دراسات ومحاضرات ودورات
االستقالل واستراتيجية الدولة الواحدة بكر أبوبكر
مفوضية االعالم والثقافة والتعبئة الفكرية
1
االستقالل واستراتٌجٌة الدولة الواحدة. بكر أبوبكر فً العام 1968تمدمت حركة فتح بمبادرة تمدمٌة حضارٌة طرحت من خاللها فكرة إلامة دولة فلسطٌن من البحر الى النهر ٌعٌش فٌها المسلمون والمسٌحٌون والٌهود سواسٌة ،فٌما عرف الحما تحت اسم الدولة المدنٌة أو الدولة الدٌممراطٌة أو الدولة العلمانٌة وفك تفسٌر حركة فتح فً المؤتمر الثالث [1]،وما صل له د.نبٌل شعث فً دراسة الحمة له حٌنها بأنها دولة دٌممراطٌة لكل مواطنٌها فال تمٌز بٌنهم على أ ّ أساس العمٌدة والدٌن أو الجنس أو الطائفة. فً بداٌات االنطاللة للثورة الفلسطٌنٌة الحدٌثة كانت فكرة تحرٌر أرض فلسطٌن من االحتالل الذي غرسته برٌطانٌا ولوى الغزو االستعماري فً بالدنا تعنً تصفٌته سٌاسٌا والتصادٌا وعسكرٌا ،أو وفك نص النظام األساسً لحركة فتح بمواده" :المادة ( – )12تحرٌر فلسطٌن تحرٌرا ً كامالً وتصفٌة دولة االحتالل الصهٌونً التصادٌا ً وسٌاسٌا ً وعسكرٌا ً وثمافٌاً.المادة ( – )13الامة دولة فلسطٌنٌه دٌممراطٌة مستملة ذات سٌادة على كامل التراب الفلسطٌنً وتحفظ للمواطنٌن حمولهم الشرعٌة على أساس العدل والمساواة دون تمٌٌز فً العنصرأوالدٌن والعمٌده وتكون المدس عاصمة لها[2]". ولم ٌكن من دلٌل فً األدبٌات على التخلص من السكان الجدد من الٌهود االوربٌٌن (بغالبهم) الذٌن لدموا لفلسطٌن تحت ذرٌعة "بلفور" بانشاء (وطن لومً للٌهود فً فلسطٌن) أو تحت إطار لانون (حك العودة) الذي سنته حكومة الكٌان الجدٌد بعد اعالنها عام 1948أي أن فكرة تصفٌة الكٌان سٌاسٌا والتصادٌا وعسكرٌا وثمافٌا تفترض التخلص من (النظام) وهو النظام االسرائٌلً الذي برزت هٌئته الٌوم كنظام لٌمً إرهابً إحاللً ،وكنظام فصل عنصري حمٌمً (ابارتهاٌد) تجب مماومته حتى بعد زوال االحتالل عن أرض العام . 1967 وكما ٌمول الكاتب االسرائٌلً (اٌالن بابِه) وزمٌله بذات المدرسة (ٌوري دٌفس) إذ ربط (بابِه) بٌن الحرٌة من االحتالل بالحرٌة من االستعمار االسرائٌلً سٌاسٌا والتصادٌا وهٌمنة متعددة أو وفك ما كانت حركة فتح لد أصلته بالمول بالمادة 8من نظامها األساسً :الوجود االسرائٌلً فً فلسطٌن هو غزو صهٌونً عدوانً ولاعدة استعمارٌة توسعٌة وحلٌف طبٌعً لالستعمار واالمبرٌالٌة العالمٌة. القبول باآلخر الذي ال ٌقبل بنا لمد تبلور فً فكر الحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة عامة فكرة المبول باآلخر انسانٌا رغم احتالل نظامه تروج ومازالت ،وإن كان ذلن تدرٌجٌا بدلٌل أن ألرضنا ال المائه بالبحر كما كانت الدعاٌة الصهٌونٌة ّ المٌثاق الوطنً الفلسطٌنً اعتبر الممٌمٌٌن فً فلسطٌن لبل الغزو الصهٌونً (الفرضٌة أنه منذ العام)1917 هم فلسطٌنٌٌون وهذا ٌشمل أتباع الدٌانة الٌهودٌة [3]،رغم أن المفاجأة الكبرى فً العام 2017تأتً فً وثٌمة حركة "حماس" التً ترى فٌمن سكن فلسطٌن لبل العام 1947أنه فلسطٌنً ما ٌرفع من نسبة الٌهود من %5الى %30وهذه األخٌرة نسبتهم لبل النكبة. 2
