322 مجلة الأحرار

Page 1

‫العدد‪..‬‬

‫‪322‬‬

‫علي (عليه السالم)‪ :‬لو مل يبق من ال ّدنيا إالّ‬ ‫قال احلسني بن ّ‬

‫يوم واحد لطّول اهلل ع ّز وج ّل ذلك اليوم حتّى خيرج رجل من‬ ‫ولدي فيمألها عد ًال وقسطًا كما ملئت جورًا وظلمًا‪( .‬كمال‬ ‫الدين ‪ 317 /1‬ـ ‪ ،318‬ب ‪ ،30‬ح ‪.)4‬‬

‫ت�صدر ا�سبوعيا عن ق�سم الإعالم يف العتبة احل�سينية املقد�سة ‪/‬ديوان الوقف ال�شيعي ‪ -‬ال�سنة ال�سابعة اخلمي�س ‪/7 /‬ربيع الآخر ‪1433 /‬هـ املوافق ‪2012 / 3 / 1‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحسينية المقدسة ‪..‬‬ ‫العتبة‬ ‫تهديم العقارات المستملكة تمهيدا النشاء‬ ‫صحن العقيلة زينب (عليها السالم)‬


‫لنخت ِم القر�آ َن �سوي ًة‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫قال االمام علي‬ ‫(عليه السالم) ‪:‬‬ ‫سلوني عن كتاب‬ ‫الله‪ ،‬فوالله ما من‬ ‫آية إال وأنا أعلم‪،‬‬ ‫بليل نزلت أم‬ ‫بنهار‪ ،‬أم بسهل‬ ‫أم بجبل‬ ‫يف عيون األخبار حدثنا متيم بن عبد اهلل بن متيم القرشي رضي اهلل عنه قال‪ :‬حدثين أبي عن محدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن حممد بن اجلهم‬ ‫قال‪ :‬حضرت جملس املأمون وعنده الرضا عليه السالم فقال له املأمون يابن رسول اهلل أليس من قولك ان األنبياء معصومون؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال فما معنى‬ ‫قول اهلل عز وجل (وعصى آدم ربه) إىل ان قال فأخربني عن قول إبراهيم عليه السالم‪ :‬رب ارني كيف حتيي املوتى قال اومل تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن‬ ‫قليب؟ قال الرضا عليه السالم ان اهلل تعاىل كان اوحى إىل إبراهيم (عليه السالم) اني متخذ من عبادي خليال ان سألين احياء املوتى اجيبه‪ ،‬فوقع يف نفس‬ ‫إبراهيم (عليه السالم) انه ذلك اخلليل فقال (رب ارني كيف حتيي املوتى قال او مل تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قليب) على اخللة قال فخذ اربعة من الطري‬ ‫فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان اهلل عزيز حكيم فأخذ إبراهيم عليه السالم نسرا وبطا وطاووسا وديكا‬ ‫فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من اجلبال اليت حوله ‪ -‬وكانت عشرة ‪ -‬منهن جزءا وجعل مناقريهن بني اصابعه‪ ،‬ثم دعاهن بامسائهن‪ ،‬فوضع‬ ‫عنده حبا وماء فتطايرت تلك االجزاء بعضها إىل بعض حتى استوت االبدان‪ ،‬وجاء كل بدن حتى انضم إىل رقبته ورأسه‪ ،‬فخلى إبراهيم عن مناقريهن‬ ‫فطرن‪ ،‬ثم وقعن فشربن من ذلك املاء والتقطن من ذلك احلب وقلن‪ :‬يانيب اهلل احييتنا احياك اهلل‪ ،‬فقال إبراهيم عليه السالم‪ :‬بل اهلل حييي ومييت وهو‬ ‫على كل شيء قدير‪ ،‬قال املأمون‪ :‬بارك اهلل فيك يا ابا احلسن‪.‬‬ ‫يف جممع البيان يف قوله‪ :‬قول معروف ومغفرة خري من صدقة اآلية وقد روي عن النيب صلى اهلل عليه وآله انه قال‪ :‬إذا سأل السائل فال تقطعوا عليه‬ ‫مسألته حتى يفرغ منها‪ ،‬ثم ردوا عليه بوقار ولني‪ ،‬اما ببذل يسريا ورد مجيل فانه قد يأتيكم من ليس بانس وال جان ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم‬ ‫اهلل تعاىل‪.‬‬


‫الوالء‬ ‫تطور‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫‪ ŠǀůŚŤŤƟLJř‬‬

‫ان فطرة االنسان جبلت على حب التطور وعكس ذلك فيعد فيها خلال وهذا التطور مهما رفضه اإلنسان فانه سيجد نفسه ملزما للخضوع اليه ‪ ،‬التطور يكون يف شتى‬ ‫جماالت احلياة ودائما االنسان القويم هو من يواكب هذا التطور اخلاضع للضوابط الشرعية والبعض منهم يعمل على ذلك ولكنه يرفض التطور الذي يصبح ضروريا‬ ‫لرقي اجملتمع او أي مرفق يهم اجملتمع ‪ ،‬فنرى الفرد يبحث عن املالبس والسيارات واألجهزة املنزلية احلديثة واملتطورة كي يستخدمها يف حياته اليومية وهذا شيء حسن‬ ‫ولكن إذا ما فكرنا بتطوير مؤسسة او حي معني فان البعض يرفضها حبجة احملافظة على الرتاث هذا إذا كان حقا تراثا ‪.‬‬ ‫اخلطوة الرائعة اليت أقدمت عليها األمانة العامة للعتبة احلسينية املقدسة بإنشاء صحن للعقيلة زينب عليها السالم حتصر املنطقة احملصورة بني العتبة والتل الزيين‬ ‫واملخيم احلسيين تعترب خطوة باالجتاه الصحيح ومن ضرورات املرحلة الراهنة الن املستقبل يوحي باجلديد واألوسع ‪ ،‬وقد الحظ كل من يتابع الزيارات املليونية ضيق‬ ‫املكان وتزايد عدد الزائرين وهذا يتطلب من اإلخوة القائمني على إدارة العتبات املقدسة يف كربالء أن يضعوا نصب أعينهم كيفية احتواء هذه املاليني فكانت اخلطوة‬ ‫االوىل هي إنشاء صحن العقيلة زينب عليها السالم وإذا ما ظهرت أصوات قليلة هنا او هناك ال تؤيد الفكرة فإنها سرتضخ للواقع عندما تشاهد اآلثار االجيابية هلذا‬ ‫املشروع العام ‪.‬‬ ‫والبعض بل االغلب من الزائرين الكرام او املعتمرين لبيت اهلل احلرام عندما يتحدثون عن ما شاهدوه يف تلك االماكن املقدسة ( مكة ـ املدينة ـ مشهد) يذكرون العمران‬ ‫باعجاب وثناء ‪ ،‬اال حيق للعتبة احلسينية املقدسة وبقية العتبات املقدسة ان تساير التطور العمراني اسوة بهم؟‬

‫في هذا العدد‪..‬‬

‫قبسات‬

‫اميانية‪6 ..‬‬

‫رئي�س التحرير‬

‫‪24‬‬

‫ُ‬ ‫بتقلبات احلياِة الدنيا استعدادًا‬ ‫االتعاظ‬ ‫ِ‬ ‫حلياِة اآلخرِة‬

‫تقارير‪13 ..‬‬

‫مؤمتر دولي يف النجف االشرف لتوثيق‬ ‫العالقة بني احلوزة العلمية واجلامعة‬

‫حتقيقات‪..‬‬

‫‪27‬‬

‫‪16‬‬

‫(األحرار) ُ‬ ‫تكشف عن حاجة كربالء‬ ‫للتوسعة واملشاريع االستثمارية‬

‫‪27‬‬ ‫رقم االعتماد يف نقابة ال�صحفيني العراقيني(‪)896‬ل�سنة ‪2010‬م‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫اال�شراف اللغوي‬

‫�سامي كاظم عبد الرحمن‬

‫عبا�س عبد الرزاق ال�صباغ‬

‫�سكرتري التحرير‬

‫التن�ضيد الطباعي‬ ‫حيدر عدنان‬

‫ح�سن الها�شمي‬

‫�صورة الغالف ‪:‬ت�صوير عمار اخلالدي‬

‫‪AL-A H R A R‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫الت�صوير‬

‫عمار اخلالدي ‪ -‬ر�سول العوادي‬ ‫ح�سنني ال�شاجلي ‪ -‬ح�سني ال�شيخ علي‬

‫رقم الإيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ببغداد‬ ‫‪ 1216‬ل�سنة ‪2009‬م‬ ‫‪Email : n o n _ a n n a s h r @ y a h o o . c o m‬‬

‫طالب عبا�س ‪ -‬ح�سني النعمة‬ ‫علي اجلبوري ‪ -‬عالء ال�سالمي‬

‫حممد ال�شامي‬

‫هاتف‪ 325194 :‬مبا�شر ‪ -‬بدالة‪ 321776 :‬داخلي ‪171‬‬ ‫‪www.imamhussain.tv‬‬

‫املرا�سلون‬

‫الت�صميم والإخراج‬

‫‪www.imamhussain.org‬‬

‫ح�سني اال�سدي‬ ‫حممد البخاتي‬

‫‪info@imamhussain.org‬‬

‫�صفاء ال�سعدي ‪ -‬تي�سري عبد عذاب‬

‫الأر�شيف‬


‫نداء اجلمعة‬ ‫ُ‬ ‫اخلطبة الثانية من صالة ُ‬ ‫اجلمعة‬ ‫اخلطيب‪ :‬ممثل املرجعية الدينية العليا يف النجف األشرف مساحة السيد امحد الصايف املكان‪ :‬العتبة احلسينية املقدسة‬

‫الزمان‪ / 1 :‬ربيع االخر ‪1433/‬هـ املوافق ‪2012/2/24‬م‬

‫تقرير ‪ :‬حسن اهلامشي‬

‫منتقدًا ختصيص عجالت مصفحة هلم ‪ ..‬معتمد املرجعية الدينية مساحة‬ ‫السيد الصايف للنواب‪ :‬إذا عم األمن على الشعب سيكون النائب يف أمان‬ ‫حول التفجريات األخرية اليت حتدث بني فرتة‬ ‫وأخرى طرح ممثل املرجعية الدينية العليا مساحة‬ ‫السيد امحد الصايف بعض األسئلة بشأن الوضع‬ ‫األمين املرتدي وضرورة معاجلته طبقا ملصلحة‬ ‫البلد العليا‪ ،‬وقال يف هذا املضمار‪ :‬هل توجد بارقة‬ ‫أمل يف أن العراق تنتهي فيه هذه األمور أم ال ؟!‬ ‫من يقف وراء هذا املنهج ومن خيطط هلذه األمور‪..‬‬ ‫وما هي إمكانات التصدي هلذه األفعال؟ واجلهات‬ ‫األمنية اليت هي مسؤولة عن ضبط األمن كيف‬ ‫تربر وماذا جتيب لو سأهلا أحد ملاذا حتصل تلك‬ ‫االنفجارات؟!‬ ‫وأضاف مساحته‪ :‬قد يأتي احد ويقول إمنا حصل‬ ‫ذلك لتقويض انعقاد القمة العربية يف بغداد مثال ً‬ ‫أو كذا وكذا وبالنتيجة هذه تربيرات ولكن امنيًا ملاذا‬ ‫هذا حصل هذا األمر؟ أصبحت هذه األسئلة من‬ ‫املكررات وأصبحت املسألة وكأن هناك أعداء جاهزة‬ ‫ومهيأة حلصد أرواح األبرياء وبالنتيجة يهدأ الناس‬ ‫بعد أيام وتنسى مثل تلك اجلرائم‪ ،‬ويبقى الوضع‬ ‫على ما هو عليه ونعيش يف هذه الدوامة!! طبعًا‬ ‫‪4‬‬

‫جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫هذه الطريقة غري صحيحة واىل متى نبقى هكذا ‪..‬‬ ‫نريد من اإلخوة إجابة واضحة ‪ ..‬إىل متى يبقى هذا‬ ‫الوضع بهذه االحتمالية من االستهداف؟!‬ ‫يف معرض إجابته قال خطيب اجلمعة يف كربالء‬ ‫املقدسة يف اخلطبة الثانية من صالة اجلمعة اليت‬ ‫أقيمت يف العتبة احلسينية املقدسة يف ‪ /1‬ربيع‬ ‫االخر‪1433/‬هـ املوافق ‪ 2012-2-24‬م هناك منهج‬ ‫طريقته العنف وهذه العمليات التفجريية واستهداف‬ ‫األبرياء قطعًا مقتبس من هذا املنهج‪ ،‬وكمرحلة أوىل‬ ‫جيب القضاء على هذه الرؤوس اإلرهابية وهذا البد‬ ‫منه وهذه املسألة معين بها مجيع من يتصدى إلدارة‬ ‫الدولة‪ ،‬وجيب تشخيص املشكلة وإذا ُشخصت‬ ‫املشكلة ملاذا ال تحُ ل ؟! فيجب حل هذه األمور وهذا‬ ‫من مسؤولية األشخاص الذين تصدوا هلذه املسألة‪.‬‬ ‫ويف سياق آخر من خطبته أكد مساحة السيد‬ ‫الصايف إنه بني فرتة وأخرى حتدث بعض املشاكل‬ ‫وتأخذ حجمًا ومساحة كبرية‪ ،‬وبعض اجلهات‬ ‫اإلعالمية لسبب أو آلخر ال تكون متأكدة من أي‬ ‫معلومة وإمنا حتاول لسبب خاص بها أن تذكر شيئا‬

‫هو بعيد عن الصواب‪.‬‬ ‫وعن أحداث الرفاعي أشار مساحته إنه وبعد وفاة‬ ‫الشيخ عبد الصاحب الرفاعي مل يعينّ أي احد من‬ ‫وكالء املرجعية هناك وال من معتمديها‪ ،‬وقبل ثالثة‬ ‫أسابيع توفى الشيخ عبد الصاحب وكان وكيالً هناك‬ ‫ملدة تقارب العشرين عامًا بعد ذلك مل يعني احد من‬ ‫وكالء املرجعية فكل ما يقال إن هناك شخصا تابعا‬ ‫للمرجعية أو من وكالئها أو معتمديها فهذا الكالم‬ ‫هو عار عن الصحة‪.‬‬ ‫وأوضح مساحته إن املرجعية أمسى من أن ختوض‬

‫اجلهات األمنية اليت هي‬ ‫مسؤولة عن ضبط األمن‬ ‫كيف تربر وماذا جتيب لو‬ ‫سأهلا أحد ملاذا حتصل تلك‬ ‫االنفجارات؟!‬


‫نداء اجلمعة‬ ‫يف التفاصيل من قبيل إن هلا مكتبا هنا أو هناك‪ ،‬إن هناك العديد من املناطق( القرى) يف حمافظة‬ ‫منهج املرجعية أصبح واضحًا للقاصي والداني إنها واسط تعاني من شحة ونقص يف مياه الشرب‬

‫ال تفرضوا على الفالح‬ ‫سياسة جتعلوه يرفض‬ ‫األرض ويبتعد عنها‪،‬‬ ‫فتصبح النتيجة إن‬ ‫األرض واملاء والناس‬ ‫واخلري عندنا ونستورد‬ ‫احملاصيل الزراعية من‬ ‫اآلخرين!!!‬

‫ترفض العنف حتى يف أصعب الظروف ومنهجها‬ ‫إبقاء وتقوية القانون واحلفاظ على الطرق املعروفة‬ ‫السلمية يف كل حالة من احلاالت وقراراتها معلومة‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫وطالب أن تؤخذ األمور بشكل موضوعي وان ال يكون‬ ‫هناك أي تصعيد غري حمسوب كما طالب اإلعالم‬ ‫أيضا بتحمل مسؤولية الدقة يف املعلومة واملوضوعية‬ ‫عندما يتكلم بأي حالة من احلاالت‪.‬‬ ‫وعن مصادقة جملس النواب على ميزاينة عام ‪2012‬‬ ‫طالب مساحته اجلهاز التنفيذي بأن يعمل بأقصى‬ ‫طاقته لتوفري ما ميكن من خدمات‪ ،‬وسلط مساحته‬ ‫الضوء على تقنني وختصيص مبلغ مبقدار ‪ 50‬مليون‬ ‫دوالر لإلخوة األعضاء لشراء سيارة مصفحة لكل‬ ‫منهم‪ ،‬وعلق إنه ونتيجة هلذا الوضع ال حيب كل منا‬ ‫أن يتأذى أي عراقي يف خارج العراق أو داخله وهذه‬ ‫املشاكل األمنية اليت تعصف بالناس‪ ،‬ومتنى أن‬ ‫تُشرع قوانني حلماية مجيع الناس‪ ،‬وان يفكر أعضاء‬ ‫جملس النواب بالشعب أوال وبعد استنفاد مجيع‬ ‫خدمات الشعب نفكر بأنفسنا وال نفكر بأنفسنا من‬ ‫جهة االمتياز وإمنا من جهة حنن من الشعب فإذا عم‬ ‫األمن واألمان إىل الشعب سيعمنا أيضا‪.‬‬ ‫وكشف مساحته نقال عن بعض وسائل اإلعالم عن‬

‫وهناك العديد من احملافظات تعاني أيضا من هذه‬ ‫املشكلة ‪ ..‬مشريا إىل إن هكذا مبلغ لو يقنن بطريقة‬ ‫أخرى ويعطى إىل هؤالء الناس ونكلّف هؤالء الناس‬ ‫بالدعاء لكي يرفل اإلخوة أعضاء اجمللس باحلماية‬ ‫والتوفيق والتسديد‪ ،‬مضيفا إننا حنتاج إىل وقفة من‬ ‫اإلخوة األعزاء أعضاء جملس النواب مع الناس أكثر‬ ‫من هذا الذي حيدث‪.‬‬ ‫وعن الفالح وما يعانيه من نقص يف اإلمكانات‬ ‫وهو يعيش يف بالد الرافدين وبالد السواد قال‬ ‫مساحة السيد أمحد الصايف إن العراق بلد‬ ‫اخلريات ُيضرب به املثل وخراج العراق سابقًا‬ ‫يعترب من الروافد األساسية مليزانية الدولة‬ ‫وبالنتيجة العراق بلد زراعي‪ ،‬من غري املعقول أن‬ ‫نف ّرط بشرب زراعي وحنن اآلن نفرط مبساحات‬ ‫زراعية شاسعة‪ ،‬ونرتك هذا الفالح املسكني الذي‬ ‫ال يعرف مهنة غري الزراعة وهي مهنة شريفة‬ ‫ونبيلة وكلنا حنتاج إليها ‪ ..‬نرتكه حتت ظروف‬ ‫حبيث نتخلى عنه من مجيع ما ميكن أن نطّور‬ ‫الزراعة يف البلد ‪ ..‬ومحل مساحته بعض أطراف‬ ‫الدولة هذا اجلانب مؤكدا إن هناك الكثري من‬ ‫البساتني واألراضي الزراعية حتولت وتفتت إىل‬ ‫أراض سكنية‪ ،‬ما سينتج عن مستقبل غري جيد‬

‫إزاء الواقع الزراعي‪.‬‬ ‫واستغرب مساحته إنه ال حنن استصلحنا أراضي‬ ‫زراعية ‪ ..‬وال حنن دعمنا هذا املواطن الفالح بكل‬ ‫ما تعين الكلمة من الدعم وجعلناه يتمسك باألرض‬ ‫وحيب األرض وال حنن أيضا وفرنا بيوتا حتى‬ ‫نتخلص من مسألة تفتيت البساتني وبعد ذلك نتكلم‬ ‫إن العراق بلد زراعي‪.‬‬ ‫وتوقع مساحته إن العراق ميكن أن يتحول إىل‬ ‫بلد غري زراعي إذا استمر على هذا املنوال دون‬ ‫ختطيط علمي مسبق‪ ،‬واملشكلة عندنا إن دول‬ ‫العامل تفكر كيف تستغل حتى سطوح العمارات‬ ‫وتستغل أعماق احمليطات حتى تزرع وتستغل أي‬ ‫شيء حتى تزرع ويفكرون بزراعة عمودية ‪ ..‬وحنن‬ ‫الذين عندنا هذه املساحة وهذه املوارد ابعد ما‬ ‫نكون عن قضية الزراعة مع إن خرباء الزراعة يف‬ ‫العراق كثريون واحلمد هلل‪.‬‬ ‫وتساءل ملاذا ال نعطي هذا املوضوع أهمية كبرية‬ ‫جدًا ‪ ،‬فاألرض رصيد والذي ميلك األرض‬ ‫ال خياف من شيء وهذا رصيد وحنن عندنا‬ ‫األرض وعندنا الناس الذين يعملون ‪ ..‬هذه‬ ‫مسؤولية الدولة بشكل واضح وخبط عريض‬ ‫البد من دعم ووضع سياسة زراعية عند الدولة‬ ‫والبد أن حيرتم ويك ّرم هذا الفالح ألنه متسك‬ ‫بأرضه‪ ،‬ال تفرضوا عليه سياسة جتعلوه يرفض‬ ‫األرض ويبتعد عنها‪ ،‬فتصبح النتيجة إن األرض‬ ‫واملاء والناس واخلري عندنا ونستورد احملاصيل‬ ‫الزراعية من اآلخرين!!!‪.‬‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪5‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫قبسات إميانية‬

