر من %80من النفط السوريّ ،ولعلّه المموّ ل األوّ ل لها في عملياتها اإلرهابيّة ،ولكن لمن تبيع ذاك النفط؟ هنا يكمن الغموض في تلك الصفقات التي تجني «داعش» منها ما يقارب المليون دوالر يوم ّياً ،حيث أ ّنها تقوم بإنتاج ما يقارب 300ألف برميل من النفط غير المكرّ ر وتقوم بطرحه بسعر زهيد يتراوح بين 20 -15دوالراً للبرميل ،وأمّا النفط المكرّ ر (مازوت – بنزين) فتقوم بطرحه بسعر يتراوح بين 60 - 40 دوالراً ،هذا السعر مقارنة بسعره العالميّ لبرميل النفط غير المكرّ ر والذي يُق ّدر سعره بـ 100دوالر ،يُعتبر فرصة ذهبيّة ألمراء الحرب وبعض رجال األعمال،
الكلمة الحرّة في المعتقل
عمل كصحفيّ مستق ّل باإلضافة إلى عمله مع موقع «سكاي نيوز» العربيّة وغيره ،كما عمل على تشكيل ا ّتحاد الصحفيّين الكرد السوريّين. شيار خليل خليل صحفيّ من مواليد 1985ناحية جندريس في عفرين – حلب ،سنة ثالثة كليّة اإلعالم – جامعة دمشق. ت ّم اعتقاله بشكل تعسفيّ بتاريخ 2013/4/23من مقهى في منطقة ساروجا مع مجموعة من زمالئه ،كان شيار قبل الثورة يعمل مع عدد من المواقع اإلخباريّة وبعد اندالع الثورة ،في بداية اعتقاله اقتيد إلى فرع فلسطين ،ث ّم ت ّم تحويله مع بعض زمالئه إلى سجن عدرا وحوكم أمام محكمة اإلرهاب في تمّوز من عام ،2013وكان من المفترض أن يت ّم اإلفراج عنه بكفالة ماليّة. وقبل اعتقاله شارك شيار بتنظيم حملة «حمص في قلوبنا» لجمع التبرّ عات ودعم المتضرّ رين في حمص. في مطلع شهر آذار في العام الجاري ّ بث تلفزيون النظام السوريّ (اعترافات) شيار خليل ورفاقه ،بأ ّنهم قاموا بتحريض الناس على الثورة ض ّد النظام وتصوير موا ّد إعالميّة لقنوات (مغرضة) وغيرها من االعترافات التي انتزعت تحت التعذيب والتهديد. وجّ ه اتحاد الصحفيّين الكرد السوريّين نداء للجهات الحقوقيّة الدوليّة وهيئات حماية الصحفيّين إلطالق سراح الصحفيّ شيار خليل ،جاء فيه« :نحن في ا ّتحاد الصحفيّين الكرد السوريّين نطالب الجهات الحقوقيّة الدوليّة وهيئات حماية الصحفيّين ّ بالتدخل الفوريّ لإلفراج عن زميلنا شيار خليل وأصدقائه». المكتب التنفيذيّ لـ «ا ّتحاد الصحفيّين الكرد السوريين» ،كما دعا اال ّتحاد في 2013/10/26بك ّل هيئاته ومكاتبه وفروعه وجميع ّ ومنظمات المجتمع المدنيّ والروابط االجتماعيّة المهنيّة األحزاب لحملة تضامن مع اإلعالميّ شيار العضو المؤسّس لالتحاد من أجل حريّة اإلنسان واإلعالم معاً.
newspaper@allsyrians.org
األم��ر ال��ذي جعل م��ن األري��اف الواقعة تحت سيطرة المعارضة السوريّة تع ّج بالمصافي النفطيّة والتي تكون غالبا ً صناعة صينيّة أو تركيّة ،حيث أنّ «داعش» تقوم بتصديره إليهم عن طريق تجّ ار أغلبهم حديثي المصلحة ،وهذا ما أ ّك��ده لي سائق إح��دى عربات النفط ،حيث يقوم بشكل يوميّ بنقل صهريج من النفط الخام إلى منطقة ع��سّ��ان ف��ي ري��ف حلب ،وهناك يقومون بتكريره وبيعه لتجّ ار الجملة والمفرّ ق ،وأمّا عن الصفقات السرّ يّة ما بين «داع��ش» ونظام األسد فهي تفوق الصهريج الواحد بكثير ،حيث أنّ «داعش» تتعامل مع نظام األسد عن طريق وسطاء وه��م ف��ي أغلبهم ك��ان��وا يعملون في مجال النفط ضمن الشركات األجنبيّة والسوريّة ،وذكرت صحف فرنسيّة أنّ هناك تعامل وصفقات نفطيّة سريّة بمبالغ كبيرة بين نظام األسد و «داعش» إذ تت ّم الصفقة بشكل سرّ يّ في مدينة دير الزور ويقوم النظام بالدفع النقديّ ،خصوصا ً أنّ سعرها زهيد ج ّداً ،وتنتقل الصهاريج عن طريق المدن التي تحتلّها «داعش» وصوالً للمناطق المحتلّة من قبل النظام وبتكتيك وسرّ يّة ما بين الحواجز ،والتي تسهّل عبور تلك الصهاريج ،ومن ث ّم يقوم النظام األسديّ بالدفع النقديّ عن طريق وسيط وبشكل شخصيّ ، األمر الذي من شأنه أن يكون سببا ً في عدم النزاع بين
قانون اإلرهاب ُيرهبنا
«داعش» واألسد؛ فمن قام بخلق «داعش» من أجل تشويه الصورة العامّة لثورتنا وتحويلها إلى جماعات إرهابيّة بحاجة لخلق طريقة ما لتسديد أجور تلك الجماعات ،فهي مبرّ ر شرعيّ له في قصف المدنيّين وارتكاب المجازر الفظيعة بح ّقهم ،حيث يقوم النظام األسديّ بدفع أجور «داعش» وأمثالها ضمن ا ّتفاقيّات النفط وغيرها من سرقات لهذا البلد ،وما يقوم به تجّ ار الحرب ال يشكل %1ممّا يقوم به النظام األسديّ و «داعش» من صفقات تجاريّة واقتصاديّة.
أمري جنم الدين
الطامّة الكربى كانت مع صدور القانون رقم /20/لعام 2012 ّ الموظفين والمتقاعدين الذين يدانون عقوبات على بأحكام قضائيّة مبرمة بجرم دعم اإلرهاب معنو ّيا ً بتسريحهم من العمل وبحرمانهم من رواتبهم وأجورهم ومن كا ّفة حقوقهم التقاعديّة.
أُلغيت حالة الطوارئ في سورية بعد معاناة طويلة للسوريّين في ظلّها ،وبعدها أُصدر قانون ّ ليغطي نقصا ً في التشريع السوريّ والذي اإلرهاب جاء ليجرّ م أفعاالً تعتبر هي أخطر ما يعانيه العالم اليوم .ويختلف الكثيرون حول تعريف اإلرهاب وإعطاء مفهوم واضح له ،أو ح ّتى تحديد إن كان ّ اإلرهاب يصدر عن أفراد ومنظمات فقط أم أنّ هنالك دوالً تقوم بأفعال إرهابيّة ويجب تجريمها. عرّ ف قانون اإلرهاب السوريّ رقم /19/لعام 2012العمل اإلرهابيّ بأ ّنه (ك ّل فعل يهدف إلى إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو اإلخالل باألمن العا ّم أو اإلض��رار بالبنى التحتيّة أو األساسيّة للدولة ويُرتكب باستخدام األسلحة أو الذخائر أو المتفجّ رات أو المواد الملتهبة أو المنتجات السامّة أو المحرقة أو العوامل الوبائيّة أو الجرثوميّة مهما كان ن��وع ه��ذه الوسائل أو باستخدام أيّة أداة تؤ ّدي الغرض ذاته). ب��ال��رغ��م م��ن أنّ التعريف ج��اء بعدد من األفعال الوصفيّة غير المباشرة والقابلة إلى أكثر من تفسير ،ممّا يجعل المواطنين تحت رحمة أه��واء ومزاجيّة القائمين على تطبيقه ،إلاّ أنّ هنالك الكثير من األفعال غير المشمولة بالقانون مع أ ّنها تش ّكل خطراً كبيراً على المجتمع ،فمثالً القانون ال يجرّ م من يسهّل دخول أو خروج اإلرهابيّين إلى األراضي
السوريّة ويو ّفر مأوى لهم أو يُخفي اإلرهابيّين أو يتس ّتر عليهم .كما أ ّنه ال يجرّ م عمليّات خطف أو تقييد حرّ يّات األفراد أو احتجازهم ألغراض ذات طابع سياسيّ أو طائفيّ أو قوميّ أو دينيّ وبدافع ّ يعطل وسائل إرهابيّ .والقانون ال يجرّ م َمن اال ّتصاالت وأنظمة الحاسوب أو يخترق شبكاتها أو يشوّ ش عليها بقصد تسهيل عمل إرهابيّ . ول��م يعتبر القانون ج��رائ��م اإلره���اب مخلّة بالشرف ،وك��ان من المفترض أن ينصّ على اعتبار الجرائم ال��واردة في قانون اإلرهاب من الجرائم المخلّة بالشرف ،وأن يجبر القاضي على ذكر ذلك في قرار الحكم .لم يمنع القانون القاضي من إخالء سبيل الم ّتهم بارتكاب الجرائم اإلرهابيّة
بكفالة ،ممّا يفتح المجال أمام القضاة إلخالء سبيل أشخاص قد يكونون خطرين على المجتمع بمجرّ د دفعهم لكفالة. ولكن الطامّة الكبرى كانت مع صدور القانون رقم /20/لعام 2012والذي جاء ليفرض
من المنطقيّ أن يعاقب من يرتكب عمل إرهابيّ ّ متدخالً أو شريكا ً أو ق ّدم دعما ً ما ّد ّياً ،ولكن أو كان من غير المنطقيّ أن يت ّم معاقبة الشخص على تقديم الدعم المعنويّ أل ّنه من الصعب تحديد من قام بتقديم الدعم المعنويّ ،وال توجد آليّات واضحة لتحديد ماهيّة الدعم المعنويّ وال يوجد قواعد دقيقة إلدانة األشخاص بجرم تقديم الدعم المعنويّ ممّا يضع السوريّين تحت رحمة سلطة استنسابيّة للقائمين على القانون مثالً (توجيه نقد للنظام يمكن أن يفسّر على أ ّنه دعم معنويّ لإلرهاب ،أو القيام بعمل إغاثيّ يمكن أن يفسّر أ ّنه عمل إرهابيّ ، وح ّتى االمتناع عن دعم النظام قد يعتبر دعما ً معنو ّيا ً لإلرهاب) وبذلك يكون قانون اإلرهاب بنصّه الحاليّ يش ّكل إرهابا ً على جميع المواطنين السوريّين. تفرض خطورة األفعال االرهابيّة على واضعي القانون ّ توخي الكثير من الد ّقة والتمحيص والدراسة، وخاصّة في ضوء العقوبات الكبيرة والمش ّددة المفروضة على األفراد في حال تجريمهم تحت أيّ بند من هذا القانون .ولكن من يقرأ القانون يالحظ أ ّنه -باإلضافة إلى خطورته على حياة المواطنين صيغ على عجل وبشكل مختصر ليغفل الكثيرمن األفعال التي يمكن وضعها تحت قائمة األفعال اإلرهابيّة. ف��ي ك��� ّل األح����وال، إنّ عدم تجريم بعض األف��ع��ال أو غموض بعض م���وا ّد القانون يمكن تالفيها من خالل تعديله وإضافة أو حذف م��وا ّد عليه ومنه .لكنّ المسالة هي في اجتثاث جذور اإلرهاب ،من خالل معالجة أسبابه السياسيّة واالجتماعيّة والتي ّ تتغذى بشكل يوميّ بممارسات األطراف السوريّة ،فالفقر والقمع وغياب حرّ يّة التعبير وفقدان األم��ل بمشروع سياسيّ ،كلّها عوامل ّ تغذي اإلرهاب.
