مجلة أضواء العدد الخامس

Page 1

‫الـعــدد‬ ‫رئـيـس مـجـلـس اإلدارة‬ ‫مصطفى محمد األسدي‬ ‫رئـيـس التحـريــر‬

‫ثقافية ‪ .‬أدبيه ‪ .‬إجتماعية ‪ .‬أخبارية‬ ‫مجلة شهرية تعنى بالثقافة واالدب والفنون تصدر عن مجموعة من االدباء والصحفيين‬

‫اقــرأ فــي هــذا الـعــدد‬

‫موضة الشتاء ‪2018‬‬ ‫نجاح اول عملية زراعة رأس بشرية‬ ‫فايروس تقسيم الكعكة‬ ‫التطور العلمي وهامشية التعليم‬ ‫الشباب والنضوج‬

‫نقــــاء محســـن‬

‫‪5‬‬


‫كلمة العدد‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫أضواء‬

‫الحلم الذي اصبح حقيقة مع عائلتي الجميلة‬

‫ربما التسمية سوف تسعد البعض ‪ ،‬وربما اليستسيغه البعض‬ ‫‪ ،‬األخر‬ ‫)عادة اليمكن ان نرضي الجميع فنحن نعلم (انها غاية التدرك‬ ‫ولكننا نطمح ان نقدم لهم التنوع الصحفي واألدبي والثقافي‬ ‫وان نرتقي درجة اثر اخرى حتى نصل الى القلوب ‪ ،‬تمر حاليا‬ ‫ثورة علمية تقلب الفكر بشكل واخر كذلك يمر الشباب في‬ ‫مرحلة من التغيير الفكري المشابه بهذا االنقالب ‪ ،‬كثيرة هي‬ ‫المشاكل المجتمعية التي نحاول ان نسلط األضواء عليها ان‬ ‫نجعل من الحلول غذاء للنفوس والعقول ‪ ،‬اليوجد شيء‬ ‫كامل ولكننا نبحث عنه نتوجه اليه لنجعل من أضواء ساحة‬ ‫للتواصل والتوعية الثقافية‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫نقاء محسن‬


‫كلمة العدد‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫بحلتها الجديدة َت ُ‬ ‫بزغ أضواء اإلبداع من الشرق‬ ‫يقول الروائي الفرنسي الشهير‬ ‫«مارسيل بروست «رحلة اإلستكشاف‬ ‫ألراض‬ ‫الحقيقية ال تستلزم الذهاب‬ ‫ٍ‬ ‫جديدة‪ ،‬بل تستلزم الرؤية بعيون‬ ‫ً‬ ‫سابقا كانت‬ ‫جديدة»‪ ،‬مجلة الشرق‬ ‫تشير إلى الجهة التي بزغ منها‬ ‫وهي بحلتها‬ ‫اإلبداع‪ ،‬أما اليوم‬ ‫َ‬ ‫وتسميتها الجديدة «مجلة أضواء»‬ ‫تقترب أكثر من مصدر اإللهام‬ ‫المتواصل ألسس الثقافة واإلعالم‬ ‫واآلداب‪.‬‬ ‫«مجلة أضواء»‪ ،‬ضمت في طياتها‬ ‫وكابينتها اإلدارية أطياف ضوئية‬ ‫تنوعت في اختصاصها العلمي‬ ‫واإلنساني‪ ،‬وتنوعت بهذا الكادر‬ ‫تعاضدا من كل‬ ‫وهو يقتطف ُم‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ضوء هالة إبداعية ُيجملها بطريقة‬ ‫به بين أزقة المجلة المزوقة والمنقحة‬ ‫صحفية رصينة ُتهيم بالقارئ وتتنقل ِ‬ ‫إبداع ًيا‪.‬‬ ‫احتدمت التحديات في إصدارنا لهذا العدد‪ ،‬والقارئ المتابع يلحظ أن العدد‬ ‫ُ‬ ‫تجردا من آفات التردد واإلتكال‬ ‫يشع إصرا ًرا على مواصلة اإلبداع ُم‬ ‫الرابع كان‬ ‫ً‬ ‫رغم َ‬ ‫أن كادرها كان يضم مجموعة مبدعين جمعتهم إحدى برامج التواصل‬ ‫اإلجتماعي واعتمدوا بالدرجة األساس على هذه الطريقة لمتابعة أعمالهم‬ ‫ومهامهم الصحفية في المجلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تبعث‬ ‫وكأنهم يبعثون رسالة عميقة في المضمون وعظيمة في المعنى‬ ‫في روح التحديات لغة اإلعتماد على النفس والقدرات‪ ،‬وتكييفها وتطويرها‬ ‫والفت لألنظا ِر واالضواءِ كـ «مجلة أضواء»‪.‬‬ ‫حسن‬ ‫بمخرج‬ ‫لتخرج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رئـيـس مـجـلـس األدارة‬ ‫مصطفى محمد األسدي‬


‫اقوال‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محاولة ُ‬ ‫دخول‬ ‫يستغل عمره في‬ ‫نفسـه‪,‬‬ ‫انسان مشغول في‬ ‫لكل‬ ‫شكرًا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الوقت في ْ‬ ‫ْ‬ ‫الجنـة بد ً‬ ‫سيذهب إلى ّ‬ ‫إثبات ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫النـار‪.‬‬ ‫أن غيره‬ ‫ال من هدر‬ ‫علي شريعتي‬ ‫‏ ُيحاصرني في المنام كالمي‪ ..‬كالمي الذي لم ُ‬ ‫أقله؛ ويكتبني‪ُ ،‬ثم يتركني‬ ‫باحثًا عن بقايا منامي!‬ ‫محمود درويش‬ ‫إذا لم تكن لديك الرغبة في المخاطرة في بعض األحيان ‪ :‬فعليك أن‬ ‫ترضى بأن تكون شخصًا عاديًا‬ ‫جيم رون‬ ‫ُ‬ ‫‏كنت دائمًا وحيدًا ‪ ،‬وأنا بصحبة الجميع ‪.‬‬ ‫بوكوفسكي‬ ‫إن الحياة بغير بحث وحديث ‪ ،‬ليست جديرة بأن يعيش فيها اإلنسان‬ ‫ول ديورانت‬ ‫عندما يكون لديك األمل ‪ :‬كل شئ يصبح ممكنًا‬ ‫كريستوفر ريف‬

‫‪1‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫حديث الشهر‬

‫التطور العلمي‬ ‫وهامشية التعليم‬ ‫تحقيق‬ ‫نقاء محسن‬

‫تتطور اساليب الحياة العلمية‬ ‫والعملية ‪ ،‬والتي بدورنا نتطور معها ‪،‬‬ ‫ولكن؟‬ ‫بعض األساليب المستخدمة قد‬ ‫تتسبب بأنهيار جذور امة‬ ‫وقد تسقط اعمدة المجتمع بسببها ‪،‬‬ ‫ربما تكون طرق التدريس المستخدمة‬ ‫هي احداها ‪ ،‬ناهيك عن تغيير المناهج‬ ‫التعليمية بشكل يثير الدهشة ‪ ،‬لكثرة‬ ‫وغزارة المعلومات المستخدمة‬ ‫كذلك قلة وسائل األيضاح التي يجب‬ ‫ان ترافقها ؟ ان التعليم اساس‬ ‫المجتمع ‪ ،‬اساس تكوين الوطن ‪،‬‬ ‫! ولكن ماذا قدمنا نحن‬ ‫منذ عشرة اعوام األجيال نحو الهاوية‬ ‫‪ ،‬سوء السلوك ‪ ،‬قلة األحترام وحتى‬ ‫سطحية التفكير ‪ ،‬نجد مئات الحاالت‬ ‫‪ ،‬من االنحطاط‬ ‫علما اننا نعلم جيدا ‪ ،‬ان هناك‬ ‫اساسيات في تكوين شخصية الفرد‬ ‫اولها األسرة ‪ ،‬المدرسة‪ ،‬األعالم ‪،‬‬ ‫األصدقاء ‪ ،‬يعني ببساطة نحن نحتاج‬ ‫الى خطة عميقة التفاصيل واألفكار‬ ‫كي تكون رسالتنا سامية وحقيقية ‪،‬‬ ‫حتى نخرج من الواقعية القذرة التي‬ ‫اساءت الى شبابنا في الوقت الحاضر‬

‫وتركت الطابع المؤسلب الذي‬ ‫اثار الجدل في المجتمع ‪ ،‬اتمنى‬ ‫ان يغفر لي القاريء طول هذا‬ ‫المقتطف ولكنني حرصت على‬ ‫ايراده ‪ ،‬حرفيا تقريبا لكي تتضح‬ ‫للقاريء المشكلة التي نواجهها‬ ‫‪ ،‬وفي خالل البحث الذي قمت به‬ ‫بخصوص المناهج الجديدة على‬ ‫الصعيد العلمي اضافة كوني‬ ‫تربوية فقد الحظت ان المواد‬ ‫غزيرة بشكل واضح‪ ،‬تقسيمها‬ ‫جاء بشكل غير متزن خاصة‬ ‫مع نظام الكورسات المعتمد‬ ‫هناك بعضها يجب ان ينتهي‬ ‫في كورس واحد ويحوي ستة‬ ‫فصول ‪ ،‬ولو عدنا الى المضمون‬ ‫التوجد هناك معالم تنم عن‬ ‫ارتقاء وتطوير في صالح الطالب‬ ‫يعني بأختصار ان التغيير جاء‬ ‫بشكل سلبي ‪ ،‬وبشكل خاص‬ ‫الكتب التأريخية واألسالمية‪ ،‬تم‬ ‫نفي الكثير من التأريخ القديم‬ ‫واصول الحضارة العراقية وتم‬ ‫التركيز على امور هامشية بعيدا‬ ‫عن زرع المحبة الوطنية وتنميتها‬ ‫في قلب الفرد منذ صغره ‪ ،‬ولو‬ ‫اخذنا كتاب علم األرض لمرحلة‬ ‫الخامس العلمي التطبيقي ‪،‬‬ ‫المادة كثيفة بالنسبة للكورس‬ ‫الواحد والمدرس المختص غير‬ ‫محدد هل اختصاص فيزياء؟‬

‫ام جغرافية ؟ام كيمياء والمعلومات‬ ‫متداخلة تتعب ذهن الطالب بشكل‬ ‫واخر ‪ ،‬والحديث يطول لوتناولنا جميع‬ ‫المواد المتغيرة علما ان التغير جاء دون‬ ‫دراسة حقيقية اوتصنيف متطور بما‬ ‫يتناسب مع عمر الطالب اواستيعابه‬ ‫للمادة ‪،‬اي ان محور االستقطاب اصبح‬ ‫منعدم تقريبا للمواد المستخدمة ‪،‬‬ ‫وكل هذه الضغوط التي وقعت على‬ ‫كاهل الطالب واألسرة والمدرس سببها‬ ‫اللجان المختصة وطبعا لم اعتمد فقط‬ ‫على رأي الخاص وانما اعتمدت على اراء‬ ‫‪ ،‬تربويين مختصين ايضا‬ ‫ولو وجهنا تساؤالتنا للجهات المختصة‬ ‫سنجد ان االجابات غير وافية بينما لو‬ ‫وجهناها الى المجتمع سنجد اراء‬ ‫‪ ،‬ترجيحية كذلك واقعية‬ ‫اما دور المعلم والمدرس دور رسالي‬ ‫‪ ،‬جوهري ‪ ،‬نحن نعلم جيدا ليس كل‬ ‫الناس اكفاء ولكن الضمير عادة هومن‬ ‫يتحكم بالعطاء والنزاهة‪ ،‬وطبعا البد‬ ‫من دورات توجيهية وتطويرية للكادر‬ ‫التربوي خاصة للشباب الواعد الجديد ‪،‬‬ ‫من المعروف ان العراق هوبلد الجمال‬ ‫والحضارات من المؤسف جدا ان يكون‬ ‫التعليم والجيل في حالة رثة كما هو‬ ‫عليه األن ‪ ،‬يقول ديستويفسكي احد‬ ‫ارواح روسيا الباهرة ‪ ،‬ان الجمال هوالذي‬ ‫سينقذ العالم ‪ ،‬نعم جمال الضمير‬ ‫والروح واأليمان الذي يبدأ بالمربي واألسرة‬ ‫ثم المجتمع ‪ ،‬ولقد وضحنا اعاله حجم‬ ‫التخلف في المستوى العلمي ووضحنا‬ ‫‪،‬جزء من االسباب‬

‫‪2‬‬


‫حديث الشهر‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫وهي تغيير المناهج بشكل غير صالح مع مستوياتهم ‪ ،‬ان النتائج ستكون وخيمة جدا اذا‬ ‫لم يتم النظر في هذا الموضوع لذلك نحن نناشد الجهات المختصة كي تحول دون ضياع‬ ‫األهداف واالحالم ووضع خطوط صحيحة وبحبكة ودراية ‪ ،‬ومن الضروري التأني والتدرج في‬ ‫تغيير المناهج ونحن النجهل سياسة االستخدام مستمدة من سياسة الدولة لذلك يقع ضبط‬ ‫التعليم على كالهما‬ ‫توجهت بسؤالي عن المناهج للعديد من األشخاص الذي دأبوا على تقديم اراء ملموسة‬ ‫يجيب األستاذ نزار البياتي قائال‬ ‫ومتى تطور التعليم‪ ،‬التعليم وصل إلى مرحلة االنحدار ‪...‬وصنفنا من ضمن الدول المتخلفه‬ ‫في مجال التعليم ‪....‬ناهيك عن المدارس والجامعات األهلية ‪.‬التي تمنح شهادات مقابل‬ ‫ثمن ‪..‬حتى الشهادة العراقيه غير معترف بها‪،‬في دول العالم بعد أن كانت شهادة اإلعدادية‬ ‫تعادل ‪..‬المرحلة األولى في أي جامعه من جامعات العالم ‪.‬التعليم ركيزة المجتمع ‪....‬أول‬ ‫‪ .‬أهداف المحتل وأعوانه تدمير التعليم‬ ‫اما رأي استاذ عادل فهو‬ ‫ليس لدينا متخصصون في علم النفس او خبراء بوضع مستوى المناهج والي فئة عمريه‬ ‫اعدت وال المستوى العلمي للطالب ‪..‬حشرت حشرا بال درايه علميه ‪...‬من ‪..‬لمن ‪...‬ماذا ‪..‬لماذا‬ ‫‪...‬متى ‪...‬اين ‪.‬كيف ‪..‬هذه االسئله لم توضع موضع الدراسه اثناء عمليه وضع المناهج ‪..‬تخبط‬ ‫وحشر معلومات بعيده عن الحاجه الفعليه لها‬ ‫واجاب األستاذ ابو اشرف الخفاجي‬ ‫الحظت غزارة المعلومات في الكثير من المواد وتشعبها بشكل كبير ‪.‬حاولت ان ادرس مادة‬ ‫الكيمياء والفيزياء لولدي في الثاني متوسط واستغربت من هذه التفرعات والتشعبات‬ ‫وسعة المعلو مات التي من الصعب فهمها او حفظها وكذلك مادة األحياء واللغة العربية‪...‬‬ ‫‪ ..‬المطلوب اعادة النظر في الكثير من المناهج الدراسية وتحسين طرائق التدريس‬ ‫‪ ،‬ويجيب التربوي استاذ خالد مشكور‬ ‫‪.‬بصراحة جوابي بسيط ويختصر الجدل حول هذا الموضوع الشائك والمعقد‬ ‫كوني صاحب تجربة في مجال التدريس‪ .‬أقول لك النظرة الخاصة بي أن تطور المناهج الدراسية‬ ‫بشكل كبير جدًا‪ .‬ولكن مافائدة هذا التطور‬ ‫ضروري جدا للطالب ومراحل الحياة التي تتطور‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬للمنهج بال تطوير الكوادر البشرية التي تقدم وترسخ المنهج في ذهن الطالب‬ ‫نعم استاذ خالد ولكن ؟ اال تجد ان التطور جاء بشكل سريع ولم تكن هناك فرصة للطالب‬ ‫كي يستقبلها بشكل افضل ؟‬ ‫ناهيك عن غزارة المعلومات هل تجدها في صالح الطالب اثنا عشر اوثالثة عشر فصال خالل‬ ‫السنة ‪ ،‬كيف سوف يستفيد منها الطالب ؟‬ ‫ما هو السبب الرئيسي قلته لك سيدتي العزيزة دراسة تطوير الكوادر مع المنهج ليس من‬ ‫‪،‬المعقول أقدم منهج رصين وأستاذ ال يفقه شيئا‬ ‫وكذلك ال يمكن تطبيق منهج رصين بال دراية وتجربة مسبقة للزمن المطلوب إلنهاء المنهج‬ ‫العلمي خالل العام لهذا السبب نعود إلى المربع األول وهو الفشل وزاري بحت بفكره بنظامه‬ ‫‪.‬بكوادره الغير مدربة وال متفهمة كيف البداية والنهاية للمنهج‬ ‫اتفق معك استاذ ان الكادر ال يفقه التطور الحاصل ‪ ،‬ولكن اختلف معك في نقطة المدرسين‬ ‫من ذوي الخبرة المتقدمة والذي يمتلك خلفية قوية بالتدريس لن يكون ضعيف امام‬ ‫اي تطور‪ ،‬والذي من المفترض اال يعانوا من التطور ولكنهم عانوا من كثافة المعلومات ‪،‬‬ ‫في كتاب الفيزياء والرياضيات االعدادي ولم يستفد الطلبة لغزارتها وعدم كفاية الوقت‬ ‫ألستيعابها ‪ ،‬الطالب ال يستطيع ان يستوعب هذا الكم من المعلومات خاصة بوجود مواد‬ ‫اكبر من مستواه العمري‬

‫‪3‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫حديث الشهر‬

‫انت تؤكدين ذات المعنى الحقيقي لكالمي ال يوجد إختالف بيننا أبدا‬ ‫كل ما هنالك الوزارة التعرف كيف تدير هذه المؤسسة فهي من باب لم تطور الكوادر حسب‬ ‫‪ .‬المنهاج‬ ‫والباب اآلخر هي لم تتأكد من نجاح المنهاج بسبب عدم التجربة وكما ذكرتي غزارة كبيرة‬ ‫‪.‬جدًا بالمعلومات‬ ‫كيف تعالج هذه المشكلة‬ ‫الحل بطريقتين األولى هي زيادة ساعات الدراسة لكي يتمكن المدرس والطالب من هضم‬ ‫‪ .‬المادة‬ ‫الطريقة الثانية هي قبل اإلنطالق بالتحديث تتم عملية حساب عدد الحصص على كمية‬ ‫‪ .‬المادة فإذا كان فائض تتم عملية التقليص للمادة العلمية‬ ‫وانا جربت هذا القطاع حتى تقدمت بمشروع إصالح التعليم لكني وجدت الخلل ليس‬ ‫‪.‬بالمنهج والنظام بل باألشخاص الذين ال يريدون تطبيق النظام‬ ‫مع اعتزازي للكفاءات أمثالك ست نقاء‪ .‬لكني تواجهت مع ناس حثالة البشرية في سلطة‬ ‫‪.‬التعليم العليا وفاسدون بكل معنى الكلمة‬ ‫) ‪.‬أحدهم يقول لي (إذهب وخلي الطبق مستور وخلي ندفعها بعصا‪ .‬ال ادوخنا‬ ‫‪.‬هذا هو منهج هؤالء الذين يقال عنهم تربوييون لألسف وهناك الكثير‬ ‫نعم اكيد هناك الكثير ممن يسيئون للعملية التربوية ولكن زيادات ساعات العمل اليعتبر‬ ‫حال الن الطالب ايضا له طاقة معينة في االستيعاب لكن لو تم احتسابها تدريجيا وتغييرها‬ ‫‪ ،‬بشكل متأني مع تطوير كوادر ودراسة جيدة كان من الممكن ان تكون النتيجة جيدة‬ ‫وأيضًا فاتني الذكر‬ ‫إن زيادة عدد ساعات العمل ال تتناسب نهائيًا مع حال مدراس العراق ‪ .‬وذلك بسبب قلة‬ ‫المدارس وكل مدرسة تمتلك ‪ 3‬دوامات اي بمعنى آخر أنها لن تقفل أبوابها إلى العاشرة‬ ‫‪.‬مساءا‬ ‫‪ .‬لو تمت الزيارة بساعة واحدة فقط‬ ‫لهذا السبب نرجح الحل الوحيد هو حساب المنهاج وفق مدة الدراسة وتقليص حجم المواد‬ ‫‪.‬الدراسية وهذا أفضل‬ ‫كل الشكر لك استاذ خالد‬ ‫اما الست ياسمين اختصاص مادة األحياء فقالت مشكورة‬ ‫مما الشك فيه والاختالف عليه ان تطوير المناهج هو امر البد منه لمواكبة التطور العلمي‬ ‫والتربوي وهو حجر األساس‪،‬في السياسات التعليمية ولكن التطور بدون دراسة وبعيدا عن‬ ‫الواقع التعليمي يوهن تقدير الذات لدى الطلبة ويثقل كاهل المدرس بأعباء تجعل العملية‬ ‫التعليمية ال تجدي نفعها وهذا ما حدث بالفعل عند تغيير المناهج واضرب مثال منهج‬ ‫العلوم للصف االول متوسط منهج غزير بالمادة العلمية اليتناسب مع الوقت المخصص‬ ‫لنظام الكورسات كذلك غياب الوسائل االيضاحية والتعليمية في اغلب مدارس العراق جعل‬ ‫هذا التغيير يأتي بنتائج عكسية التصب في مصلحة الطالب صحيح ان المناهج الجديدة‬ ‫تركز في جعل الطالب محور عملية التعلم والتعليم وتنمي مهارات الطالب وتنشط ذهنيا‬ ‫وفكريا لكن بدون ادوات االستقصاء الرئيسية العملية فان التغيير يصبح بدون جدوى‬

