همة شباب 4

Page 1

‫‪2018-2017‬‬ ‫العـــدد الــــرابع‬

‫مجلة متخصصة صادرة عن الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا» ‪ -‬ضمن برنامج شباب من أجل التغيري «فاعلو اليوم قادة الغد»‬

‫تصوير منذر خوالدة‬

‫رياح عاتية تعصف بنا من كل االتجاهات‪ ،‬واملهارة أن نثني الجسد يف مشهد حذر ال انحناء أو خنوع؛ ألنها تغلبنا إن اعتقدنا أنها ستكون ملرة واحدة‪،‬‬ ‫وعلينا أن نتوقع املزيد منها‪ ،‬فاستمرار الحياة يعني تعاظم التحديات‪ ،‬قالها جربان ووصفنا بـ«أوالد الحياة»‪ ،‬ونحن كذلك‪.‬‬ ‫ألف نعم‪ ،‬فشهيتنا للحياة مفتوحة‪ ،‬نحبها ونبحث عنها‪ ،‬ونعلم يقيناً أننا باألمل نستعيد عافيتنا‪ ،‬ونعتقد أن اليوم لتحقيق الحلم العريب بات قريبا‪،‬‬ ‫فاأليادي التي تبني الوطن تعرف طريق النرص‪ ،‬لسنا عبيدا ألحد‪ ،‬ولدينا ألف غاندي وألف مانديال وألف مارتن لوثر كنج وآخرون كرث‪...‬ونحن‪.‬‬ ‫لسنا غرباء‪ ،‬ولن نكون يوما‪ ،‬ونعلم أن غبار الركام تزيله ابتسامة‪.‬‬ ‫لسنا غرباء‪ ،‬ولن نكون يوما‪ ،‬ونعلم أن الفرج يأيت بعد الضيق‪.‬‬ ‫لسنا غرباء‪ ،‬ولن نكون يوما‪ ،‬ونعلم أن الحق ال يضيع ما دام وراءه مطالب‪.‬‬ ‫لسنا غرباء‪ ،‬ولن نكون يوما‪ ،‬ونعلم أن من يسعى يصل وإن كان مشواره من أقىص‪.‬‬ ‫لسنا غرباء‪ ،‬ولن نكون يوما‪ ،‬ونعلم أن القدس فلسطينية‪ ،‬والتاريخ فلسطيني‪.‬‬ ‫ولسان حال شبابنا يقول‪ :‬اليوم سنعمر الوطن‪ ،‬وغدا نبني الدولة‪ ،‬ونقيم الحدود واملطارات‪ ،‬وسنحرر الغيوم والسامء وأعايل البحار‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫االفتتاحية‬

‫‪2018-2017‬‬

‫ال تقتلوا التجربة يف مهدها!‬

‫تابعت بشغف االنتخابات البلدية التي‬ ‫جرت يف بلدة حزما شامل رشق القدس‪،‬‬ ‫ومل يكن اهتاممي نابعاً من مصلحة‬ ‫شخصية تجمعني بأي من القوائم‬ ‫االنتخابية‪ ،‬بل كان نابعا من اهتامم‬ ‫الزمالء يف الهيئة الذين يعملون عىل‬ ‫برنامج «شباب من أجل التغيري؛ فاعلو‬ ‫اليوم قادة الغد»‪ ،‬الذي يتم تنفيذه يف‬ ‫العديد من مناطق الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫ولألمانة املهنية؛ فإن الزمالء كانوا‬ ‫يخربونني أن رئيس البلدية السابق السيد‬ ‫موفق الخطيب‪ ،‬هو أحد الشخصيات‬ ‫املتعاونة مع الشباب‪ ،‬ويحظى باحرتام‬ ‫األهايل وتقديرهم؛ وكان يف بداية عام‬ ‫‪ 2017‬شارك يف ندوة حوارية مفتوحة‬ ‫عقدتها الهيئة‪ ،‬وناقشت فيها مشكلة‬ ‫سيارة جمع النفايات يف حزما وجبع‬ ‫ومخامس‪ ،‬وكان واضحا خاللها متابعته‬ ‫ألدق التفاصيل‪ ،‬واحرتامه وتقديره ألعضاء‬ ‫اللجنة الشبابية املساندة التي تم تشكيلها‬ ‫يف إطار الربنامج سالف الذكر‪.‬‬ ‫وكم كانت بلدتنا عظيمة عندما علمنا‬ ‫بتنصيب الشابة سمر صالح الدين رئيسة‬ ‫للبلدية‪ ،‬رغم أن األهايل يف حزما مل يدلوا‬ ‫بأصواتهم نتيجة ظروف معينة تتعلق‬ ‫مبواعيد تقديم القوائم االنتخابية للجنة‬ ‫االنتخابات املركزية‪ ،‬حيث كان الالفت‬

‫يف األمر قبول حزما بفعالياتها املختلفة‪،‬‬ ‫وتعاونهم مع السيدة صالح الدين يف‬ ‫مهمتها الجديدة‪ ،‬سواء أكان ذلك يندرج‬ ‫يف إطار القبول باألمر الواقع أم باحرتام‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫رجال يف الرشق‪ ...‬نساء يف الرشق‬ ‫طالعنا يف الفرتة األخرية قضية حجب‬ ‫الثقة عن رئيسة بلدية عزون رشق قلقيلة‪،‬‬ ‫الشابة يرسى بدوان البالغة ‪ 26‬عاما‪،‬‬ ‫حيث أجمع مثانية من أعضاء البلدية مبن‬ ‫فيهم سيدة عىل حجب الثقة عن أول‬ ‫رئيسة للبلدية‪ ،‬وبغض النظر عن األسباب‬ ‫والدوافع وراء اإلجامع سالف الذكر؛‬ ‫فإنني أعتقد أن الفرصة التي أعطيت‬ ‫لبدوان غري كافية‪ ،‬فحتى هذه اللحظة‬ ‫مل ميض عىل تسلمها لرئاسة البلدية سوى‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬وحسب الترصيحات اإلعالمية‬ ‫التي أدلت بها فإن األمر يتعلق بكونها‬ ‫أنثى تدير البلدية‪ ،‬بينام يقول خصومها‬ ‫إنها تنفرد باتخاذ القرارات‪ ،‬وتؤخر رواتب‬ ‫املوظفني‪ ،‬وال متتلك الخربة الكافية لرئاسة‬ ‫البلدية‪ ،‬ويف كال الحالتني فإن األمر يعترب‬ ‫غاية يف الخطورة‪ ،‬ويتطلب تدخال من‬ ‫أعىل املستويات القانونية والحقوقية‪،‬‬ ‫ورمبا يحتاج إىل تشكيل لجنة تحقيق‬ ‫وطنية تطلع الرأي العام عىل مجريات‬ ‫األحداث يف عزون‪ ،‬حيث إن ما يدور‬ ‫هناك يعترب انتكاسة وخيبة أمل لسببني‬ ‫رئيسة التحرير‪:‬‬ ‫هانيا البيطار‬

‫مدير التحرير‪ :‬حلمي أبو عطوان‬ ‫مدقق لغوي‪ :‬مفيد حامد‬ ‫مساعدو مدير التحرير‪:‬‬ ‫حكمت املرصي‬ ‫نريمني ح ّبوش‬

‫رئيسني هام‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬بدوان شابة يف مقتبل العمر‪،‬‬ ‫وإقصاؤها ميثل هدماً لجسور الثقة التي‬ ‫تحاول املؤسسات الرسمية واألهلية‬ ‫بناءها بني الشباب وصناع القرار لغايات‬ ‫دمجهم يف الحياة العامة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عزل بدوان يعترب صفعة يف وجه‬ ‫الحركات النسوية والجهود التي تنادي‬ ‫بدمج املرأة يف الحياة العامة وسوق‬ ‫العمل‪ ...‬الخ‪ ،‬كونها متثل نصف املجتمع‬ ‫تقريبا‪ ،‬وأثبتت خالل مراحل النضال‬ ‫املختلفة قدرتها عىل الحضور كرشيكة‬ ‫يف كل امليادين‪.‬‬ ‫خفض سن الرتشح‪...‬‬ ‫مطلب الشباب‬ ‫أقامت «بياالرا» مؤخرا ندوة حوارية‬ ‫ضمت أعضاء من املجلس الترشيعي‬ ‫ولجنة االنتخابات وحقوقيني ومؤسسات‬ ‫رسمية وأهلية‪ ،‬وجاءت يف إطار حملة‬ ‫وطنية للمطالبة بخفض سن الرتشح يف‬ ‫انتخابات الهيئات املحلية إذ إن القانون‬ ‫يشرتط بلوغ الشاب سن الـ ‪ 25‬للرتشح‪،‬‬ ‫بينام يجيز له االنتخاب يف عمر ‪ 18‬عاما‪.‬‬ ‫جهود الهيئة وغريها من املؤسسات‬ ‫تندرج يف إطار ضخ دماء جديدة يف‬ ‫الهيئات املحلية‪ ،‬مع إرصارنا عىل رضورة‬ ‫وجود الخربات يف هذه املجالس‪ ،‬لكن‬ ‫دون تفرد‪ ،‬ومن واقع التجربة فإن‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫سام دويكات‬ ‫حمزة درويش‬ ‫آية ادريس‬ ‫عالء رمياوي‬ ‫روان الكفارنة‬

‫محمد النجار‬ ‫دعاء سليامن‬ ‫وائل صالح‬ ‫الدين‬ ‫غدير توام‬

‫متابعة ميدانية‪ :‬ينال النبايل‬ ‫إخراج فني‪ :‬جاد القدومي‬

‫االنتخابات ال تتم وفق معيار الكفاءة‪،‬‬ ‫وإمنا بناء عىل توجهات حزبية‪ ،‬يغلب‬ ‫عليها الطابع العشائري يف معظم األحيان‪،‬‬ ‫األمر الذي يحد من وصول الشباب ملراكز‬ ‫صنع القرار أيا كان مستواهم‪.‬‬ ‫ومن خالل تجربتنا يف العمل مع‬ ‫الشباب يف اللجان املساندة ألعامل‬ ‫الهيئات املحلية؛ فإن عددا منهم أعلنوا‬ ‫يف بداية العمل عدم أهليتهم ورغبتهم‬ ‫يف استالم املناصب أو الوجود يف إطار‬ ‫اللجان املساندة نفسها‪ ،‬لكن التدريبات‬ ‫والتواصل مع مجالسهم وزياراتهم‬ ‫املتكررة لوزارة الحكم املحيل وحديثهم‬ ‫املبارش مع الوزير واملسؤولني‪ ،‬جعلهم‬ ‫ينظرون إىل األمر بطريقة مختلفة‪ ،‬حيث‬ ‫أعرب بعضهم أنهم أصبحوا قادرين‬ ‫عىل تسلم املناصب يف هيئاتهم املحلية‪،‬‬ ‫ولنا يف قرية مخامس املقدسية‪ ،‬وبلدة‬ ‫صوريف مبحافظة الخليل‪ ،‬مناذج حية‬ ‫عىل ذلك‪ ،‬من هنا بات من الرضوري‬ ‫العمل عىل هذه الحملة وتعزيزها كونها‬ ‫تعمل عىل دمج الشباب وتجعلهم رافدا‬ ‫لبيئاتهم املحلية‪.‬‬


‫من حقي‬

‫‪2018-2017‬‬

‫‪3‬‬

‫االنتخابات ضرورة وتعطيلها يعني التهميش‬ ‫حكمت املرصي‪ /‬غزة‬

‫تصوير هديل طاهر‬

‫تعترب االنتخابات واحدة من عالمات مترير أفكارهم ومواقفهم السياسية‪،‬‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وهي أساس تداول واإلسهام يف تحديد توجهات الرأي‬ ‫السلطة والتطور الفكري للمجتمعات‪ ،‬العام‪.‬‬ ‫حارضون ويطالبون!‬ ‫ويف الحاالت التي تتعطل فيها ألي‬ ‫سبب كان؛ تفتح املؤسسات الرسمية وهنا يتوجب منح الشباب فرص‬ ‫واألهلية صالونات النقاش لبحث املشاركة يف رسم السياسات داخل‬ ‫التداعيات الخطرية لتأجيلها أو إلغائها‪ .‬مجتمعاتهم‪ ،‬عرب تأهيلهم لهذا‬ ‫وإرشاك الشباب يف العملية السياسية العبء‪ .‬وهنا ميثل برنامج «شباب‬ ‫مطلب دائم‪ ،‬خاصة أن التجارب من أجل التغيري؛ فاعلو اليوم‬ ‫تثبت قدرتهم عىل إحداث التغيريات قادة الغد»‪ ،‬الذي تنفذه الهيئة‬ ‫الجذرية‪ ،‬وهو ما عرب عنه الربيع الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور‬ ‫العريب‪ ،‬سواء أتفقنا مع تداعياته الشباب «بياالرا» يف العديد من‬ ‫ومخرجاته أم اختلفنا‪ ،‬حيث كان مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة‪،‬‬ ‫االعتامد فيه عىل األدوات الجديدة‪ ،‬بالتعاون مع املؤسسات الرسمية‬ ‫ومن أبرزها مواقع التواصل واألهلية‪ ،‬مساحة متكن الشباب‬ ‫االجتامعي‪ ،‬التي أصبحت متثل التعبري من آرائهم بحرية‪ ،‬ولعل‬ ‫منصة مستقلة ميكن للشباب عربها الحملة الوطنية التي تطالب بخفض‬