احملامي حممّد محو www.allsyrians.org
مجتمع
العدد 20
9
/10كانون األول 2014/
العناصر على الحواجز ،سادّية أم استبدادّية؟ ع��ادة ما نتفاجأ من تصرّ فات بعض العناصر على الحواجز وهذا األمر ال ينطبق على جيش نظاميّ ، بل وينسحب على حواجز الجيش السوريّ الحرّ وباقي الجماعات المسلّحة وميليشيات تنظيم “داعش” ورغم تواجد بعض العناصر التي تتعامل بشكل جيّد مع المارّ ة إلاّ أ ّننا نخصّ بالذكر هنا العناصر التي ُتبدي سلوكيّات وحشيّة وتلجأ إلى إذالل اآلخرين. يمكن التنبّؤ أنّ هؤالء سيلجؤون إلى سلوكيّات مشابهة في حال تسلّمهم أيّ مركز سلطويّ ،وكما يمكننا أن نتو ّقع سلوكيّات مشابهة في حياتهم العاديّة مع اآلخرين ،سيكولوج ّيا ً يُطلق مصطلح الساديّة على األفراد الذين يحصلون على ّ اللذة من خالل إلحاق األلم بالشريك الجنسيّ وهؤالء -الساديّون سيكولوج ّيا ً -عادة ما نجد سلوكيّاتهم الطبيعيّة (خارج العمليّة الجنسيّة) لطيفة وبعيدة عن العنف أو اإليذاء وهذا بنسبة عالية نوعا ً ما .أي أ ّننا نراهم عادة يتعاملون مع اآلخرين بطريقة لطيفة في حياتهم االجتماعيّة وفي عالقات العمل ،لذا نميل إلى إطالق صفة الشخصيّة االستبداديّة على هؤالء وليس الساديّة. ورغم أنّ هؤالء االستبداديّون عادة ما يكونون ساديّين إلاّ أنّ العكس ليس صحيح تماماً. والشخصيّة االستبداديّة ،وعادة ما ت ّتسم بصفات أهمّها الوالء األعمى للمعتقدات التقليديّة وخضوع كامل وانقياد أعمى للسلطة والعدوانيّة تجاه هؤالء الذين ال ي ّتفقون معه ،إضافة إلى تكوين وجهة نظر سلبيّة حول ال ّناس بشكل عام ،وهم أشخاص يحتاجون إلى قيادة قويّة وغير مهادنة على اإلطالق ،واأله ّم هو ما يبدونه من ميل إلى إسقاط مشاعرهم من غضب وحقد وخوف على شخص آخر يكون الضحيّة ،بدالً
من توجيهها نحو الذات ،فالضحيّة هو الوجه اآلخر لها ،والتعذيب الموجّ ه نحو الضحيّة ،هو نفسه الموجّ ه نحو الذات ،لك ّنها وجّ هت نحو الضحيّة كآليّة دفاعيّة لألنا. وقام العالم االجتماعيّ “ميلغرام” بإجراء تجربة وجد فيها “أنّ العديد من األشخاص قد يعتريهم الغضب مع أنفسهم أو مع من يقوم بإعطائهم األوامر عند تنفيذها، ولك ّنهم مع هذا يستمرّ ون في تنفيذها ،أي أنّ مشاعرهم الخاصّة ومشاعر الذنب إن وجدت ال تلعب دوراً معيقا ً في تنفيذهم األوامر وانقيادهم بشكل أعمى بتنفيذهم تلك األوامر” لذا فإ ّنهم يحيدون بمشاعرهم جانباً ،وعادة ما يكون جميع األشخاص “أعداء” بالنسبة لهم ،وكر ّد فعل طبيعيّ فإ ّنهم يبدون القسوة والعنف في التعامل مع الجميع ،وغالبا ً ما يكونون أصحاب قضيّة متحجّ ري الرؤوس وال يف ّكرون في األوامر الموجّ هة إليهم ،بل يقومون بتنفيذها بشكل أعمى ودون أدنى شكّ. ومن جهة أخرى يقول د.حجازي: ّ يتغذى من آليّتين متكاملتين وهما إنّ “التعذيب الظفر في معركة إخضاع الضحيّة وكسر المقاومة، ّ التلذذ وإطالق العنان للسّاديّة الذاتيّة” وهذا ما يفسّر في التعذيب والقتل واالستمرار به إلى أقصى مداه،
مدارس نموذجّية لأليتام.. في أخطر مدينة في العالم
فالجلاّ د يسعى إلى إثبات ذاته من خالل الضحيّة وكسرها ،ويُرضي الزعيم أو القضيّة التي يعمل ألجلها ،وبذلك يصل إلى الرضا عن ّ الذات ،فالجلاّ د ال يرى ذاته إلاّ من خالل الزعيم والضحيّة وهو دونهما نكرة في نظره ،وكلّما كانت الضحيّة أقوى كلّما تمادى وتف ّنن في تعذيبها أو في توجيه القسوة اتجاهها، وبالتالي يصل إلى رضا أكبر حول ذاته عند الوصول إلى مبتغاه ّ ولذة في نجاحه، فقد استطاع في النهاية كسر التح ّدي الذي نشأ مع الضحيّة لصالحه ،وهو بذلك يح ّقق ذاته بكامل الفخر والزهو ،فالجلاّ د يبحث عن أناه وعن تحقيق ذاته عن طريق األلم الذي يلحقه الذات ّ بالضحيّة ،وتحقيق ّ بلذة السيطرة والقوّ ة ،وكلّما كانت الضحيّة أكثر عناداً كلّما كان النصر عليها أكثر ّلذة وأش ّد تحقيقا ً لألنا وسطوتها ،فعناد الضحيّة وقوّ تها هنا تش ّكل تهديداً له ولسطوة األنا ووجودها ،لذا يتوجّ ب كسرها لقتل هذا التهديد عليها “أي األنا”. وبذلك يمكننا أن نستنتج ببساطة أنّ هذه السلوكيّات ال ترتبط فقط بعناصر الجيش النظاميّ ،بل هي أساسا ً مرتبطة بالشخصيّة بح ّد ذاتها وهي وفقا ً لميولها أو لظروفها تختار المكان المناسب لها ولتنفيس رغباتها وتو ّترها وصراعاتها. في نهاية األم��ر نجد أنفسنا أم��ام طرق مرضيّة في تحقيق ّ الذات وإثباتها وتحقيق الرضا ،وفي ح ّل الصراعات الداخليّة وإسكات القلق وحماية األنا المه ّددة ومنع الشعور بالخواء الداخليّ وانعدام القيمة من الظهور على السطح ،وذلك من خالل العمل على مسح قيمة الضحيّة وكسرها وانتزاع قوّ تها وهرسها جسد ّيا ً ونفس ّياً ،عندها يغدو العنصر مرتاحا ً لما وصل إليه من نجاح في عمله وما ح ّققه لذاته من انجازات.
ريم احلاج
امل��دارس تض ّم أكثر من مائيت تلميذ وتلميذة ،موزّعني على سبعة صفوف يف ك ّل ّ صف حنو مخسة وعشرين طفالً.