‫‪4‬‬


‫تقـريــــر‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫نجاح أول عملية زراعة رأس بشرية في العالم‬

‫نجح العلماء في إجراء عملية زراعة رأس على جثة‪ ،‬وهم على استعداد لتنفيذ العملية‬ ‫على شخص حي‪ ،‬وفقا لما وعد به الجراح المشهور سيرجيو كانافيرو‪.‬‬ ‫واكتسب سيرجيو كانافيرو شهرته بفضل مطالبته بإجراء عملية زرع رأس إلنسان‪،‬‬ ‫ويشير إلى أن نجاح التجربة على جثة إنسان ألول مرة في التاريخ‪ ،‬يظهر بأن خطته‬ ‫إلجراء عملية نقل رأس باتت اآلن جاهزة للتنفيذ‪.‬‬ ‫وقال الجراح إن عملية الزراعة الناجحة على الجثة تبين أن التقنيات الطبية الحديثة التي‬ ‫تم تطويرها إلعادة ربط العمود الفقري واألعصاب واألوعية الدموية ستسمح للجثة‬ ‫بالتعايش مع الرأس بشكل جيد‪ ،‬ويبدو أيضا أن الجراحة يمكن أن تصل إلى الهدف‬ ‫المراد تحقيقه بأن تستغرق ‪ 18‬ساعة‪.‬‬ ‫وكانت نوايا كانافيرو مثيرة للجدل حيث اكتسب إلى جانب شهرته‪ ،‬سمعة سيئة‬ ‫سجل أول مريض له وهو رجل‬ ‫بشأن إجراء مثل هذه العمليات‪ ،‬حيث تحدث عن أنه‬ ‫ّ‬ ‫روسي يدعى فاليري سبيريدونوف‪ ،‬والذي سيحتفظ برأسه مجمدا ثم يتم وضعه على‬ ‫جسم مانح جديد‪.‬‬ ‫وقال الجراح إن "أول عملية زراعة رأس على جثة بشرية قد تمت"‪ ،‬والمرحلة التالية هي‬ ‫نقل رأس ألجسام المتبرعين الذين ماتت أدمغتهم‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة تلغراف قوله خالل مؤتمر عقد في فيينا إن "هذه أول عملية من هذا‬ ‫النوع في العالم تنفذ بنجاح‪ ،‬وإن كان من الواضح أن ذلك لن يتحقق فعليا إال إذا خضع‬ ‫شخص ما لهذه العملية وتمكن من العيش فعليا بعدها"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تقديم كانافيرو ألدلة متعددة على نجاح مثل هذه العملية على‬ ‫أشخاص أحياء بما في ذلك نجاعتها على الفئران والقردة‪ ،‬إال أن األطباء يحذرون من‬ ‫تبعاتها المرعبة على البشر األحياء والتي قد تؤدي إلى "ما هو أسوأ من الموت" جراء‬ ‫المعاناة المروعة التي ستنتج عن التكيف مع جسد جديد‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ اإلندبندنت البريطانية‬‫قراءة ‪ :‬مصطفى محمد األسدي‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫ازيـــاء‬

‫‪2018‬ــة‬ ‫موض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫مع عارضة االزياء العراقية شهد‬

‫‪6‬‬


‫ازيـــاء‬

‫‪7‬‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬ ‫أنا ُهنا‬ ‫فك‬ ‫افتحي َك ِ‬ ‫ال َب َ‬ ‫ستجديني ُمجد ً‬ ‫ين َمساماتِها‬ ‫َ‬ ‫دبة َقديمة‬ ‫كـ َن ٍ‬ ‫نعها َحياؤك‬ ‫أو كـ َقطرةِ َت‬ ‫ص َ‬ ‫عرق َ‬ ‫ِ‬ ‫صادمت َن َ‬ ‫ْ‬ ‫ظرا ُتنا معًا‬ ‫ِحينما َت‬ ‫َ‬ ‫راحها‬ ‫كذبة أنا من‬ ‫أو كـ‬ ‫ٍ‬ ‫س َ‬ ‫أطلق َ‬ ‫َ‬ ‫الحب‬ ‫لِتصدقي َت‬ ‫هريج ُ‬ ‫ُد َ‬ ‫تائر ال َّنار‬ ‫س َ‬ ‫ون أن َتزيحي َ‬ ‫وافذ َوجهي َ‬ ‫الخشبي‬ ‫عن َن‬ ‫ِ‬ ‫طعم َوحيد ! !‬ ‫فترسني َك‬ ‫َوهي َت‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫نك َ‬ ‫بيبة‬ ‫ط‬ ‫َلم‬ ‫أخلق مِ ِ‬ ‫ِل َتجعلي أفكاري‬ ‫ً‬ ‫َم ً‬ ‫ك!!‬ ‫ادة َد‬ ‫قل َتجار ِب ِ‬ ‫سمة في َح ِ‬ ‫ُ‬ ‫نك عِ شتار‬ ‫َو َلم‬ ‫أخلق مِ ِ‬ ‫ائس مِ ثلي‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫بسطي ِ‬ ‫حرك على َب ٍ‬ ‫ِل َت ُ‬ ‫اصطاد ْت ُه ُح ُ‬ ‫ديك ال َبريئة ! !‬ ‫مرة َخ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫اسية‬ ‫نك أمًا َق‬ ‫َلم‬ ‫أخلق مِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ينما أضحك‬ ‫َت‬ ‫ضحك ِح َ‬ ‫قتما أبكي‬ ‫َو َتضر ُبني َو َ‬ ‫ٌ‬ ‫ادرة على اسكاتي‬ ‫وهي َق‬ ‫نان َ‬ ‫طازجة ! !‬ ‫ِب‬ ‫ِ‬ ‫لقمة َح ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نك أُنثى‬ ‫أنا َخ‬ ‫لقت مِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ضرة‬ ‫أشرت الى َي‬ ‫َو‬ ‫ك ال َّن ِ‬ ‫نابيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ُ‬ ‫طريقًا لالنتعاش‬ ‫َو َر‬ ‫سمت َل ِ‬ ‫إال َّ‬ ‫الصفراء‬ ‫أن إبتسام َت ِ‬ ‫ك َّ‬

‫نصوص احمد ابو ماجن‬

‫ْ‬ ‫ِي طريقًا ُمختصرًا‬ ‫كانت ل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ديد َت َ‬ ‫ك‬ ‫طعة َح ٍ‬ ‫حت أمطا ِر ِ‬ ‫ألكون قِ‬ ‫َ‬ ‫كيف َتسألينني‬ ‫ليك‬ ‫َعجبي َع ِ‬ ‫سمرةِ َوجهي !‬ ‫عن َ‬ ‫بب ُ‬ ‫س ِ‬

‫‪8‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫عندما َولدتني أمي‬ ‫َ‬ ‫لم ال ُي َ‬ ‫بي‬ ‫َلم ُت‬ ‫ْ‬ ‫خبرني ِبأني عِ ٌ‬ ‫نتف ُع ّ‬ ‫فتوح َ‬ ‫ُ‬ ‫الخاطر‬ ‫كتاب َم‬ ‫َوأني‬ ‫ٌ‬ ‫زاحمت ِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫األميين‬ ‫في ِبالد َت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل َر ٍّ‬ ‫أمأل َّ‬ ‫صادفني‬ ‫ف ُي‬ ‫ِّ‬ ‫كف اإلبتذال‬ ‫سوى‬ ‫َوال َت‬ ‫لمسني ِ‬ ‫ُ‬ ‫خبرني‬ ‫أمي َلم ُت‬ ‫ْ‬ ‫ِلضيق َر ً‬ ‫ِب َّ‬ ‫ئة‬ ‫أن ل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫شهق ُوجودي‬ ‫ّت‬ ‫ْ‬ ‫الصعداء‬ ‫ك َّلما َت‬ ‫نفست َّ‬ ‫ُ‬ ‫سمة‬ ‫سوى َن‬ ‫َوكأني َل‬ ‫ٍ‬ ‫ست ِ‬ ‫م ال َّنار‬ ‫َه ٍ‬ ‫اربة من َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫بحث عن لقاءٍ َف َ‬ ‫ُ‬ ‫آوانه‬ ‫ات‬ ‫َت‬ ‫ُ‬ ‫ستاء‬ ‫ست ُم‬ ‫غم أني َل‬ ‫َر َ‬ ‫ً‬ ‫من َتمردِ َ‬ ‫البـعد‬ ‫شظايا ُ‬ ‫ٌ‬ ‫حافظ على أشالئي‬ ‫ِبقد ٍر ما أنا ُم‬ ‫هما َتطايرت‬ ‫التي َم َ‬ ‫رب طيو ٍر‬ ‫ُت‬ ‫جم َعها كـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫س ِ‬ ‫عاود َت ّ‬ ‫أمام َمن ُتحب‪...‬‬ ‫َ‬ ‫نصوص احمد ابو ماجن‬

‫‪9‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫البعد‬ ‫ُ‬

‫ُح ٌ‬ ‫فرة كبيرة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ائمة ِبهدوء‬ ‫لفظ أفكا َرنا ال َّن‬ ‫َت‬ ‫فسها من أجل‬ ‫َتنأى ِب َن ِ‬ ‫أجل ال َ‬ ‫شيء‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫َوك ّلما ُق ُ‬ ‫أحبك‬ ‫لت ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ضيق ِبال َّتدريج‬ ‫َت‬ ‫ً‬ ‫صغيرة‬ ‫صير َح‬ ‫ح َّتى َت‬ ‫لقة َ‬ ‫َ‬ ‫ك األيمن‬ ‫أودعها ِب‬ ‫بنصر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الغيمات‬ ‫استعير َعددًا من‬ ‫َبعد أن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ال َّرفيع‬ ‫‪...‬فستانًا لِقوامِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫حبك‬ ‫دحت ِب‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ال َتتضايقي أن َ‬ ‫َ‬ ‫الحفرة‬ ‫أجل أن ال َت‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫تسع َهذه ُ‬ ‫َو َت ُ‬ ‫ساق‬ ‫بلع أمنيا ِتنا على َق ٍ‬ ‫دم َو َ‬ ‫َو َتذكري َّ‬ ‫أن ؛ (أنا‪ِ ،‬‬ ‫أنت‪َ ،‬‬ ‫العالم (‬ ‫ٌ‬ ‫أوراق َهاربة‬ ‫ك ُّلنا‬ ‫كتاب ُ‬ ‫القيود‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫َو َّ‬ ‫اقم َنا ٌر َح ٌ‬ ‫الش ُ‬ ‫مئة‬ ‫وق ال َّن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الالهبة‬ ‫ألسنتها‬ ‫تصاعد‬ ‫َت‬ ‫ُ‬ ‫الحفرة‬ ‫اع َن ِ‬ ‫من َق ِ‬ ‫فس ُ‬ ‫سوى ال َّتضحية‬ ‫َو‬ ‫ارب َنجاةٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫ليس لنا َق ُ‬ ‫َ‬ ‫الحب‬ ‫أو أن‬ ‫أصدح ِب ُ‬ ‫نصوص احمد ابو ماجن‬

‫‪10‬‬


‫مـقـــال‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫فايروس تقسيم الكعكة !‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخطيرة جدًا جدًا مفادها صراع‬ ‫كبيرة جدًا‬ ‫أزمة‬ ‫البالد‬ ‫تشهد‬ ‫في‬ ‫اآلونة األخيرةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المصالح الشخصية والحزبية والسياسية التي تحكم وتسيطر على البلد‪.‬‬ ‫فبعد اختالف اآلراء وعدم التوافق على المصالح المشتركة للطبقة السياسية‬ ‫الحاكمة بين حكومتي بغداد وأربيل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الوطيس على المستوى السياسي والسبب (فايروس‬ ‫حامية‬ ‫صراعات‬ ‫نشبت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تتهاف ْ‬ ‫الطبقة السياسية الفاسدة كما ينهال‬ ‫ت عليها‬ ‫تقسيم الكعكة) التي‬ ‫السكر !‪ .‬حتى تمت تهيئة الوضع السياسي للوصول‬ ‫قطعة من‬ ‫الذباب على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إلى طريق مغلق في الحوار والتفاهم كما يزعمون لدفع (الشعب العراقي)‬ ‫وقت ال طاقة لنا بالحرب‬ ‫وهو الحلقة األضعف إلى الصدام واالقتتال في‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫منذ مئات السنين وبيننا‬ ‫وال يمكن أن تولد حرب بين أفراد الشعب الواحد‬ ‫العديد من الروابط المشتركة مع بعضنا البعض ‪.‬‬ ‫ولكن هناك من ثار ويثير الفتن ويريد أن يجعل الشعب يقتل بعضه البعض‬ ‫فكل هذه األمور ممكن أن ُت َّ‬ ‫ّ‬ ‫حل‬ ‫ليس لحق مسلوب أو لرأي ما مختلف عليه ؛‬ ‫طاولة الحوا ِر ‪ ،‬ال بل اليوم يراد بشعبنا أن يدخل حربًا خاسرة يقتل فيها‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الساسة الفاسدون إلدخال‬ ‫تعمدها‬ ‫بعضه البعض وهذه هي الغاية التي‬ ‫ّ‬ ‫محاربة اإلرهاب‬ ‫للتوه من‬ ‫الشعب العراقي إلى حمام الدم الجديد بعد تعافيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العالم إجال ً‬ ‫ال‬ ‫العالمي داعش وأخواتها‪ ،‬وتحقيق انتصارات عظيمة انحنى لها‬ ‫ُ‬ ‫وتعظيمًا ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مـقـــال‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لجر‬ ‫العمل عليه اآلن‬ ‫منذ زمن طويل وبدأ‬ ‫هز‬ ‫ولكن لألسف الشديد هذا مخطط ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫أبناء الشعب العراقي إلى اقتتال وصراع داخلي ‪ ،‬وال ننسى دور الجهات األجنبية‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وفرضت‬ ‫الخناق‬ ‫ضيقت‬ ‫في تصعيد األزمة بشتى الوسائل ‪ ،‬وكذلك دول الجوار التي‬ ‫ْ‬ ‫تدعم‬ ‫ومارست خبثها على أبناء شعبنا في كوردستان العراق وأيضًا هي‬ ‫الحصا َر‬ ‫ُ‬ ‫حكومة بغداد بالتصعيد من جهة أخرى لدفعهم إلى خيار الحرب األهلية فهذه‬ ‫هي بداية الفتنة وشرارة الحرب القادمة!‪.‬‬ ‫ولألسف الشديد أيضًا هناك العديد من أبناء الشعب العراقي قد انزلق خلف هؤالء‬ ‫ُ‬ ‫سيقتل فيها‬ ‫بقرع طبول الحرب التي‬ ‫السياسيين في حمالتهم للتصعيد وبدؤوا‬ ‫ِ‬ ‫ابن بلده وجاره وأخيه في الدين وصهره بالعرض‬

‫فهل يجوز ذلك؟! وهل هناك مبرر لتلك الحرب األهلية؟! فالساسة هم ذاتهم ال فرق‬ ‫بين سياسي أربيل وأفعالهم من سرقة وبيع النفط لصالحهم ‪ ،‬وبين ساسة بغداد‬ ‫أيضًا هم يمارسون ذات األفعال في جنوب العراق لمصالحهم الشخصية والحزبية‬ ‫ناهيك عن سطوتهم على موانئ العراق وكل المنافذ الحدودية‪.‬‬ ‫لهذا السبب على شعبنا العراقي الحذر وعدم التسرع بالحكم والسير خلف الساسة‬ ‫َ‬ ‫الشعب‬ ‫يستفيق‬ ‫حرب خاسرة بكل معنى الكلمة ‪ .‬أتمنى أن‬ ‫الفاسدين للدخول إلى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وأن تكون له كلمة ضد هذه األزمة وهذا الصراع الحاصل من أجل اقتسام الخيرات ال‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الساسة‬ ‫يتفق‬ ‫من أجل الشعب ومصالحه المشتركة‪ ،‬فلمدة ‪ 14‬أربعة عشرة عامًا لم‬ ‫على قرار ما لخدمة أبناء الشعب العراقي !‪ .‬ولو حدث ذلك فلماذا قانون النفط والغاز‬ ‫معطل إلى يومنا هذا ؟! فهل اليوم سيتفقون؟! وهل ما يجري اآلن من تصعيد هو‬ ‫الحل األمثل؟! إنهم يدفعوننا لدخول حرب ال نهاية لها وال مبرر لها من األساس ‪..‬‬ ‫فهذه هي رسالتي لكم يا أبناء العراق جميعًا ال تنجروا خلف قرارات الساسة للدخول‬ ‫إلى الحرب األهلية‪،‬‬ ‫و على العقالء من أبناء الشعب العراقي االنتباه والحذر والتدخل الحازم قبل سقوط‬ ‫قطرة دم عراقية واحدة فبعدها ال ينفع الندم وال لومة الئم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يصلح حالنا وينجي أبناء شعبنا‬ ‫وأسأل اهلل جل وعال أن يجنبنا شر الفتن والحروب وأن‬ ‫من كيد الحاقدين ‪،‬‬

‫خالد عبد الكريم‬

‫‪12‬‬


‫فلسفة الحياة‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫القرآن والعلم‬ ‫مازال اإلنسان يقف مندهشا أمام آيات القرآن الكريم التي ترجمها العلم الحديث إلى‬ ‫حقائق ملموسة في حياة اإلنسان‪ .‬ويشمل ذلك الكثير من المجاالت‪ :‬الظواهر الكونية‬ ‫والفلكية والعلوم األحيائية (البايولوجية) والطبية وعلوم طبقات األرض (الجيولوجية)‬ ‫‪.‬والنفسية والروحية والرياضية واالقتصادية وغيرها من العلوم‬ ‫ومن اهتمام القرآن الكريم البالغ بالعلم والعلماء أن مفردة (العلم) باشتقاقاتها‬ ‫المختلفة وردت فيه أكثر من سبعمائة مرة‪ .‬وجاء تطور العلوم التجريبية بأثره االيجابي‬ ‫يدعى من تعارض بين‬ ‫على فهم وتفسير اآليات القرآنية المباركة تفسيرا علميا‪ .‬أما ما ّ‬ ‫‪.‬القرآن والعلوم التجريبية هذه‪ ،‬فال أساس له‬ ‫وقد استخدمت مفردة(العلم) في القرآن لتعني معنيين‪ :‬العلم بمعناه الخاص أي‬ ‫‪.‬الالهوت والعلم بمعناه العام وهو مطلق العلم والمعرفة‬ ‫ولو نظرنا إلى العالقة بين القرآن والعلوم التجريبية‪ ،‬لوجدنا أنها مرت بمراحل‪ .‬فقد كان‬ ‫التطرق لتلك العلوم من خالل كتب التفسير إثر انتشار ترجمة الكتب العلمية لألمم األخرى‬ ‫اإلغريقية والفارسية والسنسكريتية والسريانية إلى اللغة العربية‪ .‬ثم جاءت مرحلة كتب‬ ‫اإلعجاز العلمي في القرآن تلتها كتب األبحاث النظرية في العالقة بين القرآن والعلم‪.‬‬ ‫بعدها كانت مرحلة األبحاث التاريخية في بيان تلك العالقة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬جاءت مرحلة كتب‬ ‫‪.‬األبحاث التجريبية في بيان تلك العالقة‬

