ملحق العدد 76يونيو 2014
مجلة مهنية مختصة بقطاع الخضر و الفواكه ،الحبوب ،الزراعات السكرية و تربية المواشي
إلتزام دائم
تأمني الفالح
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
1
Agriculture du Maghreb N째 76 Juin 2014
2
الفهرس
الئحة اإلشهارات Agrimatco CMGP CAM Mamda
3
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
إحياء قطاع الزراعات الزيتية باملغرب
شكلت المناظرات الفالحية المنعقدة على هامش المعرض الدولي الثالت عشر للفالحة بمكناس ،فرصة إلطالق عدة برامج جديدة في إطار مخطط المغرب األخضر. فقد تم التوقيع على أربع عقود برامج مهمة إحداها تهتم بتطوير و إعادة إنعاش قطاع زراعة النباتات الزيتية ،وذلك من خالل التنوع و التوسع التدريجي في المساحات المزروعة سنويا بهدف الوصول إلى زراعة 127ألف هكتار ،منها 85ألف هكتار لنوار الشمس و 42ألف للكولزا (السلجم). ومن خالل هذا العقد البرنامج ،تأمل الدولة أيضا في تحسين مستويات المردودية بغرض الوصول لمعدل 18قنطار للهكتار بالنسبة لنوار الشمس عوض 11قنطار الحالية ،و 22قنطار للكولزا .كما تراهن على تحسين إنتاجية الزيت النباتية لتبلغ 93ألف طن سنة 2020مقابل ال 8ألف طن الحالية. و الواقع أن البذور الزيتية تقدم إمكانيات عدة للمضاربة ،فهي في نفس اآلن تتيح إنتاج الزيت كأحد أهم المواد الغذائية األساسية لإلنسان ،وتوفر مخلفاتها كمنتوج ثانوي غني بالبروتينات ،غذاء جيدا للحيوانات و خاصة الدواجن ،كما توفر األسباب األساسية المحفزة لخلق بنية تحتية لصناعات تحويلية (معاصر و مصافي) ،خاصة و أن المغرب يعرف نموا مضطردا سواء على الصعيد الديمغرافي أو اإلقتصادي، و حيث يبلغ معدل إستهالك المواطن من الزيوت حوالي 18لتر في السنة؛ وهي نسبة مرتفعة نسبيا .لكن اإلشكال يكمن في كون 98%من اإلستهالك الوطني للزيوت الغذائية ،و خاصة زيت الصوجا يستورد من الخارج ،وباألخص من الواليات المتحدة األمريكية .ومن هنا تظهر األهمية البالغة لبرنامج إحياء الزراعات الزيتية الذي يطمح إلى تغطية
٪20من اإلستهالك المحلي من الزيوت و ٪15من المخلفات في أفق سنة .2020
إنطالق الحملة األولى نظمت الفيدرالية البيمهنية للزراعة الزيتية ) (FOLEAبداية سنة ،2014يوم عمل إلطالق أول موسم للزراعات الزيتية في جهات الغرب ،الحوز ،سوس ،وفاس و مكناس بغرض زراعة 2000هكتار من الكولزا و ما بين 15إلى 20ألف هكتار من نوار الشمس بالنسبة للسنة الجارية .وقد ضم هذا اللقاء مزارعي و صناع هذا القطاع المنتمين للفدرالية ،إضافة إلى الكونفدرالية المغربية للفالحة و التنمية القروية COMADER أكروبول فرنسا AGROPOL و ً France؛ و بمشاركة قوية لوزارة الفالحة من خالل أهم الجهات التابعة لها كالمعهد الوطني للبحث الزراعي ،و معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة و المكتب الوطني لإلستشارة الزراعية، و المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية و المديريات الجهوية للفالحة بالمناطق المعنية. و قد إستطاعت مجموعة الفاعلين البيمهنيين خالل الشهور األخيرة ،توفير كل المستلزمات الضرورية إلطالق حملة جيدة لزراعة الكولزا ونوار الشمس؛ و نجحت المجهودات المبذولة في وضع نظام متعدد األطراف يشمل مختلف عناصر اإلنتاج الضرورية للقطاع ،رهن إشارة المزارعين .وهكذا و في ما يخص التمويل ،قرر بنك القرض الفالحي تمكين المزارعين من قروض بشروط تفضيلية (قروض،تأمينات،مدخالت ،).. كما تم التفاوض مع منتجي البذور األوربيين للحصول على خصم يصل حتى حدود ٪40من أسعار البذور الهجينة، و ذلك بهدف ضمان توفير بذور عالية
الجودة .و كما تم اإلتفاق عليه في العقد البرنامج ،فقد توصل المزارعون بإلتزامات بشراء مجموع محاصيلهم. والى جانب هذا ،تم إحداث لجنة مكلفة بالبحث و التطوير تعمل على تحسين األنظمة و التقنيات الفالحية لخدمة كفاءات و قدرات قطاع الزراعة النباتية، و تسهيل تتبع تنفيذ برنامج عمل سنوي و المساهمة في تكوين ومواكبة المزارعين و تحسين كفاءة مجموع العاملين في مجال التأطير داخل القطاع . هذا وقد حرص رئيس الفدرالية )(FOLEA على تأكيد أن الزراعة الزيتية ال تمثل أي منافسة للزراعات األخرى؛بل بالعكس من ذلك ،فإن بإمكانها تحقيق تحسن مهم في إنتاج الحبوب واإلستغناء عن فترة التبوير (إستراحة األرض) نظرا لكون زراعة النباتات الزيتية تعمل على تجديد األرض و تجعلها قابلة إلستقبال زراعات أخرى .وهو ما يعني تحقيق مردودية مضاعفة . و للتذكير فإن واردات المغرب الحالية من مخلفات النباتات الزيتية تناهز 8مليار درهم سنويا من العملة الصعبة .ولهذا فإن تطويرا قويا و منظما لهذا القطاع ببالدنا سيسمح بتحويل حوالي 2مليار درهم سنويا إلى العالم القروي ،و بالتالي تخفيف أعباء الميزان التجاري .كما أنه سيساهم أيضا في تأمين التموين و تخفيف آثار التقلبات التي تعرفها أسعار المواد األولية في السوق الدولية ،و تحسين الظروف المعيشية للفالحين و تنشيط تكوين الموارد البشرية العاملة في النشاط التحويلي في القطاع . إنها حقا ،مجموعة من الرهانات اإلقتصادية و اإلجتماعية التي تستدعي تعبئة جميع األطراف الفاعلة بهذا القطاع و بشكل قوي و جدي .
4
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
لمحة سريعة حول مسارإنتاج لحوم الدواجن
يتطرق هذا المقال بشكل موجز ،لقصة إنتاج لحوم الدواجن و مختلف محطات المسار الذي تعبره إبتداء من المزرعة و إنتهاء بمائدة المستهلك.
تربية األمهات و المخصبين اآلباء ً
يبدأ قطاع إنتاج لحوم الدواجن بالمغرب المخصبة) أو أباء بتربية (األصول ً الدجاج الالحم و الديك الرومي ،و الذين يتم إنتقاؤهم من طرف شركات مختصة عالمية على أساس معايير تقنية خاصة تتعلق بمستوى الحيوية و النمو السريع و الفعالية الغذائية أي الكفاءة في تحويل الغذاء إلى لحوم (الكمية الالزمة من الغذاء إلنتاج الكيلوغرام الواحد من اللحوم) .
و تمتد فترة تربية اآلباء لما بين 15 و 16شهرا بالنسبة للدجاج الالحم و إلى ما بين 22و 25شهرا للديك الرومي .أما الهدف األساسي من مخصب هذه التربية فهو إنتاج بيض ً ينقل بعد ذلك إلى المحاضن .
في المحاضن المحاضن هي منشآت خاصة بحضانة البيض المخصب لتفريخ الكتاكيت ،و تكون مجهزة بالعتاد الضروري لذلك (حضانات ،فقاسات )...يسمح بخلق و توفير وسط مؤات للنمو الجنيني
داخل البيض مشابه تماما للظروف الطبيعية لحضانة الدواجن ذاتها.
و إبتداء من وصول الكتاكيت إلى المزرعة يتم توزيعها على عنابر تتيح إمكانية تجديد الهواء بداخلها و توفر مستوى مالئم من الرطوبة النسبية و درجة حرارة مناسبة لعمر الطيور و مجهزة بأدوات اإلضاءة و التغذية و الشرب الكافية. وتكون هذه العنابر مفروشة بطبقة من القش أو من نشارة الخشب و متسعة بشكل يسهل تنقل الدواجن بكل حرية .
