همة شباب

Page 1

‫مجلة متخصصة صادرة عن الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب "بياالرا"‪،‬‬ ‫ضمن برنامج شباب من أجل التغيير؛ «فاعلوا اليوم قادة الغد»‪.‬‬

‫�أيــــار‪2017 -‬‬

‫كـلـمـتـنــــــا‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫تعتبر مشاركة الشباب في االنتخابات واحدة من أهم احلاجات الثابتة‪ ،‬ومما ال شك فيه أن االنتخابات احمللية األخيرة مثلت حلما‬ ‫للكثير من الشباب الذين ميلكون الطموح والدافعية ليكونوا جزءا من املنظومة اجلديدة في إدارة بيئاتهم كصانعي قرار‪ ،‬ينقلون هموم‬ ‫أندادهم وتطلعاتهم‪ ،‬ويحولونها إلى أولويات على أجندة اخلدمات التي تقدمها البلديات واملجالس القروية‪.‬‬ ‫وميثل سن الترشح لعضوية الهيئات احمللية عائقا أمام الشباب‪ ،‬وبالتالي فإن عملية اكتساب اخلبرات حتتاج وقتا طويال‪ ،‬ورغم ثقتهم‬ ‫العالية بأنفسهم‪ ،‬إال أنهم يحتاجون إلى املزيد من املعرفة التي تؤهلهم الستالم املناصب‪ ،‬وهذا ال يتعارض مع املطالبة بإشراكهم؛‬ ‫ألن األولى مقدمة للثانية‪ ،‬وهو أحد أهداف مشروع «شباب من أجل التغيير؛ فاعلوا اليوم قادة الغد‪ ،‬الذي مت من خالله تشكيل اللجان‬ ‫املساندة ألعمال الهيئات احمللية الذي تطبقه الهيئه في حزما‪ ،‬وجبع‪ ،‬وصوريف‪ ،‬وكفر نعمة‪ ،‬وبيت الهيا وبيت حانون‪ ،‬وقد أثبتوا‬ ‫خالله قدرتهم العالية على حتمل املسؤولية‪ ،‬وطرح القضايا بأبعادها املختلفة؛ السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫بدعم من مؤسسة أولف باملة السويدية‬

‫الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‬


‫‪2‬‬

‫االفتتاحية‬

‫الهيئات المحلية‪ ...‬االلتزام وسعة الصدر‬ ‫قبل أربع سنوات جتولنا في أنحاء عدة من الوطن‪،‬‬ ‫وفتحنا حوارات مباشرة مع البلديات بهدف حتقيق‬ ‫مطالب الشباب واألطفال في بيئاتهم احمللية‪ ،‬ضمن‬ ‫أحد املشاريع التي نفذتها الهيئة في الضفة الغربية‬ ‫وقطاع غزة‪.‬‬ ‫وعبر هذه التجربة التي تكللت باحتفال كبير في‬ ‫طولكرم‪ ،‬حضره السيد خالد القواسمي؛ وزير احلكم‬ ‫احمللي آنذاك‪ ،‬حيث جرت مناظرة بينه وبني مجموعة‬ ‫من األطفال الذين حضروا من أكثر من محافظة‪.‬‬ ‫شهادتي الشخصية كمشرفة ومتابعة لهذه اللقاءات‬ ‫هي أن كل املسؤولني الذين متت محاورتهم كانوا‬ ‫على قدر عال من املسؤولية‪ ،‬وتعاملوا مع كافة‬ ‫القضايا بأعلى درجات احلرص وااللتزام‪ ،‬خصوصا من‬ ‫الوزير السابق‪ ،‬وعضو بلدية اخلليل املنتخب حاليا‪.‬‬ ‫وبخصوص االنتخابات احمللية األخيرة؛ تغالبني رغبة‬ ‫جامحة في التصفيق؛ تعبيرا عن هذه التجربة واجلولة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬التي متثل بالنسبة لنا سلوكا للمفاضلة بني‬ ‫إجرائها من عدمه‪ ،‬وبالتأكيد فإن ممارسة املواطنني‬ ‫حلقهم في االنتخاب واختيار ممثليهم يعتبر أمرا أهم‬ ‫من مناقشة من فاز ومن خسر‪ ،‬خصوصا أن طابعها‬ ‫مهني‪ ،‬وهذا معيار التصويت‪.‬‬ ‫ورغم كون األحزاب السياسية رافعة حقيقية للمشروع‬ ‫الوطني‪ ،‬فلم يشارك أي منها في هذه االنتخابات عدا‬ ‫فتح‪ ،‬إال أن املفرح هو عدد الشباب الذين ترشحوا‬ ‫خلوض غمار االنتخابات‪ ،‬سواء في القوائم احلزبية‪،‬‬

‫أم في قوائم املستقلني‪ ،‬ألن ذلك يدلل على أن الشباب‬ ‫لم يعودوا مجرد وقود لالنتخابات كما جرت العادة‪،‬‬ ‫وحضورهم على املنصات باعث على األمل‪.‬‬ ‫الشباب الوطني مبدع‪ ،‬وقادر على توجيه الدفة واتخاذ‬ ‫القرار كمساهم في النماء‪ ،‬ودورنا كمؤسسات إمنا‬ ‫يكمن في توجيههم للمشاركة‪ ،‬كال من موقعه في‬ ‫كافة امليادين‪ .‬وقد أخذنا على عاتقنا إتاحة الفرصة‬ ‫لهم ليشاركوا ويشركوا زمالءهم في إحداث التغيير‬ ‫على كافة األصعدة‪ ،‬عبر ما يتوفر من منصات‬ ‫يستطيعون من فوقها التعبير عن أنفسهم‪.‬‬ ‫بدا االهتمام كبيرا مبتابعة هذه االنتخابات رغم قلة‬ ‫نسب التصويت‪ ،‬حتى إن كثيرا من املواطنني اعتبروها‬ ‫مشروعهم اخلاص‪ ،‬ويتطلعون إليها كثمرة‪ ،‬ومما ال‬ ‫شك فيه أن العالقة التي تربط الشباب باالنتخابات‬ ‫تأخذ طابعا وثيقا‪ ،‬خصوصا أن مجتمعنا فتي وميثل‬ ‫الشباب فيه النسبة األعلى من بني كل الفئات‪.‬‬

‫حضور الشباب ومهامهم‬

‫في حواري مع الزمالء؛ اتضح لي أن هناك هيئات‬ ‫محلية حسمت لصالح قوائم مت تشكيلها وهي ال‬ ‫متلك اخلبرة‪ ،‬ومعظم منتسبيها من الشباب‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ال نريده‪ ،‬ألننا نريد أن يكون الشباب جنبا إلى جنب‬ ‫مع أصحاب اخلبرة ليتعلموا ويتبادلوا األفكار‪ ،‬خصوصا‬ ‫أنهم ميلكون معلومات ومعارف ال ميتلكها من هم‬ ‫أكبر منهم سنا‪ ،‬كما إن هناك معلومات وجتارب‬

‫رئيسة التحرير‪:‬‬ ‫هانيا البيطار‬

‫مجلة متخصصة صادرة عن الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل‬ ‫دور الشباب «بياالرا»‪ ،‬ضمن برنامج شباب من أجل التغيير؛‬ ‫«فاعلوا اليوم قادة الغد»‪.‬‬ ‫الناشر‪ :‬بياالرا ‪2865-ISSN: 1563‬‬ ‫الهيئة الفلسطينية لالعالم‬ ‫وتفعيل دور الشباب ‪-‬بياالرا‬ ‫بدعــم مــن‪:‬‬

‫مدير التحرير‪ :‬حلمي أبو عطوان‬ ‫مدقق لغوي‪ :‬مفيد حماد‬ ‫إخراج فني‪ :‬منال زهور‬

‫مساعدو مدير التحرير‬ ‫محمد أبو علي‬ ‫نرمني حبوش‬

‫هانيا البيطار‪ -‬رئيسة التحرير‬ ‫خاضها «الكبار» ال يعرفها «الصغار» وهنا وجبت‬ ‫مشاركة اجلميع على قواعد‪:‬‬ ‫‪1 .1‬التركيز على كون عضوية الهيئة احمللية‬ ‫تكليفا وليس تشريفا‪.‬‬ ‫‪2 .2‬على عضو الهيئة احمللية إدراك أن مطالب الناس‬ ‫ال تنتهي‪ ،‬وبالتالي يجب أن يكون واسع الصدر‪.‬‬ ‫‪3 .3‬مراعاة الهيئات احمللية ووقوفها عند حاجات‬ ‫املواطنني عبر التقسيم القطاعي‪ ،‬ودعم حقوق‬ ‫املرأة وتبنيها‪.‬‬

‫هيئة التحرير الشبابية‬ ‫غدير منصور‬ ‫سامية صالح الدين‬ ‫دنيس حسنني‬ ‫هديل طاهر‬ ‫غدير توام‬ ‫نارميان شوخة‬ ‫بهاء توام‬ ‫وائل صالح الدين‬ ‫عبير غنيمات‬ ‫لؤي رجب‬ ‫إسراء صالح‬ ‫ندمي عالوي‬ ‫صفوت دار سليم‬ ‫وصال محمود‬

‫الستقبال كتاباتكم الرجاء التواصل‬ ‫معنا على عنواننا التالي‪:‬‬ ‫املكتب الرئيسي‪ -‬قرية جبع‪ /‬القدس‬ ‫هاتف‪022346710 :‬‬

‫فاكس‪022346715 :‬‬

‫البريد االلكتروني‪pyalara@pyalara.org :‬‬ ‫املكتب الفرعي‪ -‬غزة‬ ‫تلفاكس‪082843880 :‬‬ ‫البريد االلكتروني‪gz.pyalara@pyalara.org :‬‬

‫املواد املنشورة ال تعبر عن وجهة نظر‬ ‫اجلهات الداعمة‬

‫‪our sponsors are in no way accountable for‬‬ ‫‪this publication‬‬


‫‪3‬‬

‫نسير ببطئ‬

‫المشاركة في االنتخابات «وجعة راس»!‬ ‫هديل طاهر‪ /‬رام الله‬ ‫يقول الفيلسوف األمريكي رالف والدو إمرسون «الشغف‬ ‫يعيد بناء العالم للشباب ‪ ..‬إنه يجعل األمور حية وذات‬ ‫أهمية‪ ،‬ومعروف أن الشباب هم عماد أي أمه‪ ،‬وميلكون‬ ‫قوة التغيير ومواكبة التطور»‪.‬‬ ‫لقد بلغت نسبة الشباب بني عمر ‪ 15-29‬نحو ‪30%‬‬ ‫من إجمالي السكان حسب اجلهاز املركزي لإلحصاء‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وأمام هذه النسبة العالية‪ ،‬حتاول املؤسسات‬ ‫احلكومية واألهلية التي تعنى بالشباب احتواءها‪،‬‬ ‫والعمل على توفير البرامج املختلفة لتنمية مهارات‬ ‫الشباب‪ ،‬واالعتماد عليهم في بناء املجتمع؛ عبر‬ ‫التدريبات والدورات؛ إلطالق طاقاتهم اإلبداعية‪،‬‬ ‫وتنفيذ املشاريع التي تدعم حضورهم على كافة‬ ‫املستويات عبر املؤمترات الشبابية واللقاءات مع‬ ‫املسؤولني واملبادرات الشبابية‪.‬‬

‫ورغم ما سبق فإن نسبة كبيرة من الشباب ال يحصلون‬ ‫على هذه الفرص؛ لعدم قدرتهم على املشاركة في‬ ‫البرامج املجتمعية‪ ،‬أو لصعوبة التوفيق بني االلتزام‬ ‫بالتدريبات والعمل أو الدراسة‪ ،‬وكذلك طموح الشباب‬ ‫في إيجاد فرص عمل «تليق» بهم‪ ،‬وبتخصصاتهم في‬ ‫ظل نسب البطالة العالية‪ ،‬وانعكاساتها النفسية عليهم‪،‬‬ ‫خصوصا إذا كانوا من حملة الشهادات اجلامعية‪.‬‬

