368نشرة الكقيل

Page 1


‫�سبل ال�سالم‬

‫د‪� .‬إح�سان الغريفي‬

‫ات‬ ‫} َو اَل َتقُو ُلوا لمِ َ ْن ُي ْق َت ُل يِف َ�سب ِ‬ ‫ِيل اهلل �أَ ْم َو ٌ‬ ‫َبلْ �أَ ْح َيا ٌء َو َلكِ ْن اَل تَ�شْ ُع ُرونَ { البقرة‪154 :‬‬ ‫روي يف �سبب نزول هذه الآية �أنها نزلت‬ ‫يف قتلى ب��در‪ ،‬وعددهم �أربعة ع�شر‪� ،‬ستة‬ ‫من املهاجرين وثمانية من الأن�صار‪ .‬وبعد‬ ‫انتهاء الغزوة قال بع�ض امل�سلمني عن ه�ؤالء‬ ‫ات{‪ ،‬فنهت الآية عن‬ ‫ال�شهداء �إ ّنهم }�أَ ْم َو ٌ‬ ‫ذل��ك‪ ،‬و�أخ�برت �أنهم �أحياء �إىل �أن تقوم‬ ‫ال�ساعة‪ ،‬ثم يحييهم اهلل تعاىل يف اجلنة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬املراد من الآية �أنَّ ال�شهداء لي�س‬ ‫هم �أمواتاً بال�ضاللة بل هم �أحياء بالطاعة‪،‬‬ ‫���ن َك��انَ َم ْيتاً‬ ‫وال��ه��دى‪ ،‬كما ق��ال‪�} :‬أَ َو َم ْ‬ ‫َف�أَ ْح َي ْي َنا ُه{‪ ،‬فجعل ال�ضاللة موتاً‪ ،‬والهداية‬ ‫حياة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬معناه لي�س هم �أمواتاً بانقطاع‬ ‫الذكر‪ ،‬بل هم �أحياء ببقاء الذكر عند اهلل‪،‬‬ ‫وثبوت الأجر عنده‪.‬‬ ‫وا�ستدل بع�ض املف�سرين على �أنهم �أحياء‬ ‫يف احلقيقة بقوله‪َ } :‬و َلكِ ْن اَل تَ�شْ ُع ُرونَ {‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬لو كان املعنى �س ُيح َيون يف الآخرة‪،‬‬ ‫مل يقل للم�ؤمنني املقرين بالبعث‪ ،‬والن�شور‬ ‫} َو َلكِ ْن اَل تَ�شْ ُع ُرونَ { لأنهم يعلمون ذلك‪،‬‬ ‫وي�شعرون به‪ ،‬ولكن حوا�سكم ال تنال ذلك‬ ‫وال ت�شعر به‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬املق�صود مِن احلياة يف الآية هي‬ ‫(احلياة الربزخية) يف عامل ما بعد املوت‪ ،‬ال‬ ‫احلياة اجل�سمانية واملادية‪ ،‬ف�إن قيل‪ :‬وملاذا‬ ‫خ�ص ال�شهداء ب�أنهم �أحياء وامل�ؤمنون ك ّلهم‬ ‫يف الربزخ �أحياء؟ قيل‪ :‬ذكروا اخت�صا�صاً‪،‬‬ ‫وت�شريفاً لهم‪ ،‬لأنَّ حياة ال�شهداء من النمط‬ ‫الرفيع جداً‪ ،‬ومن النحو املقرون ب�أنواع النعم‬ ‫املعنوية‪ ،‬لذلك خ�صوا بالذكر‪ ،‬دون �سواهم‪.‬‬ ‫وروي يف التهذيب عن ال�صادق‪� ‬أنه‬ ‫�سئل عن �أرواح امل�ؤمنني‪ ،‬فقال‪ :‬يف اجلنة على‬ ‫لقلت فالن‪.‬‬ ‫�صور �أبدانهم لو ر�أي َته َ‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيدة العدد‬

‫و�أزهرت الدنيا بنوره‬

‫ال�شيخ عبد املنعم الفرطو�سي‬

‫ُ‬ ‫�سـمـوت بـفـكـري فالتقطتُ الدراريا‬

‫ون�سـقـتُـها فـي �سِ لك �شعـري قوافيـا‬ ‫ّ‬

‫وقـطّ ـعـــتُ �أوتــا َر الفــ�ؤاد نــواب�ض ًا‬

‫ولطّ ـفـتـُهــا حـتى ا�ستحـالت �أغـانيـا‬

‫عواطف‬ ‫و�أ�سـرجتُ من روحي ذبال‬ ‫ٍ‬

‫�أطلـّـت عـلـى الدنيا �شموعـ ًا زواهيا‬

‫ُ‬ ‫بعـثــرت الـدراري فـتـــار ًة‬ ‫هـنــالـك‬

‫ثـغــر الـدهـر فـيـهــا �أمـانيـا‬ ‫ر�ص ُـع‬ ‫َ‬ ‫�أُ ّ‬

‫وطــور ًا � ّ‬ ‫أزف العـاطـفـاتِ عــرائـ�س ًا‬

‫و�أجعـلـهــا بــا�ســم الـــوالء نثـاريـا‬

‫ورحـتُ لهـاتـيـك الأغاريد مـن فمي‬

‫وقـد عـطّ ـرتْــهُ مــن �شـذاها غـواليا‬

‫� ّ‬ ‫أوقـعـهــا حلـنــ ًا مــن القلب خـال�ص ًا‬

‫و�أ�ســكـ ُبــهــا خمر ًا مـن احلب �صافيا‬

‫ً‬ ‫بهجـة‬ ‫أنـثـرهــا فـي مـولـد ال�سـبط‬ ‫و� ُ‬

‫ل َ‬ ‫ــنــيــــر الليــاليـــا‬ ‫آلــئ �‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أفـــراح تـُ‬

‫� ُّ‬ ‫خال�ص الوال‬ ‫أزف بهــا للمــرتـ�ضـى‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫أحـمــل للـزهــراء فـيـهـا التهـانيا‬ ‫و�‬

‫ب�ســم‬ ‫تـفـ ّتحــتِ الأكـمــا ُم عـن كـل َم ٍ‬

‫ـــر بـالأنـفـــا�س حتـى الأقاحيـا‬ ‫يعـطّ ُ‬

‫ب�سمـة‬ ‫أ�ضـواء مـن كـل‬ ‫و�أ�شـرقـتِ ال‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬

‫ُتالطِ ُف بالب�شرى ال�ضحى املتهاديــا‬

‫ورفـر َفــتِ ال ُ‬ ‫آمــال فـوق خـمـــائــلٍ‬ ‫َ‬

‫مـن النف�س �أ�ضحت للأماين مراعيـا‬

‫و�أ�سـفـرت الأ�سـتـا ُر عـن كــل جـلوةٍ‬

‫لبـِك ٍْـر مـن الأ�شـعـار َت�سبي الغـوانيـا‬

‫و�سـاد الهـنا حتى اكت�سى �أُفُــقُ ال�سما‬

‫ووجهُ الرثى برد ًا من اللطف �ضافيا‬

‫مـبـــارك‬ ‫و�أزهــرت الـدنـيـــا بـنـو ٍر‬ ‫ٍ‬

‫�أطــلّ عـلـيـهــا بـالـبـ�شــائـر زاهـيـا‬

‫تـلألأ فـي بـيـت الـنـبــوة مـ�شــرقـــ ًا‬

‫ري الدياجيا‬ ‫مــن احلـ�ســن الزاكـي ين ُ‬

‫�إمـا ُم الهـُدى من ذروة العر�ش نو ُر ُه‬

‫تــنــزّ ل كـالـقــر�آن بــالـحــقِّ هـاديـا‬


‫من �أحداث ووقائع �شهر رم�ضان املبارك‬ ‫‪ / 13‬رم�ضان الكرمي ‏‪ :‬وفاة م�ؤمن قري�ش �أبي‬ ‫طالب‪ ‬عام ‪ 10‬للبعثة‪ 3 ،‬قبل الهجرة (على‬ ‫رواية)‪.‬‬ ‫ هالك احلجاج �سنة ‪95‬ه��ـ يف وا�سط‪ ،‬بعد‬‫‪ 15‬ليلة م��ن قتله للتابعي اجلليل �سعيد بن‬ ‫جبري‪.‬‬ ‫‪ / 14‬رم�����ض��ان ال��ك��رمي‪:‬‏ ���ش��ه��ادة املختار‬ ‫الثقفي‪ ‬عام ‪67‬هـ على يد م�صعب بن الزبري‬ ‫يف الكوفة‪.‬‬ ‫ �شهادة ذي النف�س الزكية ال�سيد حممد بن‬‫عبد اهلل املح�ض بن احل�سن املثنى بن الإم��ام‬ ‫احل�سن الزكي ‪�‬سنة ‪145‬هـ‪.‬‬ ‫‪ / 15‬رم�ضان الكرمي ‏‪ :‬والدة الإم��ام احل�سن‬ ‫املجتبى‪� ‬سنة ‪3‬هـ‪.‬‬ ‫ دخ��ول حممد بن �أب��ي بكر �إىل م�صر �سنة‬‫‪37‬ه���ـ بعد �أن ن�صبه �أم�ي�ر امل�ؤمنني‪ ‬والي ًا‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ خ���روج م�سلم ب��ن عقيل‪ ‬ر����س���و ًال عن‬‫احل�سني‪ ‬لأهل الكوفة �سنة ‪60‬هـ‪.‬‬ ‫‪ / 16‬رم�ضان الكرمي‪:‬‏ �شهادة ال�شيخ زين‬ ‫الدين اجلبعي العاملي (ال�شهيد الثاين) �صاحب‬ ‫(الرو�ضة البهية) عام ‪965‬هـ‪.‬‬ ‫ وف�����اة ال���ع�ل�ام���ة ال�����ش��ي��خ حم��م��د ر���ض��ا‬‫املظفر‪�‬صاحب (عقائد الإم��ام��ي��ة) عام‬ ‫‪1383‬هـ‪.‬‬ ‫‪ / 17‬رم�ضان الكرمي‪:‬‏ الإ���س��راء بالر�سول‬ ‫الأعظم‪ ‬م��ن امل�سجد احل���رام �إىل امل�سجد‬ ‫الأق�����ص��ى‪ ،‬ث��م ال��ع��روج ب��ه �إىل ال�سماء‪ ،‬قبل‬ ‫الهجرة ب�ستة �أ�شهر �أو يف ال�سنة ‪ 2‬من البعثة‪.‬‬ ‫ غزوة بدر الكربى ‪2‬هـ‪.‬‬‫‪ / 18‬رم�ضان الكرمي‪:‬‏ نزول الزبور على النبي‬ ‫داوود‪.‬‬

‫يف �ضيافة كرمي �أهل البيت‪‬‬ ‫�إعداد‪ /‬املحرر‬

‫من ال�صفات الأخالقية التي ا�شتهر بها‬ ‫الإمام احل�سن املجتبى‪ ‬هي الهيبة وال�شرف‬ ‫وج�لال��ة ال��ق��در‪ ،‬فقد روي �أنّ���ه ك��ان ُيب�سط‬ ‫له على باب داره‪ ،‬ف���إذا خرج وجل�س انقطع‬ ‫مير �أحد من النا�س �إج ً‬ ‫الال له‪،‬‬ ‫الطريق‪ ،‬فال ّ‬ ‫فمر النا�س‪ .‬ولقد‬ ‫ف�إذا علم بذلك دخل بيته ّ‬ ‫كان مي�شي يف طريق مكّة فما يراه �أحد من‬ ‫خلق اهلل ما�شي ًا �إ ّال نزل وم�شى خلفه‪.‬‬ ‫وا�شتهر‪� ‬أي�ض ًا بالكرم وال�سخاء‪ ،‬فقد‬ ‫روي �أنّ رج ً‬ ‫�لا �س�أله ف�أعطاه ‪� 50‬أل��ف درهم‬ ‫��ت بح ّمال يحمل‬ ‫و‪ 500‬دينار‪ ،‬وق��ال له‪ :‬ائ ِ‬ ‫لك‪ ،‬ف�أتى بح ّمال ف�أعطى طيل�سانه وقال‪:‬‬ ‫هذا ِكرى (�أجرة) احل ّمال‪.‬‬ ‫وا�شتهر الإمام احل�سن‪� ‬أي�ض ًا بالتوا�ضع‬ ‫مر‬ ‫وح ّ‬ ‫��ب الفقراء وامل�ساكني‪ ،‬فقد روي �أنّ��ه ّ‬ ‫على فقراء وقد و�ضعوا ك�سريات على الأر�ض‬ ‫هلم‬ ‫وهم قعود يلتقطونها وي�أكلونها‪ ،‬فقالوا‪ّ :‬‬ ‫يا ابن بنت ر�سول اهلل �إىل الغداء‪ .‬فنزل وتال‬ ‫قوله تعاىل‪�} :‬إنّ َ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ال ُي ِح ُّب املُ ْ�س َت ْكبرِ ِ ينَ {‪.‬‬ ‫وجعل ي�أكل معهم حتى اكتفوا وال��زاد على‬ ‫حاله مل ينق�ص بربكته‪ ،‬ثم دعا لهم �إىل‬ ‫�ضيافته ف�أطعمهم وك�ساهم‪.‬‬

