مركز الناطور للدراسات واألبحاث
بكر أبوبكر
معضلة الفصائل الوطنية وأفول نجم التنظيم
معضلة الفصائل الوطنية وأفول نجم التنظيم!
بكر أبوبكر نشر مركز الناطور للدراسات واألبحاث مركز االنطالقة للدراسات
1
معضلة الفصائل الوطنية وأفول نجم التنظيم المؤلف :بكر أبوبكر الطبعة االوىل 2222م مركز الناطور للدراسات واألبحاث
مركز االنطالقة للدراسات
جميع الحقوق محفوظة.
2
المحتويات مقدمة :معضلة الفصائل الوطنية ،وأفول نجم التنظيم الفصل األول :الفهم والرؤية فهم المرحلية مقابل الجذرية ر واالستاتيجية الرؤية ر اتيج المقاومة الشعبية يف اإلطار االست ي السياس (الوعاء) التنظيم ي الفصل الثان :أفول نجم التنظيم السياس، وافتقاد الرؤية حي ُت ّ مزق المهابة ّ طلة المشاهت ُ العري التنظيم ّ وشباك التذاكر ي ّ افتقاد الهدف الكبت والتكدس ٌ ه نقاط خمس ري التاحم عىل القمة الكسول والمخلص واالنتهازي 3
بناء النظام (القانون/الالئحة) التنظيم المرتبك والتنظيم الواثق ا العضو أوًل وليس القائد و 6أمور فقط خاتمة.
4
مقدمة :معضلة الفصائل الوطنية وأفول نجم التنظيم! ً أساسا تعان التنظيمات السياسية 1اليوم يف فلسطي ي من معضالت ثالث تتلخص بالفهم ،ثم الرؤية ر واالستاتيجية فالوعاء (التنظيم الحامل).2 ه يف كيفية وعليه يمكننا القول أن المعضلة األوىل ي وطن ه مرحلة تحرر ي فهم طبيعة المرحلة رالحالية هل ي ذان محدود باتجاه الدولة ،أم مرحلة ه مرحلة حكم ي أم ي تكريس الدولة أم امكانية الجمع بينهما .أم ماذا؟ 1الجماعة اثنان أو أكثر بينهم تفاعل اجتماعي ،أما المنظمة (الفصيل ،التنظيم...الرسمي وغير الرسمي ،والربحي وغير الربحي) فهو بتعريفنا :مجموعة من األفراد المؤمنة والملتزمة التي تلتئم حول فكرة أو هدف أو حاجات جامعة ،وتقوم بعمل مشترك لتحقيقه ،ويضمها هيكل (إطار تنظيمي) يوزع المسؤوليات والعالقات والجهود واآلليات ،ضمن النظام (الدستور) الناظم .وغالبًا يفهم التنظيم أو المنظمة الرحبة بيئة مفتوحة وليست مغلقة كما الحال في التنظيمات األيديولوجية الصارمة ،أوالسرية المتطرفة. سا على أكتاف 2المنظمة أو التنظيم السياسي يحمل الفكرة أسا ً األعضاء وتُرى حيّة عبر العمل الجاد المثابر. 5
وف جميع االحوال تتوقف الرؤى عند المتخاصمي ي السياسيي يف الساحة الفلسطينية عند حدود ر المشوعي المتصارعي الذين يعتتهم المتطرفون واالقصائيون غت قابلي لاللتقاء بينما يرى المعتدلون أو الوحدويون امكانية الوصول بهما لمنطقة وسىط أي وطن (ربما فهم طبيعة المرحلة أنها مرحلة تحرر ي ّ وبالتاىل ما ينشأ عن ذلك مقابل الفهم القائم ة)، ل معد ي عىل أنها مرحلة البناء واالستقرار نقيض مرحلة التحرر. ا ً ً ً وأحيانا عق ً يما فكريا عميقا، يف الحالتي نشهد جدًل حي يتم التعبت عنه بكلمات قاسية أوشتائمية يف كثت ا من األحيان وعت المواقف المتصادمة والمتضاربة بدًل من النقاش والحوار واالستيعاب. نتساءل هل هناك من فهم ر مشتك ،ثم رؤية جامعة ثم وعاء جديد يتجاوز القائم داخل المنظمات عامة؟ أي هل يوجد تيار عريض داخل كافة التنظيمات السياسية الفلسطينية –عابر للتنظيمات السياسية- يرى إمكانية االتفاق عىل وسطية الفهم والرؤية ر االقتاب من بعضها والوسيلة الناجعة والقادرة عىل 6
البعض ف سياق نسيج وحدوي ال ر يخش كش القوالب ي الجامدة ،ويتخىل عن األفكار المسبقة أو االعتبارات العقدية أواأليديولوجية؟ أو يتخىل عن األنوية (األنوية من طغيان األنا سواء الذاتية أو الوالدية أوالحزبية) االستبدادية ر الن محصلتها أفول نجم القضية ي الفلسطينية بيد أصحابها. ً نحاول يف هذه الورقة أن نفكر معا ونفتح الباب العريض لعلنا نصل دون ارتهان ر الفتاضات مسبقة.
7
الفصل األول الفهم والرؤية
8
حي توجد الثورة أو حرب التحرير الشعبية ،3أو حالة الوطن توجد حالة عدم االستقرار وهدم التحرر ي للقديم المستقر ،إنها حالة تهديد مطلوبة للوضع الفاسد القائم (االستعمار أواالحتالل ،أوالظلم،)... ويوجد الغضب والكفاح والتعبئة والشحن بأشكاله ُ السلمية أو العنفية الثورية ،وحيث فهمت المرحلة أنها بناء واستقرار ،فالبناء نقيض الهدم لألسس القديمة ر ر تأن الثورة لتقويضها ،وبناء النموذج البديل. الن ي ي من هنا وضمن فهم الهدم والبناء أوالمقاومة مقابل ائيىل السلطة؟ يصبح التعامل مع العدو الرئيس (االس ي المحتل) والنقيض الثانوي (صاحب وجهة النظر ّ األخرى) وكأنهم سواسية وفق الفهم الحدي المتطرف ر الذان أو مكونات الدولة بمعن تصبح السلطة أوالحكم ي ً ً (البناء) مستهدفة أحيانا قبل وأحيانا بعد التناقض الرئيس ،وهو ما يسميه متطرفو الفصائل الفلسطينية وعىل رأسهم التيار المتطرف يف فصيل "حماس" 3في إطار الثورات العالمية وفي فلسطين كانت حرب الشعب طويلة األمد أو طويلة النفس. 9
المؤمن بما يطلقون عليه مدرسة أومعسكر الفسطاطي! بمعن أن المناضلي يقفون مقابل ر يأن وصم المشاري ع االنهزاميي أوالمستسلمي ،وعليه ي وأصحاب المشاري ع ،وأوعيتهم التنظيمية عامة بما ّ الوسىط، اط والتفكت ي يؤخر رأو يمنع الحوار الديمقر ي التالف. أو ي فهم 4المرحلية مقابل الجذرية ّ متوحدة ومنضبطة إن فكرة الفهم للمرحلة إن لم تكن ضمن آليات ونظم ومشاري ع يصبح االنسان العادي 4دعنا نعرف "الفهم" هنا أنه :واحدة من أهم القدرات التي يملكها البشر ألنه من خاللها يمكن التعرف على واستيعاب تلك األشياء التي تحيط بنا ،والمواقف السياسية وغيرها التي تنشأ في الحياة . ويستند الفهم على طبيعة المرجعيات العقلية والفكرية ،والظروف المحيطة والتعليم وعوامل بيئية ترتبط بالشخص أو التنظيم (الجماعة).
