ملحق العدد 68يونيو 2013
مجلة مهنية مختصة بقطاع الخضر و الفواكه ،الحبوب ،الزراعات السكرية و تربية المواشي
Photo New Holland
إقليم إفران
أهمية قطاع أشجار الفاكهة
تأمني الفالح
إلتزام دائم
الفهرس
تصدر عن
البطاطس,الجني و التخزين 4 فاكهة مزاح وادي زكزل 5 إقليم إفران 8 أهمية قطاع أشجار الفاكهة التخزين التقليدي للبصل بمنطقة الحاجب 12
Editions Agricoles Sarl de presse برأس مال 000،00 .100درهم اإليداع القانوني35870166 التصريح SP04
مجموعة الدرهم بويش 22مكرر ،زنقة البروق ،إقامة زكية ،احلي احلسني ،الدار البيضاء.
الهاتف:
212 0522 23 82 33 - 212 0522 23 62 12 الفاكس 212 0522 25 20 94 :
الربيد اإللكرتوني:
agriculturemaghreb@yahoo. fr
مدير النشر:
الئحة اإلشهارات
مامدا 2 Agrimatco مجموعة القرض الفالحي 16
جيرار كوفرور
قسم التحرير:
عبد الحكيم مجتهد عبد المومن كنوني هند الوافي
ترجمة وتصحيح
بن مومن صالح
المسؤولة عن اإلشتراكات: خديجة العدلي
المخرج الفني: ياسين ناصف
الطباعة: PIPO
وحدة اإلشهار بفرنسا:
Idyl SAS. 1154 Chemin du Barret ChâteauRenard 13839
المسؤولة:
السيدة بريجيت سانشال الهاتف: +33 04 90 24 20 00 bsenechal@idyl. fr
كل حقوق النشر مسموحة ،مع اإلشارة الضرورية والكاملة للمجلة.
تقنيات زراعية
البطاطس,الجني و التخزين تعرف جميع مناطق اإلنتاج الزراعي ،و باألخص في أوقات الذروة ،خصاصا كبيرا في اليد العاملة و إرتفاعا في األجور مما يؤثرسلبيا على مستوى المداخيل .وهو ما يفسر نزوع بعض المزارعين إلى مكننة جميع العمليات الزراعية إبتداء من إعداد التربة إلى البذار إلى الجني ،مما يترتب عليه إنخفاض في التكاليف وزيادة القدرة على المنافسة بل و تحسن مستوى الجودة و اإلنتاج ،وهو ما يؤدي بالتالي إلى إرتفاع نسبة األرباح لديهم. غير أنه من أجل اإلستفادة القصوى من هذه المزايا ،فإنه يجب مواكبة عمليات المكننة بإعتماد و إجادة األساليب الحديثة في السقي و التسميد و معالجة األمراض . . .الخ. وقد أصبحت مكننة زراعة البطاطس تتيح تحكما جيدا في مسار العملية الزراعية وذلك من خالل :إعداد التربة و منع تكون الكتل الترابية ،و إنشاء خطوط مستقيمة لزرع الدرنات بشكل منظم و دقيق مما يرفع من مستوى الكثافة في الحقل و يؤدي إلى مردود جيد من بطاطس ذات حجم متجانس.
موعد اجلين
من الضروري أن تبدأ عمليات اجلني مباشرة بعد جتفيف املجموع اخلضري لتفادي ،ما أمكن ،إصابة الدرنات باألمراض نتيجة مسببات العدوى في الظروف املناخية املناسبة لها (حرارة ،رطوبة،أمطار). إال أنه يجب احلرص أن ال يبدأ إقتالع حبات البطاطس إال بعد إكتمال تكوين الطبقة الفلينية لقشرة البطاطس حتى تزداد متانة و تصبح أكثر حتمال لظروف العمل ولتفادي التسلخات و اجلروح التي تسهل اإلعتداءات البكتيرية و الطفيلية .كما ينصح أيضا باجلني املبكر في حالة وجود تهديدات آفة العتة.
طريقة اجلين
ميكن اللجوء إلى القلع املبكر للضرورة التجارية أو بالنسبة للبطاطس املخصصة للبذور ،و ذلك لتالفي إجتياح األمراض الفيروسية .أما بالنسبة للزراعة العصرية ،فيتم مسبقا جتفيف املجموع اخلضري آليا أو كيماويا و ذلك للحد من إنتشار األمراض و تسهيل عملية اجلني.
أما في احلقول التقليدية ،فان جني احملصول يستدعي تشغيل أعداد كبيرة من اليد العاملة لقلع البطاطس و جمعها ،في حني أن القيام بكل ذلك آليا يوفر كثيرا من الوقت و يكاد يؤدي إلى اإلستغناء عن اليد العاملة، و يرفع مستوى املر دودية بسبب عدم إفالت أية حبة تقريبا -من عملية اجلمع امليكانيكي.و بهذا اخلصوص ،فإن هناك أنواع مختلفة من آالت اجلني بعضها بسيط و بعضها مندمج و قد تكون مجرورة أو ذاتية احلركة. و تظهر أهمية هذه اآلالت أيضا ،في دقة عملها و قدرتها على احملافظة على صحة و سالمة البطاطس حتى ال تتعرض للتلف أثناء التخزين .و ذلك بحكم أن التعفنات اجلافة التي تخترقها حتدث نتيجة اجلروح التي تصاب بها أثناء اجلني .بل من الضروري التعامل بحرص شديد مع الدرنات حتى أثناء العمليات التالية للجني كالفرز و التعبئة ،لتفادي الصدمات و جتنب حصول ثم تطور و إنتشار التعفنات. وجتدر اإلشارة إلى إلزامية جمع كل حبات ا لبطا طس
من احلقل حتى ال تتحول إلى مصدر للفيروسات و التعفنات الفطرية .مما يشكل تهديدا للزراعات املناوبة إذا لم تتمكن العوامل املناخية من القضاء عليها قبل ذلك .كما يجب إخالء احلقل نهائيا من احملصول و إتالف الدرنات املصابة و مخلفات عملية اجلني .و في حالة البطاطس املزمع تخزينها( ،ليست لإلستهالك الفوري) فيتم احلفاظ بها منزرعة في مكانها لتزداد قشرتها صالبة و لتفادي األمراض املرتبطة بالتخزين ومنع تقلص أحجامها نتيجة نقص مستوى الرطوبة .إال أن بقاءها ملدة طويلة في التربة يعرضها إلى مخاطر اإلصابات الفطرية.
التخزين
و للحد من تطور التعفنات الناجتة عن بعض العوامل الفطرية أو اجلرثومية ،فان اللجوء إلى تخزين أولي في الهواء الطلق (حوالي 20درجة مئوية) يساعد على إلتئام اجلروح و يحد من تسرب العناصر املعدية .و لتحقيق تخزين جيد ،فإنه من األهمية القصوى إستبعاد كل الدرنات املصابة للحفاظ على صحة البطاطس السليمة و إستمرار حيويتها أثناء فترة التخزين ،من خالل التحكم في محيطها البيئي في درجة حرارة و مستوى رطوبة مناسبني .و يفضل تخزين محصول البطاطس في مخازن جيدة التهوية و في برودة ال تتعدى ال 6درجات مئوية. و في حالة إنعدام إمكانية التخزين بالتبريد ،ميكن اإلكتفاء بأي مكان حسن التهوية لتفادي الرطوبة الزائدة و توفير أقصى ما ميكن من البرودة .و ال بد من اإلشارة هنا إلى أن لكل من طريقتي التخزين مشاكل صحية خاصة بها.
أشجار فاكهة
فاكهة مزاح وادي زكزل لم يعرف المغرب شجرة لمزاح إال مع بداية القرن السابق .وقد حدث ذلك على يد المستوطنين الفرنسيين، إنطالقا من الجزائر .ولم تصل هذه الزراعة إلى منطقة زكزل إال في الستينات ،غير أنها أصبحت حاليا من أهم األنشطة الزراعية بالمنطقة .بل تشكل وحدها حاليا ،ما يقارب % 80من المساحة الوطنية .ومؤخرا وافقت «اللجنة الوطنية للعالمات المميزة للمنشأ و الجودة» على دفتر تحمالت البيان الجغرافي ‘’مزاح زكزل’’IG Néfles .de Zegzel تتوفر شجرة لمزاح على مقومات مهمة قادرة على تطوير الفالحة التضامنية .وهي من أشجار الفاكهة النادرة التي ال تتطلب عناية كبيرة و خصوصا في ما يتعلق بالمبيدات .و هو ما يجعل فاكهة لمزاح تستحق بجد إعتبارها منتوجا بيولوجيا .هذا إضافة إلى المهارات الجيدة التي أصبح يتوفر عليها فالحو المنطقة و التي راكموها طيلة نصف قرن من الممارسة خاصة فيما يتعلق بالعناية و الطريقة الزراعية و اإلنتاج. ومن الناحية البيئية ،فإن لشجر لمزاح قيمة جمالية طبيعية ال جدال فيها .كما أن المزارع التي تمتد على طول ضفاف واد زكزل تشكل ساترا منيعا في مواجهة التعرية المائية.