‫عندما يكون الدين لعقا‬ ‫على األلسنة!‬

‫حسن اهلامشي‬ ‫قال اإلمام احلسني عليه السالم‪ :‬الناس عبيد الدنيا‪ ،‬والدين لعق على ألسنتهم‬ ‫حمصوا بالبالء‪ ،‬ق ّل الدّيانون‪.‬‬ ‫حيوطونه ما دّرت معائشهم‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫إذ إن اإلنسان ميال للدنيا بطبعه املادي ولكن جنبته الروحية تأبى الركون إليها‬ ‫واالنصياع الكامل لرغباتها ومزالقها اخلطرية‪ ،‬حيث إن مرارة الدنيا حالوة‬ ‫اآلخرة‪ ،‬وحالوة الدنيا مرارة اآلخرة‪ ،‬كما قاهلا أمري املؤمنني‪ ،‬والسؤال الذي‬ ‫يطرح كيف نتعامل معها إذن‪ ،‬جييبنا سيد البلغاء على ذلك‪ :‬يسري الدنيا يكفي‪،‬‬ ‫وكثريها يردي‪ ،‬خذ منها ما ينجيك واترك منها ما يرديك‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي إن الدنيا واآلخرة ال جيتمعان‪ ،‬فمن كان مطيعا للدنيا وعبدا هلا ال‬ ‫يكون له نصيب يف اآلخرة‪ ،‬ومن أراد حرث الدنيا نؤته منها وليس له يف اآلخرة‬ ‫من خالق ومن أراد اآلخرة نؤته منها‪ ،‬فالدنيا واآلخرة ضرتان‪..‬‬ ‫وسؤالنا هنا إن كثريا من الناس هلم عقيدة ومبادئ ودين فكيف سيكون الدين‬ ‫لعقا على ألسنتهم كما وصفهم اإلمام احلسني عليه السالم‪ ،‬فالدين الذي عند‬ ‫هؤالء الناس مهما كانت طقوسه ومهما كانت مبادئه فهو مل يتجاوز حدود‬ ‫اللسان‪ ،‬وما أمجل الصورة التعبريية اليت يقوهلا اإلمام يف كلمة لعق‪ ،‬يف حني إن‬ ‫الدين احلقيقي هو ما انعقد يف القلب وظهرت آثاره على اجلوارح وعلى السلوك‬ ‫والتصرف كما قال القران الكريم‪ :‬وعباد الرمحن الذين ميشون على األرض‬ ‫هونا وإذا خاطبهم اجلاهلون قالوا سالما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما‪.‬‬ ‫أما عبيد الدنيا‪ ،‬مل تدخل العقيدة ابعد من اللسان ومل تبلغ حتى احللقوم‪ ،‬وهنا‬ ‫قد يقول قائل ويسأل سائل‪ ...‬حنن نرى إن الكثري من هؤالء الناس يقومون‬ ‫بالشعائر حتى لو كانت متعبة ومهلكة إىل درجة عالية‪..‬‬ ‫هنا يقول اإلمام عليه السالم‪ :‬حيوطونه ما درت معايشهم‪ ،‬وهنا النقطة األساس‬ ‫بان هؤالء إمنا يقومون بتلك األفعال إمنا هو للدنيا‪ ،‬والن احلصول على املعايش‬ ‫واملناصب والكراسي ال يأتي إال من خالل ممارستهم لتلك الشعائر‪ ،‬أي إن‬ ‫التجارة املستخدمة هنا لكسب العيش هو الدين والعقيدة والذي أصبح حال‬ ‫شعائره حال أي مهنة أخرى مثل النجارة واخلياطة والزراعة ‪ ...‬وغريها‪ ،‬وكلما‬ ‫أراد هذا اإلنسان إن جيين الربح األكثر أتقن عمله يف هذه الناحية ليصبح‬ ‫صاحب االمتياز فيها‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال األخري ‪ ..‬من أين لنا أن نعرفهم من بني هؤالء الذين يقفون‬ ‫صفا واحدا يف الصالة أو باقي شعائر العبادة‪..‬؟ واحلل يذكره اإلمام‪ ...‬فإذا‬ ‫حمصوا بالبالء قل الديانون‪ ،‬هنا االختبار احلقيقي وهنا يتبني الدين األخروي‬ ‫عن الدنيوي‪ ،‬فاإلنسان الذي يعمل بعمل معني ويف حلظة ما أصابه ضرر من‬ ‫ذلك العمل فرتاه يرتكه لينتقل إىل عمل آخر‪ ،‬وهؤالء مبا إنهم اختذوا دينهم لعبا‬ ‫وهلوا وجتارة فهم على استعداد تام ليرتكوا هذا الدين متى ما قلت فيه التجارة‬ ‫وحصول املوارد!‬ ‫طوبى ملن ترك الدنيا قبل أن ترتكه‪ ،‬وبنى قربه قبل أن يدخله‪ ،‬وأرضى ربه قبل‬ ‫أن يلقاه ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫ُ‬ ‫بتقلبات احليا ِة الدنيا‬ ‫االتعاظ‬ ‫ِ‬

‫م�ستقا ٌة من ا ُ‬ ‫خلطبة الأوىل ل�سماحة ال�شيخ عبد امله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫حينما نتصفح نهج البالغة ونقرأ خطب أمري املؤمنني اإلمام علي بن أبي طالب‬ ‫(عليه السالم) فيه‪ ،‬جند إن مساحة واسعة من هذه اخلطب يتعرض فيها أمري‬ ‫املؤمنني (عليه السالم) إىل بيان حقيقة احلياة الدنيا وذمّها‪ ،‬والسبب يف ذلك إن‬ ‫الكثري من الناس ينظرون إىل ظاهر هذه احلياة الدنيا‪ ،‬وال يتأملون ويتدبرون يف‬ ‫حقيقتها‪..‬فيؤدي مثل هذا النظر إىل ظاهر احلياة الدنيا إىل االخنداع بها والغرور‬ ‫بزينتها‪ ،‬وبالتالي فإن هذا سيؤدي إىل ص ّد اإلنسان عن اهلل تعاىل‪ ،‬واىل نسيان‬ ‫املوت واآلخرة واحلساب والعقاب وما إليها‪ ،‬مما سيؤدي ذلك إىل الوقوع يف احلرام‬ ‫واملعاصي والظلم‪ ،‬واالبتعاد عن قيم احلق والعدل والفضيلة‪..‬فقد ورد يف األحاديث‬ ‫الشريفة‪(:‬حب الدنيا رأس كل خطيئة)‪.‬‬ ‫إن الكثري من الذنوب واملعاصي والرذائل سببها حب اإلنسان للدنيا‪..‬يقول أمري‬ ‫املؤمنني (عليه السالم) يف اخلطبة ‪ 111‬من نهج البالغة ‪:‬‬ ‫(أما بعد فإني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وحتببت بالعاجلة ‪،‬‬ ‫وراقت بالقليل‪ ،‬وحتلت باآلمال‪ ،‬وتزينت بالغرور‪..‬ال تدوم حربتها‪ ،‬وال تؤمن فجعتها‪،‬‬ ‫غرارة ضرارة‪ ،‬حائلة زائلة‪ ،‬نافدة بائدة‪ ،‬أكالة غوالة‪ ،‬ال تعدو‪ -‬إذا تناهت إىل أمنية‬ ‫أهل الرغبة فيها والرضاء بها ‪-‬أن تكون كما قال اهلل تعاىل سبحانه « كماء أنزلناه‬ ‫من السماء فاختلط به نبات األرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان اهلل على كل‬ ‫شيء مقتدرا»‪.‬‬ ‫وميكن مالحظة إن هذه الصفات الظاهرة للدنيا‪..‬احملفوفة بالشهوات واملُتع والزينة‬ ‫والزخرف وغريها‪ ،‬ينخدع اإلنسان بها‪ ،‬ويركن إليها‪ ،‬وحياول حتصيلها ولكنها هي‬ ‫يف واقع حاهلا سريعة التبدل وعدمية الثبات‪.‬‬ ‫إن النظر إىل حال اإلنسان يف هذه احلياة الدنيا رجال كان أم امرأة‪ ،‬حيث يرى حيًا‬ ‫يتنقل بني الناس بنشاط وه ّمة‪ ،‬وميارس عمله‪ ،‬وإذا فجأة وبسرعة ينتقل من احلياة‬ ‫إىل املوت‪ ،‬فهكذا هو حال الدنيا‪ ،‬فاإلمام (عليه السالم) يقول‪ :‬يا أيها اإلنسان ال‬ ‫تغرت بهذه احلياة الدنيا وال تأمن منها هذا احلال الذي تغرت به وأنت يف حياة وشباب‬ ‫وصحة وعافية ومال وجاه ومنصب‪ ،‬فهذا سرعان ما يتبدل وما يزول فهذه احلياة يف‬


‫قبسات إميانية‬

‫ثقافة حسينية‬ ‫احلسني (عليه السالم) بني احلاكم‬ ‫الغاصب ومروان املنافق(‪)3-3‬‬

‫ا�ستعداد ًا حليا ِة الآخر ِة‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي الكربالئي يف ‪24‬ربيع الأول‪1433‬هـ املوافق‪2012/2/17‬‬ ‫حقيقتها فانية زائلة دائمة التبدل‪.‬‬ ‫ثم يبني االمام (عليه السالم) فيما بعد‪ ،‬إن هناك احلياة احلقيقية اليت ينشدها‬ ‫اإلنسان يف اآلخرة‪ ،‬أال وهي احلياة اليت بال موت‪ ،‬فيعيش فيها اإلنسان شابًا بال‬

‫الشيء بالشيء يذكر اال وهي قضية فدك وما كتب‬ ‫عنها من كتب وحبوث كلها رائعة حبثت األحقية وكيفية‬ ‫مطالبة فاطمة (عليها السالم) بها وما تعنيه هذه‬ ‫النحلة اال ان االروع من هذا وذاك رد اإلمام علي عليه‬ ‫السالم على غاصبيها واستدالله حبديث نبوي مشهور‬ ‫ومتعارف عليه ال خالف فيه مستبعدا امر العصمة‬ ‫وصدق الزهراء يف دعواها ورد شهادة الشهود من قبل‬

‫شيب وال شيخوخة‪ ،‬ويف صحة بال مرض‪ ،‬ويعيش دائمًا يف أحوال ثابتة ال تصاحبها‬

‫ابي بكر بل قال له اإلمام علي (عليه السالم) ألبي بكر‬

‫املنغصات‪ ،‬لكن يبقى كل إنسان يف هذه احلياة الدنيا‪ ،‬وان كان عنده ما‬ ‫الكدورات وال‬ ‫ّ‬

‫حتكم فينا خبالف حكم اهلل تعاىل يف املسلمني قال ال‬

‫واملنغصات‪.‬‬ ‫عنده من النعم‪ ،‬بيد إن هذه النعم البد ستصاحب الكثري من الكدورات‬ ‫ّ‬

‫قال فان كان يف يد املسلمني شيء ميلكونه وادعيت انا‬

‫ذكر هذا التشبيه حلال الدنيا بقوله‪(:‬أن تكون كما قال اهلل‬ ‫إن االمام (عليه السالم) َ‬ ‫تعاىل سبحانه « كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات األرض فأصبح هشيما‬ ‫تذروه الرياح وكان اهلل على كل شيء مقتدرا «‬ ‫ثم يقول اإلمام أمري املؤمنني (عليه السالم)‪ (:‬كم من واثق بها قد فجعته‪ ،‬وذي‬ ‫طمأنينة إليها قد صرعتهُ‪ ،‬وذي أبهة قد جعلته حقريًا‪ ،‬وذي خنوة قد ردته ذلي ً‬ ‫ال‪،‬‬

‫فيه من تسأل البينة قال إياك كنت اسأل البينة على‬ ‫ما تدعيه على املسلمني قال فاذا كان يف يدي شيء‬ ‫فادعى فيه املسلمون تسألين البينة على ما يف يدي‬ ‫وقد ملكته يف حياة رسول اهلل (صلى اهلل عليه وآله)‬

‫رب‪ ،‬وغذائها مساٌم‪ ،‬وأسبابها‬ ‫سلطانها دّو ٌل‪ ،‬وعيشها رمق‪ ،‬وعذبها أجاج‪ ،‬وحلوها ص ٌ‬

‫فإذا انا ادعيت سألتين البينة واذا انت ادعيت فأين‬

‫رمام‪ ،‬حّيها بعرض موت‪ ،‬وصحيحها بعرض سقم‪ُ ،‬ملكها مسلوب‪ ،‬وعزيزها مغلوب‪،‬‬

‫البينة ( البينة على من ادعى واليمني على من انكر‬

‫وموفورها منكوب‪ ،‬وجارها خمروب‪ ،‬ألستم يف مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا‪،‬‬

‫) وبالرغم من ذلك لو جاء ابو بكر مبائة شاهد زور‬

‫وأبقى آثارا‪ ،‬وأبعد آماال‪ ،‬وأعد عديدا‪ ،‬وأكثف جنودا‪ ،‬تعبدوا للدنيا أي تعبد‪ ،‬وآثروها‬ ‫أي إيثار‪ ،‬ثم ظعنوا عنها بغري زاد وال ظهري قاطع )‪.‬‬ ‫ثم يقول (عليه السالم)‪ (:‬فاعلموا وأنتم تعلمون بأنكم تاركوها وظاعنون عنها‪،‬‬ ‫واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة‪ ،‬محلوا إىل قبورهم‪ ،‬فال يدعون ركبانا‪،‬‬ ‫وجعل من الصفيح اجنا ٌن‪ ،‬ومن الرتاب أكفان‪،‬‬ ‫وانزلوا األجداث فال يدعون ضيفانا‪ُ ،‬‬ ‫ومن الرفات جريا ٌن )‪.‬‬

‫فان ميني اإلمام علي (عليه السالم) تدحض مطالبة‬ ‫ابي بكر بفدك فهذا يعين انه عني االغتصاب عندما‬ ‫اخذ فدك ‪ .‬ومن روائع فدك انها اظهرت خالف‬ ‫اخللفاء فيما بينهم على مدى تاريخ الدولة اإلسالمية‬ ‫ابو بكر يغتصب اإلرث وعمر يسرتد بعض اإلرث‬

‫نعم هكذا يكون حال اإلنسان يف املوت‪ ،‬فهل بإرادته واختياره؟! أم يحُ مل على اجلنازة‪،‬‬

‫البن عباس واإلمام علي (عليه السالم) واخر مينح‬

‫وُينقل إىل القرب على الرغم من حبه هلذه احلياة‪ ،‬ومن عدم إرادته‪ ،‬وينزل يف القرب‬

‫فدك ملروان وثالث يسرتجعها للباقر (عليه السالم)‬

‫عي هو بنفسه وإرادته واختياره‪ ،‬بل بإرادة اهلل تعاىل ‪ ..‬لذلك‬ ‫من غري أن يكون قد ُد َ‬ ‫االمام (عليه السالم) يف آخر هذه اخلطبة يبني ضرورة االتعاظ حبال اآلخرين يف‬ ‫هذه احلياة الدنيا واالستعداد للحياة اآلخرة‪.‬‬

‫ورابع يغتصبها وخامس يسرتجعها وهكذا حتى يتبني‬ ‫الغاصب من العادل يوم احملشر ‪.‬‬

‫سامي جواد كاظم‬

‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪7‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫فقه وفقهاء‬

‫استفتاءات متنوعة‬ ‫باب م�سائل متنوعة‬ ‫ُ‬

‫هذه جمموعة من الفتاوى املهمة واجلديدة واملقتبسة يف غالبيتها من أجوبة‬ ‫ما ورد يف املواقع املنتسبة ملكتب آية اهلل العظمى السيد علي احلسيين‬ ‫السيستاني دام ظله الوارف‪( .‬شبكة السراج يف الطريق إىل اهلل)‪.‬‬ ‫‪ - 24‬السؤال‪ :‬لقد قرأت كثريًا يف ما ينشر على االنرتنت ‪ ،‬عن موضوع حتريف‬ ‫القرآن ‪ ،‬حيث ينسبونه إىل الشيعة ‪ ،‬ويستدلون بأدلة من املذهب الشيعي ‪ ،‬فال‬ ‫أعلم مدى صحة هذه األقاويل؟‬ ‫الفتوى‪ :‬دعوى باطلة ‪ ،‬أجيب عليها من قبل علماء الشيعة م ّرات عديدة ‪ ،‬وهم‬ ‫يكررون القول الباطل‪ ،‬وعقيدتنا أن القرآن املنزّل من اهلل تعاىل على النيب‬ ‫األكرم صلى اهلل عليه وآله وسلم هو نفس القرآن املوجود لدى املسلمني حاليًا‬ ‫‪ ،‬من دون زيادة وال نقيصة‪.‬‬ ‫‪ - 25‬السؤال‪ :‬كيف تفسر اآلية املباركة يف سورة اإلسراء ‪ ،‬اليت تعرب عن هزمية‬ ‫بين إسرائيل ملرة ثانية ‪ ،‬التفسري القيم امليزان للمرحوم العالمة السيد حممد‬ ‫حسني ؟‬ ‫الفتوى‪ :‬ال شك إن بين إسرائيل ‪ ،‬منيت حبمالت عسكرية عديدة من أعدائها ‪،‬‬ ‫طيلة تارخيها القديم ‪ ،‬كما فازت حبكومات قوية ومتسلطة عديدة أيضًا ‪ ،‬وقد‬ ‫اختلف املفسرون يف املراد من هاتني املرتني ‪ ،‬حيث يفسدون ويستكربون يف‬ ‫كل مرة ‪ ،‬فيذيقهم اهلل الذل واهلزمية ‪ ،‬على يد بعض عباده ‪ .‬فقال كثريون ‪:‬‬ ‫خبتضر أو نبوخذ نصر‪ ،‬وهو‬ ‫إن املراد باملرة األوىل ‪ ،‬هجوم خبت النصر أو ّ‬ ‫من ملوك بابل (حوالي ستة قرون قبل امليالد) حيث أبادهم ‪ ،‬وقتل رجاهلم‬ ‫وسبى نساءهم ‪ ،‬وسار بهم إىل مقر ملكه ‪ ،‬وما زالوا مستعبدين زهاء سبعني‬ ‫سنة ‪ ،‬ثم أعادهم امللك الفارسي‪ :‬كورش ( قورش) وعمر املسجد ‪ ،‬وأعاد إليهم‬ ‫عزهم وشوكتهم ‪ .‬ثم آل أمرهم بعد قرن إىل الفساد ‪ ،‬حتى هجم عليهم امللك‬ ‫اوسبينوس قيصر الروم ‪ ،‬بقيادة القائد ‪ :‬طرطوز وذلك يف حدود قرن قبل‬ ‫امليالد ‪ .‬والذي يذكر ان التوراة أيضا يركز على هاتني احلارثني يف تارخيها ‪،‬‬ ‫حيث أبيدوا ‪ ،‬ودمر مسجدهم وحرق كتبهم وأزيل سلطانهم ‪ .‬والذي ينبغي أن‬ ‫يتأمل فيه ‪ ،‬أن اهلل تعاىل عقب هذا اخلرب‪ ،‬بقوله سبحانه ‪ «:‬وإن عدتهم عدنا‬ ‫‪ »...‬وهذا يشري إىل إن هذه سنة متبعة ‪ ،‬بل يدل على انه أمر ال خيتص بقوم ‪،‬‬ ‫ولن جتد لسنة اهلل تبديال ‪ ،‬ولعل القصد منه تنبيه املسلمني على أن ال يغرتوا‬ ‫بقدرتهم وشوكتهم ‪ ،‬وال يفسدوا يف األرض ‪ ،‬فان عاقبة الفساد هو الدمار‪.‬‬ ‫وحتميل يف اآلية الكرمية أن ال يقصد به اإلشارة إىل حارثني فقط ‪ ،‬بل يكون‬ ‫املراد باملرتني ‪ ،‬املرة بعد املرة كما قال تعاىل ‪«:‬ثم ارجع البصر كرتني ‪ »...‬أي‬ ‫كرة بعد كرة ‪ ،‬ومثله كثري يف كالم العرب ‪ .‬وعليه فاآلية تشري إىل أنهم افسدوا‬ ‫يف األرض مرات ‪ ،‬وإن اهلل تعاىل بعث عليهم يف املرة األوىل ‪ ،‬عبادًا له أولي‬ ‫بأس شديد ‪،‬ويف املرة الثانية ‪ ،‬كان العذاب أنكى وأخزى ‪ .‬وهكذا تستمر سنة‬ ‫اهلل فيهم ‪ ،‬كلما أفسدوا يف األرض بعث اهلل عليهم من خيزيهم ‪ ،‬واهلل العامل ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫درو�س وعرب من موقف �آ�سيا بنت مزاحم‬ ‫ٌ‬ ‫زوجة فرعون(‪)2-1‬‬ ‫آسيا بنت مزاحم املرأة املؤمنة زوجة فرعون الكافر طلبت طلبا من اهلل تعاىل لنسمع‬ ‫ين آ َمنُوا‬ ‫القرآن الكريم وهو يتحدث عن طلبها فقد قال تعاىل» ((َو َض َر َب اللهَُّ َمَثلاً ِّللَّ ِذ َ‬

