مجلة أضواء العدد الثامن

Page 1

‫رئـيـس مـجـلـس اإلدارة‬ ‫مصطفى محمد األسدي‬ ‫رئـيـس التحـريــر‬ ‫نقــــاء محســـن‬

‫العدد‬ ‫الثامن‬

‫نصر األبطال رسم طريق المستقبل‬ ‫ُ‬ ‫اقرأ يف هذا العدد‬

‫* يوميات سائق التكسي‬ ‫* فن االبتسام‬ ‫* اغتال مشاعري‬

‫* واقرأ ايضا‬

‫* األيس كريم‬

‫* إرشادات لتجنب الوقوع في فخ األلعاب الرخيصة‬

‫مجلة شهرية تعنى بالثقافة واالدب والفنون تصدر عن مجموعة من االدباء والصحفيين‬

‫ثقافية ‪ .‬أدبيه ‪ .‬إجتماعية ‪ .‬أخبارية‬


‫مدير التحرير‬ ‫سارة سامي‬ ‫الكادر‬ ‫ميس شاكر التميمي‬ ‫سارة سامي‬ ‫فاطمة جوزي‬ ‫سجى سوداني‬ ‫علي نجم‬ ‫مالك كامل‬ ‫هيام عباس‬ ‫زهراء المالكي‬ ‫احمد ابو ماجن‬

‫‪adhwaamagazine.blogspot.com‬‬

‫لجنة التدقيق اللغوي‬ ‫مالك كامل‬ ‫هيام عباس‬ ‫بشرى حسن البدري‬ ‫التدقيق و المراجعة‬ ‫خالد عبد الكريم‬ ‫العالقات العامة‬ ‫ضحى جمال‬ ‫التنضيد األلكتروني‬ ‫يوسف العتابي‬ ‫التصميم األلكتروني‬ ‫اشرف مهدي‬

‫‪adhwaa.am@gmail.com‬‬


‫إعـــــــــــالن‬

‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫يسر إدارة مجلة أضواء أن تعلن عن استقبالها اإلعالنات الخاصة‬ ‫بالمؤسسات والشركات والمراكز التجارية والفنية من خالل قنواتها‬ ‫الرئيسية والمثبتة أدناه‪ ،‬وبعروض رمزية تجعلها األولى في مجال‬ ‫اإلعالن وبوصول عام يشمل جميع المحافظات العراقية‪.‬‬

‫موبايل ‪00964-7703120871 :‬‬ ‫إيميل ‪adhwaa.am@gmail.com :‬‬


‫كلمة العدد‬

‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫نصر األبطال رسم طريق المستقبل‬ ‫ُ‬ ‫رئـيـس مـجـلـس اإلدارة‬

‫مصطفى حممد األسدي‬ ‫العراقي‬ ‫تزامن صدور العدد الثامن لمجلة أضواء الثقاف ّية مع موعد تحقيق النصر‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهابي والخالص من هذه الحقبة المظلمة التي ألحقت ضر ًرا‬ ‫على تنظيم داعش‬ ‫ّ‬ ‫كبيرا في مقدرات البلد األمن ّية واالقتصاد ّية‪ ،‬وانبرت حينها التضحيات العظيمة التي‬ ‫ً‬ ‫ساهمة المساهمة األكبر في إنجاز هذا النصر الكبير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تحقيق البطوالت‬ ‫بارعا في‬ ‫مقاتلا مغوا ًرا‬ ‫كان للشباب الدور األكبر فمنهم من تصدر‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫وحاملا لرسالة الحق‬ ‫مبدعا‬ ‫التي ُعرف بها العراق ّيين على مر العصور‪ ،‬ومنهم من كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طريقا لمداد النصر العظيم‬ ‫وناقلا لهذه االنتصارات المسددة‪ ،‬فاإلعالم كان وال زال‬ ‫الذي شهدهُ العالم ودونه التأريخ‪.‬‬ ‫ولهذا الحدث المهم سيكتب ويدون الشرفاء فخرهم ونصرهم الكبير على مر‬ ‫منجرف كاد أن َيهلك به وبأهله‬ ‫السنين ليخلد في التأريخ‪ ،‬والذي أنقذ البلد من‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الحرب‪ ،‬ال‬ ‫يكسب‬ ‫يستطيع أن‬ ‫الفرنسي "شارل ديغول" َمن ال‬ ‫فكما يقول الفيلسوف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫يستطيع أن‬ ‫يكسب ّ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫من يبحث عن الغفران‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫نقاء حمسن‬

‫أحتار كثيرًا كيف نميز األصالة من الزيف ‪ ،‬وهل من الجيد ان نلعب دور‬ ‫الضحية في هذه الحياة دائما ؛ام نخضع لبادرة اليأس برأي( ان يكون‬ ‫األنسان مسؤو ً‬ ‫ال عن نفسه) ال داعي للمواقف الساخرة التي تترك بعض‬ ‫العفن في حياتنا ربما علينا ان نتجاهلها فقط ‪ ،‬في رحلتي مع الغفران‬ ‫مابين تراث الماضي واغاني تقيم العزاء في قلوب محبة ومابين وجع‬ ‫اسقطته قصيدة عابرة واخر يبتسم لمودة نابضة في يوم جديد ‪ ،‬كثيرا‬ ‫ما اشعر كم استهلكت ويسعدني انني استهلك الجل الحق ‪ ،‬ألنني‬ ‫على يقين من نقائي ‪ .‬فهل يفهم المخلوق حجم وجع يتركه في‬ ‫مكان ما ام هل يرجع عن باطل تسرب الى قلبه ؛ نحن ندرك كم ان‬

‫‪2‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫الحب يجعلك حي على قيد الحياة ؛ولكن ؟ هل يفهمك المحبوب حين‬ ‫تطلب منه ان يعيرك كتفه للحظات ‪،‬ربما يكون كتفه صحراء قاحلة‬ ‫ولكنك حين تستلقي عليه تجدد االمنيات ‪،‬وحين تكون ماء ينساب‬ ‫في هذه الحياة البد ان تجد اراضي خصبة وصخور ومطبات ؛والمؤلم ان‬ ‫تترك نفسك لتكون سخرية للقدر وتغفر لمن اليكون الئقا بحلمك ‪ ،‬هل‬ ‫الحياة كذبة ؟ وهل نضيع نحن تحت انقاض الكلمات الداكنة نتسائل‬ ‫لما نبتلع اوجاعنا ‪ ،‬في كل مرة‪ ،‬فيشيخ القلب‪ ،‬وتمتد التجاعيد حتى‬ ‫النخاع ‪ ،‬نصاب بألم الخيبة ثم ألم األثم ‪ ،‬ندورفي دائرة واحدة نبحث‬ ‫عن الغفران المفقود !!‬ ‫وبين الممكن وأال ممكن تبدأ االشياء تضمحل وتتالشى مثل ‪،‬‬ ‫غيمة عابرة ارادت البكاء ثم اختفت‪،‬‬ ‫لن امنح الغفران لقلوب اتعبتني وخذلتني غير الئقة بي دعك من‬ ‫الدوران حول االشياء المهمشة واجعل الغفران لروحك فقط امنحها‬ ‫السالم والعبادة ‪....‬‬

‫‪3‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫اقرأ معي‬ ‫أبو الطيب املتنيب شاعر ولد يف العراق (الكوفة) زمن الدولة العباسية‬ ‫وعاش بسوريا ومصر يف القرن الرابع اهلجري‬ ‫مات وعمره ‪ ٥٠‬سنة‬ ‫كل ما قاله ما زلنا نستخدمه و مل يرتك اي موضوع‬ ‫فوائد‪.‬‬ ‫قوم‬ ‫عند‬ ‫قوم‬ ‫مصائب‬ ‫هو القائل ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العزائم‪.‬‬ ‫العزم تأتي‬ ‫أهل‬ ‫وهو القائل ‪ :‬على قد ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫تراب‪.‬‬ ‫التراب‬ ‫فوق‬ ‫وكل الذي‬ ‫وهو القائل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهو القائل ‪ :‬ما ُّ‬ ‫ُ‬ ‫المرء‬ ‫كل ما يتمنى‬ ‫السفن‬ ‫الرياح بما ال تشتهي‬ ‫يدرك ُه ‪ .‬تجري‬ ‫ُ‬ ‫الرفيع من األذى حتى ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫راق على‬ ‫الشرف‬ ‫م‬ ‫جوانب ِه َّ‬ ‫الد ُ‬ ‫وهو القائل ‪ :‬ال َيس َل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللئيم تم َّردا‬ ‫أكرمت‬ ‫ملك َت ُه ‪ ،‬وإن أنت‬ ‫الكريم‬ ‫أكرمت‬ ‫وهو القائل ‪ :‬إذا أنت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سـر ُج سا ِب ٍح ✰‬ ‫الدنى‬ ‫وهو القائل ‪ :‬أع ُّز‬ ‫كتاب‬ ‫الزمان‬ ‫جليس في‬ ‫وخير‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مكان في ُّ‬ ‫مال في الدنيا لمن َّ‬ ‫مجد في الدنيا لمن َّ‬ ‫َ‬ ‫قل‬ ‫قل ما ُل ُه ‪ ،‬وال‬ ‫وهو القائل ‪ :‬فال‬ ‫مجدهُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصداقة ما َي ُ‬ ‫وهو القائل ‪ :‬ومِ ن العداوةِ ما ينا ُل َ‬ ‫نفع ُ‬ ‫ِم‬ ‫ـه ‪ ،‬ومِ ن‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ض ُّر و ُي ْؤل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهو القائل ‪ :‬وإذا أتتك مذمتي من‬ ‫فاضل‬ ‫الشهادة لي بأني‬ ‫ناقص ‪ ،‬فهي‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫العجز أن تكون جبانـا‬ ‫بـد ‪ ،‬فمن‬ ‫يكن مِ ن‬ ‫وهو القائل ‪ :‬وإذا لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المـوت ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫النجـوم‬ ‫تقنع بما دون‬ ‫وم ‪ ،‬فال‬ ‫غامرت في‬ ‫وهو القائل ‪ :‬إذا‬ ‫ٍ‬ ‫مر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شرف ُ‬ ‫العشق ح َّتى ُذ ْق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فعج ُ‬ ‫ـت ُ‬ ‫ـه ‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫ذلت‬ ‫وع‬ ‫يعشق‬ ‫يموت من ال‬ ‫بت كيف‬ ‫وهو القائل ‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رسن‬ ‫رأس إلى‬ ‫فقر الحما ِر بال‬ ‫أدب ‪،‬‬ ‫قلب إلى‬ ‫الجهول بال‬ ‫فقر‬ ‫وهو القائل ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫النفوس كبـا ًرا ‪ ،‬تعبت في ُمرادِ ها األجسام‬ ‫وهو القائل ‪ :‬وإذا كانت‬ ‫ُ‬ ‫الدين أن َتحفوا شواربكـم ‪ ،‬يا ً‬ ‫ُ‬ ‫األمم‬ ‫أمة ضحكت من جهلِ ها‬ ‫أغاية‬ ‫وهو القائل ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فخرت ال بجدودي‬ ‫شرفت بل شرفوا بي ‪ ،‬وبنفسي‬ ‫والقائل ‪ :‬ال بقومي‬ ‫ْ‬ ‫صمم‬ ‫وأسـمعت كلماتي َمن به‬ ‫نظـر األعمى إلى أدبي ‪،‬‬ ‫والقائل ‪ :‬أنا الذي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والقلم‬ ‫والقرطاس‬ ‫والضرب‬ ‫والحرب‬ ‫تعـرفني ‪،‬‬ ‫والبيداء‬ ‫والليل‬ ‫فالخيــل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والنقصان من شرفي ‪ ،‬أنا ُّ‬ ‫َ‬ ‫والهـرم‬ ‫الشيب‬ ‫وذان‬ ‫الثريــا‬ ‫العيب‬ ‫أبعد‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪4‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫البطالة اغالل تشبك ايدي الشباب‬

‫فاطمة السراي‬

‫من مقومات الدولة القوية اوالمجتمع هو اقتصاد جيد وشباب قوي يكون سبب في وضع‬ ‫اساس ذلك األقتصاد فالشباب ركيزة اساسية في بناء الدولة القوية التي تقدر وتحترم‬ ‫الطاقات الوالدة من فئة الشباب اذن الشباب هو مرحلة مهمة في حياة الفرد وتبدأ من‬ ‫سن الثامنةعشر او العشرين حسب الفروق الفردية لكل فرد وهي عماد مستقبل الفرد‬ ‫النه فيها يضع اولى خطوات مستقبله وعلى اساسها تتحدد امور حياته‪.‬لكن بطبيعة‬ ‫الحال وكما هو معروف في جميع الدول تواجه الشباب عقبات كبيرة ومن ضمنها البطالة‬ ‫والتي يقصد بها عدم وجود عمل للشباب لكي يكملو به مسيرة حياتهم و مستقبلهم‬ ‫‪،‬هذه البطالة التي اشبكت ايدي كثير من الشبان بأقفال اعجزتهم عن تلبية متطلبات‬ ‫عوائلهم ‪،‬وبالتالي تأثيرها على اتجاهات الشباب وجعلهم يسلكون طرق غير شرعية في‬ ‫سبيل حصولهم على مايعينهم في حياتهم من هذه الطرق الغير شرعية القتل السرقة‬ ‫اوالنصب واالحتيال او االنتماء الى الجماعات المسلحة وهذا ماانتشر في االونة االخيرة وعلى‬ ‫صعيد اقليمي ‪،‬فعند التحدث مع احدهم وتسئلة عن الدافع الذي جعله ينتمي الى تلك‬ ‫الجماعات تكون ثاني اجابة له الدافع المادي بعد المعتقد او الفكر‬ ‫‪،‬البد ان نذكر االسباب التي تؤدي الى البطالة حتى يتم وضع حلول ناجحة للتقليل من‬ ‫البطالة من هذه االسباب هي سوءالتخطيط الجيد والتنسيق بين الوزارات ‪،‬وكذلك سوء‬

‫‪5‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫األوضاع االمنية وعدم استقرار احوال البالد وكذلك االعتماد على القطاع العام وهذا‬ ‫سبب ولكن بنفس الوقت نتيجة ‪،‬اذ ان البطالة تجعل الشباب يعتمدون على القطاع‬ ‫العام واليجازفون في االستثمار بسبب سوء االحوال المعيشية ‪،‬كذلك احتكار الوظائف‬ ‫وتكدس الثروةبيد ابناء الطبقة االولى اوابناء المتنفذين بالدولة‪ ،‬واهدار المال العام‬ ‫وبالتالي عدم حصول الشباب من الطبقات الفقيرة على عمل‪،‬هذه االمور اثقلت كاهل‬ ‫الشباب وجعلتهم اليجازفون في وضع اللبنات االولى في اي عمل و افقدت شبابنا‬ ‫رونقهم ورقيهم وجعلتهم يتجهون نحو كهولة مبكرة !اذن البد ان نهتم بشابنا‬ ‫الذين هم عماد الوطن و ان يأخذ االقتصاد منحا اخر وان يتم رسم خطط ستراتيجية‬ ‫وتقوية القطاع الخاص وتصفية المؤسسات االقتصادية والحكومية من السراق وان يتم‬ ‫االتجاه نحو تنويع االقتصاد وبالتالي توفير فرص عمل للشباب المساكين الذين يمرون‬ ‫بظروف اليتمناه العدو لعدوه ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫" علي ياري في ذمة القلب"‬ ‫سجى سوداني‬ ‫علي ياري‪ ،‬شاعر شاب‪ ،‬خاض غمار الشعر حبًا وطموحًا‪،‬‬ ‫وارتقى س ّلمه متحديًا نفسه‪ ،‬راسمًا طريقه بالكلمات‪،‬‬ ‫صدر ديوانه األول بعنوان" في ذمة القلب" مودعًا جمال‬ ‫الحروف في قلوب الناس‪ ،‬كان لمجلة أضواء حوار خاص معه‪..‬‬ ‫_كيف يع ّرف علي ياري نفسه‪ ،‬بطريقة غير عن المعتاد؟ ولماذا أخترت " ياري" لقبًا؟‬ ‫َ‬ ‫يصف نفسه "مجموعة إنسان" لكثرة اتجاهاته واختالط سلبياته‬ ‫أحب أن‬ ‫علي ياري كما‬ ‫َّ‬ ‫بإيجابيته واكتسابه ما يفتقد وافتفاده ما كسب ولتناقضاته في بعض األحيان فهو‬ ‫الشيطان والمالك والظالم والمظلوم ‪ ،‬االجتماعي واإلنطوائي‪ ..‬هذا ما يراه في نفسه‬ ‫والرؤية األدق عند من يعرفه‪.‬‬ ‫اسم علي ياري كان مقترحًا منذ عام ‪ 2011‬ولكن تأجل لوجود اسم مشابه له في اللقب‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يظن ظان أنني قريب منه أو مقلد له حتى اتخذت االسم لقبا لي عام ‪ 2015‬و‬ ‫فخشيت أن‬ ‫ياري ليس اسما أجنبيا كما يظن الكثير من الناس فهو اسم عربي محض وعلى لغة من‬ ‫ياء يعني في األصل "جاري" و ياري هو اسم جدي الخامس‪.‬‬ ‫يقلب الجيم ً‬ ‫_كيف كانت بداياتك مع الشعر؟ وما هو المؤثر الكبير في مسارك الشعري؟‬ ‫كنت أميل إلى هذا الجانب بشكل بسيط جدا ومتنوع بين شعبي وفصيح عام ‪ 2003‬حتى‬ ‫بدأت أكتب النثر والخواطر عام ‪ 2007‬ثم العمود عام ‪ 2010‬ثم مسحت كل شيء وبدأت فيما‬ ‫أنا عليه اآلن منذ ‪ 2013‬التأثير يرجع ‪ -‬من خالل هذه الحقب الزمنية ‪ -‬للدراسة المعنية في‬ ‫نفس المجال أال وهي اللغة العربية‪.‬‬ ‫وبم تأثرت من الشعراء؟‬ ‫_ هل لك طقوس خاصة للكتابة؟‬ ‫َ‬ ‫نعم طقوسي في الكتابة ثابتة وهي العزلة والهدوء والموسيقى‪ ،‬تأثري كان حسب‬ ‫بداياتي في االطالع على الشعراء فكنت أقرأ في الصبا للمتنبي ثم نزار ثم أحمد مطر ثم‬ ‫الجواهري وبعد تخرجي تأثرت بالحبوبي وإيليا أبي ماضي‪ ،‬ولم يتوقف الموضوع لهذه‬ ‫األسماء في يومنا هذا‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫_ في صراع األصالة والحداثة‪ ،‬إلى من تميل أكثر؟‬ ‫ال أستطيع الفصل بينهما وال ينبغي لذلك‪.‬‬ ‫_ برأيك هل حققت المهرجانات الشعرية هدفها المنشود لكل من الشاعر والمتذوق؟‬ ‫المهرجانات الشعرية ما زالت تحبو بشكل بطيءٍ جدًا للتقدم فالمصالح والمجامالت أكبر‬ ‫لألسف لكن ستصحو هذه الفعاليات متأخرًا من اإلسفاف فاألمر يحتاج وقتًا والمبدعون‬ ‫كثر‪.‬‬ ‫_وسائل التواصل االجتماعي ‪،‬سالح ذو حدين فبينما ُيسهم بإيصال نتاج الشاعر من جهة‪،‬‬ ‫ولكنها قد تجعل هذا النتاج عرضة للسرقة من جهة أخرى‪ ،‬ما الذي نال ياري منها؟‬ ‫قد ذقت السالح بحديه فهو سبب في انتشار القصائد واالسم وهو نفسه كان سببًا في‬ ‫سرقة بعض القصائد‪.‬‬ ‫قواف صعبة‬ ‫_ في ديوانك الصادر مؤخرًا " في ذمة القلب" نجد فيه تحديًا واضحًا‪ ،‬كاختيار‬ ‫ٍ‬ ‫أو كتابة قصائد بال نقاط! ما هو تعليقك بهذا الشأن؟‬ ‫بطبيعتي ال أحب الكتابة على نهج من سبق أو بتكرار كلمة داخل النص‪ ،‬البحث عن التميز‬ ‫أمر طبيعي يجعلني‬ ‫غاية موجودة عند كل إنسان فعدم كتابتي على‬ ‫ٍ‬ ‫قواف الكتها العرب ٌ‬ ‫بقواف غير مألوفة أو مشهورة على أن يكون المضمون أهم من ذلك‪.‬‬ ‫ألجأ لكتابة القصائد‬ ‫ٍ‬ ‫تحد لنفسي وأتمنى التوفيق‪.‬‬ ‫كذلك القصائد بال نقاط هي‬ ‫ٍّ‬ ‫_ في غمرة الجنوح للطباعة وخصوصًا من قبل الشباب‪ ،‬هل نال الشعر حقه؟ أم أن هذه‬ ‫ُ‬ ‫الخطوة التي تتسارع كثيرًا صارت نقمة عليه؟‬ ‫الشعر في حالة ال يحسد عليها‪ ،‬بسبب الطباعة والمجامالت واالهتمام بالمال أكثر من‬ ‫الكتاب مما جعل الطباعة مسألة تجارية فانقلبت المقاييس؛ وظاهرة التقليد للغرب‬ ‫ً‬ ‫غربية بطابعها‬ ‫الذي غ َّير ذائقة القارئ‪ .‬وصلنا لمرحلة أن الكاتب العربي يكتب نصوصًا‬ ‫ومجتمعها وإسلوبها ويعتبرها نتاجًا عربيا‪.‬‬ ‫_ قصيدة النثر‪ ،‬برأيك هل حققت ما طمحت إليه كنوع أدبي جديد وقوي ؟‬ ‫النصوص النثرية ليست جديدة وهي جميلة في قالبها وإسلوبها المختلف‪ ،‬لكن في هذه‬ ‫ْ‬ ‫وعاء يستقطب السموم ليذرفها على الشعر‪ ،‬وعاء يحتوي الهاوي والبعيد عن‬ ‫بدت‬ ‫األيام‬ ‫ً‬ ‫أساسيات األدب لعدم وجود قواعد وثوابت فيه‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫_ ما هو رأيك باالدب النسوي اليوم؟ وكيف هو حضور المرأة في قصائد ياري؟‬ ‫مبدئيًا ال يوجد أدب نسوي أو أدب رجالي أنا ضد هذه المصطلحات ف األدب واحد‪ ،‬أما‬ ‫دور المرأة فيه‪ ،‬فهو في تقدم رائع مع كثرة النساء البعيدات عن الشعر والتي ُتعطى‬ ‫َّ‬ ‫لهن الفرص وتغيب عن المبدعات ألسباب معروفة‪ ،‬لكن اإلبداع يفرض نفسه ويشرق نوره‬ ‫مهما حجبته غيوم المصالح والغرائز وأنا سعيد بمعرفتي للكثير من المبدعات في الفترة‬ ‫األخيرة مستبشرًا خيرًا بهن‪.‬‬ ‫المرأة لها النصيب األكبر من شعري وهذه مسألة طبيعية عند الشعراء فهي مصدر‬ ‫اإللهام دائمًا‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫�ش‬ ‫ل‬ ‫عاع ا ح ب�‬ ‫مالك كامل ‪ -‬بغداد‬