و يتم التفقيس بعد 21يوما بالنسبة للدجاج الالحم ،و بعد 28يوما بالنسبة للديك الرومي .وفي نفس يوم الفقس يتم فرز الكتاكيت و تخضع الطيور منذ أوائل عمرها ووضعها في صناديق كرطونية خاصة لبرنامج للتلقيح ضد مختلف األمراض ليتم نقلها إلى مختلف مزارع إنتاج التي تهدد النوع .كما يحرص المربون الدجاج الالحم و الديك الرومي. كثيرا على صحة دواجنهم و يبذلون وألن الكتاكيت في عمر اليوم الواحد كل ما في الوسع لتجنيبها كل العوامل تكون جد حساسة لمختلف مسببات التي قد تسبب لها أي إضطراب أو توتر. األمراض (بكتريا ،فيروسات )...فإنه وذلك من خالل توفير المستلزمات يتم الحرص على إتخاذ كل اإلحتياطات الضرورية الكافية من هواء و ضوء الصحية الالزمة داخل الحضانات للحد و تغذية صحية و متوازنة ومياه عذبة ما أمكن من كل إمكانية للعدوى . و فضاء مريح .و الهدف من كل هذه العناية هو تمكين الطيور من إبراز كل قدراتها الجينية للنمو و اإلنتاج و الفعالية الغذائية . قبل وصول الكتاكيت إلى المزرعة، يتم القيام بعمليات واسعة للقضاء على و بصفة عامة تستمر فترة تربية دواجن الجرذان و الحشرات ،كما يتم تطهير اللحوم حوالي 6أسابيع بالنسبة للدجاج جميع العنابر واألدوات و المعدات و غسلها و تنظيفها و إخضاع المزرعة الالحم لبلوغ 2كغ من الوزن الحي ،و بكاملها لفترة فراغ صحي لمدة 12 3أسبوع بالنسبة إلناث الديك الرومي بغرض كسر دورة نمو و 16أسبوع للذكور من أجل بلوغ 6.3 أسابيع من (بالتتابع) كغ 13 مسببات األمراض و تقليص الضغط و الميكروبي داخل المزرعة إلى أدني حد .الوزن الحي .
في مزارع اإلنتاج
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
5
المكننة الفالحية بالمغرب للمكننة الفالحية دور أساسي في نجاح مخطط المغرب األخضر ،وذلك بسبب تأثيرها على تحسن تقنيات اإلنتاج و تزايد مردودية مختلف القطاعات الزراعية .و تطمح وزارة الفالحة على المدى المتوسط الى رفع مؤشر المكننة من 0.4حصان للهكتار الواحد حاليا إلى 1حصان تطابقا مع أفضل المعايير الدولية. وقد أظهر تشخيص حول اإلسرتاتيجية الوطنية للمكننة الفالحية ( ( SNMAلفائدة وزارة الفالحة و بدعم تقني من منظمة األغذية و الزراعة ) ،(FAOأن الدولة بدلت فعال مجهودات كبرية لتشجيع و تعميم املكننة يف امليدان الفالحي ،لوال أن املجهودات مل تتم وفق نظرة واضحة و مستمرة ،كام أنها تعرضت لعدة تغريات خالل العقود األربعة األخرية بفعل توايل سنوات الجفاف و تغري التوجهات السياسية .كام ان صغار الفالحني مل يستفيدوا يف أغلب األحوال من اإلجراءات التحفيزية ألسباب متعددة ،كتعقد املساطر و صعوبة الحصول عىل قروض أو العجز عن سدادها ...الخ .من جهة أخرى ،فان هذا القطاع ظل دامئا يخضع يف تسيريه لكثري من و لقد شكل إطالق مخطط املغرب األخرض ان الحيوية التي خلقها مخطط املغرب املصالح دون أن تكون إحداها مسؤولة فعال منعطفا مهام يف سياسة عرصنة و تحديث األخرض تعمل فعليا يف إتجاه إحداث تحول مهم يف مجال املكننة من خالل العمليات اآللية الجديدة (جني الزيتون مثال) و اآلالت العرصية (آالت جني املحاصيل السكرية) و األدوات الحديثة (هزازات محمولة) إضافة إىل التوسع الكبري و املتقدم الذي تحققه بعض اآلليات و التجهيزات (الجرارات الفالحية، معدات السقي املوضعي ،أجهزة الحلب .).... غري أنه ،و بالرغم من كل ذلك ،يظل هناك الكثري من النقص يف كفاءة إستخدام الجرار و غريه من العتاد الفالحي كإنخفاض فرتة اإلستعامل و ضعف التنوع ،و اإلستخدام غري الرشيد عىل مستوى ضبط اآلليات ... عليه .هذا إضافة إىل انه إذا كانت السياسة املاكروإقتصادية املتعلقة بقطاع التكنولوجيات و اآلالت الفالحية (أسعار الرصف،أسعار الفائدة ،الفوترة عند الحدود )...قد سمحت بشكل طفيف بتحسن مستوى املكننة من حيث زيادة مؤرش القوة للهكتار ،فإنها مل تساعد عىل ضامن نوعية و جودة هذه املكننة و مدى مالمئتها للظروف املحلية .و بالتايل مل يكن هذا األمر يف مصلحة تطوير بحث علمي يف هذا امليدان و ال يف تطوير صناعة محلية للعتاد الفالحي ظلت والزالت تعاين من منافسة كل من القطاع الغري املنظم و من التجهيزات الفالحية املدعمة.
الفالحة باملغرب من خالل األهداف التي سطرها عىل املدى املتوسط و الطويل ومختلف الضامنات و التشجيعات التي مينحها للفالحني و للمستثمرين ،وبفضل فرص الرشاكة التي يتيحها .لقد أدى التحسن الذي طرأ عىل املساطر و عىل نسب الدعم إىل تنشيط رواج العتاد الفالحي .وهي مجهودات يجب أن تستتمر و تعزز لتلبية الحاجة إىل التجهيزات الفالحية التقليدية؛ ولكن يجب أن يتم هذا األمر إتجاه صغار الفالحني أيضا (الركيزة IIمن مخطط املغرب األخرض) و خاصة منهم أوالئك الذين ال يشملهم نظام التجميع يف الواحات و الجبال و مناطق البور.
يعترب قطاع إسترياد و توزيع العتاد الفالحي قطاعا منظام بشكل جيد ،عكس ما هو عليه حال قطاع التصنيع املحيل املتواضع و الذي 6
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
طاقة بديلة للطاقة األحفورية .إن توجيه منط الفالحة الحالية اىل منوذج يحافظ عىل الرتبة و املوارد املائية و الطاقة أصبح اليوم أمرا إلزاميا و ليس مجرد خيار .إنه نزوع عاملي يتطور يف مواجهة التغريات املناخية و األزمة الطاقية و التدهور املتزايد والفادح للبيئة .
يعاين من كثري من اإلكراهات الرضيبية و املالية إىل جانب منافسة القطاع الغري مهيكل. هكذا ويف غياب برامج بحث علمي وطني جدي داعم ،فهل سيظل هذا القطاع محصورا يف صناعة عتاد فالحي تقليدي ال غري .
8000هزاز مجرور ،و حوايل 3500آلة قطف الزيتون ،هذا إىل جانب العديد من األدوات و التجهيزات املتعلقة باإلنتاج النبايت و الحيواين و مبرحلة ما بعد جمع املحاصيل سواء منها ذاتية الحركة أو املجرورة من طرف الحيوانات.
أما فيام يخص الصيانة ،فإذا وضعنا جانبا حالة املهنيني املحرتفني الذين يتوفرون عىل شبكات منظمة داخل املدن ،فيتكفل بها يف القرى و التجمعات السكنية الصغرية حرفيون تقليديون متعددو التخصصات تنقصهم اإلمكانيات و التجهيزات و إن كانت ال تنقص كثريا منهم الكفاءة .
ان مجموع هذا العتاد الفالحي ،إضافة إىل تفعيل اإلسرتاتيجية الحالية ،يتطلب موارد برشية متخصصة تقدر بحوايل 110ألف فني آلة ،و 53ألف ميكانييك أخريا فإن تفعيل اإلسرتاتيجية الحالية للمكننة و 27ألف تقني ،زيادة عىل أكرث و التنسيق و تتبع و مراقبة املشاريع و العمليات املقرتحة ،ال ميكن أن تتم بصورة من 450مهندس يف أفق .2020 فعالة و مدروسة من دون مأسسة (إعطاء و فيام يخص الطاقة ،فان هذا الكم الهائل صفة مؤسسة) فضاء للحوار و التفكري و من اآلليات سيستهلك حوايل 1.5مليون الرصد .و املقصود بهذا األمر هنا ،هي اللجنة طن من الغازوال،مام ميثل إرتفاعا مبتوسط الوطنية ملكننة الفالحة ) ،(CNMAالتي سنوي يبلغ 55ألف طن .هذا الطلب الكبري ستضم كل املعنيني بهذا القطاع العموميني عىل الطاقة يستلزم تعويض جزء منه عىل منهم و الخواص :مختلف املديريات املدى املتوسط مبصادر الطاقات املتجددة و الحكومية ،و املنظامت املهنية للفالحني و خاصة بالنسبة للتجهيزات الثابتة (ضخ مياه املستوردين ،و املصنعني ،و املستشارين ،و الري ،تجهيزات مستعملة داخل املزرعة )....املقاولني ،و الباحثني و األساتذة . وكام هو حال اآلليات األخرى املتنقلة عىل الطرقات ،فانه يجب عىل املدى الطويل إيالء اآلليات الفالحية املتنقلة بدورها إهتامما املصدر :مرشوع الفاو لتقديم املساعدة التقنية لصياغة إسرتاتيجية وطنية للمكننة الزراعية. خاصا من طرف البحث العلمي بغرض تطوير FAO/TCP/MOR/3301
وأما يف ما يتعلق بتطور مستوى املكننة عىل اآلماد القصرية و املتوسطة و الطويلة ،فمن الرضوري أن يساير الوثرية التي أطلقها مخطط املغرب األخرض يف إتساق تام مع توجهاته، و مواكبة أهدافه عىل مستوى املساحات املزروعة أو املغروسة و عىل مستوى جني املحاصيل و توضيبها و/أو تخزينها باملزارع. وتقدر الحاجيات يف أفق 2020بحوايل 98500 جرار فالحي ( 5600وحدة مستوردة سنويا) ،و 256ألف آلية مصاحبة ،و 17100الة حصاد، و أكرث من 22600هزاز محمول ،و أزيد من
وهناك ملف أخر ال يقل أهمية و يتعلق بتشجيع التصنيع املحيل و دعمه من خالل مواكبته بالبحث العلمي ووضع آليات سياسة تجارية تهدف إىل خفظ التكاليف و تسهيل الوصول إىل مختلف املواد األولية املستعملة يف التصنيع ،و متكينه من التمويل الالزم و منح اإلستثامر ...
