جريدة كلنا سوريون العدد31

Page 1

‫املعارضة السوريّة تتّهم النظام‬ ‫بالتخطيط جلرمية حضاريّة يف‬ ‫تدمر‪ ،‬وحت ّذر من املخاطر اليت‬ ‫ستنجم عن تنفيذ هذه اخلطة‬ ‫حب ّق املدينة األثريّة‪ ،‬وتطالب‬ ‫من ّظمة «اليونسكو» بالتح ّرك‬ ‫العاجل حلماية املدينة‪ ،‬خّ‬ ‫واتاذ‬ ‫اإلجراءات الالزمة لد ّق ناقوس‬ ‫اخلطر وحتميل اجملتمع الدول ّي‬ ‫مسؤوليّاته‪.‬‬

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي‬ ‫جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين سور ّي جامع‪ ،‬يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ /21‬أيار ‪2015 /‬‬

‫اإلقامات في تركيا‬

‫‪ - 1‬أن يكون لديه جواز سفر ساري‬ ‫المفعول‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن يكون لديه إقامة ال تق ّل عن‬ ‫س ّتة أشهر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ألاّ يقــ ّل الراتــب المقــرّ ر‬ ‫لــه عــن الحــ ّد األدنــى لألجــور‬ ‫المقــرّ رة فــي تركيــا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن يكــون ضمــن مـالك الشــركة‬ ‫طالبــة اإلذن خمــسة أتــراك مقابــل ك ّل أجنبــيّ ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ألاّ يقــ ّل رأســمال الشــركة عــن \‪ \100‬ألــف ليــرة تركيــّة‬ ‫أو مبيعاتهــا عــن \‪ \800‬ألــف ليــرة تركيــّة ســنو ّياً‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إذن عمــل الطبيــب ويُمنــح لــه بعــد معادلتــه الشــهادة مــن‬ ‫رئاســة التعليــم التركيّــة والحصــول علــى إذن وزارة الصحّ ــة‬ ‫لمزاولــة المهنــة باإلضافــة إلتقــان اللغــة التركيّــة بشــهادة مــن‬ ‫مؤسّســة رســميّة معتمــدة‪.‬‬ ‫ص‪9‬‬

‫رحلتان إلى معقلين‬

‫لعنة الطائفيّة‬ ‫«حب ّجة» إسقاط النظام هو اهلدف‬

‫استهداف المشافي وال سيّما الميدانيّة منها باتت مهمّة شبه يوميّة لطيران النظام الحربيّ والمروحيّ في‬ ‫ريف إدلب وأغلب حاالت هذا القصف تر ّكزت على مشافي معرّ ة النعمان وسراقب وأيضا ً مشفى باب‬ ‫الهوى الحدوديّ الذي يستقبل الكثير من المصابين من المناطق الشماليّة الذين كانوا ضحيّة القصف‬ ‫المتواصل لقوّ ات النظام على تلك المناطق التي تع ّد أغلبها محرّ رة‪....‬‬ ‫ص‪6‬‬

‫من صيدنايا إلى الغوطة الشرقية‬

‫مؤلّف هذا الكتاب صحف ّي‬ ‫ُعرف على نطاق واسع عرب‬ ‫برناجمه «س ّر ّي للغاية» على‬ ‫قناة اجلزيرة القطريّة‪،‬‬ ‫حاصل على املاجستري يف‬ ‫الصحافة التلفزيونيّة‬ ‫من اجلامعة األمريكيّة يف‬ ‫القاهرة عام ‪ ،1992‬عمل يف‬ ‫هيئة اإلذاعة الربيطانيّة‪ ،‬ث ّم‬ ‫يف وكالة أسوشيتدبرس‪،‬‬ ‫قبل أن يسهم يف‬ ‫تأسيس مكتب لقناة‬ ‫اجلزيرة يف لندن‪.‬‬

‫من هو زهران علّوش؟‬

‫ص‪10‬‬

‫كثر الحديث عن قائد جيش اإلسالم‪،‬‬ ‫«زهران علّوش» وتداولته األقاويل‪،‬‬ ‫ت��ارة يظهر بمظهر البطل المقاوم‬ ‫الذي وقف في وجه النظام‪ ،‬وتارة‬ ‫أخرى بمظهر الباطش والقاتل‪،‬‬ ‫فال يو ّفر أحد من مخالفيه إلاّ‬ ‫ويحاربهم‪ ،‬مرّ ة هو مع الجيش‬ ‫الحرّ ‪ ،‬وفي أخرى هو من غالة‬ ‫السلفيّين المتشدّدين‪ ،‬تحالف مع النصرة‬ ‫بجانب‪ ،‬وح��ارب «داع��ش» في المقلب‬ ‫اآلخر‪ ،‬تارة هو المحبّ لألطفال والمساعد للمحتاجين‪ ،‬وفي أخرى يموت األطفال في‬ ‫مناطق سيطرته من الجوع بينما مخازنه تتكدّس فيها المواد الغذائيّة‪.‬‬ ‫فمن هو إذن زهران علوش؟‬ ‫«محمّد زهران علوش» من مواليد مدينة دوما في الغوطة الشرقيّة في ريف دمشق‪،‬‬ ‫والده الشيخ «عبد هللا علوش» من مشايخ دوما المشهورين‪ ،‬والمعروف بالتمسّك‬ ‫بمنهج أهل الس ّنة والجماعة (السلفيّة) والدعوة إليه‪.‬‬ ‫الس ّنة والجماعة (السلفيّة) والدعوة إليه‪ .‬درس العلم منذ الصغر اقتدا ًء بوالده‪ ،‬وتل ّقى‪....‬‬

‫مهب الريح‬ ‫تدمر في قلب المعركة وآثارها في ّ‬ ‫تركيا تسقط طائرة سورّية‬ ‫ربا ال تنتهي قبل أن أغادر السلطة”‪.‬‬ ‫أوباما‪ “ :‬احلرب يف سورية مّ‬ ‫بعد المعارك الدائرة في ريف حمص الشرقيّ ‪،‬‬ ‫وفي منطقة تدمر بالتحديد‪ ،‬وبعد التقدّم الواضح‬ ‫لقوّ ات تنظيم «داع��ش»‪ ،‬ظهرت الكثير من‬ ‫المخاوف على مصير المدينة األثريّة فيها‪ ،‬وقد‬ ‫ا ّتهمت المعارضة السوريّة النظام بالتخطيط‬ ‫لجريمة حضاريّة في تدمر‪ ،‬وقال االئتالف‬ ‫الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة‬ ‫في بيان ل��ه‪« :‬إنّ النظام ال��س��وريّ يؤلّف‬ ‫مشهداً إجرام ّيا ً جديداً يؤدّي أدواره عناصر‬ ‫«داعش»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االئتالف الوطني يحذر من المخاطر التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحق المدينة‬ ‫الخطة‬ ‫ستنجم عن تنفيذ هذه‬ ‫األثريّة‪ ،‬ويطالب ّ‬ ‫منظمة «اليونسكو» بالتحرّ ك‬ ‫العاجل لحماية المدينة‪ ،‬وا ّتخاذ اإلج��راءات‬ ‫الالزمة ّ‬ ‫لدق ناقوس الخطر وتحميل المجتمع‬ ‫الدوليّ مسؤوليّاته‪.‬‬ ‫وقد كانت طائرات النظام الحربيّة والمروحيّة‪،‬‬ ‫قد ش ّنت يوم الجمعة ‪ 15‬أيّار‪ ،‬عدّة غارات‬ ‫بالصواريخ الفراغيّة استهدفت قرية «أورم‬ ‫ال��ك��ب��رى» ومدينة «األت����ارب» ف��ي ريف‬ ‫حلب الغربيّ ‪ ،‬وطريق «الكاستيلو» ومدينة‬

‫االفتتاحية‬

‫وضع المشافي في ريف إدلب‬

‫يسجّ ل فوده في كتابه تفاصيل الرحلة التي‬ ‫قام بها لمقابلة المسؤول العسكريّ لتنظيم‬ ‫«القاعدة» خالد شيخ محمّد‪ ،‬والمنسّق‬ ‫العا ّم لهجمات الحادي عشر من أيلول‬ ‫‪ 2001‬على الواليات الم ّتحدة رمزي بن‬ ‫الشيبة‪.‬‬ ‫ث � ّم دخوله ال��ع��راق من سورية بشكل‬ ‫غير قانونيّ ليحصل على مادّة صحفيّة‬ ‫استقصائيّة عمّا سمي بالجيش اإلسالميّ‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫ويسرد فوده بشكل شائق قصّة سفره إلى الباكستان ووصوله إلى مدينة كراتشي بدءاً‬ ‫من الجزء األوّ ل في كتابه‪ ،‬وصوالً إلى إجراء الحوار هناك مع أه ّم شخصيّتين وهما‬ ‫بن شيبة وشيخ محمّد‪ ،‬مرور عام على هجمات أيلول‪.‬‬ ‫يرسم الكاتب صورة البن شيبة واصفا ً إيّاه بالرجل العقائديّ والهادئ والمستريح‬ ‫القسمات‪ ،‬الواثق من نفسه‪ ،‬إضافة إلى أ ّنه رجل دين‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك يصف‬ ‫فوده الشيخ محمّد على أ ّنه‪ :‬لم يكن رجل فكر ودين‪ ،‬بل هو رجل تخطيط عمليّ ‪ ،‬ح ّتى‬ ‫أ ّنه ينعته بـ‪ :‬ضحل المعرفة بأمور السياسة والدين‪ ،‬وبأ ّنه‪ :‬ليس خطيبا ً مفوّ ها ً مقارنة‬ ‫بابن الشيبة‪.‬‬

‫احمل ّرر السياس ّي‪ /‬وكاالت‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫إدلب – من قلب الحدث‬

‫ّ‬ ‫حق العمل وإذن العمل‬

‫قراءة في كتاب‬

‫العدد ‪- 31 -‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫«حريتان» في ريف حلب الشماليّ ‪ ،‬ومدينة‬ ‫«منبج» بريف حلب الشرقيّ ‪ ،‬وسط أنباء عن‬ ‫وقوع مجزرة كبيرة في مدينة «مبنج» أدّت‬ ‫إلى استشهاد أكثر من ‪ 90‬مدن ّياً‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫استهداف عدّة مواقع مدنيّة في مدينة «منبج»‬ ‫الخاضعة لسيطرة «داعش» بريف حلب‪ ،‬من‬ ‫بينها فرن ومح ّل لبيع المحروقات‪.‬‬ ‫وفي يوم السبت ‪ 16‬أيّار قامت الطائرات‬ ‫الحربيّة للنظام باستهداف سوق تجاريّ في‬ ‫مدينة «س��راق��ب»‪ ،‬و «كفر عويّد»‪ ،‬راح‬ ‫ضحيّتها ‪ 48‬شهيداً‪ ،‬بينهم عدد من األطفال‬ ‫والنساء‪ .‬وذكر الناشطون أنّ عدد الشهداء قابل‬ ‫للزيادة بسبب العدد الهائل من الجرحى في‬ ‫حاالت خطيرة‪ .‬وقد كان وزير الدفاع التركيّ‬ ‫«عصمت يلمز» قد أ ّكد السبت ‪ 16‬أيّار أنّ‬ ‫مقاتالت تركيّة أسقطت مروحيّة سوريّة‬ ‫انتهكت المجال الجوّ يّ جنوب تركيا‪ .‬فيما نفى‬ ‫التلفزيون السوريّ التقارير التي أفادت بأنّ‬ ‫مقاتلتين تركيّتين أسقطتا طائرة سوريّة‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«إنّ طائرة صغيرة من دون طيّار هي التي‬ ‫تتمة ص‪2‬‬ ‫ت ّم إسقاطها»‪.‬‬

‫ص‪5‬‬

‫حصار وتجويع واغتياالت‬

‫الطائفي‬ ‫أمريكا ‪ ...‬والوحل‬ ‫ّ‬ ‫يوحل السوريّون يوما ً بعد يوم أكثر في‬ ‫االصطفاف الطائفيّ ‪ ،‬فمع انتقال الفصائل‬ ‫المعارضة إلى التسليح ازدادت االحتقانات‬ ‫الطائفيّة وتمظهرت على شكل حصار وتجويع‬ ‫لمدن وق��رى واغتياالت وجرائم كراهية‬ ‫متبادلة على أس��اس‬ ‫االن��ت��م��اء الطائفيّ ‪،‬‬ ‫وكان للدول اإلقليميّة‬ ‫ومن ورائها الغرب وأمريكا بالذات الدور األكبر في تجيش المشاعر‬ ‫الطائفيّة‬ ‫ص‪3‬‬

‫الدستوري‬ ‫اإلعالن‬ ‫ّ‬

‫ســورية ومالمح الدستور الجديد‬ ‫ع��ن��د ك�� ّل‬ ‫ت�����ح�����وّ ل‬ ‫ث��������وريّ‬ ‫ف��ي العالم‬ ‫ي ّتجه تفكير‬ ‫السّاسة الجُدد للمالمح الدستوريّة للدولة الجديدة‪ ،‬فالدستور هو أه ّم ركائز‬ ‫بناء الدولة‪.‬‬ ‫الع ْقد االجتماعيّ الجديد وهو الضّابط للخيارات‬ ‫ولمّا كان الدّستور هو َ‬ ‫األساسيّة‪ ،‬فإ ّنه يســــتلزم بالدرجة األولى التوافق الوطنيّ ال ّ‬ ‫شامل حول‬ ‫المالمح العامّة لدولة المستقبل‪.‬‬ ‫ص‪6‬‬

‫سرق اإلسالميّون الثورة‪ ،‬وألبسوها ثوبا ً لم يفصّله لها من‬ ‫قاموا بها‪ ،‬فالثورة لم يقم بها اإلسالميّون‪ ،‬ال بل انضمّوا‬ ‫لها فيما بعد‪ ،‬ولم تقم الثورة من أجل صيغة حكم محددة‬ ‫مسبقة‪ ،‬بل قامت لخالص الشعب السوريّ من االستبداد‬ ‫والفساد الذي عاث في سورية طوال عقود‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سكت الكثيرون عن هذه السرقة الفضيحة متعللين بأنّ‬ ‫إسقاط النظام هو الهدف الذي ينبغي من أجله السكوت عن‬ ‫كثير من القضايا األساسيّة على اعتبار أ ّنها األ ّقل أهميّة‪.‬‬ ‫اآلن يأخذ الطائفيّون سورية إلى التقسيم‪ ،‬وتحت الشعار‬ ‫نفسه (إسقاط النظام وانتصار الثورة‪ ،‬من جهة‪ ،‬والخوف‬ ‫من التطرّ ف والموت من جهة أخرى)‪ ،‬فهل يجب علينا أن‬ ‫نمارس نفس السكوت اتجاه وأد سورية؟؟‪.‬‬ ‫َمن يعلو صوته الطائفيّ كثيراً واضعا ً في خلفيّة صخبه‬ ‫العالي قصص الموت والتهجير والفظائع‪ ،‬يرتكب نفس‬ ‫البشاعة التي ينسبها لآلخرين والتي يضعها في خلفيّة‬ ‫صراخه العالي‪ ،‬إ ّنه ببساطة يدفع بسورية إلى حيث ال‬ ‫تريد سورية وال يريد َمن قام بالثورة ألجل سورية‪.‬‬ ‫َمن يزعم أنّ االبتعاد عن الخوض في الطائفيّة اليوم‬ ‫هو محاولة لتبرئة مجرمين‪ ،‬هو ك��اذب ألنّ محاكمة‬ ‫المجرمين لن تت ّم إلاّ عبر الصيغة الوط ّنية بينما ستنقذهم‬ ‫الصيغة الطائفيّة‪ ،‬والتقسيم وحده هو باب النجاة لكثير‬ ‫من المجرمين الذين يجب أن تطالهم يد العدالة‪َ ،‬من يريد‬ ‫محاكمة المجرمين وإنقاذ سورية عليه أن يدفع باتجاه‬ ‫الصيغة الوطنيّة ال باتجاه الصيغة الطائفيّة‪.‬‬ ‫هناك فرق كبير بين االختالف في وجهات النظر سياس ّياً‪،‬‬ ‫وبين تأييد المجرمين والقتلة‪ ،‬فالتأييد لوجهة نظر سياسيّة‬ ‫شيء وتأييد اإلجرام شيء آخر‪ ،‬وكما أنّ اإلجرام خارج‬ ‫الحقل السياسيّ ومجاله هو القضاء‪ ،‬كذلك المؤيّدون له‪،‬‬ ‫هم خارج الحقل السياسيّ ومجالهم أيضا ّ مجال القضاء‬ ‫والعدالة‪ ،‬فليس من االختالف في شيء وليس من السياسة‬ ‫في شيء وليس من األخالق وال الوطنيّة أن تعتبر وقوفك‬ ‫إلى جانب القاتل أو المجرم رأ ّيا ً سياس ّياً‪.‬‬ ‫لع ّل الطائفة األكثر حاجة في ه��ذه المرحلة للقضاء‬ ‫وللمحاكمات الش ّفافة العادلة هي الطائفة العلويّة‪ ،‬إنّ‬ ‫محاكمة القتلة والمجرمين هو الطريق الوحيد الستعادة‬ ‫الطائفة العلويّة لمكانها الطبيعّي ضمن لوحة المجتمع‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وإنّ طيّ صفحة هذه المرحلة بال محاكمات‬ ‫(على الطريقة اللبنانيّة) سيحمِّل هذه الطائفة وزر أفعال‬ ‫لم ترتكبها وقد تحمل هذا الوزر فترة طويلة من الزمن‪،‬‬ ‫فالعدالة الحقيقيّة تؤسّس لوطن‪ ،‬بينما يفتك به إغفال العدالة‬ ‫وطمس هذه الجرائم وإخفاء الفاعلين الحقيقيّين لها‪.‬‬ ‫يشبه ما تصرّ فت به المعارضة السوريّة حيال الطائفة‬ ‫العلويّة إلى ح ّد كبير تصرّ ف حافظ األسد حيالها‪ ،‬فكما‬ ‫استباحها حافظ األسد وعائلته وعصابته وجعلوا منها‬ ‫غطاء ومك ّبا ً لك ّل جرائمهم وبشاعاتهم‪ ،‬ها هي المعارضة‬ ‫تستبيحها أيضا ً وتلقي على كاهلها قذاراتها وأخطاءها‬ ‫‪ ...‬باختصار الطائفة العلويّة اآلن مستباحة من الجميع‬ ‫كاألرض المشاع ك ّل يريد المتاجرة بها ‪ ،...‬ال شيء‬ ‫يوضّح هذه الحقيقة ويضعها في مسارها الوطنيّ الصحيح‬ ‫إلاّ العدالة والشفافيّة في تحميل المسؤوليّة على َمن‬ ‫يتحمّلها فعالً‪ .‬لعلّنا في هذه المرحلة في تاريخ سورية‬ ‫نحتاج أكثر ما نحتاج إلى الجرأة في تحمّل المسؤوليّة‬ ‫والجرأة في تحميل المسؤولية لمن ارتكبوا األخطاء التي‬ ‫حدثت في هذه الثورة‪ ،‬بصياغة أخرى أكثر ما نحتاجه هو‬ ‫الشفافيّة والوطنيّة في إنصاف الحقائق وقولها مهما كانت‬ ‫قاسية وجارحة‪َ .‬من يريد الخالص لسورية اآلن‪ ،‬و َمن‬ ‫يريد قيامة سورية كما أراد َمن ثار لها‪ ،‬فإنّ عليه أن يلتفّ‬ ‫حول محدّدات وطنيّة واضحة‪ ،‬وعلى ك ّل القوى السياسيّة‬ ‫والدينيّة واالجتماعيّة أن تشتغل اآلن على مشروع وطنيّ‬ ‫واض��ح ج � ّداً وش ّفاف ج�� ّداً‪ ،‬ويجيب على ك ّل هواجس‬ ‫السوريّين حول وطنهم ودولتهم القادمة‪ ،‬لكن يجب أن‬ ‫نتذ ّكر دائما ً وألاّ يغيب عن بالنا أبداً أ ّنه ليس هناك ما هو‬ ‫أه ّم من إيقاف التقسيم وفضح حوامله الداخليّة والخارجيّة‬ ‫وفي مقدّمتهم الطائفيّون‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪31‬‬

‫السنة الثانية‬

‫تجلّيات الحرب اإلقليمّية‬ ‫في سورية‬

‫السياسي الراهن‬ ‫المشهد‬ ‫ّ‬

‫سورية والمستقبل‬

‫ربّما‪ ،‬يرى بعض المتشائمين بأنّ بلدنا‬ ‫سورية أصغر من أن ّ‬ ‫يجزأ‪ ،‬وقد تكون‬ ‫ّ‬ ‫هذه الرؤية صحيحة إذا ما قارناها من‬ ‫حيث المساحة مع العديد من الدول‬ ‫كمصر أو السودانين وتركيا أو إيران‪،‬‬ ‫ولكنّ بعض المتفائلين لهم نظرة‬ ‫مغايرة تماما ً عندما يقارنون مساحتها‬ ‫بلبنان وقطر والبحرين أو الفاتيكان‬ ‫وإمارة موناكو‪ .‬فعلى الرغم من أنّ‬ ‫لبنان التي ال تتجاوز مساحته مساحة‬ ‫محافظة حمص السوريّة ومع ذلك‬ ‫يت ّم الحديث كثيراً عن تقسيمها لثالث‬ ‫دول على األقلّ‪ ،‬باعتبار أنّ ذلك ح ّل‬ ‫لمشكلة فقدان التجانس واالنسجام‬ ‫االجتماعيّ والطائفيّ والسياسيّ فهذا‬ ‫أفضل وأق� ّل تكلفة من االلتجاء إلى‬ ‫السالح والتناحر من حين آلخر والتي‬ ‫تمت ّد لسنوات عديدة أو ح ّتى لعقود‪،‬‬ ‫فإن كان هذا يناسب الحالة اللبنانيّة‬ ‫فماذا عن سورية؟! ‪.‬‬ ‫أقدّر وأتفهّم تماما ً أنّ طرح موضوع‬ ‫ب��ه��ذه الحساسيّة سيكون مساسا ً‬ ‫بالمقدّسات الوطنيّة‪ ،‬هذه المقدّسات‬ ‫سواء الوطنيّة منها أو االجتماعيّة أو‬ ‫الدينيّة جعلتنا نبتعد عن التفكير السليم‬ ‫والتشخيص الدقيق لمختلف أمراضنا‬ ‫السياسيّة والسلوكيّة ونعيش في عالمنا‬ ‫المنغلق الخياليّ الخاصّ ‪ ،‬بل واالرتداد‬ ‫إلى الحالة البدائيّة لحياة اإلنسان العربيّ‬ ‫القديم باعتباره الحالة المثاليّة لحضارة‬ ‫يمكن إحياؤها حسب تقديرهم‪ ،‬وبذلك‬ ‫تتحوّ ل الشخصيّة العربيّة إلى شخصيّة‬ ‫متناقضة غريبة عن واقعها وتكون‬ ‫أقرب ما تكون إلى حالة من حاالت‬ ‫انفصام الشخصيّة‪ .‬ولكن سيكون لديّ‬ ‫الجرأة الكافية ألكون صريحا ً ألبعد‬ ‫الحدود بعيداً عن الدبلوماسيّة والنفاق‬ ‫السياسيّ لمناقشة هكذا موضوع ألنّ‬ ‫مرحلتنا ال تتحمّل مزيداً من الزيف‬ ‫والخداع والتغ ّني بالشعارات الوطنيّة‬ ‫البرّ اقة الخادعة‪ .‬أعتقد بأنّ سورية‬ ‫تستوعب أن تكون خمس دول نظاميّة‬ ‫كمرحلة أوليّة لك ّل منها علم ونشيد‬ ‫وزعيم تاريخيّ ‪ .‬دولة علمانيّة جنوبيّة‬ ‫مهادنة تض ّم المحافظات الجنوبيّة‬ ‫بما فيها دمشق‪ ،‬ودولة ثانية إسالميّة‬ ‫معتدلة في الوسط ومن ضمنها حلب‬ ‫المدينة‪ ،‬وأخرى إسالميّة متشدّدة قد‬ ‫تكون «داعشيّة» أو «شبه داعشيّة»‬ ‫في المناطق الشرقيّة وجزء من ريف‬ ‫حلب‪ ،‬ودول��ة علويّة في الساحل‪،‬‬ ‫وخامسا ً دولة كرديّة واحدة على األق ّل‬ ‫في الشمال‪ ،‬وطبعا ً يمكن تفهّم شعور‬ ‫المواطن العربيّ بقبوله ألربع دول إلاّ‬ ‫أنّ األخيرة أي الكرديّة ستكون مزعجة‬ ‫تماما ً لهم‪ ،‬وهنا ال ب ّد من االعتذار‬ ‫لباقي مكوّ نات الشعب السوريّ من‬ ‫اإلثنيّات والطوائف األخ��رى مثل‬ ‫المسيحيّين والتركمان واإليزيديّين‬ ‫والكلدوآشورييّن ‪ ...‬وغيرهم فربّما‬ ‫تكون فرصتهم في مراحل الحقة وهي‬ ‫بك ّل تأكيد لن تكون بعيدة‪ ،‬وهذا غير‬ ‫مستغرب مطلقاً‪ ،‬بل وربّما قد نكون‬ ‫أكثر تفاؤالً ألن تصبح ك ّل مدينة أو‬ ‫ح ّتى قرية وعشيرة دولة بح ّد ذاتها‪ ،‬كما‬ ‫أنّ هذه الحالة ال تنطبق على سورية‬ ‫فحسب بل أ ّنها تناسب جميع الدول‬ ‫العربيّة بدون استثناء‪ ،‬مادام ك ّل رئيس‬ ‫أو زعيم عربيّ يتعامل مع دولته كأيّة‬ ‫مزرعة من مزارعه وك ّل من يعيش‬ ‫عليها ما هم إلاّ عبيد ورع��اع يمنّ‬

‫عليهم بتأمين بعض احتياجاتهم األوّ ليّة‬ ‫من مسكن ومأكل ومشرب وغيرها‪..‬‬ ‫ويتناسب ذلك مع درج��ة رضوخهم‬ ‫ووالئهم إلمالءات وليّ نعمتهم الذي‬ ‫يستطيع أن يتح ّكم ح ّتى بأنفاسهم‪.‬‬ ‫وم��ادام ذلك يتماهى مع تاريخنا في‬ ‫ّ‬ ‫نعتز ونتغ ّنى بها ونتوق‬ ‫البداوة طالما‬ ‫إليها ونحياها في عقلنا الباطن وأحيانا‬ ‫نمارسها في الواقع بصيغة أو أخرى‪،‬‬

‫فيها دون أن يشعر أحد فيها بالغربة‬ ‫والدونيّة‪ ،‬فيها حقوق الضعيف مصانة‬ ‫قبل القويّ ‪ ،‬فيها يشعر الك ّل باألمن‬ ‫واالحترام‪ ،‬تراعى فيها خصوصيّة‬ ‫األقلّيّة وتزال مخاوفها من التهميش‬ ‫واإلقصاء؟ هل بإمكاننا االستفادة من‬ ‫تجارب العالم المتطوّ ر في التأسيس‬ ‫لبناء دولة عصريّة وخلق نموذج دولة‬ ‫المواطنة بدالً عن ذهنيّة اإلقطاعيّات‬

‫كما أ ّنها تنسجم تماما ً مع تفسيرنا لديننا واإلم��ارة والمشيخة قوالً وممارسة؟‬ ‫الحنيف وفق أهوائنا‪ ،‬في بناء دولة ه��ل بإمكاننا أن نحترم القوانين‬ ‫إسالميّة حقيقيّة‪ ،‬وك ّل ما هو غير مسلم والقواعد والمواثيق العالميّة وننخرط‬ ‫يعيش بيننا إمّا أ ّنه وثنيّ أو ضا ّل أو ونساهم في بناء الحضارة اإلنسانيّة مع‬ ‫مرت ّد دخيل يجب معالجة وضعه بشكل وجود الكثير من تح ّفظنا على العديد‬ ‫أو آخر‪ .‬كما أ ّنها وسيلة لبناء دولة من األفكار التي قد ال ننسجم معها؟‬ ‫عروبيّة نقيّة فك ّل من يعيش على أرض ولكنّ الشيء األساسيّ الذي يجب أن‬ ‫الوطن العربيّ هو عربيّ ‪ ،‬واآلخرون نتجاوزه يتمحور حول شعورنا بأ ّننا‬ ‫الذين يعيشون معهم ضيوف غرباء وحضارتنا وقيمنا وديننا مهدّد من قبل‬ ‫عنهم وقد يكونون مزعجين‪ ،‬فاألفضل العالم والك ّل همّه المساس به وتشويهه‪،‬‬ ‫لهم مغادرة وطنهم‪ .‬وما دام كذلك لك ّل هذه المخاوف التي تالزمنا على الدوام‬ ‫م ّنا مرجعيّته الخاصّة نتشبّث به والتي وتقضّ مضاجعنا‪ ،‬األمر الذي يجعلنا‬ ‫قد ال تمّت بأيّة صلة بتاتا ً للوطنيّة متح ّفزين منغلقين على أنفسنا نخشى‬ ‫والحضارة من أساسه‪ ،‬ربّما يكون االنخراط في مفاهيم العولمة‪ ،‬وكأنّ‬ ‫رئيس عشيرة ال يرى أبعد من أنفه‪ ،‬قيمنا وأخالقيّاتنا وحضارتنا اإلسالميّة‬ ‫أو شيخ طائفيّ على مستوى حارة بهذه الدرجة من الهشاشة والسطحيّة‬ ‫يك ّفر هذا ويغفر لذاك‪ ،‬أو أفكار فلسفة بحيث أ ّن��ه��ا س��وف تنهار أم��ام أيّ‬ ‫عنصريّة عفنة باهتة تجاوزها الزمن‪ ،‬تهديد قد تتعرّ ض له‪ ،‬في الوقت التي‬ ‫ولكن الغريب‬ ‫ظ��ل��ت شامخة‬ ‫وال���ع���ج���ي���ب‬ ‫محافظة على‬ ‫ل��م��اذا ت��راف��ق‬ ‫نقائها وتألّقها‬ ‫هل قيمنا وأخالقيّاتنا‬ ‫عمليّة التقسيم‬ ‫خ��ل�ال ع��ه��ود‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫اإلسالم‬ ‫وحضارتنا‬ ‫ّ‬ ‫ه����ذه ال��ق��س��وة‬ ‫ك���ان���ت أك��ث��ر‬ ‫وال���وح���ش��� ّي���ة‬ ‫ظلمة وقتامة‬ ‫بهذه الدرجة من‬ ‫واالقتتال وسفك‬ ‫بوجه حمالت‬ ‫اهلشاشة والسطحيّة‬ ‫الدماء مادامت‬ ‫المغول والتتار‬ ‫ه���������ذه ه���ي‬ ‫واالح����ت��ل�ال‬ ‫حبيث تنهار أمام أ ّي‬ ‫رغبة الجميع‬ ‫ال���ع���ث���م���ان���يّ‬ ‫تهديد؟‬ ‫وال���ك��� ّل يدفع‬ ‫واالس��ت��ع��م��ار‬ ‫ب��ه��ذا االت��ج��اه‬ ‫ال�����غ�����رب�����يّ‬ ‫م������ن ح��ي��ث‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫يدري أو ال يدري؟ أترى ح ّتى ينعدم‬ ‫وتبقى أمامنا تساؤالت واستفسارات‬ ‫مجال للتصالح وإيجاد صيغ للتعاون عديدة تالمس نمطيّة تفكيرنا وخطاباتنا‬ ‫في المستقبل القريب وذل��ك لتأمين السياسيّة واالجتماعيّة وح ّتى الدينيّة‬ ‫استمراريّة هذه ال��دول ألط��ول فترة وأهمّها م��ن المسؤول ع��ن تش ّتتنا‬ ‫ممكنة؟‬ ‫ك بأنّ‬ ‫واغترابنا عن واقعنا؟ ال ش ّ‬ ‫أعتقد أنّ العديد من األسئلة الجادّة الجواب المباشر والجاهز كالعادة أ ّنه‬ ‫والمحرجة يجب أن تطرحها النخبة إسرائيل‪ ،‬وبالتالي نكون قد أخلينا‬ ‫المث ّقفة‪ ،‬وت��ب��ذل ك � ّل جهد لإلجابة مسؤوليّتنا وانتهى الموضوع دون‬ ‫عنها بك ّل د ّقة وموضوعيّة وتجاوز التباحث في إيجاد السبل العمليّة‬ ‫ك ّل صيغ المحرّ مات والممنوّ عات‪ ،‬والواقعيّة في مواجهة ه��ذا الخطر‬ ‫فيما إذا كانوا جادّين إليجاد حلول والح ّد منه‪ ،‬وح ّتى دون أن نبذل أيّ‬ ‫منطقيّة لمشاكلنا وتجاوز حالة االنقسام جهد في التمييز فيما بينهم كأناس‬ ‫والتش ّتت المقبلون عليها بك ّل تأكيد‪ .‬ينتمون لديانة سماويّة فحسب‪ ،‬قد‬ ‫هل نحن مهيّؤون فعالً أن نوجد قواسم يكون فيهم ال��ب��ريء المسالم ال��ذي‬ ‫مشتركة فيما بيننا ونبحث عن وطن ينادي بإنصاف المظلوم ونشر العدالة‬ ‫أكبر يستوعب طموحاتنا وأحالمنا واإلنسانيّة‪ ،‬أو أولئك الساسة المتشدّدين‬ ‫المشتركة‪ ،‬بحيث يجد الك ّل نفسه العنصريّين والحاقدين على البشرية‬

‫برمّتها‪ ،‬ربّما ك ّنا نتو ّقع من عدوّ نشتمه‬ ‫بمناسبة أو دون مناسبة وندعو عليه‬ ‫على األق ّل اثنتين وخمسين مرّ ة في‬ ‫السنة ماعدا فترات ومناسبات أعيادنا‬ ‫الدينيّة والقوميّة وبأعلى صوتنا بأن‬ ‫«يي ّتم أوالدهم ويغتنم أموالهم ويسبي‬ ‫نساؤهم « وبات ك ّل من يبحث عن‬ ‫وطنيّة سريعة أيّا يكن منصبه أو مقامه‬ ‫ظالما ً أو مظلوما ً حاكما ً أو رعيّة‪،‬‬ ‫عليه أن يتباكى قليالً على‬ ‫الطفل الفلسطينيّ الشهيد‬ ‫«م��ح � ّم��د ال�����درة» وك���أنّ‬ ‫ال��درر في فلسطين فحسب‬ ‫أمّ��ا أطفال سورية وليبيا‬ ‫واليمن وغيرهم ‪ ..‬من غير‬ ‫البشر‪ ،‬ومن ث ّم يلقى شحنة‬ ‫من اللعنات والشتائم على‬ ‫بني إسرائيل جهاراً وربّما‬ ‫يتقابلون هناك ليالً‪ ،‬ذاك‬ ‫الحاكم الذي يريد أن يثبّت‬ ‫مُلكه وملكيّته على العباد مع‬ ‫أولئك العباد الذين يبحثون‬ ‫عن سبل لتحرير رقابهم‬ ‫على ح ّد سواء‪ ،‬فإلى متى هذا النفاق؟!‬ ‫وف��ي النهاية نلوم ونعاتب ه��ؤالء‬ ‫األع��داء بأ ّنهم يعملون على فرقتنا‬ ‫وتش ّتتنا ويبحثون عن أسباب ضعفنا‪،‬‬ ‫ربّما يكون ذلك منطقا ً غريباً‪ .‬بقي لي‬ ‫أن أثير جدليّة بسيطة ألاّ وهي‪ :‬منذ‬ ‫نحو سبعين عاما ً ونحن نحتفل سنو ّيا ً‬ ‫بالغناء واألهازيج والدبكات بعيد جالء‬ ‫االستعمار األجنبيّ عن بلداننا‪ ،‬ويكاد‬ ‫ال يخلو نشيد وطنيّ أو ح ّتى عاطفيّ‬ ‫أحيانا ً إلاّ ونت ّغنى بالسيادة الوطنيّة‬ ‫وب��ذل الدماء في سبيل ذلك وخدمة‬ ‫العلم وما شابه ذلك‪ ،‬ولك ّننا في الوقت‬ ‫الحاليّ ‪ -‬وعلى ح ّد سواء الحكام أو‬ ‫المحكومين وب��دون استثناء ‪ -‬نعمل‬ ‫على دعوة مختلف الميليشيات الطائفيّة‬ ‫المقيتة‪ ،‬بأسماء ومسمّيات ما أنزل‬ ‫هللا بها من سلطان‪ ،‬لتصفية حساباتهم‬ ‫التاريخيّة القذرة على أرضنا‪ ،‬ليس هذا‬ ‫وحسب بل االستنجاد والرجاء صراحة‬ ‫من مختلف القوى الخارجيّة ح ّتى‬ ‫أولئك الذين ليست لديهم تجارب حديثة‬ ‫بالتدخل إنسان ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫في احتالل اآلخرين‬ ‫وسياس ّيا ً وعسكر ّيا ً ليت ّم استعمارنا‬ ‫ربّما ليتدرّ بوا على ذلك‪ .‬والتساؤل‬ ‫المطروح هل السيادة الوطنيّة كذبة‬ ‫كبرى؟ ألاّ يجب علينا أن نعيد النظر‬ ‫في فكرة الوصاية واالنتداب من جديد؟‬ ‫وهل نلعن االستعمار ت��ارة أخرى‪،‬‬ ‫ونحاكم ك � ّل م��ن األط���رش وهنانو‬ ‫والصالح وغيرهم كونهم ساهموا في‬ ‫إنهاء الوصاية قبل أن نبلغ الرشد؟‬ ‫ربّما‪ ..‬ربّما‪.‬‬ ‫قد نكون ّ‬ ‫تأخرنا كثيراً‪ ،‬وربّما فات‬ ‫األوان إلعادة اللحمة الوطنيّة لبلدنا‬ ‫سورية‪ ،‬بعد أن باتت الكلمة للكتائب‬ ‫العسكريّة والميليشيّات الطائفيّة‬ ‫المختلفة أوّ الً وال���دول اإلقليميّة‬ ‫والعالميّة ثانياً‪ ،‬وبعد أن هجرتها القوى‬ ‫الوطنيّة والديمقراطيّة والليبراليّة‬ ‫مرغمة‪ ،‬ولكن يبقى األمل كبيراً بأن‬ ‫تظفر الثورة السوريّة بالنصر ليس‬ ‫على القمع والديكتاتوريّة فحسب‬ ‫بل على الذهنيّة االقصائيّة والفرديّة‬ ‫المتخلّفة وسوف تستنبط مفاهيم وأسس‬ ‫عصريّة تنسجم مع الحداثة والعولمة‬ ‫وتساهم في بناء الحضارة اإلنسانيّة‪.‬‬

‫مصطفى خوجة‬

‫تتمة ص‪1‬‬ ‫وت ّم ت��داول رواي��ات متعدّدة عن عمليّة قتل «أبو‬ ‫سيّاف» حيث ن ّفذت القوّ ات األمريكيّة الخاصّة عمليّة‬ ‫عسكريّة في عمق األراضي السوريّة خالل الليل‪،‬‬ ‫وجاء هذا بعد اال ّتفاق الكامل والموافقة من السلطة‬ ‫العراقيّة‪ .‬وتقول مصادر إنّ القوّ ات األمريكيّة دخلت‬ ‫منطقة حقل «العمر» النفطيّ بواسطة مروحيّات‬ ‫وخاضت قتاالً عنيفا ً حيث قُتل نحو عشرة من مقاتلي‬ ‫«داعش» في العمليّة‪ .‬وقد قاوم «أبو سيّاف» محاولة‬ ‫القبض عليه‪ ،‬وقُتل خالل العمليّة‪ .‬وأمّا زوجة «أبو‬ ‫سياف»‪ ،‬المل ّقبة بأ ّم سيّاف‪ ،‬فقد ت ّم القبض عليها‬ ‫ونقلت إلى العراق الستجوابها‪ .‬فيما أعلن التلفزيون‬ ‫السوريّ الرسميّ عن [مقتل ما يسمّى وزير النفط‬ ‫في تنظيم «داعش» اإلرهابيّ المدعو «أبو التيم‬ ‫السعوديّ » مع ‪ 40‬من أفراد مجموعته في عمليّة‬ ‫نوعيّة لوحدة من قوّ اتنا (الجيش النظاميّ ) في حقل‬ ‫«العمر» النفطيّ ] أكبر حقول النفط السوريّة‪.‬‬ ‫وقد كان الرئيس األميركي باراك أوباما قد قال في‬ ‫تصريحات ب ُّثت الجمعة ‪ 16‬أيّار‪« ،‬إن واشنطن قد‬ ‫ال تستطيع أبداً بمفردها إنهاء هذا الصراع»‪ .‬ورفض‬ ‫«أوباما» إشارة خالل المقابلة بأنّ سورية قد تصبح‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫«رواندا» بالنسبة له في إشارة إلى اإلبادة الجماعيّة‬ ‫التي وقعت عام ‪1994‬والتي الحقت إدارة الرئيس‬ ‫األميركيّ «بيل كلينتون» في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ووصف الصراع السوريّ ‪« :‬لديك في بلد حرب‬ ‫أهليّة ناجمة عن استياء قائم منذ فترة طويلة‪ ،‬إ ّنها‬ ‫شيء لم تثره الواليات الم ّتحدة وهي ليست شيئا ً كان‬ ‫يمكن أن توقفه الواليات الم ّتحدة‪ ».‬وأضاف‪« :‬إنّ‬ ‫الواليات الم ّتحدة لم تطلق صواريخ على ب ّ‬ ‫شار األسد‬ ‫في ‪ 2013‬بعد هجوم باألسلحة الكيماويّة ُنسب إلى‬ ‫قوّ ات األسد على نطاق واسع‪ ،‬ألنّ حكومته تخلّت‬ ‫عن مخزوناتها من األسلحة الكيماويّة»‪.‬‬ ‫وح��ول ال��دور اإلي��ران��يّ في المنطقة‪ ،‬ق��ال‪« :‬إنّ‬ ‫واشنطن ستساعد دول الخليج العربيّة في التصدّي‬ ‫أليّ تهديد عسكريّ تقليديّ وتحسين التعاون األمنيّ‬ ‫للتصدّي لبواعث القلق بشأن أفعال إي��ران التي‬ ‫تزعزع استقرار المنطقة»‪ .‬وأض��اف أ ّن��ه حاول‬ ‫طمأنة دول الخليج التي تشعر بقلق من الجهود التي‬ ‫تقودها الواليات الم ّتحدة للتوصّل ال ّتفاق نوويّ مع‬ ‫إيران‪ ،‬قائالً‪« :‬إ ّنه سيتعيّن على طهران أن تستعيد‬ ‫ثقة المجتمع الدوليّ ‪ ،‬من خالل قبول المراقبة الوثيقة‬

