370 نشرة الكفيل

Page 1


‫�سبل ال�سالم‬

‫د‪� .‬إح�سان الغريفي‬

‫}ا َّلذِ َين �إِ َذا �أَ َ�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ�صي َب ٌة قَا ُلوا‬ ‫هِم‬ ‫ِ�إ َّنا هلِل َو ِ�إ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُعونَ ‪� ,‬أُو َلئ َِك َع َل ْي ْ‬ ‫هِم َو َر ْح َم ٌة َو�أُو َلئ َِك ُه ُم‬ ‫َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ات م ِْن َر ِّب ْ‬ ‫املُ ْه َتدُ ونَ { (البقرة‪)157 ،156 :‬‬ ‫هذه الآي��ة ت�صف ال�صابرين الذين‬ ‫تقدم ذكرهم يف الآية ا َّلتي قبلها‪ ،‬فقال‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تعاىل‪} :‬ا َّلذِ َين �إِ َذا �أ َ�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ�صي َبةٌ{‬ ‫�أي نالتهم نكبة يف النف�س �أو املال فوطنوا‬ ‫�أنف�سهم على ذلك احت�سابًا للأجر‪ ،‬وورد‬ ‫يف احلديث‪« :‬كلُّ �شي ٍء ي��ؤذي امل�ؤمن‬ ‫فهو له م�صيبة»‪} ،‬قَا ُلوا �إِ َّن��ا هلِل{ هذا‬ ‫�إقرار بالعبودية‪� ،‬أي نحن عبيد اهلل و ُملكه‬ ‫ن�س ِّلم لأمره ونر�ضى بتدبريه‪َ } ،‬و�إِ َّنا �إِ َل ْي ِه‬ ‫َراجِ ُعونَ { هذا �إقرار بالبعث والن�شور‪،‬‬ ‫�أي نحن �إىل حكمه ن�صري ولهذا قال‬ ‫�أمري امل�ؤمنني‪�« :‬إن قولنا }�إنا هلل{‬ ‫�إقرار على �أنف�سنا بامللك وقولنا }و�إنا �إليه‬ ‫راجعون{ �إقرار على �أنف�سنا بالهالك»‪.‬‬ ‫ومِن الوا�ضح �أن املق�صود مِن قول هذه‬ ‫العبارة لي�س ترديدها بالل�سان فقط‪ ،‬بل‬ ‫ا�ست�شعار هذه احلقيقة‪ ،‬وااللتفات �إىل ما‬ ‫تنطوي عليه من توحيد و�إميان‪ .‬وروي يف‬ ‫بحار الأنوار‪ ،‬وغريه عن النبي‪َ « :‬من‬ ‫ا�سرتجع عند امل�صيبة جرب ُ‬ ‫اهلل م�صيب َته‬ ‫و�أح�سن عقباه وجعل له خلفًا �صا ًحلا‬ ‫ير�ضاه»‪ .‬ويف الكايف عن الباقر‪« :‬ما‬ ‫مِن عبدٍ ي�صاب مب�صيبة في�سرتجع عند‬ ‫ذكره امل�صيبة‪ ،‬وي�صرب حني تفج�أه � اَّإل غفر‬ ‫اهلل له ما تقدم مِن ذنبه‪ ،‬وكلما ذكر م�صيبة‬ ‫فا�سرتجع عند ذكرها غفر اهلل له كل ذنب‬ ‫فيما بينهما»‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيدة العدد‬

‫مرحباً بالعيد‬

‫ِ‬ ‫ب��أس��ع��د األي����ا ِم‬ ‫��ود‬ ‫ع��ي��دٌ ي���ع� ُ‬

‫ب��ج�مال وج� ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�س��ا ِم‬ ‫��ه م�‬ ‫ش�رق ب� َّ‬

‫ع��ي��دٌ س��ع��ي��دٌ ق��د أت��ان��ا مرحبا‬

‫بالعيد ع��اد بفرحة وس�لا ِم‬

‫أه�لا وسهال بالسعادة أقبلت‬

‫يف عيد فطر ط ِّي ٍ‬ ‫ب متسامي‬

‫ت��زدان فيه الكائنات ويزدهي‬

‫ك��ون اإلل��ه ال��واح��د ال� َ�ع� َّ‬ ‫ُ‬ ‫لا ِم‬

‫ٍ‬ ‫كلمحة ده��ري� ٍ�ة‬ ‫��ر‬ ‫رم��ض��ان م� َّ‬

‫باخلري هيطل من خالل غام ِم‬

‫فيه استفدنا م��ن عطايا ربنا‬

‫ج��اءت لنا بفضائل اإلنعا ِم‬

‫يف ط��اع��ة اهلل املهيمن عيدنا‬

‫قد جاء‪ ..‬مرحى َ‬ ‫أمجل األيا ِم‬

‫وغردت‬ ‫بالعيد وافانا ال�‬ ‫ُ‬ ‫سرور َّ‬

‫ُ‬ ‫�ذب األنغا ِم‬ ‫فينا‬ ‫البالبل أع� َ‬

‫ٍ‬ ‫بعبادة‬ ‫فالعيد ف��رح� ُ�ة ط��اع� ٍ�ة‬

‫ربهم‬ ‫والناس يف أهبى الصالت ب ِّ‬ ‫ُ‬

‫َّمت���ت ل��ن��ا ب��ف��ري��ض� ٍ�ة لصيا ِم‬

‫ِ‬ ‫واألصحاب واألرحا ِم‬ ‫لألهل‬

‫وبعطفنا يف العيد نمسح بيننا‬

‫باحلب أيضا دم��ع� َة األي��ت��ا ِم‬

‫والصلح بني الناس كي ما ينتهي‬

‫يف العيد كل تدابر وخصا ِم‬

‫ٍ‬ ‫ببهجة‬ ‫ي��ا عيد فطر ق��د أتيت‬

‫عمت قلوب خواصنا وعوا ِم‬ ‫َّ‬

‫ٍ‬ ‫ببسمة‬ ‫فالكل يف العيد السعيد‬

‫ت��ب��دو علينا أم���ة اإلس�ل�ا ِم‬

‫بالعيد ن��ف��رح ب��امل��زي��د فر ُّبنا‬

‫يعطي اجلوائزَ أرشقت ألنا ِم‬

‫صاموا وقاموا باخلضوع لرهبم‬

‫وخشوعهم هلل باستسال ِم‬

‫بالعيد ال ننسى األح��ب��ة إهنم‬

‫سكنوا القلوب بودها املتنامي‬

‫فامنح عبادك يا عظيم جوائزا‬

‫شتى بأسنى منحة ل��ك��را ِم‬

‫وأعد علينا العيد دوما بالصفا‬

‫واحلب والطاعات واإلكرا ِم‬

‫ص�لى اإلل����ه ع�لى ال��ن��ب��ي وآل��ه‬

‫ما الزهر الح بأمجل اآلك��ا ِم‬


‫من �أحداث ووقائع �شهري رم�ضان و�شوال‬ ‫‪/27‬رمضان الكريم ‏‪ :‬وفاة املحدث الكبري الشيخ‬

