02 moharam 1436 - Matam Alsanabis

‫الجهاد الحسيني ‪..‬‬

‫‪02‬‬

‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫بوصلة الجهاد في اإلسالم‬ ‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الجهاد الحسيني ‪..‬‬ ‫بوصلة الجهاد في اإلسالم‬ ‫يف ليل��ة ه��ي الثاني��ة م��ن لي��ايل التفج��ع والب��كاء‪ ،‬ويف باح��ة جدي��دة � َأه� َّ�ل فيه��ا �أوان الب��كاء‪ ،‬ويف ث��اين‬ ‫جمال�س مو�سم اللوعة والبكاء‪ ،‬تركز حديث �سماحة ال�شيخ ح�سن العايل حول اجلهاد احل�سيني يف‬ ‫حما�ضرة قيمة كان عنوانها (اجلهاد احل�س��يني‪ ..‬بو�صلة اجلهاد يف الإ�س�لام)‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وبع��د �أن افتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل ب�أبي��ات نع��ي املقدم��ة امل�ؤمل��ة‪�َ ،‬ص� َّ�در �س��ماحته مو�ضوع��ه‬ ‫بالقول املروي عن الإمام ال�صادق (عليه ال�سالم) يف زيارة الإمام احل�سني (عليه ال�سالم)‪�( :‬أَ ْ�ش َه ُد‬ ‫اجل َها َد َم َع َك ِج َها ْد)‪ ،‬ثم بني �سماحته ب�أنه كلما ُذ ِكر ا�سم احل�سني (عليه ال�سالم) يتبادر للذهن‬ ‫�أَ َّن ِ‬ ‫معان تت�صل بال�شهادة واجلهاد والفداء‪ ،‬بل ي�صل الأمر �أحيانا ملا ي�شبه االقرتان بالتكوين والوجود‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان ذاتية يف تكوين احل�سني (عليه ال�سالم)‪.‬‬ ‫حتى باتت ك�أنها ٍ‬ ‫ث��م �أورد �س��ماحته �س��ؤال البح��ث امله��م وال��ذي ه��و من��وط ب��أن الإمام ال�صادق (عليه ال�س�لام) �ش��هد‬ ‫اجل َه��ا َد َم َع� َ�ك ِج َه��ا ْد))‪� ،‬إذ �أن البع���ض ق��د‬ ‫للإم��ام احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) قائ�لا‪�(( :‬أَ ْ�ش� َه ُد �أَ َّن ِ‬ ‫‪3‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ُي�شكل على هذه ال�شهادة بالذات ب�أنه عبارة عربية غري م�ستقيمة �إذ �أن فيها ن�سبة ال�شئ نف�سه لل�شئ‬ ‫نف�سه‪.‬‬ ‫وهنا نطرح ال�س�ؤال والذي يقول‪ :‬هل هذه ال�شهادة من باب �إثبات ال�شئ لنف�سه؟‬ ‫ويف معر���ض �إجابت��ه عل��ى �س��ؤاله ه��ذا‪ ،‬ب�ين العايل ب�أنه ميكن الوقوف على عدة معاين لهذه ال�ش��هادة‬ ‫وهي كالتايل‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫املعنى الأوىل‪:‬‬ ‫اجلهاد احل�سيني فوق ال�شبهات‬ ‫املعنى الثاين‪:‬‬ ‫قد يكون املعنى �أن الإمام ال�صادق (عليه ال�س�لام) يريد تقدمي قاعدة تقا���س على �أ�سا�س��ها حقائق‬ ‫الأم��ور‪ ،‬وه��ي �أن �أي جماع��ة ث��ارت لإ�س��قاط حاك��م مث�لا فعلين��ا عر�ضه��ا عل��ى جه��اد احل�س�ين (علي��ه‬ ‫ال�س�لام) ف��إن وافقته��ا فهي جهاد و�إال فهي لي�س��ت جهاد‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وهن��ا ي�ش�ير الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) ب��أن للجه��اد مع��امل نظري��ة و�ش��روط واقعي��ة توف��رت يف‬ ‫كرب�لاء‪ ،‬و�إن اختل��ط علين��ا الأم��ر فعلينا قيا���س �أمورنا اجلهادية مل��ا حتقق يف كربالء‪.