‫ �أوىل ليايل القدر املباركة‪.‬‬‫‪ / 19‬رم�����ض��ان ال���ك���رمي‪:‬‏ ج����رح الإم�����ام‬ ‫علي‪‬ب�سيف �أ�شقى الأ�شقياء ابن ملجم املرادي‬ ‫اخلارجي‪ ،‬وذلك �سنة ‪40‬هـ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ا�ستفتاءات‬

‫إنـا َيـ ْه َل ُ‬ ‫ا�س لأ َّنـه ُْم َ‬ ‫� مَّ َ‬ ‫ال َي ْ�س�أ ُل ْونَ ‬ ‫ك ال َّن ُ‬

‫الإمام الباقر ‪‬‬

‫طبق ًا لفتاوى املرجع الديني الأعلى �آية اهلل العظمى ال�سيد علي احل�سيني ال�سي�ستاين (دام ظله)‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬يبعد موقع عملي عن منزيل ‪30‬كم ذهاب ًا (�أو‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬لو رجع �إىل وطنه �أو حمل �إقامته‪ ،‬فو�صل �إليه‬ ‫رجوع ًا) وامل�سافة ‪٦٠‬كم‪ ،‬فهل �أعد من كثري ال�سفر يف حالة‬ ‫قبل الزوال ومل يفطر يف �سفره؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يجب عليه �أن ينوي ال�صوم‪ ،‬ويجتنب املفطرات بقية �سفري (لغري عملي مل�سافة �أكرث من ‪٤٤‬كم)‪ ،‬فهل يجب علي‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضاء ال�صوم؟‬ ‫ذلك النهار‪ ،‬وال ق�ضاء عليه حينئذ‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬م�سافر يف �شهر رم�ضان عاد �إىل وطنه �أو حمل اجلواب‪� :‬إذا كنت تبقى يف مقر عملك ‪� ٦‬ساعات وتعمل ‪22‬‬ ‫�إقامته بعد الزوال‪ ،‬فهل عليه �أن مي�سك بقية ذلك النهار؟ يوماً بال�شهر على الأقل �أو تبقى ‪� 8‬ساعات وتعمل ‪ 20‬يوماً على‬ ‫الأقل وت�ستمر على كال الفر�ضني ملدة �أربع �سنوات فمقر العمل‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجب عليه ذلك و�إن كان ينبغي له االِم�ساك بقية وطن لك وال تعترب كثري ال�سفر؛ حيث �إن امل�سافة �أقل من ‪٤٤‬كم‪.‬‬ ‫يومه‪.‬‬ ‫علماً ب�أن امل�سافة ال حت�سب من املنزل �إىل املقر‪ ،‬بل من �آخر بيوت‬ ‫ال�س�ؤال‪� :‬إذا �سافر قبل الزوال‪ ،‬وكان ناوي ًا وم�ص ّمم ًا على املدينة �أو القرية التي ت�سكنها �إىل املقر بالذات‪.‬‬ ‫ال�سفر من الليل‪ ،‬فما حكم �صيامه؟‬

‫اجل��واب‪ :‬لي�س له �صيام هذا اليوم‬ ‫فيفطر بعد و�صوله اىل حد الرتخّ �ص‪،‬‬ ‫وعليه ق�ضا�ؤه بعد ذلك‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪� :‬شخ�ص �سافر بعد الزوال‬ ‫يف �شهر رم�����ض��ان وك���ان �صائم ًا‪ ،‬فما‬ ‫حكمه؟‬

‫�صوم‬ ‫امل�سافر‬

‫يتم �صومه وال ق�ضاء عليه‪.‬‬ ‫اجلواب‪ّ :‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬طالب ي�سكن يف �أم ق�صر ويذهب �إىل‬ ‫اجلامعة يف الب�صرة ويرجع �إىل �سكنه الأ�صلي‬ ‫يف نهاية الأ�سبوع و�أحيان ًا يبقى ثالثة �أيام فقط‬ ‫ال يكمل الأ�سبوع‪ ،‬فما حكم �صالته و�صومه؟‬

‫اجل����واب‪� :‬صالته تامة يف اجلامعة‪ ،‬و�صومه‬ ‫�صحيح‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪� :‬أنا �أ�سافر كثرياً‪ ،‬فهل �أعترب من كثريي‬ ‫ال�سفر و�أعترب نف�سي كال�سائق الذي عمله هو ال�سفر؟‬

‫ال�س�ؤال‪� :‬إين مقيم حالي ًا يف الديوانية وهو مكان عملي‪ ،‬اجلواب‪� :‬إن كنت ت�سافر يف ال�شهر ع�شرة �أيام وت�ستمر ملدة‬ ‫و�سكني وبيت �أهلي يف بغداد �أود الذهاب �إليهم مع العلم �أن ثالثة �أ�شهر كل �سنة �أو �ستة �أ�شهر ل�سنة واحدة ف�أنت كثري ال�سفر‪.‬‬ ‫نية �إقامتي عندهم ‪� 3‬أيام لي�س �أكرث‪ ،‬فهل �أفطر �أم �أكمل‬ ‫ال�س�ؤال‪� :‬أنا �أ�سافر لعدة مرات حوايل ع�شرة مرات يف‬ ‫�صيامي خالل الثالثة �أيام؟‬ ‫ال�سنة �إىل �أحد البلدان لغر�ض التجارة‪ ،‬فما حكم �صومي‬ ‫اجلواب‪� :‬إذا خرجت من بلد �أهلك و�أنت مطمئن بعدم العود و�صالتي يف هذا البلد؟‬

‫�إليه لل�سكن فيه مرة �أخرى فحكمك فيه يف الزيارات ونحوها هو‬ ‫الق�صر والإفطار ما مل تنو �إقامة ع�شرة �أيام ونحو ذلك‪ ،‬نعم �إذا كرث‬ ‫ح�ضورك فيه بحيث �شمل ربع ال�سنة فهو يعد وطناً اتخاذياً لك‪.‬‬