‫ِا ْم َرَأَة‬ ‫َونجَ ِّ نيِ‬

‫ند َك َبيْتًا فيِ الجَْ َّنِة َونجَ ِّ نيِ ِمن ِف ْر َع ْو َن َو َع َمِلِه‬ ‫ِف ْر َع ْو َن ِإ ْذ َقاَل ْت َر ِّب ابْ ِن ِلي ِع َ‬ ‫ِم َن الَْق ْوِم َّ‬ ‫الظالمِ​ِنيَ))‪.‬‬

‫هذه املرأة كانت تسكن يف قصر من أفخم القصور وفيه كل مستلزمات اخلدمة ومملوء‬ ‫باخلدم والعمال والعبيد وكل الناس تتمنى اخلدمة والسكن يف القصر الفرعوني ولكن‬ ‫القرآن يذكر لنا أنها طلبت من اهلل بيتا وليس قصرا ولكن هذا البيت أين؟ نعم انه يف‬

‫اجلنة حيث رضوان اهلل تعاىل‪ ،‬كل فرد اليوم يتمنى أن تكون عنده دار ميلكها خصوصا‬ ‫الذين يعيشون باإلجيار أو ضيوفا عند اآلخرين‪ ،‬تعترب قطعة األرض أو ‪ -‬العرصة‬ ‫ مكسبا ألجله يبذل اإلنسان جهدا كبريا ومن ميلكها أي ‪ -‬العرصة ‪ -‬يكون فرحا‬‫ألنه يستطيع أن يبين عليها دارا يسكنها ولكن ما هي النتيجة احلقيقية واألخرية هلا‬ ‫الحظوا معي ما يقوله الشعر املنسوب ألمري املؤمنني ‪:‬‬ ‫أموالنا لذوي املرياث جنمعها‬ ‫ودورنا خلراب الدهر نبنيها‬ ‫وورد يف الرواية ملا رجع علي (عليه السالم) من صفني وأشرف على القبور قال ‪« :‬‬ ‫يا أهل الديار املوحشة ‪ ،‬و احملال املقفرة ‪ ،‬والقبور املظلمة ‪ ،‬يا أهل الرتبة ‪ ،‬يا أهل‬ ‫الغربة ‪ ،‬ويا أهل الوحشة ‪ ،‬أنتم لنا فرط سابق ‪ ،‬وحنن لكم تبع الحق أما الدور فقد‬ ‫سكنت ‪ ،‬وأما األزواج فقد نكحت ‪ ،‬وأما األموال فقد قسمت ‪ ،‬هذا خرب ما عندنا ‪،‬‬ ‫فما خرب ما عندكم ؟»‬

‫ثم التفت إىل أصحابه فقال ‪ « :‬أما لو أُذن هلم يف الكالم ألخربوكم أن خري الزاد‬

‫التقوى»‪.‬‬

‫كم يسعى اإلنسان ويشقى يف هذه احلياة الدنيا ليبين له بيتًا فيها ‪ ،‬فيخسر من ماله‬

‫وجهده وفكره ووقته ألجل ذلك‪ ،‬ثم هذا البيت معرض للزوال ‪ ،‬واحلرق واهلدم ‪،‬‬ ‫والتشقق والتصدع ‪ ،‬وان سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من املوت أكيد‪ ،‬من‬ ‫هنا نعرف أن كالم السيدة آسيا الذي نقله القرآن وجعله مضربا للمثل كان ذكيا جدا‬ ‫ألنه مقارنة بني القصر الكبري وسلطة واسعة ولكن مصريه الدمار وبني بيت اهلل يعلم‬ ‫ما حقيقته ولكنه يف اجلنة ومصريه البقاء واخللود يف النعيم والراحة األبدية‪.‬‬ ‫وبيوت وقصور اجلنة ليست كبيوتنا وقصورنا جاء يف وصف بيوت اجلنة كما يف‬ ‫احلديث يقول صلى اهلل عليه واله وسلم‪ ( :‬اجلنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب‬ ‫ومالطها املسك األذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم‬ ‫ال ييأس وخيلد ال ميوت ال تبلى ثيابهم وال يفنى شبابهم)‪.‬‬ ‫وقال صلى اهلل عليه واله وسلم‪ »:‬إن يف اجلنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها‬ ‫من ظاهرها فقال أبو موسى األشعري‪ :‬ملن يا رسول اهلل؟ قال‪:‬ملن أالن الكالم وأطعم‬ ‫الطعام وبات هلل قائما والناس نيام»‬


‫فقه وفقهاء‬

‫لو سألوك‬

‫اللهمالعنبنيأميةقاطبةهلفيهااستثناءات؟‬ ‫ّ‬ ‫ينبغي االلتفات إىل أن اللعن يعين معنيني ‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬الرباءة من ذلك امللعون ومن ثم عمله ‪...‬‬ ‫والثاني‪ :‬الدعاء والطلب من اهلل تعاىل إبعاده عن رمحته ورضاه‬ ‫ومقتضى األول ‪ -‬وهو الرباءة من امللعون ومن‬ ‫عمله ‪ -‬يقتضي تشخيص تلك اجلهة ومعرفتها‬ ‫واإلشارة إىل ذلك العمل املتربأ منه‪ ,‬كل ذلك يعين‬ ‫الدافع الذي حث عليه أهل البيت (عليهم السالم)‬ ‫إىل التأكيد على لعن أعدائهم‪ ,‬وهذه قضية جديرة‬ ‫باالهتمام والتمعن‪.‬‬ ‫من هنا أمكننا تشخيص اجلهة واألفراد الذين‬ ‫يشملهم اللعن ومقتضى ذلك أن يكون كل فرد قد‬ ‫سلك بسلوك أعدائهم أو رضي بفعل أولئك الذين‬ ‫قتلوا وغصبوا وأسسوا أساس اجلور والعدوان‪,‬‬ ‫لذا فإن إجابة اإلمام الصادق (عليه السالم) عمن‬ ‫سأله عن سبب قتل اإلمام احلجة (عليه السالم)‬ ‫لذرية أعداء أهل البيت (عليهم السالم) مع أنهم‬ ‫مل يشرتكوا مع آبائهم‪ ,‬فأجابه اإلمام الصادق‬ ‫(عليه السالم)‪ :‬أن هؤالء الذرية قد رضوا بفعل‬ ‫آبائهم‪ ,‬أي أنه لو ق ّدر هلؤالء أن يشرتكوا يف قتل‬ ‫األئمة (عليهم السالم) وغصب حقوقهم لبادروا‬ ‫إىل ذلك ‪.‬‬ ‫لذا فإننا نعين يف اللعن لبين أمية قاطبة أي من‬ ‫تسبب يف قتل أئمة آل البيت (عليهم السالم) ومن‬ ‫رضي بفعلهم‪.‬‬ ‫واليوم جند هنالك الكثري ممن يربر فعل بين أمية‬ ‫ويلتزم فكرتهم يف غصب حقوق آل البيت (عليهم‬ ‫السالم) وقتلهم ؟ أي أنه ال يزال يرتبص لئن يفعل‬ ‫ما فعل آباؤه من الظلم والعدوان‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إننا ال نقصد من كان على خري وهدى منهم‪,‬‬

‫أمثال سعد بن عبد امللك األموي الذي كان مالزمًا‬ ‫لإلمام الباقر (عليه السالم) فكان يسميه سعد‬ ‫اخلري جلاللته وعلو شأنه‪ ,‬مع أنه أحد بين أمية‪,‬‬ ‫مما يعين أننا بلعننا هلؤالء ال نقصد من كان على‬ ‫هدى وخري‪ ,‬وهذا واضح جلي‪.‬‬ ‫ورد يف علم األصول يف مسألة جواز التمسك‬ ‫املخصص‬ ‫بالعام يف الشبهة املصداقية إذا كان‬ ‫ّ‬ ‫لبيًا أي عقليًا أو إمجاعيًا‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬إذا أدرك العقل أو قام اإلمجاع على أن‬ ‫مالك لعن بين أمية هو كفرهم فإن ذلك ال يوجب‬ ‫تقييد موضوع احلكم (بين أمية) بل من نفس‬ ‫العموم يستكشف وجود املالك يف مجيعهم وهو‬ ‫الكفر‪ ،‬فإذا شك يف وجود املالك يف فرد كعمر‬ ‫بن عبد العزيز مث ً‬ ‫ال يكون عموم احلكم كاشفًا عن‬ ‫وجوده فيه‪ .‬نعم لو علـ َم بعدم وجود املالك يف فرد‬ ‫كأن خيرج بدليل‪ ،‬فإنه يكون خارجًا عن العموم‪،‬‬ ‫وقد ورد يف النصوص دليال يستفاد منه خروج‬ ‫بعض بين أمية من عموم احلكم‪.‬‬ ‫يرتض مجاعة من العلماء ذلك‬ ‫ولذا مل‬ ‫ِ‬ ‫العموم‪ ،‬فقد ذكروا أن يف أولياء أمري املؤمنني‬ ‫واألئمة(عليهم السالم) وخواصهم مجاعة ينتهي‬ ‫نسبهم إىل بين أمية‪ ،‬وال ريب يف حرمة اللعن‬ ‫على املؤمنني املوالني لالئمة الطاهرين (عليهم‬ ‫أخرى‬ ‫السالم)‪ ،‬قال تعاىل‪َ (( :‬وال تَزر َوازَرةٌ وزَر َ‬ ‫مبا َك َس َب‬ ‫)) (األنعام‪ ,)164:‬وقال‪ (( :‬ك ّل امرئ َ‬ ‫ني )) (الطور‪.)21:‬‬ ‫َره ٌ‬

‫واستظهر هؤالء بأن املراد من بين أمية من يسلك‬ ‫مسلكهم وحيذو حذوهم يف معاداة أمري املؤمنني‬ ‫(عليه السالم) واألئمة الطاهرين (عليهم السالم)‬ ‫وأوليائهم سواء كان هذا املعادي هلم من بين أمية‬ ‫أو من سائر قبائل العرب وأحيائها‪ .‬فإن من سلك‬ ‫مسلكهم يعد منهم‪ ،‬وطينته من طينتهم‪ ،‬وإن مل‬ ‫يكن يف النسب الظاهري معدودًا منهم‪ ،‬وكذا من‬ ‫كان مواليًا ألمري املؤمنني (عليه السالم) واألئمة‬ ‫املعصومني (عليهم السالم) فهو منهم‪ ،‬من أي حي‬ ‫كان‪ ،‬والدليل على ذلك قوله عز وجل يف ابن نوح‪:‬‬ ‫(( َوَناَدى نو ٌح َرَّبه َ​َق َ‬ ‫إن‬ ‫إن ابين من َأهلي َو َّ‬ ‫ال َر ّب َّ‬ ‫حلاكمنيَ‪َ ,‬ق َ‬ ‫نت َأح َكم ا َ‬ ‫عد َك ا َ‬ ‫ال َيا نوح َّإنه‬ ‫َو َ‬ ‫حل ّق َوَأ َ‬ ‫يس من َأ َ‬ ‫هلك )) (هود‪.)46, 45:‬‬ ‫َل َ‬ ‫ويؤيد ذلك ما رواه عمر بن يزيد الثقفي قال‪ :‬قال‬ ‫أبو عبد اهلل (عليه السالم)‪( :‬يا بن يزيد أنت واهلل‬ ‫منا أهل البيت‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك من آل حممد؟‬ ‫قال(عليه السالم) أي واهلل‪ ،‬قلت‪ :‬من أنفسهم‬ ‫جعلت فداك؟ قال‪ :‬أي واهلل من أنفسهم يا عمر‪،‬‬ ‫إن َأولىَ النَّاس‬ ‫أما تقرأ كتاب اهلل عز وجل‪َّ (( :‬‬ ‫ذين َّاتَبعوه َو َه َذا َّ‬ ‫ذين آ َمنوا‬ ‫يب َو َّال َ‬ ‫بإبراهي َم َللَّ َ‬ ‫َ‬ ‫الن ّ‬ ‫للهَّ‬ ‫ني )) (آل عمران‪ ,)68:‬أو ما تقرأ‬ ‫لي املؤمن َ‬ ‫َوا َو ّ‬ ‫فمن تَبَعين َّ‬ ‫فإنه منيّ َو َمن‬ ‫قول اهلل عز امسه (( َ‬ ‫َع َصاني َّ‬ ‫فإن َك َغفوٌر َرحيٌم )) (إبراهيم‪.)36:‬‬ ‫ويف هذا املعنى روايات كثرية ليس ها هنا حمل‬ ‫ذكرها‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬سامي جواد كاظم‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪9‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫اخلربية‬

‫حصاد «األحرار» األسبوعي‬ ‫الشيخ علي النجفي يطالب بإتباع توصيات المرجعية‬ ‫الدينية العليا في حفظ األمن وتطبيق القانون‬ ‫أعترب الشيخ علي النجفي الناطق الرمسي‬ ‫باسم املرجع الديين اية اهلل العظمى مساحة‬ ‫الشيخ بشري النجفي (دام ظله) االعتداءات‬ ‫اليت طالت عددا من مكاتب وكالء املرجعية‬ ‫الدينية يف عدد من احملافظات حماولة اىل‬ ‫تقويض جهودها الرامية يف حتقيق االمن‬

‫واالستقرار ونشر ثقافة احملبة والسالم ‪،‬‬ ‫ويف الوقت الذي دعا فيه اىل ضبط النفس‬ ‫وعدم االجنرار اىل الفتنة ‪ ،‬طالب بإتباع‬ ‫توصيات املرجعية الدينية العليا يف حفظ‬ ‫األمن وتطبيق القانون ‪ ،‬ومؤكدا على األجهزة‬ ‫األمنية مبمارسة دورها يف حفظ األمن ‪.‬‬

‫السعودية تعين أول سفير لها في بغداد‬ ‫منذ عشرين عاما‬

‫اعلن وزير اخلارجية هوشيار زيباري أن‬ ‫السعودية عينت سفريا لدى العراق العادة‬ ‫العالقات الدبلوماسية بشكل كامل بني‬ ‫البلدين يف خطوة تعترب االوىل منذ العام‬ ‫‪ .1990‬وكان مسؤول سعودي رفض الكشف‬

‫عن امسه قال يف تصرحيات صحافية‪ ،‬إن‬ ‫بالده قدمت إىل السفارة العراقية لدى‬ ‫الرياض ترشيح سفريها لدى األردن فهد‬ ‫عبد احملسن الزيد ليكون سفريا غري مقيم‬ ‫يف بغداد‪.‬‬

‫لجنة برلمانية تؤكد خلو نهر الحسينية من‬ ‫اي ملوثات اشعاعية‬ ‫زارت جلنة برملانية خمتصة برئاسة النائب‬ ‫األول لرئيس الربملان قصي السهيل مدينة‬ ‫كربالء املقدسة للوقوف على حيثيات مسالة‬ ‫تلوث نهر احلسينية ‪ ،‬وأكدت اللجنة يف‬ ‫مؤمتر صحفي عقدته يف مبنى احملافظة‬

‫وحضرته وسائل اعالمية عديدة خلو مياه‬ ‫النهر من أي تلوث إشعاعي أو كيمائي من‬ ‫شانه التأثري على صحة السكان ‪ ،‬مفندة ما‬ ‫تناولته بعض وسائل اإلعالم يف شان تلوث‬ ‫النهر مبواد إشعاعية مسرطنة‪..‬‬

‫إنهاء التعاقد مع شركة سويسرية لفشلها‬ ‫في فحص البضائع الداخلة الى العراق‬ ‫أعلنت وزارة التخطيط والتعاون اإلمنائي‬ ‫إنهاء التعاقد بشكل رمسي مع الشركة‬ ‫السويسرية ‪ SGS‬لفشلها يف فحص البضائع‪،‬‬ ‫مشرية إىل أنها تعتزم التعاقد مع ست‬ ‫شركات عاملية أخرى لفحص البضائع‪ .‬وزير‬ ‫‪ 10‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫التخطيط علي الشكري أشار إىل ورود عدة‬ ‫شكاوى ضد الشركة منها فرض أجور أكثر‬ ‫من املتفق عليه مقابل التغاضي عن فحص‬ ‫بضائع التجار إضافة إىل تعيينها موظفني ال‬ ‫يتمتعون باملواصفات املطلوبة‪.‬‬

‫مهرجان لتنمية قدرات الرواديد‬ ‫والمنشدين الحسينيين الشباب‬ ‫نظمت هيئة خدام اإلمام احلسني عليه السالم للرواديد‬ ‫واملنشدين الشباب يف كربالء مهرجانها السنوي‬ ‫اخلامس اخلاص بتنمية قدرات الرواديد واملنشدين‬ ‫احلسينيني الشباب ‪ ،‬وشهد املهرجان مشاركة واسعة‬ ‫من قبل رواديد ومنشدين رواد من حمافظات خمتلفة‬ ‫وقراءة قصائد وتوزيع جوائز على الفائزين ‪ ،‬فيما عرب‬ ‫عدد من احلاضرين عن أهمية املهرجان يف رفد املنرب‬ ‫احلسيين بالطاقات الشبابية الوالئية املبدعة‪..‬‬

‫موجز «األحرار»‬ ‫• جملس الوزراء يف جلسته الثامنة للعام‬ ‫احلالي‬

‫وافق على ختصيص مائة مليون‬

‫دوالر لوزارة الداخلية لتنفيذ مشروع البطاقة‬ ‫الوطنية املوحدة ضمن موازنة عام ‪. 2012‬‬ ‫• صادرات العراق النفطية تبلغ خالل شهر‬ ‫كانون الثاني املاضي أكثر من ‪ 65‬مليون‬ ‫برميل ‪ ،‬الناطق باسم الوزارة عاصم جهاد‬ ‫بني ان تلك الصادرات حققت إيرادات بلغت‬ ‫أكثر من سبعة مليارات دوالر‪.‬‬ ‫• نائب حمافظ البنك املركزي مظهر حممد‬ ‫صاحل يناشد اجلهات األمنية بالتصدي‬ ‫للعصابات اليت تقوم بتزوير العملة العراقية‬ ‫كونها ظاهرة تهدد االقتصاد العراقي‬ ‫باخلطر‪ .‬مبينا أن العراق يتعرض حلرب‬ ‫دولية اقتصادية من أجل حتطيم عملته‬ ‫احمللية من خالل تزويرها ونشرها يف‬ ‫االسواق العراقية بالرغم مما متتلكه العملة‬ ‫العراقية من خواص أمنية حتوي على ما‬ ‫يقارب (‪ )10‬شفرات أمنية ‪.‬‬


‫عقائدنا‬

‫حبث يف أدلة املعاد (‪)5-5‬‬ ‫ولقد أشار القرآن الكريم إىل هذا الربهان الفلسفي‬ ‫الذي يثبت حتمية املعاد انطالقًا من قانون «غائية‬ ‫احلركة»‪ ،‬ومن هذه اآليات اليت وردت يف هذا اجملال‪:‬‬ ‫لقد أشار القرآن الكريم وبصورة هي غاية يف الدّقة‬ ‫واإلحكام إىل املراحل اليت يطويها اإلنسان يف جمال‬ ‫خلقته من «النطفة» وحتى الوصول إىل مقامات سامية‪،‬‬ ‫وأّنه كلّما وصل إىل مرحلة ما تركها إىل أُخرى‪ ،‬أرقى‬ ‫من سابقتها وهكذا حتى يصل إىل درجة من الكمال‪.‬‬ ‫يصفها اللهّ تعاىل بقوله‪:‬‬ ‫( ‪ُ...‬ث َّم َأنْ َشأْناُه َخلْقًا َ‬ ‫آخ َر َفتَباَر َك اللهُّ َأ ْح َس ُن‬ ‫الخْ اِلقنيَ) ( [‪)]29‬‬ ‫ث ّم يشري سبحانه إىل مرحلتني من مراحل اإلنسان‬ ‫التكاملية هما‪ :‬مرحلتا «املوت» و «احلياة ُ‬ ‫األخرى» حيث‬ ‫يقول سبحانه‪:‬‬ ‫ُون * ُث َّم ِإَّن ُك ْم َي ْوَم الِْقيا َمِة‬ ‫( ُث َّم ِإَّن ُك ْم َب ْع َد ذِل َك لمَ​َِّيت َ‬ ‫ون) ‪)]30[ (.‬‬ ‫ُتبَْعُث َ‬ ‫وحنن إذا أمعنّا النظر يف اآليات جند اّنه سبحانه‬ ‫عطف اجلمل الثالث حبرف العطف «ثم» الذي يد ّل‬ ‫على التعاقب وااللتصاق‪ ،‬وهذا يعين أ ّن هذه املراحل‬ ‫متعاقبة ومتالحقة‪.‬‬ ‫ومن جمموع اجلمل تكتشف ا ّن النفس اإلنسانية‬ ‫والروح الواحدة‪ ،‬ختضع لقانون واحد منذ اللحظات‬ ‫ُ‬ ‫األوىل للخلق إىل أن تصل إىل مرحلة البعث والنشور‬ ‫واحلياة ُ‬ ‫األخرى‪ ،‬وهذا القانون هو‪ :‬االنتقال والتحّول‬ ‫واحلركة من النقص إىل الكمال‪ .‬ومن حالة «الفقدان»‬ ‫إىل حالة «الوجدان» ومن «القوة» إىل «الفعلية»‪،‬‬ ‫وبالنتيجة يصل اإلنسان إىل الدرجة القصوى من‬ ‫كماله املطلوب يف يوم القيامة وعند البعث والنشور‪،‬‬ ‫وبذلك يكون املعاد هو املرحلة األخرية يف سري اإلنسان‬ ‫التكاملي‪ ،‬وهذا املعنى جند اإلشارة إليه يف آيات أُخرى‬ ‫من الذكر احلكيم حيث قال سبحانه‪:‬‬ ‫الذَك َر َو ُ‬ ‫ني َّ‬ ‫األنْثى * ِم ْن ُن ْطفَة ِإذا‬ ‫( َو َأِّن ُه َخَل َق الز َ‬ ‫َّوج ِ‬ ‫تمُ ْنى * َو َّأن َعَليِْه النَّشَأة ُ‬ ‫األخرى ) ‪)]31[ (.‬‬ ‫كما ميكن إدراك وتلقّف تلك احلقيقة من اآليات‬ ‫اليت تصف يوم القيامة باألوصاف التالية‪«:‬املنتهى»‬ ‫و «املستقر» و «املساق»‪،‬فكأّنها تشري إىل أ ّن القيامة‬ ‫واملعاد هي نهاية احلركة والسعي‪ ،‬وا ّن حياة اإلنسان‬ ‫العاصفة باحلوادث واالضطرابات والتحوالت يف هذا‬ ‫البحر املتالطم ستصل إىل مرحلة االستقرار والثبات‬