نبذة تارخيية، املجال و املساحة
الوادي و أصبحت أهم مصدر للدخل للسكان .و تبلغ حاليا املساحة التي تغطيها هذه الشجرة ،حوالي 270هكتار ( 73500شجرة) .موزعة بني منطقة زكزل – تاقربوصت ب 150هكتار .و تزاغني ب 35هكتار .و واولوت ب 85هكتار. وهنا جتدر اإلشارة إلى أن املساحة اإلجمالية لشجر ملزاح مبنطقة ملوية تناهز 340هكتار .و هو ما يشكل % 85من اإلجمالي الوطني الذي يبلغ حوالي 400هكتار.
التقنيات الزراعية املتبعة و اإلكراهات املتعلقة بها. أشكال تثمني منتوج ملزاح و اإلكراهات. التسويق و صعوباته. احللول املقترحة بشكل تشاركي من أجل التطوير املستمر لهذاالقطاع و حتسني مدخول الفالح. وقد أظهر هذا التشخيص ما يلي:
يتميز وادي زكزل مبناخ معتدل و مشمس ،وبتربة جيدة التصريف و غنية نتيجة حتلل صخور الشست و البازلت و الكلس .مياه واد زكزل الوفيرة و الدافئة في الشتاء تساعد على إستمرارية هذا النشاط الفالحي .وقبل أن تكتسح املنطقة األشجار املثمرة بشكل تدريجي ،ظلت لسنوات طوال تشتغل بزراعة احلبوب األنواع املزروعة و الرعي .لكنه إبتداء من اخلمسينات بدأت تنتشر زراعة األشجار املثمرة و خاصة احلوامض و باألخص منها البرتقال. األنواع األكثر إنتشارا في املنطقة هي: غير أنه و بسبب وصول شبكة السقي الكبير إلى سهل طريفة نافيال :أو البلدي و يتميز بفاكهة ذات حجم كبير مع لبسدي محمد اخلامس و مشرع حمادي، غزير العصارة. منذ بداية اإلستقالل من َ أصبح البرتقال أقل تنافسية في املنطقة رغم مجانية مياه الري .مت القيام بعملية تشخيص تشاركي مبنطقة تاقربوصت ،إبتداء -موسكا :وهو صنف منبثق من نافيال غير أن حجم فاكهته فتم إستبداله باإلجاص .إال أنه لم يستطع التالؤم مع التحوالت من 21ابريل ،2011مبشاركة حوالي ثالثني فالحا،و ذلك أصغر ،إجاصي الشكل ،ويتوفر بدوره على لب أصفر كثير املناخية للمنطقة ليتم تعويضه بدوره ،و بالتدريج ،بشجرة ملزاح بهدف إرشادهم و التعرف على إنشغاالتهم .وقد مت حتليل و العصارة. من صنف ‘’مزاح اليابان ‘’ بداية من أواخر الستينات. هامة مبساهمة -مكركب :وهو األكثر إنتشارا بوادي زكزل .و يعطي ثمارا دراسة أربعة مواضيع و حاليا أصبح لشجرة ملزاح هيمنة شبه مطلقة في كل ذات جودة عالية و إنتاجية مرتفعة و أكثر إنتظاما .له لب أصفر وهي: هؤالء الفالحني،
التطبيقات الزراعية و خصائص املزارع
أشجار فاكهة الصيف املرتفعة و اجلافة تؤثر كثيرا على منو و نضج ثمار ملزاح التي قد تصاب بحروق شمسية تنقص كثيرا من قيمتها التجارية. كما أن رطوبة اجلو أو سيادة الضباب إبان فترة النضج يؤثران على نكهة الفاكهة ومستوى حالوتها. ولإلشارة فإن فاكهة ملزاح حساسة جدا و سريعة التعفن وال ميكن تخزينها ألكثر من عشرين يوما في الظروف الطبيعية.
التسميد
مناخ معتدل مع معدل تساقطات مطرية من 600إلى 1000 ملم ،موزعة بشكل جيد خالل السنة .و يحصل اإلزهار عندها في فصل اخلريف ،بينما تنضج الثمار في الربيع. و يتميز هذا النوع بقدرته النسبية على التعايش مع اجلفاف بحيث انه ال يتم سقيه طيلة فصل الصيف و إمنا في الربيع إبان فترة إزدياد حجم الثمار حيث تكون املياه جد وفيرة بالوادي .و تتراوح احلاجة إلى املاء ما بني 6000و 10000م 3للهكتار موزعة بشكل جيد على طول السنة. و يصل معدل السقي بزكزل و تاقربوصت إلى 10ريَات سنويا، بينما يرتفع إلى 16ريَة في تزاغني و واولوت .وتقدر كلفة الريَة الواحدة للشجرة الواحدة ب 40 .0درهما.
و فير العصارة. طناكا :صنف ياباني األصل يتميز بثماره الكبيرة بيضاويةالشكل و طويلة ذات قشرة صلبة و بشرة برتقالية بنية .لبها متماسك أصفر مشمشي .حلو املذاق و قليل العصارة و يعرف بجودته اجليدة عند النضج ونواها قليل و صغير احلجم. وتبدأ مرحلة نضج األصناف الثالثة األولى في أواسط إبريل، خالف صنف طناكا الذي متتد لديه من أواخرإبريل إلى العشرة أيام األولى من ماي .وهي أصناف مالئمة للمنطقة و فاكهتها تعرف طلبا كبيرا سواء على الصعيد احمللي أو الوطني. و لإلشارة ،فان مزاح اليابان مت تطعيمه على شجرة سفرجل بروفانس مما منحه ساقا قصيرة و مجموعا جذريا جد متطور أما األغراس غير املطعمة ،فال تستعمل غالبا إال في حالة الرغبة في احلصول على أشجار قوية لغرسها في أراضي قليلة اخلصوبة .التربة و هو أمر نادر. يستطيع شجر ملزاح أن ينمو في كثير من أنواع التربة .فهو ال يخشى التربة الكلسية و يتعايش مع كل األنواع األخرى من الغرس الرملية اخلفيفة إلى الطينية الغرينية ،غير أنه يحتاج إلى كميات نظرا لطبيعة تضاريس وادي زكزل الغير مستوية ،فان املغارس كافية من املياه و إلى مستوى جيد للتصريف لدى التربة من أجل تكون أحيانا على شكل مصطبات .كما أن الكثافة متنوعة .منو أفضل. فبخالف املزارع القدمية التي كانت شديدة الكثافة مبعدل ما بني أما بالنسبة إلعداد األرض ،فاألمر ال يتعدى إحداث أحواض 300و 400شجرة في الهكتار فإن كثافة املزارع احلالية إلستقبال مياه السقي .كما أن الطبوغرافية الغير مستوية و تتراوح ما بني 120و 150شجرة في الهكتار .و ترتفع هذه املتنوعة لألرض ،تشكل حاجزا جديا أمام توسع مكننة هذا النسبة إلى ما بني 260و 280شجرة في املناطق السقوية النشاط الزراعي. ورغم مناعته الكبيرة في مواجهة احلرارة و الرياح ،إال أن حرارة خاصة في السليمانية ،تزايست ،زايو ،وبوارك. ومتتد فترة غراسة ملزاح ما بني شهري أكتوبر و أبريل ،ويعتبر شهر فبراير املوعد األفضل .كما تتوفر منطقة واولوت باألخص على إمكانية التوسع في غرس املزيد من أشجار املزاح ،بينما تعرف منطقتي زكزل و تاقربوصت عمليات تشبيب و جتديد ملزارعها القدمية .و عموما يلجأ الفالحون في وادي زكزل ،إلى زراعة محاصيل ثانوية بني خطوط األشجار احلديثة و خصوصا في السنوات الثالثة األولى .ومباشرة بعد اإلنتهاء من غرس الشجيرات (في حفر مبقياسx 0. 30 x 0. 30 .0 : 30xسم) ،يتم القيام بعملية سقي أولى ثم تليها سقية ثانية شهران بعد ذلك. لإلشارة ،يبلغ ثمن الشتلة املطعمة 40درهم و ثمن احلفرة الواحدة 5درهم.