‫مورد بشري‪ ...‬يجب االعتناء به‬ ‫ويرغب الشباب في خوض جتارب جديدة مختلفة‬

‫وممتعة؛ لكسر الروتني اليومي‪ ،‬وتلبية رغباتهم في‬ ‫املعرفة واالستكشاف‪ ،‬إذ يعتبرون موردا بشريا مهما‬ ‫ميكن االستثمار فيه‪ ،‬إذا ما أتيحت لهم فرص االنطالق‬ ‫وتنفيذ األفكار اإلبداعية‪ ،‬وهنا تقع املسؤولية على‬ ‫املؤسسات الرسمية واألهلية في توفير برامج تشغيلية‬ ‫في كافة التخصصات‪ ،‬وكذلك املساهمة في تقليل‬ ‫نسب البطالة‪ ،‬وإشراكهم في عمليات صنع القرارات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية على املستويني‬ ‫احمللي والوطني‪ ،‬عبر تسلمهم ملهام إدارية‪ ،‬دون إغفال‬ ‫أهمية اخلبرة التي يجب أن ينقلها الكبار للشباب‪.‬‬

‫مهـ ـ ــارات الشبـ ـ ــاب‬

‫عــــزوف الشبــــاب‬ ‫عــــن المشاركــــة‬ ‫فــــي االنتخابــــات‬ ‫المحليــــة‬ ‫والمجــــالس‬ ‫القرويــــة‬ ‫يقول الصحفي واحمللل السياسي معز كراجة‪« :‬هناك‬ ‫عدة أسباب لعزوف الشباب عن املشاركة في االنتخابات‬ ‫احمللية وأهمها‪ :‬حاجة املرشحني إلى احلشد واملساندة‬ ‫خصوصا في ظل هيمنة األحزاب والعشيرة على‬ ‫االنتخابات‪ ،‬إضافة إلى الفجوة في الثقة بني الشباب‬

‫ ‬ ‫معز كراجة مع عدد من املتطوعني في «بياالرا»‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬والتي تدفع الشباب إلى التزام احلياد في‬ ‫القضايا العامة»‪.‬‬ ‫وميثل الهم الفردي؛ حتديا كبيرا أمام الشباب؛‬ ‫نظرا لعادات املجتمع وتقاليده؛ التي تفرض عليهم‬ ‫مصاريف عالية تتعلق بالزواج وامتالك البيت‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى ثقافة االستهالك‪ ،‬واخلوف من تقلبات املستقبل‪،‬‬ ‫التي حتصر تفكيرهم في حتقيق ذواتهم وتقدميها‬ ‫على املصالح العامة‪ ،‬كما أن اخلوف من الفشل‪ ،‬وعدم‬ ‫أخذ مشاركتهم وحضورهم على محمل اجلد‪ ،‬وعدم‬ ‫التعامل معهم كركيزة في عمليات صنع القرار‪،‬‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫مينع الكثيرين من اخلوض في جتربة العمل العام‪،‬‬ ‫ويبقيهم خارج املشهد‪.‬‬

‫البحث عن اخلير‬ ‫جتمع الدول على أن الشباب هم أهم ركائز تطور‬ ‫وازدهار املجتمعات؛ عبر األفكار العصرية املتجددة التي‬ ‫ميلكونها‪ ،‬ولكن أصبح من الضروري البحث عن طرق‬ ‫إبداعية وخالقة‪ ،‬تنهي اجلدل القائم بني حاجات‬ ‫العصر‪ ،‬والعادات والتقاليد التي ال زالت تعشش في عقول‬ ‫الكثيرين‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫رافعة الشباب‬

‫الهيئات المحلية ودورها في مساندة الشباب‬

‫ ‬ ‫فاعلوا اليوم قادة الغد في اجتماع مع وزير احلكم احمللي‬ ‫غدير توام ‪/‬جبع القدس‬ ‫الشباب هم القوة احلقيقة والفاعلة لنهضة املجتمعات‬ ‫على كافة الصعد‪ ،‬خاصة االقتصادية منها‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه القوة تبقى غير فاعلة‪ ،‬إن لم يحتضنها املسؤولون‬ ‫وصناع القرار في الهيئات احمللية املختلفة‪ ،‬وهي التي‬ ‫متلك اخلبرة اإلمنائية واخلدماتية للمجتمعات احمللية‪،‬‬ ‫دون فرض الهيمنة عليهم‪ ،‬وحتجيمهم‪ ،‬وتكبيل‬ ‫عقولهم‪ ،‬وحصر تفكيرهم‪.‬‬ ‫ونظرا حلداثة جتربة الهيئات احمللية الرسمية «املجالس‬ ‫والبلديات»‪ ،‬في املجتمع‪ ،‬فإن اجلدل ال يزال قائما‬ ‫بني املواطنني حول مهامها واختصاصاتها‪ ،‬واملطلوب‬ ‫منها من تنمية اجتماعية واقتصادية للمواطن‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وللشباب بشكل خاص‪ ،‬عبر متكينهم‬ ‫وتفعيل مشاركتهم في عمليات اتخاذ القرار وإدارة‬ ‫شؤون مجتمعاتهم احمللية‪ ،‬وفق مبادئ الدميقراطية‬

‫والالمركزية في عملية اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫ويعبر الشباب عن آرائهم ومواقفهم حول دور الهيئات‬ ‫احمللية وما تقدمة من خدمات‪ ،‬وكيف ميكن أن ميثلوا‬ ‫أداة للتغيير في أداء هذه الهيئات‪ ،‬وخدمة أندادهم في‬ ‫مختلف جوانب احلياة‪ ،‬يقول شاب في السابعة والعشرين‬ ‫من عمره؛ من إحدى قرى رام الله‪« :‬يقتصر دور املجالس‬ ‫احمللية التقليدي على تقدمي اخلدمات املتعلقة بإصالح‬ ‫البنى التحتية من تعبيد الشوارع وإنارتها‪ ،‬وإزالة النفايات‬ ‫دون العمل على حتقيق االحتياجات األخرى للمواطنني‬ ‫والشباب‪ ،‬كالتنمية االقتصادية‪ ،‬بل ذهب جزء كبير من‬ ‫هذه املجالس إلقصاء الشباب بعيدا عن دوائر صنع القرار‪.‬‬ ‫وتقول فتاة أخرى في إحدى قرى ضواحي القدس‪« :‬ال‬ ‫أرى في قريتي أي خدمات تستحق الذكر ملجلسنا سوى‬ ‫إنارة الشوارع‪ ،‬وإزالة النفايات‪ ،‬وهذا أدنى من الطموح‪،‬‬ ‫إذ يوجد مجالس عملت مؤخرا على تقدمي خدمات‬ ‫على نطاق أوسع؛ كتخصيص صناديق جلمع التبرعات‬

‫تصوير‪ :‬مرمي عطايا‬ ‫للطلبة اجلامعيني واحملتاجني»‪ ،‬ومتنت أن يقوم املجلس‬ ‫بحل قضية املواصالت العامة‪ ،‬وعدم تواجد سيارات النقل‬ ‫في أوقات متأخرة‪ ،‬لتتناسب مع أوقات الدوام اجلامعي‪.‬‬ ‫ويقول آخر من قرية دير جرير‪« :‬كم أمتنى أن أصبح‬ ‫عضوا أو رئيسا للمجلس القروي؛ ألمتكن من تغيير‬ ‫الفكر التقليدي الذي جعل احلشد العائلي والقرابة بديال‬ ‫عن الكفاءة»‪.‬‬ ‫من هنا فإن الواجب يقع على عاتق الهيئات واملجتمعات‬ ‫احمللية‪ ،‬بدءا من تفعيل لدور الشباب‪ ،‬وفتح باب‬ ‫املشاركة لهم للتنافس على مواقع صنع القرار‪،‬‬ ‫ومساندتهم وتنمية قدراتهم‪ ،‬عبر نقل اخلبرات وفق‬ ‫قاعدة «جيل يسلم جيال»‪ ،‬وال بد من إحداث تغيير على‬ ‫صعيد الفكر الثقافي للمجتمعات وضرورة تقبل الشباب‪،‬‬ ‫وليس احلد من طموحاتهم‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬مت حجب األسماء بناء على رغبة أصحابها‪.‬‬

‫يشترط في املرشح ضمن القائمة ما يلي‪:‬‬ ‫أ) بلوغ سن اخلامسة والعشرين في يوم االقتراع‪.‬‬ ‫ب) أن يكون اسمه مدرجا في سجل الناخبني النهائي العائد للدائرة التي يترشح عنها‪ ،‬وأن تتوفر فيه شروط الناخب‪.‬‬ ‫ج) أال يكون محكوما عليه في جنحة مخلة بالشرف أو بجناية‪.‬‬ ‫د) أال يكون موظفا (أو مستخدما) في وزارة احلكم احمللي‪ ،‬أو في أي من أجهزة األمن العام‪ ،‬أو في الهيئة احمللية‪ ،‬أو محاميا له‪ ،‬إال إذا قدم استقالته وأرفق ما يفيد قبولها بطلب الترشيح‪.‬‬ ‫هـ) أن يكون مقيما ضمن الهيئة احمللية املرشح ملجلسها ملدة ال تقل عن سنة من تاريخ إجراء االنتخابات‪ ،‬وأال يكون مرشحاً في دائرة أو قائمة أخرى‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫في العمق‬

‫تاء التأنيث الزالت تثير الجدل في االنتخابات‬ ‫أما محمد جمعة؛ خريج إرشاد نفسي في جامعة‬ ‫األقصى‪ ،‬وناشط شبابي‪ ،‬فيقول‪« :‬الرجعية مفهوم‬ ‫يلتصق بالعقول العربية‪ ،‬وإقصاء املرأة مناف ملا ميكن‬ ‫أن تقدمه‪ ،‬فقد أثبتت أنها قادرة على أن تكون طرفا‬ ‫قويا في املعادلة اخلدماتية والنضالية بكافة أشكالها»‪.‬‬ ‫وأعرب احلاج محمد الغريب‪ ،‬عن دعمه لترشح املرأة‬ ‫في االنتخابات حيث يقول‪« :‬متلك املرأة القدرة على‬ ‫املشاركة‪ ،‬وهي مثل الرجل‪ ،‬فلماذا ال تشارك»؟‬ ‫وعبر علي أبو إسماعيل‪ ،‬عن رأيه بجرأة قائال‪« :‬عيب‬ ‫أن حتكم املرأة بلدا»‬ ‫أما عبد الله حسن؛ طالب جامعي فيعلق‪« :‬اإلسالم‬ ‫أعطى للمرأة حق املشاركة في كافة املجاالت دون‬ ‫متييز‪ ..‬وبالتالي أنا مع مشاركتها»‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فداء كراجة مرشحة في مجلس قروي صفا‬ ‫نارميان شوخة‪ /‬رام الله‬ ‫املشاركة السياسية ليست عضالت وال بدلة وربطة‬ ‫عنق؛ إمنا عقل إداري‪ ،‬ورأي سديد‪ ،‬وأسلوب مقنع‬ ‫ومؤثر املجتمع‪ ،‬وكثير من النساء ميتلكن هذه‬ ‫القدرات‪ ،‬حيث لم تعد مهام املرأة محصورة بني املطبخ‬ ‫ورعاية األطفال والعناية بالزوج؛ بل أثبتت أنها قادرة‬ ‫على املشاركة بفاعلية خارج هذه احلدود النمطية‪،‬‬ ‫وأصبح مقياس درجة منو املجتمعات هو مدى‬ ‫مشاركة النساء في قضايا الشأن العام‪ ،‬سواء كانت‬ ‫سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم غيرها‪.‬‬

‫وتشير اإلحصائيات الصادرة من اجلهاز املركزي لإلحصاء‬ ‫الفلسطيني إلى أن نسبة النساء في املجتمع تبلغ حوالي‬ ‫‪ 50%‬لكن حضورها في املشهد العام ال يرتقي للحد املطلوب‪.‬‬

‫مشاركة املرأة في االنتخابات احمللية‬ ‫يرى أيهم العبادي؛ طالب من جامعة القدس املفتوحة‪ ،‬أن‬ ‫من حق املرأة املشاركة في احلياة العامة‪ ،‬ويقول إن الرسول‬ ‫عليه الصالة والسالم أخذ رأي أم سلمة في صلح احلديبية‪.‬‬ ‫ولكن يرى شادي حنوش «املرأة ال تعرف الصالح من‬ ‫الطالح»‪.‬‬

