معضلة الفصائل وأفول نجم التنظيم

Page 1

‫مركز الناطور للدراسات واألبحاث‬

‫بكر أبوبكر‬

‫معضلة‬ ‫الفصائل‬ ‫الوطنية‬ ‫وأفول‬ ‫نجم‬ ‫التنظيم‬


‫معضلة الفصائل‬ ‫الوطنية‬ ‫وأفول نجم التنظيم!‬

‫بكر أبوبكر‬ ‫نشر‬ ‫مركز الناطور للدراسات واألبحاث‬ ‫مركز االنطالقة للدراسات‬

‫‪1‬‬


‫معضلة الفصائل الوطنية وأفول نجم التنظيم‬ ‫المؤلف‪ :‬بكر أبوبكر‬ ‫الطبعة االوىل ‪2222‬م‬ ‫مركز الناطور للدراسات واألبحاث‬

‫مركز االنطالقة للدراسات‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقدمة‪ :‬معضلة الفصائل الوطنية‪ ،‬وأفول نجم‬ ‫التنظيم‬ ‫الفصل األول‪ :‬الفهم والرؤية‬ ‫فهم المرحلية مقابل الجذرية‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية‬ ‫الرؤية‬ ‫ر‬ ‫اتيج‬ ‫المقاومة الشعبية يف اإلطار االست ي‬ ‫السياس (الوعاء)‬ ‫التنظيم‬ ‫ي‬ ‫الفصل الثان ‪ :‬أفول نجم التنظيم السياس‪،‬‬ ‫وافتقاد الرؤية‬ ‫حي ُت ّ‬ ‫مزق المهابة‬ ‫ّ‬ ‫طلة المشاهت‬ ‫ُ‬ ‫العري التنظيم ّ‬ ‫وشباك التذاكر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫افتقاد الهدف الكبت والتكدس‬ ‫ٌ‬ ‫ه نقاط خمس‬ ‫ري‬ ‫التاحم عىل القمة‬ ‫الكسول والمخلص واالنتهازي‬ ‫‪3‬‬


‫بناء النظام (القانون‪/‬الالئحة)‬ ‫التنظيم المرتبك والتنظيم الواثق‬ ‫ا‬ ‫العضو أوًل وليس القائد و‪ 6‬أمور فقط‬ ‫خاتمة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫مقدمة‪ :‬معضلة الفصائل الوطنية‬ ‫وأفول نجم التنظيم!‬ ‫ً‬ ‫أساسا‬ ‫تعان التنظيمات السياسية‪ 1‬اليوم يف فلسطي‬ ‫ي‬ ‫من معضالت ثالث تتلخص بالفهم‪ ،‬ثم الرؤية‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية فالوعاء (التنظيم الحامل)‪.2‬‬ ‫ه يف كيفية‬ ‫وعليه يمكننا القول أن المعضلة األوىل ي‬ ‫وطن‬ ‫ه مرحلة تحرر‬ ‫ي‬ ‫فهم طبيعة المرحلة رالحالية هل ي‬ ‫ذان محدود باتجاه الدولة‪ ،‬أم مرحلة‬ ‫ه مرحلة حكم ي‬ ‫أم ي‬ ‫تكريس الدولة أم امكانية الجمع بينهما‪ .‬أم ماذا؟