‫حممد باقر املجليس‪‬‬

‫صاحب كتاب (بحار‬

‫األنوار) سنة ‪1111‬هـ‪ ،‬ودفن يف اجلامع العتيق يف‬

‫أصفهان‪.‬‬

‫‪ -‬وف��اة الفقيه هباء الدين حممد بن تاج الدين‬

‫املعروف (بالفاضل اهلندي) مؤلف كتاب (كشف‬

‫اللثام عن قواعد األحكام) سنة ‪1137‬هـ‪.‬‬

‫‪/29‬رمضان الكريم‪:‬‏ مولد نبي اهلل املسيح عيسى‬

‫بن مريم‪.‬‬

‫آخ��ر شهر رم��ض��ان ال��ك��ري��م‪:‬‏ وف��اة السلطان‬

‫الصفوي حممد خدابنده بن طهامسب سنة ‪716‬هـ‪،‬‬ ‫وك��ان صلب التشيع‪ ،‬والتقى يف أي��ام حكومته‬

‫بالعالمة احليل‪.‬‬

‫‪/1‬شوال املكرم‪:‬‏ عيد الفطر املبارك‪.‬‬ ‫‪/2‬ش���وال امل��ك��رم‪:‬‏ وف��اة امل��ح��دث اجلليل أبو‬

‫ورام عام ‪605‬هـ يف احللة‪ ،‬صاحب كتاب‬ ‫احلسني ّ‬

‫(تنبيه اخلواطر ونزهة الناظر) املعروف بـ (جمموعة‬ ‫ورام)‪ ،‬وينتهي نسبه ملالك األشرت‪ ،‬وهو جد‬ ‫ّ‬ ‫السيد ابن طاووس ألمه‪.‬‬

‫‪/3‬شوال املكرم‪:‬‏ غزوة اخلندق سنة ‪5‬هـ‪ ،‬ومقتل‬

‫عمرو بن ود العامري بيد أمري املؤمنني‪.‬‬

‫‪ -‬غزوة حنني بعد فتح مكة بخمسة عرش يوم ًا‬

‫عام ‪8‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬مقتل املتوكل العبايس سنة ‪247‬هـ‪ ،‬الذي منع‬

‫زيارة اإلمام عيل‪ ،‬ومنع زيارة اإلمام احلسني‪،‬‬

‫وهدم قربه الرشيف سبع عرشة مرة‪.‬‬

‫يوم الرحمة واجلوائز‬ ‫�إعداد‪ /‬املحرر‬

‫العيد لغة‪ :‬اسم ملا عاد من يشء يف وقت معلوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن شهر رمضان شهر عظيم ومبارك‪ ،‬ألنّه شهر اهلل‬

‫ورشفه ّ‬ ‫كرمه ّ‬ ‫وعظمه ّ‬ ‫وفضله عىل سائر الشهور‪،‬‬ ‫الذي ّ‬

‫ويوم اجلمعة ّ‬ ‫فضله اهلل عىل سائر األيام‪ ،‬وليلة القدر‬ ‫ألن اهلل ّ‬ ‫عظيمة ّ‬ ‫ريا من ألف شهر‪،‬‬ ‫عظمها وجعلها خ ً‬ ‫شوال‪ ،‬وهو يوم عيد‬ ‫فكذلك اليوم ّ‬ ‫األول من شهر ّ‬

‫الفطر‪..‬‬

‫اليوم الذي يعلن فيه اإلنسان املؤمن انتصاره عىل‬

‫شهواته وغرائزه‪ ،‬وهو املسمى بيوم الرمحة‪ّ ،‬‬ ‫ألن اهلل‬ ‫يرحم به عباده‪ ،‬وس�ّم�اّ ه الرسول ‪ ‬بيوم اجلوائز‪،‬‬

‫عندما قال جلابر األنصاري‪ :‬إذا كان ّأول يوم من‬ ‫شوال‪ ،‬نادى ٍ‬ ‫مناد‪« :‬أيهُّ ا املؤمنون ُأغدوا إىل جوائزكم»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم قال‪« :‬يا جابر‪ ،‬جوائز اهلل ليست كجوائز هؤالء‬ ‫ّ‬ ‫ثم قال‪« :‬هو يوم اجلوائز‪ ،‬فينبغي أن يكون‬ ‫امللوك»‪ّ .‬‬ ‫خاضعا‪ ،‬راج ًيا لقبول‬ ‫خاشعا‬ ‫اإلنسان يوم عيد الفطر‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫ً‬ ‫وج�لا من‬ ‫صومه وعبادته يف شهر رمضان‪ ،‬خائ ًفا‬ ‫حرمانه َور ّده»‪.‬‬

‫وال ننسى أن من واجبات هذا اليوم العظيم هو‬

‫دفع زكاة الفطرة‪ ،‬التي جتب عىل العاقل البالغ الغني‬

‫وال جتب عىل الفقري‪ ،‬وتُدفع إىل الفقراء واملحتاجني‪..‬‬ ‫وهي ترشيع إسالمي له صفة تعبدية واجتامعية‪ ..‬فهي‬

‫تساهم يف بناء عالقات الود والسالم بني أفراد املجتمع‬ ‫اإلس�لام��ي‪ ،‬وتعمل عىل مكافحة الفقر واحلاجة‪،‬‬ ‫خاصة‪ ،‬وهي صفة‬ ‫ومتنح شهر رمضان وعيده صفة‬ ‫ّ‬

‫التعاطف‪ ،‬والتعاون‪ ،‬وال�سرور ال��ذي يمأل قلوب‬ ‫الفقراء واملحتاجني‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ا�ستفتاءات‬

‫إنـا َيـ ْه َل ُ‬ ‫ا�س لأ َّنـه ُْم َ‬ ‫� مَّ َ‬ ‫ال َي ْ�س�أ ُل ْونَ ‬ ‫ك ال َّن ُ‬