10
اس بي التنظيم يف حالة تيه بعد العضو فلسف سي ي ي ي النظرية والتطبيق وبي الشعارات المرفوعة والتطبيق ً عمليا سلطتي يف كل من الضفة العمىل .حيث نجد ي مقابل قطاع غزة وكلتيهما تقومان بنفس الدور الملتبس وف محاولة ثبت يف عدم تطبيق ألي من الفهمي ي فشلها بالتجربة للدمج بينهما. فكرة المرحلية لم تكن فكرة جديدة يف النضال ر ً ّ للتعاط مع ا فذ الفلسطين اليوم وإنما جاءت اجتاحا ي ي المرحىل. أصبح ما مقابل الجذري ي المرحلية منذ العام 3791جاءت عىل إثر توقف جبهات القتال عن إطالق حممها وفق ما ّ صح به الرئيس المرصي الراحل أنور السادات بأن حرب رمضان وبالتاىل تخرج مرص ومعها األمة العربية آخر الحروب، ي يعن سقوط كل من المعركة الحربية للتحرير ،ما ي العرن تنظتات "هانوي العرب" أو الدعم العسكري ي انتقاىل لتبن شعار ي للمقاومة الفلسطينية وما أدى حكما ي السياس يقول "المقاومة العسكرية تزرع والعمل ي ا وصوًل العتماد منهج المقاومة الشعبية النر يحصد" ي 11
ر اجتحتها حركة الجماهت الفلسطينية يف الوطن منذ ً العام 3799م عت انتفاضته الكتى األوىل حديثا 5تحت دعم أمت الشهداء خليل الوزير. إذن جاءت فكرة المرحلية ليس للقضاء عىل فكرة الجذرية وإنما نتيجة فهم صادق للمرحلة وكيفية التعاط معها وفق الموازين تلك القابلة للتغيت ي ]االنسان أحد أدوات هذا التغيت[ وضمن فهم معادلة المعسكرات والصديق والعدو والتناقض الرئيس ً واضحا يف تنظتات والتناقض الثانوي ،وهو ما كان ّ مفكر الثورة الفلسطينية خالد الحسن لفكرة إقامة سلطة فلسطينية عىل أي شت يتم تحريره أو ر استداده النهان وإنما باعتبارها ليس باعتباره الغاية أو الهدف ي المدخل لفلسطي كل فلسطي وهو ما سار عليه 5خاض الشعب العربي ،والشعب العربي الفلسطيني كافة أشكال المقاومة منذ اواخر القرن ال 37وفي القرن العشرين ضد الغزو االستعماري والصهيوني ثم الغزو البريطاني المتواطيء بالتطبيق الفعلي إلقامة الكيان الصهيوني عبر االعالم والكلمة والعمل السياسي ،وعبرالعمل العسكري والنداءات والهبات واالنتفاضات والثورات. 12
ً الراحل ياس عرفات الذي كان مسكونا بفلسطي كما قال عنه اإلسائيليون ذاتهم. ر ُ الن فهمت من تيارات اليسار حينها (كتلة المرحلية ي ً الدين أواالسالمويي الحقا بعد الرفض) ،ثم من اليمي ي ُ الصحوة من حالة السبات أوالموات (ما يقرب 13 ُ ً عاما) والتأخر بالفعل أي اىل العام 3799فهمت التخىل عن الوطن كىل بمعن ي المرحلية أنها استسالم ي ً لصالح شبه الدولة أوالدويلة ،وهو ما أنكره بتاتا ياس ً منعرجا إجباريا عرفات الذي اعتت "اتفاقية أوسلو" ُ ً ً أسماه المفكر صخر حبش (ممرا إجباريا) أوكما كان ا الفلسطين يف حدود 3769 ستقالل اال لتحقيق وصوًل ّ ي ر عت عنها خالد الحسن الن ه األهداف المرحلية ي وهذه ي ه الخطوة بالقاصة إن لم يكن جذرية التناول ي النهان ي الصحيحة. ّ ُ المرحلية ظلت فكرة مدانة وصنو االستسالم-وقبلها ً استسالما -اىل السياس برمته يعتت وأثنائها كان الحل ي أن بدأت كافة التنظيمات الفلسطينية تتبناها ما حصل منذ وثيقة األسى عام 6336ثم برصاحة ووضوح يف 13
وثيقة "حماس"عام 6339يف الدوحة ،ثم يف اجتماع أمناء الفصائل مع الرئيس أبومازن يف 6363/7/1بي رام هللا وبتوت. ر واالستاتيجية الرؤية ه معضلة المعضلة الثانية لدى فصائل السياسة ي ر الرؤية والهدف ومعضلة الشاطية (االستاتيجية) الوطن الشامل 6والمتفق عليه ومعضلة بناء التنامج ي الوطن المنشود. بما يمثل االجماع ي ً إن كانت طبيعة المرحلة وفهمهما واضحا لدى كافة األطراف فإنه بالرصورة ينشأ عنها بناء ر استاتيجية عمل 6طرحت مختلف الفصائل البرنامج الوطني الشامل ،وكذلك التجمعات السياسية بل وعدد من مراكز الدراسات المحترمة، وخاضت حركة "فتح" مع "حماس" حوارات طويلة-منذ ما قبل االنقالب عام 6339م -أنتجت عديد الوثائق التي أقرتها الحقًا مختلف الفصائل .ولكن لم يكن لها أثر بالتطبيق على األرض .لذا فالفهم هو األصل بمعنى التعامل برحابة مع المرجعيات الفكرية ً ً وعزال لقيم وصوال لتحديد الرؤية، المختلفة الستيعاب اآلخر السلطوية والذاتية والحزبية القاتلة ،إضافة لتدخالت االقليم. 14
(طريق للعبور أو جش للوصول) ورؤية تتوافق مع وطن أم مرحلة بناء طبيعة الفهم ،أكان مرحلة تحرر ي عىل فرضية أن الفهم منطلق من هذين المنظورين األوحدين كما أسلفنا. وه وال يفيد هنا فكرة عرض الخيارات وكأنها بدائل! ي األوىل. بالحقيقة نقض للفهم ي ً التخىل عن رؤية تحقيق بمعن ال ُيفهم عقليا ي الطبيع االستقالل لدولة فلسطي القائمة بالحق ي والقانون والتاريج (حسب اعالن االستقالل 3799م) ي ي ً عضوا مر ً اقبا عام 6336م) (دخلت األمم المتحدة بالقول كما هو حاصل اليوم-بعد انسداد األفق السياس -أن الخيارات أمامنا كثتة؟ منها :إما بالعودة ي لتقسيم العام 3799أو خيار الدولة المواطنية الواحدة ّ كلها ،وكأننا نملك أن نختار ً تماما أي خيار! يف فلسطي كما لو كنا يف مجمع تجاري حافل بأصناف من البضائع تنتتظر فقط أن نلتقطها؟ أوكأن القرار منوط بنا نحن فقط؟
15
اليستقيم التعامل مع الرؤى الشمولية ضمن فهم ر االستاتيجية عن المرحلة .فرؤية االستقالل مختلفة رؤية الدعوة للعودة لمرحلة العام 3799وقرار ر (استاتيجية) بتبن شعار أو ساطية التقسيم ،أي ي جديدة أو رؤية ،قبل تحقيق االستقالل لدولة فلسطي ر واالعتافات المحتلة بعد كل سنوات النضال هذه ر الن فاقت االع رتافات بها ،تلك بدولة العالمية بالدولة ي الصهيون؟ الكيان ي ً التخىل عن كل هذه التضحيات إذ كيف يستقيم عقليا ي السياس دون والنضاالت ضمن رؤية انسداد األفق ي العودة للمرب ع األول أي طريقة فهم المرحلة .ودون ا ر ُ لألكت أو األصعب أوشبه يشكل مدخل الوع بأن األقل ي المستحيل -يف ظل تخلخل القوى -اىل امكانية التحقق ّ أي أن يكون تحقق االستقالل لدولة فلسطي (ما يسم ا بحل الدولتي) مدخل لتحقيق متطلبات الفكر الجذري. ر ً فال بدائل هنا أو خيارات متاحة استاتيجيا ،وإنما ر نضاىل قد تقع أو ال تتاىل صحيح الفهم ي ي يأن ضمن حالة ي 16
ً استنادا عىل طبيعة الشاطية ( ر االستاتيجية) تقع المتبعة. التتاىل يف الرؤى والهدف يجب أن يكون مرحلة حالة ي نحو دولة المواطنية لكل الوطن ،نعم ولكن ال يمكن المرحىل بداللة شعورنا االستغناء عن هذا الهدف ي الحاىل بالفشل ،ونحن ّ ر جيشنا كل الدنيا باتجاهه وحن ي كافة الفصائل ر الن كانت رافضة لهذا الحل! ي التخىل عن هدف االستقالل لدولة وكأننا –حال ي ً فلسطي بحدود حزيران-نسقط 03عاما من الدماء والجهود والنضال واإلنجازات ،ونبدأ من جديد! فليس هكذا تورد اإلبل. ا نته أوًل األجدى عقليا وبالفهم السياس والتحليل أن ن ي ً ي من المرحلة األسهل ولو نظريا (استقالل دولة فلسطي ً عالميا ،لنبدأ المرحلة بحدود 3769م) ،والمتفق عليها السع نحو الدولة التالية األصعب أي مرحلة ي الديمقراطية المدنية أوالدولة المواطنية الواحدة يف فلسطي.
