ا�سمه ون�سبه ومولده هو الإمام �أحمد بن حنبل "�أبو عبدا هلل"�أحمد بن محمد بن �أ�سد بن �إدري�س ويلتقي ن�سبه مع ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم . ولد في �شهر ربيع الأول 164هـ ببغداد و�أمه �صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك بن �شيبان،تزوجت محمد بن حنبل ولم تدم حياته معها ال حتى مات عنها ،فن� أش� الإمام �أحمد يتيماً ،ولكن �أمه وهبت حياتها له . طوي ً كان م�ستقيماً في �سلوكه منذ �صغره يقوم الليل وي�أكل الحالل وال يقبل مافيه �شبهة رغم فقره . ن� أش� الإمام �أحمد حري�صاً على طلب العلم وحفظ القر�آن الكريم ودر�س علم اللغة وتعلم الكتابة والتحرير في الديوان وهو ابن �أربع ع�شرة �سنة ،وو�صل فى طلب الحديث رغم فقره �إلى مكة والمدينة وال�شام والكوفة ولو رجع بحديث واحد العتبر نف�سه فائزاً. من �أقواله امل�شهورة : "مع المحبرة �إلى المقبرة "وذلك عندما ا�ستمر فى طلب العلم وقالوا له �:إلى متى وقد بلغت هذا المبلغ و�صرت �إماماً ؟ف�أجاب بذلك .وكان ال يعتمد على الذاكرة بل كان يقيد كل مايتلقى �أو ي�سمع،وكان �إذا �أملى حديثاً اليمليه �إال من كتاب و�إن كان له حافظاً . �أوّل من �سمع منه الحديث �أبو يو�سف �صاحب �أبى حنيفة ثم تركه وق�صد ه�شام بن ب�شير وبعدما توفى �سمع من الكوفيين والب�صريين ال و�أربعمائة �شيخ وامر�أة واحدة و�أهل الحرمين واليمن ،و�سفيان بن عيينة ،وذكر عددهم ابن الجوزى في مناقبه فقال هم �أربع ع�شر رج ً �،أما �شيخه في الفقه فهو الإمام ال�شافعي . تالميذ الإمام - 1عبداهلل بن �أحمد بن حنبل وكنيته "�أبوعبداهلل "وكان من الذين نقلوا الم�سند �إلى النا�س ونقل �أي�ضاً ق�صة �أبيه توفى 290هـ. � - 2صالح بن �أحمد بن حنبل وكنيته "�أبو الف�ضل"�سمع العلم من �أبيه ومن غيره توفى 265هـ. � - 3أبو بكر المروزي من �أ�صدقاء الإمام وتوفى275هـ. � - 4إبراهيم بن �إ�سحاق الحربي وتوفى 285هـ. م�ؤلفات الإمام ترك لنا ر�صيداًعظيماًمن الم�ؤلفات �أ�شهرها كتاب "الم�سند " جمع فيه �أحاديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم وقال عنه �:إنه جعله للنا�س �إماماً ف�إذا اختلف النا�س في �شيء من ال�سنة رجعوا �إليه .وله �أي�ضاً كتاب ا�سمه "الزهد" ذكر فيه زهد الأنبياء وال�صحابة والخلفاء الرا�شدين ،وكتاب ال�صالة ،والمنا�سك الكبير ،والمنا�سك ال�صغير،والنا�سخ والمن�سوخ ،والمقدم والم�ؤخر فى كتاب اهلل تعالى ،وف�ضائل ال�صحابة ،والرد على الجهمية والزنادقة ،وكتاب ال�سنة ،وله كتب �أخرى لم تطبع ،وكذلك مخطوطات مما يدل على �أن حياته كلها كانت جهاداً بالل�سان واليد حمنة خلق القر�آن تعر�ض لمحنة قا�سية ُ�ضرب فيها بال�سياط �ضرباً �شديداً ،لكنها بعد ذلك �أعطته عزاً ومجداً و�شرفاً � ،أوجدت هذه المحنة فرقة المعتزلة عندما قالت �:إن القر�آن الكريم مخلوق ،وكان ذلك فى خالفة الم�أمون الخليفة العبا�سي الذي كان يعتنق مذهبهم ويقربهم �إليه ،و�أ�شعل هذه الفتنة وزيره الذي �أر�سل كتاباً با�سم الخليفة ليح�صل على موافقة من الفقهاء والعلماء بخلق القر�آن ،فخاف كثير من الفقهاء وخ�ضعوا �إال الإمام �أحمد فقد رف�ض لأنه ي�ؤمن �أنّ القر�آن الكريم كالم اهلل وكالم اهلل �صفة من �صفاته واهلل �سبحانه وتعالى قديم ال �أول له وال �آخر و�صفاته �أي�ضاً قديمة ال �أول لها وال �آخر.ولما رف�ض حُ ب�س في عهد الم�أمون ومن بعده المعت�صم ،و�أغروه بالريا�سة وتولى الوزارة والمال ولكنه رف�ض ،وا�ستمر في �سجنه لمدة عامين ون�صف ،ولما تولى الخليفة المتوكل �أخرجه فمكث في بيته حتى �شفاه اهلل وعاد ليلقي درو�سه في الم�سجد. تُوفى في يوم الجمعة من �شهر ربيع الأول 241هـ وكان عمره لما مات قد بلغ ال�سابعة وال�سبعين ،ق�ضى هذا العمر في طلب العلم ون�شره بين النا�س ،وقد ح�ضر جنازته جمع غفير لم ي�شهد النا�س له مثيال .