Agriculture du Maghreb

Page 1

‫ملحق العدد ‪ 76‬يونيو ‪‎ 2014‬‬

‫مجلة مهنية مختصة بقطاع الخضر و الفواكه‪ ،‬الحبوب‪ ،‬الزراعات السكرية و تربية المواشي‬

‫إلتزام دائم‬

‫تأمني الفالح‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪1‬‬


Agriculture du Maghreb N째 76 Juin 2014

2


‫الفهرس‬

‫الئحة اإلشهارات‬ Agrimatco CMGP CAM Mamda

3

Agriculture du Maghreb N° 76 Juin 2014


‫إحياء قطاع الزراعات‬ ‫الزيتية باملغرب‬

‫شكلت المناظرات الفالحية المنعقدة‬ ‫على هامش المعرض الدولي الثالت عشر‬ ‫للفالحة بمكناس‪ ،‬فرصة إلطالق عدة برامج‬ ‫جديدة في إطار مخطط المغرب األخضر‪.‬‬ ‫فقد تم التوقيع على أربع عقود برامج مهمة‬ ‫إحداها تهتم بتطوير و إعادة إنعاش قطاع‬ ‫زراعة النباتات الزيتية‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫التنوع و التوسع التدريجي في المساحات‬ ‫المزروعة سنويا بهدف الوصول إلى زراعة‬ ‫‪ 127‬ألف هكتار‪ ،‬منها ‪ 85‬ألف هكتار لنوار‬ ‫الشمس و ‪ 42‬ألف للكولزا (السلجم)‪.‬‬ ‫ومن خالل هذا العقد البرنامج‪ ،‬تأمل الدولة‬ ‫أيضا في تحسين مستويات المردودية بغرض‬ ‫الوصول لمعدل ‪ 18‬قنطار للهكتار بالنسبة‬ ‫لنوار الشمس عوض ‪ 11‬قنطار الحالية‪ ،‬و‬ ‫‪ 22‬قنطار للكولزا‪ .‬كما تراهن على تحسين‬ ‫إنتاجية الزيت النباتية لتبلغ ‪ 93‬ألف طن‬ ‫سنة ‪ 2020‬مقابل ال‪ 8‬ألف طن الحالية‪.‬‬ ‫و الواقع أن البذور الزيتية تقدم إمكانيات‬ ‫عدة للمضاربة‪ ،‬فهي في نفس اآلن تتيح‬ ‫إنتاج الزيت كأحد أهم المواد الغذائية‬ ‫األساسية لإلنسان‪ ،‬وتوفر مخلفاتها‬ ‫كمنتوج ثانوي غني بالبروتينات‪ ،‬غذاء‬ ‫جيدا للحيوانات و خاصة الدواجن‪ ،‬كما‬ ‫توفر األسباب األساسية المحفزة لخلق‬ ‫بنية تحتية لصناعات تحويلية (معاصر‬ ‫و مصافي)‪ ،‬خاصة و أن المغرب‬ ‫يعرف نموا مضطردا سواء على‬ ‫الصعيد الديمغرافي أو اإلقتصادي‪،‬‬ ‫و حيث يبلغ معدل إستهالك المواطن‬ ‫من الزيوت حوالي ‪ 18‬لتر في السنة؛‬ ‫وهي نسبة مرتفعة نسبيا‪ .‬لكن اإلشكال‬ ‫يكمن في كون ‪ 98%‬من اإلستهالك‬ ‫الوطني للزيوت الغذائية‪ ،‬و خاصة زيت‬ ‫الصوجا يستورد من الخارج‪ ،‬وباألخص‬ ‫من الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬ومن‬ ‫هنا تظهر األهمية البالغة لبرنامج إحياء‬ ‫الزراعات الزيتية الذي يطمح إلى تغطية‬

‫‪ ٪20‬من اإلستهالك المحلي من الزيوت و‬ ‫‪ ٪15‬من المخلفات في أفق سنة ‪.2020‬‬

‫إنطالق الحملة األولى‬ ‫نظمت الفيدرالية البيمهنية للزراعة الزيتية‬ ‫) ‪ (FOLEA‬بداية سنة ‪ ،2014‬يوم عمل‬ ‫إلطالق أول موسم للزراعات الزيتية في‬ ‫جهات الغرب‪ ،‬الحوز‪ ،‬سوس‪ ،‬وفاس و مكناس‬ ‫بغرض زراعة ‪ 2000‬هكتار من الكولزا و‬ ‫ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 20‬ألف هكتار من نوار‬ ‫الشمس بالنسبة للسنة الجارية‪ .‬وقد ضم هذا‬ ‫اللقاء مزارعي و صناع هذا القطاع المنتمين‬ ‫للفدرالية‪ ،‬إضافة إلى الكونفدرالية المغربية‬ ‫للفالحة و التنمية القروية ‪COMADER‬‬ ‫أكروبول فرنسا ‪AGROPOL‬‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫‪ France‬؛ و بمشاركة قوية لوزارة‬ ‫الفالحة من خالل أهم الجهات التابعة‬ ‫لها كالمعهد الوطني للبحث الزراعي‪ ،‬و‬ ‫معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة‬ ‫و المكتب الوطني لإلستشارة الزراعية‪،‬‬ ‫و المكتب الوطني للسالمة الصحية‬ ‫للمنتجات الغذائية و المديريات الجهوية‬ ‫ ‬ ‫للفالحة بالمناطق المعنية‪.‬‬ ‫و قد إستطاعت مجموعة الفاعلين‬ ‫البيمهنيين خالل الشهور األخيرة‪ ،‬توفير‬ ‫كل المستلزمات الضرورية إلطالق حملة‬ ‫جيدة لزراعة الكولزا ونوار الشمس؛ و‬ ‫نجحت المجهودات المبذولة في وضع‬ ‫نظام متعدد األطراف يشمل مختلف‬ ‫عناصر اإلنتاج الضرورية للقطاع‪ ،‬رهن‬ ‫إشارة المزارعين‪ .‬وهكذا و في ما يخص‬ ‫التمويل‪ ،‬قرر بنك القرض الفالحي‬ ‫تمكين المزارعين من قروض بشروط‬ ‫تفضيلية (قروض‪،‬تأمينات‪،‬مدخالت ‪،)..‬‬ ‫كما تم التفاوض مع منتجي البذور‬ ‫األوربيين للحصول على خصم يصل حتى‬ ‫حدود ‪ ٪40‬من أسعار البذور الهجينة‪،‬‬ ‫و ذلك بهدف ضمان توفير بذور عالية‬

‫الجودة‪ .‬و كما تم اإلتفاق عليه في‬ ‫العقد البرنامج‪ ،‬فقد توصل المزارعون‬ ‫بإلتزامات بشراء مجموع محاصيلهم‪.‬‬ ‫والى جانب هذا‪ ،‬تم إحداث لجنة مكلفة‬ ‫بالبحث و التطوير تعمل على تحسين‬ ‫األنظمة و التقنيات الفالحية لخدمة‬ ‫كفاءات و قدرات قطاع الزراعة النباتية‪،‬‬ ‫و تسهيل تتبع تنفيذ برنامج عمل سنوي و‬ ‫المساهمة في تكوين ومواكبة المزارعين‬ ‫و تحسين كفاءة مجموع العاملين في‬ ‫مجال التأطير داخل القطاع‪ .‬‬ ‫هذا وقد حرص رئيس الفدرالية )‪(FOLEA‬‬ ‫على تأكيد أن الزراعة الزيتية ال تمثل أي‬ ‫منافسة للزراعات األخرى؛بل بالعكس من‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن بإمكانها تحقيق تحسن مهم في‬ ‫إنتاج الحبوب واإلستغناء عن فترة التبوير‬ ‫(إستراحة األرض) نظرا لكون زراعة‬ ‫النباتات الزيتية تعمل على تجديد األرض و‬ ‫تجعلها قابلة إلستقبال زراعات أخرى‪ .‬وهو‬ ‫ما يعني تحقيق مردودية مضاعفة‪ .‬‬ ‫و للتذكير فإن واردات المغرب الحالية‬ ‫من مخلفات النباتات الزيتية تناهز ‪ 8‬مليار‬ ‫درهم سنويا من العملة الصعبة‪ .‬ولهذا فإن‬ ‫تطويرا قويا و منظما لهذا القطاع ببالدنا‬ ‫سيسمح بتحويل حوالي ‪ 2‬مليار درهم سنويا‬ ‫إلى العالم القروي‪ ،‬و بالتالي تخفيف أعباء‬ ‫الميزان التجاري‪ .‬كما أنه سيساهم‬ ‫أيضا في تأمين التموين و تخفيف‬ ‫آثار التقلبات التي تعرفها أسعار المواد‬ ‫األولية في السوق الدولية‪ ،‬و تحسين‬ ‫الظروف المعيشية للفالحين و تنشيط‬ ‫تكوين الموارد البشرية العاملة في‬ ‫النشاط التحويلي في القطاع‪ .‬‬ ‫إنها حقا‪ ،‬مجموعة من الرهانات‬ ‫اإلقتصادية و اإلجتماعية التي تستدعي‬ ‫تعبئة جميع األطراف الفاعلة بهذا‬ ‫القطاع و بشكل قوي و جدي‪ .‬‬

‫‪4‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬


‫لمحة سريعة حول‬ ‫مسارإنتاج لحوم الدواجن‬

‫يتطرق هذا المقال بشكل موجز‪ ،‬لقصة إنتاج لحوم‬ ‫الدواجن و مختلف محطات المسار الذي تعبره‬ ‫إبتداء من المزرعة و إنتهاء بمائدة المستهلك‪.‬‬

‫تربية األمهات و‬ ‫المخصبين‬ ‫اآلباء‬ ‫ً‬

‫يبدأ قطاع إنتاج لحوم الدواجن بالمغرب‬ ‫المخصبة) أو أباء‬ ‫بتربية (األصول‬ ‫ً‬ ‫الدجاج الالحم و الديك الرومي‪ ،‬و‬ ‫الذين يتم إنتقاؤهم من طرف شركات‬ ‫مختصة عالمية على أساس معايير‬ ‫تقنية خاصة تتعلق بمستوى الحيوية‬ ‫و النمو السريع و الفعالية الغذائية‬ ‫أي الكفاءة في تحويل الغذاء إلى لحوم‬ ‫(الكمية الالزمة من الغذاء إلنتاج‬ ‫الكيلوغرام الواحد من اللحوم)‪ .‬‬

‫و تمتد فترة تربية اآلباء لما بين ‪15‬‬ ‫و ‪ 16‬شهرا بالنسبة للدجاج الالحم و‬ ‫إلى ما بين ‪ 22‬و ‪ 25‬شهرا للديك‬ ‫الرومي‪ .‬أما الهدف األساسي من‬ ‫مخصب‬ ‫هذه التربية فهو إنتاج بيض‬ ‫ً‬ ‫ينقل بعد ذلك إلى المحاضن‪ .‬‬

‫في المحاضن‬ ‫المحاضن هي منشآت خاصة بحضانة‬ ‫البيض المخصب لتفريخ الكتاكيت‪ ،‬و‬ ‫تكون مجهزة بالعتاد الضروري لذلك‬ ‫(حضانات‪ ،‬فقاسات ‪ )...‬يسمح بخلق‬ ‫و توفير وسط مؤات للنمو الجنيني‬

‫داخل البيض مشابه تماما للظروف‬ ‫الطبيعية لحضانة الدواجن ذاتها‪.‬‬

‫و إبتداء من وصول الكتاكيت إلى‬ ‫المزرعة يتم توزيعها على عنابر‬ ‫تتيح إمكانية تجديد الهواء بداخلها‬ ‫و توفر مستوى مالئم من الرطوبة‬ ‫النسبية و درجة حرارة مناسبة‬ ‫لعمر الطيور و مجهزة بأدوات‬ ‫اإلضاءة و التغذية و الشرب الكافية‪.‬‬ ‫وتكون هذه العنابر مفروشة بطبقة‬ ‫من القش أو من نشارة الخشب‬ ‫و متسعة بشكل يسهل تنقل‬ ‫الدواجن بكل حرية‪ .‬‬