‫اجلواب‪ :‬تق�صر وتفطر‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬احلملدارية الذين ميار�سون عملهم يف �أوان احلج‬ ‫ويتكرر منهم ال�سفر �إىل العتبات املقد�سة يف العراق و�إيران‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬يف امل��وارد التي يجب فيها اجلمع بني الق�صر و�سوريا عدة م��رات يف ال�سنة �أي�ض ًا ويف كل مرة ي�ستغرق‬ ‫والتمام يف ال�صالة من باب االحتياط‪ ،‬فما هو حكم ال�صوم؟ ال�سفر ما بني ع�شرة �أيام �إىل �أ�سبوعني‪ ،‬فما هو حكمهم يف‬ ‫ال�صالة وال�صيام؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يجب ال�صوم ثم الق�ضاء‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬من نوى الإقامة‪ ،‬و�صام ثم عدل عنها‪ ،‬هل يبقى اجلواب‪ :‬حكمهم يف مفرو�ض ال�س�ؤال �إمتام ال�صالة‪ ،‬وي�صح‬ ‫منهم ال�صوم �أي�ضاً‪.‬‬ ‫على �صيامه حتى ي�سافر؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يفطر �إذا مل ّ‬ ‫ي�صل الرباعية بق�صد الإقامة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ردود بال حدود ‪206 /‬‬ ‫الدليل التا�سع والع�شرون‪:‬‬

‫الوالية يف الكتاب وال�سنة‬

‫د‪�.‬إح�سان الغريفي‬

‫الدليل احلادي والثالثون‪:‬‬

‫والآية احلادية والثالثون قوله تعاىل‪ُ }:‬ي َث ِّب ُت اهلل ا َّلذِ َين �آَ َم ُنوا‬ ‫الدنْ َيا َو يِف الآَخِ َرة{ (�إبراهيم‪ .)27/‬فقد روى‬ ‫بِال َق ْولِ الثَّاب ِ​ِت يِف ا َحل َيا ِة ُّ‬ ‫احلاكم ب�سنده عن ابن عبا�س قال‪( :‬يف قوله تعاىل)‪ُ } :‬ي َث ِّب ُت اهلل‬ ‫ا َّلذِ َين �آَ َم ُنوا بِال َق ْولِ الثَّاب ِ​ِت{ قال‪ :‬بوالية علي بن �أبي طالب‪.‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫الزلنا يف ذكر الآيات ا َّلتي تدل على والية �أمري امل�ؤمنني‪،‬‬ ‫تقدم يف احللقات ال�سابقة ذكر ‪� 28‬آية يف القر�آن الكرمي َّف�سرتها‬ ‫وقد َّ‬ ‫الأحاديث ب�أ َّنها نزلت يف �ش�أنه‪ ،‬وفيها دالالت وا�ضحة على‬ ‫واليته‪ ،‬و�أ َّما الآية التا�سعة والع�شرون فقوله تعاىل‪َ } :‬ف َل َع َّل َك َتار ٌِك‬ ‫وحى �إِ َل ْي َك َو�ضَ ا ِئقٌ ِب ِه َ�ص ْد ُر َك َ�أنْ َيقُو ُلوا َل ْو اَل ُ�أنْز َِل َع َل ْي ِه‬ ‫َب ْع َ�ض َما ُي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫كِ‬ ‫ذِ‬ ‫�شَ‬ ‫{‬ ‫يل‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫اهلل‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫َا‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ِنمَّ‬ ‫َْ َ ٌ َ َ‬ ‫َك ْن ٌز �أَ ْو َجا َء َ َ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الدليل الثاين والثالثون‪:‬‬ ‫(هود‪ .)12/‬وقد روى احلاكم يف تف�سريها ب�سنده عن جابر بن �أرقم‪،‬‬ ‫عن �أخيه زيد بن �أرقم قال‪� :‬إن جربئيل الروح الأمني نزل على والآي��ة الثانية والثالثون قوله تعاىل‪َ }:‬ف َو َر ِّب َك َل َن ْ�س�أَ َل َّن ُه ْم‬ ‫�أَ ْج َم ِع َني ‪َ ،‬ع َّما كَانُوا َي ْع َم ُلونَ ‪،‬‬ ‫علي‬ ‫ر�سول اهلل‪ ‬بوالية ّ‬ ‫َا�ص َد ْع بمِ َا ُت ْ�ؤ َم ُر َو َ�أ ْعر ْ‬ ‫ِ�ض َعنِ‬ ‫ف ْ‬ ‫بن �أب��ي طالب‪ ‬ع�شية‬ ‫املُ�شْ ِركِ َني{(احلجر‪ .)94-92/‬فقد‬ ‫عرفة‪ ،‬ف�ضاق بذلك ر�سول‬ ‫روي عن ال�سدي يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫اهلل‪ ‬خمافة تكذيب �أهل‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الإفك والنفاق‪ ،‬فدعا قوما‬ ‫} َف��� َو َر ِّب� َ‬ ‫��ك َل َن ْ�س�أ َل َّن ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫�أنا فيهم فا�ست�شارهم يف ذلك‬ ‫علي‪،‬‬ ‫�أ ْج َم ِع َني{ قال‪ :‬عن والية ّ‬ ‫ليقوم به يف املو�سم‪ ،‬فلم ند ِر‬ ‫ثم قال‪:‬‬ ‫النبي‪‬‬ ‫ما نقول له‪ ،‬فبكى ّ‬ ‫} َع َّما كَانُوا َي ْع َم ُلونَ { فيما‬ ‫فقال له جربئيل‪« :‬يا حممد‪،‬‬ ‫�أمرهم به وما نهاهم عنه‪ ،‬وعن‬ ‫�أجزعت مِن �أمر اهلل؟» فقال‪:‬‬ ‫�أعمالهم يف الدنيا‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫«كلاَّ يا جربئيل‪ ،‬ولكن قد‬ ‫َا�ص َد ْع بمِ َ��ا ُت � ْ�ؤ َم � ُر{ قال‬ ‫ف‬ ‫}‬ ‫لقيت مِن قري�ش‬ ‫ْ‬ ‫علم ربي ما ُ‬ ‫ال�سدي‪ :‬قال �أبو �صالح‪ :‬قال ابن‬ ‫�إذ مل يقروا ّيل بالر�سالة ح ّتى‬ ‫عبا�س‪� :‬أمره اهلل �أن يظهر القر�آن‪،‬‬ ‫�أم��رين بجهادهم و�أهبط �إ ّيل‬ ‫لعلي مِن بعدي؟»‪ ،‬و�أن يظهر ف�ضائل �أهل بيته كما �أظهر القر�آن) (‪.)4‬‬ ‫جنوداً من ال�سماء فن�صروين‪ ،‬فكيف يقرون ّ‬ ‫وحى‬ ‫فان�صرف عنه جربئيل فنزل عليه } َف َل َع َّل َك َتار ٌِك َب ْع َ�ض َما ُي َ‬ ‫الدليل الثالث والثالثون‪:‬‬ ‫�إِ َل ْي َك َو�ضَ ا ِئقٌ ِب ِه َ�ص ْد ُر َك { (‪.)1‬‬ ‫والآية الثالثة والثالثون قوله تعاىل‪َ } :‬و َعلاَ َم ٍات َوبِال َّن ْج ِم ُه ْم‬ ‫الدليل الثالثون‪:‬‬ ‫َي ْه َتدُ ون{ (النحل‪ .)16/‬روى احل�سكاين يف تف�سريها ب�سنده عن‬ ‫�ت ُم ْنذِ ٌر َول ُِك ِّل َق ْو ٍم حممد بن يزيد‪ ،‬عن �أبيه قال‪� :‬س�ألت �أبا جعفر‪ ‬عن‪ ،‬قوله تعاىل‪:‬‬ ‫والآي��ة الثالثون قوله تعاىل‪�} :‬إِنمَّ َ��ا �أَنْ� َ‬ ‫علي»(‪.)5‬‬ ‫َهادٍ{(الرعد‪ .)7/‬فقد وردت روايات عديدة يف تف�سريها منها ما رواه } َوبِال َّن ْج ِم ُه ْم َي ْه َتدُ ونَ { قال‪« :‬النجم ٌّ‬ ‫احلاكم احل�سكاين احلنفي ب�سنده عن ابن عبا�س قال‪ :‬ملا نزلت‪ :‬البقية يف العدد القادم‬ ‫}�إِنمَّ َا �أَنْ َت ُم ْنذِ ٌر َول ُِك ِّل َق ْو ٍم َهادٍ{ قال ر�سول اهلل‪�« :‬أنا املنذر‬ ‫وعلي الهادي من بعدي» و�ضرب بيده �إىل �صدر علي فقال‪�« :‬أنت املراجع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪� )1‬شواهد التنزيل لقواعد التف�ضيل للحاكم ا َحل ْ�سكاين احلنفي‪.422 / 1 :‬‬ ‫الرواية‬ ‫هذه‬ ‫وذكر‬ ‫الهادي بعدي يا علي بك يهتدي املهتدون»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )2‬نف�س امل�صدر ال�سابق‪.450 / 1 :‬‬ ‫الفرقان‪:‬‬ ‫ورغائب‬ ‫نظام الدين الني�سابوري يف كتابه غرائب القر�آن‬ ‫(‪ )3‬نف�س امل�صدر ال�سابق‪.483 / 1 :‬‬ ‫‪ ،141 / 4‬و�أخرج احلاكم الني�سابوري مثل هذه الرواية‪ ،‬وقال بعد‬ ‫(‪ )4‬نف�س امل�صدر ال�سابق‪.497 / 1 :‬‬ ‫(‪ )5‬نف�س امل�صدر ال�سابق‪.499 / 1 :‬‬ ‫ذكره احلديث‪( :‬هذا حديث �صحيح الإ�سناد ومل يخرجاه) وذلك‬ ‫يف كتابه‪ :‬امل�ستدرك‪ ،342 / 3 :‬ح‪.4704 .‬‬