‫لنشاطها النوويّ ‪ ...‬والبديل هو عدم معرفة أيّ شيء‬ ‫عمّا يحدث داخل إيران وهذا على ما أعتقد وضع‬ ‫أكثر خطورة بكثير بالنسبة للجميع في المنطقة‪».‬‬ ‫فيما انتقدت دول خليجيّة وعربيّة كثيرة ما تعتبره‬ ‫موقف «أوباما» المتردّد بشأن الحرب في سورية‬ ‫حيث تدعم إيران ب ّ‬ ‫شار األسد‪.‬‬ ‫وقد جاء تصريح «أوباما» هذا في الوقت الذي يزور‬ ‫فيه المبعوث األميركيّ الخاصّ إلى سورية‪ ،‬دانيال‬ ‫روبنشتاين‪ ،‬أنقرة وجنيف وموسكو والرياض‪ ،‬كما‬ ‫يتضمّن لقا ًء مع المبعوث األمميّ دي ميستورا ما بين‬ ‫‪ 27-15‬أيّار؛ وسيبحث المبعوث األمريكيّ خالل‬ ‫لقاءاته إمكانيّة تحوّ ل سياسيّ مستدام في سورية‬ ‫وتحت سقف ا ّتفاق جنيف‪ .‬وذكر بيان الخارجيّة‬ ‫األمريكيّة أنّ واشنطن‪« :‬مؤمنة بعدم وجود دور‬ ‫لألسد في مستقبل سورية السياسيّ »‪ ،‬وقد صرّ ح‬ ‫المبعوث األمريكيّ لوسائل اإلعالم‪« :‬هذه الرحلة‬ ‫تؤ ّكد التزام الواليات الم ّتحدة بالعمل مع المجتمع‬ ‫ال��دول��يّ والمعارضة السوريّة المعتدلة لتهيئة‬ ‫الظروف النتقال سياسيّ باعتباره الوسيلة الوحيدة‬ ‫إلنهاء الصراع»‪.‬‬

‫ف���ي األس��اب��ي��ع ال��م��اض��ي��ة‬ ‫عناوين كثيرة متعلّقة بالشأن‬ ‫ال���س���وريّ ‪ ،‬دون تغيّرات‬ ‫تذكر‪ .‬معارك مختلفة في‬ ‫مناطق محدّدة‪ ،‬توحي بأنّ‬ ‫الحسم قد بات قريباً‪ ،‬ث ّم تعود‬ ‫األمور إلى صورتها الثابتة‬ ‫في صعوبة الح ّل العسكريّ ‪.‬‬ ‫تحرير جيش الفتح لمواقع‬ ‫مهمّة في ريف إدلب‪ ،‬يتلوه‬ ‫التو ّقف على أبواب مشفى جسر الشغور المحاصر‪ ،‬تقدّم جديد لتنظيم‬ ‫«داعش» با ّتجاه تدمر‪ ،‬مع استمرار العمليّات الدوليّة ضدّه وبإنزال‬ ‫أمريكيّ هذه المرّ ة‪ .‬مشاورات ّ‬ ‫مكثفة لـ دي ميستورا واستماعه لك ّل‬ ‫اآلراء المتباعدة‪ ،‬دون البحث في ح ّل سياسيّ ‪ ،‬وكأ ّنما يبحث الرجل‬ ‫في تقرير تبريريّ ‪ ،‬كي يختم مهمّته كمبعوث أمميّ ثالث‪ .‬قمّة خليجيّة‬ ‫أمريكيّة في كامب ديفيد‪ ،‬والحديث عن الموقف األمريكيّ الثابت من ك ّل‬ ‫المل ّفات بما فيها السوريّ ‪ ،‬الستعراض الدفاع األمريكيّ اإلستراتيجيّ‬ ‫عن منطقة الخليج‪.‬‬ ‫بهذه العناوين مجتمعة‪ ،‬ال يبدو الوضع السوريّ ‪ ،‬سوى حلقة في صراع‬ ‫إقليميّ محتدم‪ ،‬وال يبدو االقتتال السوريّ ‪ ،‬والتلويح بانهيار الكيان‬ ‫السياسيّ القائم‪ ،‬سوى ورقة من أوراق ذلك الصراع‪ ،‬رغم أنّ ما حصل‬ ‫ويحصل منذ سنوات أربع‪ ،‬من قتل وتدمير وتشريد‪ ،‬ليس حصيلة أليّ‬ ‫عدوان خارجيّ ‪ ،‬بقدر ما كان اعتدا ًء من بعض السوريّين على أبناء‬ ‫شعبهم‪ ،‬واستدعائهم للعديد من العناصر غير السوريّة لمشاركتهم في هذا‬ ‫العدوان‪ ،‬اعتدا ًء لم يره الكثير من السوريّين‪ ،‬إلاّ كر ّد عسكريّ مفرط من‬ ‫النظام على ثورة شعبيّة‪ ،‬فيما اليزال مؤيّدو النظام والسائرين في ركبه‪،‬‬ ‫متمسّكين بكونه صيغة للمؤامرة الدوليّة‪ ،‬على دولة الممانعة والمقاومة‬ ‫للمشروع اإلسرائيليّ ‪ ،‬في حين أن طبيعة المعارك المتجدّدة تشير إلى‬ ‫ما هو أبعد من هاتين الرؤيتين‪ ،‬حيث ال يقوم النظام وبشكل رئيسيّ ‪،‬‬ ‫سوى بالرمي العشوائيّ لعشرات البراميل المتفجّ رة يوم ّيا ً فوق رؤوس‬ ‫المدنيّين‪ ،‬مر ّكزاً على المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة‬ ‫المسلّحة‪ ،‬التي يصفها بالقوى االرهابيّة‪ ،‬دون الخوض في أيّة معارك‬ ‫ّ‬ ‫الممثلة بـ «داعش»‪ ،‬في حين ال يمكن‬ ‫حقيقة ض ّد قوّ ة اإلرهاب األساسيّة‬ ‫لقوى المعارضة والثورة السياسيّة القيام بأيّ دور فعّال‪ ،‬بغضّ النظر‬ ‫عن خالفاتها أو تفاهماتها‪ ،‬مع سيطرة الكتائب والجيوش العسكريّة ذات‬ ‫اللون اإلسالميّ الواضح‪ ،‬األمر الذي يتطلّب العودة للبحث في جوهر‬ ‫الصراع الجاري على األرض السوريّة‪ ،‬انطالقا ً من هذه المعطيات‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ربّما لم تختلف الثورة السوريّة كثيرا عن ثورات الربيع العربيّ األخرى‪،‬‬ ‫لكنّ الخصائص المميّزة في البنية االجتماعيّة ومؤسّسات الدولة القائمة‬ ‫لك ّل بلد من هذه البلدان‪ ،‬هي من تحدّد في نهاية المطاف شكل الدولة‬ ‫القادمة‪ ،‬مهما كان الزخم الذي تحدثه الثورة لحظات انفجارها‪ ،‬فإذا كان‬ ‫ما يجري في تونس ومصر تجسيداً واضحا ً لذلك‪ ،‬فإنّ ما يجري في‬ ‫ليبيا من حرب داخليّة‪ ،‬قد يكون معبّراً عن تركيبتها األكثر عشائرية‪،‬‬ ‫ومؤسّساتها التي ارتبطت بشخص الحالم المقتول‪ ،‬في حين أنّ اليمن التي‬ ‫نجحت أوّ ل األمر بالتوصّل إلى الح ّل السياسيّ ‪ ،‬عاودت الدخول في آتون‬ ‫الحرب اإلقليميّة الدائرة بين اإليرانيّين والخليجيّين‪ ،‬كذلك فإنّ ما يجري‬ ‫اليوم في سورية‪ ،‬من معارك مختلفة في القلمون ودرعا وريف دمشق‬ ‫ورغ�����م ك�� ّل‬ ‫وحلب وإدلب‪،‬‬ ‫ال��م��ط��روح��ة‬ ‫األح����ادي����ث‬ ‫ع����ن ال���ح��� ّل‬ ‫ال���س���ي���اس���يّ‬ ‫على اجملتمع الدول ّي‬ ‫ج����ن����ي����ف‬ ‫وم����س����ارات‬ ‫اته‬ ‫ي‬ ‫مسؤول‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫يتح‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال��م��ت��ع��ل��ق��ة‬ ‫وغ���ي���ره���ا‪،‬‬ ‫شكل مناسب‬ ‫بالبحث عن‬ ‫اإلنسانيّة يف إيقاف‬ ‫السوريّ على‬ ‫ل���ل���ت���واف���ق‬ ‫اجملنونة‬ ‫احلرب‬ ‫هذه‬ ‫ال تظهر في‬ ‫نظام الحكم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معارك جزئيّة‬ ‫العمق سوى‬ ‫اليت تشنها إيران‬ ‫ك���م���ع���ارك‬ ‫م���ت���ب���اع���دة‪،‬‬ ‫املنطقة‬ ‫يف‬ ‫ووكالؤها‬ ‫للسيطرة على‬ ‫ميدانيّة هادفة‬ ‫م��ح��دّدة‪ ،‬في‬ ‫مواقع ومراكز‬ ‫اإلق��ل��ي��م��يّ��ة‬ ‫إط��ار الحرب‬ ‫المستعرة في المنطقة‪ ،‬أكثر من كونها معارك مترابطة ومتالحقة‪ ،‬سواء‬ ‫من قبل المعارضة المسلّحة‪ ،‬أم من قبل النظام‪ ،‬دون أن تكون موجّ هة‬ ‫بشكل مباشر نحو هدف ك ّل منهما‪ ،‬في إسقاط النظام‪ ،‬أو في استعادته‬ ‫للسيطرة المطلقة على البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إنّ ما تشهده المنطقة من حرب تكتمل فصولها يوما بعد يوم‪ ،‬ال يمكن‬ ‫إرجاعها لصراع إقليميّ من أجل بسط النفوذ على بقعة محدّدة بسورية‬ ‫وفقط‪ ،‬أو من أجل االنتصار أو اإلطفاء للثورة السوريّة‪ ،‬التي نادت‬ ‫بإسقاط نظام األسد المرتبط بالنظام اإليرانيّ ‪ ،‬فالصراع الذي بدأ في‬ ‫المنطقة منذ اليوم األوّ ل لقيام دولة والية الفقيه‪ ،‬مجسّداً بالحرب اإليرانيّة‬ ‫العراقيّة‪ ،‬والذي استند في السنوات الالحقة‪ ،‬إلى مقولة الموت إلسرائيل‪،‬‬ ‫محاوالً تحقيق السيادة لحزب هللا في لبنان‪ ،‬ولحركة حماس المتعاونة مع‬ ‫الجهاد اإلسالميّ في فلسطين وقطاع غزة‪ ،‬ها هو اليوم يطلق معاركه‬ ‫الجديدة‪ ،‬عبر الحشد الشعبيّ العراقيّ ‪ ،‬ونظام األسد السوريّ ‪ ،‬وحزب‬ ‫هللا اللبنانيّ ‪ ،‬وحركة أنصار هللا اليمنيّة‪ ،‬األمر الذي يجعل لهذا الصراع‬ ‫وجهة واحدة‪ ،‬ال يمكن النظر إلى سواها‪ ،‬مهما كانت المقوالت التي‬ ‫يطلقها‪ ،‬كصراع تاريخيّ خاضته معظم القوى الشيعيّة األصوليّة‪ ،‬في‬ ‫سعيها للوصول إلى السلطة والسيادة على العالم اإلسالميّ ‪ ،‬تطبيقا ً‬ ‫لمبدأ اإلمامة األساسيّ في التشيّع اإلسالميّ ‪ ،‬وكصراع جدّده الخمينيّ‬ ‫والخامنئي‪ ،‬استمراراً لمفهوم سلطة األئمة االثنا عشر السياسيّة‪ ،‬التي‬ ‫دخل آخرهم في غيبة لم يظهر بعدها‪ ،‬بالمقابل فإنّ دول الخليج العربيّ‬ ‫وعلى رأسها السعوديّة‪ ،‬وتركيا‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وسواها من الدول الكبرى‬ ‫في المجتمعات اإلسالميّة‪ ،‬ليست سوى أطراف أساسيّة مستهدفة بهذا‬ ‫الصراع ‪ ،‬وبغضّ النظر عن أنظمة الحكم فيها‪ ،‬أو عن طبيعة تحالفاتها‬ ‫الدوليّة‪ ،‬بل وربّما تكون معنيّة بالبحث عن صيغ جديدة للوقوف في‬ ‫وجه هذا الهجوم الشيعيّ ‪ ،‬قد يكون إعالن الملك سلمان كخادم للحرمين‬ ‫الشريفين‪ ،‬إماما ً للمسلمين‪ ،‬ر ّداً غير منطقيّ ‪ ،‬وقد يحتاج إيقاف هذا‬ ‫الهجوم لسنوات بل لعقود طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هكذا‪ ،‬فإ ّنه على الرغم من أه ّميّة السعي لتحقيق اتفاق دوليّ مع إيران‪،‬‬ ‫لمنع امتالكها للسالح النوويّ ‪ ،‬في ظ ّل نظام الماللي الذي لن يوجّ هه‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬بقدر ما يمكن أن يوجّ هه نحو التجمّعات اإلسالميّة التي‬ ‫ستستعصي على إتمام سلطتهم‪ ،‬فإنّ على المجتمع الدوليّ كذلك‪ ،‬أن‬ ‫يتحمّل مسؤوليّاته اإلنسانيّة في إيقاف هذه الحرب المجنونة‪ ،‬التي تش ّنها‬ ‫إيران ووكالؤها في المنطقة‪ ،‬والتي تطال اليوم العديد من شعوب‬ ‫المنطقة‪ ،‬في العراق وسورية واليمن‪ ،‬والتي يش ّكل الشعب السوريّ‬ ‫ضحيّتها األكبر ح ّتى اآلن‪.‬‬ ‫لؤي حاج بكري‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪3‬‬

‫“يابان الشرق”‬

‫الطائفي‬ ‫ثورة ُغّيبت بغباء المعارضة والنهج‬ ‫ّ‬ ‫كثيرة هي المفارقات في منطقتنا الحاليّة فمن‬ ‫ثورة كرامة إلسقاط نظام تربّع على عرش‬ ‫سورية أكثر من ‪ 40‬عاما ً ناهبا ً وقاتالً وضاربا ً‬ ‫ك ّل عراقة هذا الشعب إلى معارضة بدأت‬ ‫تحتسب االمتيازات منذ اللحظة األولى لقيام‬ ‫الثورة وتفرض أجنداتها السياسيّة والحزبيّة‬ ‫على أيّة حالة ثوريّة سوريّة‪.‬‬ ‫كانت سورية «يابان الشرق» في فترة ما قبل‬ ‫األسد‪ ،‬ث ّم كانت إلهام «مهاتير محمّد» الزعيم‬ ‫الماليزيّ ليجعل من بلده «نسخة عن سورية»‬ ‫صارت ماليزيا‪ ،‬وأصبحنا نحن في ذيل التقدّم‬ ‫الحضاريّ والثقافيّ و‪....‬و‪.‬‬ ‫انطلقت ثورة الكرامة وتبدّلت المواقف وتباهى‬ ‫الناس بوعي الشارع السوريّ وهتافاته‪ ،‬التي‬ ‫أسقطت أيّ م��وروث ح��ق��ديّ ‪ ،‬حيث كانت‬ ‫البوصلة موجّ هة ض ّد نظام استحوذ على البلد‬ ‫ومقدّراته وجعل منه مزارع تابعه لمزرعته‬ ‫العائليّة‪ .‬انتشر الدمار وانتشرت معه ثقافة‬ ‫الحقد والكره وتناقصت أصوات الحرّ يّة لتبدأ‬ ‫لعنة الطائفيّة واندثار الثورة للتوجّ ه إلى الحقبة‬ ‫الما قبل المدنيّة‪ ،‬من حرّ يّة بك ّل مقاييسها إلى‬ ‫حرّ يّة مفصّلة على مقاس ك ّل فصيل وح ّتى ك ّل‬ ‫تنسيقيّة‪ .‬من «واحد واحد» دون أيّ تمايز بين‬ ‫الشعب السوريّ إلى حالة مرضيّة تف ّ‬ ‫شت فيها‬ ‫وحدة الهدف والرؤية الطائفيّة وتوجيه أصابع‬ ‫اال ّتهام إلى طائفة بعينها وتحوّ ل المفهوم‬ ‫الثوريّ إلى اقتتال طائفيّ بحت يستعر عند‬ ‫الهجوم أو عند الهرب مع أو من قوّ ات األسد‪.‬‬ ‫لم يستطع هؤالء التمييز بين السلطة الحاكمة‬ ‫بك ّل من فيها من الطوائف والقوميّات واألعراق‬ ‫الذين مازالوا ‪ -‬إلى اآلن ‪ -‬متمسّكين بمواقفهم‬

‫مع النظام أو مع مصالحهم التي ح ّققها لهم العراق من الطائفة الس ّنيّة الى الطائفة الشيعيّة‬ ‫النظام وبين طائفة رأس الهرم في سورية‪ ،‬وهم بنفس آليّات النظام البعثيّ الص ّداميّ ‪ .‬وأصبح‬ ‫«الطائفة العلويّة»‪ .‬من م ّنا ال يذكر كيف كان ك ّل شيعيّ هو ّ‬ ‫ممثل للسلطة كما كان كل س ّنيّ‬ ‫ّ‬ ‫ممثالً لسلطة صدّام حسين‪ .‬هل هذه المعادلة‬ ‫الوضع في العراق؟ فقد وجّ ه للنظام العراقيّ‬ ‫تهمة استئثار الطائفة الس ّنيّة على العراق‪ ،‬رغم صحيحة؟ أم هي موروث ما قبل المدنية؟ أم‬ ‫أنّ الس ّنة في العراق مثلهم مثل أيّة طائفة أخرى أنّ شعوب المنطقة لم تنتج بعد مفهوم الهويّة‬ ‫كان يشملها الفقر والقهر‪ ،‬ورغم ذلك سمّي الوطنيّة؟‬ ‫بالنظام الس ّنيّ ‪ ،‬ولكن كان الوعي السوريّ إنّ هذا األمر عائد لسببين‪ ،‬األوّ ل هو اعتماد‬ ‫في ذلك الوقت أبعد من هذه الترّ هات التي السلطة الحاكمة على المقرّ بين منها‪ ،‬وهم‬ ‫بطبيعة ال��ح��ال م��ن نفس‬ ‫تنطو إلاّ على الخارج‪.‬‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ال��ط��ائ��ف��ة‪ ،‬أو ال��ق��ري��ة أو‬ ‫حيث ل��م يتطرّ ق المث ّقف‬ ‫هة‬ ‫ج‬ ‫مو‬ ‫البوصلة‬ ‫كانت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدينة أو حتى العشيرة‬ ‫السوريّ ‪ -‬وح ّتى الشارع‬ ‫(ففي الثورة السوريّة من‬ ‫السوريّ ‪ -‬إلى تلك الترّ هات‬ ‫ض ّد نظام استحوذ‬ ‫يراقب الحكومة السوريّة‬ ‫رغم أنّ النظام األسديّ بعد‬ ‫على البلد ومق ّدراته‬ ‫المؤ ّقتة ال يجد من بابها‬ ‫سقوط نظام صدام حاول أن‬ ‫لاّ‬ ‫إل��ى محرابها إ من هم‬ ‫يقاوم األمريكان بتلك اللعبة‬ ‫وجعل منه مزارع‬ ‫م��ن مدينة دي��ر ال���زور‪،‬‬ ‫التي هم صنعوها (الطائفيّة)‬ ‫رغم أ ّنها ُ‬ ‫تابعه ملزرعته‬ ‫طعّمت ببعض‬ ‫فسيّر من ك ّل صوب وحدب‬ ‫ال��م��ن��اط��ق األخ����رى بعد‬ ‫غالة الطائفيّة (هذه اللعبة‬ ‫العائليّة‬ ‫العديد م��ن االن��ت��ق��ادات)‬ ‫استطاع األسد األب اللعب‬ ‫بها منذ بداية عهده في ك ّل‬ ‫وب��ع��د ذل���ك ي��ح��اول أيّ‬ ‫ً‬ ‫من لبنان ومن األردنّ ومع الفلسطينيّين أيضا) نظام ديكتاتوريّ إبراز هذه الحالة‪ .‬كذلك هم‬ ‫وصنع كذلك‪ ،‬دعاة لهم في أغلب المناطق يحاولون إبرازها كما حدث مع اللهجة الجبليّة‬ ‫السوريّة إلكمال تلك اللعبة‪ ،‬ولم يكن النظام في سورية وخاصّة في ظ ّل األحداث‪ ،‬حيث‬ ‫السوريّ في تلك الفترة إلاّ المقاوم والممانع درج جميع من في صفّ النظام يقلّدها رغم‬ ‫أ ّنه من مدينة أخرى (هذا ما حدث معي عندما‬ ‫للسياسة األمريكيّة والحلف الدوليّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن رغم ذلك لم يستطع العراقيّون‪ ،‬حتى ذهبت الى ريف جسر الشغور في عام ‪2011‬‬ ‫اليوم‪ ،‬صياغة مفهوم وطن‪ ،‬مع أ ّنهم ثاروا عندما أوقفنا حاجز للنظام فكانت لكنة الشخص‬ ‫على نظام قمعيّ ديكتاتوريّ وحملوا راية الذي طلب هويّاتنا جبليّة ولكن عندما علم أ ّننا‬ ‫الحرّ يّة‪ ،‬ولم يصلوا إلى مفهوم الدولة الوطنيّة‪ ،‬من مدينة حلب تغيّرت تلك اللكنة ليعود إلى‬ ‫ليس هذا فقط‪ ،‬بل تحوّ ل المفهوم السلطويّ في لكنته العاديّة وهو ابن مدينة حلب من منطقة‬

‫الطائفي‬ ‫أمريكا ‪ ...‬والوحل‬ ‫ّ‬

‫تقسيم سورية هو ّ‬ ‫الحل‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫زين كفا‬

‫حصار وتجويع واغتياالت‬

‫الكانتونات الطائفّية والعرقّية‬ ‫ال تكاد عاصفة الحزم في اليمن أن تجلي غبار‬ ‫زوابعها في المنطقة‪ ،‬ح ّتى بدأ الحديث والحماس‬ ‫لنقل التجربة نفسها إلى سورية‪ ،‬من باب توءمة‬ ‫الحالتين اليمنيّة وال��س��ور ّي��ة لجهة المحاور‬ ‫المتشابهة بين الداعمين ألط��راف الصراع‪،‬‬ ‫ووصلت بعض التسريبات الصحفيّة إلى مستوى‬ ‫أنّ هناك تعاونا ً ترك ّيا ً سعود ّيا ً لقيادة التحالف في‬ ‫سورية‪ .‬إلاّ أنّ ميزان الربح والخسارة التركيّ‬ ‫لم يجد مصلحة في دخول المواجهة المباشرة مع‬ ‫إيران في سورية‪ ،‬وإ ّنما سيكون الر ّد األفضل‬ ‫هو حرب بالوكالة عبر دعم حلفائها في الداخل‬ ‫السوريّ ‪.‬‬ ‫حرب الوكالة هذه‪ ،‬أغلب الظنّ ‪ ،‬تعني أنّ الحزم‬ ‫الذي واجهه النظام في الشمال والجنوب‪ ،‬من‬ ‫خسارته إلدلب وبوّ ابته الشرقيّة على الساحل‪،‬‬ ‫جسر الشغور‪ ،‬باإلضافة إلى خسائره المستمرّ ة‬ ‫في الجنوب‪ ،‬وما يشاع عن بدء التجهيز إلطالق‬ ‫معركة حلب‪ .‬هي ام��ت��داد للحزم في اليمن‪،‬‬ ‫وهي ضربة استباقيّة قبل توقيع اال ّتفاق النوويّ‬ ‫اإليرانيّ ‪ ،‬فكما يشاع أنّ ما بعد االتفاقيّة غير ما‬ ‫قبلها‪ ،‬إضافة إلى ما ذكر عن ا ّتفاق روسيّ ‪-‬‬ ‫أمريكيّ ‪ ،‬نحو ايقاف الحرب‪ ،‬وتقسيم سورية‪.‬‬ ‫وترجع بعض التحليالت أنّ الزخم الحاصل في‬ ‫جبهات الجنوب والشمال هو مردود إلى حاجة‬ ‫قضم أكبر مساحة ممكنة من األراضي لتثبيتها‬ ‫قبل توقيع اال ّتفاق النوويّ في حزيران المقبل‬ ‫وقبل انطالق مباحثات جنيف‪ ،3‬وذلك بغاية تثبيت‬ ‫مناطق النفوذ والسيطرة بين القوى المتصارعة‪.‬‬ ‫وللذهاب نحو ذلك‪ ،‬ربطت بعض التحليالت بين‬ ‫انطالق معركة القلمون وقرب اع��ادة تعريف‬ ‫الجغرافية السوريّة‪ ،‬عبر تقسيمها إلى دويالت‬ ‫طائفيّة وعرقيّة صغيرة‪ ،‬وأ ّنه من إحدى غايات‬ ‫المتقاتلين على القلمون هو تحديد وتثبيت األمر‬ ‫ال��واق��ع‪ ،‬قبل ال��ش��روع بمراسيم التقسيم‪ .‬وال‬ ‫نعلم‪ ،‬إن كان عام ‪ 2015‬هو عام التقسيم و‬ ‫«أنّ سورية الكبرى لم تعد قائمة‪ ،‬والمصطلح‬ ‫المتعارف عليه هو سورية الصغرى‪ ،‬أمّا بقية‬ ‫المناطق فهي كانتونات مستقلّة‪ ،‬متصارعة»‪ ،‬كما‬ ‫خرج علينا تقرير االستخبارات االسرائيليّة هذا‬ ‫العام‪ ،‬ولكن تحدونا الرغبة في محاولة اإلضاءة‬ ‫البسيطة على معطى جديد وقديم أيضاً‪ ،‬وهو ليس‬ ‫باإلبداع بمكان أن يقال أنّ ما يحدث وما سوف‬ ‫يحدث في سورية من تطوّ رات على ساحة ميدان‬ ‫المعارك أو في معترك السياسة‪ ،‬هو غير بعيد‬ ‫عن التغيّرات اإلقليميّة وح ّتى الدوليّة‪ ،‬وتاريخ ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫كانت سورية تبعا ً لموقعها الجغرافيّ ّ‬ ‫وتتأثر‬ ‫تؤثر‬ ‫دائما ً بمجريات األحداث في المنطقة‪ ،‬ولن نحتاج‬ ‫إلى أمثلة إلثبات ذلك‪ ،‬وللذهاب أبعد‪ ،‬فقد كانت‬ ‫سورية إحدى الساحات التي تصارع عليها ك ّل‬ ‫من اال ّتحاد السوفي ّتي والواليات الم ّتحدة في زمن‬ ‫الحرب الباردة وإن كانت مفاعيل ذلك الصراع‬ ‫ماثلة إلى اآلن‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬بعد نجاح النظام بدفع الحراك الثوريّ‬ ‫السلميّ نحو العسكرة والدخول بمتاهات الحرب‪،‬‬

‫ال��ج��زم��ات��ي‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫ينوح ألنّ له ‪ 6‬أشهر‬ ‫لم يزر أهله) هذا المثل‬ ‫ينطبق على ك ّل من حاول أن يستغ ّل السلطة‬ ‫في أغلب أرج��اء الوطن العربيّ أو في أيّة‬ ‫منطقة ديكتاتوريّة ال تحترم نفسها‪ ،‬كما حدث‬ ‫أيضا ً في الثورة السوريّة‪ ،‬حيث صوّ ر ك ّل من‬ ‫يرخي لحيته ويخ ّفف شاربه بأ ّنه ثائر ويصله‬ ‫الدعم‪ ،‬فكان ال يخرج على اإلع�لام إلاّ من‬ ‫يكبّر ويخ ّفف شاربه ويطلق لحيته‪.‬‬ ‫إنّ هذه األمثلة تعني أ ّننا مازلنا لم نفهم ما هي‬ ‫الحرّ يّة‪ ،‬وهذا يقودنا إلى السبب الثاني وهو‬ ‫عدم وض��وح المصطلحات والمفاهيم التي‬ ‫أطلقتها الثورة وعدم نضج الطبقة السياسيّة‬ ‫والنخبويّة في الشارع التي لم تتعامل مع‬ ‫المفاهيم التي أطلقها الشارع بحالة ج ّديّة‪،‬‬ ‫بل كانت تتراكض من أجل المكتسبات؛ ألنّ‬ ‫النظام األس��ديّ سيسقط بعد عدّة شهور ممّا‬ ‫جعل اإلسالموييّن هم أصحاب تأويل المفاهيم‪،‬‬ ‫وساهم بذلك اشتداد الظلم والقصف العشوائيّ‬ ‫وتهجير ماليين السوريّين من هنا كان تالعب‬ ‫تلك القوى الدينيّة بتلك المفاهيم وفرض آرائهم‬ ‫وراياتهم فوق راية الثورة‪ ،‬وتاجروا بقهر‬ ‫الناس وتشرّ دهم‪ ،‬لم يعد هناك أيّة إمكانيّة لنقد‬ ‫أيّ تصرف أل ّنهم عنونوه باإلسالم أو بكالم‬ ‫هللا‪ ،‬فساهموا إلى جانب النظام في إنتاج مفاهيم‬ ‫ومصطلحات المرحلة التي طغت على المشهد‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وهذا ما جعل األط��راف الرماديّة‬ ‫تتمترس خلف تلك المفاهيم مع أو ض ّد الطرف‬ ‫اآلخر‪ ،‬أمّا المعارضة السوريّة واآلكاديميّون‬ ‫منهم‪ ،‬فوقعوا في تلك األخطاء وساهموا في‬

‫نشرها منذ أن‬ ‫قسّموا المجتمع‬ ‫ال���س���وريّ إل��ى‬ ‫فئتين‪ :‬سوريّون وطائفة علويّة‪.‬‬ ‫هذا ما أعلنه الكاتب والمث ّقف ورئيس المجلس‬ ‫الوطنيّ برهان غليون عندما وجّ ه خطابه إلى‬ ‫الشعب السوريّ في ‪ ،2011/11/5‬فلم تستطع‬ ‫المعارضة بمؤسّساتها إثبات أ ّنها وطنيّة‬ ‫بمفهومها السوريّ ‪ ،‬وما زالت تمارس آليّات‬ ‫النظام‪ ،‬فقد ردمت هذه المعارضة ك ّل تاريخها‬ ‫النضاليّ والحضاريّ بهذه الجزئيّة‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك كلّنا سواسية كأسنان المشط فهل وطننا‬ ‫<أصلع>؟‬ ‫لذلك‪ ،‬فإنّ حصر جرائم النظام في طائفة معيّنة‪،‬‬ ‫هو من أخطر ما سيواجه سورية في المستقبل‬ ‫القريب‪ ،‬فهل ك ّل من ينتمي إلى الطائفة الس ّنيّة‬ ‫هو داعش؟ كما يحاول البعض أن يصوّ رهم؟‬ ‫هل هم تجسّدوا بتصوّ ر بن الدن أو الظواهريّ‬ ‫أو غيره؟؟‬ ‫إنّ هذا األمر ينطبق أيضا ً على بقيّة األقلّيّات‪،‬‬ ‫فما يُعرف عن غالبيّة الشعب السوريّ أ ّنهم أمّة‬ ‫وليس طائفة‪ ،‬هم أبناء تاريخ امتدّت جذوره‬ ‫آلالف السنين‪ ،‬ولم يكونوا يوما ً مستحدثي‬ ‫الوجود‪ ،‬وهم أصحاب فكر راسخ أنار ظلمات‬ ‫التاريخ من ابن الوليد إلى الكواكبيّ إلى يوسف‬ ‫العظمة إلى ثورة كنتم ألوان علمها ورايتها‬ ‫الخ ّفاقة‪ .‬ال تكونوا ضمائر غائبة يظهر عوضا ً‬ ‫عنكم ضمائر مستترة بكنى وألقاب‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫ّ‬ ‫تمت لماضيكم ولحاضركم ومستقبلكم بشيء‪.‬‬

‫وفتح أب��واب سورية على مصراعيها لتحكم‬ ‫أطراف إقليميّة ودوليّة‪ ،‬فقدت سورية دورها في‬ ‫أن تكون ّ‬ ‫مؤثرة‪ ،‬سلبا ً أم إيجاباً‪ ،‬ح ّتى في تصدير‬ ‫األزمات‪ ،‬فقد خسر نظام دمشق ميزته هذه‪ ،‬وهو‬ ‫صاحب السج ّل الحافل بذلك‪ ،‬على الرغم من‬ ‫العدوى التي أصابت المحيط في لبنان والعراق‬ ‫وكادت أن توقع باألردنّ ‪ .‬وأضحت البالد عبارة‬ ‫عن متلقي للمشاكل‪ ،‬وإح��دى البيادر لحصاد‬ ‫الشوك‪ ،‬كما هي العراق واليمن اآلن وغيرهما‪.‬‬ ‫وال يمكن لناظر أن يتحدّث عن القرار السياسيّ‬ ‫الحرّ لدى النظام أو أيّ طرف آخر‪ ،‬فمن قرار‬ ‫بدء أيّة معركة مهمّة إلى الجلوس على طاولة‬ ‫المفاوضات هو مرهون بقرار الداعمين الكبار‬ ‫من الطرفين ومصالحهم دون المصلحة السوريّة‪،‬‬ ‫وعليه فإنّ أيّ تطوّ ر دراماتيكيّ لألحداث في‬ ‫المنطقة سوف يلقي بظالله الثقيلة على األرض‬ ‫السوريّة‪ ،‬في ظ ّل ضياع القرار السوريّ وغياب‬ ‫الرؤية الواضحة المبنيّة على أساس المصالح‬ ‫الوطنيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وخالصة األمر أنّ أية مبادرة إلطالق عمليّة‬ ‫سالم حقيقيّة في سورية‪ ،‬هو مرهون بحلول‬ ‫إقليميّة‪ ،‬منها‪ ،‬إيقاف الحرب الدائرة في اليمن‬ ‫وبناء شراكة بين األطراف‪ ،‬والتأ ّكد من سلميّة‬ ‫المشروع النوويّ اإليرانيّ ‪ ،‬وإضعاف جذوة‬ ‫التجييش الطائفيّ بين الس ّنة والشيعة ‪ -‬أقلّه في‬ ‫وسائل االع�لام ‪ -‬وكسر سياسة المحاور بين‬ ‫الدول اإلقليميّة وم ّد الجسور بينها على أساس‬ ‫طائفيّ ‪ ،‬باإلضافة إلى اال ّتفاق على أسعار الغاز‬ ‫والنفط‪ ،‬واستخراجه وبيعه‪ ،‬وانتهاج القوى‬ ‫اإلقليميّة سياسة عدم االنحياز في التعامل مع‬ ‫مل ّفات المنطقة‪.‬وغير ذلك هو جعجعة بال طحين‪،‬‬ ‫ولن تفضي إلى شيء طالما أ ّنه كلّما أمطرت‬ ‫في طهران وموسكو أو في الرياض وأنقرة‪،‬‬ ‫فإنّ «السوريون األع��داء» يفتحون المظلاّ ت‪.‬‬ ‫وإن كانت بعض األطراف الداخليّة أو الخارجيّة‬ ‫ترى ‪ -‬وقد تكون مدفوعة بنيّة صادقة ‪ -‬أنّ الح ّل‬ ‫إليقاف النزيف السوريّ هو بالتقسيم‪ ،‬فإنّ القول‬ ‫هنا إنّ ذلك لن يزيد في الطبل إلاّ قرعاً‪ ،‬ولن‬ ‫يؤدّي تشكيل الكانتونات الطائفيّة والعرقيّة إلاّ إلى‬ ‫ازدياد ارتباطها بالقوى اإلقليميّة وانتعاشا ً أكبر‬ ‫في تنفيذ أجنداتها‪ ،‬ولن تكون بمنأى عن حفر‬ ‫الخنادق وتصويب البنادق تجاه أخوتها األعداء‪،‬‬ ‫ما لم ُتح ّل القضايا االقليميّة المستعصية‪ ،‬أو إلى‬ ‫أن يجد السوريّون بوصلتهم الخاصّة‪.‬‬ ‫يبقى لنا أن نسأل‪ ،‬إلى متى ونحن مستمرّ ون في‬ ‫مراهقتنا السياسيّة‪ ،‬ومتى تنضج‪ ،‬رغم األهوال‬ ‫والقضايا الكبيرة التي يواجهها السوريّون؟ ولماذا‬ ‫نبقي على ردّات الفعل المبنيّة على أسس طائفيّة‬ ‫أو مصلحيّة ضيقة مقابل المعضالت اليوميّة‬ ‫التي نصطدم بها؟ وبعد هذه السنوات العجاف‪،‬‬ ‫هل نجرؤ أن نتحدّث ولو ترفا ً عن إيجاد عقل‬ ‫جمعيّ مصلحيّ يجمع السوريّين وبناء شراكة‬ ‫فيما بينهم؟‪.‬‬

‫سومر العبداهلل‬

‫التد ّخالت السياسيّة يف سري أعمال احملكمة‬ ‫يوحل السوريّون يوما ً بعد يوم أكثر في‬ ‫االصطفاف الطائفيّ ‪ ،‬فمع انتقال الفصائل‬ ‫المعارضة إلى التسليح ازدادت االحتقانات‬ ‫الطائفيّة وتمظهرت على شكل حصار‬ ‫وتجويع لمدن وقرى واغتياالت وجرائم‬ ‫كراهية متبادلة على أس��اس االنتماء‬ ‫الطائفيّ ‪ ،‬وكان للدول اإلقليميّة ومن ورائها‬ ‫الغرب وأمريكا بالذات الدور األكبر في‬ ‫تجيش المشاعر الطائفيّة‪ ،‬وإن ك ّنا ال‬ ‫نملك األدلّ��ة الملموسة الكافية إلدانة‬ ‫أمريكا في جرّ الصراع في سورية‬ ‫إلى الخندق الطائفيّ إلاّ أنّ تجربة‬ ‫المنطقة مع السياسات األمريكيّة وخاصّة «الدجيل» هي األصغر من حيث عدد‬ ‫في العراق تجعلنا نؤ ّكد فرضيّة أنّ ألمريكا الضحايا بالنسبة لجرائم صدّام األخرى‪،‬‬ ‫دوراً كبيراً في تطييف الصراع في سورية‪ ،‬فال يمكن مقارنتها مع عمليّات األنفال التي‬ ‫ألنّ ق��راءة تحليليّة لمجريات األح��داث راح ضحيّتها عشرات اآلالف‪.‬‬ ‫والقرارات التي صدرت في العراق في ثالثا ً ‪ -‬من الناحية القانونيّة كانت اإلعدامات‬ ‫ظ ّل االحتالل األمريكيّ للعراق في عام التي تمّت ّ‬ ‫بحق أهالي «الدجيل» ومصادرة‬ ‫‪ 2003‬تقودنا حتما ً إلى هذه النتيجة‪.‬‬ ‫األراض���ي تستند إل��ى أح��ك��ام قضائيّة‬ ‫بعد احتالل أمريكا للعراق ت ّم تكليف بريمر صحيحة من حيث وجود واقعه جرميّة‬ ‫حاكما ً عسكر ّيا ً للعراق‪ ،‬وبدالً من قيامه وادّعاء شخصيّ وادّعاء عا ّم ومحاكمات‪،‬‬ ‫بتطبيق قواعد العدالة االنتقاليّة لتتوّ ج وص��درت األحكام متوافقة مع الدستور‬ ‫بمصالحة وطنيّة شاملة تطوي صفحات العراقيّ ممّا أظهر صدّام حسين كشخص‬ ‫س��وداء من عذابات العراقيّين‪ ،‬أصدر يطبّق القانون واألنظمة وحريص على‬ ‫بعض القرارات وطبّقها بشكل تفوح منها الوطن وأمنه‪ ،‬ويخرج ما قام به من دائرة‬ ‫رائحة الطائفيّة النتنة‬ ‫األفعال الما ّديّة المجرمة‬ ‫اب��ت��دا ًء بقرار اجتثاث‬ ‫إل���ى دائ�����رة األف��ع��ال‬ ‫البعث إلى التحقيقات تعترب احملاكمات من‬ ‫القانونيّة التي تعطي‬ ‫وانتها ًء‬ ‫حصانة لصاحبها يمنحه‬ ‫بالمحاكمات أه ّم خطوات العدالة‬ ‫والتي تعتبر من أه ّم‬ ‫إ ّي��اه الدستور والقانون‬ ‫ّ‬ ‫الخطوات في العدالة االنتقاليّة ممّا يرتتّب‬ ‫الموظف الذي ين ّفذ‬ ‫(ألنّ‬ ‫االنتقال‬ ‫حكم اإلع��دام بناء على‬ ‫ارتكبيّة‪.‬ص��دّام حسين على جناحها من تضميد‬ ‫حكم قضائيّ ال يعتبر‬ ‫جرائم ض ّد اإلنسانيّة للجراح وطوي لصفحة‬ ‫مجرما ً وال يمكن معاقبته‬ ‫والقتل العمد واالعتقال‬ ‫على فعله)‪ .‬وذلك على‬ ‫السوداء‬ ‫املاضي‬ ‫التعسّفيّ كجرائمه ض ّد‬ ‫خالف باقي الجرائم التي‬ ‫األك���راد (األن��ف��ال) أو‬ ‫ارتكبها ص���دّام حسين‬ ‫ّ‬ ‫استخدام السالح الكيماويّ في قتل أهالي‬ ‫بحق العراقيّين أي بدون أحكام قضائيّة‬ ‫مدينة حلبجة أو جريمته في اجتياح دولة وبدون تمييز بين صغير وكبير وبين مذنب‬ ‫عربيّة مجاورة (الكويت)بدون وجه ّ‬ ‫حق وبريء (مجزرة حلبجه) مثالً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التدخالت السياسيّة في سير أعمال‬ ‫أو ح ّتى جرائمه ض ّد الشيعة‪ .‬وبتوجيه من رابعا ً ‪-‬‬ ‫أمريكا بدأت محاكمة ص�دّام حسين عن المحكمة حيث تعرّ ض القضاة للضغوطات‬ ‫حادثة «الدجيل»‪ ،‬وللتوضيح «الدجيل» من شخصيّات سياسيّة واضطرّ القاضي‬ ‫منطقة معظم س ّكانها من الشيعة‪ ،‬تعرّ ض لالستقالة وأق��ي��ل‬ ‫ق��اض آخ��ر‪ ،‬كما أنّ‬ ‫ٍ‬ ‫ص �دّام حسين في أثناء زيارته لها عام الطرف الثاني في حادثة «الدجيل» هو‬ ‫‪ 1982‬لمحاولة اغتيال فاشلة اعُتقل على حزب الدعوة الشيعيّ الذي قام بمحاولة‬ ‫أثرها عدد كبير من أهالي البلدة وتمّت االغتيال في عام ‪ 1982‬كان جزءاً من‬ ‫محاكمتهم وأص��در القضاء حينها حكما ً الحكومة‪ ،‬األداة المن ّفذة لقرارات بريمر‬ ‫بإعدام ‪ 146‬شخصا ً ومصادرة أراضيهم‪.‬‬ ‫أثناء المحاكمة‪.‬‬ ‫تعتبر المحاكمات من أه ّم خطوات العدالة خامسا ً ‪ -‬طريقة إعدام صدّام حسين وما‬ ‫االنتقاليّة ممّا يتر ّتب على نجاحها من تضمنته من إيحاءات طائفيّة حيث وجد عدة‬ ‫تضميد للجراح وطوي لصفحة الماضي أشخاص في موقع اإلعدام ردّدوا بعض‬ ‫السوداء‪ ،‬إلاّ أنّ اختيار حادثة «الدجيل» الشتائم واألدعية الطائفيّة‪ ،‬كما أنّ تنفيذه‬ ‫كان له أثر معاكس وذلك لعدّة‬ ‫أسباب‪:‬‬ ‫أوّ الً ‪ -‬حادثة «الدجيل» لم تكن‬ ‫أفظع جرائم النظام ولم يكن لها‬ ‫أه ّميّة عاطفيّة كما لغيرها من الجرائم‬ ‫وخاصّة أ ّنه مضى على ارتكابها نحو‬ ‫‪25‬عاماً‪.‬‬ ‫ث��ان��ي �ا ً – تعتبر ح��ادث��ة‬