‫يبدأ األمر غالبًا ‪ ،‬ولربما دائمًا‬ ‫يخترق جدران القلب شعاع خافت يشتد‬ ‫ويتسع ويحول الظلمة إلى ضوء ومن‬ ‫ثم إلى فضاءات مشرقة في عالمه الخاص‪،‬‬ ‫ينسى فيها اإلنسان إحباطات الروح والتخبطات‬ ‫الدائمة المؤلمة ‪ ،‬ويصبح لألشياء البسيطة ملذة‬ ‫وحضور في الذات يمكن أن يلمسه الشخص نفسه ‪.‬‬ ‫تتغير أبعاد األماكن وتذوب فواصل الزمن فيعم شعور الحب والرغبة بالحياة بعد‬ ‫إنطفاء دام لمدة طويلة‪،‬‬ ‫حالة واقعية تفرضها الطبيعة ليس بمقدور اإلنسان أن يهرب منها حين ينبض قلبه‬ ‫بالحب‪،‬‬ ‫فالحب مهما إختلفت أشكاله وتنوعت طبائعه فهو سيبقى حب واحد وهوية واحدة‬ ‫‪ ،‬فالحب بذرة سماوية تزهر في كل األجواء و حقول اإلنسانية والعشق الحقيقي ‪ ،‬وفي‬ ‫أية أرض وعلى أي مكان بغض النظر عن نوع التربة أو الطبيعة والمناخ ‪ ،‬ودون إعتبار لعرق‬ ‫أو لون أو دين‪،‬‬ ‫لكي أن يحب اإلنسان أو يسمح لدبيب الحب ان يتسلل إلى قلبه فعليه أن يحب الحياة‬ ‫ويحب الناس أو ً‬ ‫ال وأن يبتعد عن تدميرهما ألن أسمى أنواع الحب هو حب الناس والحياة‪،‬‬ ‫وأي شعور يتولد بداخل اإلنسان إتجاه محبوبه ‪ ،‬هو إمتداد لحب الحياة والناس واإليمان‬ ‫بهما‪ ،‬وحب الحياة هو إنعكاس للرغبة بديمومة الحياة نفسها‪،‬‬ ‫وأية حالة حب شخصية فهي ال بد من إنسانيتها لحب الناس‪،‬‬ ‫وما يقتل الحب ويطفئ شعاعه ليس سوء تقدير الناس لمعنى الحب وعجزهم عن‬ ‫إدراك األبعاد األخالقية واإلجتماعية‪ ،‬وحتى السياسية لفعل الحب‬ ‫العجز بالوراثة أو العجز باإلدراك‬ ‫العجز بالوراثة تعود أسباب نشأته لطبيعة البيئة التي عاش فيها واألفكار التي تربى‬

‫‪10‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫عليها‪،‬‬ ‫والعجز باإلدراك بأسباب ثقافته وما للثقافة من تأثيرات على مستوى الوعي التام‬ ‫والمدرك لمعنى الحب والتعايش تحت مسمى الحب الحقيقي‪،‬‬ ‫ومن األخطاء الشائعة دائمًا ما بين الناس أن الحب تتكفل به العاطفة اإلنسانية‬ ‫بعيدًا عن العقل واإلدراك لمعنى الحب‪ ،‬وذلك لتبرير طبيعة النقص الحاد في الوعي‬ ‫الذي يتحكم بعواطفهم‪ ،‬واإلتجاهات المنحرفة التي تحكم عالقاتهم باآلخرين‪،‬‬ ‫يتناسون أن العقل هو من يفتح أبواب العاطفة على كل إتجاهات الحب الحقيقي‪،‬‬ ‫ثمة تناغم واقعي وأزلي مابين العقل ومشاعر اإلنسان الن الحب في حقيقته هو‬ ‫إختيار إنساني عميق وهو ناتج عن حالة عقلية ترتدي ثياب واقع العاطفة ‪،‬‬ ‫أن يختار اإلنسان يعني إنه حر‪.‬‬ ‫وحرية اإلختيار تضعه أمام مسؤولية كبيرة نتيجة إختياره‪ ،‬ويكون مسؤو ً‬ ‫ال عن كل‬ ‫شيء‬ ‫وفي كل الكتب السماوية وكتب الحكماء هناك قصص تروي لنا كيف يحب اإلنسان‬ ‫فداء للحب‬ ‫ويموت من أجل المحبوب أو يضحي بنفسه‬ ‫ً‬ ‫وكيف يصبح اإلنسان ضائعًا حين يغادره شعاع الحب‬ ‫ويضيع كل شيء ويرتكب األخطاء ويدخل في متاهات كثيرة ويعيش في ظالم‬ ‫مميت‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫� م �� ق ة‬ ‫ر ج ل ن ج ي ل ال�دو�‬

‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫جنالء االسدي ‪ -‬البصرة‬

‫ً‬ ‫قوم ال ُيحبذ التفرد يعني إنك‬ ‫ختلفا في فكرك وتوجهك وأنت بين‬ ‫صبيا ُم‬ ‫أن تكون‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شاذا عنهم‪ ،‬محط للسخرية في أسمارهم ضربًا لألمثال في غضبهم‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫صعب‪ ،‬فهو يحتاج للقوة العقلية قبل البدنية‪ ،‬فال بد لك أن تسهر‬ ‫الريف‬ ‫النضج في‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ليلك وأنت تصطاد السمك‬ ‫وعند بزوغ الفجر تعود لمنزلك ترتدي مالبسك وتأخذ (البايسكل ) للمضي للمدرسة‬ ‫وانت تسمع صوت الصواريخ صباحًا بد ً‬ ‫ال عن العصافير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومع كل ذلك كان جي ً‬ ‫متفوقا دراسيًا ‪ ،‬كان لي أبًا حازم فهو ال يرضى بالخطأ وأن‬ ‫ال‬ ‫اخطأت أنا أو أحد أخواني‬ ‫كانت نخيل بستا ُننا يشهد على أصابعنا المتمسكة بها بقوة‪.‬‬ ‫تحاول أمي حينها بحنيتها إنزالنا منها لكنه يأبى ذلك‪.‬‬ ‫صنع من إخواني رجا ً‬ ‫ال بكل معنى الكلمة ‪.‬‬ ‫بفضلة َ‬ ‫قال لي ذات مرة ‪:‬‬ ‫زي التجنيد اإلجباري لم يكن بعيدًا عن شبابي أخذ من سنيني ما أخذه ‪،‬ولم أتنازل‬ ‫عن حلمي في هندسة الطيران اكملت دراستي رغم الصخور الثقيلة في طريقي‬ ‫التي تركت أثارها على جسدي‪ ،‬عاقت االقدار والحروب ُحلمي لكنه لم يردعني عن‬ ‫االستمرار في دراستي‬ ‫ُ‬ ‫الزلت اذكر جيدًا ذلك اليوم التموزي ‪ 1985/7/6‬يوم تخرجي من كلية التمريض في‬ ‫بغداد ‪.‬‬ ‫ميزان الحياة يتطلب التضحيات في أغلب األوقات‬ ‫اغتربت عن عائلتي عدة مرات‪ ،‬أمتعة السفر التي كانت تجهزها زوجتي كانت تحمل‬ ‫عطر بيتي الذي لم يغب عني في غربتي‪.‬‬ ‫كسبت العديد من الشهادات رفعت من علمي قبل عملي‪ ،‬عملت في أماكن عدة‬ ‫في دائرة الصحة في مدينتي البصرة‬ ‫اآلن أنا أعمل في منصب معاون مدير في المستشفيات التي تعنى بأطفال السرطان ‪.‬‬ ‫رأسا على عقب وإرادة اهلل‬ ‫ليست كل األحالم تتحقق مثلما نريد ‪ ،‬األقدار تقلب األمر ً‬ ‫فوق الجميع ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شيئا تمسك به بقوة ال يثنيه أي شيء عن صنع نفسه‪.‬‬ ‫من أراد‬ ‫لألجيال القادمة هذه نصيحتي لكم‬ ‫أبني لنفسك من العدم قصو ًرا من األحالم ال تحزن إن اشتعلت نيران الواقع في أحد‬ ‫طوابقها فال زال فيه العديد من الطوابق األخرى‪ ،‬كن على يقين أن اهلل يكتب لك‬ ‫النجاح في أصغر الغرف ويعدمها في أخرى‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫نصائح أدبية‬

‫إميان محاني ‪ -‬اجلزائر‬ ‫التعلمني البالغة كأنك باحث في ألنحو‬ ‫غارقا في مجلدات الشعر‬ ‫التنجرف وراء األدب الشوارعي‬ ‫زاعما أنك قديس الحروف‬ ‫وأنت خطيئة اللغة‬ ‫التهن حرفا أتعب المتنبي والجواهري وألسياب‬ ‫فتخال نفسك‪ ..‬بريستيج‪..‬‬

‫التنثر قصائدك بين لصوص الفكر ظنا أنك للمجد سائر‬ ‫التصغر من إسم الجاللة في نصوصك‬ ‫مدعيا أنك تراه بعين ثاقبة وغيرك جاهل‬ ‫التعلمني األدب وأنت في معترك السخافة‬ ‫غارق بين حديث نهد وظل زائل‬ ‫وإن غرتك قصص الهواة المتشدقين بقشور الغرب‬ ‫إعلم أن الحرف العربي هو بستان الرب الجميل‬

‫‪13‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫كيف تعرف ان العسل حقيقي‬ ‫السيد حممد اهلامشي‬ ‫يحتوي العسل عالي الجودة على العديد من مضادات األكسدة المهمة‪ ،‬وتشمل الفينوالت‪،‬‬ ‫واإلنزيمات‪ ،‬والمركبات مثل الفالفونويد واألحماض العضوية‪،‬‬ ‫ملعقة واحدة من العسل تحتوي على ‪ 64‬سعرة حرارية باإلضافة إلى ‪ 17.3‬غرامًا من‬ ‫يعد مصدرًا هامًا للبروتين وال يحتوي على الدهون‪ ،‬حيث تحتوي كل‬ ‫الكربوهيدرات‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫معلقة من العسل على كمية صغيرة من الحديد‪ ،‬والمغنيسيوم‪ ،‬والبوتاسيوم‪ ،‬والزنك‪،‬‬ ‫والنياسين‪ ،‬وفيتامين ب‪. 6‬‬ ‫افضل طريقة لكشف العسل الطبيعي عن المغشوش هو ان العسل الطبيعي اليتقرب‬ ‫اليه من الحشرات سوى النحلة والدبور اللي هو الزنبور النه مسلط عليها يقتلها ويأكل‬ ‫العسل وهذه سنة الطبيعة لضمان عملية توازن وجود الحشرات‪.‬‬ ‫لكي نكتشف العسل كونه طبيعي نستطيع ان نعرض العسل على الحشرات مثال إناء‬ ‫ماعون نسكب به العسل وآناء اخر نضع به السكر المنزلي نشاهد ان الحشرات مثل النمل‬ ‫او الذباب يهجم على السكر ويترك العسل بينما اذا وضعت عسال مغشوشا سيهجم‬ ‫عليه النمل وباقي الحشرات كما في السكر‬ ‫يعتبر مادة حافظة قاتلة ألي نوع من الفايروسات والبكتريا والطفيليات والتخمريات‪.‬‬ ‫بحيث لو حفظ في وعاء نظيف الف سنة سوف يحافظ على وجوده وكأنه ابن اليوم‬ ‫وصالح لالستعمال وبدون اي تغيير كيميائي في عناصره او في طعمه ‪.‬‬ ‫من صفاته انه ُيستقبل جميع االعشاب الطبية المخلوطة معه بحيث يسمح إلذابتها‬ ‫داخله واالنسجام معها وايصال عناصرها الى ابعد نقطة في الجسم وهناك عسل سام‬ ‫وهذا ال يعرف به اال نسبة قليلة من الخبراء‬ ‫اذا تغذى النحل على رحيق ازهار لنباتات سامة فسوف ينتج عسل سام ويكتشف من خالل‬ ‫حاسة الشم اذا اثار العطاس فهو سام قاتل ‪.‬‬ ‫الباحث باالعشاب والطب التكميلي عضو النقابة العامة للعشابين والطب التكميلي في‬ ‫العراق وعضو الجمعية العراقية للباراسيكولوجي والطاقة الحيوية ‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫يوميات سائق تكسي‬ ‫قصة واقعية بقلم الكاتب البصري داود الفريح‬ ‫ليلة امس كنت عائدًا من سفوان ‪ ،‬بعد أن أوصلت عائلة كردية قادمة من كردستان العراق‪،‬‬ ‫حيث لهم أقارب متوفي هناك‬ ‫وكانوا مستغربين جدًا من وضع البصرة البائس ‪ ،‬وينظرون بحسرة وألم الى شوارعها‬ ‫المليئة بالحفر والمطبات ‪ ،‬والى أرصفتها المليئة بصور الشهداء‬ ‫في طريق العودة كنت افكر مليًا بذلك السؤال الذي حيرني وحرك ماكان ساكنًا بي‬ ‫وكأ َّنه صدى يتردد في مخيلتي‪.‬‬ ‫قالت تلك العائلة ‪ :‬يا أهل البصرة كيف لكم أن تعيشوا وسط هذا الخراب و هذا الدمار؟‬ ‫اليس فيكم من ينتفض؟ مدينتكم منكوبة كانها خارجة من حرب‬ ‫كنت أردد في نفسي جوابًا على ذلك السؤال " ﻻ ليس فينا من ينتفض‪ ،‬ومدينتنا مازالت‬ ‫في حرب وصراعها دائم مادامت االحزاب تحكمها"‬ ‫ُ‬ ‫شاهدت سيارة ﻻندكروزر‬ ‫وحزن شديد على حال البصرة‬ ‫يأس‬ ‫وفي هذه األثناء وأنا في حالة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دفع رباعي متوقفة على حافة الطريق وصاحبها ينتظر يد العون والمساعدة ممن‬ ‫سيصادفه طريقًا‬ ‫توقفت دون إشارة منه‬

‫‪15‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫واذا بصاحب السيارة إمرأة ثالثينية العمر ومعها أمها‬ ‫كانا قد توقفتا في هذا الوقت المتأخر من الليل بسبب عطل في السيارة ولسوء حظهم‬ ‫فأنا لم أكن خبيرًا وال مقتدرًا على‬ ‫أجيد أن أشد برغيًا في مكانه‬ ‫إصالحها كوني ال‬ ‫ُ‬ ‫قالت المرأة وهي ترتجف خوفًا و قلقًا‪ :‬لقد تعطلت السيارة فجأة بعد أن توقفنا إضطرارًا‬ ‫لقضاء حاجة طفلتي‬ ‫قلت إطمئني وال تخافي سأكون معكم حتى النهاية‬ ‫حاولت أن أجد العطل فرفعت "بنيد" السيارة واذا بقابلو التوصيل "رأس الباتري "منزاح عن‬ ‫مكانه‬ ‫بمطب مروري قوي اثناء السير‬ ‫سألتها إن كانت قد م َّرت‬ ‫ٍ‬ ‫قالت‪ :‬نعم‬ ‫قلت‪ :‬حسنًا لقد عرفت السبب‬ ‫قالت أمها وهي تتوسل بي أرجوك ال تتركنا وحيدين في العراء واهلل لو أنقذتنا من هذا‬ ‫الموقف سأمنحك ماترغب‬ ‫وضعت القابلو في محله وطلبت منها أن تعطيني مفتاح التشغيل‬ ‫وبالفعل سهل اهلل امرهم ومكنني من مساعدتهم‬ ‫فرحت صاحبة السيارة وراحت تحضن أمها بلهفة‬ ‫أخرجت األم ورقة فئة ‪ 100$‬جزاءًا لما فعلت لكني رفضت أخذ المبلغ‪ ،‬فليس من الرجولة أن‬ ‫يستغل ضعفهما إنسان آخر في تحقيق ما يسعى اليه‬ ‫استحلفتني باهلل ان ﻻ اردها‬ ‫قلت لها ‪" :‬خالة الدنيا بعدها بخير ‪ ،‬واليوم انا وكفتلك وساعدتك ‪ ،‬باجر انا هم اصير بهيج‬ ‫موقف او اتعس وهم راح يوكفلي غيري ‪ ،‬وهاي هي الدنيا الكل على الكل والكل على اهلل‬ ‫توكلوا على اهلل" و سرت‬ ‫خلفهم الى أن وصلوا الى البيت أطمئن على وصولهم بخير‬ ‫و حين وصلنا الى دارهم في منطقة كوت الحجاج‬ ‫علي بقبول هديتها‬ ‫نزلت السيدة مع أمها تتشكرني وأصرت األم‬ ‫َّ‬ ‫بعد أن خرجت من المنزل وبيدها علبة مربعة الشكل مغلفة ًبغالف رائع جدا‬ ‫قالت لي‪ :‬ﻻ أملك أغلى من هذا‬ ‫قلت وما هذا ؟؟‬ ‫قالت "الكتاب المقدس"‬ ‫اهدتني إياه وهي تقول‬ ‫"حفظك الرب من كل سوء "‬ ‫ُ‬ ‫وجدت جوابًا لسؤال تلك العائلة‬ ‫آه قلت في نفسي هنا‬ ‫ُ‬ ‫وذهبت فرحًا وسعيدًا بهديتها‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫ُ‬ ‫غفوة ُحلم‬ ‫نور صباح‬

‫ورقي تتناسى وجوده‬ ‫شيء‬ ‫ثم َة‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫مغترب في أرصفة الذاكرة‬ ‫ٌ‬ ‫رفوف الزمن‬ ‫نائم على‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫خارج نطاق الحياة‬ ‫إ ّنه ُحلمك‬ ‫ما رأيك أن توقِ ظه من وحدته؟‬ ‫َ‬ ‫تنفض عنه ُغبار األسف‬ ‫وتمنحه ُع ّ‬ ‫ُ‬ ‫كازًا لينهض من جديد‬ ‫ستجده شيئًا قاب ً‬ ‫بأي سكين‬ ‫ال للتمزيق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫بأي إنكسار نافذة‬ ‫قابل‬ ‫للتشظي ّ‬ ‫ُ‬ ‫حزن طارىء‬ ‫الذوبان تحت اي‬ ‫سهل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سيعبر الحزن سكك المسافات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لحلمك اليتيم‬ ‫ليصل‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫قابلة للقتل‬ ‫االحالم‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫للتناثر برياح الوجع‬ ‫قابلة‬ ‫ِ‬ ‫ُك ُّ‬ ‫ل ما عليك فعله فحسب‬ ‫أن ُتمسك بيد ُحلمك الطفل‬ ‫ُ‬ ‫تدخل زحمة‬ ‫و أنت‬ ‫الشوارع والمدن‬ ‫زحمة الناس وزحمة أوجاعهم‬ ‫ً‬ ‫متحضرة لدخولك‬ ‫المحبوكة‬ ‫وتمضي تعتني به فهو إبنك الصغير‬ ‫سينمو‪ ،‬ويكبر‪ ،‬ولكنه لن يتزوج ويتركك‬ ‫ُ‬ ‫سيكون رفيقك األبدي‬ ‫سيكون ضوئك‬ ‫يظلم ُك ُّ‬ ‫ل العالم فيك !‬ ‫حين‬ ‫ُّ‬

‫‪17‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫إشارة على قيد الحب ‪ ..‬االحتفاء بالجمال وتحليق الحرف‬ ‫منذر عبد احلر‬