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
7
هل باإلمكان تحقيق حماية فعالة من مخاطر ال َب َرد ؟
على الصعيد الوطني ،تعتبر موجات برد فصل الصيف التي تتوالى ضرباتها إبتداء من شهر أبريل إلى شتنبر، كارثة متكررة يعاني منها ،خاصة ،الفضاء املمتد بني سهل سايس و جبال األطلس املتوسط (احلاجب،أزرو، إميوزار ،أوملاس ،صفرو ،لعناصر ،ميدلت...الخ) .وهي مناطق تتقاطع فيها العوامل املناخية املناسبة لزراعة البرد أيضا .و تتركز بها زراعات حساسة و بساتني تعاني من آفتني واسعتي اإلنتشار هما الفواكه و لتهاطل َ الصقيع و اللفحة النارية. للبرد وقد شكل َ البرد دائما العدو األول التأمني و إستعمال الشباك املضادة َ للمزارعني ،و ظلت األوساط األكثر احلديثة العهد و التي تعرف توسعا مضطردا تضررا بهذه الظاهرة ،خاصة مزارع يف البساتني ومزارع الكروم . الفواكه و الكروم ،تعمل بشكل دائم وإذا كان التأمني يضمن تعويضا ماديا يف محاولة لتحقيق نوع من احلماية من للمحصول ،فإنه ال ميكن أن يضمن البرد املدمرة للزراعة ،و ذلك تعويضا عينيا للمنتوج التالف .ففي موجات َ باإلعتماد على أساليب عدة ذات فعالية الفالحة ،كما يف حالة الوفاة يف حادثة، غير أكيدة .فتم جتريب طريقة املدافع ثم ميكن القول بعدم إمكانية إصالح للبرد ،وفيما بعد مت آثار املخاطر املناخية إذ أن أي ضياع الصواريخ املضادة َ اللجوء إلى طريقة نثر يود الفضة على للمحصول يكون نهائيا؛ عكس غير ذلك السحب بحيث تعمل جزيئات هذه من املمتلكات (سيارات ،منازل)... املادة على تكون حبات برد أصغر حجما التي باإلمكان إصالحها و إعادتها إلى و أكثر عرضة للذوبان قبل وصولها إلى حالتها األصلية بشكل تام . األرض .إال أنه يصعب حاليا منح أي ولن تستطيع املبالغ املؤاداة للمزارع، مصداقية لكفاءة كل هذه الوسائل .تعويضا عن ضياع احملصول ،أن تضمن لهذا فإنه يبدو أن هناك فقط طريقتني و القيمة املضافة املرتبطة باملنتوج .ذلك حيدتني أكيدتني يف هذا املجال هما :أنه بالنسبة للضيعات الكبيرة التي
8
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
حترص على إنشاء وحدات معاجلة و تعبئة و تسويق حملاصيلها و بكلفة عالية ،جتد نفسها يف خضم سلسلة مترابطةمن املشاكل كنقص النشاط و إضطرارها لتسريح جزء من اليد العاملة وإنخفاض نصيبها من السوق ،و ذلك نتيجة اإلنهيار املباشر الذي يصيب اإلنتاج بسبب الصقيع الربيعي أو تساقط البرد أو أي آفة طبيعية أخرى . َ
للبرد أول ظهور لقد عرفت الشباك املضادة َ لها باملغرب منذ ستينات القرن املاضي فبعد دخول ألياف البولي ليفني إلى السوق الوطني ،أعتبرت احلل املناسب و املنتظر ،إذ سرعان ما شرع يف إستعمالها يف صناعة أولى الشباك و إستخدامها يف البرد .وقد أثبتت حماية املزروعات من َ أولى التجارب على البساتني حقيقة أن
هذه الوسيلة هي احلل الوحيد الفعال يف احلال و املآل، خاصة إذا وضعنا يف اإلعتبار حجم اخلسائر و العواقب التي تليها و تستمر ملدة طويلة على األشجار التي لن تتمكن من العودة إلى حالتها اإلنتاجية الطبيعية إال بعد للبرد آثارا تدميرية قد بضع دورات .إن للتساقطات القوية َ للبرد تدوم طويال .وقد أظهرت التجارب أن الشباك املضادة َ تتفوق كثيرا ،بل أصبحت حتل محل األساليب التقليدية التي كان أقصى ما تستطيعه هو ضمان البقاء للمزارع من دون اإلهتمام مبغامنه و مردودية جهده. وبالفعل ،ففي مواجهة إرتفاع حاالت الهشاشة و عدم كفاية احلماية املالية التقليدية ،بدأ أصحاب مزارع األشجار املثمرة للبرد،حتى أصبحت بعض املناطق يلجئون إلى الشباك املضادة َ تشبه سلسلة من بيوت عنكبوت ضخمة. غير أنه مع ظهور هذا الدرع اجلديد ،حتولت املخاطر املناخية إلى إكراهات و ضغوطات إقتصادية .فأصبحت مختلف التجهيزات الضرورية التي راكمها املزارعون سواء للوقاية من الصقيع أو من البرد أو كعتاد للسقي املوضعي،إاستثمارا مكلفا البد من تثمينه. ومن جهة نظر أخرى ،فإن للحماية بالشباك بعض اآلثار اجلانبية .فمن املعروف أن إستخدام هذه الشباك يؤثر على الوسط البيئي للبستان بصفة عامة ،وعلى املناخ املوضعي بصفة خاصة كإنخفاض مستوى اإلضاءة و غلبة حالة اإلشعاع املنتشر .وهي عوامل ذات تأثير على بعض أنواع و أصناف املغروسات البكرية ،و خاصة على مستوى نشاط التمثل الضوئي حيث ينعكس ذلك على عملية تركز السكريات يف الثمار أو على تلونها . و يبقى أهم أثر إيجابي للشباك هو احلد من مخاطرصقيع فصل الربيع .إن احلد من النتح،أي التبخر بسبب التعرق ،مكسب جيد ينتج عن إنخفاض كثافة اإلشعاع حتت الشباك و احلد من قوة الرياح . وأخيرا فان حلالة احلصار التي تخلقها الشباك تأثير أيضا على سلوك مختلف احلشرات التي تعيش بالبستان سواء منها مجموعات اآلفات كحرشفيات األجنحة مثال ،أو احلشرات امللقحة .فقد أظهرت املالحظات األولية على الفراشات أن أعدادها تتناقص حتت الشباك كما تتناقص و ثيرة املكافحة؛ مما يعتبر بشائر سارة بشأن عمليات الوقاية املتكاملة. Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
9
صيانة زراعة قصب السكر بالمغرب
د .محمد عباد :باحث بالمركز التقني للنباتات السكرية -المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للغرب عنوان الكترونيmohamedaabad@gmail.com :
زراعة قصب السكر تصنف من محاصيل المناطق االستوائية و شبه االستوائية التي ينحصر طقسها في فصلين متباينين؛ فصل الصيف الذي يتميز بحرارة و رطوبة عاليتين تساعدان على النمو السريع للقصب .و فصل الشتاء بطقسه المعتدل و بدرجة حرارة منخ َفضة مع تراجع في تساقط األمطار ،مما يترتب عنه تراجع كبير في نمو النبات لصالح تصنيع و تخزين أكبر كمية ممكنة من مادة السكر .بالنسبة إلى ا لظروف الطبيعية بالمغرب و باألخص منطقتي الغرب و اللوكوس اللتين تتوفران على بيئة تساعد على إنجاز محاصيل عالية من زراعة قصب السكر، يعوض نقص األمطار خالل فترة النمو بماء السقي عموما ابتدءا من أواخر الربيع و طيلة فصل الصيف و بداية الخريف. تم إدخال زراعة القصب ألول مرة بمنطقة المغرب منذ ما يزيد على أربعين سنة ( ,1973بالغرب) لسد حاجيات المواطنين من مادة السكر. تبلغ المساحة المزروعة منه حاليا حوالي 14.000هكتار ،إال أن مردوديته ( 60طنا ً في الهكتار) تظل ضعيفة جدا بالنسبة إلى قدرات زراعة القصب على اإلنتاج و كذلك المؤهالت الطبيعية للمنطقة التي تفوق 120طنا ً في الهكتار. و نظراً الرتفاع تكاليف زراعة القصب ،فإنه يكون من المفيد زيادة عدد نبات الخلف إلى الحد الذي ال يضر بالمنتوج .و بصفته معمرا لألرض و نظرا لطول عمر دورته اإلنتاجية التي ال تقل عن سنة واحدة ،يصنف القصب من المحاصيل المجهدة للتربة ،لذا ينبغي صيانة هذه الزراعة مع مراعاة اختيار الطرق األنجع و إجراء التقنيات المالئمة التي تساعد على إعادة خصوبة التربة و إتالف كل مخلفات محاصيل الخلف السابقة. إعتماداً على بعض المؤشرات العالمية و من خالل تجاربنا في الميدان و نتائج البحوث و الدراسات التي قام بها المركز التقني للنباتات السكرية في منطقتي الغرب و اللوكوس ،يمكن تلخيص تقنيات عملية الصيانة األكثر فعالية لتطوير و تحسين إنتاجيات قصب الخلف بالمغرب كما يلي:
.1مرحلة النضج
هذه المرحلة ,التي تبدأ في فصل الخريف و تمتد طوال فصل الشتاء إلى بداية فصل الربيع ,يكون القصب خاللها في طور النضج حيث ترتفع نسبة المحتويات السكرية بالعصير و تصل إلى أقصى حد ممكن في بداية هذه المرحلة بالنسبة إلى األصناف المبكرة مثل ” “L62-96أو وسطها مثل صنف ” “CP66-346أو أواخرها مثل صنف ”.“CP72-321 لتحسين جودة نضج نبات قصب السكر يُنصح بتقليل كمية ماء الري في أطواره األخيرة على العموم و إيقافه قبل الحصاد بنحو 20الى 30يوما على
صورة .1أثر الصقيع (اَجْ ِريحَ )2005 ،على قصب السكر بمنطقة الغرب Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014 10