‫في أوّ ل أيّام العيد أعطى‬ ‫العقوبة طابعا ً ثأر ّياً‪.‬‬ ‫ك��� ّل م��ا س��ب��ق‪ ،‬ح��وّ ل‬ ‫المحاكمة م��ن أداة‬ ‫ل��رأب ال��ص��دع بين‬ ‫الشعب العراقيّ إلى‬ ‫أداة زادت‬ ‫من الحقد‬ ‫ا لطا ئفي ‪،‬‬ ‫وك� ّل ذلك‬ ‫ب��إش��راف‬ ‫و تخطيط‬ ‫الحاكم األميركيّ ألنّ قضيّة «الدجيل»‬ ‫ح ّققت هدفين لألمريكان‪ ،‬أل ّنه بإعدام صدّام‬ ‫حسين وعدد من مساعديه ت ّم دفن أسرار‬ ‫ت��ورّ ط األمريكان في ع��دد من الجرائم‬ ‫األخرى كان من شأن أقوال صدّام حسين‬ ‫أن تدين عدد من الدول الغربيّة ومنها أمريكا‬ ‫بصفتهم شركاء في تلك الجرائم‪ ،‬والهدف‬ ‫الثاني هو زيادة االستقطاب الطائفيّ في‬ ‫العراق ممّا يسهّل عمليّة السيطرة عليه‪.‬‬ ‫وبمراجعة تحليليّة لما قامت به أمريكا في‬ ‫سورية نالحظ أ ّنها تريد إغراق سورية في‬ ‫الوحل الطائفيّ ‪ ،‬وتجلّى ذلك بتسريع عمليّة‬ ‫العسكرة ودعم بعض القوى على األرض‬ ‫التي لها أجندات إسالميّة بمضمون طائفيّ‬ ‫دون غيرها من القوى‪ ،‬وإبعاد القوى‬ ‫والشخصيّات الديمقراطيّة عن الساحة‬ ‫السياسيّة‪ ،‬ومحاولة وسائل إعالمها ومن‬ ‫يدور في فلكه التركيز على بعض األحداث‬ ‫في سورية‪ ،‬وتوظيفها بشكل طائفيّ قذر‪،‬‬ ‫وذلك لجرّ السوريّين لقبول الحلول الطائفيّة‬ ‫وتفريغ قضيّته من محتواها وتقزيمها من‬ ‫خالل اختصارها بأكثريّة تريد افتراس‬ ‫أقلّيّات‪ ،‬بعد أن كانت قضيّته هي بناء‬ ‫سورية قويّة حرّ ة ينتفي فيها الظلم والجوع‬ ‫والقهر‪.‬‬ ‫عناوين‬ ‫المحاكمات من أه ّم خطوات العدالة االنتقاليّة‬ ‫ممّا يتر ّتب على نجاحها من تضميد للجراح‬ ‫وطوي لصفحة الماضي السوداء‬ ‫تعرّ ض صدّام حسين في أثناء زيارته لها‬ ‫عام ‪ 1982‬لمحاولة اغتيال فاشلة اعُتقل‬ ‫على أثرها عدد كبير من أهالي البلدة وتمّت‬ ‫محاكمتهم وأص��در القضاء حينها حكما ً‬ ‫بإعدام ‪ 146‬شخصا ً ومصادرة أراضيهم‪.‬‬ ‫الطرف الثاني في حادثة «الدجيل» هو‬ ‫حزب الدعوة الشيعيّ الذي قام بمحاولة‬ ‫االغتيال في عام ‪ 1982‬كان ج��زءاً من‬ ‫الحكومة‪ ،‬األداة المن ّفذة لقرارات «بريمر»‬ ‫أثناء المحاكمة‪.‬‬

‫احملامي حممّد محو‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫من الصحف‬

‫السوري الجديد‬ ‫عادل أبو الحسام عن موقع‬ ‫ّ‬

‫التغريبة السورّية نحو أوربّا‬ ‫ادفع ث ّم فكّر‬ ‫أصبحت بلدان القارة األوربيّة المالذ األوّ ل‬ ‫للسوريّين الهاربين من نار الحرب المشتعلة‬ ‫منذ سنوات مخلّفة نحو ‪ 5‬ماليين نازح بين‬ ‫دول الجوار وفي الداخل السوريّ ‪ ،‬وتبقى‬ ‫تركيا هي قبلة السوريّين األولى للبحث عن‬ ‫حياة أفضل بعد التضييق عليهم في الدول‬ ‫العربيّة المجاورة التي وضعت شروطا ً على‬ ‫السوريّين ح ّتى يدخلوها‪.‬‬ ‫لكنّ رحلة كثير من السورييّن ال تنتهي بتركيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫محطة في طريقهم نحو الوجهة‬ ‫بل تبقى هذه‬ ‫المنشودة في أوروبا التي يدفعون ك ّل ما لديهم‬ ‫للمهرّ بين المتاجرين للوصول إليها‪ ،‬مع علمهم‬ ‫المسبق أنّ احتمال وصولهم أو ضمان عدم‬ ‫نهبهم من المهرّ بين ضعيف للغاية‪ ،‬لكن وكما‬ ‫يقول بعضهم (ما عاد في شي نخسرو‪...‬‬ ‫حنجرب واللّي كاتبوا هللا حيصير)‪.‬‬ ‫عالم المهرّ بين‬ ‫رحلة الوصول إلى أوروبا مليئة بالمخاطر‬ ‫والقلق والتوتر‪ ،‬لك ّنها تبقى أمراً هينة أمام‬ ‫أحالم ورديّة يهديها لهم المتاجرون بأرواحهم‪.‬‬ ‫ينتشر كثير من المهرّ بين في مدينة مرسين‬ ‫التركيّة التي كانت منها بداية هذا التحقيق‬ ‫ال��ذي أضعه بين أيديكم‬ ‫كاشفا ً عن ك ّل ما جرى‬ ‫في إحدى رحالت الموت‬ ‫التي كنت على متنها‪.‬‬ ‫وصلت مرسين التركيّة‬ ‫بتاريخ ‪١١‬تشرين الثاني‬ ‫‪ ،٢٠١٤‬وفي نفس اليوم‬ ‫ال��ت��ق��ي��ت م��ع ال��م��ه��رّ ب‬ ‫أب���و ح��س��ي��ن ‪ -‬ط��ب��ع�اً‪،‬‬ ‫المهرّ بون ال يذكرون‬ ‫أسماءهم الحقيقيّة للزبون‬ ‫ في مكان متطرّ ف عند‬‫شاطئ البحر‪ ،‬ق��ال لي‬ ‫عندما سألته عن ضمان‬ ‫وصول الرحلة‪« :‬أخوي‬ ‫ما في شي مضمون بدّك‬ ‫تطلع ب��دّو يكون قلبك‬ ‫قوي وال تخاف من شي‬ ‫أخوي اليوم في زئة (أي‬ ‫محاولة) عباخرة كبيرة‬ ‫ادفعلي المصاري بطلّعك‬ ‫فوراً»‬ ‫ً‬ ‫اعترضت على دفع المبلغ ف��ورا‪ ،‬إذ كانت بقبرص؟ هلق في ناس راح تطلع معكم من‬ ‫لدي قائمة مسبقة بأسماء المهرّ بين وأريد أن هونيك يا حرام دفعوا مصاريهم وما وصلوا‪،‬‬ ‫أجد السعر األفضل رغم معرفتي بأنّ الوقت أخوي نحنا جماعة منخاف هللا بعدين اليوم‬ ‫يداهمني‪.‬‬ ‫الزم تدفع مصاري أل ّنو اليوم أو بوكرا الطلعة‬ ‫لم تمض ساعتان ح ّتى عاد أبو حسين لالتصال ما ض ّل في وقت بوكرا ال تقلّي طلعنا أبداً إذا‬ ‫بي قائالً‪« :‬أخوي الزم تطلع اليوم جهّزت ما دفعت اليوم»‪ .‬طلبت منه العودة بعد نصف‬ ‫المصاري؟»‬ ‫ساعة‪ ،‬تشاورت مع صديقي وقرّ رنا ان ندفع‬ ‫عندما قلت له «ال» ر ّد قائالً‪« :‬أخوي اليوم في له ألنّ مكوثنا في مرسين يعني مصاريف‬ ‫زئة بيجوز ما تقدر تطلع بأربعة أياّم بعدها»‬ ‫أخ��رى‪ ،‬في ح��ال ذهبت ه��ذه الرحلة فنحن‬ ‫اعترضت فغضب أبو حسين وقال لي بته ّكم‪ :‬سننتظر رحلة أخرى‪ ،‬وبالفعل توجّ هنا إليه مرّ ة‬ ‫«ال عاد ت ّتصل فيني أنا ما ناقصني والد أنت أخرى‪ .‬كان قد طلب سعر ‪ ٦٥٠٠‬دوالر على‬ ‫وأمثالك خلّيك مكانك أنتو ما بتعرفوا شو يعني الشخص الواحد‪ ،‬عدنا إليه وأوضّحت له أ ّننا‬ ‫قبل بمبلغ‬ ‫أوربّا لو بتعرفوا كنت مشيتو وأنتم مس ّكرين ال نملك هذا المبلغ‪ ،‬وبعد أخذ ور ّد ِ‬ ‫عيونكم» وأغلق الهاتف بوجهي‪.‬‬ ‫‪ ٥٨٠٠‬عن ك ّل شخص‪ .‬قال أبو مصطفى وهو‬ ‫ك��ان لي أص��دق��اء يقيمون في أح��د الفنادق يضحك ضحكة عريضة ويقوم بع ّد المبلغ‪« :‬ما‬ ‫بمرسين كانوا قد ا ّتفقوا مع المهرّ ب أبو رياض حدا طلع متلكم بهالسعر بس أل ّنو الباخرة بدها‬ ‫أحد تجّ ار الموت الذين ينتشرون في مدينة تمشي وما ض ّل وقت أخوي‪ ،‬هللا وكيلك أنا‬ ‫مرسين التركيّة‪ ،‬معروف عن هذا المهرّ ب ما بقبل بأق ّل من ‪٦٥٠٠‬بعدين هالباخرة كبيرة‬ ‫أ ّنه يتقاضى سعراً مختلفا ً من ك ّل زبون‪ .‬بعد وبتستاهل بوكرا بتشوفوا»‪.‬‬ ‫عشرة أيّام من إقامتهم في الفندق على حسابهم‪ ،‬يوم الخميس ‪١٣‬تشرين الثاني ‪ ٢٠١٤‬ا ّتصل‬ ‫قام أبو رياض بعدّة محاوالت إليصالهم الى أب��و مصطفى بي الساعة العاشرة صباحا ً‬ ‫الباخرة لك ّنها باءت بالفشل جميعاً‪.‬‬ ‫ليخبرنا بأن نجهّز أنفسنا ألنّ المحاولة (الزئة)‬ ‫أسعار مختلفة‬ ‫غداً‪ ،‬وبالفعل ركبنا السيّارة حوالي الخامسة‬ ‫ً‬ ‫يقول عليّ وهو شـابّ ثالثينيّ من مدينة حماة‪ :‬عصرا‪ ،‬ث ّم قام بإيصالنا إلى (فان) مغلق في‬ ‫فوجئت بعد ركوبنا الباخرة بأنّ هناك من دفع منطقة متطرّ فة من مدينة مرسين‪ ،‬وقام بسحب‬ ‫أق ّل م ّني فأنا دفعت مبلغ ‪ ٦٥٠٠‬دوالر فيما حقائب السفر الصغيرة التي كانت بحوزتنا‬ ‫دفع آخرون ‪ ٥٥٠٠‬أو ‪ 5000‬وهكذا‪ ،‬وكنت وشدّها بقوّ ة‪ ،‬اعترضت‪ ،‬وبسرعة وضعت‬ ‫أريد أن أعيد نقودي لكن أبو رياض رفض وهلل بعض األغ��راض بكيس‪ ،‬لكنّ المهرّ ب أبو‬ ‫الحمد‪ ،‬وها نحن في طريقنا إلى أوروبا‪.‬‬ ‫مصطفى سحب م ّني الحقيبة‪ ،‬فتح السائق‬ ‫االنتظار في الفنادق ودف��ع مبالغ باهظة الباب‪ ،‬كان يوجد داخل (الفان) من الخلف‬ ‫يوم ّياً‪ ،‬هكذا حال السوريّين الذين ينتظرون حوالي ‪ ١٥‬شخصاً‪ ،‬وأنا صرت من بينهم‪،‬‬ ‫رح�لات الموت فالمهرّ بون كلّهم ي ّتسمون قال لي أحدهم‪ ،‬ويدعى سعد من ريف دمشق‪،‬‬ ‫ب��ال��ك��ذب وشعارهم‬ ‫هذه المحاولة الثالثة لنا‪،‬‬ ‫هو المراوغة والنفاق‬ ‫على األغلب ذاهبين لنفس‬ ‫طلب سعر ‪ ٦٥٠٠‬دوالر‬ ‫فبعد أن يأخذوا النقود‬ ‫النقطة باألمس كان هناك‬ ‫من الضحيّة يقومون‬ ‫ب��ول��ي��س ع��ل��ى الشاطئ‬ ‫على الشخص الواحد‪،‬‬ ‫ب��ال��م��ح��اول��ة ع���دّة‬ ‫فشلت المحاولة وفي المرّ ة‬ ‫عدنا إليه وأو ّضحت‬ ‫م��رّ ات‪ ،‬وإذا ذهبت‬ ‫التي قبلها عندما وصلنا‬ ‫الباخرة الموعودة‬ ‫كان هناك سيّدة وهي أوّ ل‬ ‫له أنّنا ال منلك هذا‬ ‫ينتظرون الباخرة‬ ‫الراكبين بدأت بالصراخ‪،‬‬ ‫د‬ ‫ور‬ ‫أخذ‬ ‫وبعد‬ ‫املبلغ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األخرى‪ ،‬فهم عبارة‬ ‫ف��زع أص��ح��اب ال��زورق‬ ‫ع���ن ش��ب��ك��ة تعمل‬ ‫والذوا بالفرار وعدنا الى‬ ‫قبِل مببلغ ‪ ٥٨٠٠‬عن‬ ‫ب��اح��ت��راف منقطع‬ ‫الفندق‪.....‬‬ ‫ك ّل شخص‬ ‫في سيّارة (الفان) ك ّل مناّ‬ ‫النظير فلك ّل باخرة‬ ‫م��ن ب��واخ��ر الموت‬ ‫يجلس على ركبة ونصف‪،‬‬ ‫عدد من السماسرة والمهرّ بين‪ .‬وأو ّد اإلشارة ساعة ونصف الساعة على هذه الحال‪ ،‬شعرت‬ ‫هنا إلى أنّ الدفع يكون بشكل مباشر للمهرّ ب بضيق التنفس‪ ،‬طلب أحدهم فتح النافذة صرخ‬ ‫أو وضع المبلغ مع مكتب السعيد للتأمين مع السائق‪« :‬بدنا نوصّلكم ونخلص ما بدنا حدا‬ ‫وضع شيفرة يعطيها الزبون لطاقم السفينة يشوفكم»‪.‬‬ ‫عندما يصل إليها‪.‬‬ ‫رغم وجود هذا المكتب إلاّ أنّ أغلب المهرّ بين‬ ‫ال يتعاملون إلاّ بالدفع المباشر‪ ،‬وهنا ال شيء‬ ‫يحفظ حقوقهم في حال قام المهرّ بون بالنصب‬ ‫عليهم أو في حال حدث معهم شيء مثل أن‬ ‫تجنح السفينة قبل وصولها إيطاليا في اليونان‬ ‫أو قبرص‪ .‬وهذا ما جرى مع إحدى السفن‬ ‫المحمّلة بالسوريّين‪ ،‬فمنذ فترة ليست ببعيدة‬ ‫جنحت إحدى السفن في قبرص اليونانيّة وترك‬ ‫المهرّ بون ر ّكابها لمصيرهم فمنهم من بقي‬ ‫هناك أل ّنه ال يملك ثمن رحلة أخرى ومنهم‬ ‫من استطاع ركوب البحر مرّ ة اخرى ووصل‬ ‫للشاطئ اإليطاليّ ‪.‬‬ ‫إذا صار شيء؟‬ ‫التقيت في اليوم الثاني بتاريخ ‪١٢‬تشرين الثاني‬ ‫‪ ٢٠١٤‬أنا وصديقي «ياسر» مع المهرّ ب أبو‬ ‫مصطفى‪ ،‬الذي بدأ يزرع أحالما ً ورديّة في‬ ‫مخيّلتي عن الرحلة قائالً‪« :‬أخوي‪ ،‬هللا بيحبّك‬ ‫هي الرحلة خمس نجوم مفروشة بالسجّ اد وفيها‬ ‫ّ‬ ‫بطانيات وأكل وشرب‪ ،‬والطاقم كتير كويس»‪.‬‬ ‫سألته‪« :‬إذا صار شي‪ ،‬بترجّ ع المبلغ؟» ر ّد‬ ‫قائالً‪« :‬أخوي سمعت بالباخرة اللي جنحت‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وبالفعل وصلنا الى مكان أثريّ‬ ‫وبجانبه أرض زراعيّة مليئة‬ ‫بأشجار الزيتون‪ ،‬الشمس غابت‬ ‫ومعها تالشى الضوء‪ ،‬رأيت‬ ‫أن���اس ينتظروننا‪ ،‬طلب م ّنا‬ ‫السائق الصمت واالنتظار ح ّتى‬ ‫تأتي الدفعة األخيرة‪ ،‬ألنّ النقل‬ ‫إلى الباخرة الكبيرة يت ّم باال ّتفاق‬ ‫مع المهرّ بين‪ ،‬جميعهم يحضرون‬ ‫الركاب إلى نفس النقطة الم ّتفق‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫إلى باخرة األحالم الورديّة‬ ‫لحظات تحبس األنفاس‪ ،‬في‬ ‫جنح الظالم بدأنا بالسير في كرم‬ ‫زي��ت��ون‪ ،‬نسمع هدير األم��واج‬ ‫أص���وات خافتة ال تسمع إلاّ‬ ‫همسا ً الناس تحمل ما تيسّر لها‬ ‫من أغراض ومنهم ترك أغراضه في مكانها‬ ‫بدأنا نقترب من الشاطئ رويداً رويداً‪ ،‬صوت‬ ‫األمواج خياالت عيون تتر ّقب صخور قاسية‪،‬‬ ‫سقط أحد الناس أرضا ً فهو يعاني من مرض‬ ‫الربو‪ ،‬تركوه لمصيره ول��م يساعده أحد‪،‬‬ ‫لك ّنه استطاع‬ ‫الوصول‪ ،‬الناس‬ ‫ت��ت��س��اب��ق‪ ،‬أيّ‬ ‫خطأ ق��د ي��ؤدّي‬ ‫إل�����ى ن���زول���ك‬ ‫ع���ل���ى رأس����ك‬ ‫ف��وق الصخور‬ ‫المتدلّية أم��ام‬ ‫ع���ي���ن���ك‪ ،‬وق���د‬ ‫تموت في مكانك‬ ‫ف��ال��ك � ّل يخشى‬ ‫على روحه هنا‬ ‫تجمهر الر ّكاب‬ ‫وعيونهم تتطلّع‬ ‫إلى البحر‪ ،‬لقد‬ ‫الح م��ن بعيد‬ ‫زورق الصيد‬ ‫ق�����ادم�����اً‪ ،‬ب���دأ‬ ‫يقترب م ّنا ومعه‬ ‫تنحبس األنفاس‬ ‫والخوف‪ ،‬تسمع‬ ‫ال��ن��اس يدعون‬ ‫بأن نغادر مرسين‪ ،‬ومنهم من يشعر بالخوف‬ ‫خشية أن تأتي الشرطة التركيّة إلى المكان‬ ‫ّ‬ ‫وحطت حبال الزورق على الصخور معلنة‬ ‫بدء (الزئة) وبدأ الناس يتد ّفقون إلى الزورق‬ ‫الخشبيّ والخوف هو سيّد الموقف‪ ،‬تدافع‬ ‫الناس‪ ،‬صراخ أصحاب الزورق ومسبّاتهم لنا‬ ‫باللغة التركيّة‪ ،‬والبقيّة أصابهم الصمت‪ ،‬ك ّنا‬ ‫نحو ‪ ٢٠٠‬شخصاً‪ ،‬ركبنا في الزورق الخشبيّ ‪،‬‬ ‫وبعد سير نصف ساعة ونحن نتأرجح يمينا ً‬ ‫ويساراً وقف زورق صيد حديديّ ‪ ،‬وبدأ الناس‬ ‫يقومون بالتبديل في عرض البحر والك ّل‬ ‫خائف ويتعلّق‬ ‫ب��اآلخ��ر‪ ،‬وعلى‬ ‫الشاطئ هناك‬ ‫دف���ع���ة أخ���رى‬ ‫تنتظر‪.‬‬ ‫ب���دأ ال����زورق‬ ‫الحديديّ بالسير‬ ‫والعيون تتر ّقب‬ ‫ب��اخ��رة األح�لام‬ ‫الموعودة‪ ،‬أحد‬ ‫ال��رك��اب يتكلّم‬ ‫التركيّة والعربيّة‬ ‫قال لنا مترجما ً‬ ‫ع������ن س���ائ���ق‬ ‫ال�����زورق‪« :‬ال‬ ‫حدا يش ّغل ضو‬ ‫ي��ا ج��م��اع��ة أو‬ ‫هاتفو مشان خفر‬ ‫السواحل التركيّة‬ ‫والكل ع القاعد‬ ‫ال حدا يو ّقف»‪.‬‬ ‫األمواج ترافقنا‪ ،‬البحر كان هادئاً‪ ،‬ومخيّالت‬ ‫الناس ترسم باخرة النجاة التي وعدهم بها‬ ‫تجّ ار الموت‪ ،‬وبعد ث�لاث ساعات تالشت‬ ‫أضواء مدينة مرسين التركيّة وبدأنا نقترب من‬ ‫المياه اإلقليميّة الدوليّة والح في عرض البحر‬ ‫ضوء منبعث من باخرة األحالم الورديّة‪ ،‬بدأنا‬ ‫نقترب أكثر فأكثر ‪ ...‬بجانبي كان يجلس شـابّ‬ ‫من السويداء يدعى ممدوح قال لي‪« :‬يا خوفي‬ ‫تطلع ما هيّ ونضل مكملين بهالالنش وهو‬ ‫يادوب ماشي‪ ...‬خسرنا ك ّل شي وما ضل ع ّنا‬ ‫غير ها الروح»‪.‬‬ ‫اقتربنا أكثر‪ ،‬طاقم السفينة بدأ يشير إلينا‬ ‫ويلوّ ح باأليدي‪ ،‬الناس شعرت باالرتياح بدأنا‬ ‫نحاذي الباخرة الموعودة وتدلّى منها ساللم‬ ‫الصعود وثبّت سائق الزورق وقوفه‪ ،‬وبدأت‬ ‫الناس بالصعود بمساعدة طاقم السفينة وتدافع‬

‫الركاب‪ ،‬وبدأ الزورق بالميالن‪ ،‬طاقم السفينة سورية الصغرى كانت موجودة على متن‬ ‫طلب من الناس الجلوس‪ ،‬وت ّم وصول الركاب الباخرة‪ ،‬تعرّ فت على عدّة أناس ومن مختلف‬ ‫إلى باخرة األح�لام‪ ،‬كنت آخر الصاعدين‪ ،‬الطوائف ومن ك ّل المحافظات السوريّة‪ ،‬لك ّل‬ ‫عيون فرحة ووجوه مبتسمة بوصولها بسالم من هؤالء الراكبين بسفينة الموت قصّته‪ ،‬من‬ ‫إلى أوّ ل الحلم طلب م ّنا طاقم السفينة‪ ،‬وكلّه أوائ��ل الذين تعرّ فت عليهم «أبو محمود»‬ ‫يتكلّم باللهجة الالذقانيّة‪ ،‬أن ننزل إلى العنبر‪ ،‬رجل س ّتيني من حلب‪ ،‬ابنه مقاتل مع جبهة‬ ‫لننتظر الدفعة األخيرة من الر ّكاب‪ ،‬فنحن النصرة في حلب‪ ،‬اضطرّ للنزوح بسبب ضيق‬ ‫بخطر ح ّتى نغادر المياه اإلقليميّة المقابلة األحوال في اسطنبول التركيّة‪ ،‬يعمل بمهنة‬ ‫لتركيا‪ .‬الباخرة تجاريّة تحمل بضائع‪ ،‬وتعود الخياطة‪ ،‬دفع مبلغ ‪ ٢٠‬ألف دوالر عنه وعن‬ ‫لعام ‪ ،١٩٧٩‬أي أ ّنها في‬ ‫أوالده عاصم وحازم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ق����ال ل���ي م���ت� ّ‬ ‫كنا حنو ‪٢٠٠‬‬ ‫آخ��ر عمرها وحديدها‬ ‫��أث���راً‪:‬‬ ‫أصابه الصدأ‪.‬‬ ‫«خسرت ك ّل شي ابني‬ ‫شخصاً‬ ‫يف‬ ‫ركبنا‬ ‫‪،‬‬ ‫«مشان التواليت دبروا‬ ‫عم يقاتل وبيجوز ما‬ ‫يب‪،‬‬ ‫الزورق اخلش ّ‬ ‫حالكم»‬ ‫يرجع وهللا تعبنا تعبنا‬ ‫بدأ الناس ينزلون إلى‬ ‫طالعت والدي مشان‬ ‫بعد نصف ساعة‬ ‫العنبر‪ ،‬وق��د أصابهم‬ ‫ل ّم الشمل بسرعة لسّه‬ ‫ً‬ ‫وحنن نتأرجح ميينا‬ ‫الذهول‪ ،‬فال سجّ اد وال‬ ‫مرتي وبناتي لحالهم‬ ‫حرامات تقيهم البرد‪،‬‬ ‫بإسطنبول‪.»...‬‬ ‫ويساراً‪ ،‬رأينا زورق‬ ‫ك��م��ا وع���ده���م ت��جّ ��ار‬ ‫تعارف على شحن‬ ‫ّ‬ ‫صيد حديدي‬ ‫ال��م��وت‪ ،‬أرض العنبر‬ ‫الهاتف‬ ‫م��ف��روش��ة ب��ال��م��ش� ّم��ع‬ ‫في اليوم الثاني لنا على‬ ‫(نايلون)‪ ،‬يفترشه ر ّكاب وصلوا قبلنا بأربعة الباخرة‪ ،‬ح ّل الظالم أخيراً‪ ،‬وعندها بدأ التن ّفس‬ ‫أيّام مع أمتعتهم وطعامهم‪ .‬البعض أصابتهم الفعليّ ‪ ،‬ك ّل الناس أصبحوا على سطح الباخرة‪،‬‬ ‫الصدمة‪ ،‬وآخرين حمدوا هللا‪ ،‬أل ّنهم لن كونوا الدخان يتصاعد من أفواه الناس‪ ،‬األمواج تسير‬ ‫أسوأ وضعا ً من الواصلين قبلهم‪.‬‬ ‫معنا تلطم مقدّمة الباخرة‪ ،‬نقترب من الجزر‬ ‫افترشت األرض بجانب أبو مؤيّد من دمشق‪ ،‬اليونانيّة فيرى القبطان سفينة من بعيد‪ ،‬يأمر‬ ‫ودار بيننا الحديث‪ ،‬قال لي‪ :‬وصلنا منذ أربعة طاقم السفينة بإنزالنا إلى العنبر‪.‬‬ ‫أ ّي��ام‪ ...‬وك ّل يوم يقولوا لنا اليوم سنمشي‪...‬‬ ‫عبّر «واف��ي» عن غضبه فزوجته الحامل‬ ‫أربعة أ ّي��ام ونحن هنا ال نخرج إلى األعلى تعاني من الدوار وضيق التنفس وال تستطيع‬ ‫إلاّ فترات قليلة‪ ،‬نشعر بضيق شديد فال بيت النزول‪ ،‬طاقم السفينة بدأ بالصراخ عليه لكي‬ ‫خالء نظيف وال حمام وال مكان ح ّتى لتبديل ينزل‪ ،‬لك ّنه رفض قائالً‪ :‬زوجتي حامل بحاجة‬ ‫ألن تتن ّفس‪ّ ،‬‬ ‫المالبس‪.....‬‬ ‫تدخل أبو أحمد الالذقانيّ من كادر‬ ‫أخيراً‪ ،‬وصلت الدفعة األخيرة من الركاب‪ ،‬السفينة‪« ،‬واف��ي» شـابّ ثالثينيّ من قرية‬ ‫وبدأ االحتفال من الحالمين بالشواطئ األور ّبيّة «الناجية» في ريف الالذقيّة‪ ،‬قال لي‪« :‬طلعت‬ ‫بالواصلين بعدهم‪ ،‬مص ّفقين مكبّرين مهلّلين‪ ،‬ألني بدّي ابني يعيش أنا ما خايف على حالي‬ ‫وأعلن قبطان الباخرة دوران المحرك با ّتجاه أكيد بتعرف إ ّنو «الناجية» دائما ً بيضربها‬ ‫شواطئ إيطاليا في الواحدة من فجر الجمعة النظام أنا بدّي ابني اللي جاية على الطريق‬ ‫‪ ١٤‬تشرين الثاني ‪ ،٢٠١٤‬الك ّل اطمئنّ مع يعيش بدّي عيش بأمان‪ ...‬خسرت كتير ناس‬ ‫بدأ الرحلة نحو السواحل اإليطاليّة‪ ،‬حزموا أقرباء ما بدّي أخسر زوجتي وابني وما بدّي‬ ‫أمتعتهم إلى جانبهم مفترشين أرض العنبر‪ ،‬يخسروني وتترمّل زوجتي ويتي ّتم ابني‪.»....‬‬ ‫وتمضي الساعات على‬ ‫متن السفينة‪ ،‬رائحة‬ ‫الدخان المتصاعد من‬ ‫األف����واه تمأل العنبر‪،‬‬ ‫ال��رائ��ح��ة الكريهة من‬ ‫بيت الخالء تنبعث إلى‬ ‫الجالسين مقابله‪ ،‬بكاء‬ ‫األطفال صراخ الشباب‬ ‫خ��ل�ال ل��ع��ب��ة ورق‪،‬‬ ‫اصطفاف على الدور من‬ ‫أجل زجاجة ماء‪ ،‬جلسة‬ ‫انتظار بعض الر ّكاب‬ ‫لشحن الهاتف‪ ،‬يوجد‬ ‫وصلة واحدة للشحن عند‬ ‫سلم النزول إلى العنبر‪،‬‬ ‫يجب عليك أن تجلس‬ ‫ع����دّة س��اع��ات لشحن‬ ‫ه��ات��ف��ك‪ ،‬ت��ع��رّ ف��ت وأن��ا‬ ‫أقوم بشحن الهاتف بأبي‬ ‫خالد‪ ،‬الرجل الخمسينيّ ‪،‬‬ ‫وهو فلسطينيّ سـوريّ‬ ‫أصبحت ال تستطيع السير بينهم لكثرة عددهم‪ ،‬يقطن بمحافظة الالذقيّة‪ ،‬لديه ثالثة أطفال‬ ‫وعندما ح ّل الصباح اقتربنا من جزيرة قبرص أكبرهم عمره أربعة عشر عاماً‪ ،‬أبو خالد الذي‬ ‫التركيّة‪ ،‬فخدمة ‪ GBS‬تعمل على المحمول يعمل بالتجارة اعتقل خالل الثورة من قبل‬ ‫فرع األمن السياسيّ في الالذقيّة‪ ،‬دفع ما لديه‬ ‫من دون شبكة النت‪.‬‬ ‫الساعة الثانية عشرة‪ ،‬نزل إلينا أحد األشخاص ثمنا ً لخروجه‪ ،‬وهو مطلّق زوجته منذ سنوات‪،‬‬ ‫من طاقم السفينة ليقوم بتوزيع الطعام علينا‪ ،‬ويقوم بتربية أوالده‪ ،‬قال لي عندما سألته عن‬ ‫عرّ فنا على نفسه بأ ّنه‪ :‬أبو أحمد من الالذقيّة‪ ،‬سبب خروجه‪ ،‬والدمعة على خدّيه‪« :‬اعتقلوني‬ ‫وبصوت عال قال لنا‪« :‬حمد هلل على سالمتكم‪ ،‬وخسرت ك ّل شي بملكه‪ ...‬شفت الموت‪ ،‬ومتل‬ ‫ك ّل شي أكل ومي بكيفي وزيادة ال تخافوا بس ما بتعرف‪ ...‬إللي بيتركوه بيرجعوا بياخذوه‪،‬‬ ‫ما بدنا حدا ياخد أكتر من حاجتو وهلق راح ما بيتأمّن جانبهم‪ ...‬أنا ما بدّي شي من هال‬ ‫نخلّيكم تطلعوا لفوق تن ّفس شوي بس نقولكم دنيا إلاّ شوف هاألطفال كبروا قدام عيني‪...‬‬ ‫انزلوا ما بدنا ح��دا يشوفوفكم مشان خفر أنا عايش مشانهم ولهيك متمسّك بالحياة‪.»..‬‬ ‫السواحل ومشان التواليت دبّروا حالكم‪.»...‬‬ ‫بيت الخالء على سطح هذه الباخرة كان عبارة‬ ‫يتبع‬ ‫عن فتحة صغيرة تذهب المخرجات مباشرة‬ ‫ّ‬ ‫مت النشر باالتفاق مع املوقع والكاتب‬ ‫إلى البحر‪...‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫العدد ‪31‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪5‬‬

‫السنة الثانية‬

‫الدنيوي مق ّدساً‬ ‫حين يغدو‬ ‫ّ‬ ‫من صيدنايا إلى الغوطة الشرقية‬

‫من هو زهران علّوش؟‬ ‫كثر الحديث عن قائد جيش اإلسالم‪« ،‬زهران العلم منذ الصغر اقتدا ًء بوالده‪ ،‬وتل ّقى التعليم‬ ‫علّوش» وتداولته األقاويل‪ ،‬تارة يظهر بمظهر الشرعيّ في حلقات بعض شيوخ بلده‪ ،‬ث ّم التحق‬ ‫البطل المقاوم الذي وقف في وجه النظام‪ ،‬بكليّة الشريعة في جامعة دمشق وتخرّ ج منها‪.‬‬ ‫سافر بعدها إلى المملكة‬ ‫وت����ارة أخ���رى بمظهر‬ ‫ال��ع��رب � ّي��ة ال��س��ع��ود ّي��ة‪،‬‬ ‫ال��ب��اط��ش وال��ق��ات��ل‪ ،‬فال‬ ‫اجليش‬ ‫مع‬ ‫هو‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫يو ّفر أحد من مخالفيه إلاّ‬ ‫وأك��م��ل ال���دراس���ة في‬ ‫ال��ج��ام��ع��ة اإلس�لام � ّي��ة‬ ‫ويحاربهم‪ ،‬م��رّ ة هو مع احل ّر‪ ،‬ويف أخرى هو‬ ‫بالمدينة ال��م��ن��وّ رة في‬ ‫الجيش الحرّ ‪ ،‬وفي أخرى‬ ‫ه��و م��ن غ�لاة السلفيّين من غالة السلفيّني‬ ‫كليّة الحديث الشريف‬ ‫والدراسات اإلسالميّة‪،‬‬ ‫المتشدّدين‪ ،‬تحالف مع املتش ّددين‪ ،‬حتالف مع‬ ‫هذه الجامعة التي تخرّ ج‬ ‫النصرة بجانب‪ ،‬وحارب‬ ‫«داع����ش» ف��ي المقلب النصرة جبانب‪ ،‬وحارب‬ ‫منها أفواج من أكاديميي‬ ‫ال��س��ل��ف � ّي��ة ال��وه��اب��يّ��ة‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬ت��ارة هو المحبّ «داعش» يف املقلب اآلخر‬ ‫المنتشرين بين مفاصل‬ ‫ل�لأط��ف��ال وال��م��س��اع��د‬ ‫ّ‬ ‫للمحتاجين‪ ،‬وفي أخرى‬ ‫منظمات الجهاد العالميّ‬ ‫ّ‬ ‫الممتدّة من الفيليبين حتى‬ ‫يموت األطفال في مناطق‬ ‫سيطرته من الجوع بينما مخازنه تتكدّس فيها بالد المغرب العربيّ ‪.‬‬ ‫بعد التخرّ ج من الجامعة اإلسالميّة بالمدينة‬ ‫المواد الغذائيّة‪ .‬فمن هو إذن زهران علوش؟‬ ‫«محمّد زهران علوش» من مواليد مدينة دوما المنوّ رة عاد إلى سورية‪ ،‬ودرس الماجستير‬ ‫في الغوطة الشرقيّة في ريف دمشق‪ ،‬والده في كليّة الشريعة بجامعة دمشق‪ ،‬وعمل في‬ ‫الشيخ «عبد هللا علوش» من مشايخ دوما مجال في المقاوالت‪ ،‬باإلضافة لنشاطه في‬ ‫المشهورين‪ ،‬والمعروف بالتمسّك بمنهج أهل الدعوة السلفيّة مك ّمالً لمسيرة والده‪.‬‬ ‫الس ّنة والجماعة (السلفيّة) والدعوة إليه‪ .‬درس عمل «علّوش» على توريد العدد األكبر من‬

