همة شباب- العدد الثاني

Page 1

‫مجلة متخصصة صادرة عن الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب "بياالرا"‪،‬‬ ‫ضمن برنامج شباب من أجل التغيير؛ «فاعلو اليوم قادة الغد»‪.‬‬

‫كانون �أول‪2016 -‬‬

‫كـلمـتـنـــا‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫لم يكتفوا بالتذمر من خلف حواسيبهم‪ ...‬شباب دفعهم االنتماء الصادق‪ ،‬وحب الوطن‪ ،‬والشعور باملسؤولية‪ ،‬للمبادرة من أجل صناعة‬ ‫التغيير‪ ،‬بدال من املطالبة به فحسب‪ ،‬بل انتهجوا الفعل واملبادرة حلل املشكالت؛ إنهم اللجان الشبابية املساندة‪ ،‬الذين جبروا عثرات‬ ‫بيئاتهم بعقالنية وموضوعية‪ ،‬وفق مسوح واستطالعات رأي‪ ،‬ومشاهدات مباشرة‪ ،‬فكانت منصاتهم األولى في قلب مجتمعاتهم‬ ‫الصغيرة‪ ،‬حيث ردموا الهوة بينهم وبني املسؤولني في مجالسهم القروية وبلداتهم‪ ...‬في قرى جبع وحزما وكفر نعمة‪ ،‬وبلديات‬ ‫صوريف وبيت حانون وبيت الهيا‪ ،‬فشكلوا اللجان ودخلوا الهيئات احمللية ليتعرفوا على ما لها وما عليها‪ ،‬وما عليهم أيضا‪.‬‬ ‫وفي سبيل إجناز عملهم على أكمل وجه‪ ،‬لم يفوتوا أي فرصة لالرتقاء بوعيهم وثقافتهم‪ ،‬وبناء مهاراتهم القيادية واإلعالمية‪،‬‬ ‫فتعرفوا على واقع الهيئات احمللية وقوانينها‪ ،‬وصالحياتها واختصاصاتها‪ ،‬وتشكيالتها وآليات العمل فيها‪ ،‬ونظموا زيارات للوزارات‬ ‫املختصة‪ ،‬واملؤسسات احلكومية‪ ،‬ليزدادوا معرفة وخبرة‪.‬‬ ‫انطلقوا إعالميني؛ من جهة يصورون ويوثقون ويجمعون املعلومات؛ حتى أصبحوا صوت البلديات عند األهالي صناع القرار‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى شكلوا جلانا متطوعة ألي مهمة أو عمل يخدم الصالح العام‪ .‬فما كان من بلدياتهم ومجالسهم القروية إال أن استقبلتهم‪ ،‬وفتحت‬ ‫األبواب لهم؛ ليكونوا نواة التغيير‪ ،‬وبث روح الشباب اليافع فيها لتكون نشطة ومتطورة‪ ،‬وتلبي الغرض الذي وجدت ألجله‪.‬‬ ‫بدعم من مؤسسة أولف باملة السويدية‬

‫الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‬


‫‪2‬‬

‫االفتتاحية‬

‫هناك بقية‪ ...‬وإن غربت شمس العام!‬ ‫ال يكاد يخلو بيت فلسطيني من عاطل عن العمل أو‬ ‫أكثر‪ ،‬فقد بلغت نسبة البطالة حسب املصادر أكثر‬ ‫من ‪ ،40%‬وهذا مؤشر على طبيعة الواقع الذي يعيشه‬ ‫الشباب الفلسطيني على امتداد الوطن‪ ،‬وتتركز نسبتها‬ ‫األعلى في قطاع غزة احملاصر‪ ،‬مما يعمق املشكلة هناك‬ ‫أكثر‪ .‬أما في الضفة الغربية‪ ،‬غير احملاصرة‪ ،‬فهي أيضا‬ ‫تعاني من نسبة بطالة عالية جتاوزت حاجز الـ‪51%‬‬ ‫بني اخلريجني فحسب‪ ،‬دون احتساب بقية الفئات‪.‬‬ ‫ولكن هناك أمر الفت في األمر‪ ،‬يجعلنا‪ ،‬رمبا‪ ،‬أكثر‬ ‫اطمئنانا‪ ،‬هو أن هؤالء الشباب ال يكلون وال ميلون من‬ ‫محاوالت تغيير واقعهم‪ ،‬عبر طرق يبتكرونها‪ ،‬وكان‬ ‫لهم صوالت وجوالت‪ ،‬حاولوا خاللها القفز عن كل‬ ‫املعيقات‪ ،‬وتذليل الصعاب‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت لم يخذل شبابنا الوطن؛ فحافظوا‬ ‫على وجودهم الدائم فيه‪ ،‬ولم تكن فكرة «الهروب»‬ ‫واردة في قاموس أكثرهم‪ ،‬كما هو احلال في عدة‬ ‫دول تعاني من االضطرابات‪ .‬وعلينا أن ندرك أن بإمكان‬ ‫كثير منهم أن يهجروا الوطن؛ بحثا عن حياة أكثر‬ ‫رفاهية واستقرارا‪ ،‬إال أنهم دائما يواجهون هذا الفكر‬ ‫مبزيد من اإلميان باحلق في الوجود والتملك والعمل‪.‬‬ ‫وهنا ال بد أن يقدر املسؤولون هذا التوجه الشبابي‪ ،‬الذي‬ ‫يحتاج إلى املزيد من الدعم والتمكني‪ ،‬ليكونوا جزءا‬ ‫من العمل التنموي في كافة املجاالت؛ إذ بإمكانهم‬ ‫أن يساهموا بفاعلية في إحداث التغيير اإليجابي‬ ‫املطلوب‪ ،‬كال حسب موقعه وتخصصه؛ إذ تقع على‬ ‫عاتقهم مسؤولية املساهمة الفاعلة في التوعية ضد‬ ‫الفساد‪ ،‬وتعزيز ثقافة القانون‪ ،‬ونشر األمن‪ ،‬واملشاركة‬ ‫املدنية الفاعلة في حتقيق التطور والتنمية على كافة‬ ‫الصعد‪ .‬وال ميكن أن يتحقق ذلك إذا عزلنا ‪ 70%‬من‬

‫مواطني هذه الدولة‪ ،‬الذين تطلق عليهم اإلحصائيات‪،‬‬ ‫والدراسات‪ ،‬واألطر الرسمية‪ ،‬لفظ الشباب‪ ،‬حتى بات‬ ‫مجتمعنا على رأس «املجتمعات الشابة»‪ ،‬في املنطقة‪،‬‬ ‫وفي غيرها من بقاع العالم‪.‬‬ ‫ومع نهاية هذه السنة‪ ،‬ميكننا أن نحصي العديد من‬ ‫اإلجنازات التي حتققت على الصعيد الوطني العام‪،‬‬ ‫حيث تقدمنا خطوات باجتاه حتسني التعليم والصحة‪،‬‬ ‫وغيرها من القطاعات‪ ،‬جتعلنا نخرج من قطاع‬ ‫املتشائمني الذين ميتهنون كيل االتهامات‪ ،‬ويصرحون‬ ‫سلبا ضد كل جهد‪ .‬ولكن علينا أن ندرك أننا ال نزال‬ ‫في مرحلة بناء الدولة‪ ،‬ولم يتحقق االستقالل بعد‪ ،‬وال‬ ‫ميكن اعتبار هذه املالحظة تبريرا خلطأ أو خطيئة‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬فالواقع في كثير من احلاالت يفرض‬ ‫نفسه‪ ،‬وهذا ال يعني اإلذعان له؛ ألن احلقوق والعدالة‬ ‫والسلوك احلضاري حتتاج إلى التفكير‪ ،‬ووضع األولويات‪،‬‬ ‫ثم العمل‪ .‬وال ننكر جهود احلريصني على رفعة الوطن‬ ‫وتطوره‪.‬‬ ‫لقد استبشرنا خيرا خالل هذا العام الذي بات يلملم‬ ‫ملفاته بنجاحاتها وإخفاقاتها‪ ،‬فقد مثلت فرصة إجراء‬ ‫االنتخابات احمللية عالمة فارقة في فكر الكثير من‬ ‫الشباب وحياتهم‪ ،‬حيث شعر من لم يشارك في أي‬ ‫جتربة سابقة بأن هناك فرصة ميكن أن تشكل انعطافة‬ ‫مهمة في حياته‪ ،‬وسيكون لهم بصمة واضحة في‬ ‫اختيار ممثليهم احملليني‪ ،‬والترشح والتصويت‪ .‬ولكن‬ ‫لألسف‪ ،‬أعلن عن تأجيل االنتخابات‪ ،‬ولم يعد املسؤولون‬ ‫يتحدثون عنها‪ ،‬مما يعني أن القرار كان مبيتا‬ ‫بتعطيلها‪ .‬ولهذا نعتبرها فرصة ضائعة‪ ،‬وهدفا خارج‬ ‫الشباب‪ ،‬كما عبرت عنها الهيئة الفلسطينية لإلعالم‬ ‫وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬في الندوة احلوارية التي‬

‫هانيا البيطار‪ -‬رئيسة التحرير‬ ‫جمعت عددا من الشباب واملسؤولني واملراقبني‪ ،‬الذين‬ ‫ناقشوا على طاولة واحدة آثار هذا التأجيل وتبعاته‪،‬‬ ‫الذي يجمع كثيرون أنه لم يكن في الصالح العام‪،‬‬ ‫بغض النظر عن أسبابه‪ ،‬ومركز اتخاذ القرار بشأنه؛‬ ‫إذ يعتقد املواطنون أن التأجيل جاء لدواع سياسية‬ ‫مرفوضة‪ ،‬حيث ال يعقل أن تبقى رقاب العباد معلقة‬ ‫بني هذا الفصيل وذاك‪ .‬وهنا يناشد الشباب الرئيس‬ ‫حسم هذه القضية‪ ،‬وإلزام اجلميع بضرورة تعزيز القيم‬ ‫الدميقراطية في عقول املواطنني‪ ،‬خاصة الشباب؛ ألن‬ ‫املمارسة الدميقراطية تعد ضمانة لبناء مجتمع ونظام‬ ‫سياسي قائم على التفاهم ال التناحر‪.‬‬

‫هيئة التحرير الشبابية‬ ‫رئيسة التحرير‪:‬‬ ‫هانيا البيطار‬ ‫مجلة متخصصة صادرة عن الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل‬ ‫دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬ضمن برنامج شباب من أجل التغيير؛‬ ‫«فاعلوا اليوم قادة الغد»‪.‬‬ ‫الناشر‪ :‬بياالرا ‪2865-ISSN: 1563‬‬ ‫الهيئة الفلسطينية لالعالم‬ ‫وتفعيل دور الشباب ‪-‬بياالرا‬ ‫بدعــم مــن‪:‬‬

‫عبد اجلواد حميد‬ ‫زكريا مفرح‬ ‫غدير توام‬ ‫مرمي عطايا‬

‫مدير التحرير‪ :‬حلمي أبو عطوان‬ ‫مدقق لغوي‪ :‬مفيد حماد‬ ‫إخراج فني‪ :‬منال زهور‬

‫مساعدو مدير التحرير‬ ‫هبة بطة‬ ‫محمد أبو علي‬ ‫دنيس حسنني‬ ‫نرمني حبوش‬

‫صابرين أبو خليل‬ ‫فداء عياش‬ ‫غدير منصور‬ ‫عيسى اخلطيب‬ ‫عبد توايهه‬ ‫سياف زراع‬ ‫حكمت املصري‬ ‫معن مصلح‬ ‫أنس طبطب‬

‫الستقبال كتاباتكم الرجاء التواصل‬ ‫معنا على عنواننا التالي‪:‬‬ ‫املكتب الرئيس‪ -‬جبع‪ /‬القدس‬ ‫فاكس‪022346715 :‬‬ ‫هاتف‪022346710 :‬‬ ‫البريد االلكتروني‪pyalara@pyalara.org :‬‬ ‫املكتب الفرعي‪ -‬غزة‬ ‫تلفاكس‪082843880 :‬‬ ‫البريد االلكتروني‪gz.pyalara@pyalara.org :‬‬