الخصوص .و الجدير بالذكر أن ارتفاع الحرارة في هذه المرحلة غير مرغوب فيه حيث أن الحرارة تساعد النبات على أن يستأنف النمو الخضري الذي له اثر على مخزون السكر فيستنزفه و بالتالي يتأخر النضج وتقل جودة المحصول .و كذلك الحال بالنسبة يح) الذي له أضرار لتعرض القصب للصقيع (اَجْ ِر َ مذهلة على زراعة قصب السكر ،و ذلك بسبب تدهور المحتوى السكري للنبات في جميع مراحله على العموم و في طور النضج على الخصوص (صورة .)1
.2الحصاد
يشترط عدم حصاد القصب قبل تمام و اكتمال نضجه و ذلك لتفادي فقدان نسبة كبيرة من المنتوج السكري الذي تترتب عنه خسارة كبيرة لكل من المزارعين و المصنعين ،و بالتالي نقص حصيلة اإلنتاج الداخلي للدولة .والضرر الناتج من تصنيع السكر من قصب غير ناضج ال يحصل فقط بسبب نقص نسبة «الساكروز» في المحصول بل ينجم
أيضا عن زيادة نسبة السكريات األحادية بالعصير («الكليكوز» و «الفريكتوز») فترتفع درجة لزوجة العصير و يعيق ذلك تبلور «الساكروز» فتضيع نسبة كبيرة منه في ثفل القصب «الموالس» .من الثابت في البحوث الصناعية أن جز ًء واحداً من «لكلوكوز» يمنع تبلور جزئين من «الساكروز». لذلك فانه من المعروف عموما أن قصب السكر ال يمكن جنيه إال بعد اكتمال دورته الزراعية التي تتراوح بين 12شهرا بالنسبة لقصب الخلف و 16 شهرا بالنسبة لقصب الغرس أو بما نسميه «قصب البكر». و يشترط عموما االنتهاء من موسم حصاد القصب في خالل شهر مايو أو يونيو على أبعد تقدير قبل اشتداد وزيادة درجة حرارة الجو و فقدان نسبة كبيرة من المحصول و ناتج السكر لألسباب التالية : ·ارتفاع نسبة التبخر و يقل معها وزن القصب؛ ·تحليل المخزون السكري «الساكروز» و تقل معه الجودة التكنولوجية للقصب؛ ·تضييق فترة نمو قصب الخلف فيضعف معه المردود و محصوله السكري؛
صورة .2تنظيم عملية الحصاد اليدوية بعزل قصب التصنيع عن األوراق صورة .3العالمة الحمراء تحدد مكان قص القصب للحد بين قصب التصنيع و القمم الطرية التي لم يكتمل نضجها و الرؤوس الفتية
صورة .4عملية الحصاد الميكانيكية باآللة المندمجة (حصاد، تنظيف و تعبئة القصب في الشاحنات)
صورة .5تدكين التربة أثناء عملية الحصاد و نقل المحصول
صورة .6منطقة تمركز جل مكونات جذور القصب في األرض
·تأخير صيانة الخلف و بالتالي تعطيل استئناف نمو القصب بالكيفية التي تساعده على انجاز محصول عال في الموسم المقبل؛ و حتى ال يفقد جزء مهم من المحصول كما هو الحال بالنسبة للمنتوج العالي المستوى ،و حتى ال تتأثر البراعم التي يعتمد عليها محصول الخلف في حالة الحصاد العميق ,يفضل جني القصب على مستوى سطح التربة أو تحته بنحو 2إلى 3سم .ويراعى في ذلك استعمال آلة حادة بحيث يكسر القصب بضربة واحدة الن تعدد الضربات يضر البراعم ويؤثر على نسبة اإلنبات في محاصيل الخلف .و لتسهيل عملية الشحن في حالة الجني اليدوي ،يفصل بين قصب التصنيع و األوراق بتصفيف محكم لكل منهما في شكل خطوط منفصلة (صورة .) 2 و ينصح بتقشير القصب وتنظيفه جيدا من جميع األوساخ مع مراعاة تقليم رأس كل قصبة في حدود المنطقة الطرية التي لم يكتمل نضجها بعد؛ أي في نهاية اصفرار و صالبة القصبة (صورة )3وذلك حتى ال يفقد جزء من المحصول السكري و يتعرض القصب السليم لمزيد من االقتطاع الطبيعي في ثمنه بسبب انخفاض نسبة الحالوة عند إجراء التحاليل الكيميائية في مختبرات معامل التصنيع. كما يجب تشجيع الحصاد الميكانيكي باآللة المندمجة (حصاد ،تنظيف و تعبئة القصب في الشاحنات) في الظروف المالئمة ألنها مربحة و تساعد كثيرا على تنظيم هذه العملية و ربح الوقت لإلسراع بعملية الصيانة (صورة .)4 و ينصح كذلك بعدم ترك بقايا القصب القابلة للتصنيع التي كثيرا ما تهمل و تترك سائبة بين األوراق بعد عملية الحصاد ألنها مدرة للربح و قد تصل في بعض األحيان من 5الى 10أطنان في الهكتار الواحد ،بل يجب تجميعها مباشرة و شحنها في عربات خاصة إلى معامل التصنيع؛ إذ من الواجب أن نعلم أن إهمالها في الحقول ال فائدة منه ،و هو عمل سلبي معرقل لسير اآلليات عند إجراء عمليات الصيانة. كما ينبغي تجنب إجراء عملية الحريق للتخلص من بقايا األوراق و القصب بعد الحصاد ،بل يستحسن تكسيرها بآليات خاصة و مزجها بالتراب ألنها تعين على استرجاع خصوبة األرض لكي تصبح موردا طبيعيا يستفيد منه قصب الخلف كثيرا. وعلى المصنعين بتعاون مع الفالحين أن يقوموا ببرمجة وتنظيم عملية جني المحصول بالقدر الكافي
لشحن العربات المخصصة لهم دون زيادة حتى يمكن نقل القصب و تصنيعه في خالل 24ساعة التي تلي عملية الحصاد .ألن تأخر عملية الشحن و إهمال قصب التصنيع في الحقول بدون أية عناية لفترة طويلة يتسبب في خسارة كبيرة للمزارعين من حيث الوزن و للمصنعين من حيث تدهور الجودة التكنولوجية (بسبب زيادة نسبة السكر المحول «الكليكوز» و «الفريكتوز» الغير قابلة للتبلور) و بالتالي تقل كمية السكر الناتج في المعامل. و في حالة تأخير عملية النقل لسبب من األسباب الطارئة ،يستحسن جمع القصب في أكوام تغطى باألوراق المتبقية من عمليات النظافة بسمك 20إلى 30سم حيث يساعد ذلك على تقليل نسبة الضياع في كل من وزن المحصول وناتج السكر الذي قد يصل إلى النصف أو الضياع الكلي إذا طالت مدة تعرضه إلى أشعة الشمس المباشرة. و يجب التنبيه باإلسراع و التفاني في جني و تصنيع القصب في السنوات التي يحدث فيها موجات من الصقيع بالمغرب .و تعطى األولوية لألصناف الحساسة مثل ” “CP66-346وتليها األصناف المقاومة مثل” “CP72-321في حدود فترة ال تتعدى 30إلى 60يوما على أبعد تقدير. يمنع الري قبل الحصاد بنحو شهر إذ يعتقد بعض الفالحين ارتواء قصب السكر بكمية كبيرة من الماء يساعد على زيادة المحصول؛ فهذا اعتقاد خاطئ الن القصب ال يمتص من مياه الري و ال يحجز منه في أنسجته إال بقدر حاجته إليه .وحتى إذا افترضنا أن هذا االعتقاد صحي ٌح فان ذلك يؤدي إلى أضرار مختلفة بمحصول زراعة قصب السكر منها : ·تراجع نسبة المحتويات السكرية بالعصير و تقل معه نسبة السكر في المحصول فيبخس ثمن بيعه؛ ·يصعب الحصاد و تتعقد عملية شحن المحصول في األراضي الحديثة الري فتتضاعف مدة و نفقات هاتين العمليتين ؛ ·زيادة نسبة الطين العالقة بقصب التصنيع فترتفع نسبة االقتطاع الطبيعي بالمعامل؛ ·تدكين تربة الحقل فتتصلب من أثر أقدام العمال و عجالت الشاحنات أثناء عملية الحصاد و نقل المحصول (صورة )5؛ ·خنق و تكسير الجذور السطحية الكفيلة بتغذية قصب الخلف؛ ·صعوبة عمليات خدمة قصب الخلف فتتضاعف مدتها و نفقاتها؛
.3أهمية الجذور
لكل بنيان أسسه و أساس زراعة قصب السكر جذورها ،فالمحصول يجنى كل سنة و تبقى الجذور تحت سطح التربة لتطعم البراعم الجديدة و يستمر القصب معمرا لألرض في دورات حيوية عديدة يثمر محصوال سكريا مهما في كل الفصول و السنين .لذلك قبل الشروع في تفاصيل أية عملية، ارتأينا إعطاء بعض التعارف حول مكونات وأهمية جذور قصب السكر قصد العناية بها و األخذ بعين االعتبار خصوصياتها و متطلباتها عند إجراء تقنيات الصيانة .فالمجموعة الجذرية للقصب تتميز بانتشار معظم مكوناتها في الطبقة السطحية ،وقد أظهرت نتائج التجارب على أن نسبة كبيرة من الجذور (70 إلى ) 80%تتمركز في الخمسين سنتمتراً (50 سم) األولى من سطح األرض و تمتد حوالي متر واحد إلى جانبي خطوط النبات (صورة .)6 تتكون المجموعة الجذرية من أربعة أنواع متباينة. و نظراً ألهمية توزيعها و تعدد أدوارها المتكاملة، سوف نتعرض بشيء من التفصيل لبعض خصوصياتها و التي هي كالتالي:
-1جذور الفسول
تنشأ من براعم الجذور الموجودة على الحلقة الجذرية للفسول و هي جذور متفرعة و رهيفة (صور .)7وظيفتها األساسية إمداد النبات الصغير بالماء والغذاء في مرحلة تطوره األولى إلى حين بزوغ الجذور األخرى .و عمر هذه الجذور قصير حيث يتراوح مابين 2إلى 3أشهر.