‫هل شاركنت أو فكرتن باملشاركة في االنتخابات‬ ‫احمللية؟‬ ‫أسيل داري؛ طالبة إعالم‪« :‬نعم فكرت‪ ،‬ولكن لم أشارك؛ ألن‬ ‫الفرصة لم تواتني بعد‪ ،‬ومن حق املرأة أن تنتخب وأن تترشح»‪.‬‬ ‫وشاركت فداء كراجة في االنتخابات‪ ،‬حيث مت‬ ‫ترشيحها كعضو في املجلس القروي‪ ،‬وعن سبب‬ ‫ترشحها تقول‪« :‬رغبت في أن أكون جزءا من أصحاب‬ ‫القرار في بلدتي»‪.‬‬ ‫وتقول حنان شوخة؛ خريجة إدارة أعمال‪ ،‬وعاملة‬ ‫نسوية‪« :‬أرغب في املشاركة ألنني أطمح ألن أكون‬ ‫قيادية في املجتمع»‪.‬‬

‫مفاهيم ودالالت‬

‫الهيئة احمللية‪ :‬وحدة احلكم احمللي في نطاق جغرافي إداري معني تكون حدوده وفقاً للخرائط الهيكلية املعتمدة حسب األصول‪ ،‬وفي حالة عدم توفر ذلك‪ ،‬تكون وفقاً‬ ‫ملا حتدده جلنة االنتخابات املركزية‪.‬‬ ‫الرئيس‪ :‬رئيس الهيئة احمللية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املجلس‪ :‬مجلس الهيئة احمللية‪ ،‬ويشمل مجلس البلدية‪ ،‬أو املجلس احمللي‪ ،‬أو املجلس القروي‪ ،‬أو اللجنة اإلدارية‪ ،‬أو جلنة التطوير‪ ،‬أو أي مجلس آخر يشكل وفقا ألحكام القانون‪.‬‬ ‫القائمة االنتخابية‪ :‬األحزاب السياسية‪ ،‬أو احلركات‪ ،‬أو االئتالفات‪ ،‬أو املجموعات التي يشكلها املواطنون أصحاب حق الترشح بغرض الترشح النتخابات املجالس احمللية‪.‬‬ ‫الدائرة االنتخابية‪ :‬تعتبر منطقة كل هيئة محلية دائرة انتخابية واحدة‪.‬‬ ‫مركز االقتراع‪ :‬املكان الذي يقصده املواطنون لإلدالء بأصواتهم ويضم عدة محطات اقتراع‪.‬‬ ‫محطة االقتراع‪ :‬املكان الذي يوجد فيه صندوق وبطاقات االقتراع والطاقم املشرف على الصندوق ويقع داخل مركز االقتراع‪.‬‬ ‫جلنة االنتخابات املركزية‪ :‬الهيئة العليا التي تتولى إدارة االنتخابات واإلشراف عليها‪ ،‬وتكون مسؤولة عن التحضير لها‪ ،‬وتنظيمها‪ ،‬واتخاذ جميع اإلجراءات الالزمة‬ ‫لضمان نزاهتها وحريتها‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫تحت المجهر‬

‫األحزاب السياسية ‪ ...‬الثقة وبوصلة األفق‬ ‫وائل صالح الدين‪ /‬حزما‪ /‬القس‬ ‫تعتبر األحزاب السياسية احملور األساس في العملية‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ومن دونها يتعذر احلديث عن الدميقراطية‪،‬‬ ‫ويرتبط بها اإلصالح السياسي‪ ،‬كما إنها تساهم في صناعة‬ ‫الكوادر الشبابية املؤهلة الستالم املناصب القيادية‪.‬‬

‫العوائق أمامهم عندما يتعلق األمر بسن الترشح‪ ،‬وكذلك‬ ‫سيطرة «الكبار» على القرارات احلزبية‪ ،‬التي غالبا ال تثق‬ ‫بقدرة الشباب على اإلجناز‪ ،‬وهي تستخدمهم للدعم واملؤازرة‪،‬‬ ‫خصوصا فترة االنتخابات‪ ،‬وما زاد األمور تعقيدا ثقافة بعض‬ ‫األسر التي باتت تنظر للتيارات احلزبية باعتبارها عائقا أمام‬ ‫مسيرة أبنائهم املستقبلية اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬كما كان‬ ‫لالنقسام السياسي بني فتح وحماس منذ عام ‪ 2007‬دور‬ ‫في ذلك؛ إذ إن نسبة االقتراع في االنتخابات لم تكن عالية‬ ‫لألسباب سالفة الذكر‪.‬‬

‫إن الغوص في دور األحزاب يستدعي اخلوض في مدى‬ ‫ممارسة احلزب للنهج الدميقراطي‪ ،‬وقدرته على دمج الشباب‬ ‫عبر األنظمة الداخلية اخلاصة به‪.‬‬ ‫تتعدد اللوائح التنظيمية لألحزاب السياسية والتيارات‬ ‫احلزبية‪ ،‬إلى جانب الكثير من اإلشكاليات املرتبطة بعملية‬ ‫صنع القرار داخل هذه األحزاب‪ ،‬إذ إن معظمها ال يتيح‬ ‫الفرص النخراط الشباب وترشحهم للمنافسة داخلها‪ ،‬مما‬ ‫يؤثر سلبا على عنصر الثقة عندهم‪ ،‬ويعتبرون أن السلطة‬ ‫«األبوية» قد تكرست داخل األحزاب‪ ،‬وال مجال لوجودهم‬ ‫الفاعل فيها‪ ،‬رغم أنهم ميثلون ‪ 30%‬من إجمالي عدد‬ ‫السكان الكلي‪.‬‬

‫ورغم أن سن العضوية في اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني‬ ‫هي بلوغ الشخص ‪ 16‬عاما من عمره‪ ،‬وأحزاب أخرى مثل‪:‬‬ ‫فتح‪ ،‬وحماس‪ ،‬والدميقراطية‪ ،‬تشترط بلوغ الشخص سن‬ ‫‪ 18‬عاما‪ ،‬إال أنها جميعا حتدد سن االنتخاب بـ«‪ »18‬عاما‪،‬‬ ‫وعليهم دائما إبداء االستعداد لتطبيق القرارات وتنفيذ‬ ‫التعليمات احلزبية التي يفرضها صناع القرار داخل احلزب‪،‬‬ ‫دون مناقشتها في كثير من األحيان‪.‬‬

‫ونظرا ملا سبق‪ ،‬فإن مشاركة الشباب قد تقلصت على‬ ‫صعيدي الترشح واالنتخاب‪ ،‬خصوصا أن القانون نفسه يضع‬

‫وجتمع األنظمة الداخلية التي يتبناها معظم الفصائل‬ ‫على أن سن ‪ 18‬مناسب لالنتخاب‪ ،‬ولكنها من اجلهة‬

‫اللوائح الداخلية لألحزاب الفلسطينية‪ ،‬وحضور الشباب‪:‬‬

‫األخرى ال متكنهم من عملية اتخاذ القرار‪ ،‬واستالم‬ ‫مناصب حيوية داخل احلزب‪ ،‬إال عند بلوغ الشخص سن‬ ‫الثالثني عاما‪.‬‬

‫معوقات الدميقراطية الفلسطينية‬

‫وميكن القول إن ما يحدث في الكثير من القرى والبلدات‬ ‫هو تكريس لضعف األحزاب لصالح العشائرية‪ ،‬حيث أظهرت‬ ‫معطيات جلنة االنتخابات املركزية حضورا الفتا للعشائرية‬ ‫في انتخابات الهيئات احمللية في الضفة‪ ،‬التي جرت في ‪13‬‬ ‫آيار‪ ،‬حيث توافقت العائالت على ترشيح قائمة واحدة في‬ ‫‪ 179‬هيئة محلية‪ ،‬وبالتالي ضمنت فوزها بالتزكية؛ لعدم‬ ‫وجود منافسني‪ ،‬وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة‬ ‫حماس‪ ،‬لم جتر هناك انتخابات للهيئات احمللية‪ ،‬إال بعد إمتام‬ ‫املصاحلة؛ كما أعلنت احلركة مؤخرا!‬ ‫إن إجراء االنتخابات في جزء من الوطن دون اجلزء اآلخر‪،‬‬ ‫يكرس بشكل عملي االنقسام السياسي‪ ،‬وينعكس سلبا على‬ ‫مشاركة الشباب في األحزاب السياسية‪ ،‬وبالتالي على‬ ‫ثقافة الدميقراطية التي تخلقها ممارسة الشخص حلقه في‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وهذا ما أثار قلقا لدى مؤسسات حقوق اإلنسان التي‬ ‫تعتبر أن القوائم التوافقية تغيب احلريات‪.‬‬

‫حاجات شبابية‪ ...‬التأهيل والمشاركة الفاعلة‬ ‫نرمني حبوش‪ /‬غزة‬ ‫تتكاتف مكونات التربية االجتماعية في بناء شخصية‬ ‫الشاب‪ ،‬لتجعل منه فردا قادرا على االندماج في املجتمع‪،‬‬ ‫وتلعب احلـياة املـعاصرة دورا في خلق عقبات قـد ال‬ ‫يستطيع الشباب التغلب عليها‪ ،‬خصوصا إن ارتبط األمر‬ ‫باندماجه في احلياة االجتماعية‪ ،‬ويؤدي عدم االعتراف‬ ‫واالستجابة للحاجات األساسية للشباب إلى حدوث توتر‬ ‫بينهم وبني املجتمع واحلكومات‪ ،‬مما ينعكس سلبا على‬ ‫حضورهم العام‪.‬‬ ‫ويواجه الشباب في قطاع غزة العديد من القضايا الشائكة‪،‬‬ ‫بعضها يتعلق بالظروف املجتمعية التي حتيط بهم‪ ،‬وبعضها‬ ‫اآلخر يتعلق باحلصار وضيق األفق‪.‬‬ ‫ويوضح إبراهيم ابراش؛ احمللل السياسي من قطاع غزة؛‬ ‫أن غياب مبادئ الدميقراطية في املجتمع الفلسطيني أدى‬ ‫إلى التبعية والتأخر في عملية التنمية في املجاالت العلمية‬

‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وبالتالي لم يستطع الشباب القيام‬ ‫بدورهم الفعال في املجتمع‪ ،‬نظرا لضعف نظم التعليم‏‪،‬‬ ‫والبطالة‪ ،‬والفقر‪ ،‬‏وغياب التشريعات الالزمة لتعزيز دور‬ ‫الشباب في القطاع العام‏‪ ،‬إضافة إلى ضعف التنظيمات‬ ‫السياسية‏‪ .‬ويشير إلى أن هناك عوائق اجتماعية ترتبط‬ ‫بالتقاليد املجتمعية السائدة‪ ،‬كعدم الثقة بالشباب‬ ‫وقدراتهم‏‪ ،‬وإبعادهم عن املشاركة في الشؤون العامة‏‪،‬‬ ‫وغياب املمارسة الدميقراطية في املؤسسات‪.‬‬

‫حتديد املقاييس‬ ‫ويرى ابراش أن ال يوجد دور للشباب في مجريات األحداث‬ ‫املجتمعية‪ ،‬وغير مسموح لهم التخطيط واملشاركة‪ ،‬ويتم‬ ‫قمعهم إن طالبوا بحقوقهم‪ .‬ويقول‪« :‬يطمح الشباب في‬ ‫احلصول على وظيفة‪ ،‬ولكن نالحظ وجود استقطاب‬ ‫للشباب للتسجيل ضمن برامج البطالة‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫متوسط الدخل املادي الذي يحصل عليه الشباب ال يلبي‬

‫االحتياجات‪ ،‬ليبدأوا التفكير في الهجرة‪ .‬وينصح الشباب‬ ‫بالدفاع عن حقوقهم عبر رفض املمارسات الظاملة‪.‬‬