‫و يتم التفقيس بعد ‪ 21‬يوما بالنسبة‬ ‫للدجاج الالحم‪ ،‬و بعد ‪ 28‬يوما‬ ‫بالنسبة للديك الرومي‪ .‬وفي نفس‬ ‫يوم الفقس يتم فرز الكتاكيت و تخضع الطيور منذ أوائل عمرها‬ ‫ووضعها في صناديق كرطونية خاصة‬ ‫لبرنامج للتلقيح ضد مختلف األمراض‬ ‫ليتم نقلها إلى مختلف مزارع إنتاج‬ ‫التي تهدد النوع‪ .‬كما يحرص المربون‬ ‫الدجاج الالحم و الديك الرومي‪.‬‬ ‫كثيرا على صحة دواجنهم و يبذلون‬ ‫وألن الكتاكيت في عمر اليوم الواحد كل ما في الوسع لتجنيبها كل العوامل‬ ‫تكون جد حساسة لمختلف مسببات التي قد تسبب لها أي إضطراب أو توتر‪.‬‬ ‫األمراض (بكتريا‪ ،‬فيروسات‪ )...‬فإنه وذلك من خالل توفير المستلزمات‬ ‫يتم الحرص على إتخاذ كل اإلحتياطات الضرورية الكافية من هواء و ضوء‬ ‫الصحية الالزمة داخل الحضانات للحد و تغذية صحية و متوازنة ومياه عذبة‬ ‫ما أمكن من كل إمكانية للعدوى‪ .‬‬ ‫و فضاء مريح‪ .‬و الهدف من كل هذه‬ ‫العناية هو تمكين الطيور من إبراز‬ ‫كل قدراتها الجينية للنمو و اإلنتاج و‬ ‫الفعالية الغذائية‪ .‬‬ ‫قبل وصول الكتاكيت إلى المزرعة‪،‬‬ ‫يتم القيام بعمليات واسعة للقضاء على و بصفة عامة تستمر فترة تربية دواجن‬ ‫الجرذان و الحشرات‪ ،‬كما يتم تطهير‬ ‫اللحوم حوالي ‪ 6‬أسابيع بالنسبة للدجاج‬ ‫جميع العنابر واألدوات و المعدات و‬ ‫غسلها و تنظيفها و إخضاع المزرعة الالحم لبلوغ ‪ 2‬كغ من الوزن الحي‪ ،‬و‬ ‫بكاملها لفترة فراغ صحي لمدة ‪ 12 3‬أسبوع بالنسبة إلناث الديك الرومي‬ ‫بغرض كسر دورة نمو و ‪ 16‬أسبوع للذكور من أجل بلوغ ‪6.3‬‬ ‫أسابيع‬ ‫من‬ ‫(بالتتابع)‬ ‫كغ‬ ‫‪13‬‬ ‫مسببات األمراض و تقليص الضغط و‬ ‫الميكروبي داخل المزرعة إلى أدني حد‪ .‬الوزن الحي‪ .‬‬

‫في مزارع اإلنتاج‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪5‬‬


‫المكننة الفالحية بالمغرب‬ ‫للمكننة الفالحية دور أساسي في نجاح مخطط المغرب األخضر‪ ،‬وذلك بسبب تأثيرها على تحسن تقنيات‬ ‫اإلنتاج و تزايد مردودية مختلف القطاعات الزراعية‪ .‬و تطمح وزارة الفالحة على المدى المتوسط الى‬ ‫رفع مؤشر المكننة من ‪ 0.4‬حصان للهكتار الواحد حاليا إلى ‪ 1‬حصان تطابقا مع أفضل المعايير الدولية‪.‬‬ ‫وقد أظهر تشخيص حول اإلسرتاتيجية الوطنية‬ ‫للمكننة الفالحية ( ‪ ( SNMA‬لفائدة وزارة‬ ‫الفالحة و بدعم تقني من منظمة األغذية‬ ‫و الزراعة )‪ ،(FAO‬أن الدولة بدلت فعال‬ ‫مجهودات كبرية لتشجيع و تعميم املكننة‬ ‫يف امليدان الفالحي‪ ،‬لوال أن املجهودات مل‬ ‫تتم وفق نظرة واضحة و مستمرة‪ ،‬كام أنها‬ ‫تعرضت لعدة تغريات خالل العقود األربعة‬ ‫األخرية بفعل توايل سنوات الجفاف و تغري‬ ‫التوجهات السياسية‪ .‬كام ان صغار الفالحني‬ ‫مل يستفيدوا يف أغلب األحوال من اإلجراءات‬ ‫التحفيزية ألسباب متعددة‪ ،‬كتعقد املساطر‬ ‫و صعوبة الحصول عىل قروض أو العجز عن‬ ‫سدادها ‪...‬الخ‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فان هذا‬ ‫القطاع ظل دامئا يخضع يف تسيريه لكثري من و لقد شكل إطالق مخطط املغرب األخرض ان الحيوية التي خلقها مخطط املغرب‬ ‫املصالح دون أن تكون إحداها مسؤولة فعال منعطفا مهام يف سياسة عرصنة و تحديث األخرض تعمل فعليا يف إتجاه إحداث تحول‬ ‫مهم يف مجال املكننة من خالل العمليات‬ ‫اآللية الجديدة (جني الزيتون مثال) و اآلالت‬ ‫العرصية (آالت جني املحاصيل السكرية) و‬ ‫األدوات الحديثة (هزازات محمولة) إضافة‬ ‫إىل التوسع الكبري و املتقدم الذي تحققه بعض‬ ‫اآلليات و التجهيزات (الجرارات الفالحية‪،‬‬ ‫معدات السقي املوضعي‪ ،‬أجهزة الحلب‪ .)....‬‬ ‫غري أنه‪ ،‬و بالرغم من كل ذلك‪ ،‬يظل هناك‬ ‫الكثري من النقص يف كفاءة إستخدام الجرار‬ ‫و غريه من العتاد الفالحي كإنخفاض فرتة‬ ‫اإلستعامل و ضعف التنوع‪ ،‬و اإلستخدام غري‬ ‫الرشيد عىل مستوى ضبط اآلليات‪ ...‬‬ ‫عليه‪ .‬هذا إضافة إىل انه إذا كانت السياسة‬ ‫املاكروإقتصادية املتعلقة بقطاع التكنولوجيات‬ ‫و اآلالت الفالحية (أسعار الرصف‪،‬أسعار‬ ‫الفائدة‪ ،‬الفوترة عند الحدود‪ )...‬قد سمحت‬ ‫بشكل طفيف بتحسن مستوى املكننة من‬ ‫حيث زيادة مؤرش القوة للهكتار‪ ،‬فإنها مل‬ ‫تساعد عىل ضامن نوعية و جودة هذه املكننة‬ ‫و مدى مالمئتها للظروف املحلية‪ .‬و بالتايل مل‬ ‫يكن هذا األمر يف مصلحة تطوير بحث علمي‬ ‫يف هذا امليدان و ال يف تطوير صناعة محلية‬ ‫للعتاد الفالحي ظلت والزالت تعاين من‬ ‫منافسة كل من القطاع الغري املنظم و من‬ ‫ ‬ ‫التجهيزات الفالحية املدعمة‪.‬‬

‫الفالحة باملغرب من خالل األهداف التي‬ ‫سطرها عىل املدى املتوسط و الطويل‬ ‫ومختلف الضامنات و التشجيعات التي‬ ‫مينحها للفالحني و للمستثمرين‪ ،‬وبفضل فرص‬ ‫الرشاكة التي يتيحها‪ .‬لقد أدى التحسن الذي‬ ‫طرأ عىل املساطر و عىل نسب الدعم إىل‬ ‫تنشيط رواج العتاد الفالحي‪ .‬وهي مجهودات‬ ‫يجب أن تستتمر و تعزز لتلبية الحاجة إىل‬ ‫التجهيزات الفالحية التقليدية؛ ولكن يجب‬ ‫أن يتم هذا األمر إتجاه صغار الفالحني أيضا‬ ‫(الركيزة ‪ II‬من مخطط املغرب األخرض) و‬ ‫خاصة منهم أوالئك الذين ال يشملهم نظام‬ ‫التجميع يف الواحات و الجبال و مناطق البور‪.‬‬

‫يعترب قطاع إسترياد و توزيع العتاد الفالحي‬ ‫قطاعا منظام بشكل جيد‪ ،‬عكس ما هو عليه‬ ‫حال قطاع التصنيع املحيل املتواضع و الذي‬ ‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬


‫طاقة بديلة للطاقة األحفورية‪ .‬إن توجيه منط‬ ‫الفالحة الحالية اىل منوذج يحافظ عىل الرتبة و‬ ‫املوارد املائية و الطاقة أصبح اليوم أمرا إلزاميا‬ ‫و ليس مجرد خيار‪ .‬إنه نزوع عاملي يتطور يف‬ ‫مواجهة التغريات املناخية و األزمة الطاقية و‬ ‫التدهور املتزايد والفادح للبيئة‪ .‬‬

‫يعاين من كثري من اإلكراهات الرضيبية و‬ ‫املالية إىل جانب منافسة القطاع الغري مهيكل‪.‬‬ ‫هكذا ويف غياب برامج بحث علمي وطني‬ ‫جدي داعم‪ ،‬فهل سيظل هذا القطاع محصورا‬ ‫يف صناعة عتاد فالحي تقليدي ال غري‪ .‬‬

‫‪ 8000‬هزاز مجرور‪ ،‬و حوايل ‪ 3500‬آلة قطف‬ ‫الزيتون‪ ،‬هذا إىل جانب العديد من األدوات و‬ ‫التجهيزات املتعلقة باإلنتاج النبايت و الحيواين‬ ‫و مبرحلة ما بعد جمع املحاصيل سواء منها‬ ‫ذاتية الحركة أو املجرورة من طرف الحيوانات‪.‬‬

‫أما فيام يخص الصيانة‪ ،‬فإذا وضعنا جانبا‬ ‫حالة املهنيني املحرتفني الذين يتوفرون عىل‬ ‫شبكات منظمة داخل املدن‪ ،‬فيتكفل بها‬ ‫يف القرى و التجمعات السكنية الصغرية‬ ‫حرفيون تقليديون متعددو التخصصات‬ ‫تنقصهم اإلمكانيات و التجهيزات و إن‬ ‫كانت ال تنقص كثريا منهم الكفاءة‪ .‬‬

‫ان مجموع هذا العتاد الفالحي‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل تفعيل اإلسرتاتيجية الحالية‪ ،‬يتطلب‬ ‫موارد برشية متخصصة تقدر بحوايل‬ ‫‪ 110‬ألف فني آلة‪ ،‬و ‪ 53‬ألف ميكانييك أخريا فإن تفعيل اإلسرتاتيجية الحالية للمكننة‬ ‫و ‪ 27‬ألف تقني‪ ،‬زيادة عىل أكرث و التنسيق و تتبع و مراقبة املشاريع و‬ ‫العمليات املقرتحة‪ ،‬ال ميكن أن تتم بصورة‬ ‫من ‪ 450‬مهندس يف أفق ‪ .2020‬‬ ‫فعالة و مدروسة من دون مأسسة (إعطاء‬ ‫و فيام يخص الطاقة‪ ،‬فان هذا الكم الهائل صفة مؤسسة) فضاء للحوار و التفكري و‬ ‫من اآلليات سيستهلك حوايل ‪ 1.5‬مليون الرصد‪ .‬و املقصود بهذا األمر هنا‪ ،‬هي اللجنة‬ ‫طن من الغازوال‪،‬مام ميثل إرتفاعا مبتوسط الوطنية ملكننة الفالحة )‪ ،(CNMA‬التي‬ ‫سنوي يبلغ ‪ 55‬ألف طن‪ .‬هذا الطلب الكبري ستضم كل املعنيني بهذا القطاع العموميني‬ ‫عىل الطاقة يستلزم تعويض جزء منه عىل منهم و الخواص‪ :‬مختلف املديريات‬ ‫املدى املتوسط مبصادر الطاقات املتجددة و الحكومية‪ ،‬و املنظامت املهنية للفالحني و‬ ‫خاصة بالنسبة للتجهيزات الثابتة (ضخ مياه املستوردين‪ ،‬و املصنعني‪ ،‬و املستشارين‪ ،‬و‬ ‫الري‪ ،‬تجهيزات مستعملة داخل املزرعة‪ )....‬املقاولني‪ ،‬و الباحثني و األساتذة‪ .‬‬ ‫وكام هو حال اآلليات األخرى املتنقلة عىل‬ ‫الطرقات‪ ،‬فانه يجب عىل املدى الطويل إيالء‬ ‫اآلليات الفالحية املتنقلة بدورها إهتامما املصدر‪ :‬مرشوع الفاو لتقديم املساعدة التقنية لصياغة إسرتاتيجية‬ ‫وطنية للمكننة الزراعية‪.‬‬ ‫خاصا من طرف البحث العلمي بغرض تطوير ‪FAO/TCP/MOR/3301‬‬