17
ر االستاتيج المقاومة الشعبية ف اإلطار ر ر الن تضع األهداف الوسيلة المشتقة من االستاتيجية ي ُ ًّ وترسم شكل الطريق قد تتخذ من بناء الدولة سلما العنف ،ولكنها لن تكون ُمالمة لتخفيض مستوى التوتر ي ً ً حي يتم تصعيد المقاومة السلمية شعبيا وسلطويا وهو حقيقة الحاصل ولكن ليس بحده المؤثر والحاسم ،بل بسياقة المنضبط والمحدود. ر االستاتيجية الوطنية العامة بمعن آخر لوكانت لمجمل الفصائل المتخاصمة اليوم تنطلق من فكرة بناء أو التأسيس المستمر للدولة عت ممر السلطة ،فإن ً قادرا عىل أسلوب المقاومة الشعبية السلمية يصبح استاتيجية المواجهة وليس ر تحقيق ر استاتيجية تعويق (وف مرحلة الدعوة لتدمتها كأولوية عمل السلطة ي وأسبقية عىل مناهضة االحتالل) أواالنتظار السل ين الدوىل بتقديم صكوك عىل بياض. للمتغت ي بجناح الدولة المرحلية المرتقبة أي إن الحاصل اليوم ي يف الضفة الغربية وقطاع غزة هو توظيف واستخدام للمقاومة الشعبية السلمية بشكل منفصل وغت ّ منسق 18
وبشكل محدود وغت متصل ،بل وتجد التنظيمات المتحالفة هنا أوهناك سواء تحت مسميات المقاومة "الحرصية" أوغتها ،تنسحب أ ر وتقتب ليس ضمن الهدف الجامع وإنما ضمن سياق القوى االقليمية المؤثرة والمصالح الحزبية األنانية. ّ الكىل من كافة القوى إن المقاومة حال اعتمادها ي ا ر الوطنية ر يفتض ضبط فهم المرحلة أوًل ،ثم يفتض ا ر االستاتيجية وصوًل للوسيلة األنجع. االتفاق عىل وبفرضية أنها المقاومة الشعبية السلمية فهذا ال (ه نقيض شعار يتناسق مع األعمال العنفية المتناثرة ي رسكاء بالدم رسكاء بالقرار) ،وال يتناسق مع أفكار ً التنسيق األمن لدى الطرفي ،ر ويفتض أيضا أن تكون ي 7
7بعد أن سارت "حماس" في إثر حركة "فتح" سياسيًا ،ونضاليًا، ً ً متمايزا لالستقطاب ،ثم مدخال اتخذت من "خاتم" أو ختم االسالم اكتشفت خات ًما آخر واستخدمته حصريًا وهو خاتم المقاومة بافتراض أنها بدأت من عندها! رغم أننا نعلم بالشعب الفلسطيني مقاومة أصيلة ما قبل "حماس" بعقود طويلة ،وأيضًا منذ إنشاء فتح عام 3709وانطالقة الثورة الفلسطينية .لذا يقع التمايز المرجعي االستقطابي ويتم احتكار األختام! 19
المقاومة الشعبية (وسيلة) خ ً يارا ً عاما متفق عليه عمل ًيا ً نظريا أو للمماحكات الحزبية. وليس تصبح العوامل الخمسة لتصعيد المقاومة الشعبية السلمية ر استاتيجية السلطة والفصائل ً معا. اف للمقاومة الشعبية السلمية، *بتوسيع النطاق الجغر ي ا الميدان أوًل بمعن توسيع مساحات االشتباك ي ً *وتوسيع حجم المشاركة الشعبية ثانيا ،وتضم العمال والطالب والمزارعي والموظفي الحكوميي وغت الحكوميي...الخ يوم وليست موسمية أو ردة *وجعلها منهج عمل ي فعل لألفعال المستعمرين الغزاة اإلرهابية فقط ثالثا. *ثم وجب دعمها ً ماليا وتسخت كل الطاقات النجاحها ً ً وعالميا ،باعطائها األولوية إعالميا وجماهتيا وسلطويا ر ً خامسا والضابط لها هو خطة العمل المشتكة *ليكون ر الحام لجميع الفصائل حيث الن تشكل السور ي ي االرتباط برؤية بقاء السلطة واستثمارها بما اليؤثر عليها ً دوليا ضمن فرضية أنها المدخل الصحيح لالستقالل ر االستاتيجية. وعت هذه 20
ر استاتيجية المقاومة الشعبية بمنطق العمل الثوري السلم ال تستقيم يف الوضع العنف الممزوج مع العمل ي ي ً ً ً ً وطنيا واقليميا وعالميا ،ويجب النظر لها حاليا القائم ً جديا من منظور المصلحة الوطنية ،وليس من منظور ً ماليا أو لمصالحها يف المحاور االقليمية الداعمة ا مواجهة الغرب ،أو إشعاًل للمناكفات الحزبية االمن والخنوع واالتهامات المتبادلة بالتنسيق ي ا واالستسالم مثل 8ما هو حرتقات حزبية ليست وطنية بالحقيقة. ّ ر ع وذاك الجميع مقرص بهذا الجانب والطرفان الش ي المفتك للسلطة بالسالح يمارسان التنسيق مع 8تنتهج القوى االسالموية منهج الفصل بين الرؤى او المشاريع مفترضة أنها صاحبة فهم التحرر الوطني ،ال السلطة .فتقول بوضوح أن هناك مشروعين االول مشروع مقاومة وبالطبع يتم الخلط بين المسلحة وتلك السلمية (واإليحاء قد يكون مقصودًا) مقابل المشروع التسووي أوالتصفوي السلمي في سياق شعارات تبقي المعضلة واالزمة الوطنية قائمة وال تحث على االقتراب، وفي ذات الوقت والتنظير يُمارس أصحاب "مشروع المقاومة" في غزة كل أفعال السلطة حذو القذة بالقذة كما تقول العرب!؟ 21
ً يوميا ،ويتم استخدام السالح (سالح ائيىل اإلس ي ً ر اتيج المقاومة يف غزة تحديدا) ليس كأداة عمل است ي الوطن الجامعة ،المتحررة ضمن رؤية مرحلة التحرر ي من الحكومة أوالسلطة وإنما لخدمة مطالب "السلطة القائمة" ً فعليا يف قطاع غزة ،أي حكم "حماس" ،وهذا حزن ،وتقليص بشع وطن بالحقيقة وإنما ي توظيف غت ي ً لألهداف الوطنية وتقزيمها "معيشيا" حيث ال تجد ً فرقا بي التنسيقات المدنية واألمنية إال بالشكل أو ّ الشدة ،أومن فوق الطاولة أو تحتها ،لدى السلطة ر الشعية ولدى سلطة "الحسم" والقهر العسكري يف غزة. إن تبن ر وطن مشوع أو فهم المرحلة أنها مرحلة تحرر ي ي بمنطق فتح الخيارات كلها ر الن من ضمنها المقاومة ي العسكرية ال تستقيم مع وجود السلطة/الحكومة ا ر لن ي عملها البناء كما أسلفنا وحالة الخلط بي الفهمي لم ا ً تنتج اال طفل مشوها. حاول الراحل الكبت ياس عرفات استثمار السنوات الخمس المحددة التفاق أوسلو (3777-3779م) 22
ا وصوًل للتفاوض عىل المرحلة النهائية ،بتوطيد أركان ً السلطة كمقدمة للدولة دون أن يزي ح من ذهنه بتاتا العنف ،فلما أغلقت الوطن الثوري أو فكرة التحرر ي ي أبواب المرحلة النهائية ل"أوسلو" نتيجة التعنت ّ ر واشتاطاته المذلة يف (كامب ديفد 6عام الصهيون ي ه النتيجة. شكليها وب المقاومة كانت م) 6333 ي ً ً واستشهد أبوعمار عظيما ضاربا أروع نماذج البطولة ً والفداء( ،وكما قال وصدق :يريدونن ً أستا أو طريدا وأنا ي ً ً ً أقول شهيدا شهيدا شهيدا) ،ولكننا تعلمنا صعوبة التوفيق بي الفكرتي أوالفهمي فيما بعد. اليوم هل تستطيع أو ترغب قيادة الفصائل الفلسطينية الن تفهم المرحلة ولو ً ر الوطن أن نظريا بمنطق التحرر ي ي ُ الكرس؟! تتخىل عن سلطتها أوسلطتيها؟ وزخرف ي ّ ه إن فعلت فلقد حلت التناقض الرئيس للفهم! ي ر وبالتاىل االستاتيجية والوسيلة ،ولكنها تكون قد ي وضعت نفسها تحت مقصلة السلطة القائمة األخرى! الوطن الشامل باالنتقال من إال إن كان هناك التوافق ي مرحلة االعتماد عىل السلطة (االستقرار) اىل مرحلة 23