‫الإمام الباقر ‪‬‬

‫طبق ًا لفتاوى املرجع الديني الأعلى �آية اهلل العظمى ال�سيد علي احل�سيني ال�سي�ستاين (دام ظله)‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬كم هي زكاة الفطرة؟ وملن ت�صرف؟‬ ‫�إخراج الزكاة منه؟ هل هو الوطن ال�شرعي �أم ي�شمل‬ ‫اجل���واب‪ :‬حوايل ثالث كيلوات من القوت املتعارف القطر ب�أكمله؟‬ ‫اجل��واب‪ :‬املق�صود‪ :‬املكان الذي تتواجد فيه الزكاة من‬ ‫كالأرز‪ ،‬وتدفع للفقري‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل من املمكن �إعطاء زكاة الفطرة �إىل مدينة �أو ق�صبة �أو قرية �أو نحوها‪.‬‬ ‫�أبي �إذا كان فقري ًا؟‬ ‫ال�س�ؤال‪� :‬إذا دعا الإن�سان �أ�شخا�ص ًا لتناول طعام‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجوز �إعطائها ملن جتب نفقته عليك كالأب الإفطار ليلة العيد‪ ،‬فهل عليه �أن يدفع عنهم زكاة‬ ‫الفطرة يوم العيد؟ علم ًا ب�أنهم ال يبيتون عنده‬ ‫واالبن‪.‬‬ ‫ال�����س��ؤال‪ :‬هل يجوز التربع بزكاة الفطرة عن لي ًال بل يعودون �إىل بيوتهم‪.‬‬ ‫الغري؟ ومع عدم اجلواز‪ :‬لو تربع �شخ�ص عن غريه؛ اجلواب‪ :‬ال يجب‪.‬‬ ‫كاجلد عن �أوالد �أوالده مع كونهم لي�سوا من عياله‪،‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل من املمكن اال�ستفادة من‬ ‫فهل ترب�أ ذمة الغري بذلك؟‬ ‫زكاة الفطرة للم�ساهمة يف بناء وت�شييد‬ ‫امل�ساجد؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يجوز التربع باملال الذي‬ ‫زكاة‬ ‫ي�ؤدى زكاة الفطرة‪ ،‬وال يجوز التربع يف‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجوز على الأحوط‪.‬‬ ‫االداء‪ ،‬بل يلزم �أن يكون الأداء بطلب‬ ‫الفطرة‪2/‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل يجب �أن �أخرب الفقري �أن‬ ‫من جتب الزكاة عليه‪ ،‬و�إال مل‬ ‫املال املعطى له هو من زكاة الفطرة حتى‬ ‫ترب�أ ذمته‪.‬‬ ‫ال ي�شرتي به �إ ّال الطعام؟ وهل يجوز �أن‬ ‫ي�شرتي به غري الطعام؟‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل يجب البحث عن‬ ‫بوجود‬ ‫أعلم‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫كنت‬ ‫الفقري يف زكاة الفطرة؟ فلو‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجب �شراء الطعام بها‪ ،‬وال يجب �أن تخربه‬ ‫الفقري يف بلدي‪ ،‬فهل يجوز نقلها؟‬ ‫ب�أنه زكاة الفطرة‪.‬‬ ‫اجل���واب‪ :‬ال يجوز النقل �إال �إذا ثبت له عدم وجود ال�����س��ؤال‪ :‬ه��ل يجوز �إع��ط��اء زك��اة الفطرة �إىل‬ ‫امل�ستحق �أو عدم تي�سر الو�صول �إليه‪ ،‬فال بد من الفح�ص �إذا �شخ�ص فقري لكنه ال يعتقد بوالية الإمام علي‪‬؟‬ ‫كان ذلك متوقفاً عليه‪.‬‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجوز‪ ،‬فم�صرفها فقراء امل�ؤمنني وم�ساكينهم‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل يجب علي �أن �أخ��رج زك��اة الفطرة‬ ‫عن �أ�سرتي؟ مع العلم �أن زوجتي �سوف تكون يف فرتة ال�س�ؤال‪ :‬هل يجوز دفع زكاة الفطرة بعد �صالة‬ ‫الظهر يف �أول يوم العيد؟‬ ‫ال�صوم يف بيت والدها‪.‬‬ ‫اجلواب‪� :‬إذا ُعدت من عائلة �أبيها يف هذه الفرتة ففطرتها اجلواب‪ :‬الأحوط لزوماً عدم ت�أخريها عن �صالة العيد ملن‬

‫عليه‪.‬‬

‫ال�����س��ؤال‪ :‬هل يلزم عند دف��ع زك��اة الفطرة من‬ ‫النقود �أن يق�صد البدلية عن طعام معني؟ وما هو‬ ‫احلكم لو مل يق�صد ذلك؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يكفي �أن يق�صد البدلية عما يفي النقد املدفوع‬

‫بقيمة �صاع من القوت الغالب لأهل البلد‪ ،‬و�أن كان هذا‬ ‫الو�صف ينطبق على �أكرث من نوع واحد‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬ما هو املق�صود من البلد الذي ال يجوز‬

‫‪4‬‬

‫ي�صليها‪.‬‬

‫ال�س�ؤال‪ :‬هل يجوز لل�صناديق اخلريية �أن جتمع‬ ‫�أموال زكاة الفطرة ثم ت�سلمها �إىل الفقراء �شهري ًا‬ ‫نظر ًا لزيادتها؟ �أم يجب دفعها �إىل جميع الفقراء‬ ‫يف نف�س الليلة؟‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يجوز لهم الت�أخري �إال ب�إذن احلاكم ال�شرعي‪.‬‬