‫وأما يف ما يتعلق بتطور مستوى املكننة عىل‬ ‫اآلماد القصرية و املتوسطة و الطويلة‪ ،‬فمن‬ ‫الرضوري أن يساير الوثرية التي أطلقها مخطط‬ ‫املغرب األخرض يف إتساق تام مع توجهاته‪،‬‬ ‫و مواكبة أهدافه عىل مستوى املساحات‬ ‫املزروعة أو املغروسة و عىل مستوى جني‬ ‫املحاصيل و توضيبها و‪/‬أو تخزينها باملزارع‪.‬‬ ‫وتقدر الحاجيات يف أفق ‪ 2020‬بحوايل ‪98500‬‬ ‫جرار فالحي (‪ 5600‬وحدة مستوردة سنويا)‪ ،‬و‬ ‫‪ 256‬ألف آلية مصاحبة‪ ،‬و ‪ 17100‬الة حصاد‪،‬‬ ‫و أكرث من ‪ 22600‬هزاز محمول‪ ،‬و أزيد من‬

‫وهناك ملف أخر ال يقل أهمية و يتعلق‬ ‫بتشجيع التصنيع املحيل و دعمه من خالل‬ ‫مواكبته بالبحث العلمي ووضع آليات‬ ‫سياسة تجارية تهدف إىل خفظ التكاليف‬ ‫و تسهيل الوصول إىل مختلف املواد‬ ‫األولية املستعملة يف التصنيع‪ ،‬و متكينه من‬ ‫التمويل الالزم و منح اإلستثامر‪ ...‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫هل باإلمكان تحقيق حماية‬ ‫فعالة من مخاطر ال َب َرد ؟‬

‫على الصعيد الوطني‪ ،‬تعتبر موجات برد فصل الصيف التي تتوالى ضرباتها إبتداء من شهر أبريل إلى شتنبر‪،‬‬ ‫كارثة متكررة يعاني منها ‪،‬خاصة‪ ،‬الفضاء املمتد بني سهل سايس و جبال األطلس املتوسط (احلاجب‪،‬أزرو‪،‬‬ ‫إميوزار‪ ،‬أوملاس‪ ،‬صفرو‪ ،‬لعناصر‪ ،‬ميدلت‪...‬الخ)‪ .‬وهي مناطق تتقاطع فيها العوامل املناخية املناسبة لزراعة‬ ‫البرد أيضا‪ .‬و تتركز بها زراعات حساسة و بساتني تعاني من آفتني واسعتي اإلنتشار هما‬ ‫الفواكه و لتهاطل َ‬ ‫الصقيع و اللفحة النارية‪.‬‬ ‫للبرد‬ ‫وقد شكل َ‬ ‫البرد دائما العدو األول التأمني و إستعمال الشباك املضادة َ‬ ‫للمزارعني‪ ،‬و ظلت األوساط األكثر احلديثة العهد و التي تعرف توسعا مضطردا‬ ‫تضررا بهذه الظاهرة‪ ،‬خاصة مزارع يف البساتني ومزارع الكروم‪ .‬‬ ‫الفواكه و الكروم‪ ،‬تعمل بشكل دائم وإذا كان التأمني يضمن تعويضا ماديا‬ ‫يف محاولة لتحقيق نوع من احلماية من للمحصول‪ ،‬فإنه ال ميكن أن يضمن‬ ‫البرد املدمرة للزراعة‪ ،‬و ذلك تعويضا عينيا للمنتوج التالف‪ .‬ففي‬ ‫موجات َ‬ ‫باإلعتماد على أساليب عدة ذات فعالية الفالحة‪ ،‬كما يف حالة الوفاة يف حادثة‪،‬‬ ‫غير أكيدة‪ .‬فتم جتريب طريقة املدافع ثم ميكن القول بعدم إمكانية إصالح‬ ‫للبرد‪ ،‬وفيما بعد مت آثار املخاطر املناخية إذ أن أي ضياع‬ ‫الصواريخ املضادة َ‬ ‫اللجوء إلى طريقة نثر يود الفضة على للمحصول يكون نهائيا؛ عكس غير ذلك‬ ‫السحب بحيث تعمل جزيئات هذه من املمتلكات (سيارات‪ ،‬منازل‪)...‬‬ ‫املادة على تكون حبات برد أصغر حجما التي باإلمكان إصالحها و إعادتها إلى‬ ‫و أكثر عرضة للذوبان قبل وصولها إلى حالتها األصلية بشكل تام‪ .‬‬ ‫األرض‪ .‬إال أنه يصعب حاليا منح أي ولن تستطيع املبالغ املؤاداة للمزارع‪،‬‬ ‫مصداقية لكفاءة كل هذه الوسائل‪ .‬تعويضا عن ضياع احملصول‪ ،‬أن تضمن‬ ‫لهذا فإنه يبدو أن هناك فقط طريقتني و القيمة املضافة املرتبطة باملنتوج‪ .‬ذلك‬ ‫حيدتني أكيدتني يف هذا املجال هما ‪ :‬أنه بالنسبة للضيعات الكبيرة التي‬

‫‪8‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫حترص على إنشاء وحدات معاجلة‬ ‫و تعبئة و تسويق حملاصيلها و بكلفة‬ ‫عالية‪ ،‬جتد نفسها يف خضم سلسلة‬ ‫مترابطةمن املشاكل كنقص النشاط و‬ ‫إضطرارها لتسريح جزء من اليد العاملة‬ ‫وإنخفاض نصيبها من السوق‪ ،‬و ذلك‬ ‫نتيجة اإلنهيار املباشر الذي يصيب‬ ‫اإلنتاج بسبب الصقيع الربيعي أو تساقط‬ ‫البرد أو أي آفة طبيعية أخرى‪ .‬‬ ‫َ‬

‫للبرد أول ظهور‬ ‫لقد عرفت الشباك املضادة َ‬ ‫لها باملغرب منذ ستينات القرن املاضي‬ ‫فبعد دخول ألياف البولي ليفني إلى‬ ‫السوق الوطني‪ ،‬أعتبرت احلل املناسب و‬ ‫املنتظر‪ ،‬إذ سرعان ما شرع يف إستعمالها‬ ‫يف صناعة أولى الشباك و إستخدامها يف‬ ‫البرد‪ .‬وقد أثبتت‬ ‫حماية املزروعات من َ‬ ‫أولى التجارب على البساتني حقيقة أن‬


‫هذه الوسيلة هي احلل الوحيد الفعال يف احلال و املآل‪،‬‬ ‫خاصة إذا وضعنا يف اإلعتبار حجم اخلسائر و العواقب‬ ‫التي تليها و تستمر ملدة طويلة على األشجار التي لن‬ ‫تتمكن من العودة إلى حالتها اإلنتاجية الطبيعية إال بعد‬ ‫للبرد آثارا تدميرية قد‬ ‫بضع دورات‪ .‬إن للتساقطات القوية َ‬ ‫للبرد‬ ‫تدوم طويال‪ .‬وقد أظهرت التجارب أن الشباك املضادة َ‬ ‫تتفوق كثيرا‪ ،‬بل أصبحت حتل محل األساليب التقليدية‬ ‫التي كان أقصى ما تستطيعه هو ضمان البقاء للمزارع من‬ ‫ ‬ ‫دون اإلهتمام مبغامنه و مردودية جهده‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬ففي مواجهة إرتفاع حاالت الهشاشة و عدم كفاية‬ ‫احلماية املالية التقليدية‪ ،‬بدأ أصحاب مزارع األشجار املثمرة‬ ‫للبرد‪،‬حتى أصبحت بعض املناطق‬ ‫يلجئون إلى الشباك املضادة َ‬ ‫ ‬ ‫تشبه سلسلة من بيوت عنكبوت ضخمة‪.‬‬ ‫غير أنه مع ظهور هذا الدرع اجلديد‪ ،‬حتولت املخاطر‬ ‫املناخية إلى إكراهات و ضغوطات إقتصادية‪ .‬فأصبحت‬ ‫مختلف التجهيزات الضرورية التي راكمها املزارعون‬ ‫سواء للوقاية من الصقيع أو من البرد أو كعتاد للسقي‬ ‫ ‬ ‫املوضعي‪،‬إاستثمارا مكلفا البد من تثمينه‪.‬‬ ‫ومن جهة نظر أخرى‪ ،‬فإن للحماية بالشباك بعض اآلثار‬ ‫اجلانبية‪ .‬فمن املعروف أن إستخدام هذه الشباك يؤثر على‬ ‫الوسط البيئي للبستان بصفة عامة‪ ،‬وعلى املناخ املوضعي‬ ‫بصفة خاصة كإنخفاض مستوى اإلضاءة و غلبة حالة‬ ‫اإلشعاع املنتشر‪ .‬وهي عوامل ذات تأثير على بعض أنواع و‬ ‫أصناف املغروسات البكرية‪ ،‬و خاصة على مستوى نشاط‬ ‫التمثل الضوئي حيث ينعكس ذلك على عملية تركز‬ ‫السكريات يف الثمار أو على تلونها‪ .‬‬ ‫و يبقى أهم أثر إيجابي للشباك هو احلد من مخاطرصقيع‬ ‫فصل الربيع‪ .‬إن احلد من النتح‪،‬أي التبخر بسبب‬ ‫التعرق‪ ،‬مكسب جيد ينتج عن إنخفاض كثافة‬ ‫اإلشعاع حتت الشباك و احلد من قوة الرياح‪ .‬‬ ‫وأخيرا فان حلالة احلصار التي تخلقها الشباك تأثير أيضا على‬ ‫سلوك مختلف احلشرات التي تعيش بالبستان سواء منها‬ ‫مجموعات اآلفات كحرشفيات األجنحة مثال‪ ،‬أو احلشرات‬ ‫امللقحة‪ .‬فقد أظهرت املالحظات األولية على الفراشات أن‬ ‫أعدادها تتناقص حتت الشباك كما تتناقص و ثيرة املكافحة؛‬ ‫مما يعتبر بشائر سارة بشأن عمليات الوقاية املتكاملة‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫صيانة زراعة قصب‬ ‫السكر بالمغرب‬

‫د‪ .‬محمد عباد‪ :‬باحث بالمركز التقني للنباتات السكرية ‪ -‬المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للغرب‬ ‫عنوان الكتروني‪mohamedaabad@gmail.com :‬‬