‫‪13‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫فلسفة الحياة‬

‫وفي مجال اإلعجاز العلمي‪ ،‬يقول يوسف مروة أن عدد اآليات العلمية في القرآن ‪ 675‬آية‪.‬‬ ‫بينما يقول محمد جميل الحبال ومقداد مرعي الجواري أنها تبلغ ‪ 1322‬بحساب المتكرر‬ ‫منها‪ .‬وبذلك فتصبح نسبتها من مجموع اآليات القرآنية ككل ‪ 20‬بالمائة‪ .‬وقد ص ّنف‬ ‫بعض العلماء تلك اآليات العلمية إلى ‪ 61‬آية في الطب و‪ 63‬في الفيزياء و ‪ 100‬في الفلك‬ ‫و‪ 20‬في علم طبقات األرض و‪ 21‬في الزراعة و‪ 36‬في الخلق والحياة و‪ 73‬في الجغرافيا و‪20‬‬ ‫في األنواء و‪ 9‬في الكيمياء‪ .‬وثمة تصنيفات أخرى مختلفة لدى باحثين آخرين‪ .‬ويعود هذا‬ ‫االختالف إلى اختالف المباني في التفسير العلمي وتعريف تلك اآليات العلمية‪ .‬كما يلقي‬ ‫رأي المفسر بظالله على التصنيفات‪ .‬عموما‪ ،‬يمكن تقسيم اآليات العلمية إلى أربعة‬ ‫أقسام رئيسة‪ :‬آيات اإلعجاز العلمي وآيات اإلشارات المذهلة وآيات اإلشارات التي تدعو إلى‬ ‫التفكير والتدبر وأخيرا آيات التنظير العلمي‪.‬‬ ‫يبوب لنا المؤلف تلك اآليات على عدة أبواب‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫وبخصوص نماذج التنظير العلمي‪ّ ،‬‬ ‫في علم الفلك‪ :‬في اآلية الكريمة ‪ 29‬من سورة الشورى‪( :‬ومن آياته خلق السماوات‬ ‫واألرض وما بث فيهما من دابة)‪ ،‬وهي تشير إلى وجود كائنات حية في الفضاء‪.‬‬ ‫وكذلك ما يشير إلى اتساع السماوات في اآلية ‪ 47‬من سورة الذاريات‪( :‬والسماء بنيناها‬ ‫بأيد وإنا لموسعون)‪.‬‬ ‫في علم األحياء‪ :‬اإلشارة إلى تواصل الحيوانات فيما بينها‪ ،‬كما في اآلية ‪ 18‬من سورة‬‫النمل‪( :‬حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ال‬ ‫يحطمنكم سليمان وجنوده وهم ال يشعرون)‪.‬‬ ‫في علم الطب‪ :‬يعتبر القرآن وسيلة لشفاء األمراض الجسدية والروحية والنفسية‬‫وغيرها‪ ،‬كما تشير إلى ذلك اآلية ‪ 82‬من سورة اإلسراء‪( :‬ونن ّزل من القرآن ما هو شفاء)‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫فلسفة الحياة‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫في علم االقتصاد‪ :‬فالقرآن يبطل المعامالت الربوية ويعدها حربا على اهلل والرسول‪-،‬‬ ‫‪).‬فيقول في اآلية ‪ 279‬من سورة البقرة‪( :‬فأذنوا بحرب من اهلل ورسوله‬ ‫وفي علم الحقوق‪ :‬يعتبر القرآن أن العوامل المعنوية لها أثر كبير في السيطرة على‪-‬‬ ‫األفراد وردعهم عن العصيان ألنها الضمانة لتنفيذ القوانين وتطبيقها‪ .‬فيقول سبحانه‬ ‫في اآلية ‪ 201‬من سورة األعراف‪( :‬إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا‬ ‫‪).‬هم مبصرون)‪ .‬وفي اآلية ‪ 18‬من سورة ق‪( :‬ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد‬ ‫وفي علم السياسة‪ :‬يقدم لنا القرآن نظاما سياسيا خاصا تكون فيه المشروعية من ّزلة‪-‬‬ ‫من األعلى‪ ،‬كما في اآلية ‪ 59‬من سورة النساء‪( :‬أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأولي األمر‬ ‫منكم)‪ .‬وهو ما يخالف األنظمة السياسية الوضعية المعاصرة التي تكون فيها المشروعية‬ ‫‪.‬منبثقة من األسفل إلى األعلى‪ ،‬أي من رأي الشعب‬ ‫وفي علم اإلدارة‪ :‬يقوم النظام اإلداري في القرآن على (اإلدارة الرحمانية)‪ .‬كما أن عنصر‪-‬‬ ‫انشراح الصدر يكتسب أهمية كبيرة‪ .‬ففي اآليات ‪ 25-27‬من سورة طه‪ ،‬يقول تعالى‪( :‬قال‬ ‫‪).‬رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني‬ ‫‪:‬اإلعجاز العلمي في القرآن‬ ‫ثمة معان كثيرة لمفردة(المعجزة)‪ ،‬لكنها تستخدم هنا بمعناها االصطالحي (العمل‬ ‫الخارق للعادة الذي يدل ويشهد على النبوة)‪ .‬وقد استعملت هذه المفردة منذ عصر‬ ‫األئمة(عليهم السالم)‪ .‬ومن شروطها أن تكون خارقة للعادة‪ ،‬وأن تصدر عن من يدعي‬ ‫المنصب اإللهي‪ ،‬وأن تقترن بالتحدي‪ ،‬وأن ال يمكن قهرها والتغلب عليها‪ ،‬وأنها تأتي إلثبات‬ ‫‪.‬أمور معينة‪ ،‬وأن ال تكون من موارد الشر‪ ،‬وأن تكون دليال على صدق المدعي‬ ‫ومن حيث تاريخ اإلعجاز العلمي للقرآن‪ ،‬فهو ورغم ما كتب فيه خالل القرون األربعة عشر‬ ‫الماضية حديث الوالدة‪ .‬فقد بدأ قبل ما يقرب من قرن عندما كتب الدكتور محمد بن‬ ‫أحمد االسكندراني عام ‪ 1306‬هجرية كتابه(كشف األسرار النورانية القرآنية) الذي تحدث‬ ‫‪.‬فيه عن اإلعجاز العلمي للقرآن‪ .‬ثم توالت الكتابات‬ ‫وهناك عدة أنواع من المعجزات‪ :‬اإلقتراحية وغير اإلقتراحية والحسية والعقلية والمؤقتة‬ ‫والدائمة‪ .‬أما موارد إعجاز القرآن فهي‪ :‬الفصاحة والبالغة واألسلوب والنظم الخاص‬ ‫والجمال والجاذبية الخاصة وصدور المفاهيم والتعاليم اإللهية السامية من شخص أمي‬ ‫وقوانين المحكم واألدلة القرآنية السامية واألخبار الغيبية بأحداث الماضي والمستقبل‬ ‫وأسرار الخلق(اإلعجاز العلمي) وعدم وجود اختالف وخلق الثورة االجتماعية والصرفة(عدم‬ ‫‪).‬سماح اهلل ألي شخص باإلتيان بمثل القرآن‬ ‫‪:‬ونتناول فيما يلي بعضا من موارد اإلعجاز العلمي في القرآن‬

‫‪15‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫فلسفة الحياة‬

‫قانون الجاذبية‪ :‬ففي اآلية ‪ 2‬من سورة الرعد‪( :‬رفع السماوات بغير عمد ترونها)‪ ،‬وفي اآلية‬‫‪ 10‬من سورة لقمان‪( :‬خلق السماوات من غير عمد ترونها)‪ ،‬فقد ذهب المفسرون إلى أن ذلك‬ ‫يشير إلى قانون الجاذبية‪.‬‬ ‫حركات الشمس‪ :‬ا‪ -‬الحركة االنتقالية المستقيمة للشمس داخل المجرة في قوله تعالى‬‫في اآلية ‪ 38‬من سورة يس‪( :‬والشمس تجري لمستقر لها) إذ تعني الالم هنا (إلى)‪ .‬ب‪-‬الحركة‬ ‫الوضعية للشمس في قوله تعالى في نفس اآلية السابقة عندما تعني الالم (في) و(مستقر)‬ ‫اسم مكان‪ .‬ج‪ -‬استمرار حياة الشمس إلى أجل مسمى ثم ينفد وقودها‪ ،‬كما في قوله تعالى‬ ‫في اآلية ‪ 2‬من سورة الرعد‪( :‬كل يجري ألجل مسمى)‪.‬‬ ‫قانون الزوجية‪ :‬ثمة آيات تشير إلى سريان هذا القانون على جميع الكائنات واألشياء‪ ،‬كما في‬‫ّ‬ ‫تذكرون)‪.‬‬ ‫قوله تعالى في اآلية ‪ 49‬من سورة الذاريات‪( :‬ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم‬ ‫ترتيب مراحل خلق اإلنسان‪ :‬وقد ورد ذلك في آيات كثيرة ال يسعنا ذكرها في هذه العجالة‪،‬‬‫مثل مرحلة التراب أو الطين في اآليات‪ 5 :‬من سورة الحج و‪ 12‬من سورة المؤمنون و‪ 67‬من‬ ‫سورة غافر‪ .‬وهكذا مع مراحل الماء والمني والنطفة والعلقة والمضغة وغيرها كثير حتى‬ ‫الشيخوخة والموت‪.‬‬ ‫حركة األرض‪ :‬ثمة آيات عدة في القرآن الكريم تشير إلى ذلك‪ ،‬مثل اآلية ‪ 88‬من سورة النمل‪:‬‬‫(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تم ّر م ّر السحاب)‪ .‬وكذلك في آيات مثل اآلية ‪ 10‬من سورة‬ ‫الزخرف و‪ 53‬من سورة طه و‪ 6‬من سورة النبأ‪ .‬وللداللة على الحركتين الوضعية واالنتقالية‬ ‫لألرض ما يرد في اآلية ‪ 4‬من سورة الشمس واآلية ‪ 30‬من النازعات‪.‬‬ ‫وختاما‪ ،‬فعند قراءة الكتاب‪ ،‬تشعر أنك في جولة في عالم من اإلعجاز القرآني ال تحده حدود‬ ‫وال ينتهي ما فيه من إمتاع بنهاية‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫تعددت أشكال اإلدمان والنهاية مظلمة !‬ ‫تناسب طردي مابين االنفتاح الذي شهدناه وازدياد الحاالت السلبية وتفشيها‬ ‫في مجتمعاتنا العربية‬ ‫هل هذا هو التطور الذي كان يجب عليه أن يخدمنا ؟إن لم يكن كذلك! فأين‬ ‫!الخلل؟‬ ‫عند النظر إلى مجتمعنا الحالي بظواهرة‬ ‫السلبية المتفشية بصورة كبيرة فأن األدمان بجميع أنواعة يأخذ المرتبة األولى‬ ‫‪:‬من بين الجميع‬ ‫في بادئ األمر سنعطي توضيحا لألدمان بصورة عامة‪‌ :‬إذ هو سلوك اضطرابي‬ ‫للفرد حيث يقوم هذا الفرد بتكرار فعل ما مع قدرة ضعيفة جدا وأحيانا عدم‬ ‫قدرة على ترك هذا الفعل وبعدم توفر الحلول فأن النهاية عادة ما تودي بحياة‬ ‫هذا الفرد أو قد ينتهي به المطاف كعنصر سلبي وغير محبب في المجتمع ‪،‬‬ ‫ابتداء من األخطر إلى األقل‬ ‫وإن كان مدمنا ألي نوع من األنواع أما أنواع األدمان‬ ‫ً‬ ‫‪:‬خطورة فهي‬ ‫إدمان المخدرات والمواد الكحولية‪·:‬قبل عام ‪2012‬كان العراق من أقل دول_‬ ‫العالم إدمانا حيث كانت نسبته ال تتعدى ‪ 0.7%‬أما اآلن فأن نسبته بازدياد مخيف‬ ‫؛ نتيجة غياب الرقابة العامة من الدولة والرقابة الخاصة من قبل األهل على‬ ‫األبناء إذ هي من أكثر األسباب التي تؤدي إلى تداول المخدرات بصورة كبيرة‬ ‫_إدمان األجهزة األلكترونية األجهزة النقالة خاصة حيث باتت جزء ال يتجزء من‬ ‫حياة الفرد وبازدياد استخدامها تؤدي إلى اإلدمان عليها وإدمان مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي أو باألحرى مواقع التقاطع االجتماعي فمدمنيها باتو بمعزل تام عن‬ ‫الجميع‬ ‫إدمان األشخاص‪ ·:‬حيث يكون_‬ ‫هذا الفرد مدمن على شخص‬ ‫معين وبمجرد غياب‬ ‫هذا الشخص يالحظ اضطراب‬ ‫وسلوك غريب وأحيانا انعزل‬ ‫عن كل شيء وقد يؤدي إلى‬ ‫حاالت نفسية على‬ ‫‪.‬الفرد المدمن‬

‫‪17‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫إدمان أفعال غريبة‪ :‬كإدمان أي شيء آخر بعيد عما قد سبق ذكره يكون_‬ ‫محببا إلى الفرد كاإلدمان على السيارات أو اإلدمان على أنواع من العطور‬ ‫أو أي شيء آخر‬ ‫إذا قمنا بتناول األسباب بصورة عامة فأن العامل األول لإلدمان هو‪:‬‬ ‫االستعداد الشخصي فهذا الشخص مخير وبضعف اإلرادة ينتج اإلدمان‬ ‫‪ ،‬العامل األخر هو الرقابة األسريةوالخطورة تكمن بغيابها وكذلك‬ ‫أوقات الفراغ وعدم استغاللها بما يخدم الفرد ‪ ،‬وأصدقاء السوءغالبا‬ ‫ما يكونون لهم دور كبير ‪ ،‬والظروف النفسية من مشاكل األهل ‪،‬‬ ‫والظروف الشخصية ‪ ،‬وعامل آخر جدا مهم أال وهو عدم توفر فرص عمل‬ ‫وحضور البطالة أما سبل التخلص من اإلدمان فهو بالتأكيد بالتخلص‬ ‫‪.‬من األسباب ومحاولة توفير األجواء المناسبة‬

‫زهراء المالكي‬

‫‪18‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫الوقاية من التخلف‬ ‫رقى الله حيوان اإلنسان بالعقل ‪ ,‬و ميزه باالجتماعية ‪ ,‬فتتطبع بها ‪ ,‬و أصبح االحتكاك‬ ‫مع أقرانه والشروع في تكوين عالقات ‪ ,‬متباينة في تسمياتها وسماتها و بأنواع‬ ‫كثيرة " ضرورة " و ان ذلك التواصل وبناء العالقات االجتماعية منذ بداية الخلق وحتى‬ ‫فناء الخليقة سيبقى حاجة ملحة لمواصلة الحياة كالطعام والمسكن و ال يقل‬ ‫عنهما أهمية ‪ ,‬و حين نتكلم عن الحقيقة‪ ،‬نحن ملزمون بأن ال ننكر ان تلك العالقات‬ ‫رغم اختالف تسمياتها إال أنها ال تخلو من العاطفة و إن التعامل مع الناس مبني على‬ ‫أساس تلك العاطفة أو الشعور بعضها حب و األخرى احترام أو ربما كره و ضغينة أو‬ ‫حسد ‪ .....‬الخ ‪ ,‬إال أننا ال بد أن نجزم بأن تلك العواطف أو ذلك الشعور هو من يحدد نوع‬ ‫العالقة و يرسم طريقها نحو منتهى ما تؤل إليه تسميتها ‪.‬‬ ‫أما الحب ‪ ,‬والذي يمكن أن نقول هو اللبنة األساسية للسعادة األبدية فعلى وجه‬ ‫الخصوص ‪ ,‬نحن الشرقيون تربينا على قاعدة واحدة ‪ " ,‬الحب حرام ‪ ,‬أوال ‪ ,‬عيب ثانيا‬ ‫أو ربما العكس في التسلسل " تلك القاعدة ترجمتها شريحة واسعة من أبناء ذلك‬ ‫المجتمع أال وهي طالب الجامعات على أنها " قيد " و أول ما تفكر به تلك الشريحة‬ ‫في أول إنطالقة لها هي كسر ذلك القيد باعتبار أن الحرية حق من حقوقها ‪ ,‬لذلك‬ ‫فأن المبادرة األولى في فلتره العالقات االجتماعية والتي انطلقت من العائلة كانت‬ ‫خاطئة ‪ ,‬لكن هل هذا يعني أن اللوم يقع على المبادئ التي تغرسها العائلة فقط ؟‬ ‫كال ‪ ,‬مطلقا ‪ ,‬وال يمكن اعتبار الحرمان و القيد مبرر أساسي في السلوكيات الخاطئة ‪,‬‬ ‫ما هي تلك السلوكيات ؟ وكيف اكتسحت الحرم الجامعي ذو الهدف السامي ؟‬ ‫وكيف استفحلت حتى سادت ؟‬ ‫ال شك في أن طبيعة العالقات في الجامعة مبنية على االختالط بين الجنسين ‪,‬‬ ‫ففي هذا المجال الفسيح و الحيز الال متناهي في عدد مرات االحتكاك بين الطرفين ‪,‬‬ ‫مبني على أساس أنواع كثيرة من الروابط بين مرتاديه " الطالب على وجه الخصوص‬ ‫" منها روابط زمالة و صداقة و نسبة ليست بالقليلة " حب و عاطفة " و في بعض‬ ‫األحيان تتحول تلك العالقات من شكل إلى آخر من الزمالة إلى صداقة ثم حب ‪ ,‬و إن‬ ‫اعتلت منصة العواطف صارت تمثل لدى الشاب هي مرحلة عمرية يحبذ أغلبهم عدم‬ ‫تفويت فرصة الخوض فيها ‪ ,‬والفتيات ربما هي طريق سالكة نحو االستقرار العاطفي‬ ‫و االرتباط آخرا ‪ ,‬لكن هل هذة العالقات واعية و حقا تنتهي إلى نهاية منطقية ؟‬ ‫الجواب ‪ ,‬كال ‪ ,‬ومع األسف أصبحت هذة العالقات التي يؤطرها الحب " ذلك الشعور‬ ‫الذي يجب على حد علمي أن يحمل من القدسية كفايته ما يجعله سببا في الهناء‬ ‫والحياة المستقرة والمتجه صوب استقرار و سكينة في نفوس حامليه " عالقات‬ ‫تنتهي صالحيتها مع إنتهاء الفصل الدراسي ‪ ,‬وتصبح مجرد تجربة لهو و لعب تشوه‬

‫‪19‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫الصورة العامة للحرم الجامعي ‪ ,‬مضاعفاتها وما ترتب عليها من أخطاء و سلوكيات‬ ‫غير مسؤولة تأخذ جريرتها الغالي بسعر الرخيص ‪,‬‬ ‫ال ننكر ضرورة معرفة طباع شريك الحياة و التعارف قبل االرتباط بل على العكس هو من‬ ‫األساسيات و الضروريات الملحة في بناء شراكة واعية ال يهددها سوء الفهم الالحق أو‬ ‫عدم كفاية التعارف التي تسبق االرتباط ‪,‬لكن إن تتجاوز حدها و تتسلق السلم حتى‬ ‫تكاد تصل ‪ %90‬من مجمل العالقات وبالتالي فان نسبة ‪ % 10‬منها ما يتطور إلى نهاية‬ ‫مقنعة ومنطقية " زواج " هذا إجحاف بحق صورة المجتمع العامة وتلك الشريحة خاصة‬ ‫‪.‬‬ ‫لذلك دعونا ال نلقي بكامل اللوم على الحرمان والقيد بصورة مطلقة بل تقع‬ ‫المسؤولية أيضا على عاتق تلك الشريحة نفسها ‪ ,‬فالوعي والثقافة االجتماعية و‬ ‫الضبط النفسي ‪ ,‬هم أكثر ما ملزمون به من باب أعمارهم و عقولهم التي من المفترض‬ ‫أن تكون على نضج كافي يصونها عن ممارسة التطرف و يحميها من الركض الهثة خلف‬ ‫أهواء المراهقة المتأخرة لدى بعضهم النضج الذي يقتضي فقدان قليل من القلب من‬ ‫أجل كثير من العقل ‪ ,‬لذا فان تهذيب العالقات في إطار الجامعة " وهو ما أقصد حصرا ‪,‬‬ ‫إذ إن ما سواها يحتاج إلى حديث مطول " و تقويمها على أسس الشفافية و المرونة و‬ ‫الدقة قبل الشروع بها ‪ ,‬مبادرة تجاه النفس و المجتمع لحمايته من التخلف االجتماعي‬ ‫‪.‬‬

