Mwkbe 11 - Majles Almwkeb

Page 1

‫‪11‬‬ ‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻮﻛﺐ ﺑﻤﺄﺗﻢ اﻟﺴﻨﺎﺑﺲ ‪ -‬ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬

‫‪: almjlis@gmail.com‬‬ ‫‪: www.alsanabis.org‬‬ ‫‪: http://www.facebook.com/almatam‬‬ ‫‪: @mAlsanabis , @majlsalmwkb‬‬ ‫‪: http://www.youtube.com/profile?user=MatamAlsanabis‬‬ ‫‪: mAlsanabis‬‬

‫‪Email‬‬ ‫‪Web Site‬‬ ‫‪FaceBook‬‬ ‫‪Twitter‬‬ ‫‪YouTube‬‬ ‫‪Instagram‬‬

‫‪2‬‬

‫‪8‬‬

‫الحاج صالح المحرقي ‪....‬‬ ‫صوت حسيني ويد معطاءة‬

‫‪6‬‬

‫األستاذة أحالم الخزاعي لـ نشرة موكبي‪....‬‬ ‫“ لو أعطينا شخصية الزهراء حقها من‬ ‫معرفة الستطعنا حل معظم مشاكل‬ ‫المجتمع اإلسالمي مع المرأة “‬

‫إقرأ في العدد‬

‫‪4‬‬

‫من المأتم‬ ‫لجنة تركيب‬ ‫السواد‬

‫‪5‬‬

‫من المأتم‬ ‫موسم الرسالة‬ ‫الموكبية‬

‫‪7‬‬

‫‪11‬‬

‫له ناعية‪ ،‬تتجدد مدار العام‬ ‫مأتم أنصار الحسين يخفق بالحنين لكربالء في عاشوراء‬

‫إضاءات‬ ‫القصيدة الحسينية ‪..‬‬

‫ميادين‬ ‫نصائح صحية ‪..‬‬

‫‪12‬‬

‫‪14‬‬

‫من هنا وهناك‬ ‫إضاءات‬ ‫عذرا أيها القاسم ‪..‬‬

‫‪15‬‬

‫إضاءات‬ ‫من أجواء عاشوراء ‪..‬‬

‫‪www.alsanabis.org‬‬

‫‪Email:almjlis@gmail.com‬‬


‫ميادين‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫‪2‬‬

‫ٌ‬ ‫حسيني ويد معطاءة‬ ‫صوت‬ ‫الحاج صالــح المحرقي ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫ما إن أذهب إلى قرية من قرى البحرين‪ ،‬أو‬ ‫مدينة من مدنها للقراءة ويعرف أهلها‬ ‫بأني من عائلة احملرقي التي تسكن في‬ ‫السنابس حتى يسألني أغلب أهلها عن‬ ‫احلاج صالح واحلاج سلمان وصلتي بهما‪،‬‬ ‫فأبني صلة القرابة التي جتمع بيني وبني‬ ‫احلاج صالح‪ ،‬وهنا أؤكد بأني ال أستثني‬ ‫وال قرية أو مدينة من قرى ومدن البحرين‬ ‫املمتدة‪ ،‬كلهم يسألني عنه‪ ،‬ويستفسر‬ ‫حول قرابتي منه‪ ،‬حتى مآمت العجم!! ‪..‬‬ ‫النعيم واملنامة واملاحوز والديه واحلجر‬ ‫والدراز وباربار وبني جمرة وجد احلاج‬ ‫واملالكية ودار كليب ومدينة حمد ‪ ..‬فضال‬ ‫عن سماهيج واحملرق والدير ‪ ..‬كل املناطق بال‬ ‫استثناء أو مبالغة‪ ،‬وحتى املنازل التي قرأت‬ ‫فيها‪ ،‬مباشرة بعد معرفتهم بعائلتي‬ ‫أتلقى منهم السؤال املعتاد والذي ألفته‪:‬‬ ‫ما صلتك باحلاج صالح؟! مما ّ‬ ‫أكد لي بشكل‬ ‫قاطع‪ ،‬وال يقبل الشك بأن صالح احملرقي‬ ‫اسم بارز ومعروف في اجملتمع البحريني‬ ‫وليس على مستوى القرية فقط‪ ،‬والكل‬ ‫يجمع على أن أبرز ما مييزه هو احلركية‬ ‫الشديدة التي كان يحملها في القدرة‬ ‫على التواصل مع اآلخرين على مختلف‬ ‫مستوياتهم‪ ،‬العلماء والتجار والعوام‬ ‫وطلبة العلم واآلباء والشباب ‪ ..‬كان ال‬ ‫يترك وال مجلسا من مجالس التعزية‬ ‫التي تقام في مناطق البحرين كلها‪،‬‬ ‫القريب منها والبعيد معا‪ ،‬وبجانب هذا‬ ‫كان ال يترك مجلسا من مجالس األفراح‬ ‫التي تقام في مناطق البحرين كلها‪ ،‬كل‬ ‫يوم كنا نشاهده يذهب إما إلى مجلس‬ ‫تعزية أو إلى مجلس زواج أو عقد قران‪ ..‬وما‬ ‫أكثر معارفه لذا ما أكثر ما يكون مدعوا‬ ‫إلى حفل زواج أو عقد‪ ،‬أو يكون ذاهبا إلى‬ ‫تعزية‪ ،‬ويغلف هذا التواصل الغريب ‪ ،‬والذي‬ ‫ال جتد له شبيها عند أحد غيره إال نادرا في‬ ‫هذا الزمن الصعب‪ ،‬يغلفه أدب وابتسامة‬ ‫كان ميتاز بها‪ ،‬وقدرة على التكيف مع‬ ‫من يجالسه‪ ،‬سواء كان من رجال الدين‬ ‫أو الشباب أو العوام أو التجار‪ ،‬فهو ميلك‬ ‫القدرة على التواصل واحلميمية مع الكل‪،‬‬ ‫وال يعجزه احلديث والتكيف مع الطرف‬ ‫اآلخر أيا كان هذا‪ ،‬ويجذبه إليه بحديثه‬ ‫ونوادره وقصصه وخلقه‪ ،‬وما ميلكه من‬ ‫مخزون ثقافي اجتماعي‪ ،‬وما يحمله في‬

‫داخله من ذكريات اجتماعية يحتفظ بها‬ ‫بتفاصيلها الدقيقة‪ ،‬وبالتواريخ املفصلة‪،‬‬ ‫مما يجعل حلديثه طالوة وسحر‪ .‬وهذا ما‬ ‫جعل الكثيرين يلتفون حوله‪ ،‬ويرتبطون به‬ ‫أشد االرتباط‪.‬‬

‫يقرأ الفاحتة كل يوم‪ ،‬ورمبا هذا ما يفسر‬ ‫التوفيق الذي كان يلقاه من اهلل في جتارته‪،‬‬ ‫وفي حياته وفي مجتمعه‪ ،‬فرضا اهلل من‬ ‫رضا الوالدين‪ ،‬وصلة الرحم في احلياة وفي‬ ‫املمات توسع في الرزق وتبارك فيه‪.‬‬

‫من األمور املدهشة في شخصية احلاج‬ ‫صالح (رحمه اهلل) أنه كان يحفظ األدعية‬ ‫كلها عن ظهر قلب‪ ،‬وال يحتاج في قراءتها‬ ‫إلى كتاب أو ورق‪ ،‬فقط تطلب منه الدعاء‬ ‫فيقرأه مباشرة‪ ،‬دعاء األيام أو األدعية‬ ‫املشهورة‪ ،‬أو أدعية الصحيفة السجادية‬ ‫وغيرها‪ ،‬وينقل هنا أحدهم أنه كان معه‬ ‫في سفر ولم يكن معهم كتاب دعاء من‬ ‫الكتب املعروفة‪ ،‬فقال لهم احلاج صالح‪:‬‬ ‫أي دعاء تريدون ؟ وأي زيارة حتتاجون؟ فأنا‬ ‫أحفظها كلها ‪ ..‬ولم يصدقوا ما سمعوه‬ ‫‪ ،‬ودهش اجلميع عندما رأوه بالفعل كما‬ ‫ذكر يقرأ الدعاء تلو الدعاء‪ ،‬والزيارة تعقبها‬ ‫الزيارة‪ ،‬كل ذلك من غير ورق‪ ،‬أو كتاب‪ ،‬وقد‬ ‫حفظ كل هذه األدعية من خالل مواظبته‬ ‫اليومية على قراءتها‪ ،‬فهو حريص على‬ ‫قراءة القرآن كل يوم في الفجر بعد أن‬ ‫يصلي صالة الصبح‪ ،‬ويأتي بالنوافل‬ ‫واألذكار‪ ،‬كما كان حريصا بجانب قراءة‬ ‫القرآن على قراءة األدعية الواردة في كل‬ ‫مناسبة‪ ،‬وفي كل صالة‪ ،‬وأدعية األيام‪ ،‬ولم‬

‫لقد أنعم اهلل عليه باخلير الوفير‪ ،‬وباملال‬ ‫الكثير عن طريق تعبه‪ ،‬وكد ميينه‪ ،‬وجتارته‬ ‫احلالل‪ ،‬وصبره الطويل‪ ،‬ومع هذا اخلير‬ ‫العميم‪ ،‬والرزق الواسع ُحرم من الذرية‬ ‫واألوالد‪ ،‬ولكنه لم يتذمر يوما ما‪ ،‬أو يتأفف‬ ‫أو يعترض على حكم اهلل وقضائه‪ ،‬بل كان‬ ‫الصبر رداءه‪ ،‬وقبول القضاء شعاره‪ ،‬وينقل‬ ‫أخوه احلاج جاسم أنه لم يذكر يوما ما‬ ‫أن سمعه يبدي ضيقا أو تأملا أو اعتراضا‬ ‫على عدم اإلجناب‪ ،‬بل على العكس من ذلك‬ ‫لم يفكر مع هذا في الزواج من ثانية‪ ،‬أو‬ ‫يشغل باله وذهنه بالزواج واخللف‪ .‬وسلم‬ ‫أمره هلل تسليما‪.‬‬ ‫أما املال الكثير فقد كان ينفقه في موارد‬ ‫كثيرة‪ ،‬أهمها أنه كان يساعد أسرا فقيرة‬ ‫كثيرة من أسر قرية السنابس وخارجها‪،‬‬ ‫كانت تعيش على مساعدته‪ ،‬وعلى ما‬ ‫كان يقدمه لها‪ ،‬وذلك في السر‪ ،‬ودون أن‬ ‫يعلم به أحد‪ ،‬ابتغاء رضا اهلل سبحانه‪،‬‬ ‫وسعيا للثواب وعمل اخلير‪ ،‬كما كان‬

‫يكن يتخلف عن قراءتها في أي يوم‪ ،‬وحتت‬ ‫أي ظرف‪ ..‬مما جعل هذه األوراد تنطبع في‬ ‫ذهنه‪ ،‬وصار قادرا على قراءتها كأنها أمامه‬ ‫في التو‪ ..‬كان مواظبا على زيارة قبر أبيه‬ ‫وأمه كل يوم‪ ،‬كل يوم كان يقرأ الفاحتة‬ ‫على قبر والديه قبل أن يتوجه للعمل‪،‬‬ ‫وذلك منذ الفجر الباكر‪ ،‬حتى صار منظره‬ ‫مألوفا لدى العامة وهو بجانب القبرين‬

‫يقدم مساعدات مجزية للمآمت واملساجد‪،‬‬ ‫وقد ظل سنوات هو وأخوه املرحوم احلاج‬ ‫سلمان ينفقان على املقبرة وما حتتاجه من‬ ‫جتهيزات‪ ،‬كل ذلك دون أن يعلم بصنيعهما‬ ‫أحد من قرية السنابس‪ ،‬إال املقربون‬ ‫منهما‪ .‬بجانب ما كان ينفقه على اجملالس‬ ‫احلسينية‪ ،‬وإقامة التعزية على األئمة‬ ‫املعصومني (ع)‪ ،‬كما كان معروفا عنه‬

‫بقلم علي املحرقي‬ ‫ولعه بالسفر‪ ،‬فكان يسافر للحج سنة‪،‬‬ ‫ويبقى السنة التي تليها‪ ،‬ليسافر أخوه‬ ‫احلاج سلمان‪ ،‬ليبقى هو ليشرف على‬ ‫التجارة واحملالت‪ ،‬وفي السنة التي تليها‬ ‫يسافر للحج‪ ،‬وهكذا بني سنة وأخرى‬ ‫يذهب للحج‪ ،‬مما يعني أنه واحلاج سلمان‬ ‫سافر عشرات املرات‪ ،‬وبأعداد ال ميكن‬ ‫حصرها‪ ..‬بجانب سفراته املتكررة للعراق‬ ‫وإيران وللعمرة‪ ..‬فهو يأنس كثيرا عندما‬ ‫يكون قريبا من أضرحة املعصومني(ع)‬ ‫ومزاراتهم‪ ،‬كما ذكر لي مرة ونحن نتبادل‬ ‫أطراف احلديث حول سفراته وكثرتها‪...‬‬ ‫أما دوره في كيان مأمت السنابس فهذا أمر‬ ‫أرى أنه ال حاجة لبيانه لوضوحه‪ ،‬وألنه‬ ‫أشهر من أن أشير إليه في هذه املقالة‪،‬‬ ‫فهو أعطى املأمت كل ما ميلك‪ ،‬من وقت‬ ‫ومال وجهد وتأييد وحضور وارتباط‪ ،‬وقد‬ ‫كان بإمكانه أن يصبح إداريا منذ البداية‬ ‫ولكنه فضل أن يعمل للمأمت ويعطيه ما‬ ‫يعطيه في صمت وبعيدا عن املناصب‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وااللتزام باحلضور واالجتماعات‪،‬‬ ‫وكل اإلداريني واملقربني من املأمت يقرون‬ ‫ويعترفون بدوره البارز في املأمت‪ ،‬وعالقاته‬ ‫القوية بخطباء املأمت‪ ،‬وقدرته الغريبة على‬ ‫التأثير فيهم‪.‬‬ ‫كان رحمه اهلل حريصا على أداء صالة‬ ‫اجلماعة‪ ،‬الصلوات كلها‪ ،‬الفجر والظهرين‬ ‫والعشاءين‪ ،‬كان في البداية حريصا على‬ ‫أداء اجلماعة بإمامة فضيلة الشيخ أحمد‬ ‫بن خلف العصفور‪ ،‬هو وأخوه احلاج سلمان‪،‬‬ ‫فهما ال يفترقان أبدا‪ ،‬كأنهما توأم‪ ،‬في كل‬ ‫حتركاتهما‪ ،‬ومن ثم توجه للصالة جماعة‬

‫بإم‬ ‫الن‬ ‫في‬ ‫مح‬ ‫في‬ ‫الس‬ ‫وب‬ ‫في‬ ‫إلى‬

‫ك‬ ‫ش‬ ‫يح‬ ‫من‬ ‫ح‬ ‫ما‬ ‫وه‬ ‫ول‬ ‫ك‬ ‫وق‬ ‫عا‬ ‫(بش‬ ‫أم‬ ‫من‬

‫ول‬


‫‪3‬‬

‫ة‪،‬‬ ‫وه‬ ‫لى‬ ‫ها‬ ‫رى‬ ‫ان‬ ‫كن‬ ‫اق‬ ‫ما‬ ‫ع)‬ ‫دل‬ ‫ا‪...‬‬ ‫مر‬ ‫نه‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ت‬ ‫قد‬ ‫ية‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ون‬ ‫ته‬ ‫لى‬