‫‪5‬‬


‫اخالقنا‬

‫اتقوا اهلل يف بيوت اهلل!!‬ ‫ال يخفى على �أب�سط املتتبعني لتاريخ الإ���س�لام مدى‬ ‫عظمة ال��دور الذي لعبته امل�ساجد يف حياة امل�سلمني يف‬ ‫خمتلف جوانب احلياة الرتبوية والعلمية والعقائدية‬ ‫واالجتماعية وغ�يره��ا‪ ،‬كما ال يخفى ما للم�ساجد من‬ ‫قدا�سة نابعة من كونها بيوت اهلل َّ‬ ‫جل جالله وت�شرفت‬ ‫ٍ‬ ‫بانت�سابها للذات املقد�سة‪ ،‬ولهذا ف���إنَّ للم�ساجد �أحكام‬ ‫�شرعية و�أخالقية �صرح بها القر�آن الكرمي و�أحاديث‬ ‫النبي الأكرم‪ ‬وروايات �أهل بيته‪ ‬مما ملأ بطون الكتب‬ ‫ور�سائل الفقهاء العملية‪ ،‬ولعل هذا �أو�ضح من ال�شم�س‬ ‫يف راب��ع��ة ال��ن��ه��ار‪..‬و�إمن��ا‬ ‫ا�ستوقفتني بع�ض املواقف‬ ‫والت�صرفات امل�ؤ�سفة التي‬ ‫ت�صدر �أحيان ًا عن البع�ض‬ ‫داخل امل�ساجد ويف مراقد‬ ‫الأئمة‪ ..‬ت�صرفات ال‬ ‫���م الأغلب‬ ‫تخلو يف الأع ِّ‬ ‫م��ن الإ���س��اءة واالنتهاك‬ ‫حل�����رم�����ة ب�����ي�����وت اهلل‬ ‫وامل�صلني فيها‪ ،‬وهذه وقفة‬ ‫مع بع�ض ما يجري‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫البع�ض عن‬ ‫‪ ‬ال ي��ت��و َّر ُع‬ ‫الغيبة والكذب واخلو�ض‬ ‫يف خمتلف �أحاديث الباطل‪ ،‬فبد ًال من الدعاء واال�ستغفار‬ ‫مث ًال تراهم من�شغلني باحلديث عن عيوب النا�س وعرثاتهم‬ ‫وعن التلفزيون وبراجمه املبتذلة على تنوع �أ�صنافها‪،‬‬ ‫وع��ن الريا�ضة و�أبطالها وع��ن الفن وجن��وم��ه!! وغالب ًا‬ ‫ما يرفعون �أ�صواتهم باملزاح اخل��ارج عن ح��دود اللياقة‬ ‫واملمتزج بال�ضحك املجلجل فيقطعون على امل�صلني توجههم‬ ‫وا�سرت�سالهم بال�صالة‪ ،‬وعلى الداعني توا�صلهم باملناجاة‪،‬‬ ‫لكتاب اهلل‪.‬‬ ‫وعلى قـُ ّراء القر�آن تالوتـَهم‬ ‫ِ‬ ‫‪‬قال تعاىل‪}َ :‬ا َبنِي �آَ َد َم خُ ُذوا زِي َن َت ُك ْم عِ ْن َد ُك ِّل َم ْ�سجِ د{ ومع‬

