الــغـيـــبــــــــة ْ
04
MOHARAM DAY
وسنــة التعمـيـر ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
الــغــيـــبــــــــــة ْ وسنــة التعمـيـر يف الليل��ة الرابع��ة م��ن �ش��هر حم��رم احل��رام 1436هـ وهي الليلة املخ�صو�صة ل�س��فري احل�س�ين (عليه ال�سالم) الأعظم وثقته الكربى م�سلم بن عقيل (عليهما ال�سالم) ،ارتقى منرب م�أمت ال�سناب�س �سماحة ال�شيخ ح�سن العايل يف جمل�س ح�سيني مفجع ركز احلديث يف مو�ضوع (الغيبة و�سنة التعمري).
2
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
يف الليل��ة الرابع��ة م��ن �ش��هر حم��رم احل��رام 1436هـ وهي الليلة املخ�صو�صة ل�س��فري احل�س�ين (عليه ال�سالم) الأعظم وثقته الكربى م�سلم بن عقيل (عليهما ال�سالم) ،ارتقى منرب م�أمت ال�سناب�س �سماحة ال�شيخ ح�سن العايل يف جمل�س ح�سيني مفجع ركز احلديث يف مو�ضوع (الغيبة و�سنة التعمري). وبع��د �إي��راده للحدي��ث ،ب�ين الع��ايل ب���أن قاع��دة املقارن��ة واملقارب��ة ب�ين م��ا ح��دث وم��ا �س��يحدث وردت يف كث�ير الرواي��ات مع�برا عنه��ا بتعب�ير (ح��ذو النع��ل بالنع��ل والق��ذة بالق��ذة) وه��ذه الرواي��ات تق��رب ال�صورة للذهن وجتعله يتوقع امل�س��تبعد ،وهذه القاعدة نف�س��ها وهذا امل�س��ار نف�س��ه -والكالم للعايل ه��و م��ا يج��ري عل��ى بحث اليوم وهو بح��ث الغ ْيبة.3
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
بعده��ا ذك��ر الع��ايل معلوم��ة مفاده��ا ب���أن الكث�ير من العامة ي�ش��نعون عل��ى ق�ضية الغيبة ،ب��ل �أن بع�ض علماء العامة ي�ستهجن �أكرث ما ي�ستهجن وال يتقبل عقله �أبدا عندما يتم احلديث عن الغيبة بالذات، رغ��م �أن الغيب��ة ج��رت يف الأمم ال�س��ابقة كغيبت��ي نوح ويو�س��ف (عليهما ال�س�لام) وه��ي � -أي الغيبة - جاري��ة يف ه��ذه الأم��ة ،بحك��م القاع��دة الآنف��ة (قاع��دة املقارن��ة من �أجل �إثب��ات العقائ��د) والتي تفيد جريان ما حدث يف الأمم ال�س��ابقة على هذه الأمة �أي�ضا. ويف خ�ض��م ه��ذا احلدي��ث ،و�ض��ح الع��ايل ب�أن ال�ش��يخ ال�صدوق من �أبرز من �أعل��ن ر�ؤيته لهذه القاعدة �أي (قاع��دة املقارن��ة م��ن �أج��ل �إثب��ات العقائ��د) يف املن��ام ،وذل��ك م��ن خ�لال مقدم��ة م�ؤل��ف ب��ارز م��ن 4
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
م�ؤلفاته وهو كتاب (�إمتام الدين و�إكمال النعمة)� ،إذ قال ال�صدوق يف مقدمة الكتاب عينه ب�أنه ر�أى املهدي (عليه ال�سالم) يف عامل املنام و�أمره بكتابة كتاب حول الغ ْيبة ي�أخذ بنهج املقارنة بني غيبته ال�ش��ريفة وبني غ ْيبات الأنبياء ال�سابقني. وم��ن هن��ا خل���ص الع��ايل ب���أن بحث الغيبة من �أهم بحوث الإمام��ة املربوطة بالنبوة ،ولذلك جند ب�أن الإمام ال�صادق (عليه ال�س�لام) عندما �أراد �أن يحل هذا الإ�ش��كال ف�إنه بدل الطريق يف اال�س��تدالل عل��ى الإمام��ة الغائب��ة� ،إذ ا�س��تدل ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) عل��ى الطري��ق م��ن الأعل��ى للأ�س��فل بدءا ب��اهلل �س��بحانه وتع��اىل م��رورا بالر�س��ول (�صلى اهلل وعليه و�آله) و�ص��وال للحجة �أي الإمام. 5
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