‫الة‬ ‫ين‬ ‫لى‬ ‫مد‬ ‫ن‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ة‬

‫ميادين‬

‫بإمامة السيد علوي الغريفي في قرية‬ ‫النعيم‪ ،‬وفي األخير بات يصلي الظهرين‬ ‫في النعيم بحكم قرب مساجدها من‬ ‫محل جتارته‪ ،‬واملغرب والعشاء يصليهما‬ ‫في السنابس‪ ،‬أما الفجر فيصليها في‬ ‫السنابس في مسجد السنابس الشرقية‪،‬‬ ‫وبعد الصالة يقيم مأدبة إفطار كل يوم‬ ‫في بيته للمصلني‪ ،‬وذلك قبل أن يتوجه‬ ‫إلى عمله‪.‬‬ ‫كان احلاج صالح كما أتذكر جيدا أول من‬ ‫شجعني على اخلطابة واعتالء املنبر‪ ،‬وكان‬ ‫ّ‬ ‫يحثني ويدفعني دفعا لها عندما علم‬ ‫مني عن رغبتي للخطابة وتوجهي لها‪،‬‬ ‫حتى أصر على أن يكلم الشيخ أحمد‬ ‫مال اهلل رحمه ألن يأخذني معه للتصنع‪،‬‬ ‫وهذا ما كان‪ ،‬أقول هذا لإلقرار بالفضل‪،‬‬ ‫ولالعتراف باجلميل‪ ،‬وكان في أنس عندما‬ ‫كلمته عن رغبتي في القراءة احلسينية‪،‬‬ ‫وقال ليخرج من عائلتنا خطيب يخلف مال‬ ‫عاشور رحمه اهلل‪ ،‬ولتكن أنت‪ ،‬وقد أهداني‬ ‫(بشتا) ومداسا من عنده ألني لم أكن‬ ‫أملكهما وقتها‪ ،‬وع ّرفني على مجموعة‬ ‫من اخلطباء‪.‬‬ ‫ولد رحمه اهلل في يوم ‪1949/9/4‬م‪ .‬وكعادة‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫أبناء احملرقي ارتبط منذ الصغر بالزراعة دراسته في الصف األول اإلعدادي أصر‬ ‫والعمل فيها في املزرعة املعروفة مبزرعة أهله على إخراجه من املدرسة وتزويجه‬ ‫احملرقي والواقعة خلف معرض راكان‪ ،‬بحجة أنه أصبح كبيرا‪ ،‬وفي سن الزواج‬ ‫وعندما بلغ من العمر العاشرة انتظم في ويتحمل مسؤولية أسرة‪ ،‬إذ بلغ من العمر‬ ‫مدرسة اخلميس‪ ،‬وكان معه في الدراسة وقتها ‪ 17‬سنة تقريبا‪ ،‬مع أنه لم يكن‬ ‫أبناء خاله منصور ويوسف أبناء احلاج يفكر في الزواج على اإلطالق‪ ،‬ولم يكن‬ ‫أحمد احملرقي‪ ،‬ومهدي احملرقي أكبر أبناء راغبا في االنقطاع عن الدراسة‪ ،‬ولكن‬ ‫احلاج عبد اهلل احملرقي‪،‬وهذا يعني أنه لم يكن يستطيع أن يتكلم أمام األب‪ ،‬أو‬ ‫انتظم في الدراسة االبتدائية وهو كبير تكون له كلمة أو يسمع له صوت إذا تكلم‬ ‫السن‪ ،‬وهو يكبر أقرانه‪.‬‬ ‫األب أو العم‪ ،‬فما عليه حينها إال السمع‬ ‫واالستجابة‪ ،‬والرضوخ ملا يريدون‪ .‬فأخرج‬ ‫وهو في املرحلة االبتدائية تعلم القرآن من املدرسة قسرا‪ ،‬وتزوج ابنة خالته‪،‬‬ ‫مع املال احلاج علي بن حسن والد املرحوم ولكن القدر ينتظره‪ ،‬فما إن اقترن بالزوجة‬ ‫املال حسن‪ ،‬حتى ختمه‪ ،‬أما قراءة احلديث حتى أصيب مبرض التيفوئيد‪ ،‬وظل طريح‬ ‫فتعلمه لوحده‪ ،‬وأول ما بدأ قراءة احلديث الفراش مدة سنة كاملة‪ ،‬وصار ينزف دما‪،‬‬ ‫كان في العادة األسبوعية في بيت احملرقي ويؤخذ من مستشفى آلخر‪ ،‬ومن مركز إلى‬ ‫ليلة الثالثاء‪ ،‬وهي عادة أسبوعية قدمية مركز‪ ،‬ومن طبيب لطبيب‪ ،‬حتى أجريت‬ ‫جدا‪ ،‬رمبا صار لها أكثر من ‪ 40‬سنة‪ ،‬وظل له عملية جراحية بعد أن ظن أهله أنه‬ ‫يقرأ احلديث كل أسبوع حتى متكن من سيفارق احلياة‪ ،‬ولن يعيش طويال‪ ،‬وذلك‬ ‫ناصية القراءة واستقل بإسلوبه اخلاص في مستشفى النعيم الصحي‪ ،‬وجنحت‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫العملية‪ ،‬وقام بعدها معافى سليما‪،‬‬ ‫وتخطى تلك احملنة القاسية التي كان‬ ‫‪ alkamel_factory‬أبناء احملرقي‬ ‫وبعد ثالث سنوات انتقل‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫كثيرا‬ ‫يتذكرها ويحدثنا‬ ‫كثيرا ما‬ ‫‪Tel.:‬‬ ‫‪17591331‬‬ ‫‪• Fax:‬‬ ‫‪17593728‬‬ ‫إلى مدرسة السنابس االبتدائية‪ ،‬وعندما‬ ‫‪7‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪25‬‬ ‫انتظم في الدراسة في مدرسة ‪cm‬‬ ‫جدحفص بعد أن متاثل للشفاء عمل مع احلاج عمران‬ ‫اإلعدادية ‪ ،‬وبعد مرور أيام قليلة من صاحب مؤسسة النصر‪ ،‬وظل يعمل معه‬

‫‪alkamel_factory‬‬

‫‪Tel.: 17591331 • Fax: 17593728‬‬ ‫‪7 x 25 cm‬‬

‫مدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬حتى اكتسب اخلبرة منه‪،‬‬ ‫وتعلم الصبر على التجارة‪ ،‬وصارت لديه‬ ‫معارف مع التجار‪ ،‬وأرباب السوق‪ ،‬ومعرفة‬ ‫بدهاليز البيع‪ ،‬مما جعله يفكر بقوة في أن‬ ‫يستقل بنفسه‪ ،‬ويفتح له محال خاصا به‪،‬‬ ‫وكان ذلك في عام ‪1975‬م‪ ،‬وقد ساعده كثير‬ ‫من التجار‪ ،‬وأهمهم حاجي علي حاجي‬ ‫التاجر املعروف‪ ،‬وقد افتتح هو باالشتراك‬ ‫مع أخيه احلاج سلمان «مؤسسة سلمان‬ ‫وصالح احملرقي التجارية» والتي ظلت‬ ‫تكبر وتكبر بفضل حنكتهما وتعاملهما‬ ‫الطيب‪ ،‬وصبرهما وتوكلهما على اهلل‬ ‫وأمانتهما في التجارة‪ ،‬واحلرص على الرزق‬ ‫احلالل‪ .‬وظال يتوسعان في التجارة حتى‬ ‫أفاء اهلل عليهما من رزقه الواسع‪ ،‬وكان‬ ‫كثير احلمد والشكر والثناء عليه سبحانه‬ ‫ملا أعطاه من خير وفير ‪..‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه‬ ‫الفسيح من جنته‪ ،‬ورحم اهلل من قرأ لروحه‬ ‫الفاحتة‪ ( .‬املعلومات الواردة استقيتها من‬ ‫جلسة خاصة للعائلة ضمت كال من‪:‬‬ ‫احلاج عبد اهلل احملرقي‪ ،‬منصور‪ ،‬يوسف‪،‬‬ ‫جاسم‪ ،‬جواد) أبناء احملرقي‪.‬‬


‫من المأتم‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫‪4‬‬

‫ٌ‬ ‫‪..‬عمل دؤوب ورغبة دائمه في التميز‬ ‫لجنة تركيب السواد‬

‫ع�دة م� يقرتن اللون الأ�سود ب�حلزن ‪ ،‬لهذا ف�إن من‬ ‫اأبرز عالم�ت حلول �سهر حمرم وذكرى ا�ست�سه�د‬ ‫الإم�م احل�سني عليه ال�سالم هو ات�س�ح املن�طق‬ ‫املختلفة ب»ال�سواد» كن�ية عن احلداد وموا�س�ة‬ ‫لإم�من� احلجة «ع» ‪.‬‬ ‫جلنة تركيب ال�سواد من اللج�ن الن�سطه مب�أمت‬ ‫بجد واجته�د لتغطية‬ ‫ال�سن�ب�س التي تعمل دائم ً� ٍ‬ ‫اأكرب م�س�حة ممكنة وبطريقة فنية جميلة تعرب‬ ‫عن �سع�رات ع��سوراء وتعك�س ح�لة احلزن على‬ ‫م�س�ب اأبي عبداهلل احل�سني واأهل البيت (ع)‪.‬‬ ‫وهي تعود اإىل ت�ريخ طويل من العمل واخلدمة‬ ‫ب�مل�أمت وتع�قب عليه� اأجي�ل واأجي�ل ك�نت ول تزال‬ ‫حري�سة على اإعط�ء �سورة اإبداعية تتن��سب مع‬ ‫هذه الذكرى العظيمة ‪.‬‬ ‫لذا فقد ك�نت لأ�سرة موكبي هذه الوقفة مع‬

‫ع�سوي جلنة ال�سواد الأخوين اأحمد ال�سيد ومهدي‬ ‫الإ�سك�يف للوقوف على عمل اللجنة وجتهيزاته�‬ ‫لهذا الع�م ‪:‬‬ ‫اأحمد ال�سيد ‪ :‬ع�د ًة م� يبداأ بعد عيد الفطر مب��سرة‬ ‫الإعداد والتح�سري ل�سهر حمرم احلرام مل� يحمل‬ ‫هذا ال�سهر من خ��سية كربى لدى امل�سلمني ك�فة‪،‬‬ ‫وحيث اأن عملية الإعداد تتطلب وقت ً� وجهد ًا عملي ً�‬ ‫و م�دي ً� ال�سئ الكثري وهو م� يجربن� على العمل‬ ‫مبكر ًا ل�ستيع�ب م� ميكن ا�ستيع�به ‪.‬‬ ‫قبل البدء يف اأي عمل ت�أخذ اللجنة بعني العتب�ر‬ ‫الأم�كن وامل�س�ح�ت املت�حة والطرق املبتكرة التي‬ ‫ت�س�عد يف ابراز هذا الإعالم الكبري بلوح�ت فنية‬ ‫مميزة تعرب عن �سع�رات ع��سوراء احل�سني «ع» ‪.‬‬ ‫مهدي الإ�سك�يف ‪:‬الرتكيز الأكرب لختي�ر مواقع‬ ‫تركيب ال�سواد ين�سب على واجهة امل�أمت ب�لدرجة‬

‫الأوىل وعلى طريق �سري املوكب واأم�كن جتمع‬ ‫اجلمهور وال�سوارع املفتوحة بدرجة ث�نية ‪.‬‬ ‫هن�ك عدة �سوارع وزواي� مل تكن �سمن خمططن�‬ ‫يف كل ع�م اإل اأن احل�سور ال�سخم الذي ميالأ‬ ‫�سوارع ال�سن�ب�س يف ع��سوراء حتم علين� التو�سع‬ ‫اأكرب واأكرث والعمل على تغطية م�س�ح�ت جديدة‬ ‫ب�ل�سواد ب�سورة مميزة وملفتة ‪.‬‬ ‫اأحمد ال�سيد ‪ :‬نتلقى الدعم الأكرب من امل�أمت اإل‬ ‫اأنن� ل ميكن اأن نغفل التربع ال�سخي الذي تقوم به‬ ‫املجموعة الع�ملة واجلمهور وا�سح�ب اخلري وهذا‬ ‫حق ً� �سيئ ي�سكرون عليه ويف ميزان ح�سن�تهم اإن‬ ‫�س�ء اهلل‪.‬‬ ‫مهدي ال�سك�يف ‪ :‬عن املعوق�ت فنحن نطمح اأن يتم‬ ‫تخ�سي�س مقر للجنة ال�سواد للعمل بكل اأريحية‬ ‫فيه� مل� يحمل هذا امل�سروع ر�س�لة ح�سينية كبرية‬

‫طوال الع�م والتي تربز اأهداف اأهل البيت «ع»‪.‬‬ ‫اأحمد ال�سيد ‪ :‬وعن الأمني�ت فنحن نتمنى اأن ن�سل‬ ‫لليوم الذي ميكنن� فيه من اإن�س�ء ور�سة كبرية‬ ‫ن�ستطيع من خالله� اإبراز اإبداع�ت ال�سب�ب يف هذا‬ ‫املج�ل ونغطي من خالله� جميع من�طق البحرين ‪.‬‬ ‫ال�سيد والإ�سك�يف ‪:‬ويف اخلت�م نريد اأن نوؤكد‬ ‫ب�أن ب�ب خدمة الم�م احل�سني مفتوح للجميع‬ ‫ولي�س هن�ك ح�سر ًا على جلنة معينة اأو �سب�ب اأو‬ ‫جمموعة‪ ،‬ومن هن� نن��سد كل من يرغب يف خدمة‬ ‫اأبي عبداهلل احل�سني اأن ل يبخل يف ذلك اإن ك�ن‬ ‫عن طريق العمل على تركيب ال�سواد اأو العداد له‬ ‫اأو غريه� من اخلدم�ت التي ترفع من �س�أن الإن�س�ن‬ ‫الذي يتمنى اأن ين�ل هذه ال�سف�عة وهذه اخلدمة ‪.‬‬

‫مأتم السنابس ‪ ...‬وتجديد مستمر على الطراز الحديث‬

‫أمة واحدة‬ ‫اأقدم م�أمت ال�سن�ب�س على هدم ق�عة الزهراء‬ ‫ليحلق ببن�ء م�سيد جديد يف ظل تطوير وحتديث‬ ‫مرفق�ت امل�أمت بحلة هند�سية متطورة على الطراز‬ ‫احلديث ليت�سنى لهذه املوؤ�س�سة اأن تقوم بدوره�‬ ‫الرائد يف املنطقة ب�سكل اأو�سع واأكرب ليخدم اأكرب‬ ‫�سريحة ممكنة‪.‬‬ ‫ويتكون املبنى من دور اأر�سي ودورين اآخرين وهو‬ ‫عب�رة عن الط�بق الأر�سي والط�بق الأول ل�سفوف‬ ‫م�سروع تعليم ال�سالة ب�لإ�س�فة للط�بق الث�ين‬

‫وهي ق�عة ال�سيدة زينب (ع)‪.‬‬ ‫وتبلغ م�س�حة الق�عة اجلديدة ‪ 12X9‬مرتا» وت�سل‬ ‫كلفة امل�سروع الإجم�لية اإىل نحو ‪ 150‬األف دين�ر‪.‬‬ ‫ويف هذا اجل�نب اأو�سح الإداري «ف��سل الثور» اأن‬ ‫امليزانية املتوفرة لدى امل�أمت ح�لي� تغطي ربع املبلغ‬ ‫تقريب� اأو اأقل اإل اأنن� �سن�ستمر يف العمل حتى يتم‬ ‫الإنته�ء من املبنى ك�مال»‪ ،‬وب�لن�سبة للمدة الزمنية‬ ‫املقررة لالإنته�ء من امل�سروع �ستكون يف حدود‬ ‫ال�سنتني اإذا توفر املبلغ ب�لك�مل‪.‬‬

‫كم� هو ديدن م�أمت ال�سن�ب�س كل ع�م يف اتخ�ذ‬ ‫�سع�ر ي�سري به من حمرم احلرام وحتى حمرم‬ ‫الت�يل ك�ن �سع�ر هذا الع�م ‪...‬اأمة واحدة ‪...‬ك�ن‬ ‫ال�سع�ر ا�ستق�ق� من ا آلية الكرمية ‪...‬واأن هذه‬ ‫اأمتكم اأمة واحدة‪ ...‬وجت�سيدا ملع�ين الرتاحم‬ ‫والتالحم والرتابط يف ج�سد أالمة الواحدة‬ ‫مهم� تنوعت اأطي�فه� واختلفت اأطرافه� فهي‬ ‫تبقى ذات ج�سد واحد تتداعى لبع�سه� البع�س‬ ‫ب�ل�سهر واحلمى والت�آزر والتوا�سج ‪...‬هذام�‬ ‫تريده الر�س�لة املحمدية من اأتب�عه� يف كل زواية‬ ‫من زواي� أالر�س وحتت كل عقرب من عق�رب‬ ‫الزمن‪...‬اأمة واحدة تنبذ اخلالف�ت البغي�سة‬

‫وحتلق يف اأفق ال�سمو أالخالقي ‪�...‬سمو حممد‬ ‫واآل حممد ‪� ...‬سورة ال�سع�ر �سممه� واأبدعه�‬ ‫الفن�ن حممد البح�رنة ‪.‬بح�س فني راق وظف‬ ‫الكفني املفتوحني متوازيني مع بع�سهم� ليقدم‬ ‫اإيح�ء حقيقي� ب�لوحدة ‪..‬وعندم� ك�نت كف‬ ‫�سغرية واأخرى كبرية قدم دللة ب�رعة على‬ ‫التعدد والإختالف مع املح�فظة على الوحدة‬ ‫وذلك ب�لكفني املفتوحتني ‪...‬ول�سك اأن هذا‬ ‫ال�سع�ر �ست�س�حبه �سع�رات ج�نبية ‪...‬من‬ ‫اأجل اإبراز قيمة الوحدة احلقيقية يف املجتمع‬ ‫الر�س�يل ‪.‬‬

‫اأق�‬ ‫�سه‬ ‫وال‬ ‫‪..‬ا‬

‫يف‬ ‫فع‬ ‫جل‬ ‫ال�‬ ‫من‬ ‫الر‬ ‫وال‬ ‫حت‬ ‫الن‬

‫اأف�‬ ‫وتن‬ ‫خال‬ ‫الإع‬ ‫املن‬ ‫اأن‬ ‫وخ‬


‫‪5‬‬

‫من المأتم‬

‫اأق�م جمل�س املوكب مب�أمت ال�سن�ب�س يف اأواخر‬ ‫�سهر ين�ير ‪ 2013‬مو�سم� ثق�في� تعليمي� للرواديد‬ ‫وال�سعراء بعنوان ‪..‬مو�سم الر�س�لة املوكبية‬ ‫‪..‬ا�ست�س�ف فيه الرادود اإبراهيم املوت والرادود‬

‫ل‬ ‫رية‬ ‫ذا‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫يع‬ ‫اأو‬ ‫مة‬ ‫ن‬ ‫له‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬

‫يف منت�سف �سهر اكتوبر اأق�م جمل�س املوكب‬ ‫فع�لية اكت�س�ف وتقييم القدرات ‪...‬وهي عب�رة عن‬ ‫جل�ستني يف ا�سبوعني متت�ليني تعنى ب�س�أن الرواديد‬ ‫ال�س�عدين يف منطقة ال�سن�ب�س ‪ ...‬وبح�سور مغلق‬ ‫من اجلمهور وال�سعراء والرواديد ‪...‬ي�ستفيد فيه�‬ ‫الرادود من تقييم�ت ثالثة ت�سمل الو�سط العزائي‬ ‫والن�س املوكبي واأداء الرادود بعد اأن يقدم اأداءه‬ ‫حتت �سوابط حمددة م�سبق� من الوقت واختي�ر‬ ‫الن�س‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫موسم الرسالة الموكبية‬

‫مرت�سى احللواجي وال�س�عر ال�سيخ ب�س�ر الع�يل‬ ‫وال�س�عر جمتبى التت�ن ل�ستعرا�س جت�ربهم يف‬ ‫خ�سم املواكب احل�سينية وذلك يف حمور التج�رب‬ ‫‪..‬اأم� حمور الدرا�س�ت النقدية ف��ست�س�ف فيه‬

‫ال�س�عر �سيد �سلم�ن الديري وال�س�عر عبدال�سهيد حيدر وال�سيخ ه�ين البن�ء والأ�ست�ذ ح�سن اخلب�ز‬ ‫الثور وال�سيد ه��سم املو�سوي وال�س�عر علي مرهون والدكتور ح�سني ال�سندي لتقدمي مزيج من ثق�فة‬ ‫لتقدمي اأوراق نقدية ل�س�أن الق�سيدة املوكبية ‪..‬ويف العرو�س والفقه واملق�م�ت ال�سوتية والنحو‪.‬‬ ‫حمور تنمية القدرات ك�ن هن�ك أال�ست�ذ حبيب‬