‫الجهاديّين إلى العراق عبر سورية في فترة صدر وقتها‪.‬‬ ‫ما بعد االحتالل األميركيّ للعراق‪ ،‬إلى جانب وكان هذا العفو الذي‬ ‫عدد ممّن استثمرهم النظام بشكل مباشر في خ���رج بموجبه من‬ ‫هذه المهمّة مثل أبي القعقاع‪ ،‬وحافظ على صلة أبواب سجن صيدنايا‬ ‫منتظمة منذ ذلك الحين مع التنظيمات السلفيّة مع أكثر من ‪ 1500‬معتقل‬ ‫الجهاديّة في العراق‪ ،‬ومع مصادر دعمها‪ ،‬من جماعات سلفيّة مختلفة‪،‬‬ ‫ن��ق��ط��ة ال��ت��ح��وّ ل ال��ت��ي‬ ‫حيث ظ�� ّل ط���وال تلك‬ ‫ً‬ ‫مهّدت فعل ّيا لنشر العمل‬ ‫الفترة وسيطا ً بين طرفي‬ ‫القدمية‬ ‫عالقته‬ ‫لعبت‬ ‫العسكريّ في المناطق‬ ‫هذه الثنائيّة‪.‬‬ ‫السوريّة المختلفة‪ .‬شارك‬ ‫س� ّب��ب��ت ل��ه النشاطات املستم ّرة بالشيخ «ناصر‬ ‫ّ‬ ‫«ع �ل��وش» مباشرة في‬ ‫الدعويّة التي كان‬ ‫يمارسها العمر»ــ الداعية السلف ّي‬ ‫العمل المسلّح‪ ،‬منذ أوائل‬ ‫ف��ي س��وري��ة مالحقات‬ ‫انطالقته في أواخر عام‬ ‫أم��ن� ّي��ة ع��دي��دة‪ ،‬انتهت املعروف بتش ّدده وميله إىل‬ ‫‪ ،2011‬وأسّ��س سريّة‬ ‫بتوقيفه بداية سنة ‪2009‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫مه‬ ‫ا‬ ‫دور‬ ‫ي‬ ‫اجلهاد‬ ‫العمل‬ ‫ّ‬ ‫اإلس�ل�ام التي تطوّ رت‬ ‫في فرع فلسطين على أثر‬ ‫إلى لواء اإلسالم وأخيراً‬ ‫ا ّتفاق أميركيّ ـ سوريّ يف تكوينه العقائد ّي‬ ‫إلى جيش اإلسالم‪ .‬وهو‬ ‫من أجل لجم الجماعات‬ ‫ً‬ ‫حال ّيا على رأس قيادة‬ ‫الجهاديّة التي تعمل في‬ ‫المناطق العراقيّة‪ ،‬ال سيّما المثلث األوسط جيش اإلسالم الذي يمت ّد في مناطق معيّنة من‬ ‫العراقيّ الذي غدا مقرّ اً لإلمارة الزرقاويّة‪ .‬سورية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ومن ثم ُنقل إلى سجن صيدنايا العسكريّ لم يكن متوقعا أنّ سريّة اإلسالم التي باشر‬ ‫األوّ ل‪ ،‬إلى أن أطلق سراحه في ‪ 2001/6/22‬زهران علّوش بتأسيسها في أواخر حزيران‬ ‫من السجن‪ ،‬وفق مرسوم عفو رئاسيّ عام ‪ 2011‬ستكون قوّ ة ق��ادرة على التوسّع ح ّد‬

‫ب��ل��وغ��ه��ا معظم‬ ‫المناطق السوريّة‬ ‫ب��ع��د ع��ام��ي��ن‪.‬‬ ‫ح��ظ��ي ع��لّ��وش‬ ‫‪.‬زهران علّوش‬ ‫ب��ع�لاق��ة ج � ّي��دة‬ ‫وم��ت��م��يّ��زة مع‬ ‫السعوديّة‪ ،‬التي لم تنقطع عن دعمه وإمداده‬ ‫بالمال والخبرات‪ ،‬وقد لعبت عالقته القديمة‬ ‫المستمرّ ة بالشيخ «ناصر العمر»ــ الداعية‬ ‫السلفيّ المعروف بتشدّده وميله إلى العمل‬ ‫الجهاديّ دوراً مه ّما ً في تكوينه العقائديّ من‬ ‫جهة‪ ،‬وفي تغطية جزء من نشاطه العسكريّ‬ ‫عبر أموال الجهاد العالميّ من جهة أخرى‪،‬‬ ‫األمر الذي سهّل توسيع قواه العسكريّة على‬ ‫هيئة جيش نظاميّ ‪ ،‬بما ال يشبه الحالة السائدة‬ ‫بين تنظيمات الجيش الحرّ ‪.‬‬ ‫جملة عوامل دفعت بزهران علّوش إلى دائرة‬ ‫الضوء في اآلونة األخيرة‪ ،‬ليكون ذراعا ً قويّة‬ ‫في معادالت الداخل السوريّ ‪ ،‬مع ما تحمله‬ ‫هذه الشخصيّة من االلتباس والمرونة في آن‬ ‫معاً‪.‬‬

‫احملرر السياس ّي‬

‫رزان زيتونة ورفاقها من جديد‬

‫عسكري في الغوطة‬ ‫استعراض‬ ‫ّ‬

‫من يشارك بخطف الناشطين فهو قاتل‬

‫ومنصة وقائد عا ّم‬ ‫حفل‬ ‫ّ‬

‫بعد أن خفتت األض��واء التي ُسلّطت على‬ ‫«زهران علوش» بعد قصفه مدينة دمشق‬ ‫بصواريخه «الموجّ هة» حسب تعبيره‪،‬‬ ‫ع��ادت لتعلو من جديد‪ ،‬بعد وصوله إلى‬ ‫تركيا‪ ،‬مغادرة «علوش» الغوطة‬ ‫الشرقيّة ال��م��ح��اص��رة‪ ،‬أشعلت‬ ‫حماس الناشطين السوريّين في‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬والذين أخذوا‬ ‫في كيل االتهامات واالستفسارات‪،‬‬ ‫عن كيفيّة خروجه من دمشق وهي‬ ‫المحاصرة‪ ،‬ويصعب دخول رغيف‬ ‫الخبز إليها فكيف خرج منها؟ كما‬ ‫عادت إلى الواجهة من جديد حادثة‬ ‫اختطاف الناشطين ف��ي مجال‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وأعضاء مركز‬ ‫توثيق االنتهاكات في سورية‪،‬‬ ‫رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة‬ ‫وناظم حمادي‪ ،‬في مدينة دوما في ريف‬ ‫دمشق من قبل مجهولين ومنذ ذلك الحين‬ ‫يُعتبر الناشطون األربعة في عداد المفقودين‪.‬‬ ‫ولم يكتفِ الناشطون بالكتابة على الفيسبوك‬ ‫أو التغريد على تويتر‪ ،‬بل قام الكثير منهم‬ ‫وبمشاركة من ناشطين أتراك‪ ،‬بتحرّ كات‬ ‫احتجاجيّة في استنبول التركيّة ض ّد وجود من‬ ‫ل ّقبوه «بالقاتل» ورفعوا شعارات من قبيل‪:‬‬ ‫«من يشارك بخطف الناشطين فهو قاتل»‬ ‫أو «خاين ياللي بيخطف ثائر» وقال بعض‬ ‫النشطاء األتراك المشاركين‪« :‬ال نريد في‬ ‫بلدنا من خطف رفاقنا»‪ ،‬وبدأت اال ّتهامات‬ ‫تتوجّ ه لعلّوش بخطف النشطاء األربعة‪،‬‬ ‫حيث صرح األستاذ «ياسين حاج صالح»‬ ‫أ ّن��ه يملك وثائق وثبوتيّات تؤ ّكد ضلوع‬ ‫علّوش بمشاركته باالختطاف حيث قال‪:‬‬ ‫«ألتمس من السلطات التركيّة الضغط على‬ ‫المشتبه به لإلفراج فوراً عن سميرة ورزان‬ ‫ووائ��ل وناظم‪ .‬ول��ديّ قرائن كافية إلثبات‬ ‫المسؤوليّة الجنائيّة على علّوش‪ ،‬فضالً عن‬ ‫المسؤوليّة السياسيّة القطعيّة»‪ .‬هذا وقد‬ ‫ا ّتهم موقع «الجمهوريّة» حسب ما أورده‬ ‫عن التحقيقات األوّ ليّة‬ ‫التي صدرت بعد خطف‬ ‫الناشطين األربعة‪ ،‬فقد‬ ‫قامت محكمة محلّيّة‬ ‫ب��اس��ت��ج��واب ال��م� ّت��ه��م‬ ‫«حسين الشاذلي» الذي‬ ‫اع��ت��رف بالمسؤوليّة‬ ‫عن كتابة التهديد أمام‬ ‫جهاز قضاء محلّيّ في‬ ‫دوم��ا‪ ،‬ومن المعروف‬ ‫أنّ زهران زار الشاذلي‬ ‫في سجنه‪ ،‬وطلب أن‬ ‫يكون اللقاء على انفراد‪،‬‬ ‫وحين ُر ِف��ض طلبه أرغ��ى وأزب��د‪ ،‬وهدّد‬ ‫بأ ّنه سيحرّ ر رجله‪ ،‬وهو ما جرى فعالً‬ ‫بعد حين‪ ،‬حيث تدبّر زهران أمر تهريب‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الشاذلي من مكان توقيفه‪ .‬وكان الشاذلي قد جرائم األط��راف المتحاربة‪ .‬إذ أنّ رزان‬ ‫اعترف أيضا ً أنّ سمير الكعكة‪ ،‬المشهور زيتونة كانت تقوم هي وفريقها بتأسيس‬ ‫بلقب أبو عبد الرحمن الكعكة‪ ،‬نائب رئيس هياكل مدنيّة وإدارة ذاتيّة محلّيّة‪ ،‬مما يقوِّ ض‬ ‫مجلس الشورى التابع لجيش اإلسالم في مطالبة جيش اإلسالم بالسلطة‪ .‬وباإلضافة‬ ‫إل��ى ذل��ك رفضها ب��إص��رار‬ ‫ارتداء الحجاب‪ ،‬وربما ك ّل هذه‪،‬‬ ‫كانت أسبابا ً للتخلّص من رزان‬ ‫زيتونة واآلخرين‪.‬‬ ‫تحوم الشبهات حول زهران‬ ‫علوش بصفته صاحب السلطة‬ ‫المحلّيّة‪ ،‬ولك ّنه مع ذلك يؤ ّكد‬ ‫ألاّ عالقة له بهذا االختطاف‪.‬‬ ‫غير أنَّ ياسين الحاج صالح‬ ‫ال يص ِّدقه‪ ،‬ويقول‪« :‬بصرف‬ ‫النظر عمّن فعل هذا‪ ،‬فقد عمله‬ ‫بتكليف أو بموافقة من جيش‬ ‫دوما‪ ،‬والرجل الثاني في جيش اإلسالم بعد اإلسالم»‪ .‬ففي دوما ال تخفى على زهران‬ ‫زهران‪ ،‬هو من كلّفه بكتابة التهديد‪.‬‬ ‫علّوش أيّة حركة»‪.‬‬ ‫استقرّ زهران علّوش في الغوطة الشرقيّة‪ ،‬رغم أنّ األقرباء والناشطين والسياسيّين‬ ‫حيث يستطيع الرجوع إلى شبكة من العالقات يعملون على مستوى عالميّ من أجل تحرير‬ ‫الشخصيّة تعود إلى أيَّام طفولته‪ .‬وفي نهاية المختطفين األربعة‪ ،‬أو على األق ّل معرفة‬ ‫شهر أيلول ‪ 2013‬ا َّتحد مع أكثر من أربعين مصيرهم‪ ،‬إلاّ أنّ اإلعالم هلّل لعلّوش بعد‬ ‫أن ناشده فيصل القاسم إلطالق سراح ثالث‬ ‫فتيات سورّ يات تنتمين للطائفة الدرزيّة عندما‬ ‫ً‬ ‫«استجابة لنداء الدكتور فيصل‬ ‫قال علّوش‪:‬‬ ‫رزان زيتونة كانت‬ ‫ً‬ ‫القاسم‪ ،‬وتشجيعا لألحرار الواقفين في وجه‬ ‫تقوم هي وفريقها‬ ‫النظام الغاشم‪ ،‬ت ّم اليوم إطالق سراح ك ٍّل‬ ‫من أنغام ونبال وأمل البلعوس من الطائفة‬ ‫بتأسيس هياكل مدنيّة‬ ‫الدرزيّة» السؤال‪ :‬ألم يسمع زهران علّوش‬ ‫ّ‬ ‫وإدارة ذاتيّة حملّيّة‪،‬‬ ‫المنظمات‬ ‫نداء أهالي المخطوفين!! أو نداء‬ ‫الدوليّة التي أش��ارت بأصابع االّتهام له‬ ‫ممّا يقوِّض مطالبة جيش‬ ‫باختطاف رزان ورفاقها! أم أنّ أذن الشيخ‬ ‫اإلسالم بالسلطة‬ ‫ال تسمع إلاّ ما يأتي من «قطر» ومهيّجها‬ ‫اإلعالميّ «القاسم» وتصاب بالصمم حين‬ ‫يكون الحديث عن أبناء سورية‪ ،‬وعمّن‬ ‫لوا ًء وسرية مختلفة ذات توجّ هات إسالميّة عمل باسم الشعب السوريّ كرزان زيتونة‬ ‫في فريق واحد أسموه «جيش اإلسالم»‪ .‬وأصدقائها‪...‬؟؟‬ ‫وأصبح زهران علّوش الزعيم العسكريّ قالت رزان زيتونة ذات مرّ ة‪« :‬يبدو وكأ ّنما‬ ‫األه ّم في مدينة دوما‪ .‬وفي دوما ذاتها كانت هناك ج��دار سميك يحجب جميع ن��داءات‬ ‫االس��ت��غ��اث��ة الموجَّ هة‬ ‫إلى الغرب المُتحضِّر‪.‬‬ ‫الغرب الذي يغلق عينيه‬ ‫وأذن���ي���ه ع��ن رغ��ب��ات‬ ‫السوريّين وتطلّعاتهم»‬ ‫وه���ا أص��دق��اء رزان‬ ‫يعيدون القول‪« :‬يبدو‬ ‫وكأ ّنما هناك جدار سميك‬ ‫يحجب جميع ن��داءات‬ ‫االستغاثة الموجَّ هة إلى‬ ‫زه��ران علّوش وجيش‬ ‫وقفة تضامنية ‪ -‬استنبول‬ ‫اإلسالم‪ .‬زهران علّوش‬ ‫الذي يغلق عينيه وأذنيه‬ ‫رزان زيتونة وكان نشاطها‪ ،‬وكانت ِّ‬ ‫تمثل عن رغبات السوريّين وتطلّعاتهم»‪.‬‬ ‫شوكة في عين زهران علّوش‪ .‬وذلك ليس‬ ‫باسل العبداهلل‬ ‫فقط بسبب قيام مركز التوثيق بتوثيق جميع‬

‫بعد فشل م��ش��روع «ب��داي��ة‬ ‫النهاية» الذي أطلقه قادة جيش‬ ‫ك الحصار‬ ‫اإلس�لام‪ ،‬بهدف ف ّ‬ ‫المفروض على مدن وبلدات‬ ‫الغوطة الشرقيّة بريف دمشق‪.‬‬ ‫وا ّت��ه��ام «داع���ش» والنظام‬ ‫ب��ال��ت��آم��ر ع��ل��ى المشاركين‬ ‫بالحملة‪ ،‬إلاّ أنّ «زه��ران‬ ‫علّوش» عاد وأ ّكد أ ّنه لو ت ّم‬ ‫وبعد دعوته من قبل عريف الحفل ليخطب‬ ‫دعمه بمائة مليار ألنهى «داعش» واألسد بأبنائه المقاتلين‪ ،‬توجّ ه القائد العام مصحوبا ً‬ ‫والميلشيات الطائفيّة‪« :‬لو أعطونا ‪ 100‬بتصفيق الجموع وهتافات التأييد‪ ،‬ليهدر‬ ‫مليار ألنهيت «داعش» والنظام والميليشيات صوته معلنا ً نيّته بإنهاء دولة الفرس التي‬ ‫الطائفية وح��زب ال�لات (ح��زب هللا)‪ ،‬وقد قضى عليها الرسول ومن ث ّم الخليفة عمر‬ ‫نصل إلى إيران والصين»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الخطاب ودغ��دغ مشاعر الناس بهذه‬ ‫بن‬ ‫جاءت زيارة زهران علّ‬ ‫في‬ ‫تركيا‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫وش‬ ‫الكلمات ونسي أن يذكر أن قصر (الشعب)‬ ‫مرحلة تتحدّث عن تقارب تركي‪ /‬سعوديّ ال يبعد عن مركز مسرحيّته العسكريّة أكثر‬ ‫محتمل‪ ،‬ول��ق��اءات��ه ال��س��رّ ّي��ة التي أجراها من سبعة كيلومترات‪ ،‬ورغم أنّ النظام في‬ ‫هناك‪ ،‬والحديث عن زي��ارة سرّ يّة قام بها ذات اليوم لم يغادر سماء الغوطة الشرقيّة‪،‬‬ ‫إلى السعوديّة‪ ،‬خلقت الكثير من التساؤالت‪ ،‬ال جوّ اً‪ ،‬وال برّ اً‪ ،‬وقضى في العاصمة دمشق‬ ‫وتكهّنات باإلعالن عن «حزم» جديدة بنكهة وريفها في ذات اليوم ‪ 12‬شخصاً‪9 ،‬منهم في‬ ‫ّ‬ ‫سورية‪ ،‬وأنّ الضوء األخضر منح لعلوش االشتباكات مع القوّ ات الحكوميّة‪ ،‬و‪ 2‬بسبب‬ ‫كي يقوم باقتحام دمشق‪.‬‬ ‫القصف‪ ،‬وواحد في االشتباكات مع تنظيم‬ ‫�ال‬ ‫�‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫«ج‬ ‫ك��ش��ف ال��ص��ح��ف��يّ‬ ‫«داع���ش»‪ .‬وذلك‬ ‫خاشقجيّ » المقرّ ب من دوائر‬ ‫حسب تقرير عن‬ ‫القرار في العائلة السعوديّة‬ ‫قصر (الشعب)‬ ‫انتهاكات حقوق‬ ‫الحاكمة عبر تغريداته على‬ ‫اإلنسان في سورية‬ ‫عن‬ ‫يبعد‬ ‫ال‬ ‫م��وق��ع ال��ت��وت��ي��ر‪« :‬زي���ارة‬ ‫صدر بذات اليوم‪،‬‬ ‫زه��ران علّوش إل��ى تركيا‬ ‫مركز مسرحيّته‬ ‫إض���اف���ة لقصف‬ ‫ك آخر عقدة في التعاون‬ ‫تف ّ‬ ‫الطيران الحربيّ‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫العسكر‬ ‫القطريّ‬ ‫التركيّ‬ ‫السعوديّ‬ ‫ل��ل��ن��ظ��ام لمناطق‬ ‫في سوريا»‪ ،‬وأكمل جملته‬ ‫أكثر من سبعة‬ ‫ج��وب��ر وح��رس��ت��ا‬ ‫بـ «هاشتاج» (‪#‬عاصفة_‬ ‫وعربين والزبداني‬ ‫كيلومرتات‬ ‫الحزم_في_سورية_الحسم)‪،‬‬ ‫والغوطة الغربية‪،‬‬ ‫وه��ذا م��ا تناوله المتحدّث‬ ‫ورغ���م ذل���ك ك��ان‬ ‫الرسميّ باسم جيش اإلسالم‬ ‫علّوش واقفا ً على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«إس�ل�ام ع �ل��وش» بقوله‪« :‬إن��ن��ا نرحب منصّته يخطب متوعّداً بإزالة دولة المجوس‬ ‫بالتقارب السعوديّ التركيّ بالتأكيد‪ ،‬فك ّل دون أن يذكر األسد بكلمة أو يؤ ّ‬ ‫شر حتى‬ ‫ً‬ ‫تقارب بين هذه القوى الب ّد أن ينعكس إيجابا بإصبعه حيث قصر الشعب الذي يسكنه العدو‬ ‫على قضية شعبنا‪ ،‬ويسرع في الوصول إلى المفترض‪.‬‬ ‫ح ّل والخالص من هذا النظام»‪.‬‬ ‫اختتم علّوش خطابه الهادر بدعوة الجنود‬ ‫لاّ‬ ‫لم يرشح عن اجتماعاته الثنائيّة إ القليل‪ ،‬المتخرّ جين من ال��دورة العسكريّة بالسمع‬ ‫لاّ‬ ‫وال يمكن تصنيفه إ تحت بند القيل والقال‪ ،‬والطاعة لقادتهم‪ ،‬ومنحهم وصاياه بلغة‬ ‫ّ‬ ‫ومقابلة فالن أو عالن‪ ،‬ولكن علوش عاد إلى وعظيّة خطابيّة‪« :‬عليكم بالسمع والطاعة‬ ‫سورية بزيّ ديكتاتور جديد ‪ ،‬ليشارك في وال��ص��دق واالل��ت��زام والتحلّي باألخالق‬ ‫حفل تخرّ ج دورة عسكريّة جديدة لعناصر والصالة والدين»‪.‬‬ ‫من جيش اإلسالم في ‪ 2015/4/29‬أسماها زهران علّوش قامة جديدة لدكتاتور جديد‬ ‫دورة «اإلع��داد الجهاديّ السابعة عشر في تتش ّكل بغفلة عن الجميع‪ ،‬أو ربّما بمعرفة‬ ‫الغوطة الشرقيّة» والتي أريد له أن يكون وقبول‪ ،‬إلى متى سنبقى مأسورين لمجموعات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ع��رض�ا عسكر ّيا على شاكلة العروض تخلط الدين بالسياسة بالعسكرة؟ بينما خيرة‬ ‫ّ‬ ‫العسكريّة لجيوش الدول‪ ،‬وكان «علوش» أبناء الثورة مغيّبين في زنازين النظام الحاكم‪،‬‬ ‫كما الرؤوساء يجلس على المنصّة يحيط أو في أقبية «داع��ش»‪ ،‬أو مخطوفين في‬ ‫به معاونوه وبطانة حاشيته الضيّقة‪ ،‬يرحّ ب مقرّ ات وسجون كتائب تلبس جلباب اإلسالم‬ ‫به من قبل عريف الحفل باسم القائد الكبير‪ ،‬واإلسالم منها براء‪ ...‬إلى متى؟‬ ‫والجميع يقف باستعداد‪ ،‬ينتظر أن يطلق لهم‬ ‫مفيد امليداني‬ ‫اإلشارة لبدء االستعراض‪.‬‬ ‫جيش اإلسالم ‪ -‬الغوطة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪31‬‬

‫السنة الثانية‬

‫تحقيقات‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫الدستوري‬ ‫اإلعالن‬ ‫ّ‬

‫ســورية ومالمح الدستور الجديد‬ ‫الدستور احلال ّي ال يصلح بأ ّي وجه من الوجوه ليكون أساساً لوضع دستور سورية اجلديد‬

‫عند ك ّل تحوّ ل ثوريّ في العالم ي ّتجه تفكير يرى الكثيرون أنّ من الحكمة وضع دستور‬ ‫السّاسة الجُدد للمالمح الدستوريّة للدولة مؤ ّقت‪ ،‬ألنّ كتابة الدستور الدائم في المرحلة‬ ‫الجديدة‪ ،‬فالدستور هو أه ّم ركائز بناء الدولة‪ .‬االنتقاليّة هو خطأ كارثيّ ‪ ،‬ومن مقتضيات‬ ‫الع ْقد االجتماعيّ التريّث أنّ ال��رؤى السياسيّة لنظام الدولة‬ ‫ولمّا ك��ان الدّستور هو َ‬ ‫ّ‬ ‫الجديد وهو الضّابط للخيارات األساسيّة‪ ،‬فإنه والحكم لم تتجسّد في مسار توافقيّ محدّد‪ ،‬كما‬ ‫يســــتلزم بالدرجة األولى التوافق الوطنيّ أنّ الحكمة تقتضي تأجيله خشية أن يكرّ س‬ ‫ال ّ‬ ‫شامل حول المالمح العامّة لدولة المستقبل‪.‬‬ ‫اإلصرار على سرعة إنجازه تعميق الخالفات‬ ‫ورغ��م أهميّته الفائقة وض���رورة السرعة ووصول األطراف إلى الطريق المسدود‪.‬‬ ‫بإنجازه‪ ،‬لتتم ّكن السلطة‬ ‫كما أنّ األخ��ذ بخيار‬ ‫ّ‬ ‫ال��ج��دي��دة م��ن اإلق�لاع‬ ‫الدستور المؤقت في‬ ‫الدستور احلال ّي‬ ‫ال��ن��اج��ح وال��م��ت��وازن‬ ‫المرحلة االنتقاليّة يع ّد‬ ‫بمهامّها‪ ،‬إلاّ أنّ هناك‬ ‫اختباراً لهذا الدستور‬ ‫ّ‬ ‫وجه‬ ‫ي‬ ‫بأ‬ ‫يصلح‬ ‫ال‬ ‫الكثيرين م��ن فقهاء‬ ‫ْإذ يضع نصوصه على‬ ‫من الوجوه ليكون‬ ‫القانون من يحبّذ التريّث‬ ‫ك لمعاينتها على‬ ‫المح ّ‬ ‫في إعداد الدستور الدائم‬ ‫أرض ال��واق��ع وم��دى‬ ‫أساساً لوضع‬ ‫لمقتضيات ع��دي��دة‪،‬‬ ‫توافق مكوّ نات المجتمع‬ ‫سورية‬ ‫دستور‬ ‫ســـنفصّل الحديث فيها‬ ‫ع���ل���ى اع���ت���م���اده���ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الح��ق��اً‪ ،‬حيث يفضّل‬ ‫وب��ه��ذا يتسع المجال‬ ‫اجلديد‬ ‫ه��ؤالء أن يت ّم التوافق‬ ‫أم��ام ال��دول��ة للتعديل‬ ‫على إعالن دستوريّ ‪،‬‬ ‫واإلض��اف��ة‪ ،‬كما يُتاح‬ ‫أو دستور مؤ ّقت محدّد‬ ‫المجتمع‬ ‫لمؤسّسات‬ ‫المدّة والهدف‪ ،‬وعليه فإنّ إنجاز الدستور هو المدنيّ ولمختلف القوى السياسيّة فرص إقامة‬ ‫استحقاق ال ب ّد من إنجازه‪ ،‬لكنّ الحيرة بتحديد الندوات والحوارات لمناقشة مفردات الدستور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الط�لاع العامّة على المفاهيم‬ ‫الخطوة األولى هي التي تربك المعنيّين بهذا وأ ّنها فرصة‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫الدستوريّة و تداول مصطلحاتها‪ ،‬ممّا يُسرِّ ع‬ ‫ومن خالل رصد ما يُكتب في هذا السياق بوالدة الدستور الدائم على أسس ديمقراطيّة‬ ‫وما يُثار بالندوات المخصّصة لمناقشة الرؤى سليمة‪.‬‬ ‫الدستوريّة لسورية المستقبل‪ ،‬نرى تباين اآلراء (‪ – )2‬اإلعالن الدستوريّ ‪:‬‬ ‫وتمحورها الختيار أحد المســـــــــــــارات تعريفه‪ :‬هو دستور مص ّغر يصدر في حاالت‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الثورات واألوضاع االستثنائيّة التي تسقط فيها‬ ‫(‪ – )1‬دستور مؤ ّقت‪.‬‬ ‫الدساتير‪.‬‬ ‫(‪ – )2‬إعالن دستوريّ ‪.‬‬ ‫ويعرّ فه آخ��رون بأ ّنه‪ :‬نصّ تنظيميّ يحدّد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫(‪ – )3‬دستور دائ��م‪ ،‬تأسيسا على دستور أســـــلوب كتابة الدستور‪ ،‬أي أنه خارطة‬ ‫‪.1950‬‬ ‫الطريق التي تنتهي بكتابة الدستور‪ ،‬فهو ال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫(‪ – )4‬دستور دائ��م‪ ،‬تأسيسا على دستور يعدو كونه خطوة تمهيديّة يت ّم التوافق على‬ ‫‪.2012‬‬ ‫بنودها للشروع بكتابة الدستور وفق اآلليّة التي‬ ‫(‪ - )5‬دستور دائم‪ ،‬انطالقا ً من خيار الورقة تنصّ عليها‪.‬‬ ‫البيضاء‪.‬‬ ‫وينظر البعض إلى اإلعالن الدستوريّ بوصفه‬ ‫(‪ - )1‬الدستور المؤ ّقت‪:‬‬ ‫انقالبا ً على دستور قائم‪ ،‬وبالتالي هو مجرّ د‬

‫ّ‬ ‫خطة زمنيّة دقيقة لوضع دستور جديد‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً في (اليمن ومصر) وأنّ شرعيّة‬ ‫حصل‬ ‫الثورة وشرعيّة االنقالب هما مصدر اإلعالن‬ ‫الدستوريّ ‪ ،‬وي��رى آخ��رون أنّ من يُصدره‬ ‫هو رئيس الدولة المنتخب بعد أدائه لليمين‬ ‫الدستوريّة‪.‬‬ ‫ إنّ اإلعالن الدستوريّ قاصر فهو ال يلبّي‬‫حاجة وال يمأل فراغاً‪ ،‬ممّا يجعل الكثيرين ال‬ ‫يحّ بذه في أيّة مرحلة من مراحل ت ّكون الدولة‪.‬‬ ‫(‪ – )3‬دستور دائ��م‪ ،‬تأسيسا ً على دستور‬ ‫‪.1950‬‬ ‫تتعالى األصوات الداعية ال ّتخاذ دستور ‪1950‬‬ ‫ركيزة دستوريّة مؤ ّقتة للمرحلة الحاليّة وأساسا ً‬ ‫معتمداً للبناء عليه عند صياغة الدستور القادم‪.‬‬ ‫ُقرأ من دساتيرها‪،‬‬ ‫و لمّا كان تاريخ الشعوب ي َ‬ ‫فإنّ من الوفاء النظر بج ّديّة إلى أوّ ل إنجاز‬ ‫دستوريّ لسورية المستقلّة حديثاً‪ ،‬وهو دستور‬ ‫‪ 1950‬وذلك تمكينا ً لألحفاد لإلفادة من تراث‬ ‫األج��داد على أنّ اإلف��ادة واالقتباس ال تعني‬ ‫اقتفاء األثر وإ ّنما دراسة التاريخ استخالصا ً‬ ‫لتجارب األجداد‪.‬‬ ‫ مقتضيات اعتماد دستور ‪:1950‬‬‫يقول أصحاب هذا الرأيّ ‪ :‬لقد كان هذا الدستور‬ ‫سابقا ً لزمانه‪ ،‬بل كان يُشار إليه كأحد الدساتير‬ ‫المتطوّ رة على مستوى العالم لجهة احترامه‬ ‫لمبدأ المواطنة‪ ،‬والحفاظ على حريّة الفرد‬ ‫وإنصافه للمرأة‪ ،‬واهتمامه بال ّ‬ ‫شأن االقتصاديّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لحق الملكيّة وإعطاء الحريّة للعمل‬ ‫واحترامه‬ ‫النقابيّ ‪ ،‬وحرصه على العدالة االجتماعيّة‬ ‫واالقتصاديّة لك ّل المكوّ نات‪ ،‬وتأكيده على‬ ‫ّ‬ ‫حق المواطن بالعمل والضّمان االجتماعيّ‬ ‫والعتماده نظاما ً انتخاب ّيا ً ديمقراط ّيا ً يح ّقق‬ ‫التمثيل العادل‪.‬‬ ‫ه��ذا الدستور ال��ذي ك��ان ي��ق�دّس الحريّات‬ ‫الشخصيّة بالح ّد من تغوّ ل السلطة في التوقيف‬ ‫وتفتيش المنازل واالعتداء على الحريّات‪،‬‬ ‫ولع ّل المادتين ‪ /10/9/‬تعطيان أنصع صورة‬ ‫عن دستور حضاريّ يقدّس مفهوم المواطنة‬ ‫و يمنح فضاء واسعا ً من الحريّة لتشكيل‬

‫األحزاب‪.‬‬ ‫ ولكن‪ ،‬وبالمقابل فإنّ هناك رأيا ً مناقضا ً لهذا‬‫االتجاه‪ ،‬يرى أنّ ستين سنة تفصلنا عن هذا‬ ‫الدستور‪ ،‬تكفي العتباره ُتحفة تاريخيّة تصلح‬ ‫للحفاظ عليها بالمتاحف‪.‬‬ ‫ يقول الكاتب دهام حسن‪ :‬الدعوات الكثيرة‬‫الداعية للعودة إلى العمل بدستور عام ‪،1950‬‬ ‫أي العودة بالتاريخ إلى الوراء أكثر من نصف‬ ‫قرن في ظ ّل التقدّم المُتسارع لألمم‪ ،‬فهل مثل‬ ‫هذه الدعوات تع ّد خطوة إلى األم��ام؟ أم أنّ‬ ‫التاريخ حكم علينا أن نظ ّل في عربة الماضي؟‬ ‫أو باألحرى على متن سفينة الصحراء‪ ،‬نحدو‬ ‫آخر الناس‪ ،‬وعندها لن تنتظرنا القوافل السائرة‬ ‫لمُبتغاها المنشود‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ – )5‬دستور دائ��م‪ ،‬تأسيسا على دستور‬ ‫‪2012‬‬ ‫يرى البعض أنّ بناء الدستور السوريّ الجديد‬ ‫تأسيسا ً على نصوص دستور ‪ 2012‬يُعتبر‬ ‫خياراً معقوالً‪ ،‬لجهة اختصار الوقت‪ ،‬وألنّ هذا‬ ‫الدستور بعد تعديله يتضمّن في مجمله أساسا ً‬ ‫مقبوالً للدستور الجديد‪.‬‬ ‫لكنّ إعادة القراءة المتأ ّنية لهذا الدستور‪ ،‬والذي‬ ‫ت ّم تفصيله على قياس (رئيس سلطة االستبداد)‪،‬‬ ‫تؤ ّكد عدم صوابيّة هذا الخيار‪.‬‬ ‫ألنّ دستوراً ال يحترم مبدأ فصل السلطات‪،‬‬ ‫ويمنح الرئيس صالحيّات ال تحدّها حدود‪ ،‬ال‬ ‫يصلح أساسا ّ للبناء عليه‪.‬‬ ‫يحتوي دستور ‪ 2012‬على صور متباينة‬ ‫ّ‬ ‫حق‬ ‫لمالمح تغوّ ل السلطة التنفيذيّة على‬ ‫المواطن في ك ّل المجاالت‪ ،‬حيث يتم ّتع الرئيس‬ ‫بموجب دستور ‪ 2012‬بصالحيّات تنفيذيّة‬ ‫وتشريعيّة واسعة على ك ّل الصعد السياسيّة‬ ‫واالقتصاديّة واألمنيّة واالجتماعيّة ومن ذلك‪:‬‬ ‫أنّ رئيس الجمهوريّة هو الذي يسمّي رئيس‬ ‫الوزراء والوزراء ونوّ ابهم ويقبل استقالتهم أو‬ ‫يقيلهم‪ ،‬وهو الذي يحيلهم إلى المحاكم أيضاً‪،‬‬ ‫كما أ ّنه يحدّد السياسة العامّة للدولة مع مجلس‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫ال��وزراء‪ ،‬وال يكتفي بذلك‪ ،‬إ ّنما يحتفظ‬ ‫ترؤّ س مجلس الوزراء حين يريد ذلك‪ ،‬وهو‬

‫الذي يرأس مجلس القضاء األعلى‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يسمّي أعضاء المحكمة الدستوريّة‪.‬‬ ‫ورئيس الجمهوريّة‪ :‬فوق ك ّل ذلك غير مسؤول‬ ‫عن األعمال التي يقوم بها إلاّ في حالة الخيانة‬ ‫العظمى‪.‬‬ ‫ممّا سبق ومن حيث النتيجة‪ :‬نرى أنّ هذا‬ ‫الدستور ال يصلح بأيّ وجه من الوجوه ليكون‬ ‫أساسا ً لوضع دستور سورية الجديد‪.‬‬ ‫(‪ - )5‬دستور دائم‪ ،‬انطالقا ً من خيار الورقة‬ ‫البيضاء‬ ‫مصطلح (الورقة البيضاء) يعني البدء بكتابة‬ ‫الدستور على ورقة بيضاء‪ :‬حيث ال تستند‬ ‫اللجنة الدستوريّة أليّ دستور موضوع‪ ،‬وال‬ ‫تنطلق من أيّ مشروع مقترح‪.‬‬ ‫وعليه تتصدّى اللجنة لمهمّتها وهي تملك كافةّ‬ ‫الخيارات دون أن تتقيّد بأيّة رؤية مسبقة‪.‬‬ ‫ك أنّ خيار الورقة البيضاء يغري أيّة‬ ‫وال ش ّ‬ ‫سلطة جديدة وخاصّة حين تكون بصدد بناء‬ ‫منظومتها بعيداً عن أيّ ارتباط بالبنية السياسيّة‬ ‫للنظام السابق‪.‬‬ ‫لكنّ االنطالق من خيار الورقة البيضاء يواجه‬ ‫العديد من المطبّات‪:‬‬ ‫منها المدّة الزمنيّة الطويلة التي يحتاجها بناء‬ ‫الدستور دون أيّة تصوّ رات يستهدي بها‪ ،‬ممّا‬ ‫يؤدّي لعدم إنجازه بالموعد المضروب لذلك‪،‬‬ ‫أمّا االنطالق من مسودّة مشروع مقترح‪ :‬فهي‬ ‫ُتسرّ ع وتيرة اإلنجاز وتيسّر تحديد المحاور‬ ‫المتعلّقة بك ّل موضوع دس��ت��وريّ وتجعل‬ ‫االختيار من متعدّد أسهل من ابتكار الصّياغات‬ ‫من البدء‪.‬‬ ‫واللّجنة هنا غير مضطرّ ة (إلع��ادة اختراع‬ ‫العجلة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ أخيرا‪ ،‬ســتقبى الفضاءات المفتوحة لك ّل‬‫الخيارات تغري الكثيرين للخوض في تحديد‬ ‫مالمح االستحقاق األه�� ّم لمستقبل سورية‬ ‫الجديدة‪ ،‬أال وهو الدستور القادم‪.‬‬

‫احملامي‪ :‬أمحد َصوّان‬

‫إدلب – من قلب الحدث‬

‫وضع المشافي في ريف إدلب‬ ‫استهداف المشافي وال سيّما الميدانيّة منها باتت مهمّة شبه‬ ‫يوميّة لطيران النظام الحربيّ والمروحيّ في ريف إدلب‬ ‫وأغلب حاالت هذا القصف تر ّكزت على مشافي معرّ ة‬ ‫النعمان وسراقب وأيضا ً مشفى باب الهوى الحدوديّ‬ ‫الذي يستقبل الكثير من المصابين من المناطق الشماليّة‬ ‫الذين كانوا ضحيّة القصف المتواصل لقوّ ات النظام على‬ ‫تلك المناطق التي تع ّد أغلبها محرّ رة‪ ،‬وهذا التركيز على‬ ‫القصف من قبل النظام على المشافي الميدانيّة خلق هاجسا ً‬ ‫وحالة من الخوف والهلع في نفس ك ّل مريض يف ّكر في‬ ‫زيارة المشفى لتل ّقي العالج‪.‬‬

‫اقتراحات قيد الدراسة‬

‫وذلك نتيجة خروج جميع المشافي عن الخدمة وفي طليعتها‬ ‫مشفى الشفاء الذي يُعتبر من أكبر المشافي‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫القصف العنيف الذي تعرّ ضت له جميع المشافي ومحيطها‪،‬‬ ‫فأغلب األجهزة مدمّرة ولكن األمل موجود بهمّة الكادر‬ ‫الطبيّ الذي يعمل ك ّل ما بوسعه‪.‬‬ ‫ويضيف‪ :‬تعتبر مدينة سراقب ذات أهميّة استراتيجيّة طب ّياً‪،‬‬ ‫وذلك أل ّنها تقدّم الرعاية الطبيّة لمنطقة واسعة تمت ّد من‬ ‫حماة إلى حلب ومن ريف البادية إلى جسر الشغور وجبل‬ ‫الزاوية‪.‬‬

‫من أجل البقاء‬

‫أمّا عن وضع المشافي في جرجناز يحدّثنا الدكتور عقبة‬ ‫دغيم ال��ذي يعمل مديراً لمركز الرعاية في جرجناز‬