-2جذور السيقان (جذور الخلفة)
تنشأ من الحلقة الجذرية في الجزء القاعدي لسيقان النباتات الجديدة أو نبات الخلف (صور ،)8و هي المكون الرسمي و األساسي لمجموعة جذور قصب السكر .و حسب األدوار التي تقوم بها تنقسم هذه الجذور إلى ثالث أنواع: صورة .7مجموعة جذور رقيقة للفسول ( )Aو بيضاء للنبات التفريع األولي ( + )Bحلقة بداية نمو الجذور و برعم إنبات القصب
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
11
صورة .8شبكة مجموعة جذور قصب الخلف ()Aالجذور السطحية ()Bالجذور الداعمة ()Cالجذور الحبلية
أ -الجذور السطحية
تنمو بكثرة في الطبقة العلوية لألرض على عمق 15إلى 20سم (صور )8ويمكن أن تنتشر سطحيا لمسافة قد تصل إلى أكثر من مترين على جانبي مصدر منبتها (سيقان القصب) .وبذلك فهي تمد النبات الحديث بمجمل احتياجاته من الماء والغذاء إال في ظروف الجفاف ،حيث يعتمد القصب على نوع آخر من الجذور و هي أكثر عمقا ً و تسمى جذور الخلف.
ب -جذور الخلف الداعمة
تظهر في منطقة براعم الجذور المتمركزة في المنطقة السفلى حول سيقان الخلف الرئيسية .و تتميز هذه الجذور أنها أكثر سمكا ً وأنها بيضاء و ال تتفرع كثيراً وتنمو مائلة وتمتد أكثر عمقا ً من الجذور السطحية (صور .)8ومن وظائفها األساسية تثبيت مجموعة نبات القصب (التي تتكون من الساق األم والفروع النامية حوله) ضد الرقاد وامتصاصها الماء خاصة تحت ظروف جفاف الطبقة السطحية.
ج -الجذور الحبلية (المجدولة)
تنمو عموديا وتمتد في عمق األرض لمسافة كبيرة قد تصل إلى أكثر من أربعة أمتار و تكون مفتولة على شكل حبال أو مجادل طويلة (صور .)8و تقوم هذه الجذور بزيادة تثبيت سيقان القصب ،باإلضافة إلى أنها قد تمد النبات بالماء من الطبقات السفلى تحت ظروف الجفاف القاسية. و تجدر اإلشارة إلى أن الثالثة أنواع من الجذور السابق ذكرها قد تختلف باختالف أصناف القصب؛ و هي إلى حد كبير تؤثر على قدرة األصناف على القابلية للرقاد و المقاومة للجفاف.
.4صيانة قصب الخلف
قصب السكر من الزراعات التي تعمر في األرض لفترات طويلة قد تصل في كثير من األحيان إلى 5سنوات أو أكثر ،فهو من الزراعات المجهدة للتربة ألنه يستنفذ كميات كبيرة من العناصر الغذائية األرضية .و نظرا لمخلفات كل دورة زراعية من نمو للحشائش و تدكين لألرض و استنزاف لمخزوناتها من ماء وأسمدة ،يلزم جميع المزارعين إعطاء العناية الكافية لصيانة قصب الخلف كل سنة بعد جني المحصول؛ ألنها مفتاح ضمان منتوج عال و قار طيلة الدورات الزراعية المقبلة للقصب .و ليعلم هؤالء المزارعون بأن التبكير في خدمة حقول 12
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
الخلف له نفس مزايا التبكير في مواعيد زراعة القصب .لذلك يجب البدء بخدمة أرض الخلف مباشرة بعد االنتهاء من عملية الحصاد و ذلك لألسباب و االمتيازات التالية : ·توفير الوقت الكافي لنمو القصب طيلة موسم الحرارة (مايو – أكتوبر/نونبر) و نضجه لمّا تنخفض الحرارة و يقصر النهار ،مما يساعد كثيرا على تحسين المحصول عامة والمنتوج السكري خاصة بالنسبة لألصناف المتأخرة النضج؛ ·االستفادة من رطوبة أراضي الخلف لتحسين جودة خدمة التربة والقضاء بفعالية عالية على الحشائش المضرة؛ ·االستفادة من مخزون ماء الشتاء في األرض مما يساعد على تفريخ ونمو قصب الخلف بسرعة ملموسة دون اللجوء إلى السقي لفترة طويلة قد تمتد في السنوات الممطرة إلى نهاية فصل الربيع خاصة في األراضي الطينية «التيرس و الدهس» ؛ ·التخفيف من حدة فاتورة ماء السقي باستغالل مخزون ماء األمطار؛ ·االبتعاد من فصل الصيف وتجنب ارتفاع درجة الحرارة لتفادي التراجع الحاصل في وزن قصب التصنيع و تدهور جودته التكنولوجية؛ ·وفرة اليد العاملة لعدم وجود محاصيل منافسة تحتاج لعماليات كثيرة مثل الزراعة الربيعية و موسم جني زراعة الشمندر السكري و حصاد محاصيل زراعات الحبوب. و بصفة عامة ،فإن الحصاد المبكر للقصب سواء كان في فصل الشتاء أو الربيع يساعد على البدء مبكرا بإجراء عمليات صيانة قصب الخلف ،مما يساعد على تحسين أداء هذه العمليات و بالتالي إطالة موسم نمو قصب الخلف وزيادة محصوله وتحسين جودة مخزونه السكري.