‫اكتشاف وتقييم القدرات‬

‫الجبل ‪ :‬نسعى لخدمة الجميع وتوفير األنسب لمواقف السيارات ‪..‬‬ ‫واأ�س�ف اىل اأن م� يعيق عمل املجموعة هو عدم‬ ‫تع�ون البع�س مع الأخوة املنظمني وهو م� ي�سبب‬ ‫تعطل مل�س�لح الن��س وخ�سو�س ً� للملتزمني‬ ‫للمواقف ال�سحيحة وال�س�كنني قرب امل�أمت ‪.‬‬

‫اأف�د الأخ ج��سم اجلبل اأحد الع�ملني على ترتيب‬ ‫وتن�سيق مواقف ال�سي�رات جلمهور امل�أمت الكبري‬ ‫خالل ع�سرة حمرم واملن��سب�ت الكبرية اىل اأن‬ ‫الإعداد قد بداأ منذ مدة لتوفري امل�س�حة واملواقع‬ ‫املن��سبة ملواقف ال�سي�رات والتي نطمح من خالله�‬ ‫اأن ينعك�س ب�سورة اإيج�بية على جمهور امل�أمت كم� اأ�س�ف اىل اأن غي�ب التن�سيق الك�مل بني‬ ‫اللج�ن يف بع�س الأحي�ن يت�سبب هو الآخر بتداخل‬ ‫وخ�سو�س ً� للق�دمني من خ�رج قرية ال�سن�ب�س ‪.‬‬

‫الأدوار وعدم اخلروج ب�ل�سورة املرجوة ‪.‬‬ ‫وق�ل «اجلبل» اأن الك�در الع�مل وهلل احلمد ي�ستطيع‬ ‫تغطية الأعداد الكبرية التي حت�سر للتعزية واأنهم‬ ‫يح�ولون قدر امل�ستط�ع تقدمي م� ميكن وب�لذات‬ ‫لذوي الأعذار منهم ممن يحت�جون لتع�مل خ��س‬ ‫وتوفري مواقف تتن��سب وظروفهم اخل��سة ‪.‬‬

‫ويف اخلت�م ط�لب «اجلبل» اجلمهور الكرمي‬ ‫وخ�سو�س ً� «جريان امل�أمت» اىل حتملهم والتع�ون‬ ‫معهم ب�ستى ال�سبل كم� دع� اىل تزويده والأخوة‬ ‫الع�ملني ب�ملجموعة ب�أي اقرتاح�ت ومالحظ�ت‬ ‫تخ�س هذا ال�س�أن للعمل عليه� �س�كر ًا اجلميع على‬ ‫تع�ونهم ‪.‬‬


‫ميادين‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫‪6‬‬

‫له ناعية‪ ،‬تتجدد مدار العام‬

‫مأتم أنصار الحسين يخفق بالحنين لكربالء في عاشوراء‬

‫يحيي م�أمت اأن�س�ر احل�سني ب�لبالد‬ ‫القدمي‪ ،‬ع��سوراء الإم�م احل�سني ‪1435‬هـ‬ ‫بجملة من الفع�لي�ت كع�دته يف كل‬ ‫مو�سم ح�سيني‪ .‬وا�ستنفر امل�أمت جميع‬ ‫جل�نه وكوادره للعمل للمو�سم احل�سيني‬ ‫واإحي�ء ال�سع�ئر احل�سينية التي هي عم�د‬ ‫كل م�أمت‪ .‬وبعد اأ�سهر من الإعداد لهذه‬ ‫املن��سبة العظيمة بداأ التنفيذ‪ ،‬حتى اإذا‬ ‫م� خ ّيم احلزن يف واعية احل�سني؛ تكون‬ ‫الأجواء موؤاتية للحزن والإنته�ل من‬ ‫قيم ومب�دئ الثورة احل�سينية اخل�لدة‪.‬‬ ‫اخلطب�ء‪:‬‬

‫كع�دته�‪ ،‬تقوم جلنة اخلطب�ء يف نه�ية‬ ‫كل مو�سم ح�سيني ب�ل�ستبي�ن ال�سفهي‬ ‫والكت�بي‪ ،‬لت�ستبني رغبة امل�ستمعني وتقييم‬ ‫اخلطب�ء‪ .‬وعلى اأثره اإىل ج�نب تقييم‬ ‫جلنة اخلطب�ء وحر�سه� على م�سلحة‬ ‫امل�أمت واجلمعية العمومية تخت�ر اخلطب�ء‪،‬‬ ‫وقد حر�ست اللجنة على اختي�ر اخلطب�ء‬ ‫يف جميع من��سب�ت اأهل البيت (ع) بعن�ية‪.‬‬ ‫ويف هذا املو�سم احل�سيني‪ ،‬اخت�رت‬ ‫اأن ي�س�رك اخلطيب احل�سيني املال‬ ‫اإلي��س املرزوق يف املجل�س الليلي‬ ‫للع�م الث�لث على التوايل‪ ،‬واخت�رت‬ ‫اخلطيب احل�سيني ال�سيد حميي الدين‬ ‫امل�سعل للم�س�ركة يف جمل�س الع�سر‪.‬‬ ‫و�سي�س�رك املال اإلي��س من ليلة ح�دي حمرم‬

‫وحتى ليلة وف�ة الإم�م احل�سن املجتبى‬ ‫(ع)‪ ،‬بينم� �سي�س�رك ال�سيد حميي الدين‬ ‫امل�سعل من يوم ح�دي ولغ�ية يوم ‪ 13‬حمرم‪.‬‬ ‫اإن عمل جلنة اخلطب�ء ل يقت�سر على‬ ‫اختي�ر اخلطب�ء يف املن��سب�ت فقط‪ ،‬واإمن�‬ ‫حتر�س على التوا�سل الدائم مع اخلطب�ء‬ ‫وطرح املقرتح�ت عليهم وبع�س الأفك�ر‬ ‫ليتم تن�وله� يف املج�ل�س احل�سينية‪.‬‬ ‫العزاء‪:‬‬ ‫ي�سكل موكب العزاء اأحد اأهم فع�لي�ت امل�أمت‬ ‫منذ ت�أ�سي�سه‪ ،‬ويحر�س امل�أمت على تنظيم‬ ‫املوكب يف جميع املن��سب�ت احل�سينية‬ ‫منذ اأكرث من ‪� 40‬سنة‪ ،‬وا�ستط�ع امل�أمت‬ ‫تخريج اأفواج ح�سينية تتن�ف�س يف الإبداع‪.‬‬ ‫منهم‪ :‬عبد الأمري البالدي‪ ،‬ال�سيد ح�سن‬ ‫الق�س�ب‪ ،‬ال�سيد ح�سن البالدي‪ ،‬وفيم�‬ ‫م�سى ك�ن ال�سيد اأنور ك�ظم‪ ،‬جواد البن�ي‪،‬‬ ‫عبداجلب�ر اأحمد وغريهم الكثريين‪.‬‬ ‫ينظم املوكب احل�سيني جلنة العزاء‬ ‫التي تقوم بتنظيم موكب العزاء واختي�ر‬ ‫الرواديد احل�سينية واإعداد الكوادر‬ ‫التنظيمية ومنهم الرواديد وال�سعراء‪ ،‬اإىل‬ ‫ج�نب الهتم�م ب�لكوادر ال�س�بة واملبتدئة‪.‬‬ ‫اخت�رت جلنة العزاء نخبة من الرواديد‬ ‫احل�سينية مزجت يف اختي�ره� بني‬ ‫اخلربة وال�س�بة واملبتدئة‪ .‬حر�ست يف‬ ‫اإختي�ره� على تلبية رغبة املعزين وانتق�ء‬ ‫م� ين��سب اأهداف املو�سم احل�سيني‪،‬‬ ‫ف�أخرجت اللجنة جدول مكون� من‪:‬‬ ‫ليلة خ�م�س‪ :‬الرادودين �سيد‬ ‫ح�سني املو�سوي واأحمد النعيمي‬ ‫ليلة �س�د�س‪ :‬الرادودين �سيد ح�سن‬ ‫الغريفي و�سيد مرت�سى ح�سن‬ ‫ليلة �س�بع‪ :‬الرادودين �سيد ه�دي‬ ‫البالدي و�سيد ح�سن الق�س�ب‬ ‫ليلة ث�من‪ :‬الرادود مرت�سى احل�يكي‬ ‫ليلة ت��سع حمرم‪ :‬الرواديد �سيد‬ ‫ح�سن البالدي وعبد الأمري‬ ‫البالدي و�سيد ح�سن الق�س�ب‬ ‫ليلة ع��سر حمرم‪ :‬الرادودين‬ ‫اأحمد جعفر وجواد البن�ي‬ ‫ليلة ‪ 12‬حمرم‪ :‬الرادودين ال�سيد‬ ‫علوي اأبو غ�يب وعبد الأمري البالدي‬ ‫ويف يوم الع��سر‪ ،‬يوم امل�سيبة واحلزن‬ ‫والأمل‪ ،‬يبداأ الإحي�ء احل�سيني منذ‬

‫ال�سب�ح‪ ،‬بقراءة زي�رة الإم�م احل�سني‬ ‫وثم جمل�س ح�سيني وبعده موكب‬ ‫الزجنيل‪ ،‬وبعد �سالة الظهرين تتم قراءة‬ ‫جمل�س م�سجد ن��سر الدين ثم وجبة‬ ‫الغداء وبعده� مب��سرة زي�رة الن�حية‬ ‫املقد�سة‪ .‬ثم املجل�س احل�سيني وقراءة‬ ‫م�سرع �سيد ال�سهداء (ع) وخت�م ً� ب�ملوكب‬ ‫املوحد بني جميع م�آمت البالد القدمي‪،‬‬ ‫الذي ينطلق من م�أمت اأن�س�ر احل�سني‪.‬‬ ‫نبذة ت�ريخية‪:‬‬ ‫ولدت فكرة بن�ء امل�أمت ع�م ‪ 1968‬وتبلورت‬ ‫الفكرة ع�م ‪ 1969‬حيث �سرع اأبن�ء‬ ‫املنطقة ببن�ء امل�أمت بعد تربع الوجيه‬ ‫احل�ج علي بن اإبراهيم ب�إحدى اأرا�سيه‬ ‫وتخ�سي�سه� وقف� لالإم�م احل�سني (ع)‪،‬‬ ‫ليتم افتت�حه ر�سمي� يف لية عيد الغدير‬ ‫الأغر امل�س�دف ليلة ‪ 18‬ذو احلجة ‪1390‬هـ‬ ‫املوافق ‪ 14‬فرباير ‪ 1971‬ب�سواعد اأهلية‬ ‫وب�إمك�ني�ت ذاتية ويف مدة زمنية قي��سية‬ ‫برغم �سعوبة الإمك�ني�ت اآنذاك بتكلفة‬ ‫م�لية قدرت بخم�سة ع�سر األف دين�ر ًا‪.‬‬ ‫عمد امل�أمت منذ بداية ت�أ�سي�سه اإىل اإحي�ء‬ ‫جميع املن��سب�ت الدينية‪ ،‬ثم �سمل دوره‬ ‫لينظم فع�لي�ت اجتم�عية ويقوم بدور‬ ‫ن�سر التك�فل حتى قبل ت�أ�سي�س ال�سندوق‬ ‫اخلريي لبالد القدمي والزجن وعذاري‬ ‫وال�س�حلية‪ .‬ثم ا�ستمل دوره لينظم‬ ‫فع�لي�ت �سي��سية يف فرتة الت�سعين�ت‪،‬‬ ‫وبرامج ثق�فية وتعليمية ودورات تدريبية‬ ‫خمتلفة‪ ،‬كم� يقوم بتكرمي الطلبة‬ ‫املتفوقني واملتطوعني اخلريين والكوادر‪،‬‬ ‫ف�سال عن برامج ترفيهية وري��سية تعزز‬ ‫من روابط التع�ون والإخ�ء يف املنطقة‪.‬‬ ‫لعب م�أمت اأن�س�ر احل�سني دورا كبريا‬ ‫يف تعزيز الوحدة بني اأبن�ء املنطقة‪ ،‬من‬ ‫خالل توحيد بع�س اأن�سطته مع خمتلف‬ ‫موؤ�س�س�ت املنطقة‪ ،‬اإىل ج�نب التع�ون‬ ‫والتن�سيق مع موؤ�س�س�ت املنطقة يف‬ ‫الكثري من الأن�سطة والفع�لي�ت املختلفة‪.‬‬ ‫ينظم امل�أمت نظ�م� اأ�س��سي� و�سع بت�ريخ‬ ‫‪ 1‬ين�ير ‪ 1994‬بتوافق اجلمعية العمومية‪،‬‬ ‫وا�ستمل على �سبعة اأبواب وهي اأحك�م‬ ‫ع�مة‪ ،‬الأهداف والأن�سطة‪ ،‬اجلمعية‬ ‫العمومية‪ ،‬جمل�س الإدارة‪ ،‬اأنظمة وقوانني‬ ‫جمل�س الإدارة‪ ،‬امل�لية واأحك�م ع�مة‪.‬‬

‫ومت جتديد النظ�م الأ�س��سي ومت اإقراره‬ ‫من قبل اجلمعية العمومية بت�ريخ ‪27‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،2010‬وي�ستمل على ثم�نية اأبواب‪.‬‬ ‫ت�سكلت اللجنة الت�أ�سي�سية التي حملت‬ ‫على ع�تقه� ت�أ�سي�س وبن�ء امل�أمت‪ ،‬و�سمت‬ ‫اللجنة يف الدرجة الأوىل كل من‪ :‬الوجيه‬ ‫احل�ج علي بن اإبراهيم عبد الع�ل‪،‬‬ ‫املرحوم احل�ج �سعيد بن اأحمد‪ ،‬املرحوم‬ ‫احل�ج �سعب�ن بن ح�سن‪ ،‬املرحوم احل�ج‬ ‫عبد اهلل بن اأحمد‪ ،‬املرحوم احل�ج‬ ‫جمعة بن اأحمد‪ ،‬احل�ج ن��سر اأحمد‬ ‫دبي‪ ،‬واحل�ج عبد الر�س� عب��س اأحمد‪.‬‬ ‫وقد ع�ون اللجنة الت�أ�سي�سة ك�فة اأه�يل‬ ‫البالد القدمي منهم‪ :‬املرحوم احل�ج‬ ‫خمي�س مكي‪ ،‬املرحوم احل�ج ح�سن بن‬ ‫ج��سم‪ ،‬املرحوم ال�سيد �سعيد حممد‪،‬‬ ‫�س�لح علي بن اإبراهيم وغريهم من‬ ‫اأه�يل البالد القدمي‪.‬يذكر ب�أن مدة كل‬ ‫دورة اإدارية �سنتني هجريتني‪ ،‬حيث تق�م‬ ‫النتخ�ب�ت الإدارية يف �سهر ربيع الث�ين‬ ‫كل ع�مني ح�سب النظ�م الأ�س��سي للم�أمت‪.‬‬

‫لدعم امل�أمت والتربع ل�س�لح م�س�ريعه‬ ‫التربع لرقم احل�س�ب يف بنك‬ ‫البحرين والكويت‪0100000088582 :‬‬ ‫لال�سرتاك يف خدمة الر�س�ئل الن�سية‬ ‫املتوافرة ب�مل�أمت‪ :‬التوا�سل مع اللجنة‬ ‫الإعالمية ب�مل�أمت‪ ،‬ر�سوم ال�سرتاك‬ ‫ثالثة دين�ر لع�م هجري واحد‪.‬‬

‫لعل‬ ‫العر‬ ‫الإم‬ ‫بخ�‬ ‫التن‬ ‫الق�‬ ‫لق�‬ ‫الإب‬ ‫واق‬ ‫منت‬ ‫وتظ‬ ‫�سع‬ ‫الإ�‬ ‫لن�‬ ‫تال‬ ‫ال ّن�‬ ‫من‬ ‫هذ‬ ‫هذ‬ ‫•ال‬ ‫الق�‬


‫‪7‬‬

‫إضاءات‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫أولية إلشكالية التلقي‬ ‫القصيدة الحسينية وهيمنة النموذج مقاربة ّ‬

‫ره‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫يه‬ ‫ل‪،‬‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫د‪.‬‬ ‫يل‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫د‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫مت‪.‬‬

‫عه‬ ‫ك‬ ‫‪0‬‬ ‫ية‬ ‫نة‬ ‫ك‬ ‫د‪.‬‬

‫أهم الإ�سك�لي�ت التي تواجه ال�سعر‬ ‫لع ّل اإحدى ا ّ‬ ‫العربي يف بع�س نت�ج�ته التي تك ّر�ست على رث�ء‬ ‫الإم�م احل�سني «ع»‪ ،‬م� ميكنن� اأن ن�سري اإليه‬ ‫بخ�سوع الق�سيدة احل�سينية مل� ُعرف‪ -‬يف بع�س‬ ‫التن�ولت‪ -‬ب�سطوة النموذج‪ .‬بحيث اأ�سبحت‬ ‫الق�س�ئد احل�سينية جم ّرد تكرار وا�ستن�س�خ‬ ‫ح�س‬ ‫لق�سيدة تت�سم ب�لت�س�به ال�سديد‪ ،‬وتفتقر اإىل ّ‬ ‫الإبداع الفردي‪ .‬فيغدو املتل ّقي لهذه الق�سيدة‪ -‬يف‬ ‫واقع احل�ل‪ -‬متل ِّق ًي� لق�سيدة واحدة‪ ،‬واإن تع ّدد‬ ‫منتجوه� واختل َفت اأ�سم�وؤهم‪.‬‬ ‫وتظهر هذه الإ�سك�لية‪ ،‬على وجه اخل�سو�س‪ ،‬يف‬ ‫تواجه الق�س�ئد بهذه‬ ‫�سعر القرون املت�أخرة‪ .‬حيث َ‬ ‫الإ�سك�لية من منظور توجيه التهمة له� ب�لرته�ن‬ ‫لن�سو�س �س�بقة اأخذت طري َقه� للهيمنة على م�‬ ‫تاله� من ن�سو�س‪ .‬فخ�سعت‪ ،‬ب�لت�يل‪ ،‬لعنف‬ ‫ال ّن�س الأ ّول الذي فر�س خ�س�ئ�سه على م� تاله‬ ‫من ن�سو�س لحقة‪ .‬ون�سري‪ ،‬فيم� يلي‪ ،‬اإىل بع�س‬ ‫هذه اخل�س�ئ�س التي َف َ‬ ‫ر�ست هيمنتَه�‪ -‬بح�سب‬ ‫هذا الراأي‪ -‬على الق�سيدة احل�سينية‪:‬‬ ‫•البطل النموذجي‪ :‬يالحظ اأنّ البطل يف هذه‬ ‫الق�سيدة (احل�سني «ع»‪ ،‬العب��س‪ ،‬علي الأكرب‪،‬‬