‫الحب " – قصيدة – يشتغل‬ ‫الشاعر المبدع حبيب السامر في مجموعته الشعرية " على قيد‬ ‫ّ‬ ‫على تقنية تشظيات النص ‪ ,‬في رؤى وصور وحاالت تبدو منفصلة ‪ ,‬لكنها تجتمع في بؤرة‬ ‫وضعها الشاعر ‪ ,‬لتكون مثابة له ‪ ,‬ينطلق منها لفضاء مترع بالجمال واألحاسيس ‪ ,‬ثم يعود‬ ‫إليها لينهل منها قوة انطالقه من جديد ‪ ,‬وقد كانت مثابته في قصيدته األولى ال أجيد ‪:‬‬ ‫ال أجيد االنتقال سريعا‬ ‫ال أجيد العزلة‬ ‫ال أجيد ترتيق الحكايات‬ ‫ال أجيد النزهة‪.....‬إلخ‬ ‫هنا تتحقق للشاعر حر ّية توليد الصور والتفاعل مع الهواجس ‪ ,‬مع االنطالقة أو المرتكز الفني‬ ‫‪ ,‬الذي يبدو كالزمة ‪ ,‬تمسك بخيوط النص ‪ ,‬لتنسج منها رؤية شعرية متكاملة ‪ ,‬ومثل هذه‬ ‫التقنية التي تبدو سهلة في ظاهرها ‪ ,‬هي لعبة جميلة تتط ّلب مهارة وحرف ّية عالية ‪ ,‬وقدرة‬ ‫ُّ‬ ‫ويبث فيها صوره‬ ‫على تحقيق االنثيال الجمالي المتدفق من الالزمة التي يختارها الشاعر ‪,‬‬ ‫وهواجسه ورؤاه ‪ ,‬لذلك فنحن مع مثل هذه النصوص نحتاج – كق ّراء‪ -‬إلى االنسياق مع تتابع‬ ‫الالزمة وانتقال فضاء التعبير فيها ‪ ,‬من نفي ماكر ‪ ,‬إلى إثبات داللي ‪ ,‬يتضح في نسق المقطع‬ ‫الذي يبثه الشاعر ‪ ,‬ويجعلنا نشعر بالتمويه الذي قصده ‪ ,‬والذي صار س ّرا جميال من أسرار بوحه‬ ‫‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫في المقاطع التي تخ ّلى فيها الشاعر عن الالزمة التي بدأ بها ‪ ,‬بقيت معادلة اإلفضاء التمهيدي‬ ‫" ال أزعم أني أمنع هذا الفيض ‪ " ....‬لكني أردد " وهذا هو جواب الفعل التمهيدي ‪ ,‬وهنا ‪ ,‬اإلفاضة‬ ‫ردها ‪ّ ,‬‬ ‫تمثل فعل التوتر الذي يميز قصيدة الشاعر السامر ‪ ,‬حيث بنى نصه األول ‪ ,‬بتشظياته‬ ‫‪ ,‬مع ّ‬ ‫مقاطعه ‪ ,‬وفق هذه المعادلة التي نستطيع أن نضم إليها المقطع الذي يقول فيه ‪:‬‬ ‫هذا المنعطف في مالمحك‬ ‫ُّ‬ ‫نستدل به‬ ‫تشتد الحلكة‬ ‫حين‬ ‫ُّ‬ ‫يحدثنا حتما‬ ‫عن قلوب المارة الراجفة‬ ‫وعن عناء رجل يقوده التباسه‬ ‫نحو البدء‬ ‫ينظر إلى الممرات الض ّيقة‬ ‫وصورته المحن ّية في المرآة‬ ‫تنطق بدال عنه‬ ‫هذا المقطع المختلف فنيا في بنائه عن المقاطع التي سبقته ‪ ,‬والمقاطع التي تلته ‪ ,‬في‬ ‫داللي رابط ‪ ,‬ربما يضيء معنى ما ‪ ,‬وربما يستنطق حالة معينة ‪ ,‬وفي‬ ‫ذات النص ‪ ,‬هو مقطع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محطة تفصل بين مساحتين من األداء الفني ‪ ,‬فهو يبدو لي شخص ّيا‬ ‫كل األحوال ‪ ,‬هو بمثابة‬ ‫ّ‬ ‫لكل الحاالت التي جاءت إشارات واخزة ‪ ,‬وإضاءات جمالية سريعة ‪ ,‬قد تستوقفنا طويال‬ ‫شارحا‬ ‫لمحاورتها والتفاعل معها ‪.‬‬ ‫مما قاله شاعر قصيدة النثر المعروف أنسي الحاج في مقدمته المهمة في مجموعته المبكرة‬ ‫" لن " ‪:‬‬ ‫" يجب ان أقول ان قصيدة النثر – و هذا ايمان شخصي قد يبدو اعتباطيا‪ -‬عمل شاعر ملعون‬ ‫‪.‬الملعون في جسده و وجدانه ‪.‬الملعون يضيق بعالم نقي انه ال يضطجع على إرث الماضي‬ ‫‪.‬إنه غاز ‪.‬و حاجته إلى الحرية تفوق حاجة أي كان إلى الحرية ‪.‬إنه يستبيح كل المحرمات ليتحرر‬ ‫‪ .‬لكن قصيدة النثر التي هي نتاج مالعين ال تنحصر بهم ‪.‬أهميتها انها تتسع لجميع اآلخرين ‪,‬‬ ‫بين مبارك و معافى ‪ .‬الجميع يعبرون على ظهر ملعون"‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أتصفح قصائد " على‬ ‫تذكرت هذا المقطع االستفزازي الصارخ من مقدمة أنسي الحاج ‪ ,‬وأنا‬ ‫قيد الحب" ‪ ,‬فاللعنة هنا ‪ ,‬هي تعبير عن إعجاب المدح بالذم المتعارف عليه ‪ ,‬فالشعر هنا ال‬ ‫ٍّ‬ ‫متلق كسول ‪ ,‬إنه يتجرأ على عبور مساحات الحذر‬ ‫يبحث عن فضيلة المعنى ‪ ,‬كما ال يبحث عن‬ ‫في سالمة المعنى أو كيف ّية وصوله لآلخر ‪ ,‬فالشعر ال يحتاج تفسيرا ‪ ,‬أو بحثا عن قصد مع ّين‬ ‫جمالي خالص ‪,‬‬ ‫تذوق‬ ‫يذهب الشاعر إليه ‪ ,‬ألنه يخاطب إحساسا بالمقام األول ‪ ,‬ويتعامل مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شأنه في ذلك شأن الفعل الموسيقي ‪ ,‬بكل حساسيته وسحره ‪ ,‬ولذلك قيل ‪ ,‬على الشعر أن‬ ‫يكون بمستوى التأثير الموسيقي‪.‬‬ ‫أم ّرن قلبي على المحرقة‬ ‫برشاقتك‬ ‫‪.‬‬ ‫أنا من يغسل بالليل كل هذا الندم‬

‫‪19‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬الحدائق سالل من قبالت‬ ‫‪.‬‬ ‫يشاع أنك امرأة من ندى‬ ‫أخاف عليك من قيظنا‬ ‫‪.‬‬ ‫وأي أجوبة يبحث عنها في غمار‬ ‫رؤى فاتنة ‪ ,‬عزف بأوتار القلب ‪ ,‬حيرة ‪ ,‬أية امرأة يخاطبها الشاعر ‪ّ ,‬‬ ‫أسئلة مضمرة ‪ ,‬كيف يغسل الندم ؟‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه التشظيات الجمالية تنطلق في فضاء مفتوح ‪ ,‬ال لتحيل لمعنى محدد ‪ ,‬بل لتعطي‬ ‫شذرات جمالها بالتصور المحلق بروح الحرف ‪ ,‬الهارب من إطار المعنى الممكن بسهولة ‪ ,‬ولعل‬ ‫النص الذي حمل عنوان " ما ال تدركه اآلن " ينساب بلمحة حكائية ‪ ,‬ثم يمضي لتوليد الجمل‬ ‫الشعر ّية في رحلة جمال يجيدها بإتقان وحرفية عالية المبدع حبيب السامر ‪ ,‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫مال تدركه اآلن‬ ‫قد تركته ضجرا في الزاوية القريبة من آخر شجرة‬ ‫تلك التي لم أشاهدها مطلقا على شاشة الحب ‪ ,‬منذ أكثر من موت ‪.‬‬ ‫أن أهم القصائد تلك التي تثير فينا تساؤالت ‪ ,‬وترتفع بنا إلى مستويات متعددة من التأويل‬ ‫والتفاعل أيضا ‪ ,‬الكالم يطول حول المجموعة الجميلة وحول تجربة حبيب السامر ‪ ,‬لكنني‬ ‫لدي كالما كثيرا متشعبا عن شعر أنجذب‬ ‫محدد بمساحة ‪ ,‬أشعر أنني تجاوزت عليها قليال ‪ ,‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫أقدر دأبه ومثابرته في عالم اإلبداع ‪ ,‬وقد تكون لي وقفة أطول مع القصائد‬ ‫إليه وشخص‬ ‫ّ‬ ‫األخرى ‪ ,‬التي تستحق تأمال وقراءة واحتفاء أيضا ‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫"طاب الوصال "‬ ‫شعر ورسم ‪ -‬غزوان علي‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫القبل‬ ‫طابت لنا‬ ‫الوصال كما‬ ‫طــــاب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫المقل‬ ‫به‬ ‫الصدو ِر هـــوى‬ ‫باحت ِ‬ ‫وفي ِّ‬ ‫أجيئك َ‬ ‫اآلن ملهوفــــــــــــًا ومبتهـــ ً‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫وال ّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يشتعل‬ ‫الجمر‬ ‫مثل‬ ‫القلب‬ ‫بض في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫والش ُ‬ ‫يسكــــرنا‬ ‫ــوق‬ ‫أنت معــي‬ ‫اآلن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تنسدل‬ ‫الكف‬ ‫تحت‬ ‫شعـــرك‬ ‫خصالت‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫زنبقــــة‬ ‫والوقت‬ ‫رب يمضي بنا‬ ‫َّ‬ ‫والد ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫تنجـدل‬ ‫ين‬ ‫تنام سكـــــــرى على الكف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫العيد س ِّيدتي‬ ‫لك هـــــــــــــذا‬ ‫مبارك ِ‬ ‫ُ‬ ‫العمــــــــر ي َّت ُ‬ ‫صل‬ ‫ودمت عيدًا بهـذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عــــــيد سيشـــغلني‬ ‫أنت وال‬ ‫العــيد ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تكتمل‬ ‫رؤياك‬ ‫العيد في‬ ‫وفرحــــــــة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بلهفته‬ ‫ِالورد منزوفــــــــًا‬ ‫أهدي لك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫طير َّ‬ ‫ُ‬ ‫يرتحـل‬ ‫وق‬ ‫عينيك‬ ‫ــو‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ونح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يجمعنا‬ ‫حين العــيد‬ ‫العــيد‬ ‫أروع‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نحتفل‬ ‫الــوصل‬ ‫عند‬ ‫هر‬ ‫ِ‬ ‫ونحن كال َّز ِ‬ ‫َ‬

‫‪21‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫بقلم الشاعر القدير ابو وصفي املرعي‬ ‫منو ابحالج !!‬ ‫دكي لطمي ' شكي زيجچ‬ ‫بلش الموت بجهالچ‬ ‫منو بحالچ !!‬ ‫صيحي حيل اتفرهدت‬ ‫يدرون بيج‬ ‫تشتكين ؟‬ ‫القاضي فاسد‬ ‫وبيده هوه الكض اديج‬ ‫سئلي كل الناس تدري‬ ‫ومحد يجاوب سؤالچ‬ ‫منو بحالچ‬ ‫جنتی خضره‬ ‫وبختچ السواج صحره‬ ‫الجنتي محسوده بجمالچ‬ ‫منو بحالچ‬ ‫كاعده وماكول خيرچ‬ ‫ساكته والیحچی غیرچ‬ ‫اللب كلته السرسريه‬ ‫والكشر ظل وصفالچ‬ ‫منو بحالچ یالحزینه‬ ‫وحزنچ مغطی المدینه‬ ‫ال شبعتی وال سمنتي‬ ‫وال نطيتينه ابإدينه‬ ‫والحزن غطه الليالي‬ ‫من جنوبچ حد شمالچ‬ ‫منو بحالچ ‪.‬‬

‫‪#‬اغيثوا_البصره‬

‫‪22‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫فن االبتسام‬ ‫د‪ .‬عباس ناجي حسن‬

‫تحرص كثير من دول العالم‬ ‫المتقدمة في قطاعيها العام‬ ‫والخاص ‪ ،‬في اختيار موظفي‬ ‫العالقات العامة واالستعالمات‬ ‫يجيدون االبتسامة في وجه الزبائن‬ ‫والمراجعين‬

‫كونهم‬

‫يمثلون‬

‫الواجهة التي تعكس التعامل‬ ‫اإليجابي‬

‫والشفاف‬

‫للمؤسسة‬

‫الحكومية او االهلية ‪ ،‬فنجاح‬ ‫المؤسسة تجارية كانت اوخدمية‬ ‫تعتمد على معيار العالقات‬ ‫العامة الناجحة بين الجمهور‬ ‫وإال فقدت زبائنها إذا كانت من‬ ‫القطاع الخاص او تكثر الشكاوى‬ ‫بشأنها اذا كانت حكومية ‪ ،‬لذا‬ ‫فالمؤسسات الحكومية والخاصة‬ ‫في الدول المتقدمة تولي اهتمامًا‬ ‫كبيرًا في اختيار موظفي قسم‬ ‫العالقات العامة واالستعالمات‬ ‫على ان يكونوا من ذوي فن‬

‫من خطأ هي‬

‫التعامل اإليجابي مع اآلخرين فضال‬

‫والخاصة أيضًا‬

‫عن إتقان فن االبتسام بوجه الزبائن‪.‬‬

‫اإلعتماد على موظفي استعالمات‬

‫ومقارنة بموظفي العالقات العامة‬

‫ليسوا ذوي اختصاص وبال خبرة‬

‫واالستعالمات عندنا ‪ ،‬فالفرق كبير‬

‫في فن العالقات العامة وإنما‬

‫والجميع البد وان اصطدم برجل‬

‫يأتون بهم وفق المحسوبية او‬

‫االستعالمات الحديدي المكفهر‬

‫انهم يأتون بشخص ال بالعير او‬

‫الوجه ‪ ،‬والمقطب الحاجبين ‪ ،‬وجهه‬

‫النفير ‪ ،‬وهذا ينعكس سلبًا على‬

‫ال يعرف االبتسام بوجه المراجعين‬

‫سمعة المؤسسة الحكومية في‬

‫اال مع الجنس اللطيف ‪ ،‬يمنعك‬

‫تعاملها مع المراجعين ‪ ،‬فموظف‬

‫الدخول او ال يرشدك نحو الوجهة‬

‫االستعالمات حينما يتصرف تصرفا‬

‫الصحيحة عندما تستفسر عن إنجاز‬

‫خاطئًا مع المراجعين ينعكس‬

‫معاملتك ‪ ،‬موظف االستعالمات‬

‫على عمل ادارة المؤسسة بالكامل‬

‫في مؤسساتنا السيما الحكومية‬

‫وأولهم مديرها‪.‬‬

‫ذو سطوة يرى نفسه األقوى‬

‫لذا فالبد ان يكون اختيار رئيس‬

‫يدخل للمدير من يعجبه ويمنع‬

‫المؤسسة الستعالماته او قسم‬

‫من اليعجبه ‪ ،‬سيما إذا كان على‬

‫عالقاته العامة موظفون على‬

‫قرابة من رئيس المؤسسة فيكون‬

‫دراية في التعامل مع المراجعين‬

‫اآلمر الناهي‪ .‬و الكثير يشكو عند‬

‫كونهم الواجهة الرئيسة التي‬

‫مراجعته إحدى الوزارات اذ وصفوا‬

‫تعكس مدى شفافية تعامل‬

‫موظف االستعالمات بأنه (كرين‬

‫الدائرة مع مراجعيها وانها في‬

‫دايزر) ال يعطي جوابًا شافيا تسأله‬

‫خدمتهم‪.‬‬

‫عن الوزير يقول غير موجود ‪ ،‬وتسأله‬ ‫عن الوكيل او المدير العام يقول لك‬ ‫في االجتماع ‪ ،‬فضال عن تعامله غير‬ ‫الالئق وغير المهذب‪.‬‬ ‫ماتقع به مؤسساتنا الحكومية‬

‫‪23‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫ت أن أُ َ‬ ‫دف َن بجان ْ‬ ‫سأوصي إن ُم ُّ‬ ‫ِبك‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وحدة قاتلة‬ ‫أخشى عليك‬ ‫أو روح حسناء ُ‬ ‫تتودد إليك‬ ‫ترق ُد بجانِبك‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫فيجن ُجنوني‬ ‫ُ‬ ‫الشواهد‬ ‫وأنتزع‬ ‫سأهدم ُالمقبرة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الجميع‬ ‫فليستعد َّ‬ ‫َّ‬ ‫لحرب الغيرةِ ُ‬ ‫الكبرى‬ ‫ِ‬

‫رسل الديراوي‬

‫ٌ‬ ‫غيمة راكدة‬ ‫حد‬ ‫ب بال ّ‬ ‫أمطريني ‪ُ ،‬‬ ‫بح ٍّ‬ ‫فقد آن وقت الجد !!‬ ‫صف ال ِّريح‬ ‫بع ِ‬ ‫هيا تالعبي ُ‬ ‫أومئي للنوارس بالعودة‬ ‫بالجراح‬ ‫ثقل‬ ‫الم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الى بلدي ُ‬

‫النهايات السائبة‬ ‫ُّ‬ ‫تلتف على رقبتي‬ ‫تخ ُن ُقني برتابة‬ ‫أفص ْح عن مشاعرك‬ ‫ِ‬ ‫وإطلق سراح البوح‬ ‫ياغائبي‬

‫الليلة األخيرة‬ ‫والنص األخير‬ ‫ُّ‬ ‫خف مشاعري‬ ‫إحتجاجًا على ُس ِ‬ ‫والعالم المتعالي‬ ‫ِ‬

‫د‪ .‬عدنان اجلبوري‬

‫‪24‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫اآليس ‪ ..‬كريم‬ ‫واثق اجلليب‬

‫ذاب اآليس كريم سريعا هذا الصيف الالهب وكأنما االقدار تتجه بالبحث عن رئيس ذي‬ ‫مواصفات قياسية رئيس خال من الدسم ولكن ان تجد زعيما في هذه االثناء فهذا صعب‬ ‫جدا ويكاد ان يكون مستحيال ‪ .‬الكالم كثير ولو وزن لما تحملته هذه االرض فان كانت‬ ‫كل كلمة كجبل لضاقت االرض وانعدمت فيها الحياة ولكن إن وجدنا زعيما مختبئا فمن‬ ‫الممكن ان نسجل هدفا في الوقت االضافي للعملية السياسية التي بات الشعب متبرمًا‬ ‫حد كبير ‪ .‬ألوان اآليس كريم جميلة وبهية وممتعة للناظر خاصة ان كان‬ ‫منها وسئمًا الى ٍ‬ ‫الحليب االصلي هو مادتها االصيلة إضافة لقد بعض المطيبات ولكن ما نفع كل ذلك‬ ‫ولقد ذاب (اآليس ‪ ..‬كريم)‬ ‫في وقت مبكر ؟ هل باالمكان إعادته الى الحياة بصعقة كهربائية ؟ ام نحقنه بحقنة‬ ‫امريكية اخترعها االطباء مؤخرا حيث نشرت التقارير الطبية المختصة خبرًا مفاده ان الحقن‬ ‫بهذه االبرة يمد في عمرك الى مئة وخمسين سنة ‪.‬لقد آيس كريم من حياته فالتجأ الى‬ ‫اعالي الجبال ليشكل كتلة رفض غير معلنة يستبيح فيها نفسه ويمزق ثيابه ويقرأ ما‬ ‫تيسر من حظوظه في ايامه االخيرة ‪ .‬كريم ليس آيسا لوحده بل آيسون كثيرون معه في‬ ‫حملة إيصال (الدوندرمة) الى افواه الناس العطاشى قبل أن تجف أرياقهم ‪ .‬مجبولون على‬ ‫االبتسامة وإن كنا في عزاء الضمائر الميتة فالعراقي يموت وهو واقف على جنح ابتسامة‬ ‫غامضة ال يعلمها اال اهلل سبحانه وتعالى وهكذا لم يتبق آليس كريم فرصة من معاودة‬ ‫نشاطه إال بعد أربعة سنين عجاف او يفكر في مخرج آخر يستطيع عن طريقه الخروج من‬ ‫مستنقعات الظالم القادم ‪ .‬هل نشهد محرما داخل شهر محرم الحرام أم الرياح تجري بما‬ ‫يشتهي السفان ؟ ترقبوا معنا حدثا مدويا وقانا اهلل تعالى شره ومن أحب العراق باخالص‬ ‫يكون بمنأى عن الطوفان اآليس كريمي‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫مجتمع الفجوات بين القمم والقلم‬ ‫علي جنم العبد اهلل ‪ -‬األنبار‬ ‫تشبيه الحياة أحيانًا كالنوافذ ‪ ،‬هناك نافذة أنت تفتحها فترى ما وراء الشروق لتحاك لك‬ ‫الحياة كيف تروم لكي تصل ‪ ،‬ونافذة أخرى أنت ال ترغب بفتحها وال بمجابهة ماوراءها ‪،‬‬ ‫فاإلرادة تصنع كل شيء والنوافذ التفتح ذاتها وهي كاألحالم ‪ ،‬الفجوة أحيانًا في التفكير‬ ‫‪ ،‬هناك فرق طائل بين مانريد أن نحققه وما يتحقق بنا‪.‬‬ ‫يواجه الخريجون الجدد العديد من العقبات في بدء حياتهم العملية ‪ ،‬حيث يسعى الكثير‬ ‫منهم إلى الفوز بوظيفة أولى تساعدهم على بناء شخصيتهم العملية داخل المجتمع‬ ‫‪ .‬حال الخريجين األن يوضح ذلك في معطيات حقيقية للعمل والتغافل متواجد في‬ ‫كل صفوف الخريجين ‪ ،‬هناك فرق بين أن تكون عامل أو عاطل ‪ ،‬الشهادة ممكنة لكن‬ ‫العمل شق آخر وليس كل الذين أصبحوا عظماء هم يمتلكون الشهادات والكل أصحاب‬ ‫الشهادات صنعوا شيئآ فارقًا ‪ ،‬المستوى مساواة في من يستوي في العلم واإلرادة‬ ‫ومقومات تمكنهم في أن يصلوا ‪.‬‬ ‫مال وثروة وجاه هذا ماقد يحكم به الكثير من الشباب ‪ ،‬وقد يتصور البعض منهم إن‬ ‫ضربة حظ تقلب حياتهم رأسًا على عقب ‪ ،‬ليتحولوا من حال إلى حال ‪ ،‬وقد اليعلم الكثير‬ ‫أن بعض أصحاب الثروات في العالم إبتدأوا من الصفر ‪ .‬لكن بدايتهم كانت بعيدة عن‬ ‫األحالم والتمنيات ‪ ،‬وهو مانراه في حالة مؤسس الفيس بوك مارك ومايكروسوفت ‪.‬‬ ‫يعتقد الكثير من األشخاص‪ .‬أن النجاح مجرد خطوة أو خطوتين ننجزها ونصبح من‬ ‫الناجحين ‪ ،‬األمر ليس بهذه البساطة وليس صعبًا ‪ ،‬لكن لسنا ممن يجعلون الحياة وردية‬ ‫ونصطدم بواقع مرير ‪ ،‬وال ممن الذين يقفون ضد التقدم والنجاح ‪ ،‬لكننا مع الواقعية‬ ‫الممزوجة باألمل والتفاؤل ‪.‬‬ ‫درب النجاح طويل وشاق لكنه بالتأكيد يبدأ بخطوة ‪ ،‬بمبادرة ‪ ،‬بحلم جعل الكثير من‬ ‫الشباب في العالم يصنعون قصص مميزة يتمنى جل الشباب لو أنهم عاشوها مثلهم‬ ‫‪ ،‬كيف حقق هؤالء النجاح ووصلوا إلى ماهو عليه اآلن ‪.‬؟؟ كلنا نعلم ان النجاح ليس حكرًا‬ ‫على الناجحين ‪ ،‬لكن يحتاج منا أن نرى ماذا فعل هؤالء الناجحين وكيف إستغلوا البيئة‬ ‫المحيطة لهم مهما كانت الظروف آنذاك ‪.‬‬ ‫ومن قصص الكفاح ‪:‬‬ ‫شونغ جو ‪ -‬يونغ‬ ‫ولد من عائلة فقيرة جدًا ‪ ،‬كان أبوه مزارعًا في قرية نائية في كوريا الجنوبية ‪ ،‬وكانت‬ ‫بدايات شونغ جو ‪-‬يونغ عام ً‬ ‫ال في بناء الورش وحمل الحجارة ونقل الطين ‪ ،‬عانى من‬ ‫صعوبة لقمة العيش واعطته هذه البداية دافع ليقوي قدراته الشخصيه ويكسب صبرًا‬ ‫وعزيمة على تحسين وضعه‬ ‫المهني واإلجتماعي ‪ ،‬فإستطاع هذا الفقير المعدم أن يؤسس واحدة من أكبر شركات‬ ‫السيارات في العالم ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫(احالم المواطن العراقي من الشوارب الى اللحى)‬ ‫اإلعالمي حممد حسيب ‪ -‬نيوزيلندا‬