‫(املستقر)‪ ،‬وا ّن مسرية حركة هذه القافلة تساق إىل‬ ‫هذه الغاية املنشودة‪ ،‬وهي مرحلة احلياة ُ‬ ‫األخرى وتكون‬ ‫نهاية سعيه إىل ربه سبحانه‪ ،‬وحنن هنا نشري إىل‬ ‫اآليات اليت بّينت تلك احلقيقة حيث قال سبحانه‪:‬‬ ‫سان ِإالّ ما َسعى * َو َّأن َس ْعَي ُه‬ ‫( َوَأ ْن َليْ َس ِل ِإلنْ ِ‬ ‫َس ْو َف ُيرى * ُث َّم يجُ ْ زي ُه الجَْ زاَء َ‬ ‫األوفى * َو َّأن ِإىل َرِّب َك‬ ‫المُْنْتَهى ) ‪)]32[ (.‬‬ ‫وقال تعاىل‪:‬‬ ‫( ِإىل َرِّب َك َي ْو َمِئذ المُْ ْسَت َق ّر ) ‪ )]33[ (.‬وقال سبحانه‪:‬‬ ‫( ِإىل َرِّب َك َي ْو َمِئذ المَْسا ُق ) ‪)]34[ (.‬‬ ‫ويف كلمات أمري املؤمنني(عليه السالم) حملات‬ ‫وإشارات إىل هذا الربهان ملن أمعن النظر فيها حيث‬ ‫يقول(عليه السالم) ‪:‬‬ ‫ْصر لهَُ ْم َع ِن ال ِقيامة ُمر ِقلنيَ( [‪)]35‬‬ ‫«َوِإ َّن الخَْ لَْق ال َمق َ‬ ‫ُصوى»‪)]36[ (.‬‬ ‫يف ِم ْضماِرها ِإلىَ الْغاَيِة الق ْ‬ ‫‪ .6‬املعاد مظهر ربوبيته سبحانه‬ ‫«رب الدار»‬ ‫الرب يف اللغة مبعنى الصاحب‪ ،‬يقال‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫«رب الضيعة» لصاحب الدار وصاحب الضيعة أو‬ ‫و ّ‬ ‫البستان‪ ،‬ويف احلقيقة ا ّن املقام الربوبي هو مقام تدبري‬ ‫املربوب وإيصاله إىل الكمال‪ ،‬كما أ ّن مقام اخلالقية‬ ‫يرتبط مبرحلة اإلجياد واإلنشاء‪ ،‬فإ ّن املوجود املمكن‬ ‫بعد أن يلبس ثوب اإلجياد واإلنشاء يبقى حباجة إىل‬ ‫الرعاية والتدبري والسوق حنو الكمال املنشود‪ ،‬وهذا هو‬ ‫جمال املقام الربوبي‪.‬‬ ‫كما أ ّن كلمة «الرب» ـ وكما بّينّا ـ تشري إىل أ ّن‬ ‫حقيقة الربوبية واملربوبية تتجلّى يف كون اإلنسان عبدًا‬ ‫للهّ سبحانه وا ّن اللهّ هو املالك املطلق والصاحب له‪ ،‬وا ّن‬ ‫مما ال ريب فيه أ ّن من‬ ‫العبد هو اململوك لربه سبحانه و ّ‬ ‫شأن العبد بالنسبة إىل مواله أن يطيعه ويتّبعه يف مجيع‬ ‫أوامره بنحو تكون حركاته وسكناته مجيعها مطابقة‬ ‫ألوامر مواله ونواهيه‪ .‬ومبا أ ّن العباد قد انقسموا ـ من‬ ‫ناحية الطاعة ـ إىل طائفتني‪ ،‬مطيعة وعاصية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يقتضي أن يوجد يوم جيمع فيه العباد على صعيد‬ ‫واحد ليحاسب فيه العاصون على خمالفتهم وُيثاب فيه‬ ‫املطيعون على طاعتهم‪.‬‬ ‫وبعبارة أُخرى‪ :‬ا ّن الربوبية تالزم العبودية‪،‬ويف‬ ‫احلقيقة اّنه تكمن يف حقيقة العبودية املسؤولية‪ ،‬وإالّ ال‬ ‫معنى للمسؤولية بدون املؤاخذة‪ ،‬واملساءلة واالستجواب‬ ‫عن األعمال واألفعال‪ ،‬وال ّ‬ ‫شك ا ّن ذلك كلّه ال ميكن‬

‫تصّوره من دون أن يكون هناك يوم ُيع ّد للحساب‬ ‫واملساءلة واملؤاخذة‪ ،‬ولذلك فإ ّن هذا األمر يقتضي أن‬ ‫يوجد ذلك اليوم الذي تتجلّـى فيه ربوبية اللهّ سبحانه‪،‬‬ ‫ولعلّه من هذا املنطلق جاءت كلمة «الرب» يف اآلية‬ ‫املذكورة بدل كلمة «اللهّ » أو «اخلالق» أو ما شابه ذلك‪،‬‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫اإلنْسا ُن ِإَّن َك كاِد ٌح ِإىل َرِّب َك َك ْدحًا َف ُمالقيِه‬ ‫( يا َأُّيَها ِ‬ ‫) ‪)]37[ (.‬‬ ‫ولعلّه لنفس النكتة اعترب يف آية أُخرى إنكار املعاد‬ ‫مالزمًا إلنكار الربوبية حيث قال سبحانه‪:‬‬ ‫( َوِإ ْن َت ْع َج ْب َفَع َج ٌب َقو ُهل ْم َءِإذا ُكنّا تُرابًا َء ِإّنا َلفي‬ ‫ذين َكَف ُروا ِب َرِّبِه ْم‪. )]38[ () ...‬‬ ‫َخلْق َجديد أُولِئ َك َّال َ‬ ‫وتتّضح من خالل البيان السابق املالزمة بني إنكار‬ ‫املعاد وإنكار الربوبية‪ ،‬وذلك أل ّن اإلنسان إذا سلم بأ ّن‬ ‫له رّبًا واّنه مملوك لذلك الرب‪ ،‬فال ينبغي حبال من‬ ‫األحوال أن ينكر أّنه الب ّد أن يقف أمام هذا الرب‬ ‫واملالك للحساب واملساءلة واملؤاخذة‪ ،‬وإالّ ال ميكن‬ ‫تصّور مقام املالكية والربوبية والعبودية منف ّكًا عن‬ ‫احملاسبة واملؤاخذة الكاملة لعباده ومربوبه ومملوكيه‪.‬‬ ‫من هنا يتحيرّ اإلنسان لطبيعة النظم القرآني‬ ‫واملوازنة واملقارنة الدقيقة ويقف بإعجاب أمام ذلك‬ ‫البيان الدقيق‪ ،‬حيث يرى بأّنه ال ميكن إبدال كلمة‬ ‫مكان أُخرى‪ ،‬أل ّن أدنى تغيري أو تب ّدل سوف يقلب املعنى‬ ‫بصورة جذرية‪)]39[ (.‬‬ ‫___________________________‬ ‫[‪ . ]27‬األنعام‪.12 :‬‬ ‫[‪ . ]28‬الروم‪.50 :‬‬ ‫[‪ . ]29‬املؤمنون‪.14 :‬‬ ‫[‪ . ]30‬املؤمنون‪15:‬ـ ‪.16‬‬ ‫[‪ . ]31‬النجم‪45:‬ـ ‪.47‬‬ ‫[‪ . ]32‬النجم‪39:‬ـ ‪.42‬‬ ‫[‪ . ]33‬القيامة‪.12 :‬‬ ‫[‪ . ]34‬القيامة‪.30 :‬‬ ‫[‪ . ]35‬أي مسرعني‪.‬‬ ‫[‪ . ]36‬نهج البالغة‪ :‬ص ‪.151‬‬ ‫[‪ . ]37‬االنشقاق‪.6 :‬‬ ‫[‪ . ]38‬الرعد‪.5 :‬‬ ‫[‪ . ]39‬منشور جاويد‪31/9:‬ـ ‪.52‬‬

‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪11‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫الثقافة‬

‫الترابط املوضوعي بني القرآن وأهل البيت الكرام‬ ‫ُ‬ ‫بدري الغزالي احللي‬ ‫قال النيب حممد (صلى اهلل عليه واله وسلم) ‪ ( :‬إني تارك فيكم الثقلني احدهما أكرب من اآلخر‪ :‬كتاب اهلل تبارك وتعاىل حب ٌل ممدود من‬ ‫السماء إىل األرض وعرتتي أهل بييت فانظروا كيف ختلفوني فيهما)‪.‬‬ ‫إن القرآن ال ُينال بالعقول العادية بل بالعقول اليت من امللكوت األعلى املس ّددة بالعلم والتأييد‪ ،‬إذ يف القرآن ظه ٌر وبط ٌن‪ ،‬ومطلٌع وح ٌد‪ ،‬وناس ٌخ‬

‫ومنسوخ‪ ،‬ومطل ٌق ومقيد‪ ،‬وخاص وعام‪ ،‬وتنزيل وتأويل‪ ،‬وال يعلم ما يف القرآن إالّ من َ‬ ‫نزل القرآن يف بيوتهم أولئك الذين اذهب اهلل عنهم‬ ‫وطهرهم تطهريًا‪.‬‬ ‫الرجس‬ ‫ّ‬

‫قالت أم املؤمنني أم سلمة ( رضوان اهلل عليها) ‪ :‬مسعت رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله وسلم) وهو يقول ( إن عليًا مع القرآن ‪ ،‬والقرآن مع‬ ‫علي احلوض)‪.‬‬ ‫علي ‪ ،‬ال يفرتقان حتى يردا َّ‬

‫قال اهلل تعاىل ‪ ( :‬وما يعلم تأويله إال اهلل والراسخون يف العلم)‪ .‬آل عمران‪.7 :‬‬ ‫وورد يف تاريخ البالذري ويف كتاب حلية األولياء ‪ :‬قال علي (عليه السالم) ‪ ( :‬واهلل ما نزلت آية إال وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت‪ ،‬أبليل أم‬ ‫وهب لي قلبًا عقو ًال ولسانًا سؤو ًال)‪.‬‬ ‫بنهار نزلت‪ ،‬يف سهل أو جبل‪ ،‬إن ربي َ‬

‫السليم‬ ‫القلب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫{ما َجَع َل اللهَُّ ِل َر ُج ٍل ِّمن َقلَْبينْ ِ واملعصية معا‪ ..‬فإن ذلك ممتنع‬ ‫قال تعاىل ‪َّ :‬‬ ‫فقد ورد عن النيب (صلى اهلل عليه وآله) واجلواب بكل بساطة‪ ...‬عند أهل البيت‬ ‫فيِ َج ْو ِفِه} األحزاب ‪4 :‬‬ ‫بالفعل واإلعراض عن الدنيا؟؟‬

‫يقول السيد الطباطبائي (قده) يف تفسريه أنه قال ‪( :‬حب الدنيا وحب اهلل ال جيتمعان (عليهم السالم) الذين مل يرتكوا لنا موضعا‬ ‫من احلرية‪ ..‬وال عذرا للجهل‬ ‫امليزان ‪ :‬كناية عن امتناع اجلمع بني يف قلب أبدًا)‬

‫املتنافيني يف االعتقاد فإن القلب الواحد أي وعن أمري املؤمنني (عليه السالم) ‪( :‬كيف والشواهد كثرية‪ ..‬ولكن نكتفي بشاهدين ‪:‬‬ ‫النفس الواحدة ال يسع اعتقادين متنافيني ي ّدعي حب اهلل من سكن قلبه حب الدنيا)‬

‫عن رسول اهلل (صلى اهلل عليه وآله) ‪:‬‬

‫و رأيني متناقضني فإن كان هناك متنافيان وكذلك عن أمري املؤمنني (عليه السالم) ‪( :‬من أكثر ذكر املوت أحبه اهلل)‬ ‫فهما لقلبني وما جعل اهلل لرجل من قلبني (كما أن الشمس والليل ال جيتمعان‪ ،‬كذلك وعن الصادق (عليه السالم)‪( :‬القلب السليم‬ ‫يف جوفه فالرجل الواحد ال يسعه أن يعتقد حب اهلل وحب الدنيا ال جيتمعان)‬

‫الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه)‬

‫(واخليار بيده فذكر املوت يهدم اللذات (اذكروا هادم‬ ‫املتنافيني ويصدق باملتناقضني وقوله ‪{ :‬يف فإذا أمكن للمؤمن أن خيتار‪..‬‬ ‫ِ‬

‫جوفه} يفيد زيادة التقرير كقوله ‪{ :‬و لكن طبعا)‪ ...‬فما خيتار؟؟ دنيا زائلة؟ أم قرب اللّذات) وبعد الزهد فيها‪ ،‬يطردها من قلبه‬ ‫تعمى القلوب اليت يف الصدور} احلج ‪ :‬أزلي ونعيم سرمدي؟‬ ‫‪)46‬‬

‫ويطرد كل ما سوى اهلل سبحانه تعاىل فـ‬

‫ولكن هناك طرق لرتجيح كفة حب اهلل يف (القلب حرم اهلل فال تسكن حرم اهلل غري‬

‫ومن مصاديق ذلك أيضا‪ ،‬احلب واللذة‪ ..‬القلب‪ ..‬كما أن للشيطان طرقا لرتجيح كفة اهلل)‪.‬‬ ‫فإنه ال جيتمع يف قلب اإلنسان حب الطاعة الدنيا يف القلب!!‬ ‫واملعصية معا‪ ..‬أو اإلحساس بلذة الطاعة فكيف أعمل على اختيار حب اهلل تعاىل‬ ‫‪ 12‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫تقارير‬ ‫عقائدنا‬

‫مؤتمر دولي في النجف االشرف لتوثيق العالقة‬ ‫بين الحوزة العلمية والجامعة‬ ‫حتت شعار (احلوزة العلمية واجلامعة ركنان أساسيان يف عملية البناء الثقايف للعراق اجلديد) ‪ ،‬أقامت مؤسسة الغري للمعارف‬ ‫اإلسالمية مؤمترها الدولي الثالث يف مدينة النجف االشرف حبضور واسع من اجلامعات العراقية وطالب العلوم الدينية‬ ‫ومشاركة كل من لبنان والسعودية وتركيا وإيران ‪ ،‬ويهدف املؤمتر حبسب القائمني عليه اىل توثيق العالقة بني احلوزة العلمية‬ ‫واجلامعة وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وتبادل اخلربات بني املؤسسات العلمية والبحثية ‪ ،‬وقال الشيخ قاسم اهلامشي‬ ‫االمني العام يف مؤسسة الغري االسالمية يف تصريح لـ(االحرار) « ناقش الباحثون يف املؤمتر على مدى يومني عدة حماور تهم‬ ‫املسلمني وتطلعاتهم ومن هذه احملاور القضية الفلسطينية ‪ ،‬واملتغريات اجلارية يف العامل وتأثريها على مستقبل العاملني العربي‬ ‫واإلسالمي البحرين أمنوذجا ‪ ،‬واثر البحث احلوزوي يف الدراسات االكادميية ‪ ،‬ودور احلوزة واجلامعة يف عملية التقريب بني‬ ‫املذاهب وحوار االديان ‪ ،‬وايضا دور احلوزة واجلامعة يف ترشيد ودعم حركة الصحوة االسالمية لدى الشعوب ‪.‬‬ ‫واضاف مت أيضا تناول دور املرجعية الدينية الرشيدة ومواقفها يف احلرص على مستقبل العراق ‪ ،‬ودور احلوزة واجلامعة يف‬ ‫التصدي لالعالم املعادي واملضلل وترسيخ العالقات بني دول اجلوار ‪ ،‬مؤكدا انهما ركنان اساسيان يف عملية البناء الثقايف‬ ‫تقرير‪ :‬عالء السالمي‬

‫والعلمي للعراق اجلديد ‪.‬‬ ‫واشار اىل ان املؤمتر يهدف اىل ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية واالسالمية والتقريب بني املذاهب ‪ ،‬اضافة اىل تبادل اخلربات‬ ‫واملعلومات العلمية واالطالع على اجلديد يف ميادين العلم واملعرفة ‪ ،‬وتسليط الضوء على الرتاث العلمي للحوزة واجلامعة يف‬ ‫كافة جماالت احلياة الفكرية والثقافية‪.‬‬ ‫األكادمييون بدورهم وجدوا يف املؤمتر فرصة يف تعزيز العالقة بني اجلامعة واحلوزة العلمية إلنتاج فكر معاصر يرتكز على‬ ‫مبادئ الدين االسالمي احلنيف ‪ ،‬وقال الدكتور خالد الزبيدي يف تصريح لـ(األحرار) « التزاوج بني اجلامعة واحلوزة امر‬ ‫ضروري حتى يستفيد احلوزويون من االكادمييني واالكادمييون من احلوزويني ضمن مزاوجة دقيقة يف تغيري املناهج واالرتقاء‬ ‫باملستوى العلمي لالنفتاح على املناهج اجلديدة وهذا املؤمتر يشكل منطلقًا للعودة اىل الفكر االسالمي االصيل «‪.‬‬ ‫اما الباحث جعفر البناوي من السعودية فقد اكد على اهمية احلوزة العلمية واجلامعة يف تعزيز الوحدة االسالمية وقال يف هذا‬ ‫اخلصوص لـ(األحرار) « ورقتنا يف هذا املؤمتر حول دور اجلامعة واحلوزة يف تعزيز وحدة اال ّمة وينقسم البحث اىل ثالث مفاصل‬ ‫‪ ،‬املفصل االول يف مفهوم الوحدة ‪ ،‬من املؤسف حقًا ان البعض يعترب ان الوحدة يف عملية االنصهار بني اجملتمعات املتباينة‬ ‫املختلفة و هذا خطأ ‪ ،‬الوحدة هي احرتام اخلصوصيات واحلقوق»‪.‬‬ ‫بدوره اشار االعالمي سعد دعيبل اىل ان االمة تعّول كثريًا على هاتني املؤسستني العلميتني النتاج فكر جديد حيفظ للبلد وحدته‬ ‫‪ ،‬مبينا لـ(األحرار) « كلنا نعّول على هاتني املؤسستني كي تنتجا مثارا مشرتكة لبناء الوطن» ‪.‬‬

‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪13‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫العطاء احلسيين‬