‫الق��سم‪ ،‬حبيب) يح�سر من خالل مالمح‬ ‫تغري ال�سعراء‪.‬‬ ‫تتغري مع ّ‬ ‫م�سرتكة‪ ،‬ل ّ‬ ‫•الطفل الذبيح‪ :‬تق ّدم واقعة عبد اهلل الر�سيع‬ ‫«ع»‪ ،‬ا ً‬ ‫أي�س�‪� ،‬سور ًة تت�سم ب�لتكرار يف مالحمه�‪.‬‬ ‫ومل ي�ستطع ال�سعراء تن�وله� من زواي� متج ّددة‬ ‫منحه� اإمك�ني�ت بالغية‪/‬ت�أويلية‬ ‫ت�ستطيع‬ ‫َ‬ ‫متج ّددة‪.‬‬ ‫•قطع يَدَ ي العب��س «ع»‪ :‬حت�سر هذه الواقعة‪،‬‬ ‫ا ً‬ ‫أي�س�‪ ،‬من خالل �سور تت�سم ب�لت�س�به والتكرار‪.‬‬ ‫وب�لإمك�ن تعميم هذه الإ�سك�لية‪/‬التهمة التي‬ ‫جت� َبه به� الق�سيدة احل�سينية اإىل اأمور اأخرى‪،‬‬ ‫من قبيل (خروج احل�سني «ع» من املدينة اإىل مكة‪-‬‬ ‫الرحلة من مكة اإىل كربالء‪ -‬دخول ال�س�م‪ -‬دخول‬ ‫جمل�س يزيد)‪ .‬وكذلك‪ ،‬ميكن اأن ت�سمل �سورة‬ ‫العد ّو (�سمر بن ذي اجلو�سن‪ -‬حرملة بن ك�هل)‪.‬‬ ‫فهي‪ ،‬ب�ملثل‪� ،‬سور تت�سم ب�لتكرار‪ .‬لدرجة اأ ّنك لو‬ ‫ا�ستمعت اإىل من�سد اأو خطيب ي�أتي ب�أبي�ت تتع ّلق‬ ‫ب�أي تف�سيل من التف��سيل ال�س�بقة‪ ،‬فب�إمك�نك‬ ‫الو�سول اإىل املق�سود من بنية ال�سورة دون بذل‬ ‫اأي جهد‪.‬‬ ‫وين�فح املتب ّنون لهذا الراأي النقدي عن راأيهم‬

‫ب��ستح�س�ر اأمثلة تبداأ بدعبل وال�سريف الر�سي‪،‬‬ ‫ومتت ّد اإىل الدم�ست�ين عليه الرحمة والر�سوان‬ ‫وحيدر وجعفر احل ِّل َّيني‪ ،‬والكثري من الأ�سم�ء‬ ‫ال�سعرية التي ت�س ِّكل النخبة الأوىل على �سعيد‬ ‫اإبداع الق�سيدة احل�سينية الت�ريخية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبغ�س النظر عن كون بع�س الآراء التي ت�سيع ل‬ ‫عميق ملنظومة «الواقعة»‬ ‫بفهم‬ ‫ٍ‬ ‫تكون حمكوم ًة ٍ‬ ‫التي ت�س ّكل بوؤر َة الق�سيدة‪ ،‬مب� يدور يف فلكه�‬ ‫من �سخو�س واأحداث؛ اإ ّل اأ ّنه من املمكن ب�سهولة‬ ‫ب�لغة اإرج�ع مثل هذا الراأي اإىل منظوم ٍة من الآراء‬ ‫النقدية التي تن�و َلت الرتاث ال�سعري العربي منذ‬ ‫اجل�هلية وحتّى اليوم ب�سيغ متق�ربة‪ ،‬وت�سل‪ -‬يف‬ ‫كثري من الأحي�ن‪ -‬اإىل درجة التط�بق‪ .‬ومن ذلك‪،‬‬ ‫على �سبيل املث�ل‪ ،‬التن�ولت النقدية التي اع َت َنت‬ ‫ب�ملقدمة ّ‬ ‫الطللية يف الق�سيدة العربية التقليدية‪.‬‬ ‫وكذلك‪ ،‬التن�ولت النقدية التي ر�سمت �سور َة‬ ‫املمدوح اأو املرثي‪ .‬والآراء التي نتح ّدث عنه�‪،‬‬ ‫فيم� يتعلق ب�لق�سيدة احل�سينية‪ ،‬تندرج �سمن‬ ‫تن��س َلت عرب م�سطلح�ت ّمت‬ ‫هذه املنظومة التي َ‬ ‫اإحال ُله� خالل ال�سنوات ال�س�بقة يف «نقد ال�سعر»‬ ‫من خالل تن�ولت تت�سم ب�لعنف الب�لغ الذي‬

‫بقلم ح�سني ال�سم�هيجي‬ ‫مور�س �س ّد الق�سيدة ارته� ًن� لأفك�ر م�س ّبقة‪.‬‬ ‫ولع ّل م�سطلح «ال ّن�سق» اأحد الأمثلة ال ّدالة يف هذا‬ ‫امل�سم�ر‪ .‬على اأ ّنن� ن�سري‪ ،‬هن�‪ ،‬اإىل اأنّ الق�سيدة يف‬ ‫�سديد مل� تقرتحه هي‪،‬‬ ‫إن�س�ت ٍ‬ ‫املطلق حتت�ج اإىل ا ٍ‬ ‫خ�رجه�‪ .‬وب�لت�يل‪ ،‬ف�إنّ ك ّل ق�سيدة‬ ‫ل م� يقرتحه ُ‬ ‫نوع �سعري‬ ‫له� خط� ُبه� اخل��س‪ .‬وب�ملثل‪ ،‬ف�إنّ ك ّل ٍ‬ ‫له خط�به اخل��س الذي ينبغي اكت�س�ف مالحمه‬ ‫وم� يخفيه وي�ستبطنه‪ .‬ورمب� ك�ن م� ي�سمره النوع‬ ‫مم� يبديه‬ ‫ال�سعري اأكرث اأهمي ًة ّ‬


‫لقاء خاص‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫‪8‬‬

‫األستاذة أحالم الخزاعي لـ نشرة موكبي‬ ‫“ لو أعطينا شخصية الزهراء حقها من معرفة الستطعنا حل معظم مشاكل المجتمع اإلسالمي مع المرأة “‬ ‫املن�مة – بتول اإبراهيم‬ ‫رغم كل التحدي�ت التي تواجه املراأة العربية‬ ‫امل�سلمة بقيت �س�مدة بهويته� الإ�سالمية لتربهن‬ ‫للع�مل ب�أ�سره اأن هويته� م�سدر عزته� و جن�حه�‬ ‫و قدرته� على مواجهة ال�سورة امل�س�دة له� الذي‬ ‫يقوم بن�سره� اأعداء الإ�سالم ‪ ،‬موؤكدة اأن الدين‬ ‫الإ�سالمي اأعط�ه� م� اأعطى الرجل و مكنه� من‬ ‫قي�دة املجتمع و �سن�عة الأجي�ل ‪ ..‬يف لق�ئن� مع‬ ‫الن��سطة الأ�ست�ذة اأحالم اخلزاعي رئي�سة دائرة‬ ‫�سوؤون املراأة بجمعية الوف�ق الوطني الإ�سالمية‬ ‫حتدثن� معه� حول واقع املراأة العربية امل�سلمة‬ ‫يف ظل جمتمع تقيده ع�داته و تق�ليده ‪ ،‬و وقفن�‬ ‫عند من�ذجه املث�لية مت�س�ئلني عن اأ�سب�ب طم�س‬ ‫اأدواره� و ت�ريخه�‪ ..‬من يقف وراء ذلك ؟ وم�‬ ‫هي احللول املقرتحة لإحي�ئه� من جديد يف ظل‬ ‫واقع م�دي و يف ظل الدعوات املن�دية بو�سول‬ ‫املراأة اإىل الع�ملية و�سو ًل اإىل حمطة واقع الإحي�ء‬ ‫الع��سورائي عند م�آمت الن�س�ء يف البحرين و دوره�‬ ‫يف تغيريه و تطويره ‪.‬‬ ‫•يف البداية اأ�ست�ذة دعين� نتحدث عن واقع املراأة‬ ‫امل�سلمة التي حتكمه� الع�دات و التق�ليد و طريقة‬ ‫مع�جلة و�سعه� ب�أحك�م الإ�سالم املغيبة‪ ..‬كيف‬ ‫ت�سخ�سينه ؟‬ ‫عالقتي ب�ملراأة عالقة موؤ�س�س�ت لذلك دعين�‬ ‫نتحدث عن و�سع املراأة يف ظل واقع املوؤ�س�س�ت‬ ‫ال�سالمية ‪ .‬دعين� نكون واقعني جد ًا املراأة يف‬ ‫واقعه� الإ�سالمي مل ت�أخذ مك�نته� الإ�سالمية‬ ‫ال�سحيحة �سواء يف املجتمع اأو يف البيت اأو املوؤ�س�سة‬ ‫الجتم�عية اأو يف امل�س�ر الوظيفي وهن� اأعني‬ ‫ب�ملك�نة ال�سحيحة التي اأعط�ه� الإ�سالم اإي�ه� و‬ ‫ل اأق�سد اأن تتبواأ من�سب ً� ع�لي ً� بل اأن ت�أخذ مك�نه�‬ ‫ال�سحيح املث�يل الذي خطه له� الدين الإ�سالمي‬ ‫‪ ،‬ف�لدين الإ�سالمي و�سع قواعد لالإن�س�نية ب�سكل‬ ‫ع�م و القواعد الإن�س�نية ت�سرتك فيه� املراأة مع‬ ‫الرجل ‪ .‬وهن�ك اأم�كن من املمكن اأن تكون فيه�‬ ‫املراأة اأو يكون فيه� الرجل بح�سب ع�مل الكف�ءة‬ ‫و هذا م� مل يتم التع�مل فيه يف جمتمعن� لالأ�سف‬ ‫‪ ..‬يعني من املمكن اأن ترينه موجود يف جمتمع�ت‬ ‫اأخرى لكن عندن� مل يطبق بهذه الطريقة‪ .‬و لو‬ ‫طبقت ال�سريعة الإ�سالمية يف التع�مل مع املراأة‬ ‫يف كل املجتمع�ت يف البيت و يف العمل الوظيفي‬

‫و كزوجة و ك�أم و بنت و موظفة يف كل الأحوال‬ ‫فعال �سيكون و�سع املجتمع خمتلف مت�م ً� ‪ ،‬لالأ�سف‬ ‫اأحي�ن� املراأة ت�أخذ مك�نته� ح�سب املع�رف اأو ح�سب‬ ‫و�سعه� الجتم�عي اأو �سكله� الظ�هري و هو الذي‬ ‫يوؤهله� اأن ت�أخذ مك�نة معينة و لي�س موؤهالته� و م�‬ ‫متتلكه من متيز ‪ ..‬هذا ت�سخي�سي من هذه الن�حية‬ ‫‪ ،‬اأم� ت�سخي�سي من ن�حية اأخرى ف�إنه يوجد خط�أ‬ ‫يف املراأة نف�سه� فهي م�زالت غري واثقة بنف�سه�‬

‫مت�م الثقة بحيث تكون ق�درة على اأن تربز م� لديه�‬ ‫من ط�ق�ت مكنونة و ق�درة على اأن تقول اأن� هن� ‪،‬‬ ‫اأن� ق�درة على فعل عمل معني م�زال لديه� نوع من‬ ‫اخلجل و م�زال هن�ك ق�سور لفهم الدور املطلوب‬ ‫منه� ‪.‬‬ ‫•لكنه� قد ت�سطدم ب�لع�دات و التق�ليد‬ ‫املجتمعية و هذا م� يقيده� عن القي�م بهذا‬ ‫الأمر ‪ ..‬األ تعتقدين ذلك ؟‬ ‫اأن� اأقول لو طبقت ال�سريعة الإ�سالمية و اأعني به�‬ ‫التخل�س من بع�س الع�دات و التق�ليد فهن�ك‬ ‫اأعراف معينة و ع�دات وتق�ليد معينة حتد من‬ ‫حركة املراأة و كثري من الن�س�ء ل ي�ستطعن اأخذ‬ ‫مك�نهن احلقيقي يف املجتمع لهذا ال�سبب ‪ ،‬اإ�س�فة‬ ‫اإىل خوف الرجل من جن�ح املراأة اأحي�ن ً� و لذلك‬ ‫ل يعطيه� و ل مينحه� هذه الفر�سة ‪ .‬نحن نحت�ج‬ ‫اأن يكون لدين� اإط�ر �سرعي يحد و يقيد كل اأمور‬ ‫حي�تن� و حتى املراأة يجب اأن تكون حمتفظة بهذا‬ ‫الإط�ر �سرعي و مت�سي بن� ًءا عليه بعني اهلل ‪،‬‬ ‫مت�سي خلدمة جمتمعه� بحيث ل تتعدى هذه‬ ‫اخلطوط اأو هذا الإط�ر ال�سرعي ‪ ..‬يعني « اإن مل‬ ‫يكن غ�سبك علي فال اأب�يل « اأهم اأمر هو هو‬ ‫ر�س� اهلل �سبح�نه و تع�ىل ‪.‬‬

‫نظرك اأ�ست�ذة ‪ ،‬م� هي حقوق و واجب�ت‬ ‫•بوجهة‬ ‫ِ‬ ‫املراأة جت�ه املجتمع الإ�سالمي؟‬ ‫اأ�سعر ب�أن لدين� م�سكلة يف املجتمع الإ�سالمي ف�إذا‬ ‫حتدثن� عن جه�د املراأة و ر�س�لية املراأة ‪ ..‬لالأ�سف ‪،‬‬ ‫ينق�سن� نقطة مهمة جد ًا يف هذا الأمر و هي عدم‬ ‫وجود روح املب�درة من الط�ق�ت الن�سوية املوجودة‬ ‫يف املجتمع ‪ ،‬فعدد كبري من الن�س�ء يعتقدن ب�أن‬

‫دورهن يقت�سر على املنزل و هذا لي�س خط�أ ‪ ،‬اإذ‬ ‫اأن امل�سوؤولية الأوىل هي اأن تبني املراأة موؤ�س�سته�‬ ‫ال�سغرية بن�ء ًا قوي ً� حتى تنطلق هذه املوؤ�س�سة اإىل‬ ‫املجتمع ‪ ،‬يف املق�بل يجب عليه� اأن تخدم املجتمع‬ ‫اإذا ملكت الوقت ب�سكل �سحيح و نقول هن�ك اأ�سر‬ ‫حمدودة و عدده� حمدود و قد ل تكون املراأة فيه�‬ ‫موظفة و دوره� يقت�سر ك�أم و مربية منزل و مديرة‬ ‫لهذه الأ�سرة ‪ ..‬و هن�ك كثري من الن�س�ء يتذرعن‬ ‫ب�أنهن ل ميلكن الوقت حتى يخدمن املجتمع ‪.‬‬ ‫ح�سن ً� ‪ ،‬بقية الوقت الذي مت�سينه بدون اإلتزام‬ ‫اأ�سري م�ذا ميكن اأن تقدمي فيه و هن� اأ�سري اإىل‬ ‫م� ينق�سن� وهو تنظيم الوقت ‪.‬‬

‫و اإذا مل يكن هن�ك ت�سجيع من الرجل �سواء ك�ن‬ ‫اأب اأو زوج اأو اأخ للمراأة ب�أن تخرج للمجتمع �سنجد‬ ‫اأنفن�س� نع�ين من م�سكلة خطرية يف امل�ستقبل و‬ ‫�سيكون هن�ك تراجع كبري لالأ�سف ‪.‬‬ ‫•هن�ك مقوم�ت للمراأة النموذجية يف ع�سر‬ ‫ته�جم فيه املراأة امل�سلمة ب�ستى اأنواع الأ�سلحة‬ ‫الفكرية منه� و العق�ئدية – على وجه التحديد‬ ‫ التي تن�دي بو�سول املراأة اإىل الع�ملية ‪ ..‬م� هي‬‫ي� ترى ؟‬ ‫اأن� اأعتقد اأن املراأة امل�سلمة النموذجية ق�درة على‬ ‫اأن ت�سل للع�ملية مع حف�ظه� على هويته� و مت�سكه�‬ ‫بكل عق�ئده� و مب�دئه� ‪ ،‬و مع ذلك اأن� ل اأن�سح‬ ‫اأحد اأن يخرج عن خ�رج نط�ق املجتمع ال�سغري‬ ‫قبل اأن يهي�أ نف�سه اإىل هذا الع�مل اجلديد ‪ ،‬اإذ ًا‬ ‫يجب اأن نوؤ�س�س اأنف�سن� ب�سكل �سحيح و يجب اأن‬ ‫نقراأ يف تراثن� الإ�سالمي ب�سكل مكثف جد ًا و اأن‬ ‫نتثقف بكل الو�س�ئل املت�حة ب�ل�ستم�ع و ب�لقراءة‬ ‫�سوا ًءا بح�سور املج�ل�س و املح��سرات و بقراءة‬ ‫الكتب و بعده� عندم� ن�سعر بوجود ق�عدة قوية‬ ‫جد ًا يف اخلروج �سواء كنت رجل اأو امراأة لأن اأكون‬ ‫علي األ اأتن�زل عن اأي‬ ‫�سفرية اأو �سفري لهذا الدين َّ‬ ‫مبداأ من مب�دئي ‪ -‬و هن� اأحتدث ب�سكل �سخ�سي‬ ‫– �سواء ك�ن �سيء ظ�هري اأو عق�ئدي و العقيدة‬ ‫ل يوجد عليه� نق��س فمن املح�ل اأن اأتن�زل عنه� ‪.‬‬ ‫و اأن� �سد اأن اأغري ظ�هري لكي اأ�سل اإىل الع�ملية و‬ ‫هن� اأحتدث عن ال�سكل الظ�هري يف حدود ال�سرع‬ ‫فل�ست مع لب�س العب�ءة الزينبية فقط ‪،‬ف�ل�سرع‬ ‫هو الذي يحدد هذا اللب��س ال�سرعي الذي ل يظهر‬ ‫مف�تن املراأة لكني ل�ست �سد اأن تكون املراأة يف‬ ‫ك�مل هن�دمه� و اأن�قته� يف حدود ال�سرع و حتمل‬ ‫هذه العقيدة و تخرج للع�مل ب�أكمله لكي تو�سل‬ ‫ر�س�لته� ‪.‬‬