أنشطة ودعم نفس ّي وتدوير املواد
ّ مؤخراً في مدينة حلب ،مدرستان لأليتام أُنشئت بجهود جمعيّة مكوّ نة من مجموعة من الباحثين ومدرّ سي الجامعات الموجودين في الواليات الم ّتحدة، والذين يق ّدمون الدعم الما ّديّ للنشاطات المدنيّة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السوريّة. أكثر من 200طفل وطفلة مدارس «أمل سورية» هي مدارس نموذجيّة ُتعنى بتدريس التالميذ األيتام الذين فقدوا عائالتهم نتيجة الصراع المستمرّ في سورية والعناية بهم وتهيئة السبل لتعويضهم عن الفترة التي تو ّقفوا فيها عن التعليم بشكل يتالءم مع الظروف الصعبة التي تمرّ بها المدينة ،خصوصا ً في الفترة األخيرة التي تزايد فيها قصف النظام للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالبراميل المتفجّ رة التي تلقيها طائراته. ُتعنى هذه المدارس باأليتام من الصف األوّ ل االبتدائيّ ح ّتى الصفّ السابع ،ويقوم باإلشراف على العمليّة التعليميّة فيها معلّمون ومعلّمات مختصّون، وتق ّدم الجمعيّة اللباس المدرسيّ الموحّ د للتالميذ ،إضافة إلى لباس رياضيّ من بيجامات وأحذية. المدارس تض ّم أكثر من مائتي تلميذ ّ موزعين على سبعة صفوف وتلميذة، في ك ّل صفّ نحو خمسة وعشرين طفالً ،كما أوضح السيّد «ماهر عماد الدين» مسؤول الجمعيّة في مدينة حلب ،مؤ ّكداً أنّ هذه الطريقة تضمن ألاّ يكون العدد كبيراً والصفّ مزدحماً، ليستفيد التلميذ ،ولتكون العمليّة التعليميّة عموما ً أكثر فائدة.
newspaper@allsyrians.org
يشرف على التعليم في المدارس أكثر من خمسة وعشرين مدرّ سا ً ومدرّ سة، ب��اإلض��اف��ة إل��ى مشرفات م��س��ؤوالت ع��ن حصص الدعم النفسيّ التي تت ّم في آخ��ر ساعتين من ال��دوام الرسميّ للمدرسة. وأك���د «ع��ل��ي غ��زال» م�����س�����ؤول األن���ش���ط���ة واإلشراف ،أنّ حصص الدعم النفسيّ ضروريّة ج ّداً في هذه الفترة إلخراج األطفال من الحالة النفسيّة السيّئة الناتجة عن الوضع الراهن والمشاهدات التي يرونها ك ّل يوم ،فيت ّم خالل حصص الدعم النفسيّ نشاطات ثقافيّة وترفيهيّة ،وح ّل لوظائف التالميذ قبل ذهابهم إلى البيت ،ليخرجوا من المدرسة وقد أنهوا جميع واجباتهم المدرسيّة.
الترفيه وألعاب ورسومات قام األطفال برسمها ،وذلك الكتشاف موهبة ك ّل طفل على ح ٍد سواء ،ويت ّم أيضا ً تعليم األطفال إعادة تدوير بعض المواد المستهلكة، مثل عبوات الكوال أو الصحون الفلينيّة ،وتحويلها إلى أشياء تستخدم كزينة أو لوحات عرض ،كما تخصّص حصّة تدريسيّة أسبوعيّة يت ّم فيها تدريس التالميذ مبادئ الحاسوب بإشراف مدرّ سة مختصّة لتعليمهم مهارات استخدام الحاسب ،وماله من أه ّميّة في وقتنا الحالي.
وتقوم المشرفات أيضا ً بزيارة دوريّ��ة لمنازل ّ لالطالع على وضع الطفل خارج المدرسة من األيتام خالل المحيط االجتماعيّ الذي يعيش فيه ،وإلعطاء اإلرشادات لألهالي القائمين على رعاية األيتام ،وتقييم سلوك األطفال بين المدرسة والمنزل.
يصف ط��ارق ،وه��و تلميذ في الصفّ الرابع االبتدائيّ ،شعوره في المدرسة «أ ّنه يشعر بالفرح في ك ّل يوم يأتي فيه إلى المدرسة وهو سعيد ج ّداً بمدرّ سيه وبالنشاطات التي تقوم بها المدرسة من حصص رسم وفنون».
تحتوي المدرسة أيضا ً على غرفة ُتعرف باسم «غرفة األنشطة» والتي تض ّم مجموعة من أدوات
االستمرار وت ّم اعتماد نظام مالي مميّز للمدارس وبرواتب نموذجيّة للمشرفين عليها ،وذلك لكيال تكون األمور الما ّديّة عائقا ً أمام العمليّة التعليميّة ،وقد اع ُتمد في التدريس المنهاج الصادر عن وزارة التربية في الحكومة السوريّة المؤ ّقتة ،التي ق ّدمت بدورها الكتب المدرسيّة لكا ّفة الصفوف مجّ اناً. ويع ّد مثل هذا النوع من المدارس خطوة جريئة وهامّة من قبل المشرفين عليها ،بسبب ما تحتاجه ،المدينة األخطر في العالم ،مدينة حلب من جهد إلعادة استمرار تعليم أبنائها.
وسيم عبدو
عن الدعارة في حلب الغربّية
ّبثت قناة فضائيّة خليجيّة تقريراً عن النوادي الليليّة ،التي تع ّج بكا ّفة أنواع العربدة في مناطق النظام في حلب ،وال أدري إن كان محض صدفة عرض التقرير تزامنا ً مع مناسبة اليوم العالميّ لمناهضة العنف ض ّد المرأة في األسبوع الفائت، أم أنّ األمر يقف على عتبة التجييش اإلعالميّ بين الحلبيتين عبر تسليط الضوء على الموت في الشرقيّة والعبث والمجون في الغربيّة؟ غير أنّ ما جاء في هذا التقرير أعادني بالذاكرة إلى حديث أبي عمّا شاهده من حال نساء العراق بعد الحرب مع إيران والتي طالت لسنوات عديدة ،حين كانت أنوثة الجسد الذي أنهكه الجوع والحاجة ُتباع مقابل وجبة طعام بسيطة ،لم أستوعب يومها كيف يغدو الجوع موسم الربح لتجّ ار الجسد ،ربّما أل ّننا لم نخض جوع الحروب ولم نختبر أبعاد السياسة في بل ٍد لفحها االستبداد لعقود حالت بيننا وبين اإلدراك بأنّ بعض السياسة هو فنّ االنتهازيّة ض ّد شعب يتوق إلى الحياة والحريّة وتقوده الطغاة إلى حروب استنزافيّة ويقامر بكرامته ولقمة عيشه أولئك التجّ ار ،نعم حلب اليوم تع ّج بالعاهرات الجائعات والمستباحات والمغتصبات ،ك ّل واحدة منهنّ يقيّد عنقها مسؤوليّة أكوام من اللحم الجائع تحت وطأة النزوح والموت، وليست هذه الظاهرة منحصرة في حلب وحسب ،بل في ك ّل مدن العالم العربيّ والغربيّ ،حيث يتواجد فيها هذا الصنف من السوريّات ،وقبل أن نحاكمهنّ أخالق ّيا ً وفق قوانين الوعيّ االجتماعيّ الموروث في بالدنا ،الب ّد لنا من العودة إلى الشعار األوّ ل الذي هتفه الشعب السوريّ “الموت وال المذلّة” في هذا الوقت الذي يهيمن فيه الموت والمذلّة ،فإذا كان الموت يبسط سطوته على المناطق الشرقيّة في مدينة حلب ،فإنّ المذلّة هي الجاثمة بجبروتها فوق أرواح من يقطن في المناطق الغربيّة و َمن نزح إليها هربا ً من الموت ،كيف ال وقد خلت تلك المناطق من الشباب خوفا ً من السحب إلى الخدمة في الجيش السوريّ ،وتكاثف تواجد األرامل النازحات من المناطق الشرقيّة التي ُتباد بشكل كليّ ،والعجائز الذين فقدوا أبناءهم ،وقدرتهم على العمل ،في حين ّ تضخمت سطوة األمن والشبّيحة وسيطرتهم على ّ منظمات اإلغاثة مواد اإلغاثة وآليّة توزيعها ،أمّا بوصفها ّ منظمات حياديّة فبات عملها محدوداً تحت الرقابة الدائمة والمساءلة األمنيّة ،بل تجاوز األمر إلى اعتقال الكثير من الناشطين في مجال اإلغاثة الذين كانوا يقومون بتحضير ورشات مهنيّة لتدريب النساء النازحات ،أو ح ّتى النساء المتضرّ رات من الحرب على األعمال اليدويّة كمصدر رزق يقيهنّ من العوز والمذلّة ،ومن المؤسف أن يعتقد أحدهم بأنّ تأمين الغذاء وحسب للنازحين هو من أولويّات اإلغاثة متناسيا ً أ ّنه إذا أعطى المحتاج سمكة سيأكل ليومه ،لكن إن علّمه كيف يصطاد سيأكل ك ّل يوم ،أمّا إذا عدنا إلى ما بدأنا به حول التقرير عن النوادي الليليّة ،فإ ّنه يكفي أن نشير إلى أنّ تركيبة المدن ونسيجها االجتماعيّ واحد ،فكيف بمدينة مثل حلب التي تع ّد محافظة بوعيها التقليديّ وهذا الوعيّ االجتماعيّ ال يتالشى بسهولة في انقسامات الحروب والجبهات ،إنّ ما يروّ جه أمثال أصحاب هذا التقرير حول انقسام حلب إلى جزء داعر وجزء شهيد هو أمر يندرج تحت التجييش اإلعالميّ لصالح فئة معيّنة تستهدف أن نتناسى ّ ضخها إلغاثة عائالت تلك حجم األموال التي ت ّم النسوة ،غير أ ّنها استقرّ ت في جيوبهم ،والدليل على ما نذهب إليه هو ما نجده من حال الكثير من السوريّات في بلدان النزوح ،وال نعني هنا أن ننفي تفاقم وضع تجارة الدعارة التي تستغ ّل ظروف الحرب ،غير أ ّننا بحاجة إلى أن نعرّ ي األسباب قبل محاكمة النتائج ،نحن بحاجة أن نقول ال للمتاجرة بالسوريّات إغاث ّيا ً لسرقة حقوقهنّ ومن ث ّم اتهامهنّ باالنحطاط األخالقيّ ،فالعاهرة قد ال تتم ّكن من الحديث عن الشرف ،لك ّنها تستطيع أن تخبرنا الكثير عن الصدق والكذب ،السرقة والمتاجرة بعوزها في الحرب ،فال ب ّد لنا أن نميّز ما بين األخالق اإلنسانيّة التي تناهض العنف ض ّد المرأة والشرف الجسديّ المستباح ،ومن م ّنا بال خطيئة فليرجمها بحجر.
