371 نشر الكفيل

Page 1


‫�سبل ال�سالم‬

‫د‪� .‬إح�سان الغريفي‬

‫ال�صفَا َواملَ ْر َو َة م ِْن �شَ َعا ِئ ِر اهلل َف َم ْن‬ ‫} ِ�إنَّ َّ‬ ‫َح َّج ال َب ْي َت �أَ ِو ا ْع َت َم َر ف اَ​َل ُج َن َاح َع َل ْي ِه �أَنْ‬ ‫َي َّط َّو َف بِهِ َما َو َم ْن َت َط َّو َع خَ رْ ًيا َف�إِنَّ اهلل �شَ اكِ ٌر‬ ‫َعلِي ٌم{ (البقرة‪)158 :‬‬ ‫اختلف املف�سرون يف وقت نزول هذه‬ ‫الآية‪ ،‬فمِ نهم َمن قال‪� :‬إنها نزلت يف (عمرة‬ ‫الق�ضاء) يف ال�سنة ال�سابعة للهجرة‪ ،‬وكان‬ ‫مِن �شروط ال ّنبي‪ ‬مع امل�شركني يف هذه‬ ‫ال�سفرة رفع ال�صنمني‪ ،‬وهما «�أ�ساف»‪،‬‬ ‫و«نائلة»؛ ملدة ثالثة �أيام حتى ي�سعى‪،‬‬ ‫وكان امل�شركون و�ضعوا «�أ�ساف» على‬ ‫ال�صفا‪ ،‬وو�ضعوا «نائلة» على املروة‪ ،‬وكانوا‬ ‫يتم�سحون بهما لدى ال�سعي‪ ،‬وقد عملوا‬ ‫َّ‬ ‫النبي‪ ‬لكنهم �أعادوهما �إىل‬ ‫ب�شرط ّ‬ ‫حملهما‪ ،‬فت�شاغل رجل عن ال�سعي ح َّتى‬ ‫انق�ضت الأيام و�أعيدت الأ�صنام‪ ،‬ف�شكى‬ ‫�إىل النبي‪ ،‬فنزلت هذه الآية‪ .‬يعني‪:‬‬ ‫ال جناح عليه �أن يطوف بهما وعليهما‬ ‫الأ�صنام‪.‬‬ ‫وقيل‪� :‬إ ّنها نزلت يف حجة الوداع يف‬ ‫ال�سنة العا�شرة للهجرة‪ .‬ومِن امل�ؤكد �أن مكة‬ ‫كانت يف هذه ال�سنة خالية مِن الأ�صنام‪،‬‬ ‫و�إنَّ كراهة امل�سلمني ال�سعي بني ال�صفا‬ ‫واملروة ب�سبب ال�سوابق التاريخية لهذين‬ ‫املكانني حيث انت�صب فيهما «�أ�ساف»‬ ‫و«نائلة»‪ ،‬فنزلت هذه الآية‪ .‬وقيل‪ :‬كانت‬ ‫عامة العرب ال ترى ال�صفا وامل��روة من‬ ‫ال�شعائر‪ ،‬وال يطوفون بهما‪ ،‬فنهاهم اهلل‬ ‫عن ذلك‪ .‬وروي عن ال�صادق‪� :‬أن‬ ‫امل�سلمني كانوا يظنون �أنَّ ال�سعي ما بني‬ ‫ال�صفا واملروة �شيء �صنعه امل�شركون ف�أنزل‬ ‫اهلل هذه الآية‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫البقية يف العدد القادم‬

‫ق�صيدة العدد‬

‫�أين ُحماة البقيع؟‬

‫م�ار‬ ‫زه���ت ال���رس� ُ‬ ‫��وم ك��أهن��ا أق� ُ‬ ‫در ق���ب���وره���م م��ن��ث��ور ًة‬ ‫هللِ ُّ‬ ‫قالوا البقيع‪ ،‬فقلت أين محاته؟‬ ‫ٌ‬ ‫كتل عىل صدر الصعيد جتمعت‬

‫وهل��ا جتمعت األل��وف تواص ً‬ ‫ال‬ ‫ٌ‬ ‫ضنك وما‬ ‫عاشوا حيا ًة ملؤها‬

‫ٍ‬ ‫فضيلة‬ ‫ك��ان��وا ع�مال��ق � ًة ل��ك��ل‬ ‫ُ‬ ‫نظرت إىل الصخو‬ ‫واحلال أنك لو‬ ‫َ‬

‫لوقفت مذهو ً‬ ‫ال تفاجئك الثرى‬ ‫َ‬ ‫�وت خييفهم ف� َّ‬ ‫قبورهم‬ ‫ال امل� ُ‬ ‫�إن َ‬ ‫أن هب��ا م��ع��ا َمل ٍ‬ ‫�ت َّ‬ ‫فتية‬ ‫ل��ع��ل��م� َ‬

‫فت‬ ‫هم ساد ُة الدنيا الذين ترشّ ْ‬ ‫احلسن الزكي وبعده‬ ‫املجتبى‬ ‫ُ‬ ‫وال��ب��اق� ُ�ر ال��ف��ذ ال���ذي يف فكره‬ ‫املذاهب قد سمت‬ ‫وجلعف ٍر منه‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫دوحة اهلادي التي يف أصلها‬ ‫هم‬

‫رسومهم أخفى البال‬ ‫فعالم تلك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يبيت معط ً‬ ‫ال‬ ‫ل�ام ذك� ُ�ره��م ُ‬ ‫وع� َ‬ ‫�ل ُ‬ ‫ي��ا ق��ا َت��ـ� َ‬ ‫اهلل ال��ذي��ن جت���رأوا‬

‫نصبوا ال��ع��دا َء آلل أمح��دَ عنو ًة‬ ‫َ‬ ‫السبيل وأحدثوا أكذوب ًة‬ ‫قطعوا‬

‫تفرقنا العدى‬ ‫ف��إىل متى نبقى ّ‬ ‫قبورهم م��دث��ور ٌة‬ ‫النبي‬ ‫وبنو‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫هم يمنعون الزائرين الوافدين‬

‫آباؤهم باألمس قد منعوا اهلدى‬ ‫التفر َق منهج ًا‬ ‫أسالفهم وضعوا ّ‬

‫الديار فحسبهم‬ ‫واليوم حيمون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الفضيلة ُم ّرد ًا‬ ‫زيح عن درب‬ ‫س ُي ُ‬