‬ ‫‪ 1‬الجماعة اثنان أو أكثر بينهم تفاعل اجتماعي‪ ،‬أما المنظمة‬ ‫(الفصيل‪ ،‬التنظيم‪...‬الرسمي وغير الرسمي‪ ،‬والربحي وغير‬ ‫الربحي) فهو بتعريفنا‪ :‬مجموعة من األفراد المؤمنة والملتزمة‬ ‫التي تلتئم حول فكرة أو هدف أو حاجات جامعة‪ ،‬وتقوم بعمل‬ ‫مشترك لتحقيقه‪ ،‬ويضمها هيكل (إطار تنظيمي) يوزع‬ ‫المسؤوليات والعالقات والجهود واآلليات‪ ،‬ضمن النظام‬ ‫(الدستور) الناظم‪ .‬وغالبًا يفهم التنظيم أو المنظمة الرحبة بيئة‬ ‫مفتوحة وليست مغلقة كما الحال في التنظيمات األيديولوجية‬ ‫الصارمة‪ ،‬أوالسرية المتطرفة‪.‬‬ ‫سا على أكتاف‬ ‫‪ 2‬المنظمة أو التنظيم السياسي يحمل الفكرة أسا ً‬ ‫األعضاء وتُرى حيّة عبر العمل الجاد المثابر‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫وف جميع االحوال تتوقف الرؤى عند المتخاصمي‬ ‫ي‬ ‫السياسيي يف الساحة الفلسطينية عند حدود‬ ‫ر‬ ‫المشوعي المتصارعي الذين يعتتهم المتطرفون‬ ‫واالقصائيون غت قابلي لاللتقاء بينما يرى المعتدلون‬ ‫أو الوحدويون امكانية الوصول بهما لمنطقة وسىط أي‬ ‫وطن (ربما‬ ‫فهم طبيعة المرحلة أنها مرحلة تحرر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وبالتاىل ما ينشأ عن ذلك مقابل الفهم القائم‬ ‫ة)‪،‬‬ ‫ل‬ ‫معد‬ ‫ي‬ ‫عىل أنها مرحلة البناء واالستقرار نقيض مرحلة التحرر‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا عق ً‬ ‫يما‬ ‫فكريا عميقا‪،‬‬ ‫يف الحالتي نشهد جدًل‬ ‫حي يتم التعبت عنه بكلمات قاسية أوشتائمية يف كثت‬ ‫ا‬ ‫من األحيان وعت المواقف المتصادمة والمتضاربة بدًل‬ ‫من النقاش والحوار واالستيعاب‪.‬‬ ‫نتساءل هل هناك من فهم ر‬ ‫مشتك‪ ،‬ثم رؤية جامعة ثم‬ ‫وعاء جديد يتجاوز القائم داخل المنظمات عامة؟‬ ‫أي هل يوجد تيار عريض داخل كافة التنظيمات‬ ‫السياسية الفلسطينية –عابر للتنظيمات السياسية‪-‬‬ ‫يرى إمكانية االتفاق عىل وسطية الفهم والرؤية‬ ‫ر‬ ‫االقتاب من بعضها‬ ‫والوسيلة الناجعة والقادرة عىل‬ ‫‪6‬‬