‫في مدارس الدول المتقدمة ‪ ,‬ينصح االساتذة والمعلمون تالمذتهم بتنويع احالمهم‬ ‫ورغباتهم ‪ ,‬وكأن االحالم سلة فواكه مغسولة ومعدة لألكل وما على التلميذ اال إلتقاط‬ ‫ُ‬ ‫حلمه ال يتنوع او غير‬ ‫حلمه او فاكتهه‪ .‬اما بخصوص المواطن العراقي وهو مقصدي فأن‬ ‫قابل للتنوع وكأنه رقم واحد ال يقبل القسمة اال على قطعة ارض !‬ ‫نشرت الصفحات الفيسبوكية فيديوين حمال نفس المطلب بصوت وصورة مختلفين فاالول‬ ‫شاب عراقي يخدم في الجيش العراقي كجندي يحمي الوطن‪ .‬اوليس هكذا علمنا األساتذة‬ ‫في المدارس االبتدائية؟!‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحلمه "بعيد المنال" الى الحكومة العراقية ويشخص‬ ‫قضيته الكبرى‬ ‫الجندي العراقي يطرح‬ ‫مناشدته الى وزير الدفاع بإعطائه قطعة ارض ال تتجاوز المئة متر ليسكنها هو وزوجته‬ ‫واطفاله االربعة‪.‬‬ ‫اما المقطع الثاني فهو النكبة بعينها! أم عراقية تصرخ باكية امام كامرة احد الصحفيين‬ ‫لنقل دموعها الى من يهمه االمر طالبة خمسين متر لتسكنها هي وبناتها اليتامى ‪,‬‬ ‫وشخصت بذلك رئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لترمي‬ ‫دموعها في حجريهما ‪ ,‬ومن عادة العربي والعراقي بشكل خاص ال يرد دموع الحرمة‪ ,‬هكذا‬ ‫يقول المثل العراقي "الحرمة بشارب الخير"‪.‬‬ ‫وبما اننا نتكلم عن الشوارب ‪ ,‬ففي ذاك الزمن هرب عدد من العراقيون الى مدينة رفحا‬ ‫السعودية ليسكنوا مخيمات تعرف بمخيمات رفحا ‪ ,‬والعراقيون يعرفون ذلك‪ ,‬وبعد ان ولى‬ ‫زمن الشوارب ليأتي زمن المتدينين والمعممين الذين شرعوا قانونا للرفحاويين يضمن لهم‬ ‫"كعكتهم" ‪ ,‬فحصل كل رفحاوي على مبلغ يتراواح بين سبعين الى تسعين مليون دينار‬ ‫دفعة اولى وراتب تقاعدي شهري ال يقل عن مليون ونصف دينار عراقي كتعويض لمشاعرهم‬ ‫التي انجرحت في دول الغرب كأمريكا واستراليا وكندا والخ‪ ...‬علمًا ان هذا القانون يضمن‬ ‫للطفل الذي ولد في تلك الدول حقوقه المذكور اعاله!‬ ‫عمومًا فأن المضحك في المناشدتين بأن اللمرأة العراقية فقدت بعلها فداءًا للوطن لتبقى‬ ‫بناتها المراهقات الثالث يستجدن لقمة العيش من الجيران األكارم ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دمه فداءًا للوطن وكالهما يذكر رفاهية الرفحاويين‬ ‫اما الجندي العراقي فهو ايضًا يهب‬ ‫كمقارنة لتشريع القوانين في زمن عدالة المتدينين ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫دعنا نفكر‬ ‫ابراهيم بن مجيل آل عرب‬ ‫عضو هيئة احلوار اهلادف للبحوث والدراسات‬

‫هي تلك التي أشار إليها أرسطو في الفصل األخير من الطوبيقا ‪:‬‬ ‫أناس تعرفهم وتعلم أنهم عقالء كفاية ‪ ،‬حتى‬ ‫ال تتجادل مع أي شخص كان ‪ ،‬لكن فقط مع‬ ‫ٍ‬ ‫ال تتلفظ بسخافات ‪ ،‬فتصير عرضة للسخرية ‪ ،‬وألجل االستناد الى حجج راسخة وليس إلى‬ ‫أحكام بال جدوى ‪ ،‬وألجل االستماع إلى براهين اآلخر واالستسالم لها ‪،‬‬ ‫ناس تعلم أنهم يقيمون وزنًا كبيرا للحقيقة ‪ ،‬وأنهم يحبون االستماع للبراهين‬ ‫بمعنى أُ ٍ‬ ‫يتحملوا‬ ‫حس اإلنصاف كفاية ألجل ان‬ ‫الجيدة ‪ ،‬حتى من فم خصمهم ‪ ،‬وأنهم يمتلكون‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫كونهم على ضالل عندما تكون الحقيقة عند الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫ينتج عن هذا أنه من بين مائة شخص يوجد بالكاد شخص واحد يستحق أن نجادله ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لآلخرين ‪ ،‬فالنتركهم يقولون مايريدون ‪ " ،‬ألن من حق الناس أن يهذوا " ‪.‬‬ ‫ولنفكر في كالم فولتير ‪ " :‬السالم افضل بكثير من الحقيقة " ‪.‬‬ ‫والمثل العربي يقول ‪ " :‬شجرة الصمت ثمرتها ‪ :‬السالم " ‪.‬‬ ‫وانا اقول ‪ " :‬ملئ بطني بوجبة لذيذة خير من نقاش ما ال نقاش معه " ‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬ ‫ ابن رشد ‪ ،‬تلخيص منطق ارسطو ص ‪. 661‬‬‫‪- John locke , an essay concerning 1997 , 2004‬‬ ‫‪- J.Vrin 2003‬‬

‫‪28‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫من يستطيع لملمة اإلشاعات بعد نشرها ؟‬ ‫همسة السامرائي‬ ‫" العقول الكبيرة تناقش األفكار‪ ،‬العقول المتوسطة تناقش األحداث‪ ،‬أما العقول‬ ‫الصغيرة فتناقش شؤون الناس "‪ -‬سقراط ‪-‬‬ ‫خالل األيام القليلة الماضية إنتشرت على مواقع التواصل األجتماعي فضائح شنيعة‬ ‫صعب السيطرة عليها بعد إن إنتشرت خصوصا وإننا في زمن السرعة ‪ ،‬زمن تنتشر فيه‬ ‫الفضيحة أسرع من إنتشار وجود شخص يموت جوعا بسبب العوز وقلة الحيلة ‪ ،‬أثناء‬ ‫إنصاتي لكل مايدور عبر شبكات االنترنت إستوقفتني قصة كنت قد قرأتها في إحدى‬ ‫الكتب ‪ ،‬والتي كانت تدور في األوساط المسيحية واليهودية ‪ ،‬حيث رواها أحد القسيسين‬ ‫بأنه ذات يوم جاءت سيدة الى الكنيسة وقصدت غرفة األعتراف طلبا لمغفرة الرب ‪.‬‬ ‫فقال لها األب‪ :‬ماذا فعلت ياإبنتي؟‬ ‫فقالت لقد إقترفت عمال خاطئا ‪ ،‬فقد كنت الأتورع عن إغتياب جاراتي ونشر األقاويل ‪،‬‬ ‫واإلشاعات حولهن وقد أدركت اليوم خطئي ‪ ،‬وأريد األعتراف أمامك طلبا لمغفرة الرب‪.‬‬ ‫فقال لها األب‪ :‬ليس بهذه السرعة ياسيدتي عليك أوال ان تعودي الى منزلك وتأخذي‬ ‫مخدة مليئة بالريش ‪ ،‬ثم تشقيها بسكين ‪ ،‬وتصعدي بها الى السطح وتنثري الريش في‬ ‫مهب الريح وتعودي إلي بعدها ‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫فخرجت المرأة الى بيتها وفعلت ماطلبه منها األب وعادت إليه في اليوم التالي‬ ‫قائلة ‪ :‬لقد فعلت ماطلبته مني أيها األب‪.‬‬ ‫فقال لها حسنا إذهبي اآلن وإجمعي كل الريش الذي تطاير وآتيني به‬ ‫فقالت ‪ :‬ولكن ذلك مستحيل أيها االب !‬ ‫فقال لها ‪ :‬ولماذا مستحيل؟‬ ‫فأجابت إلني الاعرف أين ذهب كل الريش !‬ ‫فقال لها‪ :‬وكذلك هي الغيبة واألقاويل واإلشاعات اليمكن جمعها بعد ان تنشر ‪.‬‬ ‫لذا فلنتأمل هذه القصة عميقا ونستذكر قيمة الضرر الناشئة عن مثل هذه األفعال‬ ‫التي غدت مألوفة وإعتاد عليها نفوس الناس فأعراضهم وسمعتهم وحجم الجرح‬ ‫ومقدار االلم ‪ ،‬المترتب على هذا الفرد التشعر به ‪،‬فحين تضغط زر الكوارث السريع‬ ‫ذاك في هاتفك الذكي تذكر نفسك ‪ ،‬وعائلتك وحكم ضميرك قبل أن تتهور ‪ ،‬فعلى‬ ‫اإلنسان االيشارك في نقل األقاويل ونشر اإلشاعات ليس فقط إلعتبارات إخالقية ‪ ،‬بل‬ ‫العتبارات دينية أيضا تحرم ذلك العمل وتدينه حتى وان تبع ذلك القول كل مدلوالت‬ ‫الصحة ‪.‬‬ ‫" الأحد كامل وكل بني آدم يعتريهم النقص"‬

‫‪30‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫متسولون على بحر من النفط االسود‬ ‫بامسة كزار الشويلي ‪ -‬العراق ‪ -‬البصرة‬

‫التسول‬ ‫ونحن نقترب من بداية شهر محرم الحرام‪ ,‬آن األوان للنظر بجدية في ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫التي كانت وستظل أحد سمات وعالمات الشارع البصري ومناطقه راقية كانت أم فقيرة‬ ‫‪.‬‬ ‫وبداية ننبه إلى إن هذه الظاهرة ال تقتصر على الشارع أو الشعب البصري ‪,‬إذ تعرفها‬ ‫حتى الدول الغربية المتقدمة ‪ ,‬وصاحبة الوفرة المالية ‪ ,‬والكثير من شوارع عواصم غربية‬ ‫بالمتسولين وحتى في بريطانيا توجد هذه‬ ‫مرموقة (حتى باريس عاصمة النور) مليئة‬ ‫ّ‬ ‫المتسول يضع أمامه قطعة‬ ‫الظاهرة ولكن بنسبة بسيطة جدًا ال تكاد تالحظ حيث‬ ‫ّ‬ ‫من قماش وتظهر عليه مظاهر المعاناة من إعاقة أو التقدم في السن لكن بدون‬ ‫أن يتحدث بكلمة اليك ‪,‬لكنهم من عينه أخرى مختلفة عن أولئك الذين تمتلئ بهم‬ ‫شوارعنا لي ً‬ ‫‪,‬فمتسولو أهل الشمال"الغني" تراهم أكثر أناقة ‪ ,‬على األقل في‬ ‫ال ونهارًا‬ ‫ّ‬ ‫مظهرهم وملبسهم وأسلوب وطريقة الحصول على الصدقة أو المساعدة تجدهم‬ ‫في الشوارع وعلى األرصفة وخاصة في محطات المترو ومنهم من يلجأ إلى استخدام‬ ‫اللعب واآلالت الموسيقية الستدراك العطف ‪,‬ولكي يوصلك رسالة تعرف من خاللها أنه‬ ‫فقير أو ذو حاجة‪ ....‬وليس باإللحاح والمطاردة للسيارات الخاصة كما هو الحال عندنا‪.‬‬ ‫ويتعين أن ُنشير إلى ما أن تتوقف بسيارتك عند أحد التقاطعات في شوارع البصرة حتى‬ ‫يهب إليك الباعة من كل اتجاه وصوب ‪،‬أطفال وشباب يعرضون عليك مختلف المواد‪،‬‬

‫‪31‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫الفواكه والحلويات والعصائر والمشروبات الغازية‪ ،‬وستفاجأ أكثر حين يبادر أحدهم‬ ‫بمسح زجاج سيارتك‪ ،‬بقطعة قماش رطبة‪ ،‬أو ليقوم آخر برش الملمعات على سطح‬ ‫زجاج سيارتك‪ ،‬ليأتي آخرون يبيعون المناديل الورقية‪ ،‬والكاسيتات واألقراص وربما أشياء‬ ‫ال تدخل في حسبانك أبدا‪.‬‬ ‫اعدادهم ال تحصى وال تعد فكل يوم في زيادة َنراهم يجوبون الشوارع طوال الليل‬ ‫والنهار بمالبس مهلهلة‪ ،‬ندبات في الوجه وبعض أجزاء الجسم‪ ،‬الطين والتراب يغطي‬ ‫أيديهم مع بعض آثاره على مالمح الوجه‪ .‬مما يعد أحدى الوسائل الستدرار عطف الناس‬ ‫"هكذا يظنون" وبد ً‬ ‫ال من أن تدر هذه األساليب عطف المعولين من دافعي ومقدمي‬ ‫الصدقات ‪,‬غالبًا ما تكون مصدر اشمئزاز وقرف لهم وتحدث أثرًا عكسيًا‪.‬‬ ‫ورغم القوانين التي سنتها الدولة وسعت مديرية الرعاية االجتماعية لتفعيلها وشبكة‬ ‫الحماية االجتماعية واألحوال التي خصصت لمعونة الكثير من العوائل الفقيرة إال إن‬ ‫للمتسولين من‬ ‫المتطلع لوجه المحافظة يشاهد تقاطعات الطرق وقد أصبحت بؤرة‬ ‫ّ‬ ‫التسول المألوفة في طرقات وأسواق البصرة‬ ‫الرجال والنساء واألطفال‪ .‬لذا باتت ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫من قبل األطفال والنساء والرجال‪,‬وهو ما يؤشر التردي الواضح في الحالة االجتماعية‬ ‫لبعض العوائل التي تفتقر حتى إلى قوت يومها ‪.‬‬ ‫نرى انه وعلى الرغم من أن البصرة تقع فوق أكبر مخزون نفطي في العراق فهي مدينة‬ ‫المتسولون في تقاطعات الطرق سعيًا للمال من سائقي السيارات‪.‬نرجو‬ ‫يحتشد فيها‬ ‫ّ‬ ‫من الدولة توفير دور اإليواء للعاجزين واأليتام وتخصيص رواتب وإعانات لهم‪ ،‬ووضع‬ ‫إعالنات في أماكن متفرقة من المحافظة توضح األبعاد السلبية لهذه الظاهرة وتقديم‬ ‫للمتسولين بهدف شمولهم ببرامج الرعاية واإليواء المقدمة من قبل دائرة‬ ‫التسهيالت‬ ‫ّ‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة في وزارة العمل والشؤون االجتماعية‪.‬‬ ‫السيما بعد ان باتت مظاهر الفقر والجوع والبطالة مخاطر تهدد حياة المجتمع البصري‬ ‫الذي يعاني ارتفاع الفقر الى ما نسبته ‪ % 50‬من اجمالي سكان البصرة(( حيث ان نحو‬ ‫مليونا و ‪ 500‬الف مواطن يعيشون تحت خط الفقر بعد التراجع االقتصادي االخير واالزمة‬ ‫المالية وانتشار نسبة البطالة متأثرة بداعش والنفط ‪.‬‬ ‫ونعتقد اننا بحاجة إلى دراسة أسباب هذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها‪ ,‬كما‬ ‫التسول والضمان‬ ‫أن لتظافر وتكاتف جهود الجهات المعنية بهذه المسألة كمكافحة‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي والجمعيات الخيرية دور رئيس في حل هذه المشكلة‪ ،‬ولكي نقف عند نقطة‬ ‫المتسولون؟ حتى يتم استهدافهم‬ ‫التسول البد من معرفة من هم‬ ‫االنطالق لتخفيف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالسياسات التي يمكن اتخاذها كأسلوب للتخفيف من حدة الظاهرة ‪ ,‬فالوافد يعاد‬ ‫من حيث أتى والقادر على العمل يسهل له الطريق إليه والعاجز يساعد بطريقة حضارية‪،‬‬ ‫أما ضعاف النفوس غير المحتاجين فهم مرضى ينبغي معالجتهم عن طريق النصح‬ ‫واألرشاد والتوجيه ومن لم يرتدع منهم فالعقاب الرادع ينبغي ان يطبق عليهم‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫قصة "مدينة ألبانيا" مع " أبي الفضل العباس "‬

‫يحكى انه في عام ‪ 1620‬احضر بعض المؤمنين قبضة من تراب قبر أبي الفضل من‬ ‫كربالء الى ألبانيا للتبرك فدفنت على قمة جبل تيموري (‪ 2417‬م) الذي يبعد ‪ 200‬كم‬ ‫الى الجنوب الشرقي من العاصمة تيرانا ثم بنيت قبة على الموضع فاصبح مزارا وصار‬ ‫اسم الجبل (عباس علي ‪ ،)abaz aliu‬ويحتفل األلبان على اختالف دياناتهم على مدى‬ ‫خمسة ايام من كل عام (‪ 20-25‬آب)‪ ،‬في المزار ‪ .‬وفي العام ‪ 2013‬م قدم الفنان البلغاري‬ ‫ستيفان بوب ديمتروف ‪ Stefan Popdimitrov‬تمثاال للمزار جسد فيه فارسا ممتطيا‬ ‫جواده وبين يديه أطفاال ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫حواء وحقوقها‬ ‫يوكسل ترزى باشى‬

‫رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية‬ ‫خلق اهلل تعالى ادم وخلق حواء ليكونا معًا‪ ،‬وهذا إعالء لقيمة المرأة من اهلل تعالى حواء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابنة عطوفة‪ ،‬أختًا صابرة‪.‬‬ ‫زوجة مخلصة‪،‬‬ ‫أما حنونة ‪،‬‬ ‫حواء تحملت خالل العقود الماضية وحتى اليوم المعاناة وقساوة الحياة ومرارتها‪ ،‬وتعرضت‬ ‫حواء في هذا العالم إلى ظلم من الفقر والهجرة والتجاوز بسبب الحروب واألزمات‬ ‫االقتصادية لكنها صبرت وثابرت‪ ،‬لهذا أثبتت جدارتها بان تطالب الجميع بان تنحني لها‬ ‫عرفانًا وان تؤدي لها التحية‪.‬‬ ‫غالبية المجتمعات تعاني من جهل بنات حواء بحقوقهن ألعتقادهن بان المطالبة‬ ‫بحقوقها سيجلب لهن المشاكل األجتماعية لذلك نرى أغلبية حواء اعتمادها على‬ ‫الرجل في طلب حقوقها‪ ،‬ألجل هذا فكثيرًا من الحقوق تضيع نتيجة اإلهمال والجهل‬ ‫مما تساهم في تعاستها وشعورها باليأس واإلحباط والحرمان وأيضا يجعلها أن تكون‬ ‫ضعيفة دائمًا‪ ،‬لذلك تحرم المرأة من بعض حقوقها بسبب األعراف والتقاليد أيضا تقيد‬ ‫حريتها في التعليم والتوظيف واختيار الزوج‪....‬الخ‬ ‫لم يعد الوقت يسمح لمزيد من ضياع الجهود في قضية حواء‪ ،‬فتنمية المرأة هي تنمية‬ ‫لألسرة أو ً‬ ‫ال وللمجتمع ثانيًا وبما أنها تمثل نصف المجتمع وتربي النصف األخر لذلك اليمكن‬ ‫أن تقوم تنمية في مجتمع نصف قدراته ضائعة‪ ،‬والتنمية الحقيقية لها هي السبيل‬ ‫للنجاة من الخوف والتميز والجهل‪ ،‬لهذا أصبحت مهمتنا التأكيد في نشر الوعي بهذه‬ ‫الحقوق الضائعة كحقها في الحياة االجتماعية والصحية والتعليم دون تمييز وحقها في‬ ‫العمل من اجل إعالة نفسها ومساعدة زوجها وأسرتها‪.‬‬ ‫لم يعد الوقت يسمح لمزيد من ضياع الجهود في قضية حواء‪ ،‬لنقف معها لتأخذ حقوقها‬ ‫كانسان وكفرد من أفراد المجتمع دون تمييز ونترك لها الفرصة لتفرض كفاءتها لتنمية‬ ‫المجتمع فحقوقها هي حقوق المجتمع ككل‪ ،‬ولنترك لها فرصة المشاركة في صنع‬ ‫القرار والمشاركة السياسية في البرلمان لكي تعطي كما أعطت بنجاح من قبل‪ ،‬ونقيم‬ ‫لها ورش عمل ودورات تثقيفية وتوعوية بهذا الخصوص‪ ،‬والتأكيد على المطالبة بحقوقها‬ ‫ومسؤولياتها لدورها الكبير في تنمية المجتمع‪ ،‬والمسؤلية الكبيرة هنا تقع على عاتق‬ ‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫يكونان قوة لبناء األسرة والمجتمع‪.‬‬ ‫المرأة والرجل‬ ‫ّ‬ ‫من اهلل التوفيق لبنات حواء‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫هل تعلم‬ ‫حيدر رشيد‬

‫ هل تعلم ان المدرب األنكليزي الراحل جيرمي هيل هو صاحب فكرة النقاط الثالث‬‫للفريق الفائز بعد ان كان في السابق نقطتين فقط ‪.‬‬ ‫ هل تعلم ان الالعب االلماني توماس مولر هو الالعب الوحيد في تاريخ بطوالت كأس‬‫العالم الذي يتحصل على جائزتي هداف البطولة وافضل العب شاب بذات البطولة‬ ‫وحصل ذلك في مونديال ‪. 2010‬‬ ‫ هل تعلم ان المنتخب األلماني هو اول منتخب في التأريخ يغني اغنية في كأس العالم‬‫وكان بيكنباور وجيرد مولر هما من اقترح هذه الفكرة ‪.‬‬ ‫ هل تعلم ان علب السجائر هي اول راعي رسمي لرياضة كرة القدم في التاريخ في عام‬‫‪ 1929‬حيث كانت جائزة هداف الدوري حينها علبة سكائر !!‬ ‫ هل تعلم ان مونديال االوروغواي ‪ 1930‬هي البطولة الوحيدة ضمن بطوالت كاس العالم‬‫التي لم تشهد اي تعادال في مبارياتها‪..‬حيث تم لعب ‪ 18‬مباراة انتهت جميعها بفوز احد‬ ‫الفريقين المتباريين ‪.‬‬ ‫ناد يقوم بادخال كأس اوروبي الى ايطاليا وذلك في‬ ‫ هل تعلم ان نادي روما هو اول ِ‬‫العام ‪ 1961‬وهي بطولة كاس األتحاد االوروبي تحت مسماها القديم (كأس المعارض‬ ‫األوروبية)‪.‬‬ ‫ هل تعلم انه في مونديال ‪ 2006‬فضل الالعب روبرتو كارلوس ربط حذائه على مراقبة‬‫تيري هنري عند تنفيذ الكرة التي ادت الى تسجيل هدف فرنسا الذي اقصى البرازيل من‬ ‫البطولة ‪.‬‬ ‫ هل تعلم ان سبب سوء العالقة بين ناديي ريال مدريد واتلتيكو مدريد (قطبا العاصمة‬‫االسبانية) تعود جذوره الى انتقال الالعب هوغو سانشيز من االتلتيكو الى ريال مدريد‬ ‫بصورة غير الئقة بعد ان قطع وعدا بالتجديد الى اتلتيكو مدريد ‪ ,‬والى اليوم جماهير‬ ‫األتلتيكو تشوه جماهير األتلتيكو اسم هوغو برمي القمامة فوق اسمه المحفور على‬ ‫ارضية النادي ‪.‬‬ ‫ هل تعلم ان اول استوديو تحليلي كان في انكلترا وذلك لتحليل مباريات كأس العالم‬‫‪ 1974‬علما ان انكلترا لم تشارك في تلك النسخة ‪.‬‬ ‫ هل تعلم ان اول لعب صمم من اجله حذاء مباريات خاص به هو االنكليزي بيكهام ‪.‬‬‫ هل تعلم ان الحكم البولندية بوجار رفعت من نسبة المشاهدة للدوري البولندي‬‫للضعف بسبب جمالها الساحر ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫إرشادات لتجنب الوقوع في فخ األلعاب الرخيصة‬ ‫د‪ .‬ساره سامي‬