‫املواد املنشورة ال تعبر عن وجهة نظر‬ ‫اجلهات الداعمة‬

‫‪our sponsors are in no way accountable for‬‬ ‫‪this publication‬‬


‫‪3‬‬

‫حــــــــــــوار‬

‫مسار العملية االنتخابية‪ ...‬إلى أين؟!‬ ‫فداء عياش‪ /‬رام الله‬ ‫جاء قرار مجلس الوزراء الفلسطيني بتحديد يوم‬ ‫السبت املوافق ‪ 2016/10/8‬موعدا إلجراء انتخابات‬ ‫مجالس الهيئات احمللية‪ ،‬وتكليف جلنة االنتخابات‬ ‫املركزية بالبدء في إجراء كافة التحضيرات‬ ‫والترتيبات الالزمة‪ ،‬لتنظيم االنتخابات في موعدها‬ ‫احملدد‪ ،‬كما قرر تكليف وزير احلكم احمللي مبتابعة‬ ‫إمتام التنظيم‪ ،‬وإجراء االنتخابات‪ ،‬مع جلنة االنتخابات‬ ‫املركزية‪ .‬وكان من املقرر أن جتري االنتخابات‬ ‫في ‪ 416‬هيئة محلية في الضفة الغربية–مبا فيها‬ ‫محافظة القدس‪ -‬وقطاع غزة‪.‬‬ ‫وحترك الدم الفلسطيني إلجناز هذا القرار‪ ،‬بكل‬ ‫شفافية وشغف‪ ،‬للتغيير والتطوير في املجالس‪ ،‬وبعد‬ ‫فترة الترشح‪ ،‬وبالتحديد بتاريخ ‪ ،2016/8/21‬قام‬ ‫بعض احملامني برفع قضية مستعجلة إلى القضاء‬ ‫تقضي الطعن في االنتخابات احمللية‪ ،‬فجاء قرار‬ ‫محكمة العدل العليا بتاريخ ‪ 2016/9/8‬بوقف مؤقت‬ ‫إلجراء االنتخابات‪ ،‬وتأجلت احملكمة للبت في القضية‬ ‫إلى تاريخ ‪.2016/10/3‬‬ ‫وقررت محكمة العدل العليا الفلسطينية في جلستها‬ ‫التي انعقدت في الثالث من تشرين األول‪ ،‬االستمرار‬ ‫بإجراء االنتخابات في الضفة الغربية وإسقاط إجرائها‬ ‫في قطاع غزة لعدم وجود قضاء شرعي مشكل حسب‬ ‫القانون األساسي والقوانني ذات العالقة‪ .‬فأوصت اللجنة‬ ‫في رسالة بعثتها إلى الرئيس محمود عباس بتأجيل‬ ‫االنتخابات احمللية ملدة ستة أشهر‪ ،‬بحيث يتم خاللها‬ ‫ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني‪ ،‬وبعد قرار مجلس‬ ‫الوزراء القاضي بتأجيل االنتخابات احمللية في جميع‬ ‫احملافظات حفاظا على وحدة الوطن‪.‬‬

‫ونتيجة لهذه املسارات املختلفة التي دخلت فيها العملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬كان ملجلة «همة شباب» مقابلة صحفية‬ ‫مع وكيل وزارة احلكم احمللي؛ محمد حسن جبارين‪،‬‬ ‫للحديث أكثر عن مسار العملية االنتخابية وإلى أين‬ ‫وصلت‪.‬‬

‫سبب التأجيل‬

‫إن األسباب في تأجيل االنتخابات حسب ما أوضحها‬ ‫السيد جبارين كثيرة‪ ،‬ولكن تدور حول مدينة‬ ‫القدس بأنها غير مضمنة في االنتخابات‪ ،‬وشكوك‬ ‫حول شرعية االنتخابات في قطاع غزة‪ ،‬ومن هي‬ ‫السلطة التنفيذية هناك‪ ،‬عدا عن إسقاط خمس قوائم‬ ‫حلركة فتح كانت مرشحة خلوض االنتخابات‬ ‫احمللية في القطاع‪.‬‬ ‫فيما أكد جبارين أن قرار محكمة العدل العليا هو‬ ‫قرار مستقل بذاته‪ ،‬وعلى الشعب الفلسطيني االلتزام‬ ‫به مهما كان‪.‬‬

‫جلان تسيير األعمال‬

‫وأوضح جبارين أنه عندما يتم تأجيل االنتخابات فإنه‬ ‫وحسب القانون الفلسطيني؛ وبعد استكمال الدورة‬ ‫االنتخابية أربع سنوات‪ ،‬يحق للحكومة بعد ذلك‪،‬‬ ‫عبر وزارة احلكم احمللي حل كافة الهيئات احمللية‪،‬‬ ‫وتشكيل جلان تسيير أعمال ملدة عام؛ للقيام بأعمال‬ ‫املجالس‪.‬‬

‫قرار احملكمة‬

‫وكانت محكمة العدل العليا بالضفة الغربية قد‬ ‫أصدرت قرارها بتاريخ ‪ 2016/10/3‬الذي يقضي‬ ‫«بتنفيذ قرار مجلس الوزراء بإجراء االنتخابات في‬

‫ ‬ ‫من اليمني‪ :‬ماجد العاروري وبهاء توام وحسن خريشة خالل ندوة حوارية في رام الله‬

‫كافة الهيئات احمللية في أرجاء الوطن عدا قطاع غزة»‪.‬‬ ‫وقررت احلكومة الفلسطينية تأجيل إجراء االنتخابات‬ ‫احمللية ألربعة أشهر‪ ،‬خالل جلستها املنعقدة بتاريخ‬ ‫‪ 2016/10/4‬في اخلليل‪ ،‬حيث قال رئيس الوزراء‬ ‫رامي احلمد الله‪« :‬سيتم تأجيل االنتخابات أربعة أشهر‪،‬‬ ‫يتم خاللها توفير البيئة القانونية إلجرائها في يوم‬ ‫واحد» في الضفة والقطاع‪.‬‬ ‫وكان للشارع رأي آخر حول تأجيل االنتخابات‪،‬‬ ‫حيث أكد املواطن م‪.‬ع أن احلكومة فقدت ثقة‬ ‫الشارع باالنتخابات‪ ،‬وعليها قبل إعالن االنتخابات أن‬ ‫تعرف كيف تكسب ثقة الشارع أوال قبل اإلعالن عن‬ ‫االنتخابات مرة أخرى‪.‬‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬منذر خوالدة‬


‫‪4‬‬ ‫فلسطينيات‬

‫التصويت حق‪ ...‬والترشح حق‬

‫تمثيل النساء في االنتخابات ‪ ...2016‬إضاءة في عتمة‬ ‫الكوتا‪ ..‬فكرة أجهضت‬

‫هبة بطة‪ /‬بياالرا‬ ‫تعزز املشاركة السياسية للمرأة‪ ،‬وترشحها لالنتخابات‪ ،‬من فرص إعالء الصوت‬ ‫النسوي في الهيئات احمللية‪ ،‬ومتثيل املرأة الفلسطينية‪ ،‬وسماع صوتها‪ ،‬وإيصاله‬ ‫للمجتمع‪ ،‬مما ميهد إلحداث تغيير إيجابي فيه‪.‬‬ ‫وإذا ما اقتنعنا بالفكرة في املقدمة‪ ،‬فال بد من التساؤل عن متثيل املرأة؛ مشاركة‬ ‫وترشحا‪ ،‬في قوائم االنتخابات احمللية املؤجلة لعام ‪ ،2016‬خاصة حسب الفئة‬ ‫العمرية‪ ،‬وترتيب موقعها في القوائم املرشحة‪ ،‬ثم هل اختلف وجودها في هذه‬ ‫القوائم عن قوائم األعوام السابقة‪.‬‬ ‫يشير أنيس أبو سباع؛ الباحث في أمور األحزاب السياسية‪ ،‬إلى جهود حثيثة بذلت‬ ‫لتعزيز دور املرأة سياسيا؛ عبر تكثيف الندوات التوعوية‪ ،‬خاص خالل العام احلالي‪،‬‬ ‫وتنظيم ورشات عمل‪ ،‬وإصدار نشرات خاصة وكتيبات‪ ،‬والعديد من املشاريع‬ ‫التي تبنتها املؤسسات املعنية‪ .‬ويقول‪« :‬شددنا على أال تبقى املرأة رقم «خمسة» في‬ ‫القوائم؛ أي أال يقتصر األمر على القبول مبشاركة املرأة‪ ،‬ولكننا لم نصل إلى املستوى‬ ‫املطلوب مقارنة مع جهود اللجان ومؤسسات املجتمع املدني»‪.‬‬

‫هي نصف الناخبني‪ ...‬ولكن!‬

‫وفي الوقت الذي شكلت القوائم النسوية اخلالصة ما نسبته ‪ 24%‬من القوائم التي‬ ‫كانت ستنافس في هذه االنتخابات‪ ،‬يوضح أبو سباع أن متثيل املرأة في املجتمع‬ ‫الفلسطيني يشكل ‪ 50%‬منه‪ ،‬ويعتبر ذلك جيدا ظاهريا‪ ،‬ولكنه يتابع‪« :‬لم جند‬ ‫لدى النساء دافعية حقيقية للمشاركة؛ فاهتمام املرأة ككل بوجودها داخل‬ ‫مؤسسات منتخبة يتطلب وقتا وجهدا واجتماعات»‪ .‬ومن زاوية أخرى يبرز الوضع‬ ‫االقتصادي؛ فدخل املرأة مقارنة بالرجل ال يزال ضعيفا‪ ،‬ولذا يصعب عليها أن تغامر‬ ‫لتدخل في تشكيل قوائم ودعاية انتخابية مكلفة‪.‬‬ ‫ومتثل املرأة إحصائيا ‪ 49%‬في سجل الناخبني للعام احلالي‪ ،‬لكن أبو سباع يقول‪:‬‬ ‫«آليات جلنة التسجيل هي التي رفعت نسبة النساء في السجل‪ ،‬عبر زيارة املناطق‬ ‫والوصول إلى الناخبني‪ ،‬حيث دخل مسجلو اللجنة املؤسسات والبيوت ليقوم الناس‬ ‫بالتسجيل»‪.‬‬ ‫متثيل املرأة في سجل الناخبني‬

‫متثيل املرأة في الترشح‬

‫أما فيما يخص متثيل املرأة في الترشح؛ فيشير أبو سباع إلى أن موضوع الكوتا‬ ‫النسائية مهم‪ ،‬ولهذا أخذت األحزاب السياسية مجتمعة على نفسها ميثاق شرف‬ ‫خالل اجتماع مع جلنة االنتخابات املركزية مؤخرا‪ ،‬أن ترفع نسبة الكوتا النسائية‬ ‫من ‪ 20%‬إلى ‪ ،30%‬ويقول‪« :‬ولكن لألسف‪ ،‬فإن جميع األحزاب‪ ،‬من تقليدية‪ ،‬إلى‬ ‫تقدمية واشتراكية ويسارية‪ ،‬لم تنجح في ذلك‪ ،‬فبقيت النسبة ‪ 20%‬فقط»‪،‬‬ ‫ويرجع ذلك إلى إشكالية داخل بنية األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫ويؤكد أنه ال يوجد نص قانوني على أن تكون نسبة الكوتا النسوية ‪ ،30%‬ولكن‬ ‫هناك دول طبقت ذلك دون قانون؛ كرواندا‪ ،‬حيث جند أن هذه الكوتا وصلت فيها‬ ‫إلى أكثر من ‪50%‬؛ ألن األحزاب هناك أخذت هذا األمر على عاتقها‪ ،‬والتزمت به‪.‬‬

‫الشابات األكثر متثيال‬

‫وترتفع نسبة التمثيل وفق الفئة العمرية (‪ )35-25‬كما هو موضح في الرسوم‪،‬‬ ‫لتبلغ نسبة النساء فيها ‪ ،35%‬وعزا أبو سباع السبب في ارتفاع نسبة متثيل النساء‬ ‫في هذه الفئة بسبب أن غالبية نسائها إما طالبات جامعيات‪ ،‬أو خريجات‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫«لقد استهدفنا اجلامعات للتعريف بالكوتا‪ ،‬كما أن الفتيات في مقتبل أعمارهن‬ ‫ميلكن درجة عالية من الوعي بحقوقهن في املشاركة السياسية‪ ،‬والرغبة في اتخاذ‬ ‫القرارات وصنعها‪ ،‬وميتلكن حب التجربة وخوض غمار االنتخابات‪ ،‬أو إنهن في‬ ‫مقتبل العمر ولم يقع على كواهلهن أعباء ثقيلة بعد»‪.‬‬

‫ترتيبها في القوائم‪ ...‬إضاءة في عتمة‬

‫وفي ترتيب القوائم‪ ،‬احتلت النساء املرتبة األولى في تسع منها‪ ،‬مما جعل أبو سباع‬ ‫يعتبر ذلك «إضاءة في عتمة»‪ ،‬ويتابع‪« :‬ولكن ملاذا ال تكون الرقم واحد‪ ،‬أنا أشجع من‬ ‫لديها الكفاءة»‪ .‬واعتبر أن تلك النسبة ممتازة في هذه املرحلة‪ ،‬ولكن الصورة التي‬ ‫نريدها للمرأة في املجتمع غير كاملة‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا الرقم يزيد بقائمتني عن‬ ‫ترشيحات سنة ‪.2015‬‬ ‫وفي ‪ 36‬قائمة‪ ،‬احتلت النساء الرقم الثاني‪ ،‬حيث يقول أبو سباع‪« :‬هذه النسبة أيضا‬ ‫تدعونا للتفاؤل أكثر»‪ .‬فيما احتلت النساء رقم ثالثة في ‪ 156‬قائمة‪.‬‬ ‫التمثيل النسائي وفق الفئة العمرية‬