‫•هذا يجرن� اإىل �سوؤال مهم ‪ ..‬م� هي امل�سكلة‬ ‫التي تنتج عن عزوف املراأة عن العمل الإ�سالمي‬ ‫•م� هو وجه الختالف الكبري الذي تعي�سه‬ ‫التطوعي ؟‬ ‫املراأة امل�سلمة اليوم مق�رنة ب�مل��سي بتخليه� عن‬ ‫لدين� �سح يف الكوادر الن�س�ئية و عدد قليل يف القتداء ب�ل�سخ�سي�ت الن�س�ئية العظيمة من اآل‬ ‫كل املوؤ�س�س�ت ف�لوجوه تك�د تتكرر يف املوؤ�س�سة البيت (ع) هل ن�ستطيع القول ب�أن ال�سي�ع الذي‬ ‫ال�سي��سية و املوؤ�س�سة الدينية و الثق�فية و هذا تعي�سه ك�ن نتيجة لذلك ؟‬ ‫ي�سكل عبء كبري اليوم على الكوادر و الط�ق�ت‬ ‫املوجودة ‪ ،‬ف�إذا مل تكن هن�ك روح مب�درة من لالأ�سف ‪ ،‬البع�س ل يرى ب�أن هذه ال�سخ�سي�ت‬ ‫الكوادر الن�س�ئية التي لديه� القدرة على العط�ء الإ�سالمية املوجودة يف تراثن� الإ�سالمي هي‬

‫ال�‬ ‫يقت‬ ‫بدل‬ ‫الذ‬ ‫اإذ‬ ‫لل�س‬ ‫�سخ‬ ‫طم‬ ‫وع‬ ‫يكو‬ ‫املر‬ ‫‪.‬و‬ ‫حج‬ ‫بعف‬ ‫يح‬ ‫‬‫هن‬ ‫املر‬ ‫الق‬ ‫للق‬ ‫الز‬ ‫تكو‬ ‫وه‬ ‫ت�س‬ ‫اأن‬ ‫هذ‬ ‫اله‬ ‫ا�س‬ ‫اأن‬

‫•األ‬ ‫املج‬ ‫تقل‬ ‫ق�د‬

‫اأعو‬ ‫وه‬ ‫يغري‬

‫•و‬ ‫«م‬ ‫للم‬ ‫اخل‬ ‫اأن‬ ‫الن‬ ‫يه�‬


‫‪9‬‬

‫�ن‬ ‫جد‬ ‫و‬

‫سر‬ ‫حة‬ ‫يد‬ ‫هي‬

‫لى‬ ‫ه�‬ ‫سح‬ ‫ري‬ ‫ذ ًا‬ ‫اأن‬ ‫اأن‬ ‫ءة‬ ‫ءة‬ ‫ية‬ ‫ون‬ ‫ي‬ ‫سي‬ ‫دة‬ ‫�‪.‬‬ ‫ةو‬ ‫رع‬ ‫رع‬ ‫هر‬ ‫يف‬ ‫مل‬ ‫سل‬

‫سه‬ ‫عن‬ ‫اآل‬ ‫ي‬

‫ت‬

‫لقاء خاص‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫ال�سخ�سي�ت النموذجية التي من املفرت�س اأن‬ ‫يقتدي به� فيقتدي ب�سخ�سي�ت ع�سرية اأو حديثة‬ ‫بد ًل عنه� ‪ .‬و م�سكلة القدوة كم� قلت ب�سبب النفت�ح‬ ‫الذي حدث بني الع�مل و انفت�حن� على احل�س�رات‬ ‫اإذ اأ�سبحن� نرى ب�أن الن�س�ء الفالني�ت و�سلن‬ ‫لل�سهرة و النج�ح املعني في�سبح لدى املراأة طموح‬ ‫�سخ�سي لأن اأت�سل اإىل م� و�سلن له و ل يكون‬ ‫طموحه� من اأجل اإبراز الإ�سالم الذي تنتمي اإليه ‪.‬‬ ‫و عندم� اأقول �سفرية الإ�سالم و املذهب يجب األ‬ ‫يكون هديف اإبراز نف�سي بل يكون هديف اإبراز اأ�سل‬ ‫املراأة امل�سلمة التي ُيق�ل عنه� ب�أن الإ�سالم ظلمه�‬ ‫‪ .‬و هن� اأت�س�ءل اأين ظلمه� ؟ هل ظلمه� عندم�‬ ‫حجبه� و و�سعه� يف هذا الإط�ر ق�درة على العط�ء‬ ‫بعفته� و طه�رته� من الداخل و اخل�رج حتى‬ ‫يح�فظ عليه� من النحالل و الف�س�د الأخالقي‪.‬‬ ‫ و عطف ً� على الكالم ال�س�بق ‪ -‬نعم ‪ ،‬لو ك�ن‬‫هن�ك اقتداء بهذه ال�سخ�سي�ت و قراءة لت�ريخ‬ ‫املراأة امل�سلمة ب�لطبع �س�أ�سع ن�سب عيني هدف‬ ‫القتداء به� ‪ .‬امل�سكلة الأ�س��س اأنه حتى فهمن�‬ ‫للقدوة خ�طئ فيق�ل مث ًال ( كيف اأ�سل ل�سخ�س‬ ‫الزهراء ؟ هذا اأمر �سعب ) طبع ً� القدوة دائم ً�‬ ‫تكون مرتبة ع�لية و الو�سول اإليه� يحت�ج جهد‬ ‫و هذا اأمر طبيعي لذلك على املراأة امل�سلمة اأن‬ ‫ت�ستلهم من هذه القدوة و لكن لي�س من ال�سعب‬ ‫اأن ت�سل اإليه� ‪ .‬و اليوم لدين� من�ذج ع�سرية من‬ ‫هذا الزم�ن قدمت كل م� متلك ك�ل�سهيدة بنت‬ ‫الهدى فهن�ك �سخ�سي�ت يف ع�سرن� احل��سر •اأين تكمن عظمة املراأة يف ظل واقع م�دي ؟‬ ‫ا�ستطعن اأن يرتكن ب�سمة يف الت�ريخ من املفرت�س‬ ‫اأوؤمن اأن عظمة املراأة ل تقت�سر على كر�سي وزاري‬ ‫اأن نتخذهن قدوة لن� ‪.‬‬ ‫اأو على من�سب بل بحجم عط�ئه� يف املجتمع كم�‬ ‫•األ يوجد يد و�سطية تنقذ املراأة من قيود هم عظم�ء هذه الأمة ك�ل�سهيد ال�سدر و بنت‬ ‫املجتمع و تنت�سله� من م�ستنقع الوحل الغربي و الهدى و مث�ل حي على م�ستوى البحرين اآية اهلل‬ ‫تقلده� دوره� احلقيقي كمراأة م�سلمة معط�ءة‬ ‫ق�درة على اإدارة احلي�ة؟‬

‫ال�سرعي و كل الأدوار التي تلعبه� بنف�س الطريقة‬ ‫‪ .‬يجب األ ننتظر اأحد يحققه عن� و نحن من يجب‬ ‫اأن يحققه ب�أنف�سن� ‪ .‬والغرب على �سبيل املث�ل‬ ‫يغري املراأة ب�أمور كثرية و يقدم له� م� يغريه�‬ ‫من من��سب و درا�سة فرتينه� لالأ�سف تنجرف‬ ‫وراء الرغبة الذاتية يف الربوز و ال�سهرة و اإظه�ر‬ ‫الذات على ح�س�ب دينه� و عقيدته� و اإ�سالمه� و‬ ‫حج�به� لتحقق طموحه� الذاتي ‪،‬و لط�مل� تريد اأن‬ ‫تقدم ر�س�لة لالإ�سالم عليه� اأن حتمل هذا الهم و‬ ‫من امل�ستحيل اأن تتن�زل عن هذه الأ�س�س ‪ ،‬و لذلك‬ ‫يجب اأن تبداأ التغيري هي اأو ًل بقوة �سخ�سيته� و‬ ‫لي�س فقط قوة �سخ�سية ( ك�ريزم� ) ل ‪ ،‬بل حتت�ج‬ ‫لأن تكون لديه� اأ�س�س فكرية و م�ستوى ثق�يف معني‬ ‫على م�ستوى ال�سه�دة و الدرا�سة و الطموح ‪ ،‬يجب‬ ‫األ يتوقف طموحه� عند حد معني و لتكن املراأة‬ ‫امل�سلمة نهمة يف اإ�س�فة املع�رف و العلوم و الثق�فة‬ ‫مع وجود اأ�س�س اإمي�نية روحية و اأركز على الروحية‬ ‫و طه�رة النف�س التي ل يوجد �سيء يع�دله� ‪،‬و األ‬ ‫تغفل املراأة عن اجل�نب الروحي لكي حتقق هذه‬ ‫املع�دلة فهي ت�ستطيع اأن تخرج للمجتمع و اأن تعطي‬ ‫يف ذات الوقت الذي ت�ستطيع فيه اأن حت�فظ على‬ ‫نف�سه� ‪ .‬يجب اأن يكون لديه� برن�مج روحي بينه� و‬ ‫بني اهلل و هذا الربن�مج يح�فظ على هذه الروحية‬ ‫لكي ل تنحرف اأو يدخل ال�سيط�ن اإليه� لأن حم�ربة‬ ‫النف�س و ال�سيط�ن اأ�سعب من اأي �سيء اآخر ‪.‬‬

‫لل�سيدة خديجة و الزهراء و زينب (ع) اإذ ك�ن‬ ‫لهن دور يف املجتمع كم� يف البيت ‪ .‬دائم ً� نكتفي‬ ‫ب�حلديث عن دورهن ك�أمه�ت اأو زوج�ت فقط ‪،‬‬ ‫م� هي الأ�سب�ب ي� ترى ؟ و هل من اخلط�أ اأن نربز‬ ‫هذه اجلوانب من �سخ�سي�تهن العظيمة لنقتدي‬ ‫بهن يف ع�سر ُحت�رب فيه املراأة و نحن اأحوج اإىل‬ ‫وجود منوذجهن بينن� ؟‬ ‫دعين� نبداأ بنموذج ال�سيدة خديجة‪ ،‬هذه ال�سيدة‬ ‫الغنية �س�حبة اجل�ه و امل�ل التي تتخلى عن كل‬ ‫الذاتية و تك�سر ح�جز الأن� و ت�سعد اإىل الـ (‬ ‫هو ) اهلل �سبح�نه تع�ىل ‪ ،‬تخلت عن كل ذلك‬ ‫من ع�سرية و ج�ه و م�ل حتى ترفع راية الإ�سالم‬ ‫و حت��سريف ُ�سعب اأبي ط�لب فق�م دين حممد‬ ‫على م�له� لتوؤ�س�س الق�عدة النبوية ‪.‬و ت�أتي ابنته�‬ ‫ف�طمة الزهراء لتقدم منوذج اآخر حني تثبت‬ ‫ق�عدة الولية لأمري املوؤمنني (ع) و م�سكلتن� اأنن�‬ ‫ل نبحث يف كنزه� ‪ ،‬فهي كنز عظيم و اأن� اأع�تب‬ ‫و األوم نف�سي لأنن� مق�سرون بحقه� ‪ .‬الزهراء‬ ‫ك�نت تقدم درو�س يف منزله� و ك�نت توؤدي دوره�‬ ‫الر�س�يل يف املجتمع و توؤدي دوره� يف حمراب‬ ‫ال�سالة ‪ .‬اأعتقد اأنن� بح�جة اإىل اإق�مة مراكز تعنى‬ ‫برتاث الزهراء و يكون هدفه� و دوره� الرئي�س‬ ‫هو اإخراج كل كنوزه� من حتليل �سخ�سيته�‬ ‫كر�س�لية و كع�بدة و زاهدة و جم�هدة و لو عدن�‬ ‫للت�ريخ لوجدن�ه يذكر ب�أنه� خرجت اإىل اخلليفة‬ ‫الأول لتح�ججه يف ق�سية الإرث و غريه و يف وجود‬ ‫اإم�م زم�نه� الإم�م علي وهذا يعطيه� �سك موافقة‬ ‫على هذه اخلطوة التي اأقدمت عليه� و نالحظ‬ ‫اأن ف�طمة الزهراء خرجت و خطبت و اأعطت‬ ‫و ق�ومت الظلم ‪ .‬ثم ت�أتي ال�سيدة زينب كبنت‬ ‫بعد اجلدة و الأم من جديد لتثبث ق�عدة الدين‬

‫أنت‬ ‫اأعود و اأقول ال�سبب هي ( املراأة ) ‪ ..‬اأن� و ا ِ‬ ‫وهي ن�ستطيع فعل ذلك لذا يجب األ ننتظر اأحد‬ ‫يغري الواقع ‪.‬‬ ‫•و م�ذا لو حوربت من قبل املجتمع ؟‬ ‫« م� ك�ن هلل ينمو « نعم �ستح�رب ‪ ،‬مل يكن‬ ‫للمراأة يف ال�س�بق دور اإعالمي وك�ن يع�ب عليه�‬ ‫اخلروج لو�س�ئل الإعالم ‪ ..‬اليوم املراأة ق�درة على‬ ‫اأن تخرج بعب�ءته� و بلب��سه� و حج�به� و تقدم ال�سيخ عي�سى اأحمد ق��سم ‪ ..‬فهو ل ميلك من�سب و و الإم�مة و هي ك�نت تعترب ن�ئبة بوجود احل�سني و‬ ‫بوجود الإم�م ال�سج�د الذي ك�ن علي ًال يف كربالء ‪،‬‬ ‫النموذج الأمثل يف هذا اجل�نب ‪ ،‬بداأ املجتمع اإمن� ميلك القدرة على العط�ء بال حدود ‪.‬‬ ‫يه�سم هذا الدور و ل ينتقده ط�مل� ك�ن يف الإط�ر •مل�ذا ل ن�سلط ال�سوء على الدور املتك�مل ت�أتي لت�سكل ن�ئبة الإم�م اإذ ك�ن يو�سيه� الو�سية و‬

‫من ثم تكمل م� بداأه و ك�أنه� ت�سلم الراية ل�س�حب‬ ‫الع�سر و يف نف�س الوقت جه�د املراأة ب�سكل عملي‬ ‫وجدن�ه متمثل ب�سخ�سيته� يف كربالء اإذ تركت‬ ‫كل �سيء لأجل الدين ‪ ،‬فهي اأي�س ً� متزوجة من زوج‬ ‫غني مع ذلك تركت الدني� و ه�جرت اإىل اهلل مع‬ ‫اأخيه� احل�سني ‪ .‬كل هذه النم�ذج العظيمة توؤكد‬ ‫أنك ك�مراأة ق�درة على النق��س و اخلروج‬ ‫على ا ِ‬ ‫للمجتمع و اخلط�بة فيه ف�لإ�سالم مل يحد من‬ ‫عفتك ‪.‬‬ ‫م�دمت بك�مل‬ ‫دورك‬ ‫ِ‬ ‫حج�بك و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫•يقول الدكتور علي �سريعتي يف كت�به ( م�سوؤولية‬ ‫املراأة ) « اإذا منحن� املراأة حقوقه� الإن�س�نية و‬ ‫الإ�سالمية نكون قد اأعددن� اأف�سل عن�سر ق�در‬ ‫على جم�بهة هذا الهجوم ‪ ،‬و اإذا منعن�ه� حقوقه�‬ ‫نكون قدمن� خدمة لهذه الدعوة امل�سوؤومة و يعني –‬ ‫دعوة التحرر و النطالق و العتق�د ب�أ�س�لة النزعة‬ ‫اجلن�سية ‪ -‬و نكون قد اأخرجن�ه� من هذا الطريق‬ ‫اإىل الطريق الآخر الذي تزينه له� هذه الدعوة ‪..‬‬ ‫كيف ترين ذلك اأ�ست�ذة ؟‬ ‫اأعتقد ب�أين تطرقت لذلك يف جممل كالمي ‪ ،‬فلو‬ ‫طبق الدين ب�سكله ال�سحيح �سيعطى كل �سخ�س‬ ‫من� حقه ‪ ..‬يجب األ ننظر للمراأة على اأنه� �سلعة‬ ‫اأو منفذ اأو اأن مه�مه� حم�سورة يف ج�نب معني‬ ‫‪ .‬يجب اأن تكون نظرتن� اإليه� نظرة اإن�س�نية ‪ .‬و‬ ‫اخت�س�ر مقولة الدكتور �سريعتي ب�أن الإ�سالم‬ ‫اأن�سف املراأة هو اأن م�سكلتن� اأنن� ننظر لبع�س‬ ‫الأحك�م ال�سرعية بنظرة ق��سرة فرنى ب�أنه ظلمه�‬ ‫و هذا م� يراه الغرب بينم� الإ�سالم اأن�سف املراأة‬ ‫و الإن�س�ف اأف�سل من العدل ‪ ،‬يعني لي�س فقط‬ ‫اأعط�ه� حقه� بل اأعط�ه� اأف�سل من حقه� ‪ .‬و‬ ‫على م�ستوى املجتمع كم� بداأت يف مقولة الدكتور‬ ‫�سريعتي اأنه لالأ�سف الع�مل ينظر للمراأة النظرة‬ ‫الغريزية امل�دية فيح�ول اأن يظهر مف�تنه� لذلك‬ ‫نحن نت�س�ءل اإىل متى �ستكون هن�ك نظرة اإن�س�نية‬ ‫للمراأة ؟ نظرة اإىل روح و قلب هذه املراأة و لي�س‬ ‫فقط النظرة ال�سهوية الغريزية احليوانية و لذلك‬ ‫ترين اأنه حتى لو ظهرت املراأة و نودي بحقوقه�‬ ‫يجب األ ننغر بهذه املن�داة حتى يف جمتمعن�‬ ‫البحريني ‪.‬‬ ‫• يقول الإم�م علي ( عليه ال�سالم ) « املراأة‬ ‫ريح�نة و لي�ست قهرم�نة « م�ذا عن جمتمع و‬ ‫حكوم�ت حول املراأة العربية امل�سلمة اإىل قهرم�نة‬ ‫؟‬