‫سن الرتشح يف انتخابات مجالس‬ ‫الهيئات املحلية دليل حي‪.‬‬ ‫ويتطلب خفض سن الرتشح بذل‬ ‫الجهود التي من شأنها تقديم‬ ‫مرشوع قانون ينظر إىل الشباب كقوة‬ ‫فاعلة ومؤثرة لتعزيز حقوقهم يف‬ ‫الرتشح واالقرتاع يف انتخابات الهيئات‬ ‫املحلية‪ ،‬خصوصا أنهم ميثلون ‪%30‬‬ ‫من مجموع السكان‪ ،‬حسب الجهاز‬ ‫املركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ .‬‬ ‫ويحتاج الشباب للتوعية والتثقيف‬ ‫حول آليات الرتشح‪ ،‬واألنظمة‬ ‫واللوائح والقوانني‪ ،‬وبناء الربامج‬ ‫االنتخابية التي تؤهلهم للوصول إىل‬ ‫مراكز صنع القرار وتقلد املناصب‪ ،‬إذ‬ ‫ال يزال الشباب يواجهون تحديات يف‬ ‫تشكيل القوائم االنتخابية‪ ،‬ومن بينها‬

‫محاربة بعض األحزاب السياسية‬ ‫التي تضعهم يف ذيل قوامئها‪ ،‬مام‬ ‫يجعل فرص فوزهم أقرب للصفر‪،‬‬ ‫حيث يعترب بعضهم أن الشباب ال‬ ‫ميلكون املقومات الحقيقية املطلوبة‬ ‫للمشاركة يف الحياة السياسية أو‬ ‫حتى الخدماتية‪.‬‬ ‫ولذلك فإن تعديل القوانني الخاصة‬ ‫باالنتخابات هو الوسيلة التي تحمي‬ ‫حقوق الشباب وحريتهم يف الرتشح‪،‬‬ ‫وبعدها فليقرر الجمهور خياراته‪.‬‬ ‫كام إن ذلك يخفف من حدة‬ ‫البريوقراطية يف عملية اتخاذ القرار‪،‬‬ ‫ويسهم يف تخفيف االحتقان السيايس‬ ‫واالجتامعي بني املواطنني‪ ،‬بينام يقود‬ ‫تعطيلها إىل تهميش أكرب رشائح‬ ‫املجتمع‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الشركاء‬

‫‪2018-2017‬‬

‫التوعية بني البلدية واجلمهور‪...‬‬ ‫حكاية تكامل‬ ‫عالء رمياوي‪ /‬رام الله‬ ‫كغريها من البلديات‪ ،‬تسعى بلدية بني زيد‬ ‫الغربية إىل خلق وعي برضورة تعاون املواطنني‬ ‫مع طواقمها لتحقيق اإلنجازات‪ ،‬وتقديم الخدمات‬ ‫للمواطنني‪ ،‬ومنذ عام ‪ ،1965‬مع تأسيس البلدية‪،‬‬ ‫مل يكن حجم التأثري يليق مبا تقوم به البلدية‪،‬‬ ‫فالرتاكامت الناجمة عن طبيعة العمل‪ ،‬والفجوة‬ ‫بني املواطنني والبلدية‪ ،‬كانت السبب يف تراجع‬ ‫العمل البلدي يف املنطقة‪ ،‬ولعل حرص دور البلدية‬ ‫بشخص الرئيس‪ ،‬ال الطاقم البلدي الذي يعمل‬ ‫بشكل جامعي‪ ،‬كان سببا يف تعميق هذه الفجوة‪.‬‬ ‫يف هذا التقرير نلقي الضوء عىل واقع الحال‪.‬‬ ‫النصيب األكرب لتعبيد الشوارع‬ ‫وتركز البلدية يف هذه املرحلة عىل مشاريع البنية‬ ‫التحتية؛ نظرا لقدم شبكات املياه‪ ،‬وإنارة الشوارع‪،‬‬ ‫حيث تقول فاطمة الربغويث؛ رئيسة قسم العالقات‬ ‫العامة يف البلدية‪« :‬نركز عىل شبكة املياه التي‬ ‫تم مدها يف سبعينيات القرن املايض‪ ،‬وكذلك عىل‬ ‫شبكة الكهرباء التي يتم تطويرها بني فرتة وأخرى‪،‬‬ ‫وإنارة الشوارع التي يتم العمل عىل تغيريها»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬كام نعمل عىل إعادة تأهيل الشارع‬

‫الرئيس‪ ،‬خاصة عىل مدخل بلديت بيت رميا ودير‬ ‫غسانة‪ .‬كام يجري العمل عىل تطوير مركز شهداء‬ ‫بني زيد الصحي‪ ،‬الذي يداوم ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وهناك‬ ‫سيارة إسعاف تربع بها أحد أبناء القرية‪ ،‬وسيتم‬ ‫تجهيز قسم للوالدة اآلمنة فيه‪ ،‬مع استمرار‬ ‫مشاريع تعبيد الطرق‪.‬‬ ‫وتؤكد الربغويث عىل أهمية إرشاك املجتمع املحيل‬ ‫عند وضع الخطط اإلسرتاتيجية للسنوات املقبلة‪،‬‬ ‫ففي عام ‪ 2013‬متت إعادة ترميم مدرسة بشري‬ ‫الربغويث‪ ،‬وتجهيز مركز خدمات الجمهور داخل‬ ‫مبنى البلدية‪ ،‬وتم مد خط تجريبي لشبكة الرصف‬ ‫الصحي باالشرتاك مع املؤسسات املحلية‪ .‬كام تم‬ ‫مؤخرا إرشاك املجتمع املحيل يف وضع الخطة‬ ‫اإلسرتاتيجية التنموية للمنطقة‪.‬‬

‫مديونية عالية وتعاون أقل‬ ‫وعىل صعيد املديونية التي تغرق البلدية‪ ،‬ووصلت‬ ‫إىل عرشة ماليني شيكل تقريبا‪ ،‬تشري الربغويث إىل أنه‬ ‫تم تقليصها خالل الدورة الحالية فأصبحت سبعة‬ ‫ماليني تقريبا‪ ،‬بعد أن تم فصل املجلس القروي‬

‫التابع لبلدة قراوة بني زيد عن البلدية‪ ،‬حيث تم‬ ‫دفع مبلغ ‪ 600‬ألف دوالر من املديونية يف أقل من‬ ‫عام‪ .‬وتم العمل عىل تركيب عدادات الدفع املسبق‬ ‫للمياه؛ للمساهمة يف التخلص من الديون العالقة‪.‬‬ ‫ويرى املواطن ناظم رمياوي أن عىل املواطنني‬ ‫التعامل مع البلدية كجهة رسمية‪ ،‬وأن ما يتم‬ ‫جمعه من رسوم ورضائب هو لغايات التطوير‬ ‫وتقديم أفضل الخدمات‪ .‬وهنا ال بد من الرتكيز‬ ‫عىل البعد التشاريك بني املواطنني والبلدية‪ ،‬وعند‬ ‫طرح أي مرشوع يجب أن تتم دراسة املعطيات‪،‬‬ ‫ووضع الخطط‪ ،‬وإطالع الرأي العام عليها‪ .‬ويقول‪:‬‬ ‫«يحتج بعض املواطنني عىل ضيق الطرق‪ ،‬وعند‬ ‫العمل عىل توسيعها يحتجون إذا تم أخذ جزء من‬ ‫أراضيهم»!‬ ‫وترشح نداء سطوف؛ عضو البلدية‪ ،‬العالقة بني‬ ‫املواطن والبلدية‪ ،‬التي ينقصها الوعي‪ ،‬كام ترى‪،‬‬ ‫وتقول‪« :‬العالقة التي تربط املواطن بالبلدية تقوم‬ ‫عىل املصلحة املشرتكة التي ميكنها جني أكرب قدر‬ ‫من اإلنجازات وتحسني الخدمات املقدمة باختالف‬ ‫أشكالها»‪.‬‬

‫تصوير عالء رمياوي‬


‫تحت المجهر‬

‫‪2018-2017‬‬

‫‪5‬‬

‫احلملة الوطنية‬ ‫للتخلص اآلمن من النفايات الطبية‬ ‫محمد النجار‪ /‬رام الله‬ ‫ترفـع وزارة الصحـة شـعار «صحـة‬ ‫اإلنسـان» كأسـاس ملهامهـا وفـق‬ ‫القانـون‪ ،‬وال بـد مـن القسـم حتـى‬ ‫يـزاول الطبيب مهنتـه‪ ،‬وكان أبقراط‬ ‫قـد وضـع دسـتورا لألطبـاء‪ ،‬يقسـم‬ ‫األطباءفيـه‪ ...« :‬أن أصـون حيـاة‬ ‫اإلنسـان يف كافـة أدوارهـا‪ ،‬بـاذال‬ ‫وسـعي يف إنقاذهـا مـن املـوت‬ ‫واملـرض واألمل والقلـق‪ ... ،‬وأن‬ ‫تكـون حيـايت مصداق إميـاين يف رسي‬ ‫وعالنيتـي‪ ،‬نقيـا مما يشـينني»‪.‬‬ ‫وصحـة الفـرد ال يجـب أن تكـون‬ ‫بديلا عـن صحة املواطنين‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تؤيـده العدالة‪ ،‬مـع اإلدراك أن الفرد‬ ‫قضيـة وقيمـة بحـد ذاتها‪.‬‬ ‫ويعـاين املواطـن مـن مشـكلة باتـت‬ ‫متثـل أزمـة تهـدد صحتـه وبيئتـه؛‬ ‫وهـي أزمة النفايـات الطبيـة‪ .‬ورغم‬ ‫أن املواطـن يدفـع الرضائـب مقابـل‬ ‫خدمـات الهيئـات املحليـة التـي‬ ‫يعيـش يف إطارهـا‪ ،‬وللحكومـة التـي‬ ‫تدفـع موازنـات الـوزارات املعنيـة؛‬ ‫كالصحـة والحكـم املحلي وسـلطة‬ ‫جـودة البيئـة؛ ليتـم التخلص بشـكل‬ ‫آمـن مـن هـذا النـوع الخطير مـن‬ ‫النفايـات‪ ،‬فإننـا نشـهد عىل فشـل‬ ‫املنظومـة يف التخلـص منهـا‬ ‫وعالجهـا؛ لرتتـد مرضـا وتلوثا‬ ‫للبيئـة‪.‬‬ ‫مشـــكلة‬ ‫وتبـــدأ‬ ‫النفايـــات الطبيـــة‬ ‫مـــن املراكـــز‬ ‫الطبي ــة‪ ،‬األولي ــة‬

‫منه ــا والثانوي ــة‪ ،‬الت ــي تنت ــج ه ــذه‬ ‫النفايـــات التـــي تحتـــوي عـــى‬ ‫م ــواد كياموي ــة ض ــارة ومرسطن ــة‪،‬‬ ‫فرغـــم وجـــود عـــرات املكبـــات‬ ‫العامـــة‪ ،‬إال أنـــه ال يوجـــد مكـــب‬ ‫متخصـــص قـــادر عـــى معالجـــة‬ ‫النفايـــات الطبيـــة وفقـــا للمعايـــر‬ ‫الدوليـــة‪.‬‬ ‫وألن الحقـوق والحريـات ال تتجـزأ‪،‬‬ ‫فلا بـد أن تكـون صـورة الوطـن بلا‬ ‫تشـويش‪ ،‬فالصحـة والبيئـة واملـاء‬ ‫والهـواء كلهـا حقـوق ال بـد من بذل‬ ‫الغـايل والنفيـس للحفـاظ عليهـا‪.‬‬ ‫الحلقة األوىل‪ ...‬وزارة الصحة‬ ‫ويقـــع عىل كاهـــل وزارة‬ ‫الصحة فصـــل النفايات‬ ‫الطبيـــة عـــن باقي‬ ‫ا لنفا يـــا ت ‪ ،‬أل ن‬ ‫ا ختال طهـــا‬ ‫يعنـــي أنها‬ ‫جميعـــا‬ ‫أ صبحت‬