‫ردود بال حدود ‪208 /‬‬

‫الوالية يف الكتاب وال�سنة‬

‫ذكرنا يف العدد ال�سابق حديثني مِن الأحاديث ا َّلتي روتها كتب‬ ‫ال�سنة وا َّلتي تدل على والية �أمري امل�ؤمنني‪ ،‬واحلديث الثالث‪:‬‬ ‫يفيد �أنَّ خالفة علي‪ ‬كانت منذ بداية الدعوة الإ�سالمية؛‬ ‫وذلك‪ :‬ملا نزلت هذه الآية على ر�سول اهلل‪َ } :‬و�أَنْذِ ْر َع�شِ َري َت َك‬ ‫الأَ ْق َر ِب َني{ (ال�شعراء‪َ )214 :‬ج َم َع ال َّنب ُِّي‪ ‬بني عبد املطلب كما‬ ‫جاء يف روايات عديدة منها ما رواه الطربي ب�سنده عن ابن عبا�س‪،‬‬ ‫عن علي بن �أبي طالب‪ ،‬قال‪ :‬قال ر�سول اهلل‪« :‬يا بني عبد‬ ‫املطلب‪� ،‬إين قد جئتكم بخري الدنيا والآخ��رة‪ ،‬وقد �أمرين اهلل‬ ‫�أن �أدعوكم �إليه‪ ،‬ف�أيكم ي�ؤازرين على هذا الأمر على �أن يكون‬ ‫�أخ���ي‪ ،‬وو�صيي‪ ،‬وخليفتي‬ ‫فيكم؟» قال‪ :‬ف�أحجم القوم‬ ‫عنها جميعاً‪ ،‬وقلت‪� :‬أنا يا نبي‬ ‫اهلل‪� ،‬أكون وزيرك عليه‪ ،‬ف�أخذ‬ ‫برقبتي‪ ،‬وق��ال‪« :‬ه��ذا �أخي‪،‬‬ ‫وو�صيي‪ ،‬وخليفتي فيكم‪،‬‬ ‫فا�سمعوا له و�أطيعوا»(‪.)1‬‬ ‫فهذه ال��رواي��ة ت�صرح ب��أنَّ‬ ‫ر�سول اهلل‪ ‬ي�أمر با ِّتباع‬ ‫علي‪‬وال�سمع والطاعة له‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫وهو اخلليفة منذ بداية الدعوة‬ ‫الإ�سالمية‪ ..‬ف��إنْ قيل‪ :‬هذه‬ ‫ت�صح لوجود عبد‬ ‫الرواية ال ُّ‬ ‫الغفار بن القا�سم يف �سندها‬ ‫ا َّلذي ا ُّتهِم بالرف�ض (بالت�شيع)‬ ‫فاجلواب‪� :‬أنَّ هذه الرواية رواها‬ ‫�أحمد بن حنبل‪ ،‬والن�سائي‬ ‫ب�سند �صحيح؛ وب�سندهما تجُ رب‬ ‫�صح ُتها‪.‬‬ ‫الروايةُ‪ ،‬وتثبت َّ‬ ‫ورواية �أحمد بن حنبل كما يلي‪َ :‬ح َّد َث َنا �أَ ْ�س َو ُد ْب ُن َعا ِمرٍ‪َ ،‬ح َّد َث َنا‬ ‫�شَ ر ٌ‬ ‫ِيك‪َ ،‬عنِ الأَ ْع َم ِ�ش‪َ ،‬عنِ ا ِمل ْن َهالِ ‪َ ،‬ع ْن َع َّبا ِد ْبنِ َع ْبدِ اهلل الأَ َ�سدِ ِّي‪،‬‬ ‫َع ْن َعل ٍِّي َر ِ�ض َي اهلل َع ْن ُه ق َ​َال‪ :‬لمَ َّا نَ َز َل ْت َهذِ ِه الآ َي ُة } َو�أَنْذِ ْر َع�شِ َري َت َك‬ ‫الأَ ْق َر ِب َني{ ق َ​َال َج َم َع ال َّنب ِّي‪ ‬م ِْن �أَ ْه ِل َب ْي ِت ِه ف َْاج َت َم َع ث اَ​َلثُونَ‬ ‫َف�أَ َك ُلوا َو�شَ ِر ُبوا‪ ،‬ق َ​َال َفق َ​َال َل ُه ْم‪َ « :‬م ْن َي ْ�ض َم ُن َع ِّني َد ْينِي َو َم َواعِ يدِ ي‬ ‫َو َي ُكونُ َمعِي فيِ ا َجل َّن ِة َو َي ُكونُ خَ لِي َفتِي فيِ �أَ ْهلِي؟» َفق َ​َال َر ُج ٌل‪- :‬لمَ ْ‬

‫د‪�.‬إح�سان الغريفي‬

‫ِيك‪َ -‬يا َر ُ�س َ‬ ‫ُي َ�س ِّم ِه �شَ ر ٌ‬ ‫ول اهلل �أَنْ َت ُك ْن َت َب ْح ًرا َم ْن َيقُو ُم ِب َه َذا؟‬ ‫ق َ​َال‪ :‬ث َُّم ق َ​َال الآخَ ُر ق َ​َال‪َ :‬ف َع َر َ�ض َذل َِك َع َلى �أَ ْه ِل َب ْي ِتهِ‪َ ،‬فق َ​َال‬ ‫َعل ٌِّي َر ِ�ض َي اهلل َع ْن ُه‪�« :‬أَنَا»(‪.)2‬‬ ‫و �أ َّما رواية الن�سائي فهي‪� :‬أخربنا الف�ضل بن �سهل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫حدثني عفان بن م�سلم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا �أبو عوانة‪ ،‬عن عثمان بن‬ ‫لعلي‪:‬‬ ‫املغرية‪ ،‬عن �أبي �صادق‪ ،‬عن ربيعة بن ناجد‪� ،‬أن رج ًال قال ٍّ‬ ‫يا �أمري امل�ؤمنني مل ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال‪ :‬جمع ر�سول‬ ‫اهلل‪� ‬أو قال‪ :‬دعا ر�سول اهلل‪ ‬بني عبد املطلب‪ ،‬ف�صنع لهم‬ ‫ُم ًّداً مِن طعام قال‪ :‬ف�أكلوا ح َّتى‬ ‫�شبعوا وبقي الطعام كما هو ك�أنه‬ ‫مل يمُ َ َّ�س‪ ،‬ثم دعا بغمر‪ ،‬ف�شربوا‬ ‫ح َّتى رووا وبقي ال�شراب ك�أنه مل‬ ‫يمُ َ َّ�س‪� ،‬أو مل ي�شرب‪ ،‬فقال‪« :‬يا بني‬ ‫عبد املطلب‪� ،‬إين بعثت �إليكم‬ ‫بخا�صة‪ ،‬و�إىل النا�س بعامة‪ ،‬وقد‬ ‫ر�أيتم مِن هذه الآية ما قد ر�أيتم‪،‬‬ ‫ف�أ ُّيكم يبايعني على �أن يكون‬ ‫�أخي‪ ،‬و�صاحبي‪ ،‬ووارثي؟»‪ .‬فلم‬ ‫فقمت �إليه‪ ،‬وكنت‬ ‫يقم �إليه �أحد‪ُ ،‬‬ ‫�أ�صغر القوم فقال‪« :‬اجل�س»‪.‬‬ ‫ثم قال ثالث مرات كل ذلك‬ ‫�أقوم �إليه فيقول‪« :‬اجل�س» ح َّتى‬ ‫كان يف الثالثة �ضرب بيده على‬ ‫يدي‪َّ ،‬ثم قال‪« :‬فبذلك ورثت ابن‬ ‫عمي دون عمي»(‪.)3‬‬ ‫و�سنذكر يف احللقة القادمة‬ ‫احلديث الرابع‪.‬‬ ‫املراجع‪:‬‬