‫مو�سى الف�ؤادي‬

‫أحجار‬ ‫وسام البال وتناغمت‬ ‫ُ‬ ‫ستار‬ ‫الرياح وما هلن‬ ‫تسفي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫املختار‬ ‫أول��ي��س ه��ذا أمح��د‬ ‫ُ‬ ‫�ار‬ ‫إذ زاهن��ا اإلع��ظ��ام واإلك��ب� ُ‬ ‫ألئ���م� ٍ‬ ‫����ار‬ ‫��ة أخ��ف��ت��ه��م اآلث� ُ‬

‫األق��دار‬ ‫وهنوا إذا ما ّح��ت‬ ‫ُ‬ ‫نار‬ ‫إذ‬ ‫فيهم دنيا ال��وج��ود ُت ُ‬ ‫ُ‬ ‫�زار‬ ‫ِر العاريات املقفرات ُت� ُ‬

‫اسبشار‬ ‫ح��وت وك��أهن��ا‬ ‫فيام‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وه���زار‬ ‫مح��ائ��م‬ ‫حت���وم‬ ‫فيها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫أبرار‬ ‫ساروا وما وهنوا وهم‬ ‫ُ‬ ‫أح��رار‬ ‫ُّأم ال��ق��رى هب��م وه��م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫النو ُار‬ ‫�ن العباد‬ ‫زي� ُ‬ ‫الناسك ّ‬ ‫العلوم وحيث فيه تحُ ُار‬ ‫أغنى‬ ‫َ‬ ‫أفكار‬ ‫عت‬ ‫العىل وتط ّل ْ‬ ‫نحو ُ‬ ‫ُ‬ ‫أدوار‬ ‫نبت اهل��دى وتعاقبت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫تنهار‬ ‫��دت‬ ‫آث��اره��ا حتى غ� ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���دار‬ ‫هلل ك��ي��ف ت���س� ُ‬ ‫��اوم األق� ُ‬ ‫وت��ش��دّ ق��وا ّ‬ ‫حتكموا وأث���اروا‬

‫ولقد عتوا يف أمرهم إذ جاروا‬

‫يف هن��ج أمح��دَ‬ ‫تثار‬ ‫واألم���ور ُ‬ ‫ُ‬ ‫��رار‬ ‫وإىل م��ت��ى‬ ‫ُ‬ ‫االن��ت��ق��ام ق� ُ‬ ‫�ور أح��ف� ِ‬ ‫�دار‬ ‫�اد اللئام ت� ُ‬ ‫وق��ب� ُ‬

‫��ار‬ ‫إىل البقيع يسوقهم د ّي� ُ‬ ‫أخطار‬ ‫وتعاظمت‬ ‫من إرثها‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫للطائفية ح�ين ح� َّ‬ ‫��وار‬ ‫��ل ب� ُ‬ ‫�ار‬ ‫أن امل��ح��ام��ي ر ُّب��ن��ا اجل��ب� ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القه ُار‬ ‫املنقذ‬ ‫الكفيل‬ ‫فهو‬ ‫ّ‬


‫حدث يف مثل هذا الأ�سبوع‬ ‫‪ / 4‬شوال املكرم‪:‬‏ رُضبت فيه السكة (النقود)‬

‫هدم البقيع الغرقد‬ ‫�إعداد‪ /‬املحرر‬

‫باسم اإلمام الرضا‪.#201 ‬‬

‫‪ -‬بداية الغيبة لإلمام املهدي املنتظر‪،#329‬‬

‫ب��وف��اة ع�لي ب��ن حممد ال��س��م��ري ال��ن��ائ��ب ال��راب��ع‬

‫للحجة‪.‬‬

‫‪ -‬وفاة آية اهلل العظمى الشيخ حسني احليل‪‬‬

‫سنة ‪1974 / #1394‬م‪.‬‬

‫‪ / 5‬شوال املكرم‪:‬‏ أمري املؤمنني‪ ‬خيرج من‬

‫النخيلة متوجه ًا إىل صفني عام ‪.# 36‬‬

‫ وصول مسلم بن عقيل‪ ‬رسو ً‬‫ال عن اإلمام‬

‫احلسني‪ ‬إىل الكوفة ‪ ،#60‬وبايع من أهلها ‪18‬‬

‫ألف رج ً‬ ‫ال للحسني‪.‬‬

‫‪ -‬زواج اإلم��ام الرضا‪ ‬بابنة امل��أم��ون سنة‬

‫‪.#201‬‬

‫‪ / 6‬شوال املكرم‪:‬‏ خروج أول توقيع من اإلمام‬

‫املهدي‪ ‬إىل سفريه ونائبه الثالث احلسني بن روح‬

‫النوبختي‪ ‬سنة ‪ ،#305‬يثني عليه ويدعو له‪،‬‬ ‫ويعرفه إىل الناس واألصحاب‪.‬‬

‫‪ / 8‬ش��وال املكرم‪:‬‏ وف��اة السلطان أبو شجاع‬

‫فناخرسو عضد الدولة بن ركن الدولة الديلمي‬

‫سنة ‪ ،#372‬وكان شديد الرسوخ يف التشيع‪ ،‬وقد‬

‫بنى قرب أمري املؤمنني‪ ‬واحلائر احلسيني‪ ..‬مات‬ ‫ببغداد‪ ،‬ونقل ودفن يف النجف األرشف‪.‬‬

‫‪ -‬اهل��دم الثاين ملراقد البقيع الطاهرة من قبل‬

‫الوهابيني سنة ‪1924 / #1344‬م‪.‬‬ ‫ّ‬

‫يعتقد الوهابيون عىل خالف مجهور املسلمني أن‬ ‫زيارة وتعظيم قبور األنبياء وأئمة أهل البيت‪‬عبادة‬ ‫ألصحاب هذه القبور ورشك باهلل يستحق معظمها‬ ‫القتل وإهدار الدم!‪ ..‬ورشعوا بتطبيقها عىل اجلمهور‬ ‫األعظم من املسلمني بقوة احلديد والنار‪ ..‬فكانت‬ ‫املجازر التي مل تسلم منها بقعة يف العامل اإلسالمي‬ ‫طالتها أيدهيم‪ .‬وكانت (مكة واملدينة) من أكثر املدن‬ ‫تعرض ًا هلذه املحنة العصيبة‪.‬‬ ‫وقد قاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتني‪:‬‬ ‫* األوىل‪ :‬عام ‪1220‬هـ‪ -:‬عند قيام الدولة السعودية‬ ‫األوىل؛ حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع‪ ،‬وعندما‬