‫ُ‬ ‫وفد العتبتني احلسينية والعباسية املقدستني يتفقد عوائل الشهداء‬ ‫واجلرحى يف حمافظيت دياىل وكركوك‬ ‫عيادة املرضى وتفقد عوائل الشهداء مهمة عظيمة ومردودها‬ ‫االجتماعي عظيم على األسر املفجوعة‪ ،‬وإنها لتكون مهمة‬ ‫أعظم وثوابها أجزل إذا كانت تلك العوائل قدمت شهداء‬ ‫وجرحى قضوا على طريق زيارة اإلمام احلسني عليه السالم‪،‬‬ ‫هذه األمنية العظيمة اليت ال يتلقاها إال من امتحن اهلل تعاىل‬ ‫قلبه لإلميان‪.‬‬ ‫وهكذا فقد اكتملت رحلة وفد العتبات املقدسة يف كربالء‬ ‫ملؤازرة عوائل الشهداء واجلرحى يف حمافظيت دياىل‬ ‫وكركوك‪ ،‬حيث زار الوفد عائلة اجلندي (علي امحد بفقداني ابن عمي الشهيد وابتالئي مع إخوتي وأبناء عمي لزوجته وأطفاله‪ .‬وتابعت وصلنا اخلرب يف الليل وأخذت‬ ‫احلديدي) من مواليد ‪ 1983‬متزوج وله ثالثة أطفال وهو من جبروح بليغة أحب أن أقول لن يزيدنا هذا العمل اإلجرامي أهلهل لشدة فرحي باستشهاده كون موقفه مشرفا ألنه‬ ‫أبناء إخواننا السنة واليت تسكن يف منطقة الكاطون‪ ،‬والتقى إال إصرارا ومتسكا بإمامنا احلسني (عليه السالم) ونعاهدكم استشهد وهو يدافع عن وطنه وطلبت من املعزيات واملعزين‬ ‫بعدد كبري من أهل بيته وأقاربه وقال والد الشهيد لـ(األحرار) ونعاهد احلسني إننا سنبقى متمسكني بزيارته وتعظيم أن يهنئونا باستشهاده واشرتيت مالبس من أرقى األنواع كي‬ ‫احتفل باستشهاد ولدي املشرف والذي يرفع الرأس ومل تدمع‬ ‫استشهد ولدي يف حمافظة ذي قار يف التفجري اإلرهابي شعائره آلخر قطرة من دمائنا‪.‬‬ ‫الذي حدث يف منطقة البطحاء أثناء تأدية واجبه الذي كلف وأكمل الوفد جولته إىل حمافظة كركوك لزيارة عائلة الشهيد عيين عليه لغاية اآلن‪.‬‬ ‫به وهو محاية زائري أربعينية اإلمام احلسني (عليه السالم)‪ ،‬املالزم نزهان صاحل اجلبوري الساكن يف قرية شريعة اليت وبزيارة كركوك انتهت مهمة الوفد الذي شكل من اجلها‬ ‫وقال احلاج فاضل عوز بهذا الصدد‪ :‬بعد التوكل على‬ ‫وما استشهاده إال شرف لنا ألنه مل يتخاذل عن واجبه وأداه تبعد حبدود ‪ 100‬كم عن مركز كركوك‪.‬‬ ‫بصورة صحيحة وهذا يدل على التزامه واحرتامه لعمله من استشهد هذا البطل يف انفجار البطحاء وذلك بالتضحية اهلل وبتوجيهات من األمينني العامني للعتبتني (احلسينية‬ ‫حيث تضحيته بنفسه يف سبيل منع اإلرهابي من تفجري نفسه بنفسه يف سبيل إنقاذ زائري اإلمام احلسني (عليه السالم) والعباسية) املقدستني مت تشكيل الوفد لزيارة ذوي الشهداء‬ ‫وباستشهاده أثبت انه ال فرق بني سين وشيعي وان اجلميع واجلرحى يف حمافظات (البصرة وذي قار ودياىل وكركوك)‪،‬‬ ‫وسط عدد اكرب من الزائرين‪.‬‬ ‫حيث زار الوفد عوائل ما يفوق الـ(‪ )300‬شهيد وجريح قدم‬ ‫وأكمل الوفد أيضا رحلته يف حمافظة دياىل لزيارة عائلة مشاريع تضحية يف سبيل احلسني وزائريه‪.‬‬ ‫شهيد وأربعة جرحى يف منطقة دور الضباط حيث تعرض والد الشهيد نزهان اجلبوري قال إن الشهيد كلف بواجب يف له التعازي والتهاني والتربيكات يف الوقت نفسه لنيلهم هذه‬ ‫حمبو اإلمام احلسني (عليه السالم) وأثناء توجههم إىل الفرقة العاشرة حلماية زائري اإلمام احلسني (عليه السالم) املرتبة من الشهادة على طريق احلسني (عليه السالم) وما‬ ‫مرقده الطاهر سريا على األقدام إىل تفجري بعبوة ناسفة يف حمافظة الناصرية وقد أدى واجبه املقدس ونزهان هو جراح اجلرحى إال أومسة يتفاخرون ويستشفعون بها يوم‬ ‫ابن للعراق ونشكر األمانتني العامتني للعتبتني (احلسينية القيامة‪.‬‬ ‫قرب بناية دائرة املرور القدمية يف حمافظة دياىل‪.‬‬ ‫وقال اجلريح ياسر علوان عزاوي من مواليد ‪ 1987‬أصبت والعباسية) املقدستني وديوان الوقف الشيعي لتجشمهم وباإلضافة إىل هذا كله قدم الوفد مساعدات مادية ومعنوية‬ ‫بعدد كبري من الشظايا وأدى احلادث إىل كسر انفي وأجريت عناء السفر حيث أشعرونا انه ال توجد هنالك تفرقة بني وعرض على مجيع اجلرحى ممن يتعذر عالجهم داخل‬ ‫لي عملية يف الرقبة إلخراج قسم من الشظايا وما زال قسم مجيع العراقيني وهذا يعترب موقفا مشرفا ليس لنا فقط بل العراق بتحمل كافة تكاليف السفر والعالج الي بلد خارج‬ ‫منها موجودا يف قدمي وبقية جسمي وأنا بانتظار أن جترى ملنطقتنا بامجعها واوكد إن بدخوهلم علينا ولقائهم بنا حتول العراق يكون فيه عالجهم ناجحا‪.‬‬ ‫حزننا إىل عرس ملا أحدثه الوفد من فرحة كبرية يف قلوبنا ويف ختام اجلولة أحب أن اشكر نيابة عن العتبتني املقدستني‬ ‫لي عمليات أخرى إلزالتها‪.‬‬ ‫مجيع من شاركنا وساعدنا يف الوصول اىل عوائل الشهداء‬ ‫وجيب أن يستمر هذا التواصل فيما بيننا‪.‬‬ ‫متاسكنا يثبت جلميع اإلرهابيني‬ ‫وأضافت والدة الشهيد نزهان إن الشهيد ثاني ولد لي وهو واجلرحى من أبناء حمافظاتهم وان عملهم هذا سيكون‬ ‫إننا ٌ‬ ‫يد واحدة وال فرق بني خريج معهد احلوجية وخترج من الكلية العسكرية يف عام له األجر والثواب عند اهلل سبحانه وتعاىل وعند احلسني‬ ‫الطوائف وإننا مشاريع تضحية ‪ 2007‬باشر دوامه يف صفوف احلرس الوطين ملدة عام ومل (عليه السالم) وسيؤجرون عليه‪ ،‬نسأل اهلل العلي القدير أن‬ ‫حيصل على راتب ورغم حماولة إقناعنا له بشتى الطرق أن يتغمد الشهداء يف فسيح جناته ويلهم ذويهم الصرب والسلوان‬ ‫هلذه اجملاميع الطيبة للزائرين يتخلى عن اجليش كونه مل حيصل على راتب ولكن مل يرتك والشفاء العاجل جلميع اجلرحى‪.‬‬ ‫وللعراق العزيز دوامه بل عمل يف أيام إجازته عامل بناء كي يوفر العيش‬ ‫‪ 14‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫العطاء احلسيين‬

‫مساع لزيادة أعداد الوافدين االيرانيين للعتبات المقدسة‬ ‫ٍ‬ ‫الى ‪ 10000‬زائر يوميا على أن تكون كربالء هي محل اإلقامة‬

‫تقرير‪ :‬حسني النعمة‬

‫كشف رئيس منظمة احلج والزيارة اإليرانية يف العراق (تهسواري) عن وجود مباحثات عراقية إيرانية لزيادة عدد الزوار اإليرانيني‬ ‫من ‪ 3000‬زائر يوميا إىل ‪ 10000‬زائر يف اليوم‪ ،‬متمنيا على العراق التفكري بزيادة الطاقة االستيعابية للمدن املقدسة على أن تكون‬ ‫كربالء حمطة استقرار الوفود اإليرانية‪ ،‬جاء ذلك خالل زيارته العتبة احلسينية املقدسة يف وفد ضم ‪ 25‬ضيفا بينهم وكيل وزير‬ ‫السياحة اإليرانية السيد ليالي والسيد قاضي عسكر ممثل السيد علي خامنئي ومدير شركة مشسا اإليرانية السيد آهنكران والقنصل‬ ‫اإليراني‪.‬‬ ‫وأشار تهسواري يف حديثه لـ(األحرار) اىل «وجود أتفاق مع السيد علي خامنئي بشأن زيادة أعداد الوافدين اإليرانيني لزيارة العتبات‬ ‫املقدسة يف العراق‪ ،‬على أن تكون كربالء هي حمل إقامة الوفود الزائرة ومنها تنطلق الوفود لزيارة باقي العتبات املقدسة يف العراق»‪.‬‬ ‫عد السيد (قاضي عسكر) ممثل السيد علي خامنئي «أعمال التوسعة واإلعمار يف العتبتني احلسينية والعباسية‬ ‫من جانب آخر َّ‬ ‫املقدستني أعماال مفرحة تسر اجلميع»‪ ،‬مضيفا إن «حركة اإلعمار املستمر يف العتبتني ومشاريعها الثقافية هو ما جيعلهما يف الصدارة‬ ‫بني العتبات املقدسة واملؤسسات العراقية األخرى وجيعلهما يف مقدمة احلراك العمراني والثقايف»‪.‬‬ ‫من جانب أخر أشار السيد عسكر اىل «ما تقدمه العتبة احلسينية املقدسة من خدمات خمتلفة لزوار اإلمام احلسني (عليه السالم) على‬ ‫كافة األصعدة اخلدمية والصحية واألمنية والثقافية»‪.‬‬ ‫من جهته رحب مساحة األمني العام للعتبة احلسينية املقدسة مببادرة منظمة احلج والزيارة اإليرانية بزيادة عدد الوافدين االيرانني‬ ‫لزيارة العتبات املقدسة يف العراق‪ ،‬مشريا اىل «التنسيق اجليد بني إدارة العتبة املقدسة ومنظمة احلج والزيارة اإليرانية»‪ ،‬والفتا اىل‬ ‫«حسن إدارة وفعاليات ونشاطات منظمة احلج والزيارة ألمور الزائرين»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومتنى مساحته على الوفد الضيف إن «كانت لديه أية مقرتحات لتحسني اخلدمات على كافة األصعدة»‪ ،‬مبينا إن َ‬ ‫«خدم اإلمام احلسني‬ ‫(عليه السالم) أخذوا عهدا على أنفسهم بعدم التقصري وتقديم أي خدمة لزائري اإلمام احلسني (عليه السالم)»‪.‬‬ ‫وحتدث مساحته للوفد عن «مجلة من املشاريع اليت تنفذها العتبة احلسينية املقدسة كمشروع التوسعة وكيفية خدمة هذا املشروع‬ ‫للزائرين الكرام ابتداًء من مشروع صحن السيدة زينب (عليها السالم) الذي يقع اىل جهة اليمني من باب القبلة» كما وأشار مساحته‬ ‫اىل «اخلدمات املتنوعة اليت تقدم على مدار اليوم من آليات نقل الزائرين‪ ،‬ومشروع مدن الزائرين الثالث اليت ال زالت قيد اإلجناز‬ ‫(مدينة الزائرين الواقعة على طريق احللة – كربالء‪ ،‬ومدينة الزائرين الواقعة على طريق النجف – كربالء‪ ،‬ومدينة الزائرين الواقعة‬ ‫على طريق بغداد – كربالء)‪ ،‬وما ستقدمه من خدمات للزائرين مجيعا حال االنتهاء منها»‪.‬‬ ‫وتابع الكربالئي حديثه عن املشاريع اليت تنفذها العتبة احلسينية املقدسة مبينا إن «من اخلدمات اليت ألتفتت هلا األمانة العامة للعتبة‬ ‫احلسينية املطهرة اخلدمة الصحية املتمثلة مبركز سفري احلسني الطيب الواقع اىل ميني باب الرأس الشريف‪ ،‬فضال عن سعي العتبة‬ ‫املقدسة يف مباشرتها مبشاريع صحية متمثلة بإنشاء مستشفيات أخرى»‪.‬‬ ‫يف ختام حديثه دعا مساحته الوفد العمل اىل تواصل بوادر األلفة واحملبة بني البلدين اجلارين وتواصل مساعي اخلري لتطوير العالقات‬ ‫فيما بينهما ألجل خدمة اإلسالم واملذهب‪.‬‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪15‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫العطاء الحسيني‬

‫ُ‬ ‫العتبة احلسيـــــــــ‬ ‫تهديم العقارات املستملكة متهيدا النشـــــــ‬ ‫تقرير‪:‬صفاء السعدي‬

‫السكنية الواقعة ضمن منطقة االستمالك‬ ‫املخصصة هلا لتوفر املساحة الكافية‬

‫حرصت األمانة العامة للعتبة احلسينية للزائرين ألداء الصالة ومراسيم العبادة‪.‬‬ ‫املقدسة منذ توليها إدارة مهام العمل يف حيث أطلقت إدارة العتبة احلسينية املقدسة‬ ‫مرقد االمام احلسني (عليه السالم)على محلتها الثانية الكربى واليت تُعد أالوىل من‬ ‫العمل وفق سياقات حمددة ومنسقة خطتها نوعها من حيث حجم االستمالكات والبالغة‬ ‫هلا وبالتعاون مع اجلهات ذات العالقة مساحتها (‪ )18.000‬م‪ 2‬وبواقع (‪ )125‬عقارا‬ ‫للتوسع خبدمة الزائرين القاصدين للمدينة وبقيمة مالية تصل قيمتها إىل (‪ )160‬مليار‬ ‫املقدسة من جهة وللتوسيع من املساحة دينار عراقي‪ ،‬حبسب تصريح األستاذ عبد‬ ‫الكلية للصحن احلسيين املطهر من جهة الواحد البري عضو جملس إدارة العتبة‬

‫أخرى؛ فقد باشر العاملون يف مرقد احلسينية املقدسة وعضو جلنة استمالك إمتام العمل املتعلق بالعقارات املستملكة‬ ‫من املرحلة األوىل والواقعة ضمن منطقة‬ ‫احلسني(عليه السالم) ومنذ عام (‪ )2009‬األراضي‪.‬‬ ‫على الشروع بعملية استمالك األراضي وقال البري» إن احلملة الثانية جاءت بعد املخيم احلسيين لرتبط مابني التل الزينيب‬

‫‪ 16‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫لحسيني‬ ‫لعطاء‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫ُ‬ ‫ــــــــــنية املقدسة‪...‬‬ ‫ـــــــــاء صحن العقيلة زينب (عليها السالم)‬ ‫قد متت بشكل كامل‪ ،‬وقد مت أكساء األرض تسليمها إىل قسم املشاريع اهلندسية ليقوم‬ ‫مبادة السبيس وتعديلها حيث مت استغالهلا هو اآلخر بدوره بإنشاء الصحن املقرر‬ ‫يف الزيارات املليونية السابقة عرب نصب إنشاؤه»‪.‬‬ ‫اخليام فيها‪ ،‬وان الصحن املقرر إنشاؤه وتابع عضو جلنة استمالك األراضي عبد‬ ‫سيحمل اسم صحن العقيلة زينب(عليها الواحد ألبري» إن األيام املقبلة ستشهد‬ ‫السالم)‪ ،‬مبينًا؛ إن احلملة الثانية حركة واسعة يف هدم العقارات الواقعة‬ ‫لالستمالكات تقع يف اجلهة املقابلة لباب باملنطقة املخصصة للعتبة احلسينية وعلى‬ ‫القبلة واملمتدة على شارع حبيب بن مظاهر وجه اخلصوص املمتدة على طول شارع‬ ‫واألمالك املقابلة لباب القبلة بعد أن مت الشهداء واىل داخل منطقة الزينبية «‪.‬‬ ‫استمالك اغلب العقارات املوجودة‪ ،‬وان‬

‫واحلرم احلسيين املطهر وبصحن واحد كوادر العتبة الفنية قد بدأت بعملية اهلدم‬ ‫سيتم إنشاؤه بالفرتة القريبة القادمة‪ ،‬فيها جلعلها ارضا مستوية ومن املقرر أن‬ ‫مشريًا إىل أن عملية اهلدم باملرحلة األوىل ُينجز العمل خالل فرتة أسبوعني ومن ثم‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلسينية‬ ‫العتبة‬ ‫استملكت (‪ )18.000‬م‪2‬‬ ‫بقيمة (‪ )160‬مليار دينار‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪17‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫حتقيقات‬

‫ُ‬ ‫تكشف عن حاجة كربالء للتوسعة واملشاريع االستثمارية‬ ‫(األحرار)‬ ‫الكربالئيون‪ :‬على احلكومة االلتفات إلينا ورعايتنا يف التطور السياحي للمدينة‬ ‫حتقيق‪ :‬حسني النعمة‬ ‫ال تزال كربالء املقدسة قلب أحداث الزيارات‬ ‫املليونية واملناسبات الدينية ولتسليط األضواء‬ ‫على صدى التوسعة واحلاجة امللحة للمشاريع‬ ‫االستثمارية على كافة األصعدة االقتصادية‬ ‫والتنموية والسياحية إثر تضخم األعداد اليت‬ ‫تشهدها احملافظة السيما خالل الزيارات‬ ‫املنصوصة من كل عام‪.‬‬ ‫جتولت (األحرار) بني زائري األربعينية القادمني‬ ‫من الدول العربية واألجنبية ودخلت مواكبهم‬ ‫واملساكن اليت قطنوها‪ ،‬وأطلعت على العراقيل‬ ‫اليت واجهتهم حينها وكان على رأسها ضيق‬ ‫فندقا بسعات خمتلفة تصل إىل ‪ 500‬ألف نزيل‪،‬‬ ‫املمرات والطرقات ومداخل كربالء القدمية‪ ،‬سيئًا جدًا»‪.‬‬ ‫إضافة إىل إجراءات قطع الطرق وعدم متكنهم يف أزقة كربالء التقينا بالزائر (أنور شاهني) وهذه الفنادق حجزت معظمها قبل فرتة للزوار‬ ‫من الوصول إىل فناد ِقهم إال بعد مرورهم تركي اجلنسية ويعيش يف بريطانيا وجييد اللغة األجانب من جنسيات خمتلفة والذين وفدوا إىل‬ ‫بسلسلة مراحل طويلة‪.‬‬ ‫العربية‪ ،‬فقال «اليوم على احلكومة مراعاة املدينة للمشاركة يف إحياء زيارة األربعينية»‪.‬‬ ‫العرب واألجانب الذين قدموا من مناطق خمتلفة حجم السياحة الدينية يف كربالء فهي العصب وأفاد إن «آالف غريهم كانوا يبحثون عن فنادق‬ ‫من العامل ألداء مراسيم الزيارة رغم صعوبات املهم لتنمية وتطوير األوضاع ليس يف كربالء أو دور سكنية ملبيتهم خالل أيام الزيارة‪ ،‬وهذا‬ ‫ومشاق السفر إال إنهم شاركوا بتأدية الشعائر وحدها بل العراق برمته‪ ،‬وهذا ما حيتم دراسة مؤشر أن زيارة األربعينية هلذا العام كانت هي‬ ‫احلسينية خدميا وعزائيا‪.‬‬ ‫جتارب الدول األخرى‪ ،‬أو وضع دراسات ميدانية األكرب»‪.‬‬ ‫آراء الزائرين بهذا الشأن بدت واضحة من الستيعاب حجم الزيارات املليونية وتوفري ما من هنا ومع تزايد أعداد الزوار يتبني حاجة‬ ‫املدينة إىل بناء فنادق جديدة بسعات كبرية وليس‬ ‫خالل مقرتحاتهم بتوسعة حمافظة كربالء كونها يستلزم هلم سياحيا»‪.‬‬ ‫قبلة العامل اإلسالمي‪ ،‬والزائر (علي أمان) من اخلطابي‪ :‬مجيع فنادق كربالء حجزت فنادق مبساحات صغرية وسعات قليلة‪ ،‬فضال عن‬ ‫اململكة العربية السعودية قال «جئنا عن طريق‬ ‫احلاجة املاسة ملشاريع استثمارية فندقية تنفذها‬ ‫للزوار األجانب قبل األربعينية‬ ‫الكويت وكل األمور واإلجراءات والتسهيالت من جانبه قال نائب رئيس جملس حمافظة شركات رصينة الن كربالء تستحق أن تنفذ‬ ‫جيدة وشعرنا باالطمئنان النتشار قوات اجليش كربالء يف تصريح له خالل زيارة األربعني مشاريع فندقية عاملية كونها أصبحت عاصمة‬ ‫والشرطة على طول الطرق املؤدية إىل كربالء للمحطات اإلعالمية‪ ،‬إن «مجيع فنادق كربالء السياحة الدينية يف العراق‪ ،‬وهذا ما يؤمله أبناء‬ ‫إال أننا فوجئنا عندما وصلنا إىل حدود كربالء مت حجزها للزوار الذين وفدوا إىل املدينة املدينة قبل غريهم إال إنهم كثريا ما يشعرون‬ ‫أن السيارات اليت تقلنا غري مسموح هلا بالدخول إلحياء زيارة أربعينية اإلمام احلسني (عليه بالغنب وعدم اإلنصاف من جهة حكومتهم احمللية‬ ‫على بعد (‪ )10‬كم من املدينة فاضطررنا أن السالم)»‪ ،‬مشريا إىل إن «املدينة حباجة إىل على وجه التحديد‪ ،‬ومنهم من يأمل أن تكون‬ ‫نركب (الستوتة) لثالث مرات حيث قطوعات فرص استثمارية لبناء فنادق كبرية تستوعب كربالء عاصمة السياحة الدينية لكنه وكثريا ما‬ ‫التفتيش حتى وصلنا املدينة فأخذنا عربة دفع مئات اآلالف من الزوار»‪ .‬وأوضح املهندس يلفحه اهلم واألمل ألنه يشعر بأن هنالك عارض‬ ‫لتحمل أمتعتنا إىل الفندق وهذا الوضع كان نصيف جاسم اخلطابي إن «يف كربالء حنو ‪ 460‬هو تعذر وحتجج املسؤولني بعدم وجود ميزانية‬