‫البعض ف سياق نسيج وحدوي ال ر‬ ‫يخش كش القوالب‬ ‫ي‬ ‫الجامدة‪ ،‬ويتخىل عن األفكار المسبقة أو االعتبارات‬ ‫العقدية أواأليديولوجية؟ أو يتخىل عن األنوية (األنوية‬ ‫من طغيان األنا سواء الذاتية أو الوالدية أوالحزبية)‬ ‫االستبدادية ر‬ ‫الن محصلتها أفول نجم القضية‬ ‫ي‬ ‫الفلسطينية بيد أصحابها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نحاول يف هذه الورقة أن نفكر معا ونفتح الباب العريض‬ ‫لعلنا نصل دون ارتهان ر‬ ‫الفتاضات مسبقة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الفصل األول‬ ‫الفهم والرؤية‬

‫‪8‬‬


‫حي توجد الثورة أو حرب التحرير الشعبية‪ ،3‬أو حالة‬ ‫الوطن توجد حالة عدم االستقرار وهدم‬ ‫التحرر‬ ‫ي‬ ‫للقديم المستقر‪ ،‬إنها حالة تهديد مطلوبة للوضع‬ ‫الفاسد القائم (االستعمار أواالحتالل‪ ،‬أوالظلم‪،)...‬‬ ‫ويوجد الغضب والكفاح والتعبئة والشحن بأشكاله‬ ‫ُ‬ ‫السلمية أو العنفية الثورية‪ ،‬وحيث فهمت المرحلة أنها‬ ‫بناء واستقرار‪ ،‬فالبناء نقيض الهدم لألسس القديمة‬ ‫ر ر‬ ‫تأن الثورة لتقويضها‪ ،‬وبناء النموذج البديل‪.‬‬ ‫الن ي‬ ‫ي‬ ‫من هنا وضمن فهم الهدم والبناء أوالمقاومة مقابل‬ ‫ائيىل‬ ‫السلطة؟ يصبح التعامل مع العدو الرئيس (االس ي‬ ‫المحتل) والنقيض الثانوي (صاحب وجهة النظر‬ ‫ّ‬ ‫األخرى) وكأنهم سواسية وفق الفهم الحدي المتطرف‬ ‫ر‬ ‫الذان أو مكونات الدولة‬ ‫بمعن تصبح السلطة أوالحكم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(البناء) مستهدفة أحيانا قبل وأحيانا بعد التناقض‬ ‫الرئيس‪ ،‬وهو ما يسميه متطرفو الفصائل الفلسطينية‬ ‫وعىل رأسهم التيار المتطرف يف فصيل "حماس"‬ ‫‪ 3‬في إطار الثورات العالمية وفي فلسطين كانت حرب الشعب‬ ‫طويلة األمد أو طويلة النفس‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫المؤمن بما يطلقون عليه مدرسة أومعسكر‬ ‫الفسطاطي! بمعن أن المناضلي يقفون مقابل‬ ‫ر‬ ‫يأن وصم المشاري ع‬ ‫االنهزاميي أوالمستسلمي‪ ،‬وعليه ي‬ ‫وأصحاب المشاري ع‪ ،‬وأوعيتهم التنظيمية عامة بما‬ ‫ّ‬ ‫الوسىط‪،‬‬ ‫اط والتفكت‬ ‫ي‬ ‫يؤخر رأو يمنع الحوار الديمقر ي‬ ‫التالف‪.‬‬ ‫أو‬ ‫ي‬ ‫فهم‪ 4‬المرحلية مقابل الجذرية‬ ‫ّ‬ ‫متوحدة ومنضبطة‬ ‫إن فكرة الفهم للمرحلة إن لم تكن‬ ‫ضمن آليات ونظم ومشاري ع يصبح االنسان العادي‬ ‫‪ 4‬دعنا نعرف "الفهم" هنا أنه‪ :‬واحدة من أهم القدرات التي يملكها‬ ‫البشر ألنه من خاللها يمكن التعرف على واستيعاب تلك األشياء‬ ‫التي تحيط بنا‪ ،‬والمواقف السياسية وغيرها التي تنشأ في الحياة ‪.‬‬ ‫ويستند الفهم على طبيعة المرجعيات العقلية والفكرية‪ ،‬والظروف‬ ‫المحيطة والتعليم وعوامل بيئية ترتبط بالشخص أو التنظيم‬ ‫(الجماعة)‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫اس بي‬ ‫التنظيم يف حالة تيه‬ ‫بعد العضو‬ ‫فلسف سي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النظرية والتطبيق وبي الشعارات المرفوعة والتطبيق‬ ‫ً‬ ‫عمليا سلطتي يف كل من الضفة‬ ‫العمىل‪ .‬حيث نجد‬ ‫ي‬ ‫مقابل قطاع غزة وكلتيهما تقومان بنفس الدور الملتبس‬ ‫وف محاولة ثبت‬ ‫يف عدم تطبيق ألي من الفهمي ي‬ ‫فشلها بالتجربة للدمج بينهما‪.‬‬ ‫فكرة المرحلية لم تكن فكرة جديدة يف النضال‬ ‫ر ً ّ‬ ‫للتعاط مع‬ ‫ا‬ ‫فذ‬ ‫الفلسطين اليوم وإنما جاءت اجتاحا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المرحىل‪.‬‬ ‫أصبح‬ ‫ما‬ ‫مقابل‬ ‫الجذري‬ ‫ي‬ ‫المرحلية منذ العام ‪ 3791‬جاءت عىل إثر توقف‬ ‫جبهات القتال عن إطالق حممها وفق ما ّ‬ ‫صح به‬ ‫الرئيس المرصي الراحل أنور السادات بأن حرب رمضان‬ ‫وبالتاىل تخرج مرص ومعها األمة العربية‬ ‫آخر الحروب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يعن سقوط كل‬ ‫من المعركة الحربية للتحرير‪ ،‬ما‬ ‫ي‬ ‫العرن‬ ‫تنظتات "هانوي العرب" أو الدعم العسكري‬ ‫ي‬ ‫انتقاىل‬ ‫لتبن شعار‬ ‫ي‬ ‫للمقاومة الفلسطينية وما أدى حكما ي‬ ‫السياس‬ ‫يقول "المقاومة العسكرية تزرع والعمل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫وصوًل العتماد منهج المقاومة الشعبية النر‬ ‫يحصد"‬ ‫ي‬ ‫‪11‬‬