‫سقطت دولتهم عىل يد العثامنيني أعاد املسلمون بناءها‬ ‫عىل أحسن هيئة من تربعات املسلمني‪ ،‬ف ُبنيت القبب‬ ‫واملساجد بشكل فني رائع‪ ،‬حيث عادت هذه القبور‬ ‫املقدسة حمط رحال املؤمنني بعد أن ولىّ ُ‬ ‫خط الوهابيني‬ ‫حل ٍ‬ ‫ني من الوقت‪.‬‬ ‫* الثانية‪ :‬عام ‪1344‬هـ‪ -:‬بعد قيام دولتهم الثالثة؛‬ ‫وقاموا بتهديم املشاهد املقدسة لألئمة األطهار‪‬‬ ‫وعاظهم‪.‬‬ ‫بعد تعريضها لإلهانة والتحقري بفتوى من ّ‬ ‫فأصبحت أرض البقيع ق��اع� ًا صفصف ًا وس� ّ�ووه��ا‬ ‫ب��األرض‪ ،‬وتركوها معرض ًا لوطء األق��دام‪ ،‬ودوس‬ ‫الكالب والدواب‪ .‬وهنبت كل ما كان يف تلك األماكن‬ ‫املقدّ سة من فرش وهدايا وآثار قيمة‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ا�ستفتاءات‬

‫إنـا َيـ ْه َل ُ‬ ‫ا�س لأ َّنـه ُْم َ‬ ‫� مَّ َ‬ ‫ال َي ْ�س�أ ُل ْونَ ‬ ‫ك ال َّن ُ‬

‫الإمام الباقر ‪‬‬

‫طبق ًا لفتاوى املرجع الديني الأعلى �آية اهلل العظمى ال�سيد علي احل�سيني ال�سي�ستاين (دام ظله)‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬ما هو ر�أي �سماحتكم ب�أكلة (الأندومي) مل�صدر اجليالتني؟ وهل يجب على املكلف التحري‬ ‫املنت�شرة منذ زمن يف الأ�سواق‪ .‬وهي ت�شبه ال�شعرية وال�س�ؤال عن م�صدر اجليالتني؟‬ ‫مو�ضوعة يف �أكيا�س بال�ستيكية ومكتوب عليها من�ش�أ اجلواب‪ :‬يجوز تناولها فيما لو �شك يف كونها م�ستخل�صة‬ ‫لدولة عربية؟‬ ‫من احليوان �أو من النبات‪ ،‬وال يجب الفح�ص‪ .‬و�أما �إذا علم‬

‫اجلواب‪� :‬إن مل ُيعلم با�شتمالها على ما يحرم تناوله فال اتفاقاً با�ستخال�صها من احليوان فال يجوز تناولها‪ ،‬مع عدم‬ ‫�إحراز كون ذلك احليوان مذكى بطريقة �شرعية‪ ،‬حتى فيما لو‬ ‫�إ�شكال فيه‪.‬‬ ‫كانت م�ستخل�صة من عظامه على الأحوط‪ .‬نعم مع العلم بطرو‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬متى ُيباح تناول املحرمات؟‬ ‫ً‬ ‫اال�ستحالة على موادها الأولية يف عملية ت�صنيعها كيميائيا‪ ،‬فال‬ ‫اجلواب‪ :‬يباح تناول املح ّرمات املتقدمة يف موارد اال�ضطرار؛ ب�أ�س بتناولها مطلقاً‪� ،‬إال �أن ذلك غري ثابت‪.‬‬ ‫و�سد رمقه عليه‪� ،‬أو عرو�ض املر�ض ال�شديد‬ ‫كتوقف حفظ نف�سه ّ‬ ‫ال�������س����ؤال‪ :‬م���ا ح��ك��م �أك����ل الأط��ع��م��ة‬ ‫الذي ال يتحمل عادة برتكه‪� ،‬أو �أداء‬ ‫املحتوية على اجليالتني احليواين الذي‬ ‫تركه �إىل حلوق ال�ضعف ال�شديد املفرط‬ ‫الأطعمة‬ ‫نعلم �أنه م�ستخرج من البقر غري املذكى �أو‬ ‫امل�ؤدي �إىل التلف �أو �إىل املر�ض باحلد‬ ‫اخلنزير؟‬ ‫والأ�شربة‪1/‬‬ ‫املتقدم �أو املوجب للتخلف عن الرفقة‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجوز الأكل حتى �إذا كان اجلالتني‬ ‫مع ظهور �أمارة العطب‪.‬‬ ‫م�ستخل�صاً من عظام امليتة على الأحوط وجوباً‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬ما �إذا خيف برتكه على نف�س‬

‫�أخرى حمرتمة كاحلامل تخاف على جنينها واملر�ضعة على‬ ‫طفلها‪ ،‬بل ومن اال�ضطرار خوف طول املر�ض ال�شديد الذي‬ ‫ال يتحمل عادة �أو ع�سر عالجه برتك التناول‪ ،‬واملدار يف الكل‬ ‫على اخلوف احلا�صل من العلم والظن بالرتتب �أو االحتمال‬ ‫املعتد به عند العقالء ولو لأجل �أهمية حمتمله‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬ما حكم تناول كب�سوالت زيت ال�سمك؟‬ ‫مع العلم ال�شركات امل�صنعة تذكر �أن هذا الزيت‬ ‫قد يكون م�ستخرج من �أي نوع من الأ�سماك كاحلوت‬ ‫و�سمك القر�ش و�أ�سماك �أخرى قد تكون من ذوات‬ ‫الفل�س �أو من غري ذوات الفل�س؟‬