‫�إعداد‪�/‬صادق مهدي ح�سن‬

‫ري البع�ض للنظافة اهتمام ًا‪ ،‬فيح�ضر �إىل امل�سجد‬ ‫ذلك ال ُيع ُ‬ ‫وي�ؤدي ال�صالة مبالب�س مت�سخة حتمل بني طياتها روائح‬ ‫م�ستهجنة ت�سبب الأذى للم�صلني‪ ،‬كما ال يرتدد �آخرون‬ ‫بالتدخني فيملأ املكان برائحة الدخان اخلانق الذي‬ ‫يزكم الأن��وف‪ ،‬بل وال يتحرجون حتى �إذا ات�سخ املُ�صلَّى‬ ‫و ِفـرا�ش امل�سجد مبا تخلفه �سجائرهم‪.‬‬ ‫‪� ‬أحيان ًا و�أثناء �أداء ال�صالة ‪�-‬صالة اجلماعة على وجه‬ ‫اخل�صو�ص‪ُ -‬يفاجئ امل�صلون برنني املوبايل‪ ،‬وما �أقبحه من‬ ‫موقف �أن ت�سمع الغناء الفاح�ش �أثناء ال�صالة ويف بيت‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل!! فلماذا هذه النغمات التي متلأ‬ ‫الأذن يف الدنيا حرام ًا ويف الآخرة‬ ‫ناراً؟!‪ ،‬فليكن اجلهاز �صامت ًا على �أقل‬ ‫تقدير اح�ترام�� ًا لل�صالة ولقد�سية‬ ‫املكان‪.‬‬ ‫‪ ‬يتخذ البع�ض م��ن امل�سجد دار‬ ‫ا���س�تراح��ة‪ ،‬يق�ضون ف��ي��ه �ساعات‬ ‫متطاولة من النوم‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أيام‬ ‫�شهر رم�ضان املبارك وين�سى �أن النوم‬ ‫يف امل�سجد مكروه �شرع ًا‪ .‬والأعجب‬ ‫م��ن ه���ذا ك��ل��ه ف���إن��ك ال جت���دُ �آذان���� ًا‬ ‫�صاغية لدى الكثريين ممن تنهاهم‬ ‫عن فعل هذه الأمور وغريها‪.‬‬ ‫�إخوتنا الأعزاء‪� :‬أل�سنا جنتهد لنكون يف �أف�ضل الأحوال‬ ‫ونتجنب فعل �أي �سوء عندما نحلُّ �ضيوف ًا عند �أب�سط‬ ‫النا�س‪� ،‬إذن فمن الأوىل �أن نكون كذلك ونحن دوم ًا �ضيوف‬ ‫يف ح�ضرة رب العاملني ال �سيما يف امل�ساجد املباركة و�أن‬ ‫منتثل لقوله تعاىل‪َ } :‬و�أَق ُِيموا ُو ُجو َه ُك ْم عِ ْن َد ُك ِّل َم ْ�سجِ دٍ َوا ْد ُعو ُه‬ ‫ين{‪ .‬اللهم اجعلنا ممن ي�ؤدي امل�ساجد حقها‬ ‫مخُ ْ ل ِ​ِ�ص َني َل ُه الدِّ َ‬ ‫ووفـِّق اجلميع ملا فيه اخلري والهدى‪.‬‬

‫و�صايا الطاهرين ‪‬‬ ‫من و�صية �أمري امل�ؤمنني‪ ‬لولده الإمام احل�سن املجتبى‪:‬‬

‫�ض‪َ ،‬و َم َلك ُ‬ ‫ُوت الدُّ ْن َيا َوالآخِ َرةِ‪َ ،‬قدْ �أَذِنَ َل َك فيِ الدُّ َعاءِ ‪َ ،‬و َت َكف َ​َّل َل َك ِبالإِ َجابَةِ ‪َ ،‬و�أَ َم َر َك �أَنْ‬ ‫ال�سم َواتِ والأَ ْر ِ‬ ‫َو ْ‬ ‫اع َل ْم �أَنَّ ا َّلذي ِب َيدِ ِه َخ َزائِنُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ترَ‬ ‫َطْ‬ ‫رمي‪.‬‬ ‫حيم ك ٌ‬ ‫َت ْ�س�ألهُ ِل ُي ْعطِ َيك‪َ ،‬وت ل َب ِ�إل ْيهِ ِليرُ ْ ِ�ض َيك‪َ ،‬وت ْ�س ِْح َمهُ ِليرَ ْ َح َمك‪َ ،‬وهُ َو َر ٌ‬ ‫َ‬ ‫آبيب‬ ‫ا�س َت ْف َت ْحتَ بِالدُّ َعاءِ �أ ْب َو َ‬ ‫ُث َّم َج َع َل يف َيدَ ْي َك َم َف َ‬ ‫ا�س َت ْم َط ْر َت َ�ش� َ‬ ‫اب ِن ْع َم ِتهُ ‪َ ،‬و ْ‬ ‫اتيح َخ َزا ِئنِهِ بمِ َ ا �أَذِنَ َل َك فيهِ م ِْن َم ْ�س�أَ َلتِهِ ‪َ ،‬ف َمتى �شِ ئْتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تْ‬ ‫خِّ‬ ‫اء �إِ َجا َبتِهِ ‪ ،‬ف�إِنَّ ال َعطِ َّية َعلى قدْ ِر امل ْ�س�ألةِ ‪َ .‬ورُبمَّ َ ا �أ َر َعنْك الإِ َجا َبة‪ِ ،‬ل َيكونَ ذلِك �أ ْعظ َم‬ ‫َر ْح َمتِهِ ‪َ ،‬فاحل ِْح ِباملَ ْ�س�أَ َلةِ ‪َ ،‬وال ُي ْقنِطنَّك �إِ ْبط ُ‬ ‫ال�سائِلِ ‪َ ،‬و�أَ ْج َز َل ِل َع َطاءِ الآمِلِ ‪.‬‬ ‫لأَ ْج ِر َّ‬ ‫َورُبمَّ َ ا َ�س�ألتَ َّ‬ ‫اج ًال �أَ ْو � ِآج ًال‪� ،‬أَ ْو ُ�ص ِر َف َعن َْك لمِ َا هُ َو َخيرْ ٌ َل َك‪َ ،‬ف َل ُر َّب �أَ ْم ٍر َقدْ َط َل ْب َتهُ فيهِ هَ َال ُك دين َِك‬ ‫ال�ش ْي َء َف َال ُت�ؤْ َتا ُه َو�أُوتيتَ َخيرْ ًا ِمنْهُ َع ِ‬ ‫(نهج البالغة ‪�:‬ص‪)47‬‬ ‫َل ْو �أُوتي َتهُ ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫ينابيع تربوية‬