االحتياجات املائية
تعد شجرة مزاح اليابان نوعية شبه استوائية مميزة .فهي تنمو في
تتعدد أنواع السماد املستعمل بوادي زكزل .غير أنه ال تتوفر لدى الفالحني معايير مناسبة و ناجزة ميكنهم إتباعها .و غالبا ما يتم إستخدام 3أصناف منها: * سماد عضوي :مكون باخلصوص من مخلفات األغنام، ويستعمل بكميات جد متفاوتة تتراوح بني 75و 250كلغ للشجرة الواحدة سنويا .ويستعمل بعد عمليات التقليم و يبلغ متوسط كلفة الشجرة 40درهم. * سماد عضوي حيواني مضافة إليه أسمدة عمق آزوتية وفوسفورية وخاصة كبريتات األممونياك 21وسماد سوبر فوسفاط اجلير ،18%بكميات متفاوتة ثم يلي ذلك إستخدام أسمدة تغطية (أمونيترات )5 .%33 * سماد معدني: سماد العمق 120:وحدة أزوت +70+وحدة من 120+ P2 O5وحدة من .K2 O سماد تغطية :على مرحلتني 60وحدة قبل اإلزهار و 60وحدة بعد اجلني. و الواقع أن املزارعني لديهم وعي كبير بأهمية عمليات التسميد و تأثيرها على جودة فاكهة ملزاح و خاصة بالنسبة ملتانة القشرة اخلارجية التي حتدد مدة قابليتها للتخزين.
التقليم
يقصد بالتقليم التكويني ،إختيار 3إلى 4فروع رئيسية (فروع تاجية) ،متباعدة فيما بينها مبا بني 10إلى 15سم ،لتكوين الهيكل األساسي للشجرة خالل سنواتها الثالث األولى من حياتها .أما التقليم الثمري الذي يتم بعد اإلنتهاء من اجلني فيتم اللجوء إليه من أجل تشديب األغصان املتشابكة و الفروع امليتة.
الصنف ،الكثافة ،مستوى العناية بالبستان و عمر األشجار. وتتراوح مردودية الشجرة القدمية من 100إلى 150كلغ .أما الشجرة احلديثة فتعطي ما بني 70و 80كلغ. وبالنسبة ملناطق السقي الكبير بوادي زكزل ،يصل متوسط مردودية الهكتار الواحد إلى 20طن ،أي متوسط إنتاج إجمالي سنوي يبلغ 1400طن .مع العلم أن معدل اإلنتاج السنوي ملنطقة ملوية إجماال يرتفع إلى 8600طن.
وبصفة عامة ،تتم عمليات التقليم بوادي زكزل من طرف عمال مبهارات و تقنيات ضعيفة ال تتعدى إزالة األغصان امليتة و خلق إنفراجات بني الغصينات الكثيفة .و تقدر كلفة تقليم الشجرة الواحدة ما بني 7و 10دراهم.
حماية الصحة النباتية
ال يعرف وادي زكزل مشاكل صحية كثيرة .بحيث أن املرض األكثر إنتشارا في املنطقة هو مرض اجلرب -املسمى محليا ‘’النكريطة’’ -و التي تصيب الغالل بخسائر مهمة حسب السنني و األصناف .غير أن هذا املشكل الذي الزال خارج السيطرة ،ميكن التحكم فيه بسهولة و احلد من آثاره و ذلك باللجوء إلى معاجلة و قائية بالنحاس بنسبة .%2و تقدر كلفته ب 14درهم للشجرة و لكل عملية. وفعال إستطاع بعض املزارعني مؤخرا إقتناء جرارات صهاريج مجهزة بخراطيم يقومون بعرض خدماتها على غيرهم من الفالحني.
اجلني و التخزين
متتد فترة جني ثمار ملزاح من أواخر مارس إلى نهاية ماي .وتعرف فترة ذروة اإلنتاج نقصا كبيرا في اليد العاملة نتيجة الطلب الكثيف عليها .مما يشكل معاناة كبيرة لدى الفالحني ألنه ال ميكن اإلستعانة بأي كان ،و ذلك ألن جني فاكهة ملزاح يتطلب مهارات خاصة نظرا حلساسيتها .إذ يجب التعامل بحرص كبير مع الغشاء الزغبي الدقيق الذي يغطي الثمرة و تفادي إيذاءه مطلقا. وبصفة عامة يستطيع األجير الواحد جني ما بني 100و 150 كلغ من الثمار في اليوم بأجر يومي يبلغ 100درهم .يضاف إليه عامل آخر على األرض يستلم حوالي 500كلغ ب 100درهم كأجر يومي .ثم أجير أخير يقوم بعمليات الفرز و التعبئة يستطيع
أن ينجز 40صندوقا بأجر يتراوح بني 150و 180درهم يوميا. و يبلغ ثمن صندوق التعبئة الواحد 10 دراهم .وهو مصنع من خشب متوسط اجلودة و يستوعب ما بني 18و 20 كلغ من الفاكهة .و يتم نقل احملصول على مرحلتني :أوال من احلقول إلى جوانب الطريق التي متتد على طول مناطق اإلنتاج. ثم بعد ذلك ينقل إلى سوق اجلملة ببركان ( 70درهم حلمولة من 9قنطار) ،أو إلى مدن أخرى و خاصة الدار البيضاء
و طنجة. و يضاف إلى هذه املصاريف رسم الدخول إلى سوق بركان البالغ يقدر متوسط الكلفة النهائية 10 .0درهم للكيلو .وبالتاليَ ، للكيلوغرام الواحد من مزاح زكزل ،من بداية اجلني حتى ولوج سوق اجلملة ،بحوالي 50 .1درهما .وهنا يجب اإلشارة إلى أنه من املعيقات الرئيسية لتطور هذا القطاع الفالحي غياب أنشطة و خدمات التخزين و التحويل الصناعي لهذه الفاكهة. وفي إطار املجهودات املبذولة للرفع من قيمة فاكهة مزاح زكزل و تثمينها ثم التوقيع،يوم 27يناير 2013ببركان ،على إتفاقية شراكة بني األطراف التالية: .1عمالة بركان (اللجنة اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. .2وكالة التنمية اإلجتماعية و اإلقتصادية لوالية و عماالت اجلهة الشرقية). .3الوكالة اجلهوية للتعاون و التنمية ل «شومبان أردين» بفرنسا. .4املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي مللوية. .5اجلماعة القروية لزكزل. .6تعاونية واد زكزل. وقد مت التوافق على املكونات الرئيسية التالية لإلتفاقية: · احلكامة اجليدة لتعاونية كنوز. · تكثيف اإلنتاج من خالل إعادة تأهيل شبكة الري القائمة و حتسني التقنيات الزراعية املطبقة من طرف الفالحني. · تثمني املنتوج و الرفع من قيمته بإحداث محطة لتعبئة مزاح زكزل و اإلتفاق على عالمة .IG Néfles de Zegzel
اإلنتاج و املردودية
يعود مستوى اإلنتاج إلى عناصر متعددة :العوامل املناخية،
التسويق
من العوامل التي تؤثر سلبيا على تسويق فاكهة مزاح زكزل ميكن أن نذكر: حساسية الفاكهة ذاتها بعد إكتمال نضجها و سهولة إصابتهابسبب االحتكاك ببقع بنية. عدم حتملها لظروف النقل مما يحد من إنتشارها.وعموما يتم تسويق منتوج وادي زكزل من ملزاح بالطرق الثالثة التالية: * البيع في عني املكان و هو األسلوب السائد (حوالي )% 75 و ينطلق في شهر مارس .و حسب هذه الطريقة يقوم مجموعة من الوسطاء بشراء الغلة و هي الزالت على األشجار .و في غالب األحيان تتم هذه العملية سنويا بني نفس األطراف بحكم كونهم جميعا من سكان نفس املنطقة و لهم دراية كاملة باألصناف و البساتني و اجلودة .وترجع أهم أسباب تفضيل الفالحني لهذه الطريقة في بيع غاللهم إلى: امللكية املشتركة بالوراثة للبساتني. احلاجة إلى السيولة املالية. غياب بعض املالكني. هيمنة اإلستغالليات الصغيرة نتيجة التجزيئ. هذا األسلوب يتميز بشفافية الصفقات و يناسب املالكني غيراملقيمني و يجنبهم عناء اجلني و ما يليه من خدمات. * تكفل املزارعني بجني الفاكهة و نقلها إلى طريق زكزل و بيعها هناك إلى الوسطاء. * مباشرة الفالحني ذاتهم لعملية اجلني و نقل احملصول إلى سوق اجلملة مبدينة بركان و تسليمها إلى وكالء يتكلفون بالبيع باملزاد مقابل عمولة بنسبة .% 7 و يتحدد ثمن البيع في األسواق وفق مستوى اجلودة و فترة البيع، و يتراوح ما بني 3و 14درهم للكيلو بالنسبة للنوعية اجليدة، وما بني 5 .1و 2درهم للمتوسطة .وتعتبر هذه األثمان مشجعة باملقارنة مع أنواع أخرى من الورديات في املنطقة. ومبدئيا ،ميكن القول أن أثمنة البيع ميكن أن تقرر محليا بحكم كون % 80من األراضي املزروعة بشجرة ملزاح توجد بوادي زكزل ،إال أن الواقع غير ذلك ،إذ أن مجموعة صغيرة من الوسطاء (ال يتعدون 6أشخاص )هم من يستفيدون من القيمة املضافة الكبيرة لتجارة فاكهة ملزاح ،و يتحكمون فيها نظرا لغياب أي مستوى تنظيمي للقطاع لتسويق أفضل للمنتوج .وهو ما يؤدي إلى خسارة الفالحني لنسبة مهمة من هامش الربح. من جهة أخرى ،يجدر التفكير جديا في إمكانيات تصدير مزاح زكزل كمنتوج محلي و خاصة بعد املصادقة مؤخرا على بيانه اجلغرافي .IG Néfles de Zegzel