‫هبة قاسم العادلي‬

‫‪20‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫الشباب والنضوج‬ ‫دائمًا ما يقال و كثيرًا ما نسمع بأن الجيل الحالي‬ ‫سابق عهده و يعرف كل شيء و يختلف عن‬ ‫األجيال السابقة نظرًا لما يتمتع به من مؤهالت‬ ‫وانفتاح وتطور في جميع المجاالت وأبرزها‬ ‫التكنولوجيا والعولمة الحديثة إلخ‪....‬‬ ‫لكن إن وقفنا و حللنا هذه النظرية سنجد بأنها‬ ‫خاطئة و العكس تمامًا فجيل هذا اليوم يفتقر‬ ‫وبشدة إلى النضج الذي يتناسب مع أعمارهم‬ ‫و كذلك إلى المقومات األخالقية بكل صورها‬ ‫و أشكالها و حتى االلتزام بالشريعة اإلسالمية‬ ‫السمحاء فعلى الرغم من التطور الحاصل الذي‬ ‫نوهت عنه في بداية حديثي‪ ،‬إال أن غالبًا ما يكون‬ ‫استغاللهم لهذا التطور استغالل بشع ان صح‬ ‫التعبير عنه وغير هادف بالمرة ‪ ....‬دائمًا ما يصب‬ ‫في النواحي السلبية كما يفتقد ايضًا للعقالنية‬ ‫و الراجحة الحقيقة التي تصقل العقول و تحسن‬ ‫من التصرفات فجيل هذا اليوم يتأثر بكل شيء‬ ‫حوله و بدليل كل يوم تغزا أفكارهم بأشياء‬ ‫غير مألوفة و غير صائبة فنراهم بسهولة‬ ‫قصوى ينجرفون خلف هذه الغزوات و التيارات‬ ‫التي كل يوم تحدث وتستحدث في واقع‬ ‫مجتمعاتنا وآخرها اإللحاد الذي سبق و تناولته‬ ‫احدى مقاالتي السابقة وكيفية هيمنته‬ ‫في‬ ‫ٰ‬ ‫هذه األيام على الجيل الشبابي مستغ ً‬ ‫ال ضعف‬

‫‪21‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫النضج عندهم تحت أغطية و اغراءات مؤثرة و غيره الكثير ‪ ٫‬و ان تكلمنا‬ ‫حول (السوشيال الميديا) تحديدًا كونه أحد العناصر المهمة في العولمة‬ ‫الحديثة و كيفية استخدامهم و تعاملهم معه فال نجني سوى السطحية‬ ‫و امور لم ينزل اهلل بها من سلطان والتي تتمثل بـ ( الفاشنيستا ‪ ٫‬الفضائح‬ ‫‪ ٫‬التسقيط ‪ ٫‬النقد الغير البناء ‪ ٫‬نشر االشاعات و االكاذيب وغيرها الكثير‬ ‫الكثير ) فال استخدام صالح و ال استغالل به فائدة من خالل هذه العولمة‬ ‫ليصب في مصلحة المجتمع و االجيال الالحقة ‪ ٫‬فال القي اللوم كله على‬ ‫الجيل نفسه فأصحاب القرار في المجتمع و قادة الشعوب و غيرهم هم‬ ‫ايضًا مالمون في ذلك بسبب غياب التوعيه و سبات الدور الرقابي و عدم‬ ‫خلق متنفس حقيقي او انشطة مختلفة قد تكون اجتماعية او ادبية او‬ ‫ثقافية اي و حتى رياضية لتوعية الجيل الشبابي و تثقيفه و فرض االلتزام‬ ‫بالسلوكيات التي تعدل من وضع الشباب و من كال الجنسين و اشمل ايضًا‬ ‫دور (االباء و االمهات) الذي مؤخرًا اصبح مفقود بل معدوم حتى من ما‬ ‫جعل الطاقات الشبابية تنهدر و تنتهي و تسفك في المجاالت السطحية‬ ‫و ال تستغل حتى في بناء انفسهم و توعيتها و بذات الوقت ال اعمم نقدي‬ ‫على الجميع ‪ ٫‬بل توجد فئة شبابية وظفوا قدراتهم في تطوير انفسهم‬ ‫و تمكنوا من عكس هذا التطور االيجابي و الفائدة لمن حولهم و استغلوا‬ ‫العولمة و التكنلوجيا بشكل يفخر به و قدموا لنا نماذج رائعة في مختلف‬ ‫المجاالت و لكن ‪ ...‬اال ما رحم ربي ‪ ,‬فكل من يقول بأن هذا الجيل فاهم‬ ‫و سابق عهده فهو مخطئ فهذا الجيل ال يفهم سوى كيفية الحصول‬ ‫على أدوات اللعب و اللهو و التهرب من المسؤولية مبتعدًا عن النضوج و‬ ‫العقالنية و البناء والتقدم ‪ ,‬لذا علينا أن نفطن لما يحدث ألبنائنا و يجب أن‬ ‫نحاول إصالح ما يمكن اصالحه و اقول هذا حتى نكون صريحين أكثر (ألن‬ ‫األوان قد فات) ‪.‬‬ ‫فؤاد الشطي‬

‫‪22‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫"إذا لم ُن ّ‬ ‫مكن أنفسنا فلن يفعل أحد ذلك نيابة عنا"‬ ‫صفة القيادة تكون موجودة في جينات‬ ‫بعض النساء وإنها ُتصقل مع الوقت‬ ‫وتتحول إلى النجاح‪ ،‬بالرغم من توفر‬ ‫الصفات القيادية فيها إال أن أمامها عقبات‬ ‫كثيرة‪ ،‬من هذه العقبات األفكار الذكورية‬ ‫السائدة في المجتمع والتي تعتقد بأن‬ ‫المرأة ال تستطيع تأدية واجباتها‬

‫في‬

‫العمل لتفرغها باألسرة وتربية أطفالها‪،‬‬ ‫حيث يعتقدون أيضا بأن تدريبها وصقل‬ ‫موهبتها مضيعة للوقت‪ ،‬وأن تكوينها‬ ‫العقلي والجسدي ال يصلح للقيادة لكن‬ ‫تمت دراستها وأثبتت أن هذا االعتقاد‬ ‫خاطئ‪ ،‬مع عدم إعطائها مناصب قيادية‬ ‫وسطى وبالتالي وصولها للقيادات العليا‬ ‫قليلة‪.‬‬ ‫لكن تبين أن عدم وصول المرأة للقيادة‬ ‫لسببين‪ ،‬أولهما لم يتم تدريبها تدريبًا‬ ‫قياديًا‪ ،‬ثانيهما عدم مطالبتها بالقيادة أو‬ ‫المناصب مثل ما يطالب بها الرجل وتنتظر‬ ‫من ينصفها‪.‬‬ ‫المرأة لها تأثير كبير على من حولها سواء في المنزل أو في العمل والمرأة القيادية‬ ‫لديها قدرات كبيرة بشأن إمكانياتها اإلدارية‪ ،‬لكن هناك اعتقادات غير صحيحة‬ ‫للتقليل من شان تلك القدرات منها اعتقادهم بعدم توافق المرأة بين دورها‬ ‫في العمل ودورها في األسرة‪ ،‬واعتقادهم بأن طبيعتها العاطفية تجعلها غير‬ ‫مالئمة للقيام بالوظائف التي تنفذ من قبل الذكور‪ ،‬المرأة ال تستطيع السفر‬ ‫عندما تتطلب ظروف العمل ذلك‪ ،‬فتلك االعتقادات تمت دراستها وثبت بأنها غير‬

‫‪23‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫صحيحة وال يوجد دراسات أو بحوث يدعم تلك االعتقادات‪.‬‬ ‫ولكي تمتطي المرأة (التي لديها صفات قيادية) صهوة القيادة عليها ‪-:‬‬ ‫ تطور قابليتها بالتدريب وصقل المهارة وعدم التوقف عن التعلم‪ ،‬وتتحلى‬‫بالفضول لتتعلم كل يوم شيء جديد‪.‬‬ ‫ ألسرتها وهي في منزل والدها دور كبير في دعمها وتشجيعها وغرز مبادئ‬‫القيادة فيها منذ نعومة أظافرها‪ ،‬أما الدعم الثاني ويأتي من الزوج في بيتها‬ ‫الزوجية حيث يكون سند لها في كل شيء حتى على تشجيعها على اإلبداع‬ ‫والتميز في عملها وتحقيق أهداف خطتها‪ ،‬وكذلك مساعدتها السيما في‬ ‫رعاية أطفالها وفي األعمال المنزلية‪.‬‬ ‫ أما بيئة العمل البد من توفر مساحة إلبداعها ونجاحها وتقدمها ويكون‬‫ذلك بتهيئة ظروف نفسية هادئة بعيدة عن المشاحنات أو ً‬ ‫ال ومن ثم توفير‬ ‫فرص التدريب لتطوير قابليتها ومهارتها‪.‬‬ ‫ التحدي للقيادة من العوامل المهمة لتحقيق اإلنجازات واالبتعاد عن الخوف‬‫من القيادة ؛ألن أكثر النساء تظن القيادة تعرضها للمخاطر ولكن هذا غير‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫ الثقة بالنفس‪ ،‬ان اي تردد في اتخاذها لقرار ما يؤدي سلبًا على عملها‪،‬‬‫فالثقة بالنفس واتخاذ القرار الصارم يزيد من نجاحها في العمل‪.‬‬ ‫المرأة تضطلع بدور مهم في المجتمع كما يقول المثل(أي مكان بال امرأة‬ ‫هو مكان بال روح) فعلى الرغم من أن المرأة بدأت تخطو في بعض الدول‪ ،‬وفي‬ ‫الدول األخرى نراها لم تأخذ نصيبها من القيادة إال الجزء القليل‪ ،‬نطمع أن‬ ‫تكون للمرأة حصة أوسع في القيادة‪ ،‬ونتطلع لها مستقبل أفضل بخصوص‬ ‫تسنمها مناصب قيادية وأن تشارك أخاها الرجل في إدارة المؤسسات‬ ‫والشركات وأن نراها في المناصب الرئاسية أيضًا الن هناك نساء مقتدرات‬ ‫ومتميزات قياديات وإداريات‪.‬‬ ‫التربوية يوكسل ترزى باشى‬ ‫رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية‬

‫‪24‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫العنف األسري‬

‫في الوقت الحالي مايحدث في مجتمعنا أغرب للخيال منه للحقيقة‬ ‫الزواج من األمور المحببة عند اهلل ورسولة وبه يكمل المرء نصف دينه‬ ‫والطالق الذي هو أبغض الحالل عند اهلل‬ ‫أصبحا كاللعبة يحدثان بال نظم وال قواعد نتيجة بعض العادات المجتمعية البالية‬ ‫من أسباب حدوث سرعة بالزواج والطالق العديد من األمور منها زواج الفتيات‬ ‫والفتيان بسن مبكرة بحجة الستر وحمايتهم من ارتكاب المحرمات‬ ‫دون أن يضعوا باعتبارهم التغيرات الجسدية والفكرية والهرمونية والتقلبات‬ ‫المزاجية التي سيعيشها هذان االثنان بعد الزواج وتقدم السنوات‬ ‫ الخيانات الزوجية المتكررة وخصوصا على مواقع التواصل اإللكتروني من كال‬‫الجنسين على حد سواء‬

‫‪25‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫والسبب أن اختيار الزوج أو الزوجة للشريك لم يكن بالوعي الكامل أو النضج الذي‬ ‫يسمح له باالختيار‬ ‫وغالبا ماتكون األم هي من اختارت الزوجة‬ ‫_ الهروب من كلمة عانس دفعت الكثير من الفتيات للزواج بأي شخص كان حتى‬ ‫لو لم يكن هناك توافق بينهم‬ ‫ رجال الدين وخطبهم التي تحث على الزواج المبكر بحجة أن السيدة فاطمة‬‫تزوجت صغيرة‬ ‫ونسوا أننا لسنا كفاطمة وال يمكن أن نكون مثل سيدة نساء العالمين‬ ‫نحن فتيات عاديات نعيش في زمن مختلف عن زمن الرسول عليه أفضل الصالة‬ ‫والسالم‬ ‫ العنف األسري سواء الجسدي أو المعنوي يدفع البنت للزواج من أجل التخلص‬‫مما تعانيه‬ ‫أما العنف المعنوي فهو أبشع بكثير والمتمثل بالتسقيط والمعايرات التي يواجهها‬ ‫األهل واألقارب وأحيانا حتى الصديقات‬ ‫تأن ودقة في االختيار ال تتزوجوا إلرضاء‬ ‫عزيزتي الفتاة عزيزي الشاب الزواج يحتاج إلى ٍ‬ ‫أحد‬ ‫فال أحد غيركم سيدفع الثمن في حالة الفشل‬

‫رسل الساعدي‬

‫‪26‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــــانـــون الثاني ‪2018‬‬

‫بين جرأة اليوم و اعتدال األمس‬ ‫الموضة النسوية في العراق وأعراف المجتمع والدين‬ ‫اللباس النسوي في العراق كان وال زال يختلف من منطقة إلى أخرى تبعا لعادات وتقاليد‬ ‫وقيم سكان تلك المنطقة‬ ‫ففي بغداد مثال تختلف فصاالت المالبس عنها‬ ‫في محافظات الشمال أو الوسط أو الجنوب‪،‬‬ ‫وهذا بدهي كون بغداد العاصمة ومعروف عنها بأنها أكثر محافظات العراق تعداد‬ ‫بالسكان ‪ ،‬وتلم جميع طبقات المجتمع العراقي بمختلف القوميات والمذاهب‬ ‫والثقافات‪ ،‬أي أن هناك مجال أوسع لحرية ارتداء مايحلو لك من المالبس دون قيود‬ ‫وإجراءات شرطية مفروضة تتعدى على مبدأ حرية الفرد في إدارة حياته الشخصية‪.‬‬ ‫وهذا األمر سار حتى في باقي المحافظات لكن بمؤشرات أقل ومتفاوتة تبعا لثقافة‬ ‫سكان تلك المحافظة‬ ‫وفي مسألة اختالف اللباس بين الماضي والحاضر‪ ،‬أو كون المرأة العراقية سابقا( أقصد‬ ‫فترة الخمسينيات والستينات من القرن الماضي) أكثر حرية في اختيار المالبس من وقتنا‬ ‫الحالي‬ ‫أقول‪ :‬برأيي أن هناك عدة أسباب واقعية جدا ترتبط كلها بمحور واحد وهي العولمة‬ ‫وآثارها السلبية الهادمة ألسس المجتمعات وأسس التعايش السليم ومن هذه األسباب‪:‬‬ ‫_الوعي المجتمعي‪:‬‬ ‫فسابقا كانت الناس على فطرتها وبساطة تفكيرها منشغلة بتفاصيل حياتها اليومية‬ ‫الروتينية وال يوجد اتصال يجمعها بالعالم أو المحيط الخارجي سوى جهاز المذياع و‬ ‫جهاز التلفاز بجودة تصنيع تنقل لك الصورة باللون األبيض واألسود باإلضافة إلى تمتع‬ ‫الفرد ذاته بثقافة (عدم التدخل في ما اليعنيني)‬ ‫يقابل ذاك في أيامنا هذه ظهور األنترنت (هذا السالح الفتاك ذو حدين متناقضين)‬ ‫والذي يتيح لك التحدث وأنت جالس في دارك مع شخص يجلس على الطرف المقابل‬ ‫لك من الكرة األرضية! ومن ثم انتشار هائل ومخيف ألجهزة ومواقع التواصل االجتماعي‬ ‫مع العالم بل حتى مع الكون كله! (من أجهزة محمولة دقيقة الصنع وبجودات عالية‬ ‫ومتاحة لالمتالك من قبل أي فرد بالمجتمع مهما كانت درجة ثقافته ونضجه الفكري‪.‬‬ ‫وهذا ما أثر سلبا على سلوك وأخالقيات المجتمع بل غير الخارطة الثقافية واألساسيات‬ ‫والمبادىء األخالقية لدى مجتمعات الشرق بصورة خاصة)‬ ‫_الموضة ‪:‬‬ ‫لو قارنا بين موضة ماقبل ثالثين أو عشرين سنة وبين موضة أيامنا هذه لالحظنا فروقات‬

‫‪27‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫واضحة من حيث األفكار والتصاميم والقصات وحتى باأللوان‪ .‬فقديما كان المصممون‬ ‫يصممون المالبس مع األخذ بعين االعتبار عادات وتقاليد البلد المصدر له هذه المالبس‬ ‫حتى أن قسم من شركات ومعامل المالبس كانت تصمم نموذج للمالبس مصممة‬ ‫خصيصا لبلد معين تبعا لعاداته وتقاليده ‪ ،‬أما اليوم فكل المالبس باتت متاحة في‬ ‫مدينة أو بلدة من العالم وعلى أي تصميم مهما كان حسب سياسة العولمة وهذا ما‬ ‫لم يألفه بعض من مجتمعاتنا‬ ‫_المغالطة في فهم الدين ‪:‬‬ ‫فكما هو معروف لدى مجتمعاتنا الشرقية أننا مجتمعات محافظة (ال أقول منغلقة)‬ ‫أي أننا نعتقد بممارسة الحرية ضمن أطر وتعاليم الدين وأقصد بكلمة (الدين) كل أديان‬ ‫السماء من اليهودية والمسيحية والصابئية والمسلمة‪ ،‬وحتى الديانات الموضوعة األخرى‬ ‫فكل أديان السماء أوصت باللباس المحتشم الذي يستر الجسد ويحفظ لألنسان هيبته‬ ‫وكرامته ويبين رفعته على سائر المخلوقات ولكل ديانة توجيهات خاصة بهذا الشأن‬ ‫واجب تطبيقها كما تقول وتتفق عليه كل تلك األديان ‪((..‬ولكن))!‬ ‫لم يذكر نص واحد في أي ديانة بأن تأذي أو تعذب أو تفرض و تتعدى على حرية من‬ ‫لم يلتزم بتعاليم الدين أو ماشابه ذلك ‪،‬ألن الدين عالقة تربط الفرد بربه وال طرف ثالث‬ ‫لهذه العالقة وال يحق لك التدخل بين الفرد وربه‬ ‫كل نفس ملزمة أمام اهلل بحقوق وواجبات ال يتحاسب عليها سواها فليس من حقك‬ ‫أن تجبر أحدا حد اإلكراه على فعل شيء تحت ذريعة الدين‪..‬فحتى الدين ذاته ال يجيز لك‬ ‫ذلك‬ ‫تلك مشيئة اهلل يهدي من يشاء‪،‬ولست مجبرا ال أنت وال غيرك على أن تجبر فردا من عباد‬ ‫اهلل على فعل ماجعله له اهلل اختيارا ومن ضمن صالحيات تفكيره العقلي وقناعاته‬ ‫الشخصية‬ ‫_الوضع األمني‪:‬‬ ‫سابقا كانت هناك عقوبات وغرامات معينة موضوعة من قبل الدولة لمحاسبة كل من‬ ‫يعتدي على غيره بأي شكل من أشكال االعتداء‪.‬‬ ‫مما يشكل ذلك رادعا لكل من توسوس له نفسه على ألحاق الضيقة أو األذى بأفراد‬ ‫المجتمع وعلى كافة األصعدة ‪،‬أما اآلن فغياب مثل هكذا أجراءات أو المماطلة في‬ ‫تطبيقها جعل الكثير من ضعفاء النفوس ممن يغالطون في تفهم مفهوم الحرية‬ ‫والذي يبيح تطبيقه الدين قبل القانون ‪.‬‬ ‫جعلهم يفرضون سيطرتهم على غيرهم متناسين أنه هذا تجاوز وتعدي سيحاسبون‬ ‫عليه أمام اهلل‬