الوطن (الالاستقرار) بكل مستلزماتها من التحرير ي ر تضحيات بشية ومادية ،ومقاومة بأشكالها المختلفة ر الوطن المتمثل والن قد تكون أول ضحاياها البناء ي ي بهياكل الدولة القادمة الممثلة اليوم بالسلطة ،وبالطبع ً الدوىل أيضا. بااللتفاف ي التنظيم السياس (الوعاء) ه معضلة الوعاء الحامل للفهم ،ثم المعضلة الثالثة ي ر الرؤية واالستاتيجية أي مشكلة األطر التنظيمية (األوعية اإلدارية ر البشية المنظمة لألهداف والوسائل وه هنا ثالثة رئيسة تتمثل بإطار اط) ي والحوار الديمقر ي منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) ،وإطار أجهزة ر الفلسطين أوما نسميها السلطة الوطنية الذان الحكم ي ي الفلسطينية سواء يف غزة أو تحت سلطة "حماس" األمر الواقع يف غزة-مع الفارق -الواقعتي تحت ائيىل الكامل. االحتالل اإلس ي ً وثالثا يف المنظمات (الفصائل الفلسطينية) فهل الفصائل الفلسطينية اليوم ،بسياساتها وقياداتها 24
وهياكلها الداخلية الحاملة ،مؤهلة أو قادرة عىل حمل ر واالستاتيجية عىل فرضية إقرارها؟... عبء الفهم ر ودون ذلك يف ظل االحتاب اليوم خرط القتاد؟ ر الن إن إطار منظمة التحرير الفلسطينية رغم الهلهلة ي ر الن يعانيها يعيشها ،والشيخوخة والضعف والنسيان ي ر الذان عام 3779م وابتلعتها منذ أقيمت سلطة الحكم ي ً إال أنها مازالت عال ً ميا وتنظيميا (فصائليا) تحىط باجماع عىل صالحيتها كإطار ر ً معتف به ً وعربيا -يف دوليا ر ً عالميا دون تحقيق ذلك االعتاف بدولة فلسطي ظل ّ ر التخىل عن سعيتها يف ظل عىل األرض -ومن هنا فإن ي ر تزعزع وضع السلطة (أو السلطتي الشعية وتلك ً انتحارا سياسيا ألن حكومات الكيان المفتكة) يصبح ّ الصهيون تهدد ليل نهار بإزالة السلطة الوطنية عن ي ّ الوجود عدا عن "خيارات" سبق وطرحت -أو هدد بها- ُ من أقطاب بالسلطة الفلسطينية بأنها يجب أن تزال (سنسلم المفتاح) ،فماذا ر يتبف لإلطار الجامع إن كانت منظمة التحرير الفلسطينية خارج المعادلة ا واالحتضان؟ وما يتوجب عمله فعل الصالحها 25
ً ونضاليا يف ظل الفضل الكبت الذي حققته ديمقراطيا ر العالم وبناء الكيانية والحفاظ العرن و باالعتاف ي ي عليها ح رن اآلن. دعن أقول أن المعضلة بي ثالثية الفهم واإلدراك ي المستند للمرجعية الفكرية الحاكمة أو الضابطة، ر االستاتيجية ،والوعاء ال تتوزع عىل مساحة والرؤية الفصائل بمعن أن الفصيل "س" يفهمها كذا والفصيل ه معضلة عابرة "ص" يفهمها كذا ،بل بالحقيقة ي للفصائل حيث تجد هذا التوزع بالفهم أوالحتة ر االستاتيجية ومدى أوالتفكر يف تعريف المرحلة ثم بناء فلسطين. سياس صالحية الوعاء داخل كل تنظيم ي ي ً يمكننا أن نضيف هنا أيضا مجموعة هامة ومتمتة وذات رأي ُي ر حتم من تلك التجمعات أو القوى ر الن ظهرت خارج إطار الفصائل الفلسطينية ّالفاعلة ي ر الن المعروفة ،وعتت عن نفسها يف قوائم االنتخابات ي لم تجري عام 6363م.
26
ً أن امكانية التعاون أوفر حظا حي تكاتف األيدي 9 الوطن المخلصة من كافة فصائل وتجمعات العمل ي من امكانية الهدم ذاك المرتبط بالمصالح الشخصية ونزقها ،وبتدخالت االقليم البائسة والرصاعات الدولية يف المنطقة. وه الفصائل أما بالنقطة الثالثة من األوعية ي الفلسطينية ومدى قدرتها كوعاء أوأوعيه عىل حمل األمانة ومدى تحمل األكتاف للفهم والرؤية ر التاىل لنا. فف ذلك الكال م ي االستاتيجية ،ي 9فصائل أو منظمات العمل الوطني الفلسطيني هو التوصيف األمثل ألن كل التنظيمات على إطالقها تعمل في اإلطار ويسارا وتلك التي الفلسطيني مهما حملت من عباءات ملونة يمينًا ً كانت ترفض القومية أو الوطنية أو الديمقراطية تبنتها بعد طول تمنع وآخرها "حماس" و"الجهاد" التي أعلنت عن ذاتها بوضوح ال يقبل الشكل بوثيقة 6339أنها حركة وطنية فلسطينية .لذلك يجب إسقاط مفهوم الحركة الوطنية واالسالمية فهذه ال "واالسالمية" تمثل عامل تمايز مريح للطرفين لألسف ،ولكنه يقسم الشعب الفلسطيني بين مسلم وغير مسلم أوبين وطني وغير وطني..الخ. 27
الفصل الثاني: أفول نجم التنظيم السياسي وافتقاد الرؤية
28
من المهم اإلشارة لرصورة تحشيد األشخاص حول ر الن تست فكرة ما ،ثم تنظيم الطليعيي فيها .فالجماهت ي ّ ه جماهت قابلة للجذب سائبة بال هدف موحد ي واالستقطاب بي ر شن الفكر المتناثرة وذات الدفق ً االجتماع حاليا لسبب انتشار وسائل التواصل العاىل ي ري ّ ّ ّ والن كلها مسيسة ومهدفة. يُ إن تركت الجماهت دون هدف سام أو هدف وطن جامع (قضية) فإنها قد ترتاح يف منطقة قوم /ي ي تلن حاجاتها حيث وتتموضع المشاكل عن االبتعاد ي الحياتية والشخصية فقط دون االضطالع بدور ما يف بناء أوتطوير الذات واكتساب المرجعية من جهة، وتفتقد باالبتعاد عن الهدف الجامع عوامل التماسك ر الن من بل وعوامل رالبقاء للمجتمع أو القضية ي المتوجب أن تبف ّ حية يف القلب والعقل والروح. وهنا يظهر دور الطليعة من المثقفي والمفكرين ُ والدعاة ،والسياسيي الجادين والكادرات المخلصة.
29
حي تمزق المهابة ه حي يختلف الساسة أو"القادة" المشكلة الرئيسة ي ً ّ ع اختالفا يمزق النسيج ي الثقاف أوالفكري أواالجتما ي الداخىل يف أطرهم ...تلبية لمطامعهم أوالتنظيم ي ي الدنيئة ،دون أن يدركوا -أو ربما بإرادة البعض -مدى تأثت ذلك عىل الناس –وقبلهم األعضاء المنخرطي يف منظماتهم -الذين رغم كل رسء ر يفتضون بهم قيادة ي الفكرة أو البلد أوالشعب. إن افتقاد المهابة القيادية لسبب االنعزال عن الجماهت أو لسبب احتقارها أو لسبب التصارع ر والتاحم عىل السلطة (فوق) ،والنفوذ ً حتما سيؤدي بالجماهت ألن ً تستثمر بغتهم ،أو ألن تجد طريقا آخر ولربما يكون ً سارا أو سيئا ألننا لسنا وحدنا بالميدان أقصد أصحاب الفكرة الثورية أو الوطنية النضالية الجهادية فالكثت من األعداء أوالخصوم الخارجيي-والطابور الخامس -قد ّ السياس يحلون ويتموضعون بالرصورة يف ظل الفراغ ي قاف (نتيجة الرصاع أوافتقاد األولويات )...أو الفراغ الث ي
30
الذي أوجدناه باقتتالنا أوتصارعنا عىل "مزبلة" النفوذ والقوة ،أو السلطة أوالمكاسب الذاتية أو الفصائلية. ياس إن االنعزال عن الجماهت ،أواالستقواء بالنظام الس ُ يّ التنفيذي عليها أو استغاللها وتوظيفها لمآرب ذاتية يعد ا قتل مت ً اط أوالشوروي ،وسبب ر الديمق ج ه للن ا مج ي رئيس لعملية االنفكاك بي القيادة وبي الجماهت ر الن ي إن افتقدت القدوة صنعت غتها ،أو لربما تاهت أوأوجدتها يف سياقات أخرى. ّ طلة المشاهت العديد من الناس ممن ابتعدوا عن الهدف الجامع للشعب أو األمة وجدوا ً ً خصبا يف مساحات أقل مرتعا ما يمكن أن يقال عنها أنها سلبية من مثل االنكباب عىل اللعب قاتل الوقت والعقل ،أو االخبار الملوثة، أوالشهوات ،أو االنجرار وراء االشاعات والدعايات ّ المغرضة ،أوترقب طلة المشاهت الفسقة منهم والناجحي...الخ.