‫ترتيب املرأة في القوائم املترشحة‬ ‫‪3.6%‬‬ ‫‪0.9%‬‬

‫‪8.1%‬‬ ‫‪22.34%‬‬ ‫‪51.21%‬‬

‫‪48.79%‬‬

‫‪15.6%‬‬ ‫‪35.8%‬‬

‫‪23.3%‬‬ ‫‪16.2%‬‬

‫‪77.66%‬‬ ‫‪32.8%‬‬

‫ذكر‬

‫أنثى‬

‫أنثى‬

‫ذكر‬

‫أكبر من ‪55‬‬ ‫‪45-36‬‬

‫‪55-46‬‬ ‫‪35-25‬‬

‫‪58.1%‬‬


‫‪5‬‬ ‫من غزة‬

‫خدمات البلديات في قطاع غزة واقع علينا أن نحسن قراءته‬ ‫دنيس حسنني‪ /‬غزة‬ ‫ال ينكر أحد الدور املهم امللقى على كاهل البلديات‪ ،‬في حتقيق أقصى معايير‬ ‫اجلودة‪ ،‬وضمان حياة مستقرة وصحية ألفراد املجتمع‪ .‬ولكن حني نتحدث عن‬ ‫البلديات في قطاع غزة‪ ،‬فال ميكننا حتييد املشاكل األساسية التي يعاني منها‬ ‫الغزيون‪ ،‬واملتمثلة باحلصار والوضع االقتصادي السيئ‪ ،‬مقابل اخلدمات التي تقدمها‬ ‫البلديات‪ ،‬التي تعتبر املركز األساسي واألول في تقدمي اخلدمات للمواطنني في‬ ‫املناطق اجلغرافية التي تشرف عليها‪ ،‬وهي دائما محل انتقاد‪ .‬وهذا يبدو بديهيا إذا‬ ‫ما حتدثنا عن مستوى اخلدمات التي تقدمها ومدى قدرتها على تقدميها‪.‬‬ ‫ومن املجدي التعرف على الواقع الذي تعيشه البلديات في القطاع‪ ،‬لنتمكن من تقدير‬ ‫مدى قيامها بعملها وتقصيرها‪ ،‬علما أن هذا احلديث ال يبرر عدم أداء البلديات ألعلى‬ ‫مستوى من خدماتها مهما كانت التحديات‪.‬‬ ‫يقول صبحي أبو رضوان؛ رئيس بلدية رفح‪ ،‬إن احلصار والوضع االقتصادي يلقيان‬ ‫بظاللهما على عمل البلديات؛ فنتيجة الوضع االقتصادي السيئ‪ ،‬ال يدفع املواطنون‬ ‫مستحقات البلدية عليهم‪ ،‬ويضعف عملية اجلباية‪ ،‬وهنا «ال ميكن للبلدية أن تقدم‬ ‫خدماتها بالشكل املطلوب‪ ،‬أو حتى أن تدفع رواتب العاملني فيها» كما يقول‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬هذه الظروف جتعل إصالح اآلليات التي تتعطل ضربا من اخليال»؛ ففي‬ ‫بلدية رفح يوجد كباش ال يعمل منذ سبعة أشهر‪ ،‬ولم تتمكن البلدية من إدخال‬ ‫قطع الغيار اخلاصة به عبر املعابر‪ .‬ويوضح أن تكرار إغالق املعابر يؤدي إلى عرقلة‬ ‫عمل البلدية‪ ،‬مما ينعكس سلبا على اخلدمات املقدمة للمواطنني‪.‬‬ ‫ويؤكد أبو رضوان أن أزمة الكهرباء في غزة تلقي بظاللها على عمل البلدية‪ ،‬إذ يتم‬ ‫إلزامها بشراء كميات كبيرة من السوالر لتشغيل اآلبار واحملطات‪ ،‬مما يفاقم األزمة‬ ‫املالية فيها‪ ،‬ويقول‪« :‬كما ينعكس عدم دخول اإلسمنت سلبا على عدد التراخيص‬ ‫التي متنح للمواطنني‪ ،‬مما يؤدي إلى تقلص إيرادات البلدية»‪.‬‬ ‫ولكن أبو رضوان يتحدث عن أهمية تبادل اخلبرات بني البلديات‪ ،‬ووضع خطط‬ ‫إستراتيجية مشتركة‪ ،‬وتغيير األنظمة‪ ،‬كأسس للنهوض بالعمل البلدي في‬ ‫القطاع‪ .‬ويؤكد على ضرورة توعية املواطن حول اخلدمات التي تقدمها البلدية‪،‬‬

‫ ‬ ‫سوق رفح املركزي‬

‫وأهمية دوره في التعاون واملشاركة في حتسني جودة اخلدمات‪ ،‬واملسؤولية التي‬ ‫تلقى على عاتق املواطن في ترشيد االستهالك‪ ،‬ودوره في التنمية املستدامة‪.‬‬

‫املهام أكبر من اإلمكانيات‬

‫ويؤكد شحدة أبو روك؛ رئيس بلدية منطقة خزاعة احلدودية‪ ،‬أن وضع البلديات‬ ‫الصغرى سيئ؛ فاملعدات متهالكة‪ ،‬وصيانتها تكلفة كبيرة ال تستطيع البلدية حتمل‬ ‫أعبائها‪ .‬ويقول‪« :‬إن إمكانيات البلدية ضعيفة مقارنة مع املهام املطلوبة منها‪ ،‬وهناك‬ ‫فجوة بني البلدية واملواطن‪ ،‬الذي ال يفهم أن البلدية ال تقدم اخلدمات املطلوبة بسبب‬ ‫عدم توفر اإلمكانيات لديها»‪.‬‬ ‫ويرى أن من مسؤولية املؤسسات توعية املواطن حول واقع البلديات‪ ،‬واخلدمات التي‬ ‫تقدمها‪ ،‬وأهمية اجلباية؛ «فكما ال يتحرج املواطن من دفع فواتير الهاتف اجلوال أو‬ ‫التلفون‪ ،‬عليه أن يفهم أنه يجب عليه دفع الفواتير املستحقة عليه للبلدية؛ لتتمكن‬ ‫من تقدمي اخلدمات بشكل أفضل؛ األمر الذي يعود بالنفع بالدرجة األولى على حياة‬ ‫املواطنني» كما يقول‪.‬‬

‫مسؤولية الطرفني‬

‫وال ميكننا إنكار التحديات التي تواجه البلديات؛ فاملنطق يقر بحقيقة التحديات‬ ‫الناجمة عن احلصار والوضع االقتصادي على مناحي احلياة كافة في قطاع غزة‪.‬‬ ‫ولكن يهمنا احلديث هنا عن أهمية أال تتخذ البلديات هذه التحديات شماعة تعلق‬ ‫عليها الضعف الذي تعاني منه في تقدمي اخلدمات‪ ،‬بل يجب عليها العمل دائما‪،‬‬ ‫وتكثيف اجلهود للنهوض بالعمل البلدي‪ ،‬ومواجهة التحديات‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب اآلخر يجب على املواطن أن يكون أكثر وعيا بهذا الواقع املرير‪،‬‬ ‫وبأداء ما عليه من واجبات جتاه البلديات‪ .‬وملؤسسات املجتمع املدني دور في توعية‬ ‫املواطنني واالهتمام باملشاريع التي من شأنها املساهمة في عملية حتسني اخلدمات‬ ‫التي تقدمها البلديات‪ ،‬وإشراك الشباب واملجتمع في عمليات صنع القرار على‬ ‫مستوى احلكم احمللي‪ ،‬األمر الذي سينعكس على حتسني واقع البلديات في قطاع‬ ‫غزة وفلسطني عموما‪.‬‬

‫ ‬

‫املصدر‪ :‬بلدية رفح‬


‫‪6‬‬

‫أريــــافنــــــا‬

‫بيت حانون تنهض من تحت الردم‬ ‫عبد اجلواد حميد‪ /‬غزة‬ ‫أطلق هذا االسم على هذه املنطقة نسبة إلى بيت عبادة أسسه‬ ‫امللك الوثني حانون‪ ،‬الذي اتخذ منها مصيفا له‪ .‬ومتيز عصره‬ ‫بكثرة املعارك التي وقعت بينه وبني امللك اليافي حروب‬ ‫طاحنة‪ ،‬حتى أهلك كل منهما اآلخر‪ ،‬فنحت له أتباعه متثاال‬ ‫وضعوه في بيت العبادة؛ فاشتهرت القرية باسم «بيت حانون»‪.‬‬ ‫وورد في تاريخ بئر السبع أنه في سنة ‪ 720‬ق‪.‬م‪ ،‬سار امللك‬ ‫سرجون بجيوشه إلى جنوب فلسطني‪ ،‬وأخضع أهلها حلكمه‪.‬‬ ‫ثم دخل أهلها اإلسالم خالل الفتوحات اإلسالمية‪ .‬وقد جرت‬ ‫على مر التاريخ العديد من املعارك الدموية على أرضها؛ فهي تعد‬ ‫باب غزة الشمالي‪.‬‬

‫املوقع اجلغرافي‬

‫تقع بلدة بيت حانون إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة‪،‬‬ ‫ويحدها من الغرب واجلنوب أراضي بلدة بيت الهيا‪ ،‬وتصنف‬ ‫ضمن مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية‪ .‬وترتفع ‪50‬‬ ‫مترا فوق سطح البحر‪ ،‬ويعتبر موقعها اجلغرافي مميزا؛‬ ‫كونها حتتوي على أكبر معبر بري يربط قطاع غزة‬ ‫باألراضي الفلسطينية احملتلة عام ‪ ،1948‬ويسمى معبر بيت‬ ‫حانون؛ «إيرز»‪ ،‬الذي يعد حاليا املتنفس الوحيد للغزيني‬ ‫للتنقل والسفر من وإلى قطاع غزة‪.‬‬

‫عدد السكان‬

‫يقدر عدد سكان بيت حانون بحوالي ‪ 40‬ألف نسمة‪،‬‬ ‫غالبيتهم العظمى تسكن داخل املدينة‪ ،‬فيما تسكن أقلية‬ ‫منهم في منطقة العزبة واألبراج احمليطة بها‪ .‬وتبلغ مساحة‬

‫صوريف‬ ‫زكريا مفرح‪ /‬صوريف‬ ‫تقع بلدة صوريف شمال غرب مدينة اخلليل وتبعد عنها‬

‫املدينة ‪ 12‬ألف دومن‪ ،‬يقيم‬ ‫السكان على مساحة ثالثة آالف‬ ‫دومن منها‪.‬‬

‫املهن‬

‫تعتبر بيت حانون مدينة‬ ‫زراعية‪ ،‬حيث تعتمد غالبية‬ ‫سكانها على الفالحة لكسب‬ ‫قوت يومهم‪ ،‬ومن أشهر ما‬ ‫كانت متتاز به املدينة زراعة‬ ‫احلمضيات‪ ،‬حيث تشكل‬ ‫األراضي الزراعية من البلدة ما نسبته ‪ 45%‬من إجمالي‬ ‫مساحتها‪ ،‬ولكنها تعرضت ألضرار فادحة بفعل جتريف آليات‬ ‫االحتالل للمزروعات والتربة عدة مرات‪.‬‬

‫معالم سياحية‬

‫ومن أبرز املعالم السياحية في البلدة مسجد النصر‪ ،‬الذي شيد عام ‪637‬هـ؛‬ ‫ابتهاجا بنصر املسلمني على الفرجنة آنذاك‪.‬‬

‫التعليم‬

‫تفتقر املدينة ملؤسسات التعليم العالي؛ من كليات ومعاهد‬ ‫ومراكز التعليم املستمر‪ .‬كما يعاني قطاع التعليم في بيت‬ ‫حانون من النقص احلاد في عدد املدارس‪ ،‬الذي ال يتجاوز ثماني‬ ‫مدراس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني‬ ‫«أونروا»‪ ،‬وأربع مدارس تابعة للحكومة‪ ،‬ولهذا يعاني طلبة‬ ‫املدينة من ازدحام شديد داخل الفصول‪ ،‬مما يضطر املدارس‬ ‫للعمل بنظام الدوام املسائي‪ ،‬حيث تفتح املدارس أبوابها لفترتني‪:‬‬ ‫‪25‬كم‪ ،‬وتتربع على سلسلة من اجلبال‪ ،‬التي ترتفع ما‬ ‫بني ‪ 600‬و‪800‬م عن سطح البحر‪ .‬وقد بنيت البلدة في‬ ‫العهد الروماني‪ ،‬واسمها حتريف لكلمة (سريفا) السريانية‪،‬‬ ‫التي تعني صك الدراهم‪ .‬ويقال إنها كلمة منحوتة من‬ ‫كلمتني‪ ،‬هما «سور الريف»؛ ألن اجلبال حتيط بها من‬ ‫جميع اجلهات كسور‪ .‬ويبلغ عدد سكانها ‪ 18000‬ألف‬ ‫نسمة‪.‬‬

‫املساحة واألراضي‬

‫بلغت مساحة أراضي صوريف‬ ‫قبل عام ‪1948‬م حوالي ‪45‬‬ ‫ألف دومن‪ ،‬ولكن االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي صادر أراضيها لبناء‬ ‫املستوطنات‪ ،‬فلم تعد مساحتها‬ ‫تزيد عن ‪ 30‬ألف دومن‪،‬‬ ‫أكثرها مهدد باملصادرة‪.‬‬ ‫وحتتوي البلدة على العديد‬

‫صباحية ومسائية؛ لتفي بحاجة الطالب الذين يتجاوز عددهم‬ ‫‪ 11000‬طالب وطالبة في جميع املراحل‪.‬‬