‫‪ 18‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫حتقيقات‬ ‫كافية وتضرر البنى التحتية واملساومة على بعض‬ ‫املقاوالت وتلكؤ عمل الشركات بشكل واضح يف‬ ‫اجناز املشاريع اليت تقوم بها‪ ،‬فضال عن تعثر‬ ‫الكثري من مشاريع الطاقة الكهربائية وغريها‬

‫واليت جتاوزت ‪100‬مليار دينار عراقي‪..‬‬ ‫املهندس (أمال الدين اهلر) حمافظ كربالء‬ ‫قال‪« ،‬تسجيل الكثري من السلبيات يف الزيارات‬ ‫املليونية يسبب اإلضرار يف الكثري من مشاريع‬ ‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬فضال عن استنفار كافة‬ ‫خدمات وطاقات احملافظة من وقود ومبالغ‬ ‫مالية‪ ،‬باإلضافة إىل استيالء بعض أصحاب‬ ‫املواكب على مساحات كبرية من احملافظة خالل‬ ‫الزيارات مما أدى إىل إتالفها»‪ ،‬مضيفا إن‬ ‫«عدم انضباط عدد من الزائرين وقلة التزامهم‬ ‫بالثقافة احلسينية كان سببا متمما لذلك»‪.‬‬ ‫مما يبدو إن املسألة أكرب من احلكومة احمللية‬ ‫ذلك ملطالبة اهلر السلطات االحتادية بالتدخل‬ ‫من اجل توفري ميزانية خاصة ملشاريع الزيارات‬ ‫املليونية على حد قوله‪.‬‬ ‫الكربالئيون‪ :‬هدم العقارات التابعة‬ ‫للعتبة احلسينية املقدسة يطمئننا‬ ‫ويزيد من ثقتنا يف مشاريع العتبة‬ ‫على صعيد توسعة احملافظة بني زمحة التلكؤات‬ ‫احلاصلة‪ ،‬دعا أبناء كربالء ومن خالل لقاءات‬ ‫متفرقة يف أزقة املدينة القدمية إىل أن تكون‬

‫مدينتهم األمجل واألفضل لكنهم باملقابل طالبوا‬ ‫احلكومة احمللية على وجه اخلصوص بااللتفات‬ ‫إىل أبناء هذه املدينة وما يعانونه من مشاكل‬ ‫اقتصادية ومعنوية ونفسية‪ ،‬خصوصا إن أخبار‬ ‫التخريب والتلكؤ مل حتظ بأية معاجلة لتكون‬ ‫هنالك فرصة لتوسعة املدينة‪.‬‬ ‫الكربالئيون عزوا إىل أن «التلكؤ يف توسعة‬ ‫وإعمار وتطوير مدينتهم يعود إىل استخدام‬ ‫طرق قدمية يف تنفيذ املشاريع يف احملافظة‬ ‫وذلك الن وزارة التخطيط والسيطرة النوعية‬ ‫تستخدم طرقا تعود لقرنني من الزمن‪ ،‬وهذه‬ ‫الطرق ليست األفضل مع إن الطرق املتبعة يف‬ ‫البناء تتطور باستمرار»‪ ،‬باإلضافة إىل ضعف‬ ‫جهاز السيطرة النوعية والتقييم يف خمترب‬ ‫كربالء وهو ضمن مشاريع تنمية األقاليم‬ ‫والذي كان من األجدر أن يكون ضمن برنامج‬ ‫وزارة اإلسكان واإلعمار ليكون مؤسسة وطنية‬ ‫مستقلة‪ ،‬ومجيع هذه األمور مرتاكمة علينا‬ ‫حبسب تصريح اهلر للوكاالت اخلربية فكيف‬ ‫تكون التوسعة للمدينة؟!‪.‬‬ ‫مع إن التلكؤ والتباطؤ بات واضحا فضال عن‬ ‫ختريب بعض مشاريع احملافظة إال إن كربالء‬ ‫شهدت خالل مناسبة مولد النيب األكرم حممد‬ ‫(صلى اهلل عليه وآله وسلم)‪ ،‬توافد أعداد كبرية‬ ‫من الزائرين بينهم جنسيات عربية وأجنبية‬ ‫مسلمة‪ ،‬وكان جمللة (األحرار) حضور وسط‬ ‫احلشود اليت وفدت ألداء الزيارة وسجلت‬ ‫مطالَبهم بضرورة املباشرة يف مشروع توسعة‬ ‫مركز املدينة واملنطقة اليت حتيط بالعتبتني‬ ‫احلسينية والعباسية املقدستني لتوفري املكان‬ ‫الكايف واحتضان الزحف املليوني للزائرين‬ ‫الوافدين إىل املدينة على مدار العام‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى رحب «العديد من الكربالئيني‬ ‫ممن التقتهم (األحرار)‪ ،‬حبقيقة مشروع توسعة‬ ‫العتبتني املقدستني خصوصا بعد مباشرتهما‬ ‫بهدم العقارات اليت استملكت من قبلهما لغرض‬ ‫التوسعة معتربين من مباشرة العتبة احلسينية‬ ‫املقدسة يف مشروع التوسعة مبادرة حقيقية‬ ‫لسعيها حنو التطوير مؤكدين إن هذا املشروع‬ ‫سيزيد من ثقة أبناء املدينة بالعتبة املقدسة‪،‬‬

‫وطالبوا بدعم احلكومة املركزية لتحقيق‬ ‫ودعم مشروع توسعة العتبتني املقدستني دعما‬ ‫لوجستيا»‪..‬‬ ‫فيما كانت للمجلِة جولة أخرى مع الزوار العرب‬ ‫الذين وفدوا إىل كربالء وأكثرهم أشار أيضا‬ ‫إىل ضرورة توسعة احلرمني الشريفني وشراء‬ ‫العقارات القريبة منها‪..‬‬ ‫حبـذ السيد (شبري منديل) من لبنان‪،‬‬ ‫فيما َّ‬ ‫«بضرورة اإلسراع بالتوسعة وعدم تأجيلها ألن‬ ‫زوار احلسني (عليه السالم) يف تزايد»‪ ،‬أشار‬ ‫الزائر (طارق خلفان) من البحرين إىل إن‬ ‫«على أصحاب الفنادق الذين سبقوا احلكومة‬ ‫ببناء العديد منها أن يبادروا من تلقاء أنفسهم‬ ‫باملساهمة يف برنامج التوسعة»‪..‬‬ ‫وهلذا أكدت الزائرة (أم مهدي) من جنوب لبنان‪،‬‬ ‫إن «لكربالء خصوصية مل َ‬ ‫حتظ بها باقي املدن‬ ‫وال الدول‪ ،‬لذا هي حباجة إىل التوسعة وإزالة‬ ‫أزقتها القدمية الضيقة وبيوتها اهلاوية والعمل‬ ‫على توفري أماكن لتكون جنة السياحة على‬ ‫األرض وليستطيع زائر اإلمام احلسني (عليه‬ ‫السالم) من أن يتخذ منها مكانا مرحيا إلمتام‬ ‫مناسك الزيارة»‪.‬‬ ‫على الصعيد ذاته قال الزائر (أمحد متام) من‬ ‫الكويت‪« ،‬كربالء لكل العامل فكيف تستوعب‬ ‫ماليني وافديها وهي على هذه الشاكلة»‪ ،‬مبينا‬ ‫إن « غالبية احلمالت البحرينية تتوجه إىل‬ ‫كربالء لتتخذ منها مكانا إلقامة مناسك الزيارة‬ ‫عند اإلمام احلسني (عليه السالم)»‪ ،‬مضيفا‬ ‫إنه يتأسف أن «احلكومة العراقية متأخرة هلذا‬ ‫اليوم يف مسألة توسعة مركز مدينة كربالء»‪،‬‬ ‫ومقرتحا يف الوقت نفسه أن «تكون التوسعة على‬ ‫املستوى العمودي بدال من األفقي‪ ،‬فضال عن‬ ‫بناء جمسرات للمشاة ما بني احلرمني كمرحلة‬ ‫أوىل»‪..‬‬ ‫اخلالصة بعد املتغريات السياسية واالقتصادية‬ ‫والعمرانية اجلديدة وتزايد أعداد السياح‬ ‫والزّوار إىل كربالء أصبح من الضروري اختاذ‬ ‫القرار النهائي بتوسعة مدينة اإلمام احلسني‬ ‫عليه السالم وتنمية مواردها البشرية معا وهذا‬ ‫ما ينشده زائرو املدينة املقدسة بشغف‪.‬‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪19‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫األدبية‬

‫خاطرةٌ‬

‫بسالمٍ أح ّييك‬ ‫حممد آل طعمة‬

‫بسالم أحّي َك جدي باكيًا حمتار‪..‬‬ ‫البغي نحَ َ‬ ‫رك يا جداه‪..‬‬ ‫كيف استطاعَ ُّ‬

‫وتركك ثالثًا فوق الثرى مقطع الوصال وا‬ ‫وياله‪..‬‬ ‫لكن مشيئة اهلل شاءت أن ينتصر النحر‬

‫تراب الجنان‬ ‫ُ‬

‫علي رحيم المالكي‬ ‫َ‬ ‫اوالك م�����ن ت���ك���رمي���ه االع���ج���اب���ا‬

‫ح���ت���ى غ�������دوت ال�����ف�����ارس ال���وث���اب���ا‬

‫مس������اك ت��ع��ظ��ي��م��ًا ول���ي���س ت���ص ّ‬ ‫���غ���رًا‬ ‫ّ‬

‫ب����أب����ي ت�������راب ٍ ف���ارت���ف���ع���ت سحابا‬

‫ول���ع���ل يف وص�����ف ال����رس����ول ن���ب���وءة‬

‫ج���ع���ل���ت ت�����راب�����ك ل����ل����دف��ي�ن م���ت���اب���ا‬

‫مت��ض��ي ال��ع��ص��ور وان����ت ف��ي��ه��ا شامخ‬

‫وك�������أن ق���ب��رك ي���رت���ق���ي االح���ق���اب���ا‬

‫وك������أن������ه يُ����ع����ط����ي مل������ن ق������د زاره‬

‫رد اإلل����������ه مل������ن دع����������اك جم����اب����ا‬ ‫َ‬

‫ام��ض��ي��ت يف ال��دن��ي��ا ح��ي��ات��ك ظافرًا‬

‫وع���ل���ى ي���دي���ك ال���ف���ت���ح ك�����ان طالبا‬

‫مل ّ‬ ‫ت���دخ���ر وس���ع���ًا ك���ف���اك َ وللهدى‬

‫اوق���ف���ت ع���م���رك واغ���ت���دي���ت كتابا‬

‫ف��أت��ى ع��ل��ى ن��ه��ج ال���ص���راط وان����ت يف‬

‫ُ‬ ‫ت�����ت�����س�����ي�����د االداب�������������ا‬ ‫ك�����ل�����م�����ات�����ه‬

‫وت����������راب ق���ب��رك واحمل�����ي�����ط ك���أمن���ا‬ ‫ُ‬

‫َ‬ ‫حت�������ول يف ال�����وج�����ود ت���راب���ا‬ ‫ذه�������ب‬ ‫ٌ‬

‫وها قد أبدا الدهر لبين أمية ما فعلوا‪..‬‬

‫ص��������ار ك�����ل ت����راب����ه‬ ‫واب��������و ت��������راب‬ ‫َ‬

‫ورد اجل�����ن�����ان ل���س���اك���ن���ي���ه ث���ي���اب���ا‬ ‫َ‬

‫ي����ا س���ي���دي وادي ال����س��ل�ام نعيمنا‬

‫وب�������ه جن���������اور ص�����رح�����ك اخل��ل�اب����ا‬

‫ولعنهم الدهر وألبسهم َ‬ ‫الذل ملا فعلوا‪..‬‬

‫واذا ان��ب��ع��ث��ن��ا م����ن ت������راب قبورنا‬

‫وح��������دوت ف���ي���ن���ا ل����ل����ص����راط مهابا‬

‫أرى األيام متضي وحب احلسني يف كل‬

‫ف����ك����أمن����ا جن������ت������ازه م����ث����ل ال���ق���ط���ا‬

‫زف��������ًا وال ن���ل���ق���ى ه����ن����اك ص���ع���اب���ا‬

‫عام يتجد ُد‪..‬‬

‫َ‬ ‫وع����ل����ام خن���ش���ى م�����ن ال������ه ع�������ادلٍ‬

‫أع������ط������ى ع�����ل�����ي�����ًا ود ُه وأث������اب������ا‬

‫ُ‬ ‫وإن�������ه‬ ‫وب������أم������ره ي����غ����دو ال���ق���س���ي���م‬

‫ال���ق���ي���ام���ة ي���ش���ف���ع االح���ب���اب���ا‬ ‫ي������وم‬ ‫ِ‬

‫لشيعة‬ ‫ال خ���وف م���ن ي���وم احل���س���اب‬ ‫ٍ‬

‫ج����ع����ل����وا م�����ودت�����ك�����م هل������م حم����راب����ا‬

‫أج���ي���اهل���م ت��ت��رى ع���ل���ى تقديسكم‬

‫وب�������ودك�������م م������ا ه������ادن������ت م����رت����اب����ا‬

‫ان امل��ل�ائ����ك يف ال����س����م����اء ت���ك���ون���وا‬

‫وه�����ن�����اك ربُ��������ك خ���ل���ق���ه���ن اص����اب����ا‬

‫ُ‬ ‫أم�������ه‬ ‫وارى ع�����ل�����ي�����ًا ك�����امل��ل��ائ�����ك‬

‫وض��ع��ت��ه يف ال��ب��ي��ت ال��ع��ت��ي��ق فطابا‬

‫ول����ق����د ت����رب����ى وال������رس������ول ربيبه‬

‫ً‬ ‫زه�������������رة وش����ب����اب����ا‬ ‫وب���������ه ت����ف����ت����ح‬

‫ُ‬ ‫بعلمه‬ ‫ِ‬ ‫واح�����اط�����ه ه������ادي ال���ع���ب���اد ِ‬

‫وس������ق������ا ُه م�����ن ت���ه���ذي���ب���ه ِ أك����واب����ا‬

‫ف���ت���داخ���ل���ت ن��ف��س��اه��م��ا يف بعضها‬

‫وت������وح������دت ف���ت���س���ام���ق���ت أط���ي���اب���ا‬

‫‪---------------------------‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫فملحمة الطف قد ُخلدت بني سطور‬

‫م���ن ك���ل ارض ٍ وال���ع���ص���ور توسدت‬

‫ج���ث���ث ال���ع���ب���اد ِ ت����راب����ك اجل����ذاب����ا‬

‫التاريخ إىل يوم املبعث‪.‬‬

‫ف��أت��ى م���ل ُ‬ ‫���وك االرض ق��ب��ل مماتهم‬

‫َ‬ ‫ال����ي����ك وق����ب����ل����وا األع���ت���اب���ا‬ ‫زح����ف����ًا‬

‫أراك سيدي مازالت تنادي ‪ :‬هل من مغيث‬

‫واراه�����������م ب����ع����د ال����ي����ق��ي�ن ت���ق���ب���ّل���وا‬

‫َ‬ ‫ف��اس��ل��م��وك رقابا‬ ‫امل�����وت َ ال��وش��ي��ك‬

‫ُيغيثين‪..‬‬

‫ه����ا ان����ه����م م����وت����ى ج��������وارك سيدي‬

‫ق��ط��ع��وا ب��ه��م س��ب��ل ال��ف�لا استحبابا‬

‫ح���ت���ى ي���ك���ون���وا ك��ال��ع��ب��ي��د وي�ت�رك���وا‬

‫م����ن اج����ل����ك االص�����ح�����اب واالل���ق���اب���ا‬

‫واعجباه‪..‬‬ ‫على الناحر َ‬

‫يتساءل القوم أال ُينسى احلسني وأجيبهم‪،‬‬ ‫هل ينسى احلبيب حمبوبه؟‬ ‫واحلسني حمبوبنا ومكانه يف صميم‬ ‫القلب‪..‬‬ ‫تلت‬ ‫وحبهُ مع كل نبضة يتجدد‪..‬فيا من ُق َ‬ ‫وأنت املدى‪..‬‬ ‫أرى قبتك الشماء تشاطر السماء رفعتها‪..‬‬ ‫فيتأجج شوقي وحترقي‪..‬‬

‫والكون يهتف‪ ..‬لبيكَ‪ ...‬لبيك سيدي إىل‬ ‫يوم الورود‪..‬‬ ‫‪ 20‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫األدبية‬

‫يا سائلي عن فاطم‬ ‫جنالء املوسوي‬

‫ي�����ا س����ائ����ل����ي ع�����ن ف����اط����م ٍ أخ����ب����اره����ا‬

‫م����������اذا ج��������رى ق������د غ�����ّي����رّ ت آث�����اره�����ا‬

‫م�����ا ل�����ي أرى ب���ي���ت ال����رس����ال����ة خ���ال���ي���ًا‬

‫ت��ب��ك��ي احل���م���ام���ة يف األس������ى أس����واره����ا‬

‫ت���ب���ك���ي ع���ل���ى ف���ق���د ال����ب����ت����ول ب�����أدم�����عٍ‬

‫ت����ذك����ي م����ن األش�����ج�����ان ح����زن����ًا ن���اره���ا‬

‫ي�����ا س����ائ����ل����ي ع�����ن ف����اط����م ٍ م�����ا ح���اهل���ا‬

‫مل ت����ب����ق م���ن���ه���ا رج���������وة ً م���س���م���اره���ا‬

‫ْ‬ ‫س�����ل ص����دره����ا ص����ن����دوق أس�������رار العال‬

‫ق������د ألمّ����������ت ي��������وم اجل�����ف�����ا أس������راره������ا‬

‫وج������واه������ر ال����ت����ك����وي����ن يف أح���ش���ائ���ه���ا‬

‫ق����د زل����زل����ت ب���ال���ب���اب ح���ي���ث ِع���ص���اره���ا‬

‫ه������ذا ال����دل����ي����ل حل���زن���ه���ا ط������ول امل�����دى‬

‫ث�������واره�������ا‬ ‫ح�����ت�����ى ت������ق������وم ل������ث������أره������ا‬ ‫ّ‬

‫ذب����ل����ت ري�����اح��ي��ن ال�����ري�����اض بفقدها‬

‫ً‬ ‫ح������س������رة أزه������اره������ا‬ ‫وب�����ك�����ت ع���ل���ي���ه���ا‬

‫وم���ع���ص���ب‬ ‫ف�����ال�����ك�����ون م������ن ذا م���ظ���ل���م‬ ‫ّ‬

‫ف�����ج�����رت اع����ب����اره����ا‬ ‫م�����ن ع���ي���ن���ه���ا ق�����د ّ‬

‫ف�����أض�����ي�����ئ ل����ل���أم��������وات ي���������وم ل���ق���ائ���ه���ا‬

‫ظ���ل���م���ات م�����ن حت�����ت ال����ع����ب����ور دي����اره����ا‬

‫وج�����ن�����ت ي�����د األزالم أي ج�����رمي�����ة ٍ‬

‫وب������ك������ى هل�������ا ق����ح����ط����ان����ه����ا ون�������زاره�������ا‬

‫ص����ب���رًا ع���ل���ى األح�����������زان آل حم���م���د ٍ‬

‫ج����ب����اره����ا‬ ‫إن ال���������ذي ص�������اغ األس���������ى‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫جم��������ددًا‬ ‫ف���ب���ف���ق���ده���ا ف����ق����د ال������رس������ول‬