‫وسط غياب رقابي مستمر‪ ،‬وقلة وعي من قبل األهالي بكيفية انتقاء األلعاب المناسبة‬ ‫ألطفالهم‪ ،‬يذهب العديد من األطفال ضحايا أللعاب أبهجتهم وأدخلت السرور إلى قلوبهم‪،‬‬ ‫مقابل “جشع” تجار أعماهم الطمع وتاجروا بأرواح األطفال‬ ‫هناك العديد من ألعاب األطفال التي منعت الحكومات العالمية إدخالها وبيعها في أسواق‬ ‫بلدانهم نراها تفترش البسطات واألسواق الشعبية في بلداننا بأسعار رخيصة‪ ،‬تجعل منها‬ ‫محط أنظار المارة واألطفال‪.‬‬ ‫مسدسات الخرز‪ ،‬ألعاب الليزر‪ ،‬الكرات الملونة‪ ،‬المعجون واأللعاب التي تحتوي على نسبة عالية‬ ‫من الفثالين و الرصاص وغيرها من األلعاب التي تعج بها األسواق العربية تعرض مبتاعيها من‬ ‫األطفال لخطر حقيقي‪ ،‬السيما في ظل التجاهل الرقابي لهذه البسطات واألسواق‬ ‫فقد أكدت الدراسات العالمية وجود كم ال يمكن تجاهله من األلعاب باألسواق الصينية والتي‬ ‫تلحق ضررًا باألطفال وقد تفقدهم حياتهم في بعض األحيان لما تحتويه من مواد سامة و‬ ‫مسرطنة‬ ‫و عليه جاء دور األهالي في حماية اوالدهم من اقتناء هكذا العاب‪ ،‬فتذكر إنك مسؤول عن‬ ‫صحة و سالمة أبنائك فال تقع في فخ االلعاب الرخيصة ذات العواقب الوخيمة‬

‫‪36‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫هنا بعض االرشادات في كيفية اختيار االلعاب المالئمة و اآلمنة ‪:‬‬ ‫ ال تشتر ألعابًا من الباعة المتجولين كونها غالبًا ما تكون دون المواصفات المطلوبة و‬‫مصنوعة من بالستيك معاد او رديء ‪.‬‬ ‫ت‪ -‬حقق من المنشأ و المواد الداخلة في صناعة اللعبة خصوصا في االلعاب التي تصبح‬ ‫مرغوبة في وقت قياسي امثال ‪ figetspinners‬و ‪. squashies‬‬ ‫ تأكد من تصنيف اللعبة ألي فئة عمرية حتى تتناسب مع قوة طفلك الجسمانية و قدرته‬‫العقلية ‪.‬‬ ‫ تأكد من عدم بروز اجزاء حادة او منفصلة يمكن ان يتناولها الطفل او يبتلعها ‪.‬‬‫ اغسل االلعاب التي تتحمل الغسل او إمسحها بقطعة قماش مبللة قبل اعطائها لالطفال‬‫و ذلك للتخلص من ترسبات المعامل و المواد الكيمياوية العالقة بها ‪.‬‬ ‫ تحقق من رائحة االلعاب فاذا كانت ذات رائحة نفاذة و قوية أتركها في مكان جيد التهوية‬‫للتخلص من المواد العالقة بها ‪.‬‬ ‫تجد عملية التهوية نفعًا و كانت الرائحة ذات طابع كيميائي فعليك التخلص من‬ ‫ وان لم‬‫ِ‬ ‫االلعاب فورا ‪.‬‬ ‫إقتن العابًا تنمي قدرة الطفل العقلية و تحفزه على االبداع و التخيل أمثال مكعبات الليغو‬ ‫‬‫ِ‬ ‫االصلية او خرز هاما التي تصنع منها اشكا ً‬ ‫ال كاألتمين ثم تكوى بالمكوى‪.‬‬ ‫ ال تشتر ألعابا من مواقع صينية فأغلب المواد المباعة مقلدة و ليست بجودة عالية‪ .‬اشتر‬‫من مواقع اوروبية لكونها تخضع لمعايير و مقاييس اوروبية تعنى بالبيئة و صحة االنسان‬ ‫وضعتها لجان في االتحاد االوروبي ‪.‬‬ ‫و في حالة تعسر ذلك قم بإيجاد حلول إقتصادية و مبتكرة كإن تصنع لعبًا من القماش او‬ ‫الورق فكلنا يتذكر نعومة األلعاب القطنية وبهجة الطائرات الورقية و هي تحلق بين ايدينا‬ ‫و كبديل إقتصادي أيضا يمكنك تجهيز الطين االصطناعي المصنوع من مواد منزلية كالطحين‬ ‫و النشا حيث تجد وصفات سهلة لصنع ذلك في اليوتيوب كما يمكنك إعداد وصفة عجينة‬ ‫السيراميك الملون لتقضي وقتا عائليًا جميال في صنع لوحات من السيراميك مع اوالدك ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫كيفية تحضير البشرة للمكياج و خطوات التنظيف‬

‫من الضروري تنظيف البشرة على األقل مرتين كل يوم‪ ،‬قبل النوم و كذلك في الصباح‬ ‫للتخلص من األوساخ التي على الوجه‪.‬‬ ‫‪ .1‬مزيل المكياج ‪:‬‬ ‫استخدمي قطنتان و نظفي وجهك بمزيل المكياج المفضل لديك‪ .‬أنا أنصح بمزيل المكياج‬ ‫من شركة ‪.Bioderma Sensibio H2O‬‬ ‫‪ .2‬منظف الوجه ‪:‬‬ ‫اغسلي وجهك بإستخدام الغسول المناسبة لبشرتك‪ .‬إذا كانت البشرة دهنية إستخدمي‬ ‫ّ‬ ‫يفضل المنظف الكريمي السائل‪.‬‬ ‫أما إذا كانت البشرة ناشفة‬ ‫منظف باودر أو رغوة‪ّ .‬‬ ‫أنا شخصيًا من مح ّبي الماركات الكور ّية الطبيعية‪ ،‬و هذه الغسول مناسبة إلى كل أنواع‬ ‫البشرة (‪. )by wishtrend green tea & enzyme powder wash‬‬ ‫‪ .3‬تونر او المعقم الكحولي ‪:‬‬ ‫التونر مهم جدًا بعد التنظيف‪ ،‬ألنه يزيل بقايا المكياج و يحضر البشرة للخطوة القادمة‪.‬‬ ‫يشد البشرة‬ ‫(إستخدمي ماء الورد األصلي كتونر‪ ،‬فهو يغلق المسامات و‬ ‫ّ‬ ‫‪ .4‬السيروم ‪:‬‬ ‫ان اختيار السيروم يكون حسب نوع البشرة و المشاكل التي تعاني منها‪ .‬إذا كانت بشرتك‬

‫‪38‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫ّ‬ ‫أما إذا كانت ناضجة‪ ،‬فاستخدمي سيروم للتجاعيد و‬ ‫جافة فعليك بسيروم‬ ‫يرطب البشرة‪ّ .‬‬ ‫شد البشرة‪ .‬بالنسبة لي أنا أستخدم سيروم مرطب بإسم‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )la roche posay hydraphase intense serum‬فهو يرطب البشرة من دون أن يجعلها دهنية‪.‬‬ ‫بإمكانك أن تستخدمي أكثر من سيروم‪ ،‬لكن إنتظري لمدة تتراوح ما بين خمسة الى عشرة‬ ‫دقائق بين كل سيروم ليتغلل في البشرة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الترطيب ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إن من أهم الخطوات بعد تنظيف البشرة و قبل وضع المكياج هو الترطيب‪ ،‬فالبشرة الرطبة‬ ‫تجعل المكياج جمي ً‬ ‫ال و نظرًا و تحميه من أن يتفطر أو ينشف‪ .‬استخدمي كريم مرطب‬ ‫يناسبك أو جربي (‪. )LA ROCHE-POSAY Effaclar H Creme‬‬ ‫‪ .6‬التقشير (‪: )scrub‬‬ ‫مرة في األسبوع قشري وجهك على الخفيف بدون ضغط قوي على البشرة للتخلص من‬ ‫الجلد الميت و الحصول على بشرة ناعمة‪ .‬يمكنك ان تستخدمي مقشر السكر أو القهوة‪ ،‬و‬ ‫بأمكانك ان تصنعيهم في البيت أو أن تستخدمي المقشر االتي ‪:‬‬ ‫(‪) Clarins - TP doux nettoyant gommant Express‬‬ ‫طبعًا هناك اآلالف من مستحضرات العناية بالبشرة‪ ،‬و عليك إستخدام المواد المناسبة‬ ‫لك‪.‬‬ ‫أنت‪ ،‬أُدرسي بشرتك جيدًا أوال ثم ابحثى عن المواد المناسبة ِ‬ ‫لبشرتك ِ‬

‫‪39‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫سرور الصراف‬ ‫كوبنهاجن‪ ،‬مملكة الدمنارك‬

‫بكلوريوس لغه عربيه و علوم الشرق األوسط من جامعة كوبنهاجن‪ .‬درست التجميل منذ‬ ‫‪ ٥‬سنوات كأول خبيرة تجميل محجبة في الدنمارك ‪.‬‬ ‫سافرت الى عدة دول لإلشتراك في كورسات مع خبراء تجميل عالميين ‪ ،‬كسامر خزامي ‪،‬‬ ‫طالل مرقص‪ ،‬بوبا‪ ،‬اليساندرو الكنتارا وغيرهم الكثير‪.‬‬ ‫عملت في عدة مجاالت في عالم التجميل‪ ،‬حيث شاركت كـ خبيرة تجميل في مسابقات‬ ‫ملكة جمال العالم و ملكة جمال الكون في الدنمارك‪.‬‬ ‫كنت اول خبيرة تجميل محجبة تدخل في أسبوع الموضة في كوبنهاجن والزلت أشارك‬ ‫كل موسم‪.‬‬ ‫أقمت عدة ورشات تعليميه في مجال التجميل و المكياج بحضور عشرات الطالب‪ ،‬و الذي‬ ‫حاز على إعجاب متميز‪.‬‬ ‫غير هذا كان لي الشرف أن أضع بصمتي على ولية عهد مملكة السويد‪ ،‬األميره فيكتوريا ‪،‬‬ ‫في زياراتها إلى مملكة الدنمارك‪.‬‬ ‫لدي صالون تجميل في قلب العاصمة كوبنهاجن منذ أربع سنوات ‪ ،‬فيه مكان خاص‬ ‫للمحجبات‪ ،‬نقدم فيه كل مايخص الشعر و التجميل‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫جمالك مع‬ ‫افا وارين‬

‫‪41‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫"اثقل مافي الكون روحك الحزينة"‬ ‫وسن جربائيل ‪ -‬املوصل‬ ‫عشقه‬ ‫وطن يغتابك يغتالك وال مفر من‬ ‫ليس هناك ابشع من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لعلنا نشتاق يومًا ‪ ،‬ولكن المؤكد اننا نحتاج لجرعات من دواء للنسيان لن يكتشفها العلم ابدًا‬ ‫مواقف كثيرة تمر ‪،‬وتمضي ضحكات‪ ،‬دمعات ‪،‬خيبات وآمال وربما بمحض الصدفة لوح لك الحب من‬ ‫على سواتر المعارك ولست متأكدا ان رددت تلك التحية ام ال ‪ ،‬النك لم تستطع التمييز بين اضواء‬ ‫اب ينتظر صدور شهادة وفاة‬ ‫البرق والصواريخ المتطايرة في سمائك تتذكرها فجأة حين تنظر‬ ‫لعيني ٍ‬ ‫ّ‬ ‫لولده المفقود الموجود ‪،‬هل اقول كان جالسًا ام انه ممددًا كان ‪،‬‬ ‫ال اعلم ‪!،،‬‬ ‫لكنه كان في حالة ما في السيارة المركونة تحت اشعة الشمس‪ ،‬منتظرًا ذهابه الى البيت الجديد‬ ‫بحاجة لتلك الشهادة كان بحاجة‬ ‫‪،‬كان ال يستطيع القيادة لذلك اضطر النتظار والده ‪،‬هو لم يكن‬ ‫ٍ‬ ‫بحاجة للراحة والهدوء بعيدا عن اآلالم التي فتكت بجسده‬ ‫للمنفى ‪،‬ولم يكن ايضا بحاجة للحياة ‪،‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫جب َر على االنتظا ِر الجل الوطن ‪،‬‬ ‫ُٔا ِ‬ ‫وطن حتى لو كنا امواتًا !!‬ ‫كلنا ننتظر ونضحي الجل‬ ‫ٍ‬ ‫لم يكن حزنًا وال ألما في عيني ذلك الرجل كان شيئًا عظيمًا ينهار بين لحظة واخرى ‪ ،‬كان وطنًا‬ ‫يوشك على السقوط‬ ‫فعل او حتى كلمة ‪،‬تؤدي واجبها على‬ ‫الكرسي والطاولة والسجالت صامتة ال يصدر منها اي ردة‬ ‫ٍ‬ ‫احسن مايتطلبه الموقف منها ‪،‬‬ ‫خوف ؟! لكن من ما ؟!‬ ‫خب ُرني ان اغادر الغرفة ‪ ،‬احمل السجل فيسقط من يدي اهذه ردة‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫شيء ما ُي ِ‬ ‫نحن لم نعد نخاف‬ ‫ُ‬ ‫الباب ‪ ،‬كم من المواقف التي نغادرها دون ان نعلم نهاياتها‬ ‫اتوجه إلى‬ ‫اتناوله دون ان امسح الغبار عنه‬ ‫ِ‬ ‫؟!‬ ‫الطريق عبر الممر اسقط امام عيني سجل الذكريات‬ ‫الحرب منذ اكثر من سنة ‪،‬‬ ‫عن بقايا حياةٍ خلفتها‬ ‫ُ‬ ‫صلبت واكلتها الطيور المهاجرة‬ ‫عن االحالم التي ُ‬ ‫بالطة بدت محطة كبيرة كيف لي تجاوزها ؟!‬ ‫لم اكن اشعر بالدوا ِر كان حقيقة مارأيته أمامي فكل‬ ‫ٍ‬ ‫صبر على جبين‬ ‫النخيل وارياف الجنوب ‪،....‬منها شهداء سبايكر واخرى كمادات‬ ‫فمنها تعلوها اشجا َر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األمهات‬ ‫قدمي بصراخ‬ ‫البالطة االخيرة تحت‬ ‫العاشقين ‪ ،‬واخرى المدينة القديمة ‪ُٔ ،‬اسرع اكثر لتنفجر‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫وااليتام‬ ‫وصلت الى القاعة المؤدية الى الغرفة األخرى كل المحطات اختفت امام المخيمات‪ ،‬اشالء الشهداء‬ ‫والقوارب الراحلة الى الغرب‬ ‫طال الطريق الى الغرفة األخرى ‪،......‬‬ ‫ُ‬ ‫الساعة‬ ‫‪،‬نظرت الى‬ ‫اخيرًا وصلت‬ ‫ِ‬ ‫ثوان فقط‬ ‫كانت قد مضت عشر‬ ‫ٍ‬ ‫لم تذرف عيني حتى نصف دمعة ‪،‬لم يكن هناك وطن للسقوط‬ ‫عمل آخر ‪.‬‬ ‫وضعت السجل في احد االدراج ‪،‬جلست مقابلة الحاسوب لبدء‬ ‫ٍ‬

‫‪42‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫قصة قصرية‬

‫ُّ‬ ‫رمادي الطموحات (‬ ‫)‬ ‫بقلم ‪ :‬هدى السامرائي ‪ -‬بغداد‬ ‫ستر َته على‬ ‫عاد يومها الى غرفته مسرعا ‪َ ,‬‬ ‫َ‬ ‫أراد أن يخلو بين جدرانها الرمادية القاتمة ‪ ,‬وضع ُ‬ ‫األريكة كتقاطيع سوداء لتلك الجدران‪ ,‬فبين تلك األلوان فقط يمكنك التعا ُي ُ‬ ‫ش ضمن الفراغ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ستهب َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يتأمل تلك الجدران‬ ‫وراح‬ ‫الغموض والتحدي ‪,‬‬ ‫ك‬ ‫وألوقات طويلة ‪ ,‬وتلك األلوان فقط من‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫قشعريرة مبهمة ‪ ,‬فقد‬ ‫لحظة ما‬ ‫غير عادته ‪ ,‬وفي‬ ‫الجرداء من الصور على‬ ‫ٍ‬ ‫سرت في جسدهِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فضوله الرمادي ‪.‬‬ ‫جدرانه أخيرا ‪ ,‬وأستيقظ‬ ‫ك على‬ ‫ِ‬ ‫بانت صور ُت ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫الفتيات في‬ ‫تلك التي ال تتقن أتيكيت‬ ‫كل مايتعلق بك ‪,‬‬ ‫البسيطة في‬ ‫أنت‬ ‫ِ‬ ‫_ من تكونين ؟؟ ِ‬ ‫األرض لوضع رأس تلك‬ ‫بجلوسك على‬ ‫ك‬ ‫وكأنك رفعتي من‬ ‫الحفاظ على كامل أناقتهن ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫نفس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ,‬شطبتي بدون قلم قو ُل ُ‬ ‫هم ( ان طريقة‬ ‫المريضة بعد ان كادت لتسقط في‬ ‫الفتاة‬ ‫حجر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫وكأنك تحفظين‬ ‫حد كبير ) مطمئنة كنتي‬ ‫ورقتها الى‬ ‫جلوس المرأة تع ِّبر عن شخصيتها‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شيئ في العالم ‪ ,‬أن تكون‬ ‫أفضل‬ ‫تكون بسيطا هو‬ ‫مقولة ‪ ,‬غلبرت كايث تشيسترتون ‪ ( ,‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫شيء يلي ذلك )‪.‬‬ ‫متواضعا هو أفضل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ألقول أني‬ ‫الحماقة‬ ‫فلست من‬ ‫العالية ‪,‬‬ ‫المتطاولة على أسوا ِر قلبي‬ ‫أنت‬ ‫_ من تكونين ؟؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يخيف‬ ‫الجمال الذي‬ ‫ذلك‬ ‫األخاذ ‪,‬‬ ‫الجمال‬ ‫ذلك‬ ‫جميلة‬ ‫ك من النظرةِ األولى ‪ ,‬فلم تكوني‬ ‫أحببت ِ‬ ‫ً‬ ‫فيك ‪ ,‬في‬ ‫عادي‬ ‫شي ما لم يكن‬ ‫وأكبر مني سنًا ‪ ,‬ولكن‬ ‫فتاة عادية ‪ ,‬بل‬ ‫ويربك ‪ ,‬لقد كنتي‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ك العالية ‪ ,‬أو ربما علمتي أن الهيئة التي خلقنا‬ ‫سحرك ‪ ,‬ربما في‬ ‫خبئين‬ ‫مكان ما كنتي ُت‬ ‫جبهت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫فأن‬ ‫شكلك كما هو ‪ ,‬لذلك‬ ‫اهلل تعالى عليها هي خط اللقاء األول بين البشر فأبقيتي على‬ ‫ِ‬ ‫ك ال ُت َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫عشق من النظرةِ األولى ‪ ,‬بل قبلها ‪.‬‬ ‫إمرأة‬ ‫مثل ِ‬ ‫ُ‬ ‫خفيفة على الباب ؟؟‬ ‫بطرقة‬ ‫صوت والدتي حزينا كعادته األخيرة مصحوبا‬ ‫جاء‬ ‫أتريد قهوة ؟؟‬ ‫_‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اليوم‬ ‫القهوة‬ ‫عد‬ ‫فتداركت‬ ‫تحديد ما أريد ‪,‬‬ ‫فجأة في‬ ‫تخذ ُلني إرادتي‬ ‫_‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الموقف بخروجي ‪ ,‬سأ ُّ‬ ‫وبنظرات َ‬ ‫ُ‬ ‫ورأيت نفسي‬ ‫صالة البيت ‪,‬‬ ‫لتنضم الى والدي في‬ ‫ب‬ ‫الف ِر ِح المستغرب ‪,‬‬ ‫أنا أمي ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫تنسح ُ‬ ‫مكعبات السكر ‪ ,‬ومنذ ذلك اليوم ‪ ,‬وأنا أحتسي‬ ‫بياض‬ ‫ورأيتك في‬ ‫الغامق للقهوة ‪,‬‬ ‫اللون‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو َ‬ ‫نقاءك‪.‬‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫نفسي ُمرًا على أن أُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫موعدك مع النقاءِ في‬ ‫ك‪,‬‬ ‫نفس‬ ‫التاسعة مساءا ‪ ,‬بل هو‬ ‫بنفس موعده ‪,‬‬ ‫رن هاتفي‬ ‫ِ‬ ‫موعد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫بكل‬ ‫ك‬ ‫التسكع في النوادي ‪ ,‬وجاء‬ ‫نورك من بعيد ‪ ,‬وموعدي مع‬ ‫حجرتك وأنا أراقب‬ ‫وجه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مساحة ‪ !! .....‬كتاب ‪ ،‬نعم كتاب ‪ ,‬مالمحك طغت على عنوان‬ ‫مساحت ُه مع‬ ‫لتتطابق‬ ‫عنفوانه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنهيت‬ ‫وبضغطة هي األولى من نوعها ‪,‬‬ ‫كتاب فقط ‪,‬‬ ‫منه ا ّلا أنه‬ ‫ذلك الكتاب ‪ ,‬فلم أتبين‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بليلة واحدة ‪ ,‬فقد طال جوع‬ ‫كامل‬ ‫كتاب‬ ‫إللتهام‬ ‫شهية‬ ‫أمتلك‬ ‫كنت‬ ‫وبدأت الكتاب ‪,‬‬ ‫اإلتصال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عقلي‪.‬‬ ‫أمر بعض البشر ‪ ,‬فقد يلقي بزهرةٍ على األرض ‪ ,‬لمجردِ أنها ال تدمي يده ‪.‬‬ ‫غريب ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫سيوث ُ‬ ‫يتألم هو ‪.‬‬ ‫يريد أن‬ ‫ق حبه لها بدمه ‪ ,‬هذه المرة‬ ‫وراء من‬ ‫ويبقى باحثا ‪ ,‬الهثا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أرصفة اإلنتظا ِر منذ سنين ‪.‬‬ ‫فقد إشتاق الى الصدق ‪ ,‬ذلك الشيء الذي غادره على‬ ‫ِ‬