‫ر‬ ‫اجتحتها حركة الجماهت الفلسطينية يف الوطن منذ‬ ‫ً‬ ‫العام ‪3799‬م عت انتفاضته الكتى األوىل حديثا‪ 5‬تحت‬ ‫دعم أمت الشهداء خليل الوزير‪.‬‬ ‫إذن جاءت فكرة المرحلية ليس للقضاء عىل فكرة‬ ‫الجذرية وإنما نتيجة فهم صادق للمرحلة وكيفية‬ ‫التعاط معها وفق الموازين تلك القابلة للتغيت‬ ‫ي‬ ‫]االنسان أحد أدوات هذا التغيت[ وضمن فهم معادلة‬ ‫المعسكرات والصديق والعدو والتناقض الرئيس‬ ‫ً‬ ‫واضحا يف تنظتات‬ ‫والتناقض الثانوي‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫ّ‬ ‫مفكر الثورة الفلسطينية خالد الحسن لفكرة إقامة‬ ‫سلطة فلسطينية عىل أي شت يتم تحريره أو ر‬ ‫استداده‬ ‫النهان وإنما باعتبارها‬ ‫ليس باعتباره الغاية أو الهدف‬ ‫ي‬ ‫المدخل لفلسطي كل فلسطي وهو ما سار عليه‬ ‫‪ 5‬خاض الشعب العربي‪ ،‬والشعب العربي الفلسطيني كافة أشكال‬ ‫المقاومة منذ اواخر القرن ال‪ 37‬وفي القرن العشرين ضد الغزو‬ ‫االستعماري والصهيوني ثم الغزو البريطاني المتواطيء بالتطبيق‬ ‫الفعلي إلقامة الكيان الصهيوني عبر االعالم والكلمة والعمل‬ ‫السياسي‪ ،‬وعبرالعمل العسكري والنداءات والهبات واالنتفاضات‬ ‫والثورات‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫ً‬ ‫الراحل ياس عرفات الذي كان مسكونا بفلسطي كما‬ ‫قال عنه اإلسائيليون ذاتهم‪.‬‬ ‫ر ُ‬ ‫الن فهمت من تيارات اليسار حينها (كتلة‬ ‫المرحلية ي‬ ‫ً‬ ‫الدين أواالسالمويي الحقا بعد‬ ‫الرفض)‪ ،‬ثم من اليمي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الصحوة من حالة السبات أوالموات (ما يقرب ‪13‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عاما) والتأخر بالفعل أي اىل العام ‪ 3799‬فهمت‬ ‫التخىل عن الوطن‬ ‫كىل بمعن‬ ‫ي‬ ‫المرحلية أنها استسالم ي‬ ‫ً‬ ‫لصالح شبه الدولة أوالدويلة‪ ،‬وهو ما أنكره بتاتا ياس‬ ‫ً‬ ‫منعرجا إجباريا‬ ‫عرفات الذي اعتت "اتفاقية أوسلو"‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أسماه المفكر صخر حبش (ممرا إجباريا)‬ ‫أوكما كان‬ ‫ا‬ ‫الفلسطين يف حدود ‪3769‬‬ ‫ستقالل‬ ‫اال‬ ‫لتحقيق‬ ‫وصوًل‬ ‫ّ ي‬ ‫ر‬ ‫عت عنها خالد الحسن‬ ‫الن‬ ‫ه األهداف المرحلية ي‬ ‫وهذه ي‬ ‫ه الخطوة‬ ‫بالقاصة إن لم يكن جذرية التناول‬ ‫ي‬ ‫النهان ي‬ ‫الصحيحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫المرحلية ظلت فكرة مدانة وصنو االستسالم‪-‬وقبلها‬ ‫ً‬ ‫استسالما‪ -‬اىل‬ ‫السياس برمته يعتت‬ ‫وأثنائها كان الحل‬ ‫ي‬ ‫أن بدأت كافة التنظيمات الفلسطينية تتبناها ما حصل‬ ‫منذ وثيقة األسى عام ‪ 6336‬ثم برصاحة ووضوح يف‬ ‫‪13‬‬