‫ومع ازدياد القصف على المشافي يسعى القائمون على‬ ‫الشأن الطبيّ في المناطق المحرّ رة‬ ‫إدلب ‪ -‬كلّنا سوريّون‬ ‫في ريف إدلب بإيجاد الحلول التي‬ ‫تم ّكنهم من حماية مرضاهم وأنفسهم‬ ‫من القصف المستمرّ ‪.‬‬ ‫يقول الطبيب وليد تامر‪ :‬طبيب في‬ ‫مشفى الشفاء بسراقب‪ ،‬حاجتنا إلى‬ ‫المشافي كبيرة‪ ،‬وبات من الضروريّ‬ ‫إيجاد الحلول التي تم ّكننا من العمل‬ ‫بشكل أق ّل خطورة‪ ،‬وهناك اقتراحات‬ ‫هي قيد الدراسة وذلك بإنشاء مشفى‬ ‫تحت األرض بطابقين وردم التراب‬ ‫فوقه بارتفاع مترين لحمايته‪ ،‬على‬ ‫أن يكون مشفى تخصّصيّ يشمل‬ ‫ّ‬ ‫االختصاصات النادرة التي تضطرّ نا إلرسال المرضى ويغطي جراح ّيا ً مشافي أخرى قائالً‪ :‬الظروف صعبة‬ ‫إلى تركيّة‪ ،‬وخاصّة بعد خروج مشفى اإلحسان فعل ّيا ً عن في ظ ّل االستهداف الملحوظ للمشافي والنقاط الطبيّة من‬ ‫الخدمة وكذلك مشفى الشفاء ت ّم إغالقه تحسّباً‪ ،‬وضمن هذه قبل طائرات النظام واعتبارها هدفا ً له وهو ما يعرّ ض‬ ‫الظروف يت ّم إسعاف الجرحى حال ّيا ً إلى باب الهوى أو حياة الكوادر الطبيّة للخطر‪ ،‬لكن الدافع اإلنسانيّ يملي‬ ‫مشافي معرّ ة النعمان التي بدورها تتعرّ ض للقصف أيضاً‪ .‬علينا البقاء‪ ،‬نحن نسعى ألن تكون المشافي التي نعمل بها‬ ‫أكثر أمنا ً ومحصّنة تحوي مالجئ‬ ‫أمّا عن المعاناة األساسيّة في المشافي‬ ‫ّ‬ ‫فيحدّثنا قائالً‪ :‬هناك نقص في التمويل‬ ‫ولكن ذلك غير متوفر في معظمها‪،‬‬ ‫املشايف‬ ‫إىل‬ ‫حاجتنا‬ ‫فالكادر الطبّي قد خسر الكثير من‬ ‫لمساعدة الكادر الطبيّ ومحاولة‬ ‫زمالئنا راحوا ضحيّة القصف على‬ ‫تثبيته في الداخل وعدم التفكير في‬ ‫كبرية‪ ،‬وبات من‬ ‫المشافي‪.‬‬ ‫الهجرة‪ ،‬الكوادر الطبيّة ح ّتى اآلن‬ ‫ّ‬ ‫إجياد‬ ‫ي‬ ‫الضرور‬ ‫أمّا عن النقص في الكوادر الطبيّة‬ ‫كافية وال يوجد نقص إلاّ في بعض‬ ‫ً‬ ‫يقول الدكتور دغيم‪ :‬طبعا هناك‬ ‫االختصاصات ال��ن��ادرة‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫احللول اليت متكّننا‬ ‫للمستلزمات الطبيّة هناك معاناة‬ ‫نقص في ال��ك��وادر الطبيّة كا ّفة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫أق‬ ‫بشكل‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫خاصّة في االختصاصات المفقودة‬ ‫متوسّطة فيها‪ ،‬فمثالً لدينا نقص في‬ ‫كاختصاص الغدّد والمفاصل في‬ ‫عدّة الجراحة العصبيّة والجراحة‬ ‫خطورة‬ ‫المناطق المحرّ رة‪ ،‬ويتابع المأساة‬ ‫الوعائيّة واألدوية بشكل عا ّم‪.‬‬ ‫الحقيقيّة تكمن في نقص المعدّات‬ ‫ول���دى ط��رح نفس األس��ئ��ل��ة على‬ ‫الدكتور خالد باريش – أخصائي‬ ‫واألدوي��ة وهي المؤلمة لنا بشكل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بأمراض األطفال مشفى الشفاء – أخبرنا بأنّ الوضع كبير وقد تكون سببا في الوفيّات أحيانا كالطبقيّ المحوريّ‬ ‫الطبيّ في سراقب يمكن اختصاره بكلمة واحدة سيّ ء للغاية والحاجة اإلسعافيّة له‪ ،‬وهناك أيضا ً معدّات مفقودة تجعلنا‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ن��ع��ود بالعمل الطبيّ‬ ‫سنوات للخلف لنستخدم‬ ‫ال��ج��راح��ة كبديل غير‬ ‫منطقيّ لعالجات طبيّة‬ ‫أخ��رى كأجهزة تفتيت‬ ‫ال��ح��ص��يّ��ات وأج��ه��زة‬ ‫التنظير خاصّة البوليّة‪،‬‬ ‫وبعض األدوية مفقودة كالمصول «مصل األفعى والعقرب‬ ‫و‪ »....‬واألدوية بشكل عا ّم هي احتياج يوميّ لكا ّفة المشافي‬ ‫والنقاط الطبيّة وهي ليست بالقدر الكافي في بعضها وغير‬ ‫متو ّفرة في اآلخر‪.‬‬

‫المشافي أهداف للطيران‬

‫وعن اللقاحات يقول دغيم‪ :‬في ظ ّل فقدان مورد اللقاحات‬ ‫بتو ّقف المراكز الصحيّة والمستوصفات نحن بحاجة لبديل‬ ‫فعليّ ال لفرق ن ّقالة تقدّم نوعا ً واحداً فقط من اللقاحات وهي‬ ‫مشكلة طارئة حال ّيا ً في محافظة إدلب وتستوجب ردّة فعل‬ ‫ّ‬ ‫للمنظمات المختصّة‪ ،‬وهناك أيضا ً أجهزة ضروريّة‬ ‫حقيقيّة‬ ‫غير متو ّفرة يبدو أ ّننا تجاوزناها لفقدان األق ّل أهميّة‪ ،‬كالرنين‬ ‫المغناطيسيّ ‪.‬‬ ‫وعن المقترحات‬ ‫ال����ت����ي ت��ج��ع��ل‬ ‫ال��م��ش��اف��ي أق��� ّل‬ ‫خ����ط����راً‪ ،‬ي��ق��ول‬ ‫ال��دك��ت��ور دغ��ي��م‪:‬‬ ‫اقترح بناء مشافي‬ ‫ومراكز محصّنة‬ ‫بشكل جيّد تكون‬ ‫ف��ي��ه��ا العمليّات‬ ‫واإلس����ع����اف����ات‬ ‫ّ‬ ‫محصّنة‪ ،‬وأفضّل‬ ‫إدلب ‪ -‬كلنا سوريّون‬ ‫أن تكون بمثابة‬ ‫مالجئ إضافة إلى‬ ‫وجود عدد من المشافي وهذا له أهميّة كبيرة في ّ‬ ‫توزع‬ ‫الحاالت بما يضمن تخديمها بشكل أمثل‪ ،‬خاصّة عند‬ ‫تعرّ ض المشفى نفسه للقصف‪ ،‬لذلك أرى ضرورة تعدّد‬ ‫المشافي وعدم االعتماد على مشفى مركزيّ أو ما شابه‬ ‫وهي ضرورة في مثل هذه الحاالت‪.‬‬ ‫وعن وضع المشافي في معرّ ة النعمان يحدّثنا محمود المرّ‬ ‫ اإلداريّ العام في مشفى أورينت – قائالً‪ :‬نعمل ضمن‬‫اإلمكانيّات المتاحة أمامنا فنحن معرّ ضون للقصف في أيّة‬ ‫لحظة لقد باتت المشافي أهدافا ً ثابتة لطيران النظام ومع ذلك‬ ‫نعود ونرمّم ما يمكن ترميمه ونستعيد العمل‪ ،‬أمّا عن النقص‬ ‫في الكوادر الطبيّة والمعدّات فيقول‪ :‬هناك نقص في الكادر‬ ‫الطبيّ واالختصاصات بشكل عا ّم‪ ،‬مثال نحن في المشفى‬ ‫ال نملك إلاّ جراحة عظميّة وجراحة عامّة‪ ،‬فنحن بحاجة‬

‫إدلب ‪ -‬كلّنا سوريّون‬ ‫لجراحة عصبيّة وجراحة وعائيّة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للمعدّات الطبيّة فال يوجد لدينا جهاز طبقيّ محوريّ وهذا‬ ‫الجهاز إن وجد في المناطق المحرّ رة فعلى األغلب يكون‬ ‫ّ‬ ‫معطالً‪ ،‬أمّا بالنسبة لسيّارات اإلسعاف فهي غير مجهّزة‬ ‫أبداً‪ ،‬فعلى سبيل المثال نضطرّ في أحيان كثيرة بأن نحوّ ل‬ ‫سيّارة الخدمة لسيّارة إسعاف‪ ،‬وفي المشفى الميدانيّ الذي‬ ‫ت ّم نقله إلى المشفى الوطنيّ سابقا ً هناك ش ّح في األدوية‪،‬‬ ‫فعلى مدار السنوات الماضية ك ّنا ّ‬ ‫نوزع الدواء مجّ اناً‪ ،‬لكنّ‬ ‫المعاناة الحقيقيّة التي تواجهنا نحن في المشفى هي أنّ‬ ‫مؤسّسة أورينت قد تو ّقف دعمها لنا بدءاً من ‪ 5/1‬الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬وبسبب تعرّ ض المشفى للقصف المستمرّ تكون‬ ‫لدينا حاالت صعبة ج ّداً يت ّم تحويلها إلى تركيّة‪ ،‬فنحن نستقبل‬ ‫‪ %80‬من الحاالت في المشفى و‪ %20‬يت ّم تحويلها إلى تركيّة‬ ‫وأت��ك��لّ��م حسب‬ ‫خ��ب��رت��ي خ�لال‬ ‫أرب����ع س��ن��وات‬ ‫ف���ي ال��م��ش��اف��ي‬ ‫الميدانيّة‪ ،‬أمّا عدد‬ ‫الكادر الطبيّ في‬ ‫المشفى فهو‪،53‬‬ ‫وه�����و ي��غ� ّ‬ ‫�ط��ي‬ ‫حاجة المشفى‪،‬‬ ‫أمّا المشافي التي‬ ‫يمكن اعتبارها‬ ‫تعمل حال ّيا ً فهي‬ ‫مشفى أورينت‬ ‫سابقا ً ومشفى السالم والمشفى الميدانيّ الذي هو تحت‬ ‫االختبار حال ّياً‪.‬‬ ‫وبحسب رأي اإلداريّ محمود المرّ يجب أن يكون هناك‬ ‫مشفى آخر على األق ّل يعمل بحيث قُصف أحد المشافي‬ ‫يكون اآلخر يعمل‪.‬‬

‫أما من حماية؟‬

‫هذا هو وضع المشافي في إدلب وريفها‪ ،‬تتساءل «كلّنا‬ ‫سوريّون» هل ستبقى المشافي عرضة للقصف المستمرّ ‪،‬‬ ‫أما من ح ّل يم ّكن العاملين في هذا المجال من حماية‬ ‫مرضاهم أوّ الً ومن ث ّم حماية أنفسهم من الموت المح ّتم‪،‬‬ ‫وهل سيبقى النقص في االختصاصات والمعدّات يهدّد حياة‬ ‫َمن نجوا من قصف الطائرات؟؟‬

‫فلك اخلالد‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪7‬‬

‫السنة الثانية‬

‫اإليراني‬ ‫الثوري‬ ‫الحرس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ميلشيا كبيرة تقود ميليشيات‬ ‫يجب النظر إلى الحرس الثوريّ اإليرانيّ وحركة التغيير والتطوّ ر الطبيعيّ للمجتمعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة عابرة للقارّ ات لها أذرع التي ترفض بقاء هذه األنظمة الجامدة‪ ،‬غير‬ ‫على أ ّن��ه‬ ‫وخاليا في مناطق واسعة من العالم تقوم القادرة على الحياة في القرن الواحد والعشرين‬ ‫بدور دعويّ واستخباراتيّ ؛ ولهذا فإنّ جميع وهذا الحال ينطبق على جميع أنظمة الحكم‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فبقاؤها يساهم‬ ‫المقاتلين الشيعة مع‬ ‫ف��ي إح���داث الفوضى‬ ‫اختالف دول منشئهم‬ ‫وال��دم��ار‪ ،‬ممّا يسهّل‬ ‫ت��ك��ون ت��ح��ت ق��ي��ادة‬ ‫تنظيما الفاطميّون‬ ‫االستثمار الدعائي لفكرة‬ ‫إيرانيّة تابعة للحرس‬ ‫وهي‬ ‫ون‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والزينب‬ ‫ّ‬ ‫والية الفقيه اإليرانيّة‪،‬‬ ‫ال���ث���وريّ اإلي���ران���يّ ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخ��ص��وص �ا أنّ ه��ذه‬ ‫والحرس الثوريّ ليس‬ ‫مليشيات عناصرها‬ ‫الفكرة تعتمد مبدأ الم ّد‬ ‫كيانا ً واح���داً‪ ،‬بل هو‬ ‫من‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫آسيو‬ ‫أصول‬ ‫من‬ ‫الدعويّ وتصدير الثورة‬ ‫مؤسّسات‬ ‫مجموعة‬ ‫كواجب مقدّس للدولة‬ ‫متباينة‬ ‫وج��م��اع��ات‬ ‫مجهوريّات وسط آسيا‬ ‫والفرد‪.‬‬ ‫األفكار واألهداف تعمل‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬نجد الدعم‬ ‫تحت إم��رة المرجعيّة‬ ‫االي��ران��يّ لنظام األسد‬ ‫ال��روح � ّي��ة العليا في‬ ‫ّ‬ ‫متبدّل ومتباين يختلف‬ ‫متمثلة بالمرشد‬ ‫إيران‪،‬‬ ‫بحســب ســطوة التيّار المســيطر على القرار‬ ‫العا ّم للثورة اإليرانيّة‪.‬‬ ‫ال يوجد ا ّتفاق بين جميع التيّارات الموجودة ضمن مؤسّــسة الحرس الثوريّ ‪ .‬وقد ضمن‬ ‫ضمن الحرس الثوريّ على ضرورة المشاركة التيّار المتشــدّد بقاء دوره بأحداث الصراع‬ ‫بالقتال بجانب النظام السوريّ ‪ ،‬هناك تيّار الســوريّ عن طريق إرســال متطوّ عين‬ ‫متشدّد يدعم نظام األسد ويجد بقاء هذا النظام بشــكل غير رســميّ نســب ّيا ً يشــرفون على‬ ‫ضرور ّيا ً لبقاء النظام اإليرانيّ الحاكم فسقوط تنظيمات ميلشــياويّة مقاتله تعتمد على عناصر‬ ‫النظام السوريّ ـ أي نجاح الثورة ـ سيكون ايرانيّة متطوّ عة أو من بلدان اخرى‪ ،‬أشــرف‬ ‫له أثر تحريضيّ ض ّد نظام حكم الماللي‪ ،‬هذا التيّار على تعبئتها عقائد ّيا ً وعســكر ّياً‪،‬‬ ‫ولهذا فبقاء نظام األس��د ـ وهو عبء ثقيل أو تعتمد على عناصر ســوريّين مؤمنين‬ ‫على اإليرانيّين‪ ،‬كما أ ّنه غير جدير بالثقة بهذا الفكر‪ ،‬أو متعاقدين من مختلف الطوائف‬ ‫نتيجة تجارب سابقة ـ ليس مه ّما ً بالنسبة والملل رضوا القتال تحت إمرتهم مقابل أجر‬ ‫لهم بقدر أه ّميّة الح ّد من تعاظم الم ّد الثوريّ ما ّديّ ‪.‬‬

‫أه ّم المجموعات الموالية إليران في الداخل تطوّ ر األحداث في العراق‪ ،‬الصفة العامّة لهذه‬ ‫التنظيمات ضعف الخبرة واألداء واختالفها‬ ‫السوري‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 1‬حزب هللا اللبنانيّ والمجموعات المنضوية مع بعضها البعض‪ ،‬ويعتقد أنّ ظهور هذه‬ ‫تحت رايته كمجموعات المقاومة اإلسالميّة التنظيمات ترافق بعمليّات سرقة واختالس‬ ‫(أمل) وأه ّم مناطق تواجد قوّ ات حزب هللا هو لألموال المنفقة عليهم والمجموعة كتبرّ عات‪،‬‬ ‫على طول الحدود اللبنانيّة وباألخصّ قرى لذا ت ّم تضخيم األعداد واالنجازات لتبرير الك ّم‬ ‫منطقة القصير في حمص‪ ،‬وفي جرود القلمون الهائل من المبالغ المصروفة‪.‬‬ ‫الشرقيّ ‪ ،‬وفي بلدات نبّل والزهراء في ريف ‪ - 3‬تنظيما الفاطميّون والزينبيّون‪ ،‬وهي‬ ‫حلب‪ ،‬وكذلك بلدات كفريا والفوعة في ريف مليشيات عناصرها من أصول آسيويّة من‬ ‫إدلب‪ ،‬وفي بصرى الشام بدرعا‪ ،‬وفي األحياء جمهوريّات وسط آسيا اإلسالميّة في األغلب‪،‬‬ ‫لديهم خبرة جيّدة في‬ ‫التي تحتضن مقامات في‬ ‫أعمال القتال‪ ،‬شاركوا‬ ‫دمشق وح��ل��ب‪ .‬ويمكن‬ ‫يتولىّ عناصر احلرس‬ ‫بعمليّات عسكريّة في‬ ‫لهذه الميليشيا أن تشارك‬ ‫مناطق مختلفة من‬ ‫بمعارك خارج المناطق‬ ‫الثور ّي األعمال‬ ‫سورية‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫ال��م��ذك��ورة إذا دع��ت‬ ‫القياديّة العسكريّة‬ ‫في الشمال‪ ،‬يتواجدون‬ ‫الحاجة‪ ،‬كما ج��رى في‬ ‫ح��ال��يّ��ا ً ف��ي منطقة‬ ‫ري��ف الالذقيّة وغوطة‬ ‫وبعض األعمال‬ ‫ال��س��ف��ي��رة وم��ع��ام��ل‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫اإلداريّة وأعدادهم‬ ‫الدفاع في حلب‪ ،‬يت ّم‬ ‫‪ - 2‬ال��م��ج��م��وع��ات‬ ‫ال��ز ّج بهم في مقدّمة‬ ‫العراقيّة‪،‬‬ ‫والمليشيات‬ ‫حمدودة ج ّداً‬ ‫ال��م��ع��ارك رغ��م قلّة‬ ‫كلواء أبو الفضل العبّاس‬ ‫أع���داده���م‪ ،‬يعملون‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬ ‫وع��ص��ائ��ب أه��ل‬ ‫بشكل منفرد بعيداً‬ ‫وجيش المهدي وفيلق بدر وحزب هللا العراقيّ‬ ‫ولواء ذو الفقار وكتائب سيّد الشهداء ولواء أسد عن قوّ ات النظام وقياداتهم من الحرس الثوريّ‬ ‫هللا الغالب وفيلق الوعد الصادق ولواء اإلمام اإليرانيّ فقط‪.‬‬ ‫الحسين‪ ،‬إلخ‪ .‬وتتواجد جميع هذه المليشيات في ‪ - 4‬ميليشيات سوريّة بقيادة الحرس الثوريّ‬ ‫محيط مدينة دمشق قرب المقامات المقدّسة‪ ،‬اإليرانيّ ‪ ،‬وتنتشر في معظم المناطق السوريّة‬ ‫أعدادها غير ثابتة‪ ،‬كانت تقدّر بعشرات اآلالف الخاضعة لسلطة النظام وخصوصا ً بمحافظتي‬ ‫خالل العام ‪ 2013‬لينخفض العدد سريعا ً بعد حماة وحمص‪ ،‬وهي مجموعات متعاقدة مع‬

‫مكاتب تطوّ ع لصالح الحرس الثوريّ اإليرانيّ ‪،‬‬ ‫وتض ّم عناصر من مختلف الطوائف وح ّتى‬ ‫الديانات‪ ،‬والحافز األه ّم لمعظم المتعاقدين هو‬ ‫الحصول على رواتب جيّدة والتهرّ ب من أداء‬ ‫خدمة العلم اإللزاميّة أو الخدمة االحتياطيّة‪،‬‬ ‫أو للتخلّص من المالحقة القانونيّة نتيجة وجود‬ ‫مالحقات وأحكام جنائيّة ّ‬ ‫بحق بعضهم‪.‬‬ ‫يشترط الحرس الثوريّ على المتعاقدين معه‬ ‫التقيّد باألوامر العسكريّة وااللتزام بالقوانين‬ ‫واالنضباط‪ ،‬ويتولّى عناصر الحرس الثوريّ‬ ‫األعمال القياديّة العسكريّة وبعض األعمال‬ ‫اإلداريّة وأعدادهم محدودة ج ّداً بحيث يشرف‬ ‫على الوحدة القتاليّة المؤلّفة من نحو خمسمائة‬ ‫عنصر س��وريّ عدد ال يتجاوز العشرة من‬ ‫العناصر اإليرانيّة‪ ،‬ومن أه ّم مراكز تواجدهم‬ ‫اللواء ‪ 47‬واللواء ‪ 87‬بالقرب من مدينة حماة‪.‬‬ ‫‪- 5‬حزب هللا السوريّ ‪ ،‬ويتألّف من عناصر‬ ‫سوريّين‪ ،‬يتواجدون عادة في بلداتهم على شكل‬ ‫قوّ ات للدفاع عنها كما هو الحال في مدينة‬ ‫بصرى الشام وبعض أحياء العاصمة دمشق‬ ‫وبلدات الفوعة ونبّل والزهراء‪.‬‬

‫عبد اهلل ّ‬ ‫مشال‬

‫استوكهولم – سورّيون في السويد‬

‫“عين إنفوغرافيك”‬

‫القادم إلى مجتمع جديد‪ ...‬يواجه ّ‬ ‫خطة‬

‫مطبوعة سورّية جديدة‬

‫بلديّة «اومل» وافقت على حتويل كنيسة سابقة مغلقة إىل جامع للمسلمني‬ ‫هي ثاني مدن السويد بعد «استوكهولم»‪ ،‬في صفوف الدارسين للغة‪،‬‬ ‫إ ّنها مدينة «غوتنبرغ أو يوتوبوري» وربّما تش ّكل الخلفيّة الثقافيّة‬ ‫كما يسمّيها السويديّون‪ ،‬مدينة أقامها والدينيّة للقادم الجديد بعض‬ ‫الملك ال��س��وي��ديّ «غوستاف الثاني اإلشكاالت له في تعامله مع‬ ‫أدولف» في بدايات القرن السابع عشر المجتمع الجديد‪.‬‬ ‫(‪ )1621‬على تفرّ ع نهر «غوتا الف» أكثر ما لفت انتباهي أنّ بلديّة‬ ‫وكانت حينها تحت حكم «الدنمارك «اوم��ل» وافقت على تحويل‬ ‫– ال��ن��روج»‪ ،‬تستقطب «غوتنبرغ» كنيسة سابقة مغلقة إلى جامع‬ ‫ كما أغلب المدن السويديّة الكبيرة ‪ -‬للمسلمين‪ ،‬لم يكن لديهم مشكلة‬‫المهاجرين إلى السويد ويعيش فيها منذ وال أيّ��ة اع��ت��ب��ارات ف��ي هذا‬ ‫فترة طويلة أعداد كبيرة من المهاجرين‪ ،‬االمر‪.‬‬ ‫واستقبلت في الفترة األخيرة أع��داداً غادة ّ‬ ‫عزوز‪ ،‬سوريّة مقيمة في‬ ‫كبيرة من السوريّين‪ ،‬وهم كغيرهم من السويد منذ ثماني عشرة عاما ً‬ ‫السوريّين يواجهون مشاكل الهجرة تقول‪ :‬كنت في البداية غير‬ ‫واالنتقال إلى حياة جديدة‪ ،‬لك ّنهم يعانون منسجمة في المجتمع الجديد‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى ذل��ك مشاكل السكن‪ ،‬ل��م تكن ل��ي رغبة ف��ي تعلّم‬ ‫حيث ترتفع اإلي��ج��ارات فيها وتبرز اللغة‪ ،‬وكان إحساسي بالغربة‬ ‫إذا استطاعوا فهم هذا االختالف‪ ،‬وال‬ ‫أيضا ً مشاكل المواصالت نظراً التساع كبيراً‪ ،‬لك ّنني فيما بعد انخرطت في‬ ‫أظنّ أ ّنهم سيش ّكلون أزمة داخل المجتمع‬ ‫المدينة‪ ،‬لك ّنهم في‬ ‫المجتمع وتعلّمت‬ ‫السويديّ ‪.‬‬ ‫ال��م��ق��اب��ل ي��ج��دون‬ ‫ال��ل��غ��ة وأن���ا اآلن‬ ‫التعويض عبر قانون الترسيخ‬ ‫ّ‬ ‫فرصا ً أكبر للعمل‪.‬‬ ‫أع��م��ل‪ ،‬ال يعيق‬ ‫أثناء‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫املق‬ ‫التعويض‬ ‫يخضع جميع القادمين الجدد لبرنامج‬ ‫ط���ري���ق خ��اط��ئ��ة‬ ‫السويديّون انخراط‬ ‫‪$180‬‬ ‫حنو‬ ‫الرتسيخ‬ ‫ال��ت��رس��ي��خ وأله��م � ّي��ة ه���ذا البرنامج‬ ‫وإشكاالت‬ ‫القادم الجديد في‬ ‫وتفصيالته ارت���أت ج��ري��دة «كلّنا‬ ‫حمدو‪:‬‬ ‫�م‬ ‫إب��راه��ي�‬ ‫بل‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‪،‬‬ ‫الواحد‪،‬‬ ‫األسبوع‬ ‫يف‬ ‫سوريّون» أن توضّح هذا القانون قليالً‪،‬‬ ‫يساعدونه على ذلك‬ ‫ط���ال���ب س����وريّ‬ ‫ي����درس يرتفع إىل ‪ $240‬يف‬ ‫أق��رّ هذا القانون في ديسمبر ‪2010‬‬ ‫(ك�������ان‬ ‫تكمن‬ ‫المشكلة‬ ‫لكنّ‬ ‫وه��و يتعلّق بالقادمين الجدد بشكل‬ ‫في انتقال الشخص‬ ‫ال��ط��بّ البشريّ ‪ ،‬حال االشرتاك باألنشطة‬ ‫أساسيّ ويمكن تلخيصه‪ :‬بأن القادم له‬ ‫س��ن��ة راب��ع��ة‬ ‫بشكل مفاجئ إلى‬ ‫ّ‬ ‫في املوضوعة يف اخل ّطة‬ ‫حق التعويض بأجر (كأ ّنه يعمل) من‬ ‫سورية) يقول لكلّنا‬ ‫م��ج��ت��م��ع يتغاير‬ ‫الدولة السويديّة‪ ،‬لكن لكي تحصل على‬ ‫سوريّون‪ :‬وصلت‬ ‫بشكل كبير عن‬ ‫هذا التعويض يجب عليك أن تلتزم في‬ ‫حديثا ً إلى السويد‬ ‫‪،‬‬ ‫مجتمعه‬ ‫األصليّ‬ ‫ّ‬ ‫كخطة‬ ‫البرامج التي تقرّ ها الحكومة‬ ‫‪ 2015\4\6‬بطريقة غير نظاميّة‪ ،‬أسكن هنا يختلف ك ّل شيء ثقافة العمل‪ ،‬نمط‬ ‫لترسيخ القادمين في المجتمع السويديّ ‪.‬‬ ‫في بيت للهجرة وهو بيت تستأجره إدارة الحياة‪ ،‬طبيعة العالقات‪ ،‬وح ّتى الهواء‬ ‫يتضمّن برنامج الترسيخ ومدّته سنتان‬ ‫الهجرة السويديّة ليقطنه الس ّكان الجدد‪ ،‬والطقس‪ ،‬لم أتعرّ ض أليّة مشكلة في‬ ‫إرشاد القادم إلى الخطوات العمليّة الكفيلة‬ ‫وال يه ّم طريقة قدومهم (تهريب أو السويد أو ح ّتى سؤال بخصوص ديني‬ ‫بانخراطه داخل المجتمع وفي مقدّمتها‬ ‫هجرة نظاميّة) ريثما‬ ‫تعليمه اللغة‬ ‫ّ‬ ‫ال��ب��ت ب��أوض��اع‬ ‫ي��ت � ّم‬ ‫ال��س��وي��د ّي��ة‪،‬‬ ‫إقامتهم‪ ،‬نسكن في هذا‬ ‫كما تساعده‬ ‫البيت أربعة‪ ،‬وكلّنا من‬ ‫على تحديد‬ ‫سورية وننتظر الموافقة‬ ‫خ����ي����ارات‬ ‫على اإلقامة كي ننتقل‬ ‫ال����ع����م����ل‬ ‫إل��ى باقي الخطوات‪،‬‬ ‫وت��ع��ري��ف��ه‬ ‫أكثر ما أعاني منه هنا‬ ‫ب��ال��م��ج��ت��م��ع‬ ‫هو اللغة‪ ،‬فالسويديّون‬ ‫ال���س���وي���دّي‬ ‫ع��م��وم��ا ً ي��ت��ع��ام��ل��ون‬ ‫وإم���������داده‬ ‫ب��اح��ت��رام ش��دي��د‪ ،‬لكنّ‬ ‫ب��ال��دراس��ات‬ ‫ال��ق��ادم��ون ال��ج��دد قد‬ ‫ا ال قتصا د يّة‬ ‫ّ‬ ‫ي��ت��ص��رّ ف��ون بطريقة‬ ‫السويد ‪ -‬كلنا سوريّون‬ ‫ل��م��ش��اري��ع��ه‬ ‫خاطئة أحيانا ً ممّا قد‬ ‫ص���ة‪،‬‬ ‫ال���خ���ا ّ‬ ‫يتسبّب بحصول بعض‬ ‫هناك جهات حكوميّة متعدّدة في السويد‬ ‫اإلشكاالت‪ ،‬بالتأكيد سيكون استيعاب أو طائفتي‪ ،‬فقط السوريوّ ن أو العرب‬ ‫تهت ّم بالقادمين في مقدّمتها دائرة العمل‬ ‫المتعلّمين سابقا ً باللغة أكثر من غير هم من يهتمون بهذا األم��ر‪ ،‬ال أعتقد‬ ‫وم��رش��دو الترسيخ والبلديّة ودائ��رة‬ ‫المتعلّمين وهذا يمكن مالحظته بسهولة أنّ القادمين الجدد سيعانون من مشكلة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫السويد ‪ -‬كلّنا سوريّون‬ ‫الهجرة‪ ،‬حيث تقوم دائرة العمل بتنظيم‬ ‫طريقة تقديم ال��ق��ادم بأفضل طريقة‬ ‫للمجتمع السويديّ ‪ ،‬فهي تضع أوّ الً ّ‬ ‫خطة‬ ‫الترسيخ الخاصّة بك ّل شخص بالتعاون‬ ‫معه‪ ،‬أي بعد إجراء اللقاءات المفصّلة‬ ‫مع الشخص‪ ،‬وستحتوي ّ‬ ‫خطة الترسيخ‬ ‫على فكرة تعريفيّة بالمجتمع السويديّ‬ ‫والتعليم في السويد واإلجراءات الالزمة‬ ‫لالنخراط في سوق العمل والمساعدة‬ ‫ّ‬ ‫على السكن‪ ،‬وقد تحتوي أيضا ً‬ ‫الخطة‬ ‫العالجيّة ممّن يعانون من المشاكل‬ ‫الصحّ يّة‪.‬‬ ‫إنّ قيمة التعويض المقدّمة أثناء الترسيخ‬ ‫ليست ثابتة‪ ،‬لك ّنها عموما ً قد تكون ما‬ ‫يقارب ‪ $180‬في األسبوع الواحد‪ ،‬ث ّم‬ ‫ترتفع إلى ‪ $240‬في حال االشتراك‬ ‫ب��األن��ش��ط��ة ال��م��وض��وع��ة ف��ي ّ‬ ‫خطة‬ ‫الترسيخ‪ ،‬وهناك مساعدات أخرى تتعلّق‬ ‫بعدد األطفال وأعمارهم‪ ،‬وأيضا ً هناك‬ ‫مساعدة خاصّة بالسكن هذه التعويضات‬ ‫كلّها تكفي للعيش بطريقة الئقة‪ ،‬لك ّنها قد‬ ‫ال تكون كافية لمن يسافرون أو يتغيّبون‬ ‫عن برنامج الترسيخ (أيّام التغيّب تقتطع‬ ‫من التعويض وفق قانون خاصّ ) هناك‬ ‫قوانين كثيرة متعلّقة بالتعويضات‪،‬‬ ‫ويت ّم احتسابها وفق آليّات مع ّقدة بعض‬ ‫الشيء‪ ،‬لك ّنها في الغالب تكون مدروسة‬ ‫بحيث تأمّن الحياة المقبولة أليّ قادم‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫يعتبر برنامج ‪ SFI‬الخاصّ بتعلّم اللغة‬ ‫السويديّة من البرامج المهمّة أليّ قادم‬ ‫فهو يتضمّن تعليم القراءة للمبتدئين‪،‬‬ ‫كما يقدّم المعلومات العامّة عن جغرافيّة‬ ‫السويد وطريقة الحياة والتصرّ ف في‬ ‫الحياة العامّة‪.‬‬

‫خاص – كلّنا سوريّون‬ ‫ّ‬

‫أوّ ل م��ج��لّ��ة‬ ‫مستقلّة من نوع‬ ‫«إنفوغرافيك»‬ ‫سوريّة‪ ،‬تصدر‬ ‫باللغتين العربيّة‬ ‫واإلن��ك��ل��ي��ز ّي��ة‪،‬‬ ‫ت���ع���م���ل ع��ل��ى‬ ‫إي��ص��ال ونشر‬ ‫الوعي بين جميع‬ ‫ف��ئ��ات المجتمع‬ ‫ال���س���وريّ عن‬ ‫طريق نشر المعلومات بطريقة سلسة وواضحة‪ .‬معتمدة على‬ ‫األرقام واإلحصائيّات لتقديم المعلومة بطريقة مبسّطة‪ ،‬وتصميم‬ ‫ف ّني ّ‬ ‫جذاب وممتع‪ ،‬وقد جاء العدد غن ّيا ً بالمواضيع وتناول في‬ ‫مقاالته‪:‬‬ ‫ـ التعليم في مدينة دير الزور في ظ ّل سيطرة الدولة اإلسالميّة‪.‬‬ ‫ـ المرأة السوريّة في السجون السوريّة‪.‬‬ ‫ـ إحصائية البراميل المتفجّ رة من «هيومن رايتس ووتش‪».‬‬ ‫ـ اإلضطرابات النفسيّة واالجتماعيّة زمن الثورة‪.‬‬ ‫ـ نشأة وتاريخ تنظيم الدولة اإلسالميّة‪.‬‬ ‫ـ إحصائيّة‪ :‬الالجئون السوريّون في دول الجوار‪.‬‬ ‫ـ فسيفساء سوريا «الديموغرافيّة الس ّكانيّة»‬ ‫ـ مدينة داريا‪.‬‬ ‫ـ بورتريه (خالد الخوجة)‪.‬‬ ‫ـ أشهر مواقع التعليم االلكترونيّ ‪.‬‬ ‫ك‬ في سطور‪.‬‬ ‫ـ‫‪#‬‏فيس_بو ‬‬‬ ‫ّ‬ ‫«كلّنا سوريّون» تبارك لألصدقاء في مجلة «عين إنفوغرافيك»‬ ‫صدور العدد التجريبي رقم (‪ )0‬مطبوعة ورقيّة جديدة ومتميّزة‪.‬‬

‫الصور من العدد صفر‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫المجتمع‬

‫المعايشة أصعب من الكالم‬

‫الحرب وآثارها النفسّية على أطفال سورية‬ ‫تشري تقارير األمم املتّحدة إىل تأثّر ‪ 7,3‬مليون طفل بالصراع الدائر يف سورية‪ ،‬منهم ‪ 1,7‬مليون طفل الجئ‪.‬‬ ‫‪TPM NEWS‬‬

‫في خض ّم الحروب واالقتتال الحاصل في‬ ‫سورية‪ ،‬يُجبر األطفال على العيش في تجارب‪،‬‬ ‫تع ّد األس��وأ حسب معظم المعايير اإلنسانيّة‬ ‫والدوليّة واألخالقيّة‪.‬‬ ‫ماليين األطفال في سورية تعرّ ضوا إلصابات‬ ‫جسديّة‪ ،‬من جرح وقطع لألطراف وموت‬ ‫وأخرى نفسيّة‪ ،‬تفوق في قسوتها اإلصابات‬ ‫الجسديّة أحياناً‪.‬‬ ‫فالكثير من األطفال اآلن يعانون من أثار نفسيّة‬ ‫بالغة‪ ،‬منها اإلنكار والصدمة وآثار ما بعد‬ ‫الصدمة‪.‬‬ ‫الدكتور بعلم النفس محمّد قولجان يقول «إنّ‬ ‫الحالة التي يعيشها أطفال سورية من قصف‬ ‫لمدارسهم وأحيائهم السكنيّة والقتل المباشر لهم‬ ‫وألسرهم وأصدقائهم من قبل النظام السوريّ‬ ‫واستخدام األط��راف المتنازعة األطفال في‬ ‫ّ‬ ‫وبث‬ ‫النزاع المسلّح والنزوح خارج وطنهم‬ ‫األفكار المسمّمة في أذهانهم‪ ،‬تسبّب بإصابات‬ ‫نفسيّة ستلقي بظاللها على مستقبل سورية‬ ‫القريب والبعيد‪.‬‬ ‫المعايشة أصعب من الكالم‪.‬‬ ‫سعاد أ ّم سوريّة عاشت تجربة من هذا النوع‪،‬‬ ‫فعندما كان أطفالها يسمعون أصوات الغارات‬ ‫كانت تخبرهم أ ّنها أصوات المفرقعات التي‬ ‫اعتادوا سماعها أثناء وبعد مباريات كرة‬ ‫القدم‪ ،‬لكنّ هذه الكذبة لم تدم طويالً‪ ،‬فاألطفال‬ ‫أصبحوا يرون هذه الغارات ويسمعونها في‬ ‫آن واح ٍد ولم تفلح محاوالت األم بإبعادهم عن‬ ‫التلفاز في منعهم من معايشة آثار الحرب‪ ،‬في‬ ‫النهاية لم تجد ب ّداً من إخبارهم بحقيقة ما يجري‬ ‫رغم صغر س ّنهم(‪ 8 ،6 ،4‬سنوات)‪.‬‬ ‫ليست هذه الحالة الوحيدة التي أنتجتها الحرب‬ ‫في سورية‪ ،‬فهناك حاالت أكثر قسوة بكثير‪:‬‬ ‫نور‪ ،‬فتاة تبلغ من العمر ‪ 8‬سنوات‪ ،‬أصيبت‬ ‫بهستيريا بعد أن أدّى صاروخ ألقاه طيران‬ ‫النظام على منزلها في بلدة الخريطة‪ ،‬إلى مقتل‬ ‫ك ّل أفراد عائلتها الذين كانوا داخل المنزل‪.‬‬ ‫وكذلك جميلة‪ ،‬طفلة في العاشرة من العمر‪،‬‬ ‫أصيبت بحالة من الهستيريا بسبب سماعها‬ ‫أصوات االنفجارات‪ ،‬تتألّم والدتها وهي تقول‬ ‫«إ ّنها تناطح الجدران وتعضّ أصابعها‪ ،‬تتبوّ ل‬ ‫ال إراد ّياً‪...‬إل ّخ»‪ .‬عائلة جميلة فقيرة‪ ،‬وتعيش‬

‫ّ‬ ‫مؤخراً‪ ،‬وهي‬ ‫في غرفة صغيرة نزحت إليها‬ ‫الدكتور ألبرت نامبتجي‪ ،‬وه��و عالم في‬ ‫غير قادرة على تحمّل مصاريف عالجها‪ ،‬وال الطبّ النفسيّ السريريّ في المركز الوطنيّ‬ ‫تف ّكر بالعالج‪.‬‬ ‫لمعالجة الصدمات يقول»ير ّكز علماء النفس‬ ‫مأساة أطفال سورية بحسب التقارير الدوليّة‬ ‫والتربويّون على الصدمة بوصفها أكثر اآلثار‬ ‫فبحسب تقارير األمم الم ّتحدة تشير األرقام السلبيّة للحروب انتشاراً بين األطفال‪ ،‬فغالبا ً‬ ‫إلى ّ‬ ‫تأثر ‪ 7,3‬مليون طفل بالصراع الدائر في ما يصاحب الصدمة خوف مزمن )فوبيا) من‬ ‫سورية‪ ،‬منهم ‪ 1,7‬مليون طفل الجئ‪.‬‬ ‫األح��داث واألشخاص واألشياء التي ترافق‬ ‫وقد تعرّ ض هؤالء األطفال ألبشع االنتهاكات وجودها مع الحرب مثل صافرات اإلنذار‪،‬‬ ‫وفقا ً للقانون الدوليّ اإلنسانيّ ‪ ،‬وقانون محكمة وصوت الطائرات‪ ،‬وصوت القصف‪ ..‬إل ّخ‪،‬‬ ‫الجنايات الدوليّة‪ ،‬والقوانين المحلّيّة الوضعيّة‪ ،‬يقابلها الطفل بالبكاء أو العنف أو الغضب أو‬ ‫واتفاقية حقوق الطفل منذ بدء الحراك الثوريّ االكتئاب الشديد كما يحدث مع أطفال سورية‬ ‫في سورية؛ حيث قام‬ ‫اآلن»‪.‬‬ ‫النظام باعتقال أعداد‬ ‫فالحروب فجّ رت لدى‬ ‫ك��ب��ي��رة م���ن ط�ّل�اّ ب‬ ‫األطفال السوريّين ‪-‬ال‬ ‫خوف‬ ‫الصدمة‬ ‫يصاحب‬ ‫المدارس‪ ،‬وت ّم تعذيبهم‬ ‫سيّما الصغار منهم‪-‬‬ ‫تعذيباً وحش ّياً‪ ،‬منذ بداية مزمن (فوبيا) من األحداث‬ ‫أزم���ة ه��ويّ��ة ح���ادّة‪،‬‬ ‫فالطفل ال يعرف لمن‬ ‫الثورة السوريّة وإلى واألشخاص واألشياء اليت‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫ينتمي؟ ولماذا يتعرّ ض‬ ‫كما يزيد عدد األطفال ترافق وجودها مع احلرب‬ ‫لهذه اآلالم؟ أمّا األطفال‬ ‫المعتقلين في‬ ‫األك��ب��ر – الفتيان –‬ ‫سجون مثل صافرات اإلنذار‪ ،‬وصوت‬ ‫ال���ن���ظ���ام ع���ن آالف‬ ‫فيجدون أنفسهم وقد‬ ‫األطفال‪ ،‬وقد ت ّم توثيق الطائرات‪ ،‬وصوت القصف‪..‬‬ ‫أص��ب��ح��وا ف��ي موقف‬ ‫ح����االت ق��ت��ل آلالف‬ ‫الجنديّة‪ ،‬عليهم الدفاع‬ ‫آخرين نتيجة القصف‬ ‫ع��ن أنفسهم وذوي��ه��م‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫العشوائيّ ‪ ،‬ومنهم من قضى تعذيبا‪ ،‬أو قنصا ولو عرّ ضهم ذلك للخطر‪ ،‬وحتى إذا لم يفعل‬ ‫أو جوعا ً أو في مجزرة أو بالكيماويّ ‪.‬‬ ‫األطفال ذلك فإ ّنهم يجدون أنفسهم في حالة من‬ ‫كما أنّ هناك نسبة كبيرة من األطفال التشرّ د والفقر تفوق قدرتهم على االستيعاب‬ ‫فقدوا أحد والديهم أو االثنين معا ً في مناطق والسيّما على التعبير الجيّد عن المشاعر‬ ‫النزاع نتيجة االقتتال والقصف العشوائيّ ‪ ،‬والرغبات؛ ممّا ّ‬ ‫يغذي مشاعر دفينة تظهر‬ ‫وبذلك خسروا ح ّقهم بالرعاية والحضانة‪ ،‬كما في مراحل متقدّمة من أعمارهم في صور‬ ‫خسر هؤالء األطفال أيضا ً ح ّقهم في التعليم بعد عصبيّة وانطواء وتخلّف دراسي وغيرها من‬ ‫تدمير المدارس والتهجير من مناطقهم‪ ،‬ونتيجة األعراض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫للجوع والفقر وتد ّني مستوى الخدمات‬ ‫الالجئين والنازحين السوريّين‪.‬‬ ‫نامبتجي يضيف «أنّ أخطر آثار الحروب‬ ‫أضافة الستخدام أطراف الصراع في سورية على أطفال سورية واألطفال الذين يعايشون‬ ‫األطفال في الصراع المسلّح وتجنيدهم على فترات الحروب ليس ما يظهر منهم وقت‬ ‫حساب الطفولة التي حرموا من عيشها‪ ،‬ك ّل الحرب‪ ،‬بل ما يظهر الحقا ً في جيل كامل ممّن‬ ‫هذا تسبّب بإصابات نفسيّة بالغة لدى الكثير من نجوا من الحرب وقد حملوا معهم مشكالت‬ ‫األطفال السوريّين‪.‬‬ ‫نفسيّة ال حصر لها تتو ّقف خطورتها على قدرة‬ ‫اآلثار السلبيّة للحروب على أطفال سورية‬ ‫األهل على مساعدة أطفالهم في تجاوز مشاهد‬ ‫تقول تقارير اليونيسيف‪ :‬إنّ الحروب عرَّ ضت الحرب»‪.‬‬ ‫أطفال سورية لالكتئاب والصدمات النفسيّة‪.‬‬ ‫ففي سورية مثالً يشير أحد مسؤولي اليونيسيف‬