‫اجلواب‪ :‬ال يجوز‪� ،‬إال �إذا �أحرز كونها م�أخوذة من ذوات‬ ‫الفل�س من الأ�سماك‪ ،‬نعم �إذا كان ذو اليد امل�سلم قد عر�ضها‬ ‫للأكل ومل يكن ممن ي�ستحل غري ذوات الفل�س من الأ�سماك‬ ‫جاز اال�ستعمال‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬الآي�س ك��رمي لقد ات�ضح �أن �صناعته‬ ‫حتتوي على مادة تدعى الثعلبية‪ ،‬فهل هناك حرمة‬ ‫فيها؟ بالإ�ضافة �أن الآي�س كرمي وبع�ض املعجنات‬ ‫حتتوي على الفانيال والفانيلني‪ ،‬فهل يجوز تناول‬ ‫املنتجات احلاوية عليهم و�إن مل نكن على اطالع ال�س�ؤال‪ :‬هل يجوز تناول �أقرا�ص زيت ال�سمك‬ ‫مبحتوياتها؟‬ ‫كدواء فيتامني؟‬ ‫اجلواب‪ :‬ال مانع من ا�ستخدام الثعلبية والفانيال والفانيلني اجلواب‪ :‬ال يجوز‪� ،‬إذا مل يعلم كونه من �سمك لها ق�شور‪،‬‬

‫يف الأطعمة‪� ،‬إال �أن تعلم بنجا�ستها �أو ما يقت�ضي حرمتها‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬ما هو حكم الأطعمة �أو الأدوية املحتوية‬ ‫على اجليالتني يف حال عدم ذكر ال�شركة امل�صنعة‬

‫‪4‬‬

‫ُ‬

‫�إال �إذا كان العالج �ضرورياً ومل يكن له بديل‪.‬‬


‫ردود بال حدود ‪209 /‬‬

‫الوالية يف الكتاب وال�سنة‬

‫ذكرنا يف احللقة ال�سابقة احلديث الثالث ا َّلذي ُّ‬ ‫يدل على والية‬ ‫�أمري امل�ؤمنني‪ ‬وخالفته‪ ،‬ونذكر هنا احلديث الرابع الذي يفيد‬ ‫�أنَّ عل ّياً‪ ‬و ُّيل ّ‬ ‫كل م�ؤمن بعد ر�سول اهلل‪‬؛ فقد روى جماعة‬ ‫مِن علماء ال�سنة منهم‪ :‬الن�سائي يف ال�سنن الكربى‪ :‬ج‪� ،5‬ص‪،45‬‬ ‫ح‪ ،10/8146‬كتاب املناقب)‪ ،‬وابن �أبي �شيبة يف الكتاب‬ ‫امل�صنف‪ :‬ج‪� ،6‬ص‪ ،375‬ح‪ ،32112‬والطرباين يف املعجم الكبري‪:‬‬ ‫ج‪� ،7‬ص‪ ،254‬ح‪ ،14684‬وغريهم‪ ،‬عن عمران بن ح�صني قال‪:‬‬ ‫قال ر�سول اهلل‪�« :‬إن عل ًّياً مني‪ ،‬و�أنا منه ‪ ،‬وهو و ّيل ّ‬ ‫كل م�ؤمن‬ ‫مِن بعدي»‪.‬‬ ‫وروى الطيال�سي يف م�سنده ال�شطر الثاين مِن احلديث ب�سنده‬ ‫عن عمرو بن ميمون‪ ،‬عن ابن عبا�س‪� ،‬أن ر�سول اهلل‪ ‬قال لعلي‪:‬‬ ‫«�أنت ويل كل م�ؤمن بعدي»(‪.)1‬‬ ‫وروى هذا احلديث البخاري يف‬ ‫باب مناقب علي بن �أبي طالب‪،‬‬ ‫�إ َّال �أ َّن��ه حذف اجلزء الأخ�ير مِن‬ ‫احلديث‪ ،‬وروى اجلزء الأول منه‪،‬‬ ‫أنت‬ ‫النبي‪ِ ‬ل َع ٍّلي‪َ �« :‬‬ ‫فقال‪ :‬قال ّ‬ ‫م ّني و�أنا َ‬ ‫منك»‪.‬‬ ‫وروى ال�ترم��ذي ب�سنده عن‬ ‫عمران بن ح�صني ق��ال‪ :‬بعث‬ ‫ر�سول اهلل‪ ‬جي�شاً وا�ستعمل‬ ‫عليهم علي ب��ن �أب���ي طالب‪،‬‬ ‫فم�ضى يف ال�سرية‪ ،‬ف�أ�صاب جارية‪ ،‬ف�أنكروا عليه وتعاقد �أربعة من‬ ‫�أ�صحاب ر�سول اهلل‪ ،‬فقالوا‪� :‬إذا لقينا ر�سول اهلل‪� ‬أخربناه‬ ‫علي‪-‬وكان امل�سلمون �إذا رجعوا من ال�سفر بد�أوا بر�سول‬ ‫مبا �صنع ٌّ‬ ‫اهلل‪‬ف�سلموا عليه ثم ان�صرفوا �إىل رحالهم‪ -‬فلما قدمت ال�سرية‬ ‫�سلموا على النبي‪ ،‬فقام �أحد الأربعة فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل �أمل‬ ‫علي بن �أبي طالب �صنع كذا وكذا‪ ،‬ف�أعر�ض عنه ر�سول‬ ‫تر �إىل ّ‬ ‫اهلل‪ ،‬ثم قام الثاين فقال مثل مقالته‪ ،‬ف�أعر�ض عنه‪ ،‬ثم قام‬ ‫الثالث فقال مثل مقالته‪ ،‬ف�أعر�ض عنه‪ ،‬ثم قام الرابع فقال مثل ما‬ ‫قالوا‪ ،‬ف�أقبل ر�سول اهلل‪ ‬والغ�ضب يعرف يف وجهه‪ ،‬فقال‪« :‬ما‬ ‫علي؟! �إنَّ‬ ‫علي؟! ما تريدون مِن ٍّ‬ ‫علي؟! ما تريدون مِن ٍّ‬ ‫تريدون مِن ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫عل ًّياً مني و�أنا منه‪ ،‬وهو ويل كل م�ؤمن بعدي»‪ .‬قال الرتمذي‪ :‬هذا‬ ‫حديث ح�سن غريب ال نعرفه �إال من حديث جعفر بن �سليمان‪.‬‬ ‫(‪ .)2‬وقال الألباين بتحقيقه على هذا احلديث‪�( :‬صحيح)‪.‬‬ ‫و ُعلِم مِن قوله‪« :‬وهو و ُّيل ُك ِّل ُم�ؤْ ِمنٍ َب ْعدِ ي» �أنَّ الوالية‬