م ّي الفارس www.allsyrians.org
10
العدد 20
/10كانون األول 2014/
قرقعة السالح واألغنية
في اإلعادة إفادة
«إذا أردّت أن تعرف حضارة بلد فامسع موسيقاه» كونفوشيوس كلمة موسيقى تتضمّن الغناء ،باعتبار أنّ األغنية -كلمة ولحنا ً -هي انعكاس وج��دان ومشاعر مجموعة بشريّة مح ّددة في الزمكان. كذلك ،كانت أغاني وأهازيج الثورة السوريّة ْ واكبت األغنية بسيطة وجميلة كلمة ولحناً ،فقد مراحل الثورة منذ بداياتها السلميّة ،وعب ْ ّرت عن مطالب السوريّين الذين خرجوا يهتفون للحرّ يّة وإس��ق��اط نظام االس��ت��ب��داد ،ولصدقها وجمالها ْ انتشرت بسرعة في ك ّل المدن واألرياف وبساطتها السوريّة ،رغم التباين في اللهجات المحلّيّة بين منطقة وأخرى. ل�����ك�����ن، وم��ع قرقعة السالح ،كان ال ب��� ّد لهذه األغ��ن��ي��ة من أن ت��ت��ل��وّ ث بهذه القرقعة، س��واء أكانت م���ن ج��ان��ب ا لمعا ر ضة : (ي���ا ماحلى ال��ن��وم على صوت الدبّابة) أغنية ك��ورال ،و(يا ماهر وي��اديّ��وس على راس��ك بدنا ندوس) غناء معن الجرجنازي ،أم كانت من جانب النظام( :يا أوباما ماهر بعدو بالبيجامه) أو (يا عرعور ويا عاهر وهللا ليدوسك ماهر) غناء بهاء اليوسف. ْ انحدرت مع ازدياد مستوى العنف ،بالطبع، ْ وأصبحت عبارة عن كالم األغنية أكثر فأكثر، بذيء سوقيّ ،فيه الكثير من السباب والشتائم والكلمات البذيئة التي يخج ُل المرء من التل ّفظ بها، لحن معروف و ُتغ ّنى بطريق ٍة تشبه ُتر ّكب على ٍ اإللقاء ،واألبشع هنا ،هو ز ُّج األطفال في هكذا أغاني. بعد أن ز ّج حزب هللا -على أسّس طائفيّة -
ْ واكبت األغنية – أيضا ً -هذا مقاتليه إلخماد الثورة، االنحدار ،فكانت األغنية المشبعة بالحقد الطائفيّ ْ جاءت كر ّد (احس ْم نصرك في يبرود) واألغنية التي عليها ،وبعيداً عن أغاني «المواالة والمعارضة» تسلّ ْ لت إلى كلمات األغاني العاطفيّة ،والتي ليس لها صبغة ثوريّة ،أسماء األسلحة ،لتعبّر بدورها عن الحالة المتر ّدية لوضع األغنية بشكل عام، وكنتيجة لتر ّدي ك ّل مناحي المجتمع ،فهذا «وفيق ي����غ����ن����ي ح��ب��ي��ب» ق��ل��ب��ي وال ( ا جر حي
ور ّ ْت�����داوي شي علييّ وال تفوتنا كمياوي) هنا ،اإلش��ارة إلى استخدام هذه األغنية للفظة (كيماوي) تحديداً ،لجعلها متداولة بشكل اعتياديّ ، وتفريغها من ماهيّتها الرهيبة. ّ مؤخراً ،انحدر المستوى ليصل باألغنية إلى ّ مؤخرة «فارس الحمزاوي» في أغنيته (لطيزي ال ترجعي) ،وليس مستغربا ً أن تصبح األغنية األكثر رواجا ً في «السوق» وخاص ًّة في المناطق ْ مازالت تحت سيطرة النظام ،وذلك تعبيراً من التي الالوعي عن حالة الهروب إلى األمام ،والتصفيق لك ّل جديد ،مهما كان سوق ّيا ً ورخيصاً ،وضمن محاوالت التورية لما فعله ويفعله من دمّر البلد،
حجاب النساء من اجلهة الدينيّة*
والتصفيق له. مع ظهور «داعش» وتم ّددها ،حمل الوافدون الجُدد معهم أغانيهم وجلّها مو ّ شاة بلكنة غير سوريّة حسب المنطقة الوافدة منها ،طبعا ً ْ اقتصرت األغنية على الصوت البشريّ ،سواء أكان غناء ْ وغدت األغنية عرجاء لغياب منفرداً أو كورال ّياً، نصفها اآلخر وهو الموسيقى ،لتحريمها شرعاً، ْ أصبحت إلقا ًء ملحّ نا ً أو ولم تع ِد األغنية أغنية ،بل أنشودة أو حُداء ،وتغي ْ ّرت شكالً ومضموناً ،فلم تعد أغنية حبّ وفرح ،بل لم تعد أغنية حياة ،وغدت أغنية موت واستشهاد، وف��ي أفضل األح���وال م��راث��ي رع��اع أح��ي��اء وقرقعة س��ل�اح ،وق��ت��ل وذب��ح الكافرين أع���داء ال��دي��ن، والمنشد األه�� ّم ل��ه��ذه األغ��ان��ي ه��و «أب���و بكر ا لحضر ميّ » ، وم����ث����ال ه���ذه األغ������ان������ي (ب��رش��اش��ات��ه��م ّ سطروا الملحمة) أو (وي��ا بغدادي يا مرهب األعادي) ،وأغنية (أفليس موتي في حياتي م��رّ ة ،لما ال يكون ختامها استشهادي) ،وبعد إعالن دولة الخالفة أُمِرنا جميعا ً بمبايعة الخليفة في أغنية (قوموا جميعا ً بايعوا البغدادي ،الفاطميّ الهاشميّ السادي) ،وال فرق أن تكون الكلمة من السيادة أو الساديّة والتسلّط ،حيث تمضي األغنية في كلماتها ل ُتع ّدد مناقب البغداديّ ، وال تختلف عن أيٍّ من األغاني التي تمجِّ د أيّ ْ زادت عليها أ ّنه هنا أمير ،ويشرّ فنا دكتاتور ،بل أن نفتخر بحسبه ونسبه على طريقة القبائل البدويّة قبل اإلسالم. فكيف سنتعرّ ف من خالل ك ّل هذه األنواع من القرقعة ،على الحضارة التي تح ّدث عنها الحكيم «كونفوشيوس»؟
أسعد شالش
الدولي من أن يقوم بدوره تجاهنا، «الب ّد للمجتمع ّ وإلاّ ستتنامى ظاهرة التطرّف» 2/1 أمحد الرمح :كاتب وباحث وداعية إصالح دي ّ ين ،له ع ّدة كتب مطبوعة وعشرات احملاضرات واملقاالت ،عضو اهليئة التنفيذيّة للكتلة الوطنيّة الدميقراطيّة ،من مؤ ّسسي جلان اجملتمع املدن ّي. وقدره وقدر الشعوب االنتصار دائما ً على الجالد واالستبداد.
تسعى صحيفة «كلّنا سوريّون» إلى تسليط الضوء باتجاه اإلسالم المعتدل من خالل صفحاتها، وفي هذا السياق أجرينا لقا ًء مع األستاذ أحمد الرمح كفاتحة لهذه الحوارات ،ننشر فيما يلي قسمه األوّ ل: السوري نازح، • اليوم ،نصف الشعب ّ ُعشره قُتل ،وق� ّ�وات النظام وطيرانه والتحالف الدولي يفتكون بمن تب ّقى .ثلث األرض السور ّية ّ بيد تنظيم «داعش» و ،...كيف يمكننا الحديث سوري بعد اآلن؟ عن مجتمع ّ
ك هناك أزم��ات كثيرة يعاني منها هذا الش�� ّ ّ المجتمع تولدت نتيجة تفحّ ش النظام والتنظيمات التي أس��اءت للثورة والمجتمع ،ولكن هذه هي الثورة وهذا ثمن الحرّ يّة ...ال توجد متعة في الدنيا إلاّ ولها ثمن مدفوع فكيف إذا كانت المتعة هنا هي الحرّ يّة؟ الب ّد من ثمن باهظ وهذه هو ديدن الثورات العظيمة واقرؤوا التاريخ .المشكلة هنا :في م َُعبِّرات ّ لتحزباته الثورة وعلى رأسها االئتالف الذي تفرّ غ وتك ّتالته وانشغل بخالفاته واختالفاته ونسي هذا المجتمع العظيم والمسكين ولم يعد يعره أيّ انتباه. وإذا لم يقم بالدور المطلوب منه تجاه المجتمع فإ ّننا أم��ام مخاطر نفسيّة واجتماعيّة وأخالقيّة خطيرة ته ّدد بنيته عندئذ ال معنى ألن نربح الثورة ونخسر المجتمع .هناك احتياجات كثيرة وكبيرة لهذا المجتمع إنْ لم يستطع االئتالف والحكومة المؤ ّقتة تأمين الح ّد األدنى منها فعليهما الرحيل ولنبحث عن بدل لهما .المجتمع أه ّم من الثورة أل ّنه الحاضن االجتماعيّ لها ومن أجله قامت الثورة. إنّ مجتمعنا مقبل على كارثة إنسانيّة والمطلوب من (مؤسّسات الثورة) االنتباه الحتياجاته قبل أن تتحوّ ل األمراض االجتماعيّة إلى وباء ،والب ّد للمجتمع الدوليّ أن يقوم بدوره تجاهنا وإلاّ ستتنامى ظاهرة التطرّ ف وسيغدو وطننا مالذاً للمستضعفين والمقهورين والمتطرّ فين.