‫بقلم طفل سوري‬

‫اّتفاقية حقوق الطفل‬

‫(من دفرتي وجتربيت)‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫حممّد ح ّسان‬

‫من أجل الطفولة‬

‫تشرّد األطفال‬ ‫خرجت وكنت مرتبكة وخائفة إلى الشوارع‬ ‫وك��ان ال��ع��رق يسيل م��ن جبيني ل���ل���ت���س���وّ ل‬ ‫ونادمة لخروجي من منزلي وقلقة وال���س���رق���ة‪..‬‬ ‫لعدم عودتي إليه أو فقدانه‪ ،‬وكان وت���م���ي���ي���ز‬ ‫خوفي األكبر أن يصيبنا شيء األط�����ف�����ال‬ ‫ما في الطريق‪ .‬ففي مرورنا في م��ن األش��ي��اء‬ ‫الطريق تخيّلت كم منطقة سأزور ال��ت��ي تحصل‬ ‫م����ع أغ��ل��ب‬ ‫أو كم مدينة أو كم بلد‪.‬‬ ‫وبعد مضي أربعة أع��وام زرت العائالت دون‬ ‫خمس مناطق منها مدينة منبج في الشعور بذلك‬ ‫ريف حلب‪ .‬سوف أبدأ وسأكلمكم كتمييز الطفل‬ ‫ع��ن أس��ب��اب م��ن ت��ش��رّ د األطفال األص�����غ�����ر‬ ‫ع���ن األك��ب��ر‬ ‫ونتائجه وحلوله‪.‬‬ ‫إ ّنها ظاهرة كبيرة وشائعة وكان أو بالعكس‪،‬‬ ‫تأثيرها أكبر على األطفال وهي وك������ذل������ك‬ ‫ال��ح��رب؛ فلها دور كبير في الضغط على‬ ‫فقدان أشياء كثيرة‪ ،‬فمن تجربتي ال��م��راه��ق��ي��ن‬ ‫الشخصيّة فقدت أشياء أحبّها وكنت له تأثير سلبيّ ففي سن المراهقة‬ ‫ضغط األ ّم‬ ‫م��ش��غ��وف��ة‬ ‫على طفلها‬ ‫ب���ه���ا م��ث��ل‬ ‫فقدت أشياء أحبّها‬ ‫ال��م��راه��ق‬ ‫م��درس��ت��ي‬ ‫بأن يدرس‬ ‫و أ صد قا ئي‬ ‫وكنت مشغوفة‬ ‫كي يجتهد‪،‬‬ ‫وم���ن���زل���ي‬ ‫مدرسيت‬ ‫مثل‬ ‫بها‬ ‫س��ي��ن��ق��ل��ب‬ ‫ال��������ذي ال‬ ‫وأصدقائي ومنزلي‬ ‫ذل���ك على‬ ‫أعرف ماذا‬ ‫ال���ط���ف���ل‬ ‫ح��ص��ل ب��ه!‬ ‫الذي ال أعرف ماذا‬ ‫ب��ال��ت��أث��ي��ر‬ ‫وال��ظ��اه��رة‬ ‫به!‬ ‫حصل‬ ‫ال��س��ل��ب��يّ‬ ‫الثانية هي‬ ‫ف��ب��ال��ت��ال��ي‬ ‫ال���ف���ق���ر ‪..‬‬ ‫سوف يكره‬ ‫س��ب��بٌ ّأث��ر‬ ‫بنا وال يزال ّ‬ ‫يؤثر بنا‪ ،‬فإنّ الفقر الدراسة ويذهب للمرح والتسلية مع‬ ‫يدفع األه��ل كي يلقون بأطفالهم أصدقائه ويحدّثها بأ ّنه ذاهب كي‬

‫في تقريرها الصادر بداية هذا العام»أن أكثر‬ ‫من مليون طفل سوريّ سيكونون بحاجة إلى‬ ‫عالج نفسيّ من الصدمة النفسيّة التي تعرّ ضوا‬ ‫لها خالل الحرب»‪.‬‬ ‫اآلثار المحتملة‬ ‫طبقا للتقارير التي يت ّم نشرها من المؤسّسات‬ ‫المختصّة بمساعدة الضحايا مثل «مؤسّسة‬ ‫سيف هوريزون «وهي مجموعة لمساعدة‬ ‫الضحايا تدير مراكز لمساعدة األطفال في‬ ‫مدينة نيويورك‪ ،‬ومركز الصدمات العنيفة‬ ‫عند األطفال في جامعة ييل‪ ،‬يزيد احتمال‬ ‫تعرّ ض األطفال السوريّين الذين عايشوا‬ ‫فترات الحرب‪ ،‬للقبض عليهم في سنّ األحداث‬ ‫بنسبة ‪ 59‬في المائة وفي سن البلوغ بنسبة‬ ‫‪ 28‬في المائة واحتمال ارتكابهم جريمة عنيفة‬ ‫بنسبة ‪ 30‬في المائة‪ ،‬مقارنة باألطفال الذين لم‬ ‫يتعرّ ضوا لإليذاء‪ .‬ويواجه األطفال من اإلناث‬ ‫احتماالت قيامهنّ بإساءة معاملة أوالدهن أعلى‬ ‫بكثير من اللواتي لم يتعرّ ضن لإليذاء النفسيّ ‪.‬‬ ‫عالج اإلصابات النفسيّة وأه ّم النصائح‬ ‫في ظ ّل هذه الظروف التي عايشها الطفل‬ ‫ّ‬ ‫التدخل لحمايته للح ّد من‬ ‫السوريّ ‪ ،‬ال ب ّد من‬ ‫تفاقم هذه المظاهر النفسيّة واالنفعاليّة التي‬ ‫طرأت عنده والتي قد تترك بصماتها على‬ ‫شخصيّته على المدى البعيد‪.‬‬ ‫ومن أه ّم استراتيجيات التعامل معهم بحسب‬ ‫المعالج النفسيّ السوريّ ري��زان جابوا هي‬ ‫«الطمأنة ومحاولة إعادة حالة الشعور باألمان‪،‬‬ ‫نظراً ألنّ األمان هو من الحاجات الفسيولوجيّة‬ ‫الهامّة عند اإلنسان والتي ص ّنفها بعض علماء‬ ‫النفس بعد حاجات الطعام والشراب والنوم‪،‬‬ ‫فإذا لم يت ّم إشباع هذه الحاجة سينعكس األمر‬ ‫بالضرورة على مدى قدرة الطفل على إشباع‬ ‫الحاجات النفسيّة واالجتماعيّة األخرى التي‬ ‫ترتكز عليها‪ ،‬كالحاجة إلى الحبّ واالنتماء‬ ‫والتقدير»‪.‬‬ ‫جابوا يضيف»أنّ هناك حاجة إلى التفريغ‬ ‫النفسيّ واالنفعاليّ للمشاعر المكبوتة التي‬ ‫اكتسبها الطفل وق��ت الحرب‪ ،‬حيث يعجز‬ ‫الكثير من األطفال عن الحوار اللفظيّ للتعبير‬ ‫عما يجول في خواطرهم ويشعرون به‪ ،‬لذلك‬ ‫يكون اللعب الحرّ والرسم وتمثيل األدوار‬

‫أدوات هامّة لتفريغ هذه االنفعاالت‪ .‬إضافة إلى‬ ‫محاولة إخراج الطفل من دائرة الحرب التي‬ ‫طوّ قت عنقه طوال فترة من الوقت‪ ،‬وتوفير‬ ‫الجوّ المالئم الذي يشبع فيه ميوله واهتماماته‪،‬‬ ‫وممارسة األنشطة المثمرة والترفيهيّة‪،‬‬ ‫إضافة إلى االنخراط في الجوّ التعليميّ الذي‬ ‫يش ّد الطفل لالهتمام بالمذاكرة بعيداً عن آثار‬ ‫الحرب وترسّباتها»‪.‬‬ ‫فيما يؤ ّكد د‪.‬وسيم وسيم أخصّائيّ علم نفس‬ ‫«أنّ خالصة توجيهات المختصّين في هذا‬ ‫المجال أ ّنه يجب على األهل في حال تعرّ ض‬ ‫الطفل لظروف مروّ عة أن يبدؤوا مباشرة‬ ‫بإحاطتهم باالطمئنان وال يتركونهم عرضة‬ ‫لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسيّ ‪ ،‬وذلك‬ ‫عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم‬ ‫بأنّ ك ّل شي سيكون على ما يرام وأ ّنهم لن‬ ‫يصيبهم شيء‪ ،‬مع التركيز على ّ‬ ‫بث كلمات من‬ ‫الحبّ أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث‬ ‫المروّ ع الذي وقع‪ ....‬فهذه اللحظة هي األه ّم‬ ‫في حياة الطفل النفسيّة وكلّما تركناه يواجهها‬ ‫وحده يزداد أثرها السلبيّ بداخله على المدى‬ ‫القريب والبعيد» ‪.‬‬ ‫عناية غير كافية‬ ‫مع استمرار الحرب تزداد حاالت االصابة‬ ‫النفسيّة وتقول كارال مخائيل وهي أخصائيّة‬ ‫نفسيّة تعمل بمجال الدعم النفسيّ «ال تحظى‬ ‫اإلصابات النفسيّة ج��رّ اء الحرب السوريّة‬ ‫بكثير من العناية لسببين‪ ،‬األوّ ل أنّ المصابين‬ ‫ينحدرون من عائالت متواضعة‪ ،‬بعضها ال‬ ‫يدرك أه ّميّة العالج وبعضها اآلخر ال يملك‬ ‫ثمنه‪ ،‬فيما السبب الثاني ّ‬ ‫يتمثل بعدم االهتمام‬ ‫بها من قبل الجهات المعنيّة‪ ،‬بما فيها المجتمع‬ ‫المدنيّ الذي يقتصر دوره على الدعم النفسيّ‬ ‫ّ‬ ‫التدخل العالجيّ الكامل‪،‬‬ ‫األوّ ليّ ‪ ،‬فيما يغيب‬ ‫باستثناء بعض الحاالت القليلة‪.‬‬ ‫وتوضح أنّ غالبيّة الحاالت قابلة للعالج‪،‬‬ ‫وال ب ّد من العمل على ذل��ك‪ ،‬ومتابعة هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬أل ّنها إذا لم تعالج ستتسبّب بخلل في‬ ‫النموّ النفسيّ السويّ ‪ ،‬خصوصا ً عند األطفال‪،‬‬ ‫كما سيكون لها آثار على المجتمع السوريّ‬ ‫مستقبالً‪.‬‬

‫يدرس معهم‪ ،‬فالحياة بنظر طفل‬ ‫هي اللعب والمرح والتسلية واألخذ‬ ‫فقط‪ ،‬دون االهتمام بالمستقبل‪.‬‬ ‫كما يلجأ األطفال المشرّ دون إلى‬ ‫الكذب والبكاء ألخذ ما يريدونه‪،‬‬ ‫فنتائج ك � ّل ه��ذا ضياع األطفال‬ ‫وضياع مستقبلهم معهم‪.‬‬ ‫وللقضاء على ه��ذه الظواهر‬ ‫والتشرّ د (تشرّ د األطفال) السيّئة‬ ‫والسلبيّة يجب أخذ األطفال اليتامى‬ ‫والمشرّ دين إلى مراكز لرعايتهم‬ ‫وإلى حمالت تفيدهم نفس ّيا ً وجسد ّيا ً‬ ‫وعقل ّيا ً كما أنّ زيادة ثقتهم بنفسهم‬ ‫سوف تفيدهم ج � ّداً وس��وف يبنى‬ ‫الوطن من جديد وس��وف يكون‬ ‫أبناؤه ذوو عقول كبيرة وناضجة‬

‫وي ّكونوا مستقبالً جيّداً‪.‬‬ ‫ولكن أعتقد أنّ الكثير من اللذين‬ ‫يقرؤون هذه المقالة سيقولون‪:‬‬ ‫(حاج كذب ع بعض بتلت سنين‬ ‫ما منرجع ع البلد وما رح تتعمّر)‬ ‫أتو ّقع ذلك‪ ،‬ولكن إن كنتم تؤمنون‬ ‫سيكون نصركم أق��رب‪ ،‬فكونوا‬ ‫مؤمنين بما تتم ّنونه وال تفقدوا‬ ‫األمل فمن الممكن في يوم وليلة‬ ‫أن يعود ك ّل شيء‪ ،‬أنا ال أقول إ ّنه‬ ‫سيعود ك ّل شيء أقول من الممكن‬ ‫‪..‬‬ ‫أعتقد أنّ ذلك كاف لزرع األمل‬ ‫فيكم‪.‬‬ ‫شغف ‪ 12 -‬سنة ‪ -‬غازي عنتاب‬

‫الجزء األوّ ل‬ ‫المادّة ‪1‬‬ ‫ألغراض هذه االتفاقيّة‪ ،‬يعني الطفل‬ ‫ك ّل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة‪،‬‬ ‫ما لم يبلغ سنّ الرشد قبل ذلك بموجب‬ ‫القانون المنطبق عليه‪.‬‬ ‫المادّة ‪2‬‬ ‫‪ .1‬تحترم الدول األطراف الحقوق‬ ‫الموضّحة في هذه االتفاقيّة وتضمنها‬ ‫لك ّل طفل يخضع لواليتها دون أيّ نوع‬ ‫من أنواع التمييز‪ ،‬بغضّ النظر عن‬ ‫عنصر الطفل أو والديه أو الوصيّ‬ ‫القانونيّ عليه أو لونهم أو جنسهم أو‬ ‫لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسيّ أو‬ ‫غيره أو أصلهم القوميّ أو اإلثنيّ أو‬ ‫االجتماعيّ ‪ ،‬أو ثروتهم‪ ،‬أو عجزهم‪ ،‬أو‬ ‫مولدهم‪ ،‬أو أيّ وضع آخر‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت ّتخذ الدول األطراف جميع التدابير‬ ‫المناسبة لتكفل للطفل الحماية من‬ ‫جميع أشكال التمييز أو العقاب القائمة‬ ‫على أساس مركز والديّ الطفل أو‬ ‫األوصياء القانونيّين عليه أو أعضاء‬ ‫األسرة‪ ،‬أو أنشطتهم أو آرائهم المعبر‬ ‫عنها أو معتقداتهم‪.‬‬ ‫المادّة ‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬في جميع اإلجراءات التي تتعلق‬ ‫باألطفال‪ ،‬سواء قامت بها مؤسّسات‬ ‫الرعاية االجتماعيّة العامّة أو الخاصّة‪،‬‬ ‫أو المحاكم أو السلطات اإلداريّة أو‬ ‫الهيئات التشريعيّة‪ ،‬يولى االعتبار‬ ‫األوّ ل لمصالح الطفل الفضلى‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتعهّد الدول األطراف بأن تضمن‬ ‫للطفل الحماية والرعاية الالزمتين‬ ‫لرفاهه‪ ،‬مراعية حقوق وواجبات والديه‬ ‫أو أوصيائه أو غيرهم من األفراد‬ ‫المسؤولين قانونا ً عنه‪ ،‬وت ّتخذ‪ ،‬تحقيقا ً‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬جميع التدابير التشريعيّة‬

‫واإلداريّة المالئمة‪.‬‬ ‫‪ .3‬تكفل الدول األطراف أن تتقيّد‬ ‫المؤسّسات واإلدارات والمرافق‬ ‫المسؤولة عن رعاية أو حماية األطفال‬ ‫بالمعايير التي وضعتها السلطات‬ ‫المختصّة‪ ،‬وال سيّما في مجالي‬ ‫ّ‬ ‫السالمة والصحّ ة وفى عدد موظفيها‬ ‫وصالحيتهم للعمل‪ ،‬وكذلك من ناحية‬ ‫كفاءة اإلشراف‪.‬‬ ‫المادّة ‪4‬‬ ‫ت ّتخذ الدول األطراف ك ّل التدابير‬ ‫التشريعيّة واإلداريّة وغيرها من‬ ‫التدابير المالئمة إلعمال الحقوق‬ ‫المعترف بها في هذه االتفاقيّة‪ .‬وفيما‬ ‫يتعلّق بالحقوق االقتصاديّة واالجتماعيّة‬ ‫والثقافيّة‪ ،‬ت ّتخذ الدول األطراف هذه‬ ‫التدابير إلى أقصى حدود مواردها‬ ‫المتاحة‪ ،‬وحيثما يلزم‪ ،‬في إطار‬ ‫التعاون الدوليّ ‪.‬‬ ‫المادّة ‪5‬‬ ‫تحترم الدول األطراف مسؤوليّات‬ ‫وحقوق وواجبات الوالدين أو‪ ،‬عند‬ ‫االقتضاء‪ ،‬أعضاء األسرة الموسّعة‬ ‫أو الجماعة حسبما ينصّ عليه العرف‬ ‫المحلّيّ ‪ ،‬أو األوصياء أو غيرهم من‬ ‫األشخاص المسؤولين قانونا ً عن‬ ‫الطفل‪ ،‬في أن يو ّفروا بطريقة ت ّتفق‬ ‫مع قدرات الطفل المتطوّ رة‪ ،‬التوجيه‬ ‫واإلرشاد المالئمين عند ممارسة الطفل‬ ‫الحقوق المعترف بها في هذه اال ّتفاقيّة‪.‬‬ ‫المادّة ‪6‬‬ ‫‪ .1‬تعترف الدول األطراف بأنّ لك ّل‬ ‫طفل ح ّقا ً أصيالً في الحياة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تكفل الدول األطراف إلى أقصى‬ ‫ح ّد ممكن بقاء الطفل ونموّ ه‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫اقتصاد و قانون‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية‬

‫اقتصادّيات إدلب*‬

‫االقتصادي‬ ‫قراءة في تقرير المنتدى‬ ‫السوري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعتبر محافظة إدلب من المدن المحدثة‪ ،‬وتعتمد‬ ‫في اقتصادها على الزراعة البعليّة في زراعة‬ ‫الحبوب وأشجار الزيتون والتين‪ ،‬يبلغ عدد‬ ‫س ّكان محافظة إدلب حوالي مليون وخمسمائة‬ ‫ألف نسمة حسب آخر اإلحصاءات الحكوميّة‪،‬‬ ‫وتبلغ مساحة المحافظة (‪6100‬كم‪ ،)2‬ويتبع‬ ‫للمحافظة إدار ّيا ً المدن التالية‪ :‬أريحا – معرّ ة‬ ‫النعمان – جسر الشغور – حارم‪.‬‬ ‫األحوال المعيشيّة لألسر في محافظة‬ ‫ ‬‫إدلب **‬ ‫بلغ متوسّط استخدام الكهرباء في المحافظة‬ ‫(‪ )7,75‬ساعة يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة‪،‬‬ ‫من الشبكة العامّة أو من المولّدات الخاصّة‬ ‫أو من شراء األمبيرات (عبارة عن مولّدات‬ ‫كبيرة قطاع خاصّ تبيع الكهرباء للس ّكان)‪ ،‬أمّا‬ ‫بالنسبة لمصادر االستهالك بغضّ النظر عن‬ ‫ساعات االستهالك يعرضها الشكل البيانيّ ‪ -1‬‬ ‫تو ّفر الكهرباء في المساكن‪ :‬نالحظ من الشكل‬ ‫البيانيّ رقم (‪)1‬‬

‫أنّ ‪ %100‬من األسر في المحافظة أجابت بأنّ‬ ‫منازلها ما زالت موصولة على الشبكة العامّة‬ ‫للكهرباء الحكوميّة‪ ،‬إلاّ أنّ الكهرباء ال تصل‬ ‫عبرها أبداً‪ ،‬ونسبة ‪ %96‬يشترون الكهرباء‬ ‫عن طريق األمبيرات ومتوسّط ساعات حسب‬ ‫الطلب‪ ،‬وبعض األس��ر ال تتجاوز نسبتهم‬ ‫‪ %12‬لديهم مولّدات خاصّة‪ ،‬علما ً أنّ الكثير‬ ‫من األسر تسعى لتأمين الكهرباء من الشبكة‬ ‫العامّة أو من شراء األمبيرات أو من المولّدات‬ ‫الخاصّة‪ ،‬وذلك لتأمين الكهرباء لفترة أكبر من‬ ‫‪ 7,75‬ساعة يوم ّياً‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة شهرية‬ ‫تتجاوز ‪ 3150‬ليرة سورية أي ربع دخل‬ ‫األسرة الشهريّ تقريباً‪.‬‬ ‫تو ّفر المازوت في المساكن‪ :‬بلغ‬ ‫‪ -2‬‬ ‫متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة ‪222‬‬ ‫ليتراً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة بلغت ‪18951‬‬ ‫ليرة سورية شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ‬

‫مادّة المازوت متو ّفرة بنسبة ‪ %100‬في السوق‬ ‫المحليّة‪.‬‬ ‫تو ّفر البنزين في المساكن‪ :‬بلغ‬ ‫‪ -3‬‬ ‫متوسّط كمية االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 26‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة ‪ 7965‬ليرة‬ ‫سورية شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫البنزين متو ّفرة بشكل عا ّم في السوق المحليّة‪،‬‬ ‫علما ً أنّ مادّة البنزين تستخدم معظم األوقات‬ ‫كوقود للمولّدات‪.‬‬ ‫تو ّفر الغاز في المساكن‪ :‬بلغ متوسّط‬ ‫‪ -4‬‬ ‫كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة ‪ 20‬ليترا‪ً،‬‬ ‫بمتوسّط تكلفة شهريّة ‪ 3819‬ليرة سورية‬ ‫شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ م��ادّة الغاز‬ ‫متو ّفرة بنسبة ‪ %90‬في السوق‪.‬‬ ‫تو ّفر الحطب في المساكن‪ :‬بلغ‬ ‫‪ -5‬‬ ‫متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 619‬كغ‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهريّة ‪13388‬‬ ‫ليرة سورية شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ‬ ‫مادّة الحطب متو ّفرة بنسبة ‪ %100‬في السوق‪،‬‬ ‫علما ً أنّ استخدام مادّة الحطب مخصّص للتدفئة‬ ‫وضمن مناطق واسعة في محافظة إدلب‪.‬‬ ‫تو ّفر المياه في المساكن‪ :‬إنّ مصادر‬ ‫‪ -6‬‬ ‫الحصول على المياه‪ :‬الشبكة العامّة أو من‬ ‫اآلبار الخاصّة أو من شراء المياه عن طريق‬ ‫الصهاريج‪ ،‬كما يعرضها الشكل البيانيّ ‪.‬‬

‫ونالحظ أنّ نسبة ‪ %50‬من األسر في محافظة‬ ‫إدلب تحصل على المياه من الشبكة العامّة لكن‬ ‫بمتوسّط كميّات مختلفة‪ ،‬ونسبة ‪ %50‬يشترون‬ ‫المياه عن طريق الصهاريج‪ ،‬ونسبة ‪%25‬‬ ‫صاً‪ ،‬علما ً أنّ الكثير من األسر‬ ‫تمتلك بئراً خا ّ‬ ‫تسعى لتأمين المياه من الشبكة العامّة أو اآلبار‬ ‫الخاصّة‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة شهريّة تتجاوز‬ ‫‪ 1400‬ليرة سورية شهر ّياً‪.‬‬ ‫تو ّفر خصائص المساكن‪ :‬تتو ّفر‬ ‫‪ -7‬‬ ‫الخدمات األساسيّة بنسبة ‪ ،%90‬أ ّم��ا نسبة‬

‫المساكن التي تحتوي على ع��دد كبير من‬ ‫الساكنين فبلغت ‪ ،%50‬ونسبة المساكن غير‬ ‫اآلمنة بلغت ‪ ،%40‬وبلغت نسبة المساكن‬ ‫نمط الشقق ‪ ،%60‬ونسبة المساكن نمط البيت‬ ‫العربيّ بلغت ‪ ،%20‬أمّا نسبة المساكن نمط‬ ‫خيم بلغت ‪ ،%20‬ونسبة ‪ %40‬من المساكن هي‬ ‫ملك لمالكيها‪ ،‬ونسبة ‪ %50‬هي إيجار بمتوسّط‬ ‫إيجار شهريّ ‪ 10800‬ليرة سورية‪ ،‬ونسبة‬ ‫‪ %10‬قُدّمت لساكنيها بدون أجرة (أي هبة)‪.‬‬ ‫ت��و ّف��ر ال��م��س��اع��دات اإلن��س��ان � ّي��ة‪:‬‬ ‫‪ -8‬‬ ‫المساعدات اإلنسانيّة كانت كافية لبعض األسر‬ ‫بنسبة ‪ ،%60‬بينما نسبة األسر التي تؤ ّكد أنّ‬ ‫المساعدات غير كافية بلغت ‪ ،%40‬أمّا بالنسبة‬ ‫للصعوبات التي تعترض وصول المساعدات‬ ‫إلى األسر من وجهة نظر األسر فيمكن إجمالها‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫أ– ّ‬ ‫موزعون غير كفؤ بنسبة ‪%55‬‬ ‫ب – مناطق غير آمنة بنسبة ‪%20‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تقدّم مساعداتها اإلنسانيّة‬ ‫أمّا‬ ‫في المحافظة فهي‪ :‬الهالل األحمر السوريّ‬ ‫بنسبة ‪ ،%24‬جمعيّة البرّ بنسبة ‪ ،%8‬جمعيّة‬ ‫ّ‬ ‫منظمة غول بنسبة‬ ‫اإلحسان بنسبة ‪،%12‬‬ ‫‪ّ ،%36‬‬ ‫منظمات أخرى بنسبة ‪.%20‬‬ ‫حالة أم��ان منطقة السكن‪ :‬أ ّك��دت‬ ‫‪ -9‬‬ ‫األسر أنّ األم��ان غير متو ّفر بنسبة ‪،%30‬‬ ‫بالمقابل هنالك أسر أ ّك��دوا أنّ المنطقة التي‬ ‫يعيشون فيها آمنة بنسبة ‪ ،%70‬وهذا األمان‬ ‫نسبيّ ‪ ،‬ألنّ ‪ %30‬أ ّكدوا أ ّنه توجد أعمال عدائيّة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬ونسبة ‪ %30‬أ ّكدوا أ ّنه توجد ألغام‬ ‫ومتفجّ رات في المنطقة‪ ،‬بالمقابل أ ّكد معظم‬ ‫الس ّكان أنّ هنالك قصف من الطيران على‬ ‫المنطقة‪ ،‬لكن ال يوجد قصف صاروخيّ ‪.‬‬ ‫نالحظ من تقييم الس ّكان أنّ األمان في المحافظة‬ ‫هو أمان نسبيّ ‪ ،‬ألنّ ما يتعلّق بالتفجيرات‬ ‫واأللغام واألعمال العدائيّة فنسبتها صغيرة‪،‬‬ ‫بينما ما يتعلّق بقصف الطيران فنسبتها كبيرة‬ ‫ج ّداً‪.‬‬ ‫واقع المصانع في محافظة إدلب‬ ‫ ‬‫ّ‬ ‫جُمعت هذه البيانات عن توفر عناصر اإلنتاج‬ ‫األساسيّة وحالة األمان في مصانع صغيرة‬ ‫الحجم وما زالت تعمل‪.‬‬ ‫نالحظ من الشكل البيانيّ رقم (‪ )3‬أنّ نسبة‬ ‫المصانع التي أ ّكد أصحابها تو ّفر العمال بلغت‬ ‫‪ ،%100‬ألنّ الس ّكان لم تهاجر هذه المناطق‬

‫وبحاجة إلى أيّ عمل‬ ‫ي��ض��م��ن ل��ه��م ح��ي��اة‬ ‫كريمة‪ ،‬كما أنّ نسبة‬ ‫المصانع ال��ت��ي أ ّك��د‬ ‫أصحابها تو ّفر الموا ّد‬ ‫األوّ ليّة بلغت ‪%100‬‬ ‫وذل����ك ع���ن ط��ري��ق‬ ‫االستيراد‪ ،‬أمّا بالنسبة لتو ّفر الكهرباء فلقد أ ّكد‬ ‫أصحاب المصانع أ ّنها متو ّفرة بنسبة ‪%87,5‬‬ ‫من مصادرها المختلفة‪ ،‬بينما الخدمات الصحيّة‬ ‫فيمكن تأمينها بنسبة ‪ ،%16,7‬كما أوضح‬ ‫أصحاب المصانع صعوبة تأمين خدمات‬ ‫الطوارئ بنسبة ‪ ،%20‬أمّا بالنسبة ّ‬ ‫للطلب على‬

‫إدلب ‪ -‬املنتدى االقتصاد ّي السور ّي‬ ‫إنتاج المصانع فهنالك طلب كبير تجاوز ‪،%95‬‬ ‫وبالنسبة لألمان في المناطق التي تعمل ضمنها‬ ‫المصانع فلقد أ ّكد أصحابها بنسبة ‪ %91‬أنّ‬ ‫األمان غير متو ّفر‪.‬‬ ‫لكن رغم الوضع الخطر والحالة األمنيّة غير‬ ‫المتو ّفرة‪ ،‬فهنالك الكثير من المصانع ما زالت‬

‫تعمل‪ ،‬بسبب عدم هجرة أصحابها‪ ،‬وحاجتهم‬ ‫لتأمين دخل لهم‪ ،‬وتأمين دخل لعمّالهم‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫الحاجة الماسّة إلنتاج مثل هذه المصانع لتلبية‬ ‫حاجة الشعب السوريّ ‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫ ‬‫بناء على نتائج التقرير أعاله يوصي المنتدى‬ ‫االقتصاديّ السوريّ المجالس المحليّة بما يلي‪:‬‬

‫تأمين مياه الشرب عن طريق حفر‬ ‫‪ -1‬‬ ‫اآلب��ار االرت��واز ّي��ة بالتنسيق بين المجالس‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات‪.‬‬ ‫المحليّة‬ ‫تعمل المجالس المحليّة على تأمين‬ ‫‪ -2‬‬ ‫اإلنارة للشوارع والمنازل عن طريق مشاريع‬ ‫تستخدم خاللها ّ‬ ‫بطاريّات السيّارات المستعملة‬ ‫و(ال��ل �دّات)‪ ،‬وبذلك يمكننا تخفيض تكاليف‬ ‫استخدام الكهرباء على المواطنين‪.‬‬ ‫تتولّى المجالس المحليّة عمليّة توزيع‬ ‫‪ -3‬‬ ‫المساعدات اإلنسانيّة ضمن ضوابط لتحقيق‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫تعمل المجالس المحليّة على تأمين‬ ‫‪ -4‬‬ ‫سيّارات ترحيل القمامة‪ ،‬وتدريب ورش صيانة‬ ‫للصرف الصحّ يّ وشبكة المياه والكهرباء‬ ‫والطرقات‪.‬‬ ‫تعمل المجالس المحليّة على تدريب‬ ‫‪ -5‬‬ ‫ّ‬ ‫فرق دفاع مدنيّ بالتنسيق مع المنظمات الداعمة‬ ‫لسرعة اإلنقاذ في حال تعرّ ضهم للقصف‪.‬‬ ‫تعمل المجالس المحليّة على تدريب‬ ‫‪ -6‬‬ ‫ّ‬ ‫فرق قوى أمن داخليّ بالتنسيق مع المنظمات‬ ‫الداعمة‪ ،‬لتحقيق نوع من األمان للمواطنين‪.‬‬ ‫تعمل المجالس المحليّة بالتنسيق‬ ‫‪ -7‬‬ ‫ّ‬ ‫مع منظمات المجتمع المدنيّ دورات تدريبيّة‬ ‫للمواطنين حول مشاريع االقتصاد الزراعيّ‬ ‫المنزليّ وتربية الدواجن لتأمين اللحوم والبيض‬ ‫والبرغل وغيرها‪.‬‬ ‫تعمل المجالس على إش��ادة منازل‬ ‫‪ -8‬‬ ‫مسبقة الصنع لتأمين سكن لألسر النازحة‪.‬‬ ‫تعمل المجالس المحليّة بالتنسيق‬ ‫‪ -9‬‬ ‫ّ‬ ‫مع المنظمات الداعمة على توعية المواطنين‬ ‫بضرورة استبدال التعامل بالليرة السوريّة‬ ‫بعملة أكثر استقراراً‪.‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫*اإلصدار‪ /.3/‬من سلسلة التقارير الدور ّية‪ ،‬نيسان ‪– 2015‬‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري بتدريب عدّة أشخاص‬ ‫االقتصادي‬ ‫** قام المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سور ّيين‪ ،‬بوصفهم نقاط ارتكاز داخل سورية في المناطق‬ ‫واالجتماعي‬ ‫االقتصادي‬ ‫المحررة‪ ،‬لجمع البيانات عن الواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في سورية‪.‬‬

‫احملرر االقتصاد ّي‬

‫اإلقامات في تركيا‬

‫عصفور طل من الشباك‬

‫ّ‬ ‫حق العمل وإذن العمل‬

‫لؤي عبد المجيد ّ‬ ‫الخطاب‬

‫مؤخــراً‬ ‫ّ‬ ‫أصــدرت وزارة العمــل التركيــّة‬ ‫مجموعــة مــن القــرارات الجديــدة‬ ‫المتعلّقــة بتشــغيل الســوريّين والنســب‬ ‫المســموح بهــا لهــم فــي المؤسّســات‬ ‫والمنشــآت واألمكنــة المختلفــة للعمــل‬ ‫وذلــك ضمــن المحــدّدات التاليــة‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال يجــوز ألربــاب العمــل تشــغيل‬ ‫الســوريّين برواتــب تقــ ّل عــن الحــ ّد‬ ‫األدنــى لألجــور المقــرّ ر للمواطنيــن‬ ‫األتــراك والــذي يبلــغ ‪ 850‬ليــرة تركــيّة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ال يجــوز أن يتجــاوز عــدد العاملين‬ ‫الســوريّين فــي أيّــة مؤسّســة أو منشــأة‬ ‫أو ورشــة مــا نســبته ‪ 10%‬مــن إجمالــيّ‬ ‫عــدد العمــال الذيــن يعملــون فيهــا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لــن تطبـّـق القــرارات التــي تتيــح‬ ‫للســوريّين العمل إلاّ فــي محافظات محــدّدة‬ ‫تتوفـّـر فيهــا فــرص العمــل‪ ،‬وبالتالــي‬ ‫فهــي لــن تشــمل ك ّل المحافظــات التركيّــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حــق‬ ‫حيــث ســيحجب عــن الســوريّين‬ ‫العمــل فــي المــدن التــي فيهــا اكتفــاء‬ ‫ذاتــيّ باليــد العاملــة التركيـّـة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المهــن العلميّــة كاألطبــاء‬ ‫والمهندســين يمنحــون فــرص العمــل‬ ‫وفــق االحتياجــات التــي تقرّ رهــا‬ ‫الــوزارات المختصّة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عنــد منــح الســوريّ إذنــا ً بالعمــل‬ ‫يترتـّـب علــى ذلــك تمتعــه بكافــّة الحقــوق‬ ‫العماليــّة الممنوحــة للمواطنيــن األتــراك‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إنّ هــذه القــرارات ليســت قوانيــن‬ ‫نافــذة وإ ّنمــا هــي قــرارات إداريــّة‬ ‫صــادرة عــن الحكومــة تهــدف لمنــع‬ ‫تشــغيل الســوريّين بطــرق غيــر قانونيّــة‬ ‫والحــ ّد مــن اســتغاللهم‪.‬‬ ‫إذن العمل‪:‬‬ ‫إنّ مــن مقتضيــات قانــون العمــل التركــيّ‬ ‫ّ‬ ‫موظــف‬ ‫الخــاصّ باألجانــب أن يحصل ك ّل‬ ‫أو عامــل أجنبــيّ علــى إذن عمــل لكــي‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يتم ّكــن مــن تحصيــن حقوقــه ويــدرج‬ ‫تحــت غطــاء قانــون التأميــن الصحّ ــيّ‬ ‫وحقــوق األمومــة والضمــان االجتماعــيّ‬ ‫والتأميــن ضــ ّد ح��ـ��ـ��وادث العمــل‪،‬‬ ‫باإلضافــة لمــا يســبغه هــذا اإلذن مــن‬ ‫حمايــة علــى الموظــّف أو العامــل إذا مــا‬ ‫حصــل خـالف بينــه وبيــن ربّ العمــل‪.‬‬ ‫وال بــ ّد مــن التنويــه إلــى أنّ الشــركة أو‬ ‫صاحــب العمــل الــذي يرغــب باســتخدام‬ ‫العامــل أو الموظـّـف األجنبــيّ هــو‬ ‫المنــوط بــه مهمـّـة تقديــم الطلــب لــوزارة‬ ‫العمــل للحصــول منهــا علــى إذن العمــل‬ ‫لــه وذلــك مــع مراعــاة االشــتراطات‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن يكون لديه جواز سفر ساري المفعول‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن يكون لديه إقامة ال تق ّل عن س ّتة‬ ‫أشهر‪.‬‬ ‫لاّ‬ ‫‪ - 3‬أ يقــ ّل الراتــب المقــرّ ر لــه عــن‬ ‫الحــ ّد األدنــى لألجــور المقــرّ رة فــي‬ ‫تركيــا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن يكــون ضمــن مـالك الشــركة‬ ‫طالبــة اإلذن خمــسة أتــراك مقابــل ك ّل‬ ‫أجنبــيّ ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ألاّ يقــ ّل رأســمال الشــركة عــن‬ ‫\‪ \100‬ألــف ليــرة تركيــّة أو مبيعاتهــا‬ ‫عــن \‪ \800‬ألــف ليــرة تركيــّة ســنو ّياً‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إذن عمــل الطبيــب ويُمنــح لــه بعــد‬ ‫معادلتــه الشــهادة مــن رئاســة التعليــم‬ ‫التركيّــة والحصــول علــى إذن وزارة‬ ‫الصحّ ــة لمزاولــة المهنــة باإلضافــة‬ ‫إلتقــان اللغــة التركيّــة بشــهادة مــن‬ ‫مؤسّســة رســميّة معتمــدة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وأخيــراً هنــاك أذونــات عمــل خاصّة‬ ‫بالالجئين وألولئــك المتزوّ جين مــن أتــراك‬ ‫وألوالدهم‪.‬‬ ‫أنواعه‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إذن عمــل مدّتــه ســنة قابــل للتجديــد‬ ‫لمــدّة ســنتين بعدهــا ثــ ّم ثــالث ســنوات‪.‬‬

‫غزوان قرنفل‬ ‫‪ - 2‬إذن عمــل مفتــوح ويمنــح بعــد‬ ‫انقضــاء ثمانــي ســنوات علــى األقــ ّل‬ ‫بإقامــة عمــل نظاميـّـة بـال انقطــاع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إذن عمــل المســتثمر ويمنــح‬ ‫للمســتثمرين ممّــن أسّســوا شــركة ال يقــ ّل‬ ‫رأســمالها عــن \‪ \100‬ألــف ليــرة تركيّــة‬ ‫أو يملــك حصّــة ال تقــ ّل ‪ %40‬عن أسهم‬ ‫الشركة‪.‬‬ ‫(وتجــدر اإلشــارة إلــى أنــّه ال يُطلــب‬ ‫منــه فــي األشــهر الســ ّتة األولــى تعييــن‬ ‫ّ‬ ‫موظفيــن أتــراك‪ ،‬ولكــن بعــد انقضائهــا‬ ‫فهــو ملــزم بتعيين خمســة أتــراك مقابــل‬ ‫ك ّل إذن عمــل لغيــر تركــي)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إذن عمــل المــدرّ س ويُمنــح لــه بعــد‬ ‫معادلــة شــهادته مــن رئاســة التعليــم‬ ‫التركيّــة فــي حــال كان تعيينــه لــدى‬ ‫مؤسّســة تعليميّــة رســميّة‪ ،‬أمّــا إن كان‬ ‫التعييــن لــدى مؤسّســة تعليميّــة خاصّــة‬ ‫فـال يحتــاج للمعادلــة ويكتفــى أن تكــون‬ ‫رئاســة التعليــم معترفــة بالمؤسّســة‬ ‫التعليميّــة التــي تخــرّ ج منهــا المــدرّ س‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إذن عمــل المهنــدس ويُمنــح لــه‬ ‫بعــد معادلــة الشــهادة واالنتســاب لنقابــة‬ ‫المهندســين التركيــّة وفــق االختصــاص‬ ‫فضــالً عــن إتقــان اللغــة التركيّــة‬ ‫ويُشــترط لتعيينــه تعييــن مهنــدس تركــيّ‬ ‫مقابلــه‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إذن عمــل الطبيــب ويُمنــح لــه بعــد‬ ‫معادلتــه الشــهادة مــن رئاســة التعليــم‬ ‫التركيّــة والحصــول علــى إذن وزارة‬ ‫الصحّ ــة لمزاولــة المهنــة باإلضافــة‬ ‫إلتقــان اللغــة التركيّــة بشــهادة مــن‬ ‫مؤسّســة رســميّة معتمــدة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وأخيــراً‪ ،‬هنــاك أذونــات عمــل خاصّة‬ ‫بالالجئين وألولئــك المتزوّ جين مــن أتــراك‬ ‫وألوالدهم‪.‬‬