‫د‪�.‬إح�سان الغريفي‬

‫لي�ست املحبة كما زعم ابن تيمية‪ ،‬فلو كان املراد مِن الوالية املحبة‬ ‫علي‪ ‬جتب على امل�ؤمنني يف‬ ‫ملا قال‪( :‬بعدي) لأنَّ حمبة ٍّ‬ ‫حياة ر�سول اهلل‪ ‬وبعد وفاته‪َّ ،‬ثم �إ َّنه‪ ‬بينَّ �أنَّ اخلالفة ال‬ ‫بعلي‪ ،‬وذلك باحلديث ا َّلذي ذكره الألباين و�صححه‪،‬‬ ‫تنح�صر ٍّ‬ ‫وهو قوله‪�« :‬إين تارك فيكم خليفتني‪ :‬كتاب اهلل حبل ممدود‬ ‫ما بني ال�سماء والأر�ض وعرتتي �أهل بيتي و�إنهما لن يتفرقا حتى‬ ‫بعلي فقط‪ ،‬و�إنمَّ ا‬ ‫علي احلو�ض»(‪ ،)3‬فعلم �أنَّ اخلالفة ال تنح�صر ٍّ‬ ‫يردا َّ‬ ‫ي�صح الرجوع �إىل‬ ‫به وب�أهل بيته‪ ‬وقرنهما‪ ‬مع القر�آن‪ ،‬فال ّ‬ ‫غريهما لأنهما خليفتا ر�سول اهلل‪.‬‬ ‫و�أ َّم���ا احلديث اخلام�س فيفيد بيان منزلة الإم��ام��ة فقد‬ ‫أثبت‪‬لعلي‪ّ ‬‬ ‫كل ما كان لهارون من مو�سى �إ َّال النب ّوة؛ فقد‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫روى جماعة من �أ�صحاب ال�صحاح‬ ‫منهم البخاري وم�سلم �أَنَّ َر ُ�س َ‬ ‫ول‬ ‫اهللِ‪ ‬خَ َر َج �إِلىَ َت ُب َ‬ ‫وك‪َ ،‬و ْا�س َت ْخ َل َف‬ ‫ال�ص ْب َيانِ‬ ‫َع ِل ّياً‪َ ،‬فق َ​َال‪� :‬أَتُخَ ِّل ُفنِي فيِ ِّ‬ ‫َوال ِّن َ�ساءِ؟‬ ‫ق َ​َال‪�« :‬أَ َال َت ْر�ضَ ى �أَنْ َت ُكونَ ِم ِّني‬ ‫و�سى؟ �إِ َّال �أَ َّن ُه‬ ‫بمِ َ ْن ِز َل ِة َه��ا ُرونَ م ِْن ُم َ‬ ‫َل ْي َ�س نَب ٌِّي َب ْعدِ ي»(‪ .)4‬ف�ش ّبه ر�سول‬ ‫علي مبنزلة هارون من‬ ‫اهلل‪ ‬منزلة ّ‬ ‫لعلي‬ ‫اهلل‪‬‬ ‫ر�سول‬ ‫مو�سى‪ ،‬ف�أعطى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل رتبة ومنزلة ي�ستحقها هارون‬ ‫بنبي بل هو‬ ‫فعلي لي�س ّ‬ ‫من مو�سى ومل ي�ستثنِ �إ َّال خ�صلة النبوة‪ّ ،‬‬ ‫�إمام‪.‬‬ ‫البقية يف احللقة القادمة‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫(‪ )1‬م�سند �أبي داود الطيال�سي ل�سليمان بن داود بن اجلارود (ت‪3 :)#204 :‬‬ ‫‪ ،163 /‬ح‪ /2875‬عمر بن ميمون‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اجلامع ال�صحيح وهو �سنن الرتمذي‪ ،471-470 / 4 :‬ح‪ / 3712‬كتاب‬ ‫املناقب – باب مناقب علي بن �أبي طالب(ر�ض)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬م�صابيح التنوير على �صحيح اجلامع ال�صغري للألباين‪ ،460 / 1:‬حديث‬ ‫رقم‪.2457 :‬‬ ‫(‪� )4‬صحيح البخاري‪ ،794 ،676 :‬ح‪ -3706‬كتاب ف�ضائل �أ�صحاب النبي‪،‬‬ ‫و ح‪ -4416‬كتاب املغازي‪ ،‬و�صحيح م�سلم‪ ،1019 :‬ح‪ 32 ،31 ،30 – 2404‬باب‬ ‫ف�ضائل علي بن �أبي طالب‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫اخالقنا‬

‫اتقوا اهلل يف �أحكام اهلل!‬ ‫علم وفن �أ�صحاب اخت�صا�ص ُيرجع �إليهم‪،‬‬ ‫ال ريب �أن لكل ٍ‬ ‫فالنجار ال ي�أخذ مكان الطبيب‪ ،‬واملدر�س ال يقوم بعمل‬ ‫الطيار‪ ..‬وهكذا‪ .‬ولعل الأحكام ال�شرعية تعترب من �أو�سع‬ ‫و�أخطر العلوم لتعلقها ب�شريعة اهلل‪ ..‬ولكن!! من �أعجب‬ ‫الأعاجيب ال�شائعة يف املجتمع جند قلة اكرتاث بامل�سائل‬ ‫ال�شرعية وعدم الرجوع �إىل العلماء‪..‬‬ ‫فمنهم من �أ�س�سوا (مدار�س علمية خا�صة)‪ ..‬يفتون كما‬ ‫ي�شتهون‪ ،‬ويقي�سون حكم ًا �شرعي ًا‬ ‫حكم �آخر‪ ،‬وي�ستح�سنون �أحكام ًا‬ ‫على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وي�ترك��ون �أخ����رى كيفما تقت�ضي‬ ‫�أه��وائ��ه��م‪ ..‬دون تفريق بني حالل‬ ‫�أو ح��رام‪ ،‬بل �إن منهم َم��ن يحر�ص‬ ‫على امل�ستحبات ويرتك الواجبات‪،‬‬ ‫ويلتزم ب�ترك امل��ك��روه وال يجتنب‬ ‫عن احلرام‪ ..‬يقولون ب�آرائهم رجم ًا‬ ‫بالغيب دون واز ٍع من تقوى اهلل‪..‬‬ ‫وق��د يهون اخلطب ل��و �أن��ه اقت�صر‬ ‫على ب�سطاء ال��ن��ا���س‪ ،‬ول��ك��ن حتى‬ ‫ب��ع�����ض (امل��ث��ق��ف�ين م���ن �أ���ص��ح��اب‬ ‫ال�شهادات الأكادميية) لهم �آرا�ؤهم‬ ‫يف هذا ال�ش�أن!! واليك �صدىً لبع�ض‬ ‫�أ�صواتهم‪:‬‬ ‫فقيه �أبداً‪ ،‬بل �أ�ستند �إىل‬ ‫ـ يقول �أحدهم‪� :‬أنا ال �أقلد �أي ٍ‬ ‫القر�آن والأحاديث ال�شريفة يف �أعمايل العبادية وجميع‬ ‫تعامالتي الأخ����رى‪ ..‬ف��ال��ق��ر�آن ‪-‬ح�سب زع��م��ه‪ -‬وا�ضح‬ ‫وال يحتاج �إىل تف�سري‪ ،‬كما �أن من ال�سهل معرفة الأدلة‬ ‫ومناق�شة الفقهاء بعد �أن �أ�صبح حت�صيل العلم �سه ًال هذه‬ ‫الأيام!!‬ ‫وق��د �سمعتُ الكثريين وه��م ي��ه��ز�ؤون ببع�ض الأحكام‬ ‫ويعرت�ضون على الفقهاء ويناق�شون �آرائ��ه��م وفتاواهم‬ ‫أدلة) ال تدل على �شيء �سوى اجلهل املطبق!‪..‬‬ ‫(ب� ٍ‬

‫�إعداد‪�/‬صادق مهدي ح�سن‬

‫ومنها قوله‪ :‬مبا �أن �صيام �أول �أيام عيدي الفطر والأ�ضحى‬ ‫حرام‪ ،‬فيكون �صيام يوم الغدير حرام كذلك‪ ،‬وال ي�ؤمن‬ ‫با�ستحباب �صيام هذا اليوم الكرمي باعتباره من �أعظم‬ ‫بناء على هذا‬ ‫الأعياد‪ ..‬و ُي�شكل على �صيام يوم اجلمعة ً‬ ‫الأ�سا�س الواهي من اال�ستنتاج‪ ،‬كما �أ ّن��ه ال يحبذ �صيام‬ ‫فرحة كربى وهي والدة الإمام‬ ‫‪� 15‬شعبان باعتباره يوم‬ ‫ٍ‬ ‫املهدي‪ ..‬وعلى هذه فق�س ما �سواها‪..‬‬ ‫�أال يقر�أون قول اهلل تعاىل‪} :‬‬ ‫ْف َما َل ْي َ�س َل� َ‬ ‫َوال َتق ُ‬ ‫�ك ِب� ِ�ه ِعل ٌْم‬ ‫ال�س ْم َع َوال َب َ�ص َر َوال ُف َ�ؤا َد ُكلُّ‬ ‫�إِنَّ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫�أُو َل ِئ َك كانَ َعنْهُ َم ْ�س ُئوال{؟!‪..‬‬ ‫وق��ول �إمامنا الباقر‪َ « :‬من‬ ‫�أفتى النا�س بغري علم وال هدى‬ ‫ُ‬ ‫مالئكة الرحمة‬ ‫من اهلل‪ ،‬لعنته‬ ‫ُ‬ ‫ومالئكة العذاب»؟!‬ ‫�إنّ م�س�ألة التخ�ص�ص يف الأحكام‬ ‫ال�شرعية فقه ًا و�أ����ص���و ًال وما‬ ‫ي��ت��ع��ل��ق ب��ه��م��ا ت��ت��ط��ل��ب درا���س��ة‬ ‫معمقة وط��وي��ل��ة الأم���د لكثري‬ ‫من العلوم القر�آنية واللغوية‬ ‫والعقائدية والفل�سفية‪ ..‬لكي يكون املت�صدي ‪ -‬بعد توفيق‬ ‫اهلل وت�سديده ‪ -‬فقيه ًا ميكن العمل بفتواه‪.‬‬ ‫وم��ن ج��ان��ب �آخ���ر‪ ،‬ف����إن الأح��ك��ام ال�شرعية ال تخ�ضع‬ ‫لال�ستح�سان والقيا�س‪ ،‬بل هي �أحكام تعبدية توقيفية‬ ‫���ص��درت م��ن رب حكيم عليم ي��ع��رف ���ش ��ؤون العباد وما‬ ‫ي�صلحهم‪ ..‬ف َمن �آمن باهلل وحكمته وح�سن تدبريه‪� ،‬أدرك‬ ‫�أن لكل ت�شريع حكمة بالغة هي �أكرب من �أن يدركها العقل‬ ‫الب�شري القا�صر‪ ...‬و�أخ�يراً‪ ،‬نقول لهم جميع ًا �أن (اتقوا‬ ‫اهلل يف �أحكام اهلل)‪.‬‬