‫(‪ )1‬تهذيب الآثار للطربي‪ (،62 / 1 :‬م�سند علي بن �أبي طالب‪ ،‬ح‪.)127 .‬‬ ‫(‪ )2‬م�سند �أحمد بن حنبل‪(،)11/1(138/1:‬ح‪/886 .‬م�سند علي بن �أبي‬ ‫طالب)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال�سنن الكربى ل��ل��ن�����س��ائ��ي‪(126-125/5:‬ح‪ -2/8451 .‬كتاب‬ ‫اخل�صائ�ص)‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫اخالقنا‬

‫العيد مِ َ‬ ‫لن ا ّتقى‬ ‫ُ‬

‫يعد العيد ي��وم رحمة وبركة وجوائز �إلهية عظمى‪..‬‬ ‫حيث ُي َ�س ُّر ال�صائمون املتقون يف هذا اليوم بقبول �أعمالهم‬ ‫وتكفري �سيئاتهم ومغفرة ذنوبهم‪،‬‬ ‫بعد �أن �أدوا ما فر�ض اهلل عليهم من‬ ‫ال�صيام حقَّ الأداء‪ ،‬ويف هذا املعنى‬ ‫يقول �إمامنا �أمري امل�ؤمنني‪�ِ « :‬إ مَّ َ‬ ‫نا‬ ‫هُ َو ِعيدٌ لمِ َ� ْ�ن َق ِب َل ُ‬ ‫اهلل ِ�ص َيا َمهُ َو َ�ش َك َر‬ ‫ِق َيا َمهُ َو ُكلُّ َي ْو ٍم َ‬ ‫يه َف ُه َو‬ ‫ال ُي ْع َ�صى اهلل ِف ِ‬ ‫ِعيدٌ »‪..‬‬ ‫وي�شكل العيد نقطة انطالق جديدة‪..‬‬ ‫مبنِّه‬ ‫فبعد �أن طهرنا اهلل من ذنوبنا َ‬ ‫ورحمته يف هذا ال�شهر الكرمي �أ�ضحى‬ ‫م��ن احل���ري بنا �أن ن��ب��ذل امل��زي��د من‬ ‫اجلهود ل�ضيافة ربانية جديدة‪ ..‬و�أن‬ ‫جن��دد العزم على تكري�س مكا�سبنا‬ ‫املتحققة يف �شهر رم�����ض��ان؛ كتالوة‬ ‫ال���ق���ر�آن‪ ،‬وامل��واظ��ب��ة على ال��دع��اء‪،‬‬ ‫واملحافظة على �أداء ال�صلوات يف‬ ‫�أوق��ات��ه��ا‪ ،‬وح�ضور جمال�س ال��وع��ظ‪ ،‬والتفقه بالدين‪،‬‬ ‫وغريها من الطاعات‪ ،‬والتنزه عن ارتكاب املعا�صي والآثام‪،‬‬ ‫لنكون بهذا �أ�شد قرب ًا لرحمة اهلل كما هو احلال يف �شهر‬ ‫رم�ضان‪ ،‬و�إال ما فائدة �صيامنا دون �أن نرتب عليه ثمرة‬ ‫على م�ستوى ال�سلوك الفردي واجلماعي‪ ..‬يقول �أمري‬ ‫امل�ؤمنني‪ ‬يف خطبة له يف عيد الفطر‪« :‬عباد اهلل! �إن‬ ‫�أدنى ما لل�صائمني وال�صائمات �أن يناديهم ملك يف �آخر يوم‬ ‫من �شهر رم�ضان‪� :‬أب�شروا عباد اهلل‪ ،‬فقد ُغفر لكم ما َ�سلف‬ ‫من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما ت�ست�أنفون؟!»‪ ..‬فما‬ ‫هو جوابنا لأمري امل�ؤمنني؟‬ ‫ولعل مما ي�ؤ�سف له �أنَّ هنالك ت�صور ًا خاطئ ًا حلقيقة‬ ‫العيد‪ ..‬حيث جعله بع�ض النا�س مو�سم ًا من موا�سم التجاهر‬ ‫باملعا�صي دون واز ٍع من ورع وبحجة الفرح بالعيد والرتويح‬ ‫عيد (ال مبارك) والعياذ‬ ‫عن النف�س‪ ،‬فينقلب العيد �إىل ٍ‬ ‫باهلل‪ ،‬و�إليكم بع�ض ما يجري نذكره تذكري ًا وحتذير ًا‬