إقليم إفران
أهمية قطاع أشجار الفاكهة م /سرار محمد
تشكل زراعة أشجار الفواكه يف املغرب قطاعا إسرتاتيجيا بالغ األهمية .و قد عرف توسعا هائال منذ الثمانينات ،و ذلك بفضل مجهودات و مبادرات الخواص .و حقق إرتفاعا مهما يف اإلنتاج نتيجة إدخال أصناف جديدة و إعتماد أساليب زراعية حديثة. ولقد أصبح هذا القطاع يلعب حاليا دورا أساسيا في اإلقتصاد الوطني ،إذ يساهم في تلبية احلاجات احمللية ،وفي متوين الوحدات الصناعية التحويلية (مصانع عصير ،تصبير، مبردات) . . .كما يوفر ما بني 13و 14مليون يوم شغل سنويا ،ويدعم إحتياطي البالد من العملة الصعبة بفضل تصدير بعض األنواع (شهدية ،مشمش،خوخ). يتميز إقليم إفران ،بحكم موقعه في األطلس املتوسط األوسط ،بتضاريسه اجلبلية و بتدرج في اإلرتفاع من الهضاب املنخفضة إلى قمم اجلبال .ويشهد تساقطات مطرية غزيرة. وتقدر مساحة مجموع أراضيه الصاحلة للزراعة بحوالي 83 ألف هكتار ،تنتشر بها مختلف أنواع الزراعات كالشوفان و القطاني وزراعة اخلضروات (بطاطس و بصل) وزراعة أشجار الفاكهة. و بالفعل ،فبفضل موقعه اجلغرافي و مقوماته املناخية و طبيعة التربة ووفرة مصادر املياه ،يعد إقليم إفران املوطن األفضل لورديات الفاكهة سواء إلنتاج الفاكهة أو الشتائل .غير أن مساحة األراضي املزروعة بأشجار الفواكه ال تتعدى 7600 هكتار و هو ما ميثل 9%فقط من األراضي الصاحلة للزراعة .األمر الذي يستدعي التوسع في حتويل األراضي من زراعة احلبوب إلى زراعة األشجار املثمرة. يوجه اإلنتاج بشكل أساسي إلى السوق احمللية .و يأتي التفاح على رأس القائمة ب 5340هكتار وهو ما يوازي % 20
من املساحة على الصعيد الوطني .يليه الكرز ب 695 هكتار ( % 45من املساحة الوطنية ) .ومن أهم مناطق اإلنتاج باإلقليم نذكر :وادي تيكريكرا و ضاية عوا بالنسبة للتفاح .وعني اللوح و أوكماس بالنسبة للكرز .وبلغة األرقام، ميكن القول أن إقليم إفران ينتج إجماال 600 .105:طن من فاكهة التفاح .و 2000طن من الكرز .أي ما يشكل % 25ثم % 26من اإلنتاج الوطني (موسم 2011 .) 2012 و لإلشارة ،فإن إنتاج الكرز يتفاوت كثيرا من موسم إلى آخر مبا أنه ،في بعض السنوات ،يستطيع اإلقليم أن يوفر أكثر من % 50من اإلنتاج الوطني و خاصة مبنطقة عني اللوح. أما بالنسبة للورديات البذرية خاصة اإلجاص و السفرجل، فقد تقلصت مساحتها بشكل كبير نتيجة إصابتها باللفحة النارية فتم تعويضها بأنواع أخرى .أما بالنسبة للورديات اللوزية فتبلغ مساحة أشجار البرقوق 900هكتار( 10%من املساحة الوطنية) و الشهدية 500هكتار (.) 9% وللتذكير فإنه على مستوى جهة مكناس – تافياللت ،التي متثل % 51من املساحة الوطنية لشجرة التفاح ،و .62 % 21من اإلنتاج الوطني ،فإن إقليم إفران يأتي في املرتبة الثانية بعد ميدلت ب % 21 .32من املساحة اجلهوية. ومن أهم األصناف التي يتم إنتاجها باإلقليم نذكر :كولدن ديليسش،سطارك ديلسش،سطارك رميسون و غيرها.
ومتتد مرحلة النضج بشكل متدرج بني غشت و شتنبر .ويبلغ متوسط مردودية الهكتار الواحد في املناطق املسقية حوالي 14طن بجودة البأس بها لكنها تبقى دون مستوى ما ميكن حتقيقه فعال. والواقع أن شجرة التفاح تعد من األنواع البالغة احلساسية إذ تتأثر بشكل كبير باألمراض و أخطاء طريقة التعامل الزراعي املتبع و باآلفات .ولهذا ،ولتحقيق إنتاج جيد فان األمر يتطلب كفاءة عالية و متكنا كبيرا من كل العمليات التقنية التي يجب أن تكون متالئمة مع املستلزمات النباتية املختارة ومع ظروف املكان. أما تقنيات طريقة التعامل الزراعي املتبع في إقليم إفران فتتعلق باخلصوص بإستعمال أنواع النمو احلر كصنف الكوبلي Gobeletللكثافة الضعيفة و املتوسطة ،و أنواع ‘’احملور املركزي’’ للكثافة املرتفعة .أما بالنسبة للري فقد تزايد إستخدام نظام السقي بالتنقيط بفضل دعم الدولة .وملواجهة اخلسائر الناجتة عن ا َلبرد ،بالرغم من وجود األجهزة املضادة، فان اللجوء إلى إستعمال ا ًلشباك أعطى نتائج مرضية ،مما أدى إلى تزايد اإلقبال على هذه الوسيلة من طرف الفالحني. و لقد عرفت البنية التحتية للحفظ و التخزين بدورها تطورا مهما ،إذ إرتفع عدد وحدات التخزين من 5وحدات سنة 2002إلى 11وحدة في 2012موزعة على مستوى املنطقة بطاقة إستيعابية تناهز 400 .14طن .ومن املرتقب حسب مخطط املغرب األخضر ،إحداث وحدة تبريد جديدة للتفاح ،ووحدة أخرى لتعبئة الكرز ووحدة لتجفيف البرقوق بتيمحضيت.
مشاريع مستقبلية
يحتل قطاع أشجار الفاكهة موقعا هاما في توجهات و برامج مخطط املغرب األخضر و خصوصا على صعيد التوسع في املساحة بني 2011و .2015ويقصد من ذلك تنويع اإلنتاج ،وحتسني املردودية و إحداث مناطق زراعية جديدة للبرقوق بتمحضيت (اجلماعة القروية واد إفران) وللتفاح ببيكريت و سنوال (جماعة سيدي املخفي) ،في أفق جعل زراعة أشجار الفاكهة احملرك الرئيسي للتنمية اإلقتصادية بإقليم إفران. إال أن هناك بعض العراقيل التي تعيق حتقيق هذا املشروع التوسعي الطموح خاصة على املستوى اإلداري و املتعلق بالصفقات .إذ قد يتأخر إنطالق عمليات الغرس و يتجاوز الفترة املالئمة التي هي فترة السكون النباتي (بني شهري دجنبر
و مارس) .وبسبب ذلك فإنه بعد تبرعم شتائل الفاكهة العارية اجلذو ،فان جناح األغراس اجلديدة يصبح غير مؤكد .كما أن عدم إمتالك أصحاب مشاتل أزرو لسجل عمليات وصفقات مرجعية سابقة ،جعلهم خارج املنافسة رغم خبرتهم و كفاءتهم العالية ،لتخلو الساحة ملقاولي األشغال العامة لإل ستفادة من الصفقات وهو ما يطرح شكوكا حول قيمة و سالمة األشغال التي مت إجنازها. وهكذا ،مت تأجيل صفقات الغرس ملوسم 2011-2012 بسبب املشاكل التي عرفها املوسم السابق ،مما سبب للمشتليني صعوبات كبيرة في تسويق أغراسهم .ولهذا يطالب املهنيون بإنشاء جلان لتقييم تقدم األشغال و مدى جناحها وقد تعرضت الصحافة املكتوبة بدورها لهذه القضايا في عدة مقاالت.