‫ودم����������ًا ع���ل���ي���ه���ا ق�����د ب����ك����ى أن����ص����اره����ا‬

‫أب�����ك�����ت م��ل�ائ����ك����ة ال�����س�����م�����وات ال���ع�ل�ا‬

‫اس������ف������ًا ع���ل���ي���ه���ا وال�������دم�������ا م������دراره������ا‬

‫من أدباء كربالء‬ ‫الشيخ أمحد البغدادي‬ ‫ُ‬ ‫هو الشاعر الشيخ امحد ابن الشيخ درويش علي بن حسني بن علي بن حممد البغدادي احلائري املولود يف كربالء سنة ‪1262‬هـ واملتوفى بها سنة ‪ 1329‬هـ‬ ‫‪ ،‬كان شاعرًا جميدًا نظم قصائد عديدة يف مديح ورثاء آل البيت األطهار ( عليهم السالم) ‪ ،‬من مؤلفاته كتاب (كنز األديب يف كل فن عجيب)‪ ،‬يقع يف عدة‬ ‫أجزاء‪ ،‬وإرشاد الطالبني‪ ،‬ورسالة يف غيبة احلجة‪ ،‬والدّرة البهية‪.‬‬ ‫ومن إحدى قصائده يف احلسني (عليه السالم) هذه األبيات ‪:‬‬ ‫ع���ج���ب���ًا ل��ق��ل��ب ك���ي���ف ال يتصدع‬ ‫ع����ج����ب����ًا ل����ع��ي�ن ف���ي���ك���م ال ت���دم���ع‬ ‫ومل����ه����ج����ة مل ال ت�����ب�����دد ح���س���رة‬

‫مل���ص���اب���ك���م وألن�����ف�����س ال ت���ن���زع‬

‫ي��ا ش��ه��ر ع���اش���وراء ل��ي��ت��ك مل تكن‬

‫ف���ل���ق���د ع��ل�ان����ي م����ا ب���ق���ل�ب�ي م����ودع‬

‫أنس أبن فاطم مذ غدا‬ ‫أنس مل َ‬ ‫إن َ‬ ‫ف����أت����ى ب����ه حن����و ال���ل���ئ���ام م���ن���ادي���ًا‬

‫ح����ر ال��ظ��م��ا يتلوع‬ ‫وال���ط���ف���ل م���ن‬ ‫ّ‬ ‫ي���ا ق����وم ه���ل ق��ل��ب هل����ذا خي��ش��ع ؟‬ ‫ف����ي����ه ي�����ب ّ‬ ‫�����ل ف����������ؤاده امل����ت����وج����ع؟‬

‫ه��ل راح���م ي��س��ق��ي��ه م��ن م���اء ٍ لكي‬ ‫ق��ال��وا ل��ه م��ه�لا ً س��ن��س��ق��ي��ه ال���ردى‬

‫ب��ي��د احل���ت���وف وع��ل��ق��م��ًا ال جيرع‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪21‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫مقاالت‬

‫ُ‬ ‫تدين تدان‬ ‫كما‬ ‫مريم اخلفاجي‬

‫اهلل تعاىل بعث إىل أهله من يفعل بهم الشيء ذاته‪ ،‬فمن صان أعراض‬ ‫الناس وأمواهلم وأنفسهم ‪ ..‬صان اهلل ِعرضه وأمواله ونفسه ‪ ..‬ومن فضح‬ ‫مؤمنًا فضحه اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وان غرية الرجل على أعراض غريه تزيد من وحدة اجملتمع وتكاتفه‪،‬‬

‫يف الصحيح عن إبراهيم بن أبي البالد قال‪ :‬كانت امرأة على عهد داود‬

‫فيأمن الشخص على عياله وماله وتندثر روح انعدام الثقة بني الناس‬ ‫‪ ..‬وهذه الصفة كانت شائعة حتى قبل اإلسالم فهذا جعفر الطيار (عليه‬

‫(عليه السالم) يأتيها رجل يستكرهها على نفسها‪ ،‬فألقى اهلل عز وجل يف السالم) عندما قال له رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله وسلم)‪ :‬إن اهلل‬ ‫نفسها فقالت له‪ :‬إنك ال تأتين ّ‬ ‫مرة إال وعند اهلك من يأتيهم‪ ،‬قال‪ :‬فذهب تعاىل يشكر لك بعض الصفات فعلتها يف اجلاهلية‪ ،‬فقال‪ :‬بلى يا رسول‬

‫إىل أهله فوجد عندها رجال ‪ ،‬فأتى داود (عليه السالم) فقال‪ :‬يا نيب اهلل اهلل ‪ ..‬إني مل اشرب اخلمر قط‪ ،‬ألن اخلمر يغلب على العقل والعقل زينة‬ ‫أتى إلي ما مل يؤت إىل احد‪ ،‬قال‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪ :‬وجدت هذا الرجل عند اإلنسان‪ ،‬واني مل اسجد لصنم قط ألن السجود هلا ال ينفعين وال يضرني‪..‬‬ ‫أهلي‪ ،‬فأوحى اهلل عز وجل إىل داود‪ :‬قل له‪ :‬كما تدين تدان‪ ( .‬املصدر‬

‫وإني مل أزنِ قط خشية أن ُيفعل ذلك بي ‪..‬‬

‫كتاب حبار األنوار ج‪ 14‬ص‪.)41‬‬ ‫فأتق اهلل يا بن آدم يف غريك واحرص عليهم كما حترص على نفسك‬ ‫ِ‬ ‫فال يظنّن اإلنسان إن الباليا واملصائب حتل به دون سبب بل إن اغلبها هو ألنك كما تفعل ُيفعل بك ‪.‬‬ ‫نتيجة لتصرفاته‪ ،‬فكما حاول هذا الرجل استكراه املرأة على نفسها فان‬

‫حتت‬ ‫اجملهر‬

‫ابو الف‬ ‫ض‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ربقعي‬

‫كان أبو الفضل الربقعي من‬ ‫أسرة من أهالي قم‪ ,‬وكان‬ ‫احملصلني يف احلوزة‬ ‫من مجلة ّ‬ ‫العلمية‪ ,‬إالّ أنه كان منذ شبابه خفيف‬ ‫العقل منحرف الفكر‪ ,‬فرتك الدراسة وذهب‬ ‫إىل طهران بدعوة من بعض املنحرفني‪ ,‬فجعلوا‬ ‫يرّوجون له وميدونه باألموال ويطبعون مقاالته‪,‬‬ ‫حتى أفتى كبار املراجع بضاللته‪ ,‬وأوعزوا إىل‬ ‫اجلهات احلكومية بإلقاء القبض عليه وتأديبه‪,‬‬ ‫فانكشف حاله وافتضح أمره و َمقتَه الناس‬ ‫وطردوه‪ ,‬فمات على تلك احلال‪ ,‬وخسر‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ ,‬وذلك هو اخلسران املبني ‪.‬‬ ‫كتابه باسم كسر الصنم ويعين بالصنم كتاب الكايف لثقة االسالم الكليين رضوان اهلل عليه‬ ‫فقد وصف الكتاب بقوله‪ :‬إن هذا الكتاب جيمع املتناقضات واألضداد بني دفتيه من اخلرافات‬ ‫ما ال حيصى‪ .‬يقول يف كتابه هذا حديث ‪ : 1‬سنده ‪ :‬أحد رواته حسن بن حمبوب وله أخبار‬ ‫كثرية ختالف القرآن كما سيأتي يف الكايف باب أن األئمة نور اهلل‪ ،‬واآلخر معاوية بن وهب وهو‬ ‫جمهول احلال ‪.‬كسر الصنم‪ :‬ص ‪.59‬‬ ‫عن حسن بن حمبوب قال الكشي رمحه اهلل‪ :‬أمجع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤالء‬ ‫وتصديقهم وأقروا هلم بالفقه والعلم ‪ :‬وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم يف اصحاب‬ ‫أبي عبد اهلل عليه السالم منهم ‪ :‬يونس بن عبد الرمحن وصفوان بن حييى بياع السابري و حممد‬ ‫‪ 22‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫بن ابي عمري و‬ ‫عبد اهلل بن املغرية و احلسن بن‬ ‫حمبوب و حممد بن أبي نصر‪.‬رجال الكشي‪ :‬ص ‪.520‬‬ ‫اما الذي قال فيه جمهول احلال وهو معاوية بن وهب ‪.‬فقد قال فيه الشيخ‬ ‫الشاهرودي‪ :‬ثقة باإلتفاق حسن الطريقة‪.‬‬ ‫املستدركات‪ :‬ج ‪ 7‬ص ‪.450‬‬ ‫وإن حال أبي الفضل الربقعي وأمثاله عند الشيعة االمامية يشبه متامًا حال ابن تيمية وأتباعه‬ ‫عند أهل السنّة‪ ,‬فقد وصف علماء السنّة ابن تيمّية خبفّة العقل‪ ,‬وكذلك وصفوا أتباعه بأّنهم‬ ‫خفاف العقول‪ ,‬فقد خاطب احلافظ الذهيب ابن تيمية يف رسالة له إليه ‪ -‬مذكورة يف املصادر‬ ‫السنّية ‪ -‬بقول « يا خيبة من اتبعك‪ ,‬فاّنه مع ّرض للزندقة واإلحنالل « « فهل معظم أتباعك إالّ‬ ‫مقيد مربوط خفيف العقل أو عامي ك ّذاب بليد الذهن‪ »...‬وعن احلافظ ولي الدين أبي زرعة‬ ‫العراقي انه قال يف ابن تيمية ‪ « :‬هو ‪ -‬كما قيل فيه ‪ -‬علمه أكثر من عقله « وقال عنه احلافظ‬ ‫ابن حجر املكي « هو عبد خذله اهلل وأضلّه وختم على مسعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة‬ ‫فمن يهدي من أضلّه اهلل « !! فحال الربقعي حال ابن تيمية‪ ,‬واالخبار عن ضالله وسوء حاله‬ ‫يف اآلخرة ليس إخبارًا عن غيب بل هو على ضوء املوازين الشرعّية‪ ,‬وترك اجلواب ع ّما كتبه‬ ‫كالسكوت عن أباطيل ابن تيمية‪ ,‬فاّنه ‪ -‬كما قال احلافظ أبوحيان األندلسي يف ابن تيمية ‪« -‬هذا‬ ‫اليستح ّق اخلطاب»‪ ،‬والخيفى أن الطعن الصادر من العلماء يف ابن تيمية ليس طعنًا يف عموم‬ ‫أهل السنّة‪ ,‬أو ك ّل علماء الشام‪ ,‬فكيف يقال بأ ّن الطعن يف الربقعي طعن يف الشيعة او كل علماء‬ ‫قم فا ّن هذا الكالم اليصدر من عاقل فاهم ؟! وحنن نسأل اهلل تعاىل أن يوّفقنا ملعرفة احلق‬ ‫واتّباعه أينما كان ‪.‬‬ ‫سامي جواد كاظم‬


‫مقاالت‬

‫‪74‬‬

‫الكريم‬ ‫القارئ‬ ‫إىل ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫م‪ /‬إيضا ٌح‬

‫ال ـعــدد‪322:‬‬

‫التاريخ‪:‬‬

‫‪ /7‬ربيع االخر ‪1433‬هـ‬ ‫املوافق ‪2012 /3 /1‬م‬

‫ْ‬ ‫تدندن‬ ‫ال‬ ‫قد يدب اخلالف او الرفض بني طرفني وقد يكون الطرفان شخصني او شخصا ومسؤوال او شخصا وحكومة وعندما ال ينتهي هذا‬ ‫اخلالف اىل اتفاق سليم فان البعض ممن ال يروق له االمر يبدأ يدندن بكلمات قد تكون جارحة حبق اآلخر وهذه تعود بالسلبية عليه من‬ ‫جهتني جهة الشارع املقدس الذي قد يعترب هذا الكالم غيبة ومن جهة األخالق فان التكلم بكلمات جارحة او حتى ولو كانت صحيحة فان‬ ‫االفضل هي املواجهة وإذا كنت ترتدد يف قوهلا امام املعين فاألفضل ان ال تتكلم بها ولرمبا يقول البعض ان الكالم من باب الرتفيه عن‬ ‫النفس او احتواء االحتقان النفسي وهذا صحيح وهو االخر خاضع لضوابط فيجب ان ختتار الشخص الذي تتحدث امامه وان اليكون‬ ‫يف سخط اهلل وعلى اقل تقدير ان تضع يف حساباتك لو علم الشخص الذي تتكلم عنه هل انت قادر على املواجهة وإال فاألفضل عدم‬ ‫التكلم مبا ال تستطيع املواجهة به ‪.‬‬ ‫قلمي املتوا�ضع‬

‫زور ُ‬ ‫احل َسني (عليه السالم)‬ ‫ِطفلـيت تـَ ُ‬ ‫قصة طريفة حدثت مع طفليت قبل أشهر‪،‬‬ ‫ذّكرتين بأحداث من املاضي القريب تعايش معها‬ ‫أحباب احلسني (عليه السالم) عندما منعوا من‬ ‫الزيارة اليت بذلوا من أجلها أعز ما ميلكون‪..‬‬ ‫صوت‬ ‫أذان‬ ‫وت َف ِز َعًا ِع َ‬ ‫«ص َح ُ‬ ‫الفجر يومًا على ِ‬ ‫َ‬ ‫ند ِ‬ ‫ِ‬

‫طفليت زينب ذات األعوام الثالث وهي تبكي يف‬ ‫أن ألـَ​َمًا أو َ‬ ‫ني‬ ‫نومها‪،‬‬ ‫مرضًا ألـَ​َّم بها‪ ..‬وح َ‬ ‫فظننت َّ‬ ‫ُ‬

‫سألـَتها أمها عن سبب البكاء‪ ،‬قالت زينب وهي‬ ‫بني النوم واليقظة وبلهجتها الظريفة‪( :‬آني مو‬ ‫رحت أزور اإلمام احلسني‪ ..‬إنتم ليش تـَ ْردون‬

‫ترجعوني ؟!)‪ ،‬فكان جوابها مفاجأة قد رسم على‬ ‫يت دمعة‪ ..‬نعم‪،‬‬ ‫َش َفتيَ َّ بسمة‪ ،‬وأسالت من ُمقلـَ َّ‬ ‫لقد كانت زينب حتلم أنها يف زيارة سيد الشهداء‬ ‫بل وتبكي يف حلمها ألن هناك من حياول منعها‬

‫من الزيارة !! فسالٌم َ‬ ‫عليك سيدي يا أبا عبد اهلل‬ ‫وأنت نوٌر‬ ‫حي واليك يف النفوس ِ َشو ٌق َ‬ ‫‪ ،‬فأنت ٌ‬ ‫حتى يف أحالم األطفال األبرياء»‪.‬‬

‫أخريًا ‪ ،‬ومن مجيل ما يذكر أن طفليت زينب أنزل‪ ...‬أريد أزور اإلمام!!))‪ ،‬ومل أجد من هذا‬ ‫تعترب كل خروج من البيت وألي سبب كان هو املوقف خالصًا إال بالتوجه معها لزيارة مرقد‬ ‫توجه للزيارة‪..‬ولو صادف أن خرجت ومل تزر ُر َشيْد ا َ‬ ‫هل َجري (رضوان اهلل عليه) الواقع يف‬ ‫أحد األضرحة فذلك يوم حزن ال ينقضي منطقة قريبة من سكناي‪..‬‬ ‫بالنسبة هلا‪ ،‬ومن الطريف أنها رفضت أحد‬ ‫األيام النزول من السيارة بعد أن رجعت بها من‬

‫صادق مهدي حسن‬

‫مراجعة الطبيب وهي تصرخ بأعلى صوتها ‪((:‬ما‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪23‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫أسرة وجمتمع‬

‫المدرس ُة األهلية والحكومية‬ ‫بعد ما مسح للمواطنني بتأسيس مدارس أهلية لفت انتباهنا االختالف اجلذري بني املدارس احلكومية واألهلية من‬ ‫حيث بناية املدرسة وأثاثها وطريقة التعليم وال نعلم هل إمكانية املواطنني يف افتتاح املدارس النموذجية بكل معنى‬ ‫الكلمة افضل من احلكومية ؟ وملاذا بعض املدرسني وعلى غرار بعض االطباء يهتم بتدريسه يف املدارس األهلية اكثر‬ ‫من اهتمامه يف املدارس احلكومية ؟‬

‫حسنني الشاجلي‬

‫االم ونشوز الزوج‬ ‫ُّ‬

‫يعد البيت سكنا ومأمنا للزوجني واألطفال ويقوم أصل احلياة‬ ‫وأساسها عليه‪ ،‬ولكي ينعم بالسعادة واحملبة فعلى الزوجني‬ ‫ضبط أعصابهما وكظم غيظهما حتى ال ينخر يف حياتهم‬ ‫السأم وامللل‪ ،‬لذا تتطلب احلياة الزوجية التضحية واإليثار‪.‬‬ ‫عدم انسجام الزوجني سيبعث على بؤس وشقاء األطفال‬ ‫وسينعكس خالف ذلك عليهم فيما لو كان حميط األسرة‬ ‫دافئا ينبض بالرضا والوفاق‪ ،‬وسيبدأون حياة ختلو من‬ ‫التشنج واالضطراب‪.‬‬ ‫يتحول الزوج اىل شخص ناشز ألسباب كثرية منها االستبداد‬ ‫واالبتعاد عن املنطق واملوضوعية يف إصدار األوامر والنواهي‬ ‫ويؤدي إىل عيش الزوج يف االوهام واملثاليات اىل شقاء املرأة‬ ‫وتعاستها وكذلك عندما تكون ثقافة الزوج ثقافة غريبة‬ ‫وفاقدًا لشخصيته وهويته األخالقية والسلوكية‪ ،‬فسيجعل‬ ‫حياة زوجته جهنمًا ال يطاق بتصرفاته الشاذة‪ ،‬وتوقعاته‬ ‫الالحمدودة وجذابة أخالقه ويبدل حالوة حياتها إىل مرارة‬ ‫ال تستساغ‪ ،‬يعيش كثري من األزواج حياة مفككة العرى‬ ‫أسوأ بكثري من الطالق واالنفصال‪ ،‬يرتعد أطفاهلم خوفًا‬ ‫واضطرابًا بينما يكونا دائمًا يف حالة نزاع ومشاجرة‪ ،‬فال‬ ‫شك إن تأثري مثل هذه احلياة سيكون سلبيًا على اجلوانب‬ ‫العاطفية والفكرية للطفل وجتعله يف دوامة االضطراب‬ ‫والقلق‪.‬‬ ‫يصبح الطفل ضحية لبيئة البيت وحميطه الالمتجانس الذي‬ ‫يعيش فيه وسوف حيتار إىل أي طرف ينحاز‪ ،‬أيلزم جانب‬ ‫‪ 24‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫سامي جواد كاظم‬

‫أمه أم جانب أبيه واملسألة املهمة إىل أيهما سيلجأ وكيف‬ ‫سيحل املشكلة القائمة‪ ،‬يبعث هذا الوضع على ان يأكل الطفل‬ ‫نفسه ويزداد عذابه الروحي والنفسي‪.‬‬ ‫يرتبط القسم االعظم من احساس الطمأنينة عند الطفل‬ ‫بالعالقة الودية املتبادلة بني االبوين ومدى ما يبديه كل منهما‬ ‫من احرتام لآلخر‪ ،‬فشخصية الطفل تتحطم وال يشعر باالمن‬ ‫واهلدوء النفسي عندما يشاهد مشاجرات والديه مستمرة‪،‬‬ ‫ومن جانب آخر يكتسب الطفل جتاربه االجتماعية من‬ ‫املنزل وسوف يطبق على اجملتمع كل ما يتعلمه من النزاعات‬ ‫واملشاجرات‪.‬‬ ‫أثبتت الدراسات والتحقيقات ان ما يتعلمه الطفل من عراك‬ ‫وشجار االبوين ينعكس على تصرفاته أثناء اللعب مع أقرانه‬ ‫وحتى مع الدمى‪ ،‬وميكن لألم إضافة إىل التزامات الزوج‬

‫األخالقية واملعاشرة باملعروف لزوجته وأطفاله‪ ،‬أن تزيل‬ ‫كثريا من اخلالفات العائلية برتكها خلصلة العناد وحتديد‬ ‫توقعاتها ومطاليبها وحتل مشاكل االسرة وتضفي عليها جوًا‬ ‫من الصفاء واملودة‪.‬‬ ‫ال شك إن لألزواج أخطاء كما للزوجات‪ ،‬فلسن عاريات من‬ ‫اي نوع من العيوب واخلطأ‪ ،‬فعليها أن تتغافل عن اخطائه كي‬ ‫يتعامل معها الزوج بنفس الطريقة ألن احلياة نوع من األخذ‬ ‫والعطاء‪ ،‬فال تتصور الزوجة أبدًا ان سلوك وتصرفات زوجها‬ ‫املتعجرف وعاداته السيئة سبب لسوء حظها وتعاستها‪،‬‬ ‫فقبل أن يكون للتعاسة والسعادة وجود خارجي‪ ،‬له مفهوم‬ ‫ينبع داخل اإلنسان‪ ،‬وجيب على األم أن تضحي بكثري من‬ ‫مطاليبها وتوقعاتها من اجل سعادة أطفاهلا وتكون كالفراشة‬ ‫حتوم حول مشعة وجودهم‪.‬‬