‫احملامي غـزوان قرنفل‬

‫أنا املعتقل ‪ ..‬الطبيب ‪ ..‬أمرض ال يداويين أحد‬

‫لؤي عبد اجمليد اخل ّطاب ‪ -‬انرتنت‬ ‫وهكذا تطال االعتقاالت ك ّل شرائح‬ ‫المجتمع وال تستثني أحداً‪ ،‬في صباح‬ ‫يوم السبت بتاريخ ‪ 2012/3/4‬وخالل‬ ‫الدوام الرسميّ دخل األمن العسكريّ‬ ‫العيادة األذنيّة في مشفى تشرين العسكريّ‬ ‫بدمشق برفقة المسؤول الماليّ ‪ ،‬واقتادوا‬ ‫ّ‬ ‫الخطاب مكبّل اليدين أمام‬ ‫الطبيب لؤي‬ ‫أعين الجميع إلى سيّارة مدنيّة مركونة‬ ‫خلف المشفى‪ ،‬وقاموا بركله إلى داخل‬ ‫السيّارة‪ ،‬وبعد اعتقال الطبيب عاد األمن‬ ‫برفقة المسؤول الماليّ إلى سكن األطباء‬ ‫وت ّم احتجاز جهاز الكمبيوتر الخاصّ‬ ‫بالطبيب المعتقل من غرفته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الطبيب لؤي عبد المجيد الخطاب‪ ،‬هو‬ ‫من مواليد طيبة اإلمام‪/‬حماة ‪1983‬‬ ‫درس الطبّ واعتقله األم��ن وهو في‬ ‫السنة األخيرة من اختصاصه في طبّ‬ ‫األنف والحنجرة واألذن‪ ،‬وبعد فترة من‬ ‫اعتقاله ادّع��ت المشفى أنّ العصابات‬ ‫المسلّحة قد قامت باختطاف الدكتور‬ ‫ّ‬ ‫الخطاب من المشفى وال تعلم مكان‬ ‫لؤي‬

‫وجوده‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أنّ مشفى تشرين‬ ‫العسكريّ هو ثكنة عسكريّة بك ّل ما‬ ‫للكلمة من معنى‪ ،‬فهناك العديد من‬ ‫الحواجز العسكريّة تمنع غير المخوّ لين‬ ‫الوصول إليه‪ ،‬وفي ك ّل زوايا المشفى‬ ‫هناك دائما ً أف��راد من الجيش بالعتاد‬ ‫الحربيّ الكامل‪.‬‬ ‫أمّا حالة لؤي الصحيّة حسبما أفاد َمن‬ ‫أُفرج عنهم أ ّنها متدهورة‪ ،‬كما أنّ جميع‬ ‫من تواصل مع أهله من المنتسبين‬ ‫للجهات األمنيّة يطلبون فدية ماليّة بأرقام‬ ‫خياليّة مقابل معلومات في أغلب األحيان‬ ‫تكون كاذبة ومغلوطة‪ ،‬حيث يستغلّون‬ ‫عدم تواجد أحد من عائلته داخل سورية‬ ‫في ْ‬ ‫س��وق أك��اذي��ب ال أس��اس لها من‬ ‫الصحّ ة‪ ،‬وما يزال مصير الطبيب لؤي‬ ‫ومعتقلين كثر مثله مجهوالً‪ ،‬وما تزال‬ ‫يد السجّ ان توصد األبواب في وجه َمن‬ ‫عشقوا الحريّة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية‬

‫قراءة في كتاب‬

‫رحلتان إلى معقلين‬ ‫يف طريق األذى – من معاقل القاعدة إىل حواضن «داعش»‬ ‫يسري فوده – دار الشروق – الطبعة األوىل ‪2015‬‬ ‫يتألّف الكتاب من مق ّدمة وجزأين ينتهي ك ّل جزء مبلحق للصور واملستندات‪ ،‬ويقع يف ‪ 233‬صفحة‪.‬‬ ‫يعتبر الناشر أنّ ف��وده رائ��د الصحافة فكر ودي��ن‪ ،‬بل هو رجل تخطيط عمليّ ‪،‬‬ ‫االستقصائيّة التلفزيونيّة في العالم العربيّ ؛ ح ّتى أ ّنه ينعته بـ‪ :‬ضحل المعرفة بأمور‬ ‫فهو الصحفيّ األوّ ل واألخير الذي أُتيحت السياسة والدين‪ ،‬وبأ ّنه‪ :‬ليس خطيبا ً مفوّ ها ً‬ ‫له الفرصة ليلتقي بالعقول المدبّرة لهجمات مقارنة بابن الشيبة‪.‬‬ ‫الحادي عشر من أيلول‪ .‬ورغم مرور أكثر برأي مؤلّف الكتاب أنّ العمليّة ما كانت لتت ّم‬ ‫من ثالثة عشر عاما ً على ذلك اللقاء فإنّ وتنجح لوال مشاركة المدعو محمّد عطا‬ ‫هذه هي المرّ ة األولى التي يجمع فيها قصّته في تنفيذ ما أسماه العمليّة األضخم واألكثر‬ ‫مع هذا السبق العالميّ في كتاب باللغة تعقيداً بين األعمال «اإلره��اب� ّي��ة» التي‬ ‫العربيّة مع جانب من الحقائق والصور سيذكرها تاريخ البشريّة‪ ،‬والتي أطلقت عليها‬ ‫والمستندات‪ .‬لك ّنه – حسب الناشر – يُضيف «ال���ق���اع���دة»‬ ‫إلى هذه التجربة الفريدة تجربة أخرى‪ ،‬أكثر اسم «غزوتي‬ ‫خطورة‪ ،‬عندما عبر الحدود من سورية ن����ي����وي����ورك‬ ‫إلى العراق مع مهرّ بين في أعقاب الغزو وواشنطن»‬ ‫األميركيّ ‪ ...‬لتلقي هاتان التجربتان ضوءاً‬ ‫ويفصّل فوده في‬ ‫ساطعا ً على تطوّ ر «حركة الجهاد العالميّ » فهم التنظيم للناس‪،‬‬ ‫التي وصلت بـ «داعش» إلى ما وصلت إذ أ ّنهم يقسّمونهم‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫إلى‪ :‬مسلمين وك ّفار‬ ‫يسجّ ل فوده في كتابه تفاصيل الرحلة التي وم��ن��اف��ق��ي��ن‪ ،‬ف��ي��رون‬ ‫قام بها لمقابلة المسؤول العسكريّ لتنظيم أنّ ال��ن��اس يقسمون‬ ‫«القاعدة» خالد شيخ محمّد‪ ،‬والمنسّق العا ّم إلى‪ :‬مسلمون‪ ،‬وكفار‪،‬‬ ‫لهجمات الحادي عشر من أيلول ‪ 2001‬ومنافقون‪ .‬أكثر من ذلك‬ ‫على الواليات الم ّتحدة رمزي بن الشيبة‪ .‬ث ّم فالقاعدة في مفردات بن‬ ‫دخوله العراق من سورية بشكل غير قانونيّ الدن ومن يتبعوه تص ّنف‬ ‫ليحصل على مادّة صحفيّة استقصائيّة عمّا المسلمين أنفسهم إلى قسمين‬ ‫سمي بالجيش اإلسالميّ في العراق‪.‬‬ ‫أيضاً‪ :‬مهاجرون وأنصار!‬ ‫ويسرد فوده بشكل شائق قصّة سفره إلى ف��ال��م��ه��اج��رون ه���م ه���ؤالء‬ ‫الباكستان ووصوله إلى مدينة كراتشي «المستضعفون الذين أُذن لهم بمغادرة بالد‬ ‫بدءاً من الجزء األوّ ل في كتابه‪ ،‬وصوالً الظلم والقهر والكفر إلى أن يتم ّكنوا من‬ ‫إلى إجراء الحوار‬ ‫استجماع قواهم في بالد‬ ‫ه��ن��اك م��ع أه�� ّم‬ ‫أخرى قبل أن يعودوا‬ ‫املرحلة احلاليّة هي‬ ‫شخصيّتين وهما‬ ‫إلى بالدهم للتعامل مع‬ ‫ب��ن شيبة وشيخ‬ ‫األم��ر»‪ .‬أ ّم��ا األنصار‬ ‫بالد‬ ‫يف‬ ‫بالفعل‬ ‫املوجودة‬ ‫م��ح��مّ��د‪ ،‬م��رور‬ ‫فهم ه��ؤالء «الكرماء‬ ‫الشام‪ ،‬ستتطوّر إىل‬ ‫عام على هجمات‬ ‫الذين أُذن لهم باستقبال‬ ‫أيلول‪.‬‬ ‫المهاجرين وتأييدهم في‬ ‫مرحلة تالية يقرتب‬ ‫ي��رس��م ال��ك��ات��ب‬ ‫جهاد واحد لنصرة إله‬ ‫اجملاهدون أثناءها من‬ ‫ص�������ورة الب���ن‬ ‫واحد ودين واحد‪».‬‬ ‫ً‬ ‫ش��ي��ب��ة واص���ف���ا‬ ‫وت��ح��ت ع��ن��وان «فتح‬ ‫حصار إسرائيل‬ ‫إ ّي������اه ب��ال��رج��ل‬ ‫األدمغة المدبرة» يقول‬ ‫العقائديّ والهادئ‬ ‫الكاتب إن وفقا لفهم‬ ‫وال���م���س���ت���ري���ح‬ ‫القاعدة «‬ ‫القسمات‪ ،‬الواثق من نفسه‪ ،‬إضافة إلى أ ّنه وبنا ًء على هذه التقسيمات التي وضعتها‬ ‫رجل دين‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك يصف عقول القاعدة يرى مؤلّف الكتاب أنّ هؤالء‬ ‫فوده الشيخ محمّد على أ ّنه‪ :‬لم يكن رجل «المهاجرين» هم تطبيق ّياً‪ :‬ك ّل من ا ّتبع بن‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫مؤلّف هذا الكتاب صحف ّي ُعرف‬ ‫على نطاق واسع عرب برناجمه‬ ‫«س ّر ّي للغاية» على قناة اجلزيرة‬ ‫القطريّة‪ ،‬حاصل على املاجستري يف‬ ‫الصحافة التلفزيونيّة من اجلامعة‬ ‫األمريكيّة يف القاهرة عام ‪ ،1992‬عمل‬ ‫يف هيئة اإلذاعة الربيطانيّة‪ ،‬ث ّم يف‬ ‫وكالة أسوشيتدبرس‪ ،‬قبل أن‬ ‫يسهم يف تأسيس مكتب لقناة‬ ‫اجلزيرة يف لندن‪.‬‬

‫الدن أو كان عضواً في الجهاد اإلسالميّ‬ ‫من أتباع الظواهريّ ‪ ،‬وقد أتى من بالده‬ ‫للجهاد في أفغانستان‪ ،‬أمّا «األنصار» فهم‬ ‫ على نفس القياس ‪ -‬من كان يتبع «الملاّ‬‫عمر» من الطالبان أو انضوى كعضو في‬ ‫إحدى الجماعات المحلّيّة األفغانيّة من أبناء‬ ‫البالد أو من جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫يشبّه الكاتب تنظيم القاعدة بأيّة «شركة»‬ ‫لديها رئيس مجلس إدارة وهو أسامة بن‬ ‫الدن‪ ،‬أ ّم��ا أيمن الظواهريّ‬ ‫فكأ ّنه نائب لرئيس مجلس‬ ‫إدارتها‪ ،‬وشيخ محمّد ّ‬ ‫يمثل‬ ‫المدير التنفيذيّ وعضو‬ ‫مجلس اإلدارة المنتدب‪،‬‬ ‫ويشبّه ب��ن الشيبة بما‬ ‫ّ‬ ‫«ال��م��وظ��ف‬ ‫أس���م���اه‬ ‫المخلص» الذي يصل‬ ‫إلى مقرّ العمل قبل‬ ‫ب��ق � ّي��ة ال��م� ّ‬ ‫�وظ��ف��ي��ن‬ ‫ويغادر بعدهم‪.‬‬ ‫وي�������ورد ف����وده‬ ‫ال��ح��وار األخير‬ ‫ال������ذي ج���رى‬ ‫بينه وبين شيخ‬ ‫محمّد قبل أن‬ ‫ي��غ��ادر ف��وده‬ ‫«المنزل اآلمن» تحت العنوان الذي يصف‬ ‫به شيخ محمّد قائالً «اإلرهابي المثاليّ »‬ ‫يروي الكاتب آخر حوار دار بينه وبين شيخ‬ ‫محمّد قبل مغادرة فوده «المنزل اآلمن»‬ ‫الذي تمّت فيه المقابلة‪ ،‬وحين فوجئ بقول‬ ‫الشيخ محمّد له‪« :‬أتعرف يا أخ يسري أ ّنك‬ ‫يمكن أن تكون اإلرهابيّ المثاليّ ؟! ‪...‬أنظر‬ ‫إلى نفسك! إ ّنك ولد ّ‬ ‫مهذب‪ ،‬صغير السنّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منظم‪ ،‬تتحدّث اإلنجليزيّة‬ ‫ذك��يّ ‪ ،‬مث ّقف‪،‬‬ ‫بطالقة‪ ،‬غير متزوج‪ ،‬وتعيش في لندن‪».‬‬ ‫وكيف لم يتم ّكن فوده من الر ّد على هذا الذي‬ ‫أن سمّى عرضاً‪ ،‬إذ اكتفى حسب الكتاب‬ ‫ب��أن رس��م على وجهه «ابتسامة جوفاء‬ ‫مقتضبة ال معنى لها»‪ .‬وربّما استمرأ شيخ‬ ‫محمّد مفعول كالمه فأطلق ما هو أكبر من‬ ‫المفاجأة عندما قال لفوده‪« :‬إ ّنك تذ ّكرني‬ ‫بأخينا محمّد عطا»‪ .‬فاألخير مصريّ أيضاً!‬ ‫ينهي مؤلّف كتاب «في طريق األذى»‬

‫ما هو االستبداد؟‬

‫الجزء األوّ ل من الكتاب بمجموعة من‬ ‫الوثائق والصور تتعلّق بأحداث وشخصيّات‬ ‫هذا الجزء‪.‬‬ ‫وتحت عنوان «الطريق إلى المجهول»‬ ‫يسته ّل يسري فوده الجزء الثاني من كتابه‪،‬‬ ‫واصفا ً بد ّقة تفصيليّة الرحلة التي تسلّل فيها‬ ‫عابراً من سورية إلى العراق ليصل إلى‬ ‫مناطق تحتضن تنظيم «داعش» ليحصل‬ ‫على معلومات حول ما يسمّى بـ «الجيش‬ ‫اإلسالميّ في العراق» خالل العام ‪،2006‬‬ ‫ث � ّم يحكي تفاصيل ع��ودت��ه إل��ى سورية‬ ‫ووقوعه في أيدي االستخبارات السوريّة‪،‬‬ ‫وطريقة تعاملهم الغريبة والمتناقضة معه‬ ‫بين تهديد ث ّم مالطفة مخيفة‪.‬‬ ‫بعد أن دخ��ل المؤلّف ال��ع��راق أراد أن‬ ‫يستقرئ المستقبل من خالل السؤال عمّا‬ ‫يمكن أن ينتج في العراق بعد أن برزت‬ ‫القاعدة كتنظيم من أفغانستان‪ ،‬ث ّم عُرفت‬ ‫الذهنيّة من خالل الحادي عشر من أيلول‬ ‫في الواليات الم ّتحدة؟‬ ‫ويذكر المؤلّف أنّ واح��داً من أه ّم وأذكى‬ ‫ّ‬ ‫المنظرة في القاعدة‬ ‫العقول االستراتيجيّة‬ ‫وهو مصطفى ّ‬ ‫ست مريم نصر‪ ،‬المعروف‬ ‫إعالم ّيا ً بأبي مصعب السوريّ ‪ ،‬أ ّنه قسّم‬ ‫ما وصفه بـ «حركة الجهاد العالميّ » إلى‬ ‫عدّة مراحل‪ ،‬وأضاف أنّ المرحلة الحاليّة‬ ‫ه��ي ال��م��وج��ودة بالفعل ف��ي ب�لاد الشام‪،‬‬ ‫وأ ّنها ستتطوّ ر إلى مرحلة تالية «يقترب‬ ‫المجاهدون أثناءها من حصار إسرائيل»!‬ ‫ويورد الكاتب كلمات قائد ميدانيّ للجماعة‪،‬‬ ‫يدعى أبو مشتاق الزبيديّ متحدّثا ً عن عقيدة‬ ‫ما يسمّى جيش اإلسالم‪ « :‬إنّ هذه الجيوش‬ ‫عندما تقاتل بعقيدة األرض تختلف عن‬ ‫الجيش الذي يقاتل بعقيدة السماء‪».‬‬ ‫ويؤ ّكد يسري فوده مؤلّف كتاب «في طريق‬ ‫األذى» أنّ ما رآه وما سمعه في االجتماعات‬ ‫التي كانت تجري تعطي «إيحاءات بأنّ‬ ‫عناصر من الجيش العراقيّ المسرّ ح ومن‬ ‫البعثيّين ومن القوميّين استطاعت أن تجمع‬ ‫شتات حركة مقاومة جادّة داخل العراق‪».‬‬ ‫وكما في الجزء األوّ ل‪ ،‬ينهي المؤلّف بوثائق‬ ‫وصور عن األحداث والشخصيّات الواردة‬ ‫في القسم الثاني واألخير من كتابه الممتع‬ ‫والها ّم‪.‬‬

‫ب‪ .‬فستق‬

‫أحد عشر شهراً في ماهاباد‬

‫تكوين الجمهورّية وأسباب نهايتها‬ ‫تتكوّ ن المناطق الكرديّة في إيران من أربع محافظات وهي‪ :‬من كبار قادة الجيش ّ‬ ‫خطة للهجوم على أذربيجان وماهاباد‪..‬‬ ‫ماهاباد‪ ،‬غرب أذربيجان‪ ،‬كرماشان‪ ،‬عيالم‪ .‬والكرد في ث ّم أرسل إنذاراً يشبه فرض االستسالم‪ ،‬لكن رئيس جمهوريّة‬ ‫إيران من القوميّات المحرومة من حقوقها منذ عهد الشاه ماهاباد لم يقبل أن ُتملي إيران عليه أيّ تصرّ فات تخصّ‬ ‫رضا بهلويّ الذي حكم إيران في الفترة (‪ ،)1941 – 1924‬الوضع الداخليّ في الجمهوريّة الفتيّة‪ ،‬لكنّ القوّ ات اإليرانيّة‬ ‫دخ����ل����ت إل����ى‬ ‫إذ أنّ السياسات‬ ‫أذرب��ي��ج��ان أوّ الً‬ ‫ال��م��ت��ع��اق��ب��ة دأب���ت‬ ‫على تجاهل الثقافة‬ ‫ولم تلق فيها أيّة‬ ‫ال��ك��رديّ��ة ل��درج��ة‬ ‫مقاومة‪ ،‬فأعلن‬ ‫إلغائها‪ ،‬كما ا ّتبع‬ ‫ق��اض��ي م��ح� ّم��د‬ ‫ع���دم ال��م��ق��اوم��ة‬ ‫النظام األس��ديّ في‬ ‫أيضا ً وطلب من‬ ‫سورية ونظام صدّام‬ ‫ف���ي ال���ع���راق مع‬ ‫قوّ اته الخروج من‬ ‫الكرد‪.‬‬ ‫المدينة‪ .‬فرضت‬ ‫في الثاني والعشرين‬ ‫القوّ ات اإليرانيّة‬ ‫في بداية كانون‬ ‫م��ن ك��ان��ون الثاني‬ ‫عام ‪ ،1946‬أُعلنت‬ ‫األوّ ل م��ن عام‬ ‫ماهاباد ‪ -‬انرتنت‬ ‫جمهوريّة ماهاباد‬ ‫‪ 1946‬سيطرتها‬ ‫ب��رئ��اس��ة «ق��اض��ي‬ ‫ع��ل��ى م��اه��اب��اد‪،‬‬ ‫محمّد» الذي ش ّكل حكومة تتألّف من رئيس وزراء و‪ 13‬منهية الجمهوريّة‪ ،‬واعتقلت قاضي محمّد مع أغلب أعضاء‬ ‫وزيراً‪ .‬بعد مداوالت ومناورات بين البريطانيّين والسوفييت‪ .‬قيادة الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ اإليرانيّ في المنطقة‪،‬‬ ‫وأوضح قاضي محمّد أنّ جمهوريّة «ماهاباد» ال تهدف وش ّكلت إيران بسرعة محكمة سرّ يّة‬ ‫إل��ى االنفصال عن إي���ران‪ ،‬لك ّنها‬ ‫ع���س���ك���ر ّي���ة‬ ‫تريد وض��ع ح�� ّد لسياسة طهران‬ ‫م���ي���دان���يّ���ة‪،‬‬ ‫وجّ ���ه���ت إل��ى‬ ‫ضمانا ً للحكم الذاتيّ الكرديّ ‪ .‬وجرّ اء‬ ‫يف الثاني والعشرين‬ ‫قاضي محمّد‬ ‫ذلك‪ ،‬تش ّكلت قاعدة شعبيّة للحزب‬ ‫الثاني‬ ‫كانون‬ ‫من‬ ‫الديمقراطيّ الكردستانيّ ‪ ،‬واستطاع‬ ‫ع������دّة ت��ه��م‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الكرد حكم ‪ %30‬من أراضيهم مع‬ ‫وحُ��ك��م عليه‬ ‫عام ‪ ،1946‬أعلنت‬ ‫نهاية سنة ‪.1945‬‬ ‫باإلعدام‪.‬‬ ‫مجهوريّة ماهاباد‬ ‫وقامت الحكومة الُمش ّكلة بإنشاء‬ ‫ف��ي ال��واح��د‬ ‫والثالثين من‬ ‫م��س��رح وإذاع����ة وسينما ج��وال��ة‬ ‫برئاسة «قاضي‬ ‫آذار ‪1946‬ن ّفذ‬ ‫ودوراً للنشر‪ ،‬وأص��درت المجلاّ ت‬ ‫د»‬ ‫م‬ ‫حم‬ ‫ّ‬ ‫والصحف‪ ،‬كما تميّزت تلك الفترة‬ ‫حكم اإلعدام بأوّ ل رئيس جمهوريّة‬ ‫بمساهمة فعّالة من المرأة بـتأسيس‬ ‫لماهاباد قاضي محمّد‪ ،‬الذي رفض‬ ‫ا ّتحاد نسائيّ ‪ ،‬واف ُتتحت م��دارس تعلّم باللغة الرسميّة أن ُتعصب عيناه أثناء إعدامه قائالً‪« :‬أنا ال أشعر بعار كي‬ ‫للجمهوريّة وهي اللغة الكرديّة‪ .‬وتش ّكلت قوّ ات البشمرغة‪.‬‬ ‫ُتعصب عيناي أمام أمّتي ووطني الحبيب أنا أريد أن أنظر‬ ‫وضع الشاه محمّد رضا بهلويّ (‪ )1980 – 1919‬مع عدد إلى وطني الجميل والحبيب في آخر لحظة من حياتي»‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ثقافة‬

‫وص������اح ل��ح��ظ��ة‬ ‫إع��دام��ه «عاشت‬ ‫األمّ���ة ال��ك��رد ّي��ة‪،‬‬ ‫ع�����اش ت��ح��ري��ر‬ ‫كردستان»‪.‬‬ ‫قاضي حممّد‬ ‫ه����ك����ذا ان��ت��ه��ت‬ ‫جمهورية ماهاباد‬ ‫ً‬ ‫التي لم تدم أكثر من أحد عشر شهرا‪ ،‬وقد اعتبر البعض أنّ‬ ‫أه ّم األسباب التي أدّت إلى هذه النهاية السريعة هي األسباب‬ ‫ّ‬ ‫المتمثلة بالجهل واأل ّميّة التي تكاد تكون شاملة‬ ‫الداخليّة‪،‬‬ ‫للشعب؛ ممّا أجبر الرئيس قاضي محمّد على االعتماد في‬ ‫تشكيل الحكومة على ُملاّ ك إقطاعيّين تتعارض مصالحهم‬ ‫مع مصالح غالبيّة الشعب‪ ،‬فحاربوا الجمهوريّة وخانوها‬ ‫بحجة الخوف من تحوّ لها إلى االشتراكيّة‪ ،‬كذلك بقي ثلثا‬ ‫مناطق األك��راد خ��ارج سيطرة الحكومة‪ .‬وظلّت عامّة‬ ‫الشعب من األكراد باعتبارهم مسلمين يتخوّ فون من اال ّتحاد‬ ‫السوفي ّتي «الملحد» ‪ .‬وفي الواقع لم تقم الحكومة بأيّ تغيير‬ ‫حقيقيّ يمسّ األغلبيّة الفلاّ حيّة الفقيرة‪ ،‬كتوزيع األراضي‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬مازال نظام الوليّ الفقيه في إيران يمارس أش ّد‬ ‫أش������ك������ال‬ ‫ال����ب����ط����ش‬ ‫ال���م���م���زوج‬ ‫با لشو فينيّة‬ ‫ال��ف��ارس��يّ��ة‬ ‫على الشعب‬ ‫ال��ك��رديّ في‬ ‫تلك المناطق‬ ‫محاوالً إلغاء‬ ‫وج���وده���م‪،‬‬ ‫ماهاباد ‪ -‬انرتنت‬ ‫ع��ب��ر تغيير‬ ‫البنية الس ّكانيّة في تلك المناطق‪ ،‬وطمس الهويّة الثقافيّة‬ ‫فيها‪ ،‬بدءاً من منع تعليم أو استخدام اللغة الكرديّة‪ ،‬وصوالً‬ ‫إلى ممارسة االغتياالت‪ ،‬في الوقت الذي يقف فيه المجتمع‬ ‫الدوليّ أمام ما يجري بالمباالة إجراميّة‪.‬‬

‫عبد اهلل منديل‬

‫عبد الرحمن‬ ‫الكواكبي‬ ‫ّ‬ ‫(‪– 1855‬‬ ‫‪)1902‬‬

‫االستبدا ُد ً‬ ‫لغة هو‪ :‬غرور المرء برأيه‪ ،‬واألنفة عن‬ ‫قبول النصيحة‪ ،‬أو االستقالل في الرّ أي وفي الحقوق‬ ‫المشتركة‪.‬‬ ‫و ُي��راد باالستبداد عند إطالقه استبداد الحكومات‬ ‫خاص ًّة؛ أل ّنها أعظم مظاهر أضراره التي جعلت‬ ‫اإلنسان أشقى ذوي الحياة‪ .‬وأما تح ّكم ال ّنفس على‬ ‫العقل‪ ،‬وتح ُّكم األب واألستاذ وال��زوج‪ ،‬ورؤساء‬ ‫بعض األديان‪ ،‬وبعض الشركات‪ ،‬وبعض ّ‬ ‫الطبقات؛‬ ‫فيوصف باالستبداد مجازاً أو مع اإلضافة‪.‬‬ ‫صرُّ ف فرد‬ ‫االستبداد في اصطالح السّياسيّين هو‪َ :‬ت َ‬ ‫أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبال خوف تبعة‪،‬‬ ‫وقد َتطرُق مزيدات على هذا المعنى االصطالحيّ‬ ‫فيستعملون في مقام كلمة «استبداد» كلمات‪:‬‬ ‫استعباد‪ ،‬واعتساف‪ ،‬وتسلُّط‪ ،‬وتح ُّكم‪ .‬وفي مقابلتها‬ ‫كلمات‪ :‬مساواة‪ ،‬وحسّ مشترك‪ ،‬وتكافؤ‪ ،‬وسلطة‬ ‫عامة‪ .‬ويستعملون في مقام صفة «مستبدّ» كلمات‪:‬‬ ‫جبّار‪ ،‬وطاغية‪ ،‬وحاكم بأمره‪ ،‬وحاكم مطلق‪.‬‬ ‫وفي مقابلة «حكومة مستبدّة» كلمات‪ :‬عادلة‪،‬‬ ‫ومسؤولة‪ ،‬ومقيّدة‪ ،‬ودستورية‪ .‬ويستعملون في مقام‬ ‫وصف الرّ عية «المس َت َب ّد عليهم» كلمات‪ :‬أسرى‪،‬‬ ‫ومستصغرين‪ ،‬وبؤساء‪ ،‬ومستنبتين‪ ،‬وفي مقابلتها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وأعزاء‪.‬‬ ‫أحرار‪ ،‬وأباة‪ ،‬وأحياء‪،‬‬ ‫ه��ذا تعريف االستبداد بأسلوب ذك��ر المرادفات‬ ‫والمقابالت‪ ،‬وأمّا تعريفه بالوصف فهو‪ :‬أنّ االستبداد‬ ‫صفة للحكومة المطلقة العنان فعالً أو حكماً‪ ،‬التي‬ ‫تتصرّ ف في شؤون الرّ عية كما تشاء بال خشية‬ ‫حساب وال عقاب مح َّق َقين‪ .‬وتفسير ذلك هو كون‬ ‫الحكومة إمّا هي غير مُكلّفة بتطبيق تصرُّ فها على‬ ‫ّ‬ ‫شريعة‪ ،‬أو على أمثلة تقليديّة‪ ،‬أو على إرادة األمّة‪،‬‬ ‫وهذه حالة الحكومات المُطلقة‪ .‬أو هي مقيّدة بنوع من‬ ‫ذلك‪ ،‬ولك ّنها تملك بنفوذها إبطال قوّ ة القيد بما تهوى‪،‬‬ ‫وهذه حالة أكثر الحكومات التي ُتسمّي نفسها بالمقيّدة‬ ‫أو بالجمهورية‪.‬‬ ‫وأشكال الحكومة المستبدّة كثيرة ليس هذا البحث‬ ‫مح ُّل تفصيلها‪ .‬ويكفي هنا اإلش��ارة إلى أنّ صفة‬ ‫االستبداد‪ ،‬كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق‬ ‫الذي تولّى الحكم بالغلبة أو الوراثة‪ ،‬تشمل أيضا ً‬ ‫الحاكم الفرد المقيَّد المنتخب متى كان غير مسؤول‪،‬‬ ‫وتشمل حكومة الجمع ولو منتخباً؛ ألنَّ االشتراك في‬ ‫الرّ أي ال يدفع االستبداد‪ ،‬وإ َّنما قد يعدّله االختالف‬ ‫نوعاً‪ ،‬وقد يكون عند اال ّتفاق أض��رّ من استبداد‬ ‫الفرد‪ .‬ويشمل أيضا ً الحكومة الدّستورية المُفرَّ قة‬ ‫فيها بال ُكلِّيَّة قوَّ ة التشريع عن قوَّ ة ال َّتنفيذ وعن قوَّ ة‬ ‫المراقِبة؛ ألنَّ االستبداد ال يرتفع ما لم يكن هناك‬ ‫ارتباط في المسؤوليّة‪ ،‬فيكون ال ُم َن ِّف ُذون مسؤولين‬ ‫لدى ال ُم َشرِّ عين‪ ،‬وهؤالء مسؤولين لدى األمَّة‪ ،‬تلك‬ ‫األمَّة التي تعرف أ َّنها صاحبة ال ّ‬ ‫شأن كلّه‪ ،‬وتعرف‬ ‫أنْ تراقب وأنْ تتقاضى الحساب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأش ّد مراتب االستبداد التي يُتعوَّ ذ بها من الشيطان‬ ‫هي حكومة الفرد المطلق‪ ،‬الوارث للعرش‪ ،‬القائد‬ ‫للجيش‪ ،‬الحائز على سلطة دينيّة‪ .‬ولنا أنْ نقول كلّما‬ ‫ق َّل َوصْ فٌ منْ هذه األوصاف؛ خفَّ االستبداد إلى‬ ‫أنْ ينتهي بالحاكم المنتخب المو ّقت المسؤول فعالً‪.‬‬ ‫وكذلك يخفُّ االستبداد – طبعا ً – كلّما ق َّل عدد نفوس‬ ‫الرَّ عية‪ ،‬وق َّل االرتباط باألمالك ّ‬ ‫الثابتة‪ ،‬وق َّل ال ّتفاوت‬ ‫في ّ‬ ‫الثروة وكلّما تر َّقى ال ّ‬ ‫شعب في المعارف‪.‬‬ ‫إنَّ الحكومة من أيّ ن��وع كانت ال تخرج عن‬ ‫وصف االستبداد؛ ما لم تكن تحت المراقبة ال َّشديدة‬ ‫واالحتساب الّذي ال تسامح فيه‪ ،‬كما جرى في صدر‬ ‫اإلسالم فيما ُنقِم على عثمان‪ ،‬ث َّم على عليّ رضي هللا‬ ‫عنهما‪ ،‬وكما جرى في عهد هذه الجمهوريّة الحاضرة‬ ‫في فرنسا في مسائل ال ّنياشين وبناما ودريفوس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طبيعة وتاريخا‌ ً أ َّنه؛ ما من‬ ‫ومن األمور المقرَّ رة‬ ‫حكومة عادلة تأمن المسؤولية والمؤاخذة بسبب غفلة‬ ‫األمّة أو ال َّتم ُّكن من إغفالها إلاّ وتسارع إلى التلبُّس‬ ‫بصفة االستبداد‪ ،‬وبعد أنْ تتم َّكن فيه ال تتركه وفي‬ ‫خدمتها إحدى الوسيلتين العظيمتين‪ :‬جهالة األمَّة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫المنظمة‪ .‬وهما أكبر مصائب األمم وأه ّم‬ ‫والجنود‬ ‫َّ‬ ‫معائب اإلنسانيّة‪ ،‬وقد تخلصت األمم المتم ُّدنة –‬ ‫نوعا ً ما – من الجهالة‪ ،‬ولكنْ ؛ بُليت بشدّة الجنديّة‬ ‫الجبريّة العموميّة؛ تلك الشدّة التي جعلتها أشقى‬ ‫حيا ًة من األمم الجاهلة‪ ،‬وألصق عاراً باإلنسانيّة من‬ ‫أقبح أشكال االستبداد‪ ،‬ح َّتى ربَّما يص ّح أن يقال‪ :‬إنَّ‬ ‫مخترع هذه الجنديّة إذا كان هو ال ّ‬ ‫شيطان؛ فقد انتقم‬ ‫من آدم في أوالده أعظم ما يمكنه أنْ ينتقم! نعم؛ إذا‬ ‫ما دامت هذه الجنديّة التي مضى عليها نحو قر َنيْن‬ ‫إلى قرن آخر أيضا ً تنهك تجلُّد األمم‪ ،‬وتجعلها تسقط‬ ‫دفعة واحدة‪....‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأ ّم��ا الجنديّة فتفسد أخالق األ ّم��ة؛ حيث تعلمها‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫والطاعة العمياء واال ِّتكال‪ ،‬و ُتميت ال ّنشاط‬ ‫شراسة‬ ‫ُ‬ ‫وفكرة االستقالل‪ ...‬وك�� ُّل ذل��ك منصرف لتأييد‬ ‫االستبداد المشؤوم‪...‬‬ ‫*الصفحات (‪ )40 – 37‬من كتاب «طبائع االستبداد ومصارع‬ ‫االستعباد» عن دار النفائس الطبعة الثالثة – ‪2006‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫ثقافة‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫“سعد اهلل ونّوس”‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬

‫موته يوم «النكبة» ووالدته عيد المسرح‬

‫ال شفا إلاّ بترياق اللقا‬

‫في السابع والعشرين من آذار ُتتلى على الموقف العربيّ الدمشقيّة‪ ،‬وهي‪ :‬مسرحيّات‬ ‫ّ‬ ‫«جثة على الرصيف» و‬ ‫مسارح العالم كلمة بمناسبة اليوم العالميّ «فصد ال��دم» و‬ ‫للمسرح‪ ،‬وكان لها في العام ‪ 1996‬نكهة «مأساة بائع الدبس الفقير»‪ .‬ث ّم صدرت له‬ ‫سوريّة خاصّة‪ ،‬إذ كتبها مبدعنا الذي ولد أوّ ل مجموعة من المسرحيّات القصيرة عن‬ ‫في السابع والعشرين من آذار أيضاً! رجل وزارة الثقافة السوريّة تحت عنوان «حكايا‬ ‫المسرح «سعد هللا و ّن��وس»‪ ،‬بتكليف من جوقة التماثيل» وقد ضمّت المجموعة س ّتة‬ ‫المعهد الدوليّ للمسرح التابع‬ ‫نصوص مسرحيّة ا ّتسمت‬ ‫ّ‬ ‫لليونسكو‪ ،‬وأسماها «الجوع‬ ‫بتأثر كبير بالمسرح األوروبّيّ‬ ‫ً‬ ‫إلى الحوار» فكان أن اشتهرت‬ ‫عموما من ناحية الشكل‬ ‫بعض مقاطعها‪ ،‬بل‪ ،‬وأصبحت‬ ‫واستعارات من المسرح‬ ‫اإلغ��ري��ق��يّ خ��ص��وص�ا ً‬ ‫جمل منها دليالً وشعاراً للعديد‬ ‫من المسرحيّين مثل قوله‪« :‬إ ّننا‬ ‫ك��م��ا ي��ش��ي ال��ع��ن��وان‪،‬‬ ‫محكومون باألمل‪ .‬وما يحدث اليوم‬ ‫وم��ن ه��ذه النصوص‬ ‫ال يمكن أن يكون نهاية التاريخ»‪.‬‬ ‫«ل��ع��ب��ة ال��دب��اب��ي��س»‬ ‫بعدها بعام تقريبا ً تو ّفي «و ّنوس»‬ ‫و»ال������ج������راد» و‬ ‫وتحديداً – ياللمصادفة ‪ -‬في يوم نكبة‬ ‫«المقهى الزجاجيّة»‬ ‫‪ ،1948‬الخامس عشر من أيّار‪.‬‬ ‫و»ال�������رس�������ول‬ ‫ولد «و ّنوس» في حصين البحر القرية‬ ‫المجهول في مأتم‬ ‫الطرطوسيّة عام ‪ ،1941‬درس الصحافة‬ ‫انتيجونا»‪ .‬وإن كان‬ ‫ّ‬ ‫في مصر وكتب فيها أولى مسرحيّاته ولك ّنها‬ ‫تأثره بأعمال المسرحيّ األلمانيّ «برتولد‬ ‫لم تر النور وكأنّ لها من عنوانها «الحياة بريشت» ه��و األع��م��ق م��ن حيث الفكر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أبداً» نصيب‪ ،‬وقد كتبها‬ ‫متأثراً باالنفصال وباألخصّ «المسرح الجدليّ » الذي توصّل‬ ‫بين سورية ومصر‪.‬‬ ‫إل��ي��ه األخ��ي��ر ب��ع��د ما‬ ‫درس المسرح في‬ ‫ط��رح «األورغ��ان��ون‬ ‫فرنسا بدءاً من أواخر‬ ‫الصغير» و «المسرح‬ ‫كان تأثّ‬ ‫ره‬ ‫ال��س � ّت��ي��ن��ي��ات على‬ ‫ال���م���ل���ح���م���يّ » وه���و‬ ‫ي��د «ج���ان فيالر»‬ ‫الماركسيّ ال��ذي تبعه‬ ‫بأعمال املسرح ّي‬ ‫وا ّتسم مسرحه بالنقد‬ ‫كثيرون منهم الفرنسيّ‬ ‫«برتولد‬ ‫ي‬ ‫األملان‬ ‫ّ‬ ‫«ف�����ي��ل��ار» أس���ت���اذ‬ ‫السياسيّ اجتماعيّ‬ ‫�ع‬ ‫ال��م��رت��ب��ط ب��ال��واق�‬ ‫«و ّنوس» في المسرح‬ ‫بريشت» هو‬ ‫العربيّ وخاصّة فيما‬ ‫أصالً‪.‬‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫األعمق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي ّتصل بالهزائم كما‬ ‫كلف سعد هللا ون��وس‬ ‫ف��ي عمله الشهير‬ ‫بتنظيم ال��م��ه��رج��ان‬ ‫الفكر‬ ‫«حفلة سمر من أجل‬ ‫األوّ ل للمسرح العربيّ‬ ‫خمسة حزيران» بعد‬ ‫ف��ي دمشق ال��ذي أقيم‬ ‫صدمة المث ّقفين إثر «النكسة» والتي اعتبرها في شهر أيّ��ار ع��ام ‪ ،1969‬وق�دّم��ت فيه‬ ‫الن ّقاد نقطة تحوّ ل في المسرح السياسيّ ‪.‬‬ ‫مسرحيّتة «الفيل يا ملك الزمان» بإخراج‬ ‫نشر خالل الس ّتينيّات العديد من المقاالت من عالء الدين كوكش‪ ،‬كما أخرج له في‬ ‫والدراسات المتنوّ عة والمراجعات النقديّة نفس المهرجان رفيق الصبّان «مأساة بائع‬ ‫والنصوص المسرحيّة منها‪ :‬ثالث مسرحيّات الدبس الفقير» وكان لو ّنوس تجربة إخراجيّة‬ ‫قصيرة في مجلّتي اآلداب اللبنانيّة ومجلّة مسرحيّة لم يو ّفق بها‪ ،‬وا ّتخذ قراراً بأن ال‬