المقومات األساسية للمنطقة
يتمتع إقليم إفران مبقومات مهمة و أساسية لتنمية و تطور زراعة أشجار الفاكهة و منها: مناخ مناسب لورديات الفاكهة (مستوى برودة كاف) .بلباإلمكان إضافة زراعات جديدة كشتائل التوث األرضي و بذور الشمندر السكري. وفرة املوارد املائية السطحية و اجلوفية بشكل كاف لتطويراإلمكانات الزراعية. خصوبة التربة تتيح إمكانية ممارسة بعض املضارباتالتجارية املربحة (مشاتل،فواكه). إمكانية تطوير أنشطة زراعية موازية كتربية النحل. املوقع اجلغرافي الوسطي لإلقليم جعل منه ملتقى ألهمالطرق ،مما يسهل عمليات التموين مبختلف املدخالت و تسويق اإلنتاج.
أهم اإلكراهات
لكن ،وبالرغم من كل هذه املقومات و املزايا ،فإن هناك بعض املعيقات التي تعترض تقدم قطاع زراعة أشجار الفاكهة باإلقليم و منها: وتيرة اجلليد و ا َلب َرد ورياح الشركي تتزامن مع املراحلاحلرجة في دورة اإلنتاج لدى مختلف أنواع الفاكهة. ضعف تكوين و كفاءة أغلب الفالحني. ضعف العقلية التعاونية و غياب ألي تنظيم مهني لعملياتالتسويق مما يؤدي إلى إستفادة الوسطاء على حساب املنتجني األصليني ،و باالخص نتيجة أسلوب البيع بعني املكان ،مما يضيع على الفالحني جزءا كبيرا من األرباح.
طرق تحسين الوضع
و للتمكن من معاجلة هذه الوضعية ،فإنه أصبح من الضروري
القيام باإلجراءات التالية: تعميم إستعمال الشباك املضادة َللب َرد. تشجيع املنتجني على اإلنخراط الفعال في اجلمعيات املهنيةودعم التنظيمات النشيطة. تعزيز التكوين املستمر وتأطير املزارعني. فك العزلة عن الدواوير و إحداث آلية جتارية على مستوىاملنطقة. توجيه القطاع إلى زراعة أشجار مثمرة أقل إستهالكا للماءو أكثر قابلية للتكيف مع الظروف املناخية لإلقليم مثل الزيتون و اللوز و الكرز. الرفع من قيمة املنتوج من خالل إنشاء وحدات تخزين وجتفيف و حتويل. -تعميم و تطوير املكننة.
التنظيم المهني
تعرف منطقة إفران .كغيرها من اجلهات األخرى ،غيابا شبه كامل ألي تنظيم مهني خاص بقطاع زراعة ورديات الفاكهة. هذا مع العلم أن الوسيلة األساسية و الوحيدة التي متكن الفالحني من الدفاع عن مصاحلهم هي التكتل في إطارتنظيمات مهنية و بيمهنية .وذلك من أجل تسهيل التواصل بني مختلف الفاعلني في القطاع و حتسني اجلودة و تثمني املنتوج ،خاصة مع عدم كفاية و قصور وحدات التخزين البارد. إال أنه مع ذلك ،هناك مجهودات حملاولة التنظيم تستحق الدعم كبعض جمعيات مزارعي الفواكه ،و اإلحتاد اإلقليمي ملنتجي ورديات الفاكهة ،وجمعية املشتليني. . . ولعل جمعية أدرار تعد منوذجا جيدا للقدرة على النجاح. فقد أنشات في البداية لتوحيد املزارعني و الدفاع عن مصاحلهم عقب إجتياح اللفحة النارية ملنطقة إفران .وقد استطاعت، على األقل ،النجاح في حصول أغلب املتضررين على دعم و مساعدة الدولة في تطهير بساتينهم و إعادة غرسها. وحاليا ،تعمل اجلمعية -و التي تضم أكثر من 1000منخرط على توسيع طموحاتها و املساهمة النشيطة في الديناميةالتي أطلقها مخطط املغرب األخضر .و ذلك من خالل مواكبة كل املشاريع ذات العالقة ،مثل مشروع حتويل 600هكتار من زراعة احلبوب إلى مزارع أشجار فاكهة ( 440هكتار برقوق و 160هكتار خوخ) .وقد مت اإلنتهاء فعال من إجناز الشطر األول اخلاص ب ال 440هكتار .بحيث إستفاد ما يقارب 300فالح من جتهيز بساتينهم و تعهد الدولة بالعناية بها ملدة سنتني قبل تسليمها لهم ،و سيكون بإمكانهم احلصول على التمويل الالزم من قبل القرض الفالحي لضمان إستمرار العناية باملزارع .وبفضل هذا التحول النوعي في نشاطهم الفالحي سيصبح بإمكانهم مضاعفة مداخيلهم عشر مرات باملقارنة مع العائد من زراعة احلبوب. أما الشطر الثاني من املشروع ( 160هكتار) فمن املرتقب
باجنازه خالل سنتي .2013-2014 يقول السيد عبد الله معزوزي رئيس جمعية أدرار عن العملية: «في البداية ساد بني الفالحني كثير من اإلرتياب و التردد. لكنه مع التقدم في إجناز املشروع ،بدأت تتدفق طلبات اإلشتراك إلى درجة أن لدينا حاليا 150فالحا على الئحة االنتظار .وقد قدمت اجلمعية أيضا مشروعا إلى وكالة التنمية الفالحية للمصادقة عليه و يتعلق بإحداث مزارع ألشجار الكرز على مساحة 200هكتار في املناطق اجلبلية و املهمشة في بوفراح بجماعة واد إفران ،حيث يسود مستوى عيش جد متدنى بسبب ضعف مردودية زراعة احلبوب املنتشرة هناك. ونحاول أيضا تشجيع زراعة أشجار التفاح و باألخص إدخال أصناف جديدة أكثر جودة و أكثر تلبية ل شروط و متطلبات املستهلك .وتضم املستلزمات النباتية املتوفرة حاليا حوالي 30صنفا من أصل أجنبي بشكل كامل ،وهو رقم في إزدياد رغم أن الصنف األكثر إنتشارا في املنطقة هو كولدن ديلسش» ويضيف السيد معزوز« :إن أكبر مشكل يعيشه القطاع هو إشكالية التسويق حيث تسود الفوضى و هيمنة الوسطاء الذين يسببون الضرر لكل من املتنج و املستهلك .ووحدها الضيعات الكبرى املنظمة التي متتلك وحدات تخزين بارد، تتمكن من التحكم في عمليات تسويق منتوجاتها .ولهذا نعمل حاليا على وضع نظام للتجميع ميكننا من الدفاع عن مصالح صغار الفالحني بشكل أفضل».