‫�إعداد‪�/‬صادق مهدي ح�سن‬

‫اء ا َّت َخ َذ �إِلىَ َر ِّب ِه َ�س ِبيلاً {(املزمل‪:‬‬ ‫}�إِنَّ هَ ِذ ِه َتذْ ِك َر ٌة َف َم ْن َ�ش َ‬ ‫‪.)19‬‬ ‫‪ ‬ي��ب��ي��ح ال��ب��ع�����ض لأن��ف�����س��ه��م �إق��ام��ة‬ ‫احلفالت مبا يتخللها من غناء ورق�ص‬ ‫وتربج واختالط حم��رم‪ ..‬وغريها من‬ ‫املمار�سات ال�سلوكية البائ�سة التي‬ ‫يندى لها اجلبني‪ ..‬كما تتحول احلدائق‬ ‫العامة واملتنزهات �إىل �أماكن لل�صخب‬ ‫وال�ضو�ضاء والفح�شاء واملنكر بداعي‬ ‫الرتفيه و(تغيري اجل��و)‪..‬ال نقول �أن‬ ‫النزهة ح���رام‪ ،‬ولكن فلتكن بحدود‬ ‫العقل وال�شرع من وقار وح�شمة و�أدب‬ ‫والتزام‪ ،‬وقد رويَ �أنَّ الإمام احل�سن‪‬‬ ‫فطر بقوم يلعبون وي�ضحكون‪،‬‬ ‫م َّر يف يوم ٍ‬ ‫فوقف على ر�ؤو�سهم فقال‪�« :‬إنَّ اهللَ‬ ‫َج� َع� َ�ل َ�ش ْه َر َر َم�����ض��انَ ِم ْ�ضمار ًا لخِ َ ْل ِق ِه‪،‬‬ ‫طاع ِت ِه �إِىل َم ْر�ضا ِت ِه‪،‬‬ ‫َف َي ْ�س َت ِبقُونَ ِ‬ ‫فيه ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آخ‬ ‫�‬ ‫ّف‬ ‫ل‬ ‫تخ‬ ‫و‬ ‫ُوا‪،‬‬ ‫ز‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫َف َ�س َب َق َق � ْو ٌم َف �‬ ‫��رونَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العب يف اليو ِم‬ ‫�ضاحك‬ ‫َفخا ُبوا‪َ ،‬فال َع َج ُب ُكلُّ ال َع َج ِب ِم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خ�سر فيه املبطلون‪.»...‬‬ ‫الذي ُيثاب فيه املُح�سنون‪ ،‬و َي ُ‬ ‫‪ ‬ال يتوانى البع�ض عن �إطالق العيارات النارية واللعب‬ ‫بالألعاب النارية اخلطرة والتي �أدت يف �أحيانٍ كثرية �إىل‬ ‫حوادث القتل وغريها مما ال يحمد عقباه‪..‬‬ ‫‪ ‬يق�صر البع�ض اهتمامه يف العيد على املظاهر اخلارجية؛‬ ‫كتزيني البيت وارت��داء املالب�س اجلديدة وغريها‪ ..‬نعم‬ ‫ذلك جيد ومرغوب فيه‪ ،‬ولكن ال بد �أو ًال من االلتفات‬ ‫�إىل �أهمية هذا اليوم التي تهدف �إىل طهارة الإن�سان من‬ ‫كل الأدران النف�سية‪ ..‬يقول النبي‪« :‬زينوا العيدين‬ ‫بالتهليل والتكبري والتحميد والتقدي�س»‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل �سبحانه �أن يبارك لنا يف يوم العيد‪ ،‬ون�س�أله‬ ‫تعاىل �أن يعيده على امل�سلمني جميع ًا بال ُيمن والأمان‪ ،‬بحق‬ ‫حممد و�آله الطاهرين‪.‬‬

‫و�صايا الطاهرين ‪‬‬ ‫ً‬ ‫من كالم لأمري امل�ؤمنني‪ ‬ملا ح�ضرته الوفاة مو�صيا احل�سن واحل�سني‪:‬‬

‫ات َب ْي ِن ُك ْم‪� ...‬أُن ُْظ ُروا‪َ ،‬يا َب ِن َّي‪� ،‬إِىل َذوي �أَ ْر َحا ِم ُك ْم‬ ‫�أُو�صي ُك َما‪ِ ...‬ب َت ْق َوى اللهَّ ِ َر ِّب ُك ْم‪َ ،‬ونَظْ ِم �أَ ْم ِر ُك ْم‪َ ،‬و َ�ص َال ِح َذ ِ‬ ‫َف ِ�ص ُلوهُ ْم ُي َه ِّونُ ُ‬ ‫ريا ِن ُك ْم‪َ ...‬واهلل اهلل فيِ‬ ‫اهلل َع َل ْي ُك ُم احل َِ�س َ‬ ‫اب‪ .‬اَهلل اهلل فيِ الأَ ْي َتا ِم‪َ ...‬واهلل اهلل يف ج َ‬ ‫ال�ص َال ِة‪َ ،‬ف�إِ َّن َها َخيرْ ُ ال َع َم ِل‪َ ،‬و ِه َي َع ُمو ُد دي ِن ُك ْم‪،‬‬ ‫الق ُْر�آنِ ‪َ ،‬ف َال َي ْ�س ِب ُقك ْ​ْم ِبال َع َم ِل ِب ِه �أَ َحدٌ َغيرْ ُ ُك ْم‪َ .‬واهلل اهلل فيِ َّ‬ ‫ني َواملَ َ�ساكنيَ‪َ ...‬واهلل اهلل فيِ َّ‬ ‫َف َال َت ْغ َف ُلوا َع ْن َها‪َ .‬واهلل اهلل فيِ ُف َق َراءِ املُ ْ�س ِلم َ‬ ‫ال�ض ْي ِف‪َ ...‬واهلل اهلل فيِ َ�ش ْه ِر‬ ‫َر َم َ�ضانَ ‪َ ...‬واهلل اهلل فيِ َح ِّج َب ْي ِت َر ِّب ُك ْم َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬ف ُه َو َّ‬ ‫ال�شري َع ُة ا َّلتي ِب َها �أُ ِم ْر مُتْ‪َ ،‬ف َال ُت َخلُّو ُه َما َبقي ُت ْم‪َ ،‬ف�إِنَّهُ‬ ‫�إِ ْن ُت ِر َك لمَ ْ ُت َن َ‬ ‫(م�ستدرك الو�سائل للنوري الطرب�سي‪)441 ،13 :‬‬ ‫ ‬ ‫اظ ُروا‪..‬‬

‫‪6‬‬


‫ينابيع تربوية‬

‫كيف تنظم وقت النوم عند الأطفال؟ ‬ ‫قد يكون من ال�صعب و�ضع طفل‬ ‫ن�شيط يف ال�����س��ري��ر‪ ،‬ل��ك��ن �أك�ثر‬ ‫الأطفال �سيتجاوبون �إذا ما ُو�ضع‬ ‫روتني ثابت �صمم مل�ساعدتهم على‬ ‫النوم‪ ...‬وقد عر�ضنا يف احللقة‬ ‫ال�سابقة اخلطوات التي ت�ساهم‬ ‫م���ن ت��ن��ظ��ي��م وق���ت ال���ن���وم عند‬ ‫الأطفال‪ ،‬ويف هذه احللقة نعر�ض‬ ‫لكم الن�صائح والتحذيرات‪...‬‬

‫احللقة الثانية‬

‫�إعداد‪ /‬عالء الأ�سدي‬

‫‪� -3‬إذا ك��ان طفلك مي�شي وهو‬ ‫نائم‪� ،‬ضع �سوار ًا من الأجرا�س‬ ‫ال�����ص��غ�يرة ع��ل��ى مع�صمه حتى‬ ‫ت�سمع �صوته �إذا ا�ستيقظ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يف�ضل �أن يتناوب الأهل يف‬ ‫العناية بالطفل قبل الذهاب‬ ‫�إىل ال��ن��وم‪ ،‬فقد يكون الطفل‬ ‫بحاجة �إىل �أم��ه �أو �أبيه‪ .‬فال‬ ‫�ضري �أن تتعاونا مع ًا‪.‬‬