ورغم أن ٌاسر عرفات فً خطابه الشهٌر فً األمم المتحدة عام 1974كان لد أوضح بجالء معنى الدولة الدٌممراطٌة فً فلسطٌن والمولف من السكان بالمول" :حٌث سٌعٌش كل الٌهود الذٌن ٌعٌشون اآلن فً فلسطٌن والٌهود المستعدٌن أن ٌعٌشوا معنا فً سالم وبدون تمٌٌز". التصفٌة للنظام والكٌان لم تعنً فً الفكر السٌاسً الفلسطٌنً تصفٌة لألفراد والمجتمع أو للسكان الجدد بتاتا رغم ما ٌضمره الفلسطٌنً أو ٌتمناه الكثٌر ،أو بالممابل االسرائٌلً الذي ٌعمل ٌومٌا جاهدا -وال ٌتمنى فمط -للتخلص من اآلخر ،وهو ما بلور فكرة الدولتٌن األكثر عدالة فً ممابل حمٌمة دولة واحدة ذات نظام فصل عنصري ما هو لائم اآلن على أرض الوالع. جدل الدولة ونهاٌته بالدولتٌن ٌمول الباحث جمٌل هالل" :استمر النماش-داخل الثورة الفلسطٌنٌة -حول موضوع إنشاء دولة فلسطٌنٌة دٌممراطٌة لبعض الولت ،لكنه فمد أهمٌته تدرٌجٌا وانتمل االهتمام إلى ح ّل ٌموم على أساس الدولتٌن ،وذلن بعٌد إلرار برنامج العشر نماط من لبل المجلس الوطنً الفلسطٌنً فً عام [4]".1974 وٌمول الباحث عمر الغول ":الشعب العربً الفلسطٌنً ولٌادته ونخبه السٌاسٌة منذ العام 1974 عندما تبنوا فً دورة المجلس الوطنً النماط العشر ،والتخلً عن هدف الدولة العلمانٌة الدٌممراطٌة ،التً كانت الهدف الناظم للحركة الوطنٌة منذ إنطاللة الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة مطلع ٌناٌر ،1965وبعد هزٌمة حزٌران 1967إنما جاء إستجابة لشروط الوالع الفلسطٌنً والعربً والعالمً ،وتكرٌسا للمسألة الفلسطٌنٌة فً الجٌوبولٌتن وعلى المستوى األممً فً أعماب حرب إكتوبر ،1973وبعد صدور لراري مجلس األمن الدولٌٌن 242و[5]".338 مضٌفا " :وحممت الثورة الفلسطٌنٌة العدٌد من اإلنجازات الوطنٌة على هذا الصعٌد ،وتجلى ذلن فً دورة المجلس الوطنً عام 1988عندما اعلن الرئٌس الراحل عرفات وثٌمة إعالن اإلستمالل". ثالثة أسباب لتعملق فكر الٌمٌن االسرائٌلً إن حدة االستمطاب فً المجتمع االسرائٌلً واالتجاه نحو تبنً طروحات الٌمٌن الصهٌونً وامتدادا لحالة التطهٌر العرلً للعرب الفلسطٌنٌٌن فً االربعٌنات والخمسٌنات من المرن العشرٌن مرتبطا بسلب األرض ،محور الصراع األساس ،لد جعلت من لغة الٌمٌن العنصري االلصائً هً اللغة االسرائٌلٌة السائدة الٌوم والتً بدأت ترفض حتى الخروج من الضفة الغربٌة الممرر حسب "اتفالٌات أوسلو" أن ٌتم التفاوض حولها وفك المواضٌع الخمسة التً تشكل الملفات النهائٌة وذلن عام .1999 إن تعملك فكر الٌمٌن الدٌنً والصهٌونً أصبح ٌموى فً عوامل ثالثة متراكبة األول :نتٌجة زٌادة االعداد لهذا الٌمٌن داخل (اسرائٌل) سواء لسبب الوالدات للتٌارات المتدٌنة ،أو للصراع السٌاسً الداخلً الذي أذكى وجودهم مستندا ألرهاب الفكر الصهٌونً المتعانك مع خرافات التوراة التارٌخٌة ،والذي ٌشٌع دوما انهم ٌتعرضون لمحرلة جدٌدة "هولوكوست"[6]،