31
ولن تستطيع أن تقيم ُ الح ّجة عىل كل الجماهت ما دمت أنت يف مركز القيادة السياسية أو المجتمعية ٌ مقرص بواجبك ...ال تلتفت أوالدينية او الثقافية ً الحتياجات هذه الجماهت أو ال تبذل جهدا يف فهم وبالتاىل جذبها .أو تنعزل بأفكارك احتياجاتها وتطلعاتها ي وسلوكياتك عنها. ً ّ الج دوما بالكبار الكبار يف حضارتنا و يف نجد المثال ي ر ر الج االسالم العرن تاريخنا المسيج المش يف ً ي ي ي ي والمتسامح ،والذي هو حقيقة أمسنا ويومنا وغدا، ر المفتض أن يكون بتمتنا (وليس انسحاقنا) الحضاري، ً مبتعدا عن العقلية االستهالكية الذليلة لكل منتجات الغرب االستعماري العقلية ،واالستئثاري ر حن يف مجاله النفش. الفكري-الثقا يف ي لقد صبت مختلف الشخصيات الريادية والقيادية يف ً حضاريا-والحضارات تتمت أمتنا المتفردة والمتمتة بالوع والسبق وتتقاطع وتتالقح -النماذج واألمثلة ي وفهم المتغتات وامتالك الرؤية المتقدمة ما جعل ر الجماهت ر باالحتام والمحبة والتقديس تتلف أفكارهم 32
ّ ً أحيانا ،اىل أن زلت قدم التابعي عن المسار فتخرج الجماهت لتعلن رفضها لالنحراف والزلل. ولربما تنجح عديد الدفقات المعلواتصالية بكسب هذه الجماهت حي تنحرف القيادة أوحي تنجرف باتجاه صاعاتها الداخلية ووحشية التق المكون لشخصياتها الكئيبة أوالكالحة. ا ُ (وف البد من حسن النظر والتأمل يف أنفسنا أوًل ي أنفسكم ۚ أفال تبرصون) ،وهنا المقصود والخطاب من ما ّ الن ر ر قرصت أو للقيادات يف المساحات المختلفة ي أهملت أوتصارعت تصارع األ كباش فإن الناس تصبح يف غن عنها أو رتتقب الكبش الفائز!؟ ما ُيردي القضية، أويجعلها حبيسة األدراج الخلفية يف عقول الناس ولو ً مؤقتا.
33
العري التنظيم وشباك التذاكر السياس (وهو الوعاء الجامع) إن المنظمة أو التنظيم ي ذو القضية الذي يتصارع أفراده عىل القمة يف عكس التنظيم هو تنظيم فاشل ،بل ويحفر قته بيديه للهرم ي ر ه العامل السيما وأن المفتض بالقضية أن تكون ي التذاكر لشباك الوصول وليس الجامع االنتخان) الموصل لخشبة المشح والمصداح (المؤتمر ي (الميكروفون) (أي الهيئة القيادية)! التنظيم الذي يكون ّ جل تفكت أفراده هو االنخراط يف ّ عقلية المؤامرة والتنافس الحدي أوالكراهية المتبادلة، الفسطاط الذي ال يستبي األلوان هو منظمة والرصاع ي (جماعة أوتنظيم )...ذو أطر مهلهلة ومتابعة مفقودة وخروق كثتة يف الثوب فمن تغىط به فهو عريان. نرى ُ العري اليوم يف مختلف التنظيمات يف منطقتنا العربية سواء اليسارية أو الوسطية أواالسالموية كما يحدث من انشقاقات عميقة فيها (أنظر كمثال فاقع نموذج االخوان المسلمي وحرب هم الرصوس بي جبهة
34
اسطنبول بقيادة د.محمود حسي ،وجبهة لندن بقيادة د.ابراهيم منت ،وتمرد أجنحة يف جبهة مرص). وكما يحصل يف تنظيمات السودان ،وسوريا والعراق، وكذلك األمر داخل التنظيمات والفصائل الفلسطينية ما اليخف عىل أحد. إن التنظيم المخروق الثوب ،أوالمرتبك ،أوالتنظيم العاري هو التنظيم المتصارع بتصعيد صاعه للمقدمة ا ا عىل حساب التناقض الرئيس فيصبح آفل أو متآ كل يف مساحات عمله ،حيث ال ّ هم وال عمل اال التكتيل السلن مع هذا أو ذاك أو إزاحة هذا أو ذاك بالمعن ّ ي الهم الجامع المرتبط بالقضية ،فيتآكل سياسياً وليس ً وثقافيا وتصبح الديمقراطية خرقة يتم التمسح بها لمجرد ذر الرماد يف العيون.10 10هذا القول مجازي ،ويقال بتعبيرات مختلفة؛ ألنه كناية عن التمويه والمغالطة وإلباس الحق بالباطل .يقال :ذَ َّر فالن الرماد ب الحقيقة عنه ،فهو تعبير ضلَّلَه و َح َج َ في عين فالن ،إذا َخ َد َعه و َ اصطالحي؛ إذ هو مثل أوجار مجرى المثل ،وشاع استعماله بهذا المعنى المجازي. 35
افتقاد الهدف الكبت والتكدس ّ التنظيم اآلفل اىل ذلك هو التنظيم الذي يتكدس فيه األعضاء عند القمة ،او يسعون للتكدس هذا (أي قمة التنظيم) هرم القيادة أوالسلطة التنظيمية ضمن الهرم ي ال يدرون من أيامهم اال أن يصلوا لهذه القمة لتحقيق ر تفتض المكاسب ال المكاسب! وكان القضية التضحيات؟ واىل المكاسب المادية والوظيفية والشخصية يضاف ّ معان الوجاهة أو المكانة أ كانت حقيقية أوخلبية ي ساع لها أن كل عىل حقيق مسع تمثل فإنها ة، فارغ ي ي يخوض صاعه كما يظن... ُ لقد افتقد الهدف الكبت والجامع فثارت األحقاد ّ أوالمنافسات اإلقصائية والرصاعات الحدية ،وتكاثرت الشجون واآلالم ،وتبارز الكارهون ألنفسهم أو اآلخرين. ولم يعد المقياس أوالبوصلة عند هؤالء المتصارعي هو مقدار العطاء أو العمل كما كان لنا من استفادة عظيمة
36
من الدكتور العالمة العظيم عىل نايفة 11الذي قال يف مقابلة له أن المقياس يجب أن يكون هو حجم االنتاج وليس الكالم أو عدد السنوات. ه نقاط خمس دعنا نقول بوضوح ومن خالل نقاط خمسة التا يىل ً أساسا) ال تدوم بال أوال :التنظيم (المنظمة السياسية ميدان متواصل ذو ديمومة ،يخدم الهدف يوم ي عمل ي ر والرسالة والرؤية واالستاتيجية كما كان نهج األوائل يف الفلسطين أمثال ياس عرفات وخليل الوزير إطارنا ي ر الشقاف وصالح وفتج وجورج حبش وخالد الحسن ي ي الحسين خلف وأحمد ياسي ،وقبلهم عبدالقادر ي وعزالدين القسام وأمثالهم من الكبار. 11البرفسور علي نايفة رحمه هللا عالم عالمة يعد من القلة الموسومة برفسور مميز أي مثل انشتاين وهو بمقابلة ثرية له ذكر عوامل النجاح للموسسة .وكان مما ذكر الفرق بين التقدير ونواله في المؤسسة المحترمة فأوضح من التجربة أن العمل واالنتاجية كانت المقياس واإلتيان بجديد مفيد. 37
سياس أو نظام (قانون) ثانيا :ال تنظيم يدوم بال برنامج ي داخىل( ،مرجعية) فكيف باهلل عليكم يواجه مثل هذا ي حن أعداءه وهو بال ّ التنظيم أنصاره؟ أو ر ماهية والماهية الشاطية ( ر تنطلق من وجود ّ االستاتيجية) الواضحة السياس الواضح ،والقيم الواضحة ،وكذلك والتنامج ي الداخىل (القانون األمر من خالل وجود النظام ي أوالدستور) الذي ّ يؤمن العالقة الواضحة بي مختلف المسؤوليات ،والمسؤولي واألعضاء وطبيعة التقاطعات والمهمات والواجبات الملقاة عىل عاتقهم ر واالستاتيجية والتنامج. لخدمة الهدف سياس يست بال رجلي؟ وهما هل تظن أن تنظيم ي الداخىل؟ السياس والنظام هاتان الرجالن أي التنامج ي ي يتكء عىل تاريخه فقط أو وإن رأيته يست ّفهو أعرج أو ي عىل عظمة مؤسسيه دون أمل له بمستقبل ناهض. ثالثا :التنظيم بال رؤية مستقبلية يستطيع بها ،إذ كان ّ عليه أن يرى المتغتات ويستبق ردة األفعال بالفعل هان المحقق لهدف القضية كما كان يقول الكبت ر ي الحسن بالتحليل السياس حيث أن ر (جدن) سن ي ي ي 38