‫زراعة قصب السكر تصنف من محاصيل المناطق االستوائية و شبه االستوائية التي ينحصر طقسها في فصلين متباينين؛ فصل الصيف الذي‬ ‫يتميز بحرارة و رطوبة عاليتين تساعدان على النمو السريع للقصب‪ .‬و فصل الشتاء بطقسه المعتدل و بدرجة حرارة منخ َفضة مع تراجع في‬ ‫تساقط األمطار‪ ،‬مما يترتب عنه تراجع كبير في نمو النبات لصالح تصنيع و تخزين أكبر كمية ممكنة من مادة السكر‪ .‬بالنسبة إلى ا لظروف‬ ‫الطبيعية بالمغرب و باألخص منطقتي الغرب و اللوكوس اللتين تتوفران على بيئة تساعد على إنجاز محاصيل عالية من زراعة قصب السكر‪،‬‬ ‫يعوض نقص األمطار خالل فترة النمو بماء السقي عموما ابتدءا من أواخر الربيع و طيلة فصل الصيف و بداية الخريف‪.‬‬ ‫تم إدخال زراعة القصب ألول مرة بمنطقة المغرب منذ ما يزيد على أربعين سنة (‪ ,1973‬بالغرب) لسد حاجيات المواطنين من مادة السكر‪.‬‬ ‫تبلغ المساحة المزروعة منه حاليا حوالي‪ 14.000‬هكتار‪ ،‬إال أن مردوديته (‪ 60‬طنا ً في الهكتار) تظل ضعيفة جدا بالنسبة إلى قدرات زراعة‬ ‫القصب على اإلنتاج و كذلك المؤهالت الطبيعية للمنطقة التي تفوق ‪ 120‬طنا ً في الهكتار‪.‬‬ ‫و نظراً الرتفاع تكاليف زراعة القصب‪ ،‬فإنه يكون من المفيد زيادة عدد نبات الخلف إلى الحد الذي ال يضر بالمنتوج‪ .‬و بصفته معمرا لألرض و‬ ‫نظرا لطول عمر دورته اإلنتاجية التي ال تقل عن سنة واحدة‪ ،‬يصنف القصب من المحاصيل المجهدة للتربة‪ ،‬لذا ينبغي صيانة هذه الزراعة مع‬ ‫مراعاة اختيار الطرق األنجع و إجراء التقنيات المالئمة التي تساعد على إعادة خصوبة التربة و إتالف كل مخلفات محاصيل الخلف السابقة‪.‬‬ ‫إعتماداً على بعض المؤشرات العالمية و من خالل‬ ‫تجاربنا في الميدان و نتائج البحوث و الدراسات التي‬ ‫قام بها المركز التقني للنباتات السكرية في منطقتي‬ ‫الغرب و اللوكوس‪ ،‬يمكن تلخيص تقنيات عملية‬ ‫الصيانة األكثر فعالية لتطوير و تحسين إنتاجيات‬ ‫قصب الخلف بالمغرب كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة‪ ‬النضج‬

‫هذه المرحلة‪ ,‬التي تبدأ في فصل الخريف و تمتد‬ ‫طوال فصل الشتاء إلى بداية فصل الربيع‪ ,‬يكون‬ ‫القصب خاللها في طور النضج حيث ترتفع نسبة‬ ‫المحتويات السكرية بالعصير و تصل إلى أقصى‬ ‫حد ممكن في بداية هذه المرحلة بالنسبة إلى‬ ‫األصناف المبكرة مثل ”‪ “L62-96‬أو وسطها‬ ‫مثل صنف ”‪ “CP66-346‬أو أواخرها مثل‬ ‫صنف ”‪.“CP72-321‬‬ ‫لتحسين جودة نضج نبات قصب السكر يُنصح بتقليل‬ ‫كمية ماء الري في أطواره األخيرة على العموم و‬ ‫إيقافه قبل الحصاد بنحو ‪ 20‬الى ‪ 30‬يوما على‬

‫صورة ‪ .1‬أثر الصقيع (اَجْ ِريحَ ‪ )2005 ،‬على قصب السكر‬ ‫بمنطقة الغرب‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014 10‬‬

‫الخصوص‪ .‬و الجدير بالذكر أن ارتفاع الحرارة في‬ ‫هذه المرحلة غير مرغوب فيه حيث أن الحرارة‬ ‫تساعد النبات على أن يستأنف النمو الخضري الذي‬ ‫له اثر على مخزون السكر فيستنزفه و بالتالي يتأخر‬ ‫النضج وتقل جودة المحصول‪ .‬و كذلك الحال بالنسبة‬ ‫يح) الذي له أضرار‬ ‫لتعرض القصب للصقيع (اَجْ ِر َ‬ ‫مذهلة على زراعة قصب السكر‪ ،‬و ذلك بسبب‬ ‫تدهور المحتوى السكري للنبات في جميع مراحله‬ ‫على العموم و في طور النضج على الخصوص‬ ‫(صورة ‪.)1‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ .2‬الحصاد‬

‫يشترط عدم حصاد القصب قبل تمام و اكتمال‬ ‫نضجه و ذلك لتفادي فقدان نسبة كبيرة من المنتوج‬ ‫السكري الذي تترتب عنه خسارة كبيرة لكل من‬ ‫المزارعين و المصنعين‪ ،‬و بالتالي نقص حصيلة‬ ‫اإلنتاج الداخلي للدولة‪ .‬والضرر الناتج من تصنيع‬ ‫السكر من قصب غير ناضج ال يحصل فقط بسبب‬ ‫نقص نسبة «الساكروز» في المحصول بل ينجم‬

‫أيضا عن زيادة نسبة السكريات األحادية بالعصير‬ ‫(«الكليكوز» و «الفريكتوز») فترتفع درجة لزوجة‬ ‫العصير و يعيق ذلك تبلور «الساكروز» فتضيع‬ ‫نسبة كبيرة منه في ثفل القصب «الموالس»‪ .‬من‬ ‫الثابت في البحوث الصناعية أن جز ًء واحداً من‬ ‫«لكلوكوز» يمنع تبلور جزئين من «الساكروز»‪.‬‬ ‫لذلك فانه من المعروف عموما أن قصب السكر‬ ‫ال يمكن جنيه إال بعد اكتمال دورته الزراعية التي‬ ‫تتراوح بين ‪ 12‬شهرا بالنسبة لقصب الخلف و ‪16‬‬ ‫شهرا بالنسبة لقصب الغرس أو بما نسميه «قصب‬ ‫البكر»‪.‬‬ ‫و يشترط عموما االنتهاء من موسم حصاد القصب‬ ‫في خالل شهر مايو أو يونيو على أبعد تقدير قبل‬ ‫اشتداد وزيادة درجة حرارة الجو و فقدان نسبة كبيرة‬ ‫من المحصول و ناتج السكر لألسباب التالية‪ :‬‬ ‫ ·ارتفاع نسبة التبخر و يقل معها وزن القصب؛‬ ‫ ·تحليل المخزون السكري «الساكروز» و تقل‬ ‫معه الجودة التكنولوجية للقصب؛‬ ‫ ·تضييق فترة نمو قصب الخلف فيضعف معه‬ ‫المردود و محصوله السكري؛‬

‫صورة ‪ .2‬تنظيم عملية الحصاد اليدوية بعزل قصب التصنيع عن األوراق صورة ‪ .3‬العالمة الحمراء تحدد مكان قص القصب للحد بين قصب‬ ‫التصنيع و القمم الطرية التي لم يكتمل نضجها‬ ‫و الرؤوس الفتية‬


‫صورة ‪ .4‬عملية الحصاد الميكانيكية باآللة المندمجة (حصاد‪،‬‬ ‫تنظيف و تعبئة القصب في الشاحنات)‬

‫صورة ‪ .5‬تدكين التربة أثناء عملية الحصاد و‬ ‫نقل المحصول‬

‫صورة ‪ .6‬منطقة تمركز جل مكونات جذور‬ ‫القصب في األرض‬

‫ ·تأخير صيانة الخلف و بالتالي تعطيل استئناف‬ ‫نمو القصب بالكيفية التي تساعده على انجاز‬ ‫محصول عال في الموسم المقبل؛‬ ‫و حتى ال يفقد جزء مهم من المحصول كما هو الحال‬ ‫بالنسبة للمنتوج العالي المستوى‪ ،‬و حتى ال تتأثر‬ ‫البراعم التي يعتمد عليها محصول الخلف في حالة‬ ‫الحصاد العميق‪ ,‬يفضل جني القصب على مستوى‬ ‫سطح التربة أو تحته بنحو ‪ 2‬إلى ‪ 3‬سم‪ .‬ويراعى في‬ ‫ذلك استعمال آلة حادة بحيث يكسر القصب بضربة‬ ‫واحدة الن تعدد الضربات يضر البراعم ويؤثر على‬ ‫نسبة اإلنبات في محاصيل الخلف‪ .‬و لتسهيل عملية‬ ‫الشحن في حالة الجني اليدوي‪ ،‬يفصل بين قصب‬ ‫التصنيع و األوراق بتصفيف محكم لكل منهما في‬ ‫شكل خطوط منفصلة (صورة ‪.) 2‬‬ ‫و ينصح بتقشير القصب وتنظيفه جيدا من جميع‬ ‫األوساخ مع مراعاة تقليم رأس كل قصبة في حدود‬ ‫المنطقة الطرية التي لم يكتمل نضجها بعد؛ أي في‬ ‫نهاية اصفرار و صالبة القصبة (صورة ‪ )3‬وذلك‬ ‫حتى ال يفقد جزء من المحصول السكري و يتعرض‬ ‫القصب السليم لمزيد من االقتطاع الطبيعي في ثمنه‬ ‫بسبب انخفاض نسبة الحالوة عند إجراء التحاليل‬ ‫الكيميائية في مختبرات معامل التصنيع‪.‬‬ ‫كما يجب تشجيع الحصاد الميكانيكي باآللة المندمجة‬ ‫(حصاد‪ ،‬تنظيف و تعبئة القصب في الشاحنات) في‬ ‫الظروف المالئمة ألنها مربحة و تساعد كثيرا على‬ ‫تنظيم هذه العملية و ربح الوقت لإلسراع بعملية‬ ‫الصيانة (صورة ‪.)4‬‬ ‫و ينصح كذلك بعدم ترك بقايا القصب القابلة للتصنيع‬ ‫التي كثيرا ما تهمل و تترك سائبة بين األوراق بعد‬ ‫عملية الحصاد ألنها مدرة للربح و قد تصل في‬ ‫بعض األحيان من ‪ 5‬الى ‪ 10‬أطنان في الهكتار‬ ‫الواحد‪ ،‬بل يجب تجميعها مباشرة و شحنها في‬ ‫عربات خاصة إلى معامل التصنيع؛ إذ من الواجب‬ ‫أن نعلم أن إهمالها في الحقول ال فائدة منه‪ ،‬و هو‬ ‫عمل سلبي معرقل لسير اآلليات عند إجراء عمليات‬ ‫الصيانة‪.‬‬ ‫كما ينبغي تجنب إجراء عملية الحريق للتخلص من‬ ‫بقايا األوراق و القصب بعد الحصاد‪ ،‬بل يستحسن‬ ‫تكسيرها بآليات خاصة و مزجها بالتراب ألنها تعين‬ ‫على استرجاع خصوبة األرض لكي تصبح موردا‬ ‫طبيعيا يستفيد منه قصب الخلف كثيرا‪.‬‬ ‫وعلى المصنعين بتعاون مع الفالحين أن يقوموا‬ ‫ببرمجة وتنظيم عملية جني المحصول بالقدر الكافي‬

‫لشحن العربات المخصصة لهم دون زيادة حتى‬ ‫يمكن نقل القصب و تصنيعه في خالل ‪ 24‬ساعة‬ ‫التي تلي عملية الحصاد‪ .‬ألن تأخر عملية الشحن‬ ‫و إهمال قصب التصنيع في الحقول بدون أية عناية‬ ‫لفترة طويلة يتسبب في خسارة كبيرة للمزارعين من‬ ‫حيث الوزن و للمصنعين من حيث تدهور الجودة‬ ‫التكنولوجية (بسبب زيادة نسبة السكر المحول‬ ‫«الكليكوز» و «الفريكتوز» الغير قابلة للتبلور) و‬ ‫بالتالي تقل كمية السكر الناتج في المعامل‪.‬‬ ‫و في حالة تأخير عملية النقل لسبب من األسباب‬ ‫الطارئة‪ ،‬يستحسن جمع القصب في أكوام تغطى‬ ‫باألوراق المتبقية من عمليات النظافة بسمك ‪ 20‬إلى‬ ‫‪ 30‬سم حيث يساعد ذلك على تقليل نسبة الضياع في‬ ‫كل من وزن المحصول وناتج السكر الذي قد يصل‬ ‫إلى النصف أو الضياع الكلي إذا طالت مدة تعرضه‬ ‫إلى أشعة الشمس المباشرة‪.‬‬ ‫و يجب التنبيه باإلسراع و التفاني في جني و تصنيع‬ ‫القصب في السنوات التي يحدث فيها موجات من‬ ‫الصقيع بالمغرب‪ .‬و تعطى األولوية لألصناف‬ ‫الحساسة مثل ”‪ “CP66-346‬وتليها األصناف‬ ‫المقاومة مثل”‪ “CP72-321‬في حدود فترة ال‬ ‫تتعدى ‪ 30‬إلى ‪ 60‬يوما على أبعد تقدير‪.‬‬ ‫يمنع الري قبل الحصاد بنحو شهر إذ يعتقد بعض‬ ‫الفالحين ارتواء قصب السكر بكمية كبيرة من الماء‬ ‫يساعد على زيادة المحصول؛ فهذا اعتقاد خاطئ الن‬ ‫القصب ال يمتص من مياه الري و ال يحجز منه‬ ‫في أنسجته إال بقدر حاجته إليه‪ .‬وحتى إذا افترضنا‬ ‫أن هذا االعتقاد صحي ٌح فان ذلك يؤدي إلى أضرار‬ ‫مختلفة بمحصول زراعة قصب السكر منها‪ :‬‬ ‫ ·تراجع نسبة المحتويات السكرية بالعصير و تقل‬ ‫معه نسبة السكر في المحصول فيبخس ثمن بيعه؛‬ ‫ ·يصعب الحصاد و تتعقد عملية شحن المحصول‬ ‫في األراضي الحديثة الري فتتضاعف مدة و نفقات‬ ‫هاتين العمليتين ؛‬ ‫ ·زيادة نسبة الطين العالقة بقصب التصنيع فترتفع‬ ‫نسبة االقتطاع الطبيعي بالمعامل؛‬ ‫ ·تدكين تربة الحقل فتتصلب من أثر أقدام العمال‬ ‫و عجالت الشاحنات أثناء عملية الحصاد و نقل‬ ‫المحصول (صورة ‪)5‬؛‬ ‫ ·خنق و تكسير الجذور السطحية الكفيلة بتغذية‬ ‫قصب الخلف؛‬ ‫ ·صعوبة عمليات خدمة قصب الخلف فتتضاعف‬ ‫مدتها و نفقاتها؛‬