‫حروب ودمار‬

‫وقد تعرضت مدينة بيت حانون لدمار عظيم على يد‬ ‫جيش االحتالل اإلسرائيلي خالل سنوات االنتفاضة الثانية‪،‬‬ ‫الذي اجتاح البلدة عدة مرات‪ ،‬مت خاللها جتريف مساحات‬ ‫شاسعة من أراضيها الزراعية‪ ،‬وقصف املنازل في املنطقة‪،‬‬ ‫ومن أشدها قصف املدفعية اإلسرائيلية في ‪ 8‬تشرين الثاني‬ ‫‪ ،2006‬وأدى إلى مجزرة وقع ضحيتها ‪ 19‬شهيدا مدنيا‪،‬‬ ‫منهم ‪ 13‬من عائلة واحدة‪ ،‬فضال عن ‪ 40‬جريحا‪ .‬وفي متوز‬ ‫‪ ،2014‬خالل العدوان على غزة‪ ،‬تعرضت املدينة إلى هجوم‬ ‫إسرائيلي عنيف‪ ،‬اجتاحت خالله قوات االحتالل املدينة‪،‬‬ ‫ودمرت آالف املنازل‪ ،‬بعد أن اضطر سكانها للجالء عنها قسرا‬ ‫حتت وابل من قذائف الدبابات وقصف الطائرات‪ .‬وبعد انتهاء‬ ‫العدوان‪ ،‬تكشف حجم الكارثة‪ ،‬حيث أبيد عدد كبير من‬ ‫أحياء املدينة‪ ،‬مثل حي املصريني‪ ،‬وحي أبو عودة‪.‬‬ ‫من اخلرب األثرية القدمية‪ ،‬أهمها‪ :‬خربة علني‪ ،‬وخربة‬ ‫جمرين‪ ،‬وخربة أبو شوك‪ ،‬وخربة قالفا‪ ،‬وخربة دير‬ ‫موسى‪.‬‬ ‫ومعظم أراضيها زراعية‪ ،‬تشغل نسبة كبيرة منها أشجار‬ ‫الزيتون الذي يعتبر احملصول األول للمزارعني‪ ،‬كما تتم‬ ‫زراعة احلبوب واخلضراوات‪ ،‬ويحيط بصوريف أراضي بيت‬ ‫أمر وصافا من الشرق‪ ،‬ونحالني واجلبعة من الشمال‪ ،‬وبيت‬ ‫نتيف داخل األراضي احملتلة عام ‪1948‬م من الغرب‪،‬‬ ‫وخاراس وحلحول وجاال من اجلنوب‪.‬‬

‫احلياة االجتماعية‬

‫نسبة كبيرة من سكان صوريف متعلمون‪ ،‬ويحملون‬ ‫شهادات جامعية‪ ،‬ويعملون في وظائف حكومية وخاصة‪،‬‬ ‫إضافة إلى العمل في الزراعة وداخل اخلط األخضر‪.‬‬ ‫وفيها مجلس بلدي يعتبر من املجالس النشيطة على‬ ‫مستوى اخلدمات املقدمة للمواطنني‪ ،‬إضافة للعديد من‬ ‫اجلمعيات‪ ،‬وسبعة مساجد‪ ،‬وخمس مدارس‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫حاضنة الشباب‬

‫مشاركة الشباب في البلديات‪ ...‬تحد يستحق العناء‬ ‫دنيس حسنني‪ /‬غزة‬ ‫ماذا بعد انضمام الشباب للمجالس احمللية وتكوين جلان‬ ‫شبابية في البلديات؟ هل يتوقع أصال أن يستمر مثل هذه‬ ‫املجالس؟ وهل يلقي صناع القرار باال القتراحات الشباب‬ ‫وأفكارهم؟‬ ‫لقد ضعفت ثقة الشباب بقدرتهم على التغيير‪ ،‬وإميانهم‬ ‫بدورهم في صنع القرار‪ ،‬إال أن هناك بارقة أمل في استعادتها‬ ‫إذا أدركنا أن هناك إجنازات حققها شباب مميزون يؤمنون‬ ‫بدورهم‪ ،‬وجهات ال تزال متلك اإلميان بدورهم رغم الواقع‬ ‫القاسي الذي يعانون منه‪ ،‬كما في املركز الشبابي لبلدية‬ ‫رفح‪ ،‬الذي أصبح ضمن اإلطار الرسمي للبلدية‪ ،‬ليعمل منسقا‬ ‫بينها وبني الشباب‪.‬‬ ‫املالحظ أن جناح هؤالء يكمن في أنهم رموا وراء ظهورهم‬ ‫عبارات اإلحباط التي تثبط عزائمهم‪ ،‬وبرهنوا أنهم قادرون‬ ‫على اإلجناز والتحدي‪.‬‬ ‫وملجالس الشباب أو اللجان الشبابية في البلديات آثار إيجابية‬ ‫كبيرة على واقع املجتمع‪ ،‬أهمها تعزيز دور الشباب‪،‬‬ ‫ووصولهم إلى صناع القرار داخل البلديات‪ ،‬ومعرفتهم بآلية‬ ‫العمل في املجالس‪ .‬ومن املعرفة ينطلق كل جناح‪ .‬كما‬

‫ ‬ ‫أعضاء اللجنة املساندة مع مؤسسات وفعاليات كفر نعمة‬ ‫إنها تعزز عالقة املواطنني بالبلدية؛ فهؤالء الشباب هم‬ ‫الوسطاء بني البلدية والشارع‪ ،‬وهم األدرى بواقع املجتمع‬ ‫الذي يعيشون فيه‪ ،‬واألقدر على حمل رسائله إلى املختصني‪،‬‬ ‫ويوصل أصوات أقرانهم التي تسهم في تنمية مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫إن احلديث عن هذه التجارب الناجحة‪ ،‬وتناولها إعالميا‪،‬‬ ‫من شأنه أن يعمل على تشجيع املجالس البلدية في املناطق‬ ‫األخرى لتخوض جتربة مشاركة الشباب‪ ،‬ويدفع إلى‬

‫تصوير‪ :‬محمد عيشة‬

‫االهتمام بهم على املستوى الوطني‪ ،‬وإلى تغيير السياسات‬ ‫املتعلقة مبشاركتهم‪ .‬وقد حتقق ذلك بالفعل في مشروع‬ ‫«سوا نقرر ونغير»‪ ،‬الذي نفذته الهيئة الفلسطينية لإلعالم‬ ‫وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬بدعم من هيئة التعاون األملاني‪،‬‬ ‫حيث صدر عنه ورقة السياسات اخلاصة مبشاركة الشباب‬ ‫في احلكم احمللي‪ ،‬التي تبنتها وزارة احلكم احمللي‪ ،‬وهو إجناز‬ ‫ميكن البناء عليه مستقبال‪.‬‬

‫اللجان المساندة تزور الحكم المحلي للتعرف على منظومة العمل‬ ‫محمد أبو علي‪ /‬رام الله‬ ‫قامت اللجان الشبابية في مشروع «شباب من أجل التغيير»‬ ‫الذي تنفذه الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب‬ ‫«بياالرا» بدعم من مركز أولف باملي الدولي‪ ،‬بزيارة إلى‬ ‫وزارة احلكم احمللي كخطوة أولى للتعرف على الوزارة‬ ‫والصالحيات التي حتكم سير األعمال في الهيئات احمللية‪.‬‬ ‫حيث استقبلهم وزير احلكم احمللي؛ حسني األعرج مبينا‬ ‫لهم الدور الفاعل للوزارة والهيئات احمللية في بناء الدولة‬ ‫واملجتمعات‪.‬‬ ‫وفي بداية احلديث؛ أشار األعرج إلى أهمية دخول أعضاء‬

‫جدد ألسرة الهيئات احمللية خاصة من الفئات الشابة‬ ‫والنسوية‪ .‬وهذا ما أعطى حافزا للشباب بضرورة املشاركة‬ ‫في هيئات احلكم احمللي‪ ،‬فهذا القطاع يصنف على أنه‬ ‫الركيزة األساس لقيام الدولة؛ كونهم جزءا من املنظومة‬ ‫احمللية للرقي مبجتمعاتهم وإحداث التغيير اإليجابي فيها‪.‬‬ ‫وأثناء احلديث عصف في عقول الشباب الكثير من التساؤالت‬ ‫التي وجهوها للوزير‪ ،‬فتوجه أحدهم بسؤال عن مخصصات‬ ‫النشاطات الشبابية‪ ،‬وهل لها نصيب من ميزانيات الهيئات‬ ‫احمللية‪ ،‬فيقول األعرج إن مخصصات الوزارة للنشاطات‬ ‫الشبابية ليس كافية‪ ،‬فيما وعد بأنه سيتم صرف‬ ‫مخصصات خلدمة قطاع الشباب في مجاالت عدة‪ ،‬وسيأخذ‬

‫ ‬ ‫اللجان املساندة خالل زيارة للحكم احمللي‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫بعني االعتبار تطلعات الشباب ضمن خطط الوزارة القادمة‪.‬‬ ‫فيما سأله آخرون عن دور الهيئات احمللية في التنشئة‬ ‫االقتصادية للبلديات والقرى الفلسطينية‪ ،‬وأجابهم األعرج‬ ‫بأن هناك تقصيرا من الهئيات احمللية في التنشئة االقتصادية‪،‬‬ ‫وأنهم يصبون جهودهم في القطاعات اخلدماتية أكثر من‬ ‫غيرها‪ ،‬ولكن سيكون هناك حتسينات في املراحل القادمة‬ ‫للهيئات احمللية لتطوير القطاع االقتصادي‪.‬‬ ‫وتخللت الزيارة مناقشة بني الشباب ومديري الدوائر في‬ ‫الوزارة‪ ،‬حيث طرحوا خاللها مجموعة من التساؤالت حول‬ ‫اختصاص الهيئات احمللية ومشاريعها وانتخاباتها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أنظمة الرقابة واملتابعة واملوازنات‪ ،‬وكذلك القوانني التي‬ ‫حتكم عالقاتها باجلمهور‪ ،‬إذ كان لكل مدير عام دور في‬ ‫التكلم والتوضيح‪.‬‬ ‫فكانت فرصة للشباب في أن يتعرفوا على احلكم احمللي من‬ ‫رأس الهرم؛ النطالقهم إلى ساحة العمل امليداني ومساهمتهم‬ ‫الفاعلة في قراهم ومناطقهم املختلفة‪.‬‬ ‫وقد أخذ الشباب العمل على عاتقهم تشكيل جلان خاصة‬ ‫بهم جتمعهم خدمة الصالح العام واملجتمع؛ بحيث يكونوا‬ ‫وجهة الوصول لطموحات الشباب وتطلعاتهم‪ ،‬وحتى‬ ‫أفكار األطفال البسيطة؛ إليصالها لرؤساء وأعضاء املجالس‬ ‫والبلديات‪ ،‬وبذلك يكون الشباب قد توصلوا للهدف املطلوب‬ ‫واستطاعوا تفعيل عنصر الشباب على أكمل وجه‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫تـحــــــــــــــت ا‬

‫مزارع جبع غير المرخصة آفة بيئية وصحية خطيرة‬

‫ ‬ ‫إحدى مزارع جبع‬ ‫غدير توام‪ /‬جبع‬ ‫عشرات املواشي النافقة‪ ،‬وآالف احلشرات الضارة التي تعج في املكان‪ ،‬وروائح كريهة‬ ‫تنبعث من كل حدب وصوب في املناطق السكنية والبيوت املجاورة للمزارع الواقعة‬ ‫شرقي بلدة جبع قضاء مدينة القدس؛ تلك الصورة القاسية التي يعاني منها أهالي‬ ‫املنطقة الشرقية للبلدة‪ .‬فاملناشدات واحللول لألزمة النفسية والصحية واالجتماعية‬ ‫التي تسببت بها املزارع ال تزال قائمة‪ ،‬ونتساءل في ظل اجلدل املفروض على أرض‬ ‫الواقع‪ :‬ما هو األثمن واألكثر قيمة‪ :‬ما يجنيه أصحاب املزرعة والقائمون عليها من‬ ‫أصحاب رؤوس األموال؟ أم التلوث البيئي وصحة السكان في املنطقة؟‬ ‫لقد كانت مهمتنا تتجلى في استعراض أحد أسوأ السيناريوهات مبا تسببته مزرعة‬ ‫املواشي املتواجدة في اجلهة الشرقية للبلدة من انتشار األمراض الناجمة عن التخلص‬ ‫العشوائي للمواشي‪ ،‬والتي أدت إلى انتشار احلشرات ومهاجمتها للمزروعات وللبيوت‪،‬‬ ‫واقتحامها املنازل من خالل النوافذ واألبواب‪ ،‬كما وتسببت في ضيق للسكان؛ حيث‬ ‫أجبرتهم على إغالق النوافذ واألبواب ليال ونهارا‪ ،‬وصيفا وشتاء‪ ،‬وتالشي رغبة العيش‬ ‫بتلك املنطقة احملاذية للمزرعة‪ ،‬وتوقف عمليات إنشاء وإعمار املباني السكنية‪ .‬عدا‬ ‫عن التلوث البصري املتمثل بحجم اخلراب والدمار على أراضي البلدة‪ ،‬وتلوث التربة‪.‬‬ ‫ونحن كشباب في مشروع «شباب من أجل التغيير» الذي تنفذه الهيئة الفلسطينية‬ ‫لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا» بدعم من مركز أولف باملي الدولي‪ ،‬أجرينا‬ ‫مقابالت مع سكان املنطقة لالطالع على املعاناة اليومية‪ ،‬ومنحهم فرصة إليصال‬

‫ ‬ ‫األولى روث احليوانات‪ ،‬والثانية مسلخ غير قانوني‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬معن مصلح‬

‫مناشداتهم وأصواتهم والتعرف على مطالبهم‪ ،‬وما يطمحون إليه مستقبال‪ ،‬كحل‬ ‫ناجع لهذه املشكلة‪ ،‬وقد لوحظ مدى استياء السكان ملا آلت إليه األمور‪ ،‬ورغبتهم‬ ‫الشديدة بإيجاد احلل األمثل‪ ،‬واالستماع إلى شكواهم من قبل اجلهات املسؤولة‪.‬‬ ‫هذه مجرد بداية نسعى من خاللها إلى القيام بأفضل عمل ممكن‪ ،‬وإيجاد احلل‬ ‫األمثل‪ ،‬وتقدمي املساعدة للسكان‪ ،‬ونحن بحاجة إلى ضمان التنسيق مع اجلهات‬ ‫احلكومية املخولة باالهتمام مبثل هذه احلاالت‪ ،‬كما إننا سنبذل قصارى جهدنا‬ ‫لدعم املنطقة‪ ،‬ونريد أيضا الدعم من السكان أنفسهم‪ ،‬ومن اجلهات احلكومية‪ ،‬وغير‬ ‫احلكومية لدعم املنطقة وسكانها‪ ،‬ودفع االنتعاش السكني بها مجددا‪.‬‬ ‫يقول رئيس مجلس بلدية جبع؛ عبد الكرمي بشارات‪« :‬نعاني من وجود سبع مزارع‬ ‫غير قانونية‪ ،‬وغير مرخصة‪ ،‬ونحاول إزالتها ملا سببته من أضرار صحية وبيئية‬ ‫كبيرة على أهالي املنطقة»‪ .‬ويضيف بشارات‪« :‬لقد حاولنا التخلص منها بقوة‬ ‫القانون‪ ،‬ورفعنا شكوى في احملاكم‪ ،‬وحاولنا االجتماع ألكثر من مرة مع األهالي‬ ‫وأصحاب املزارع‪ ،‬قمنا خاللها بطرح عدة اقتراحات وشروط مكتوبة من أجل أن‬ ‫نتخلص من هذه املزارع نهائيا»‪.‬‬ ‫لليوم… ما زالت بلدة جبع تعاني كثيرا من األزمات املختلفة التي تهدد احلياة‬ ‫الصحية والنفسية واالجتماعية واالقتصادية ملواطنيها؛ التي ال تقل أهمية عن‬ ‫مشكلة املزارع‪ ،‬ولكن الوقت قد حان للنظر إلى أبعد من ذلك‪ ،‬ونتطلع إلى بلدة‬ ‫جبع أكثر أمنا وسالما‪ ،‬وجتديد االلتزام مبساعدة السكان في احلفاظ على حياتهم‬ ‫الصحية واالجتماعية‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬معن مصلح‬


‫‪9‬‬

‫الـمـجـهــــــــــــر‬

‫مبادرة «حياتنا غالية»‬

‫لمحاربة ظاهرة السيارات غير القانونية بكفر نعمة‬ ‫مرمي عطايا‪ /‬كفر نعمة‬ ‫أصبحت ظاهرة انتشار السيارات غير القانونية واملعروفة لدينا باسم السيارات‬ ‫«املشطوبة» في قرية كفر نعمة غرب مدينة رام الله‪ ،‬مشكلة تؤرق األهالي‬ ‫والقانون على حد سواء‪ .‬ويبرر املواطنون اقتناء السيارات غير القانونية بتلبية‬ ‫احلاجة في ظل غالء السيارات‪ ،‬فيما يرى املسؤولون أنها ظاهرة غير قانونية يجب‬ ‫محاربتها بكافة الوسائل‪.‬‬ ‫وتشكل السيارات غير القانونية أخطارا على أهالي القرية؛ فحوادث السير التي‬ ‫تسببها كثيرة‪ ،‬ويذهب ضحيتها العديد من اإلصابات‪ ،‬عدا عن حاالت الوفاة؛‬ ‫وخصوصا بني األطفال والشباب‪ .‬إذ إن السبب وراء ذلك أن هذه السيارات ال يجرون‬ ‫أعمال الصيانة الالزمة لها‪ ،‬وال تكون مهيأة أو صاحلة للسير على الشوارع‪.‬‬ ‫وتستخدم السيارات «املشطوبة» في كثير من األحيان في أعمال خارجة عن‬ ‫القانون‪ ،‬كما تسبب عدم انتظام حركة السير على الشارع العام‪ ،‬ويوضح يوسف‬ ‫التايه؛ نائب رئيس مجلس القرية أن حوالي ‪ 60%‬من سائقي هذه املركبات غير‬ ‫حاصلني على رخص قيادة‪ ،‬وال يعرفون اللوائح والتعليمات واإلرشادات املروية التي‬ ‫يجب االلتزام بها‪ .‬ويضيف التايه‪« :‬أكثر األشخاص استخداما لها هم القاصرون‬

‫الذينيقومون بإزعاج‪ ،‬وينشرونحاالت قلق وقت راحة أهالي القرية‪ ،‬وفي أوقات‬ ‫متأخرة من الليل‪.‬‬

‫مبادرة حياتنا غالية‬

‫وملواجهة ذلك واحلد من ظاهرة السيارات غير القانونية في القرية؛ قامت مجموعة‬ ‫من شباب القرية بتشكيل مجلس شبابي مصغر ضمن مشروع «شباب من أجل‬ ‫التغيير» الذي تنفذه الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا» بدعم‬ ‫من مركز أولف باملي الدولي‪ ،‬بتنفيذ مبادرة حتت عنوان «حياتنا غالية»؛ التي بدأت‬ ‫مسيرتها بحملة توعية مبخاطر تلك السيارات على حياة األهالي والطلبة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التوجه إلى رئيس مجلس القرية ومديري املدارس وإجراء لقاءات معهم؛ لتوضيح‬ ‫مدى خطورة ومعاناة القرية من هذه املشكلة‪ ،‬وللخروج مبسيرة طالبية من أمام‬ ‫املدرسة‪ ،‬وصوال إلى وسط القرية؛ إليصال رسالة للجميع حول مخاطر هذه السيارات‪.‬‬ ‫ولم يقف عمل املجموعة الشبابية عند هذا احلد‪ ،‬فقد قامت بتشكيل جلنة من‬ ‫أهالي القرية لتتواصل مع الشباب الذين يقودون تلك السيارات وأهاليهم للحد من‬ ‫اإليذاء‪ ،‬وتنحيتهم عن األمر‪ .‬وقررت اللجنة واملجلس الشبابي إن لزم األمر التواصل‬ ‫مع قسم الشرطة حملاسبة هؤالء األشخاص بشكل قانوني‪.‬‬

‫ناقلة واحدة للقرى الثالثة!‬

‫أهالي حزما يعانون من تراكم النفايات المستمر‬ ‫صابرين أبو خليل‪ /‬حزما‬ ‫برزت قضية بلدة حزما على وجه اخلصوص من معاناة األهالي جراء التراكم‬ ‫املستمر للنفايات في شوارعها وعلى جوانب الطرقات العامة‪ ،‬كأحد أهم املشكالت‬ ‫التي أخذت اللجنة املساندة في مشروع «شباب من أجل التغيير» في حزما على‬ ‫عاتقها مسؤولية إحداث تغيير وحل املشكلة التي لم تكن جديدة‪ ،‬ولكنها تفاقمت‬ ‫مع مرور الوقت‪ ،‬وذلك بإشراف الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب‬ ‫«بياالرا»‪ ،‬بدعم من مركز أولف باملي الدولي‪.‬‬ ‫إذ قامت اللجان بتصوير وتوثيق مشكلة النفايات في القرى الثالثة؛ حزما وجبع‬ ‫ومخماس‪ ،‬وتوضيح أثرها الصحي والبيئي على األهالي‪ ،‬كما ومت إعداد تقرير‬ ‫مصور يوضح تفاصيل القضية لعرضه في ندوة حوارية مع اجلهات احلكومية‬ ‫املسؤولة؛ ليقف كل طرف على مسؤولياته حلل املشكلة في القرى الثالثة‪.‬‬ ‫ويرجع أصل املشكلة إلى نقص الناقالت املخصصة لنقل النفايات؛ إذ خصصت ناقلة‬ ‫واحدة فقط للقرى الثالثة‪ ،‬وهذا ال يكفي لسد احتياجاتها‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص‬ ‫بلدة حزما التي يزيد عدد سكانها عن ‪ 8000‬نسمة‪.‬‬ ‫ونظرا للجهد الذي تقوم به ناقلة النفايات القدمية للقرى الثالثة‪ ،‬ومع ازدياد الكثافة‬ ‫السكانية في القرى‪ ،‬وبعد مكب النفايات (مكب برزاني‪ /‬العيزرية)‪ ،‬تتعطل الناقلة‬ ‫أحيانا‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم النفايات بشكل كبير في الشوارع‪ ،‬ويدفع باألهالي‬ ‫إلى حرقها‪ ،‬مما يفاقم من املشكلة بأمراض وغبار وغيرها من املشاكل الصحية‬ ‫والبيئية‪.‬‬ ‫وحتتاج حزما إلى حافلة نقل نفايات مخصصة لها لتقوم على نقل النفايات‬ ‫بشكل يومي؛ وذلك من أجل احملافظة على بيئة خالية من النفايات‪ ،‬لذا اقترح‬

‫أين احلاوية؟! ‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫شباب اللجان في املشروع أن يتم تخصيص ناقلة نفايات لقرية حزما‪ ،‬تعمل‬ ‫طيلة األسبوع في القرية‪ .‬وهذا األمر يستدعي حتركا عاجال وفوريا من اجلهات‬ ‫املختصة‪ ،‬وخاصة بلدية حزما‪ ،‬واحملافظة‪ ،‬ووزارة احلكم احمللي‪ ،‬للتغلب على هذه‬ ‫املكرهة البيئية في البلدة التي تسبب اإلزعاج‪ ،‬وعدم االرتياح للسكان؛ ويأمل‬ ‫شباب اللجان من اجلهات املختصة ضرورة اإلسراع باالستجابة ملطالب السكان؛‬ ‫من أجل احملافظة على بيئة صحية‪ ،‬ونظيفة‪ ،‬تصلح للعيش الكرمي‪ ،‬واالستخدام‬ ‫البشري‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫مبادرات‬

‫حملة نظافة األرض في بيت حانون‬ ‫حكمت املصري‪ /‬غزة‬ ‫على ما يقارب مساحة الدومن ونصف الدومن‪ ،‬يتراكم‬ ‫حطام املنازل املدمرة جراء العدوان األخير على غزة‬ ‫عام ‪ ،2014‬أمام مدرسة هايل عبد احلميد في بلدة‬ ‫بيت حانون‪ ،‬شمال شرق قطاع غزة‪ ،‬فاملشهد برمته‬ ‫ميثل تلوثا بيئيا وصحيا على طلبة املدرسة املجاورة؛‬ ‫وعلى عيادة بيت حانون الطبية‪ .‬من هنا انطلقت‬

‫مبادرة «حملة نظافة األرض مقابل مدرسة هايل عبد‬ ‫احلميد ببيت حانون»؛ التي نفذها مشروع «شباب من‬ ‫أجل التغيير» في الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل‬ ‫دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬بدعم من مركز أولف باملي‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫وهدفت املبادرة إلى تنظيف األرض من الركام‪،‬‬ ‫وإخالئها من أي مواد قد تؤدي إلى انتشار األمراض‪،‬‬ ‫حفاظا على سالمة طلبة املدارس ومرضى العيادة‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬اسماعيل أبو حطب‬

‫وتخللت هذه املبادرة مجموعة من األنشطة التي قام‬ ‫خاللها الشباب من بلدة بيت حانون بزيارة إلى البلدية‪،‬‬ ‫وتوضيح مدى أهمية مشاركتهم في إزالة الضرر‬ ‫هناك‪ ،‬ومت تنفيذ بعض التدريبات مع املشاركني‬ ‫باملشروع‪ ،‬لتقدمي التوعية الكاملة لهم حول كيفية‬ ‫التنفيذ واإلدارة للحملة‪ ،‬واملشاركة باملناظرات على‬ ‫املستوى احمللي‪ ،‬إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية‬ ‫إلدارة املدرسة‪ ،‬والعيادة‪ ،‬والتعرف على آراء الناس‬ ‫احمليطني باملنطقة‪ ،‬ليتم تنظيم مناظرة مع البلدية‬ ‫واملسؤولني والشباب املشاركني‪.‬‬ ‫وتقول آالء سعدات؛ إحدى املشاركات في املشروع‪ ،‬إن‬ ‫نظافة األرض مهمة جدا‪ ،‬وخاصة بني األهالي في تلك‬ ‫املنطقة‪ ،‬الذين يعانون من حساسية في الصدر‪ ،‬ونوهت‬ ‫بأن التدريب قد قدم لها الكثير من املهارات‪ ،‬وتطوير‬ ‫قدرات الشباب‪ ،‬ومساعدتهم على كيفية إدارة احلملة‪،‬‬ ‫وإقناع اآلخرين بها‪.‬‬ ‫ويؤكد منسق املشروع؛ عالء مقبل‪ ،‬أن مؤسسة‬ ‫«بياالرا» تسعى دائما إلى التعرف على أهم القضايا‬ ‫املجتمعية لتسليط الضوء عليها‪ ،‬ومتابعة حلولها مع‬ ‫املسؤولني وصناع القرار‪ ،‬مبشاركة شباب املشروع‪،‬‬ ‫الذين يتم تأهيلهم ملتابعة قضاياهم‪.‬‬