الرمح :ربّما الحديث عن المجتمع السوريّ اآلن فيه غصّة وألم ولكن التاريخ سيتح ّدث عاجالً أم آجالً عن هذا المجتمع العظيم الذي عانى من ك ّل أنواع الظلم واالضطهاد باإلضافة للقتل والتشريد الوطني تقاعد ث ّم • ب��األم��س المجلس ّ ومع هذا لم يزل مصرّ اً على الهدف الذي خرج ائتالف قوى الثورة والمعارضة يتف ّكك ،ور ّبما من أجله ،أال وهو الحرّ يّة والكرامة والعدالة تتش ّكل أجسام جديدة للمعارضة ،هل هذا شيء االجتماعيّة التي ستتح ّقق بسقوط هذا النظام .اليوم السوري أصالً ،أم أ ّنه ناتج عن في بنية المجتمع ّ هناك مجتمع يعاني كثيراً تركه الجميع لمصيره مؤ ّثرات خارج ّية؟
newspaper@allsyrians.org
ثقافة
الرمح :سؤالك ،هل هذا في بنية المجتمع السوريّ ،فالجواب :نعم لع ّدة أسباب منها :أنّ المجتمع العربيّ عموما ً وال��س��وريّ خصوصا ً تسيطر عليه فكرة (كاريزما الفرد) بمعنى أ ّنه يجب أن يكون هناك قائد رمز يقود أيّة عمليّة تحوّ ل ثوريّ لكون (كاريزما الفكرة) غريبة عن ذهنيّته ألسباب تاريخيّة وسيطرة فكرة المخلّص الفرد تاريخ ّياً .ومنها أيضاً ،أنّ ثقافة التشاركيّة مغيّبة لدى المعارضة السياسيّة في حين تسيطر فكرة الحزب الواحد والقائد وهذه ثقافة تربّى عليها أكثر من جيل ،ومنها االستمتاع بثقافة القطيعة مع اآلخر الشريك في الهدف الثوريّ ،ألنّ غالبيّة المعارضة السياسيّة لم تخرج من تخندقها الحزبيّ ،وفكر الخمسينات والس ّتينات ،التي بُنيت على أساس :ما أراه الصواب المطلق وما يطرحه غيري الخطأ المطلق .وال ننسى سياسة النظام على مدى خمسين عاما ً التي دأبت على عمليّة زرع ثقافة التناحر واالختالف وعدم التوافق واالنسجام ما بين أبناء الوطن (عشائر ّيا ً وطائف ّيا ً ومناطق ّيا ً وحزب ّياً) وكلّنا ّ التشظي وتفتيت األحزاب يعلم كيف قام بعمليّة ّ التي قبلت أن تعمل تحت ظله ،فنحن أبناء هذه الثقافة والممارسة ولنا جنوح نحو التف ّتت واالنقسام ولذلك غير مستغربة .ولكنّ المستغرب أ ّننا النزال نمارس تلك الثقافة السيئة بعد قيام الثورة ونحن على يقين أ ّنها معوّ ق كبير من معوّ قات انتصار ّ المؤثرات الخارجيّة الثورة وخالص المجتمع .أمّا فقد لعبت دوراً مه ّما ً في عمليّة التفكيك واالنقسام والدول لها مصالحها ،ولكنّ العيب في المعيب في حالة الثورة السوريّة أن يرتهن الثائر والسياسيّ لتلك األجندات ليجعل منها أولويّة تتق ّدم على الهدف الثوريّ . ّ
حاوره :بشار فستق
اإلمام الشيخ حممّد عبده ()1905 – 1849
«..خوّ ْ لت الشريعة للمرأة ما للرجال من الحقوق ،وألقت عليها ّ الحق في إدارة أموالها تبعة أعمالها المدنيّة والجنائيّة؟ ،فللمرأة والتصرّ ف فيها بنفسها .فكيف يمكن لرجل أن يتعاقد معها من غير أن يراها ويتح ّقق من شخصيّتها؟! ومن غريب وسائل التح ّقق أن تحضر المرأة مغل ّفة من رأسها إلى قدميها ،أو تقف من وراء ستار أو باب ،ويقال للرجال :ها هي فالنة التي تريد أن تبيعك دارها أو تقيمك وكيالً في زواجها ُ بعت ،أو :و ّكلت ويكتفي بشهادة شاهدَ ين من مثالً ،فتقول المرأة: األقارب أو األجانب على أ ّنها هي التي باعت أو و ّكلت ،والحال أ ّنه ليس في هذه األعمال ضمانة يطمئنّ إليها أحد .وكثيراً ما أظهرت الوقائع القضائيّة سهولة استعمال الغشّ والتزوير في مثل هذه األحوال ،فكم رأينا أنّ امرأة تزوّ جت بغير علمها ،وأجّ رت أمالكها بدون شعورها ،بل تجرّ دت من ك ّل ما تملكه على جهل منها ،وذلك كلّه ناشئ من تحجّ بها وقام الرجال دونها يحولون بينها وبين من يعاملها. كيف يمكن المرأة محجوبة أن ت ّتخذ صناعة أو تجارة للتعيّش منها إن كانت فقيرة؟ كيف يمكن لخادمة محجوبة أن تقوم بخدمة بمنزل فيه رجال؟ كيف يمكن لتاجرة محجوبة أن تدير تجارتها بين الرجال؟ كيف يتس ّنى لزارعة محجوبة أن تفلح أرضها وتحصد زرعها؟ كيف يمكن لعاملة محجوبة أن تباشر عملها إذا أجّ رت نفسها للعمل في بناء بيت أو نحوه؟! وبالجملة ..فقد خلق هللا هذا العالم ،وم ّكن فيه النوع اإلنسانيّ ليتم ّتع من منافعه بما تسنح له قواه في الوصول إليه ،ووضع للتصرّ ف فيه حدوداً تتبعها حقوق، وسوّ ى في التزام الحدود والتم ّتع بالحقوق بين الرجل والمرأة من هذا النوع ،ولم يقسم الكون بينهما قسمة أفزاز (انفراد) ،ولم يجعل جانبا ً من األرض للنساء يتم ّتعن بالمنافع فيه وحدهنّ وجانبا ً للرجال يعملون فيه في عزلة عن النساء ،بل جعل متاع الحياة مشتركا ً بين الصنفين ،شائعا ً تحت سلطة قواهما بال تمييز. فكيف يمكن مع هذا المرأة أن تتم ّتع بما شاء هللا أن تتم ّتع به مما هيّأها له ،بالحياة ولواحقها من المشاعر والقوى ،وما عرضه عليها لتعمل فيه من الكون المشترك بينهما ،إذا حُظر عليها أن تقع تحت أعين الرجال ،إلاّ من كان من محارمها؟؟ ...ال ريب أنّ هذا ممّا لم يسمح به الشرع ولن يسمح به العقل.. لهذا رأينا أنّ الضرورة أحالت الثبات على هذا الضرب من الحجاب عند أغلب الطبقات من المسلمين ،كما نشاهده في الخادمات والعامالت وس ّكان القرى ،ح ّتى من أهل الطبقة الوسطى ،بل وبعض أهل العلياء من أهل البادية والقرى ،والك ّل مسلمون ،بل قد يكون الدين أمكن منه في أهل المدن!!. ْ وقفت المرأة في بعض مواقف القضاء خصما ً أو شاهداً، إذا كيف أ ّنه يسوّ غ لها ستر وجهها؟ مضت سنون والخصوم وقضاة المحاكم أنفسهم غافلون عمّا يه ّم في هذه المسألة ،متساهلون في رعاية الواجب فيها ،فهم يقبلون أن تحضر المرأة أمامهم مستترة الوجه ،وهي م ّدعية أو م ّدعى عليها أو شاهدة ،وذلك منهم استسالم للعوائد ،وليس يخاف ما في هذا التسامح من الضرر الذي يصعب استمراره فيما أظنّ .ذلك لعدم الثقة بمعرفة الشخص المستتر، ولما في ذلك من سهولة الغشّ . ك ّل رجل يقف مع امرأة موقف المخاصمة من همّه أن يعرف تلك التي تخاصمه .وله في ذلك فوائد كثيرة ،من أهمّها صحّ ة التمسّك بقولها ،وال أظنّ أ ّنه يسوّ غ للقاضي أن يحكم على شخص مستتر الوجه وال أن يحكم له ،وال أظنّ أ ّنه يسوّ غ له أن يسمع شاهداً كذلك .بل أقول :إنّ أوّ ل واجب عليه أن يتعرّ ف وجه الشاهد والخصم ،خصوصا ً في الجنايات ،وإلاّ فأيّ معنى لما أوجبه الشرع والقانون من السؤال عن اسم الشخص وس ّنه وصناعته ومولده؟ وماذا تفيد معرفة هذه األمور كلّها إذا لم يكن معروفا ً بشخصه؟! والحكمة في أنّ الشريعة الغرّ اء كلّفت المرأة بكشف وجهها عند تأدية الشهادة ،كما مرّ ،ظاهرة ،وهي تم ّكن القاضي من التفرّ س في الحركات التي تظهر عليه ،فيق ّدر الشهادة بذلك قدرها».. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *األعمال الكاملة لإلمام الشيخ مح ّمد عبده الجزء الثاني ،ص (– 107 )109الطبعة األولى ،دار الشروق.