‫أسرة وجمتمع‬

‫ُّ‬ ‫األعز ‪..‬؟‬ ‫هم‬ ‫أ ُي ُ‬ ‫ميعاد كاظم الالوندي‬ ‫سألت فتاة شابة امرأة كانت احلكمة من مساتها سألتها بداعي استخراج دررها‬ ‫املكنونة من حبر جتاربها الطويلة املتأرجحة بني مرارة احلياة وبهجتها وحماولة‬ ‫منها إلثارة عاطفتها جتاه من عاشرت من الرجال وأحبت وأجنبت ‪ ..‬قائلة هلا لو‬ ‫أن وباء أصاب زوجك وولدك وأخاك وقد صاروا رهينة املوت وكان بني يديك دواء‬ ‫يكفي إلنقاذ احدهم فلمن تهبني احلياة وأيهم إىل نفسك األعز‪ ،‬قبل أن تشرع املرأة‬ ‫باإلجابة هيمن عليها سكون حمري وكأنها توسطت مفرتقًا لثالث ُسبل وعليها سلوك‬ ‫احدهم وبرٍد مقنع وسريع سطعت إجابتها‪ ...‬أما الزوج فموجود والولد مولود وأما‬ ‫األخ فمفقود!‬ ‫مل تفهم الفتاة مغزى مقالة املرأة فأرادت إيضاحا أكثر منها فردت عليها قائلة‪ :‬يا‬ ‫ُبنييت رغم إن زوجي سك ٌن لنفسي وبهجة لشبابي وولده قرة لعيين وضمان ملشييب‬ ‫علي فراقهما ولكن تبقى بداخلي بارقة أمل وان يعوضين اهلل تعاىل‬ ‫واني وان يعز َّ‬ ‫خسارتي وأحظى بفرصة أخرى لالرتباط واإلجناب فيحل الربيع جمددًا إىل ربوع‬ ‫حياتي وتزهر شجرتي وتطرح مثارها احللوة ثانية‪ ،‬أما خسارتي ألخي فال مناص‬ ‫لتالفيها فأّنى لي بأبٍ وأمٍ وقد أمسوا ومل يبق من ذكراهم إال أمساء اعتلت شواهد‬ ‫قربيهما‪.‬‬ ‫أخي كلمة لرجل ضمين وإياه رحم واحد ومعًا لثمنا صدر أمنا احلنون ومنه ارتوينا‬ ‫الطيبة والوفاء‪ ،‬أخي سندي الذي كلما مال بي دهري ومن مشائله ترث األبناء‬ ‫صفات النبل والشهامة ‪ ،‬بيد أني ألعجب وأحتسر وأنا أرى ما آلت إليه اليوم جسور‬ ‫اإلخوة وهي تتصدع وتتهاوى حنو حبور التنافر والتناحر‪ ،‬فحل العداء حمل الوئام‬ ‫وأمست القطيعة وحدها شعارًا عند بعضهم فوهنت العالئق األسرية ال لشيء إال‬ ‫ألجل مطامع دنيوية زائلة ورغبات لنفوس استحوذ عليها الشيطان فأنساها ذكر‬ ‫اهلل‪ ،‬هل غضوا طرفهم لقول اهلل تعاىل ( وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب رحيكم) وأنا‬ ‫أسألك يا بنية هل تُطرح الربكة والرمحة يف بيوت باب أربابها هم من يشحذون أسنة‬ ‫البغضاء جتاه بعضهم البعض وخصوصًا بني اإلخوة واألخوات‪.‬‬ ‫وأعلمي إن عدوى اهلجران الناسفة لألعمار لن تكون مبنأى عن األبناء من بعدهم (‬ ‫فكما تُدين تُدان) حينها استفاقت الفتاة الشابة وكأن صاعقة حلّت بساحتها فأبدت‬ ‫ندمها ألنها كانت قد قاطعت أخاها لنزاع حل بينهما وقررت مصاحلته وطلب العفو‬ ‫منه وبلفتة طريفة من املرأة احلكيمة لتذّكر إن اإلنسان جمبول على الفطرة السليمة‬ ‫يف اغلب تصرفاته فإننا عندما نتعرض ألدنى صدمة كوخزة إبرة مثال ً نعرب عن‬ ‫أملنا باستغاثتنا بلفظة ( أخ) فهل يا ترى إنها حمض صدفة فأجابتها الفتاة‪ :‬ال اعتقد‬ ‫ذلك فالصدفة مفردة ال وجود هلا يف نواميس الكون اليت تدير دفته اإلرادة اإلهلية‬ ‫ويف اخلتام حديث ألمري املؤمنني يتعلم منه اإلخوان يف النسب والدين عظمة اإلخوة‬ ‫وأهميتها حيث قال ( إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا واظهروا هلم البشاشة والبشر‪،‬‬ ‫تتفرقوا وما عليكم من األوزار قد ذهب)‪.‬‬

‫ُ‬ ‫أعف َعن أخيك‬ ‫مريم اخلفاجي‬ ‫بينما رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله وسلم) جالس إذ رأيناه ضاحكًا حتى بدت ثناياه‪،‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬يا رسول اهلل م ّم ضحكت ؟ فقال ‪ :‬رجالن من أميت جيئا بني يدي رّبي‪ ،‬فقال‬ ‫رب ُخذ لي مبظلميت من آخر ‪ ،‬فقال اهلل تعاىل ‪ :‬أعط أخاك مظلمته‪،‬‬ ‫احدهما ‪ :‬يا ّ‬ ‫فقال‪ :‬يا رب مل يبق من حسناتي شيء‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رب فليحمل من أوزاري‪ ،‬ثم فاضت‬ ‫عينا رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله وسلم) وقال ‪:‬‬ ‫إن ذلك اليوم ليوم حتتاج الناس فيه إىل من حيمل عنهم أوزارهم ‪ ،‬ثم قال اهلل تعاىل‬ ‫للطالب حبقّه ‪ :‬ارفع بصرك إىل اجلنّة فانظر ماذا ترى ؟ فرفع رأسه فرأى ما‬ ‫أعجبه من اخلري والنعمة‪.‬‬ ‫رب ومن ميلك مثن ذلك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬يا رب ملن هذا ؟ فقال ‪ :‬ملن أعطاني مثنه‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ّ‬ ‫فقال ‪ :‬أنت‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف ذلك ؟ فقال ‪ :‬بعفوك عن أخيك ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد عفوت ‪ ،‬فقال‬ ‫اهلل تعاىل ‪ :‬فخد بيد أخيك فادخال اجلنّة ‪ ،‬فقال رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله‬ ‫وسلم) ‪ « :‬فاتّقوا اهلل وأصلحوا ذات بينكم»‪.‬‬ ‫فالتسامح والعفو من أروع صفات الكرماء وسجية امتلكها مجيع األنبياء ‪ ،‬فمهما القى‬ ‫اإلنسان من أخيه فما عليه إال أن ُيقابل اإلساءة باإلحسان ألن التوتر واملشاحنات‬ ‫بني الناس حتّول احلياة إىل جحيم ال يستطيعون العيش فيها براحة وان الصفح‬ ‫عن املسيء ال ُيقلل من قدر املرء شيئًا كما يظن البعض بل على العكس فان هكذا‬ ‫تصرفات تعكس املستوى الناضج ألخالق املرء وإميانه ومدى اعتزازه بنفسه حيث‬ ‫ينزهها عن النزول إىل مستوى املسيء ‪ ..‬واحملسن حمبوب عند اهلل تعاىل ‪ ،‬مق ّرب‬ ‫حيب‬ ‫منه ‪ ،‬له يف جنة اخللد نصيب وقد دعانا اهلل إىل ذلك بقوله ‪ ( :‬وأحسنوا إن اهلل ُّ‬ ‫احملسنني»‪( .‬مصدر الرواية ‪ /‬كتاب حبار األنوار ج‪ 77‬ص‪.)180‬‬

‫ْ‬ ‫تخيل ‪ ..‬الدنيا كالزهرة‬ ‫رغم مجاهلا إال أنها حتمل شوكة أو شوكتني‬ ‫هل سرتمي هذه الزهرة من أجل شوكة تستطيع إزالتها أو‬ ‫جتاهلها؟!‬ ‫هل ستحرم عينيك من مجال مظهرها من أجل شوكة‪ ،‬هل‬ ‫ستحرم أنفك من استنشاق رائحتها الزكية من أجل شوكة؟!‬ ‫كذلك الدنيا ‪ ..‬ال ترميها كلها أو تنظر إليها نظرة سوداء متحو‬ ‫كل ما فيها من مجيل‬ ‫من أجل ‪ ...‬إنسان عديم الرمحة ظلمك!‬ ‫أو صديق يف وقت حاجتك أهملك أو خانك!‬ ‫أو قريب أو بعيد ال يقدر املشاعر جرحك!‬ ‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪25‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫واحة األحرار‬

‫ما ينجي من سكرات الموت؟‬ ‫إعداد ‪ :‬نور علي عمران‬

‫وهي يف متناول يد اجلميع وهلا دور كبري يف‬ ‫ختفيف سكرات املوت ومن هذه األمور ‪:‬‬

‫سكرات املوت ‪ :‬هي العقبة األوىل واألصعب‬

‫‪ -1‬‬

‫على احملتضر‪.‬‬

‫الصدوق عن اإلمام الصادق (عليه السالم) انه‬

‫فمن جهة املرض واألمل وانعقاد اللسان ومن‬

‫قال ‪ « :‬من أحب أن خيفف اهلل عز وجل عنه‬

‫جهة أخرى بكاء األهل والعيال ووداعهم وكذلك‬

‫سكرات املوت فليكن لقرابته وصوال ً وبوالديه‬ ‫بارًا فإذا كان كذلك هون اهلل عليه سكرات‬

‫قضى عمرُه جبمعها ومل يفكر باحلالل واحلرام‬

‫املوت ومل يصبهُ يف حياته فقر أبدا «‪.‬‬

‫انفصال اإلنسان عن أمالكه ومنزله وماله الذي‬ ‫ومل يدفع احلقوق اليت وجبت عليه دفعها‪.‬‬

‫واملصيبة األعظم عندما يأتي ملك املوت‬

‫صلة الرحم وبر الوالدين ‪ :‬فعن الشيخ‬

‫قال اإلمام الصادق (عليه السالم) ‪« :‬‬ ‫‪ -2‬‬ ‫من كسا أخاه كسوة الشتاء أو الصيف كان حقًا‬

‫وبأي هيئة يكون؟ وكيف يقوم بنزع الروح من‬

‫على اهلل أن يكسوه من نبات اجلنة وان يهّون‬

‫وكذلك يأتي إبليس وأعوانه إىل احملتضر‬

‫املالئكة إذا خرج من قربه بالبشرى «‪.‬‬

‫اجلسد؟‬ ‫حياولون أن يعدلوه عن إميانه باهلل ليخرج‬

‫يوسع يف قربه وان يلقى‬ ‫عليه سكرات املوت وان ّ‬ ‫‪ -3‬‬

‫فعن رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله‬

‫وسلم) انه قال ‪ « :‬من اطعم أخاه حالوة اذهب‬

‫من هذه الدنيا خالي اليدين ليس عندُه ما‬ ‫ينجيه من العذاب ‪ ،‬كل هذا يكون يف سكرات اهلل عنه مرارة املوت «‪.‬‬

‫فعن الشيخ الصدوق عن اإلمام‬ ‫املوت اليت متثل بوابة الدخول إىل عامل جديد ‪ -4‬‬ ‫الصادق (عليه السالم) انه قال ‪ « :‬من صام يومًا‬ ‫وغريب وموحش ‪.‬‬ ‫إذن ما السبيل الذي ميكننا من التخلص من من آخر شهر رجب كان ذلك أمانًا له من شدة‬ ‫سكرات املوت وامانًا له من هول املطلع وعذاب‬ ‫هذه الشدائد والعقبات ؟‬ ‫هناك عدة أمور يستطيع كل واحد منا أن يفعلها‬

‫القرب «‪( .‬املصدر‪ :‬كتاب منازل اآلخرة)‪.‬‬

‫• ال�شيخ حبيب الكاظمي‬

‫اخلطايا‬ ‫العابرة‬ ‫إن صدور ( اخلطايا ) من اجلوارح‬ ‫‪ ،‬وتوارد ( اخلواطر ) على القلوب‬ ‫ال يوجب اليأس أبدًا ‪..‬فإن َمَثل هذه‬ ‫اخلطايا واخلواطر الطارئة ‪ ،‬ك َمَثل‬ ‫عابر السبيل يف الطريق الذي ال‬ ‫يكتسب عنوان عابره مبجرد عبوره‬ ‫فيه ‪ ،‬إال إذا استقر فيه واستوطنه‬ ‫‪..‬فإن الطريق ينتسب إىل من اختذه‬ ‫مقرًا ومنـز ًال ‪ ،‬وعليه فإن جمرد صدور‬ ‫املعصية عن جارحته أو جاحنته ‪ ،‬ال‬ ‫يكفي ألن( يتعنون ) العبد بعنوان يوجب‬ ‫له اليأس ‪..‬إذ أنه كما أن نفسه طريق‬ ‫لعابر الشر ‪ ،‬كذلك فإنها طريق لعابر‬ ‫اخلري ‪ ،‬فال يتعنون بعنوان غالب إال‬ ‫عند طغيان أحدهما على اآلخر ‪.‬‬

‫أسرار منزلة ماء الفرات‬ ‫ُ‬ ‫أركان فاضل عباس‬ ‫خص‬ ‫«قال اإلمام عِل ُّي بْ َن الحْ ُ َسينْ ِ ‪ِ« :‬إ َّن َمَلكًا َي ْهِب ُط ُك َّل عباده ومننه كثرية‪ ،‬فهو ج ّل وعال ملا ّ‬ ‫يل ِم ْس ٍك ِم ْن ِم َس ِك الجَْ َّنِة املؤمنني بزيارة كربالء‪ ،‬ودعاهم على لسان‬ ‫هل يوجد استثناء ملاء الفرات كما الرض َليَْلٍة َمَع ُه َثالَث ُة َمَثا ِق ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و َما ِم ْن َن ْه ٍر فيِ َش ْر ٍق َوال نبيه وأهل بيته األطهار (سالم اهلل علیهم) إىل‬ ‫ُر ِ‬ ‫كربالء؟ وهل هنالك تفاوت بني ماء الفرات َفَي ْط َر ُحَها فيِ الْف َ‬ ‫وسائر األنهار يف الدنيا؟‬ ‫َغ ْر ٍب َأ ْع َظ َم َب َرَكًة ِمنْهُ»‪.‬‬ ‫االغتسال مباء الفرات الذي يتمّيز عن سائر‬

‫نعم‪ ،‬إ ّن ملاء الفرات استثناًء كاالستثناء املوجود وأذكر رواية أخرى حول ماء الفرات لتق ّر عيون‬ ‫لرتبة قرب سيد الشهداء (سالم اهلل علیه) وحملّبه حمبيّ االمام أبي عبد اهلل احلسني (سالم اهلل‬ ‫وزائره وساكن تربته الطاهرة‪.‬‬

‫وذكر ابن قولويه بسنده الرواية التالية‪:‬‬ ‫‪ 26‬جملة االحرار اال�سبوعية‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬

‫بزيارة سيد الشهداء (سالم اهلل علیه)‪ ،‬وهذه‬

‫علیه)‪ ،‬وهي‪« :‬عن احلسني بن عثمان‪ ،‬ع ّمن ذكره من رمحة اهلل تعاىل ولطفه اخلاص بزّوار‬

‫«قال اإلمام أمري املؤمنني (سالم اهلل علیه)‪ :‬عن أبي عبد اهلل (سالم اهلل علیه) قال‪ :‬تقطر‬ ‫اآلخ َرِة»‬ ‫ُر ُ‬ ‫ات َسِّي ُد المَِْياِه فيِ ُّ‬ ‫الدنَْيا َو ِ‬ ‫الْف َ‬

‫املياه خبصائص كهذه وبالشرب منه ثم التش ّرف‬

‫يف الفرات كل يوم قطرات من اجلنة»‪.‬‬ ‫حقًا إ ّن لطف اهلل سبحانه وتعاىل عظيم على‬

‫االمام احلسني (سالم اهلل علیه)‪ ،‬فعلينا أن‬ ‫نشكر هذه النعمة‪.‬‬


‫واحة األحرار‬

‫ُ‬ ‫احلجامة اليت باركها الرسول (صلى اهلل عليه وآله) واهل بيته الكرام‬ ‫رياض جاسم حياوي‬ ‫ق��������ال ال�������رس�������ول األع������ظ������م حم����م����د ص����ل����ى اهلل ع���ل���ي���ه وآل�����������ه ((ش�������ف�������اء أم��ت�ي‬ ‫يف ث����ل���اث آي��������ة م������ن ك�����ت�����اب اهلل وم������ش������رط ح����ج����ام����ة ول����ع����ق����ة م������ن ع�����س�����ل))‪.‬‬ ‫إن احلجامة من أقدم أنواع العالجات اليت عرفتها البشرية‪ ،‬مارسها مجيع األنبياء مبا‬ ‫فيهم نبينا ادم (عليه السالم) وان احلجامة العمود األساسي يف الطب العربي الذي يتمثل‬ ‫يف (احلجامة‪ ،‬الكي‪ ،‬الفصد) وأما احلجامة احلديثة هي وسيلة علمية وهي مبثابة وسيلة‬ ‫للتخلص من العوادم السمية والعناصر املدمرة الزائدة يف أجسامنا عرب سطح اجللد من‬ ‫جتنب الكليتني والطحال والكبد‪ ،‬وتبعات العمل الشاق‪.‬‬ ‫واحلجامة عملية صحية ومؤمنة للغاية كما أنها غري ضارة وغري مؤملة وخالية من اآلثار‬ ‫السلبية ولكنها رغم ذلك شديدة الفعالية على اإلنسان لدى استخدامنا الصحيح‪ ،‬والعالج‬ ‫بها يهدف إىل شفاء املريض وختفيف األمل وتنشيط الوظائف احليوية للجسم والوقاية‬ ‫من األمراض(ويف حبثي هذا اطلعت على العديد من أطباء العامل الذين يشيدون بعمل‬ ‫احلجامة منهم الدكتور صفاء حسني هاشم العلي وهو أخصائي دبلوم عالي جراحة الصدر‬ ‫واألوعية الدموية والشرايني يف كلية الطب يف اجلامعة املستنصرية يف العراق قال ما‬ ‫نصه (بعد احتكاكي باألشخاص الذين يقومون مبمارسة احلجامة املنتظمة الصحية تبني‬ ‫أن( ‪ )%75‬منهم يستجيبون للعالج خالل أيام قليلة‪ ،‬فاحلجامة تعاجل الكثري من احلاالت‬ ‫املرضية ما بني عرض ومرض طبقا لنتائج العامل األخرية وهنا يتضح أن وصايا أهل البيت‬ ‫(عليهم السالم) يف احلجامة مل تكن إال صاحلة للمؤمنني) ‪.‬‬ ‫احلاالت املرضية اليت تعاجلها احلجامة‬ ‫من تلك احلاالت املرضية (أمراض القلب ‪،‬السرطان ‪،‬الفشل الكلوي‪ ،‬السكتة الدماغية‬ ‫‪،‬التهاب املفاصل واألعصاب‪ ،‬الروماتيزم ‪،‬النقرس ‪،‬الشلل النصفي‪،‬الضعف اجلنسي‪،‬ارتفاع‬

‫ضغط الدم ‪،‬القولون ‪،‬ضيق األوعية الدموية ‪،‬السكر‪،‬أمراض الرحم‪ ،‬الناعور الوراثي )‬ ‫وغري ذلك من األمراض الكثرية‪.‬‬ ‫نتائج حتليالت دم احلجامة‬ ‫ان التحليالت املختربية اليت أجريت على دم احلجامة تشري إىل أن نسبة كريات الدم‬ ‫البيض يف الدم منخفضة وان كريات الدم احلمر املستخرجة غري طبيعية ويظهر أن‬ ‫احلديد ال خيرج مع الدم املسحوب وأن (الكرياتينني) يف دم احلجامة يكون مرتفعا وهذا‬ ‫يدل على أن احلجامة تقتنص كل الشوائب والفضالت والرواسب الدموية مما يؤدي إىل‬ ‫نشاط كل األعضاء واألجهزة يف جسم اإلنسان وعلينا أن نعطيها املزيد من االهتمام‪،‬‬ ‫وانها وقائية وعالجية ويف ذات الوقت تهدف إىل القضاء على األمراض املؤدية بالعجز‬ ‫أو الوفاة‪.‬‬ ‫املؤشرات العامة الستخدام احلجامة‬ ‫ان املؤشرات العامة هي زيادة يف الدم ووجود األمراض وفقدان إالحساس واألمراض‬ ‫الناجتة عن السقوط والضعف العام وشحوب الوجه ومشاكل التنفس واإلحباط الشديد‬ ‫وااللتهابات وهناك مؤشرات أخرى كثرية‪،‬‬ ‫إن كل هذه األمور الطبية اليت ذكرناها تتم بربكة احلجامة وبقدرة البارئ عز وجل‪.‬‬

‫عجائب خلق اهلل ‪..‬‬

‫م�أ�ساة الطفولة‪..‬‬

‫سبحان اخلالق‬

‫جملة االحرار اال�‬ ‫سبوعية ‪27‬‬ ‫‪ALAHRAR MAGAZIN‬‬


‫باب قبلة االمام احلسني (عليه السالم)‬ ‫طارمة الذهب‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.