تحت سطح التربة مع تغطية خطوط نبات الخلف بقليل من التربة “ بيناج – بيطاج” مباشرة بعد عملية جني محصول القصب .بهذه العملية يمكن للفالح أن يعيد للتربة حيويتها فيحول دون تقاعسها بتفكيك جزئياتها الملتصقة من أثر تدكينها بترداد مرور اآلليات طيلة الموسم الزراعي السابق. لضمان محصول مرتفع ,تحتاج الجذور إلى التهوية وإلى إيصال الماء إليها و المواد الغذائية بسهولة لكي تتكاثر بقوة و تدعم القصب بالقدر الكافي من األطعمة خالل فترة التفريخ و طيلة مراحل النمو والنضج. و لتلبية جميع هاته الحاجيات ،تحتاج حقول الخلف إلى إجراء عمليتين آو أكثر بآليات ميكانيكية مهيأة خصيصا لهذا الغرض .فآلة «البينوز» أو ما يشبه آلة «الكانديان» (صور )9مالئمة جدا وتساعد كثيرا على نقش األرض فيما بين الخطوط بسهولة على عمق ال يقل على 15سنتيما ً و بدون أن َتح ُدث أضرا ٌر بالجذور أو ببداية نمو نبات الخلف (صورة .)10و للرفع من مردودية آلة «البينوز» وتحسين جودة عملها يجب أن ال يقوم الفالح بإجراء هذه العملية في ظروف أرض جافة أي صلبة ,لذلك ينصح بالتبكير في خدمتها و عدم التأخير إلى أن تجف التربة أو إلى أن يكبر نبات الخلف فتحدث اآللة به أضرارا بالكسر أو الرقاد أو قلع جذور و إتالف أوراق. بعد هذه العملية ينصح بتغطية جذور نبت الخلف بشيء من التراب المفكك باستعمال آلة «البيتوز» (صور )11و ذلك لحفظها من التجفف و توفير ها تنمو و تكثر فتساعد النبات مساحات متسعة لها كي َ على التفريع أكثر وعلى تحسين النمو والصمود ضد الرقاد (صورة .)12
-محاربة الطفيليات (الحشائش « -أربيع»)
تتلخص أهمية عمليات خدمة قصب الخلف في تخليص الحقول من الحشائش حتى ال تشارك النباتات في غذائها ،تهوية األرض و كذلك تجميع التربة حول الجذور لتثبيت النباتات و دعمها للتفريع بكثرة و لزيادة قدرتها على مواجهة الرياح و تقليل الرقاد في فترة نضج القصب في أواخر الموسم.
لقد أثبتت البحوث أن ترك الحشائش تنافس نمو القصب طيلة الموسم حتى الحصاد يؤدي إلى نقص كبير في المحصول قد يصل إلى 70%أو أكثر حسب الطفيليات السائدة و أهمية كثافتها .و بالنسبة لصيانة قصب الخلف ينصح بعدم استعمال المبيدات لمحاربة الحشائش مثلما هو جاري به العمل في بداية غرس القصب ،ذلك أن المبيدات المتوفرة حاليا ليست مجردة لتقاوم الطفيليات بدون إحداث أضرار بنبات القصب ،لذلك ال يمكن استعمالها إال لضرورة ملحة و يجب أن تكون هذه العملية هادفة و مركزة -كأنيراد بها التخلص من الطفيليات المعمرة والخطيرة على زراعة القصب مثل عشب «أنجم» و نظيره «السيربيس» أو ما يشبهها .أما محاربة هذا النوع من العشب بطريقة الحرث الميكانيكي فال ينصح بها
صورة .9آلة «البينوز» (»الكانديان») لخدمة األرض بين الخطوط
صورة . 10خدمة و تهوية األرض بين الخطوط بآلة «البينوز» أو (»الكانديان»)
.5عمليات خدمة قصب الخلف “ بيناج – بيطاج”
-خدمة األرض
الكثير من المزارعين يتجاهلون أهمية عملية خدمة أرض محصول الخلف و نعني بذلك الحرث الخفيف
صورة . 11آلة «البيتوز» لتغطية األسمدة و جذور نبت الخلف
صورة . 12نتيجة عملية تغطية األسمدة و جذور نبت الخلف بآلة «البيتوز»
صورة . 13القضاء على األعشاب فيما بين الخطوط بآلة «البينوز»
كثيرا على القضاء على األعشاب الموسمية بسهولة فتحمي نبات الخلف من منافستها له خصوصا في مراحل تطوره األولى .و هكذا يترك له المجال واسعا لإلستفراد بالموارد الغذائية ،فينمو القصب و يتكاثر ورقه بسرعة ليحجب عما ينبت مجددا من نبات الطفيليات أشعة الشمس و الهواء فيضعفها كثيرا و يقضي عليها خصوصا في فصلي الربيع و الصيف اللذين ينعم فيهما نبات القصب (صور .)15 و ترجع أهمية عمليات خدمة قصب الخلف إلى: ·توفير مخزون المياه الطبيعية لصالح القصب بالتخلص من استهالك كميات كبيرة منه بواسطة الحشائش؛ ·توفير العناصر الغذائية للمحصول النامي التي كانت تستهلك نتيجة وجود الحشائش؛ ·تكويم التربة حول النباتات مما يساعد على نمو البراعم السفلى و تكثير قصب الخلف؛ ·زيادة التهوية مما يساهم في تحسين امتصاص المياه والعناصر الغذائية؛ ·تثبيت النباتات و التقليل من أثر رقاد القصب؛ ·التقليل من اإلصابة بالحشرات و األمراض المعدية؛ و يجب التنبيه إلى أن الحشائش المهملة خارج حقول القصب ،التي تنمو على جوانب قنوات الري و مصارف المياه و الطرقات ،تعتبر مصدرا خطيرا إلصابة نبات الخلف مرة أخرى بنفس هاته الطفيليات وربما بالعديد من األمراض والحشرات حيث تقضى جزءا من دورة حياتها أو سباتها على هذه الحشائش .لذلك على المزارعين إتباع أسلوب المكافحة المتكاملة للحشائش داخل وخارج حقول قصب السكر ،ألنه من إحدى الوسائل األساسية في حماية زراعة قصب السكر و المحافظة على منتوجها لدورات عديدة.
-تقنيات تعويض النقص «الترقيع»
صورة . 14القضاء على األعشاب التي تنبت وسط خطوط القصب باليد العاملة
صورة .15نمو جيد لقصب الخلف لم يترك مجاال لنمو الحشائش فيما بين الخطوط
ألنها ال تزيده إال استفحاال و شراسة. و يكفي القضاء على باقي أنواع الحشائش (الحولية وثنائية الحول) بتكرار عمليات خدمة األرض السالفة الذكر فيما بين الخطوط «بيناج – بيطاج» باآلليات المخصصة لها أو يدويا بالنسبة ألفراد الطفيليات التي تبقى معلقة بين نبات الخلف وسط خطوط القصب (صور .)14 - 13هذه العمليات تساعد
تعتبر تقنيات تعويض النقص أو الترقيع عملية استثنائية ،لكنها من األهمية بمكان عندما تنخفض نسبة اإلنبات في حالة قصب الغرس أو قد تظهر مساحات في حقول الخلف خالية من نبات القصب (صور .)16و عادة حقول القصب تكون منتظمة بكثافة متوازية السيما عندما تكون عملية الغراسة محكمة بفسول سليمة و بكمية كافية؛ إال أنه في بعض الحاالت تظهر بعض االختالالت الطبيعية ال يمكن التجرد منها نتيجة للعديد من األسباب نذكر منها :ضياع البراعم ,إصابة َمرضية ،قلة أو زيادة ماء الري أو إتالف ساللة أثناء عملية الحصاد؛ مما يستدعى إعادة زراعتها أو ترقيعها .و يستحسن أن يكون ذلك في فصل الربيع خالل عمليات الصيانة بقطع شيء من القصب الناضج ،و يشترط فيه أن يكون من نفس الصنف ،من مشتلة خاصة و عند الضرورة من نفس الحقل السليم و إعادة غرسها بكثافة في األمكنة الفارغة مع مراعاة سقيها بالقدر الكافي طيلة فترة اإلنبات و النمو.
1.1عملية تسميد الخلف
بصفته معمرا لألرض و نظراً لتعدد دوراته اإلنتاجية ،فمحصول القصب يستهلك كميات كبيرة جدا من األمالح المعدنية .يجب على المزارعين مراعاة متطلباته من األغذية كل سنة بعد عملية
صورة . 16أماكن فارغة من نبات القصب يجب إعادة غرسها أثناء عملية الصيانة
الحصاد .تعتبر مادة اآلزوت و مادة الفسفور ومادة البوتاس من أهم المعادن التي يحتاج إليها القصب كثيرا طيلة فترات نموه ونضجه ،باإلضافة إلى بعض العناصر الصغرى مثل الحديد والمنجنيز والزنك ،والتي تستهلك بنسبة قليلة .لذا يتعين إضافة األسمدة الكيماوية الكافية لحقول قصب الخلف في الوقت المناسب والعمل على توزيعها توزيعا جيدا مع مراعاة التركيز فوق خطوط القصب (صورة .)17و حسب ما اتفق عليه بعد دراسة ومناقشة نتائج التجارب و تحاليل التربة بمناطق الغرب و اللوكوس ,فإن مقاييس تسميد زراعة قصب السكر المعمول بها هي كالتالي : نوع األسمدة
الكمية 4 - 3قنطاراً
اآلزوت %33 أو %46
5 - 4قنطاراً
دفعتان أو ثالث دفعات
البوتاس
0قنطاراً
-
الفسفور
التردد دفعة واحدة
و يستحسن استعمال التركيبة الكيماوية المخصصة لتسميد زراعة القصب بالمغرب 18-46-0بمعدل 4قناطير ،تضاف هذه الكمية من السماد دفعة واحدة في بداية عملية صيانة قصب الخلف ،أي أثناء إعداد التربة و تغطيتها إلى جانب الجذور ،وذلك لضمان حسن توزيعها و خلطها بالتراب .مع إضافة 4إلى 5 قناطير من مادة اآلزوت في دفعتين أو ثالث دفعات متفرقة .يجب أن توزع كمية اآلزوت بنظام خالل فترة النمو إلى حدود شهر غشت السيما إذا كان سقي القصب يعتمد نظام الري الموضعي بالتنقيط ،ويجب كذلك أن يكون هذا التوزيع بعيدا عن طور نضج القصب .تعتبر إضافة األسمدة العضوية خالل عملية الصيانة مفيدة جدا لتخصيب و تهوية التربة، يستفد منها القصب لفترة طويلة و يزيد بشكل ملحوظ في قدراته اإلنتاجية (صورة .)18 ولمن أراد أن تتم عملية تسميد حقوله بدقة و نجاح، يُنصح بإجراء بعض التحاليل لتربة حقول قصب الخلف في مختبرات مختصة لمعرفة مدى التغيرات التي طرأت على خصوبة و حموضة و ملوحة األرض .كما يجب االلتزام وتطبيق جميع تفاصيل التقارير و التوصيات التي يدلي بها المختصون في الميدان.