‫نفايـــات طبيـــة! وهنـــا ال بد من‬ ‫توفـــر حاويات داخليـــة متخصصة‬ ‫ومغلقـــة‪ ،‬وأماكن تخزيـــن مؤقتة‪،‬‬ ‫ومعامـــل تطهـــر داخـــل املراكز‬ ‫الصحيـــة‪ ،‬توافق املعايـــر الدولية‪،‬‬ ‫فاملنتج للمشـــكلة يتحمل العبء‬ ‫األكـــر يف إيجـــاد الحـــل‪ ،‬وتوعية‬ ‫العاملـــن واملـــرىض والزائريـــن‬ ‫بخطـــورة هـــذه النفايـــات‪.‬‬ ‫الحلقة الثانية‪ ...‬الحكم املحيل‬ ‫الحكم املحيل هي الوزارة التي يجب‬ ‫أن توفر الحاويات املغلقة للنفايات‬ ‫الطبية إىل جوار الحاويات العامة‬ ‫يف املراكز الصحية‪ ،‬وكذلك‬ ‫سيارات النقل املتخصصة‪،‬‬ ‫وعليها إصدار الرتاخيص‬ ‫لتتمكن سلطة جودة‬ ‫البيئة من الرقابة‬ ‫عىل العملية‬ ‫بكاملها منذ‬ ‫بد ا يتها ‪،‬‬ ‫فيكتمل‬

‫ثالوث املحافظة عىل صحة اإلنسان‬ ‫والبيئة واملياه الجوفية‪.‬‬ ‫وألن للشباب أعينا يبرصون بها‪،‬‬ ‫ومعرفة يحاججون بها‪ ،‬فقد الحظوا‬ ‫مشكلة النفايات الطبية‪ ،‬وبلوروا‬ ‫رؤية واضحة لوضع حل لها‪،‬‬ ‫فأطلقوا الحملة الوطنية للتخلص‬ ‫اآلمن من النفايات الطبية بالتعاون‬ ‫مع سلطة جودة البيئة‪ ،‬والهيئة‬ ‫الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور‬ ‫الشباب «بياالرا»‪ ،‬واالئتالف من أجل‬ ‫النزاهة واملساءلة «أمان»‪ .‬ويعتربون‬ ‫أن حملتهم ستستمر حتى وضع‬ ‫إسرتاتيجية واضحة متثل خارطة‬ ‫طريق لكافة الجهات املسؤولة يف‬ ‫ظرف زمني محدد‪ .‬وهذا ما عرب عنه‬ ‫املؤمتر الشبايب للمساءلة املجتمعية‬ ‫«راقب‪ ...‬شارك سائل»‪ ،‬الذي عقد‬ ‫يف رام الله مؤخرا ومل تحرضه وزارتا‬ ‫الحكم املحيل والصحة!‬ ‫وســـبق ذلـــك إنتـــاج حلقـــة‬ ‫تلفزيوني ــة م ــن الربنام ــج الش ــبايب‬ ‫«واجـــه الشـــباب»‪ ،‬الـــذي يبـــث‬ ‫عــى فضائيــة معــا‪ ،‬ومثلــت جلســة‬ ‫مس ــاءلة مجتمعي ــة ضم ــت جمي ــل‬ ‫مطـــور؛ نائـــب رئيـــس ســـلطة‬ ‫ج ــودة البيئ ــة‪ ،‬وإبراهي ــم عطي ــة؛‬ ‫مديـــر عـــام صحـــة البيئـــة يف‬ ‫وزارة الصحـــة؛ كمســـؤولني‬ ‫وصانعـــي قـــرار‪ ،‬يف حـــن‬ ‫مل يحـــر أحـــد مـــن‬ ‫وزارة الحكـــم املحـــي‬ ‫كطـــرف ثالـــث‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫متحدون ولكن‪..‬‬

‫‪2018-2017‬‬

‫ضاعت علينا الفرصة والسبب‪...‬‬ ‫«األنا» الضيقة ال «نحن» الجامعة‬ ‫حمزة درويش‪ /‬رام الله‬ ‫يرتبـــط نجـــاح العمـــل اإلداري‬ ‫باســـتثامر الفـــرص‪ ،‬والحكمـــة‬ ‫يف اتخـــاذ القـــرارات ومواجهـــة‬ ‫التحدي ــات‪ .‬ويرتب ــط فش ــل اإلدارة‬ ‫بغيـــاب الحكمـــة‪ ،‬أو ســـيطرة‬ ‫العصبيـــة القبليـــة أو الفئويـــة‪،‬‬ ‫التـــي تقـــود صاحبهـــا لفـــرض‬ ‫ال ــذات‪ ،‬والتف ــرد يف عملي ــة اتخ ــاذ‬ ‫القـــرارات‪ ،‬بغـــض النظـــر عـــن‬ ‫االنعكاســـات املحتملـــة لهـــذه‬ ‫الســـلوكيات‪.‬‬

‫‪ 3‬يف ‪1‬‬

‫الخطأ املكلف‬

‫زرعنا بلدية‪...‬‬ ‫وحصدنا مجالس قروية!‬

‫ومما ال شـك فيـه أن تأثيرات‬ ‫وتبعـات كثيرة ترتبـت على تفـكك‬ ‫البلديـة‪ ،‬كان أولهـا مشـكلة خطوط‬ ‫امليـاه التـي اسـتمرت أليـام عـدة‪،‬‬ ‫وضعف الخدمـات الصحية‪ ،‬وتراكم‬ ‫النفايـات يف الشـارع‪ ،‬وعـدم دفـع‬ ‫الفواتير املسـتحقة‪ ،‬والتعديات عىل‬ ‫امللـك العـام‪ ،‬وعـدم خضـوع البنـاء‬ ‫لقوانين التخطيـط العمـراين‪ ...‬الـخ‪.‬‬ ‫ويعتبر مـا حصـل لقـرى االتحـاد‬ ‫غيابـا للمنطـق الراجـح؛ فبـدال مـن‬ ‫التقـدم بخطـوات إضافية إىل األمام‪،‬‬ ‫عـادت تلـك القـرى أميـاال للخلـف‪.‬‬ ‫وثبـت أن املجلـس البلـدي مـع‬ ‫كل إخفاقاتـه‪ ،‬أفضـل مـن تفككـه‬ ‫وتحولـه إىل مجالـس قروية ضعيفة‪.‬‬

‫عجـــزت القـــرى الثـــاث عـــن‬ ‫اســـتثامر الفـــرص‪ .‬ووفقـــا يف عــام ‪ ،1997‬بلــغ عــدد ســكان‬ ‫لتشـــكيالت مجالـــس الهيئـــات االتحــاد ‪ 4917‬نســمة‪ ،‬وارتفــع إىل‬ ‫املحلي ــة‪ ،‬ف ــإن البلدي ــة أق ــوى م ــن ‪ 6803‬نســمة عــام ‪ 2007‬حســب‬

‫ع الطاير‬

‫املصدر‪ :‬االنرتنت‬

‫تأسسـت بلديـة االتحـاد التـي تضـم‬ ‫ثلاث قـرى يف منطقة غـرب رام الله‪،‬‬ ‫هـي بيتللـو ودير عمار وجاملة‪ ،‬عام‬ ‫‪ ،2006‬ويسـكن يف املنطقـة حـوايل‬ ‫عشرة آالف مواطـن‪ ،‬ونظـرا لكـون‬ ‫هـذه القـرى متجـاورة‪ ،‬فقـد اتفقـت‬ ‫فيما بينها على اتخاذ خطـوة جريئة‬ ‫باالتحـاد تحـت سـقف جامـع‪ ،‬يف‬ ‫محاولـة لرفـع مسـتوى الخدمـات‬ ‫التـي تقدمهـا للمواطنين‪.‬‬ ‫واسـتمرت تجربـة التوافـق حـوايل‬ ‫عرش سـنوات‪ ،‬لكنها باءت بالفشـل‪،‬‬ ‫وال أحـد يطـرح أسـبابه‪ ،‬التي متثلت‬ ‫بجملـة مـن األخطاء التـي تراكمت‪.‬‬ ‫فهـل ميكـن علاج هـذا األمـر بغض‬ ‫النظـر عن أسـبابه؟‬

‫املجلـــس القـــروي؛ ألن التدفـــق‬ ‫املـــايل يف البلديـــات يكـــون عـــادة‬ ‫أعــى‪ ،‬ســواء عــن طريــق الجبايــة‪،‬‬ ‫أم صن ــدوق إقــراض البلدي ــات‪ ،‬أم‬ ‫التوأمـــة مـــع بلديـــات أجنبيـــة‪.‬‬ ‫وهنــا ميكــن القــول إن ســوء اإلدارة‪،‬‬ ‫وعـــدم القـــدرة عـــى مواجهـــة‬ ‫التحديـــات‪ ،‬وســـيطرة العقليـــة‬ ‫القبليـــة‪ ،‬والعشـــوائية يف اتخـــاذ‬ ‫القــرارات‪ ،‬وضع ــت املنطق ــة أم ــام‬ ‫خيـــارات صعبـــة‪ ،‬كان أســـهلها‬ ‫الرضـــوخ ملنطـــق الـ«أنـــا» عـــى‬ ‫حســـاب «نحـــن»‪.‬‬

‫التعــداد الــذي أجــراه الجهــاز املركــزي لإلحصــاء الفلســطيني‪،‬‬ ‫ويقــدر عــدد الســكان حاليــا بحــوايل ‪ 7645‬نســمة‪ ،‬ويبلــغ عــدد‬ ‫األرس‪ ،1253‬وتتبايــن الكثافــة الســكانية يف منطقــة االتحــاد مــن‬ ‫‪ 4.9‬إىل ‪ 9.1‬نســمة لــكل دونــم‪ ،‬وتبلــغ نســبة الســكان الذيــن‬ ‫تقــل أعامرهــم عــن ‪ 15‬عامــا حــوايل ‪ ،%42‬ونســبة الســكان‬ ‫الذيــن تبلــغ أعامرهــم بــن ‪ 65- 15‬عامــا حــوايل ‪ ،%54.2‬وتقــدر‬ ‫نســبة النمــو الســكاين بحــوايل ‪.%2.54‬‬ ‫وتتمتـع املنطقـة بعـدد من اإلطلاالت املميزة‪ ،‬ويتراوح ارتفاع تاللها‬ ‫عـن مسـتوى البحـر مـا بني ‪ 420‬مترا و‪ 570‬مترا‪ .‬وتقع فيهـا منطقة‬ ‫النبـي غيـث‪ ،‬ومسـاحتها حـوايل ‪ 50‬دومنـا‪ ،‬تـم تصنيفهـا كمحميـة‬ ‫وطنيـة‪ ،‬ومتتـاز منطقـة الزرقـاء بين بيتللـو وديـر نظـام وديـر أبـو‬ ‫مشـعل بأراضيهـا الزراعيـة الخصبـة‪ ،‬وبينابيـع امليـاه التـي تزيد عن‬ ‫‪ 100‬عين‪ ،‬وتبلـغ املسـاحة الكليـة ملنطقـة االتحـاد ‪ 27763‬دومنـا‪.‬‬


‫العاصمة‬

‫‪2018-2017‬‬

‫سام دويكات‪ /‬نابلس‬ ‫أراد الرئيـــس األمريـــي دونالـــد‬ ‫ترامـــب أن يعقـــد صفقـــة القـــرن‬ ‫ليزيـــد شـــعبيته‪ ،‬فتلقـــى صفعـــة‬ ‫دبلوماســـية مـــن املجتمـــع الـــدويل‬ ‫واألحـــرار حـــول العـــامل‪ ،‬إذ إن‬ ‫املتابعـــن لســـلوكه يقولـــون إنـــه‬ ‫غوغـــايئ ومســـتهرت‪ ،‬لكنـــه قلـــب‬ ‫الطاولـــة‪ ،‬ووقـــف أمـــام الجميـــع‬ ‫متخطيـــا جميـــع الحواجـــز‬ ‫والهواجـــس التـــي منعـــت أســـافه‬ ‫مـــن الرؤســـاء األمريكيـــن مـــن‬ ‫تنفي ــذ اعــراف الكونغ ــرس األمري ــي‬ ‫بالق ــدس كعاصم ــة إلرسائي ــل‪ ،‬ونق ــل‬ ‫ســـفارة واشـــنطن مـــن تـــل أبيـــب‬ ‫إليهـــا‪ ،‬ونفـــذ وعـــده يف حملتـــه‬ ‫االنتخابيـــة‪.‬‬ ‫منـــذ قيـــام دولـــة إرسائيـــل غلـــب‬ ‫عـــى املوقـــف األمريـــي تحيـــزه‬ ‫املطلـــق لصالحهـــا‪ ،‬فضمـــن تفوقهـــا‬ ‫عســـكريا يف الـــرق األوســـط‪،‬‬ ‫وحامه ــا‪ .‬واملفارق ــة الحقيقي ــة الت ــي‬ ‫أحدثتهـــا السياســـات الخارجيـــة‬ ‫للوالي ــات املتح ــدة تظه ــر يف اخــراق‬ ‫إرسائي ــل للقــرارات الدولي ــة الخاص ــة‬ ‫بالـــراع‪ ،‬وأهمهـــا ‪ 181‬و‪ 338‬و‪242‬‬ ‫وغريهـــا‪.‬‬ ‫وجـــاء قـــرار الواليـــات املتحـــدة‬ ‫منافي ــا لقــرار التقس ــيم ‪ 181‬الص ــادر‬ ‫عـــن الجمعيـــة العامـــة لألمـــم‬ ‫املتحـــدة عـــام ‪ ،1947‬الـــذي ينـــص‬ ‫ع ــى قي ــام دولت ــن‪ ،‬واعتب ــار الق ــدس‬ ‫مدينـــه دوليـــة‪ ،‬وقـــرار ‪ ،303‬الـــذي‬ ‫أعـــاد التأكيـــد عـــى وضـــع القـــدس‬ ‫تحـــت نظـــام دويل دائـــم‪ .‬ورغـــم‬ ‫أن قـــرار االعـــراف األخـــر مل يكـــن‬