حوامض
نظرة عامة على زراعة احلوامض باملغرب برنامج تعاقدي:
تعتبر زراعة احلوامض باملغرب من أهم قطاعات اإلقتصاد -مناطق فاس و مكناس و العرائش (الشمال) الوطني .و يأتي ترتيبها في الصف السابع كمصدر للعملة -منطقة تادلة بني مالل (الوسط) الصعبة .ويتوفر هذا القطاع على مقدرات هامة و عديدة -احلوز (مراكش) منها: لصعبة ا لعملة ا من ملياردرهم 5 .3 من أكثر جلب األصنا ف: كعائدات تصدير احلوامض و مشتقاتها. على املستوى النوعي ميكن التمييز بني 3أصناف حسب 21مليون يوم عمل سنويا.فترات اإلنتاج: 100ألف فرصة عمل60 .ألف منها في البساتني واألصناف املبكرة: الباقي في اخلدمات املرتبطة بالقطاع. 3 .1مليار درهم كأجور. احلوامض الصغيرة:خاصة الكليمانتني الذي يعد أهم أصنافلفالحني. ا أسر من 8000 مصدر دخل رئيسي لالبستان املغربي. نور،ناضوركوت (أفورار) اورطانيك ،نوفا . . .الخ البرتقال :نافيل ،نافيل الين اليتالمساحات: تشغل أشجار احلوامض حاليا ما قدره 100ألف هكتار. األصناف النصف موسمية: وهو ما يشكل 5% .1من مجموع األراضي الصاحلة أهمها :الواشنطون الدموي ،سالوستيانا وأيضا للزراعة .و 18%من املساحة اإلجمالية املزروعة بأشجار الفاكهة .و تنتشر هذه الزراعة باخلصوص في املناطق التالية :سانكينيلي. األصناف املتأخرة: منطقة سوس وتعتبر اجلهة الرئيسية إلنتاج احلوامض بأكثروهي مجموعة مشكلة من أصناف البرتقال خاصة ماروك من 40ألف هكتار. منطقة الغرب وقد كانت مهد الزراعة العصرية للحوامض اليت ،الذي ميثل ما بني 30و 35%من اإلنتاج الوطنيمن احلوامض. باملغرب. -منطقة الشرق و بركان
مت التوقيع سنة 2008على عقد-برنامج للحوامض في إطار مخطط املغرب األخضر .و متتد فترة تطبيقه بني 2009و .2018و يهدف إلى حتسني و تطوير وضعية هذا القطاع الزراعي املهم وذلك من خالل العمل على رفع مستوى اإلنتاج ليصل إلى 9 .2مليون طن سنويا ،يتوقع ان يصدر منها .1 3مليون طن ،فيما يوجه 4 .1مليون طن للسوق احمللي و 200ألف طن للصناعات التحويلية. و لبلوغ هذا الهدف ،يرتقب جتديد بساتني قدمية أو تغيير األصناف التي لم تعد مالئمة ،بأصناف أخرى يتزايد عليها الطلب .كما يتوقع التوسع في زراعة احلوامض في أراضي جديدة تبلغ مساحتها 20ألف هكتار ،و خاصة في مناطق تتوفر على موارد مائية كافية و تربة مناسبة .و تقدر كلفة هذا املشروع الطموح بحوالي 9مليار درهم منها 6مليار يتكفل بها املنتجون ذاتهم. وحسب آخر إجتماع لتقييم تقدم األشغال ،مت اإلعالن أنه على مستوى اإلنتاج ،فإن القطاع جتاوز أهداف التوسع و التجديد ب %35بالنسبة للمرحلة اجلارية .و يرجع هذا اإلجناز إلى مجموع إجراءات الدعم و التشجيع املدرجة في البرنامج التعاقدي لصالح املنتجني .كما تبذل أيضا مجهودات كبيرة لتحسني اجلودة و للرفع من مستوى املردودية .وذلك عبر تأطير املزارعني و تعميم التقنيات الزراعية احلديثة و التوسع في املصادقة و تتبع املنتوج و إنتاج شتائل مصدقة لألصناف املالئمة .كما مت إقرار دعم خاص للسقي بالتنقيط للحد من التبذير و عقلنة إستهالك املاء .ولهذا السبب مت االكتفاء بتجديد مزارع سوس عوض التوسع فيها بالنظر للنقص الكبير في املياه الذي تعاني منه هذه املنطقة التي متثل % 50من إمكانيات إنتاج و تصدير احلوامض في املغرب .بينما مت تفضيل التوسع في املنطقة الشمالية و باألخص بالغرب و العرائش حيث تتوفر الظروف املالئمة لزراعة احلوامض من مصادر مياه كافية و تربة مناسبة. وللتذكير ،فان مستوى املردودية يتفاوت حسب األصناف و اجلهات و مستوى الكفاءة في التعامل الزراعي لدى الفالحني. و يتراوح املتوسط الوطني ما بني 18و 20طن للهكتار (سوس 19طن ) .في حني يتفاوت اإلنتاج اإلجمالي السنوي الوطني ما بني 5 .1و 8 .1مليون طن .و ذلك حسب السنوات( .سوس 700 :إلى 720ألف طن). وجتدر اإلشارة هنا إلى أنه نتيجة اإلرتفاع املرتقب في اإلنتاج،
فإنه سيتم اإلعتماد كثيرا على السوق احمللي لتسويق املنتوج و ذلك بالنظر إلى تزايد التعداد السكاني ( 40مليون نسمة في )2018وتغير منط اإلستهالك لدى املواطنني و إرتفاع وعيهم الصحي باإلضافة إلى كون احلوامض الفاكهة األرخص في املغرب و بالتالي األكثر استهالكا.
التعبئة ،التلفيف و التخزين:
يبلغ حاليا عدد وحدات املعاجلة و التعبئة العاملة في قطاع احلوامض 50 ،وحدة .منها 22في منطقة سوس .وقد أجنزت عدة إستثمارات في هذا املجال منذ حترير عمليات التسويق .ويتم إنتاج أغلب وسائل التعبئة محليا مع إستمرار بعض الواردات و خصوصا نسبة كبيرة من اخلشب املستعمل في إنتاج صناديق التعبئة. و جتدر اإلشارة إلى وجود سلسلة مهمة من مخازن التبريد تابعة لشركة «سوكا مار» بطاقة إستيعابية تتجاوز 30 ألف طن ،موزعة بني طنجة و الدار البيضاء و أكادير، وبركان .إضافة إلى ثالجات املوانئ التي تخص شركة سيريكاف SERECAFبطاقة 10ألف طن ،وغير ذلك من مخازن التبريد اململوكة لبعض معامل التعبئة أو لبعض املزارعني. ويأمل املهنيون أن تهتم الدولة مستقبال بشأن متويل توسيع وحدات التعبئة القائمة وإحداث وحدات جديدة ومبردات قادرة على التعامل مع اإلرتفاع الكبير املنتظر في مستوى اإلنتاج ،بفعل توسع مساحة زراعة احلوامض و خاصة بالنسبة لألصناف املتأخرة (نور،ناضوركوت ،) . . .و التي تستدعي جنيها في مأمن من األمطار و تخزينها مدة طويلة.
التصدير و التسويق:
(إسبانيا) أو بعض املنافسني األقل شأنا (مصر،تركيا،اليونان. ،) . .فإن املغرب يظل في موقع جيد ومتقدم .كما تبذل مجهودات كبيرة في إطار مخطط املغرب األخضر و حسب العقد –البرنامج ،لتحسني مستوى اإلنتاج و اجلودة لتلبية احلاجات و املتطلبات اجلديدة لألسواق اخلارجية،و الرفع من املردودية و القدرة التنافسية عبر تخفيض كلفة اإلنتاج. وهنا البد من اإلشارة إلى أن قطاع احلوامض يعد من القطاعات األكثر تنظيما مهنيا من خالل «جمعية منتجي احلوامض باملغرب» ASPAMو «مغرب سيتريس» (الفيدرالية البيمهنية املغربية للحوامض) .وهما جمعيتان تضمان مختلف مكونات قطاع احلوامض .أما في ما يخص املنتجني الصغار، فقد مت تسجيل إجنازات تنظيمية في إطار مشاريع التجميع همت مزارعني جدد باإلضافة إلى املجموعات املنظمة سابقا في إطار تعاونيات أو محطات تعبئة أو غيرها .إال انه يالحظ تقصير من طرف الدولة في دعم هذه املشاريع (التجميع) ما يدفع صغار املنتجني إلى العجز عن احترام املسار التقني الذي املوصى به من طرف املجمع .و ذلك من خالل اإلقتصاد في إستعمال مختلف املدخالت الزراعية الضرورية مما يؤدي إلى إنخفاض مستوى املردودية و بالتالي إلى إنخفاض املداخيل. و لإلشارة ،فان جمعية ASPAMحتث دائما املنتجني على اإلستمرار بجد في عمليات التوسع و التجديد -في إطار مخطط املغرب األخضر – لتأهيل قطاع احلوامض و تطويره بهدف احملافظة على املوقع اجليد للمغرب في السوق العاملي .كما إزداد االهتمام بالسوق الوطني لتلبية حاجة املستهلك احمللي الذي أصبح أكثر إشتراطا للجودة و أكثر إستهالكا للحوامض.