‫بان الخفاجي‪/‬بغداد‬

‫‪28‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫تحية حب‬

‫‪29‬‬

‫آيات الماجدي‬

‫أولئك الذين اعتادوا على الحب وفقدوه‬ ‫الذين امتألوا بالخيبات حد التخمة‬ ‫للذين ابتلعت الحرب أحبتهم‬ ‫والقابعين تحت أغطية األنقاض‬ ‫لألرض الحمراء المكتسية بعبق الشهداء‬ ‫لبالدي المنهكة من طعنات عشاقها المزعومين‬ ‫ولمدينتي التي تنفر من الحب وتعاقبه بالهجران‬ ‫للورود المرمية على أرصفة الطرقات‬ ‫والتي عوقبت على خذالن غيرها‬ ‫وأخيرًا للعشاق (العشاق)‬ ‫الذين وجدوا النور في آخر النفق‬ ‫أقدم الحب ‪.....‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫اجتماعية‬

‫شخصية أثرت بي‬ ‫إعداد ‪ :‬ميس التميمي‬ ‫أتذكر ذات يوم مررت بأوقات‬ ‫حزن شديد وألم ومن منا‬ ‫اليمر بتلك اللحظات حتى‬ ‫تصل إلى مرحلة اليأس‬ ‫والتي تعتبر أقصى درجات‬ ‫الكآبة التي ممكن أن يصل‬ ‫لها اإلنسان ‪،‬ثم فجأه ظهر‬ ‫بحياتي شخص كان هو مفتاح‬ ‫األمل لي كأنه مشكاة منيرة‬ ‫لظالمي الدامس تأثرت به‬ ‫وبقوته وبكل تفاصيل حياته‬ ‫حتى جعلني أسأل نفسي‬ ‫نصيب‬ ‫مرارا ترى هل للحزن‬ ‫ٌ‬ ‫في حياتي ؟ وهل سأسمح له‬ ‫ُ‬ ‫قصته‬ ‫بأنهاء طموحي ومن‬ ‫المأساوية تيقنت أن الحزن‬ ‫يولد لك األمل من جديد‬ ‫‪،‬قصة الشخص بدأت منذ‬ ‫أعوامه األولى عندما كان‬ ‫مراهقا وغريبا في بلد أوربي‬ ‫ال يعرف أحدا واليعرفه أحد‬ ‫شاءت ظروفه أن ينتهي به‬ ‫المطاف في هذا البلد البارد‬ ‫كان يصور لي أولى لياليه‬ ‫هناك برد وغربة وصغر سن‬ ‫وفقر‬

‫‪30‬‬


‫اجتماعية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫صارع الحياة بكل مايملك حاول أن يعمل ليعيش ونجح بذلك عمل أعماال‬ ‫تفوق عمره فقط كي يكسب قوته اليومي إلى أن بلغ أشده وعاد وهو‬ ‫شاب مثابر إلى بلده ليعتني بأمه بعد سفر إخوته عنها وبدأ من جديد‬ ‫بمشاريع بسيطة حتى كون لنفسه مهنة راقية يفتخر بكونه خبير فيها‬ ‫سرقت منه الحياة شهادته العلمية فلم يستطع أن يكمل تحصيله‬ ‫الدراسي لعمله وغربته ولكنها أهدته علما وثقافة تفوق الخيال فقد‬ ‫تخرج من مدرسة الحياة‬ ‫وهو إنسان بمعنى الكلمة كانت لديه أكثر من محاولة لتنظيم فريق‬ ‫خيري يمول ذاتيا لمساعدة الفقراء ونجح بذلك حتى وصل أطراف‬ ‫العراق وحدوده للمساعدة ساعد الكبير والصغير والمس قلوب الجميع‬ ‫بكلماته الراقية فقد كان يحاكي أحزانه بشعره اإليجابي وبدأت موهبته‬ ‫تنمو معه من بدايته بقصيدة‬ ‫(من تمطر أحب أبجي‬ ‫تتيه دموعي ويه الماي والوحدي أحب أمشي أنا الجرحوني حيل هواي)‬ ‫حتى أصدر كتابه الراقي (كمر اسود)‬ ‫أتكلم عن شغفي الشخصي الشاعر أصيل محسن مثاال للشاب العراقي‬ ‫الطموح المعروف بأنسانيته كان لي أخآ وصديقا وسندا ويبقى كذلك‬ ‫بعون اهلل‬

‫‪31‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫فنون‬

‫قناديل فنية‬ ‫من ميزات مولود شهر ديسمبر شغوف يتطلع إلشراقة الغد‬ ‫هكذا يحملنا الفنان أسامة مصطفى مواليد (‪ )94‬بفنه التجريدي‬ ‫المتعالي إلى رؤى عميقة وخبايا الفن التشكيلي‬ ‫بما يحمل من تشفيرات وانطباع من خالل لوحاته الحائزة على‬ ‫رصيد من االنبهار واالندهاش من قبل الوسط الفني‬ ‫فهو الفائز لعام ‪ 2016‬في مهرجان التشكيلي السنوي لجامعات‬ ‫العراقية حيث ذهب بإسلوبه الخاص إلى مزج األلوان بلمسة‬ ‫معقدة هذا ماتصرح به معارضه الخاصة وجذبه إلصحاب الذوق‬ ‫الرفيع‬ ‫تشكل لوحة (الشخصية السيكوباتية العدوانية المتقلبة‬ ‫)اإلنفعالية‬ ‫من أشد اللوحات رفعة ورؤية فلسفية‬ ‫فقد تناول الشخصية األسوء وجودًا لما تحملة من عداء‪،‬‬ ‫المعتلة نفسيا تتمثل بتحقيق نوازعها المظلمة‬ ‫أشار الفنان بمزجه لأللوان إلى‬ ‫أن اللون األبيض يأخذ مجرى التالشي وهيمنة اللون األسود‬ ‫من المحيط حتى أخر نقطة بيضاء في وجوده لداللة على الشر‬ ‫والظلم‬ ‫ويشير إلى اللون األحمر الدموي االنفجاري‬ ‫واللون األصفر الضئيل المضمحل لون المرض‬ ‫وشيء من اللون األخضر لداللة على أنه كائن حي‬ ‫وخطوط باللون األحمر تأخذ لون الدم‬ ‫وتفسر النظر في رؤية خاصة علـى أنها نظرة مراوغة‬ ‫حتى أخذ منظور هذه األلوان‬ ‫‪..‬أنها مجموعة أفكار تتبلور على هذه الهيئة المشتتة‬

‫أنور الشبيب‬

‫‪32‬‬


‫فنون‬

‫‪33‬‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫فنون‬

‫فتاة حالمة ألغت‬ ‫من قاموس أيامها‬

‫كلمة ( مستحيل ) لتحلق بكل ماتحلم به لعلها‬ ‫ترضي طموحها المتعطش !‪ .‬فيما جاء في الحوار‬ ‫لديك؟‬ ‫حدثينا عن نشأتك ومراحل بزوغ المواهب‬‫ِ‬ ‫ولدت في أسرة ذكية نوعا" ما وحزينة ‪..‬فنشأت معي موهبة الرسم في‬ ‫ُ‬ ‫ورحت أعبر‬ ‫المرحلة االبتدائية ‪،‬وبعدها شعرت أنه لدي قدرة على الكتابة‬ ‫عما أعيشه بعفوية في المرحلة المتوسطة‬ ‫ّ‬ ‫وكان لي بعض المحاوالت في كتابة الشعر الشعبي‬ ‫ففي المرحلة اإلعدادية أتيحت لي فرص المشاركة في مهرجانات‬ ‫الشعر والخطابة ‪ ،‬ومعارض الرسم ؛لذا كنت أجمع بين الموهبتين كانت‬ ‫محاوالت خجولة وغير مقصولة‬

‫‪34‬‬


‫فنون‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫جذبك لفرشاة الرسم أوال والكتابة_‬ ‫ما الذي‬ ‫ِ‬ ‫والقلم الحقا؟‬ ‫في بادىء األمر أنا أرسم منذ الطفولة وكنت‬ ‫طفلة ذات أسلوب قوي في كتابة مادة‬ ‫اإلنشاء والتعبير في المدرسة ساهم هذا‬ ‫في مسير الموهبتين معا على خط متوا ٍز‬ ‫ومازلت إلى األن أعبر عن ذاتي بالقلم مرة‬ ‫"وبالفرشاة مرة أخرى‪ ..‬وغالبا بهما معا‬ ‫ماهي قصة شبعاد وسداد ؟‪.‬‬ ‫هي حكاية عاشقين مستوحاة من أشخاص‬ ‫حققيين يعيشان قصة حب صادقة وخالصة‬ ‫‪ ،‬ورغم أنهما لم يلتقيا في الواقع إال مرات‬ ‫قليلة إال أنني من خالل الرسم جعلتهما‬ ‫يسافران ويعيشان معا"‪ ..‬يغلب عليهما‬ ‫طابع الفن التراثي العراقي‬ ‫أنت من المعارض الفنية ؟‬ ‫أين ِ‬ ‫ليس لي موضع لوحة في معرض ولم أقم‬ ‫معرضا إلى اآلن‪ ،‬لكن مستقبال أخطط ألقامة‬ ‫معرض مميز بأسلوبي الذي يميزني‬ ‫شغفك بالموضة ؟‪.‬‬ ‫متى بدأ‬ ‫ِ‬ ‫ومن أين تستخدمين الوحي في تصاميمك؟‬ ‫قبل مباشرتي بتصاميم األزياء المصغرةكنت‬ ‫أجيد الخياطة في سن صغير وتعلمتها من‬ ‫أمي كانت خياطة ممتازة‬ ‫بدأت بتصغير وتفصيل المالبس الخاصة بي‬ ‫وبألعابي لذا هو شيء ليس وليد الصدفة‬ ‫‪،‬لكنني لم أركز في مجال األزياء وأعترف‬ ‫مازلت أجهل الكثير عن هذا العالم‬ ‫وأحيانا أستوحي تصاميمي من القماش ‪..‬‬ ‫والمواد المتوفرة بمجرد النظر لها فيرتسم‬ ‫في مخيلتي شكل الفستان وأباشر بتنفيذه‬ ‫وحتى من دون تخطيط مسبق‬

‫‪35‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫‪-‬‬

‫فنون‬

‫برأيك األزياء المحلية قادرة على منافسة األزياء‬ ‫هل‬ ‫ِ‬ ‫العالمية؟‬ ‫ال يمكن إعطاء جواب قاطع وإطالق التنافس بينهما‬ ‫والسبب ألن األزياء المحلية تناسب طبيعة وتركيب‬ ‫وثقافة كل بلد‬ ‫وتأخذ الصفة الخاصة به فقد تصلح لتسويقها وارتدائها‬ ‫في داخل البلد لكنها قد التناسب بلدا آخرا‬ ‫لذا تأخذ األزياء العالمية صفة التقبل لدى جميع البلدان‬ ‫بسبب تناسبها لمختلف الثقافات‬ ‫في التصاميم تركزين وبشكل أساسي على تصميم‬ ‫الفساتين ؟‬ ‫حاليا" أكثر مايجذبني تصميم الفساتين وذلك لسهولة_‬ ‫وجمالية تنفيذها وهذا ال يعني اتخاذها أسلوبا ثابتا‪،‬‬ ‫مستقبال سأنفذ تصاميم عملية مختلفة‬ ‫رؤيتك لجيل الغد ؟‬ ‫بصفتك مربية أجيال ماهي‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرى جيال واعدا ‪ ،‬جيال أكثر نضوجا وأكثر انفتاحا جيال‬ ‫حرا وشجاعا له رؤية مستقبيلة متسعة ؛بسبب تغير‬ ‫المجتمعات والتطور التكنلوجي واالنفتاح على العالم‬ ‫أسيل رسامة‪،‬مصممة‪ ،‬كاتبة‪ ،‬مربية أجيال‪ ،‬وماذا بعد ؟‬ ‫أشعر بالخجل ‪...‬وأبتسم مفتخرة‬ ‫وبعد أجيد الخياطة والخط وأحيانا أغني إضافة إلى أنني‬ ‫أستطيع إصالح العاطل وتجديد التالف‬ ‫نفسك وسط هذة المواهب ؟ الكفة أين تميل‬ ‫اين تجدين‬ ‫ِ‬ ‫؟‬ ‫حقيقة التميل الكفة لموهبة معينة أنا شخص ملول‬ ‫ومزاجي ومتقلب الحال أحيانا" أجد نفسي عاجزة عن‬ ‫الرسم ‪،‬وبالمقابل أبرع في الكتابة‪ ،‬وأحيانا أبرع في الرسم‬ ‫وأعجز عن الكتابة وهكذا الحال مع بقية المواهب‬ ‫البعض يكمل بعضه‬

‫ضحى جمال‬

‫طموحك؟وإلى أين تريدين‬ ‫إلى أي مدى يمكن أن يصل‬ ‫ِ‬ ‫الوصول ؟‬ ‫أطمح إلى تطوير موهبتي وتوسيع ثقافتي في مختلف‬ ‫مجاالت الفن‪.‬على صعيد الرسم والكتابةواألزياء‬ ‫ظهر الجمال والحياة وصناعة جيل مثقف‬ ‫أطمح أن ُأ ِ‬ ‫وأطمح لبناء أسرة مميزة وذات طابع أدبي وفني‪...‬‬

‫‪36‬‬


‫ريـــاضــــة‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫إنتهى مسلسل كوتينهو والبلوغرانا أصبح بيته‬

‫بعد معاناة طويلة دامت لنصف موسم برشلونة ينهي صفقة الالعب‬ ‫بعقد يمتد لخمسة مواسم وبمبلغ يتجاوز‬ ‫البرازيلي فيليبي كوتينهو‬ ‫ٍ‬ ‫الـ ‪ 140‬ميلون دوالر‬ ‫ودع المنتخب العراقي خليجي ‪ 23‬المقامة في الكويت بعد خسارته‬ ‫من المنتخب االماراتي بركالت الترجيح‬ ‫إنطالق الدوري العراقي في نظام الدوري بعد ماكان من المقرر أن يبدأ‬ ‫بنظام المجموعتين وتم تغير النظام قبل إنطالق المباريات بسبعة‬ ‫أيام‬ ‫وفاة الالعب العراقي ( علي كاظم ) أسطورة دورات الخليج بعد معاناة‬ ‫مع المرض‬ ‫كالسيكو األرض بين ريال مدريد وبرشلونة كان برشلوني بجدارة حيث‬ ‫تفوق البلوغرنا على المرنغي بنتيجة ثالثة أهداف مقابل ال شيء‬ ‫ليحافظ على صدارة الدوري اإلسباني دون خسارة في هذا الموسم‬

‫‪37‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫ريـــاضــــة‬

‫ريال مدريد للمرة األولى في تاريخه يتوج بخمسة ألقاب في عام‬ ‫واحد وهي كأس العالم لألندية ودوري أبطال أوروبا وكأس‬ ‫السوبر األوروبي وكأس السوبر اإلسباني والدوري واإلسباني‬ ‫َ‬ ‫اإلنكليزي من‬ ‫مانشستر ستي يقدم نتائج رائعة في الدوري‬ ‫دون أي خسارة‬ ‫قرعة دوري أبطال أوروبا وضعت الريال في مواجهة باريس‬ ‫سان جيرمان وبرشلونة أمام تشيلسي وتنطلق مباريات دور‬ ‫الـ ‪ 16‬في شهر فبراير‬ ‫إيطاليا فاجأت العالم بعدم تأهلها لنهائيات كأس العالم‬ ‫‪ 2018‬في روسيا‬ ‫قرعة كأس العالم وضعت المتخبان العربيان السعودية‬ ‫ومصر في مجموعة واحدة‬ ‫ستتوجه أنظار عشاق كرة القدم األفريقية إلى الغابون لمتابعة‬ ‫كأس األمم األفريقية وتشهد البطولة عودة مصر بعد غيابها‬ ‫في النسخ الثالثة الماضية‬ ‫عاد العب المضرب اإلسباني ( رافاييل نادال ) إلى صدارة الترتيب‬ ‫لالعبي المضرب بعدما ودعها لفترات طويلة‬ ‫أكثر العدائين تتوجيًا بالذهب الجامايكي أوسين أنهى مسيرته‬ ‫الرياضية مع ميدالية برونزية في سباق المئة متر في بطولة‬ ‫العالم‬

‫اعداد ‪ :‬مالك كامل‬

‫‪38‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫تأريخ وأشخاص‬ ‫فاز بجائزة نوبل لهذا العام(‪)2017‬الروائي‬ ‫البريطاني الجنسية الياباني المولد كازو‬ ‫إيشيكورو ‪ .Kazuo Ishiguro‬وفيما يلي‬ ‫مقال عن حياته بقلم محرري موسوعة‬ ‫المعارف البريطاني ة �‪Encyclopedia Bri‬‬ ‫‪:tannica‬‬ ‫ولد كازو أيشيكورو في ‪ 8‬تشرين الثاني‬ ‫عام ‪ 1954‬في مدينة ناكازاكي ‪Nagasaki‬‬ ‫اليابانية‪ .‬وهو روائي بريطاني من أصل ياباني‬ ‫معروف بحكاياته الغنائية الخاصة بالندم‬ ‫المقرون بالتفاؤل البارع‪ .‬وفي عام ‪ 2017‬حصل‬ ‫على جائزة نوبل لألدب ألعماله ألنه " قد‬ ‫عرى في رواياته التي تتسم بقوة عاطفية‬ ‫عظيمة الخواء الكامن تحت شعورنا الواهم‬ ‫بالعالقة بالعالم"‪.‬‬ ‫هاجرت عائلة أيشيكورو إلى بريطانيا عام ‪ 1960‬حيث التحق بجامعة كنت‬ ‫‪ Kentt‬وحصل على البكالوريوس‪ ،1978‬وجامعة أيست أنجليا �‪East An‬‬ ‫‪ glia‬وحصل على الماجستير‪ .1980‬وبعد تخرجه عمل في مؤسسة خيرية‬ ‫للمشردين وبدأ الكتابة في وقت الفراغ‪ .‬وقد لفت االنتباه أصال عندما‬ ‫اشترك بثالث قصص قصيرة في مقتطفات أدبية مختارة بعنوا(ن(�‪Intro‬‬ ‫‪ duction 7: Stories by New Writers‬المقدمة ‪ :7‬قصص لك ّتاب جدد)‬ ‫عام ‪.1981‬‬ ‫كانت أولى رواياته(‪ A Pale View of Hills‬التالل الشاحبة) عام ‪ ،1982‬وهي‬ ‫تروي بالتفصيل ذكريات إتسوكو ‪ Etsuko‬لما بعد الحرب‪ ،‬وإتسوكو امرأة‬ ‫يابانية تحاول أن تواجه انتحار ابنتها كيكو ‪ .Keiko‬وفي روايته (‪An Artist‬‬ ‫‪ of the Floating World‬فنان من العالم الطليق) عام ‪ ،1986‬يؤرخ لحياة‬ ‫العجوز ماسوجو أونو ‪ Masuji Ono‬الذي يواجه على نحو متزايد الحياة‬ ‫اليابانية المق ِّلدة للثقافة الغربية في الفترة التي تلت الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬وهي تروي سيرة الكاتب السابقة كفنان سياسي يعمل ضمن‬ ‫الدعاية االمبريالية‪ .‬وقد استخدم في روايته الفائزة بجائزة البوكر (‪The‬‬ ‫‪ Remains of the Day‬ما تبقى من اليوم) عام ‪1989‬وأخرجت على شكل‬ ‫فلم عام ‪ ،1993‬وجرى سرد الرواية باستخدام ضمير المتكلم ‪first-person‬‬