‫تفكيك من أجل البناء‬ ‫ويدعو ابراش إلى ضرورة استثمار الطاقات الشبابية‪ ،‬وحل‬ ‫املشاكل التي تواجههم بشكل جذري‪ ،‬عبر متخصصني‬ ‫بالشؤون املجتمعية‪ ،‬إلعادة بناء املجتمع وفق نظريات قابلة‬ ‫للتطبيق‪ .‬ويوضح أن الشباب لن يتمكنوا من تشكيل قوة‬ ‫ضاغطة في مجتمعاتهم طاملا أنهم ليسوا في مركز صنع‬ ‫القرار»‪.‬‬ ‫ويوضح ضرورة تطوير نظم التعليم املدرسي واجلامعي‬ ‫لتعزيز مبادئ ممارسة الدميقراطية‪ ،‬خصوصا‬ ‫التخصصات االجتماعية واإلنسانية لنشر الوعي بأهمية‬ ‫حتمل املسؤولية املدنية لألفراد‪ ،‬وتبني إستراتيجيات‬ ‫مشتركة جتمع بني األهالي واملؤسسات الرسمية وغير‬ ‫الرسمية‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫سياسات‬

‫قراءة ما بين السطور‬

‫الشباب الفلسطيني في أجندة السياسات الوطنية‬

‫ ‬ ‫الزميلة سامية صالح الدين أثناء املقابلة مع السيد اصطيفان سالمة‬ ‫سامية صالح الدين‪ -‬القدس‬ ‫حسب أحدث إحصائية للجهاز املركزي لإلحصاء‬ ‫الفلسطيني في عام ‪ ،2016‬فإن نسبة الشباب من ‪19‬‬ ‫إلى ‪ 25‬عاما ميثلون ‪ %30‬من إجمالي عدد السكان‪،‬‬ ‫وتفيد اإلحصائية أن ‪ %63‬منهم يرغبون في الهجرة!‬

‫األولويات العشرة‬

‫على تهيئتهم للمشاركة الفاعلة في احلياة العامة‪ ،‬وبناء‬ ‫الدولة‪ ،‬والتأكد من توفر فرص مناسبة لهم؛ متكنهم‬ ‫من حتقيق مستقبل أفضل‪ ،‬خاصة احملرومني منهم‪،‬‬ ‫وحول وجود الشباب في بنود األجندة كان لنا اللقاء‬ ‫التالي مع السيد اصطيفان سالمة؛ رئيس الفريق الوطني‬ ‫إلعداد أجندة السياسات الوطنية‪:‬‬

‫ما هي الرؤية العامة لألجندة؟‬

‫لقد وضعت احلكومة في أجندة السياسات الوطنية‬

‫تعتبر أجندة السياسات الوطنية وثيقة رسمية؛ تركز‬

‫منها‪ ،‬ومت ذكرهم على الهامش في األولوية السابعة التي‬ ‫تتعلق بالعدالة االجتماعية وسيادة القانون‪ ،‬وجاء جتسيد‬ ‫الدولة املستقلة وإنهاء االحتالل كأولوية أولى‪ ،‬تلتها‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وتعزيز املكانة الدولية لدولة فلسطني‪،‬‬ ‫والرابعة جعل احلكومة حكومة مسستجيبة للمواطن‪،‬‬ ‫واخلامسة هي احلكومة الفعالة‪ ،‬والسادسة حتقيق‬ ‫االستقالل االقتصادي‪ ،‬يليها العدالة االجتماعية وسيادة‬ ‫القانون‪ ،‬ثم تعليم جيد وشامل‪ ،‬وركزت األولوية التاسعة‬ ‫على توفير رعاية صحية شاملة متاحة للجميع ذات جودة‬ ‫عالية‪ ،‬وأخيرا بناء مجتمع قادر على الصمود والتنمية‪.‬‬

‫أوال»‪ ،‬كما تركز على املؤسسات العامة وكيفية توفير‬ ‫خدمات للمواطنني‪ ،‬والشباب في جوهر األجندة‪.‬‬

‫مهمة على صعيد املجتمع وعملية اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫كيف مت إعداد األجندة ؟ ومن هم الشركاء؟‬

‫أعدت بجهد جماعي‪ ،‬ضم املؤسسات احلكومية‪ ،‬وهيئات‬ ‫احلكم احمللي‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدني‪ ،‬والقطاع اخلاص‪،‬‬ ‫وفردت مساحة خاصة للشباب عبر املجلس األعلى‬ ‫للشباب والرياضة‪ ،‬الذي تتوافق أجندته مع أجندة‬ ‫السياسات الوطنية‪.‬‬

‫‪ ،2022-2017‬عشرة أولويات‪ ،‬ولم يأخذ الشباب حصتهم في األساس على املواطن‪ ،‬لذلك حملت شعار «املواطن ما هي رسالتكم للشباب؟‬

‫وهنا ميكن القول إن حضور الشباب في األجندة يقتصر‬

‫كما تركز على الشباب الذين جاءوا حتت عنوان‪:‬‬ ‫«شبابنا مستقبلنا»‪ ،‬كونهم مواطنني‪ ،‬وعلى سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬عندما نتحدث عن ضرورة توفير خدمات‬ ‫التعليم والرعاية الصحية فإن ذلك يشمل جميع فئات‬ ‫املجتمع وشرائحه مبا فيها الشباب‪ ،‬ورغم ذلك طرحت‬ ‫أهمية مشاركة الشباب في احلياة العامة‪ ،‬ولم تغفل‬ ‫األجندة أن الشباب يعيشون في محيط عربي متغير‪،‬‬ ‫كما أن شعورا باإلحباط وفقدان األمل ينتابهم‪ ،‬نظرا‬ ‫لعدم وجود مساحة كافية متكنهم من لعب أدوار‬

‫تصوير‪ :‬الرا بركات‬

‫أقول للشباب إن مستقبل فلسطني بأيديكم‪ ،‬وإلى‬ ‫جانب كوني مستشارا لوضع السياسات؛ فأنا محاضر‬ ‫في جامعة بيرزيت‪ ،‬وهذا ميكنني من ملس احتياجات‬ ‫الشباب‪ ،‬فالتحديات كبيرة‪ ،‬والعالم متغير‪ ،‬ويحتاج إلى‬ ‫شباب قادرين على حمل املسيرة بتحدياتها املختلفة‪،‬‬ ‫لذلك عليهم االستثمار في تطوير قدراتهم؛ ألن ذلك‬ ‫سيحدد مستقبل الوطن‪ ،‬وذات يوم قال أحد الطلبة‪:‬‬ ‫«أستاذ مش طالع بإيدنا إشي»‪ ،‬وهنا أقول له ولكل‬ ‫الشباب‪ :‬أنتم من تستطيعون أن تؤثروا في صناعة‬ ‫القرار‪ ،‬ومطلوب من املسؤولني االستماع لصوت الشباب‪،‬‬ ‫ومطلوب منهم أن يكونوا مثقفني وواعني وأن يطرحوا‬ ‫توجهاتهم كمجموعة وليس كأفراد‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫من صوريف‬

‫بهمة الشباب‪:‬‬

‫الشابة حنين برادعية حاضرة بين الكبار‬ ‫عبير غنيمات‬ ‫إن امتالك اإلرادة والعزمية القوية‪ ،‬والهدف الواضح‪،‬‬ ‫واإلصرار على حتقيق الطموح‪ ،‬وغيرها من املقومات‬ ‫واملهارات‪ ،‬جتعل صاحبها في الطليعة؛ وهذا ما حدث‬ ‫مع حنني برادعية‪ ،‬ومكنها من أن تصبح أصغر عضو‬ ‫في مجلس بلدي صوريف شمال اخلليل‪.‬‬

‫من هي حنني‬

‫برادعية في اخلامسة والعشرين من عمرها‪ ،‬وهي‬ ‫حاصلة على درجة البكالوريوس في إدارة األعمال‬ ‫من جامعة اخلليل‪ ،‬ومتطوعة في العديد من املؤسسات‬ ‫احمللية‪ ،‬وتعتبر ناشطة شبابية في بلدتها‪ ،‬وإحدى‬ ‫املتطوعات الفاعالت في الهيئة الفلسطينية لإلعالم‬ ‫وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪.‬‬ ‫بدايتها كمتطوعة في مؤسسة «بياالرا»‬ ‫انضمت حنني إلى صفوف املتطوعني في الهيئة‬ ‫الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا»‪،‬‬ ‫صيف عام ‪ ،2010‬ووجدت نفسها في هذه املؤسسة‬ ‫كونها مستقلة‪ ،‬وتعنى بالشباب‪ ،‬وتعمل على تفعيل‬ ‫دورهم في مجتمعهم‪ ،‬وإميانا منها في تطوير ذاتها‪،‬‬ ‫حرصت على االلتزام بالتدريبات‪ ،‬وشاركت في‬

‫العديد من املؤمترات وجلسات احلوار مع املسؤولني‬ ‫وصناع القرار‪.‬‬

‫نقطة البداية‬

‫بدأت حكاية حنني في االنضمام إلى عضوية املجلس‬ ‫البلدي بعد مشاركتها في مؤمتر نظمته «بياالرا»‪ ،‬في‬ ‫مدينة رام الله‪ ،‬وكان احلديث فيه يدور عن اقتراح‬ ‫قانون جديد‪ ،‬جلعل سن الترشح واالنضمام للمجالس‬ ‫البلدية واملجلس التشريعي حتت سن خمسة وعشرين‬ ‫عاما‪ ،‬مما أثار هذا املوضوع اهتمامها وبدأ طموحها‬ ‫يتشكل خلوض هذه التجربة‪.‬‬

‫حنني في املجلس البلدي‬

‫عرفت حنني بنشاطاتها التطوعية املستمرة في‬ ‫صوريف‪ ،‬فشاركت في إدارة املخيمات الصيفية‬ ‫وغيرها مما جعلها محل ثقة األهالي والشخصيات‬ ‫الفاعلة‪ ،‬فطرح عليها أن تكون ضمن أعضاء البلدية‪،‬‬ ‫ولم تتردد في قبول العرض؛ لتصبح بذلك أصغر‬ ‫عضو في مجلس بلدي صوريف عام ‪.2016‬‬ ‫واجهت برادعية العديد من الصعاب في بداية‬ ‫انضمامها للمجلس‪ ،‬كونها أصبحت جتالس أشخاصا‬ ‫أكبر منها سنا وخبرة في قضايا الشأن العام‪ ،‬ولكنها‬

‫تصوير‪ :‬عبير غنيمات‬ ‫امتلكت العزمية‪ ،‬وقررت أن تفرض حضورها بأفكارها‬ ‫ومقترحاتها البناءة‪ ،‬واستطاعت أن تقنعهم بتبني‬ ‫القضايا واألنشطة الشبابية‪ ،‬ومنها تفعيل املجلس‬ ‫الشبابي‪ ،‬واالهتمام مبجموعة «فينا اخلير»‪ ،‬ومتطوعي‬ ‫الهالل األحمر‪ ،‬كما مت تفعيل اجلانب الثقافي عبر‬ ‫دعم مكتبة البلدية‪.‬‬ ‫واستطاعت حنني أن تثبت نفسها في بلدتها‪ ،‬مما‬ ‫جعلها ترافق رئيس البلدية وأعضاء املجلس البلدي‬ ‫حلضور الندوات واملؤمترات‪ ،‬وأسست عالقة وطيدة‬ ‫مع صناع القرار في البلدة‪ ،‬وأصبحت تعرض أفكارها‬ ‫وتناقشهم فيها‪.‬‬ ‫إذن ال يكفي أن تكون شخصا طموحا‪ ،‬وترسم أحالمك‬ ‫املستقبلية وأنت في بيتك‪ ،‬بل انهض واخرج من‬ ‫قوقعتك‪ ،‬وال بأس إذا تعثرت مرة أو مرات عديدة؛‬ ‫فالفشل هو طريق النجاح لبلوغ ما يصبو إليه‬ ‫الشخص‪ ...‬ونتذكر دائما ما قاله أحمد شوقي‪:‬‬