تتراوح نسبة الصادرات من احلوامض ما بني 30و % 35 من اإلنتاج الكلي مبعدل 500ألف طن سنويا .وهي كميات من املرتقب أن تبلغ 3 .1مليون طن حسب البرنامج املسطر في العقد-البرنامج اخلاص باحلوامض .وحسب التوزيع على أساس األصناف ،يالحظ هيمنة احلوامض الصغيرة على مجموع الصادرات .وعلى صعيد الوجهة ،تأتي أوربا الشرقية ،وخاصة روسيا ،في املقدمة ب .% 50متبوعة باإلحتاد األوربي ب .% 30بينما ال تتجاوز حصة أمريكا الشمالية ،كندا باخلصوص .% 13 ،وتتوزع ال % 7 املتبقية على جهات متعددة أخرى.يدة إلعادة تنظيم و إنتشار السوق المحلي: وقد مت إعداد إستراتيجية جد نظرا لتزايد الطلب الداخلي على مختلف أنواع احلوامض و لصادرات احلوامض بهدف: إعادة التموقع في األسواق التقليدية ببلدان اإلحتاداألوربي. تعزيزاملوقع في روسيا و أمريكا الشمالية. ولوج باقي أسواق دول أوربا الشرقية ،خاصة األعضاءاجلدد في االحتاد األوربي (بولونيا،هنغاريا،ليتوانيا و التشيك). فتح أسواق جديدة أو بعيدة بآسيا و إفريقيا. . . . .الخ و على الرغم من املنافسة القوية سواء من طرف املنافس التقليدي
تزايد اإلستهالك ،ولوال إنطالق مشاريع البرنامج التعاقدي، ألصبح املغرب عاجزا عن التصدير إبتداء من 2014 وإلكتفى بتموين السوق احمللي الذي أصبح أكثر ربحية من التصدير ،بحكم قدرته الكبيرة على إمتصاص مجمل احملصول بدون متييز على أساس العيار و من دون تكاليف تعبئة .هذا باإلضافة إلى توفير السيولة الفورية للمنتجني.
سوق اإلستهالك الطري:
يستوعب ما بني 2 .1و 3 .1مليون طن من احلوامض، مبعدل 30كلغ للفرد سنويا .ويعرف مشاكل عدة أهمها سيادة طرق تسويق غير مناسبة و تعدد الوسطاء .مما يفسر الفرق الشاسع بني ثمن البيع عند املنبع و ثمن الشراء النهائي من طرف املستهلك .و بسبب ذلك ،هناك تفكير لدى التنظيمات البيمهنية لتنظيم العرض اإلجمالي لإلنتاج في السوق احمللي خاصة على مستوى محطات التعبئة .وهناك أيضا دعوات حتيتة من طرف املزارعني إلعادة النظر في نظام أسواق اجلملة.
التحويل:
لقد ظلت شركة ‘’فرمياط ’’Frumatحتتكر هذا القطاع مبصانعها الثالثة عدة سنني بطاقة تبلغ 250ألف طن .لكنه و بسبب مشاكل التموين الغير منتظم للمصانع ،وإنخفاض اإلنتاج و منافسة اإلستهالك الطري املباشر ،لم تستطع الشركة اإلستمرار في نشاطها التحويلي .إال ان هناك مجموعة من اخلواص يعملون على إنبعاث هذه الصناعة و إستمرارها. وهناك إجتاه بني املهنيني للتفكير في خلق شراكات مربحة بني املزارعني و الصناعيني من أجل تثمني ورفع قيمة املشتقات الصناعية للحوامض.
تقنيات زراعية
التخزين التقليدي للبصل مبنطقة احلاجب
م /سرار محمد
يعمد املزارعون مبنطقة احلاجب إلى تخزين فائض إنتاجهم الوفير من محصول البصل عوض عرضه للبيع بأبخس األثمان وكذلك لضمان تزويد السوق بشكل منتظم .ونظرا لغياب بنية حتتية عصرية و مالئمة للتخزين ،فإنهم يضطرون إلى اللجوء إلى ‘’مخازن ‘’ تقليدية رغم ما تلحقه من خسائر مهمة باملنتوج. وتعتبر زراعة البصل من أهم زراعات اخلضر في املغرب إذ تتراوح مساحتها ما بني 18ألف و 20 ألف هكتار و يبلغ حجم إنتاجها ما بني 300ألف و 400ألف طن في السنة.
وعلى مستوى إقليم احلاجب حتتل زراعة البصل املكانة الرئيسية ب % 38من مجموع األراضي املخصصة لزراعة اخلضر و تسهم بأكثر من 50 %من اإلنتاج الوطني .وقد بلغ نصيب البصل في املوسم السابق من األراضي 4300هكتار أنتجت حوالي 211600طن.
الطريقة التقليدية لتخزين البصل
احلجارة بعلو يبلغ 100سم ،و عرض يتراوح بني 80و 90سم ،و بأطوال مختلفة حسب الكمية املراد تخزينها و حسب الطبيعة الهندسية لألرض املخصصة .وتتباعد املخازن فيما بينها بحوالي 3أمتار في الغالب .و عموما تبنى بشكل مواز لإلجتاه الشرقي الغربي وهو اجتاه الرياح الغالبة .ويتم وضع األبصال اجلافة بني اجلدرانني فوق طبقة من القش يتراوح سمكها ما بني 20و 30سم ،ويتم مراكمتها بشكل هرمي ( 130سم عند الذروة و 100سم عند احمليط ) لتسهيل إنسياب مياه األمطار .وفي النهاية يغطي البصل بطبقة أخرى من القش ( 10إلى 20سم) ثم غطاء بالستيكي متني يتم رفعه من أجل تهوية األبصال كلما إرتفعت احلرارة السائدة و إعادته إلى مكانه حال البرودة أو هطول األمطار .و تبلغ كلفة التخزين التقليدي للبصل حوالي 40 .0درهم للكيلو ،دون إحتساب الكميات التالفة إذ حينها ترتفع التكلفة إلى 55 .0 درهم للكيلو.
تتسم طريقة التخزين التقليدية بإقليم احلاجب الخسائر وأسبابها
ببساطتها ،و تتلخص في بناء جدارين متوازيني من حسب دراسة متت سنة 2009بإقليم احلاجب، فقد مت التوصل إلى أن اخلسائر الناجتة عن التخزين
التقليدي للبصل تعود إلى املزارعني أنفسهم و إلى مدة التخزين. وهكذا ،فان % 20من الفالحني باملنطقة يحتفظون مبحصولهم ملا بني شهرين و 4أشهر و يبلغ الفقد لديهم .20%أما نسبة ال % 80منهم فيطيلون مدة التخزين إلى ما بني 4و 6أشهر و ينقسمون إلى مجموعتني: املجموعة :)% 60= ( 1يفقدون ما بني 10و % 30من احملصول. املجموعة :) % 20 =( 2يفقدون ما بني 30و .% 50 وترجع أهم أسباب التلف إلى عملية التزريع و تعفن األبصال .وهي إن كانت بسبب ظروف التخزين إال أنها تتعلق أيضا بأسلوب التعامل الزراعي املتبع من طرف فالحي املنطقة. يحدث التزريع حني تتوفر الظروف املالئمة لكسر فترة الراحة النباتية مثل بلوغ مستويات احلرارة إلى ما بني 10و 20درجة مئوية .و ألن الوسائل املعتمدة في التخزين التقليدي ال تؤمن إال عزال نسبيا لألبصال ،فإن تفاعلها مع احمليط اخلارجي يظل مستمرا مما يؤدي بدرجة احلرارة الداخلية إلى بلوغ مستويات حرجة ،تسهل عملية منو البراعم و اجلذور بفعل إرتفاع نسبة الرطوبة إلى أكثر من .% 80 كما تعود التعفنات التي تصيب البصل و تسبب خسائر كبيرة أثناء فترة التخزين ،إلى هجوم عناصر إتالف فطرية و أهمها ثالث أنواع هي: ‘’سكليروتيوم سيبوفوروم’’ أي التعفن األبيض. بوتريتيس’’ أي التعفن الرمادي و كالهما يظهرانفي بدايات فترة التخزين. التعفن األخضر ‘’بنيسليوم’’ ويظهر متأخرا.كما أن هناك أنواع من البكتريا مثل ‘’إيروينيا’’ و بسودوموناس’’ تهاجم األبصال و تسبب لها تعفنات. إال أنه يجب إدراك حقيقة أن أصل كل هذه التعفنات يبدأ من احلقل ذاته ،و يواكب سلسلة اإلنتاج وصوال إلى مرحلة التخزين .ذلك أن غياب برنامج عقالني للمعاجلة الكيماوية ،و املبالغة في إستعمال األسمدة و خاصة األزوت و القيام بسقي حقل
البصل مباشرة قبيل عملية جني الغلة كل ذلك يهئ مسبقا األسباب املالئمة حلصول التعفنات. وجتدر اإلشارة أيضا إلى بعض أوجه اخلسارة التي تصيب مخزون احملصول كتقلص األحجام و األوزان للبصيالت نتيجة التنفس و التعرق و أيضا إخضرار شرائح البصل نتيجة التوزيع.