‫حملة معالجة الحفر الصغيرة في بيت الهيا‬ ‫نرمني حبوش‪ /‬غزة‬ ‫مع دخول فصل الشتاء‪ ،‬تفاقمت مشكلة وجود احلفر‬ ‫الصغيرة في شوارع مدينة بيت الهيا‪ ،‬شمال قطاع‬ ‫غزة؛ فتلك احلفر متتلئ باملياه‪ ،‬مما يؤدي إلى عرقلة‬ ‫سير املواطنني‪ ،‬ووقوع األطفال فيها‪ ،‬ومن هنا قام‬ ‫شباب مشروع «شباب من أجل التغيير» مببادرة حملت‬ ‫عنوان‪« :‬حملة ضغط على بلدية بيت الهيا ملعاجلة‬ ‫احلفر الصغيرة في الشارع»‪ ،‬نفذتها الهيئة الفلسطينية‬ ‫لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬بدعم من‬ ‫مركز أولف باملي الدولي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى عرقلة حركة املواطنني‪ ،‬تعرقل احلفر‬ ‫كذلك حركة املركبات يوميا؛ وقد هدفت املبادرة‬ ‫إلى ترميم احلفر في الشوارع الرئيسة‪ ،‬وتخللتها مجموعة‬ ‫من األنشطة التي قام بها الشباب إلقناع البلدية بترميم‬ ‫الشوارع‪ ،‬بعد أن تلقوا التدريبات الالزمة حول التوعية‬ ‫الكاملة بكيفية التنفيذ واإلدارة للحملة واملشاركة‬ ‫باملناظرات على املستوى احمللي‪ ،‬كما مت تدريبهم‬ ‫على كيفية املشاركة باملناظرة‪ ،‬والعمل امليداني‪،‬‬ ‫الذي متثل بزيارات ميدانية للشوارع الرئيسة‪ ،‬واملناطق‬

‫املختلفة‪ ،‬ملعرفة آراء أصحاب احملالت‪ ،‬والترتيب ملناظرة‬ ‫مع مسؤولي البلدية‪ ،‬وقسم الهندسة فيها‪ ،‬وصناع القرار‪.‬‬ ‫ورأت فاطمة حمودة أن املشروع قدم لها التدريبات التي‬ ‫طورت قدراتها‪ ،‬وصقلت شخصيتها‪ ،‬وأكسبتها املهارات‬

‫الالزمة إلدارة احلملة والترويج لها‪ ،‬وأكدت على أن‬ ‫تنوع التدريبات ساعد في اختيار القضية وحتليلها‪،‬‬ ‫وكيفية التعامل معها على جميع املستويات‪ ،‬فنتج‬ ‫عنها هذه احلملة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬بلدية بيت الهيا‬


‫‪11‬‬

‫عيون الواقع‬

‫الشباب الفلسطيني يتحدى الواقع الصعب‬ ‫الذي يخلق نوعا من عدم الرضا بني الشباب الفلسطيني‪.‬‬

‫دور املؤسسات ال يزال ضعيفا‬

‫ ‬ ‫ميدان املنارة‪ -‬رام الله‬ ‫هبة بطة‪ /‬بياالرا‬ ‫ال ميكن جتاهل الواقع بحلوه ومره؛ فحقائق الواقع مرهونة‬ ‫بالفرد وكيفية تعامله معها‪ ،‬والواقع أن اجلزء األكبر من هذا‬ ‫املجتمع ميثله الشباب‪ ،‬كأكبر فئة حتاول أن تعايش الواقع‬ ‫االجتماعي الراهن بإدراك‪ ،‬وترسم أجمل التوقعات واآلمال‬ ‫والطموحات‪ ،‬لعل اللوحة تتنبأ مبستقبلهم الحقا‪ .‬وميكن‬ ‫أن يكون هذا ما أكد عليه الروائي عبد الرحمن منيف‪ ،‬في‬ ‫كتابه «عروة الزمان الباهي»‪ ،‬عندما كتب‪« :‬إن اجليل نفسه‪،‬‬ ‫رمبا‪ ،‬يتحمل النصيب األكبر من املسؤولية؛ ألن أحالمه‬ ‫كانت أكبر من طاقاته‪ ،‬ورغباته أوسع من إرادته»‪.‬‬ ‫ومن املسلمات التي نؤمن بها أن الشباب هم عود احلياة الغض‬ ‫الذي يكبر ويشتد‪ ،‬وتشتد معه أوطانهم‪ .‬وهذا يقودنا إلى‬ ‫حقائق تبينها اإلحصاءات في املجتمعات العربية الفتية‪،‬‬ ‫وخاصة املجتمع الفلسطيني‪ ،‬حيث يقدر عدد سكان فلسطني‬ ‫حتى منتصف العام احلالي ‪ ،2016‬بحوالي ‪ 4.81‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫وتظهر اإلحصائية أن نسبة األفراد من الفئة العمرية (‪)14-0‬‬ ‫هي ‪ ،39.2%‬في حني بلغت نسبة الشباب في الفئة العمرية‬ ‫(‪ )29-15‬سنة ‪ 30%‬من إجمالي عدد السكان‪ ،‬حسب اجلهاز‬ ‫املركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬واللجنة الوطنية للسكان‪.‬‬ ‫ولكن بكل أسف يعاني الشباب الفلسطيني من مشكالت قد‬ ‫حتول دون حتقيق طموحاتهم أحيانا‪ ،‬قد تتخذ أشكال حتديات‬ ‫داخلية وخارجية‪ ،‬وتتعلق بجوانب احلياة عامة‪ ،‬واملجتمعي‬ ‫منها خاصة‪ ،‬مما يتطلب أن يكونوا مستعدين لها‪ ،‬وقادرين على‬ ‫مواجهتها بحكمة ومتكن‪.‬‬ ‫وعند تفكيك كتلة املعيقات التي تواجه الشباب‪ ،‬جند على‬ ‫رأسها االحتالل اإلسرائيلي؛ صاحب النصيب األكبر من جهود‬ ‫حرمان الشباب الفلسطيني من حقه في التمتع بأدنى حقوقه‪،‬‬ ‫ومن احلريات األساسية؛ كالتنقل والعيش بسالم وكرامة‪،‬‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫خاصة في ظل تصعيد سلطات االحتالل من ممارساتها ضد‬ ‫الشباب خالل الهبة اجلماهيرية التي اندلعت في شهر تشرين‬ ‫الثاني من العام املاضي‪ ،‬ومنها التشديد على احلواجز العسكرية‪،‬‬ ‫وإطالق النار عليهم بحجة تنفيذ محاوالت طعن‪ ،‬أو التهديد‬ ‫باعتقالهم بسبب تعبيراتهم وتعليقاتهم على منصات التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنا من معيقات االحتالل‪ ،‬فسنجد في الدرجة الثانية‬ ‫نقص االهتمام بهم في مجتمع تقليدي حتكمه مجموعة من‬ ‫التقاليد االجتماعية‪ ،‬في ظل ضعف أداء املؤسسات بشكل عام‪،‬‬ ‫مما قد يؤدي إلى تفاقم املشكالت وتعقدها‪ ،‬لنجد ميال لدى‬ ‫الشباب نحو الهروب من هذا الواقع؛ فاألرقام واإلحصائيات التي‬ ‫تتعلق مبن غادر الوطن منهم‪ ،‬أو من ينتظر دوره للمغادرة‪ ،‬ال‬ ‫تبشر باخلير‪.‬‬

‫ارتفاع معدل البطالة‬

‫في عام ‪ ،2015‬سجلت البطالة بني الشباب من الفئة العمرية‬ ‫‪ 24-20‬عاما رقما قياسيا بلغت نسبته ‪ .36.5%‬ليكسره‬ ‫معدل البطالة لذات الفئة العمرية في الربع األول من عام‬ ‫‪ ،2016‬بارتفاعه إلى ‪43%‬؛ وفقا للجهاز املركزي لإلحصاء‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫ومع هذه األرقام املقلقة‪ ،‬يشير ناصر قطامي؛ وكيل وزارة‬ ‫العمل‪ ،‬في مقابلة معه على شاشة تلفزيون فلسطني‪ ،‬إلى‬ ‫األسباب التي أدت إلى هذا االرتفاع‪ ،‬عدا عن عائق االحتالل‬ ‫ومحاوالت تضييقه على السوق واالقتصاد الفلسطيني‪ ،‬فإن‬ ‫السبب األهم هو تراجع دعم الدول املانحة ملوازنة السلطة‬ ‫واملشاريع بشكل كبير‪ ،‬كما نصت عليه االتفاقات‪.‬‬ ‫ومما يلفت النظر تلك اإلحصائية التي نشرها اجلهاز املركزي‬ ‫لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬بأن ‪ 36%‬ممن يعملون في وظائف أو‬ ‫أعمال خاصة‪ ،‬ال تتواءم أعمالهم مع مؤهالتهم العلمية؛ األمر‬

‫وهنا ال بد من البحث عن دور املؤسسات األهلية أو احلكومية‬ ‫أو اخلاصة؛ ملا له من أهمية في تكوين الوعي والثقافة العامة‬ ‫للشباب‪ ،‬وتنميته اجتماعيا ومدنيا؛ لزيادة مشاركته في‬ ‫احلياة املجتمعية بفاعلية‪.‬‬ ‫ورغم تنوع املؤسسات وأهدافها‪ ،‬إال أنها يعاب على بعضها أنها‬ ‫ال تتبنى نهجا أو فلسفة واضحة في عملها مع اجليل الناشئ‪.‬‬ ‫وهناك مؤسسات يقتصر وجودها ونشاطها على أماكن ومدن‬ ‫ومناطق محددة‪.‬‬ ‫لقد بلغ عدد املنظمات غير احلكومية الفلسطينية ‪3600‬‬ ‫منظمة‪ ،‬تتوزع بواقع ‪ 2800‬في الضفة الغربية‪ ،‬و‪ 800‬في‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬حسب تقديرات معهد أبحاث السياسات االقتصادية‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬مما يعني أن تلك املنظمات يفترض أن تخلق أكثر‬ ‫من ‪ 40‬ألف فرصة عمل مدفوعة األجر‪ ،‬وتتلقى متويال أجنبيا‬ ‫يقدر مبليار و‪ 600‬مليون دوالر سنويا‪.‬‬ ‫ويبدو أن هناك خلال واضحا في تنوع املؤسسات‪ ،‬خاصة‬ ‫التثقيفية منها؛ كاملكتبات‪ ،‬أو تلك التي تقدم تعليما أو مواد‬ ‫تعليمية مجانية‪ ،‬والترفيهية التي تتعلق بالفنون واملسرح‪ ،‬عدا‬ ‫عن انعدام التنسيق فيما بينها بشأن البرامج التي تقترحها‪.‬‬ ‫وحسب تقرير أعده األستاذ بكر اشتية؛ أستاذ االقتصاد في‬ ‫جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬على موقع بوابة اقتصاد فلسطني‪،‬‬ ‫يتحدث عن قضية تبعثر إجناز هذه املنظمات‪ ،‬وانعدام التنسيق‬ ‫فيما بينها‪ ،‬حيث يقول‪« :‬يبدو أن هنالك خلطا على املستوى‬ ‫الرسمي الفلسطيني بني مؤسسات املجتمع املدني‪ ،‬ومؤسسات‬ ‫املجتمع األهلي‪ ،‬واملنظمات الدولية‪ ،‬وهي جميعا تندرج حتت‬ ‫عنوان املنظمات غير احلكومية‪ .‬ففي الوقت الذي تسعى فيه‬ ‫مؤسسات املجتمع املدني؛ كاألحزاب والتنظيمات السياسية‬ ‫والنقابات واجلمعيات واالحتادات‪ ،‬لتعزيز قيم املواطنة واملساواة‬ ‫والدميقراطية والعدالة والتنمية‪ ،‬يبقى املجتمع األهلي القائم‬ ‫على قيم العائلية والقبلية والديانة واملذهبية‪ ،‬هو اللبنة األولى‬ ‫املستهدفة لتشكيل مالمح املجتمع املدني»‪.‬‬ ‫وال ميكن أن نغفل أن جزءا من املسؤولية يقع على كاهل‬ ‫املؤسسات الشبابية التي تتبنى تنميتهم واستغالل طاقاتهم‬ ‫فيما ينفع الوطن‪ ،‬وهنا ال بد أن تتضافر جهودها‪ ،‬وأن يتعزز‬ ‫التنسيق فيما بينها‪ ،‬وأن تسير وفق خطوط واضحة في برامجها‬ ‫املختلفة؛ كي يتسنى للشباب التقدم في املجتمع‪ .‬وال ننسى أن‬ ‫اجلزء األكبر من هذا كله يقع على كاهل احلكومة‪ ،‬التي‬ ‫يتوجب عليها اتباع سياسات جديدة من شأنها توفير ما أمكن‬ ‫لهم من فرص تشغيلية تتوافق مع مؤهالتهم العلمية‪.‬‬ ‫قد تكون أحالم الشباب أكبر من طاقاته‪ ،‬ورغباته أوسع من‬ ‫إرادته‪ ،‬ولكن عليهم دوما أن يتمسكوا بكل فرصة تلوح باألفق‪،‬‬ ‫وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتحسني واقعهم االجتماعي املعيش‪،‬‬ ‫من أجلهم‪ ،‬ومن أجل من يأتي بعدهم من الشباب اليافعني‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫عصب المجتمع‬