‫‪43‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫سيرة ذاتية‬

‫الصورة بعدسة حممد الغريب‬

‫الشاعر الدكتور حمفوظ فرج إبراهيم محيد آل مدلل‬ ‫ولد في سامراء ‪1952 / 5/ 21‬م‬

‫نشأته‬

‫نشأ في كنف عائلة محبة لألدب فوالده الحافظ فرج إبراهيم من حفظة القرآن الكريم‬ ‫وله باع في أوزان الشعر العربي (بحور الخليل بن أحمد) فكان يرتجل الشعر العربي الفصيح‬ ‫والشعبي وهو من خريجي المدرسة العلمية الدينية في سامراء‪.‬‬

‫نظمه للشعر‬

‫أما الشاعر محفوظ فقد ذهب إلى الكتاتيب وعمره خمس سنوات عند المال ياسين الحاج‬ ‫شهاب وحين ختم القرآن أكمل االبتدائية والثانوية في سامراء عام ‪ 1972‬قال الشعر منذ‬ ‫صباه ونشر أول قصائده عام ‪ 1970‬م في مجلة صوت الطلبة ‪.‬‬ ‫حائز على ماجستير أدب عربي كلية اآلداب جامعة بغداد ‪1988‬م‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫وعلى الدكتوراه من معهد التاريخ العربي‬ ‫والتراث العلمي للدراسات العليا‬ ‫عضو اتحاد أدباء العراق‪ .‬عضو اتحاد االدباء العرب‪.‬‬

‫مؤلفاته‬

‫من مالمح الصورة الفنية في االحاديث النبوية جزئان‪.‬‬ ‫في أسلوب الحديث النبوي دراسة في البنية التركيبية والداللية‪.‬‬ ‫شعر العتاب واالعتذار في القرنين الثالث والرابع الهجريين‪.‬‬ ‫غرض العتاب في الشعر العربي إلى القرن الرابع الهجري‪.‬‬ ‫أثر الشعر في اتخاذ القرار السياسي‪.‬‬ ‫الحافظ فرج إبراهيم شاعرا شعبيا دراسة وتحقيق‪.‬‬ ‫سامراء في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬

‫جمموعاته الشعرية‬

‫أجراس الماء‬ ‫روافد شتى‬ ‫سوانح‬ ‫رغوة الرنين‬ ‫مسامات ضوئية‬ ‫قصائد الغياب‬ ‫سطوع اللوعة‬ ‫قورينا‬ ‫قلب مغرى‬ ‫شهرزاد‬ ‫هواجس عاشقة‬ ‫اعترافات عاشق ألرض السواد‬ ‫أقول لدجلة‬ ‫أوليفيرا‬ ‫المنوليزا السامرائية‬ ‫بيت ألواح‬ ‫وتر على عنق الزمن‬ ‫روان‬

‫‪45‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫عندما ُيخ َيم الليل‬ ‫ُ‬ ‫األموات التراب عن اجسادٍ هم‬ ‫ينفض‬ ‫فتمتلئ ازقة المدن بالغبار‬ ‫حتى شوارعها تكن خالية‬ ‫بأزقة المدن‬ ‫يتمشى االموات‬ ‫ِ‬ ‫غير العادة تفوح منهم رائحة غريبة ‪..‬‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫رائحة الحنين‬ ‫تضيء شوارع المدينة‬ ‫صدورهم متقدة‬ ‫ُ‬ ‫انها نا َرا في صدورهم ‪ ..‬نار الشوق لألحياء‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شجرة وينظر من النافذةٍ ‪ ..‬من كان يحبها اآلن تملك طفلين‬ ‫غصن‬ ‫ميت على‬ ‫يتكئ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫خافتة بينه وبين نفسه‬ ‫يتلعثم فمه بكلمات‬ ‫بئسًا للوطن الذي حرمني وطني‬ ‫جسده يتقطر دمًا ‪.‬‬ ‫وآخر يرى والدته تبكي من العجز ويتمنى لو كان له عمرًا لوهبه لها‬ ‫ُ‬ ‫تستحق فما زالت ترتدي األسود حدادًا عليه وتندبه ليال ونهار ‪،‬‬ ‫انها‬ ‫فيأتي ابي مهرو ً‬ ‫ال الى بيتنا‬ ‫ُ‬ ‫يضع يدهُ على جسدي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يحترق قلبه‬ ‫يثلج قلبي و‬ ‫ويهمس بأذني‬ ‫هذهٍ األرض تأكل الرجال يا ولدي‬ ‫لم تشبعها جثث اصحابي فأخذتني ايضًا‬ ‫في هذا الوطن ‪...‬‬ ‫يموت الشاب اما برصاصة او فتاة‬ ‫قتلتني الحرب وقتلتك فتاة‬ ‫ُ‬ ‫فوق كتفيه ليغطيني به ‪،‬‬ ‫ينتزع العلم من‬ ‫ِ‬ ‫يحل الفجر‬ ‫يعود الموتى لقبورهم متباطئين‬ ‫تستيقظ روحي دافئة‬ ‫الحب‬ ‫والمدينة تعج برائحة ُ‬ ‫حتى انه بجانب الشجرة التي اتكئ عليها العاشق الميت قد نبتت وردة حمراء تحمل دمائه‬ ‫فتحتظنني جدتي العجوز وتردد مازالت منك تفوح رائحة والدك كأنه احتظنك موخرًا؛‬ ‫يتوسد الموتى التراب ويضعون ايديهم تحت رؤسهم‬ ‫ُ‬ ‫فيغطون بنوم عميق مصحوب بأنين موجع حتى يأتي الموعد القادم‪.‬‬

‫ليث حسن ‪ -‬دياىل‬

‫‪46‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫سننتصر‬

‫خليل إبراهيم ‪ -‬العراق‬ ‫ُ‬ ‫األباة‬ ‫نحن‬ ‫عشنا حفاة وغيرنا‬ ‫يبقى رفاة‬ ‫من تحتنا‬ ‫سننتصر‬ ‫للساجدين لكعبها‬ ‫ال تهنأوا‬ ‫فالموت آت‬ ‫والصوت يبقى خالدا‬ ‫باق كلما‬ ‫والفكر ٍ‬ ‫طال الزمن‬ ‫غاصت جذور الصبر في ارض الوالة‬ ‫ما ان يجيء غيثها‬ ‫تهتز فيه حياتنا‬ ‫تنموا عليها روحنا‬ ‫وننتصر ‪...‬‬ ‫فينا الحسين وجده‬ ‫للبغات‬ ‫ال ُ‬ ‫نحن الكهوف وما حوت‬ ‫وكلبنا عند الوصيد‬

‫بسجوده‬ ‫ال يفارق من سبات‬ ‫سننتصر‬ ‫يا آل ابليس اسمعوا‬ ‫مهما بقيتم بيننا‬ ‫فالموت آت‬ ‫وننتصر‬ ‫نحن اللغات‬ ‫نحن اللسان اليعربي‬ ‫ُ‬ ‫وذوقه‬ ‫نحن البيان‬ ‫منا لسان الطير ‪ ...‬او ما نطق‬ ‫منا حديث النمل‬ ‫حين استبق‬ ‫فينا يسبح ماحوى‬ ‫والنجوم و الحصاة‬ ‫كون الكواكب‬ ‫ِ‬ ‫سننتصر‬ ‫إي تعلمون بملكنا‬ ‫ٌ‬ ‫يقين عندكم‬ ‫بل هذا‬ ‫مهما جحدتم امرنا‬ ‫فالموت آت‬

‫‪47‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫) عينان يتميتان (‬ ‫بقلم الدكتورة ‪ :‬هيفاء حممد السعدي ‪ -‬فلسطني‬ ‫كطفل فقير أنا‪...‬جائعة أيامي‪..‬‬

‫تبكيك المواعيد بصلوات السحر‪..‬‬

‫حلم أخرس وحروف منهكة تغفو على‬ ‫جسد القصيدة‪..‬‬

‫كيف أغوتتي لحظاتك؟‪..‬‬ ‫قطيع أحالم وقصاصات ذكرى‪..‬‬

‫من يلملم رفاة قصيدتي؟‪..‬‬ ‫أتراك ترحم أيامي المصلوبة؟؟‪..‬‬ ‫من وعاء اآلهات ينثال حزني‪...‬‬ ‫ربيعي البائس؟؟‪..‬‬ ‫غياب أثقل كاهلي ‪..‬‬ ‫أنقب عن حنين في أرخبيل الضباب‪..‬‬ ‫يالعنة الحظ واشتعال اليأس‪...‬‬ ‫باهلل التنهك العشق أكثر‪..‬‬ ‫سيد المطر في صمته وقوارير الدهشة‬ ‫ظامئة‪..‬‬ ‫ليتني أتعلم العصيان‪...‬‬ ‫أتذكر؟‬ ‫كنت أناجيك وأناجيك‪..‬‬ ‫منحتك مفتاح الرجاء‪..‬‬ ‫وانتظرت غمام األمل‪..‬‬ ‫ضاقت أرضي يباسا‪..‬‬ ‫أواه كم توضأت بدموعي‪...‬‬ ‫كم تسكعت في أدغال الحنايا‪..‬‬

‫‪48‬‬

‫من شرفة حلمي البائس ‪..‬‬ ‫من رماد أحالمي‪..‬‬ ‫من ضباب فجري أصرخ ‪:‬‬ ‫هل أضحى الحب خرافة مدفونة في أعين‬ ‫الجهالء ‪..‬‬ ‫أتجرع ظمأي‪..‬‬ ‫وسؤال كما الغصة ‪:‬‬ ‫من يفك لي طالسم المعاني؟‪..‬‬ ‫لم أجد عونا لإلجابة‪!.‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫الفستان الليلكي‬

‫بغداد‬ ‫أيا إمرأة ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫كالسيف ‪،‬‬ ‫مزروعة‬ ‫ِ‬ ‫في خاصرة كلماته‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بتواشيح‬ ‫صوت‬ ‫ٍ‬ ‫نقشبندية ؛‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تترك‬ ‫كالشمس‬ ‫ِ‬ ‫وعدًا بالزيارةِ‬ ‫الصباح‬ ‫ديك‬ ‫مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫على نافذةِ‬ ‫المنتظر ؛‬ ‫الساهر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصابعه‬ ‫تجلس على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫القصيدة‬ ‫تدو ُن‬ ‫ّ‬ ‫تشاء‬ ‫كما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حروف القراءةِ ‪،‬‬ ‫ويباد ُلها‬ ‫ُ‬ ‫وتقتات مسك َنها‬ ‫ُ‬ ‫طيفها به‬ ‫ُكلما م ّر‬ ‫ُ‬ ‫يقول ُ‬ ‫له‪:‬‬ ‫" موالي أني ببا ِبك "‬ ‫ُ‬ ‫كالفالح !‬ ‫فيقف‬ ‫ِ‬ ‫باب السماءِ ؛‬ ‫على ِ‬ ‫داعيًا اهلل‬ ‫وجهها والمطر‪....‬‬

‫احاول دوما‪..‬‬ ‫كتابة شعر ‪....‬‬ ‫بك‪...‬‬ ‫يليق ِ‬ ‫فاختار حرفًا وقافية ‪..‬‬ ‫وصورة شعر تشابهك‪..‬‬ ‫وابدأ بالنظم‪..‬‬ ‫صدرا وعجزا‪..‬‬ ‫وبحرا من الشعر‪..‬‬ ‫يجري لك‪..‬‬ ‫وامالء ابياتي الخائرات‬ ‫بحب وعشق ‪..‬‬ ‫وال اشتكي‪..‬‬ ‫اذا ما سهرت‪..‬‬ ‫اذا ما تعبت‪..‬‬ ‫اذا صرت كالصائم‬ ‫الممسك‪..‬‬ ‫فقط‪..‬‬ ‫كل همي يزول اذا ما‬ ‫خطرت بفستانك‬ ‫الليلكي‪..‬‬

‫فادية اجلنايب‬

‫حيدر رشيد‬

‫‪49‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫ِلقاء ُ‬ ‫األمنيات‬

‫دعاء عادل ‪ -‬ماجستري يف األدب العربي احلديث والنقد‬

‫ذات مساء مزدحم بقطرات الودق‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫السنين‪..‬‬ ‫متعثرة في‬ ‫أمنيات‬ ‫تالقت‬ ‫ِ‬ ‫جوف ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عاصرت رحيل زمن عتي غابر‪..‬‬ ‫تالقت بعدما‬ ‫ْ‬ ‫تصافحت بيد الحقيقة وأصابع االعجاز‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫نسي طعم اللقاء‪..‬‬ ‫بلهفة ُمشتاق‬ ‫تعانقت‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫تبادلت أطراف الحديث عن موتها‪..‬‬ ‫عن اندثارها قبل أن تعود للحياة‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫تحدثت عن مرضها وصراعها للنجاة‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫امنيات كانت تائهة في كوكب الالوجود‪..‬‬ ‫هي‬ ‫ْ‬ ‫يد طغاة الناسوت‪..‬‬ ‫فقدت بوصلتها على ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ترفع شعار الممكن بوجه المستحيل‪..‬‬ ‫عادت‬ ‫ْ‬ ‫عادت ُتح ّلق َف ِرحة كالفراشات‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تعيش مافاتها من اللحظات‪..‬‬ ‫أيقنت أنها في وادي النضال‪..‬‬ ‫أتت لتدافع عن كيانها ‪..‬عن صيرورتها‪..‬‬ ‫تطالب بلسان األمل عن إمكانية إنشقاقها من ترسانة الوهم‪...‬‬

‫‪50‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫(وشم يف ذاكرتي )‪ ،‬الصادرة عن دار املختار للنشر‬ ‫نص من اجملموعة القصصية ٌ‬ ‫والتوزيع يف القاهرة‬

‫اغتال مشاعري‬

‫بقلم االستاذة ليلى املراني‬

‫عم لي يعيش في البصرة‪ ،‬قرأتها لوالدي‪ .‬برجاءٍ خجول يطلب منه أن‬ ‫وصلتنا رسالة من ابن ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫وصورة صغيرة له أرفقها‬ ‫يستقبله في بيتنا ليواصل دراسته الجامع ّية في كل ّية الهندسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن شهقة أمي وصوتها المستنكر‪،‬‬ ‫برسالته‪ ،‬لم أفهم ساعتها سببًا لتلك الصورة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫نظرة غاضبة من‬ ‫عم ‪،)!..‬‬ ‫هسه ياهلل‬ ‫جعلني أفهم‪( ،‬اهلل ينطيه العافية‪،‬‬ ‫تذكر عنده بيت ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاد‪ ،‬كاد ينقلب شجارًا‪ ،‬رفعت أمي الراية البيضاء‪ ،‬وصوت أبي مته ّل ً‬ ‫ال‪ ،‬آمرًا‬ ‫والدي‪ ،‬وحوا ٌر‬ ‫ّ‬ ‫"تعالي حنان ‪ ..‬اكتبي"‪.‬‬ ‫أمي ألحانقة تكاد تم ِّزق الرسالة‪ .‬مستغ ّل ًة انشغالهم‪،‬‬ ‫مرحبًا بابن أخيه؛ أملى‬ ‫ّ‬ ‫علي‪ ،‬ونظرات ِّ‬ ‫ّ‬ ‫دسست الصورة في جيبي‪ ،‬وتحت وسادتي وضعتها لي ً‬ ‫ال‪ ،‬ال أدري لماذا‪ ،‬في أعماق ذلك‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الوجه‪ ،‬أغور ّ‬ ‫الرقة والدهاء فيه‪ ،‬ومشوا ٌر جديد‬ ‫محاولة أن أفهم تمازج‬ ‫ليلة قبل النوم‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫حصان أبيض‪ ،‬يطير بي فوق‬ ‫قادم من البصرة على‬ ‫فارس‬ ‫أحالم بدأت تأخذ مسارًا ٓاخر‪.‬‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الغيوم‪ ،‬إلى سماءٍ الزورد ّي ٍة سيأخذني‪ ،‬أنا التي كنت أذوب وأبكي قهرًا وحزنًا حين أقرأ‬ ‫قصص العشق والغرام‪ .‬وجاء الفارس‪ ،‬يحمل وجهًا صبوحًا تضيئه عينان عسليتان‪ ،‬تلمعان‬ ‫ٌ‬ ‫عائلة ّ‬ ‫جل أفرادها قصيرو‬ ‫ذكاء وغموضًا‪ .‬سحرني بقامته الفارعة وعضالته المفتولة‪ ،‬ونحن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ألمتعثر في‬ ‫عمي في أن يصلح حال ابنه البكر‪،‬‬ ‫القامة‪.‬‬ ‫أمل كبير كان يعقده والدي على ابن ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وأمل أكبر يحدوني وأنا آخذ على عاتقي تنظيف غرفة أخي التي قاسمه فيها أبن‬ ‫دراسته‪.‬‬ ‫متفجرًا صعد الدم إلى رأسي حين ع ّلق أخي أمام الجميع ضاحكًا‪:‬‬ ‫عمي‪ .‬حا ّرًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جد يا حنان‪ ،‬وما هذا االهتمام الكبير بتنظيف غرفتي؟‪.‬‬ ‫ـ ما الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫مكان في القسم الداخلي‪ ،‬ورغم‬ ‫العنة أخي في س ّري‪ .‬رغم حصوله على‬ ‫أطرقت بخجل‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫عيني‪،‬‬ ‫تفجرت من‬ ‫تعثره‪ ،‬أص ّر والدي على بقاء ابن عمي معنا‪ ،‬فرحتي‬ ‫استمرار أخي في‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫تفجر من أوردة رقبتها‪.‬‬ ‫وغيظ والدتي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بأغنية راقصة‪.‬‬ ‫عذوبة ودفئًا على مسامع أخي المنشغل‬ ‫بصوت يقطر‬ ‫يكتب الشعر‪ ،‬ويلقيه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الجو رومانس ّي ًة‬ ‫أم كلثوم تشدو زاد‬ ‫ّ‬ ‫أنا المعن ّية بذلك الغزل الرقيق‪ ،‬هكذا شعرت‪ ،‬وصوت ّ‬

‫‪51‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫عذبة‪ .‬أنفعل‪ ،‬وأحيانًا أبكي‪ ،‬أحببت أم كلثوم ألجله‪ ،‬وأقمت لها محرابًا في قلبي‪ ،‬وأحببت‬ ‫ّ‬ ‫سلسبيل عذب‪..‬‬ ‫الشعر‬ ‫متدفقًا من فمه كماءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تقمصت شخص ّية البطلة‪،‬‬ ‫حقيقي احتفلت به‪.‬‬ ‫عرس‬ ‫حين أهداني رواية أ ّنا كارنينا‪ ،‬كان يوم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نهاية مأساو ّي ًة لعذاباتها‪ ..‬أوامر‬ ‫حرقة حين وضعت‬ ‫عشت معها أحالمها وآالمها‪ ،‬وبكيت‬ ‫والدي أن أكون بصحبة أخي إن شئت الذهاب إلى السينما‪ ،‬األمر أصبح أحلى وأشهى حين‬ ‫ٌ‬ ‫أتوسطهما‪ ،‬أخي وحبيبي‪ ،‬أعيش‬ ‫متوجة شعرت بنفسي وأنا‬ ‫ملكة‬ ‫التحق ِبنا أبن عمي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاسد يقف بينهما‪ ،‬تمنيت أ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال يكون‬ ‫وعزول‬ ‫أحداث الفلم‪ ،‬أنا البطلة‪ ،‬وهو العاشق المت ّيم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫حب عذبة‪ ،‬ذلك الذي عشقته‬ ‫بكفي بين يديه‪ ،‬أو همس في أذني كلمة‬ ‫معنا أخي‪ ،‬ربما أخذ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال‪ ،‬هكذا ظننت‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫يكن لي ح ّبًا صامتًا‪ ،‬خجو ً‬ ‫لم أهداني تلك الرواية‬ ‫بكل جوارحي‪ ،‬هو أيضًا‬ ‫ال َ‬ ‫حب عنيفة عشتها‪ ،‬ومن أحالمي بنيتها‪ ،‬أنا المراهقة التي لم تتبادل حرفًا‬ ‫الرائعة؟ قصة‬ ‫ٍّ‬ ‫مع رجل من قبل‪ ،‬سوى أبي وأخي‪ .‬حدث أني كنت في غرفته أق ّلب صفحات دفتر أشعاره‪،‬‬ ‫أقرأ وأطلق اآلهات‪ ،‬رفعت رأسي‪ ،‬واقفًا أمامي رأيته ونظرات غريبة لم أعهدها في عينيه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أتعثر بخجلي‪..‬‬ ‫تخترق جسدي‪ ،‬ارتعشت‪ ،‬أغلقت الدفتر باضطراب وعدوت‬ ‫كلمة‬ ‫أيام مضت وأنا أتحاشى اللقاء به‪ ،‬أو الدخول إلى غرفته‪ ،‬وقلبي يتح ّرق شوقًا لسماع‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫تخرج من فمه‪ ،‬لومًا‪ ،‬عتابًا‪ ،‬أو تقريعًا‪ ..‬أال تتك ّرمين علينا حنان‪ ،‬غرفتنا أصبحت ساحة مزاد‪،‬‬ ‫قال ضاحكًا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫موقنة ّ‬ ‫ٌ‬ ‫يمين صامت أقسمته على أن‬ ‫أن أمي لن تدخل الغرفة‪ ،‬و‬ ‫عاودت مهمتي بفرح وأنا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وفجأة‬ ‫محط اهتمامي األول‪ ،‬مالبسه‪ ،‬كتبه وأوراقه المبعثرة‪..‬‬ ‫ال تفعل منذ مجيئه‪ ،‬حاجاته‬ ‫موجهة إليه من صديق‪ ،‬ما زلت أذكر كلماتها حرفًا‪ ،‬حرفًا‪ ،‬وكأنها‬ ‫رسالة‬ ‫وقعت عيناي على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫استق ّرت في تجاويف قلبي وذاكرتي‪ ،‬أال تزال تحاصرك بمشاعرها الملتهبة‪ ،‬تلك المراهقة‬ ‫عمك؟‪ ..‬ماذا يضايقك من أمرها يا أخي؟ ّ‬ ‫بحب‬ ‫تأكد لو كنت مكانك لتم ّتعت‬ ‫ّ‬ ‫الصغيرة‪ ،‬ابنة ّ‬ ‫تتذمر‪ ،‬أترك‬ ‫فتاةٍ جميلة مثلها‪ ،‬ما الذي وجدته فيك أيها المغرور لتحبك بهذا العنف؟ لماذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتذكر أنك ترفس النعمة بقدميك يا‬ ‫بيت عمك واذهب إلى القسم الداخلي‪ ،‬لترتاح وتريح‪،‬‬ ‫علي من فرط االنفعال والغضب‪ ،‬واالندحار‪ .‬رميت الرسالة أرضًا‪ ،‬وخرجت‬ ‫صديق‪ .‬كاد يغمى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مهرولة والدموع تعمي بصري‪ ،‬وكأن عفريتًا يطاردني‪ .‬أغرقت وسادتي دموعًا ساخنة‪،‬‬ ‫وم ّزقت صورته بأسناني‪ ،‬صا ّب ًة عليها ّ‬ ‫كل حقدي وانكساري‪ ،‬وانهيار صرح أحالمي الجميلة‬ ‫ّ‬ ‫ثقيلة موجعة م ّرت األيام‪ ،‬وأنا أتجاهله‪ ،‬وهو يحاصرني بنظراته‬ ‫الذي بنيته ببكر عواطفي‪.‬‬ ‫المتسائلة بصمت‪.‬‬ ‫ثم التحق بالقسم الداخلي في السنة الثانية‪ .‬بين‬ ‫انتهى العام‬ ‫الدراسي‪ ،‬وعاد إلى البصرة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫جاف ًة‪ ،‬متش ّن ً‬ ‫ّ‬ ‫ثم أهرب‪ .‬فوجئت به في إحدى زياراته وأنا أفتح‬ ‫حين وآخر يزورنا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جة أستقبله‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دس رسالة في يدي‪ ،‬ارتبكت‪ ،‬خ ّبأتها تحت قميصي‪ ،‬وهرولت مسرعة إلى غرفتي‪،‬‬ ‫الباب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فتحتها لي ً‬ ‫حب‬ ‫مرفقة بقصيدة‬ ‫ال‪ ،‬رسالة طويلة كانت‪ ،‬واعتراف صريح بح ّبه ولواعج قلبه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إهداء بها‪..‬‬ ‫ملتهب‪ ،‬كتب‬ ‫ً‬ ‫إلى التي اكتسحت ّ‬ ‫كل دفاعاتي‪ ،‬وأورثتني أرقًا يرافق طيفها لي ً‬ ‫ال‪ ،‬ويعيش دقائق ولحظات‬ ‫حياتي معي‪.‬‬ ‫عدة مرات‪ ،‬م َّزقتها‪ ،‬ورميتها في س ّلة المهمالت‪ ..‬وضعت رأسي‬ ‫بمشاعر ميتة قرأت الرسالة ّ‬ ‫لنوم لذيذ‪..‬‬ ‫على وسادتي‪ ،‬واستسلمت‬ ‫ٍ‬