3
والعامل الثانً هو نجاح االسرائٌلً فً استغالل أو(المساهمة الفعالة فً) نزع المدرات العسكرٌة العربٌة كلٌا ،وتفتت المحٌط العربً واالللٌمً بٌن الطوائف والمحاور وبٌن التجزيء والتمسٌم وااللتسام، واختراله. وكان العامل الثالث فً تعملك الفكر الصهٌونً الٌمٌنً "االبارتهاٌدي" هو الدعم الالمحدود لالدارات االمرٌكٌة المتعالبة ،فما بالن مع االدارة الجدٌدة فالعة اللون. فً ظل تعملك الفكر الصهٌونً الٌمٌنً ٌصبح التطهٌر العرلً مربوطا بسلب األرض سمة للتعامل الحالً،وكما كان مع أراضٌنا فً العام ، 1948وٌصبح منطك العصابات واالستعمار هو السائد فً الضفة الغربٌة تمهٌدا للضم الزاحف سواء تحت مظلة دولة المستوطنٌن وعصاباتهم أو فً سٌاق اإلدعاء أن الضفة الغربٌة (ما ٌسمٌها نتنٌاهو وأضرابه ٌهودا والسامرة) جزء من "أرض" "اسرائٌل" وٌصبح اتفاق "أوسلو" ِمزلا ،وبناء علٌه فإن حل الحصول على استمالل دولة فلسطٌن تحت االحتالل ٌصبح حلما بعٌد المنال فٌبرز حل الدولة الواحدة ثانٌة ،وهو الحلم أو الهدف الذي تراجع منذ العام 1974لٌحل محله هدف إلامة الدولة الفلسطٌنٌة على جزء من أرض فلسطٌن فٌما أسمً باالدبٌات الثورٌة الحل المرحلً. ال نرٌد أن نتعرض لمحطات النضال الوطنً التً أذكت الهدف األول والصراعات التً دارت حوله حتى تم تبنٌه فً العام 2017من كافة الفصائل بما فٌها "حماس" (باستثناء الجهاد االسالمً) ،ولن نخوض بالتذبذب المحٌط بالفكرة مع الخالفات الداخلٌة العمٌمة حوله خالل المسٌرة ،ومع طول مدى االحتالل ومراوغاته وأكاذٌبه ولمعه وسلبه لألرض وهٌمنته ،وانحسار البساط من تحت أرجلنا ،ولكننا سنتعرض لذات الفكرة األولى والثانٌة أي الدولة أم الدولتٌن من حٌث هً رغبة أم غاٌة ،حلم أم هدف؟ وهنا ٌبرز الفرق بٌن الحلم وبٌن الهدف. الدولة الواحدة اآلن تكتٌك أم استراتٌجٌة! هل كنا نحلم عندما طرحنا فكرة الدولة الدٌممراطٌة منذ الستٌنات أم كنا نتعامل مع معطٌات الوالع فً ظل االمكانٌات والنظرة المستمبلٌة -وربما مع كثٌر من األمل والتفاؤل -وفً رؤٌة استراتٌجٌة؟ وعندما تغٌرت الرؤٌة أكانت مبنٌة على أسس وممومات أم بنٌت على عجل؟ فً الموضوع ٌمكننا لول الكثٌر ،ولكن ال ٌمكن أن نغفل الزلزال الذي حصل بتغٌرالمولف المصري وخروج مصر عسكرٌا من الصراع العربً االسرائٌلً نهائٌا إثرتولٌع "اتفالٌات كامب دٌفد"] [7الذي كرس لدى المٌادة الفلسطٌنٌة عملٌا فكرة إلامة الدولة الفلسطٌنٌة على أي شبر ٌتم تحرٌره أواسترداده ما أصبح الحما العمل على تحمٌك استمالل دولة فلسطٌن المائمة تحت االحتالل ،وباألخص منذ العام [8] 2012أو ما اصطلح