‫مفاجئـــا‪ ،‬حيـــث أعطـــى الكونغـــرس‬ ‫عـــام ‪ ،1995‬الحريـــة للرئيـــس يف‬ ‫اعتـــاده‪ ،‬إال أن الرؤســـاء املتعاقبـــن‬ ‫تجنب ــوا ه ــذه الخط ــوة؛ خوف ــا م ــن‬ ‫تداعياتهـــا عـــى املســـتويني الـــدويل‬ ‫واملحـــي‪.‬‬ ‫ورغـــم حالـــة اإلحبـــاط يف الشـــارع‬ ‫الفلس ــطيني نتيج ــة ضع ــف مواق ــف‬ ‫األنظمـــة العربيـــة التـــي اكتفـــى‬ ‫معظمهـــا بالشـــجب واالســـتنكار‪،‬‬ ‫خشـــية عـــى مصالحهـــا املعلنـــة‬ ‫وغـــر العلنيـــة مـــع الواليـــات‬ ‫املتح ــدة وإرسائي ــل‪ ،‬إال أن الحدي ــث‬ ‫ي ــدور ع ــن بداي ــة ع ــر جدي ــد م ــن‬ ‫التقـــارب يف العالقـــات بـــن هـــذه‬ ‫الـــدول وإرسائيـــل وفـــق مـــا بـــات‬ ‫يعـــرف بالتطبيـــع‪.‬‬ ‫وبخصـــوص قمـــة إســـطنبول لـــدول‬ ‫منظمـــة التعـــاون اإلســـامي التـــي‬ ‫جـــاءت كـــردة فعـــل رسيعـــة عـــى‬ ‫خطـــاب ترامـــب‪ ،‬فـــإن غيـــاب‬ ‫العديـــد مـــن قـــادة العـــرب‬ ‫وملوكه ــم‪ ،‬وبع ــض ال ــدول اإلس ــامية‪،‬‬ ‫يث ــر تس ــاؤالت ع ــدة‪ ،‬أهمه ــا‪ :‬مل ــاذا؟‬ ‫وملصلحـــة مـــن هـــذا الغيـــاب؟‬ ‫ورغ ــم أن مخرج ــات املؤمت ــر مثل ــت‬ ‫بصيـــص أمـــل؛ حيـــث تـــم التأكيـــد‬ ‫ع ــى أن فلس ــطني م ــا تــزال املح ــور‬ ‫األســـاس لألمـــة اإلســـامية‪ ،‬وأن‬ ‫الق ــدس الرشقي ــة عاصم ــة فلس ــطني‪،‬‬ ‫والتأكي ــد ع ــى أن الوالي ــات املتح ــدة‬ ‫مل تعــد راعيــا نزيهــا لعمليــة الســام‪،‬‬ ‫وهـــو مـــا قالـــه رصاحـــة الرئيـــس‬ ‫محم ــود عب ــاس‪ ،‬ال ــذي تح ــدث ع ــن‬ ‫االتفاقـــات التـــي وقعتهـــا منظمـــة‬

‫التحريـــر مـــع إرسائيـــل‪ ،‬وعـــى‬ ‫رأســـها أوســـلو‪ ،‬الـــذي بـــات‬ ‫التخلـــص منـــه مطلبـــا شـــعبيا‪.‬‬ ‫وتختلـــف طـــرق التعبـــر عـــن‬ ‫الغضـــب والســـخط يف أوســـاط‬ ‫املواطن ــن‪ ،‬خاص ــة الش ــباب؛ مب ــا‬ ‫ميلكونـــه مـــن وعـــي ســـيايس‪،‬‬ ‫وق ــدرة ع ــى تحري ــك الش ــارع‪،‬‬ ‫ويف هـــذا الخصـــوص حاولنـــا‬ ‫معرفـــة آراء بعـــض الشـــباب‪:‬‬

‫خلدون دويكات‪:‬‬

‫«يج ــب تقدي ــم ش ــكوى لألم ــم‬ ‫املتح ــدة ض ــد الوالي ــات املتح ــدة‬ ‫ملخالفتهـــا قواعـــد الرشعيـــة‬ ‫الدوليـــة يف قرارهـــا هـــذا‪،‬‬ ‫وتجـــب مقاطعتهـــا دبلوماســـيا‪،‬‬ ‫وإخراجهـــا مـــن رعايـــة عمليـــة‬ ‫الســـام‪ ،‬خصوصـــا أن مجلـــس‬ ‫األمـــن يعتـــر القـــدس منطقـــة‬ ‫نـــزاع»‪.‬‬

‫مجد حثناوي‪:‬‬

‫«ال ميكـــن الحديـــث عـــن‬

‫حلـــول أو وصفـــات ســـحرية‪،‬‬ ‫ســـواء مـــن الشـــباب أن حتـــى‬ ‫صانعـــي القـــرار «املعمريـــن»‬ ‫عـــى املســـتوى الســـيايس أو‬ ‫الوطنـــي‪ ،‬واألهـــم هـــو أن‬ ‫يكـــون هنـــاك وعـــي للمرحلـــة‬ ‫القادم ــة‪ ،‬الت ــي ستش ــهد مزي ــدا‬ ‫م ــن املس ــتوطنات‪ ،‬خاص ــة ح ــول‬ ‫الق ــدس‪ ،‬والسياس ــات العنرصي ــة‬ ‫لتفري ــغ الق ــدس وتهج ــر أهله ــا‪،‬‬ ‫وهنــا ال بــد مــن متســك الشــباب‬ ‫وعـــدم التفكـــر بالهجـــرة»‪.‬‬

‫اإلعالمي محمد أبو حمدية‪:‬‬

‫«الحـــل األمثـــل ملجابهـــة قـــرار‬ ‫ترامـــب بشـــأن القـــدس‪ ،‬هـــو‬ ‫رف ــع القضاي ــا ض ــد إرسائي ــل يف‬ ‫محكمـــة الجنايـــات الدوليـــة‪،‬‬ ‫ووق ــف التنس ــيق األمن ــي معه ــا‪،‬‬ ‫إىل جانـــب إلغـــاء االتفاقـــات‬ ‫املوقعـــة معهـــا كاتفاقيـــة‬ ‫أوســـلو»‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫عين الرقيب‬

‫‪2018-2017‬‬

‫الشباب يطالبون بخفض سن‬ ‫الرتشح يف االنتخابات املحلية‬ ‫إعداد‪ :‬طاقم بياالرا‬ ‫ط ــرح الش ــباب س ــؤال نص ــه‪" :‬ه ــل س ــيبقي‬ ‫العمـــر عائقـــا أمـــام مشـــاركة الشـــباب يف‬ ‫العمليـــة االنتخابيـــة"؟ لتســـليط الضـــوء‬ ‫عـــى قضيـــة مشـــاركتهم يف انتخابـــات‬ ‫الهيئ ــات املحلي ــة‪ ،‬حي ــث تن ــص القوان ــن‬ ‫ع ــى رضورة بل ــوغ املرش ــح س ــن ‪ 25‬عام ــا‬ ‫ليتمكـــن مـــن املشـــاركة‪ .‬ولإلجابـــة عـــى‬ ‫الســـؤال املطـــروح‪ ،‬الـــذي يـــأيت يف إطـــار‬ ‫الحملـــة الوطنيـــة التـــي تقودهـــا الهيئـــة‬ ‫الفلس ــطينية لإلع ــام وتفعي ــل دور الش ــباب‬ ‫"بيـــاالرا"‪ ،‬بالتعـــاون مـــع العديـــد مـــن‬ ‫املؤسس ــات الش ــبابية والحقوقي ــة‪ ،‬عق ــدت‬ ‫الهيئـــة ندوتـــن حواريتـــن يف الضفـــة‬ ‫الغربي ــة وقط ــاع غ ــزة للمطالب ــة بخف ــض‬ ‫ســـن الرتشـــح؛ ليتمكـــن الشـــباب مـــن‬ ‫املش ــاركة الفاعل ــة يف العملي ــة االنتخابي ــة‪.‬‬

‫ملاذا ال يرتشحون يف سن ‪ 18‬عاما؟‬

‫توض ــح الدكت ــورة س ــحر القواس ــمة؛ عض ــو‬ ‫املجل ــس الترشيع ــي الفلس ــطيني‪ ،‬أن الف ــرد‬ ‫يف مجتمعنـــا ال يـــزال يعيـــش يف إطـــار‬ ‫النظ ــام األب ــوي‪ ،‬وبالت ــايل ال تأخ ــذ جمي ــع‬ ‫الفئـــات فرصتهـــا يف اتخـــاذ القـــرارات‪،‬‬ ‫وتـــرى أن الشـــباب الذيـــن تـــرواح‬ ‫أعامره ــم م ــا ب ــن ‪ 15‬و‪ 29‬عام ــا‪ ،‬ميثل ــون‬ ‫حـــوايل ‪ %30‬مـــن التكويـــن الدميغـــرايف يف‬ ‫املجتم ــع‪ ،‬وتش ــر إىل أنه ــا عارض ــت قان ــون‬ ‫الش ــباب ال ــذي ح ــر نش ــاطاتهم ومتثيله ــم‬ ‫يف املجتم ــع‪ ،‬وتق ــول‪" :‬كان يج ــب أن يك ــون‬

‫أشـــمل ويضمـــن مشـــاركتهم يف الحيـــاة‬ ‫العامـــة"‪.‬‬ ‫ويشـــر يـــري درويـــش؛ مديـــر االتحـــاد‬ ‫الع ــام للمراك ــز الثقافي ــة األهلي ــة يف قط ــاع‬ ‫غ ــزة‪ ،‬إىل أن الش ــباب ب ــن ‪ 18‬و‪ 25‬عام ــا‪،‬‬ ‫هــم أكــر الفئــات املجتمعيــة حرمانــا مــن‬ ‫مامرســـة حقوقهـــا يف املشـــاركة‪ ،‬ويقـــول‪:‬‬ ‫"اإلشـــكالية األســـاس التـــي تحـــد مـــن‬ ‫مشـــاركة الشـــباب وتقدمهـــم تكمـــن يف‬ ‫صانع ــي القــرار والنظ ــام الس ــيايس؛ ال ــذي‬ ‫يف ــرض أنه ــم غ ــر قادري ــن ع ــى تحم ــل‬ ‫املســـؤولية"‪.‬‬ ‫يف حـــن يشـــر فـــراس شـــقريات؛ مديـــر‬ ‫منطقـــة رام اللـــه والبـــرة يف لجنـــة‬ ‫االنتخابـــات املركزيـــة‪ ،‬إىل أن نســـبة‬ ‫الش ــباب يف س ــجل الناخب ــن تص ــل إىل ‪،%50‬‬ ‫ويعت ــر أن لخف ــض س ــن الرتش ــح س ــلبيات‬ ‫ال إيجابيـــات‪ ،‬حيـــث يقـــول‪" :‬أرى أال‬ ‫مش ــكلة يف موض ــوع الس ــن‪ ،‬ولكن ــه مه ــم‬ ‫يف التس ــجيل أك ــر م ــن الرتش ــح‪ ،‬ويج ــب أن‬ ‫نراعـــي قدرتهـــم عـــى اتخـــاذ القـــرارات"‪.‬‬ ‫وتؤكـــد القواســـمة عـــى أن الشـــباب‬ ‫قـــادرون عـــى التغيـــر‪ ،‬لكـــن عليهـــم أن‬ ‫يتســـلحوا بالفكـــر العميـــق‪ ،‬وأن يكونـــوا‬ ‫ج ــزءا م ــن األح ـزاب واألط ــر السياس ــية‪ ،‬وأن‬ ‫تك ــون لديه ــم الرؤي ــة الواضح ــة والطم ــوح‬ ‫وهـــا مـــن الوســـائل التـــي تســـاعدهم‬ ‫عـــى تحقيـــق أحالمهـــم‪ ،‬مشـــرة إىل أن‬