‫‪39‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫‪ narrative‬حول ذكريات ستيفنز ‪ Stevens‬رئيس الخدم اإلنكليزى‪ ،‬والذي‬ ‫حالت رسمية قناعه المحتشم دون إدراك ما يجري حوله ودون ألفته مع‬ ‫المجتمع‪ .‬وبنشر (‪ ،)The Remains of the Day‬أصبح إشيكورو واحدا من‬ ‫بين أفضل الروائيين األوربيين شهرة وهو في الخامسة والثالثين فقط من‬ ‫عمره‪ .‬وركزت روايته التالية ( ‪ The Unconsoled‬من ال عزاء لهم) عام‬ ‫‪ ،1995‬وهي انحراف أسلوبي جذري عن رواياته التقليدية المبكرة التي القت‬ ‫تعليقات متفاوتة عميقة على نقص في تبادل األفكار وغياب اإلحساس‪-‬‬ ‫حين يصل عازف بيانو يعمل في حفلة موسيقية إلى إحدى المدن األوروبية‬ ‫ليقدم معزوفة موسيقية‪.‬‬ ‫وتعتبر روايته (‪ When We Were Orphans‬عندما كنا أيتاما) عام‬ ‫‪ 2000‬ممارسة ضرب من رواية الجريمة ‪ crime-fiction‬على خلفية الحرب‬ ‫الصينية اليابانية ‪ Sino-Japanese War‬في ثالثينات القرن العشرين‪ .‬وهي‬ ‫تقصي رجل بريطاني عن والديه اللذين اختفيا خالل طفولته‪.‬‬ ‫تدور حول‬ ‫ّ‬ ‫وفي عام ‪ 2005‬نشر إيشيكورو روايته(‪ Never Let Me Go‬أبدا ال تدعني‬ ‫أذهب) التي أُخرجت فلما عام ‪ 2010‬وهي ومن خالل قصة ثالث مستنسالت‬ ‫ّ‬ ‫تحذر من المآزق األخالقية التي تثيرها الهندسة‬ ‫آدمية ‪،human clones‬‬ ‫الوراثية‪ .‬أما روايته (‪ The Buried Giant‬المارد الدفين) التي نشرها عام‬ ‫‪ ،2015‬فهي قصة فانتازيا وجودية ‪ existential fantasy‬مأخوذة من خرافة‬ ‫آرثرية(نسبة إلى ‪ Arthur‬البطل األسطوري البريطاني)‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ُ 2009‬نشرت له مجموعة قصصية تحت عنوان(‪Nocturnes:‬‬ ‫‪ Five Stories of Music and Nightfall‬لوحات ليلية‪ :‬خمس قصص عن‬ ‫الموسيقى والغسق)‪ .‬كما أنه كتب سيناريوهات للتلفزيون البريطاني‬ ‫وأخرى لفلميه الالحقين(‪ The Saddest Music in the World‬الموسيقى‬ ‫األكثر حزنا في العالم) عام ‪ 2003‬و(‪ The White Countess‬السيدة النبيلة‪-‬‬ ‫الكونتيسة‪ -‬البيضاء)عام ‪ .2005‬وقد ُع ّين ضابط فروسية في اإلمبراطورية‬ ‫البريطانية ‪)Officer of the Order of the British Empire (OBE‬عام‬ ‫‪.1995‬‬ ‫ترجمة ‪ :‬أ ‪ .‬د ‪ .‬حميد حسون بجية‬

‫‪40‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫الشاعر عيسى حسن الياسري ‪ ،‬هل هو شاعر قرية ام شاعر اإلنسانية‬ ‫االستاذ حسن حافظ السعيدي‬ ‫يطرح الدكتور حسين سرمك حسن ‪ ،‬في كتابه الق ّيم الموسوم ( عيسى حسن الياسري ‪ ،‬هل‬ ‫هو شاهر قرية ام شاعر اإلنسانية ؟) رأيه في دراسته التحليلية تلك ‪،‬عن الشاعر الفائز بجائزة‬ ‫الشعر العالمية في روتردام ‪،‬عاصمة الشعر العالمي ‪،‬عام ‪ 2002‬وحسنا يفعل الناقد في اغلب‬ ‫تحليالته الى تفضيل الشاعر عيسى حسن الياسري في كونه إنسانيا قبل ان يكون قرويا ‪ ،‬فهما‬ ‫ممتزجان روحا وفكرا ‪ ،‬مثل خصلتين لظفيرة واحدة والينسى الناقد انه ينشر في ثنايا نصوصه‬ ‫ليثبت طروحاته تلك ‪ ،‬فهواذن يعمل على ترجيح كفته اإلنسانية على صفته القروية ‪ ،‬وهكذا‬ ‫أيضا ًنجده يسهب في الحديث عن جذوره القروية وال يتورع ان يجلب الكثير من الصور الشعرية‬ ‫التي يست ّلها للشاعرمن تلك البيئة القروية التي تعلق بها ويحن اليها دوما ‪،‬حتى نجده يتحدث‬ ‫حد النخاع ‪ ،‬اذ نراه يذكر في ص ‪118‬‬ ‫كثيرا عن المراة القروية ‪ ،‬التي تعلق بها الشاعر الياسري‬ ‫ّ‬ ‫( لذا نجده بعد نوبة االغتراب يرتفع بنوبة النشوة المفاجئة في استذكار المرأة ذات الجسد‬ ‫المخمل الراقد فوق حرير الماء ‪ ،‬انثى ذات جسد اسطوري خارق ولكن ممتزج بسمات قروية‬ ‫محلية التضعف من اسطوريته ممثلة بثوب ‪ -‬البازة ‪ ،‬كديس الحنطة ‪ -‬وكان الشاعر يربط جسد‬ ‫االنثى بارضه القروية بصورة متعمدة ( نحو ضفاف الغدران ‪ /‬كانت تمضي ‪ /‬تتبعها احمال قافزة‬ ‫وخراف بيضاء ‪ /‬تخلع ثوب البازة ‪ /‬كنا نرقبها فوق كديس الحنطة ‪ /‬كان الجسد المخمل يرقد‬ ‫فوق حرير الماء ‪ /‬كان العشب وسادتها ‪ /‬والغيم غطاء ) فهل بعد ذلك من حديث! فماذا يريد‬ ‫ان يقوله لنا الياسري من دواوينه االحد عشر‪ ،‬وفي المقدمة من دواوينه الكثار ‪ ،‬سأتحدث لكم‬ ‫معان‬ ‫يضمه من‬ ‫عن ديوانه ( شتاء المراعي ) الذي اعتبره قمة في التوهج واالبداع بالنظر لما‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ودنو االجل ‪ ،‬واذا كانت الشجرة الميتة لن‬ ‫ورموز عاطفية مع االحساس الطاغي بخريف العمر‬ ‫ّ‬ ‫تورق ثانية ‪،‬والشتاء اليحوي حلم الربيع ‪،‬كما يذهب في احدى قصائده فللشاعر وقد تهيأ له‬ ‫اكثر من ( دثار ) يجلب له الدفء واكثر من يد ٍحانية تمسح عنه برد الصقيع والوحشة في ارض‬ ‫الغربة ( كندا ) مع احساسه الطاغي بمرض الحنين الى الوطن !الى درجة يصرح فيها ان ( البرد‬ ‫ّ‬ ‫يقشر عظامي ) فان احساسه بالعزلة كان كبيرا ‪ ،‬واذا كان الشاعر الرومانسي اإلنكليزي ( وردز‬ ‫عمن هو الشاعر ؟ فيرد على السؤال ‪ :‬هو رجل يتحدث الى رجل حقيقي ‪ ،‬رجل‬ ‫وورث ) يتساءل ّ‬ ‫رقيق ‪ ،‬ذي معرفة كبيرة بالطبيعة البشرية ‪ ،‬ولهذا فهو الرجل االنسان يعبرعن نفسه كما‬ ‫يعبر الرجال عن انفسهم ‪ ،‬وحيث ان الشاعر يفكر بروح عاطفية إنسانية ‪ ،‬فكيف لها ان تختلف‬ ‫مادته او لغته عن لغة الرجال المفعمين بالحيوية واالشراق حيث ينظرون الى األمور بوضوح‬ ‫تام‪ (.‬حسن حافظ ‪ /‬السياب هل كان شاعرا صوفيا ؟ صحيفة النور العدد ‪ 70‬في ‪)1969 /1/ 4‬‬ ‫فماذا يمكن ان يقدمه لنا الشاعر الياسري سوى لواعج واحزان المدينة التي يشكوها الى القرية‬ ‫في الئحة طويلة من العتب المرير‪،‬فال يجد اذنًا صاغية ( ال احد يصغي الى بكاء االخر! ) فكأنه‬ ‫المستجير من الرمضاء بالنار ‪،‬واذا كان شاعرنا الياسري يشارك الشاعر السياب في هذا‬ ‫بذلك ُ‬ ‫الحنين الجارف نحو قريتهما او نهريهما ‪ ،‬بويب عند السياب وأبو بشوت عند الياسري ‪ ،‬ولهذا‬ ‫فاننا نجد ان كال مهما قد قدم ينابيع الشوق المتدفق كالشالل نحو القرية ‪،‬كان يحمل قيثارته‬ ‫المسحورة ‪،‬التي تتراجف على اوتارها اعذب وارق االنغام ‪،‬‬

‫‪41‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫يتضوع ويحرق نفسه ويحرق معه المجامر ( حسن حافظ ‪ /‬صحيفة‬ ‫اذ كان كعود بخور‬ ‫ّ‬ ‫بابل ‪ /‬الياسري في شتاء المراعي ‪ ) 1993 /10 / 28‬اال ان الشاعر حين يحاول ان يستبدل رائحته‬ ‫القروية يبوء بالخسران المبين ‪،‬وهو حين عاد الى رائحة جسده األول لم يجد ذ ّياك العطر‬ ‫يتشم َ‬ ‫من روائح‬ ‫والشذى ‪ ،‬حتى ان نساء المدينة حين طلبن منه ( ان يذقن الثمر الريفي ‪ ،‬ان‬ ‫ّ‬ ‫الصفصاف في ثوبي ) بل ان الشاعر يشتط الى اكثر من ذلك ‪ ،‬اذ يذهب الى ان الراعيات‬ ‫هناك اجمل من نساء المدينة ( انت شه ّيات ‪ ،‬لكن دمي الريفي التشعله سوى العاصفة‬ ‫األولى وراعيات الغنم الجنوبيات ) واذا كانت القرية لدى السياب رمزا من رموز الخالص ‪،‬فان‬ ‫الياسري لم يكتف ِبذلك بل ان احساسه بالعزلة كان كبيرا ‪،‬إضافة الى احساسه الكبير‬ ‫ّ‬ ‫كف ابي ‪ /‬كنت ارقب نار الموقد مرتجفًا ‪/‬‬ ‫باليتم االبوي ( في أمسية ممطرة امسك بي‬ ‫ودثرني في اطراف عباءته ) والذي أضاف اليه الحقا (يتم االم )التي‬ ‫أدناني من دفء ذراعيه ‪ّ /‬‬ ‫ماتت ولم يستطع حتى ان يودعها بسبب الغربة‪..‬ففي قصيدة – منذ المساء – والمهداة‬ ‫عال وهو يربط في توليفة‬ ‫( الى امي ‪..‬في غيابها األخير ) نصغي الى نواح الشاعر بنشيج‬ ‫ٍ‬ ‫جميلة بين امه وبين مريم المجدلية – ام يسوع‪ -‬دون ان يستطيع ان يودعها الوداع األخير‬ ‫‪ ،‬في مقاطع ( ستانزا ) رائعة ما كان اعذبها ! كانت تنتهي اغلبها بتحية – السالم عليك‬ ‫يامريم – ومعها تلك االبيات التي تشير الى الفاجعة الكبيرة التي حلت بالشاعر ( هناك‬ ‫ام‬ ‫تر ولدها ‪ /‬هناك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ام ترحل ‪..‬ولم َ‬ ‫تحتضر ‪..‬وهي تطلب‬ ‫ولدها الغائب ‪ /‬كل هذا يحدث ‪..‬الن قديسة ترحل ولم تر ولدها ‪ /‬لقد غابت من كانت‬ ‫تحرسه ) ويأبى الشاعر اال ان يختم قصيدته بصورة شعرية قروية مفجعة ( او تبكيني حين‬ ‫ُ‬ ‫يعود – فرسي‪ -‬مقلوب السرج ) صورة شعرية جميلة لعودة الفرس ا ّنما دون عودة الفارس‬ ‫! لقد جاءت هذه القصيدة كإنموذج لنوعين من االنطباعات ‪ ،‬اإلنسانية بين إحساس مريم‬ ‫المجدلية وهي تودع السيد المسيح ‪،‬وبين حنين االم المأساوي وهي تغادر الدنيا دون وداع‬ ‫البنها الغائب ! وإذا كان د‪.‬حسين سرمك ‪ ،‬يرى ان المرأة عند الياسري هي ( حورية ) قائمة‬ ‫لب انشغاالت روحه ‪،‬مازالت تشعل الحرائق في غابات وجوده ‪،‬ويستشهد‬ ‫وجدانيا في ّ‬ ‫باالبيات التالية ( هل تعرف تلك المراة ان حرائقها ‪ /‬مازالت تشعل غابات عصافيري ‪/‬وبيوت‬ ‫جددا نجد ان الناقد يستشهد بابيات للشاعر عن‬ ‫وم ّ‬ ‫قراي المنثورة فوق سفوح الهدب ) ُ‬ ‫القرية أيضا ! بل ويستنكر على البعض من الذين شبهوه بالشاعر الروسي الكبير ( يسنين‬ ‫)باعتباره ذلك الشاعر القروي المتم ّيز‪..‬ويذهب الدكتور الناقد الى انه ‪ :‬شاعر انسان قبل‬ ‫ان يكون شاعر قرى او غدران ! فهو مولود في قرية عراقية على نهر ( أبو بشوت ) ولكن‬ ‫همومه كونية ووجودية اصيلة تجعل شعره ذات بعد انساني هائل ‪،‬اذ يقرر الناقد بان‬ ‫هذا البعد بطبيعة الحال اليلغي انتماءه المحلي والوطني ( المصدرالسابق ص ‪ )115‬حيث‬ ‫نجد ان القرية هي قناع للوصول لإلنساني‪ ،‬علما بان الشاعر حسب الشيخ جعفر قد قام‬ ‫بترجمة للشاعر ( يسنين) بعد صدور مجموعة الياسري الثالثة ( سماء جنوبية ) ومن هنا‬ ‫نذهب الى ان تجربة الشاعر عيسى الياسري متأصلة عنده ‪،‬ومنذ قصائده البكر األولى‬ ‫وحتى اللحظة ‪ ،‬فمازال حضور الصور الشعرية للقرية والجنوب ماثال امامه حتى وهو في‬ ‫كندا ‪،‬فهي لن تبرح ذاكرته ‪ ،‬واال بماذا يمكننا ان نفسر استعماالت الشاعر لمفردات بيئته‬ ‫القروية وهي كثار ( الحقل ‪ ،‬اكداس الحنطة ‪ ،‬المجداف ‪ ،‬اعواد البردي ‪ ،‬صبايا القرية ‪ ،‬الحمل‬ ‫‪ ،‬التنور‪،‬الخبز ‪،‬الرحى ‪،‬طقوس الرعي وو‪)...‬ومن هنا يمكن التوكيد بان الياسري كان شاعرا‬

‫‪42‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫قرويا وانسانيا في ذات الوقت ‪ ،‬في توليفة جميلة ! مثله مثل الشاعر الرومانسي‬ ‫الكبير ( وردز وورث ) الذي تعلق ببلدته ( يارو) التي ولد فيها وترعرع فيها‪ ،‬ولكنه ظل‬ ‫بترو ٍبعيدا‬ ‫يحمل معه ذلك الود والعنفوان من العاطفة الرقراقة حيث تنساب أفكاره‬ ‫ّ‬ ‫عن العنف والقسوة حين يذهب الى انه( يتعين على الشاعر ان يربط بين المعرفة‬ ‫والعاطفة في اطار فسيح ضمن المملكة اإلنسانية ‪ ()...‬ترجمتي عن كتاب نصوص‬ ‫نقدية الصادر باللغة اإلنكليزية للمؤلف ارنست دي جاكيرا ص ‪ )141‬وهكذا يذهب جون‬ ‫بول سارترالى( ان المعنى الينحصر في مجموع الكلمات بل هو يكمن في كليتها‬ ‫العضوية ‪ ،‬والمتلقي اليستطيع ان يصل الى نتيجة مالم يخترع عالم الصمت ‪،‬ومالم‬ ‫يضع فيه الكلمات والجمل التي يوقظها ثم يبقيه فيه ‪ (..‬سارتر ‪ :‬ماهو االدب ؟ ص‬ ‫‪ ) 93‬ومثل ذلك كان الروائي العالمي نجيب محفوظ ‪ ،‬الذي كان يمتلك ذلك الصدق‬ ‫الفني في ان ينقل الينا اغلب رواياته من الواقع المعاش ذات البعد اإلنساني ‪ ،‬اذ كان‬ ‫يكتب الى فئتين ‪ :‬فئة المتلقي النخبوي‪ ،‬وفئة المتلقي العادي وباسلوبين ظاهر‬ ‫ومضمر ‪ ،‬في اغلب رواياته ( اللص والكالب ‪ ،‬ثرثرة فوق النيل ‪ ،‬ميرامار ‪ ،‬الطريق ‪ ،‬أوالد‬ ‫ُ‬ ‫حارتنا ) وبدال من ان تطغى ( االنوية ) عند اغلب شعرائنا وفي احايين كثيرة تأخذهم‬ ‫النرسسية كل مـأخذ ‪،‬فان الشاعر الكبير الصديق ‪،‬عيسى حسن الياسري ‪ ،‬الذي كنت‬ ‫اصاحبه في جوالت في اغلب االماسي مشيا على االقدام ومعه عصاه الحلوة ‪ ،‬من‬ ‫حي الطالبية الى حي اور‪،‬فهو يعيش حالة من ( الفقدان ) كبيرة جدا تمثلت في‬ ‫( القرية ‪ ،‬الوطن ‪ ،‬االب ‪ ،‬االم ‪ ،‬الحبيبة ) فماذا يجد غير الشعر ليبثه لواعجه ‪ ،‬بغية‬ ‫التعويض عن حنان مفقود ‪ ،‬بما يطلق عليه في علم النفس ( الرجع التعويضي )‬ ‫ولهذا نجده يصب جام غضبه على حضارة الخراب ‪ ،‬كما فعل الشاعر ( تي أس اليوت‬ ‫من قبل ‪ ،‬في قصيدته األرض اليباب ) اذ يقول الياسري في قصيدة الحياة ايتها‬ ‫الحياة ‪ /‬اني ألعنهم ‪..‬هؤالء الذين يريدون لك ان تكوني ‪ /‬كليلة معتمة دون نجوم‬ ‫‪ /‬عارية‪ ..‬كشجرة شتاء وحشي ‪..‬ومآلى بالجثث والدخان )واذا كان صديقي يشكو الى‬ ‫الشاعر جبران خليل جبران م ّر الزمانا ‪ ،‬او مدى اإلحباط والقلق والخوف ‪ ،‬الذي اصابنا‬ ‫َ‬ ‫اوغلت في غيابك البعيد ‪ /‬وما تركته لنا من‬ ‫في الحياة الجديدة ( انت لن تأتي ‪ /‬لقد‬ ‫الهادي) فانني‬ ‫التالل والقرى ‪ /‬لقد سرقوه منا يا أبانا ‪ /‬سرقوا رغيف امهاتنا ‪..‬رقادنا‬ ‫ْ‬ ‫اشكو لشاعري العزيز ‪،‬أبا د‪.‬ياسر الياسري ‪..‬هذا الزمن الصعب الذي نم ّر به في عراقنا‬ ‫المضام ‪ ،‬بذات اللغة وبذات القصيد! واترك لقاريء هذه السطور السريعة تقدير مدى‬ ‫ُ‬ ‫عاطفة الشاعراإلنسانية الممتدة جذورها من قرية ( المحسنة ) حيث مسقط راس‬ ‫الشاعر ‪ ،‬عابرة للقارات والمحيطات الى مدينة مونتريال في كندا حيث يقطن الشاعر‬ ‫‪،‬والبد لي هنا ان اشكر الدكتور حسين سرمك حسن على افاضته الكبيرة في تحليل‬ ‫قصائد الشاعر في مؤلفه الرائع ذاك ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫وقفة تضامنية مع النحات‬ ‫العراقي نداء كاظم‬ ‫بتاريخ ‪ ٢٠/١٠/٢٠١٧‬المصادف يوم الجمعة كانت هناك وقفة تضامنية‬ ‫مع النحات العراقي (نداء كاظم )الذي نحت تمثال الشاعر الكبير‬ ‫بدر شاكر السياب بحضور مجموعة من الكتاب واألدباء والشعراء‬ ‫البصريين ورئيس اتحاد األدباء والشعراء في البصرة الدكتور ( سلمان‬ ‫كاصد) والذي أثنى على مبادرة وزير النفط (جبار لعيبي) لتأهيل‬ ‫كورنيش العشار وترميم تمثال السياب وكانت مبادرة جميلة من‬ ‫الوزير لجعل مدينة البصرة أحلى وأجمل ألنها تستحق الكثير وهذا‬ ‫‪ .‬قليل بحق هذه المدينة التي عانت الكثير من ويالت الحرب‬ ‫كما اقترح دكتور (سلمان كاصد) أن تكون في هذا المكان مكتبة‬ ‫ومقهى وكافتريات ليلتقي بها المثقفون واألدباء والشعراء كذلك‬ ‫‪ .‬يتم تمهيد هذا المكان لمهرجان المربد الشعري‬ ‫حيث تم أخذ بعض الصور على الكورنيش وقرب تمثال السياب‬ ‫كما أجرى األستاذ (داوود الفريح ) حوارا مع الدكتور ( سلمان كاصد )‬ ‫بخصوص الترميم وبعض الترتيبات التي يتطلبها المكان لكي يكون‬ ‫‪.‬مكانا حضاريا يليق بمدينة البصرة‬