‫ ‬ ‫لقاء مع الكتل االنتخابية في صوريف‬

‫تصوير‪ :‬عيسى أبو فارة‬

‫وما نيل املطالب بالتمني‬

‫ولكن تؤخذ الدنيا غالبا‬


‫‪9‬‬

‫مبدعون‬

‫يطوع مواقع التواصل االجتماعي لتدريس الطلبة‬

‫مدرس في النهار‪ ،‬ومعلم إلكتروني متطوع في الليل‬ ‫لؤي رجب‪ /‬غزة‬ ‫أراد أن ميد يد العون واملساعدة لكل من أراد النجاح‬ ‫والتميز بالعلم واملعرفة‪ ،‬ليس فقط لطالب مدرسته‬ ‫فحسب‪ ،‬وانطلق فلم يجعل علمه حبيسا بني جدران‬ ‫الصف الدراسي‪ ،‬وجلأ إلى شرح مواد الفصل الدراسي‬ ‫لطالبه‪ ،‬وعمل ملخصات علمية‪ ،‬وتصميم فيديوهات‬ ‫تعليمية ينشرها عبر مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫زياد أبو شرخ؛ ‪ 37‬عاما‪ ،‬مدرس للمرحلة االبتدائية في‬ ‫مدرسة الرافعي في منطقة جباليا البلد؛ شمال قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬يعمل مدرسا في النهار‪ ،‬ومعلما إلكترونيا بعد‬ ‫انتهاء دوامه‪.‬‬

‫بداية الفكرة‬

‫يوضح أبو شرخ أن للفيسبوك أهمية كبيرة في‬ ‫العملية التعليمية‪ ،‬لذلك عندما بدأ ينشر في بداية‬ ‫األمر بعض الدروس والشروحات العلمية‪ ،‬زادت معرفة‬ ‫الناس به‪ ،‬وزاد التواصل أكثرمع أولياء األمور الذين‬ ‫بدأوا يستفسرون منه عن بعض املسائل والدروس‬ ‫التعليمية‪ ،‬ويقول‪« :‬الحظت أن بعض الطلبة يواجهون‬ ‫صعوبة في بعض املواد الدراسية»‪ .‬ويضيف‪« :‬إن‬ ‫شكاوى أولياء الطلبة املستمرة‪ ،‬وخاصة األمهات‪ ،‬من‬ ‫صعوبة املنهاج‪ ،‬وصعوبة تدريس أبنائهم‪ ،‬شجعته على‬ ‫االستمرار في صياغة املواد ونشرها»‪ .‬ويتابع‪« :‬أقوم‬ ‫بشرح بعض األمور‪ ،‬وإزالة الغموض عبر االستعانة‬ ‫مبراجع خارجية»‪.‬‬

‫مجموعات افتراضية إلكترونية‬

‫عمد أبو شرخ إلى إنشاء مجموعات تختص بالعملية‬ ‫التعليمية‪ ،‬منها ما يتعلق بأولياء األمور‪ ،‬وأخرى خاصة‬ ‫باملعلمني على مستوى الوطن؛ من أجل تبادل اخلبرات‪،‬‬ ‫ويقول‪« :‬أعمل على نشر أوراق عمل‪ ،‬وشرح املواد‬ ‫التعليمية بطريقة جذابة ليستفيد منها أكبر عدد‬ ‫من الطلبة»‪.‬‬

‫الشعور بالرضا‬

‫العمل املسبوق بالدافعية يشعر صاحبه بالرضا مع‬ ‫كل إجناز‪ ،‬يقول أبو شرخ‪« :‬التفاعل هائل؛ حيث‬

‫زياد أبو شرخ؛ معلم يوظف التكنولوجيا خلدمة الطلبة‬ ‫تصله أعداد كبيرة من الرسائل على صفحتي»‪،‬‬ ‫ويضيف‪« :‬مهنة التعليم ال تقتصر على تدريس‬ ‫الطلبة داخل املدارس‪ ،‬ويجب أن يكون املعلم منوذجا‬ ‫وقدوة في العطاء‪.‬‬

‫اإلبداع اإللكتروني‬ ‫بدأ أبو شرخ يطور عمله اإللكتروني بالتعاون مع‬ ‫مجموعة من املدرسني املتميزين في مجال التصميم‬ ‫والبرمجيات احملوسبة‪ .‬وزاد اعتقاده بأهمية دمج‬ ‫اللعب بالتعلم‪ ،‬فأعد ألعابا إلكترونية تعليمية مجانية‪،‬‬ ‫يستطيع من خاللها الطالب الدراسة والتسلية في نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬عبر تنزيل التطبيقات على اجلواالت احلديثة‪،‬‬ ‫وعن تأثير عمله على عالقاته االجتماعية واألسرية‬ ‫يقول‪« :‬العمل الذي أقوم به لم يؤثر على عالقتي‬ ‫مع العائلة واألصدقاء‪ ،‬بل كان أثره إيجابيا ألنهم‬ ‫يشجعونني على االستمرار والتطور»‪.‬‬

‫التنمر اإللكتروني‬

‫ويعتبر التنمر اإللكتروني واإلساءة لآلخرين ظاهرة‬ ‫آخذة في ازدياد‪ ،‬وهي من األمور املقلقة‪ ،‬وكون أبو‬

‫شرخ يتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬فإنه يقدم‬ ‫جملة من النصائح أهمها‪ :‬ضرورة أخذ مجموعة من‬ ‫اإلجراءات التي تساعد في التخلص من هذه املضايقات‬ ‫املتكررة؛ كالتجاهل‪ ،‬وعدم الرد على الرسائل‬ ‫املستفزة‪ ،‬أو استخدام خاصية احلظر‪ ،‬ويضيف‪« :‬في‬ ‫حال تعرض الطالب لظاهرة التنمر اإللكتروني ال بد‬ ‫من طلب املساعدة من األهل واإلدارة املدرسية واملرشد‬ ‫التربوي لعمل الالزم»‪.‬‬ ‫ويدعو األهل إلى متابعة أبنائهم ومعرفة طبيعة‬ ‫نشاطاتهم على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وعدم ترك‬ ‫املجال لهم دون رقابة أو متابعة‪ ،‬مؤكدا أن للمدرسة‬ ‫دورا مهما في عالج هذه الظاهرة‪ ،‬عبر تخصيص بعض‬ ‫احلصص للحديث عن الظواهر التي تطرأ كل حلظة؛‬ ‫كون مواقع التواصل االجتماعي مفتوحة أمام اجلميع‪.‬‬ ‫ويدعو أبو شرخ املعلمني للتواصل مع الطلبة عبر‬ ‫التقنيات احلديثة‪ ،‬وهذا من شأنه توفير األموال على‬ ‫األهالي الذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن ملواقع التواصل االجتماعي أهمية قصوى في احلياة‬ ‫إذا استثمرت بشكل إيجابي‪ ....‬وال بأس من الترفيه‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫من غزة‬

‫الحكم المحلي‪ ...‬نقطة االنطالق‬ ‫نرمني حبوش وإسراء صالح‪ -‬غزة‬ ‫االنتخاب يعني إعطاء فرصة للمواطن للمشاركة‬ ‫في وضع السياسات املتعلقة بشؤون البالد؛ عبر‬ ‫اختيار ممثلني يقومون بهذا الدور‪ ،‬وهنا تظهر‬ ‫احلاجة لوجود احلرية واإلرادة الشعبية للمشاركة‬ ‫في هذه العملية‪.‬‬

‫احلق الضائع‬ ‫وتوضح مرفت النحال؛ منسقة دائرة الوحدة القانونية‬ ‫في مركز امليزان حلقوق اإلنسان‪ ،‬أن حق االنتخاب‬ ‫هو أبرز احلقوق املدنية والسياسية‪ ،‬وأحد الركائز‬ ‫األساسي للدميقراطية التي تعمل على تداول السلطة‬ ‫بطريقة سلمية‪ ،‬ويجب أن تتم في بيئة تتسم‬ ‫بالنزاهة والشفافية؛ لضمان اإلرادة احلرة للمنتخبني‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬العمليات الدميقراطية والتشريعية‬ ‫والرقابية في قطاع غزة معطلة ومدمرة بالكامل‪،‬‬ ‫واالنتخابات غائبة»‪.‬‬

‫الزميلة نرمني حبوش أثناء املقابلة مع احملاميني يحيى محارب وميرفت النحال من مركز امليزان‬ ‫إجراء االنتخابات بطريقة تضمن ممارسة املواطنني‬ ‫لهذا احلق األساسي»‪.‬‬

‫تعارض مع القانون‬ ‫ويتعارض قرار إجراء انتخابات الهيئات احمللية في‬ ‫الضفة الغربية دون قطاع غزة والقدس الشرقية‪ ،‬مع‬ ‫القانون األساس الذي نص بشكل واضح على املساواة‬ ‫أمام القانون والقضاء وعدم التمييز‪ ،‬حيث تقول النحال‪:‬‬ ‫«أصبح القانون طيعا في يد السلطة التنفيذية»‪ .‬وحول‬ ‫املراسيم الرئاسية تقول إن القوانني التي يصدرها‬ ‫الرئيس ال يتم تنفيذها في غزة‪ ،‬وكتلة التغيير‬ ‫واإلصالح تشرع قوانني تتواءم مع مصاحلها‪ ،‬وتضيف‪:‬‬ ‫«توجد إزدواجية في تشريع القوانني وتطبيقها في‬ ‫كل من الضفة الغربية وقطاع غزة»‪.‬‬

‫أولها السياسة‬ ‫وحسب النحال فإن عدم إجراء االنتخابات في غزة يعود‬ ‫ألسباب سياسية وليست قانونية‪ ،‬أهمها االنقسام‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود جسم قضائي حاسم لشطري الوطن‪ ،‬وتضيف‪:‬‬ ‫حجم احلريات العامة‪ ،‬وغياب الشفافية والنزاهة‪،‬‬ ‫يدعوان إلى ضرورة العمل على تهيئة األجواء لضمان‬

‫حقوق ضائعة للشباب‬ ‫وبني األستاذ يحيى محارب؛ محام في مركز امليزان‬ ‫حلقوق اإلنسان‪ ،‬أن فرص املشاركة السياسية للشباب‬ ‫معدومة‪ ،‬حتى إن القوائم االنتخابية التي أعدت العام‬ ‫املاضي قبل تأجيل االنتخابات كانت فارغة من‬ ‫العنصر الشبابي»‪ .‬ويعتقد أن هناك سياسة ممنهجة‬ ‫تقوم على إلهاء الشباب للتفكير بأمور ثانوية‪.‬‬ ‫ويخشى الشباب في غزة من االعتقال في حال طالب‬ ‫بحقوقه في ظل غياب الضمانات القضائية واحلريات‬ ‫العامة‪ ،‬وهنا لن يتمكنوا من التعبير عن أرائهم‪ ،‬ويبني‬ ‫محارب أن عدم إجراء االنتخابات سيفرز مجالس بلدية‬ ‫غير منتخبة لن حتظى بالتمويل اخلارجي املطلوب مما‬ ‫سيؤثر سلبا على اخلدمات املقدمة للمواطنني‪ ،‬وهنا ال بد‬ ‫من تدخل شبابي لتحديد األهداف واملطالبة باحلقوق‪.‬‬ ‫ويقول محارب‪« :‬رفضنا كحقوقيني إجراء االنتخابات‬ ‫في الضفة دون غزة والقدس الشرقية؛ كون ذلك‬ ‫يعزز االنقسام‪ ،‬لكنها جرت في الضفة»‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬مركز امليزان‬

‫الثقافة والرضا‬ ‫ويوضح وليد املدلل؛ أستاذ العلوم السياسية واإلعالم في‬ ‫اجلامعة اإلسالمية؛ أن عدم إجراء االنتخابات سيؤثر‬ ‫على املبادئ والقيم التي تعلمها الشباب في مراكز‬ ‫التنشئة واجلامعات‪ ،‬ويقول‪ :‬عدم تداول السلطة يقود‬ ‫إلى الشعور بعدم الثقة بالقائمني عليها‪ ،‬وهذا يولد‬ ‫لديهم اإلحباط»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن استمرار بعض األشخاص في مناصبهم‬ ‫لفترة طويلة يؤثر سلبا على الطاقات املجتمعية‪،‬‬ ‫كونه يحرم تعيني األشخاص ممن ميتلكون‬ ‫اخلبرة والكفاءة في املناصب املختلفة‪ ،‬ويضيف‪:‬‬ ‫«لن يكون املواطن راضيا عن اخلدمة التي يتلقاها‪،‬‬ ‫وهذا سيعرضه للضغط املتواصل‪ ،‬إضافة للضغوطات‬ ‫الناجمة عن االنقسام واحلصار»‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن عدم إجراء االنتخابات‪ ،‬يضرب‬ ‫مبدأ حكم الشعب‪ ،‬كما إن عدم إشراك الفرد في‬ ‫احلياة العامة‪ ،‬وعدم تساوي الفرص‪ ،‬يضرب بأسس‬ ‫احلكم الرشيد‪ ،‬وقد يخلق فراغا سياسيا يؤثر على‬ ‫كافة مناحي احلياة‪ ،‬خصوصا أن جتربة احلكم احمللي‬ ‫واحدة من التجارب التي ميكن للشباب أن يعبروا فيها‬ ‫عن قدراتهم وإمكانياتهم‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫من الواقع‬