‫الن�صائح‪:‬‬ ‫‪ -1‬اعر�ض على الطفل ك�أ�س من‬ ‫احلليب الدافئ قبل الذهاب �إىل‬ ‫ال�سرير؛ فهو ي�ساعده على اال�سرتخاء والنعا�س‪.‬‬ ‫‪ -2‬يحب بع�ض الأطفال النوم بهدوء‪ ،‬بينما يف�ضل الآخرون‬ ‫النوم على �صوت املروحة مث ًال‪ ،‬وهذا ال�سلوك طبيعي؛ �إذا قد‬ ‫يكونوا قد تعودوا عليه يف فرتة طفولتهم املبكرة‪.‬‬

‫التحذيرات‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال تقفل ب��اب غرفة النوم‬ ‫على الأطفال؛ فقد ي�سبب ذلك �صدمة نف�سية لهم‪ ،‬كما قد يكون‬ ‫خطر ًا يف حالة حدوث حريق‪� ،‬أو �أمر طارئ‪.‬‬ ‫‪ .2‬جتنب م�شاعر احلما�س والن�شاط قبل النوم‪.‬‬ ‫‪ .3‬كن �صبوراً‪� ..‬إذا كان طفلك ال يريد النوم‪ ،‬فقد يكون غري‬ ‫متعب‪ ..‬حاول �أن تنظم روتني حمدد قبل النوم‪.‬‬

‫هل يف احلجاب فوائد؟!‬

‫�إعداد‪ /‬منري احلزامي‬

‫�أم��ر اهلل‬ ‫ن�ساء امل�ؤمنني بارتداء احلجاب‪ ،‬ال�ساتر جلميع و�صالح الظاهر دليل على �صالح الباطن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫فعله‬ ‫على‬ ‫يثاب‬ ‫ا‬ ‫أمر‬ ‫�‬ ‫أجانب‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الرجال‬ ‫أمام‬ ‫�‬ ‫وزينتهن‬ ‫�أبدانهن‪،‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬قطع الأطماع واخلواطر ال�شيطانية‪ :‬فهو وقاية‬ ‫تركه‪.‬‬ ‫على‬ ‫ويعاقب‬ ‫اجتماعية من الأذى‪ ،‬و�أمرا�ض قلوب الرجال والن�ساء‪ ،‬فيقطع‬ ‫فعلى ن�ساء امل�ؤمنني اال�ستجابة �إىل االلتزام مبا افرت�ضه الأطماع الفاجرة‪ ،‬ويكف الأع�ين اخلائنة‪ ،‬ووقاية من رمي‬ ‫اهلل عليهن م��ن احل��ج��اب وال�سرت والعفة‬ ‫املح�صنات بالفواح�ش‪ ،‬و�إبعاد قالة ال�سوء‪.‬‬ ‫واحلياء‪ ،‬قال اهلل عز �ش�أنه‪َ } :‬و َما َكانَ لمِ ُ�ؤْم ٍِن‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬حفظ احلياء‪ :‬وهو م�أخوذ من‬ ‫َو اَل ُم�ؤْ ِمن ٍَة �إِ َذا َق َ�ضى ُ‬ ‫اهلل َو َر ُ�سو ُلهُ �أَ ْم� ً�را �أَنْ‬ ‫احلياة‪ ،‬فال حياة بدونه‪ ،‬فهو يبعث على‬ ‫�م{ (الأح��زاب‪:‬‬ ‫َي ُكونَ َل ُه ُم الخْ ِ �َي�رَ َ ُة م ِْن �أَ ْم� ِ�رهِ � ْ‬ ‫الف�ضائل‪ ،‬ويدفع الرذائل‪ ،‬واحلياء �شعبة‬ ‫‪ ..)36‬كيف ومن وراء افرتا�ضه حكم و�أ�سرار‬ ‫من �شعب الإميان‪.‬‬ ‫عظيمة‪ ،‬وف�ضائل حممودة‪ ،‬وغايات وم�صالح‬ ‫���س��اب��ع � ًا‪ :‬احل��ج��اب مي��ن��ع ن��ف��وذ التربج‬ ‫كبرية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫وال�سفور واالختالط �إىل جمتمعات �أهل‬ ‫�أو ًال‪ :‬حفظ العر�ض‪ :‬فاحلجاب حرا�سة‬ ‫الإ�سالم‪.‬‬ ‫�شرعية حلفظ الأع��را���ض‪ ،‬ودف��ع �أ�سباب‬ ‫ث��ام��ن � ًا‪ :‬احل��ج��اب ح�صانة ���ض��د الزنا‬ ‫الريبة والفتنة والف�ساد‪.‬‬ ‫إناء لكل والغ‪.‬‬ ‫والإباحية‪ ،‬فال تكون املر�أة � ً‬ ‫ثاني ًا‪ :‬طهارة القلوب‪ :‬فاحلجاب داعية‬ ‫تا�سع ًا‪ :‬املر�أة عورة‪ ،‬واحلجاب �ساتر لها‪،‬‬ ‫�إىل ط��ه��ارة ق��ل��وب امل ��ؤم��ن�ين وامل ��ؤم��ن��ات‪،‬‬ ‫وه��ذا من التقوى‪ ،‬ق��ال اهلل تعاىل‪َ :‬‬ ‫}قدْ‬ ‫وعمارتها بالتقوى‪ ،‬وتعظيم احلرمات‪.‬‬ ‫ا�سا ُي َوا ِري َ�س ْو�آ ِتك ُْم َو ِر ً‬ ‫ي�شا‬ ‫�أَن َْز ْلنَا َع َل ْيك ُْم ِل َب ً‬ ‫ث��ال��ث � ًا‪ :‬م���ك���ارم الأخ���ل��اق‪ :‬فاحلجاب‬ ‫ا�س ال َّت ْق َوى َذل َ‬ ‫ِك َخيرْ ٌ { (الأعراف‪.)26 :‬‬ ‫َو ِل َب ُ‬ ‫داعية �إىل توفري مكارم الأخالق من العفة‬ ‫عا�شراً‪ :‬حفظ الغرية‪ :‬فاحلجاب باعث‬ ‫واالح��ت�����ش��ام واحل��ي��اء وال���غ�ي�رة‪ ،‬واحلجب‬ ‫مل�ساويها من التلوث بال�شائنات كالتبذل والتهتك وال�سفالة عظيم على تنمية الغرية على املحارم �أن تنتهك‪� ،‬أو ينال منها‪،‬‬ ‫وباعث على توارث هذا اخللق الرفيع يف الأ�سر والذرية‪.‬‬ ‫والف�ساد‪.‬‬ ‫راب��ع� ًا‪ :‬عالمة على العفيفات‪ :‬فهو عالمة على احلرائر‬ ‫العفيفات يف عفتهن و�شرفهن‪ ،‬و ُبعدهن عن دن�س الريبة وال�شك‪،‬‬