‫محمد السياب ‪/‬البصرة‬

‫‪44‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫بقلم_ عمر الصالح‬

‫‪45‬‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬


‫تقرير سياسي‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫عام على العودة‬ ‫ٌ‬ ‫علي نجم العبد اهلل ‪ /‬الفلوجة‬

‫بعد ثالث سنوات من العمليات‬ ‫شهدتها‬ ‫التي‬ ‫العسكرية‬ ‫المدينة عاد النور إلى مستشفى‬ ‫الفلوجة التعليمي ‪ ,‬عاد منبع‬ ‫الرحمة واإلنسانية " مستشفى‬ ‫الفلوجة " بعد تحرير المدينة من‬ ‫سيطرة داعش وبشكل رسمي‬ ‫مطلع أيلول عام ‪. 2016‬‬ ‫اسم له‬ ‫هذا الصرح الشامخ‬ ‫ٌ‬ ‫مكانته من بين المستشفيات‬ ‫‪,‬‬ ‫الحكومية في العراق‬ ‫حيث يعتبر من أهم وأكبر‬ ‫المستشفيات في محافظة‬ ‫األنبار ‪ ,‬صمم هذا المستشفى‬ ‫ليكون إنجازًا كبيرًا لقضاء‬ ‫الفلوجة تحديدًا ولقطاع الصحة‬ ‫في العراق بشكل عام ‪.‬‬ ‫أروقته‬ ‫ومن خالل تجولنا في‬ ‫ِ‬ ‫وبناياته الشامخة فوجئنا بحجم‬ ‫ِ‬ ‫به وسرعان‬ ‫الدمار الذي لحق ِ‬ ‫ما انتابنا الحزن عندما شاهدنا‬ ‫الندوب في كل صوب وكل جدار‬ ‫في المستشفى ‪ .‬وبالرغم من‬ ‫اإلصالحات الضيئلة التي طالت‬ ‫المستشفى ‪ ,‬إال إنه ال زال يعاني‬ ‫هشاشة البنية المؤسساتية‬ ‫ونقص التجهيزات واألدوية ‪.‬‬ ‫كشف لنا مدير أعالم المستشفى‬ ‫ناظم الحديدي ‪ :‬إن نسبة الدمار‬ ‫الذي حل بالمستشفى يصل إلى‬ ‫أكثر من ‪ , 80%‬جراء عمليات‬ ‫الحرق والدمار خالل حصار داعش‬ ‫وعمليات التحرير ‪.‬‬ ‫بعد إن كانت سعة المستشفى‬ ‫األصيل تصل لــ ‪ 350‬سرير‪.‬‬ ‫ويبين األستاذ ناظم‪ :‬إن إدارة‬ ‫المستشفى تمكنت من افتتاح‬ ‫ثالث صاالت للعمليات الجراحية‬ ‫‪ ,‬بعد أن كان المستشفى‬ ‫يحتوي على ثالثة عشر صالة من‬ ‫غير صاالت الطوارئ الثالث ‪.‬‬

‫ويضيف الحديدي قائ ً‬ ‫ال ‪ :‬إن إدارة‬ ‫المستشفى وبجهود ذاتية من‬ ‫العامل والموظف والطبيب‬ ‫والمدير وبدعم مالي قليل من‬ ‫دائرة صحة األنبار ووزارة الصحة‬ ‫تمكنا وبوقت قياسي من تأهيل‬ ‫بناية كانت مخصصة لشعبة‬ ‫والشرايين‬ ‫القلب‬ ‫قسطرة‬ ‫بديل‬ ‫مستشفى‬ ‫وجعلها‬ ‫كمرحلة أولى و بسعة سريرة‬ ‫متواضعة ال تتعدى ‪ 100‬سرير ‪,‬‬ ‫بعد إن كانت سعة المستشفى‬ ‫األصيل تصل لــ ‪ 350‬سرير‪.‬‬ ‫ويبين األستاذ ناظم‪ :‬إن إدارة‬ ‫المستشفى تمكنت من افتتاح‬ ‫ثالث صاالت للعمليات الجراحية‬ ‫‪ ,‬بعد أن كان المستشفى يحتوي‬ ‫على ثالثة عشر صالة من غير‬ ‫صاالت الطوارئ الثالث ‪.‬‬ ‫ويردف بإحصائيات شهر تشرين‬ ‫األول من هذا العام قائ ً‬ ‫ال ‪ :‬تتراوح‬ ‫أعداد المراجعين ما بين ‪ 250‬إلى‬ ‫‪ 300‬مراجع في اليوم الواحد‬ ‫‪ ,‬باإلضافة إلى إجراء أكثر من‬ ‫‪ 500‬عملية جراحية خالل الشهر‬ ‫المنصرم ‪ ,‬بواقع ‪ 11‬إحدى‬ ‫عشرة عملية صغرى و ‪305‬‬ ‫ثالثمئة وخمس عمليات وسطى‬ ‫أما العمليات الكبرى فكانت‬ ‫‪ 126‬مائة وستة وعشرون‬ ‫عملية بينما ‪ 69‬تسع وستون‬ ‫عملية كانت فوق الكبرى فيما‬ ‫ُ‬ ‫ثالث‬ ‫بلغت العمليات الخاصة ‪3‬‬ ‫عمليات ‪.‬‬ ‫ويقول أحد المراجعين إلى‬ ‫المستشفى ‪ :‬إن العمل عاد إليها‬ ‫قبل عام ‪ ,‬وبالرغم من جهود‬ ‫األطباء والمنتسبين وتوفير‬ ‫الخدمات الكثيرة ‪ ,‬إال إنه مازل‬ ‫يعاني من نقوصات حادة في‬

‫في األدوية واألجهزة الحديثة ‪,‬‬ ‫لذا يضطر بعض المرضى الذين‬ ‫يحتاج تشخيصهم باألجهزة‬ ‫غير المتوفرة السفر إلى بغداد‬ ‫لتلقي العالج ‪.‬‬ ‫يستقبل المستشفى اليوم‬ ‫أعداد كبيرة من المرضى بالرغم‬ ‫من تدمير أجزاء واسعة منه‬ ‫وبشكل كبير ‪ ,‬ويؤكد أحد أطباء‬ ‫قسم الطوارئ ‪ :‬أنهم على‬ ‫أستعداد تام الستقبال الحاالت‬ ‫في أي وقت وتقديم حشد من‬ ‫التسهيالت للمرضى والمراجعين‬ ‫‪ ,‬مطالبًا وزارة الصحة ودائرة‬ ‫الصحة في المحافظة بمزيد من‬ ‫الدعم وتوفير األدوية والمعدات‬ ‫الطبية ‪.‬‬ ‫على الرغم من الجهود الحثيثة‬ ‫والنضاالت التي تقوم بها كوادر‬ ‫المستشفى لتمشية األمور‬ ‫وتصحيح االختالالت الجمة التي‬ ‫به خالل معارك التحرير‬ ‫أودت ِ‬ ‫وماسبقها من حصار وسيطرة‬ ‫داعش على المبنى ‪ ,‬إال إن هذه‬ ‫اإلمكانيات البسيطة ال تجدي‬ ‫نفعًا ما لم يكن هناك دعم‬ ‫من الوزارة المعنية بتوفير موارد‬ ‫بشرية وأجهزة متطورة وأدوية‬ ‫ومستلزمات طبية ‪ ,‬مطالبين‬ ‫واألمم‬ ‫المركزية‬ ‫الحكومة‬ ‫المتحدة ( المشروع اإلنمائي‬ ‫‪ ) Undp‬بإعمار مستشفى أكبر‬ ‫قضاء في العراق من حيث‬ ‫الكثافة السكانية ‪ ,‬ليعود‬ ‫إلى سابق أيامه التي شهدت‬ ‫النجاحات تلو األخرى لهذا‬ ‫المستشفى حتى أصبح صرحًا‬ ‫كبيرًا يضم كافة التخصصات‬ ‫الطبية ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫تحقيق سياسي‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫المحاماة‬ ‫مهنة العظماء الى اين‪.....‬‬ ‫بقلم_ عمر الصالح‬

‫المحامية ميس التميمي‬

‫في كافة المجتمعات االوربية اعتبر المحامي رقم واحد بالصدارة الثقافية ‪ ،‬لما يحمله‬ ‫من حنكة قانونية يعتبرونها محور البقاء والقوة لمجتمعاتهم وبات المحامي مثاآل‬ ‫واضحًا ألرقى شرائح المجتمع في الدول النامية ماديا وثقافيا وهذا ماكان عليه في‬ ‫العقد السابق ‪ ،‬ولكن ما ان تزايدت اعداد الكليات االهلية وتوسعت المقاعد في الكليات‬ ‫الحكومية لتصل الى ‪120‬طالب في كل شعبة ليصل العدد الكلي احيانا الى نصف‬ ‫مليون طالب في الكليه الواحدة باالضافة الي تدني معدالت الحد االدنى لتصل الى‬ ‫‪60%‬حكومي ‪55%‬اهلي ايضا دافعا قويا يؤدي الى انهيار الصرح القانوني الكبير حتى‬ ‫اصبح عدد محامي المحكمة اكثر من موكيلهم كل هذا والى جانبه العديد من العراقيل‬ ‫منها مزاحمة السماسرة والمعقبين العمال المحامي وكذلك زمرة الضباط الفاسدين‬ ‫والموظفين الفاسدين ‪...‬الخ كل ذلك واكثر يقلل من اهمية المحامي مجتمعيًا ويؤثر‬ ‫سلبا على واقعه المهني كانت هناك العديد من الحلول التي طرحت ولكن لالسف‬ ‫باءت بالفشل فقد حاولت نقابة المحامين الحد من تزايد اعداد المحامين برفع الحدود‬ ‫الدنيا للكليات االهلية والحكومية ولكن كل محاوالتها جوبهت بالرفض حتى فكرت‬ ‫بوضع فكرة االمتحان الكفائي للمحامي اي امتحان كفاءة طالب الهوية الكترونيا ولكن‬ ‫ايضا الفكرة باءت بالفشل لعدة اسباب اهمها قمع تعب طالب القانون الخريجين وعدم‬ ‫وضع االسئلة المهنية ذو المستوى الرصين والعديد من االسباب التي ادت الى اخفاق هذا‬ ‫النشاط ولم يعتبر امتحانآ يحد من اعداد الملتحقين بالمهنة ومازال الحال على ماهو‬ ‫عليه والزالت المهزلة الى يومنا هذا لذلك اطلب من منبري هذا وارفع اصوات اآلالف من‬ ‫الشباب المثقف برفع الحدود الدنيا لكليات القانون والحد من الكليات االهلية وزيادة‬ ‫الرصانة العلمية الى جانب عمل ورشات عمل توعية لكافة فئات المحامين للحد من‬ ‫ظواهر عديدة تقلل اهمية المهنة لما لها من اهمية عالية في المجتمع‬

‫‪47‬‬


‫مقال سياسي‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫"يا نخلة إذكريني لو تمر ريحة تراب الوطن"‬ ‫يقول الشاعر الشاب موسى‬ ‫الحمامي‪،‬‬ ‫"لقد رأيناكم وأنتم تجلدون‬ ‫هذه األرض وتنتزعون أقراطها‬ ‫ثم تلتفون على رأسها كاألفعى‬ ‫لتقطعوه‪ ،‬لم يبق إال شيء‬ ‫واحد‪ ،‬إسروا بالرأس الى إسرائيل‬ ‫‪،‬ضعوه في طشتها‪ ،‬وليداعب‬ ‫نيتنياهو شفتيه الطاهرتين‪،‬‬ ‫حتى يمكننا بعد ذلك أن نرد‬ ‫بطريقتنا المفضلة‪ ،‬أقصد أن‬ ‫نؤلف لطمية عظيمة‪ ،‬فإننا أُمة‬ ‫الطمة"‬ ‫لم يخرج الحسين عليه السالم‬ ‫سنة ‪٦١‬ه بصحبة أبناءه وأهل‬ ‫بيته الكرام ليسجل حدثًا وقتيًا‬ ‫ُيثير به عاطفة طبقة محددة‬ ‫من الناس‪ ،‬وال من أجل الحصول‬ ‫على شيء دنيوي ملموس‬ ‫يرضي به نفسه وطبقة أُخرى‬ ‫أيضا‪ ،‬إنما خرج من أجل مبدأ‬ ‫وعقيدة‪ ،‬خرج ليخلق في ُك ٍّ‬ ‫ل منا‬ ‫وعلى المدى البعيد إنسانا ُح ّرا‬ ‫‪،‬رافضا للظلم تحت أي مسمى‬ ‫وتحت أي عنوان‪ ،‬ومن هنا كان‬ ‫البد أن يستلهم ذو المبادئ‬ ‫الحقة والعقائد الخيرة الثابتة‬ ‫من األبطال واالحرار قبس من‬ ‫نور ثورة الحسين عليه السالم‬ ‫ليكون منارًا لخطاهم‪ ،‬ودليال‬ ‫ونبراسا ال ينطفئ للوصول الى‬ ‫مآربهم‪.‬‬

‫ولما كنا نحن بني البشر‬ ‫ّ‬ ‫محكومون دوما بالتاريخ‪،‬‬ ‫واقعون تحت تأثير الزمن‪،‬‬ ‫وندور مهما إتسعت الحلقات‬ ‫في دوامة التكرار التي تأبى أن‬ ‫تتغير مضمونا وفكرة مهما‬ ‫تعددت أشكالها وألوانها‪ ،‬كان‬ ‫من الوارد جدا أن نرى في كل‬ ‫بقعة ثمة حسين ويزيد‪ ،‬وفي‬ ‫كل عام طيف ال ‪٦١‬ه‪ ،‬وفي كل‬ ‫إعالم ثمة زينب جديدة وثم‬ ‫شمر جديد‪.‬‬ ‫وها نحن قبل أيام‪ ،‬عشنا‬ ‫محاولة لقطع رأس عراقنا‪،‬‬ ‫وتشتيت كيانه وأهله وبنوه‪،‬‬ ‫محاولة إلستنزاف رمق وجودنا‬ ‫مكون مهم من‬ ‫األزلي وإقصاء‬ ‫ّ‬ ‫مكونات شعبنا تحت مسمى‬ ‫الحق بإقامة دولة‪ ،‬محاولة‬ ‫للرقص حقدًا على وقع طبول‬ ‫ظالمة وتصفيق أيادي طالما‬ ‫تح ّنت بالدماء‪ ،‬تحت خديعة‬ ‫كبيرة ّ‬ ‫نظمتها إسرائيل وأرست‬ ‫سفنها في مياه رافدينا‪،‬‬ ‫جاهلة إن العراق مستنقع‬ ‫من الصعب الولوج به والخروج‬ ‫حيا دون أن تلتهمك أسنان‬ ‫تماسحيه وترمي برفاتك عند‬ ‫شواطئ الفشل والهزيمة‪.‬‬ ‫ربما كان خطأ االنتخاب‪،‬‬

‫الذي مسخنا عن آخرنا ولم يتركنا‬ ‫لرحمة النوع الحيواني‪ ،‬فالحيوان‬ ‫احيانا اكثر رحمة بالحيوان من‬ ‫اإلنسان بأخيه االنسان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نظل متقافزين على‬ ‫خير أن‬ ‫ٌ‬ ‫الشجر من أن نتقافز فوق رقاب‬ ‫بعضنا رافعين شعارات الحرية‬ ‫المزيفة‪ ،‬التي ُتدجج طريقا سهلة‬ ‫إلسرائيل ومخططها اللئيم‪.‬‬ ‫ما حدث ليس سوا غمامة سوداء‬ ‫ضنت على حين جهل بأن العراق‬ ‫أرض من السهل تقسيم حدودها‬ ‫بالقليل من المطر‪ ،‬وتفتيتها وفق‬ ‫معايير خارجية واتفاقات دولية‬ ‫قد تضمحل بسببها محبة كبيرة‬ ‫عاش في ظلها الشعب العراقي‬ ‫سنوات وسنوات‪ ،‬ولكننا سنظل‬ ‫نزهر‪ ،‬بمياهنا وأرضنا ال بالغمائم‬ ‫السوداء الدخيلة‪ ،‬ولن يعلو صوت‬ ‫فوق صوت العراق أو يرف علم‬ ‫غير علمه مازال في الدنيا ألوان‪،‬‬ ‫وستظل كردستان شمال العراق‬ ‫الحبيب ‪،‬زاهرة مزهرة به‪ ،‬في‬ ‫قلب النخل قبل الجبال ‪،‬منتمية‬ ‫حد الالحد اليه‪ ،‬رغم مآرب أتباع‬ ‫الدكتاتورية والظلم‪ ،‬والمنقادين‬ ‫بكل قواهم الى وحل الجهل‬ ‫والذل والخراب‪ ،‬الذين ما عرفوا‬ ‫ولن يعرفوا يوما معنى الوطن‪.‬‬

‫سجى سوداني‬

‫‪48‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫وجع‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫نقاء الروح‬

‫كم ارتديت وجع السنين مجبرة ٌ‬ ‫وشاب قلبي حين قلت يلتئم‬ ‫ٌ‬ ‫مبهرة‬ ‫أرقت ظنوني تلك الخبايا‬ ‫قد أشتد ازري حين صار يختتم‬ ‫ٌ‬ ‫محرقة‬ ‫كأن بي ذاك الموت‬ ‫يقيم مأتم في الروح ويلتحم‬

‫‪49‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫خارج الزمن‬ ‫وعاودتني الحالة الغريبة‬ ‫التي الزمتني خالل شهور‬ ‫ثالث مضت ‪ ،‬وها هو اليوم‬ ‫الثالث على التوالي يطبق‬ ‫للرحيل ولم يذق جفني‬ ‫طعم النوم ‪ ،‬حاالت من‬ ‫الهذيان الغامض ‪ ،‬اختالط‬ ‫الليل بالنهار ‪ ،‬تشابه‬ ‫الوجوه واألسماء ‪ ،‬امتزاج‬ ‫أحداث اليوم باألمس‪,‬أزمنة‬ ‫متماثلة ‪ ،‬هل هي من واقع‬ ‫الوعي أم من خياالت الال‬ ‫وعي ‪ ،‬هلوسات ‪ ،‬ضحكات‬ ‫ترتفع عاليًا ال ُيعرف سببها‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫عصبية هوجاء‪,‬‬ ‫غضب‬ ‫ٌ‬ ‫بالهوية أو عنوان‪ ,‬تتلون‬ ‫األشياء أمام‬ ‫ناظري‪ ,‬تشرق‬ ‫ّ‬ ‫وتغرب وال أرى إحساسا‬ ‫‪.‬بالتغيير‬ ‫ُ‬ ‫ودفاتر قديمة‬ ‫عثرت أوراقًا‬ ‫َب‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫أنفض غبارها بلمسات يدي‪,‬‬ ‫ع َّلني أجد فيها مايختزل‬ ‫هذه الساعات الطوال‪ ,‬تك‪..‬‬ ‫تك‪ ..‬صوت الساعة تشكو‬ ‫وحدتها في ليل دامس‬ ‫وهي تشير للثانية بعد‬ ‫منتصف الليل‪,‬انتشرت في‬ ‫الغرفة أوراق صفراء قديمة‪,‬‬ ‫وأخرى لم تسلم من بقع‬ ‫الشاي المنسكب عليها‪,‬‬ ‫تحمل بين طياتها دموع‬ ‫وقصاصات َف ِرحة‬ ‫وجنون‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬ضحكت عاليًا لقرائتها‬