‫لقاء خاص‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫عندم� يقول الإم�م علي (ع) « ريح�نة « يعني‬ ‫على املجتمع و الرجل اأن يراعي للمراأة من‬ ‫ن�حية ج�سدية و م�دية و من ن�حية روحية و من‬ ‫ن�حية نف�سية و فكرية ‪ ..‬لدى املراأة تركيبة معينة‬ ‫فهي ح�س��سة وع�طفية فهل يتع�مل الرجل ب�سكل‬ ‫�سحيح مع املراأة ؟‬ ‫اأم� ب�لن�سبة للمجتمع�ت فهي التي ظلمت املراأة و‬ ‫لي�س الدين من ظلمه� ‪ ،‬و من واقعن� البحريني‬ ‫املراأة مل ت�سبح فقط قهرم�نة بل اأكرث ‪ ،‬ف�إذا ك�ن‬ ‫الإ�سالم ي�سري اإىل املراأة ب�لريح�نة فهذه الريح�نة‬ ‫اليوم مت ده�سه� و مل يراعى و ل حق من حقوقه�‬ ‫و اأب�سط اأمر اأن الإ�سالم عز املراأة و اأعط�ه� ك�مل‬ ‫حقوقه� اأم� يف املجتمع�ت الدكت�تورية انتهكت‬ ‫كل هذه احلقوق ‪ ،‬لي�س فقط على م�ستوى الدين‬ ‫و اإمن� على امل�ستوى الإن�س�ين و ل ير�سى اأي اإن�س�ن‬ ‫يف الع�مل كله مب� حدث للمراأة امل�سلمة البحرينية‬ ‫ب�سكل خ��س ‪.‬اكت�سفن� بعد ثورة ‪ 14‬فرباير اأن‬ ‫كل م� حدث من انته�ك�ت حدث اأم�م مراأى‬ ‫املوؤ�س�س�ت التي تن�دي بحقوق املراأة امل�دية لإبراز‬ ‫مف�تنه� ولي�س قدراته� و فكره� و اإن�س�نيته� ‪،‬و لو‬ ‫ك�ن فع ًال النظر لإن�س�نيته� و اإىل كف�ءته� لأخذ‬ ‫ب�لكف�ءات الن�سوية املوجودة يف املجتمع التي مت‬ ‫اعتق�له� و طم�س دوره� و حم�ولة قتله� و قمعه�‬ ‫و انته�ك روحه� حتى التعر�س لعر�سه� و �سرفه�‬ ‫و دينه� و حج�به� ‪ .‬لالأ�سف نحن يف نظ�م قمعي‬

‫دكت�توري ك�ن ينظر للمراأة على اأنه� اإم� موالية اأو تكثف من توعية نف�سه� يف هذا اجل�نب ‪.‬‬ ‫مع�ر�سة ‪ ..‬فم� دامت تط�لب بحقه� فيدا�س عليه�‬ ‫و ته�ن و يح�ول اإ�سك�ته� ب�أي طريقة ك�نت ‪ .‬اإذ ًا كل • اأ�ست�ذة ننتقل اإىل م� يخ�س واقع الإحي�ء‬ ‫ال�سع�رات التي ك�نوا ين�دون به� م� ك�نت اإل مكي�ج الع��سورئي عند م�آمت الن�س�ء يف البحرين ‪..‬‬ ‫ظ�هري لإبراز اأن هذا البلد اأعطى املراأة حقوقه� كيف ت�سخ�سينه ؟ وهل هن�ك من�ذج يحتذى به�‬ ‫و الدليل كم� يرى وجود وزيرة هن� و �سفرية هن�ك ا�ستط�عت اأن تغري يف واقع الإحي�ء ؟‬ ‫لكنه خواء ك�لب�لون�ت ‪.‬‬ ‫ب�سكل ع�م ‪ ،‬لالأ�سف التغيري يف الإحي�ء الع��سورئي‬ ‫يف البحرين اأعتربه تغيري بطيء �سلحف�ئي و اإن ك�ن‬ ‫• كيف ت�سنفني و�سع املراأة العربية امل�سلمة فيم� هن�ك من�ذج عديدة بداأت تقدم من�ذج خمتلفة اأم�‬ ‫ي�سمى بثورات الربيع العربي ؟‬ ‫على م�ستوى امل�آمت الن�س�ئية لالأ�سف املراأة حتت�ج‬ ‫الثورات العربية اأبرزت كل فئ�ت املجتمع دون متييز اإىل دعم كبري من الرجل حتى تطور موؤ�س�س�ته�‬ ‫و اأعطت فر�سة اإىل كل الن�س�ء املوؤهالت و الالتي فعلى �سبيل املث�ل م�زالت امل�آمت احل�سينية الن�سوية‬ ‫ميتلكن القدرة للظهور بدون متييز هذا م� اأ�سعر اأ�سغر و الإم�كني�ت اأقل ‪ ،‬مل�ذا امل�آمت الن�س�ئية‬ ‫فيه و لكن ل اأ�ستطيع القول ب�أنه برز دور وا�سح اأ�سغر حجم ً� مق�رنة ب�مل�آمت الرج�لية ؟ و مل�ذا‬ ‫للمراأة اإذ م�زال الدور متوا�سع و م�زالت املراأة ننتظر الرجل ليطوره� ؟ نحن نحت�ج دعم و لكن‬ ‫أعطيك‬ ‫حتت�ج اإىل الثقة ب�لنف�س اأكرث للقدرة على بن�ء هذا ل يعني األ نبداأ ب�لتطوير اأو التغيري و ا ِ‬ ‫نف�سه� و من ثم جمتمعه� و هذا يعود اإىل تراكم منوذج لذلك و هو املركز الزينبي براأ�س رم�ن‬ ‫اأفك�ر الع�سور و الأعوام ال�س�بقة فلي�س من ال�سهل هن�ك دعم من الرج�ل و ل ن�ستغني عنهم و لكن‬ ‫اأن نغري موروث�ت و تق�ليد و اأعراف متجذرة يف من بداأ التغيري و �سجع عليه هي املراأة نف�سه� ‪،‬‬ ‫املجتمع ‪ ،‬مع ذلك التطور التكنولوجي �س�عد على واليوم املركز يقدم م�سرح ث�بت بتقنية ال�سوتي�ت‬ ‫ظهور و اإبراز املراأة بن�سبة معينة اإذ ب�إمك�ن املراأة و الإ�س�ءة و املالب�س و الديكور املتحرك و اإنت�ج‬ ‫اأن ت�سكل له� ُبعد اإعالمي و ُبعد �سعبي من تويرت اأفالم ق�سرية تعر�س طوال املو�سم مع وجود‬ ‫اأو الفي�سبوك و الن�ستغرام و ب�إمك�نه� اأن تكون له� �سعف الإمك�ني�ت اإذ اأنه م�زال يحت�ج اإىل تطوير‬ ‫ق�عدة جم�هريية معينة ‪ .‬مع ذلك م�زالت املراأة لكنه على الأقل قدم منوذج خمتلف بحيث اأ�سبحت‬ ‫مق�سرة يف اجل�نب الفكري الثق�يف و حتت�ج اأن امللحمة احل�سينية جتذب املراأة الكبرية يف ال�سن و‬

‫‪10‬‬

‫جتذب ال�س�بة املثقفة و الطفلة و الإن�س�نة الب�سيطة‬ ‫وهكذا ‪ ..‬اأن� اأن�دي ب�أن يحتذى مبثل هذا النموذج‬ ‫و م�أمت �سفينة النج�ة منوذج اآخر ممكن اأن يقدم‬ ‫كنموذج للم�آمت احل�سينية الن�س�ئية اإذ اأنه فع ًال‬ ‫بداأ يطور من ط�ق�ته ففي ال�س�بق ك�ن يعتمد‬ ‫على الفردية يف الإدارة و اليوم اأ�سبح لديه جل�ن‬ ‫خمتلفة منه� اللجنة ال�سب�بية و الثق�فية و غريه� ‪.‬‬ ‫• كلمة اأخرية توجهينه� للمراأة العربية امل�سلمة‬ ‫ب�سكل ع�م و البحرينية ب�سكل خ��س ‪.‬‬ ‫اأقول للمراأة العربية امل�سلمة ل تغرتي بهذه احلي�ة‬ ‫و ل تعتقدي ب�أن النج�ح�ت التي قد حت�سلي عليه�‬ ‫أنت ‪ ،‬و‬ ‫بك اأنت و‬ ‫قوتك ا ِ‬ ‫بحولك و ِ‬ ‫ِ‬ ‫و التوفيق�ت ِ‬ ‫اإمن� هي بقوة اهلل عز و جل و كلم� مت�سكت ب�هلل‬ ‫معك‬ ‫و كلم� و�سعت اهلل ن�سب عينك ف�إنه �سيكون ِ‬ ‫حليفك ‪.‬ل‬ ‫يف كل خطوة و �سيكون الن�سر و التوفيق‬ ‫ِ‬ ‫ت�سعفي يف حمط�ت احلي�ة و يف العقب�ت التي قد‬ ‫تواجهك و كوين قوية جد ًا ً و متردي على الواقع‬ ‫ِ‬ ‫يحطمك و يحطم من‬ ‫املر ‪ ..‬الواقع الذي ميكن اأن‬ ‫ِ‬ ‫�سخ�سيتك و اده�سي ال�سيط�ن بكل م� متتلكينه‬ ‫ِ‬ ‫معك و اأعتقد اأن‬ ‫من قوة ‪ ..‬كوين مع اهلل ف�سيكون ِ‬ ‫الق�دم اأجمل ب�إذن اهلل ‪.‬‬

‫ن‬

‫يع‬ ‫اخل‬ ‫مت‬ ‫الي‬ ‫من‬ ‫وه‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫لذ‬ ‫�س‬ ‫امل‬ ‫مع‬ ‫الت‬ ‫الن‬

‫•ه‬ ‫يف‬ ‫وا‬ ‫الرب‬ ‫الر‬


‫‪11‬‬

‫طة‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ًال‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬

‫ميادين‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫نصائح صحية من عاشوراء ‪..‬‬

‫مة‬

‫�ة‬ ‫ه�‬ ‫و‬ ‫هلل‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫قع‬ ‫ن‬ ‫نه‬ ‫ن‬

‫يعرف مو�سم ع��سوراء بطبيعته‬ ‫اخل��سة مل� يحويه من برامج وفع�لي�ت‬ ‫متوا�سلة تك�د متتد ل ‪� 24‬س�عة يف‬ ‫اليوم ‪ ،‬ومن الطبيعي اأن يتغري معه‬ ‫منط واإ�سلوب الفرد خالل هذه الفرتة‬ ‫وهو م� ينعك�س على مم�ر�س�ته اليومية‬ ‫من حركة وم�أكل و�سرب ونوم وغريه�‬ ‫من املم�ر�س�ت والع�دات الإعتي�دية‪.‬‬ ‫لذا ف�إنن� ومن خالل هذه امل�س�حة‬ ‫�سنح�ول اأن ن�سلط ال�سوء على بع�س‬ ‫املم�ر�س�ت الغري �سليمة والغري �سحية‬ ‫مع ذكر بع�س التوجيه�ت والن�س�ئح‬ ‫التي ت�سب يف ف�ئدة العموم من‬ ‫الن��س خالل هذه املن��سبة العظيمة ‪.‬‬ ‫•هن�ك فرق بني الق�ئمني على العمل‬ ‫يف امل�آمت احل�سينية وبني املرتددين‬ ‫وامل�س�ركني فيه� ‪ ،‬ونظر ًا لزدح�م‬ ‫الربامج والفع�لي�ت ف�إن وقت‬ ‫الراحة يقل تلق�ئي ً� للع�ملني حتديد ًا‬

‫‪ ،‬كم� اأن�سح الق�ئمني على جتهيز‬ ‫الأطعمة يف امل�آمت وامل�س�ئف مبراع�ة‬ ‫تقليل ا�ستخدام الزيوت والأمالح قدر‬ ‫الإمك�ن اأثن�ء طبخ واإعداد امل�أكولت ‪.‬‬

‫عن نظريه خالل الأي�م الع�دية لذا‬ ‫فعليهم احلر�س على تنظيم وتوزيع‬ ‫اأعم�لهم ب�سورة تعطي اإليهم امل�س�حة‬ ‫املطلوبة للراحة حيث اأنه من املهم اأن‬ ‫ين�ل ج�سم الإن�س�ن راحة ل تقل عن‬ ‫‪� 6‬س�ع�ت يف اليوم ‪ ،‬لأنه هذا الأمر •نظرا لتعر�س اجل�سم جلهد كبري‬ ‫�سينعك�س ب�سورة اإيج�بية على �سحة نظري احلركة املتوا�سلة ف�إنن� نن�سح‬ ‫الفرد وعلى عط�ئه خالل ب�قي الأي�م ‪ .‬بتن�ول الكمية الك�فية من امل�ء يومي ً�‬ ‫مب� يق�رب �سرب لرتين من امل�ء يومي ً� ‪.‬‬ ‫•تكرث الأطعمة وامل�س�ئف احل�سينية •ندعو الق�ئمني على اإعداد وتوزيع‬ ‫يف مو�سم ع��سوراء وتكرث معه� اأنواع امل�أكولت يف امل�آمت وامل�س�ئف لعدم ترك‬ ‫الأطعمة املقدمة فيه� وب�خل�سو�س الأطعمة مك�سوفة كي ل تتعر�س للتلوث‬ ‫الأنواع التي حتتوي على الن�سوي�ت ‪ ،‬كم� يجب مراع�ة ا�ستخدام الأواين‬ ‫مثل الأرز واملعكرونة واملعجن�ت ال�سليمة والتي تقدم فيه� ال�سوائل‬ ‫وال�سكري�ت وهن� نن�سح اجلميع عند ال�س�خنة مثل ال�س�ي واحلليب للجمهور اإذ‬ ‫تن�ول مثل هذه الأ�سن�ف مراع�ة تن�ول يالحظ على البع�س ا�ستخدامه لالأكواب‬ ‫الكمية املن��سبة منه� مب� يتن��سب البال�ستيكية والتي يف�سل الإبتع�د عنه�‬ ‫وح�جة اجل�سم له� وعدم الإفراط والإ�ستع��سة عنه� ب�لأكواب الورقية‬ ‫فيه� واحلر�س على التنويع يف الأطعمة‬ ‫ال�سحية مثل اخل�سراوات والفواكه‬

‫•ع�دة م� يحر�س الن��س خالل هذه‬ ‫الأي�م الف�سيلة على الذه�ب للم�آمت‬ ‫وال�ستم�ع للخطب�ء مم� يعر�سهم‬ ‫للجلو�س فرتة طويلة جد ًا مم� يوؤثر‬ ‫اأحي�ن ً� على الظهر والرجلني ب�سبب عدم‬ ‫حترك الدورة الدموية ب�سكل م�ستمر‪،‬‬ ‫لذا فين�سح بتحريك الرجلني وتغيري‬ ‫و�سعية اجللو�س كل ‪ 15 – 10‬دقيقة ‪.‬‬ ‫•جرى العرف خالل ال�سنوات امل��سية‬ ‫يف البحرين على اإق�مة حمالت التربع‬ ‫ب�لدم يف امل�آمت احل�سينية واملراكز‬ ‫ال�سحية القريبة وهو اأمر ن�سجع عليه‬ ‫مل� له من دور اإيج�بي يف توفري كمي�ت‬ ‫ك�فية من اأكي��س الدم لدى بنك الدم‪،‬‬ ‫واأدعو اجلميع هن� للحر�س على امل�س�ركة‬ ‫فيه� وت�سجيعه� والإ�ستمرار ب�مل�س�ركه‬ ‫به� مل� له� من دور اإيج�بي ي�سكر عليه ‪.‬‬

‫د ‪ .‬غ�دة البي�ت‬


‫إضاءات‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫عذر ًا أيها القاسم ‪ ...‬ظلمناك‬

‫تتجلى قطرات من ع��سوراء بني حني واآخر‬ ‫لرت�سم ملحبي احل�س�رة الإن�س�نية لوحة‬ ‫متتزج فيه� مع�ين عظ�م‪ ،‬ت�ستلهم منه�‬ ‫الب�سرية درو�س وعرب يف �ستى املج�لت‬ ‫الإجتم�عية والأخالقية والرتبوية‪ ،‬وحتى‬ ‫الإن�س�نية التي غرف منه� وخ��سة غري‬ ‫امل�سلمني الكثري حتى ارتوى مبعينه�‬ ‫واأ�س�سوا بن�ء ًا عليه� توجه�تهم اأو‬ ‫حترك�تهم يف احلي�ة‪ .‬فغ�ندي عندم�‬ ‫يدر�س احل�سني (ع) ل يقراأه من الن�حية‬ ‫الإ�سالمية واأنه الإم�م املن�سو�س عليه‬ ‫من ال�سم�ء‪ ،‬واإل لآمن واأ�سلم غ�ندي‪،‬‬ ‫بل نراه يدر�س احل�سني (ع) اإن�س�ني ً�‬ ‫وقي�دي ً� وثوري ً� لي�ستلهم من احل�سني‬ ‫(ع) الدرو�س يف القي�دة والثورة م�‬ ‫ُ َمي ِّكن غ�ندي من اإجن�ح ثورته يف الهند‪.‬‬ ‫واحل�سني (ع) ق�ئ ٌد عظيم ا�ستط�ع‬ ‫بوا�سطة اأن�س�ره اأن يحقق تلك الهداف‬ ‫ال�س�مية البعيدة والتي اأده�ست مفكري‬ ‫الع�مل وكل ذي لب‪ .‬ولقد �س�هم اأ�سح�به‬ ‫يف هذه الثورة خري م�س�همة واأبدعوا خري‬ ‫اإبداع لدى �سيد الإبداع الإن�س�ين اآنذاك‪،‬‬ ‫حيث لتكفي يف مع�يري الثورات وجود‬ ‫الق�ئد الن�جح بل لبد من وجود اأن�س�ر‬ ‫حقيقيني واأتب�ع توؤمن ب�لقي�دة لتكون مراآة‬ ‫اأفك�ر الق�ئد وترجم�ن لتخطيط�ته بدقة‪.‬‬ ‫وهذا م� اأجنح ثورة احل�سني (ع) الع�سكرية‬ ‫وا�سقط ثورة احل�سن (ع) ع�سكري ً�‪.‬‬ ‫ويف هذه الدرا�سة اأتن�ول احلديث‬ ‫عن اأحد اأن�س�ر احل�سني (ع)‪ ،‬والذي‬ ‫ك�ن له دور ب�رز وح�سور مميز يف‬ ‫كربالء‪ ،‬وهو الق��سم بن احل�سن (ع)‪.‬‬ ‫يعترب الق��سم يف �سخ�سه قدوة ومدر�سة‬ ‫عظيمة ي�ستلهم منه� الأحرار الكثري من‬ ‫الدرو�س‪ ،‬وهن� ل اأب�لغ اأو اأج�مل اأو حتى‬ ‫ا ِّ‬ ‫أعظم �سخ�سية ب�سيطة‪ ،‬بل هي احلقيقة‬ ‫يف و�سف �سخ�سية فذة و�سج�عة‪ .‬اإن‬ ‫الت�ريخ ظلم الق��سم (ع) يف جم�لت‬