‫مشاركة الشباب في االنتخابات السلم لبناء مجتمع ديموقراطي‬ ‫عيسى اخلطيب‪/‬حزما‬ ‫خطوة جتعلك تبدأ بالصعود نحو الدرجات املتبقية من السلم الذي طاملا قد عشنا‬ ‫ونحن جنهل وجوده في مجتمعنا؛ «مشروع شباب من أجل التغيير» الذي تنفذه‬ ‫الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا» بدعم من مركز أولف‬ ‫باملي الدولي‪ ،‬هو ذلك السلم الذي قادنا نحو بداية تغيير مجتمع محلي‪ ،‬وخلق واقع‬ ‫جديد‪ ،‬ورقابة شبابية منظمة‪ ،‬في منظومة تطوير سرعان ما تقود إلى التفكير‬ ‫فاإلبداع‪.‬‬ ‫واستهدف املشروع مناطق مهمشة‪ ،‬وحتمل قضايا منوعة مثل‪ :‬حزما وكفر نعمة‬ ‫صوريف وجبع بيت حانون وبيت الهيا‪ ،‬وكانت مخرجات اللقاءات التدريبية‬ ‫تنتهي باستفادة واضحة للجميع‪ ،‬األمر الذي جعل املشروع يخرج بصورة جميلة أمام‬ ‫الناس وأمام املتدربني أنفسهم‪.‬‬ ‫وبصفتي متطوعا في املشروع‪ ،‬كنت أالحظ اكتسابي للمعرفة التي كنت أحصل‬ ‫عليها من اللقاءات التدريبية التي لم تأخذ الشكل التقليدي‪ ،‬بل أخذت شكل ورش‬ ‫عمل‪ ،‬واعتمدت على احلوار الفعال‪ ،‬واملناقشات واملناظرات‪ ،‬األمر الذي مكننا من‬ ‫احلصول على أكبر قدر ممكن من اخلبرة واملعرفة‪.‬‬ ‫كما قمنا بزيارة إلى وزارة احلكم احمللي في رام الله‪ ،‬والتقينا مع وزير احلكم احمللي؛‬ ‫حسني األعرج‪ ،‬الذي أوضح لنا مدى أهمية وجود الشباب ومشاركتهم في العملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬لفرض أنفسنا على الساحة احمللية‪ ،‬ما عزز ثقتنا بأنفسنا كشباب‪.‬‬

‫فينـــــا خيــــر‬ ‫عبد توايهه‪ /‬بياالرا‬ ‫يبلغ احلاج إبراهيم ‪ 70‬عاما من العمر‪ ،‬ولم يعد قادرا على توفير قوت أسرته اليومي‪ ،‬بعد أن كان‬ ‫يعيل عائلته من عمله كجنائني داخل اخلط األخضر‪ .‬وخالل جولة قصيرة في القرية‪ ،‬اطلعنا‬ ‫على ظروف عائلته‪ ،‬فأخذنا على عاتقنا مساعدتها على توفير قوت يومها‪ ،‬وإصالح منزلها القدمي‪،‬‬ ‫وتوفير بعض املستلزمات الضرورية لهم‪.‬‬ ‫من نحن؟‬ ‫نحن توليفة شبابية من بلدة صوريف؛ شمال محافظة اخلليل‪ ،‬تنسج خيوط األمل بالتطوع‪ ‬والعمل‬ ‫على رسم ابتسامة على شفة من يفتقدها‪ ،‬ومند يد العون لفقير أو محتاج‪ ،‬وندخل البهجة على‬

‫وطلب األعرج منا بجملة كررها‬ ‫مرات عدة أن «نوجه بوصلتنا إلى‬ ‫فلسطني»‪ ،‬وأكد لنا أن املجتمع‬ ‫متجه ملرحلة انتخابية قريبة مما‬ ‫جعل مشاعرنا تقودنا إلى تخيل‬ ‫شكل الغرفة االنتخابية وقوائم‬ ‫املرشحني ولون صندوق االقتراع‪.‬‬ ‫وكشباب في املشروع كنا ننتظر‬ ‫ممارسة أول حق انتخابي لنا؛ ألن‬ ‫أعمارنا لم تكن تسمح لنا بذلك‬ ‫قبال في انتخابات عام ‪ ،2006‬ومن‬ ‫بعد احللم اجتهنا إلى الواقع‪ ،‬وبدأنا‬ ‫العمل على وضع آليات لتعزيز‬ ‫دورنا في هذه املرحلة‪ ،‬والتعرف على قوائم املرشحني في مناطقنا‪ ،‬والعمل معهم‪،‬‬ ‫حيث تدربنا‪ ،‬وكنا بصدد تطبيق ما تدربنا عليه في بعض املناطق املشاركة‬ ‫والقوائم االنتخابية‪.‬‬ ‫هدوء عام يخيم على األعضاء املتدربني‪ ،‬بعد اإلعالن عن تأجيل االنتخابات احمللية‪،‬‬ ‫ولكن كلنا أمل أن يكون هناك قرار يعيد العملية الدميقراطية املتمثلة في‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وأن تكون هناك مشاركة فاعلة للشباب فيها‪.‬‬ ‫قلوب األطفال‪ ،‬في ظل الظروف الصعبة التي يفرضها االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وما يترتب عليها من‬ ‫آثار نفسية سلبية‪ .‬ونسعى لتعزيز روح التطوع في بلدتنا‪ ،‬ونتحدى الصعوبات لنصل إلى أهدافنا‬ ‫دائما‪ ،‬ونلنا ثقة الناس بشعارنا‪ :‬تطوع ‪ ..‬انتماء ‪ ..‬إبداع ‪ ...‬عطاء‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫أهم إجنازاتنا‪:‬‬ ‫•قدمنا مساعدات عينية ومالية‪ ،‬وطرودا غذائية‪ ،‬ومالبس وأدوات منزلية‪ ،‬ورممنا بعض‬ ‫البيوت لعائالت مستورة‪.‬‬ ‫•جمعنا تبرعات عينية ونقدية بقيمة ‪ 60‬ألف شيكل لصالح أهالى غزة خالل العدوان‬ ‫اإلسرائيلي األخير عام ‪.2012‬‬ ‫•نظمنا أنشطة فرح ومرح ألطفال رياض األطفال واملدارس‪ .‬وأقمنا حفالت لألطفال خالل‬ ‫األعياد‪ ،‬وزعنا خاللها الهدايا واأللعاب عليهم‪.‬‬ ‫•شاركنا في حمالت الضغط واملناصرة على املستوى احمللي‪ ،‬ومنها الضغط على وكالة‬ ‫الغوث الدولية لفتح عيادة صحية في بلدة صوريف‪ ،‬وهو ما حتقق بجهود أبناء البلدة‬ ‫وأفراد املجموعة‪.‬‬ ‫•رسمنا العديد من اجلداريات‪ ،‬وزرعنا األشجار في مدارس البلدة وشوارعها‪ ،‬وطلينا أرصفة‬ ‫الشوارع‪.‬‬ ‫•شاركنا في العديد من املبادرات الشبابية على مستوى محافظة اخلليل والضفة‪.‬‬ ‫•ساعدنا األهالي خالل املنخفضات اجلوية‪ ،‬وكافحنا احلرائق‪.‬‬ ‫•ونحاول دائما تطوير أدائنا والنهوض بقدراتنا‪ .‬وفي جعبتنا العديد من كتب الشكر من‬ ‫املؤسسات املجتمعية وأهالي البلدة‪ ،‬وقد تبنى محافظ اخلليل مجموعتنا «فينا خير»‪ .‬ونحن‬ ‫نطمح لتوسيع أنشطتنا لينضم إلينا عدد أكبر من الشباب ذكورا وإناثا‪ ،‬لنصبح مجموعة‬ ‫رائدة على مستوى الوطن‪.‬‬

‫رسالتنا‬ ‫أسمى األعمال اإلنسانية تلك التي تنبع من القلب‪ ،‬والعطاء دون مقابل‪ ،‬فبادروا للتطوع خلدمة‬ ‫اإلنسان واملجتمع‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫جهــــــــــــــود‬

‫الشبـــــــــــاب يواجهــــــــــــــون الفســـــــــــــــاد‬

‫لقاء توعوي حول مكافحة الفساد‪ -‬بياالرا ‬ ‫سياف زراع‪ /‬بياالرا‬ ‫الشباب هم القوة األساس ألي تغيير مجتمعي‪ ،‬ميلكون أفكارا جديدة تواكب‬ ‫التطور التكنولوجي والعلمي‪ ،‬لكن معظم قدراتهم كامنة حتتاج للرعاية والتنظيم‪،‬‬ ‫ليساهموا بشكل أكثر فاعلية في خدمة بيئاتهم واملجتمع‪.‬‬ ‫وال يعني تطور الشباب ومناؤهم‪ ،‬وإشراكهم في احلياة العامة‪ ،‬عدم االستفادة‬ ‫من خبرة الكبار والبناء عليها‪ ،‬ورغم كوني شابا‪ ،‬إال أنني ال زلت بحاجة لتوجيه‬ ‫ورعاية وفق قاعدة «جيل يسلم جيال»‪ .‬من هذا املنطلق مت تخطيط مشروع «شباب‬ ‫من أجل التغيير؛ فاعلو اليوم قادة الغد»‪ ،‬الذي تشكل فيه الهيئة الفلسطينية‬ ‫لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬عدة جلان شبابية مساندة للهيئات احمللية‪،‬‬ ‫من بلديات ومجالس محلية وقروية‪ ،‬وغيرها من التشكيالت اإلدارية‪ ،‬في خطوة‬ ‫للدمج الفعلي في احمليط األقرب‪ ،‬وحتضيرهم للمشاركة املدنية واالجتماعية‪ ،‬حني‬ ‫تتاح لهم فرص الترشح واالنتخاب في أي انتخابات قادمة؛ فهم يخططون ويدعمون‬ ‫وينفذون األنشطة والفعاليات في هذه الهيئات‪ ،‬ويلعبون دورا محوريا في الرقابة‬ ‫على أعمال هيئاتهم‪ ،‬ويصوبون األخطاء‪ ،‬ويعززون األدوار اإليجابية‪ ،‬ويبنون عليها‪.‬‬ ‫ولعل أهم األدوار التي ميكن للشباب املساهمة فيها متابعة قضايا الفساد التي قد‬ ‫تقع في الهيئات احمللية واملؤسسات املجتمعية والقاعدية‪ ،‬إذ ميكن لوجودهم في‬ ‫تلك املؤسسات أن يتابعوا أداء املوظفني واإلداريني بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وبناء‬ ‫رقابة شبابية قد متنع أو حتد من حاالت الفساد الذي قد يقع على أكثر من شكل‪،‬‬ ‫وبالتالي حتقيق املساواة والعدالة االجتماعية‪ ،‬وتساوي الفرص أمام اجلميع‪ ،‬وتعزيز‬ ‫قيم الشفافية في اخلدمات املقدمة للجمهور دون محاباة أو تدخل لصالح شخص‪ ،‬أو‬ ‫حتقيق مصالح شخصية‪.‬‬ ‫ولتعزيز مفاهيم مكافحة الفساد‪ ،‬ونبذه بكافة أشكاله‪ ،‬ال بد من العمل على توعية‬ ‫الشباب حول قضايا الفساد‪ ،‬والتفريق بينها وبني اجلنح أو اجلرائم األخرى‪ ،‬وإبراز‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬غدير منصور‬

‫دورهم الرقابي‪ ،‬وتعريفهم بأهميته كواجب يقع على عاتقهم‪.‬‬ ‫وال بد من تعريف الشباب على اآلليات املختلفة لإلبالغ عن حاالت الفساد‪ ،‬والتواصل‬ ‫مع اجلهات املختصة‪ ،‬ولهذا دور في ردع الفاسدين للحفاظ على أركان الوطن‬ ‫وخدمته‪ .‬وقد جاء في املطوية التوعوية اخلاصة بهيئة مكافحة الفساد‪ ،‬حتت عنوان‬ ‫«اجلهات التي ينطبق عليها قانون مكافحة الفساد»‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫حدد القانون رئيس السلطة الوطنية ومستشاريه‪ ،‬ورؤساء املؤسسات التابعة‬ ‫للرئاسة‪ ،‬ورئيس وأعضاء مجلس الوزراء‪ ،‬ومن في حكمهم‪ ،‬ورئيس وأعضاء املجلس‬ ‫التشريعي‪ ،‬وأعضاء السلطة القضائية‪ ،‬والنيابة العامة وموظفيها‪ ،‬ورؤساء هيئات‬ ‫السلطة الوطنية وأجهزتها‪ ،‬واحملافظني‪ ،‬ورؤساء وأعضاء مجالس الهيئات احمللية‬ ‫والعاملني فيها‪ ،‬واملوظفني في أي جهة حكومية‪ ،‬ورؤساء ومجالس إدارة الشركات‬ ‫املساهمة العامة والعاملني فيها‪ ،‬ومأموري التحصيل ومندوبيهم‪ ،‬واألمناء على الودائع‬ ‫واملصارف‪ ،‬واحملكمني واخلبراء‪ ،‬واحلراس القضائيني‪ ،‬ووكالء الدائنني واملصنفني‪.‬‬ ‫وشمل القانون رؤساء ومجالس إدارة الهيئات واملؤسسات العامة واجلمعيات اخليرية‪،‬‬ ‫والهيئات األهلية التي تتمتع بالشخصية االعتبارية املستقلة‪ ،‬واألحزاب والنقابات‬ ‫ومن في حكمهم‪ ،‬واألشخاص املكلفني باخلدمة العامة‪ ،‬وأي شخص غير فلسطيني‬ ‫يشغل منصبا في أي من مؤسسات السلطة الوطنية‪ ،‬وأي شخص أو جهة يقرر مجلس‬ ‫الوزراء إخضاعهم ألحكام هذا القانون‪.‬‬ ‫ونص القانون على احلماية القانونية للمبلغني والشهود واخلبراء‪ ،‬وجاء فيه بهذا‬ ‫اخلصوص ما يلي‪:‬‬ ‫«تكفل الهيئة للشهود واخلبراء واملبلغني عن جرائم الفساد حسني النية‪ ،‬توفير‬ ‫احلماية القانونية والوظيفية والشخصية‪ ،‬وحتدد إجراءات حمايتهم‪ ،‬والتدابير‬ ‫اخلاصة بذلك‪ ،‬مبوجب نظام تعده الهيئة‪ ،‬ويصدر عن مجلس الوزراء»‪.‬‬