-أهمية العناصر المعدنية الكبرى
+التسميد اآلزوتي اآلزوت احد العناصر المغذية الكبرى التي تدخل في تكوين هيكل النبات و له تأثير مباشر على سرعة نموه و قوة تفريعه ،لذلك فهو يلعب دورا كبيرا في الرفع من محصول القصب .يستهلك القصب حوالي 300وحدة في الهكتار كل سنة من هذه المادة؛ و هو موجود بكثرة في التربة على شكل مادة عضوية Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
13
قابلة للتحويل إلى مادة معدنية مغذية .لهذا يُنصح بإضافة األسمدة العضوية (صورة )18و ترك مخلفات القصب و الحشائش لتتحلل في األرض بعد خلطها بالتراب بدال من حرقها أو إتالفها خارج حقول القصب. لكن يجب التحذير من الزيادة المفرطة من كمية اآلزوت التي لها أضرا ٌر معاكسة على المحاصيل نذكر منها: ·استمرار النمو الخضري و تأخير عملية انتقال وتخزين السكر مما يؤدي إلى حصاد محصول القصب بدرجة نضج منخفضة؛ ·الزيادة الفائقة في طول القصب مع هشاشة األنسجة و تكاثر األوراق على قمم السيقان مما يساعد على الرقاد و يجعل عود القصب سهال لمهاجمة الحشرات و القوارض (الفئران)؛ ·نقص في امتصاص و استعمال مادة الفسفور لصالح اآلزوت؛
صورة . 17توزيع أسمدة الصيانة بالتساوي فوق خطوط القصب
صورة . 18عملية تسميد القصب بالمواد العضوية لألبقار
صورة . 19نظام السقي الموضعي بالتنقيط بدون أعشاب فيما بين الخطوط
14
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
·تعقيد عملية التصنيع و تدني كفاءة استخالص السكر لزيادة الشوائب ونسبة السكريات المختزلة (المحولة ،كمادة الجليكوز). +التسميد الفسفوري يعتبر الفسفور من العناصر األساسية للنبات و يتمركز في األوراق الحديثة بكمية كبيرة عن األوراق المسنة .يدخل الفسفور في تكوين مركبات الطاقة المختلفة الالزمة للنمو؛ ويزيد الفسفور كذلك من قدرة النباتات على مقاومة اإلصابة باألمراض عامة و التي تنبعث من التربة خاصة ،حيث يساعد على تشجيع نمو جذور جديدة غير مصابة .كمية حاجيات القصب المجملة من مادة الفسفور قليلة بالنسبة لمادة اآلزوت و البوتاس ،و تتراوح ما بين 130إلى 150وحدة في الهكتار كل سنة؛ جلها موجودة في مخزون األرض على شكل أمالح معدنية جاهزة لالستهالك و تغذية النبات. +التسميد البوتاسي على الرغم من أن البوتاس ال يدخل في بناء المركبات الضرورية لنمو النبات لكنه يصنف كعامل مساعد أساسي في التفاعالت األنزيمية ،ويساعد عمليات نقل السكر وتخزينه في سيقان القصب .و يلعب البوتاس دورا هاما في زيادة كفاءة استخدام الماء بواسطة النبات عن طريق زيادة سمك طبقة سطح األوراق (الكيتيكل) فيقلل من سرعة التبخر و فقدان الماء. و قد أثبتت التجارب أن قصب السكر يحتاج كل سنة إلى الكثير من مادة البوتاس قد يصل إلى 500 وحدة في الهكتار .و رغم أهمية عنصر البوتاس الكبرى فانه يسبب مشاكل في التصنيع حيث كل جزيئ بوتاس زائد يمنع تبلور 4جزيئات من السكر (السكاروز) التي يصعب استخالصها وتذهب هدرا في مادة «الميالس» .و تجدر اإلشارة حسب نتائج التحاليل المخبرية ،بأن أراضي الغرب و اللوكوس غنية بمادة البوتاس ،و لذلك حذفت كليا من تركيبة األسمدة الخاصة بتسميد القصب والشمندر السكري بالمغرب ( .)18-46-0لذا يجب التنبيه بعدم إضافة البوتاس كليا إلى هذه الزراعة الن مخزون األرض يفوق حاجيات نبات القصب وكل زيادة تعتبر تكليفا و لها آثار سلبية على استخالص السكر في المعامل.
.6عملية السقي
زراعة قصب السكر من محاصيل المناطق االستوائية التي تتالءم مع الطقس الحار برطوبة عالية و تحتاج في بالدنا إلى كميات كبيرة من ماء السقي قد تصل في كل سنة إلى 15.000متر مكعب في الهكتار .لهذا يجب أن يعلم المزارعون بأنه في ظروف الطقس المغربي الجاف ال يمكن انجاز منتوج القصب دون اللجوء إلى عملية الري. و يجب التركيز باألساس على السقي طيلة الفترة الجافة منعدمة األمطار و التي تمتد عموما بين شهري ماي و أكتوبر؛ و هي المرحلة التي تكون فيها حرارة الجو مالئمة لنمو القصب قبل مرحلة النضج .هذه المرحلة من أهم مراحل إنجاز محصول القصب ،لذا يجب االهتمام طيلتها بعملية الري وتوزيع الماء على فترات منتظمة و بالقدر الكافي الذي يكون مشبعا للزراعة ،لكن بدون إفراط و ال تفريط حتى ال يؤثر الماء سلبا على جودة اإلنبات و صورة .20تأثير نظام السقي بالتنقيط (الذي أعتمد فيه على نسبة ماء التبخر) على نمو و إنتاج القصب
النمو السريع للقصب. و عموما ليس ثمة فرق كبير بين حاجيات قصب الخلف و قصب الغرس من ماء السقي .و تبعا لنتائج التجارب مع مراعاة الظروف المناخية و طبيعة التربة لمنطقتي الغرب و اللوكوس ،فإن سقي قصب الخلف ينبغي أن ينظم حسب خصوصية كل فصل لتكون كمية وكيفية عملية الري كالتالي:
-فصل الربيع
في هذا الفصل تكون حرارة الجو معتدلة قريبة من معدل حرارة النمو حيث يكون نبات الخلف في أطوار نموه األولى قليل التبخر ال يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء أو مواعيد متقاربة للري. لذلك يفضل أن يكون الري منظما خالل فصل الربيع بمعدل 30إلى 40مم في الهكتار تعطى للقصب بعد كل 15إلى 20يوما.
-فصل الصيف
بسبب ارتفاع درجة الحرارة ،يعتبر فصل الصيف مرحلة تطور النبات األساسية ،فيه يعرف القصب نشاطا ً كبيرا و نمواً سريعا (مرحلة النمو الكبرى). لذلك فإن قصب الخلف يحتاج إلى كميات كبيرة من ماء السقي تعطى بانتظام على فترات متقاربة لسد حاجيات النبات المتصاعدة .و بحسب حرارة الطقس و زيادة التبخر ،ينبغي تنظيم السقي خالل هذه المرحلة بوتيرة مرتفعة تتراوح بين 7إلى 10 أيام و بمعدل 60إلى 80مم للهكتار في كل ترويّة. فصل الخريففصل الخريف له طابع خاص؛ ففيه يخرج القصب من طور النمو لينتقل إلى طور النضج .و أثناءه تنخفض الحرارة بتدرج و يحدث التغير البيولوجي للنبات ليتحول القصب إلى «آلة» لتصنيع و استخالص مادة السكر على حساب تراجع النمو، لذا يجب التدرج في سحب ماء السقي عن النبات بوتيرة منخفضة من 15إلى 20يوما و بكمية ال تزيد على 40مم للهكتار .و ال حاجة لالستمرار في سقي زراعة القصب مع ضعف التبخر و بداية موسم تهاطل األمطار عادة خالل شهر أكتوبر أو بداية شهر نونبر. فصل الشتاءيدخل فصل الشتاء فتنعدم ظروف تطور القصب، فيتراجع نموه بشدة حتى ينعدم ،وان استمر فببطء شديد غير ملموس .في هذا الفصل يبلغ النبات أوج مراحل نضجه حين يزداد تصنيع السكر ووتيرة انتقاله من األوراق إلى السيقان حيث ي ّ ٌخزن .فال حاجة إذاً إلى الري مع تساقط األمطار و قلة التبخر؛ بل من عوامل نضج القصب ظروف مناخية جافة بحرارة معتدلة .لهذا ينصح في آخر الموسم اإلمتناع عن الري تماما قبل الحصاد (الفطام) بنحو 25إلى 30يوماً. و ينبغي تنبيه المزارعين على أن صيانة السواقي و مصارف المياه و آليات الرش لها أهمية قصوى فيما يخص تدابير إنجاح عملية الري و تقنين استعمال الكميات الهائلة من الماء المخصّصة لسقي أراضي القصب بالمغرب. إال أنه لإلستفادة من التقنيات الحديثة و تحسين ظروف السقي ،أظهرت نتائج الدراسات العلمية
التي أجريت بالمركز التقني للنباتات السكرية على نظام الري الموضعي المطور (الري بالتنقيط، صور )20-19أن استعمال هذا النظام يساعد على تخفيض كبير من كمية المياه المستهلكة (6.000- 7.000متر مكعب في الهكتار) أي بنسبة اقتصادية تقدر ب 50%مقارنة مع الكمية الهائلة المستعملة عند الفالحين لسقي القصب بطرق الري األخرى ( 15.000-10.000متر مكعب في الهكتار) .هذا باإلضافة إلى الرفع من جودة القصب و مضاعفة اإلنتاج الذي بلغ 140طن في الهكتار عوض 60 طنا ً في الهكتار كمعدل االنجاز الوطني .و يرجع ذلك لصعوبة التحكم في عمليات الري والتسميد تحت نظام الري بواسطة الساقية أو الرشاش في مراحل نمو القصب المتقدمة ،في حين يوفر نظام الري بالتنقيط الماء و األسمدة بسهولة و بانتظام حسب احتياجات المحصول في أي فترة من مراحل تطوره. كل ذلك يجعل من الضروري نشر و تشجيع نظام الري الموضعي المطور على أراضي القصب بالغرب و اللوكوس كما هو مسطر عليه في برنامج مخطط المغرب األخضر و البرنامج الوطني لالقتصاد من ماء الري.