‫‪52‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫انت ال ظل لك فيسمعك‬ ‫فوتوكتابية ‪ :‬جاسم العبيدي‬

‫تبدو انت هكذا تستبسل لتحيا‬ ‫بعينيك المنتفختين الذابلتين وشعرك االشعث وابتسامتك الهادئة ولفائفك التي مالت‬ ‫انحاء االرض حولك وخوفك المبعثر من العابرين‬ ‫ثياب ممزقة وسخة ‪ ,‬ووجه احرقته شمس الظهيرة ‪,‬‬ ‫هموم واحزان وبقايا جسد اضنته الحياة‬ ‫سيطفو ذات يوم على مياه نهر العشار بأسمال ثيابك الوسخة التي تمزعت‬ ‫وسيبقى شراع االمل يلثم النهرالغافي على مخلفات االرصفة‬ ‫لتبدومثل عالمات منقوشة بال قصد على االسفلت‬ ‫مالمحك تنحني لكل عابر سبيل يقتحم مثلي عليك جلستك‬ ‫ابتسم البتسامتك الباهتة التي تذكرني باولئك البسطاء المنتشرين في بقاع افريقيا‬ ‫ونيجيريا والصومال وغيرها من بقاع االرض‬ ‫ماتفتأ جلستك تذكرني برغبات الجنون‬ ‫تجليات المواقف عند العطش ايام الحرب مع الفرس الغازين‬ ‫ذلك ما يحفر في ماقيك ‪..‬يقتلع شبابك الذي يترنح سكرا على االرض الطيينية وانت تجلس‬ ‫مستريحا بال ماوى من هموم التعب المترجل على ساقيك النحيلتين المنصهرتين على‬ ‫حذاءك المتهري‬ ‫يكتسح معالم وجهك االنصهار‬ ‫واي انصهار يكتسحك بين وقود مشتعل لمولدات أبت ان تكمل دورانها بعيدا عنك وماء‬ ‫متعفن لنهر اتخذوه مكبا لنفاياتهم وادرانهم ومغتسال لموتاهم ايام الحرب‬ ‫ارض ال تمتلك فيها شبرا واحدا يمنع عنك التشرد والضياع‬ ‫الحزن يحملني اليك الغور في اعماق دواخلك‬ ‫هاهم السياسيون ينظرون اليك من خلف الزجاج المظلل لسياراتهم الفارهة‬

‫‪53‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫تتبعهم ضحكات حماياتهم المدججين بالسالح‬ ‫هل تدري ياصديق ضياعي ان كل السياسيين عمالء لمن جاء بهم‬ ‫لم تعد لهم ذمم يعتبرون بها وال اعين يبصرون بها‬ ‫يظهرون امامك في تأسيهم‬ ‫ويختفون في محاجرهم عندما يشعرون بأقدامك تقترب منهم‬ ‫مسكين انت ايها المتأرجح بين مخلفات موائدهم‬ ‫لحم الدجاج وبقايا موائد العهر‬ ‫الولئك الذين لطخت أصابعنا المشتعلة بالوان أحبارهم البنفسجية‬ ‫فراحوا ينظرون اليك بتفاهة‬ ‫الجوع لك والحفادك والمثالك من المجانين الغرباء عن تربة هذا الوطن‬ ‫الذي باعوه بابخس ثمن‬ ‫التهميش جوع الفقراء‬ ‫المنتشرين بين االزقة والشوارع والدروب المغبرة‬ ‫لم اعبرك الضع بصمتي على حزمة ورق‬ ‫بعد سويعات في صحيفة الصباح‬ ‫فانا صحفي وشاعر ولي معترك وجنون‬ ‫وانا ال ارتدي عباءة المرجعية النقذك من الضياع‬ ‫اسمع صوت النحيب في داخلك‬ ‫لكنك التدري باني احسدك‬ ‫النني اكثر منك خيبة‬ ‫المجانين وحدهم ال يحاسبون‬ ‫لقد جربوا بي مرارا سيل الرصاص‬ ‫لكنني مثلك أبيت إال أن أعيش‬ ‫اقسم لك ان افكاري وانفاسي تنبض بين حدقات عينيك‬ ‫فابقى مرتبكا ‪...‬‬ ‫تفلت مني فاتبعك‬ ‫مع ذلك لن اكتفي بالصمت‬ ‫فللحديث صالت‬ ‫ولي اهات ساضعها امام االخرين‬ ‫سأدس في عيونهم صورتك المهمشة‬ ‫وساوصل ضحكاتك الى اذانهم الصماء‬ ‫وغضبتك الى رؤوسهم العفنة‬ ‫هل ياترى سيتذكرون الجوع‬ ‫وطيفك يعبرهم وهم يختانون بين احضان محضياتهم‬ ‫اللواتي يصفقون بجنون‬ ‫االبواب المفتوحة بوجهك الكالح‬ ‫ويبصقون عليك بال مباالة‬ ‫تعال معي‬ ‫وانظر كل شيء‬

‫‪54‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫فانا مثلك غريب في بلدي‬ ‫ربما انت تسير باتجاه واحد‬ ‫لكنني علي ان اختار منفاي‬ ‫او قل مذبحي‬ ‫ربما الن االرض لم تعد تسع‬ ‫انكساراتي وضعفي‬ ‫تلك هي غربتي التي لن تكتمل‬ ‫إال بتالطم امواج النهر العاتية‬ ‫انا وانت معبأين بالقناني الفارغة وعلب السردين‬ ‫كما النهر المتخثر امامك‬ ‫سأعلم اصابعي كيف تتلمس جراحك‬ ‫بال بالدة‬ ‫سأقرأ حروف تعبك‬ ‫فأنت تحاصر قالعي المنهارة‬ ‫ترتدي جسدي المتهري‬ ‫غصص مرارتي‬ ‫انت ياوطني المسلوب‬ ‫اراك بعيدا ال مكان لي فيك‬ ‫الضع عباءتي وثيابي في رحابك‬ ‫واغرز عصاي في ثراك‬ ‫انا وخوفك المتلبس بي‬ ‫والطريق المسافر باقدامي‬ ‫ال نهاية للمطاف‬ ‫شيخوخة وحلم متعب‬ ‫يمسك براس الليل المظلم‬ ‫وماذا ستكون النهاية‬ ‫ساغادر كما تريد‬ ‫وساستجمع قواي ‪..‬واخيم بوجع على االبواب المغلقة‬ ‫استحم بدموعك علها تشبع نهم المرافئ المهجورة‬ ‫وساركل بقدمي كل اللحظات الزائفة‬ ‫وكلمات المواساة‬ ‫لقد كبا بي جوادي كما كبا بك‬ ‫ال تتمنى‪....‬‬ ‫لم تعد السماء تستمع اليك‬ ‫وال هذا الرصيف المتسخ‬ ‫ينصت الالمك وصراخك‬ ‫انت ال ظل لك فيسمعك‬ ‫وال سامع لك فيستجيب‬ ‫كلنا نعيش االلم واالمل ولكن الى متى‬ ‫والى من يشتكي المتعبون ؟‬

‫‪55‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫أقسمت‬

‫ابراهيم بن مجيل آل عرب‬

‫أقسمت باهلل أن تبقي شــــذى كلمـــي‬ ‫ومنبع اللحن وردا مزهـــــرا بفمــي‬ ‫ْ‬ ‫وأن ستبقى بذاك النـّـــاي أغنـيــــة‬

‫شوقا يجوع وعــــزفا يحتسي بدمــي‬ ‫فأنت صــرح يلـــوذ العاشقــون بـه‬ ‫غـــم‬ ‫وأنت في الشعر قاموس مـــن ال ّن‬ ‫ِ‬ ‫وأنت أنــــت بذاك ّ‬ ‫الشعـــر ملحمــة‬ ‫والقلـــم‬ ‫لوالك مــا فاض دمــع العين‬ ‫ِ‬ ‫أن عيونك قــــــد رمـت َ‬ ‫أقسمت ّ‬ ‫ش َركا‬ ‫والحلــم‬ ‫أمات خوفي مـــن األشــواق‬ ‫ِ‬ ‫وأن شمسك لـــو غابت نزفت دمــــا‬ ‫والقمــم‬ ‫األفـــق‬ ‫على ضياء لها فــي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫أقسمت أنـّك لــــو تدريـــن لؤلؤتـي‬ ‫ّ‬ ‫عــــدم‬ ‫وأن عشقك أحيا ال ّروح مـــن‬ ‫ِ‬ ‫إنـّـــي أح ّبــــك إكليــال يزيننــي‬ ‫وخنجرا غاص فــــي عمقـي فيا ألمـي‬ ‫ّ‬ ‫وكل مـوج يناجي الـــ ّروح يغرقهــــا‬

‫‪56‬‬

‫للحمـــم‬ ‫أسعى إليه بشــوق ال ّنفـــس‬ ‫ِ‬ ‫أقسمت ّ‬ ‫أن صحائف عشقي مـا نبضــــت‬ ‫إال بنــــار تذيب البوح فـــي قلمــي‬ ‫ّ‬ ‫شوقـي قــــد طــارت حمائمــه‬ ‫وأن‬ ‫َ‬ ‫والهــرم‬ ‫نحــو الغروب ألرض ال ّنيـــل‬ ‫ِ‬ ‫ألجل حبــّـك قـــام اللحن والوتــــر‬ ‫قـــم‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫وقــــد تر ّنح نشوانا مـــن ّ‬ ‫وسامرته نجـــوم الليــــل يرقبهـــا‬ ‫الظلـــم‬ ‫بــدر ينير بـــذاك الليل فــي‬ ‫ِ‬ ‫أقسمت أنـّـــك عشق لن أبــوح بـــه‬ ‫اللمــــم‬ ‫ح ّتى يذوب رحيق ال ّزهر فـــي‬ ‫ِ‬ ‫فال ّزهر فيـــــه جمال الكون أجمعـــه‬ ‫َ‬ ‫تـــدم‬ ‫قطفت زهو َر ال ّروض لــــم‬ ‫وإن‬ ‫ِ‬ ‫يكفيك أنفاسها الحــــ ّرى تعيش بهـــا‬ ‫رد َ‬ ‫ت مـــن نعــــم‬ ‫فمنتهى العشق إن ُج ّ‬ ‫هذي عذابات قلب ذاب فــــي جســـدي‬ ‫القسم‬ ‫قــد بات في العشق مرهونا علـــى‬ ‫ِ‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫احمر فستانها‬ ‫كجمر األشتياق‬ ‫النبض يصارع الوجود‬ ‫يكاد يختفي‬ ‫القلب يحتضر من ‪.‬‬ ‫لوعة الفراق‬ ‫الليل يضاجع اوجاعي‬ ‫سهرا ‪..‬‬ ‫فيولد النهار معاق‬ ‫انا في دوائر جوفاء‬ ‫بدايتها كنهايتها‬ ‫األلم واألنين‬ ‫في ذروة العناق‬ ‫تلهث مسافات‬ ‫البعد اليك‬ ‫بيني وبينك قضية‬ ‫اغتراب‬ ‫بيني وبينك سنون عجاف‬ ‫اال من عذاب‬ ‫اين انت ‪..‬‬ ‫ها قد تالشى العمر‬ ‫وصار كالسراب‬ ‫مدني إال آك‬ ‫خاوية ال معنى‬ ‫لها سوى الضباب‬

‫اطالل خالد‬

‫‪57‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫كأس الشاي‬ ‫حسني الشيباوي‬

‫أس الشاي الذي في َّيدي‬ ‫ُك ُْ‬ ‫َ‬ ‫نت التي َ‬ ‫الك ْ‬ ‫بين أَصابعي‬ ‫وسيگارة ِ‬ ‫الزاوية ُه َ‬ ‫ناك‬ ‫وفي‬ ‫ِ‬ ‫وفي ُغ َ‬ ‫رفتي‬ ‫أَ‬ ‫ُ‬ ‫حرقت َعمدًا بعضًا من قصائدي‬ ‫وأَحالمي ‪...‬‬ ‫وأَقالمي‬ ‫ودفاتري‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القليل من آدميتي‬ ‫والقليل‬ ‫ُ‬ ‫نظرت في‬ ‫ولم يتبقى لي حين‬ ‫زوادتي‬ ‫وأس ُم َ‬ ‫مس ْ‬ ‫سم ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ك ‪...‬‬ ‫ك‬ ‫وه ِ‬ ‫ْ‬ ‫إال َر َ‬ ‫ْ‬ ‫أَ َ‬ ‫عراق‬ ‫حدك يا‬ ‫نت َو َ‬ ‫كفرت َ‬ ‫ُ‬ ‫باأللف والياء وبالتي‬ ‫َف‬ ‫ْ‬ ‫والصاد في عروبتي‬ ‫وبالسين‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ثالثة أَوتا ٍر مِ ن قيثارتي‬ ‫طمت‬ ‫وح‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫واحدة لكي‬ ‫ركت‬ ‫و َت‬ ‫ُ‬ ‫علتها َ‬ ‫واألخرى َج ُ‬ ‫لغدي‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫فال تحرميني‬ ‫يابنت َ‬ ‫الع ْ‬ ‫ُ‬ ‫ومنذ َمولدي‬ ‫ِإنني‬ ‫مازلت أَ‬ ‫ُ‬ ‫بوطن‬ ‫حلم‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بعراق ُ‬ ‫جاع ُح ٍر أبي‬ ‫ش‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫‪58‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫فصل من كتابي‬ ‫ابنة العم‪ ..‬في تاريخ الشعراء العشاق !!‬ ‫د‪.‬حممد خضر الشريف‬ ‫* بني يدي الكتاب *‬

‫هذا الكتاب يستعرض نتفا من تاريخ الشعراء العرب المحبين العاشقين‪ ،‬ويستعرض نماذج‬ ‫صارخة من الحب الذي يصل إلى العشق‪ ،‬بل والوله‪ ،‬وال نبالغ إن قلنا ‪ :‬درجة الجنون!!‬ ‫والكتاب وإن كان قد تعرض في فصوله لمشاهير الشعراء العشاق لبنات العم وعلى‬ ‫رأسهم عنترة بن شداد مع ابنة عمه عبلة ابنة مالك‪ ،‬الذي لم ينس ذكرها في مواطن‬ ‫الموت األحمر‪ ،‬والرماح نواهل منه وبيض الهند‪ -‬السيوف‪ -‬تقطر من دمه‪ ،‬كما وصف ذلك‬ ‫في معلقته الشهيرة‪ ،‬وكذلك قيس بن الملوح مع ابنة عمه ليلى العامرية‪ ،‬الذي كان ييمم‬ ‫في صالته نحوها وإن كان المصلى وراءه‪ ،‬واليدري أثنتين صلى الضحي أم ثمانيا؟!!‬ ‫إال أن الكتاب ركز في معظم فصوله على نماذج مطمورة لم يسمع بها سوى القليل من‬ ‫غير المهتمين بصنعة األدب وتقصي تاريخ األدباء عموما والشعراء خصوصا‪..‬‬

‫‪59‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫ولعلي أخلص من هذا إلى أن (ابنة العم) كانت عامال مشتركا بين كثير من شعراء الحب عبر‬ ‫أعصر عدة من تاريخنا األدبي العربي؛ جاهليا وإسالميا‪ ،‬وربما زخر العصران األموي والعباسي‬ ‫بالكثير من هذه القصص الرائعة التي تؤيد ما ذ هبت إليه من أن (ابنة العم) ‪-‬وليست ابنة‬ ‫الخال أو ابنة الخالة مثال‪ -‬هي بطلة قصص هؤالء الشعراء‪ ،‬مما جعل قرائحهم تجود بالكثير‬ ‫الكثير من الشعر الراقي جدا واألكثر إجادة ورونقا‪ ،‬سجلها لنا التاريخ وجعلنا نفخر بأدبها‬ ‫ُ‬ ‫قلت إن أدبنا في هذه المساحة قد ب َّز اآلداب‬ ‫بين اآلداب العالمية األخرى‪ ،‬وال أكون مبالغ إن‬ ‫األخرى وتفوق عليها تفوقا كبيرا‪.‬‬ ‫وقد ظهر ذلك جليا في تلك األبيات التي جادت بها تلك القرائح الشاعرية من أبطال القصص‪،‬‬ ‫الذين أصاب بعضهم الجنون ووصلت بهم األحوال إلى ( الهوس) بالمحبوبة مما جعلهم‬ ‫يعتلون مرضا‪ ،‬ولوثة في العقل ينتهي بهم إلى حافة الجنون و ُيحبس أكثرهم في األديرة‬ ‫مشدودا بالسالسل‪ ،‬ومنهم من مات مشدوخا بدمائه إثر عشقه وولهه بمحبوبته أو‬ ‫معشوقته ( ابنة العم)!!‬ ‫[قصة أغرب من الخيال]‬ ‫وتعالوا في هذا الفصل من الكتاب نعش مع تلك القصة العجيبة والغريبة التي حدثت بين‬ ‫زوجين ابني عم‪ ،‬الرجل هو (غسان بن َم َ‬ ‫هضم) من العذافر من بني يشكر‪ ،‬وابنة عمه ( أم‬ ‫عقبة بن عمرو بن األبجر)‪ ،‬لم تحرمهما قبيلتهما من الزواج كما يحدث مع كثير من أبطال‬ ‫تلك القصص‪ ،‬بل تزوجا واستقرا وأمضيا عمرا طويال أترعا فيه كؤوس الحب وأرضعا من‬ ‫الشوق المتبادل الشيء الكثير‪ ،‬كيف ال وهي ذات الجمال والعقل والعفاف‪ ،‬حتى كبر الرجل‪،‬‬ ‫ومرض مرض الموت‪ ،‬وحانت لحظة الوفاة التي البد منها ونظر الرجل إلى ابنة عمه التي‬ ‫أحبها طوال سنوات عمره‪ ،‬وكأن أيام وليالي الحب التي عاشاها جعلته يفكر كثيرا كيف‬ ‫يموت الرجل ويترك من أحب‪ ،‬ثم تتزوج بغيره فيحل محله في مضجعه وقبل مضجعه‬ ‫قلبها هي التي أحبها وغار عليها وبخل بها على غيره دون الناس‪..‬‬ ‫وفاتح الزوج زوجته قبل ساعة الرحيل‪ -‬كما أخبر العتبي محدثا عن أبي سعيد عبد اهلل‬ ‫بن شبيب‪ -‬قائال لها‪ :‬يا أم عقبة‪ ،‬اسمعي ما أقول‪ ،‬وأجيبيني بحق‪ ،‬فقد تاقت نفسي إلى‬ ‫مسألتك عن نفسك‪ ،‬بعدما يواريني التراب‪ .‬فقالت‪ :‬قل فواهلل ال أجيبك بكذب وألجعلنه آخر‬ ‫خطاب مني‪ .‬فقال‪ :‬وهو يبكي بكاء منعه الكالم‪:‬‬ ‫أخبريني بما تريدين من بعدي‪/‬‬ ‫ْ‬ ‫عقبه‬ ‫والذي تضمرين يا أم‬ ‫تحفظيني من بعد موتي لما قد‪/‬‬ ‫ْ‬ ‫وصحبه‬ ‫كان مني من حسن خلق‬ ‫أم تريدين ذا جمال ومال‪/‬‬ ‫ْ‬ ‫غربه‬ ‫سحق‬ ‫وأنا في التراب في ُ‬ ‫فأجابته ببكاء وانتحاب‪:‬‬ ‫قد سمعنا الذي تقول وماقد‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫عقبه‬ ‫ياخليل من أم‬ ‫خفته‬