‫اإلط ــار الجمع ــي ه ــو ال ــذي يق ــود للتغي ــر‪.‬‬ ‫ودعـــت الشـــباب إىل إطـــاق مـــا ســـمته‬ ‫"الصالون ــات الحواري ــة" الت ــي متكنه ــم م ــن‬ ‫طـــرح أفكارهـــم ومناقشـــتها‪ ،‬وتتســـاءل‪:‬‬ ‫"يســـتطيع الشـــباب االنتخـــاب يف ســـن ‪18‬‬ ‫عامــا‪ ،‬فلــاذا ال يحــق لهــم الرتشــح يف هــذا‬ ‫العمـــر"؟‬

‫النظام النسبي والفردي‪...‬‬ ‫اللجنة غري مسؤولة‬

‫ويقـــول شـــقريات إن عمـــل لجنـــة‬ ‫االنتخابـــات يقـــوم عـــى اإلرشاف عـــى‬ ‫إجـــراء االنتخابـــات وتقديـــم التوصيـــات‬ ‫النابعـــة مـــن النصـــوص القانونيـــة‬ ‫الواضحـــة‪ ،‬إضافـــة إىل تقديـــم تدريبـــات‬ ‫ودورات تنمويـــة مثـــل مـــروع بنـــاء‬ ‫الـــكادر االنتخـــايب الـــذي تنفـــذه اللجنـــة‬ ‫مـــع املؤسســـات األهليـــة والرســـمية‪،‬‬ ‫ويســـهم يف تســـهيل إجـــراء االنتخابـــات‪،‬‬ ‫أمـــا تغيـــر األنظمـــة االنتخابيـــة فليـــس‬ ‫مســـؤولية اللجنـــة‪.‬‬

‫ويوضـــح رائـــد الســـمون؛ رئيـــس قســـم‬ ‫اإلج ـراءات االنتخابي ــة يف لجن ــة االنتخاب ــات‬ ‫املطالبة بتعديل قانون‬ ‫املركزيـــة بقطـــاع غـــزة‪ ،‬أن للنظـــام‬ ‫االنتخابات املحلية‬ ‫االنتخ ــايب النس ــبي املعم ــول ب ــه يف األرايض‬ ‫الفلســـطينية تأثـــرا عـــى النتائـــج‪ ،‬حيـــث ويؤك ــد مع ــن ادعي ــس؛ الباح ــث القان ــوين‬ ‫يق ــول‪" :‬يعت ــر بع ــض الخــراء أن النظ ــام يف الهيئـــة املســـتقلة لحقـــوق اإلنســـان‪،‬‬ ‫االنتخـــايب النســـبي الكامـــل هـــو أفضـــل عـــى رضورة منـــح املواطـــن الحـــق يف‬ ‫م ــن النظ ــام االنتخ ــايب الف ــردي؛ نظــرا ألن الرتشـــح لالنتخابـــات مـــا مل يكـــن طفـــا‪،‬‬ ‫املواطـــن يصـــوت لصالـــح قامئـــة كاملـــة ويدع ــو إىل رضورة ع ــرض بع ــض القوان ــن‬ ‫وليـــس لصالـــح فـــرد"‪ .‬ويبـــن أنـــه بعـــد الخاصـــة باالنتخابـــات املحليـــة للتعديـــل‪.‬‬ ‫االنتخاب ــات املحلي ــة لعام ــي ‪ 2012‬و‪ ،2017‬ويش ــر إىل وج ــود مق ــرح أن يك ــون س ــن‬ ‫أصبحـــت األحـــزاب السياســـية تطالـــب الرتش ــح ه ــو نفس ــه س ــن االنتخ ــاب‪ ،‬داعي ــا‬ ‫باعت ــاد النظ ــام االنتخ ــايب الف ــردي؛ كون ــه الشـــباب واملؤسســـات للعمـــل والضغـــط‬ ‫يحفـــظ األصـــوات االنتخابيـــة‪ ،‬ويضيـــف‪ :‬بهـــذا االتجـــاه‪.‬‬ ‫"يواجـــه الشـــباب تحديـــات يف تشـــكيل ويؤكـــد درويـــش رضورة خفـــض ســـن‬ ‫القوائـــم االنتخابيـــة‪ ،‬كـــا أن ترتيبهـــم يف الرتش ــح ليتمك ــن الش ــباب م ــن املش ــاركة يف‬ ‫القوائ ــم يك ــون متأخ ـرا نظ ـرا ألن األح ـزاب االنتخابــات‪ ،‬ودعــا إىل تحديــد نســبة متثيــل‬ ‫تض ــع قادته ــا يف مقدم ــة كل قامئ ــة‪ ،‬بين ــا الشـــباب يف القوائـــم‪ ،‬مطالبـــا بـــرورة‬ ‫يك ــون ترتي ــب الش ــباب يف ذي ــل القوائ ــم"‪ .‬إعطـــاء الشـــباب الفـــرص التـــي متكنهـــم‬


‫عين الرقيب‬

‫‪2018-2017‬‬

‫ندوة غزة‪ .‬‬

‫م ــن اكتس ــاب الخــرات وتؤهله ــم لرتش ــيح‬ ‫أنفس ــهم يف االنتخاب ــات العام ــة الترشيعي ــة‬ ‫والرئاس ــية‪ ،‬إضاف ــة إىل االنتخاب ــات املحلي ــة‪.‬‬ ‫ويف النـــدوة الحواريـــة التـــي أقيمـــت يف‬ ‫الضفـــة الغربيـــة‪ ،‬رأت زريفـــة املالـــي؛‬ ‫منس ــقة برنام ــج أول ــف بامل ــه يف فلس ــطني‪،‬‬ ‫أن خفـــض ســـن الرتشـــح يبـــدأ بقانـــون‬ ‫يفس ــح املج ــال للخ ــوض يف تجرب ــة جدي ــدة‬ ‫ق ــد تنج ــح أو تفش ــل‪ .‬ورك ــزت ع ــى رضورة‬ ‫وج ــود خط ــة إس ـراتيجية وطني ــة‪ ،‬والعم ــل‬ ‫عـــى إيجـــاد النصـــوص القانونيـــة التـــي‬ ‫تكف ــل ح ــق الش ــباب يف الرتش ــح وخف ــض‬ ‫الس ــن املعم ــول ب ــه حالي ــا‪.‬‬

‫توصيات املشاركني‬

‫إىل أقـــل مـــن ذلـــك‪ ،‬ودعـــوا إىل العـــودة‬ ‫للنظام‪ ‬االنتخـــايب الفـــردي بـــدال مـــن‬ ‫نظ ــام التمثي ــل النس ــبي‪ ،‬ال ــذي يح ــد م ــن‬ ‫حظ ــوظ الش ــباب بالف ــوز‪ ،‬مؤكدي ــن ع ــى‬ ‫رضورة منحهـــم فـــرص املشـــاركة يف رســـم‬ ‫السياســـات داخـــل مجتمعاتهـــم‪ ،‬عـــر‬ ‫إيج ــاد جه ــات مس ــتقلة تدع ــم ترش ــحهم‪،‬‬ ‫ك ــا طالب ــوا ب ــرورة العم ــل ع ــى إخ ـراج‬ ‫االنتخابـــات مـــن اإلطـــار العشـــائري‬ ‫والحــزيب‪ ،‬وأبــرزوا أهميــة تشــغيل الشــباب‬ ‫يف قطـــاع الهيئـــات املحليـــة‪.‬‬ ‫ويب ــن محم ــد ت ــوام؛ مدي ــر امل ــروع م ــن‬ ‫"بي ــاالرا"‪ ،‬أن تجرب ــة العم ــل م ــع الش ــباب‬

‫ونظــرا ألن الندوت ــن أخذت ــا طاب ــع الح ــوار‬ ‫املفت ــوح ب ــن املتحدث ــن والجمه ــور‪ ،‬فق ــد‬ ‫ترك ــزت مداخالته ــم ع ــى ق ــدرة الش ــباب‬ ‫عـــى الخـــوض يف االنتخابـــات املحليـــة‬ ‫وأهليته ــم الس ــتالم املناص ــب‪ ،‬خصوص ــا يف‬ ‫ح ــال توف ــرت برام ــج التدري ــب والتأهي ــل‬ ‫الالزمـــة‪.‬‬ ‫وأوىص املشـــاركون بـــرورة العمـــل عـــى‬ ‫تعدي ــل البن ــد القان ــوين الخ ــاص بانتخاب ــات‬ ‫مجالـــس الهيئـــات املحليـــة رقـــم "‪"10‬‬ ‫لس ــنة ‪ ،2005‬حي ــث اش ــرطت امل ــادة رق ــم‬ ‫"‪ "18‬يف املرش ــح ضم ــن القامئ ــة االنتخابي ــة‬ ‫بل ــوغ س ــن الخامس ــة والعرشي ــن يف ي ــوم‬ ‫االقـــراع‪ ،‬مطالبـــن بخفـــض ســـن الرتشـــح ندوة رام الله‪ .‬‬

‫خ ــال املراح ــل الس ــابقة أثبت ــت قدرته ــم‬ ‫ورغبتهــم باالنخ ـراط كمرشــحني يف الهيئــات‬ ‫املحليـــة‪ ،‬لكـــن العمـــر كان عائقـــا أمـــام‬ ‫طموحاته ــم‪ ،‬ودع ــا الجمي ــع إىل االس ــتثامر‬ ‫اإليج ــايب يف قدراته ــم وطاقاته ــم الكامن ــة‪.‬‬ ‫والجدي ــر بالذك ــر أن الحمل ــة يت ــم تنفيذه ــا‬ ‫ضم ــن إط ــار م ــروع ش ــباب م ــن أج ــل‬ ‫التغي ــر "فاعل ــو الي ــوم ق ــادة الغ ــد"‪ ،‬ال ــذي‬ ‫ميولـــه مركـــز أولـــف باملـــه الســـويدي‪.‬‬ ‫وتعتـــر هـــذه املرحلـــة الثانيـــة مـــن‬ ‫امل ــروع ال ــذي انطل ــق ع ــام ‪ ،2016‬وت ــم‬ ‫بناؤه ــا ع ــى نج ــاح تنفي ــذ املرحل ــة األوىل‬ ‫منـــه بـــن عامـــي ‪ 2012‬و‪ 2015‬يف عـــدد‬

‫‪9‬‬

‫تصوير اسامعيل ابو حطب‬

‫مـــن املواقـــع يف الضفـــة الغربيـــة وقطـــاع‬ ‫غ ــزة‪ .‬ويف ه ــذه املرحل ــة يعم ــل امل ــروع‬ ‫عـــى تطويـــر مشـــاركة الشـــباب مـــن‬ ‫مســـتوى املؤسســـات املحليـــة واملجتمـــع‬ ‫إىل مس ــتوى املجال ــس املحلي ــة‪ ،‬والبلدي ــات‪.‬‬ ‫ل ــذا يعن ــى امل ــروع بالتنس ــيق والتع ــاون‬ ‫الكام ــل م ــع ع ــدد م ــن املجال ــس املحلي ــة‪،‬‬ ‫والبلديـــات يف ســـتة مواقـــع مســـتهدفة‪،‬‬ ‫منه ــا موقع ــان يف قط ــاع غ ــزة‪ ،‬ه ــا بلديت ــا‬ ‫بيـــت حانـــون وبيـــت الهيـــا‪ ،‬وأربعـــة‬ ‫مواق ــع يف الضف ــة الغربي ــة‪ ،‬لتش ــكيل لج ــان‬ ‫شـــبابية مســـاندة يف املجالـــس والهيئـــات‬ ‫املحليـــة‪.‬‬