علٌه باسم "حل الدولتٌن" رغم أن الدولة األولى أي "اسرائٌل" لائمة ،وال تكتمل اال بالثانٌة حسب المرار 181لرار التمسٌم ،كما ال ٌمكننا اال أن نسجل السعً االسرائٌلً الحثٌث لتدمٌر حل الامة الدولة الفلسطٌنٌة ال سٌما بعد العام 2000إثر االنتفاضة الثانٌة التً جاءت نتٌجة لتفلت الكٌان الصهٌونً من استحمالات المرحلة النهائٌة التفالٌات أوسلو. ما بٌن الحلم والهدف سعً طوٌل ومشوار بحجم األلم ،واألمل ،فمازال من المبكر كثٌرا أن ندرج هدف الدولة الواحدة على جدول أعمال فلسطٌن واألمة ،بل ومن العجلة أن نفترض امتالكنا للخٌارات بهذا 4
الشأن ،والخٌارات تحتاج لموى تسندها ومعادالت معمدة ،وكثٌر من التخطٌط والجهد والعرق والدم ،لذا فنحن فً الحمٌمة ال نمتلن اال ما حصلنا علٌه عربٌا وفلسطٌنٌا وعالمٌا حتى اآلن أي االعتراف بحمولنا والتً منها إلامة الدولة الفلسطٌنٌة على جزء من األرض أرضنا أرض فلسطٌن أي على حدود العام .1967 ٌمول الكاتب هانً المصري عن خطاب الرئٌس بهذا الشأن":إن التهدٌد اللفظً بحل السلطة من دون توفٌر الرغبة والمدرة على تنفٌذه شأنه شأن التهدٌد بدولة الحموق المتساوٌة ،سٌؤدي إلى إضعاف الثمة بالمٌادة الفلسطٌنٌة ،محلًٌا وعربًٌا ودولًٌا ،وإذا تحول إلى خٌار معتمد ،كردة فعل ،من دون توفٌر متطلباته فسٌعطً "إسرائٌل" فرصة ذهبٌة الستكمال تطبٌك مخططاتها الرامٌة إلى تمرٌر الحل اإلسرائٌلً بإحدى صٌغه ،التً تلتمً كلها على عدم االعتراف بأي حك من الحموق الفلسطٌنٌة[9]". نستطرد فنمول :ألم ٌحدثنا الحلٌف السوفٌتً فترة الصراع بٌن الدولتٌن الكبرٌٌن أننا معكم حتى حدود 1967لٌزٌلوا من أذهاننا حلم التصفٌة للكٌان الصهٌونً ،وما ٌمثل هذا الحدٌث اال تحٌٌد لموة كانت الكثٌر من التنظٌمات الٌسارٌة الفلسطٌنٌة تظنها مع النضال الفلسطٌنً وأهدافه بالتحرٌر الكامل لفلسطٌن. استراتٌجٌة خٌار أم حلم! هل نمتلن الخٌارات أم نمتلن االختٌار بٌن الحلم والوالع؟ وإن كنا نحلم بكل فلسطٌن دولة دٌممراطٌة وهذا الحلم لن ٌزول من أطفالنا الى أن ٌُدرج على جدول أعمالهم فً مرحلته التارٌخٌة التً تمتضٌه. أما حمٌمة الوالع المائم الذي ال ٌمكن تجاوزه الٌوم هو أن مكاسب الدولة الفلسطٌنٌة على حدود العام 1967ال ٌمكن التفرٌط بها ،والمٌام فجاة ودون سابك إنذار بنمل النضال نملة سرٌعة للمطالبة بدولة واحدة فً فلسطٌن التارٌخٌة من البحرالى النهر ،وكأننا نحتفل مع الٌمٌن الصهٌونً حمٌمة األمر بما ٌسمٌه (تحرٌر ٌهودا والسامرة-أي الضفة) ،أو كأننا نسلم البالد كلها لالسرائٌلٌٌن لٌُم ّكنوا المستعمرٌن/المستوطنٌن من دولتهم ،ونظل نحن ِمزلا ومعازل ومتاهة طرق وتجمعات محاصرة. بل إن نملة فجائٌة كهذه ال تستمٌم باألهداف ،فالفرق واضح حٌث الهدف ٌجب أن ٌرتبط بعوامل السراطٌة (=االستراتٌجٌة) من المدرات والفرص واالرادات ،وٌتمتع بمزاٌاه الخمسة (أنه محدد وممبول ومعمول ولابل للمٌاس ومحدد بزمن) التً حتى الٌوم ال تنطبك على فكرة الدولة الواحدة كهدف. إن إعالن هدف الدولة الواحدة وفك رؤٌتنا العادلة ومعنا جزء للٌل من المستنٌرٌن الٌهود ٌعنً انها تمر بأرض فلسطٌن لنا ،وٌعنً أنها تعترف بالسكان من المهاجرٌن الٌهود لبالدنا -من أوربا وروسٌا وبعض العرب -وفك أي صٌغة مما ذكرناه ،مع السكان األصلٌٌن من آالف السنٌن أي نحن الفلسطٌنٌٌن وبحموق سٌاسٌة ولومٌة. ان السعً االسرائٌلً المتعاضد مع االمرٌكً مهما كان مس ّماه هو ٌرٌد الوصول بنا الى دولة ونصف فمط ،أي بماء دولة "اسرائٌل" ،وتوسعها ،وٌبمى نصف الدولة أو شبه الدولة أو البلدٌة الكبرى أوالمعازل أو سمها ما شئت ،ولكن ضمن نطاق الهٌمنة االستعمارٌة االسرائٌلٌة التً تتطٌّر من السكان الفلسطٌنٌن وتعمل كل جهدها للتخلص منهم لتال او طردا او تهدٌدا ،وسلب أراضٌهم ٌومٌا فً حٌزها وفً حٌز الضفة الغربٌة بل ولطاع غزة. 5
االنتمال االستراتٌجً إن حصل الٌوم للدولة الواحدةٌ ،عنً لالسرائٌٌٌن -الذٌن لطعا سٌرفضونه بمفهومناٌ -عنً السٌطرة الكاملة على أرض فلسطٌن كلها ،وٌعنً دفن مشروع الدولة الفلسطٌنٌة "على جزء من األرض" ،وٌعنً إمكانٌة الامتها فً غزة فمط ،وٌعنً أٌضا تحولنا الى ممٌمٌن من الدرجة العاشرة أومجموعة أناس بدون جنسٌة فً بالدنا ،وٌعنً فمداننا لكل االنتصارات السٌاسٌة التً حممناها ضمن هدف االستمالل لدولة فلسطٌن ،لماذا هذا؟ بكل بساطة ألن الذي ٌحكم أي معادلة لٌس الرغبة أو الحلم أو األمل بل موازٌن الموى ،وهنا تكون السٌاسة وحكمة المٌادة تتجلى فً اتخاذ المرار ضمن فهم عمٌك للمدرات وللموازٌن وبالبصٌرة ،ورؤٌة للمتغٌرات وضمن سراطٌة (استراتٌجٌة) شاملة ،ولدرة على التعامل معها والسٌر بٌن األشوان.
وأظن فً ذلن تفاؤل كبٌر وٌحتاج لنضال طوٌل جدا ،لكنه لد ٌمود لتموٌض مكاسب حممناها دون تحمٌك أي هدف. إن الدولة المدنٌة الدٌممراطٌة الواحدة فكرة عادلة بحك ،وال ٌمكن اال أن تكون كذلن، فاألرض لنا ومن جاءنا مستعمرا واستمر ال ٌمكن أن ٌبٌدنا كما حصل فً أمرٌكا واسترالٌا أبدا، ولكن من الممكن التفكٌر بالنموذج الجنوب االفرٌمً حٌت تح ّمل السكان األصلٌٌن المهاجرٌن البٌض، وال نمر بترهات الصهٌونٌة والٌمٌن ذات البعد التارٌخً التوراتً الزائف ،فما لهم اال االعتراف العالمً المشروط بدولة بالعام 1947ومن هنا فمط نبدأ تارٌخٌا وسٌاسٌا بالتفكٌر. لن نمل المول أن فلسطٌن كلها لنا ،وهذا كالم لٌس عاطفٌا بل حمٌمة تارٌخٌة حضارٌة سٌاسٌة لانونٌة ،ولكن االنتمال من الهدف الممكن الى الحلم غٌر الممكن حالٌا ٌعتمد على شرائط من المتوجب علٌنا توفٌرها لبل التهدٌد أوالتلوٌح بها ،لذا فأن نمٌم الدولة الفلسطٌنٌة على جزء من األرض ٌمثل الممدمة الصحٌحة لتغٌٌر موازٌن الموى وامكانٌة تحوٌل الحلم فً نضال الحك لهدف لابل للتحمٌك.