‫�إعداد‪ /‬عالء الأ�سدي‬

‫العنف عند الأطفال‬

‫�إن اع��ت��داء الأط��ف��ال على بع�ضهم له �صور‬ ‫كثرية‪ ،‬بع�ضها لفظي �أو ج�سدي قد يكون من‬ ‫طفل واحد �إىل �آخر �أو من جمموعة �أطفال‪ .‬له‬ ‫�صور متعددة‪:‬‬ ‫ اال�ستهزاء‪.‬‬‫ التخويف‪.‬‬‫ التحقري من �شانه‪.‬‬‫ رميه ب�ألقاب معينة‪ ،‬لها عالقة بال�شكل مثل‬‫طوله �أو ق�صره �أو لها عالقة بالأ�صل القبلي �أو‬ ‫البلد التي ينتمي �إليها‪.‬‬ ‫ ال�ضرب وال�سب‪ ،‬وع���ادة م��ا يكون الطفل‬‫املعتدى عليه �ضعيف ال يقدر على املجابهة‬ ‫وبالذات لو اجتمع عليه اثنني �أو �أكرث‪.‬‬ ‫�أين حتدث هذه االعتداءات؟‬ ‫ع��ادة ما تكون بعيدة عن الكبار يف ف�سحة‬ ‫املدر�سة‪ ..‬بني احل�ص�ص يف الطريق �إىل املدر�سة‬ ‫�أو �إىل البيت‪.‬‬ ‫ما هو ت�أثري ذلك على الطفل املعتدى عليه؟‬ ‫ت���أث�يره �سيئ ج��د ًا على الناحية النف�سية‬ ‫واجل�سدية �أي�ض ًا‪ ،‬وع��ادة يعاين الطفل معاناة‬ ‫�شديدة قد تكون يف �صمت �أو قد يذكر ذلك‬ ‫لأحد �أبويه الذي رمبا ال يعري املو�ضوع اهتمام ًا‬ ‫قد يرى �أو ي�سمع بع�ض االعتداءات ولكنه ال‬ ‫يهتم مبعافية الطفل املعتدى فرنى �أن الطفل‬ ‫ي�شعر باحلزن والتوتر ال�شديد وع��دم الثقة‬ ‫بالنف�س مي�ضي �أوق���ات الف�سحة ل��وح��ده‪ ..‬ال‬ ‫ي�ستطيع الرتكيز يف درا�سته وقد يتطور املو�ضوع‬ ‫�إىل �أن يرف�ض الذهاب �إىل املدر�سة �أو ي�صاحبه‬ ‫بع�ض الأعرا�ض الع�ضوية وا�ضطرابات النوم‪.‬‬

‫القوارير مل يُخ َلقن لل�صناعة‬

‫�إعداد‪ /‬منري احلزامي‬

‫ت�شهد دوائر الغرب االجتماعية جد ًال حول مردود انخراط‬ ‫املر�أة يف عجلة ال�صناعة‪ ،‬وي�ستبدل اجلدل �إىل الآثار العك�سية‬ ‫التي �أحدثها ذلك االنخراط على واقع الأ�سرة واملجتمع‪ ،‬والعنا�صر‬ ‫الن�سوية طرف رئي�سي يف ذلك اجلدل‪ ،‬وموقفهن يف معظمه يرف�ض‬ ‫ا�ستمرار املر�أة يف الأعمال املهنية وال�صناعية التي �سلخت عنها‬ ‫طبيعتها الأنثوية ومتيزها الإن�ساين‪ ،‬يف املقابل ترتدد يف عاملنا‬ ‫العربي وعرب �إعالمنا الف�ضائي املطالبة تارة‪ ،‬والدعوة تارة �أخرى‬ ‫�إىل �إف�ساح املجال لدخول املر�أة العربية وامل�سلمة عجلة ال�صناعة‬ ‫واالنخراط كبقية ن�ساء العامل يف معمعة الأعمال املهنية‪.‬‬ ‫تلك املطالبة قد ال ت�سفر عن نف�سها مبا�شرة‪� ،‬إمن��ا ت�أتي من‬ ‫خالل الإيهام بحاجة قطاعات عمل ن�سوية ملعرفة �أ�سرار الأعمال‬ ‫املهنية‪ ،‬فال�صيانة مث ًال ل�سد حاجات هذه القطاعات دون الرجوع‬ ‫�إىل الرجل �أو الدعوة لذلك �صراحة حتت حجة امل�ساواة مع‬ ‫الرجل‪� ،‬أو ت�أكيد تفوقها الذي تثبت بغزوها الف�ضاء‪.‬‬ ‫�إن رف�ض عمل امل���ر�أة يعدّ من امل��واق��ف املع ّوقة لتقدم الأمم‬ ‫ونه�ضتها‪ ،‬ولكن �إط�لاق العنان للمر�أة للعمل يف كل املجاالت هو‬ ‫الغباء بعينه‪ ،‬فالواقع ينبئ �أن انخراط املر�أة يف عجلة ال�صناعة‬ ‫�أو الأعمال املرهقة لي�س �إال طريق ًا �شاق ًا جللد كرامتها‪ ،‬وتبديل‬ ‫طبيعتها وذهاب �أنوثتها‪ ،‬فالتكامل الفطري بني املر�أة والرجل مت‬ ‫اخرتاقه‪ ،‬والتقابل الطبيعي لأدوارهما ثم تبديده يف جممل منايف‬ ‫احلياة‪ ،‬فما يعمله الرجل �أ�صبحت املر�أة تتقنه‪ ،‬وما متتاز به املر�أة‬ ‫غد ًا وظيفة للرجل‪.‬‬ ‫م�شكلتنا الرئي�سية �أن �أولئك الذين يدفعون املر�أة لكل عمل و�أي‬ ‫جمال ال يفهمون ال�سنن الربانية؛ فتف ّوق املر�أة يف جمال ما ال يعني‬ ‫�سالمة النهج والتطبيق‪ ،‬ومن ير ّدد ب�أن املر�أة غزت الف�ضاء يجب �أن‬ ‫ال ين�سى �أنّ املر�أة �صارت �سلعة تباع وت�شرتى يف دور البغاء‪.‬‬ ‫�إن �أعظم املجاالت التنموية امل�ؤثرة يف نه�ضة الأمم والرتبية‬ ‫والتعليم وال�صحة‪ ،‬غدت جماالت مفتوحة للمر�أة‪ ،‬وعملها يف تلك‬ ‫املجاالت كال�صناعة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫العالج بالعنب‬