-أضرار نقص الماء
يجب التحذير من عطش النبات بسبب نقص كمية ماء السقي خصوصا أثناء مرحلة النمو الكبرى أي خالل فترة الصيف التي لها تأثير مباشر على منتوج القصب و ذلك راجع لألسباب التالية : ·التراجع الكبير في معدل التفريع و نمو النباتات و ينتهي الموسم بقص ٍ ب مردو ُده ضعيفٌ و جودته منخفضة قد ال تسمح له بالتصنيع؛ ·االنخفاض الكبير في طول السالميات (صورة )21و يظهر ذلك في الفترات التي يتعرض فيها النبات للعطش بشدة؛ ·النقص في كمية عصير السيقان و زيادة نسبة األلياف مما يعقد عملية التصنيع. و على العموم بالنسبة لمنطقتي الغرب و اللوكوس يجب أن تعطى العناية الكافية لعملية الري ألنها الركيزة األساسية لنجاح عملية الصيانة ككل و بالتالي ضمان لمنتوج وافر و عال في نهاية كل موسم.
.7األمراض و الحشرات
عموما ،ال توجد في المغرب مخاطر تضرر زراعة قصب السكر بالحشرات واألمراض الشائعة بالنسبة لزراعة الشمندر السكري ،إال مرض التفحم الذي ظهر ألول مرة سنة 1993في منطقة الغرب (صور .)22و الذي يعتبر من األمراض الفطرية الخطيرة ،حيث تزداد حدة اإلصابة به خصوصا في نبات قصب الخلف .ترجع خطورة مرض التفحم إلى األسباب التالية: ·قدرته الكبيرة على التكاثر و إنتاج عدد هائال من حبوب الفطريات (الجراثيم) في كل مجموعة نباتية مريضة قد تكفي إلصابة حقل بكامله؛ ·قدرة جراثيمه الفطرية على التكيف مع جميع أحوال الطبيعة و قوة صبرها على التخزين لفترات طويلة؛
·سهولة انتشار حبوب جراثيمه عن طريق الرياح و بواسطة تنقل اآلليات الزراعية و األيادي العاملة؛ ·شراسة العدوى به التي تشبه عدوى مرض الطاعون بحيث يمكنه إتالف جميع حقول القصب لمنطقة ما برمتها؛ ·انعدام وسائل عالجه بالطرق الكيماوية أو غيرها على غرار األمراض الفطرية األخرى. من مظاهر اإلصابة بمرض التفحم زيادة طول النباتات المصابة بالمقارنة مع النباتات السليمة المجاورة ،وكذلك بتطور لون أكياس الجراثيم من الفضي إلى الرمادي ليتحول أخيرا إلى اللون األسود الفاحم .بعد ذلك ينفجر مخزون األكياس و تنتشر الجراثيم الفطرية السوداء لتلوث الهواء المحيط و التربة و الحشائش فتصبح بدورها مصدر عدوى ألي نبات قصب يزرع أو ينمو بعد الحصاد.
صورة . 21تأثير ماء السقي على نمو القصب
صورة . 22أضرار إصابة قصب السكر بمرض التفحم
-المقاومة
من أجل مقاومة هذا المرض الخبيث بنجاعة، و للحيلولة دون الخسارة المفجعة التي قد تصيب المحصول ،يجب تنبيه المزارعين ،باإلستعانة بالمختصين ،إلى اتخاذ التدابير التالية: ·زراعة أصناف مقاومة لإلصابة بمرض التفحم؛ ·زراعة فسول سليمة خالية من الجراثيم ،يكون مصدرها مشاتل مضمونة تم تأطيرها بمعرفة المختصين؛ ·غرس فسول منقحة من بعض مظاهر اإلصابة بالفطريات مع الحرص الشديد على معالجتها بالماء الساخن في خزانات تحتوى على المبيد الفطري؛ ·القيام بدوريات تفتيشية منظمة لحقول قصب الخلف خصوصا (صورة .)23و هنا تتجلى أهمية متابعة الفالح لزراعاته حيث ينبغي عليه إبالغ المختصين سريعا عن ظهور أي استطالة غير طبيعية للنبات و عدم اإلنتظار حتى تمام نضج األكياس و حدوث اإلصابة و انتشار الفطريات؛ ·في الحقول التي تقل نسبة العدوى فيها عن ،5%يجب باستعجال نزع المجمعات النباتية كاملة في بداية اإلصابة بالمرض .وحتى ال تنتشر الجراثيم في الجو أو على األرض يستحسن قبل قلعها تركيب كيس بالستك مع إحكامه على رؤوس النباتات المصابة بكاملها و حرق األكياس في مناطق بعيدة عن حقول القصب؛ ·في حالة زيادة اإلصابة عن ،5%يتم إزالة القصب بالكامل وحرقه داخل الحقل ،ويستحسن بعد ذلك غمر الحقل بالماء لمدة 7إلى 14يوما حيث تنبت الجراثيم الفطرية و تختنق؛ ·إتباع دورة زراعية يمنع بموجبها إعادة زرع القصب في األراضي الملوثة لمدة موسمين أو ثالثة على األقل ،و ذلك حتى يثبت عدم وجود أي أثر للجراثيم الفطرية.
خاتمة
نظرا لكون زراعات قصب السكر من المحاصيل المجهدة لألرض ونظرا لمخلفاته من نمو للحشائش وتدكين للتربة واستنزاف لمخزوناتها من ماء وأسمدة ،من الضروري كل سنة إعطاء العناية الكافية لصيانة قصب الخلف ،ألنها عملية أساسية لرفع مستوى اإلنتاج و ضمان لتطور و استمرار
صورة . 23دورية تنقيب عن اإلصابة بمرض التفحم في حقل لقصب الخلف بمنطقة الغرب
العطاء خالل جميع الدورات الزراعية للقصب .إن قصب الخلف له أكبر قدرة على اإلنتاج؛ والتبكي ُر في خدمته ال يزيده إال قوة للرفع و تحسين جودة محاصيله خالل سنوات عديدة. بعد القضاء على الطفيليات و تهوية و تسميد التربة ،يجب التركيز باألساس على السقي طيلة الفترة الجافة المنعدمة األمطار و توزيع الماء بشكل منتظم و بالقدر الكافي الذي يكون مشبعا للزراعة، ألنها المرحلة التي تكون فيها حرارة الجو مالئمة لنمو القصب و انجاز القسط الكبير من المحصول. كما يجب إتخاذ كل أسباب الحيطة و الحذر لتفادي هالك هذه الزراعة بسبب تفشي األمراض الفتاكة، أو بسبب التغيرات المناخية كالجفاف الذي يترتب عنه نقص مخزون الموارد المائية أو الكوارث الطبيعية التي من عواقبها التدهور المستمر وإتالف األراضي الفالحية.
رسالة شكر
بموجب هذا المنشور ال تفوتنا المناسبة إال والحنين يدفعنا ألن نقدم الشكر الجزيل وأسمى التحيات والتقدير إلى جميع الزمالء الذين عملوا والذين ما زالوا يعملون بالمركز التقني للنباتات السكرية على ما تفضلوا به في خدمة زراعة قصب السكر بالمغرب ،وعلى المنجزات التي كانت ثمرة بذلهم مجهوداً جباراً ساهم بشكل مباشر في انجاز هذا العمل لنضعه بشكل مبسط بين أيادي العاملين على تنمية الزراعات السكرية من مسؤولين وأطر وتقنيين ومزارعين ومصنعين ...
Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014
15
Agriculture du Maghreb N째 76 Juin 2014
16