ّ تستطيع القول أنها تحلل سياسة؟ ولكن ما الفرق بينها بالوع بالمستجدات وبي القائد إن الفرق هو ي والمتغتات وامتالك الرؤية كما قال. ونحن تدهمنا المتغتات السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،والفكرية ،والتقانية عت فيوض االتصاالت المهدفة من وسائل التواصل ومنها التواصل االجتماع وعت الشابكة ر (انتنت) والتطبيقات ،وال ندري يكيف نتعامل معها أونصدها أو ُن ّ طوعها أونستثمرها.. رابعا :عندما تتمحور حياة معظم أعضاء المنظمة السياسية (التنظيم) حول المكاسب الذاتية أو الخاصة (نتيجة المناخ القيادي 12الموبوء) باعتبارها المدخل ر الن تتفوق الرئيس لمعاشهم وحياتهم ومكاسبهم ي 12إن المناخ القيادي هو الجو النفسي العصبي الذي ينشره القائد وفي وتأثيره، عمله مكان في أو حوله نطاق المرؤوسين أو"األتباع" أو الكوادر أو األشخاص تحت حول آرائه االلتفاف منه أساس قيادته ،ويجعل أوسياساته أو عمله ما يتفاعل مع أوفكرة حاجات وأفكار جمهوره. 39
الوطن أو الخادم للقضية المركزية عندهم عىل الفعل ي فإننا نشهد ً حتما أفول الشمس أو النجم لهذا التنظيم. فاألعضاء ال يدركون دورة التاري خ وقيام ثم انهزام التنظيمات واألفكار والدول. أما خامسا :فإن نمو الشخصانية أواألنا العليا أو عقلية ر وتفش ظاهرة االستبداد البطريركية دون المؤسسية، ي كل ف موقعه ،وعليه التفرد والتنعم بالوضع الذانر ًي ي ً المستقر خوفا من االنتقال للوضع الجديد (أي بعيدا عما يسم منطقة الراحة حيث تجد خارجها صورة ً ً تقليديا محافظا (هل التعلم واإلبداع )13يجعل التنظيم 13منطقة الراحة أواألمان هي منطقة وهمية ،تستخدم للداللة على حالة نفسية يعيشها الفرد ،بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى كبير عن نفسه ،معلوماته ،مهاراته، قراراته ،وحتى عن األشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يتواجد فيه ،حيث أن جميعها ثابتة اليوجد فيها أي جديد أو متغير، وهذا من شأنه سلب التحدي من الحياة للفرد .،تصبح المعادلة بسيطة وواضحة :تحديات أقل ،مهارات أقل ...وفي المقابل، تحديات أكثر ،مهارات أكثر وأقوى خارج منطقة االمان أي في منطقة التعلم ومنطقة النمو التي تعني لهؤالء المرتاحين على مقاعدهم الوثيرة الذعر من التغيير ورفضه. 40
ً ً رجعيا أم منافقا؟!) وقد يتحول لتنظيم ثانوي يف نقول ً حياة الناس ،أو يأفل نجمه كليا إن لم يلبس من األثواب ا ً ومنهجا ر واقت ًابا من الناس. أزهاها عقل ر التاحم عىل القمة ّ ولنكرر السؤال لماذا ر التاحم أوالتكدس عىل القمة؟ السياس بالبلد) يف التنظيم بالفصيل ،أو (قمة الهرم ي ي الفصائل عامة ومنها يف حالتنا الفلسطينية بمعن ّ االهتمام بأن يكون الشخص يف سدة اإلدارة أوالمسؤولية أو ما يسمونها يف الفصائل السياسية (هيئة ً ً سياسيا أو أمانة عامة أوهيئة مكتبا القيادة) 14أكانت إدارية أو لجنة مركزية أو أي مسم آخر.؟
14ليس بالضرورة أن تكون المسميّات السياسية لدى الفصائل منطبقة على التعريف العلمي للمصطلح فهناك فصائل تسمي نفسها حركة وهي حزب ،وهناك من تسمي نفسها جبهة وهي حركة...الخ ،وكذلك األمر بمصطلح "القائد" الذي نراه :الشخص المسؤول والنموذج القادرعلى اخراج أفضل ما لدى األشخاص ضمن/تحت مسؤليته بحدهم األعلى واستثمارهم وتشغيلهم بكفاءة. 41
السياس-خاصة بكل وضوح ألن العضو يف التنظيم ي بالمناخ القيادي الموبوء -أصبح بال قيمة. السياس أهمية وقيمة ودور لو كان للعضو يف التنظيم ي الداخىل) هو الحكم، واضح لكان النظام (القانون ي ط ولكانت الحياة التنظيمية الداخلية قادرة عىل التعا ي مع مختلف االختالفات واالحتياجات والتدافعات بحرص واهتمام شديد ،ومتابعة حثيثة. ا حقيقة التنظيمات السياسية اليوم أنها بدال من أن الواع المناضل العامل تعتمد عىل العضو الفاهم ي أصبحت تعتمد عىل ّ الكم .وكان الهدف الرئيس هو التجييش أوالتحشيد وليس التنظيم .والفرق بي المفهومي كبت فاألول يهتم بالكم والعدد مهما كان انتخان فقط ،وليس أنه أمامنا قضية وكأننا يف سباق ي الثان أي "التنظيم" وطنية عادلة وسامية ،والمفهوم ي يعن تنظيم الجهود وإدماج القدرات وتأهيل األعضاء ي يعن جهد وعمل ذو ديمومة ومثابرة ال تهدأ. ما ي لذا فهيئة القيادة أي كان مسماها اآلخر ال تعني أن كل من فيها هم فعليًا وعلميًا قادة. 42
بكل بساطة حي تضعف "القيادة" فإنها تخاف من القاعدة .لذا تهتم مثل هذه القيادة بتلك العناص خاوية الفكر ،15أو ر المتلفة ،والضعيفة أو تلك غت المؤهلة ً ً ر وطمعا وليس قناعة الن تب ّجل من هم فوقها خوفا ً ي ً وإيمانا وصدقا. ّ العضو أوالكادر المنظم الفاهم ،حامل القيم ،والعامل هو كادر يناقش ،ويرفع اصبع االستفسار واالستيضاح يعن بالعامية ونقطة النظام أمام أي تجاوز للنظام ي ر واألكت راحة (للقائد "وجع رأس"! لذا فاألبسط ر المستي ح عىل مقعده الوثت) هو االعتماد عىل خاو ي ين الرؤوس!
ً شماال 15هي ذات فكرة الشخص اإلمعة (الذي يسيّره الناس ويمينًا) التي نهى عنها رسول الخلق ،وفكرة الهمج الرعاع التي أشار لها علي بن أبي طالب مقابل العالم والمتعلم على نهج النجاة، وهي فكرة العاقل وغير العاقل عند الغزالي في تمييزه بين المؤمن ولكن الجاهل ،وذاك غير المؤمن لكن العاقل الذي يرده عقله. وفكرة أن المستبد يستعين بالضعفاء المخلصين لشخصة ويستبعد العقالء واالكفياء ألنهم غير موالين. 43
الكسول والمخلص واالنتهازي امتألت هياكل التنظيمات السياسية بحشود كسولة ّ (ه أقرب لجماهت غت منظمة عن أن تكون أعضاء ي يتمتعون بواجبات وحقوق العضوية) غت عاملة (ال ً سطرا يف منشور عىل وسائل تقوم بعمل إال إن احتسبت ا ر االجتماع أو صورة ينشها عمل!؟) أوحشود التواصل ي غت فاهمة أو غت منظمة أو مرتبكة ،أوغت مثقفة ولو األدن فأصبحت بالحقيقة مجرد ُجموع بحد الثقافة ي ترتبط باألشخاص أو المال أوالرغبة بالصعود ،أوالحالة التوظيفية له. وإن وجد بي األعضاء الكثت من المخلصي الذين يتم استغاللهم النبهارهم بالقيادة أولحقيقة إقبالهم عىل الوطن دون مطالب ذات طابع مرتبط العمل ي ً بتغيتاألشخاص (القيادة أساسا) أو بتغيت األنظمة والمنهج.