‫�إ�سرتاحة‬ ‫ي�ؤكد الباحثون اليوم �أن العنب فيه فوائد طبية‬ ‫كثرية فهو غذاء وعالج ووقاية‪ ،‬حتى ق�شور العنب‬ ‫وبذوره فيها فائدة‪ ،‬و �أن ق�شور وبذور العنب يقي‬ ‫م��ن ت�سو�س الأ��س�ن��ان ويق�ضي على بكرتيا الفم‬ ‫الحتوائه على مادة بوليفينول‪ .‬وين�صح اخلرباء‬ ‫بتناول ح�ب��ات م��ن الزبيب ك��ل ي��وم للق�ضاء على‬ ‫البكرتيا امل�سببة لت�سو�س الأ��س�ن��ان! و�أث�ب�ت��وا �أن‬ ‫تناول ع�صري العنب يقي القلب من اال�ضطرابات‪،‬‬ ‫وين�شط الذاكرة لدى الإن�سان‪ ،‬كذلك ين�شط الكبد‪،‬‬ ‫ب��ل �إن ق�شر العنب يق�ضي على بع�ض الأمرا�ض‬ ‫ال�سرطانية‪.‬‬ ‫واك ��دوا �أن ت�ن��اول العنب الأ� �س��ود يق�ضي على‬ ‫�سرطان الربو�ستات ويحافظ على امل�سالك البولية‬ ‫ومي�ن��ع �إ�صابتها بال�سرطان‪ .‬حتى �أوراق العنب‬

‫ف� � �ه � ��ي غنية‬ ‫بالفيتامينات‬ ‫وامل� � � � � � �ع � � � � � ��ادن‬ ‫ول ��ذل ��ك فهي‬ ‫م� � � �ف� � � �ي � � ��دة يف‬ ‫ال ��وق ��اي ��ة من‬ ‫ال � �ع� ��دي� ��د من‬ ‫الأم� � � ��را�� � � ��ض‪،‬‬ ‫ي �ق��ول تعاىل‪:‬‬ ‫} َو�آَ َي� � � � � � ٌة َل ُه ُم‬ ‫الأَ ْر�� �ُ�ض امل َ ْي َت ُة‬ ‫ْ‬ ‫�أَ ْح َي ْي َناهَا َو َ�أخْ َر ْج َنا مِ ْنهَا َح ّباً َفمِ ْن ُه َي�أ ُك ُلو َن ‪َ ،‬و َج َع ْل َنا‬ ‫فِيهَا َجنَّاتٍ مِ ��نْ َنخِ يلٍ َو َ�أعْ � َن��ابٍ َو َف َّج ْر َنا فِيهَا مِ نَ‬ ‫ال ُع ُيونِ ‪ِ ،‬ل َي�أْ ُك ُلوا مِ نْ َث َم ِر ِه َومَا عَمِ لَ ْت ُه �أَ ْيدِي ِه ْم َ�أفَلاَ‬ ‫ي َْ�ش ُك ُرو َن{ (ي�س‪.)36-33 :‬‬

‫كالمكم نور‬

‫� �س �ئ��ل الإم � � ��ام احل�سن‪‬‬ ‫عن امل��روءة‪ ،‬فقال‪ :‬العفاف‬ ‫يف ال��دي��ن‪ ،‬وح�سن التقدير‬ ‫يف امل�ع�ي���ش��ة‪ ،‬وال �� �ص�بر على‬ ‫النائبة‪.‬‬

‫رم�ضانيات تهمك‪3 /‬‬

‫�إعداد‪ /‬ل�ؤي عبد الرزاق‬

‫‪�‬إ َّن �أول نبي خط بالقلم وك��ان خياطاً ومتكلماً هو ‪� ‬إ َّن االحتالم �أثناء النهار يف �شهر رم�ضان ال يبطل‬ ‫ال�صوم‪.‬‬ ‫النبي �إدري�س‪.‬‬ ‫‪� ‬إ َّن النبي الذي �سمي بذي النون �أي �صاحب احلوت ‪� ‬إ َّن زرق الإب��رة يف الع�ضلة �أو الوريد‪ ،‬و�أخ��ذ املغذي‬ ‫لي�س من املفطرات‪.‬‬ ‫الذي ابتلعه هو النبي يون�س‪.‬‬ ‫‪� ‬إ َّن البيت ال��ذي ي�ق��ر�أ فيه ال�ق��ر�آن وي��ذك��ر اهلل ع ّز ‪�‬إ َّن من قر�أ يف �شهر رم�ضان �آية من القر�آن كان له‬ ‫وج � ّ�ل ف�ي��ه ت�ك�ثر ب��رك�ت��ه‪ ،‬وحت���ض��ره امل�لائ�ك��ة‪ ،‬وتهجره �أجر من ختم القر�آن يف غري من ال�شهور‪.‬‬ ‫ال�شياطني‪.‬‬

‫ً‬ ‫حديثا‬ ‫�صدر‬

‫عن وحدة الدرا�سات والن�شرات يف �شعبة الإعالم‬ ‫يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫املنهجية الرتبوية عند �أمري امل�ؤمنني‪‬‬

‫وهو �شرح لو�صية �أم�ير امل�ؤمنني‪‬لولده الإم��ام احل�سن‪ ،‬هذه‬ ‫الو�صية الرتبوية العظيمة التي ذكر فيها الإمام‪ ‬كل ما يحتاجه‬ ‫الإن�سان امل�ؤمن من الأم��ور التي تنفعه يف الدنيا والآخ��رة �سواء على‬ ‫م�ستوى العقيدة �أم الفروع الفقهية �أم الأخالق‪.‬‬ ‫يطلب من وحدة الن�شر والتوزيع يف ال�صحن العبا�سي ال�شريف‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد ‪ 1320‬ل�سنة ‪2009‬‬ ‫زورونا على املوقع‪www.alkafeel.net‬ـ را�سلونا على ‪nashra@alkafeel.net‬‬

‫حترير ‪ :‬ال�سيد حممد العطار ‪ /‬منري احلزامي‬ ‫ت�صميم و�إخراج ‪�:‬أحمد ال�سيالوي‬

‫دار ال�ضياء للطباعة ـ النجف الأ�شرف‬ ‫‪07801000603‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.