‫و�صايا الطاهرين ‪‬‬ ‫من كالم لأمري امل�ؤمنني‪ ‬جلابر بن عبد اهلل الأن�صاري‪:‬‬

‫هلل ُ�س ْب َحا َنهُ ِع َباد ًا َيخْ َت ُّ�ص ُه ُم ِبال ِّن َع ِم لمِ َ َنا ِف ِع ال ِع َبا ِد‪َ ،‬ف ُي ِق ُّرهَ ا يف �أَ ْيديه ِْم َما َب َذ ُلوهَ ا‪َ ،‬ف�إِ َذا َم َن ُعوهَ ا‬ ‫َيا َجا ِب ُر‪� ،‬إِنَّ ِ‬ ‫َن َز َع َها ُ‬ ‫هلل ُ�س ْب َحا َنهُ و َت َعاىل َع َل ْي ِه َك رُ َ‬ ‫اهلل َع ْن ُه ْم‪ُ ،‬ث َّم َح َّو َل َها �إِىل َغيرْ ِ ِه ْم‪َ .‬يا َجا ِب ُر‪َ ،‬م ْن َك رُ َ‬ ‫ثتْ َح َوا ِئ ُج‬ ‫ثتْ ِن َع ُم ا ِ‬ ‫هلل ُ�س ْب َحا َنهُ‬ ‫هلل َف َق ْد َع َّر َ�ض َها لِلدَّ َوا ِم وال َب َقاءِ ‪ ،‬و َم ْن لمَ ْ َيق ُْم ِ‬ ‫وج َّل في َها بمِ َ ا َي ِج ُب ِ‬ ‫َّا�س �إِ َل ْي ِه‪َ ،‬ف َم ْن َقا َم ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫هلل َع َّز َ‬ ‫ال وال َف َناءِ ‪.‬‬ ‫في َها بمِ َ ا َي ِج ُب َف َق ْد َع َّر َ�ض َها ِلل َّز َو ِ‬ ‫(نهج البالغة)‬

‫‪6‬‬


‫ينابيع تربوية‬

‫الغرية عند الأطفال‬ ‫الغرية حالة طبيعية عند الأطفال‪ ..‬ولو مل يغري‬ ‫الطفل النزعجت الأم؛ لأن هذا �سلوك غري طبيعي‪..‬‬ ‫ومن الأ�شياء التي ينبغي �أن تتقيد بها الأم لئال ‪:‬‬

‫ال����ط��ي�ن‬ ‫ب����ل����ة‪..‬‬ ‫خ�صو�ص ًا‬ ‫�إذا �شعر‬ ‫ال��ط��ف��ل‬ ‫أن�����������ك‬ ‫�‬ ‫ِ‬

‫�إعداد‪ /‬عالء الأ�سدي‬

‫‪ ‬الف�صل الكامل بني الطفلني؛ خوف ًا على الطفل‬ ‫اجلديد يعطي نتائج عك�سية‪ ،‬ويكون ل��دى الطفل‬ ‫الكبري ف�ضول �شديد جت��اه الطفل ال�صغري مما قد‬ ‫يجعله يتحني الفر�ص الكت�شاف هذا املخلوق اجلديد‬ ‫بعيد ًا عن �إ�شراف الوالدين‪ ..‬لذلك �شاركي طفلك يف‬ ‫اكت�شاف �أخ��وه اجلديد‪ ..‬دعيه مي�سك ي��ده‪ ..‬دعيه عاقبتيه ب�سبب هذا الطفل اجلديد‪.‬‬ ‫ي�ساعدك يف �إح�ضار ‪�‬أكرثي من احت�ضان الطفل‪ ،‬و�أ�شبعيه من احلنان‪..‬‬ ‫إ�شرافك‪ ..‬دعيه‬ ‫يحمله حتت �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫��ت من�شغلة بالطفل‬ ‫خ�صو�ص ًا �إذا �أق��ب��ل‬ ‫�أغرا�ض الطفل من غيارات وحفاظات‪.‬‬ ‫عليك و�أن� ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬ال تعاقبي الطفل �أب���د ًا �إذا �أع��ت��دى على �أخيه اجلديد‪ ،‬وال ب�أ�س �أن ت�ضعي الطفل جانب ًا وحتمليه‬ ‫ي�ساعدك‬ ‫أنك حتبيه �أكرث لأنه‬ ‫ِ‬ ‫ال�صغري؛ فالعقاب �سيزيد من كراهيته له‪ ،‬و�سيزيد وت�ضميه وتخربيه � ِ‬ ‫يتعبك كما يفعل ال�صغري‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ِ‬

‫املو�ضة‪� ...‬أو الزي اجلديد‬

‫�إعداد‪ /‬منري احلزامي‬

‫لقد ا�ستحالت عاداتنا اللطيفة وازيا�ؤنا املحت�شمة التي ت�شبه ًا ببنات الغرب بزعمهن �أنها احل�ضارة واملدنية‪،‬‬ ‫بال غري مرغوب فيه‪ ،‬مم�سكات ب ��أذي��ال ه��ذه امل��ودي�لات ���ص��اغ��رات لأحكامها‬ ‫ورثناها عن ال�سلف ال�صالح �إىل �شيء ٍ‬ ‫و�أ�صبحت عنوان الرجعية‬ ‫ال�صارمة‪ ..‬فرتى الكثريات من‬ ‫واالنحطاط ب�أعني جمهور‬ ‫ال�����س��ي��دات ال��ل��وات��ي �أن��ع��م اهلل‬ ‫املتفرجني‪ .‬وارتفعت راية‬ ‫عليهن باملال واجل��اه‪ ،‬يت�سابقن‬ ‫(املو�ضة) �أو الزي اجلديد‬ ‫�إىل ميدان (املو�ضة) ويتبخرتن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت���رف���رف ف����وق رب��وع��ن��ا‪،‬‬ ‫بحللهن وحليهن تيها و�إعجابا‪..‬‬ ‫ترعاها كثريات من اللواتي‬ ‫وهذا الت�صرف بال �شك يجدد‬ ‫�أغم�ضن اجلفن عما يتخلل‬ ‫روح الغرية يف نفو�س �أكرث الن�ساء‬ ‫هذه املو�ضة من الأ�ضرار‬ ‫املتو�سطات احل��ال‪ ،‬فيبذلن كل‬ ‫الفادحة بال�صحة واملال‪.‬‬ ‫ما يف و�سعهن لتقليد جاراتهن‬ ‫فقد �أقدمت الن�ساء بال‬ ‫وع��ي �إىل االنقياد حلكم‬ ‫الأزي��اء احلديثة اجلديد‬ ‫امل�ستوردة التي تتغري بني‬ ‫�آون����ة و�أخ�������رى‪ ...‬فرنى‬ ‫ً‬ ‫م���ث�ل�ا‪ ...‬ت���ارة‬ ‫امل�لاب�����س‬ ‫ت�شبه �أث����واب املمثلني ‪،‬‬ ‫وتار ًة �ضيقة ت�ضغط على اجل�سم فتعيق الدورة الدموية‪،‬‬ ‫ومتى اختل نظام ه��ذه ال��دورة الطبيعي �أ�صبح اجل�سم‬ ‫معر�ض ًا لكثري من الأمرا�ض‪.‬‬ ‫وتراهن مع هذه امل�ضايقة وذاك الأ�سر يرك�ضن الهثات‬