44
ر 16 الزئبف كما تجد ذاك االنتهازي الذي يعتت هذا المناخ ي المائع مناخه المناسب ً قطعا. 16أنظر فكرة "المناخ القيادي" المؤثر ،أو ما تم التعارف عليه سابقًا ضمن فكرة "كما تكونوا يولى عليكم" أونقيضها "الناس على دين ملوكهم" حيث يقول أبو منصور الثعالبي" :كان األغلب على عبد الملك بن مروان حب الشعر ،فكان الناس في أيامه يتناشدون األشعار ويتدارسون أخبار الشعراء ،وكان األغلب على الوليد بن عبد الملك حب البناء واتخاذ المصانع وكان الناس في أيامه يخوضون في رصف األبنية ،ويحرصون على التشييد والتأسيس، وكان األغلب على سليمان بن عبد الملك حب الطعام والنساء، فكان الناس في أيامه يصفون ألوان األطعمة ويذكرون أطايبها، ويستكثرون من الحرص على أحاديث النساء ،ويتساءلون عن تزوج الحرائر ،واالستمتاع بالسراري ،ويتجاوزون في الباه، وكان األغلب على عمر بن عبد العزيز حب الصالة والصوم وكان الناس في أيامه يتالقون ،فيقول الرجل ألخيه :ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ وبكم تختمه؟ وكم صليت البارحة؟ وهل أنت صائم؟ وكان يزيد بن عبد الملك يحب الخيل وكان الناس يتنافسون في اختيارها ،ويتقربون إليها ،باتخاذ األجود واألحسن منها ،وكان هشام بن عبدالملك يحب الثياب ونفائس اللباس وكان الناس في أيامه يتبارون في التجارة فيها ،ويتواصفون أنواعها، وكان الوليد بن يزيد صاحب له ٍو وشراب وسماع ،وكان الناس 45
بناء النظام (القانون/الالئحة) المشكلة يف األوعية أي التنظيمات السياسية الفلسطينية باعتقادي هو يف طريقة بناء النظام المفض للعمل. ي الداخىل (القانون أواللوائح ،أو الدستور) النظام بناء ي ر من المفتض أن يؤدي إىل تفصيل طبيعة العالقات بي المستويات اإلدارية-التنظيمية المختلفة وتحديد وبالتاىل توضيح حقيقة الحقوق الصالحيات ي ر ر ر ه مقياس الت يف ومقياس التقدم الن ي والواجبات ي الداخىل ما هو مفقود بحقيقة النظر. ي ر الفلسطين- الوطن أنظر كمثال لتى حركة التحرير ي ي ً اجتماعا عىل مدار 0سنوات من فتح عقدت 63 داخىل وفق 6363-6336القرار قانون أو نظام ي في أيامه يتشاغلون في المالهي ويترخصون في النبيذ ويقولون بالسماع ،وقد صدق من قال :إن الناس على دين ملوكهم والسلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها".
46
معطيات المؤتمرالسابع يف رام هللا نهاية 6336م ولم ً تنجح بتاتا!؟ يعن أن العمل مستمر بالنظام (الدستور أو القانون) ما ي ا ً يعن فشل فاقعا وارتبط الفشل بكل وضوح القديم ،وما ي ّ بحقيقة المصالح واختالف التجارب للجان أو اللجنة المعنية بتعديل النظام ،وكانت عقدة العقد حي الحديث عن مهام "القيادة" أي اللجنة المركزية وأدوراها ،وال يغيب عن الذهن أن "فتح" تست بال ً سياس أيضا! إذ لم يصدر عنها منذ مؤتمرها برنامج ي األخت السابع. فكيف لتنظيم مثل هذا أن يكون ذو أفق أو قدرة عىل ر ً ً مشقا واثقا بهكذا سلوك تجاوز المحن ،أوألن يعود وهكذا "قيادات"؟! "كما تكونوا يوىل عليكم" أو "الناس عىل دين ملوكهم" قد تكون مقوالت لها نصيب يف األطر التنظيمية ه اإلدماج والسياسية ،ولكن مهمة التنظيم المناضل ي
47
ر والتبية والتثقيف والتعبئة ثم الدفع للعمل ثم العمل ثم العمل الناجز.17 ر ر لن إن ه المهمة النوعية ا ي اإلدماج والتبية والتثقيف ي الكم لألعضاء ال نستطيع تم إهمالها لصالح التجييش ي أن ر نقتب من صورة ابن التنظيم المثال أو القدوة أوالنموذج ،لذا فالمشكلة بالنظام (القانون) الذي يجب ّ أن يركز عىل منطق العضوية وأهمية العضو ودوره يف أي من المستويات التنظيمية-القاعدية والقيادية يف داخل األطر.
سو ُل َّ ِ َّللا تَ َعالى ي ُِحبّ ِإذَا 17قَا َل َر ُ صلَّى َّ َّللاُ َع َل ْي ِه َو َ َّللا َ سلَّ َمِ :إ ّن َّ َ َع ِم َل أَ َح ُد ُك ْم َع َمالً أ َ ْن يُتْ ِقنَهُ. 48
التنظيم المرتبك والتنظيم الواثق دعن هنا أناقش ذات األمر بشكل آخر إذ أنه يف التنظيم ي السياس نجد مساحة واسعة من المظاهر المرتبطة ي بالمنظمة ،أو الدالة عىل التنظيم المرتبك ،أوالمخالف له ما نطلق عليه التنظيم الواثق. شكىل التنظيم هذين هو يف االنجاز الفروقات بي ي أواالنتاجية كما أسلفنا ،و يف المبادرة ،يف العمل والعطاء، يف تحقيق األهداف القريبة والبعيدة ...ألن التنظيم والسياس وإن كان يحيا باإليمان واألفكار إال أن الثوري ي ر تمش عىل األرض تكون من خالل رؤية هذه األفكار ي الممارسة لألعضاء ،من خالل القدوة ،ومن خالل ر وااللتام تحقيق االنتاجية وعتالعمل الدؤوب، والمثابرة ،هو حقيقة المقارنة بي الشكلي. الوطن وف حركة التحرير يف إطار الثورة الفلسطينية ي ي ً الفلسطين -فتح كان دوما ما يتفوق أصحاب المبادرات ي والعمل والعطاء عىل أصحاب الفكر والتخطيط والعقلنة ،لكنه ف اإلطار الصحيح وجب ر اقتانهما ً معا، ي بتوازن ،لنتمكن من تحقيق العقلنة للمسار ،دون 49
مغامرات غت محسوبة أو مقامرات ،ولنتمكن من التحفت والتعبئة ر والتبية من جهة ،ولدعم االبداعات ومبادرات العمل من جهة أخرى. ً إذا كنا أمام تنظيم واثق فإن المسار يختلف كليا عن الهالم أو المرتبك أو ذو التوصيف القائم للتنظيم ي الشمس اآلفلة ،ألن التنظيم المرتبك قد يكون مآله الضمور أو االنهيار وفيه قد نجد :هياكل تنظيمية مهلهلة تهمل العضو والواجبات ،ونجد أعضاء غت ّ جديي المبالي (عىل دين ملوكهم) ،ونجد اتصاالت مقطوعة أوباهتة بي الجميع ،ونجد قيادة تهتم فقط ً بالتجييش أوالتحشيد بعيدا عن التنظيم بالمعن ر والتشغيىل. التبوي التعبوي التثقي يف ي ومن هنا نرى المقابل المخالف لما سبق هو التأكيد عىل أهمية عمل الفريق والجماعة كأداء وانتاج يحقق الهدف ويعىط معن التنظيم ّ الفعال أو الواثق ي ّ الجماع المنظم يتم تكريس العمل بالعمل *ألنه ي ر وااللتام بخطواته والثقة بما يقوم به.
50
*وألن العمل كمحرك رئيس للفكرة يخترص بالعمل المشتك الوقت ويوزع الجهد ضمن ر ر االلتام الجماع ي بالمقياس (المسطرة) عت المتابعة. *ويشعر الجميع بالتقدير ،فلكل دوره ،و بالزهو ً صغتا أوالمشاركة أواالنتصار مهما كان حجم النرص ً لكنه ربتاكمه يؤدي حتما لالنتصار الكبت. النضاىل أو بالعمل الجماع داخل التنظيم يف العمل ي ي ّ ً بروح الفريق يصبح التنظيم الحامل للفكرة مجسدا ً ً واثقا عت مجمل أدائهُ ، وحسن تواصل لها ،ويتز متألقا قيادته مع أعضائه ،وتصبح المعنويات عالية ،وتشكل العالقات الصحية األفقية والعمودية حائط مانع للتشب أو االرتباك أو االنهيار.