‫تصوير عالء رمياوي‬


‫‪10‬‬

‫من الخليل‬

‫‪2018-2017‬‬

‫النموذج األول يف فلسطني‬

‫مبادرة «حاور السائق»‬ ‫آية إدريس‪ /‬الخليل‬ ‫«شـــباب مـــن أجـــل التغيـــر»؛ عبـــارة‬ ‫حملناهـــا شـــعارا يف كافـــة املياديـــن‪،‬‬ ‫مؤمنــن بقدرتنــا عــى االرتقــاء باملجتمــع‬ ‫نح ــو األفض ــل‪ ،‬ومؤكدي ــن ع ــى فاعلي ــة‬ ‫الشـــباب يف إحـــداث التغيـــر‪ ،‬وحـــل‬ ‫املش ــاكل الكب ــرة الت ــي ميك ــن أن يعج ــز‬ ‫عـــن حلهـــا الكبـــار وأصحـــاب القـــرار!‬ ‫وقررنـــا العمـــل معـــا «يـــدا بيـــد»‪ ،‬يف‬ ‫س ــبيل تحقي ــق األفض ــل‪ ،‬وأم ــا مبجتم ــع‬ ‫تس ــوده القي ــم الدميقراطي ــة‪ ،‬والرغب ــة يف‬ ‫التطـــور والتقـــدم يف كافـــة املجـــاالت‪.‬‬ ‫وكان عنـــوان «حـــاور الســـائق» ملبـــادرة‬ ‫انتـــر صداهـــا‪ .‬وكانـــت البدايـــة رشارة‬ ‫برق ــت يف عق ــول بع ــض الش ــباب الذي ــن‬ ‫عملـــوا عـــى تنفيذهـــا‪ ،‬لـــرى نتائجهـــا‬ ‫الن ــور حت ــى قب ــل اإلع ــان عنه ــا‪ ،‬نفذه ــا‬ ‫عـــدد مـــن الشـــباب بالتعـــاون مـــع‬ ‫الهيئــة الفلســطينية لإلعــام وتفعيــل دور‬ ‫الش ــباب «بي ــاالرا»‪ ،‬واالئت ــاف م ــن أج ــل‬ ‫النزاهـــة «أمـــان»‪ ،‬ومحافظـــة الخليـــل‪،‬‬ ‫ودائـــرة الثقافـــة والشـــباب‪ ،‬واملجلـــس‬ ‫الشـــبايب املوحـــد‪ ،‬إضافـــة إىل العديـــد‬ ‫مـــن املؤسســـات الحكوميـــة والخاصـــة‬ ‫الت ــي س ــاندت الش ــباب ب ــكل م ــا لديه ــا‬ ‫مـــن وســـائل‪.‬‬ ‫ومل مي ــض وق ــت طوي ــل حت ــى أصبح ــت‬ ‫الفكـــرة حقيقـــة ماثلـــة‪ ،‬ويبـــدأ العمـــل‬ ‫عـــى تنفيذهـــا‪ ،‬حيـــث طـــرح الشـــباب‬ ‫مشـــكلة مجمـــع بلديـــة الخليـــل‬ ‫للمركبـــات العموميـــة‪ ،‬وهـــو املـــكان‬ ‫الـــذي يقـــع يف مركـــز املدينـــة‪ ،‬وأحـــد‬

‫أه ــم األماك ــن الت ــي يرتاده ــا املواطن ــون؛‬ ‫كونه ــا املحط ــة املركزي ــة ملركب ــات النق ــل‬ ‫العـــام التـــي تعمـــل داخـــل املدينـــة‬ ‫وخارجهـــا‪.‬‬ ‫وقابـــل الفريـــق املواطنـــن والســـائقني‬ ‫وأصحـــاب القـــرار لتحديـــد املشـــكلة‪،‬‬ ‫ووضـــع آليـــة للعمـــل عـــى حلهـــا‪،‬‬ ‫وبحـــث عـــن حلـــول تـــريض كافـــة‬ ‫األطـــراف‪ ،‬ومـــن املشـــاكل التـــي تـــم‬ ‫التعامـــل معهـــا عـــدم توفـــر وســـائل‬ ‫األمـــان يف املركبـــات العموميـــة‪،‬‬ ‫والحمول ــة الزائ ــدة‪ ،‬وانخف ــاض الرقاب ــة‪،‬‬ ‫وعـــدم اهتـــام املســـؤولني الـــكايف‪.‬‬ ‫وألننـــا نعلـــم أن مشـــوار األلـــف ميـــل‬ ‫يبـــدأ بخطـــوة‪ ،‬فقـــد بدأنـــا خطواتنـــا‬ ‫بإيجـــاد الـــركاء الداعمـــن لحملتنـــا‪،‬‬

‫من داخل مجمع املركبات العمومية يف الخليل‪ .‬‬

‫وطرقنـــا أبـــواب املؤسســـات الحكوميـــة‬ ‫واألهليـــة‪ ،‬وبدأنـــا نجمـــع شاشـــات‬ ‫العـــرض لوضعهـــا يف املجمـــع‪.‬‬ ‫وتقـــوم فكـــرة الشاشـــات عـــى وضـــع‬ ‫توجيه ــات للمواطن ــن والس ــائقني ح ــول‬ ‫التس ــعرية‪ ،‬وحق ــوق ال ــركاب وواجباته ــم‪،‬‬ ‫وتوضيـــح إجـــراءات األمـــن والســـامة‪،‬‬ ‫وغريه ــا‪.‬‬ ‫واس ــتكامال لجهودن ــا‪ ،‬واجهن ــا املس ــؤولني‬ ‫وصانعـــي القـــرار يف جلســـة مســـاءلة‬ ‫ضمـــن الربنامـــج الشـــبايب «واجـــه‬ ‫الشـــباب»‪ ،‬الـــذي يعـــده ويقدمـــه‬ ‫حلمـــي أبـــو عطـــوان؛ مـــن «بيـــاالرا»‪،‬‬ ‫ويعـــرض عـــى فضائيـــة معـــا‪ .‬وكان‬ ‫الحـــوار بنـــاء‪ ،‬حيـــث اســـتضفنا هشـــام‬ ‫أبـــو ســـنينة؛ مديـــر املجمـــع‪ ،‬وجـــال‬

‫شـــقري؛ مديـــر عـــام النقـــل يف وزارة‬ ‫املواصـــات‪ ،‬إضافـــة يل ولزميلتـــي لينـــا‬ ‫البلتاجـــي‪ ،‬وللجمهـــور الـــذي حـــر‬ ‫مـــن العديـــد مـــن املحافظـــات‪ .‬ومتـــت‬ ‫فيهـــا مســـاءلة املســـؤولني‪ ،‬ومشـــاهدة‬ ‫التقاريـــر التـــي أعددناهـــا‪ ،‬إضافـــة إىل‬ ‫ســـاع آراء الجمهـــور ومداخالتـــه‪ ،‬وآراء‬ ‫املواطنـــن يف الشـــارع‪ ،‬حيـــث أبـــدى‬ ‫الجميـــع اســـتعداده للعمـــل عـــى ردم‬ ‫الفج ــوة ب ــن أط ـراف القضي ــة‪ ،‬والبح ــث‬ ‫ع ــن كل م ــا م ــن ش ــأنه توف ــر الراح ــة‬ ‫واألم ــن للمواطن ــن‪ .‬وق ــال أب ــو س ــنينة‬ ‫إن ه ــذه الحمل ــة مي ــزت املجم ــع ال ــذي‬ ‫يعت ــر أول مجم ــع للمركب ــات العمومي ــة‬ ‫يف الوط ــن توض ــع في ــه شاش ــات الع ــرض‬ ‫املتحركـــة باســـتخدام تقنيـــة الفيديـــو‪.‬‬

‫تصوير منذر خوالدة‬


‫فلسطينيات‬

‫‪2018-2017‬‬

‫‪11‬‬

‫خالل ورشة عمل عن دور املرأة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬جمعية الشابات املسيحية‬

‫املرأة الفلسطينية رشيكة يف حل النزاعات وصناعة السالم‬ ‫دعاء سليامن‪ /‬رام الله‬ ‫تبنـــت جمعيـــة الشـــابات املســـيحية‬ ‫قـــرار مجلـــس األمـــن الـــدويل‬ ‫‪1325‬بشـــأن املـــرأة‪ ،‬الـــذي ينـــص‬ ‫عـــى رضورة مراعـــاة خصوصيـــة‬ ‫امل ــرأة وإرشاكه ــا يف عملي ــات الحف ــاظ‬ ‫عـــى األمـــن وبنـــاء الســـام‪ ،‬خاصـــة‬ ‫يف املناطـــق املتـــررة مـــن النـــزاع‪،‬‬ ‫وتوعيـــة قـــوات حفـــظ الســـام‬ ‫والرشطـــة والســـلطة القضائيـــة حـــول‬ ‫خصوصيـــة امل ــرأة يف الــراع‪ ،‬واتخ ــاذ‬ ‫تدابـــر لضـــان حاميتهـــا‪ ،‬وااللتـــزام‬ ‫بحقـــوق اإلنســـان للنســـاء والفتيـــات‪.‬‬ ‫وســـاهمت الجمعيـــة يف تنفيـــذ هـــذا‬ ‫القــرار‪ ،‬ورف ــع التوعي ــة بش ــأنه‪ ،‬ضم ــن‬ ‫برنامــج الشــباب واملــرأة‪ ،‬الــذي يهــدف‬ ‫إىل تعزيـــز دور الشـــباب يف التنميـــة‬ ‫املجتمعيـــة‪ ،‬وخلـــق قيـــادات شـــبابية‬ ‫واعيـــة للنهـــوض بواقـــع الشـــباب‬ ‫الفلس ــطيني وتعزي ــز دوره ــم يف صن ــع‬ ‫القـــرار‪.‬‬

‫املنظور الجنساين هام يف‬ ‫صناعة السالم!‬

‫وتـــأيت خطـــوة تطبيـــق مـــروع‬ ‫خـــاص بشـــأن القـــرار دعـــا‬

‫ملصادقـــة فلســـطني عليـــه‪ ،‬ومـــا‬ ‫يتطلب ــه ذل ــك م ــن رص ــد االنته ــاكات‬ ‫واملضايقـــات التـــي تتعـــرض‬ ‫لهـــا املـــرأة الفلســـطينية نتيجـــة‬ ‫ملامرســـات االحتـــال وجرامئـــه‪،‬‬ ‫وتوثيقهـــا‪ ،‬ورفعهـــا إىل مجلـــس‬ ‫األم ــن‪ ،‬إضاف ــة إىل املس ــؤولية الت ــي‬ ‫تقـــع عـــى عاتـــق املؤسســـات يف‬ ‫املش ــاركة وع ــرض ه ــذه االنته ــاكات‬ ‫يف املجلـــس املذكـــور‪.‬‬ ‫ويعتـــر تطبيـــق املشـــاريع‬ ‫والتدريبـــات الشـــبابية حـــول‬ ‫القـــرارات الدوليـــة مثـــرة جهـــود‬ ‫كبـــرة تقـــوم بهـــا مؤسســـات‬ ‫املجتمـــع املـــدين‪ ،‬وتتكفـــل الـــدول‬ ‫األعض ــاء مبس ــاهمة امل ــرأة املتكافئ ــة‬ ‫ومشـــاركتها الكاملـــة يف الجهـــود‬ ‫الراميـــة إىل صـــون الســـام واألمـــن‬ ‫وتعزيزه ــا‪ ،‬ويح ــث القــرار جمي ــع‬ ‫األطـــراف الفاعلـــة عـــى زيـــادة‬ ‫مشـــاركة املـــرأة‪ ،‬وإدراج املنظـــور‬ ‫الجنســـاين يف جميـــع مجـــاالت بنـــاء‬ ‫الســـام‪.‬‬

‫من عمق التجربة‬

‫وتســعى جمعيــة الشــابات املســيحية‬ ‫إىل خلـــق منـــوذج شـــبايب متقـــدم‪،‬‬

‫حي ــث اس ــتهدفت ح ــوايل ‪ 100‬ش ــاب‬ ‫وشـــابة‪ ،‬وعرفتهـــم بالقـــرار‪ ،‬وكيفيـــة‬ ‫العم ــل ب ــه فلس ــطينيا وف ــق بن ــوده‬ ‫األربع ــة‪ ،‬وه ــي‪ :‬املش ــاركة‪ ،‬والوقاي ــة‬ ‫والحاميـــة‪ ،‬واإلغاثـــة‪ ،‬وإعـــادة‬ ‫اإلعـــار‪ .‬وكذلـــك تدريبهـــم عـــى‬ ‫رصـــد االنتهـــاكات وتوثيقهـــا‪ ،‬حيـــث‬ ‫تطم ــح الجمعي ــة إىل رفعه ــا ملجل ــس‬ ‫األم ــن ال ــدويل بالتع ــاون م ــع بقي ــة‬ ‫املؤسســـات النســـوية ووزارة املـــرأة‪.‬‬ ‫وميثـــل القـــرار فرصـــة إلرشاك املـــرأة‬ ‫يف صنـــع الســـام واألمـــن الدولییـــن؛‬ ‫لتجربتهـــا النضاليـــة العميقـــة ضـــد‬ ‫االحتـــال‪ ،‬الـــذي تواجـــه یومیـــا‬ ‫سياســـاته العدوانيـــة‪ ،‬وخاصـــة‬ ‫اس ــتهداف النس ــاء بالقت ــل والترشي ــد‬ ‫والتعذيـــب‪ .‬ووفقـــا للتوجهـــات‬ ‫الفلســـطينية الحاليـــة‪ ،‬فـــإن العمـــل‬ ‫عـــى هـــذا القـــرار ينـــدرج ضمـــن‬ ‫األولويـــات الوطنيـــة التـــي تنـــص‬ ‫عـــى أهميـــة التوجـــه للمؤسســـات‬ ‫الدوليـــة‪ ،‬ومـــن هنـــا وجبـــت‬ ‫التوعيـــة‪.‬‬