‫يكررها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أصدر ونوس « كتابه الها ّم «بيانات لمسرح‬ ‫عربي جديد» بُعيد اختتام المهرجان ونشر‬ ‫نصّه المسرحيّ «مغامرة رأس المملوك‬ ‫ّ‬ ‫جابر» الذي ساهم في تحويله إلى فيلم سينمائيّ‬ ‫سعد اهلل ونوس‬ ‫من إخراج «محمّد شاهين» للمؤسّسة العامّة‬ ‫للسينما‪.‬‬ ‫توت» لـلهنغاري «اشتيفان أوركيني»‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫وس‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫ا‬ ‫نشاط‬ ‫ّات‬ ‫ي‬ ‫السبعين‬ ‫فترة‬ ‫شهدت‬ ‫وقد‬ ‫أسّس ون��وس في أواخ��ر السبعينيّات‪ ،‬مع‬ ‫أكثر من مجال ثقافيّ ‪ ،‬فقد كتب مسرحيّتة المخرج فوّ از الساجر المعهد العالي للفنون‬ ‫«سهرة مع أبي خليل القبّاني» التي قدّمها المسرحيّة في دمشق‪ ،‬باإلضافة إلى إصداره‬ ‫ط��ل��ب��ة ال��م��ع��ه��د‬ ‫وت��رؤس��ه لتحرير مجلّة‬ ‫ال��ع��ال��ي للفنون‬ ‫«ال��ح��ي��اة ال��م��س��رح� ّي��ة»‬ ‫ال��م��س��رح� ّي��ة‪ ،‬ث� ّم‬ ‫لعشرة أعوام‪.‬‬ ‫أواخر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المسرح القوميّ ‪،‬‬ ‫اعتكف و ّن��وس مع بداية‬ ‫مع‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السبعين‬ ‫ّ‬ ‫العرض‬ ‫وت��ج��وّ ل‬ ‫الثمانينيّات في بيته بسبب‬ ‫في عدّة دول منها‬ ‫إصابته بالسرطان للمرّ ة‬ ‫املخرج «فوّاز‬ ‫أورو ّب������يّ ‪ .‬وف��ي‬ ‫األولى‪ ،‬ليشفى ويعود إلى‬ ‫املعهد‬ ‫الساجر»‬ ‫تلك األعوام ترجم‬ ‫الحياة العامّة والكتابة في‬ ‫و ّن������وس ك��ت��اب‬ ‫أوائل التسعينيّات بوتيرة‬ ‫للفنون‬ ‫العالي‬ ‫«ح���ول التقاليد‬ ‫ف ّنية جديدة ك ّما ً ونوعاً‪،‬‬ ‫املسرحيّة‬ ‫ال��م��س��رح��يّ��ة»‬ ‫ورغ�����م ع�����ودة م��رض‬ ‫ل����ج����ان ف��ي�لار‬ ‫السرطان إليه فلم يستسلم‪،‬‬ ‫بل واصل مُقدّما ً ومضيفا ً‬ ‫وأع��� ّد مسرحيّة‬ ‫«توراندوه» عن مسرحيّة لبريشت تحمل على إبداعاته‪ ،‬فكتب نصوصا ً مفتوحة مثل‬ ‫نفس العنوان‪ ،‬وترجم وأع� ّد مسرحيّة عن «رحلة في مجاهل موت عابر» كما أثار‬ ‫قصّة «يوميّات مجنون» الشهيرة للكاتب تقديم مسرحيّة «االغتصاب» التي تتناول‬ ‫ن��ي��ق��والي غ��وغ��ول‪ ،‬كما أ ّس���س المسرح القضيّة والشخصيّة الفلسطينيّة والشخصيّة‬ ‫التجريبيّ ال��ذي كان مقرّ ه مسرح ال ّقباني اإلسرائيليّة‪ ،‬الكثير من الحوارات والنقاشات‬ ‫ووضع برنامج عروضه وأداره‪ .‬وتابع نشر مع المث ّقفين الفلسطينيّن إلى درجة أن أعاد‬ ‫نصوصه المسرحيّة مثل «الملك هو الملك» «و ّنوس» كتابة أجزاء من النصّ ‪ ،‬وأضاف‬ ‫التي ال يمكن حصر عدد الفرق المسرحيّة ملحقا ً عليه‪.‬‬ ‫والمهرجانات الخشبات التي ّقدّمت هذه ومن نصوصه األخيرة «منمنمات تاريخيّة»‬ ‫المسرحيّة من خاللها‪ .‬وتابع رجل المسرح و «األيّام المخمورة» و «طقوس اإلشارات‬ ‫السوريّ نشاطه المبدع والكثيف في المجلاّ ت والتحوّ الت» و «يوم من زماننا» التي قدّمت‬ ‫التي يترأس تحريرها مثل مجلّة «أسامة» من بإخراج «هاروتيون ج ّنوزيان» بعد‬ ‫و «الحياة المسرحيّة»‪ .‬كما نشر في العام أشهر قليلة من وفاة و ّنوس‪ .‬كما قدّمت أعماله‬ ‫‪ 1977‬دراسة «لماذا وقفت الرجعيّة ض ّد األخرى «طقوس اإلشارات والتحوّ الت» في‬ ‫أبي خليل القبّاني» في نفس ملحق «الثورة» عدّة دول عربيّة كمصر ولبنان‪.‬‬ ‫الثقافيّ ‪ ،‬واقتبس بعد عام عن بيتر فايس في الخامس عشر من أيّار ‪ 1997‬غادر رجل‬ ‫مسرحيّة «رحلة حنظلة من الغفلة إلى المسرح «سعد هللا و ّنوس» عالمنا تاركا ً ما‬ ‫اليقظة» وترجم عام ‪ 1979‬مسرحيّة «عائلة يجعله ِ‬ ‫باق بيننا وبعدنا‪ّ .‬‬

‫بشار فستق‬

‫صولفيج‬

‫وما من إبداع إلاّ من خالل الذات‬ ‫ولد رفيق شكري يف ح ّي امليدان بدمشق عام ‪ ،1923‬وبسبب وفاة والده مبكّراً امتهن أعماالً خمتلفة وهو طفل صغري‬ ‫بقيت األغنية السوريّة تدور في فلك المدرسة هواة الفنّ بمحمّد عبد الوهاب‪،‬‬ ‫المصريّة للغناء كلمة ولحنا ً وأداء‪ ،‬ولم ولع ّل الصداقة التي ارتبط بها‬ ‫تستطع أن ترسم هويّة خاصّة بها رغم كثرة مع الف ّنان الكبير ذات يوم‪،‬‬ ‫األصوات الغنائيّة النسائيّة والرجاليّة التي هي التي جعلته ينصرف إلى‬ ‫يمكن أن يعت ّد بها على الصعيد الفنيّ ‪ ،‬وكانت تقليده في مرحلة البدايات‬ ‫مصر وجهة أيّ مغنّ سوريّ يسعى لتحقيق فيغ ّني أغ��ان��ي��ه‪ ،‬وي��ت��أ ّن��ق‪،‬‬ ‫نجوميّة في عالم الغناء لمِا لها من عراقة فنيّة ويتصرّ ف مثله إلاّ أنّ مرحلة‬ ‫على مستوى األغنية صوتاً‪ ،‬واأله ّم بالنسبة التقليد في التلحين عند رفيق‬ ‫للف ّنان السوريّ كلمة ولحناً‪ ،‬ولقد حاول شكري لم تستمرّ طويالً‪ ،‬إذ‬ ‫انصرف عنها‬ ‫بعض الف ّنانين‬ ‫إل��ى استشفاف‬ ‫ال��س��وريّ��ي��ن‬ ‫جنح «رفيق‬ ‫الروح العربيّة‬ ‫ال��ع��م��ل على‬ ‫شكري» إىل‬ ‫ال���س���وريّ���ة‪،‬‬ ‫إي��ج��اد أغنية‬ ‫والتعبير عنها‬ ‫تمتلك هويّتها‬ ‫ح ّد بعيد يف‬ ‫بلغة موسيقيّة‬ ‫ال����س����ور ّي����ة‬ ‫األغنية‬ ‫إعطاء‬ ‫س��ه��ل��ة‪ ،‬وم��ن‬ ‫ال���خ���اصّ���ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ه��ن��ا ات��س��م��ت‬ ‫احملليّة اهلويّة‬ ‫وم�������ع أنّ‬ ‫ألحانه وأغانيه‬ ‫أغلب الف ّنانين‬ ‫السوريّة‬ ‫ب��ال��ب��س��اط��ة‬ ‫ال��س��وريّ��ي��ن‬ ‫ّ‬ ‫ال��ب��ع��ي��دة عن‬ ‫������أث�������روا‬ ‫ت�‬ ‫رفيق شكري‬ ‫التزلّف إلاّ في‬ ‫ب��ال��م��درس��ة‬ ‫ّ‬ ‫لاّ‬ ‫التي غ ّناها لغيره من زمالئه الملحّ نين‪،‬‬ ‫الغنائيّة المصريّة على كا ّفة الصعد إ أ ّنه الحدود الدنيا التي تتطلب فيها‬ ‫ص��ة ف��ي األغ��ان��ي ذات اإليقاعات‬ ‫وب��خ��ا ّ‬ ‫يمكن اعتبار الف ّنان «رفيق شكري» الف ّنان أغنية دارجة ذات جذور شعبيّة ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتأثر بالمدرسة نجح «رفيق شكري» إلى ح ّد بعيد في إعطاء الغربيّة الراقصة‪ ،‬تصرّ ف بأسلوب أدائه‬ ‫الوحيد تقريبا ً ال��ذي لم‬ ‫ال��خ��اصّ المعروف‬ ‫المصرّ ية إلاّ فيما يخصّ االستماع‪ ،‬وكان له األغنية المحليّة الهويّة‬ ‫عنه‪ ،‬ليُكسب اللحن‬ ‫السوريّة لحنا ً وأداء‪،‬‬ ‫شرف المحاولة األولى‪.‬‬ ‫ال��غ��رب��يّ ال��راق��ص‬ ‫ولد رفيق شكري في حيّ الميدان بدمشق وط��ب��ع��ه��ا م���ن خ�لال‬ ‫ّ‬ ‫انني‬ ‫ن‬ ‫الف‬ ‫أغلب‬ ‫طابع البيئة العربيّة‬ ‫عام ‪ ،1923‬وبسبب وفاة والده مب ّكراً امتهن قوالبها الفنيّة المعروفة‪،‬‬ ‫السوريّة‪ ،‬وبعد وفاة‬ ‫أعماالً مختلفة وهو طفل صغير‪ ،‬كانت تدرّ إن ك��ان على صعيد‬ ‫السوريّني‬ ‫رفيق شكري حاول‬ ‫بطابع‬ ‫عليه بعض الوفر الذي م ّكنه من شراء آلة «الطقطوقة»‬ ‫تأثّ‬ ‫باملدرسة‬ ‫روا‬ ‫بعض الف ّنانين السير‬ ‫«ال��ع��ود» التي يهوى‪ ،‬وعلى الرغم من البيئة العربيّة السوريّة‪،‬‬ ‫الغنائيّة‬ ‫ع��ل��ى م��ن��وال��ه في‬ ‫الحرج الذي نجم عن اقتنائه لهذه اآللة‪ ،‬فقد من مثل (خلّي الحبايب‬ ‫محاولة إيجاد أغنية‬ ‫تم ّكن بمساعدة والدته من االحتفاظ بها‪ ،‬وبعد يسلمو) و(بالفال جمّالي‬ ‫املصريّة‬ ‫ذات هويّة سورية‬ ‫سنوات من امتالكه لها‪ ،‬استطاع العزف سارح)‪ ،‬أو على صعيد‬ ‫خالصة‪ ،‬وأه � ّم هذه‬ ‫عليها‪ ،‬ولك ّنه لم يبرع فيها تماما ً إلاّ عندما القصيدة فيما لحّ نه وغ ّناه‬ ‫ّ‬ ‫المحاوالت تمثلت‬ ‫تتلمذ على يد الف ّنان القدير المرحوم «صبحي من قصائد أهمّها قصيدة‬ ‫ّ‬ ‫سعيد» في العام ‪ ،1935‬وكان آنذاك قد بلغ (دمشق) من كلمات «سليم الزركلي» وكذلك فيما لحّ نه الفنان عبد الفتاح سكر للمطرب‬ ‫في المونولوج وفي ك ّل ما لحّ ن وغ ّنى رفيق «فهد ب�ّل�اّ ن» من صيغة األغاني الشعبيّة‬ ‫من العمر اثني عشر عاماً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تأثر «رفيق شكري» منذ حداثته كغيرة من ظ ّل مخلصا ً للبيئة السوريّة‪ ،‬ح ّتى في األلحان ال��دارج��ة و»الطقاطيق» كأغنية (ج��سّ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الطبيب) وأغنية (لركب ح�دّك يالموتور)‬ ‫وأغنية (تحت التفاحة)‪ ،‬ومع أنّ البدايات كانت‬ ‫مشجّ عة واستطاع هذا الثنائيّ أن يح ّقق شهرة‬ ‫في الداخل السوريّ وخارجه‪ ،‬حيث تن ّقال في‬ ‫كثير من البالد العربيّة والقت حفالتهم رواجا ً‬ ‫كبيراً‪ ،‬إلاّ أنّ هذه المحاولة تو ّقفت بسبب‬ ‫إصرار «فهد بلاّ ن» على اإلقامة في مصر‬ ‫وانصرافه إلى األغنية ذات الطابع المصريّ ‪.‬‬ ‫وهكذا لم تستطع األغنية السوريّة أن تصمد‬ ‫ّ‬ ‫وتشق طريقها لتكون أغنية ذات طبيعة‬ ‫سورية خالصة‪ ،‬وبقيت تدور في فلك األغنية‬ ‫المصريّة‪ ،‬وذلك لعدّة أسباب أهمّها عدم وجود‬ ‫أكاديميّات في سورية تدرّ س العلوم الموسيقيّة‬ ‫وأصول الغناء بشكل منهجيّ ‪ ،‬وعدم تشجيع‬ ‫واهتمام نقابة الف ّنانين وهيئة اإلذاعة في حينها‬ ‫بالسعّي إليجاد هكذا أغنية‪.‬‬

‫أسعد شالش‬

‫عائشة الباعونيّة‬

‫ولدت عائشة الباعون ّية في دمشق عام‬ ‫‪1460‬ميالد ّية‪ ،‬وعاشت ‪ 56‬عاماً؛ إحدى‬ ‫المملوكي‪.‬‬ ‫شاعرات و ُم ِؤلِفات العصر‬ ‫ّ‬ ‫وهي عائشة بنت القاضي يوسف بن‬ ‫أحمد الباعون ّية‪ ،‬نشأت وتع ّلمت حصلت‬ ‫على إجازة باإلفتاء وعملت في دمشق‬ ‫مدرسة ومؤ ّلفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الباعوني نسبة إلى باعون‬ ‫وتعرف ببنت‬ ‫ّ‬ ‫إحدى قرى محافظة عجلون‪ ،‬وكنيتها‬ ‫تزوجت من ابن نقيب‬ ‫(أ ّم عبد الوهاب) ّ‬ ‫األشراف في دمشق وقتها الشريف أحمد‬ ‫بن مح ّمد؛ لينجبا عبد الوهاب وبركة‪.‬‬ ‫تركت عدّة مؤ ّلفات وديوانا ً شعر ّيا ً بعنوان‬ ‫«فيض الفضل» اخترنا منه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ت اللُ َـويْ‬ ‫ســــعـ ُد إن‬ ‫جئت ثـنيّا ِ‬ ‫آل لُــؤيْ‬ ‫حـَيّ عـني الحـيَّ مـن ِ‬ ‫َ‬ ‫أصغـوا لـه‬ ‫واجــر ذكـري فإذا‬ ‫ِ‬ ‫صِ فْ َلـ ُه ْم َما َقـد جرى مِن مقل َتيْ‬ ‫الحال فان ُ‬ ‫شر ما انطـوى‬ ‫وبشرح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِقام قـــد طـواني أيَّ طــيْ‬ ‫فـي ســ ٍ‬ ‫فـي َهـوى أقــمـار ِت ٍّم َنصبـوا‬ ‫حُسنـَـــ ُه ْم أَ‬ ‫ُ‬ ‫شــــــــراك صي ٍد للف َتيْ‬ ‫َ‬ ‫بـــع قلبي نزلــوا‬ ‫َع َ‬ ‫ـربٌ في َر ِ‬ ‫وأقــامــوا في الس َُّويـدا مِن ُح َشيْ‬ ‫أَخــذوا عقلي وصبري َن َهبـوا‬ ‫ب َكوني مِن َيدَ يْ‬ ‫واستباحوا َس ْل َ‬ ‫أطلـقـوا دَ مـعي ولكن َقيـَّـدوا‬ ‫ِبـ َهــوا ُه ْم َعـــن سـِواهُم أَسْ َودَ يْ‬ ‫ُ‬ ‫ذبت ح ّتى كاد جسمي يخــتفي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫عـن جليسي فكأني َرسْ ـ ُم فـيْ‬ ‫صبري َمي ٌ‬ ‫ِّت‬ ‫َوسُـــلُـوُّ ي م ِْث ُل َ‬ ‫وغـــرامي مث ُل ِج ِّد الوج ِد َحيْ‬ ‫ْ‬ ‫تـجافت َمضْ َجعي‬ ‫وجُنوبي قـد‬ ‫َوجـُفـُوني قــد تجـافاها الكـــ ُ َريْ‬ ‫ض َّل ْإذ َظـــ َّل ع َلى‬ ‫وعـَـذولي َ‬ ‫َش َغفي يـَلحى و َي ْخطي الرُّ ْشدَ َغيْ‬ ‫الجهل يفع ْل ما يشـا‬ ‫َخلِّ ِه في‬ ‫ِ‬ ‫حين َينـزا ُح ال ُغ َطيْ‬ ‫سـوف تدري َ‬ ‫َ‬ ‫قا َل لي اآلسي وقد شفّ الضّنى‬ ‫ُــويْ‬ ‫وتمادى الــدا ُء مِن َفــرطِ اله َ‬ ‫ـتريــاق اللــقا أو‬ ‫ال شـــِـــفا إلاّ ِب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك اللـ َميْ‬ ‫ِبرشفِ ال َّشه ِد مِن َ‬ ‫آ ِه َواحرّ لهـيـبـي فــي الهـَوى‬ ‫َ‬ ‫يـر الوصْ ِل مـــا لِي َق ُّط ِريْ‬ ‫وبـغ ِ‬ ‫ُ‬ ‫يا ُتــرى هل تسعِـفـوني بالـمنى‬ ‫قب َل َمــــوتي َوأَرى ذاك الـم َُحيْ‬ ‫ــووا‬ ‫ما َق َل ْوني ال َولكنْ قــد َش َ‬ ‫ص ِّد قلبي أَيَّ َشيْ‬ ‫بالـجـفا والـــ َّ‬ ‫نحوهـــا‬ ‫ُسن َ‬ ‫أَظـهروا كعب َة ح ٍ‬ ‫ت األروا ُح ح ّيا ً بعـتدَ َحيْ‬ ‫َحجّ ِ‬ ‫َ‬ ‫زمز َم الحادي وقلبي طائفٌ‬ ‫بــِحِمـَا ُه ْم وحـطـيمي عــُمر َتيْ‬ ‫الـوفـا فـي حُـبِّــه ْم مُـلـ َت َزمي‬ ‫َو َ‬ ‫ذاك الـفُـ َنيْ‬ ‫ومـــُقـامي في فـَضا َ‬ ‫سعاي ل ُه ْم‬ ‫والصفـا َحالي َو َم‬ ‫َ‬ ‫َول َتـــــعريفي بـِه ْم نادَ ُ‬ ‫يـت َحيْ‬ ‫وإذا ما هاد لي عيدي بهـــــــم غير‬ ‫بذل النفس مالي من ضحي‬ ‫ُكلَّمــا َشع َش َع َب ٌ‬ ‫رق في الحِمى‬ ‫ُروي الرُّ با مِن َمد َم َعيْ‬ ‫كاد أن ي ِ‬ ‫ً‬ ‫إذا ما هب ْ‬ ‫حـوه ِ​ِم‬ ‫نـ‬ ‫ِـن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ّت‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بلـبـَ ْ‬ ‫صـبابـات لـــَـدَ يْ‬ ‫لت لُبــي َ‬ ‫ه َّي َمتني َس َحراً م ُْذ َهي َنـــــ َم ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫وغدت تـنق ُل عن ذاك ال ُّش َذيْ‬ ‫يا لهـا هللاُ َعساها إنْ َســـــرتْ‬ ‫ذاك الحيِّ عـني أنْ ُت َحـيْ‬ ‫نحو َ‬ ‫َ‬ ‫ت األدوا َء بي في الحُبِّ مِنْ‬ ‫أودَ ِ‬ ‫ير قـربي مُنهــــ ُم مـا لـي ُد َويْ‬ ‫َغ ِ‬ ‫وغدا مُـ َّتضِ حـــــــا ً‬ ‫بان عُذري َ‬ ‫َ‬ ‫وكمــا ُل الحُسْ ِن إحدى حُــجَّ تيَْ‬ ‫َطر َب ْ‬ ‫ت روحي بس ُْكري بالهوى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َو ِب َمــــنْ أهوى َفنال ْ‬ ‫ت َسكـــر َتيْ‬ ‫يا َل َقومي َساعِ ُدوني وا ْش َهـدوا‬ ‫ِب ُخـلُـوصي مِن ُس َلـ ْي َمى و ُر َقــيْ‬ ‫اض سُلواني َف َهـ ْل مِن َرحمة‬ ‫َغ َ‬ ‫صيْ‬ ‫آل قُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ِي أَقصى القص ِد مِنْ ِ‬ ‫ما عسى الالئ ُم يُبدي في ا ل َهوى‬ ‫َوجُـ ُنوني فِي ِه إِحدَ ى َجـ ّنــَتيْ‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪31‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 21‬أيار ‪2015/‬‬

‫مقامات‬

‫ّ‬ ‫لكل مقام مقال‬

‫مشاهد من ساحة جامعة حلب‬

‫بدنا حنكي‬

‫سفينة ومالت والربان مفقود‬

‫اله ّم األوّ ل واألخير للبعض‪ ،‬هو االستهزاء‬ ‫بالشعب ال��س��وريّ أو بالثورة السوريّة‪،‬‬ ‫وإخراجها من عباءتها الشعبيّة وإلباسها‬ ‫لونا ً طائف ّيا ً خالصاً‪ .‬فالن يدعو للقضاء على‬ ‫طائفة بعينها‪ ،‬معتبراً إياها الشرّ األكبر‬ ‫الوحيد‪ ،‬وفليتان يخوّ ن مدنا ً سورية بكاملها‪،‬‬ ‫وع�لان يقسّم الدولة على مزاجه‪ .‬ويقتطع‬ ‫حصّته من أراضيها كما يحلو له ليكتمل‬ ‫معه مشهد الخريطة القادمة‪ ،‬ك ٌّل يغني على‬ ‫لياله‪ ،‬وسوريانا لوحدها تعتصر ألمها وحزنها‬ ‫ومستقبلها الذي بدأت تتالطم أمواجه في رحلة‬ ‫نحو مصير مجهول‪ ،‬وكأ ّننا سفينة في عرض‬ ‫البحر مالت وانجرفت نحو المجهول‪.‬‬ ‫من يراقب هؤالء يعلم أنّ المظلوميّة التاريخيّة‬ ‫هي الالعب الرئيس‪ ،‬للتهرّ ب من المسؤوليّة‬ ‫تجاه الثورة‪ ،‬أو إلعطاء مشروعيّة لمجازر‬ ‫قد تحصل‪ ،‬واستخفاف بعقول السوريّين‪،‬‬ ‫واستهزاء مقيت بسوريا وحضارتها‪ .‬فلك ّل‬ ‫منهم سيزيفه الخاصّ الذي سقط مع صخرته‪،‬‬

‫ويحاولون من جديد صياغة مشاريع جديدة‪،‬‬ ‫أنويّة ضيقة‪ ،‬عبر حالة كرتونيّة‪ ،‬لثورنة‬ ‫الصخرة‪.‬‬ ‫سأذكر أ ّننا في ثورة‪ ،‬والثورة كمصطلح تعني‪،‬‬ ‫«تغيير الواقع السياسيّ والثقافيّ واالجتماعيّ‬ ‫ونقل الشعب والمجتمع إلى مرحلة أفضل»‪،‬‬ ‫وهذا ال يحدث إلاّ عبر االنتفاض والعصيان‬ ‫والتمرّ د على الوضع القائم‪ ،‬وابتكار أفكار‬ ‫وخطط فعليّة مصاغة «ال تحتمل التأويل‬ ‫أو ال��م��راوغ��ة»‪ .‬وه��ي ليست ع��ب��ارة عن‬ ‫ألفاظ أو جمل سياسيّة أو إيديولوجيّة أو‬ ‫حراك أو معاركة سياسيّة تلفزيونيّة؛ عاطفيّة‬ ‫مؤ ّقتة‪ ،‬وليست حركه طائفة أو حزب يؤمن‬ ‫بإيديولوجيّة معيّنة دينيّة أو غيرها‪ ...‬هي‬ ‫انتفاضات عارمة لشعب بك ّل مكوّ ناته‪ ،‬تضع‬ ‫ح ّداً لعصر الصمت والركود‪ .‬ك ّل معلّق أو‬ ‫سياسيّ أو أيّ س��وريّ يستطيع أن يتعرّ ف‬ ‫على تاريخ سورية السياسيّ واالجتماعيّ ‪...‬‬ ‫«يابان الشرق» وك ّل ما شهدته من ثورات‬

‫وحركات تمرّ د‪ ،‬من انقالبات الجيش أو‬ ‫مواجهة االنتداب أو ض ّد الفقر والجهل‪ ،‬نجح‬ ‫بعضها‪ ،‬وفشل الكثير‪ ،‬ولم يحظ إلاّ القليل منها‬ ‫باالهتمام بدءاً بالثورة السوريّة الكبرى الى‬ ‫الثورة السوريّة في يومنا هذا‪.‬‬ ‫ورغم ذلك نجد من يتكلّم بالوطنيّة وبسوريا‬ ‫الحرّ ة ال��دم؛ قراطيّة‪ ،‬ث ّم تجده يمجّ د باسم‬ ‫الحاكم ويضرب خصومه بسالح الحاكم أو‬ ‫المعلّم وبمفاهيم بالية هو ناقضها قبل سطرين‬ ‫أو عبارتين! ال استذكر إلاّ بثينة شعبان التي‬ ‫استرسلت في مقاومة الثورة بتشويه السوريّين‬ ‫ث ّم تلّونها إلع��ادة إظهار أ ّنها ّ‬ ‫تمثل الدولة‬ ‫وسورية «األسد»‪ .‬وكأ ّننا أمام يانصيب ولكن‬ ‫كلّه خاسر‪ ،‬في هؤالء أو هؤالء‪.‬‬ ‫بين هنا وهناك يسير المركب‪ ،‬يتصارع‬ ‫الجميع عليه‪ ،‬ليس المهم إن غرق المركب‪،‬‬ ‫وإن ضاع البوصلة‪ ،‬المهم أن ينجح مشروع‬ ‫كل منهم الخاص‪..‬‬

‫ب‪ .‬العبداهلل‬

‫أن تروا بعيونهم‬

‫قياسي‬ ‫تحطيم رقم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حطمت لوحة‬ ‫لبيكاسو الرقم‬ ‫ال���ق���ي���اس���يّ‬ ‫ل����م����زادات‬ ‫األع����م����ال‬ ‫ال��ف�� ّن��يّ��ة مع‬ ‫مبلغ ‪179.4‬‬ ‫مليون دوالر‬ ‫ف����ي ص��ال��ة‬ ‫كريستيز للمزادات بنيويورك‪.‬‬ ‫اللوحة هي «نساء الجزائر» التي رسمها بيكاسو عام‬ ‫‪ 1955‬باألسلوب التكعيبيّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وك��ان أعلى سعر وصل إليه المزاد لعمل فني هو‬ ‫‪ 142.4‬مليون دوالر ع��ام‪ ،2013‬لعمل ف ّني رسمه‬ ‫فرانسيس بيكون‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫الحر ّية‪.‬‬ ‫* من ذكريات يوم رقصت فيه حلب وجامعتها على أنغام‬ ‫ّ‬ ‫** أستاذ الفلسفة هو «أحمد الشيخ» لم ُيصلح سيارته فعالً‪ ،‬وفعالً رحل بعيداً فدا ًء لقيم الثورة‪ ،‬اذ استشهد بكامل سلم ّيته‬ ‫يوم ‪21‬كانون الثاني ‪.2012‬‬

‫حسني برو‬

‫‪Muhammad Najjar‬‬

‫قال جيري نيكسون‪ ،‬مدير التطوير في عمالق البرمجيّات مايكروسوفت‪ ،‬إنّ نظام التشغيل‬ ‫«ويندوز ‪ »10‬سوف يكون اإلصدار األخير من إصدارات ويندوز التي تنتجها الشركة‪.‬‬ ‫وأضاف أنّ النسخة األحدث سوف تكون األخيرة‪ ،‬فبدالً من إنتاج إصدارات جديدة‪ ،‬سوف‬ ‫ُتجري الشركة تحديثات دوريّة لنظام التشغيل‪.‬‬

‫ّ‬ ‫منظمة الصحّ ة العالميّة القضاء على فيروس‬ ‫أعلنت‬ ‫إيبوال في ليبيريا التي لم ترصد فيها أيّة إصابات جديدة‬ ‫في األسابيع القليلة الماضية‪.‬‬ ‫وكانت ليبيريا قد سجّ لت‪ ،‬في نهاية أيلول من العام‬ ‫الماضي ‪ 400‬إصابة بفيروس إيبوال أسبوع ّياً‪ .‬كما خلّف‬ ‫انتشار فيروس إيبوال ‪ 11‬ألف قتيالً‪ ،‬وال يزال يحصد‬ ‫األرواح في غينيا وسيراليون‪.‬‬

‫ّ‬ ‫بشار فستق ‪ -‬غزوان قرنفل‬ ‫ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫ُ‬ ‫قرأت خبر لقاءات «ديميستورا»‬ ‫مع المعارضة السوريّة في جنيف‪.‬‬ ‫اللقاء امت ّد لثالث ساعات دون التوقيع على وثائق‪،‬‬ ‫وإ ّنما اكتفى المبعوث الدوليّ باالستماع إلى شخصيّتين‬ ‫دينيّتن هما‪ :‬مرشد الخزنويّ ‪ ،‬بينما لم يذكر الخبر اسم‬ ‫اآلخر المسيحيّ ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال��س��ؤال؛ مرشد الخزنويّ يُمثل َم��نْ حتى يلتقيه‬ ‫ديميستورا؟‪ ...‬كما اآلخر المجهول؟‬

‫نهاية فيروس اإليبوال أعلى درجات حرارة التاريخ‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫‪ /1‬األ ّم وابنها‬ ‫أم تمسك ابنها من بين الحشود وتقول له بخوف شديد‪« :‬ابني مشان هللا خلص امشي معي ع‬ ‫البيت‪ ،‬مو فشيت قهرك‪ ،‬مو صرخت وزعقت وس ّقطت» االبن يقول لها‪« :‬يا يوم هللا يخليلي‬ ‫ياك بس شوي خليني شوي مع رفقاتي‪ ،‬ارضي علي يامو» األم خائفة تمسك بابنها بيد رخوة‬ ‫عينيها كانت تقول إ ّنها فخورة به‪ ،‬وقلبها يكبّله الخوف‪ ،‬تفلت األ ّم يد ابنها وتطلق زغرودة تلعلع‬ ‫في سماء الجامعة وتصرخ‪« :‬هللا يرضى عليكم يا ابني‪ ،‬هللا يحميكم‪ ،‬هللا ينصركم» وتودّع‬ ‫ابنها الذي غاب بين جموع المتظاهرين‪ .‬أجزم أنّ عينيها كانت تقول أشياء تشبه األسطورة‪.‬‬ ‫‪ /2‬الخوف حين يهوي‬ ‫ّ‬ ‫شابّ معتقل لمرّ تين ومهدّد أنهم في الثالثة سيعيدونه إلى أمّه بكيس‪ ،‬سار بخجل على تخوم‬ ‫ّ‬ ‫تشق السماء‪ ،‬راودته نفسه أن يكون بينهم‪ ،‬تذ ّكر أمّه‪،‬‬ ‫الجامعة‪ ،‬يسمع أصوات الشباب التي‬ ‫وتخيّلهم يسلمونها ّ‬ ‫جثته ملفوفة بكيس‪ ،‬تزغرد الصبايا‪ ،‬يقترب خطوتين‪ ..‬يصرخ الشباب‪،‬‬ ‫يقترب خطوتين‪ ..‬ما هي إلاّ خمس دقائق إلاّ وصاحبنا مرفوع على أكتاف رفاقه يهتف‬ ‫ويصرخ وبصوت عال‪« :‬لعيونك يامو لعيونك يامو»‪ .‬كان الفرح يرسم في عينيه لوحة لألمل‪.‬‬ ‫‪ /3‬سائق التاكسي الس ّتينيّ‬ ‫كان يسير بسيّارته معه راكب‪ ،‬عيناه ترقصان وهي تشاهد الشباب والصبايا يكسرون حاجز‬ ‫الخوف ويصرخون يطلبون الحرّ يّة‪ ،‬ال أعرف ربّما لدقيقة مرّ في رأسه شريط سنواته الس ّتين‪،‬‬ ‫القمع‪ ،‬القهر‪ ،‬الخوف‪ ،‬الفقر‪ ،‬الذلّ‪ ،‬حقيقة ال أعرف ماذا مرّ في ذهنه‪ ،‬لك ّنه ّ‬ ‫يعتذر من الراكب‬ ‫الذي معه‪ ،‬ويفتح بابه ودون أن يدري أو ربّما أل ّنه يدري! كان يتوسّط حلقة الشباب والصبايا‬ ‫يهتف معهم يشجعهم‪ ،‬يبكي‪ ،‬يضحك‪ ،‬كان شا ّبا ً عشرين ّيا ً وهو الذي تجاوز الس ّتين بسنوات‪،‬‬ ‫وكما في حلقات الزار شيَّخ الرجل وبدا وكأ ّنه يتواصل مع هللا يدعو للشباب بالنصر‪ ،‬يدعو‬ ‫للحرّ يّة أن تسكن البالد‪ ،‬يدعو هللا أن يحمي الشباب والصبايا‪« ،‬الحمدهلل ما متت وشفت أحفادي‬ ‫رجال وما عاد يرضو بالذل» كانت هذه آخر كلمة يقولها قبل أن ينفجر بالبكاء والضحك معاً‪.‬‬ ‫‪ /4‬األب وابنته‬ ‫ً‬ ‫تجاوز الخمسين بقليل‪ ،‬سقط ك ّل شعر رأسه تقريبا‪ ،‬هو تخرّ ج من سنين طويلة من جامعة‬ ‫حلب وابنته أيضا ً تخرّ جت‪ ،‬والثانية ما زالت طالبة تدرس هناك‪ ،‬سمع أنّ مظاهرة تقوم في‬ ‫الساحة‪ ،‬شدّه الحماس أنّ يذهب ويتفرّ ج على الشباب هناك‪ ،‬وصل إلى الساحة‪ ،‬لم تعد الفرجة‬ ‫تكفيه‪ ،‬وجد نفسه مندفعا ً يهتف مع الهاتفين ويجول ببصره ليقرأ الوجوه ويكتشف سرّ القوّ ة التي‬ ‫يمتلكها هؤالء الشباب‪ ،‬تجمّدت عيناه فجأة ال يصدّق! كانت ابنته مع الجموع تهتف وترقص‬ ‫وتزغرد‪ .‬رّ بما خاف للحظة‪ ،‬ماذا جاء بها إلى هنا؟ لكنّ المؤ ّكد أ ّنه كان يفخر بها‪ ،‬خطوات‬ ‫قليلة وأصبح بقربها يردّد الهتاف وراءها فرحا ً كطفل وصلته هديّة العيد‪ ،‬كانت االبنة تعيد‬ ‫صياغة عالقة جديدة مع أبيها‪ ،‬وكان األب يقول في نفسه ها قد أحس ّنا تربيتكم يا أبناء‪ ،‬وها‬ ‫أنتم تعيدون تربيتنا من جديد‪.‬‬ ‫‪ /5‬أستاذ الفلسفة المشاغب **‬ ‫يملك سيارة حديثة اشتراها بعد أن هدّه التعب والتدريس‪ ،‬كان فرحا ً بها يدلّلها كي تدلهلّ على‬ ‫ح ّد قول أصحاب السيّارات‪ .‬سمع بمظاهرة الجامعة‪ ،‬قرّ ر أن يذهب إلى هناك‪ .‬تو ّقع أنّ طريق‬ ‫الساحة سيكون مقطوعا ً جاء من طرف شارع «أدونيس» ركن سيّارته هناك وذهب على‬ ‫قدميه إلى الساحة‪ ،‬هتف مع الهاتفين‪ ،‬رقص وغ ّنى وربّما جرّ ب أن يزغرد‪ ،‬فلم يفلح‪ ،‬لكنّ قلبه‬ ‫حتما ً زغرد من الفرح والفخر‪ ..‬وحين بدأت قوّ ات األمن بالهجوم على المتظاهرين ورميهم‬ ‫بالقنابل الدخانيّة هرب الجميع من طرف نزلة أدونيس هو لم يركض أل ّنه ال يستطيع الركض‬ ‫أوّ الً‪ ،‬وأل ّنه وجد أنّ القوّ ات األمنيّة تركض خلف الراكضين وتهمل السائرين الهوينى‪ ،‬وصل‬ ‫إلى سيّارته‪ ،‬كانت مصابة بحجرين كبيرين‪ ،‬وكان سقف السيارة مطعوجاً‪ ،‬ربّما داس فوقه أحد‬ ‫الهاربين‪ ،‬أوّ ل كلمة قالها‪« :‬فداكم يا شباب فداكم السيّارة وصاحب السيّارة» وأقسم ألاّ يصلحها‬ ‫فهي على ح ّد قوله‪« :‬ذكرى جميلة ليوم جميل»‪.‬‬

‫إيقاف إصدار «ويندوز»‬

‫أقامت الف ّنانة التشكيليّة السوريّة‬ ‫سارة شمّة معرض (لوحات حرب‬ ‫عالميّة) في لندن‪.‬‬ ‫وقالت شمّة عن معرضها «هذه‬ ‫اللوحات هي عن القتلى‪ ،‬الذين‬ ‫وصل عددهم اآلن أكثر من ‪200‬‬ ‫ألف‪ ،‬أريد أن أعيد هؤالء األموات‬ ‫إلى الحياة‪ .‬أريدكم أن تروهم وأن‬ ‫تروا بعيونهم»‪.‬‬ ‫و ُتظهر إحدى اللوحات المعروضة‬ ‫شمّة‪ ،‬وه��ي تربّت على جمجمة‬ ‫بشريّة‪ ،‬وكأ ّنها تحنو على هؤالء‬ ‫الذين ماتوا في الحرب‪.‬‬ ‫ول��دت س��ارة شمّة في دمشق عام‬ ‫‪ ،1975‬وهي واحدة من أبرز الف ّنانين التشكيليّين السوريّين‪.‬‬ ‫وفرّ ت من سورية مع طفليها في ‪ 2012‬بعد انفجار سيارة ملغومة أمام بيتها‪ ،‬فانتقلت إلى‬ ‫لبنان حيث أنتجت أحدث أعمالها‪.‬‬

‫*‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫سجّ ل العالم قياسات جديدة لدرجات الحرارة‪ ،‬في حين‬ ‫لم تفاجئ تلك األرقام الكثير من العلماء‪ ،‬فوفقا ً لوكالة‬ ‫األرصاد الجوّ يّة األميركية‪ ،‬فإنّ درجات الحرارة التي‬ ‫سُجّ لت في آذار كانت األعلى في تاريخ درجات الحرارة‬ ‫لهذا الشهر‪ .‬كما يتو ّقع العلماء أن يكون صيف عام‬ ‫‪ 2015‬هو األعلى درجات حرارة على األق ّل في السبعة‬ ‫عشر عاما ً األخيرة‪.‬‬

‫فريق العمل‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور العبدالهلّ‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫حزب هللا يحتفظ بقتاله في ثلاّ جات‬ ‫الفواكه بيعفور والصبّورة وفي‬ ‫مستشفيات البقاع ليسحبهم على‬ ‫دفعات تج ّنبا ً لسخط األهالي‪.‬‬ ‫‪Nabil Nourallah‬‬ ‫حزب هللا يتعامل مع معركة القلمون كأ ّنها تحرير‬ ‫القدس‪« .‬الوليّ الفقيه» ضيّع الحزب وألقى به في أتون‬ ‫محرقة لن يخرج منها سالماً؛ كما إيران‪.‬‬ ‫ياسر الزعاترة‬ ‫ً‬ ‫حزب هللا – منفردا ‪ -‬يتحمّل تبعات التورّ ط في معارك‬ ‫القلمون‪ ،‬ولبنان غير معني بالدعوات إلى القتال‪.‬‬ ‫‪Saad Hariri‬‬ ‫نزار قبّاني (فيديو ‪ 9:30‬دقيقة)‬ ‫أيّها الناس‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لقد أصبحت سلطانا عليكم‬ ‫فاكسروا أصنامكم بعد ض�لال‪،‬‬ ‫واعبدوني‪...‬‬ ‫ً‬ ‫إ ّنني ال أتجلّى دائما‪..‬‬ ‫فاجلسوا فوق رصيف الصبر‪ ،‬ح ّتى تبصروني‬ ‫اتركوا أطفالكم من غير خبز‬ ‫واتركوا نسوانكم من غير بعل ‪ ..‬واتبعوني‬ ‫احمدوا هللا على نعمته‬ ‫فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ‬ ‫والتاريخ ال يُكتب دوني‪.‬‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.