‫‪60‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫أنا من أحفظ األنام وأرعا‪/‬‬ ‫ْ‬ ‫صحبه‬ ‫هم لما قد أوليت من حسن‬ ‫ُ‬ ‫بشجو‪/‬‬ ‫حييت‬ ‫سوف أبكيك ما‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫وبندبه‬ ‫اث أقولها‬ ‫وم َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬فلما قالت ذلك طابت نفسه‪ ،‬وفي النفس مافيها‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أنا واهلل واثق منك لكن‪/‬‬ ‫ربما خفت منك غدر النساءِ‬ ‫بعد موت األزواج يا خير من ُعو‪/‬‬ ‫ش َر‬ ‫فارعي حقي بحسن الوفاءِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إنني قد رجوت أن تحفظي العهـ‪/‬‬ ‫دِ فكوني إن ُ‬ ‫مت عند الرجاءِ‬ ‫ثم اعتقل لسانه‪ ،‬فلم ينطق حتى مات‪..‬‬ ‫ولم تلبث بعده حتى خطبت من كل جانب‪ ،‬ورغب فيها األزواج الجتماع الخصال الفاضلة‬ ‫فيها من العقل والجمال والعفاف‪ ،‬فقالت مجيبة لهم‪:‬‬ ‫سأحفظ غسانا على بعد داره‪/‬‬ ‫نحشر‬ ‫وأرعاه حتى نلتقي يوم‬ ‫ُ‬ ‫وإني لفي شغل عن الناس كلهم‪/‬‬ ‫فكفوا فما مثلي بمن مات يغد ُر‬ ‫سأبكي عليه ما َح ِي ُ‬ ‫بعبرةٍ ‪/‬‬ ‫يبت َ‬ ‫تجول على الخدين مني وتحد ُر‬ ‫وهنا يبرز الوفاء الخالص من ابنة العم البن عمها‪ ،‬الذي مات عنها‪ ،‬ويبدو أنه كان نعم الزوج‬ ‫لها وإال ما عهدت له في أبياته السابقة وال التي قبلها بأن تظل حافظة له عشرته والتغدر‬ ‫عليه وستبكيه ما بقيت بها حياة وأن دمعتها ستظل تجول على خديها متحدرة من‬ ‫مقلتيها‪ ،‬وهذا يحسب لها ‪..‬‬ ‫غير أن القصة العجيبة لمن تنته عند هذا الحد‪ ،‬بل أخذت منحى آخر له من العجب ما‬ ‫يستوقفك‪ ،‬وتعالوا نستكمل ماقاله الراوي للقصة ‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫الناس منها حينا‪ ،‬فلما‬ ‫س‬ ‫فأ ِي َ‬ ‫ُ‬ ‫مرت بها األيام نسيت عهده‪ ،‬وقالت‪ :‬من مات فقد فات‪ ،‬فأجابت بعض خطابها‪ ،‬وكان‬ ‫اسمه ( المقدام بن حبيش) فتزوجها‪ ،‬فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها جاءها غسان‬ ‫في النوم‪ ،‬وقد أغفت‪ ،‬فقال لها هذه األبيات‪:‬‬ ‫لبعلك ُح َر ً‬ ‫مة ‪/‬‬ ‫غدرت ‪ ،‬ولم ترعي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولم تعرفي حقا‪ ،‬ولم تحفظي عهدا‬ ‫لصاحب‪/‬‬ ‫ولم تصبري حوال حفاظا‬ ‫ٍ‬ ‫حلفت له يوما ولم تنجزي وعدا‬ ‫غدرت به لما ثوى في ضريحه‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫نسى كل من سكنا اللحدا‬ ‫كذلك ُي َ‬

‫‪61‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫وقبل أن نجد تفسيرا قاطعا للشاعر المحب والزوج العاشق لزوجته وابنة عمه‪ ،‬حتى بعد‬ ‫مماته وهو يذكرها العهد ويوبخها كثيرا على ما أسماه هو غدرا منها على قبولها زواجها‬ ‫غدرت) مرتين في ثالثة أبيات‪ ،‬وكرر أيضا ألفاظا مثل( لم ترعي حرمة‪ ،‬و لم‬ ‫وكرر كلمة (‬ ‫ِ‬ ‫تحفظي عهدا ولم تصبري حوال‪ ،‬ولم تنجزي وعدا ) وهي كلمات مجلجلة أحيت ‪-‬بالشك‪-‬‬ ‫ما كان قد مات في صدرها من عهد قطعته على نفسها له أال يمسسها بعده بشر‪ ،‬وأنها‬ ‫وأسى!‬ ‫ستبكي عليه الدهر حزنا‬ ‫ً‬ ‫وكـأن الكلمات قد هزت وجدانها وأشعرتها بمرارة الذنب وقساوة خلف الوعد‪ ،‬فلفتت‬ ‫صيحاتها ولوعتها ماكان معها في بيتها من نسائها والقريبات منها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫انبتهت ملتاعة مستحية منه؛ كأنه بات معها في‬ ‫يقول الراوي‪ :‬فلما سمعت هذه األبيات‬ ‫ومادهاك؟‬ ‫جانب البيت‪ ،‬وأنكر ذلك من حضرها من نسائها‪ ،‬فقلن‪ :‬مالك؟ وماحالك؟‬ ‫ِ‬ ‫فقالت‪ :‬ماترك غسان لي في الحياة أربا والبعده في سرور ورغبة‪ ،‬أتاني في منامي الساعة‬ ‫فأنشدني هذه األبيات‪ ،‬ثم أنشدتها وهي تبكي بدمع غزير وانتحاب شديد‪ ،‬فلما سمعن‬ ‫ذلك منها‪ ،‬أخذن بها في حديث آخر لتنسى ماهي فيه‪..‬‬ ‫لكن هل استطعن أن ينسينها ما رأت وسمعت وحرك كوامن الحزن للحبيب األول‪ ،‬وللزوج‬ ‫العاشق لها حيا وميتا؟؟‬ ‫ال‪ ،‬والدليل تلك النهاية المأسوية التي اختتمت بها القصة ولنسمعها من راويها كما سردها‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫"فغافلتهن وقامت‪ ،‬فلم يدركنها حتى ذبحت نفسها"!!‬ ‫حياء‬ ‫وأمام هذه النهاية االنتحارية المزرية التي لم نجد لها تفسيرا مقبوال غير قول الرواي"‬ ‫ً‬ ‫مما كادت أن تركب بعده؛من الغدر به والنسيان لعهده"‪.‬‬ ‫وهو تفسير لسبب الذبح‪ ،‬وليس ذريعة بالطبع أن يكون االنتحار هو تكفيرا لذنبها‪ ،‬إن اعتبرناه‬ ‫ذنبا! وفي رأيي ليس بذنب ألنها فعلت شيئا حالال مأمورة به وهو الزواج لكي تعف نفسها‬ ‫وتعيش في كنف رجل آخر بعد أن مات من مات وكما قالت هي "من مات فات"!‬ ‫واستفزت النهاية احدى النساء الغافالت عنها مستنكرة أن هذا لم يسمع به أبدا‪ ،‬وكانت‬ ‫تلك المرأة شاعرة فقالت‪:‬‬ ‫غسان‬ ‫لقيت من‬ ‫صنعت وماذا‪//‬‬ ‫ماذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قتلت نفسك حزنا‪//‬‬ ‫النسوان‬ ‫يا خيرة‬ ‫ِ‬ ‫بالعصيان‬ ‫ت من بعد ما قد‪ //‬هممت‬ ‫وف ّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫بمكان‬ ‫‪//‬ـه لم ينزل‬ ‫إن الوفاء من اللـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإن تعجب فاألعجب موقف زوجها الجديد‪ ،‬الذي أعجب بها‪ ،‬وتقدم لخطبتهاورضيت به دون‬ ‫اآلخرين‪ ،‬ولم يذق بعد عسيلتها‪ ،‬حيث قال تعقيبا على الموقف‪ ،‬وعلى جملتها‪ ":‬ماكان لي‬ ‫مستم َت ٌع بعد غسان"‪،‬فعقب بقوله‪ :‬هكذا فلتكن النساء في الوفاء‪ ،‬وقل من تحفظ ميتا‪،‬‬ ‫سلى"‪.‬‬ ‫نسى وعنه ُي َ‬ ‫إنما هي أيام قالئل حتى ُي َ‬ ‫(انتهى)‬

‫‪62‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫َذ ِل َك َ‬ ‫الم ْجهول‪!....‬‬ ‫الش ِ‬ ‫اع ُر َ‬ ‫استربق رافع غركان‬ ‫مِ ْن أَ َ‬ ‫ب ؟!‬ ‫ين أَ ْب َدأ أَ ْك ُت ْ‬ ‫وت أَ ْ‬ ‫ش َيب‬ ‫ص ِ‬ ‫ص َدى َ‬ ‫مِ ْن َ‬ ‫زن َ‬ ‫يد‬ ‫ش َد ٍ‬ ‫أَ ْم مِ ْن ِح ٍ‬ ‫يل أَ ْحدب‬ ‫فِ ي ُد َجى ال َّل ِ‬ ‫ون ُمل َّتهب‬ ‫أَ ْم مِ ْن ِج ُّن ٍ‬ ‫َقا ِب ٌع فِ ي َ‬ ‫الخراب‬ ‫الم‬ ‫أَ ْم مِ ْن ِ‬ ‫فل َح ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫الخ َّ‬ ‫س َّ‬ ‫يف ُه َ‬ ‫سجى َم ُ‬ ‫عه‬ ‫شبي ُم َ‬ ‫َ‬ ‫تالته َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫األيادِ ي اآلث َِم ِة‬ ‫اغ‬ ‫مة َ‬ ‫الهضاب‬ ‫ِبال َر ْح ٍ‬ ‫بين ِ‬ ‫ينة‬ ‫اق َح ِّز ٍ‬ ‫أَ ْم مِ ْن او َر ٍ‬ ‫َتن َّا َث َر ْ‬ ‫مه‬ ‫ت َم َع َد ِ‬ ‫ين َن َ‬ ‫ِح َ‬ ‫هش ْ‬ ‫وش‬ ‫وح ٍ‬ ‫ت َج َ‬ ‫سدهُ ُ‬ ‫سيل مِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫شف َّت َ‬ ‫اللعاب ‪!...‬‬ ‫يها‬ ‫َي‬ ‫َ‬ ‫ُه َو ُ‬ ‫ش ٌ‬ ‫حرر‬ ‫عاع َت َ‬ ‫السدود‬ ‫مِ ْن َورَاءِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُه َو َكلِ ُ‬ ‫ق َن َّ‬ ‫ط َق ْ‬ ‫ت‬ ‫مة َح ٍ‬ ‫صر َخ ْ‬ ‫القرود‬ ‫وجه‬ ‫ت ِب‬ ‫ِ‬ ‫َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُه َو َن ُ‬ ‫المشاعر‬ ‫بض‬

‫ترجمان الو ُرود ‪...‬‬ ‫َو‬ ‫َ‬ ‫ُه َو َناي ال َّليل‬ ‫فيروز الص َباح‬ ‫َو ُ‬ ‫ي َمج ُّن ٌ‬ ‫ون‬ ‫ُ‬ ‫صوفِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عزف َلح َّن ُه‬ ‫َي‬ ‫تر ُقب َلته ‪...‬‬ ‫َع َّلى َو ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫وت َل ُه‬ ‫وت ل َِم ْن ال َ‬ ‫ُه َو َ‬ ‫طرة مِ ْن َفيض َدم َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫هيد‬ ‫((ه َو َق‬ ‫الش ِ‬ ‫فل ِّ‬ ‫الذي َت َّ‬ ‫ُه َو ِّ‬ ‫الط ُ‬ ‫قط ْ‬ ‫وصا َل ُه‬ ‫عت أَ َ‬ ‫يوم عِ يد‬ ‫ِب‬ ‫ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ق‬ ‫ُه َو ِ‬ ‫ِلح ِ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫وت ل َ‬ ‫للوعِ يد ))!!‪..‬‬ ‫صد ُح َ‬ ‫َي َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ُه َو َف ُ‬ ‫يدة ِوتر‬ ‫يض َق ِ‬ ‫س ْ‬ ‫دت ل‬ ‫ِلوجودِ‬ ‫ج َ‬ ‫َت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه َو َد ْم َع ٌة َحال َِم ٌة‬ ‫س َق َّ‬ ‫ط ْ‬ ‫رض ُفالت‬ ‫ت ِب َأ ِ‬ ‫َ‬ ‫صرخ‬ ‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫ص َّلى َو َ‬ ‫ِرجل ُم ْب ِد ٍع َ‬ ‫َوقِ َ‬ ‫يل أَ َّن ُه َمات ‪!!!....‬‬

‫‪63‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫االنسان والمكان والنزوح في ُبكاءات ُ‬ ‫اغسطس‬ ‫للشاعر العراقي ميزر كمال‬

‫استربق رافع غركان‬

‫ُتعد ُبكاءات ُ‬ ‫اغسطس هي المجموعة الشعرية االولى للشاعر العراقي الشاب‪ ,‬ميزر‬ ‫كمال‪ ,‬المولود في الرمادي‪ ,‬والذي يعيش حاليا كنازح في تركيا‪ُ .‬نشرت بكاءات‬ ‫اغسطس في عام ‪ .2016‬ما يميز هذهِ المجموعة الشعرية هو أ َّنها تتضمن العديد من‬ ‫القصائد التي توثق ردة فعل الشاعر الشاب تجاه تجربة شخصية بطريقة حازت على‬ ‫إهتمام وإعجاب القارئ من الناحية التركيبية‪ ,‬تتضمن بكاءات اغسطس قصائد قصارًا‬ ‫وطوا ً‬ ‫ال‪ .‬على اية حال‪ُ ,‬تعنى اغلب هذه القصائد بالندبات الجسدية والروحية التي‬ ‫تركها النزوح على نفسية الشاعر واهله‪.‬‬ ‫عدساته الشعرية في اقتناص حياة الناس في ظل الحرب ضد‬ ‫خالل‬ ‫نجح كمال من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫داعش وبعد النزوح بطريقة أظهرت صدق وعمق مشاعره ومباشرة تعابيره عالوة على‬ ‫ذلك إحساسه بااللتصاق الروحي بالمدينة التي عشقها والمكان الذي اُجبر على تركه‪.‬‬ ‫لذا فإن أغلب قصائد هذه المجموعة تسلط الضوء على عالقة االنسان بالمكان في‬ ‫ظل النزوح ‪ .‬بالنسبة لشاعر شاب مثل كمال‪ ,‬وكما هو حال الناس في االنبار والعراق‪,‬‬ ‫يحتل المكان والمنزل والوطن موقعًا جوهريًا ومركزيًا متفردًا في حياتهم‪ .‬تتجلى‬ ‫هذة األهمية الجوهرية للمكان في اهداء بكاءات اغسطس والتي كتب فيها كمال‬ ‫قائال ‪:‬‬ ‫صلعاء ُ‬ ‫كل مدينة‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ومدينتي هي وحدها‬ ‫ُ‬ ‫ضفرت جدائلها من الدخان‬

‫ثم ُيهدي هذة المجموعة الشعرية ((الى المدينة التي علمتني الحزن)) ‪ ,‬كما يقول‪.‬‬ ‫من هنا تتضح طبيعة العالقة بين االنسان والمكان والعوامل المؤثرة في تشكيل‬

‫‪64‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫فهم الشاعر لهذه العالقة كالحرب والنزوح وما تبعها من نتائج على الكيان الجسدي‬ ‫والروحي للشاعر‪.‬‬ ‫فنجد أن كماال يركز على االثر النفسي للحرب والنزوح عليه وعلى عالقته بمدينته‬ ‫الرمادي‪ .‬ثم التعبير عن هذا االثر النفسي وما ولده في نفس الشاعر من إحساس‬ ‫قدم كمال في‬ ‫عارم بالحنين واالنتماء لألرض والوطن في قصيدة‬ ‫(أعلم يا امي)‪ّ .‬‬ ‫ُ‬ ‫القرب‬ ‫هذ القصيدةِ الثنائيات المتضادة للظاهر ضد الحقيقة والبعد الجسدي ضد‬ ‫ِ‬ ‫مبعد جسديا عن عائلته‪ ,‬ألنهم‬ ‫الروحي‪ .‬حيث إن الشاعر في القصيدة المذكورة هو‬ ‫ٌ‬ ‫ال زالوا يعيشون في الرمادي التي قطعت أوصالها الحرب‪ ,‬بينما يعيش هو بعيد عنها‪.‬‬ ‫(أعلم يا أمي ) ب‪:‬‬ ‫يستهل الشاعر قصيدة‬ ‫ُ‬ ‫أنك لست بخير‪ْ ,‬‬ ‫وإن قلت لي‪ <<:‬احنا بخير يا روحي>>‬ ‫اعلم يا امي ِ‬ ‫ُ‬ ‫و اعلم أن أشرطة <<‪ >>CORDARONE‬نفدت من صيدلية بيتنا الصغيرة‬ ‫وأن ابي ال يستطيع الخروج لشرائها‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫مفخخة بالموت يا أمي‬ ‫فالشوارع‬ ‫ٌ‬ ‫حزينة جدا على أهلها الذين رحلوا سربا فسربا (ص‪)31‬‬ ‫إلى أن يقول ‪ :‬وأعلم أن الرمادي‬ ‫تقديمه‬ ‫في االقتباس اعاله يركز كمال على موضوعة الظاهر ضد الحقيقة من خالل‬ ‫ِ‬ ‫لشخصية قام بتوظيفها بنجاح كقناع له ليقدم لنا من خالله تجر َبته الشخصية‬ ‫للنزوح التي اُلبسها لباس الصدق والشوق العميق ‪ .‬فعلى الرغم من كونه مبعد‬ ‫جسديا عن عائلته التي ترزح تحت حكم الحرب العديمة الرحمة‪ ,‬و بالرغم من محاولة‬ ‫أمه تطمينه بسالمتهم‪ ,‬أ َلا إنه استطاع أن يعرف كم هي تعيسة حياتهم تحت‬ ‫ظل الحرب‪ .‬هنا يتضح للقارئ أن الذي اشعر الشاعر بالخطر المحدق باهله‪ ,‬رغم بعده‬ ‫عنهم‪ ,‬لم يكن فعل الرؤية بالعين المجردة أو ما سمعه في نشرة االخبار‪ ,‬ولم تقف‬ ‫المسافة المكانية التي تفصل الشاعر عن أهله عائقا أمام شعوره بما يعانون و لم‬ ‫تفلح عبارات التطمين التي اختلقتها أمه في إخفاء حقيقة حياتهم ومعانتهم‪ .‬ذلك‬ ‫كله متربط برغبة الشاعر في أن يستشعر القارئ قبح الحرب وخطورتها‪ .‬فكأنما يقول‬ ‫الشاعر ألهله كيف لكم ان تكونوا بخير والحرب قد اشتعل أُوارها وهذا هو مؤشر‬ ‫كاف بحد ذاته على أنهم ليسوا بخير وإن قالوا عكس ذلك‪ .‬في هذه القصيدة نجد أن‬ ‫الشاعر يسلط الضوء على الثنائية المتضادة للفراق الجسدي والقرب الروحي‪ .‬فبالرغم‬ ‫من البعد الجسدي الذي يفصل كمال عن أهله‪ ,‬أال إنه كان روحيًا قريبًا منهم‪ ,‬يشعر‬ ‫بما يشعرون ويعاني مما يعانون‪ .‬لقد تم التعبير عن هذا االلتصاق الروحي واالحساس‬ ‫باالنتماء في السطر االخير من االقتباس أعاله حيث يقدم كمال استعارة مهمة ليقارن‬ ‫من خاللها النازحين بالطيور التي اُجبرت على ترك اعشاشها‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫آن لـلظـالم ْ‬ ‫" أما َ‬ ‫أن َيـنـجـلي ؟ "‬ ‫ُرؤى رائد اجلبوري ‪ -‬بغداد‬

‫ظالل كثيرة وظلمة ال ُت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الوطني ‪،‬‬ ‫بالسالم‬ ‫تنعق‬ ‫وغربان‬ ‫بشر بنور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وتنتف ريش ّ‬ ‫حمامة بيضاء وتتهمها‬ ‫كل‬ ‫والسالم‬ ‫والحب‬ ‫ترفع صوتها باسم الحر ّية‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالعمالة وال ّتطبيع ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يحكون بإسمنا ومصلحتنا ولم يحاوروننا يومًا ‪،‬‬ ‫لم يسمعوا أنيننا وحاجتنا للكثير مما يكرهون وال يدركون ‪ ،‬لم يجربوا يومًا السير في‬ ‫الطمي ‪ ،‬ويتحدثون عن تحسين األجواء في طبقات الهواء العليا ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ظالل كثيرة وظلمة تقتل البصر والبصيرة ‪ ،‬ظلم على ظالم و تيه ال يجد الواحد فيه‬ ‫طرف خيط أو ّ‬ ‫منسي المعالم ‪ ،‬البؤس حاضر في‬ ‫قشة يتع ّلق بها وهمًا ‪ ،‬األمل حلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل ركن ‪ ،‬اليأس توأم الوقت فيموت الوقت ويمضي اليأس إلى األبد ‪ ،‬ال طاقة للعن‬ ‫خون وال شيء ُيشعل في‬ ‫الظالم وال صوت ُيسمع فوق النعيق وكل رأس مرفوع ُي ّ‬ ‫الظالم إ ّ‬ ‫النا ‪ ،‬حين نناصر حقوقنا وكلما إشتعلنا ثائرين ‪ ،‬لعنونا بإسم اهلل والوطن ‪.‬‬ ‫منسيون في عداد الموتى‪ُ ،‬نحسب مع الراكم إذا ُقتلنا‪ ،‬و ُتقتلع عيوننا إذا ما التمعت‬ ‫باكية أو ُمبتهلة هلل‪ ،‬فالغربان ترغب بكل المع‪ُ ،‬ن ّ‬ ‫حفظ أسماؤنا و ُنلقن أهدافنا وتعلق‬ ‫عصي تمتد أمامنا‪ ،‬معلق عليها غاياتنا‪ ،‬وال نبصرها في الظالم لكن قيل‬ ‫على رقابنا‬ ‫ّ‬ ‫لنا أن نلهث وراءها ففيها سر وجودنا وقيمة حيواتنا الفارغة من كل معنى ‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫رئـيـس مـجـلـس اإلدارة‬ ‫مصطفى محمد األسدي‬ ‫رئـيـس التحـريــر‬ ‫نقــــاء محســـن‬

‫‪adhwaamagazine.blogspot.com‬‬

‫‪adhwaa.am@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.