‫«كفر اللوز» الواقع بنكهة درامية‬ ‫وائل صالح الدين‪ /‬القدس‬ ‫«كفر اللوز»‪ ،‬دراما فلسطينية من إنتاج الهيئة العامة‬ ‫لإلذاعة والتلفزيون الفلسطيني‪ ،‬وجتسد واقع املجتمع‪،‬‬ ‫ضمن رؤية فنية‪ ،‬تعتمد على التراجيديا الكوميدية‬ ‫الناقدة والساخرة‪ ،‬ويعيد املسلسل للمشاهد احلنني‬ ‫والشوق للعادات والتقاليد واملوروث الثقافي املترسخ‬ ‫من بيئة اآلباء واألجداد‪ ،‬ببساطته؛ كاختيار زعيم‬ ‫العشيرة أو القبيلة ورئاسة البلدية‪ ،‬أو املجلس وغيرها‬ ‫من املناصب دون إدراك للمحسوبية أو الفئوية في‬ ‫عملية االختيار‪ ،‬لكن مشبكا يربط احلاضر باملاضي؛‬ ‫هو التعطش حلب السلطة والتملك‪ ،‬متاشيا مع الفطرة‬ ‫في حب الذات‪ ،‬هذا ما جسدته أحدات مسلسل «كفر‬ ‫اللوز» بحلقاته الثالثني‪.‬‬ ‫أحدث املسلسل صدى كبيرا عبر وسائل اإلعالم‬ ‫احمللية والعربية‪ ،‬حيث متكن املواطن العربي من رؤية‬ ‫إيقاع احلياة الفلسطينية كما هي‪ ،‬والمس نبض املكان‬ ‫وعناصر الزمان‪ ،‬وعاش األحداث بتفاصيل واقعية‬ ‫على لسان أبطال املسلسل دون االعتماد على التقارير‬ ‫اإلخبارية التي تظهر الفلسطيني على أنه موجوع‬ ‫ومكلوم فقط‪.‬‬

‫ويرى خالد سكر؛ املشرف العام على إنتاج املسلسل أن‪:‬‬ ‫«هذا الكم الهائل من اجلمر‪ ،‬متسول في بعض األحيان‬ ‫لدى العديد من وسائل اإلعالم واخلطاب اإلعالمي»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬كفر اللوز ركز على إيقاع احلياة القروي‬ ‫البسيطة‪ ،‬حيث بساطة العيش‪ ،‬وتفاصيل احلياة‬ ‫التقليدية املتأصلة في العادات والتقاليد املوروثة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تسليط الضوء على الفلكلور الفلسطيني األصيل‪،‬‬ ‫وهذا بدوره يحرك احلنني للعودة إلى الواقع البعيد‬ ‫عن النفاق والدجل‪ ،‬وتغليب املصلحة الشخصية في‬ ‫التصرفات وتفاصيل حياة الشخص»‪.‬‬ ‫وحسب سكر فإن إحدى غايات املسلسل وأسمى رساالته‬ ‫عكس طبيعة املجتمع الفلسطيني؛ كونه مجتمعا آمنا‬ ‫يحب التطور واحلياة‪ ،‬ويساهم في صناعة حياة أفضل‪.‬‬ ‫نافيا مسألة تطرق املشاهد ألحداث تتعلق باالنقسام‬ ‫الداخلي‪ ،‬بقدر نزعة اإلنسان بفطرته نحو حب التملك‬ ‫والوصول إلى مواقع صنع القرار‪ ،‬وهذا واقعنا احلالي‪.‬‬ ‫ويعلل استخدام الطابع الكوميدي كونه يثير االنتباه‪،‬‬ ‫وله وقع على املتلقي‪.‬‬ ‫دراما «كفر اللوز» لم تعالج قضايا شبابية بحتة‪،‬‬ ‫وإمنا استهدف كافة فئات املجتمع‪ ،‬حيث يقول سكر‪:‬‬ ‫«املسلسل لم يكن مخصصا ملعاجلة قضايا الشباب‪،‬‬

‫وعالج قضايا مجتمعية بشكل عام‪ ،‬وقضايا الشباب‬ ‫حتتاج نصوصا متخصصة حتاكي آمالهم وتطلعاتهم‪،‬‬ ‫ولو كان هناك نص من هذا القبيل فسأسعى بكل‬ ‫ما لدي من إمكانيات؛ إلنتاج دراما حتاكي واقعهم‪،‬‬ ‫وتعالج همومهم وطموحاتهم»‪.‬‬

‫الشبـــــــاب ومعادلـــــــة األمــــــر الواقــــــع‬ ‫بهاء توام‪ /‬جبع‬ ‫ال خالف على الدور احليوي للشباب في النهضة والتقدم‬ ‫وبناء األوطان‪ ،‬وتراهن املجتمعات في تطورها على هذا‬ ‫الدور‪ ،‬لكن الفارق هو في كون ذلك قائما فعال‪ ،‬أو أنه‬ ‫مرجو ويجب أن يكون‪.‬‬ ‫هنا في فلسطني ما إن تذكر كلمة «الشباب» حتى‬ ‫يتبادر للذهن «لن ّ‬ ‫همه أن يستقل»‪ .‬وهذه خصوصية‪،‬‬ ‫يكل‪ّ ،‬‬ ‫وتعبير عن دورهم التاريخي رغم كل ما يعانونه من‬ ‫صنوف التعقيدات في كافة املجاالت‪ ،‬التي رغم كثرتها‬ ‫يجب أال تشكل أسبابا لليأس واإلحباط‪.‬‬ ‫احلضور السياسي‪ ،‬هو أحد أهم اإلشكاليات التي يواجهها‬ ‫الشباب‪ ،‬ويتمثل بامتداد العالقات األبوية والزبائنية فيما‬

‫بينهم وبني األطر السياسية التي ينتمون إليها‪ .‬ويظهر‬ ‫ذلك في ضعف مشاركة الشباب في صناعة القرارات‬ ‫السياسية ذات التأثير على املستوى الوطني‪ ،‬لذلك يتوجب‬ ‫عليهم التخلص من الطابع السائد‪ ،‬وتفكيك املعادلة الشكلية‪،‬‬ ‫وإحالل النقد اجلمعي والذاتي مكانها‪ ،‬مبا يؤدي إلى بلورة‬ ‫تصور موضوعي للوضع السياسي القائم‪ ،‬وبالتالي تغليب‬ ‫املصلحة الوطنية على املصالح احلزبية‪.‬‬ ‫وإضافة إلى املصالح احلزبية؛ هناك مصالح الشرائح املنتفعة‬ ‫اقتصاديا من طاقات الشباب‪ ،‬وهذا ليس من باب التنظير‪،‬‬ ‫ويكفي النزول إلى الشارع‪ ،‬ومشاهدة البطالة املقنعة‪ ،‬وأبعد‬ ‫من ذلك أن يتم هدر وقت الشباب وجهودهم في أعمال‬ ‫ووظائف عديدة ومتنوعة؛ ال تعود بالنفع على املجتمع‪،‬‬ ‫بل تعود بالنفع على أفراد أو شريحة ضيقة‪.‬‬ ‫وليست املصالح الشخصية التي تتمثل بالربح ومراكمة‬

‫األموال هي وحدها من جهود الشباب‪ ،‬فهذا الدور يقوم به‬ ‫أيضا الكثير من املؤسسات األهلية التي ترتبط بتمويل‬ ‫خارجي‪ ،‬فهناك برامج ونشاطات ومشاريع ال تتالءم‬ ‫مع االحتياجات واألدوار الفعلية للشباب‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫إضعاف عنصر املبادرة لديهم‪ .‬وعليه مطلوب من الشباب‬ ‫إيجاد الوسائل التي حتول دون استغاللهم اقتصاديا‬ ‫واجتماعيا وسياسيا‪ ،‬وهذا ليس باألمر املستحيل‪ ،‬لكنه‬ ‫ضروري رغم صعوبته‪.‬‬ ‫يولد اإلنسان في فلسطني حامال لقضية عادلة‪ ،‬تنمو‬ ‫وتتطور معه لتمثل فيما بعد هويته التي يدافع عنها‪،‬‬ ‫والصفات التي يتسم بها سامية‪« :‬اإلنسانية‪ ،‬والشباب‪،‬‬ ‫والعدالة‪ ،‬والوطنية في وطن يطمح اجلميع أن يراه في‬ ‫أحسن حاالته‪ ،‬والتاريخ يشهد أن شعبنا الفلسطيني كان‬ ‫دوما على ارتباط بالنضال والبحث عن احلرية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫مجالس الطفل‬

‫عناب وعناتا‪ ...‬نماذج الظل الناجح!‬ ‫ندمي عالوي‪ /‬القدس‬ ‫تنادي املؤسسات والنوادي التي تهتم بالقطاع الشبابي‬ ‫بضرورة وجود الشباب في مراكز قيادية في الهيئات‬ ‫واملجالس احمللية‪ ،‬كونهم نواة التغيير في املجتمع‬ ‫وعناصره الفاعلة‪ ،‬بينما يعتبر الشباب أن نقل اخلبرات‬ ‫نقطة ضعف‪ ،‬تتحول إلى قوة إذا اكتسبوها وحملوها‪،‬‬ ‫ويعلمون أنها تلعب دورا في تكافؤ الفرص بينهم وبني‬ ‫األعضاء احلاليني في املناصب القيادية‪.‬‬ ‫ويشدد محمد جاد الله؛ مدير الدراسات واملعلومات في‬ ‫وزارة احلكم احمللي‪ ،‬على دور الشباب الفعال في املجتمع‪،‬‬ ‫داعيا إلى ضرورة نقل اخلبرات لهم؛ للمشاركة في‬ ‫عمل وأداء املجالس والهيئات احمللية بفاعلية‪ ،‬عبر‬ ‫وضع مجموعة من السياسات والتعاون بني املؤسسات‬ ‫صاحبة االختصاص‪ ،‬ويفيد أن نسبة مشاركة الشباب‬ ‫في الترشح لالنتخابات احمللية مقارنة مع الكبار قليلة‪،‬‬ ‫لعدم وجود خبرة متكنهم من استالم إحدى مناصب‬ ‫قيادية‪.‬‬ ‫ويدعو جاد الشباب إلى التواجد الدائم في املجالس‬ ‫احمللية‪ ،‬وحضور الندوات‪ ،‬كونها إحدى الطرق التي‬ ‫تساهم في تكوين اخلبرات اجليدة لديهم‪ ،‬كما يؤكد‬

‫ ‬ ‫مجلس الظل في بلدية عناتا‬ ‫على أهمية مجالس الظل في بعض الهيئات احمللية‪،‬‬ ‫معتبرا بلدية عناب مثاال لدور الشباب القيادي‪ .‬والسؤال‬ ‫الذي يطرح نفسه هنا‪ ،‬هل اكتسب األعضاء احلاليون‬ ‫في املجالس والهيئات احمللية خبراتهم عبر ترددهم‬ ‫على املجالس‪ ،‬أم من خاللهم استالمهم للمناصب؟‬ ‫لقد مضى على وجود بعض األعضاء ورؤساء املجالس‬

‫ ‬ ‫مشاركة الشباب في االنتخابات احمللية‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬سياف زراع‬

‫ ‬

‫تصوير‪ :‬ندمي عالوي‬

‫القروية زمن طويل‪ ،‬تعلموا فيه الكثير من املعارف التي‬ ‫متكنهم من نقل خبرات غير عادية للشباب في ظل‬ ‫الفرص احملدودة‪ .‬وتعتبر مجالس الظل آلية ناجحة‬ ‫لكسب اخلبرات‪ ،‬حيث يقول فضل حلوة؛ ‪ 25‬عاما؛‬ ‫رئيس مجلس شبابي بلدة عناتا‪« :‬نحن نتكون من أحد‬ ‫عشر عضوا منتخبني‪ :‬الرئيس‪ ،‬ونائب الرئيس‪ ،‬وأمني‬ ‫الصندوق‪ ،‬وأمني السر‪ ،‬وباقي األعضاء‪ ،‬وينتخب املجلس‬ ‫كل أربع سنوات‪ ،‬بالتزامن مع االنتخابات احمللية‪ ،‬وفي‬ ‫هذا العام سيتم ترشيح حوالي ‪ 500‬شاب ممن تتراوح‬ ‫أعمارهم بني ‪ 16-25‬عاما لالنتساب ملجلس عناتا‬ ‫الشبابي»‪ ،‬ويضيف‪« :‬نشارك في صناعة القرارات التي‬ ‫تخص بلدة عناتا السيما التي تتعلق بقطاع الشباب»‪،‬‬ ‫معتبرا أن هذه الطريقة تضع الشباب على بداية‬ ‫الطريق‪ ،‬وهي فرصة النخراطهم في النقاشات التي‬ ‫تتعلق بقضايا املجتمع والتشاور بشأنها‪.‬‬ ‫وتأتي مجالس الظل في إطار العمل التطوعي‪ ،‬حتت‬ ‫ظل املجالس القروية‪ ،‬وهي ال متثل جسما بديال عن‬ ‫املجالس وأعضائها املنتخبني‪ ،‬أو حتى املعينني‪ ،‬إال أنها‬ ‫متثل فرصة متكن الشباب من اكتساب اخلبرات‪،‬‬ ‫وانطالقا من هذا الفهم فإنه يتوجب على املجالس‬ ‫والبلديات دعم هذه املجالس وتقوية حضورها‪ ،‬لتكون‬ ‫رافعة إضافية للمجتمع‪ ،‬وأساسا ميكن االعتماد عليه‬ ‫في أي انتخابات قادمة‪ ...‬قد يكون من بينهم الرئيس‬ ‫وجزء كبير من األعضاء‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫القانون الغائب‬

‫ال مسلخ قانونيا في ضواحي القدس‬

‫واللحوم غير خاضعة لشروط الصحة والسالمة‬ ‫صفوت دار سليم ووصال محمد وغدير توام‬ ‫جبع‪ /‬القدس‬ ‫ال ينكر أحد الدور الكبير واملهم الذي يقع على عاتق‬ ‫أجهزة الدولة ومؤسساتها‪ ،‬في سعيها لضمان حياة‬ ‫صحية ومستقرة للمواطنني في املناطق التي تخضع‬ ‫لسيطرتها‪ ،‬خصوصا مراكز املدن والقرى والبلدات‬ ‫التي تتواجد فيها املؤسسات ومراكز الشرطة‪ ،‬وتواجه‬ ‫األجهزة األمنية العديد من العقبات في الوصول وتنفيذ‬ ‫القوانني في املناطق املصنفة «ج»‪ ،‬ومنها منطقة ضواحي‬ ‫القدس‪ ،‬التي ال ميكن حصر املشاكل التي تعاني منها‬ ‫بفعل وقوعها حتت السيطرة الكاملة لالحتالل‪.‬‬ ‫ولعل مشكلة املسالخ غير املرخصة‪ ،‬ومصادر اللحوم‬ ‫التي يستهلكها املواطنون هي واحدة من هذه املشاكل‪،‬‬ ‫لذا فإنه من املجدي معرفة وتقييم آلية عمل اجلهات‬ ‫املسؤولة بخصوص الرقابة على مصادر اللحوم وفحص‬ ‫صالحيتها لالستهالك‪ ،‬وقانونية املسالخ‪ ،‬وتوافقها مع‬ ‫شروط السالمة العامة واألنظمة والقوانني املعمول بها‪.‬‬

‫مسالخ داخل البيوت‬ ‫يقول املهندس باسل أبو قاضي؛ مدير دائرة اخلدمات‬ ‫الرقابية في وزارة الزراعة‪« :‬هناك ضعف رقابي على‬ ‫املسالخ املوجودة في ضواحي القدس؛ ألن ذلك يعتمد‬ ‫على وجود تنسيق مسبق يسمح لنا بالقيام بجوالت‬ ‫رقابية وتفتيشية على املسالخ واملالحم واملزارع املوجودة‬ ‫في تلك املناطق‪ ،‬كما ال نستطيع حصر عدد املسالخ‬ ‫املتواجدة‪ ،‬فقد مت العثور على مسالخ في منازل سكنية‪،‬‬ ‫ولكن ال ميكن التنبؤ بأماكن أخرى حولها أصحابها‬ ‫ملسالخ‪ ،‬إضافة إلى ضعف التعاون من املواطنني‪ ،‬ووجود‬ ‫فجوة في الوعي لديهم؛ كونهم يبحثون عن اللحوم‬ ‫بأسعار رخيصة دون االهتمام ملصدرها وجودتها»‪.‬‬

‫ال مسالخ للحوم احلمراء!!!‬ ‫ويقول علي زايد؛ دكتور بيطري في وزارة الزراعة‪:‬‬ ‫«ال يوجد في منطقة ضواحي القدس مسالخ للحوم‬

‫ ‬ ‫مسلخ غير قانوني في ضاحي القدس‬ ‫احلمراء‪ ،‬وإمنا للدواجن فقط‪ ،‬كما ال يوجد مسلخ‬ ‫واحد معتمد؛ كون منطقة الضواحي مقسمة إلى‬ ‫ثالثة جتمعات منفصلة»‪ .‬وصرح أنهم يقومون بزيارات‬ ‫ميدانية للمالحم‪ ،‬ويجرون الفحوصات الالزمة‪ ،‬ويتم‬ ‫إتالف اللحوم فاسدة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة بحق‬ ‫جتارها وأشار إلى وجود معيقات تتعلق برفض صاحب‬ ‫امللحمة أن نقوم باإلجراء الالزم‪ ،‬وقال إن هناك خرقا‬ ‫للقانون بأشكال شتى‪ ،‬منها تهريب اللحوم ونقلها‬ ‫بسيارات شخصية من املزارع واملسالخ اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫وفي ذات السياق صرح الدكتور البيطري سامي‬ ‫معطان؛ في بلدية الرام بأنه يقوم بشكل دوري‪ ،‬بزيارة‬ ‫املالحم وفحص جودتها‪ ،‬وإتالف اللحوم غير الصاحلة‬ ‫لالستهالك‪ ،‬وقال إنه ال يوجد مسلخ موحد ومرخص‬ ‫نظرا لطبيعة املنطقة اجلغرافية غير املالئمة إلنشاء‬ ‫مسلخ تابع للبلدية‪ ،‬رغم أن جهودا تبذل إلنشاء مسلخ‬ ‫يراعي قواعد السالمة العامة‪.‬‬

‫الباطن غير الظاهر‬ ‫والظاهر للجهات املسؤولة في منطقة الضواحي أن‬ ‫الذبح والسلخ يتم في مسلخ بلدية البيرة‪ ،‬ولكن واقع‬ ‫األمر غير ذلك‪ ،‬حيث يقوم أصحاب املالحم بالذبح في‬ ‫مالحمهم اخلاصة‪ ،‬أو في مزارع تربية املاشية‪ ،‬وتتم‬ ‫عمليات الذبح والسلخ دون التأكد من خلو هذه‬ ‫املواشي من األمراض‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬معن مصلح‬

‫الذبح «على أرضه»‬ ‫كما أن منطقة ضواحي القدس تعاني العديد من‬ ‫املشاكل‪ ،‬نظرا لالتفاقيات مع اجلانب اإلسرائيلي؛‬ ‫حيث تصنف كمنطقة «ج»‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫وجود أجهزة الدولة فيها يحتاج إلى ما بات يعرف‬ ‫بـ«التنسيق األمني» للدخول وتنفيذ املهام فيها‪،‬‬ ‫ومبا أن احلديث يدور عن اللحوم‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫موضوعها من األمور التي تشغل بال املواطنني‬ ‫وتؤرقهم‪ ،‬بسبب عدم الوثوق في مصادرها‪ ،‬حيث‬ ‫تشير اجلهات الرسمية إلى أنه ال يوجد مسلخ‬ ‫مرخص‪ ،‬وأن الذبح والسلخ يتم في مسلخ بلدية‬ ‫البيرة‪ ،‬ولكن ما متت مشاهدته يناقض ذلك؛ إذ إن‬ ‫معظم الذبح يتم في املالحم‪ ،‬أو حتى في مزارع‬ ‫تربية املواشي‪.‬‬ ‫وكان ألعضاء اللجنة املساندة ألعمال املجلس القروي‬ ‫في جبع نشاط ملحوظ في هذا اإلطار‪ ،‬حيث مت إبالغ‬ ‫اجلهات املسؤولة كلجنة السالمة العامة في احملافظة‬ ‫ومديريتي الزراعة والصحة بجميع هذه التفاصيل عبر‬ ‫مناظرة جماهيرية حية‪.‬‬ ‫وخالل إعداد هذه املادة الصحفية الحظ بعض‬ ‫األشخاص عملية تهريب للحوم في سيارات غير‬ ‫قانونية‪ ،‬ومت االتصال بالضابطة اجلمركية‪ ،‬لكن‬ ‫مرة أخرى ظهرت عقبة التنسيق‪ ،‬وال أحد يعرف أين‬ ‫ذهبت هذه اللحوم‪ ،‬وملن مت بيعها‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫حضور طيب‬

‫من قلب غزة‬

‫نساء رائدات في قطاع الحكم المحلي‬ ‫دنيس حسنني‪ /‬غزة‬ ‫رغم حق املرأة في الوصول ملراكز صنع القرار‪ ،‬إال‬ ‫أن مشاركتها شكلية أكثر مما هي عملية‪ ،‬فما إن‬ ‫تدخل القطاعات السياسية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫حتى تلتف القيود حولها‪ ،‬وتكبلها منظومة العادات‬ ‫والتقاليد التي تتنافى مع القيم الدينية ومتطلبات‬ ‫العمل احلديثة‪ ،‬ورغم كل ما سبق إال أن هناك نساء‬ ‫غزيات استطعن إثبات أنفسهن في معظم القطاعات‪،‬‬ ‫فترشحن لعضوية الهيئات احمللية‪ ،‬وفي هذا التقرير‬ ‫نسلط الضوء على بعض التجارب لنساء فاعالت‪.‬‬ ‫فيزة الزعانني‪ 57 ،‬عاما؛ عضو مجلس بلدية بيت‬ ‫حانون منذ عام ‪ 2005‬حتى اآلن‪ ،‬وعندها من األبناء‬ ‫‪ ،13‬حاصلة على درجة البكالوريوس في التمريض‪،‬‬ ‫وعملت في هذا املجال منذ عام ‪ 2009‬حتى ‪،2014‬‬ ‫وهي اآلن مديرة لقسم التمريض في مستشفى بيت‬ ‫حانون‪.‬‬ ‫وعن سبب قبولها للترشح لعضوية بلدية بيت حانون‬ ‫تقول‪« :‬عندما عملت على بناء منزلي في منطقة‬ ‫نائية‪ ،‬رفضت البلدية استكمال البناء بحجة أن األرض‬ ‫زراعية‪ ،‬ولم يقدموا لنا أي نوع من اخلدمات‪ ،‬كاملياه‪،‬‬ ‫والصرف الصحي‪ ،‬والكهرباء»‪.‬‬ ‫وبقيت الزعانني في بيتها مدة أربع سنوات‪ ،‬دون توفر‬ ‫اخلدمات األساسية حيث تقول‪« :‬وألنني ال أريد أن‬ ‫تتكرر تلك التجربة مع أي شخص آخر قمت بترشيح‬ ‫نفسي»‪.‬‬ ‫الدكتورة سميحة عبد احلميد احلاج؛ عضو املجلس‬ ‫البلدي في محافظة خان يونس منذ عام ‪،٢٠١٢‬‬ ‫حصلت على البورد العربي في طب األسرة‪ ،‬وعملت‬ ‫في السعودية مدة ‪ ١٦‬عاما‪ ،‬وعادت إلى أرض الوطن‬ ‫عام ‪ ،١٩٩٨‬وبدأت عملها في وزارة الصحة بقطاع غزة‪،‬‬ ‫وأصبحت فيما بعد عضو املجلس العلمي لطب األسرة‪،‬‬ ‫ومدربة في البورد الفلسطيني لطب األسرة‪.‬‬ ‫املهندسة هالة الزبدة‪ ،‬وتعد أولى العضوات في املجلس‬ ‫البلدي املعني في بلدية غزة منذ عام ‪ 2008‬حتى عام‬ ‫‪ ،2014‬حيث شغلت منصب أمني سر املجلس‪ ،‬لتكون‬