www.allsyrians.org
العدد 20
ثقافة
وماذا تعرف عن عاشقة كانت أنا؟ وم����اذا تعرف عن خيبة عاشقة جاءتك خلسة عن الحرب والخوف مختبئة في ثياب العيد َفر ّدها قلبك مكسورة الخاطر؟ وم��اذا تعرف عن وجع الوقت؟ عن اس��ت��ه�لاك��ه دون ح���ذر ف���ي ح��زن مكرّ ر انتظاراً للذي ال يأتي؟ وماذا تعرف عن الحسرة التي يتركها الطريق فينا حين وألوّ ل مرّ ة نمشيه دون أن نف ّكر بالنظر خلفنا؟ وماذا تعرف عن قلب تسكنه الريح وتلعب فيه كطفلة يتيمة ال أهل لها؟ وماذا تعرف عن لعبة الموت والحياة التي ألعبها مع المسافات والحدود كي أعبرها ك ّل مرّ ة دون أن تأخذ قطعة من قلبي الذي أُحبّك به فتتركه ناقصا ً ووحيداً؟ وماذا تعرف عن الوطن اآلخر الذي لم يأكله الطغاة ولم تحاصره الدبّابات ،لك ّنه مات في حادث مروريّ غير مقصود؟ أنت ال تعرف شيئا ً عن حطب أيّامي الذي أحرقته َ كنت مريضا ً بي؛ فالحمّى التي أصابتك أمامك حين تسبّبت في رفع حرارتك ح ّتى لم تنتبه وقتها لك ّل ُ كنت أكثر حرصا ً على حياتك من ما حدث ،وأل ّنني ُ ونسيت أن أحمي جسدي من حبّك لي جعل ُتك تتعافى ُ َ وقعت أنا طريحة تماثلت للشفاء ح ّتى العدوى؛ وما إن األلم وضحيّة عدم االنتباه ،لك ّنك بدالً من أن تحضر لي بعض الثلج درّ َ بت َوردك على الطيران ودمعك على الجفاف ،وأضأت بي غرف المنزل المعتم كي ال ّ تتعثر فيقع قلبك دون أن تنتبه ،وحين نفذ زيتي كنت تعلّمت الرحيل جيّداً. لن أفرش طريقك نحوي بالورد بعد اآلن. خطاك التي درّ ب َتها على الهذيان في الشوارع العامّة ما ع ّد ُ ت أميّزها ،اختلطت عليّ آثارها مع خطوط الخراب في ك ّل مكان ،لن أنادي عليك ح ّتى لمرّ ة أخيرة ،ولن أتذرّ ع أنّ الج ّنيّة صرخت في فمي فأصابني الخرس، كما لن أص ّدق أنّ الوقت لم يكن في صالحك ،وحده الحبّ لم يكن في صالحك ،وحده قلبك الذي جرّ ني آالف المرّ ات من ذيل فستاني ليتفرّ ج على ألمي ويضحك له،
كان قادراً على اللعب في إبرة البوصلة كيفما يشاء فدفع حزني إلى الجدار وأدار ابتسامته العارية للنافذة.
/10كانون األول 2014/
نقابة الفنّانين أحد األفرع األمنّية لقاء مع الفنّان عامر السبيعي
عامر سبيع ّي «أبو رفيق» لكلّنا سوريّون: «والدي له ح ّجته يف موقفه وأنا أعلم أنّه أصيل» «أنا ال أتش ّرف بنقابة الفنّانني وأعتربها فرع أم ّ ين للنظام القمع ّي»
لن أبكي عليك بعد اآلن ،ولن أكسر الشمس على َ تعبت من الغربة بالط الغرفة كي أد ّفئ قدميك كلّما وفتحت حقائب نسيان الوطن كي تخلع ثيابك وترتديني، لن ّ أنظف عتبة البيت بأغنية أو رقصة نهاريّة ،ولن أترك الباب مفتوحا ً لقصائدك التي لم تكتبها بعد؛ ك ّل ما في األمر أ ّنني سأترك قلبي مفتوحا ً لتخرج منه ببط ٍء شديد فال يتف ّقد قفله بعد اآلن ،وال ي ُع ّد المرّ ات التي َ أضعت المفتاح. طرق َته فيها بعد أن المعطف الذي علّق َته باألمس وراء الباب ال يصلح مدفأة للشتاء القادم! أنا البعيدة عن العين؛ المبعدة عن القلب ،أف ّكر اآلن كيف أقتصّ لقلبي المهمل من يديك ّ بالزكام ال��ذي يأكلني كي الباردتين ،وكيف أحتفظ أصيبك يوما ً ما بالعدوى ،ث ّم أتعافى وحدي ،أنا الفكرة ُ ُ خسرت أسناني امتهنت المرض بك ح ّتى التي ال ُتقال؛ ُ وأصبحت أمتصّ الحروف وال ألفظها، واحداً تلو اآلخر لغتك المحدودة القليلة األلم والعابرة للمعنى كانت سببا ً في امتناعي عن مغادرة السرير ،وحدها العتمة فسّرت ُ رضيت بنعمة لي كلماتك وأقنعتني بجدوى الرضا. العمى كي ال أرى أخطاءك وخياناتك ،وص َمم ُ ّت روحي عن أخبارك الكثيرة التي جعلتني أزور الجحيم مئات ُ أمضيت األيام األخيرة من المرّ ات في الليلة الواحدة. حياتي أطلب الغفران من هللا وال أحصل عليه .أنا اللّبوة التي قتلت نفسها لكيال يأكل رجل مثلك قلبها. ْ ربطت حزنها بك لش ّد ْت َك معها لو أنّ امرأة غيري إلى قاع البئر ،لكنّ الفكرة ليست في موتك ،وال في حياتك؛ تكون الخيانة أحيانا ً ثمنا ً بخسا ً للهجر والتخلّي، ويصبح االنتقام تعويضا ً غير شريف لقلب امرأة أحبّت بشرف ،فيصبح الحبّ عندئذ عبئا ً يسهل التخلّص منه ببعض األدوية المضا ّدة للذاكرة ،وأنا لست تلك المرأة، ولذلك أبقي ُتك واقفا ً على قدميكُ ،تثقل التفاصيل كتفيك وتنهش قلبك ،وتحملني على ظهرك أبداً. َ كنت عاشقا ً لقتلتك! نعم لقتلتك ،لكنّ الذين ال لو يعرفون كيف يحبّون ال يمكن لهم أب��داً أن يعرفوا كيف يموتون من أجل فكرة مخلّفين وراءهم تاريخا ً وحضارات ال تفنى من الذكريات والكلمات.
ُسرى أمحد علّوش
11
والظروف أحكام فال أقسو عليه. كيف ترى مسار الثورة السوريّةح ّتى اللحظة؟ الثورة السوريّة سوف تنتصر ولكن ليس قبل التوحّ د واالندماج في بوتقة واحدة وهدف واحد هو إسقاط النظام المجرم. هل تجد أنّ النظام علويّ والثورةس ّنية أم أ ّنها ثورة شعب بك ّل أطيافه ض ّد حكم مستب ّد الدين له؟
ال يرقى الف ّنان إلى إنسانيّته إلاّ عندما يكون حرّ اً وصاحب موقف وهذا ما جلعنا في سورية ننظر إلى عالم الفنّ في الثورة ونقيّم من مع ف ّنه لجمهوره ومن مع ف ّنه لبالط السلطان وعندها سيكون الف ّنان العبد للسلطة والمال ليس سوى عابر في مزابل التاريخ. ومن واقع دردشة مع الف ّنان السوريّ عامر سبيعي ابن الف ّنان رفيق سبيعي «أبو صياح» نسلّط الضوء عن رأيه كإنسان أوّ الً وف ّنان ثانيا ً بواقع سورية بعد أكثر من ثالث سنوات من عمر الثورة ...
هل ترى أنّ الحالة اإلسالميّة الظاهرة علنا ً في سورية على ارتباط وأجندة بإسرائيل أيضاً؟ كيف لنا أن نفسّرها؟
بك ّل شرف أكون معك الفنان الحرّ عامر سبيعيّ ،اإلنسان موقف ما رأيك؟
ّ فخطتهم ضرب اإلس�لام ببعض خوفا ً من نعم خطر تم ّدده والزحف عليهم.
اإلنسان ابن بيئته .ال يكون إنسان إنْ لم يتآلف معها ويرعاها ،وبهذا يعبّر عن موقفه تجاه ما يجري عليها من مصائب وويالت.
مؤخراً نقابة الف ّنانين ّ ّ ممثلة برئيسها زهير ّ بحق العديد من الف ّنانين رمضان أصدرت قرارات األحرار .ما قولك في ذلك؟
حضرتك ابن عائلة عريقة ولها تاريخها في الفنّ السوريّ ،فهل تكسّرت هذه العراقة أمام موقف والدك من الثورة كشخص معروف منذ عقود؟
أنا ال أتشرّ ف بهذه النقابة وال أراها إلاّ أحد أفرع النظام القمعيّة وال يهمّني ما يفعلون.