‫‪ .3‬أهمية الجذور‬

‫لكل بنيان أسسه و أساس زراعة قصب السكر‬ ‫جذورها‪ ،‬فالمحصول يجنى كل سنة و تبقى الجذور‬ ‫تحت سطح التربة لتطعم البراعم الجديدة و يستمر‬ ‫القصب معمرا لألرض في دورات حيوية عديدة‬ ‫يثمر محصوال سكريا مهما في كل الفصول و‬ ‫السنين‪ .‬لذلك قبل الشروع في تفاصيل أية عملية‪،‬‬ ‫ارتأينا إعطاء بعض التعارف حول مكونات وأهمية‬ ‫جذور قصب السكر قصد العناية بها و األخذ بعين‬ ‫االعتبار خصوصياتها و متطلباتها عند إجراء تقنيات‬ ‫الصيانة‪ .‬فالمجموعة الجذرية للقصب تتميز بانتشار‬ ‫معظم مكوناتها في الطبقة السطحية‪ ،‬وقد أظهرت‬ ‫نتائج التجارب على أن نسبة كبيرة من الجذور (‪70‬‬ ‫إلى ‪ ) 80%‬تتمركز في الخمسين سنتمتراً (‪50‬‬ ‫سم) األولى من سطح األرض و تمتد حوالي متر‬ ‫واحد إلى جانبي خطوط النبات (صورة ‪.)6‬‬ ‫تتكون المجموعة الجذرية من أربعة أنواع متباينة‪.‬‬ ‫و نظراً ألهمية توزيعها و تعدد أدوارها المتكاملة‪،‬‬ ‫سوف نتعرض بشيء من التفصيل لبعض‬ ‫خصوصياتها و التي هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬جذور الفسول‬

‫تنشأ من براعم الجذور الموجودة على الحلقة‬ ‫الجذرية للفسول و هي جذور متفرعة و رهيفة‬ ‫(صور ‪ .)7‬وظيفتها األساسية إمداد النبات الصغير‬ ‫بالماء والغذاء في مرحلة تطوره األولى إلى حين‬ ‫بزوغ الجذور األخرى‪ .‬و عمر هذه الجذور قصير‬ ‫حيث يتراوح مابين ‪ 2‬إلى ‪ 3‬أشهر‪.‬‬

‫‪-2‬جذور السيقان (جذور الخلفة)‬

‫تنشأ من الحلقة الجذرية في الجزء القاعدي لسيقان‬ ‫النباتات الجديدة أو نبات الخلف (صور ‪ ،)8‬و هي‬ ‫المكون الرسمي و األساسي لمجموعة جذور قصب‬ ‫السكر‪ .‬و حسب األدوار التي تقوم بها تنقسم هذه‬ ‫الجذور إلى ثالث أنواع‪:‬‬ ‫صورة ‪ .7‬مجموعة جذور رقيقة للفسول (‪ )A‬و بيضاء للنبات التفريع‬ ‫األولي (‪ + )B‬حلقة بداية نمو الجذور و برعم إنبات القصب‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫صورة ‪ .8‬شبكة مجموعة جذور قصب الخلف (‪)A‬الجذور‬ ‫السطحية (‪)B‬الجذور الداعمة (‪)C‬الجذور الحبلية‬

‫أ‪ -‬الجذور السطحية‬

‫تنمو بكثرة في الطبقة العلوية لألرض على عمق‬ ‫‪ 15‬إلى ‪ 20‬سم (صور ‪ )8‬ويمكن أن تنتشر سطحيا‬ ‫لمسافة قد تصل إلى أكثر من مترين على جانبي‬ ‫مصدر منبتها (سيقان القصب)‪ .‬وبذلك فهي تمد‬ ‫النبات الحديث بمجمل احتياجاته من الماء والغذاء‬ ‫إال في ظروف الجفاف‪ ،‬حيث يعتمد القصب على‬ ‫نوع آخر من الجذور و هي أكثر عمقا ً و تسمى‬ ‫جذور الخلف‪.‬‬

‫ب‪ -‬جذور الخلف الداعمة‬

‫تظهر في منطقة براعم الجذور المتمركزة في‬ ‫المنطقة السفلى حول سيقان الخلف الرئيسية‪ .‬و‬ ‫تتميز هذه الجذور أنها أكثر سمكا ً وأنها بيضاء و‬ ‫ال تتفرع كثيراً وتنمو مائلة وتمتد أكثر عمقا ً من‬ ‫الجذور السطحية (صور ‪ .)8‬ومن وظائفها األساسية‬ ‫تثبيت مجموعة نبات القصب (التي تتكون من الساق‬ ‫األم والفروع النامية حوله) ضد الرقاد وامتصاصها‬ ‫الماء خاصة تحت ظروف جفاف الطبقة السطحية‪.‬‬

‫ج‪ -‬الجذور الحبلية (المجدولة)‬

‫تنمو عموديا وتمتد في عمق األرض لمسافة كبيرة‬ ‫قد تصل إلى أكثر من أربعة أمتار و تكون مفتولة‬ ‫على شكل حبال أو مجادل طويلة (صور ‪ .)8‬و تقوم‬ ‫هذه الجذور بزيادة تثبيت سيقان القصب‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أنها قد تمد النبات بالماء من الطبقات السفلى‬ ‫تحت ظروف الجفاف القاسية‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن الثالثة أنواع من الجذور‬ ‫السابق ذكرها قد تختلف باختالف أصناف القصب؛‬ ‫و هي إلى حد كبير تؤثر على قدرة األصناف على‬ ‫القابلية للرقاد و المقاومة للجفاف‪.‬‬

‫‪ .4‬صيانة قصب الخلف‬

‫قصب السكر من الزراعات التي تعمر في األرض‬ ‫لفترات طويلة قد تصل في كثير من األحيان إلى‬ ‫‪ 5‬سنوات أو أكثر‪ ،‬فهو من الزراعات المجهدة‬ ‫للتربة ألنه يستنفذ كميات كبيرة من العناصر الغذائية‬ ‫األرضية‪ .‬و نظرا لمخلفات كل دورة زراعية‬ ‫من نمو للحشائش و تدكين لألرض و استنزاف‬ ‫لمخزوناتها من ماء وأسمدة‪ ،‬يلزم جميع المزارعين‬ ‫إعطاء العناية الكافية لصيانة قصب الخلف كل سنة‬ ‫بعد جني المحصول؛ ألنها مفتاح ضمان منتوج عال‬ ‫و قار طيلة الدورات الزراعية المقبلة للقصب‪ .‬و‬ ‫ليعلم هؤالء المزارعون بأن التبكير في خدمة حقول‬ ‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫الخلف له نفس مزايا التبكير في مواعيد زراعة‬ ‫القصب‪ .‬لذلك يجب البدء بخدمة أرض الخلف‬ ‫مباشرة بعد االنتهاء من عملية الحصاد و ذلك‬ ‫لألسباب و االمتيازات التالية ‪:‬‬ ‫ ·توفير الوقت الكافي لنمو القصب طيلة موسم‬ ‫الحرارة (مايو – أكتوبر‪/‬نونبر) و نضجه لمّا‬ ‫تنخفض الحرارة و يقصر النهار‪ ،‬مما يساعد كثيرا‬ ‫على تحسين المحصول عامة والمنتوج السكري‬ ‫خاصة بالنسبة لألصناف المتأخرة النضج؛‬ ‫ ·االستفادة من رطوبة أراضي الخلف لتحسين‬ ‫جودة خدمة التربة والقضاء بفعالية عالية على‬ ‫الحشائش المضرة؛‬ ‫ ·االستفادة من مخزون ماء الشتاء في األرض‬ ‫مما يساعد على تفريخ ونمو قصب الخلف بسرعة‬ ‫ملموسة دون اللجوء إلى السقي لفترة طويلة قد تمتد‬ ‫في السنوات الممطرة إلى نهاية فصل الربيع خاصة‬ ‫في األراضي الطينية «التيرس و الدهس» ؛‬ ‫ ·التخفيف من حدة فاتورة ماء السقي باستغالل‬ ‫مخزون ماء األمطار؛‬ ‫ ·االبتعاد من فصل الصيف وتجنب ارتفاع درجة‬ ‫الحرارة لتفادي التراجع الحاصل في وزن قصب‬ ‫التصنيع و تدهور جودته التكنولوجية؛‬ ‫ ·وفرة اليد العاملة لعدم وجود محاصيل منافسة‬ ‫تحتاج لعماليات كثيرة مثل الزراعة الربيعية و موسم‬ ‫جني زراعة الشمندر السكري و حصاد محاصيل‬ ‫زراعات الحبوب‪.‬‬ ‫و بصفة عامة‪ ،‬فإن الحصاد المبكر للقصب سواء‬ ‫كان في فصل الشتاء أو الربيع يساعد على البدء‬ ‫مبكرا بإجراء عمليات صيانة قصب الخلف‪ ،‬مما‬ ‫يساعد على تحسين أداء هذه العمليات و بالتالي‬ ‫إطالة موسم نمو قصب الخلف وزيادة محصوله‬ ‫وتحسين جودة مخزونه السكري‪.‬‬

‫تحت سطح التربة مع تغطية خطوط نبات الخلف‬ ‫بقليل من التربة “ بيناج – بيطاج” مباشرة بعد‬ ‫عملية جني محصول القصب‪ .‬بهذه العملية يمكن‬ ‫للفالح أن يعيد للتربة حيويتها فيحول دون تقاعسها‬ ‫بتفكيك جزئياتها الملتصقة من أثر تدكينها بترداد‬ ‫مرور اآلليات طيلة الموسم الزراعي السابق‪.‬‬ ‫لضمان محصول مرتفع‪ ,‬تحتاج الجذور إلى التهوية‬ ‫وإلى إيصال الماء إليها و المواد الغذائية بسهولة‬ ‫لكي تتكاثر بقوة و تدعم القصب بالقدر الكافي من‬ ‫األطعمة خالل فترة التفريخ و طيلة مراحل النمو‬ ‫والنضج‪.‬‬ ‫و لتلبية جميع هاته الحاجيات‪ ،‬تحتاج حقول الخلف‬ ‫إلى إجراء عمليتين آو أكثر بآليات ميكانيكية مهيأة‬ ‫خصيصا لهذا الغرض‪ .‬فآلة «البينوز» أو ما يشبه‬ ‫آلة «الكانديان» (صور ‪)9‬مالئمة جدا وتساعد كثيرا‬ ‫على نقش األرض فيما بين الخطوط بسهولة على‬ ‫عمق ال يقل على ‪ 15‬سنتيما ً و بدون أن َتح ُدث‬ ‫أضرا ٌر بالجذور أو ببداية نمو نبات الخلف (صورة‬ ‫‪ .)10‬و للرفع من مردودية آلة «البينوز» وتحسين‬ ‫جودة عملها يجب أن ال يقوم الفالح بإجراء هذه‬ ‫العملية في ظروف أرض جافة أي صلبة‪ ,‬لذلك‬ ‫ينصح بالتبكير في خدمتها و عدم التأخير إلى أن‬ ‫تجف التربة أو إلى أن يكبر نبات الخلف فتحدث‬ ‫اآللة به أضرارا بالكسر أو الرقاد أو قلع جذور و‬ ‫إتالف أوراق‪.‬‬ ‫بعد هذه العملية ينصح بتغطية جذور نبت الخلف‬ ‫بشيء من التراب المفكك باستعمال آلة «البيتوز»‬ ‫(صور ‪ )11‬و ذلك لحفظها من التجفف و توفير ها‬ ‫تنمو و تكثر فتساعد النبات‬ ‫مساحات متسعة لها كي َ‬ ‫على التفريع أكثر وعلى تحسين النمو والصمود ضد‬ ‫الرقاد (صورة ‪.)12‬‬