‫الزميلة دنيس أثناء املقابلة مع املهندسة هالة الزبدة عضو مجلس سابق في بلدية غزة ‬

‫املصدر‪ :‬وزارة شؤون املرأة‬

‫بذلك أول امرأة تشغل هذا املنصب‪ ،‬وعملت سابقا‬ ‫كمساعدة لنائب رئيس سلطة الطاقة‪.‬‬

‫وجودنا كعضوات في املجلس البلدي واملشاركة‬ ‫في عمليات صنع القرار على تغيير النظرة السلبية‬ ‫السائدة جتاه املرأة في املراكز القيادية»‪.‬‬

‫وتؤكد الزعانني على ضرورة أن تكون املتقدمة‬ ‫لعضوية املجلس البلدي حاصلة على الشهادات العلمية‪،‬‬ ‫وأن يكون لديها املعرفة اجليدة في أمور البلديات حتى‬ ‫تستطيع التعامل مع متطلبات وحاجات املواطنني‬ ‫كالتنظيم العمراني‪ ،‬واجلباية‪ ،‬والتعامل مع املوازنات‪،‬‬ ‫والتواصل مع أفراد املجتمع لضمان أفضل اخلدمات‪.‬‬

‫نعمل رغم الصعوبات‬

‫توصيات من عمق التجربة‬

‫وتوافقها الزبدة في الرأي‪ ،‬وتشير إلى أن معايير‬ ‫االختيار يجب أن تكون بناء على اجلانب املهني واخلبرة‬ ‫في العمل؛ لتتمكن املرأة من املشاركة بفاعلية وحتمل‬ ‫أعباء ومستجدات العمل»‪.‬‬ ‫وتشرح الزعانني جتربتها كعضو في املجلس البلدي‬ ‫وتصفها بالناجحة‪ ،‬حيث شاركت هي والعضوات‬ ‫األخريات في املؤمترات العلمية‪ ،‬واحملاضرات التثقيفية‪،‬‬ ‫ودعمن املؤسسات النسوية؛ عبر املساعدة في وضع‬ ‫السياسات واخلطط اخلاصة باللجان داخل البلدية‪.‬‬ ‫وتقول‪« :‬ساهمت في عمل مخطط كامل لألراضي في‬ ‫بيت حانون‪ ،‬وكنت أطرح املشاكل التي تواجه سكان‬ ‫البلدة في اجتماعات املجلس األسبوعية»‪.‬‬ ‫وتعد جتربة احلاج مليئة بالنشاط حيث تقول‪« :‬ساعد‬

‫إن العمل في املجالس البلدية محفوف بالعديد من‬ ‫الصعوبات والتحديات املجتمعية‪ ،‬فهناك اعتقاد سائد‬ ‫أن عضوة البلدية مجرد مكملة لعدد األعضاء متاشيا‬ ‫مع البنود القانونية لتشكيل أي هيئة محلية‪ ،‬وتقول‬ ‫الزعانني‪« :‬نحن نساهم في رسم السياسات ووضع‬ ‫اخلطط وصنع القرارات»‪.‬‬ ‫في حني توضح احلاج أن هناك نظرة مفادها أن العمل‬ ‫في املجلس البلدي ال يناسب املرأة كونه يتطلب العمل‬ ‫لساعات متأخرة من الليل‪ ،‬والنزول إلى امليدان‪ ،‬وهنا ال‬ ‫بد من تغيير هذه النظرة بإثبات عكسها‪.‬‬

‫رؤية تطويرية‬ ‫من أجل زيادة مشاركة املرأة في قطاع احلكم‬ ‫احمللي ال بد من زيادة الوعي وتفعيل مشاركة‬ ‫النساء وإعطائهن فرصة الترشح واالنتخاب‪،‬‬ ‫ومتكينهن في مجال تقدمي اخلدمات‪ ،‬وهنا يجب‬ ‫تشجيع الفتيات على خوض التجربة والعمل على‬ ‫تطوير أنفسهن‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫نقرشات‬

‫ابهر أصدقاءك باأللعاب السحرية‬ ‫السر‪ :‬تكون احلمامة في يد املساعد‪ ،‬وعندما تنطلق‬ ‫الرصاصة يطلق احلمامة‪ ،‬ويكون الدخان منتشرا حلظة‬ ‫إطالقها‪ ،‬بحيث تخدع األبصار؛ فيحسب الناس أن احلمامة‬ ‫خرجت من فوهة املسدس فعال‪.‬‬

‫هل تعجبك اخلدع البصرية؟ وهل ترى ألعابا سحرية‬ ‫وتتساءل عن طريقة إجرائها؟ وهل ترغب في أن تتعلم‬ ‫بعضها؟‪ ...‬إذا كانت إجاباتك نعم فإننا ندعوك لتتعرف‬ ‫على ألعاب اخلفة التالية‪ ،‬لتبهر أصدقاءك مبهاراتك‪:‬‬

‫ملحوظة‪ :‬يجب أن تكون اللعبة في الظالم‪.‬‬

‫البيضة في القنينة‬ ‫يقف الالعب أمام جمهوره‪ ،‬ويخرج بيضة وقنينة‪،‬‬ ‫ويسأل‪ :‬من منكم يستطيع أن يدخل هذه البيضة في‬ ‫القنينة دون أن يكسر قشرتها؟‬ ‫من الطبيعي أال يتقدم أحد ألن احملاولة مستحيلة‪.‬‬ ‫وعندها يبدأ الالعب وهو يدمدم ويهمهم‪ ،‬بادخال‬ ‫البيضة في القنينة‪ ،‬بني تصفيق وإعجاب اجلمهور‪.‬‬ ‫السر‪ :‬ال يعرض الالعب على اجلمهور بيضة عادية‪ ،‬بل‬ ‫بيضة مسلوقة جيدا‪ ،‬ومقشرة‪ ،‬وظلت مغمورة في اخلل‬ ‫مدة ‪ 24‬ساعة فأصبحت لينة وقابلة للمط‪ .‬وقبل أن‬ ‫يبدأ الالعب بإدخالها في القنينة ينفخ بعض النفخات‬ ‫لتمتلئ هواء‪ ،‬ويضع البيضة املسترخية في فم القنينة‪،‬‬ ‫ويدفعها بيده قليال فتدخل بكل سهولة‪ ،‬مع اتباع الدقة‬ ‫والهدوء‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬يستحسن أن يكون في القنينة بعض املاء‬

‫علبة الكبريت العجيبة‬

‫لتستعيد البيضة قسوتها وقوتها بعض الشيء بعد فترة‬ ‫قليلة‪.‬‬

‫حمامة تخرج من فوهة مسدس‬ ‫يقف الالعب وبيده مسدس بالستيكي‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫سوف أطلق طلقة من املسدس فتخرج حمامة ألنه‬ ‫محشو باحلمام‪ .‬ويطلقه فينتشر الدخان‪ ،‬ومع انتشار‬ ‫الدخان تنطلق حمامة‪ ،‬فيبدو على املشاهدين الدهشة‬ ‫واالستغراب‪.‬‬

‫يظهر الالعب أمام جمهوره ويريهم علبة كبريت‪ ،‬وهو‬ ‫يقول‪ :‬إن لهذه العلبة قصصا عجيبة‪ ،‬وعندما يحاول‬ ‫إشعال السيجارة يخرج العلبة من جيبه‪ ،‬فيجدها فارغة‪،‬‬ ‫وعندها يعيدها إلى جيبه ثانية‪ ،‬ثم ميد لها يده ليحاول‬ ‫من جديد‪ ،‬فيجدها قد امتألت‪ ،‬ومكنته من إشعال‬ ‫السيجارة‪.‬‬ ‫ميثل الالعب تلك احلكاية كما ذكرها‪ ،‬ويجعل‬ ‫املشاهدين بني مستغرب ومستفسر‪.‬‬ ‫السر‪ :‬السر في اللعبة بسيط جدا‪ ،‬حيث توجد علبتان‬ ‫متماثلتان‪ ،‬إحداهما فارغة‪ ،‬والثانية ممتلئة‪ .‬ويكمن‬ ‫سر اللعبة في خفة يد الالعب في استبدال واحدة‬ ‫بأخرى‪.‬‬

‫من أعظم األخطاء في التاريخ!‬ ‫* باع جورج هاريشن من جنوب إفريقيا مزرعته‬ ‫لشركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صالحيتها‬ ‫للزراعة‪ .‬وحني شرعت الشركة في استغاللها‬ ‫اكتشفت فيها أكبر منجم للذهب على اإلطالق‪،‬‬ ‫وتغطي ‪ 70%‬من إنتاج الذهب في‬ ‫العالم!‬ ‫* في إحدى ليالي عام ‪ 1696‬أوى‬ ‫اخلباز البريطاني جوفينز لفراشه‪،‬‬ ‫ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة في‬ ‫فرنه‪ .‬وأدى هذا «اخلطأ» إلى اشتعال‬ ‫منزله‪ ،‬ثم منزل جيرانه‪ ،‬ثم احلارات‬ ‫املجاورة‪ ،‬حتى احترق نصف مدينة‬ ‫لندن‪ ،‬ومات اآلالف من سكانها‪ ،‬فيما‬ ‫أصبح يعرف «باحلريق الكبير»‪..‬‬ ‫جوفينز نفسه لم يصب بأذى!‬

‫* في عام ‪ ،1347‬دخل بعض الفئران إلى ثالث سفن‬ ‫إيطالية كانت راسية في الصني‪ .‬وعندما وصلت إلى‬ ‫ميناء مسينا اإليطالي‪ ،‬خرجت منها‪ ،‬ونشرت الطاعون‬

‫في املدينة‪ ،‬ثم في كامل إيطاليا‪ .‬وكان الطاعون قد‬ ‫قضى أصال على نصف سكان الصني في ذلك الوقت!‬ ‫ثم انتقل من إيطاليا إلى باقي أرجاء أوروبا؛ فقتل ثلث‬ ‫سكانها خالل عشر سنوات فقط!‬ ‫* اختلف أحد امللوك البريطانيني مع‬ ‫البابا في وقت كانت فيه بريطانيا‬ ‫كاثوليكية‪ .‬وكرد انتقامي‪ ،‬ح ّرم البابا‬ ‫زواج البريطانيني‪ ،‬فوقع امللك في حرج‬ ‫أمام شعبه‪ .‬وللخروج من هذا املأزق طلب‬ ‫من ملوك الطوائف في األندلس إرسال‬ ‫بعض املشايخ كي تتحول بريطانيا‬ ‫لإلسالم نكاية بالفاتيكان‪ .‬لكن «جماعتنا»‬ ‫تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى‬ ‫وصل اخلبر إلى البابا فأصلح اخلالف‬ ‫ورفع قرار التحرمي‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫عين الكاميرا‬

‫إعداد‪ :‬طاقم «بياالرا»‬ ‫يعتبر برنامج «شباب من أجل التغيير» واحدا من البرامج التي عملت الهيئة الفلسطينية لإلعالم وتفعيل دور الشباب «بياالرا» على استمراره منذ بداياتها‪ .‬ويأتي مشروع «فاعلو‬ ‫اليوم قادة الغد» في إطار البرنامج سالف الذكر حيث تستمر «بياالرا» في تنفيذه للعام الثاني على التوالي‪ ...‬فيما يلي مجموعة من الصور التي تعكس نشاطات املشروع‪.‬‬

‫أعضاء اللجان يجتمعون مع املسؤولني في وزارة احلكم احمللي‬

‫أعضاء اللجان في ورشة عمل مع أهالي جبع‬

‫اجتماع هيئة حترير همة شباب‬

‫لقاء اللجنة املساندة في كفر نعمة‬

‫من تدريب اللجان في غزة‬

‫مجموعة من شباب اللجان املساندة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.