‬‬ ‫وه��ذا يجرن��ا ل�س ��ؤال �أ�سا�س��ي �أورده الع��ايل وه��و مل��اذا ه��ذا الإحي��اء امل�س��تمر جله��اد احل�س�ين (ع)‬ ‫و�ألي���س ه��ذا تقهق��ر يف املا�ض��ي؟‬ ‫وجواب هذا ال�س�ؤال بكل ب�ساطة هو �أن �إحياء اجلهاد احل�سيني هو �إمنا �إحياء لهذه املعامل وال�ضوابط‬ ‫الت��ي �أ�ش��ار الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) ب�أنها البو�صلة التي تقا���س بها الأ�ش��ياء‪ ،‬والتي ات�ضحت‬ ‫جليا حاجتنا لإقامتها يف ال�سنوات الأخرية‪ ،‬بعدما ر�أيناه من مظاهر يف خمتلف طوائف امل�سلمني من‬ ‫‪6‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫مظاهر خمتلفة تدعي اجلهادية‪ ،‬بع�ضها يف �صميم اجلهاد احل�س��يني وت�أ�صيل ل�ضوابطه‪ ،‬وبع�ضها‬ ‫بعي��د كل البع��د ع��ن اجله��اد‪ ،‬وهن��ا ب�ين الع��ايل ب��أن كل امل�س��لمني �ضاع��ت عليه��م بو�صل��ة اجله��اد �إال‬ ‫ال�ش��يعة‪ ،‬كون ال�ش��يعة يطبقون معامل جهاد احل�س�ين (عليه ال�س�لام) ب�أثر رجعي �إذ مل ينتهكوا حقا‬ ‫وال حرم��ة كم��ا رع��ى احل�س�ين احلرم��ات‪ ،‬ومل يكف��روا �أح��دا مثلم��ا مل يكفر احل�س�ين �أب��دا‪ ،‬ومل يبد�أوا‬ ‫بقتال كما مل يبد�أ احل�س�ين بقتال‪.‬‬ ‫املعنى الثالث‪:‬‬ ‫ل��و �س��ألنا ع��ن ع��دد �أق�س��ام و�أن��واع اجله��اد يف الإ�س�لام يف ال�س�ير هلل تع��اىل‪ ،‬فن�س��تطيع الق��ول ب�أنه��ا‬ ‫‪7‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫�أنواع غري حم�صورة بعدد كون الطريق هلل تعاىل ال ينتهي‪ ،‬ولكن من باب التب�سيط ن�س�أل هل ميكننا‬ ‫�أن ن�ض��ع عددا لأنواع اجلهاد؟‬ ‫وهن��ا �أورد الع��ايل ب��أن البع���ض يق�س��م اجله��اد لنوعني هم��ا جهاد عايل (جهاد النف���س) وجهاد داين‬ ‫(اجلهاد الع�سكري)‪� ،‬إال �أننا لو ت�أملنا ل�سرية النبي (�ص) لوجدنا �أن اجلهاد ينق�سم لأربعة �أق�سام‬ ‫�إذ �أن قول النبي (�ص) لثلة من امل�سلمني عادوا من �سرية (مرحبا بقوم ق�ضوا اجلهاد الأ�صغر وبقي‬ ‫عليه��م اجله��اد الأك�بر) ي�ش�ير ب��أن اجله��اد �أربعة �أن��واع هي‪ :‬جهاد �أ�صغر‪ ،‬جه��اد �صغري‪ ،‬جهاد كبري‪،‬‬ ‫جه��اد �أك�بر‪ ،‬وجمي��ع ه��ذه الأنواع الأربعة وب�أ�ش��كال متنوعة وكثرية جتل��ت يف كربالء ولنا فيها منوذج‬ ‫‪8‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫منها‪� ،‬إذ �أن يف كربالء مع�سكران جتلى يف �أحدهما حتقيق جناح يف جميع �أ�شكال اجلهاد فيما حقق‬ ‫الآخ��ر ف�ش�لا و�إخفاق��ا يف جمي��ع �أ�ش��كال اجله��اد‪ ،‬وه��ذا ه��و �أح��د �أ�س��رار عظم��ة ث��ورة احل�س�ين (عليه‬ ‫ال�سالم)‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫صادر عن المركز اإلعالمي‬ ‫بمأتم السنابس‬