‫‪12‬‬

‫�ستى‪ ،‬ظلمه عندم� حجب حق�ئقه عن تفويت الن�سرة ل�سيد العرتة والإ�ست�سه�د‬ ‫الن��س ومل ينقل لن� �سخ�سيته‪ ،‬فم�ذا بني يديه يف اأعظم فتح على وجه الر�س‪.‬‬ ‫يعرف الن��س عن الق��سم‪ ،‬وم� هي �سف�ته‬ ‫ومميزاته؟ نحن ل نعرف عن الق��سم اأراد الق��سم اأن يكون جم�هد ًا يف �سبيل‬ ‫اإل من خالل كربالء ودوره الرائع الذي اهلل جه�د من وعى خطورة املوقف‬ ‫تنحني له روؤو�س كل الأحرار يف الع�مل‪ .‬الإ�سالمي و�سرورة ن�سرة دين جده‬ ‫امل�سطفى (�س) الذي اأبلى فيه بنو اأمية‬ ‫نعم‪ ،‬مل يذكر الت�ريخ لن� عن �سخ�سية واأراقوا م�ءه‪ .‬حترك الق��سم لن�سرة �سيده‬ ‫الق��سم اإل الي�سري‪ ،‬مل يذكره كم� ذكر واإم�مه احل�سني (ع) ل رغبة منه يف ن�سرة‬ ‫احل�سني (ع) اأو اأمري املوؤمنني (ع)‪ ،‬اإل عمه بل ن�سرة خليفة اهلل على الأر�س‪.‬‬ ‫اأن يف م� ُذ ِكر الكف�ية لفهم بع�س جوانب حترك نحو اخللود واأراد اأن ي�سطر بدمه‬ ‫بقلم حممد عبدالر�سول‬ ‫�سخ�سية هذا ال�س�ب وفهم الروحية ال�سريف ن�سر الإ�سالم كله والذود عن الق��سم يف �سورة �سيقة وحمدودة‪ ،‬ر�سموا‬ ‫والنف�سية الع�لية الأبية التي ك�ن يتمتع به�‪ .‬بي�سة الدين‪ ،‬هذا هو �سمو نف�سية الق��سم‪ .‬اإط�ره� يف ق�سية عر�س الق��سم‪ ،‬فم� اإن‬ ‫تذهب هن� ت�سمع زف�ف الق��سم‪ ،‬وم� اأن‬ ‫ك�ن الق��سم بن احل�سن (ع) يتمتع تت�سح من خالل الق��سم يوم الطفوف ت�سمع الرادود حتى ت�ستمع لزف�ف وح�سرة‬ ‫ب�لأخالق الإ�سالمية الع�لية‪ ،‬فهو �سنيعة جمموعة كبرية من ال�سف�ت التي متتع به� على ق�سر هذا الزف�ف‪ .‬ويحكم اأك�ن‬ ‫ً‬ ‫احل�سني (ع) الذي رب�ه واعتنى به بعد ب�لإ�س�فة مل� مت �سرحه م�سبق� ك�ل�سج�عة الق��سم خ�لي ً� من ال�سف�ت‪ ،‬ذو �سخ�سية‬ ‫وف�ة اأبيه احل�سن (ع) ع�م ‪ 50‬هـ‪ ،‬وهذه يف امليدان والبطولة والفداء وهذه ال�سف�ت خ�وية حتى نرتك درو�س عظيمة ي�سطره�‬ ‫اخلالل جتلت بو�سوح يوم الع��سر من نبيلة ع�لية مميزة يتميز به� الق��سم على الق��سم ونتب�كى على زف�ف مل يح�سل ومل‬ ‫املحرم يف ‪ 61‬للهـجرة‪ ،‬عندم� اأقبل �سغر �سنه‪ .‬ك�ن يتحلى بقوة وب�س�لة اللت�ن يكن؟ مل�ذا هذه ال�سورة الق�متة ال�سحيحة؟‬ ‫الق��سم يدق ب�ب اخللود ليفتح هو مكنت�ه من �سحق الأعداء ومن�جزتهم اإين ل اأب�لغ هن� يف م� اأكتبه ول اأ�سن‬ ‫بنف�سه بوابة املجد عن طريق كربالء‪ .‬فقتل منهم من قتل وهذا م� قد ل يت�سنى هجوم� من فراغ‪ .‬فم� اإن ت�أتي ليلة الث�من‬ ‫ملن يف �سنه‪ ،‬لكنه ابن اأبي ط�لب الذي لو يتحدث هذا عن زف�فه وهذا عن امل�سمي�ت‬ ‫اإن موقفه ك�ن ي�سري بكل و�سوح اإىل متتع ولد الن��س لولدهم كلهم �سجع�ن‪ .‬كم� اأن له ويفرد البع�س حديثه عن الزواج‬ ‫الق��سم ب�ملروؤة والنجدة‪ ،‬فهو ل ي�ستطيع �سه�مة الق��سم مل ت�سمح له اأن يكون اإم�مه وفوائده مبكر ًا ك�ن اأم يف �سن املت�أخر‪.‬‬ ‫اأن ي�سمع اإم�م زم�نه ي�ست�سرخ الن��سر يف وحيد‪ ،‬كيف ت�ستقر روحه بعيد عن ن�سرة لقد ك�ن للح�سني اأمنية اأن يزوج الق��سم‬ ‫ً‬ ‫حرية ووحدة ويقف �س�كن� حتى لو مل يبلغ ال�سيد املبجل ال�سهيد يف يوم الفتح ويوم كم� هي اأمنية كل اأب‪ ،‬حيث احل�سني (ع)‬ ‫ً‬ ‫ا ُ​ُ‬ ‫حللم ومل ي�سل ل�سن التكليف ال�سرعي‪ .‬القرابني‪ ،‬فهنيئ� لبطلن� الفذ والهم�م هذه اأب ً� للق��سم ولي�س بوالده‪ ،‬رب�ه �سغري ًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لنقف وقفة �س�دقة مع النف�س‪ ،‬لو كن� املواقف‪ .‬ففزمت واهلل فوزا عظيم�‪ ،‬في�ليتني واعتنى به �س�ب ً� فحق له اأن يحلم بهذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يف �سن الق��سم يف ذلك املوقف احلرج‪ ،‬كنت معكم ف�أفوز واهلل فوزا عظيم�‪ .‬املن��سبة‪ ،‬ولكن املحققون ينفون وقوع‬ ‫هل �س ُنق ِبل على القت�ل ونحن على يقني‬ ‫هذا الزف�ف يف هذا الظرف ال�سعب‬ ‫ب�ملوت ونعلم ب�أنن� مل نبلغ �سن التكليف؟ والآن وبعد معرفة مالمح �سخ�سية الق��سم والفرتة ال�سغرية التي ع��سته� احلرب‪،‬‬ ‫هل �سيكون لن� موقف الن�سرة بكل �سه�مة والتي مت ا�ستنب�طه� من قطرات �سحيحة من واحل�سني (ع) قد ب�ن عليه الإنك�س�ر بعد‬ ‫كم� ك�ن للق��سم؟ اإن الذريعة الكربى جبني الت�ريخ واقتط�ف ثري� علي� الق��سم فقد العب��س (ع) والآلم العظ�م التي اأملت‬ ‫التي �ستت�سدق به� النف�س اأنن� خ�رج من �سم�ء كربالء‪ ،‬لبد من درا�سة واقعن� بن�س�ء احل�سني (ع) ‪َ .‬ف ِل َم هذا الرتديد‬ ‫ً‬ ‫اإط�ر احل�س�ب يف اأفع�لن� ول�سن� مط�لبني مع الق��سم‪ ،‬فهل فهمن� الق��سم جيدا؟ على حدث مل يكن؟ ومل�ذا ُيذكر وك�أنه‬ ‫يجر علين� القلم‬ ‫ب�لتك�ليف ال�سرعية ومل ِ‬ ‫من امل�سلم�ت حتى اأن ال�سب�ب والأطف�ل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعد‪ ،‬وغريه� من املربرات التي �سن�سوقه� هن� يف هذه الأ�سطر اأ�سجل عتب� �سديدا تبني عليه اآرائه� وفكره�‪ ،‬واإذا م� �س�ألتهم‬ ‫م� يكفي من التهرب من املوت وحرارة ومالمة عظمى على الكثري ِمن َمن تن�ول ق�لوا �س�ب تزوج وا�ست�سهد �س�عة زواجه‪.‬‬ ‫ال�سيوف ورهبة العراك‪ ،‬وهو م� مل يب�ل �سخ�سية الق��سم ويتحدث به�‪ .‬لقد �س َّور‬ ‫به الق��سم‪ ،‬بل نخوته ومروؤته مل ت�سمح له الكثريين من خطب�ء املن�بر والرواديد لقد تركن� احلديث الطويل عن هذا‬

‫ال�‬ ‫وت‬ ‫وق‬ ‫عن‬ ‫ب�أ�‬ ‫ب�‬ ‫وامل‬ ‫وظ‬ ‫اأخ‬ ‫هذ‬ ‫من‬ ‫وت‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫هذ‬ ‫امل‬ ‫يع‬ ‫الف‬ ‫تع‬ ‫يع‬ ‫وع‬ ‫وه‬ ‫من‬ ‫و�‬ ‫وال‬ ‫امل‬

‫اأح‬ ‫حت‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫(ع‬


‫‪13‬‬

‫وا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫رة‬ ‫ن‬ ‫ية‬ ‫ه�‬ ‫مل‬ ‫؟‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ر‪.‬‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫ري ًا‬ ‫ذه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ب‪،‬‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‪.‬‬

‫ذا‬

‫إضاءات‬

‫ال�س�ب وخالله‪ ،‬وتركن� �سج�عته واإب�ئه‪ ،‬يرحل و ُيث َكل به ودعون� نقف ع�م ًُ� بعد ع�م‬ ‫وتركن� مك�نته عند عمه احل�سني (ع) يف حمط�ت عمر الق��سم ال�سغري �سن ً�‬ ‫وقوته لنتحدث وننزل مب�ستوى حديثن� العظيم �س�أن ً� الذي مل تغره الدني� بزخرفه�‪.‬‬ ‫عنه ليكون جمرد زف�ف وزواج‪ .‬اإنه ل‬ ‫ب�أ�س ب�أن يتن�ول اخلطب�ء مو�سوع الزواج ولنقف وقفة اأخرى عند حمطة ال�سيدة‬ ‫ب�ستى نواحيه‪ ،‬بل يجب توعية الن��سئة اجلليلة‪ ،‬اأم الق��سم‪ ،‬رملة التي ظلمن�ه�‬ ‫واملتزوجني‪ ،‬لكن لنكف عن جت�هل الق��سم اأي�س ً� وجرتن� ع�طفتن� ورغبتن� يف البك�ء‬ ‫وظلمه بهذا ال�سكل‪ .‬دعون� ننطلق نحو حل�سر موقفه� يوم الطف يف فقدان ابنه�‪.‬‬ ‫اأخالق الق��سم‪ ،‬ف�إين اأجد يف الق��سم يف اإن احلديث عن ال�سيدة اجلليلة رملة يك�د‬ ‫هذا ال�سن والذي يعي�س فيه ال�سب�ب ح�لة اأن يكون حم�سور يف النوح والبك�ء على‬ ‫من الإ�سطراب النف�سي والقلق الروحي الق��سم حتى يفهم من هذا النوح ونف�سية‬ ‫وتبدل يف ال�سخ�سية‪ ،‬م� يعرب عنه ب�سن م� يتن�قله البع�س اأن ال�سيدة رملة ك�نت‬ ‫املراهقة وم� يتبعه من �سعوب�ت‪ ،‬اأجد ك�رهة خلروج الق��سم للقت�ل‪ ،‬بل وك�أنه�‬ ‫يف الق��سم مدر�سة يحتذى به� لن��سئة ك�نت جتر احل�سرة على خروجه للقت�ل‬ ‫هذا ال�سن ودر�س لتعلم التع�ي�س مع هذه وب�لت�يل فقده على �سغر �سنه‪ .‬كلم�ت‬ ‫املرحلة وتخطي عقب�ته�‪ .‬اإن �سب�بن� اليوم وعب�رات واأبي�ت ت�سري اإىل تلك النف�سية‬ ‫يعي�س ح�لة من التخبط على امل�ستوى ال�سلبية الك�رهة لفقده وك�نه� مل جتد‬ ‫الفكري وهو م� مل يع�سه الق��سم‪ ،‬يعي�س �سبيل ملنع الق��سم من َق َد ِر ِه يف كربالء‪.‬‬ ‫تعرث يف امل�ستوى الأخالقي‪ ،‬وهو م� مل كال عزيزي الق�رئ‪ ،‬مل تكن كذلك‪ .‬ك�نت‬ ‫يع�سه الق��سم‪ ،‬يع�ين من �سي�ع الهدف ال�سيدة اجلليلة الف�همة لدينه�‪ ،‬املعرتفة‬ ‫وعدم معرفة النف�س و�سعف الثقة فيه�‪ ،‬بحقوق الإم�مة‪ ،‬ع��ست زوجة ل�سبط النبي‬ ‫وهو م� مل يع�سه الق��سم‪ .‬دعون� ن�ستلهم احل�سن (ع)‪ ،‬ولزمت عقد ًا من الزمن‬ ‫من الق��سم الثب�ت والو�سوح الفكري يف اإم�مة وقي�دة الإم�م احل�سني (ع)‪،‬‬ ‫و�سالمته‪ ،‬والرقي الأخالقي و�سموه‪ ،‬تعي �سرورة هذا القت�ل وتعلم وجوب‬ ‫والثقة ب�لنف�س وقدرته� على حتقيق ط�عة الإم�م‪ ،‬واحل�جة امللحة لن�سرة‬ ‫املنجزات الكبرية حتى مع �سغر ال�سن‪ .‬الدين‪ ،‬راغبة يف اأن تكون موا�سية ل�سيدة‬ ‫الن�س�ء(ع)‪ .‬هذا م� �سرحت به تلك‬ ‫اأحبتي اأوقفوا التطبيل على وتر الزف�ف ول الرواية التي ت�سري بو�سوح اإىل دفع ال�سيدة‬ ‫حت�سروا ق�سية ابن احل�سن (ع) يف هذه رملة للق��سم للقت�ل رغب ٍة منه� يف ن�سرة‬ ‫الأمنية التي مل اأ�سمع �سيء عن الق��سم اإل �سيد �سب�ب اأهل اجلنة‪ ،‬توا�سي الزهراء‬ ‫فيه�‪ .‬لننطلق نحو الق��سم‪ ،‬عزيز احل�سني (ع) وتقدم اإبنه� قرب�ن ً� وفداء ًا للح�سني‬ ‫(ع) الذي مل َ‬ ‫ير�س له ب�دئ الأمر اأن ال�سهيد (ع)‪ .‬كم� تن�س رواية على اأنه�‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫مب�س�عر الأمل التي تطغى على �سخ�سيته�‬ ‫الإمي�نية وعزمه� يف ن�سرة الدين يف‬ ‫احل�سني ال�سهيد (ع)‪ .‬كف�ن� ظلم ً� له�‬ ‫وملك�نته� العظيمة ودعون� نقراأ مواقفه�‬ ‫ب�سكل وا�سح حتى ن�ستلهم منه� ومن‬ ‫ب�قي الن�س�ء العظ�ت الكبرية‪ ،‬فكم من‬ ‫امراأة ك�نت بحق من اأبط�ل كربالء‪.‬‬