*بكر أبوبكر-كاتب وأدٌب وباحث عربً فلسطٌنً ،له العدٌد من الكتب، والدراسات،عضو المجلس االستشاري للحركة ،رئٌس مجلس إدارة اكادٌمٌة فتح الفكرٌة، أكادٌمٌة الشهٌد عثمان أبوغربٌةwww.bakerabubaker.info .
6
الحواشً ] [1عرف مؤتمر حركة فتح الدولة الفلسطٌنٌة المستمبلٌة كدولة دٌممراطٌة تمدمٌة غٌر طائفٌة ٌتعاٌش فٌها الٌهود ،والمسٌحٌون والمسلمون معا فً سالم وٌتمتعون بالحموق ذاتها. ] [2عندما سؤل ٌاسر عرفات من صحٌفة "باري ماتش" الفرنسٌة فً 1969/1/11أتدعون لدولة علمانٌة لال :أنا ال ألول ذلن وانما ندعوا لدولة دٌممراطٌة( .ولمراجعة كتابنا المعنون حركة فتح واالسالم والعلمانٌة) ][3فً الحمٌمة أن البند فً المٌثاق الوطنً الفلسطٌنً بند غامض حٌث ترسً المادة السادسة منه المبدأ الذي ٌعتبر الٌهود هم الذٌن سكنوا فلسطٌن بشكل دائم لغاٌة بداٌة الغزو الصهٌونً فلسطٌنٌٌن. ] [4جمٌل هالل فً بحثه المٌم :العلمانٌة فً الثمافة السٌاسٌة الفلسطٌنٌة ] [5عمر الغول فً مماله ٌوم 2017/9/25تحت عنوان الدولتان والدولة الواحدة فً صحٌفة الحٌاة الجدٌدة ] [6استخدمت العصابات الصهٌونٌة هذه الكذبة بعد 3سنوات فمط من حدوث "الهولوكوست" ضد ٌهود اوربا ،واستخدمتها فً عملٌات التطهٌر العرلً للفلسطٌنٌٌن فً بالدنا العام 1947وما تاله ،رغم عدم وجود أي صلة بٌننا وبٌن حروب االوربٌٌن وكرههم للٌهود الدٌانة ،فحصل التهجٌر والنكبة. ]ٌ [7مول الكاتب المصري عبد الحلٌم لندٌل فً ممال له تحت عنوان ال سالم مع "اسرائٌل" فً سبتمبر ":2017جرت إعادة سٌناء صورٌا لمصر ،وممابل ثمن محدد ،هو إخراج مصر بثملها الحاسم من دائرة الصراع مع (إسرائٌل) ،ولم تكن النتائج «رائعة» وال ٌحزنون ،فمد فرضت المعاهدة نزع سالح شبه كامل فً سٌناء ،وبعمك ٌصل إلى مئة وخمسٌن كٌلومترا من خط الحدود المصرٌة ـ الفلسطٌنٌة التارٌخٌة ،وحظر إلا مة مطارات وموانئ حربٌة بحرٌة مصرٌة فً سٌناء كلها ،وهو ما جعل من عودة سٌناء عمال صورٌا، ظلت آثاره الوبٌلة تتفالم ،إلى أن جرت تطورات السنوات األخٌرة ،وعاد الجٌش المصري بكامل هٌئته إلى سٌناء كلها ،وبما أنهى عار نزع السالح المترتب على المعاهدة المشؤومة" ] [8فً هذا العام 2012تم لبول فلسطٌن دولة مرالب فً األمم المتحدة ضمن جهود الرئٌس أبومازن والمٌادة الفلسطٌنٌة. ] [9هانً المصري ٌوم 2017/9/26ومماله :حل السلطة والدولة الواحدة :خٌار جدٌد أم مجرد تهدٌد؟
انتهى
7