‫وقعت بين يدي قصة كتبتها‬ ‫في الحادية عشر من عمري‪,‬‬ ‫بصعوبة‬ ‫كانت أوراقها رثة‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫فك كلماتها‪,‬‬ ‫حاولت‬ ‫بالغة‬ ‫ٌ‬ ‫قهقهة عالية في‬ ‫دوت‬ ‫ّ‬ ‫المكان على أحداث القصة‬ ‫الشبيهة باألفالم الهندية‪,‬‬ ‫افقت من ضحكاتي على‬ ‫وجوه وقفت لترى مايحدث‬ ‫في هذه الغرفة‪ ,‬ظللت‬ ‫أحدق فيهم وهم ينظرون‬ ‫لي باستغراب يغلب عليه‬ ‫الفضول‪ ,‬أسئلة تنطق بها‬ ‫أعينهم‪ ,‬لم استطع التحديق‬ ‫َ‬ ‫ض ِح َك ًة‪,‬‬ ‫طويال وانفجرت‬ ‫وأخرجتهم من الغرفة وهم‬ ‫يتمتمون بتهكم‪ :‬ياللعقل‬ ‫!!المسكين‬ ‫انتهت حفلة الضحك التي‬ ‫استمرت حوالي الساعتين‬ ‫عندما قفزت في رأسي ذكرى‬ ‫الشعر‪ ,‬هممت كالمجنونة‬ ‫ونثرت دواوين الشعر في‬ ‫الغرفة واختلطت مع األوراق‪,‬‬ ‫فتحت دواوين عدة آخذ من‬ ‫عند كل شاعر شطر بيت‬ ‫لشاعر آخر‪,‬‬ ‫بشطر آخر‬ ‫أركبه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عبثت باألشعار خربتها‪ ,‬آهٍ لو‬ ‫يحضرون القتادوني أسيرة‬ ‫في حكم اإلعدام‬ ‫ونفذوا‬ ‫َّ‬ ‫بالتردد‪ ,‬الدمار شمل أشعار‬ ‫كثيرة وزعتها في قصاصات‬ ‫ثم جمعتها وغرقت في‬ ‫‪.‬الضحك من جديد‬

‫ُ‬ ‫ورحت أجوب‬ ‫أطفأت األنوار‪,‬‬ ‫الغرفة على أطراف على‬ ‫أصابع‬ ‫قدمي‪ ,‬وأنا أردد‬ ‫ّ‬ ‫بصوت يعتلي تارة يوقظ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تارة‬ ‫النائمين‪ ,‬وينخفض‬ ‫أخرى حتى ال ُيكاد أن ُيسمع‬ ‫نشيد الجبار "ألبي القاسم‬ ‫الشابي"‪ ,‬توقفت عند بيتي‬ ‫‪:‬المفضل‬ ‫النور في قلبي وبين‬ ‫م‬ ‫جو ا نحي * * * * * * * * * فعال َ‬ ‫أخشى‬ ‫السير في الظلماءِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وتأن‬ ‫ورحت أكررها بهدوءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حتى اعتلى ٍالصوت تدريجيًا‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫نشوة تحمل جسدي بخفة‪,‬‬ ‫طقوس غريبة للجنون‬ ‫ٌ‬ ‫وبكاء ضاحك‪,‬‬ ‫باك‬ ‫ضحك‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ودموع معتوهة تنطلق‬ ‫بروتوكوالت‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫الحياة والمجتمع‪ ,‬نائية عن‬ ‫رسميات البشر‪ ,‬مرفوضة‬ ‫منبوذة من أساليب الناس‬ ‫المختلفة‪ ,‬تدور بحزنها‬ ‫الصامت في رحى فلسفة‬ ‫‪.‬الجراح‬

‫سكينة خليل‬

‫‪50‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫قَالُوا‪...‬‬

‫ُصول إِىل ا َملاءِ‬ ‫‪..‬ا َملضيُ فِي ا َجلسدِ و الو ُ‬ ‫‪..‬مِرايَا لِموتٍ يَت َقاطعُ عَليهِ‬ ‫‪..‬ل ُ‬ ‫ِيمكروا بِعدةَ الشُّهو ِر ا َلغائِبة فِي ا َألرض‬ ‫غنج الدُّمو ِع يُغنُّونَ َكلم َة اهللِ‬ ‫‪..‬و ب ِ ِ‬ ‫ليل مِن العَ ِ‬ ‫ني‬ ‫‪..‬ا َلكثريُ مِن احلُل ِم و ال َق ُ‬ ‫‪..‬صُورةُ اإلِنسَا ِن‪ ..‬وحُزنَه ا ُملتجَلي‬ ‫ِكة‬ ‫‪..‬ا َخلسارةُ الَّيت عَربتْ النَّهرَ‪ ..‬و جَاءتْ َتحمِلهَا ا َملالئ ُ‬ ‫ِتنة خَراهبَا‬ ‫‪..‬ا َملد ُينة ا ُملعمَّدةُ بِا َلغرق‪ ..‬و ف ُ‬ ‫‪..‬النَّفسُ ا َألخريُ‬ ‫‪..‬النَّهارُ الَّذي يَمّمَ وَجهَ ا َحلظ َقائِما بِال َّتهجُداتِ‬ ‫‪..‬وا ُلغروبُ مُح َتضنَا جُر َفيهِ‬ ‫ُّلب و ال َّترا ِ‬ ‫‪..‬ذِكرَى خُروجهِ مِن الص ِ‬ ‫ئب‬ ‫أحمد محمد رمضان ‪ /‬الموصل‬

‫‪51‬‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫ي َد َ ْ‬ ‫ل َ َْ‬ ‫ل‬ ‫َت َغ َن ّْج َع َل َّ‬ ‫قاسم سهم الربيعي‬ ‫َت َ‬ ‫ي َد َل ْا َل ْا‬ ‫غ َّن ْج َع َل َّ‬ ‫َو ُق ْر ُب َ‬ ‫ص ْا َل ْا‬ ‫ك َأ ْر ُج ْو وِ َ‬ ‫َوت ِْه َن ْ‬ ‫ش َو ًة َب ْي َ‬ ‫ن َث ْغ ٍر‬ ‫َوفِ ْ‬ ‫ض مِ ْن ر َ‬ ‫ب َز َل ْا َل ْا‬ ‫ِض ْا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫ط ْ‬ ‫ت َب ْي َن َن ْا ُغ ْر َب ٌة‬ ‫ح ْا َل ْا‬ ‫ص َل ًْا ُم َ‬ ‫َوإِ ْن َك ْا َن َو ْ‬ ‫ه ْج ُر َ‬ ‫َو َم ْا َك ْا َن َ‬ ‫ي‬ ‫ك َع ّن ْ‬ ‫إ ّل ْا َو َب ْا َلًا ُع َ‬ ‫ض ْا َل ْا‬ ‫ل َِز ْهر َ‬ ‫ِي َي ُت ْو ُق‬ ‫ِك َق ْلب ْ‬ ‫س َو ْا َ‬ ‫َو َل ْي َ‬ ‫ك ب َِد ْا َل ْا‬ ‫ت ِ‬ ‫ت إ َل ْي َ‬ ‫َق َ‬ ‫ط ْع ُ‬ ‫ي‬ ‫ك ا ْل َف َي ْافِ ْ‬ ‫ِض ْا َ‬ ‫َو َأ ْر ُج ْو ر َ‬ ‫ك َم َن ْا َل ْا‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ب‬ ‫َو ِ‬ ‫ت غِ ِر ْي َدًا ب ُ‬ ‫ِح ّ‬ ‫ك َأ ْ‬ ‫ش ُد ْو إِ َل ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ك ا ْب َت َ‬ ‫ه ْا ْل ْا‬

‫تواريخ النسيان ‪...‬‬ ‫الموقد ممتلئ باأللسنة‬ ‫فارغة الرؤوس اال من الصراخ‬ ‫تلوكها الدموع بنهم شديد‬ ‫كحفلة صاخبة‬ ‫الذكريات تتراقص بجنون‬ ‫السراب يلوح لي من بعيد‬ ‫يرشدني الى خطواتي التي دفنها التراب‬ ‫نسمات الفجر تذكر شاهدي‬ ‫باخر قبلة طبعتها على جبينك المتعرق‬ ‫حملت في الحقيبة كل شيء اال انت‬ ‫اخر الصور‬ ‫اخر زجاجات العطر الفارغة‬ ‫نثرتها على الساتر‬ ‫لتعانقها رائحة البارود‬ ‫بعد نهاية االشتباك‬ ‫قلبت صورك في محفظتي‬ ‫طبعت غصة أخيرة عليها‬ ‫تذكرت شيء‬ ‫قبل ان تحتضنني رصاصة‬ ‫لم اشعر بعدها‬ ‫لم اعد هنا‬ ‫ومضة ثم دوي‬ ‫ثم صرخة وانا اردد اسمك‬

‫أدهام نمر حريز‬ ‫‪-‬بغداد ‪2017/11/3‬‬

‫‪52‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫ُ‬ ‫نفسي على نفسي‬ ‫فرضت‬ ‫َ‬ ‫فكري بي‬ ‫ليخ َلو‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فكر السطو ِر‬ ‫بخالء‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫غائبون‬ ‫َ‬ ‫النعدام‬ ‫الضباب‬ ‫يزرعون‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫المواجهة‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عبودية‬ ‫يؤلهون‬ ‫كي‬ ‫ً‬ ‫موروثة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الخنوع‬ ‫يسطرون‬ ‫س ًة‬ ‫َّ‬ ‫مقد َ‬ ‫هم ُت َ‬ ‫ل مِ ن ُ‬ ‫َّ‬ ‫ش ُّ‬ ‫عل أقوا َل ُ‬ ‫ش ِح‬ ‫استعمالها‬ ‫ِ‬ ‫فرداتها‬ ‫ُم ُ‬ ‫صوا ُبها‬ ‫َ‬ ‫ُجنو ُنها‬ ‫َنشو ُتها‬ ‫َثور ُتها‬ ‫ُكتبًا‬

‫القلم هذا محال!‬ ‫ليهاب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عقلي‬ ‫نفسي على‬ ‫فرضت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لوطن‬ ‫رمق‬ ‫آخر‬ ‫فكري‬ ‫ألن‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوجودية‬ ‫الحترامي‬ ‫الكبرياء‬ ‫لنفسي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫حق َ‬ ‫ها‬ ‫التعبير‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫التغيير‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫التسليم‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫التوحيد‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫اإلشراك‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫مرهون‬ ‫إليمان‬ ‫الروحية‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بنفسي‬ ‫لنفسي‬

‫‪53‬‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫ُ‬ ‫فلسفة النفس‬ ‫محمد قاسم‬ ‫واإللحاد ُّ‬ ‫حقها لو َ‬ ‫راق لها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نفسي على‬ ‫فرضت‬ ‫َ‬ ‫نفسي‬ ‫َ‬ ‫فكري بي‬ ‫ليخلو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫علي‬ ‫نفسي‬ ‫فرضت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الحرف بي‬ ‫ليموت‬ ‫كما هو أنا‬ ‫مبتسمًا لإلنسان‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أصنع حرفًا ُمق َّنعًا‬ ‫لن‬ ‫ُ‬ ‫سأمج ُد‬ ‫فر بالطغاةِ‬ ‫الك ُ‬ ‫ِّ‬ ‫البنيان‬ ‫ورعاةِ‬ ‫ِ‬ ‫ستبقى جسو ُر ُهم تتر ّن ُح‬ ‫لتغرق‬ ‫َ‬ ‫تنوب‬ ‫البغاة‬ ‫توفِ ُد‬ ‫ُ‬ ‫عهرها لتك َبر‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫ع ّلها تفو ُز بقتلِ ها‬ ‫الفكر ٌ‬ ‫روح ال يرحل‬ ‫ُ‬ ‫يغدو أشباحًا ُتخ َّلد‬ ‫رغم‬ ‫برحيلنا‬ ‫غباءِ‬ ‫َ‬ ‫العمالء‬ ‫ُ‬ ‫نفسي على‬ ‫فرضت‬ ‫َ‬ ‫نفسي‬ ‫ليخلو‬ ‫َ‬ ‫فكري بالسفهاءِ‬ ‫أهاب أشباهَ الرجاِل‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫بين أضلعي‬ ‫لتنام‬ ‫برهة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ناية اإلنسانية‬

‫ٌ‬ ‫علي‬ ‫متمردة‬ ‫حتى قصائدي‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫نفس َ‬ ‫عبد‬ ‫ها كأني‬ ‫تكتب‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫لها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الوجع‬ ‫مطر‬ ‫تحت‬ ‫كتبت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الفكر المعاصر‬ ‫أسطورة‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫أنفاسها‬ ‫تشق مِ ن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كر ال ُيق َّلد‬ ‫نشوة فِ ِ‬ ‫قد ُرها َ‬ ‫بين روحي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ملك لي أنا‬ ‫ُ‬ ‫الطبيعة لي‬ ‫أهدتها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫للفكر‬ ‫حين أصغي‬ ‫ِ‬

‫ِم الحدودِ‬ ‫ال ِ‬ ‫أبص ُر معال َ‬ ‫ٌ‬ ‫األلم‬ ‫مغرورة أنا حتى‬ ‫ِ‬ ‫ال أرى إلهًا ‪...‬‬ ‫غر ُق‬ ‫أرى إيالنًا َي َ‬ ‫والمتس ِّل َ‬ ‫ُ‬ ‫ينهق‬ ‫ق بالتلفا ِز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بمؤخرته‬ ‫عنهم‬ ‫يترافع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ند‬ ‫عنهم‬ ‫ينوب‬ ‫أجير عِ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫نِعالِهم‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عميل كبني صهيون‬ ‫سائح‬ ‫ٌ‬ ‫جرذ كالقردِ يت َن َّ‬ ‫ط ُح‬ ‫َ‬ ‫الغيظ مق ِّززًا‬ ‫يهوى‬ ‫ُ‬ ‫فرضت نفسي على نفسي‬ ‫ُ‬ ‫الثقافة بي‬ ‫لتخلو‬


‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫ادب‬

‫شعراء الرصيف‬ ‫إيمان حماني‪ -‬الجزائر‬

‫أغلب أدباء هذا العصر أصبح لديهم شغف غير طبيعي بالشهرة وتسجيل أسمائهم‬ ‫في شتى مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫ناهيك عن عشقهم لأللقاب األدبية‬ ‫أتسائل هنا طالما أنهم قد وصلوا لمرحلة شعروا من خاللها أنهم مقامات أدبية‬ ‫رفيعة المستوى‬ ‫وحروفهم مقدسة الغبار عليها‬ ‫لما يأخذون صورا تذكارية مع طفل يمسح األحذية‬ ‫وبجانبه كراسة‬ ‫لما يطوفون بيوت اليتامى ويتركون توقيعاتهم ويرحلون‬ ‫أن تقول لجمهور األدب نصوصي ليست لكم هذا تعجرف يسقط نصوصك للهاوية‬ ‫ذاك الطفل اليحتاج منك قصيدة‬ ‫تمسح على رأسه والمصورة الحسناء تقول لك تظاهر بالحزن‬ ‫ألجل برنامج القناة‬ ‫لما التكتبون بإنسانية وحب دون تعجرف وتعالي‬ ‫لما تمجدون الطائفية وتشهرون بها في المواسم الدينية‬ ‫لن يخلدكم التاريخ وأنتم تسكنون البالط األحمر‬ ‫ياشعراء الرصيف‬ ‫التقطفوا شهرة ألجل ضوء شارد‬ ‫وسراب أدبي آيل للسقوط‬ ‫أنبياء للشعر‬ ‫كونوا‬ ‫ً‬ ‫وانثروا الحب ألطفال الحروب‬

‫‪54‬‬


‫مكتبة اضواء الثقافية‬

‫كــانــون الثاني ‪2018‬‬

‫"ناشطون تجردوا من إنسانيتهم"‬ ‫على‬ ‫مايطرق‬ ‫كثيرًا‬ ‫مسامعنا بالفترة األخيرة‬ ‫مسمى "الناشط المدني"‬ ‫لقد أصبح أكثر من ربع‬ ‫المجتمع العراقي يوصف‬ ‫نفسه بهذه اللقب لكن‬ ‫الكثير منا يجهل ما يعنيه‬ ‫هذا اللقب وما معناه‬ ‫ومايضيف لمن يحمله‬ ‫الناشط المدني هو شخص‬ ‫تسوده اإلنسانية ذو قلب‬ ‫ودود هواياته مساعدة‬ ‫الناس والبحث عن أسباب‬ ‫سعادتهم وتوفير لهم‬ ‫والبحث‬ ‫مايفرحهم‬ ‫عن حقوقهم هذا هو‬ ‫مفهومهم األبرز‬

‫‪55‬‬

‫يعانون من فقر إنسانية‬ ‫أدى الى فقدانهم األسباب‬

‫مالك كامل‬

‫لكن الظاهر ليس البعض‬ ‫منا من يجهل معنى هذه‬ ‫المهنة كما نتمكن من‬ ‫حصرها كمهنة سامية‬ ‫على أل تقدير بل بعض‬ ‫الناشطين المدنيين هم‬ ‫أنفسهم يجهلون معناها‬ ‫حيث يعتقد كل من نصب‬ ‫نفسه ناشطًا أصبح كذلك‬ ‫وكل من كتب بحالة‬ ‫الفيسبوك « ناشط مدني»‬ ‫يجب على الناس إحترامه‬

‫إليه‬ ‫والنظر‬ ‫وتقديره‬ ‫بكل حب لكن األمر ليس‬ ‫بالسهولة التي يتخيلونها‬ ‫فقد أصبح الكل مصاب‬ ‫بمرض الشهرة ويبحث‬ ‫عنها وهو يفتقد أبسط‬ ‫مايساعده على تسلق‬ ‫جبل النجومية والشهرة‬ ‫وال يمتلك أي موهبة يمكن‬ ‫أن تقتاده اليها وتحقق‬ ‫أحالمه ويصل للناس‬ ‫بسهولة حيث يقوم بعدد‬ ‫من األعمال دون إدراك أو‬ ‫وعي‬ ‫حقيقي كأن يقوم بتوزيع‬ ‫دمى لعدد من األطفال‬ ‫أو زيارة أحدى دور الرعاية‬ ‫الخاصة بكبار السن ومن‬ ‫المؤكد قيامه بتوثيق‬ ‫ذلك بالصور والفيديوهات‬ ‫ونشرها ليحصل بذلك‬ ‫على عدد من المعجبين‬ ‫به ال يهمه أن أعجبهم‬ ‫عمله أو يقلدوه بعمل‬ ‫الخير األهم عنده هو‬ ‫حصوله على عدد كاف‬ ‫من الاليكات والتعليقات‬ ‫التي التنفع بشيء لكن قد‬ ‫ترضيه إلشباع ماينقصه‬

‫التي تواجدوا من أجلها و‬ ‫الى نسيان ما أقدموا عليه‬ ‫وارتفاع بمستوى األنانية‬ ‫والغرور واألنا تاخذ حيزًا‬ ‫ليس بالقليل بتصرفاتهم‬ ‫ومعاملتهم للناس فعلى‬ ‫من يجد نفسه يمتلك زيادة‬ ‫بطيبة القلب واإلنسانية‬ ‫التوجه ألقرب تجمع تابع‬ ‫المدنيين‬ ‫للناشطين‬ ‫بواجبهم‬ ‫ليعرفهم‬ ‫األساسي و المقدس هو‬ ‫مساعدة الناس وما ترنو‬ ‫له النفس البشرية بالبحث‬ ‫عن الخير والعمل به ليرضوا‬ ‫بذلك بارئهم عزوجل و‬ ‫لينقذوا الناس من أيدي‬ ‫الظلم و الجهل و البطش‬ ‫ويسمو بها عن كل ما‬ ‫يؤدي إلى فقدان هيبتها و‬ ‫إذاللها‪..‬‬


‫لجنة التدقيق اللغوي‬ ‫سوزان مصطفى حسين‬ ‫هيام عباس‬ ‫االخراج الفني‬ ‫ياسين محمد‬ ‫التدقيق والمراجعه‬ ‫خالد عبد الكريم‬ ‫العالقات العامه‬ ‫ضحى جمال‬ ‫التنضيد االلكتروني‬ ‫م‪ .‬بان الخفاجي‬ ‫التصميم االلكتروني‬ ‫اشرف مهدي‬ ‫الكادر‬ ‫ميس شاكر التميمي‬ ‫فاطمه جوزي‬ ‫مالك كامل‬ ‫سكينه خليل‬ ‫احمد كمال‬ ‫سجى سوداني‬ ‫علي نجم‬ ‫زهراء المالكي‬ ‫احمد ابو ماجن‬

‫‪Email : alsharqam@gmail.com‬‬ ‫‪Website : www.alsharqem.blogspot.com‬‬

‫رئـيـس مـجـلـس اإلدارة‬ ‫مصطفى محمد األسدي‬

‫‪+964 770 312 0871‬‬

‫رئـيـس التحـريــر‬ ‫نقــــاء محســـن‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.