‫باألرقام والتواريخ‬

‫ورغـــم مـــا تتعـــرض لـــه املـــرأة‬ ‫الفلســطينية مــن معيقــات مجتمعيــة‬

‫وسياس ــية‪ ،‬إال أنه ــا أثبت ــت متيزه ــا يف‬ ‫كثـــر مـــن املجـــاالت‪ ،‬فهـــي أفضـــل‬ ‫معلمـــة‪ ،‬ومـــا حنـــان الحـــروب إال‬ ‫منوذج ــا لذل ــك‪ ،‬وتتج ــه نح ــو التط ــور‬ ‫والنجـــاح الدائـــم‪ .‬وهنـــا ال بـــد أن‬ ‫نعـــرض لكـــم عـــددا مـــن البيانـــات‬ ‫عـــن املـــرأة الفلســـطينية‪:‬‬ ‫• نس ــبة التح ــاق اإلن ــاث يف املرحل ــة‬ ‫الثانوي ــة أع ــى م ــن الذك ــور‪ :‬ح ــوايل‬ ‫‪ %54‬م ــن اإلن ــاث مقاب ــل ‪ % 46‬م ــن‬ ‫الذكـــور‪ .‬وتتســـاوى تقريبـــا هـــذه‬ ‫النســـبة يف املرحلـــة األساســـية‪.‬‬ ‫• أكـــر مـــن نصـــف الهيئـــات‬ ‫التدريس ــية‪ ،‬بنس ــبة ‪ %55‬يف امل ــدارس‬ ‫الحكوميـــة‪ ،‬إنـــاث‪.‬‬ ‫• ش ــهد ع ــام ‪1929‬عق ــد أول مؤمت ــر‬ ‫نســـوي فلســـطيني يف القـــدس‪،‬‬ ‫انبثقـــت عنـــه "اللجنـــة التنفيذيـــة‬ ‫لجمعي ــة الس ــيدات العربي ــات"‪ .‬ث ــم‬ ‫أنشـــئ يف العـــام نفســـه "االتحـــاد‬ ‫النســايئ العــريب" يف القــدس ونابلــس‪.‬‬ ‫• منـــذ عـــام ‪ 1948‬حتـــى ‪،1967‬‬ ‫نشـــط العديـــد مـــن املؤسســـات‬ ‫النســـوية الخرييـــة‪ ،‬كـــدور األيتـــام‪،‬‬ ‫ومراك ــز رعاي ــة املس ــنني‪ ،‬وغريه ــا‪ .‬ويف‬ ‫عـــام ‪ 1965‬تأســـس "االتحـــاد العـــام‬ ‫للمـــرأة الفلســـطينية"‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫قضايانا‬

‫يف الرواق الشاميل‬ ‫الرشقي للقدس‬ ‫غدير توام‪ /‬القدس‬ ‫ازداد حجم املشاكل التي يعاين منها املجتمع‬ ‫بشكل عام‪ ،‬كام أصبحت األرياف‪ ،‬خاصة‬ ‫مناطق «ج»‪ ،‬التي تعاين أصال من مامرسات‬ ‫االحتالل‪ ،‬كاالستيالء عىل أراضيها‪ ،‬وتضييق‬ ‫الخناق عليها بالجدران والشوارع االلتفافية‪،‬‬ ‫وإغالق مداخلها ومخارجها‪ .‬يضاف إىل ذلك‬ ‫ضعف مشاريع التنمية املحلية للمجالس‬ ‫القروية التي يعاين معظمها من حجم‬ ‫مديونية عال ناجم عن قلة الدعم الحكومي‬ ‫وضعف التحصيل والجباية‪.‬‬ ‫ورغم ما سبق فإن التعويل يكون عىل‬ ‫املشاريع التي تقدمها الدول املانحة‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل األفكار اإلبداعية والتطويرية‪ ،‬واألمل الذي‬ ‫يقود الشباب الفاعلني يف مجتمعاتهم‪.‬‬

‫جبع النموذج الحي‬

‫ومل تكـــن مبـــادرة إنشـــاء املتنزه هي‬ ‫األوىل يف جبـــع‪ ،‬فقـــد ســـبقها العديد‬ ‫من املبـــادرات املجتمعيـــة‪ ،‬خاصة أن‬ ‫القريـــة تفتقـــر للمســـاحات الخرضاء‪،‬‬ ‫وتحارصها املســـتوطنات والكســـارات‬ ‫والحاجـــز العســـكري الثابـــت عـــى‬ ‫شـــارعها الرئيس‪ .‬وهنا طرحنا كشـــباب‬ ‫فاعلني مشـــكلة مـــزارع املـــوايش غري‬ ‫املرخصة‪ ،‬ومـــا ينجم عنهـــا من أرضار‬ ‫وأمـــراض بســـبب عمليـــات الذبح غري‬ ‫املراقبة التـــي تتم داخلهـــا‪ ،‬والتخلص‬ ‫من املـــوايش النافقـــة يف محيط املزارع‬ ‫القريبة مـــن البيوت‪.‬‬

‫‪2018-2017‬‬

‫مطلب شبايب بإقامة متنزه يف جبع‬ ‫االستثامر يف طرح األفكار‬

‫وقد مثل املؤمتر الشبايب للمساءلة املجتمعية‬ ‫«راقب‪ ...‬شارك‪ ...‬سائل»‪ ،‬الذي نفذته‬ ‫مؤخرا الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل‬ ‫دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬ضمن مرشوع رشكاء‬ ‫يف حركة تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد‪،‬‬ ‫بالتعاون مع مؤسسة «أمان»‪ ،‬فرصة سانحة‬ ‫ألعضاء اللجنة الشبابية املساندة يف مجلس‬ ‫قروي جبع‪ ،‬التي تم تشكيلها لتكون عونا‬ ‫ورقيبا عىل أعامل املجلس ضمن برنامج‬ ‫شباب من أجل التغيري‪ ،‬بالتعاون مع مؤسسة‬ ‫أولف بامله السويدية و«بياالرا»‪ ،‬حيث شارك‬ ‫الشباب بفاعلية يف املؤمتر‪ ،‬ومتكنوا من طرح‬ ‫مبادرة تتعلق بإنشاء متنزه عام يف البلدة‪،‬‬ ‫تستفيد منه القرى الشاملية الرشقية للقدس‪،‬‬ ‫وهي جبع وحزما ومخامس وعناتا‪.‬‬ ‫وتحدثنا عن املبادرة أمام الحضور‪ ،‬علام أن‬ ‫«أمان» و«بياالرا» قد تبنتا هذه املبادرة يف‬

‫من موقع املنتزه املقرتح‪ .‬‬

‫وقت سابق‪ ،‬وخضعنا ملجموعة من التدريبات‬ ‫التي متحورت حول مهارات املساءلة املجتمعية‬ ‫ومكافحة الفساد وحمالت الضغط واملنارصة‪.‬‬

‫املجلس والزراعة‪ ...‬استجابة فورية‬ ‫وعملت اللجنة املساندة املكونة من اثني‬ ‫عرش شابا وشابة‪ ،‬إضافة إىل شباب النادي‪،‬‬ ‫عىل فكرة إنشاء املتنزه‪ ،‬ومتت زيارة العديد‬ ‫من املؤسسات التي تدعم هذا االتجاه‬ ‫عىل الصعيدين املادي والفني‪ ،‬ومنها وزارة‬ ‫الزراعة التي تربعت باألشجار والسياج الذي‬ ‫يغطي مساحة املتنزه‪ .‬وتم التواصل مع أحد‬ ‫املهندسني الذي قام بدوره بإعداد مخطط له‪.‬‬ ‫ولتحقيق أفضل النتائج قرر الشباب مواجهة‬ ‫املجلس يف لقاء حواري متلفز بحضور الجمهور‬ ‫من بعض املناطق املذكورة‪ ،‬حيث وافق‬ ‫رئيس املجلس؛ مسلم دار سليم خالل الحلقة‬ ‫التلفزيونية التي جاءت يف إطار الربنامج‬

‫الشبايب «واجه الشباب»؛ الذي تنتجه «بياالرا»‬ ‫وتبثه عىل شاشة تلفزيون معا‪ ،‬عىل الفكرة‪،‬‬ ‫كام أبدى السيد موىس الشاعر؛ مدير مديرية‬ ‫الحكم املحيل يف ضواحي القدس استعداده‬ ‫لدعم مبادرة الشباب وتوجيههم يف هذا اإلطار‪.‬‬

‫مطلب قديم‬

‫واستكامال للجهود السابقة التي بذلها الشباب‬ ‫حني قاموا بحملة لجمع التربعات شملت‬ ‫أهايل القرية‪ ،‬إضافة إىل مبلغ آخر تربعت به‬ ‫مؤسسة «أريج»‪ ،‬كانت إعادة إحياء الفكرة‬ ‫محركا للمجلس ومؤسسة «رواق»؛ التي‬ ‫أبدت استعدادها لتسوية جزء من األرض‬ ‫وتبليطها وتأهيلها وعمل مصاطب وتقديم‬ ‫ألعاب لألطفال يف حال تم البدء باملرشوع؛‬ ‫فانطلقنا يف كافة االتجاهات‪ ،‬وبدأنا التنسيق‬ ‫مع املؤسسات والجمعيات وأهايل البلدة‬ ‫الذين أبدوا استعدادهم ودعمهم للفكرة‪.‬‬

‫تصوير منذر خوالدة‬


‫فاعلون‬

‫‪2018-2017‬‬

‫التعليم املهني والتقني‪...‬‬ ‫حاجة السوق ونظرة املجتمع‬ ‫وائل صالح الدين‪ /‬القدس‬ ‫يقدر عدد سكان فلسطني لعام ‪2017‬‬ ‫بأربعة ماليني نسمة‪ ،‬يعيشون يف‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬ويشكل من‬ ‫هم دون سن ‪ 18‬عاما ‪ %50‬من نسبة‬ ‫السكان‪ .‬ولهذا فإن مجتمعنا فتي‪ ،‬حيث‬ ‫يلتحق سنويا بالثانوية العامة قرابة ‪81‬‬ ‫ألف طالب وطالبة يف مختلف الفروع‪،‬‬ ‫ويتخرج يف الجامعات واملعاهد والكليات‬ ‫األكادميية حوايل ‪ 40‬ألف طالب مبختلف‬ ‫التخصصات‪.‬‬ ‫وتشري األرقام واإلحصاءات إىل ارتفاع نسبة‬ ‫البطالة يف صفوف معظم التخصصات‪ ،‬وارتفاع‬ ‫حجم البطالة املقنعة إىل حوايل ‪ %54.7‬خالل‬ ‫عام ‪ ،2016‬بسبب غياب الوعي واإلرشاد عن‬ ‫املدارس واملديرين واألهايل الذين يتحملون‬ ‫جزءا من املسؤولية‪ ،‬بسبب الثقافة التي‬ ‫يحكم مبوجبها معظم األرس بتعليم أبنائهم‬ ‫تخصصات محددة‪.‬‬ ‫ويف إحصاءات وزاريت الرتبية والتعليم‬

‫والعمل للعام ‪ ،2017‬التي ركزت عىل‬ ‫مخرجات التعليم‪ ،‬ومدى انسجامها مع‬ ‫احتياجات سوق العمل‪ ،‬إشارة إىل أن ‪%80‬‬ ‫من خريجي الثانوية العامة يلتحقون‬ ‫بالدراسات اإلنسانية التي ال يحتاج السوق‬ ‫إليها‪ ،‬يف حني يلتحق ‪ %3‬بالتعليم املهني‬ ‫والتقني‪ ،‬بسبب شعور األهايل بالنقص‬ ‫والخجل إذا التحق أبناؤهم‬ ‫بالتعليم املهني؛ فاملجتمع يرى‬ ‫أن هذه الفئة من الطلبة دون‬ ‫املستوى األكادميي الذي يؤهل‬ ‫أفرادها للتعليم األكادميي‪ .‬وبكل‬ ‫أسف تساهم هذه النظرة يف رفع‬ ‫نسبة البطالة‪.‬‬ ‫وبالنظر إىل تجارب الدول‬ ‫املتقدمة‪ ،‬نجد أن اليابان‬ ‫وأملانيا خرستا الكثري نتيجة‬ ‫الحرب العاملية الثانية‬ ‫التي وضعت أوزارها عام‬ ‫‪ .1945‬لكن نهضة اقتصادية‬ ‫وتكنولوجية حدثت فيهام‬

‫‪13‬‬

‫صورة تعبريية‪ .‬‬

‫تصوير منذر خوالدة‬

‫لتبنيهام إسرتاتيجية حفزت الطلبة عىل‬ ‫االلتحاق بالتعليم املهني والتقني يف‬ ‫املراحل اإلعدادية‪ ،‬بناء عىل دراسات‬ ‫معمقة لسوق العمل‪ .‬أما سنغافورة‪،‬‬ ‫فقد تحولت من جزيرة فقرية ميألها‬ ‫البعوض‪ ،‬إىل قوة اقتصادية عىل يد‬ ‫رئيس وزرائها «يل كوان يو» عام ‪،1959‬‬