‫كن شريكا في حماية فلسطني من الفساد‬ ‫هيئة مكافحة الفساد‪ -‬البيرة‪ -‬البالوع‬ ‫هاتف‪ 2424016 02- :‬أو ‪ /2424017-02‬فاكس‪ /2424015-02 :‬البريد اإللكتروني‪ /Info@pacc.pna.ps :‬الصفحة اإللكترونية‪www.pacc.pna.ps :‬‬


‫‪14‬‬

‫البوصلة‬

‫بالدي أفضل من خالل صوتي الصحفي!‬

‫إعداد‪ :‬أنس طبطب‪ /‬بياالرا‬

‫أعضاء اللجنة اإلعالمية في مشروع شباب من أجل التغيير الذي تنفذه الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»يتحدثون عما سيقدمونه خلدمة بلدهم‬ ‫وقضاياهم من موقعهم هذا‪:‬‬

‫وصال محمد‪ /‬جبع‬

‫أشعر بالبهجة لدى سماعي أي خبر مفرح يتعلق‬ ‫بقريتي جبع؛ قضاء القدس‪ ،‬رغم املشاكل وحتديات‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ .‬ومنذ صغري كان حلمي أن‬ ‫أكون صحفية أللعب دورا كبيرا في قريتي‪ .‬وقد‬ ‫حتقق حلمي حني التحقت بكلية اإلعالم في جامعة‬ ‫القدس‪ .‬وبدوري كصحفية سأحاول قدر املستطاع أن أساعد على رقي قريتي‬ ‫بكلماتي أو صوتي أو عدستي‪ .‬سأنقل للعالم أن جبع جميلة بأهلها‪ ،‬وأن شبابها‬ ‫قادرون على التغيير فيها‪ ،‬وسأطرح املشاكل التي نعاني منها؛ سواء الكسارات أو‬ ‫املزارع العشوائية‪ ،‬أو إنارة الشوارع‪ ،‬حتى جند لها حال‪ .‬فقريتي فائقة اجلمال‪ ،‬ولكنها‬ ‫تنتظر خدمات جيلها املثقف الذي سيغرس شجرة في مسيرة رقيها وتطورها‪.‬‬

‫سنابل برادعية‪ /‬صوريف‬

‫طموحنا أن نصل إلى رأس الهرم عبر توعية األهالي‬ ‫بدور الشباب الفاعل‪ ،‬وأهمية إشراكه في صنع‬ ‫القرارات التي تخص صوريف قضاء اخلليل‪ ،‬فنحن‬ ‫الشباب منلك فكرا بناء يفيد حاضر مجتمعنا‬ ‫ومستقبله‪ .‬ونحن كصحفيني سنلعب دورنا في‬ ‫التركيز على األهداف التي يطمح الشباب لتحقيقها‪ ،‬ومنها‪ :‬تلوين جدران احلارات‬ ‫والشوارع بألوان زاهية؛ لبث روح احلياة واألمل والطاقة اإليجابية‪ ،‬وزراعة األشجار‪،‬‬ ‫وتنظيف البلدة إلظهارها بالشكل الذي تستحق‪ .‬شعارنا‪« :‬كلنا نحو بلدنا أجمل‪،‬‬ ‫بلدنا بشبابها تكبر»‪ .‬وسنحاول إيصال قضايا األطفال‪ ،‬والنساء‪ ،‬والرجال‪ ،‬والشيوخ‪،‬‬ ‫إعالميا؛ لنكون األهم واألكثر ثقة وصدارة بني اجلميع‪.‬‬

‫محمد عيشة‪ /‬كفر نعمة‬

‫إن أي رسالة إعالمية تعني أن لكل يوم فرصة مهما قل‬ ‫عدد كلماتها‪ ،‬لكنها حتمل في طياتها معاني كثيرة‬ ‫تدفع أي شخص يقرأها لإلحساس مبسؤولية جتاه وطنه‬ ‫وبلده الذي يعيش فيه‪ .‬لقد دفعني ذلك إلى تقدمي‬ ‫واجبي كأحد أعضاء اللجنة اإلعالمية في قريتي‪ ،‬وأن‬ ‫أكرس علمي ومعرفتي خلدمتها واالرتقاء بها نحو مستقبل واعد مليء باألمل‪ ،‬وحمايتها‬ ‫بالتوعية وإيصال الرسالة اإلعالمية دون حتيز‪.‬‬

‫محمد صبيح‪ /‬حزما‬

‫سأعمل على نشر أخبار بلدتي حزما؛ قضاء القدس؛‬ ‫ألوصل رسالتها للجميع؛ فالقرية تعاني من تهميش‬ ‫إعالمي كبير‪ ،‬خاصة في الفترة احلالية‪ ،‬حيث‬ ‫أغلقت قوات االحتالل مداخلها ومخارجها‪ ،‬واتبعت‬ ‫سياسة االعتقاالت املستمرة‪ ،‬وازداد مسلسل املداهمات‬

‫اليومية‪ ،‬والتنكيل باألهالي‪ .‬وهذا ما جتهله شريحة كبيرة من الناس‪ ،‬لذا أرى‬ ‫واجبي أن أعمل على إظهار املعاناة اليومية واملستمرة ألهلي‪ ،‬وتوثيق أنشطة املؤسسات‬ ‫والفعاليات املختلفة‪ ،‬ومساعدتها في نشر الثقافة وعادات أهل البلد وتقاليدهم‪.‬‬

‫رنا نعيم‪ /‬بيت حانون‬

‫أود الدفاع عن القضية‪ ،‬وعن طبيعة احلياة‬ ‫الفلسطينية؛ في ظل احلصار واألزمات التي‬ ‫تتعرض لها على يد سلطات االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫الغاشم‪ .‬سأحاول مع زمالئي تبديد مفهوم االنقسام‬ ‫بتشكيل فرق شبابية محايدة هدفها الدفاع عن‬ ‫حقوق الشعب واحتياجاته مبنأى عن التحيز‬ ‫ألي حزب‪ ،‬ونضع كتيبات توضح عمق األزمة‬ ‫ومضارها‪ ،‬وتصوير كل حادثة لتوثيقها في وسائل االتصال واإلعالم‪.‬‬

‫أحمد عدوان‪ /‬بيت الهيا‬

‫أحب أن أتواصل مع الناس في الشارع ألتعرف على‬ ‫مشاكلهم‪ ،‬وأنقلها إلى اجلهات املعنية لتجد حلوال‬ ‫فعالة‪ ،‬وتوعية الناس ببعض األمور واملعتقدات‬ ‫اخلاطئة في الشارع الفلسطيني للحد من آثار االنقسام‪.‬‬

‫روان قاسم‪ /‬بيت الهيا‬

‫أرغب في الدفاع عن القضية الوطنية عبر إنتاج‬ ‫أفالم وثائقية توضح احلقائق للمشاهد‪ ،‬وتنقل‬ ‫الواقع للعالم‪ ،‬وحتويل أي قضية يعاني املجتمع‬ ‫الفلسطيني منها إلى قضية رأي عام‪ .‬كصحفية أود‬ ‫أن أكون قلبا وقالبا مع اجلمهور خلدمته‪ ،‬وتوضيح‬ ‫ما يعانيه من مشكالت سياسية‪ ،‬وأن أعمل على خلق‬ ‫مبادرات تخدم اجلمهور‪ ،‬وأن ألفت انتباه وسائل‬ ‫اإلعالم إلى هذه املشاكل‪ ،‬وأطرحها كذلك على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫مهيار ناصر‪ /‬بيت حانون‬

‫طرح املشاكل التي تعاني منها مدينة بيت حانون‬ ‫في غزة وخاصة فئة الشباب‪ ،‬والعمل على إيجاد‬ ‫حلول للحد منها‪ ،‬ومن املعيقات‪ ،‬ومخاطبة اجلهات‬ ‫املعنية واملسؤولة عن هذه املشاكل‪ ،‬هي األهداف‬ ‫التي وضعتها نصب عيني حني عملت في اإلعالم‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫نقرشات‬

‫معاني أسماء المدن والدول والقارات‬ ‫غدير منصور‪ /‬بياالرا‬

‫مــــدن‬

‫يغلب علينا استخدام أسماء املدن والدول والقارات‪ ،‬حتى لم نعد نسأل عن أسباب‬ ‫تسميتها‪ ،‬وفيما يلي بعض هذه األسماء‪ ،‬وأسباب تسميتها‪:‬‬

‫نيويورك‪ :‬أطلق عليها قدميا اسم هولندا أو أمستردام اجلديدة؛ ألن الهولنديني هم‬ ‫أول من سكنها‪ .‬وبعد أن احتلها البريطانيون سموها نيويورك‪ ،‬نسبة لدوق مدينة‬ ‫يورك اإلجنليزية‪ .‬وتعتبر مانهاتن أكبر ضواحيها‪ ،‬والكلمة من لغة الهنود احلمر‪،‬‬ ‫وتعني نهاية العالم‪.‬‬

‫آسيا‪ :‬كلمة في اللغة السنسكريتية تعني البالد التي تشرق منها الشمس‪.‬‬

‫واشنطن‪ :‬نسبة جلورج واشنطن؛ قائد حرب االستقالل األميركية ضد‬ ‫البريطانيني‪.‬‬

‫قــــارات‬

‫إفريقيا‪ :‬يقال إنها سميت كذلك نسبة مللك عظيم حكم معظم بالد إفريقيا هو‬ ‫أفريقش بن صيفي‪ .‬وتذكر بعض املصادر أن االسم إلله النهر عند شعوب إفريقيا‪.‬‬ ‫أستراليا‪ :‬يعني االسم بالد اجلنوب في اللغة البولينيزية‪.‬‬ ‫أوروبا‪ :‬هنالك اختالف حول أصل التسمية‪ ،‬وأهم الروايات تقول إنه اسم إحدى‬ ‫بنات امللك الفينيقي أجينور‪ ،‬التي اختطفها أمير يوناني‪ ،‬وسميت أوروبا تيمنا بها‪.‬‬ ‫وهناك مصدر فينيقي آخر للتسمية التي تعني بالد الغرب؛ ألنها كانت تقع غرب‬ ‫بالد الفينيقيني‪ .‬وكلمة غرب في الفينيقية تعني أرب‪ .‬أما الرأي الثالث فمصدره‬ ‫اللغات اجلرمانية‪ ،‬حيث يعني االسم البالد الواسعة‪.‬‬ ‫أمريكا الشمالية والجنوبية‪ :‬تنسب للبحار‬ ‫اإليطالي أمريكوس فسبوتشي‪ ،‬الذي قاد أسطوال‬ ‫أكبر من أسطول كريستوفر كولومبوس‪،‬‬ ‫واكتشف الكثير من مناطق هذه القارة‪.‬‬

‫دول‬

‫روسيا‪ :‬نسبة لشعوب الرس أو الرش التي سكنت‬ ‫بالد الشمال‪.‬‬ ‫الصين‪ :‬بلغة املندرين وتعني السماء‪.‬‬ ‫منغوليا‪ :‬بالد احليوانات اخلمسة‪.‬‬ ‫اليابان‪ :‬قيل إن الكلمة تعني الشمس‪.‬‬ ‫الفلبين‪ :‬نسبة للملك اإلسباني فيليب الثاني‪.‬‬ ‫أندونيسيا‪ :‬تعني اجلزر الهندية‪.‬‬ ‫سنغافورة‪ :‬مدينة األسود‪.‬‬ ‫سيريالنكا‪ :‬بلغة التاميل وتعني اجلزيرة املشعة‪.‬‬ ‫باكستان‪ :‬بلغة األوردو وتعني األرض الطاهرة‪.‬‬ ‫سوريا‪ :‬كلمة يونانية تعني الشمس‪ .‬واسمها‬ ‫القدمي هو «خيت»‪ ،‬وقيل كذلك نسبة لآلراميني‬ ‫السريان‪.‬‬ ‫البرتغال‪ :‬بالد املرافئ‪.‬‬ ‫فنزويال‪ :‬البندقية الصغيرة‪.‬‬ ‫البرازيل‪ :‬كلمة برتغالية تعني شجر البراسيل‪.‬‬ ‫غواتيماال‪ :‬بالد الطيور التي تأكل األفاعي‪.‬‬

‫فيالدلفيا‪ :‬كلمة يونانية تعني احلب األخوي‪.‬‬ ‫كاليفورنيا‪ :‬األتون احلار‪.‬‬ ‫لوس أنجلوس‪ :‬من اإلسبانية وتعني املالئكة‪.‬‬ ‫فلوريدا‪ :‬أرض اخلضار‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫محطات مصورة‬

‫تصوير‪ :‬معن مصلح‪ /‬بياالرا‬

‫اللجان المساندة‪ ...‬محطات مصورة‬

‫شباب حزما يطالبون احلكم احمللي ومجلس اخلدمات‬ ‫املشترك بتوفير سيارة جديدة لنقل النفايات‬

‫شباب كفر نعمة يحاورون الشرطة واملجلس القروي‬ ‫إليجاد حلول ملشكلة املركبات غير القانونية‬

‫شباب جبع يحاورون الصحة والزراعة واحملافظة حول‬ ‫مشكلة مزارع جبع غير املرخصة‬

‫«حياتنا غالية»؛ حملة شبابية في كفر نعمة للتوعية‬ ‫من مخاطر املركبات غير القانونية‬

‫جلنة السالمة العامة في محافظة القدس تنفذ جولة ميدانية‬ ‫للوقوف على مشكلة مزارع جبع بعد ندوة حوارية مع الشباب‬

‫التخطيط واإلعداد عنوان عمل اللجان املساندة في كل املراحل‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.