وسائل الحد من خسائر التخزين
- 1أثناء مرحلة النمو اخلضري · إختيار الصنف املناسب: إن زراعة البصل املعد للتخزين يتطلب إستعمال أصناف مقاومة للتزريع و للتعفن و تتميز مبحتوى من 11%إلى 15%من املادة اجلافة ،مما يجعلها أكثر متانة و أكثر قدرة على مقاومة الصدمات و اإلرجتاجات املتوقعة عبر مختلف مراحل اإلنتاج. وبناء عليه ،يعتبر البصل األحمر مؤهال أكثر للتخزين بحكم إرتفاع نسبة محتواه من املادة اجلافة .غير أن عدد األصناف املعدة للتخزين املستعملة في منطقة احلاجب تبقى جد محدودة بالنظر إلى مستوى
احلاجة إلى الفترة الضوئية الالزمة .و لهذا ال ينتشر في املنطقة من نوعية البصل األحمر املناسب لفترة النهار القصير اال صنفني هما:أحمر دكالة و أحمر أمبوسطا. · احلد من التزريع (اإلنبات): إن إستعمال ‘’الهيدرازيد مالييك’’Hydrazide maléiqueكمنظم لعملية النمو يتيح إمكانية منع األبصال من التزريع و يطيل فترة صالحيتها للتخزين من دون التأثير على قيمتها التجارية .غير أن حتديد الكمية املناسبة و موعد اإلستعمال يعدان أمران بالغا احلساسية .وقد أثبتت الدراسات بهذا اخلصوص أن إستخدام الهيدرازيد بنسبة 24 .2 كلغ للهكتار قبيل اجلني بأسبوعني إلى 3أسابيع (فترة ذبول % 50من األوراق) ،يساعد على احلد من عملية التزريع و تكون اجلذور و يخفض مستويات تنفس األبصال. · املكافحة الكيماوية ملسببات العفن: ان احلرص على الصحة النباتية و إبادة مسببات التعفن أثناء فترة النمو اخلضري لألبصال تساهم كثيرا في تقليص اخلسائر إبان التخزين .ومن أهم املبيدات املرخصة التي يتم اللجوء إليها بهذا الصدد: ‘’الكاربيندازمي’’ و ‘’مانيب’’ و ‘’مانكوزيب’’ · إحتياطات أخرى ذات عالقة بطريقة التعامل الزراعي: ينصح بإدخال الفوسفور في عملية التخصيب بإعتبار قدرته على دعم مناعة األبصال أثناء فترة التخزين ،وعدم املبالغة في إستعمال األزوت .ومن
األهمية مبكان التوقف عن سقي حقل البصل شهرا كامال قبل عملية اجلني من اجل تسهيل جفاف األبصال. - 2بعد جني احملصول يعمد املزارعون بإقليم احلاجب إلى جتفيف محاصيلهم بعني املكان ،وذلك من خالل مراكمة األبصال في صفوف على أن تكون رؤوسها إلى األعلى حلمايتها من ضربات الشمس .و يوصى بان تتراوح فترة التجفيف الشمسي بني شهر واحد و شهرين .وأن يتم فرز األبصال بدقة كبيرة وقت اجلني وأثناء وضعها في املخازن بحرص كبير لتفادي اإلصابات و اجلروح للتقليل من اخلسائر الناجتة عن التعفنات. - 3أثناء التخزين إن حتسني شروط مكان التخزين التقليدي يستطيع أن يقلص من حجم اخلسائر املتوقعة .وذلك باملعاجلة الكيماوية القبلية للمخازن خاصة إذا كانت تستخدم لسنوات عدة .وتخفيض إرتفاعاتها إلى 50سم لتفادي تكدس األبصال و إنضغاطها .ويستحسن تقسيم املخزن إلى ما بني طبقتني و ثالث طبقات معزولة عن بعضها البعض. * املخازن العصرية: تتطلب الطريقة العصرية للتخزين إنشاء فضاءات متكن من التحكم في مستوى احلرارة و الرطوبة الداخلية. وهي إنشاءات مكلفة و ليست في متناول أغلبية
الفالحني و الذين ال تتجاوز ملكياتهم الزراعية ال 5هكتارات .وهو ما يستلزم خلق تنظيم مهني و تكاثف مجهودات الدولة و املجلس اجلهوي و غرفة الفالحة إلحداث هذا النوع من البنيات التحتية املهمة. وجتدر اإلشارة هنا إلى أن هذه املنشئات تستطيع اللجوء إلى نظام التهوية أو التبريد مع أو من دون ضبط للجو. التخزين في درجة حرارة عادية مع نظام تهويةواملقصود بالتهوية متكني الهواء املكيف من إحاطة و تخلل أكوام األبصال ملنع احلرارة و ضمان ظروف متجانسة و احلد من البرودة و الكثافة .وميكن أن يتم هذا النوع من التخزين بطريقة مراكمة احملصول على بعضه و من دون أوعية ،وفي هذه احلالة يتم اللجوء إلى أجهزة تهوية تقوم بدفع التيار الهوائي من مستوى منخفض مبعدل 2م 3في الدقيقة لكل 1 م 3من البصل. أما بالنسبة للتخزين في أوعية أو في صناديق كارطونية فيجب ضمان سريان حر للهواء بني املجموعات التي يجب أن تكون متباعدة فيما بينها ب 15سم و مصففة مبوازاة مع إجتاه التيار الهوائي، وأن تتلقى ما يكفي من الهواء من القاعدة. و بصفة عامة ،يتم التحكم في مستوى احلرارة بالنسبة لطريقة التخزين هذه عبر شبكة من املجسات تعمل على تنظيم عملية إختالط الهواء البارد اخلارجي مع الهواء املكيف. -التخزين بالتبريد
يتطلب هذا األسلوب من التخزين إنشاء مبردات أو غرفا باردة مع ضبط درجة احلرارة بها بني صفر وواحد درجة مائوية ،ونسبة رطوبة بني 70و .% 75ويتم وضع البصل في صناديق أو أوعية خاصة. تخزين في جو مراقبباإلضافة إلى التحكم في مستوى احلرارة و الرطوبة، ميكن التحكم أيضا في اجلو السائد في املخزن. وذلك بضبط مستوى كثافة األوكسجني بني 2و 3 %و ثاني أوكسيد الكربون بني 4و ،% 5وهو ما ميكن من إطالة فترة التخزين إلى مرتني أو ثالث مرات باملقارنة مع التخزين في اجلو البارد العادي. و مرد ذلك لفعالية هذه الطريقة في كبح عملية التزريع و منع تطور العناصر املسببة لألمراض مع ضمان الطراوة الالزمة و متاسك جيد لألبصال. هذا مع التأكيد على األهمية القصوى للعزل التام لغرف التبريد و اجلاهزية اجليدة الدائمة لوسائل التبريد. كما ميكن اإلشارة هنا إلى األهمية املتزايدة لإليتيلني بإعتباره عنصرا فعاال ملنع عملية تزريع البصل في املخازن .و يالحظ تزايد إستعماله من طرف بعض الشركات االجنليزية املعنية بتعبئة البصل .بل إن كبار املنتجني يؤكدون أن إستعمال اإليتيلني يتيح مرونة كبيرة في التعامل لم تكن متصورة من قبل. و يتلخص األمر في إستخدام جهاز خاص داخل غرفة التبريد أو داخل املخزن يعمل على حتويل الكحول إلى إيتيلني و التحكم فيه .و يستطيع جهاز واحد من هذا النوع أن يخدم كميات من املخزون قد تصل إلى 6000طن .كما تؤكد عدة دراسات بهذا الشأن خلو األبصال من بقايا اإليتيلني. ويجب التنبيه هنا إلى أنه يجب احملافظة على مستوى منخفض من كثافة ثاني أوكسيد الكربون لتخفيض مستوى تنفس األبصال ،مع حتريك دائم للهواء في املخزن ،خاصة في األسابيع الثالث األولى من بدء إستعمال اإليتيلني لتفادي حدوث جيوب من ثاني أكسيد الكربون بني أوعية التخزين أو في الزوايا الغير مشغولة باملخزن.
Philip Lange / Shutterstock.com
�سلف الفالحات الربيعية
حلول مالئمة لإحتياجاتكم