‫�أو مناف�ستهن وق��د تنا�سني �أن‬ ‫هذا التقليد �أو التناف�س ي�ضر‬ ‫ب�����ص��احل��ه��ن امل�����ادي والأدب�����ي‬ ‫ف�ض ًال عما يلحقهن من الإ�ضرار‬ ‫بال�صحة وراحة البال‪.‬‬

‫أ�سى ولوعة‬ ‫�إن القلب يذوب � ً‬ ‫مل�شاهدة ما و�صلنا �إليه من الأمور التي ال حتمد عقباها‪،‬‬ ‫ونحن الهثون وراء التقليد الأعمى بال وعي وال �أدراك‪..‬‬ ‫فمتى ت�ستيقظ امل��ر�أة امل�سلمة يا ترى؟ وتتحرر من هذه‬ ‫العادات والتقاليد امل�شينة املزرية؟‬

‫‪7‬‬


‫�إ�سرتاحة‬

‫امل�سواك‬

‫ج ��اء ع��ن ال�ن�ب��ي حممد‪« :‬ال�سواك وقف منو تلك اجلراثيم بالفم‪ .‬كما يحتوي‬ ‫ع �ل��ى ف�ي�ت��ام�ين ‪ C‬ال� ��� �ض ��روري للحفاظ‬ ‫م�ط�ه��رة ل�ل�ف��م ومر�ضاة‬ ‫ع �ل��ى الأ�� �س� �ن ��ان ووقايتها‬ ‫ل � �ل� ��رب»‪ .‬ه � ��ذه ن�صيحة‬ ‫م��ن الت�سو�س‪ ،‬كما �أن هذا‬ ‫نبينا‪ ‬ق�ب��ل �أك�ث�ر من‬ ‫الفيتامني يحمي اللثة من‬ ‫‪� 1400‬سنة‪ ،‬ف�م��اذا يقول‬ ‫االلتهابات‪.‬‬ ‫الطب احلديث يف الألفية‬ ‫الثالثة؟‬ ‫ك �م��ا ت �ب�ي�ن �أن ال�سواك‬ ‫يحتوي على مادة الفلورايد‬ ‫ي��وج��د يف ف��م الإن�سان‬ ‫ال�ضرورية لوقاية الأ�سنان‬ ‫ب�شكل دائ ��م ع ��دد �ضخم‬ ‫من النخر وزي��ادة بيا�ضها‪.‬‬ ‫م � ��ن اجل � ��راث� � �ي � ��م ال� �ت ��ي‬ ‫تهاجم الأ��س�ن��ان با�ستمرار وت�ت�غ��ذى على و�إن م�سواك عود الأراك يحتوي على مادة‬ ‫بقايا الطعام‪ .‬وعند حتليل املادة املوجودة يف م�ضادة للعفونة ومطهرة وقاب�ضة تعمل‬ ‫ال�سواك تبني �أن فيها خ�صائ�ص ت�ساعد على على خف�ض وقطع نزيف اللثة‪.‬‬

‫كالمكم نور‬ ‫م ��ا �أن� �ع ��م ُ‬ ‫اهلل ع �ل��ى عبد‬ ‫م ��ن ن�ع�م��ة ف�ع��رف�ه��ا بقلبه‬ ‫وح�م��د َ‬ ‫اهلل ظ��اه��راً بل�سانه‬ ‫لام��ه حتى ي��ؤ َم��ر له‬ ‫فت ّم ك� ُ‬ ‫باملزيد‪ .‬الإمام ال�صادق‪‬‬

‫رم�ضانيات تهمك‪5 /‬‬

‫�إعداد‪ /‬ل�ؤي عبد الرزاق‬

‫‪� ‬إ َّن �أول مَن دفن يف البقيع‪ ...‬هو �أ�سعد بن زرارة الأن�صاري التاريخ‪ :‬الأوىل عام ‪1220‬ه �ـ عند قيام الدولة ال�سعودية‬ ‫الأوىل‪ :‬عام ‪1344‬هـ ‪ ،‬والثانية‪ :‬بعد قيام دولتهم الثالثة‪.‬‬ ‫من الأن�صار‪ .‬وبعده عثمان بن مظعون من املهاجرين‪.‬‬ ‫‪� ‬إ َّن القبة الذهبية ملرقد الع�سكريني‪ ‬كانت قبل هدمها ‪� ‬إ َّن معنى (البقيع الغرقد) هو‪( :‬البقيع)‪ :‬املو�ضع الذي‬ ‫ُتعد �أكرب قبة ذهبية يف العامل‪ ،‬ويرجع تاريخ تذهيبها �إىل فيه �أن��واع من ال�شجر‪ .‬و(الغرقد)‪ :‬كبار �أ�شجار العو�سج‪،‬‬ ‫فلذا ُ�س ّمي ببقيع الغرقد لأن هذا النوع من ال�شجر كان‬ ‫�سنة ‪1285‬هـ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كثريا فيه‪.‬‬ ‫‪� ‬إ َّن الوهابيني عمدوا �إىل تهدمي قبور البقيع مرتني يف‬

‫ً‬ ‫حديثا‬ ‫�صدر‬ ‫عن �شعبة الإعالم يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫الإمام علي منوذج الإن�سانية‬ ‫�صدر حديثا يف وحدة الن�شر والتوزيع يتناول هذا الكتاب خمت�صر‬ ‫�سرية الإمام علي ‪� ‬شجاعته ق�ضائه خالفته و�شهادته‪.‬‬ ‫يطلب من وحدة الن�شر والتوزيع يف ال�صحن العبا�سي ال�شريف‬

‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد ‪ 1320‬ل�سنة ‪2009‬‬ ‫زورونا على املوقع‪www.alkafeel.net‬ـ را�سلونا على ‪nashra@alkafeel.net‬‬

‫حترير ‪ :‬ال�سيد حممد العطار ‪ /‬منري احلزامي‬ ‫ت�صميم و�إخراج ‪�:‬أحمد ال�سيالوي‬

‫دار ال�ضياء للطباعة ـ النجف الأ�شرف‬ ‫‪07801000603‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.