وو�ض��ح الع��ايل �أك�ثر ه��ذا اال�س��تدالل �أي (الطري��ق م��ن الأعل��ى �إىل الأ�س��فل) والت��ي تثب��ت الكث�ير م��ن الإ�ش��كاالت العقائدي��ة وم��ن بينه��ا الغيب��ة� ،إذ �أف��اد ب�أن الإميان باهلل تعاىل يلزمك بالإميان بالر�س��ول (�ص) الذي هو مر�آة الفي�ض الإلهي الدائم ،وا�ستمرار هذا الفي�ض يقودنا للإميان بوجود حجة من بع��د الر�س��ول (���ص) حت��ى و�إن كان غائب��ا ،لأن منطل��ق �إمي��اين ب��اهلل يلزمني الإمي��ان بهذا احلجة. ث��م تط��رق الع��ايل ملو�ض��وع االخت�لاف ب�ين امل�س��لمني يف تعري��ف مفه��وم (الإمام��ة الغائب��ة) �إذ يتوه��م كثري من امل�سلمني ومبا فيهم بع�ض علماء ال�شيعة ب�أن الإمام الغائب ال �أثر اجتماعي له ،وهنا و�ضح العايل ب�أن �إطباق علماء ال�شيعة على قاعدة ا�سمها (قاعدة اللطف) والتي عرفها العالمة الطو�سي 6
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
يف كتاب (التجريد) يف ثالث كلمات �إذ قال عن احلجة عليه ال�سالم( :وجوده لطف ،وت�صرفه لطف �آخ��ر ،وعدم��ه من��ا) ،وميكنن��ا اال�س��تنتاج م��ن هذا القول ب���أن هناك قوة عظمى تت�ص��رف يف الق�ضايا الك�برى يف حياتن��ا ه��ي ق��وة الإم��ام امله��دي (علي��ه ال�س�لام) وينبغ��ي علين��ا �أال نقي���س الأمر م��ن زاوية �ش��خ�صية من خالل النظر ال�س��طحي للآثار على امل�س��توى ال�شخ�صي. ثم بني العايل ب�أن القر�آن الكرمي ذكر م�صطلحني خمتلفني يف حياة الأنبياء هما م�صطلح (الغيبة) وم�صطل��ح (الهج��رة) ،وهن��اك نقط��ة التق��اء ب�ين املفهوم�ين هو االبتع��اد عن املواجهة العلني��ة� ،إال �أن هناك نقاط اخالف بني املفهومني� ،إذ �أن الهجرة فيها عنا�صر مهمة هي اخلفاء والبعد الفيزيائي 7
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
اجلغرايف ،وهنا جند ب�أن النبي عندما يهاجر ف�إنه يت�صرف يف قومه باخلفاء وعن طريق الوا�سطة، و�أم��ا الإم��ام عندم��ا يغي��ب ف�إن��ه موجود فاعل ومعطاء ويت�صرف دون و�س��ائط لكننا ال نعرفه ،ولذلك علين��ا �أال ن�س��تهجن وج��ود �إم��ام غائ��ب يت�صرف ب�ش��كل مبا�ش��ر يف �أم��ور الأمة يف الوق��ت الذي ن�صدق فيه بوجود �أنبياء مهاجرين يت�صرفون يف �أممهم بو�سائط. بع��د ذل��ك تط��رق الع��ايل لإ�ش��كالية طامل��ا تث��ار وه��ي ط��ول غيب��ة الإم��ام امله��دي (علي��ه ال�س�لام) ،ورد عليها ب�أن اجلميع ي�صدق ويتقبل وجود �إبلي�س لعنه اهلل وت�صرفه فينا رغم �أنه غائب وال نعرفه ،وكل ذلك وفق القدرة الإلهية ،ولذلك من باب �أوىل علينا �أال ن�ستبعد وجود �إمام وويل غائب كل هذه املدة. 8
ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات
ختاما تطريق العايل لإ�شكال �آخر يثريه البع�ض ،والذين يت�ساءلون ملاذا ال يظهر اهلل الإمام الغائب ويحفظه بقدرته ،كون ذلك فيه �صالح الأمة ،وهنا و�ضح العايل ب�أن العطاء الإلهي دائم ،ومنطقيا قد يكون هذا العطاء على نحو تدريجي �أو دفعة واحدة� ،إال �أن القابليات الب�شرية هي التي تريده عطاء تدريجي��ا ،فامل�ش��كلة ه��ي �أن القاب��ل امل�س��تفيد غ�ير ت��ام رغم �أن الفاع��ل الفيا�ض �س��بحانه وتعاىل تام، وهذا هو الذي حدث يف ق�ضية الغيبة �إذ �أن اهلل تعاىل تام الفعالية والإمام كذلك �إال �أن اال�س��تعداد الب�شري تدريجي ،ولذلك كان الإمام غائبا مثلما كان النبي (�ص) هو �آخر الأنبياء. 9
صادر عن المركز اإلعالمي بمأتم السنابس