‫هي من األب�ست الق��سم لب�س احل�سن (ع)‬ ‫عندم� �سكى ابنه� عدم موافقة احل�سني‬ ‫(ع) لربوزه للقت�ل ب�دئ الأمر‪ ،‬وك�أنه�‬ ‫ُت َذكر احل�سني (ع) ب�أخيه وت�ستعطفه بحق‬ ‫احل�سن امل�سموم (ع) اأن ي�سمح لبنه� يف‬ ‫اجله�د بني يديه‪ .‬نعم هي كذلك‪ ،‬ك�نت‬ ‫موا�سية فدائية عندم� فدت احل�سني‬ ‫(ع) ب�بنه� ودفعت به يف �سوح القت�ل‪،‬‬ ‫مل تكن منك�سرة جمربة‪ ،‬بل خمت�رة دعون� ونحن نعي�س هذه الذكري�ت الليمة‬ ‫نقراأ الت�ريخ جيد ًا ون�ستلهم العرب والدرو�س‬ ‫ل�س�ب ذهب اإىل ال�سه�دة اختي�ر ًا‪ ،‬راغب ً�‬ ‫يف اهلل‪ ،‬معر�س ً� عن الدني�‪ ،‬ن��سر ًا لإم�مه‬ ‫احل�سني (ع) ليكتب ا�سمه يف �سجل‬ ‫الف�حتني اخل�لدين‪ ،‬يع�نق عب�ب ال�سم�ء‬ ‫بروحه‪ ،‬وم� اأعظمه� من روح‪ .‬لنبتعد عن‬ ‫ح�سر الق��سم يف زف�ف مل يكن‪ ،‬لت�ستمع‬ ‫اآذانن� لغري هذه الق�سة‪ ،‬لت�سغي لدرو�س‬ ‫الق��سم‪ .‬اأوقفوا احلديث عن ال�سيدة‬ ‫رملة ال�سلبية‪ ،‬بل تكلموا عن من مل َ‬ ‫تر�س‬ ‫لبنه� غري ت�ج ال�سه�دة و�س�م‪ ،‬املوا�سية‬ ‫الن��سرة ولي�س الن�دبة احل��سرة‪ ،‬نعم‬ ‫من املعقول ومن ال�سرورة اأن تندب ابنه�‬ ‫ال�سهيد وحتزن على فقد غ�سن ح�سني‬ ‫مفتخرة ب�إجن�ز ابنيه� اللذين ا�ست�سهدا ك�لق��سم‪ ،‬ولكن لي�س بهذه ال�سورة الب�سعة‬ ‫مع احل�سني (ع) يف طفوف العراق‪ .‬عن هذين النورين يف ف�س�ء كربالء‪.‬‬ ‫وطبع ً� هذا ل يعني ان تتجرد ال�سيدة‬ ‫رملة من ع�طفته� ك�أم مفجوعة ب�إبنه�‬ ‫الذي ق�سى وارحتل عنه� خملف ً� اأم‬ ‫ثكلى لفقده حزينة‪ ،‬بل هي مفجوعة‬ ‫لفراقه ك�أي اأم يف�رقه� ابنه� يف �سن‬ ‫كهذا‪ .‬لب�أ�س اأن نتذكر حزنه� ولكن لي�س‬

‫اأكتب كلم�تي هذه راجي ً� من اهلل تع�ىل‬ ‫القبول ومن �س�داتي احل�سن والق��سم واأمه‬ ‫– عليهم ال�سالم – القبول وال�سف�عة يوم‬ ‫بقلب‬ ‫ل ينفع م� ٌل ول بنون اإل من اأتى اهلل ٍ‬ ‫�سليم‪� .‬سال ٌم من اهلل عليكم ور�سوانه‬ ‫اأيه� النخبة من الآل ورحمته وبرك�ته‪.‬‬


‫إضاءات‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 9‬ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ‪ 1434‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫سراق ِت َّكة الحسين (ع)‬ ‫من أجواء عاشوراء‪ُ ...‬‬

‫ق�ل الراوي‪ « :‬ثم اأقبلوا على اجل�سد‬ ‫الط�هر‪ ،‬وبدءوا ب�سلبه بكل خ�س ٍة و�سف�قة‪،‬‬ ‫ف�أخذ قمي�سه اإ�سح�ق بن حوية احل�سرمي‬ ‫وهو من الع�سرة الذين �سعدوا بحوافر‬ ‫خيلهم حتى ّ‬ ‫ر�سوا ظهر و�سدر اجل�سد‬ ‫الط�هر‪ .‬ويق�ل اأنه وجد يف ذاك القمي�س‬ ‫اأكرث من م�ئة رمية وطعنة و�سربة‪.‬‬ ‫واأخذ �سراويله اأبجر بن كعب التيمي‪،‬‬ ‫واأخذ عم�مته اأخن�س بن مرثد بن علقمة‬ ‫احل�سرمي‪ ،‬وقيل ج�بر بن يزيد الأودي‪،‬‬ ‫واأخذ درعه م�لك بن ب�سري الكندي اأو عمر‬ ‫بن �سعد وك�نت ال�سه�م يف درعه ك�ل�سوك‬ ‫يف جلد القنفذ‪ .‬واأخذ نعليه الأ�سود بن‬ ‫خ�لد‪ ،‬واأخذ خ�مته بجدل بن �سليم‬ ‫الكلبي‪ ،‬فقطع اإ�سبعه مع اخل�مت‪ .‬واأخذ‬ ‫قطيفة له ك�نت من خزّ‪ ،‬قي�س بن الأ�سعث‪،‬‬ ‫واأخذ �سيفه جميع بن اخللق الأزدي‪،‬‬ ‫ويق�ل رجل من بني متيم ا�سمه الأ�سود‬ ‫بن حنظلة‪ ،‬اأو القالف�س النه�سلي‪ ،‬وهذا‬ ‫ال�سيف املنهوب لي�س هو بذي الفق�ر»‪.‬‬ ‫نعم م� قراأمتوه لهو الواقع الذي حدث‬ ‫ولكن ملن؟ لي�س لرجل من ع�مة الن��س‪،‬‬ ‫بل جل�سد �سبط الر�سول (�س) بعد‬ ‫معركة كربالء مب��سرة على يد بع�س من‬ ‫ي�سمون اأنف�سهم م�سلمني‪ .‬هذا يحدث‬ ‫لأ�سرف ج�سد بعد ر�سول اهلل (�س) األ‬ ‫وهو ج�سد الإم�م احل�سني بن على (ع)‬ ‫�سليل العرتة الط�هرة على يد القتلة ع�م‬ ‫‪ 61‬للهجرة‪ .‬اإنه� �سهوة النتق�م ال�سديدة‬ ‫التي لي�س له� مربر وب�سكل ل ميكن اأن‬ ‫ي�سدقه عق ٌل موزون اأو �سمري واعي‬ ‫يف نف�س اأي م�سلم مهم� ك�ن انتم�ئه‪.‬‬ ‫والأدهى والأمر ومم� يعترب و�سمة ع�ر‬ ‫يف جبني الدولة والقتلة اآنذاك تلك‬ ‫الدونية من �سهوة النتق�م والت�سفي التي‬ ‫و�سل اإليه� اأفراد جي�س احلكم الذي‬ ‫قتل احل�سني (ع)‪ ،‬فقد ق�م اأحدهم‬ ‫ب�سلب «تكة �سروال» احل�سني (ع)‪.‬‬ ‫واحلك�ية تقول اأن رجال بال ا ٍأيد ول اأرجل‬ ‫وهو اأعمى وجد يردد بينه وبني نف�سه‬ ‫«رب جنني من الن�ر‪ ،‬فقيل له‪ :‬مل‬ ‫قول‪ِّ :‬‬ ‫تبق لك عقوبة‪ ،‬ومع ذلك ت�س�أل النج�ة‬ ‫من الن�ر؟ فق�ل‪ :‬كنت فيمن قتل احل�سني‬ ‫(ع) بكربالء‪ ،‬فلم� ُقتل راأيت عليه �سراويل‬

‫وتّك ًة ح�سنة بعدم� �سلبه الن��س‪ ،‬ف�أردت اأن‬ ‫اأنزع منه التكة حل�سن مظهره�‪ ،‬فرفع‬ ‫يده اليمنى وو�سعه� على التكة‪ ،‬فلم اأقدر‬ ‫على دفعه�‪ ،‬فقطعت ميينه‪ ،‬ثم هممت اأن‬ ‫اآخذ التكة فرفع �سم�له فو�سعه� على تكته‬ ‫فقطعت ي�س�ره‪ ،‬ثم هممت بنزع التكة من‬ ‫ال�سراويل‪ ،‬ف�سمعت زلزلة‪ ،‬فخفت وتركته»‪.‬‬ ‫اأعم�ل وح�سية ل ي�سدق اأن يقوم به�‬ ‫اإن�س�ن يحرتم نف�سه‪ ،‬ولكنه� وقعت‪ ،‬وتت�بع‬ ‫م�سل�سل �سهوة النتق�م من بيت الر�سول‬ ‫(�س) واآله بت�س�بق القوم على نهب‬ ‫خي�م احل�سني (ع) بعد مقتله‪ ،‬لدرجة‬ ‫اأنهم جعلوا ينزعون ملحفة املراأة عن‬ ‫ظهره�‪ ،‬فخرجن بن�ت الر�سول (�س)‬ ‫وحرمه وهن يف بك�ء‪ ،‬ويندبن لفراق‬ ‫احلم�ة والأحب�ء‪ .‬حتى يق�ل اأن امراأة من‬ ‫بكر بن وائل ك�نت مع زوجه� يف مع�سكر‬ ‫الأعداء عندم� راأت اجلي�س قد اقتحم‬ ‫على ن�س�ء احل�سني (ع) ف�سط�طهن‪،‬‬ ‫وهم ي�سلبونهن اأخذت �سيف ً� واأقبلت نحو‬ ‫الف�سط�ط‪ ،‬فق�لت‪ :‬ي� اآل بكر بن وائل‪،‬‬ ‫اأ ُت�سلب بن�ت ر�سول اهلل؟ ي� لث�رات ر�سول‬ ‫اهلل‪ ،‬ف�أخذه� زوجه� ورده� اإىل رحله حتى‬ ‫ل تف�سحه عند �سيده فيخ�سر الغنيمة‪.‬‬ ‫ومل يتوقف م�سل�سل �سهوة النتق�م حتى اأن‬ ‫�سكينة بنت احل�سني (ع) اعتنقت ج�سد‬ ‫والده� املقتول ف�جتمع عدة من اأفراد‬ ‫اجلي�س وج ُّروه� عنه و�سحلوه� يف الرتاب‪.‬‬ ‫ثم اأقبل اأعداء اهلل حتى اأحدقوا‬ ‫ب�خلي�م‪ ،‬ومعهم �سمر بن ذي اجلو�سن‪،‬‬ ‫فق�ل‪« :‬ادخلوا ف��سلبوا بزَّتهن‪ ،‬فدخل‬ ‫القوم ف�أخذوا م� ك�ن يف اخليمة حتى‬ ‫اأف�سوا اإىل قرط ك�ن يف اأذن اأم كلثوم‬ ‫اأخت احل�سني (ع)‪ ،‬ف�أخذوه وخرموا‬ ‫اأذنه� ف�س�لت الدم�ء منه� ومل ُتع�لج‪.‬‬ ‫كم� �سرقوا كل احللل وا ُ‬ ‫حللي والأخمرة‬ ‫والثي�ب الن�س�ئية‪ ،‬حتى ك�نت املراأة لتن�زع‬ ‫ثوبه� على ظهره� حتى ُتغلب عليه‪ .‬بل حتى‬ ‫احليوان�ت مل ت�سلم من النهب وال�سلب حيث‬ ‫م�ل بقية جي�س النتق�م على الإبل فنهبوه�‪.‬‬ ‫ومت �سرب الن�س�ء ب�كعب الرم�ح وهنَّ‬ ‫يلذن بع�سهن ببع�س ويت�س�يحن فلم‬ ‫يرق قلب اأحد يف مع�سكر الأعداء لهن‪.‬‬ ‫وبعد عملية النهب املنظمة وال�سرق�ت‬

‫‪14‬‬

‫الو�سيعة حتى لأتفه الأ�سي�ء‪ ،‬كم� هي‬ ‫ع�دة امل�أزومني نف�سي ً� ويعي�سون ح�لة‬ ‫الت�سفي وتلعب بروؤو�سهم �سهوةالنتق�م؛‬ ‫اأ�سدر زعيم الأعداء اأفظع قرار وهو قطع‬ ‫روؤو�س القتلى يف مع�سكر احل�سني (ع)‬ ‫وزاد يف الت�سفي ب�أن اأمر برتك الأج�س�د‬ ‫بال دفن يف واحدة من املروع�ت يف جرائم‬ ‫الت�ريخ الإن�س�ين مل ي�ستطع ال�سمري‬ ‫امل�سلم احلي اأن ين�س�ه� حتى اليوم‪.‬‬ ‫األي�س كل هذا الإيغ�ل يف املحرم�ت‬ ‫هو نتيجة من نت�ئج �سهوة النتق�م‬ ‫والت�سفي غري الأخالقي واملريع يف كل‬ ‫د‪ .‬حممد حميد ال�سلم�ن‬ ‫ال�سرائع ال�سم�وية والنوامي�س الإن�س�نية‪.‬‬ ‫فلم�ذا اأقدمت عليه ال�سلطة احل�كمة؟ ودرا�سته� طبي ً� وربط ذلك بدرا�سة‬ ‫ذلك ال�سوؤال الأبدي امل�ثل اأم�م مثل اجتم�عية ونف�سية وتربوية لتلك النفو�س‬ ‫هذه ً الأحداث وغريه� لن جند له التي تقوم ب�رتك�ب هذه الأفع�ل‪.‬‬ ‫جواب� �س�في� اإل بت�سريح تلك العقول‬

‫ف‬


‫‪15‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫فراديس حسينية‬

‫ة‬ ‫س‬ ‫ل‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ 11‬ﺷﻬﺮ ﻣﺤﺮم ‪ 1435‬ﻫـ ‪2013 /‬م‬

‫بعد�سة ح�سني طريف‬

‫م�أمت ال�سن�ب�س ‪ -‬ال�سن�ب�س‬

‫م�أمت العجم ‪ -‬املن�مة‬

‫م�أمت احل�ج علي عبداهلل خمي�س ـ البالد القدمي‬

‫م�أمت اأن�س�ر العدالة ‪ -‬الدراز‬

‫ح�سينية اأبو�سيبع ‪ -‬اأبو�سيبع‬

‫م�أمت مديفع ‪ -‬املن�مة‬


‫ﻟﻨﺸﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻜﻢ وأﻧﺸﻄﻜﺘﻢ أو ﺣﺠﺰ ﻣﺴﺎﺣﺎت إﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟ ﻋﺪاد اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻧﺮﺟﻮ اﻟﻤﺮاﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫‪ Email:almjlis@gmail.com‬أو اﻻﺗﺼﺎل ﻋﻠﻰ‪39696146 :‬‬

‫راحلون في الذاكرة‬ ‫المرحوم الحاج عبداهلل الشمروخ‬ ‫مع اأهل البيت وخدمتهم منذ نعومة اأظفاره ‪.‬‬ ‫لهذا عندما قرر أالخوة املوؤ�س�سون ملاأمت‬ ‫ال�سناب�س النهو�س بت�سييد املاأمت يف عام ‪1965‬م‬ ‫كان اأحدهم وكان ع�سوا رئي�سيا وفاعال يف‬ ‫جلنة اخلدمات ‪...‬وقد مت رحمه رئي�سا لهذه‬ ‫اللجنة حتى وفاته ‪...‬وقد كان لفرتة مديدة‬ ‫الع�سو املعتمد ملقدمة املوكب احل�سيني يف‬ ‫ماأمت ال�سناب�س‪.‬‬ ‫وكان من �سمن جمموعة اإدارية لختيار‬ ‫اخلطباء الذين مت ا�ست�سافتهم يف ماأمت‬ ‫ال�سناب�س من العراق ‪..‬وكان اأي�سا ممن �ساهم‬ ‫مولده‬ ‫ولد املرحوم احلاج عبداهلل علي حممد يف جلب البالط (الكا�ساين) من العراق والذي‬ ‫ال�سمروخ يف عام ‪ 1930‬م يف قرية ال�سناب�س ‪ .‬زينت به حيطان املاأمت للواجهة أالمامية ‪.‬‬ ‫وهب عمره وعائلته ومنزله خلدمة الإمام‬ ‫احل�سني (ع)‪...‬حيث كان منزله وحتى يومنا‬ ‫هذا م�ستودعا ومطبخا ل�سيافة املنا�سبات‬ ‫يف ذكريات اأهل البيت من اأفراح ووفيات‬ ‫‪...‬ويف ذكرى عا�سوراء يتحول منزله اإىل‬ ‫قاعة ح�سينية تعج بامل�ستمعات من ال�سناب�س‬ ‫وخارجها‪.‬‬

‫ن�ساأته‬ ‫ن�ساأ وترعرع يف ال�سناب�س وعندما بلغ العا�سرة‬ ‫من عمره �سافر للعمل يف �سلك مهنة‬ ‫النجارة يف اململكة العربية ال�سعودية‪...‬وقد‬ ‫ا�ستمر يف هذا العمل حتى ق�سى فيه خم�س‬ ‫�سنني متتاليات اكت�سب فيها مهارة النجارة‬ ‫‪...‬وبعدها عاد اإىل موطنه مقررا العمل يف‬ ‫نف�س املهنة ‪...‬بعد فرتة من عودته ملوطنه‬ ‫ا�ستبدل مهنته ليك�سب قوته من عائدات برادة كان دائما يحث اأبناءه وي�سجعهم على التفاين‬ ‫يف اخلدمة احل�سينية ‪...‬ويروي اأحد اأبنائه اأن‬ ‫�سغرية يف و�سط ال�سناب�س ‪.‬‬ ‫والده من �سدة ع�سقه لالإمام احل�سني (ع) كان‬ ‫ي�سع حاجيات الطبخ فوق �سريره لينام هو‬ ‫ن�ساطه احل�سيني‬ ‫كان احلاج عبداهلل مولعا بحب الإمام احل�سني على أالر�س‪...‬ويروي اأي�سا اأنه كان يو�سيهم‬ ‫(ع) ول يتوانى عن بذل ما يتمكن منه وما وين�سحهم باحرتام كل �سيوف الإمام واأن‬ ‫ي�ستطيعه يف خدمته ‪ ...‬كان هذا طبعه وخلقه يظل منزله مفتوحا للح�سني وزواره ‪.‬‬

‫ومما روى عنه اأي�سا تو�سيته لهم باعتبار كل‬ ‫ماآمت احل�سني على حال واحد واأن يرتادوها‬ ‫دون قطيعة ول جفاء ‪...‬ويقول رواية عن‬ ‫والده اأنه عندما �سافر جللب الكا�سي كان‬ ‫جوازه منتهي ال�سالحية اإل اأنه ذهب للعراق‬ ‫وعاد دون اأن يلتفت اأحدلذلك ‪...‬وكان هذا‬ ‫بربكة وتوفيق الإمام احل�سني (ع)‪.‬‬

‫وفاته‬ ‫انتقل احلاج عبداهلل اإىل جوار ربه فجر‬ ‫ال�سبت ‪ 12‬دي�سمرب ‪1987‬عن عمر ناهز ‪75‬‬ ‫عاما ق�سى جلها يف خدمة �سادته الطاهرين‬ ‫‪...‬ح�سره اهلل معهم ومتعه ب�سفاعتهم ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.