51
ا العضو أوًل وليس القائد و 6أمور فقط لنقل ببساطة أن المطلوب تكريسه يف الحياة التنظيمية نضاىل وطن المتواصلة يف داخل أي تنظيم أوحزب ي ي ثوري ،أو داخل أي وعاء ليصلح لحل المعضالت ر واالستاتيجية ،أمور ستة ليست وتحقيق الرؤية ه جديدة عىل أهل التنظيم ،ولكنها مفقودة أومهملة و ي ر العضوالن تمكنه من بلورة تلك المتعلقة بواجبات ي إيمانه وتحقيق ر التامه والشعور بقيمته ودوره ضمن الجماع المثابر المحقق لالنتاجية واالنجازات، العمل ي ً ر 18 بعيدا عن الرغبات التجييشية أوبالتاحم فقط ر ّ (المفتض) دوره فلكل داخل الجماعة ب"القمة" ر وه: المحتم ي السياس -3يجب أن يكون لكل عضو يف التنظيم ي والنقان أو يف المؤسسة )...مهمة أو تكليف أوعمل (أ ي 18فكرة التجييش أو التحشيد داخل المنظمة ليست جديدة بل كانت في سياق عشرات السنين وكان تحت مسمى االستزالم او التبعية ألبي فالن او أبي فالن ،وكانت أقرب للتكتيل أو التمحور منها للتجييش العام لكل األعضاء. 52
(واجب) محدد صغت أم كبت ،مرتبط بهدف أوغايات المنظمة العامة والشاملة ،ويعطيه معن الدور المقدر داخل المنظمة ،ويشعره با ر الحتام والتقدير. النظام الدوري حيث طرح -6ال بديل عن االجتماع ي الداخىل ،والتقابل والحوار وحيث التثقيف الوضع ي ر الذان ،وطرح التامج أو الخطط الداخىل والنقد والنقد ي ي ومتابعة تنفيذها. -1ال مناص من تقديم التقرير الدوري من كل عضو عن نشاطه أومهمته ،فال قيادة فاعلة بال متابعة ،وال خطة موضوعة تنفذ بال متابعة ،وال متابعة بال اجتماع أوبال تقرير ،والمتابعة بال زمن محدد ،وال خطة تنفذ بمتابعة دون مقياس (مسطرة) ،والقدرة عىل التحليل والتقييم والمحاسبة والنقد بال متابعة دورية. ً ً -9مسؤولية العضو واضحة بالهيكل صعودا وهبوطا ر المباس عنه، بمعن أنه يجب أن يعرف من المسؤول وهو مسؤول ّ عمن (إن كان يرأس لجنة أو مهمة محددة لفريق )...أو ّ عماذا ،أي ما هو العمل أو النشاط المهدف
53
(المرتبط بهدف المهمة أو هدف المنظمة العام) المطلوب منه بوضوح. -0منظمة (تنظيم ،جماعة ،نقابة )...بال اتصاالت داخلية وخارجية وعالقات واضحة هو تنظيم هال يم ر زئبف 19لذا وجب أن تكون العالقات الداخلية (داخل ي المنظمة ضمن الحياة الداخلية) والخارجية مع الجماهت واضحة ومتواصلة عت مختلف الفعاليات الوطنية والجماهتية بمعن تحول العضو لبؤرة أو مركز استقطاب للجماهت وكيف تكون القدوة إذن إن لم تكن ذات جاذبية تتطلع لها العيون ر وتشئب لها األعناق؟ -6التنظيم الواثق يستجيب للمتغتات السياسية، والثقافية واالقتصادية. ويستجيب للمتغتات التقانية (التكنولوجية) ،وعليه فهو قادر عىل استخدام كل الوسائل (بما فيها اليوم ر ر "انتنت" )...للوصول االلكتونية وعىل الشابكة االجتماع ألعضائه جميعا يف ظل ُيش وسائل التواصل ي 19كان الرأي ألحد القيادات في تنظيم مهم أن تنظيمة هالمي وزئبقي ،وقالها بروح التقبل واإلقرار ،وليس بروح النقد والتغيير! 54
ر يلف عىل وقدرتها عىل النفاذ اىل غرفة نوم كل فرد ،ما ي القيادة التنظيمية والسياسية عبء تحقيق الجذب ر والنش والوصول بأحدث وأقرب الطرق للوصول اىل قلوب الناس ،وقبلهم األعضاء الطليعيي و كادر ّ التنظيم ما يقنعه ُ ويشبعه فيلتفت لما تقدمه القيادة أوالتنظيم وأدبياته بأحدث وأدق وأسع وأجمل وأنجح الوسائل. ً إن الحاجة لالنسان العادي والعضو العادي (بعيدا عن ر الن تتز وتتفاقم لسبب المناخ المطامع الشخصية ي ه تحقيق االشباع ،20وهما القيادي أو أي سبب آخر) ي 20االشباع قد يكون مادي وقد يكون نفسي أوروحاني وفي نطاق االشباع النفسي دعنا نقول بحسب علماء النفس أنه يتضمن: الشعورباألمن النفسي الداخلي والذاتي حيث يظهرفي شعور الفرد بتقبل اآلخرين له وحبهم إياه ،وأنهم يعاملونه بدفء ومودة وتقدير ،وشعوره باالنتماء إلى الجماعة ،وأن له دوراً فيها، وإحساسه بالسالمة وندرة شعوره بالخطر أو التهديد أو القلق .إن الشعور باألمن الذاتي النفسي يعني أن البيئة االجتماعية/التنظيمية بيئة صديقة ،كما يحقق شعور الفرد بأن اآلخرين يقبلونه داخل الجماعة/المنظمة/الحزب" .إن الفرد الذي يشعر باألمن واإلشباع في بيئته االجتماعية في األسرة ،يميل إلى أن يُعمم هذا الشعور؛ 55
إيمان وآخر هو اشباع وطن النضاىل اشباع يف اإلطار ي ي ي ر ذان. شخض ي ي حي يقع األول يف منطقة تنفيذ األعمال المطلوبة ر الذان يسع (أنظر هرم لتحقيق غابات التنظيم ،فإن ي ُ ّ 21 ماسلو للحاجات االنسانية كمثال مفش ) لتحقيق فيرى في الناس الخير والحب ،ويتعاون معهم .أما الفرد غير اآلمن نتيجة لعدم إشباع حاجاته النفسية ،فيكون في خوف دائم، ويعيش في حالة من عدم الرضى ،ويرى أن البيئة تمثل تهديداً خطيرا ً لذاته. 21كان هر ًما للحاجات الخماسية ثم تطور منه أي من "ابراهام ماسلو" ذاته ليصبح هر ًما ثُمانيا وليس فقط خماسيا يتضمن التالي: االحتياجات البيولوجية والفسيولوجية -الهواء ،الطعام ،الشراب، المأوى ،الدفء ،المعاشرة ،النوم ،إلخ. -6احتياجات السالمة -الحماية من العناصر ،واألمن ،والنظام، والقانون ،واالستقرار ،والتحرر من الخوف. -1احتياجات الحب واالنتماء -الصداقة ،واأللفة ،والثقة ،والقبول، وتلقي وإعطاء المودة والمحبة .االنتماء ،أن تكون جز ًءا من مجموعة (عائلة ،أصدقاء ،عمل). -9تقدير االحتياجات -التي صنفها ماسلو إلى فئتين )3( :احترام الذات (الكرامة واإلنجاز واإلتقان واالستقاللية) و ( )6الحاجة 56
االشباع من خالل الدور المناط به والذي يؤدي اىل ر واالحتام والشعور بأن له مكانة ودور، الشعور بالتقدير وحضور و ر اعتاف وتفهم وتقدير لشخصه وعمله، ومحبة ....بغض النظر عن المستوى الموجود فيه الداخىل للمنظمة أوالجماعة. ضمن هيكل النظام ي إلى أن يتم قبولها وتقديرها من قبل اآلخرين (على سبيل المثال، المكانة والهيبة). -0االحتياجات المعرفية -المعرفة والفهم والفضول واالستكشاف والحاجة إلى المعنى والقدرة على التنبؤ. -6االحتياجات الجمالية -التقدير والبحث عن الجمال والتوازن والشكل ،إلخ. -9حتياجات تحقيق الذات -تحقيق اإلمكانات الشخصية ،وتحقيق الذات ،والسعي إلى النمو الشخصي وتجارب الذروة .الرغبة في "أن نصبح كل شيء يستطيع المرء أن يصير" (ماسلو3799، ص .)69 .9احتياجات التعالي (السمو) -يتم تحفيز الشخص من خالل قيم تتجاوز الذات الشخصية (على سبيل المثال ،التجارب الصوفية وتجارب معينة مع الطبيعة ،والتجارب الجمالية ،والتجارب الحميمة ،وخدمة اآلخرين ،والسعي وراء العلم ،واإليمان الديني ،وما إلى ذلك). 57
خاتمة: حاولنا يف هذه الورقة القصتة التعرض لمعضلة الفهم ر الن تمر بها بكيفية الوع وتفست حقيقة المرحلة ي ي الثورة الفلسطينية والفصائل والتجمعات الوطنية ر المشتك إن الجديدة عامة ،وما ينشأ عن طبيعة الفهم ر المشتك -رغم أنه لكل فصيل المستند وجد ر للمرجعيات المختلفة -من رؤية تنبثق عنها استاتيجية ً الوطن تمثل طريقا للوصول لتحقيق الفهم بي التحرر ي أوبناء الدولة واالستقرار. معضلن الفهم ثم الرؤية يأنر ر وف المعضلة التالية عىل ي ي ي التنظيم لحمل المرحلة. قابلية الوعاء ي حيث عرضنا عوامل التفكك أوالهلهلة أواالرتباك ا الحاصل وصوًل للتنظيم الواثق أوالصلب المطلوب لتكون األكتاف مؤهلة لحمل الرسالة واألمانة، ً جميعا كشعب ه رسالتنا وبوصلتنا وأمانتنا وفلسطي ي ر وأمة جمعاء حن نرى يوم النرص والتحرير القادم بإذن هللا تعاىل.
58
فلسطين له عرن ***بكر أبوبكر ًكاتب ًوباحث مفكر ي ي ر أكت من 60كتابا ومؤلفا يف الفكر والسياسة والتنظيم ً حاليا رئيس والتدريب ،وكتب أدبية أخرى ،وهو أكاديمية فتح الفكرية أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية. وعضو مجلس إدارة مركز الناطور للدراسات.
مركز الناطور للدراسات واألبحاث. مركز االنطالقة للدراسات 0202م
59