‫‪7‬‬


‫�إ�سرتاحة‬

‫الرمان‪ ..‬فاكهة �أهل اجلنة!‬

‫ت � �ب�ي��ن ال � ��درا�� � �س � ��ات‬ ‫احلديثة �أن الرمان مفيد‬ ‫ل �ك �ث�ير م ��ن الأم� ��را�� ��ض‪،‬‬ ‫ف �ه��و غ �ن��ي ج � ��داً ب ��امل ��واد‬ ‫امل�ضادة للأك�سدة‪ ..‬وغني‬ ‫بالفيتامينات والأم�ل�اح‬ ‫ال �� �س �ه �ل��ة االمت�صا�ص‪.‬‬ ‫وي�ؤكد الباحثون �أن تناول الرمان مبعدل‬ ‫رم��ان��ة ك��ل ي��وم ومل ��دة �شهر م�ث� ً‬ ‫لا �أو �أكرث‬ ‫يفيد يف ع�لاج فقر ال��دم والتهاب املفا�صل‬ ‫والروماتيزم‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل فوائد للقلب‬ ‫وال�شرايني‪ ،‬حيث يعالج ت�صلب ال�شرايني‬ ‫ويقي من اجللطات على اختالف �أنواعها‪.‬‬

‫وه ��و ي�ق��ي م��ن ال�سرطان‪،‬‬ ‫و�ضروري للطفل واملر�ضع‬ ‫والكبري وال�صغري‪.‬‬ ‫ورمب��ا ن��درك �سبب ذكر‬ ‫ه ��ذه ال�ف��اك�ه��ة يف القر�آن‪،‬‬ ‫حيث يقول تعاىل‪:‬‬ ‫}فِي ِه َما َفا ِك َه ٌة َونَخْ ٌل َو ُر َّم� ٌ‬ ‫�ان{ (الرحمن‪:‬‬ ‫‪� .)68‬إن ال�ف��وائ��د التي �أودع �ه��ا اهلل يف هذه‬ ‫الثمرة تدل على �أهميتها‪ ،‬وال يعني �أن �أهل‬ ‫اجلنة بحاجة للعالج! ولكن اهلل �أكرم هذه‬ ‫الثمرة وجعل فيها ال�شفاء لأه��ل الدنيا‪،‬‬ ‫وجعل فيها اللذة واملتعة لأهل الآخرة‪ ،‬واهلل‬ ‫�أعلم‪.‬‬

‫كالمكم نور‬ ‫م� ��ا م� ��ن �أح� � ��د ي � �ق� ��ر�أ �آخ� ��ر‬ ‫(��س��ورة) الكهف عند النوم‬ ‫�إال تيقظ يف ال�ساعة التي‬ ‫يريد‪.‬‬

‫رم�ضانيات تهمك‪5 /‬‬

‫الإمام ال�صادق‪‬‬

‫�إعداد‪ /‬ل�ؤي عبد الرزاق‬

‫‪�‬إ َّن كلمة (�إم��ام) وردت يف ال�ق��ر�آن (‪ )12‬م��رة وه��ي بعدد ودمه‪ ،‬وجعله اهلل مع ال�سفرة الربرة‪.‬‬ ‫الأئمة االثني ع�شر املع�صومني‪.‬‬ ‫يق�ض حتى جاء‬ ‫‪� ‬إ َّن َم��ن �أف�ط��ر يف رم�ضان ل�ع��ذر‪ ،‬ومل ِ‬ ‫‪� ‬إ َّن ال���س��ور ال�ق��ر�آن�ي��ة ال�ت��ي ب ��د�أت ب �ـ (احل �م��د هلل) هي‪ :‬رم�ضان الآخ��ر‪ ،‬ف�إنه يق�ضي ويك ّفر عن كل يوم مبُـ ٍّد من‬ ‫الطعام‪.‬‬ ‫الفاحتة‪ ،‬الأنعام‪ ،‬الكهف‪� ،‬سب�أ‪ ،‬فاطر‪.‬‬ ‫‪� ‬إ َّن ال���س��ور ال�ق��ر�آن�ي��ة ال�ت��ي ب ��د�أت ب �ـ (ق ��ل) ه��ي‪ :‬اجلن‪�  ،‬إ َّن �صوم اليوم الثاين والثالث وما بعدهما من �أيام �شهر‬ ‫�شوال جائز‪ ،‬و�إمن��ا وقع التحرمي ل�صوم الأول منه فقط‬ ‫الكافرون‪ ،‬الإخال�ص‪ ،‬الفلق‪ ،‬النا�س‪.‬‬ ‫لأنه عيد‪.‬‬ ‫�شاب م� ٌ‬ ‫ؤمن اختلط القر� ُآن بلحمه‬ ‫‪� ‬إ َّن مَن قر�أ القر�آن وهو ّ‬

‫ً‬ ‫حديثا‬ ‫�صدر‬

‫عن �شعبة الإعالم يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫فوائد لغوية‬

‫يحتوي الكتاب على فوائد لغوية عديدة؛ ي�شرح من خاللها امل�ؤلف‪:‬‬ ‫�ألقاب �أمري امل�ؤمنني‪‬وا�شتقاقاتها‪ ،‬وكذلك كنى و�ألقاب �أبي الف�ضل‬ ‫العبا�س‪ ،‬وبع�ض �أهل البيت‪ ،‬وبع�ض الألفاظ املتفرقة؛ ك�أ�سماء‬ ‫النجف الأ�شرف‪ ،‬وحمرم وعا�شوراء وغريها‪.‬‬ ‫يطلب من وحدة الن�شر والتوزيع يف ال�صحن العبا�سي ال�شريف‬

‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد ‪ 1320‬ل�سنة ‪2009‬‬ ‫زورونا على املوقع‪www.alkafeel.net‬ـ را�سلونا على ‪nashra@alkafeel.net‬‬

‫حترير ‪ :‬ال�سيد حممد العطار ‪ /‬منري احلزامي‬ ‫ت�صميم و�إخراج ‪�:‬أحمد ال�سيالوي‬

‫دار ال�ضياء للطباعة ـ النجف الأ�شرف‬ ‫‪07801000603‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.