لم تتكسّر العراقة أل ّنها أصيلة .والدي له حجّ ته في موقفه وأنا أعلم جيّداً أ ّنه أصيل ،ولكن للعمر
أنا أجد أنّ الحكم إسرائيليّ أميركي صرف .أمّا العلويّين وبقية الطوائف التي تقف مع النظام فهي أداة أشتروها كي يحاربونا فيها إ ّنه نظام مباع لليهود ياصديقي يحارب عنهم كي ال يوسّخون أيّاديهم بنا.
المه ّم غدا ماذا سنفعل نحن؟
إعداد وحوار :مازن امساعيل
المرأة والفردوس
قراءة في لوحات الفنّان ح ّمود شنتوت باريس) وتخرّ ج منها عام ،1984حائز على مجموعة من الجوائز في معارض ومسابقات محلّيّة ودوليّة أقام العديد من المعارض الفرديّة. يف الشكل الفنيّّ:
ال نستطيع التح ّدث عن المرأة والفردوس في اللوحة الحمويّة دون الوقوف عند تجربة الف ّنان حمود شنتوت ّ المحطات المهمّة في تطوّ ر هذا التي أراه��ا إحدى ّ وتمثل مح ِّدداً ها ّما ً بالنسبة المفهوم على صعيد الشكل، لما افترض من وجود مفاهيم مشتركة انتجت عناصر شكليّة خاصّة تطبع اللوحة الحمويّة. حمّود شنتوت من مدينة حماة مواليد 1956تخرّ ج من كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير بدرجة امتياز، تابع دراسته في المدرسة الوطنيّة الفرنسيّة (بوزار -
newspaper@allsyrians.org
ّ الخط المنحني يمتاز أسلوب الف ّنان باعتماده على ّ كخط أساسيّ في الصياغة الشكليّة للوحة وتغدو خطوطه هامسة ناعمة تنتمي إلى المنمنمات ،فرضتها مواضيع اللوحة التي تش ّكل المرأة جزءاً أساس ّيا ً ومحور ّيا ً فيها، ّ الخط المنحني فرض طبيعة بناء على اللوحة ،حيث إنّ ّ ّ اعتمد الفنان على األق��واس في بناء لوحته ،وقلما نشاهد لديه بنا ًء هندس ّيا ً للوحة ي��ع��ت��م��د على ّ الخط المستقيم، ه��ذا االعتماد على األق��واس في بناء اللوحة دف���ع بعناصر ال���ع���م���ل إل���ى مركز اللوحة وج����ع����ل م��ن ّ خط المنتصف ب��ؤرة ال يمكن ت���ج���اوزه���ا، ت��غ��دو اللوحة للناظر خالية من اإليقاع ،حيث ينخفض حضوره في العمل نتيجة ّ الخط واللون وتضيق وحداته و فتراته الهارمونيّة في ح ّتى تكاد ت ّتصل فيما بينها ،إذ يعتمد الف ّنان على إيقاع هادئ مهموس يضفي على اللوحة شاعريّة تتناسب مع أجواء الحلم باستثناء بعض اللوحات التي يحضر الجسد األنثويّ فيها عاريا ً ليفرض إيقاعه الطبيعيّ على اللوحة ،يقوم توازن اللوحة على المركز بشكل أساسيّ ممّا يوقعها في رتابة يفرضها استخدام المركز وما
يؤسّسه من توازن قائم على التناظر ،إنّ منهج التلوين الذي يستخدمه الف ّنان في لوحته وطريقة فرش األلوان على السطح باإلضافة للمجموعة اللونيّة الضيقة تجعل من اللون عنصراً خدم ّيا ً لشاعريّة الموضوع ويبتعد اللون عن مضمار التجريب بوصفه مكوّ نا ً أساس ّيا ً للوحة ،تتناغم عناصر اللوحة في بنية شكليّة منسجمة وال نجد أيّ نشاز بصريّ وتتم ّتع لوحاته بأسلوبيّة خاصّة في المعالجة إنّ هذا االنسجام يجعل من اللوحة بنية شكليّة مكتملة وتغدو العناصر الشكليّة من ّ خط ول��ون وبناء ومعالجة في وح��دة متماسكة يجمعها خصوصيّة األسلوب ووحدة الموضوع. اخل����ط����اب البصريّ: ل����م ت��خ��رج ل��وح��ة ال��ف�� ّن��ان ف����ي خ��ط��اب��ه��ا ال��ب��ص��ريّ عن مفهوم (ال��م��رأة الحلم والمكان ال���ف���ردوس)إلاّ أنّ حضور ال���م���رأة أصبح رئيس ّيا ً وتراجع حضور المكان ل��ي��غ��دو م��ج��رّ د ب��ي��ئ��ة ح��اض��ن��ة للموضوع ،إنّ المرأة الحلم ببعدها الحوّ ائيّ تقف عند المق ّدس المتخيّل وتحت سلطة المرغوب الشعبيّ ، تفتقر لوحة الف ّنان بخطابها البصريّ إلى هاجس البحث وتركن إلى مسلّمات جماليّة مختبرة ال يرغب الف ّنان في أن يحيد عنها ،إنّ سلطة النجاح والقبول أغلقت األفق التجريبيّ للوحة ،فالمرأة الحالمة في عزلتها المكانيّة الفردوسيّة تتكرّ ر في غالب اللوحات وتقتصر بعض التحسينات على الشكل وال تقترب من خطاب
اللوحة البصريّ ،ممّا يجعل المنظومة الجماليّة للعمل مغلقة ال تق ّدم بالمعنى المعرفيّ والثقافيّ أيّ جديد على المنظومة الجماليّة للمتل ّقي. لوحة الفنان وبالرغم من خصوصيّة األسلوب وشاعريّة المعالجة إلاّ أ ّنها نمطيّة في طرحها الجماليّ مرهونة باآلن واللحظة. لقد أضافت تجربة حمّود شنتوت على اللوحة الحمويّة أسلوبيّة جديدة وغدا مفهوم (المرأة -الحلم والمكان الفردوس) مستقرّ اً واضحا ً قابالً للعمل والبحث الشكليّ والمعرفيّ إذ اختصر (المكان -الفردوس) وحوّ له من عناصر نباتيّة تتأرجح ما بين الزخرفة والطبيعة الحيّة المستوحاة من فنّ المنمنمات إلى بيئة لونيّة خالصة تقوم على إضاءات خاصّة تنقل المكان إلى فضاء الحلم وشاعريّة المتخيّل وأ ّكدت لوحاته على حضور (المرأة – الحلم) بوصفها العنصر الرئيسيّ في اللوحة. هناك إنجاز على صعيد الصياغة الشكليّة واألسلوبيّة يفتقر إلى خطاب بصريّ أكثر بحثيّة وعمقا ً ممّا ق ّدمته اللوحة ،فالشاعريّة المفرطة قد تثير عالم العاطفة دون أن تحرّ ك عالم السؤال.
سهف عبد الرمحن
www.allsyrians.org
12
العدد 20
مقامات
/10كانون األول 2014/
مسعنا..
مسعنا ،شفنا ..وبدنا حنكي
أنّ شيخ حكماء وقانونيّ الشعب السوريّ األستاذ هيثم المالح أطلق فتواه الشهيرة بقبول توزير ك ّل من تق َّدم أحمد طعمة بترشيحهم ضمن تشكيله الوزاريّ ،ولو لم يحصلوا على نصف أصوات الحاضرين ،طبعا ً ليست مشكلتنا كيف أصدر هذه الفتوى وال ما هي المرجعيّة التي استند عليها ،المه ّم أنّ الخمسة الساقطين في االنتخاب صاروا ناجحين في فتوى المالح :ويا دار ما دخلك شرّ . ْ (وهيك طجّ ْ لعبت) ،وباشر الجميع مهامّهم اليوميّة كوزراء ،والبعض منهم بدأ يلمّح ت بتغيير فريق عمله واستبداله بمقرّ بين ،والبعض بات يُطلق التصريحات الر ّنانة حول ّ خطة عمل وزارته التي ستنسينا األخطاء والهفوات التي مرّ بها سابقوه ،ولكن وكما يقول المثل المصري« :الحلو ما يكملش» شفنا..
ّ لكل مقام مقال
متى يحكمنا إنسان؟
فهد ينافس كلب «غوغل»
منذ أواس��ط الستينيّات من القرن العشرين تعاقب على حكم سوريّة ثلّة من الحيوانات ،مارسوا الحكم بوسائل أق ّل ما يُقال فيها إ ّنها حيوانيّة
ّ تمت للبشر والتم ّدن بصلة. ال ال أعرف سببا ً مباشراً وحقيق ّيا ً إللحاق صفة (الجحش) على اسم الرئيس أمين الحافظ الذي تولّى حكم سوريّة بين تمّوز 1963 وشباط 1966لك ّنني أفترض أنّ مقرّ بين منه أطلقوا عليه (أبو عبدو الجحش) نظراً للغباء المفرط الذي أبداه في تعامله مع
وبليلة ما فيها ضوء قمر ،يلحس شيخنا المالح فتواه ،ويعترف بفتوى جديدة أطلقتها الكتل السياسيّة المش ّكلة لالئتالف -والتي ال يعرف هو على أيّها محسوب -ببطالن الفتوى السابقة واال ّتفاق على توافق الكتل جميعها بتقديم خمسة أسماء لوزراء خالل أيّام ،وسيت ّم اعتمادهم مباشرة ،يعني وبالمشرمحي على الكتل أن تتوافق فيما بينها على تقاسم هذه المقاعد الخمسة ،وأن تتوافق على هذه القسمة (وهيك ما بكون حدا مظلوم) والك ّل حصل على قطعة من قالب الكاتو الحكومي. بدنا حنكي.. ما عم نقدر نفهم كيف الشباب باالئتالف وباالجتماع الماضي بينتفوا ريش بعض وبتوصّل بيناتهم للشيطان الرجيم وبينسحب اللّي بينسحب وبيتك ّتل اللّي بيتك ّتل وبعدها ي ّتفق الجميع على أن يتوافقوا ،يعني فعالً القصّة بدها تفسير كيف ممكن يتوافقوا والواحد منهم ما ترك ع التاني ستر مغطى ،وعلى شو بدهم يتوافقوا يا ترى؟؟
يعني ببساطة القصّة وما فيها محاولة إرضاء الجميع وتوزير ك ّل الكتل عبر توافقها على حصصها في الوزارة ،يعني هو توافق على الحصّة وليس توافق على الهدف ،يعني الشباب قادرين يتوافقوا إذا الواحد منهم حصّل على حصّته ،يعني القصّة مو قصّة توافق القصّة كشف باحثون في الواليات الم ّتحدة عن الروبوت الفهد المنافس قصّة محاصصة. األبرز لروبوت «الكلب الكبير» الذي أطلقته شركة تابعة لغوغل. ال أعرف لماذا أتذ ّكر الجبهة الوطنيّة التقدميّة حينما تمرّ أيّة قصّة انتخابيّة في ائتالفنا وقال الباحثون إنّ روبوت الفهد يركض بسرعة 16كيلومتراً في الساعة ،ويقفز لنحو 40سنتيمتراً ،بينما يتفوّ ق روبوت غوغل العتيد.