‫ ‪-‬محاربة الطفيليات (الحشائش ‪« -‬أربيع»)‬

‫تتلخص أهمية عمليات خدمة قصب الخلف في‬ ‫تخليص الحقول من الحشائش حتى ال تشارك‬ ‫النباتات في غذائها‪ ،‬تهوية األرض و كذلك تجميع‬ ‫التربة حول الجذور لتثبيت النباتات و دعمها للتفريع‬ ‫بكثرة و لزيادة قدرتها على مواجهة الرياح و تقليل‬ ‫الرقاد في فترة نضج القصب في أواخر الموسم‪.‬‬

‫لقد أثبتت البحوث أن ترك الحشائش تنافس نمو‬ ‫القصب طيلة الموسم حتى الحصاد يؤدي إلى نقص‬ ‫كبير في المحصول قد يصل إلى ‪ 70%‬أو أكثر‬ ‫حسب الطفيليات السائدة و أهمية كثافتها‪ .‬و بالنسبة‬ ‫لصيانة قصب الخلف ينصح بعدم استعمال المبيدات‬ ‫لمحاربة الحشائش مثلما هو جاري به العمل في بداية‬ ‫غرس القصب‪ ،‬ذلك أن المبيدات المتوفرة حاليا ليست‬ ‫مجردة لتقاوم الطفيليات بدون إحداث أضرار بنبات‬ ‫القصب‪ ،‬لذلك ال يمكن استعمالها إال لضرورة ملحة‬ ‫و يجب أن تكون هذه العملية هادفة و مركزة‪ -‬كأن‬‫يراد بها التخلص من الطفيليات المعمرة والخطيرة‬ ‫على زراعة القصب مثل عشب «أنجم» و نظيره‬ ‫«السيربيس» أو ما يشبهها‪ .‬أما محاربة هذا النوع‬ ‫من العشب بطريقة الحرث الميكانيكي فال ينصح بها‬

‫صورة ‪ .9‬آلة «البينوز» (»الكانديان») لخدمة‬ ‫األرض بين الخطوط‬

‫صورة ‪ . 10‬خدمة و تهوية األرض بين الخطوط‬ ‫بآلة «البينوز» أو (»الكانديان»)‬

‫‪ .5‬عمليات خدمة قصب‬ ‫الخلف “ بيناج – بيطاج”‬

‫ ‪-‬خدمة األرض‬

‫الكثير من المزارعين يتجاهلون أهمية عملية خدمة‬ ‫أرض محصول الخلف و نعني بذلك الحرث الخفيف‬


‫صورة ‪ . 11‬آلة «البيتوز» لتغطية األسمدة و جذور نبت الخلف‬

‫صورة ‪ . 12‬نتيجة عملية تغطية األسمدة و جذور نبت الخلف‬ ‫بآلة «البيتوز»‬

‫صورة ‪ . 13‬القضاء على األعشاب فيما بين‬ ‫الخطوط بآلة «البينوز»‬

‫كثيرا على القضاء على األعشاب الموسمية بسهولة‬ ‫فتحمي نبات الخلف من منافستها له خصوصا في‬ ‫مراحل تطوره األولى‪ .‬و هكذا يترك له المجال‬ ‫واسعا لإلستفراد بالموارد الغذائية‪ ،‬فينمو القصب و‬ ‫يتكاثر ورقه بسرعة ليحجب عما ينبت مجددا من‬ ‫نبات الطفيليات أشعة الشمس و الهواء فيضعفها‬ ‫كثيرا و يقضي عليها خصوصا في فصلي الربيع و‬ ‫الصيف اللذين ينعم فيهما نبات القصب (صور ‪.)15‬‬ ‫و ترجع أهمية عمليات خدمة قصب الخلف إلى‪:‬‬ ‫ ·توفير مخزون المياه الطبيعية لصالح القصب‬ ‫بالتخلص من استهالك كميات كبيرة منه بواسطة‬ ‫الحشائش؛‬ ‫ ·توفير العناصر الغذائية للمحصول النامي التي‬ ‫كانت تستهلك نتيجة وجود الحشائش؛‬ ‫ ·تكويم التربة حول النباتات مما يساعد على نمو‬ ‫البراعم السفلى و تكثير قصب الخلف؛‬ ‫ ·زيادة التهوية مما يساهم في تحسين امتصاص‬ ‫المياه والعناصر الغذائية؛‬ ‫ ·تثبيت النباتات و التقليل من أثر رقاد القصب؛‬ ‫ ·التقليل من اإلصابة بالحشرات و األمراض‬ ‫المعدية؛‬ ‫و يجب التنبيه إلى أن الحشائش المهملة خارج‬ ‫حقول القصب‪ ،‬التي تنمو على جوانب قنوات‬ ‫الري و مصارف المياه و الطرقات‪ ،‬تعتبر مصدرا‬ ‫خطيرا إلصابة نبات الخلف مرة أخرى بنفس هاته‬ ‫الطفيليات وربما بالعديد من األمراض والحشرات‬ ‫حيث تقضى جزءا من دورة حياتها أو سباتها على‬ ‫هذه الحشائش‪ .‬لذلك على المزارعين إتباع أسلوب‬ ‫المكافحة المتكاملة للحشائش داخل وخارج حقول‬ ‫قصب السكر‪ ،‬ألنه من إحدى الوسائل األساسية‬ ‫في حماية زراعة قصب السكر و المحافظة على‬ ‫منتوجها لدورات عديدة‪.‬‬

‫ ‪-‬تقنيات تعويض النقص «الترقيع»‬

‫صورة ‪ . 14‬القضاء على األعشاب التي تنبت‬ ‫وسط خطوط القصب باليد العاملة‬

‫صورة ‪ .15‬نمو جيد لقصب الخلف لم يترك مجاال لنمو الحشائش‬ ‫فيما بين الخطوط‬

‫ألنها ال تزيده إال استفحاال و شراسة‪.‬‬ ‫و يكفي القضاء على باقي أنواع الحشائش (الحولية‬ ‫وثنائية الحول) بتكرار عمليات خدمة األرض السالفة‬ ‫الذكر فيما بين الخطوط «بيناج – بيطاج» باآلليات‬ ‫المخصصة لها أو يدويا بالنسبة ألفراد الطفيليات‬ ‫التي تبقى معلقة بين نبات الخلف وسط خطوط‬ ‫القصب (صور ‪ .)14 - 13‬هذه العمليات تساعد‬

‫تعتبر تقنيات تعويض النقص أو الترقيع عملية‬ ‫استثنائية‪ ،‬لكنها من األهمية بمكان عندما تنخفض‬ ‫نسبة اإلنبات في حالة قصب الغرس أو قد تظهر‬ ‫مساحات في حقول الخلف خالية من نبات القصب‬ ‫(صور ‪ .)16‬و عادة حقول القصب تكون منتظمة‬ ‫بكثافة متوازية السيما عندما تكون عملية الغراسة‬ ‫محكمة بفسول سليمة و بكمية كافية؛ إال أنه في‬ ‫بعض الحاالت تظهر بعض االختالالت الطبيعية ال‬ ‫يمكن التجرد منها نتيجة للعديد من األسباب نذكر‬ ‫منها‪ :‬ضياع البراعم‪ ,‬إصابة َمرضية‪ ،‬قلة أو زيادة‬ ‫ماء الري أو إتالف ساللة أثناء عملية الحصاد؛ مما‬ ‫يستدعى إعادة زراعتها أو ترقيعها‪ .‬و يستحسن أن‬ ‫يكون ذلك في فصل الربيع خالل عمليات الصيانة‬ ‫بقطع شيء من القصب الناضج‪ ،‬و يشترط فيه أن‬ ‫يكون من نفس الصنف‪ ،‬من مشتلة خاصة و عند‬ ‫الضرورة من نفس الحقل السليم و إعادة غرسها‬ ‫بكثافة في األمكنة الفارغة مع مراعاة سقيها بالقدر‬ ‫الكافي طيلة فترة اإلنبات و النمو‪.‬‬

‫‪1.1‬عملية تسميد الخلف‬

‫بصفته معمرا لألرض و نظراً لتعدد دوراته‬ ‫اإلنتاجية‪ ،‬فمحصول القصب يستهلك كميات كبيرة‬ ‫جدا من األمالح المعدنية‪ .‬يجب على المزارعين‬ ‫مراعاة متطلباته من األغذية كل سنة بعد عملية‬

‫صورة ‪ . 16‬أماكن فارغة من نبات القصب يجب‬ ‫إعادة غرسها أثناء عملية الصيانة‬

‫الحصاد‪ .‬تعتبر مادة اآلزوت و مادة الفسفور ومادة‬ ‫البوتاس من أهم المعادن التي يحتاج إليها القصب‬ ‫كثيرا طيلة فترات نموه ونضجه‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫بعض العناصر الصغرى مثل الحديد والمنجنيز‬ ‫والزنك‪ ،‬والتي تستهلك بنسبة قليلة‪ .‬لذا يتعين إضافة‬ ‫األسمدة الكيماوية الكافية لحقول قصب الخلف في‬ ‫الوقت المناسب والعمل على توزيعها توزيعا جيدا‬ ‫مع مراعاة التركيز فوق خطوط القصب (صورة‬ ‫‪ .)17‬و حسب ما اتفق عليه بعد دراسة ومناقشة‬ ‫نتائج التجارب و تحاليل التربة بمناطق الغرب و‬ ‫اللوكوس‪ ,‬فإن مقاييس تسميد زراعة قصب السكر‬ ‫المعمول بها هي كالتالي ‪:‬‬ ‫نوع األسمدة‬

‫الكمية‬ ‫‪ 4 - 3‬قنطاراً‬

‫اآلزوت ‪%33‬‬ ‫أو ‪%46‬‬

‫‪ 5 - 4‬قنطاراً‬

‫دفعتان أو ثالث‬ ‫دفعات‬

‫البوتاس‬

‫‪ 0‬قنطاراً‬

‫‪-‬‬

‫الفسفور‬

‫التردد‬ ‫دفعة واحدة‬

‫و يستحسن استعمال التركيبة الكيماوية المخصصة‬ ‫لتسميد زراعة القصب بالمغرب ‪ 18-46-0‬بمعدل‬ ‫‪ 4‬قناطير‪ ،‬تضاف هذه الكمية من السماد دفعة واحدة‬ ‫في بداية عملية صيانة قصب الخلف‪ ،‬أي أثناء إعداد‬ ‫التربة و تغطيتها إلى جانب الجذور‪ ،‬وذلك لضمان‬ ‫حسن توزيعها و خلطها بالتراب‪ .‬مع إضافة ‪ 4‬إلى ‪5‬‬ ‫قناطير من مادة اآلزوت في دفعتين أو ثالث دفعات‬ ‫متفرقة‪ .‬يجب أن توزع كمية اآلزوت بنظام خالل‬ ‫فترة النمو إلى حدود شهر غشت السيما إذا كان سقي‬ ‫القصب يعتمد نظام الري الموضعي بالتنقيط‪ ،‬ويجب‬ ‫كذلك أن يكون هذا التوزيع بعيدا عن طور نضج‬ ‫القصب‪ .‬تعتبر إضافة األسمدة العضوية خالل‬ ‫عملية الصيانة مفيدة جدا لتخصيب و تهوية التربة‪،‬‬ ‫يستفد منها القصب لفترة طويلة و يزيد بشكل ملحوظ‬ ‫في قدراته اإلنتاجية (صورة ‪.)18‬‬ ‫ولمن أراد أن تتم عملية تسميد حقوله بدقة و نجاح‪،‬‬ ‫يُنصح بإجراء بعض التحاليل لتربة حقول قصب‬ ‫الخلف في مختبرات مختصة لمعرفة مدى التغيرات‬ ‫التي طرأت على خصوبة و حموضة و ملوحة‬ ‫األرض‪ .‬كما يجب االلتزام وتطبيق جميع تفاصيل‬ ‫التقارير و التوصيات التي يدلي بها المختصون في‬ ‫الميدان‪.‬‬