‫حيث انضمت إىل االتحاد املاليزي عام‬ ‫‪1963‬عقب االستقالل عن بريطانيا‪ ،‬لكن‬ ‫ماليزيا تخلت عنها‪ ،‬ليبدأ «يو» بجذب‬ ‫االستثامرات األجنبية‪ ،‬ودفع مواطنيه إىل‬ ‫العلم القائم عىل حاجة السوق‪ ،‬لريتفع‬ ‫الناتج املحيل من سبعة مليارات دوالر‬ ‫عام ‪ ،1960‬إىل ‪ 360‬مليارا عام ‪.2016‬‬

‫فلسطني تخطط‬

‫وضمن الخطة التي وضعتها وزارة الرتبية والتعليم يف فلسطني‪ ،‬فإن األنظار‬ ‫تتجه نحو التعليم املهني‪ ،‬بواقع ‪ 21‬مدرسة مهنية‪ ،‬و‪ 16‬كلية جامعية‪ ،‬و‪ 20‬كلية‬ ‫مجتمع‪ .‬لكن املعضلة تبقى يف املوازنة الضئيلة التي توفرها الوزارة‪ ،‬وال تتجاوز‬ ‫‪ %1.87‬من موازنتها‪ .‬وهنا ال بد من الضغط عىل الحكومة لرفع ميزانيتها‪ ،‬مام‬ ‫سينعكس عىل حصة التعليم املهني والتقني‪ ،‬حيث وعد الدكتور صربي صيدم؛‬ ‫وزير الرتبية والتعليم العايل‪ ،‬أن يكون ‪ 2017‬عاما للتعليم املهني والتقني‪ ،‬عرب‬ ‫زيادة عدد املدارس‪ ،‬ودمج مناهج التعليم املهني باملناهج األكادميية‪.‬‬ ‫لقد باتت الحاجة ملحة إلحداث نقلة نوعية يف نظرة املجتمع إىل التعليم‬ ‫املهني‪ ،‬خاصة أن سوق العمل تحتاج إىل األيدي املاهرة مللء الشواغر‪ .‬ويبقى‬ ‫‪ 2017‬محوريا يف تاريخ التعليم املهني؛ حيث تم خالله تأسيس املجلس األعىل‬ ‫للتعليم املهني والتقني‪ ،‬واألنظار تتجه نحو إنشاء وزارة التكوين‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫ريف غزة‬

‫‪2018-2017‬‬

‫منطقة «الفرطة» تنتظر الصباح لتبدأ الحياة!‬ ‫روان الكفارنة‪/‬غزة‬ ‫تقع بلدة بيت حانون يف الشامل‬ ‫الرشقي لقطاع غزة‪ ،‬وهي عىل بعد نحو‬ ‫ستة كيلومرتات عن مستوطنة «سديروت»‬ ‫داخل الخط األخرض‪ .‬وبسبب هذا املوقع‪ ،‬تعرضت‬ ‫البلدة للتدمري عىل يد جيش االحتالل اإلرسائييل الذي‬ ‫جرف مساحات كبرية من أراضيها الزراعية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫قصفها املتكرر للمنطقة‪ .‬ولعل العدوان األخري عام‬ ‫‪ 2014‬يعترب أعنف هجوم عىل هذه البلدة‪ ،‬حيث‬ ‫اجتاحتها معدات االحتالل الثقيلة‪ ،‬ودمرت آالف‬ ‫املنازل‪ ،‬مام اضطر املواطنني للجالء شبه الكامل عنها‬ ‫قرسا‪ ،‬تحت وقع القذائف وقصف الدبابات وصواريخ‬ ‫الطائرات‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء العدوان‪ ،‬انكشف حجم الكارثة؛ فقد‬

‫دمرت أحياء كاملة‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬تبذل بلدية‬ ‫بيت حانون الجهود إلعادة الحياة إليها بتنفيذ العديد‬ ‫من املشاريع؛ كإنشاء سوق مركزية‪ ،‬وإعادة ترميم‬ ‫الشوارع الرئيسة‪ ،‬وتوفري الخدمات لبعض املناطق‪.‬‬ ‫ولكن هذه الجهود مل توفر أي خدمات يف منطقة‬ ‫«الفرطة» رشقي بيت حانون‪ ،‬التي باتت مدينة‬ ‫أشباح؛ النعدام مقومات الحياة فيها‪.‬‬ ‫و«الفرطة» منطقة سكنية مهمشة‪ ،‬ويبدو أنها‬ ‫ليست عىل قامئة أولويات البلدية؛ فالطرقات إليها‬ ‫وفيها تحتاج إىل ترميم ورصف‪ ،‬وال إنارة يف الشوارع‪،‬‬ ‫ورغم وجود برئ جوفية مخصصة لتلك املنطقة‪ ،‬إال‬ ‫أن املياه التي توفرها البلدية غري صالحة للرشب‪،‬‬ ‫ومتقطعة‪ ،‬حيث تتوفر ملدة ساعتني كل ثالثة أيام‪،‬‬ ‫إضافة إىل عدم وجود عامل نظافة إلفراغ الحاويات‬ ‫من النفايات‪ ،‬مام يؤدي إىل انتشار الروائح الكريهة‬

‫واألمراض يف املنطقة‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد التعليمي‪ ،‬فيعاين الطلبة من بعد‬ ‫املدارس عن منطقة سكناهم‪ ،‬مام يدفع الكثريين‬ ‫منهم إىل العزوف عن التعليم أو إىل إهامل دراستهم‪.‬‬ ‫ويبدو ليلها شديد الظالم‪ ،‬مام يدفع األهايل إىل إغالق‬ ‫األبواب منذ ساعات الغروب األوىل؛ تحاشيا للسري يف‬ ‫الظالم الدامس الذي يلف الطرقات‪ ،‬ليظلوا طوال‬ ‫الليل ينتظرون بزوغ الشمس لتدب الحياة فيها من‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫ويف النتيجة فإن تلك املنطقة تعاين من اإلهامل‪ ،‬حيث‬ ‫تركز البلدية اهتاممها عىل املناطق الحيوية يف املدينة‪،‬‬ ‫مام ينتج عنه سوءاألوضاع املعيشية‪ .‬لكن البلدية‬ ‫تطالب السكان بدفع رسوم الخدمات دون أن توفر‬ ‫خطط تطوير لهذه املنطقة‪.‬‬

‫هنا الفرطة‪ .‬‬

‫تصوير اسامعيل ابو حطب‬


‫نقرشات‬

‫‪2018-2017‬‬

‫‪15‬‬

‫أحاديث شائقة عن سلوكيات‬ ‫اإلنسان وطباعه‬

‫ •اليعترب الفرد العادي نفسه سعيدا بامتالك‬ ‫الكثري من املال‪ ،‬بل سيعترب ذلك إن كان ميلك أكرث مام ميلك‬ ‫جريانه؛ فالبرش مييلون لعقد املقارنات‪ ،‬وشعورهم بالتفوق‬ ‫يشعرهم بالرىض‪.‬‬ ‫ •كلام كانت القرارات التي يجب اتخاذها أصعب وأكرث تعقيدا‪،‬‬ ‫ملنا إىل ترك األمور عىل حالها دون اتخاذ قرار‪.‬‬ ‫ •منيل كبرش للندم عىل القرارات املترسعة‪ ،‬حتى وإن كانت‬ ‫النتائج مرضية؛ ألننا دامئا نعتقد أن الوقت مل يكن كافيا التخاذ‬ ‫القرار األمثل‪.‬‬ ‫ •للملل جانب جيد‪ ،‬فاألشخاص الذين ميلون الجانب‬ ‫الرتفيهي مييلون للقيام بأعامل خريية ذات مغزى‪.‬‬

‫ •الرجال ذوو املستويات العالية من التستوستريون؛‬ ‫هرمون الذكورة‪،‬لديهم قدرة أعىل من غريهم عىل‬ ‫إغضاب اآلخرين‪.‬‬ ‫ •األشخاص الذين يعانون من التقدير املنخفض‬ ‫للذات‪ ،‬مييلون إلذالل اآلخرين‪ ،‬أمال يف اسرتجاع‬ ‫تقديرهم لذاتهم‪.‬‬ ‫ •يعتقد البرش بكل ثقة أن آراءهم السلبية عن‬ ‫اآلخرين صادقة وحقيقية‪ ،‬وال عالقة لها بهم أو‬ ‫بثقتهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫ •مجرد الشعور باملراقبة‪ ،‬حتى وإن كان وهام‪،‬‬ ‫يزيد من الترصفات األخالقية‪ ،‬ففي املقاهي‬ ‫التي تقوم عىل خدمة الذات‪ ،‬يكفي تعليق‬ ‫صورة لعني برشية حتى يقوم الزبائن بجمع‬ ‫أطباقهم بعد االنتهاء من استخدامها‪.‬‬ ‫ •يتطلب الكذب مجهودا عقليا ليس قليال؛ فعىل‬ ‫الكاذب أن يضع نصب عينيه الكذبة لريكز‬ ‫عليها‪ ،‬والحقيقة ليحاول إخفاءها‪.‬‬ ‫ •تؤثر الترصفات عىل األخالق‪ ،‬مبعنى أن‬ ‫األشخاص الذين يقومون بأفعال غري أخالقية‬ ‫بشكل مستمر يرون الخطأ والصواب بطريقة‬ ‫مختلفة عن غريهم؛ فالحكام الدكتاتوريون‬ ‫يعتقدون أنهم يقومون مبا هو يف مصلحة‬ ‫شعوبهم‪.‬‬

‫يف علم النفس حقائق‬ ‫تفســربعض الترصفات‬

‫مبراقبة نشاط الدماغ فإن ردود األفعال تجاه املال‬ ‫تشبه ردود األفعال لدى مدمني الكوكايني أو النيكوتني‪.‬‬ ‫الجلوس معتدال يجعلك يف حالة مزاجية أفضل من‬ ‫الجلوس محني الظهر‪.‬‬ ‫أن تزرع يف أوالدك أنهم عباقرة وموهوبون منذ الصغر‬ ‫يعترب أسوأ ما ميكنك عمله‪ ،‬حيث وجد الباحثون أن‬ ‫األطفال يصدقون ذلك بشدة‪ ،‬فيتجنبون املواقف التي‬ ‫تحتاج للتحدي‪ ،‬وال يبذلون الجهد للتعلم‪.‬‬

‫ماذا يقول علم‬ ‫النفس عن‬ ‫مستقبلك الخاص‬

‫معادالت مهمة وصادقة لـــحياة أفضل!‬

‫ اإلميان بعظمة الله × تصديق قدرته سبحانه وتعاىل ÷ الحياة =‪ ‬إميانك الحقيقي‪.‬‬‫ حب الوطن ‪ -‬التفرقة ‪ +‬قول الحق لنرصة الوطن × تحديك ألعدائه=‪ ‬أبناء الوطن الحقيقيون‪.‬‬‫ تقبل النصيحة × العمل بها × أيامك=‪ ‬تجنبك الوقوع يف الخطأ‪.‬‬‫ صدق الشخص ‪ +‬صفاء روحه × حبه لآلخرين=‪ ‬سعادة تفوق الخيال‪.‬‬‫ العدالة × االجتهاد عىل تحقيقها ‪ +‬وحدة ÷ األعداء =‪ ‬السالم‪.‬‬‫ قوة اإلرادة × صربك ‪ +‬إرصار دائم =‪ ‬النجاح األكيد يف حياتنا ‪.‬‬‫ حرية الشخص ‪ -‬محاسبة النفس × كل ما نفعله=‪ ‬االحتفاظ مبواطنتنا‪.‬‬‫ ذكاؤك × حياتك ‪ -‬خوفك× تفاؤلك=‪ ‬وصولك إىل ما تريد تحقيقه‪.‬‬‫ عمل الخري × العطاء لآلخرين= رىض النفس‪.‬‬‫ الحب × التضحية ‪ +‬احرتام الشخص املقابل =‪ ‬صداقة طويلة األمد‪.‬‬‫‪ - ‬تفكريك بعقلك‪+‬تفكريك بقلبك‪-‬تصديق أكاذيب النفس =‪ ‬إنساناً قليل األحزان‪.‬‬ ‫ الحنان ‪ +‬العاطفة ‪ -‬الخداع ÷ االيام =‪ ‬الحب الخالد‪.‬‬‫ ضمري مطمنئ ‪ -‬نسيانك أليامك املؤملة × الجديد األفضل =‪ ‬إنساناً طموحاً‪.‬‬‫ علو شأنك ‪ -‬تجريحك لآلخرين × معاملتهم ‪ +‬نقاء نفسك =‪ ‬اكتسابك واستحقاقك لكلمة إنسان‪.‬‬‫ خسارتك يف بداية حياتك ‪ -‬تحديك للخسارة ‪ +‬تغيري واقعك واالستفادة من الخسارة =‪ ‬ربحاً مؤكداً‪.‬‬‫‪ -‬رغبتك أن تكون ناجحاً ‪ +‬اجتهادك املتواصل ‪-‬غرورك =‪ ‬إنساناً ايجابياً‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫الحصاد‬

‫شباب «بياالرا» ‪ ..‬الرواية املصورة‬

‫‪2018-2017‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.