انقالب العقيد جاسم علوان في تمّوز 1963لجهة تطهير الجيش أو «الكلب الكبير» بالقوّ ة ،فهو مخصّص لنقل التعزيزات إلى ومؤسّساته من ك ّل رفاق األمس ،ممّا أتاح الفرصة لالنقالب عليه القوّ ات العسكريّة. بدوره من قبل اللواء صالح جديد في شباط 1966 فضالً عن سوء إدارته للبالد خالل تلك الفترة المضطربة
ت جيتي». وال أعرف لماذا أتذ ّكر مثل ج ّدتي الشعبيّ « :تيتي تيتي متل ما رح ِ
حسني برو
سباق ضاحية “شهداء النهر”
وتعامل أدوات نظامه القمعيّة مع المجتمع والتطبيقات االشتراكيّة ّ الفظة ،فضالً عن فضيحة الجاسوس اإلسرائيليّ الشهير (إيلي أقيم صباح يوم الثالثاء 2 كوهين) وربّما ك ّل تلك السلوكيّات واألحداث مجتمعة منحته تلك كانون األوّ ل 2014أوّ ل سباق الصفة بجدارة. ضاحية في المناطق الخارجة أعقبه في حكم البالد بعد سنوات من االضطراب والمؤامرات عن سيطرة النظام ،في «المدينة كما هو معروف األسد األب الذي أطاح بك ّل رفاق السالح واستأثر األخطر في العالم» مدينة حلب. بسوريّة وجيشها وبعثها واقتصادها وأدار حكم البالد بالحديد والنار وب���دأ ال��س��ب��اق ال���ذي يبلغ والقمع وشراء الذمم والوالءات وإفساد التعليم والمجتمع ،وتم ّكن طوله 3ك��م م��ن أم��ام مشفى خالل سنوات حكمه المديد من تأميم السياسة في المجتمع وتحويل «الشهيد قتيبة أبو يونس» بحيّ سوريّة إلى مستنقع آسن ال تنمو فيه إلاّ األشنيّات والطحالب بستان القصر ،مروراً بالساحة فأفسد البالد والعباد وانتهك منظومة القيم الوطنيّة والمجتمعيّة مُذ الرئيسيّة لحيّ الكالسة ،ومن ث ّم العودة إلى نقطة االنطالق. باشرت جحافل جيشه انتهاك األعراض واستباحة األموال خالل شارك في السباق نحو 30متسابقا ً من ع ّدة مجالس أحياء وهيئات مدنيّة، أحداث الثمانينات ،وأحال المجتمع السوريّ إلى خراب بأن أحاله وامتاز السباق بالتنظيم الجيّد ،حيث تواجدت 3سيّارات شرطة من قسمي إلى روابطه الما دون وطنيّة لتسهل السيطرة عليه وافتراسه. مع دخولنا األلفيّة الثالثة ورث سوريّة ولد معاق ذهن ّياً ،لم
التح ّول في مكافحة مرض اإليدز
يكتف بالدولة األمنيّة العميقة التي نصّبته ،بل توسّعت إمبراطوريّته األخطبوطيّة لتشمل ك ّل مناحي حياة السوريّين ،فابتلع هو ّ لمنظمة الصحّ ة ذك��ر تقرير وعصبته اقتصاد البلد ومق ّدراته وطفت على السطح مافيات جديدة ال��ع��ال��م��يّ��ة ،أنّ ع���دد المصابين أكثر نهما ً وشراهة البتالع ك ّل شيء وترك السوريّين نهبا ً للجوع بالفيروس المسبّب لإليدز خالل والفقر والبطالة. ال��ع��ام ال��م��اض��ي ،أق��� ّل م��ن ع��دد لم يتقبّل الطاغية فكرة أن يثور السوريّون عليه ،فكيف لعبيد المرضى الذين يحصلون على أدوية السخرة في المزرعة األسديّة أن تتمرّ د وتثور على (سادتها) ؟!! يعتمدون عليها مدى الحياة للسيطرة فكان أن أحرق البلد ودمّر مرتكزاتها وأدخلها نفقا ً لن تخرج منه على المرض ،وهذه «نقطة تحوّ ل معافاة لعقود طويلة. هامّة في مواجهة المرض» بحسب ّ يتنطع علينا اليوم مديرة سياسة الصحّ ة العالميّة إرين وفي حمأة معارك اإلفناء من أجل البقاء (نمراً) ال يتقن إلاّ افتراس السوريّين ونهش أجسادهم وتدمير هولفيلدر. مدنهم وقراهم ،يوغل في القتل واإلبادة وترتفع أسهمه اضطراداً يا مارك يا تافه ..ب ّدك كحام «لألقليّة العلويّة مع ارتفاع منسوب جرائمه ،فيسوّ ق ٍ تسرق بوستات الناشطين المعرّ ضة لخطر اإلبادة على ي ّد الس ّنة اإلرهابيّين» السوريين؟؟ بديالً عن األسد المهزوم الذي يُضحّ ي باآلالف من شباب كأنو أهلك ما علّموك الطائفة على مذبح سلطانه فحسب. حقوق الملكية الفكرية ّ أهو الحظ العاثر للسوريّين ألاّ يكون ح ّكامهم إلاّ من فصيلة والمادة ( ... )111اللي الحيوانات؟ أصغر ولد بسوريا بيعرفها ...م��و ناقص غير لك ّنني متيقن أ ّنه ألجل من قال يوما ً (أنا إنسان ..ماني حيوان تسرق مـ ّنـا أساليب الشتائم والمهاترات ونشر الغسيل !!..لك نحنا أصغر ناشط عنا مدير لـ 4 وهالعالم كلّها متلي) فلن يحكم سوريّة بعد اليوم إلاّ ..إنسان. صفحات ثورجيةَ ...وي َْح ُكم ..من أنتم؟!!
غزوان قرنفل
المدير العام
رئيس التحرير
توفيــق دنيـــا
بسام يوسف َ
newspaper@allsyrians.org
هيئة التحرير حسين برو ّ - بشار فستق غزوان قرنفل -ثائر موسى -عزّة البحرة
الزبديّة والكالسة رافقت السباق، كما شهد السباق حضوراً إعالم ّيا ً كثيفاً ،حيث حضرت المراكز اإلعالمية الفاعلة في حلب. حصد المركز األوّ ل أحمد الصالح فيما ح ّل بكري الصبّاغ ثانياً ،وأحمد غزال ثالثاً ،و تسلّم صاحب المركز األوّ ل كأس البطولة بحضور مجموعة من الفعاليات المدنية وأعضاء من مجلس مدينة حلب. بقي أن نذكر ،أنّ السباق من تنظيم الهيئة العامّة للشباب والرياضة وبرعاية من راديو نسائم سورية.
الكتاب المن ّوع
اف ُتتـح اإلثنين 8كانـون األوّ ل الحـالي، معـرض الكتـاب الســنويّ ِ المنـوّ ع ،لـ «دار نون 4للنـشــر» بالتعـاون مع مدرســة المميّزون في غـازي عينتـاب. المعرض ،ال��ذي أقيم يســتمرّ ِ في مقرّ المدرســة ،يوم ّيا ً من 10 صباحا ً وح ّتى 9مســا ًء ولغاية الســبت 13من هذا الشــهر.
ويضـ ّم نحو 100عنوان في مختلف المواضيع ،والدعـوة عامّـة.
ع��ن��دم��ا ت��ت��س��وّ ق��ون ف���ي أق���� ّل م���ن ث�لاث وتأخذون ألنفسكم وأوالدكم دقائق ،يتذ ّكر الشابّ حياته وأطفالكم مالبس شتويّة السابقة ،وكيف أُجبر خالل ال ترموا المالبس القديمة أربع سنوات على التحوّ ل فهناك من يحتاجها. إلى أن يحمل «البارودة» بعد أن اس ُتشهد اثنان من أم تولين اتحادية رفاقه .وهو يضع اآلن ك ّل االحتماالت نصب عينيه، عندما ترى الناس يموتون بالبراميل بالرصاص لك ّنه على يقين من أنّ « األكيد ما رح نرجع عبيد» بالمفخخات حرقا ً نحراً ّ بالقذائف بالصواريخ http://www.youtube.com/watch?v=ZAkKj7lyeaU ...واستنشاقاً ،فاعلم أ ّنهم سوريّون.. ُنشر هذا الفيديو في 2014 – 11 – 28 عبد الكريم بدرخان نادر خيام
االخراج الفني منير األيوبي
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org