‫ ‪-‬أهمية العناصر المعدنية الكبرى‬

‫‪ +‬التسميد اآلزوتي‬ ‫اآلزوت احد العناصر المغذية الكبرى التي تدخل في‬ ‫تكوين هيكل النبات و له تأثير مباشر على سرعة‬ ‫نموه و قوة تفريعه‪ ،‬لذلك فهو يلعب دورا كبيرا في‬ ‫الرفع من محصول القصب‪ .‬يستهلك القصب حوالي‬ ‫‪ 300‬وحدة في الهكتار كل سنة من هذه المادة؛ و‬ ‫هو موجود بكثرة في التربة على شكل مادة عضوية‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫قابلة للتحويل إلى مادة معدنية مغذية‪ .‬لهذا يُنصح‬ ‫بإضافة األسمدة العضوية (صورة ‪ )18‬و ترك‬ ‫مخلفات القصب و الحشائش لتتحلل في األرض‬ ‫بعد خلطها بالتراب بدال من حرقها أو إتالفها خارج‬ ‫حقول القصب‪.‬‬ ‫لكن يجب التحذير من الزيادة المفرطة من كمية‬ ‫اآلزوت التي لها أضرا ٌر معاكسة على المحاصيل‬ ‫نذكر منها‪:‬‬ ‫ ·استمرار النمو الخضري و تأخير عملية انتقال‬ ‫وتخزين السكر مما يؤدي إلى حصاد محصول‬ ‫القصب بدرجة نضج منخفضة؛‬ ‫ ·الزيادة الفائقة في طول القصب مع هشاشة‬ ‫األنسجة و تكاثر األوراق على قمم السيقان مما‬ ‫يساعد على الرقاد و يجعل عود القصب سهال‬ ‫لمهاجمة الحشرات و القوارض (الفئران)؛‬ ‫ ·نقص في امتصاص و استعمال مادة الفسفور‬ ‫لصالح اآلزوت؛‬

‫صورة ‪ . 17‬توزيع أسمدة الصيانة بالتساوي‬ ‫فوق خطوط القصب‬

‫صورة ‪ . 18‬عملية تسميد القصب بالمواد العضوية لألبقار‬

‫صورة ‪ . 19‬نظام السقي الموضعي بالتنقيط بدون أعشاب فيما‬ ‫بين الخطوط‬

‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫ ·تعقيد عملية التصنيع و تدني كفاءة استخالص‬ ‫السكر لزيادة الشوائب ونسبة السكريات المختزلة‬ ‫(المحولة‪ ،‬كمادة الجليكوز)‪.‬‬ ‫‪ +‬التسميد الفسفوري‬ ‫يعتبر الفسفور من العناصر األساسية للنبات و‬ ‫يتمركز في األوراق الحديثة بكمية كبيرة عن‬ ‫األوراق المسنة‪ .‬يدخل الفسفور في تكوين مركبات‬ ‫الطاقة المختلفة الالزمة للنمو؛ ويزيد الفسفور كذلك‬ ‫من قدرة النباتات على مقاومة اإلصابة باألمراض‬ ‫عامة و التي تنبعث من التربة خاصة‪ ،‬حيث يساعد‬ ‫على تشجيع نمو جذور جديدة غير مصابة‪ .‬كمية‬ ‫حاجيات القصب المجملة من مادة الفسفور قليلة‬ ‫بالنسبة لمادة اآلزوت و البوتاس‪ ،‬و تتراوح ما‬ ‫بين ‪ 130‬إلى ‪ 150‬وحدة في الهكتار كل سنة؛‬ ‫جلها موجودة في مخزون األرض على شكل أمالح‬ ‫معدنية جاهزة لالستهالك و تغذية النبات‪.‬‬ ‫‪ +‬التسميد البوتاسي‬ ‫على الرغم من أن البوتاس ال يدخل في بناء المركبات‬ ‫الضرورية لنمو النبات لكنه يصنف كعامل مساعد‬ ‫أساسي في التفاعالت األنزيمية‪ ،‬ويساعد عمليات نقل‬ ‫السكر وتخزينه في سيقان القصب‪ .‬و يلعب البوتاس‬ ‫دورا هاما في زيادة كفاءة استخدام الماء بواسطة‬ ‫النبات عن طريق زيادة سمك طبقة سطح األوراق‬ ‫(الكيتيكل) فيقلل من سرعة التبخر و فقدان الماء‪.‬‬ ‫و قد أثبتت التجارب أن قصب السكر يحتاج كل‬ ‫سنة إلى الكثير من مادة البوتاس قد يصل إلى ‪500‬‬ ‫وحدة في الهكتار‪ .‬و رغم أهمية عنصر البوتاس‬ ‫الكبرى فانه يسبب مشاكل في التصنيع حيث كل‬ ‫جزيئ بوتاس زائد يمنع تبلور ‪ 4‬جزيئات من السكر‬ ‫(السكاروز) التي يصعب استخالصها وتذهب هدرا‬ ‫في مادة «الميالس»‪ .‬و تجدر اإلشارة حسب نتائج‬ ‫التحاليل المخبرية‪ ،‬بأن أراضي الغرب و اللوكوس‬ ‫غنية بمادة البوتاس‪ ،‬و لذلك حذفت كليا من تركيبة‬ ‫األسمدة الخاصة بتسميد القصب والشمندر السكري‬ ‫بالمغرب (‪ .)18-46-0‬لذا يجب التنبيه بعدم إضافة‬ ‫البوتاس كليا إلى هذه الزراعة الن مخزون األرض‬ ‫يفوق حاجيات نبات القصب وكل زيادة تعتبر تكليفا‬ ‫و لها آثار سلبية على استخالص السكر في المعامل‪.‬‬

‫‪ .6‬عملية السقي‬

‫زراعة قصب السكر من محاصيل المناطق‬ ‫االستوائية التي تتالءم مع الطقس الحار برطوبة‬ ‫عالية و تحتاج في بالدنا إلى كميات كبيرة من ماء‬ ‫السقي قد تصل في كل سنة إلى ‪ 15.000‬متر‬ ‫مكعب في الهكتار‪ .‬لهذا يجب أن يعلم المزارعون‬ ‫بأنه في ظروف الطقس المغربي الجاف ال يمكن‬ ‫انجاز منتوج القصب دون اللجوء إلى عملية الري‪.‬‬ ‫و يجب التركيز باألساس على السقي طيلة الفترة‬ ‫الجافة منعدمة األمطار و التي تمتد عموما بين‬ ‫شهري ماي و أكتوبر؛ و هي المرحلة التي تكون‬ ‫فيها حرارة الجو مالئمة لنمو القصب قبل مرحلة‬ ‫النضج‪ .‬هذه المرحلة من أهم مراحل إنجاز محصول‬ ‫القصب‪ ،‬لذا يجب االهتمام طيلتها بعملية الري‬ ‫وتوزيع الماء على فترات منتظمة و بالقدر الكافي‬ ‫الذي يكون مشبعا للزراعة‪ ،‬لكن بدون إفراط و ال‬ ‫تفريط حتى ال يؤثر الماء سلبا على جودة اإلنبات و‬ ‫صورة ‪ .20‬تأثير نظام السقي بالتنقيط (الذي أعتمد فيه على‬ ‫نسبة ماء التبخر) على نمو و إنتاج القصب‬

‫النمو السريع للقصب‪.‬‬ ‫و عموما ليس ثمة فرق كبير بين حاجيات قصب‬ ‫الخلف و قصب الغرس من ماء السقي‪ .‬و تبعا لنتائج‬ ‫التجارب مع مراعاة الظروف المناخية و طبيعة‬ ‫التربة لمنطقتي الغرب و اللوكوس‪ ،‬فإن سقي قصب‬ ‫الخلف ينبغي أن ينظم حسب خصوصية كل فصل‬ ‫لتكون كمية وكيفية عملية الري كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬فصل الربيع‬

‫في هذا الفصل تكون حرارة الجو معتدلة قريبة‬ ‫من معدل حرارة النمو حيث يكون نبات الخلف‬ ‫في أطوار نموه األولى قليل التبخر ال يحتاج إلى‬ ‫كميات كبيرة من الماء أو مواعيد متقاربة للري‪.‬‬ ‫لذلك يفضل أن يكون الري منظما خالل فصل الربيع‬ ‫بمعدل ‪ 30‬إلى ‪ 40‬مم في الهكتار تعطى للقصب‬ ‫بعد كل ‪ 15‬إلى ‪ 20‬يوما‪.‬‬

‫‪ -‬فصل الصيف‬

‫بسبب ارتفاع درجة الحرارة‪ ،‬يعتبر فصل الصيف‬ ‫مرحلة تطور النبات األساسية‪ ،‬فيه يعرف القصب‬ ‫نشاطا ً كبيرا و نمواً سريعا (مرحلة النمو الكبرى)‪.‬‬ ‫لذلك فإن قصب الخلف يحتاج إلى كميات كبيرة‬ ‫من ماء السقي تعطى بانتظام على فترات متقاربة‬ ‫لسد حاجيات النبات المتصاعدة‪ .‬و بحسب حرارة‬ ‫الطقس و زيادة التبخر‪ ،‬ينبغي تنظيم السقي خالل‬ ‫هذه المرحلة بوتيرة مرتفعة تتراوح بين ‪ 7‬إلى ‪10‬‬ ‫أيام و بمعدل ‪ 60‬إلى ‪ 80‬مم للهكتار في كل ترويّة‪.‬‬ ‫ فصل الخريف‬‫فصل الخريف له طابع خاص؛ ففيه يخرج القصب‬ ‫من طور النمو لينتقل إلى طور النضج‪ .‬و أثناءه‬ ‫تنخفض الحرارة بتدرج و يحدث التغير البيولوجي‬ ‫للنبات ليتحول القصب إلى «آلة» لتصنيع و‬ ‫استخالص مادة السكر على حساب تراجع النمو‪،‬‬ ‫لذا يجب التدرج في سحب ماء السقي عن النبات‬ ‫بوتيرة منخفضة من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬يوما و بكمية ال‬ ‫تزيد على ‪ 40‬مم للهكتار‪ .‬و ال حاجة لالستمرار‬ ‫في سقي زراعة القصب مع ضعف التبخر و بداية‬ ‫موسم تهاطل األمطار عادة خالل شهر أكتوبر أو‬ ‫بداية شهر نونبر‪.‬‬ ‫ فصل الشتاء‬‫يدخل فصل الشتاء فتنعدم ظروف تطور القصب‪،‬‬ ‫فيتراجع نموه بشدة حتى ينعدم‪ ،‬وان استمر فببطء‬ ‫شديد غير ملموس‪ .‬في هذا الفصل يبلغ النبات أوج‬ ‫مراحل نضجه حين يزداد تصنيع السكر ووتيرة‬ ‫انتقاله من األوراق إلى السيقان حيث ي ّ‬ ‫ٌخزن‪ .‬فال‬ ‫حاجة إذاً إلى الري مع تساقط األمطار و قلة التبخر؛‬ ‫بل من عوامل نضج القصب ظروف مناخية جافة‬ ‫بحرارة معتدلة‪ .‬لهذا ينصح في آخر الموسم اإلمتناع‬ ‫عن الري تماما قبل الحصاد (الفطام) بنحو ‪ 25‬إلى‬ ‫‪ 30‬يوماً‪.‬‬ ‫و ينبغي تنبيه المزارعين على أن صيانة السواقي و‬ ‫مصارف المياه و آليات الرش لها أهمية قصوى فيما‬ ‫يخص تدابير إنجاح عملية الري و تقنين استعمال‬ ‫الكميات الهائلة من الماء المخصّصة لسقي أراضي‬ ‫القصب بالمغرب‪.‬‬ ‫إال أنه لإلستفادة من التقنيات الحديثة و تحسين‬ ‫ظروف السقي‪ ،‬أظهرت نتائج الدراسات العلمية‬


‫التي أجريت بالمركز التقني للنباتات السكرية على‬ ‫نظام الري الموضعي المطور (الري‪ ‬بالتنقيط‪،‬‬ ‫صور ‪ )20-19‬أن استعمال هذا النظام يساعد على‬ ‫تخفيض كبير من كمية المياه المستهلكة (‪6.000-‬‬ ‫‪ 7.000‬متر مكعب في الهكتار) أي بنسبة اقتصادية‬ ‫تقدر ب ‪ 50%‬مقارنة مع الكمية الهائلة المستعملة‬ ‫عند الفالحين لسقي القصب بطرق الري األخرى‬ ‫(‪ 15.000-10.000‬متر مكعب في الهكتار)‪ .‬هذا‬ ‫باإلضافة إلى الرفع من جودة القصب و مضاعفة‬ ‫اإلنتاج الذي بلغ ‪ 140‬طن في الهكتار عوض ‪60‬‬ ‫طنا ً في الهكتار كمعدل االنجاز الوطني‪ .‬و يرجع‬ ‫ذلك لصعوبة التحكم في عمليات الري والتسميد‬ ‫تحت نظام الري بواسطة الساقية أو الرشاش في‬ ‫مراحل نمو القصب المتقدمة‪ ،‬في حين يوفر نظام‬ ‫الري بالتنقيط الماء و األسمدة بسهولة و بانتظام‬ ‫حسب احتياجات المحصول في أي فترة من مراحل‬ ‫تطوره‪.‬‬ ‫كل ذلك يجعل من الضروري نشر و تشجيع نظام‬ ‫الري الموضعي المطور على أراضي القصب‬ ‫بالغرب و اللوكوس كما هو مسطر عليه في برنامج‬ ‫مخطط المغرب األخضر و البرنامج الوطني‬ ‫لالقتصاد من ماء الري‪.‬‬

‫ ‪-‬أضرار نقص الماء‬

‫يجب التحذير من عطش النبات بسبب نقص كمية‬ ‫ماء السقي خصوصا أثناء مرحلة النمو الكبرى أي‬ ‫خالل فترة الصيف التي لها تأثير مباشر على منتوج‬ ‫القصب و ذلك راجع لألسباب التالية ‪:‬‬ ‫ ·التراجع الكبير في معدل التفريع و نمو النباتات‬ ‫و ينتهي الموسم بقص ٍ‬ ‫ب مردو ُده ضعيفٌ و جودته‬ ‫منخفضة قد ال تسمح له بالتصنيع؛‬ ‫ ·االنخفاض الكبير في طول السالميات (صورة‬ ‫‪ )21‬و يظهر ذلك في الفترات التي يتعرض فيها‬ ‫النبات للعطش بشدة؛‬ ‫ ·النقص في كمية عصير السيقان و زيادة نسبة‬ ‫األلياف مما يعقد عملية التصنيع‪.‬‬ ‫و على العموم بالنسبة لمنطقتي الغرب و اللوكوس‬ ‫يجب أن تعطى العناية الكافية لعملية الري ألنها‬ ‫الركيزة األساسية لنجاح عملية الصيانة ككل و‬ ‫بالتالي ضمان لمنتوج وافر و عال في نهاية كل‬ ‫موسم‪.‬‬

‫‪ .7‬األمراض و الحشرات‬

‫عموما‪ ،‬ال توجد في المغرب مخاطر تضرر زراعة‬ ‫قصب السكر بالحشرات واألمراض الشائعة بالنسبة‬ ‫لزراعة الشمندر السكري‪ ،‬إال مرض التفحم الذي‬ ‫ظهر ألول مرة سنة ‪ 1993‬في منطقة الغرب‬ ‫(صور ‪ .)22‬و الذي يعتبر من األمراض الفطرية‬ ‫الخطيرة‪ ،‬حيث تزداد حدة اإلصابة به خصوصا في‬ ‫نبات قصب الخلف‪ .‬ترجع خطورة مرض التفحم إلى‬ ‫األسباب التالية‪:‬‬ ‫ ·قدرته الكبيرة على التكاثر و إنتاج عدد هائال من‬ ‫حبوب الفطريات (الجراثيم) في كل مجموعة نباتية‬ ‫مريضة قد تكفي إلصابة حقل بكامله؛‬ ‫ ·قدرة جراثيمه الفطرية على التكيف مع جميع‬ ‫أحوال الطبيعة و قوة صبرها على التخزين لفترات‬ ‫طويلة؛‬

‫ ·سهولة انتشار حبوب جراثيمه عن طريق الرياح‬ ‫و بواسطة تنقل اآلليات الزراعية و األيادي العاملة؛‬ ‫ ·شراسة العدوى به التي تشبه عدوى مرض‬ ‫الطاعون بحيث يمكنه إتالف جميع حقول القصب‬ ‫لمنطقة ما برمتها؛‬ ‫ ·انعدام وسائل عالجه بالطرق الكيماوية أو‬ ‫غيرها على غرار األمراض الفطرية األخرى‪.‬‬ ‫من مظاهر اإلصابة بمرض التفحم زيادة طول‬ ‫النباتات المصابة بالمقارنة مع النباتات السليمة‬ ‫المجاورة‪ ،‬وكذلك بتطور لون أكياس الجراثيم من‬ ‫الفضي إلى الرمادي ليتحول أخيرا إلى اللون األسود‬ ‫الفاحم‪ .‬بعد ذلك ينفجر مخزون األكياس و تنتشر‬ ‫الجراثيم الفطرية السوداء لتلوث الهواء المحيط و‬ ‫التربة و الحشائش فتصبح بدورها مصدر عدوى‬ ‫ألي نبات قصب يزرع أو ينمو بعد الحصاد‪.‬‬

‫صورة ‪ . 21‬تأثير ماء السقي على نمو القصب‬

‫صورة ‪ . 22‬أضرار إصابة قصب السكر بمرض التفحم‬

‫ ‪-‬المقاومة‬

‫من أجل مقاومة هذا المرض الخبيث بنجاعة‪،‬‬ ‫و للحيلولة دون الخسارة المفجعة التي قد تصيب‬ ‫المحصول‪ ،‬يجب تنبيه المزارعين‪ ،‬باإلستعانة‬ ‫بالمختصين‪ ،‬إلى اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬ ‫ ·زراعة أصناف مقاومة لإلصابة بمرض التفحم؛‬ ‫ ·زراعة فسول سليمة خالية من الجراثيم ‪ ،‬يكون‬ ‫مصدرها مشاتل مضمونة تم تأطيرها بمعرفة‬ ‫المختصين؛‬ ‫ ·غرس فسول منقحة من بعض مظاهر اإلصابة‬ ‫بالفطريات مع الحرص الشديد على معالجتها بالماء‬ ‫الساخن في خزانات تحتوى على المبيد الفطري؛‬ ‫ ·القيام بدوريات تفتيشية منظمة لحقول قصب‬ ‫الخلف خصوصا (صورة ‪ .)23‬و هنا تتجلى أهمية‬ ‫متابعة الفالح لزراعاته حيث ينبغي عليه إبالغ‬ ‫المختصين سريعا عن ظهور أي استطالة غير‬ ‫طبيعية للنبات و عدم اإلنتظار حتى تمام نضج‬ ‫األكياس و حدوث اإلصابة و انتشار الفطريات؛‬ ‫ ·في الحقول التي تقل نسبة العدوى فيها عن‬ ‫‪ ،5%‬يجب باستعجال نزع المجمعات النباتية كاملة‬ ‫في بداية اإلصابة بالمرض‪ .‬وحتى ال تنتشر الجراثيم‬ ‫في الجو أو على األرض يستحسن قبل قلعها تركيب‬ ‫كيس بالستك مع إحكامه على رؤوس النباتات‬ ‫المصابة بكاملها و حرق األكياس في مناطق بعيدة‬ ‫عن حقول القصب؛‬ ‫ ·في حالة زيادة اإلصابة عن ‪ ،5%‬يتم إزالة‬ ‫القصب بالكامل وحرقه داخل الحقل‪ ،‬ويستحسن بعد‬ ‫ذلك غمر الحقل بالماء لمدة ‪ 7‬إلى ‪ 14‬يوما حيث‬ ‫تنبت الجراثيم الفطرية و تختنق؛‬ ‫ ·إتباع دورة زراعية يمنع بموجبها إعادة زرع‬ ‫القصب في األراضي الملوثة لمدة موسمين أو ثالثة‬ ‫على األقل‪ ،‬و ذلك حتى يثبت عدم وجود أي أثر‬ ‫للجراثيم الفطرية‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫نظرا لكون زراعات قصب السكر من المحاصيل‬ ‫المجهدة لألرض ونظرا لمخلفاته من نمو للحشائش‬ ‫وتدكين للتربة واستنزاف لمخزوناتها من ماء‬ ‫وأسمدة‪ ،‬من الضروري كل سنة إعطاء العناية‬ ‫الكافية لصيانة قصب الخلف‪ ،‬ألنها عملية أساسية‬ ‫لرفع مستوى اإلنتاج و ضمان لتطور و استمرار‬

‫صورة ‪ . 23‬دورية تنقيب عن اإلصابة بمرض التفحم‬ ‫في حقل لقصب الخلف بمنطقة الغرب‬

‫العطاء خالل جميع الدورات الزراعية للقصب‪ .‬إن‬ ‫قصب الخلف له أكبر قدرة على اإلنتاج؛ والتبكي ُر‬ ‫في خدمته ال يزيده إال قوة للرفع و تحسين جودة‬ ‫محاصيله خالل سنوات عديدة‪.‬‬ ‫بعد القضاء على الطفيليات و تهوية و تسميد‬ ‫التربة‪ ،‬يجب التركيز باألساس على السقي طيلة‬ ‫الفترة الجافة المنعدمة األمطار و توزيع الماء بشكل‬ ‫منتظم و بالقدر الكافي الذي يكون مشبعا للزراعة‪،‬‬ ‫ألنها المرحلة التي تكون فيها حرارة الجو مالئمة‬ ‫لنمو القصب و انجاز القسط الكبير من المحصول‪.‬‬ ‫كما يجب إتخاذ كل أسباب الحيطة و الحذر لتفادي‬ ‫هالك هذه الزراعة بسبب تفشي األمراض الفتاكة‪،‬‬ ‫أو بسبب التغيرات المناخية كالجفاف الذي يترتب‬ ‫عنه نقص مخزون الموارد المائية أو الكوارث‬ ‫الطبيعية التي من عواقبها التدهور المستمر وإتالف‬ ‫األراضي الفالحية‪.‬‬

‫رسالة شكر‬

‫بموجب هذا المنشور ال تفوتنا المناسبة إال والحنين يدفعنا‬ ‫ألن نقدم الشكر الجزيل وأسمى التحيات والتقدير إلى جميع‬ ‫الزمالء الذين عملوا والذين ما زالوا يعملون بالمركز التقني‬ ‫للنباتات السكرية على ما تفضلوا به في خدمة زراعة قصب‬ ‫السكر بالمغرب‪ ،‬وعلى المنجزات التي كانت ثمرة بذلهم‬ ‫مجهوداً جباراً ساهم بشكل مباشر في انجاز هذا العمل لنضعه‬ ‫بشكل مبسط بين أيادي العاملين على تنمية الزراعات السكرية‬ ‫من مسؤولين وأطر وتقنيين ومزارعين ومصنعين ‪...‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 76 Juin 2014‬‬

‫‪15‬‬


Agriculture du Maghreb N째 76 Juin 2014

16


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.