‫وثيقة "حماس"عام ‪ 6339‬يف الدوحة‪ ،‬ثم يف اجتماع‬ ‫أمناء الفصائل مع الرئيس أبومازن يف ‪ 6363/7/1‬بي‬ ‫رام هللا وبتوت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية‬ ‫الرؤية‬ ‫ه معضلة‬ ‫المعضلة الثانية لدى فصائل السياسة ي‬ ‫ر‬ ‫الرؤية والهدف ومعضلة الشاطية (االستاتيجية)‬ ‫الوطن الشامل‪ 6‬والمتفق عليه‬ ‫ومعضلة بناء التنامج‬ ‫ي‬ ‫الوطن المنشود‪.‬‬ ‫بما يمثل االجماع‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫إن كانت طبيعة المرحلة وفهمهما واضحا لدى كافة‬ ‫األطراف فإنه بالرصورة ينشأ عنها بناء ر‬ ‫استاتيجية عمل‬ ‫‪ 6‬طرحت مختلف الفصائل البرنامج الوطني الشامل‪ ،‬وكذلك‬ ‫التجمعات السياسية بل وعدد من مراكز الدراسات المحترمة‪،‬‬ ‫وخاضت حركة "فتح" مع "حماس" حوارات طويلة‪-‬منذ ما قبل‬ ‫االنقالب عام ‪6339‬م‪ -‬أنتجت عديد الوثائق التي أقرتها الحقًا‬ ‫مختلف الفصائل‪ .‬ولكن لم يكن لها أثر بالتطبيق على األرض‪ .‬لذا‬ ‫فالفهم هو األصل بمعنى التعامل برحابة مع المرجعيات الفكرية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعزال لقيم‬ ‫وصوال لتحديد الرؤية‪،‬‬ ‫المختلفة الستيعاب اآلخر‬ ‫السلطوية والذاتية والحزبية القاتلة‪ ،‬إضافة لتدخالت االقليم‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫(طريق للعبور أو جش للوصول) ورؤية تتوافق مع‬ ‫وطن أم مرحلة بناء‬ ‫طبيعة الفهم‪ ،‬أكان مرحلة تحرر‬ ‫ي‬ ‫عىل فرضية أن الفهم منطلق من هذين المنظورين‬ ‫األوحدين كما أسلفنا‪.‬‬ ‫وه‬ ‫وال يفيد هنا فكرة عرض الخيارات وكأنها بدائل! ي‬ ‫األوىل‪.‬‬ ‫بالحقيقة نقض للفهم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫التخىل عن رؤية تحقيق‬ ‫بمعن ال ُيفهم عقليا‬ ‫ي‬ ‫الطبيع‬ ‫االستقالل لدولة فلسطي القائمة بالحق‬ ‫ي‬ ‫والقانون‬ ‫والتاريج (حسب اعالن االستقالل ‪3799‬م)‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫عضوا مر ً‬ ‫اقبا عام ‪6336‬م)‬ ‫(دخلت األمم المتحدة‬ ‫بالقول كما هو حاصل اليوم‪-‬بعد انسداد األفق‬ ‫السياس‪ -‬أن الخيارات أمامنا كثتة؟ منها‪ :‬إما بالعودة‬ ‫ي‬ ‫لتقسيم العام ‪ 3799‬أو خيار الدولة المواطنية الواحدة‬ ‫ّ‬ ‫كلها‪ ،‬وكأننا نملك أن نختار ً‬ ‫تماما أي خيار!‬ ‫يف فلسطي‬ ‫كما لو كنا يف مجمع تجاري حافل بأصناف من البضائع‬ ‫تنتتظر فقط أن نلتقطها؟ أوكأن القرار منوط بنا نحن‬ ‫فقط؟‬

‫‪15‬‬


‫اليستقيم التعامل مع الرؤى الشمولية ضمن فهم‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية عن‬ ‫المرحلة‪ .‬فرؤية االستقالل مختلفة‬ ‫رؤية الدعوة للعودة لمرحلة العام ‪ 3799‬وقرار‬ ‫ر‬ ‫(استاتيجية)‬ ‫بتبن شعار أو ساطية‬ ‫التقسيم‪ ،‬أي‬ ‫ي‬ ‫جديدة أو رؤية‪ ،‬قبل تحقيق االستقالل لدولة فلسطي‬ ‫ر‬ ‫واالعتافات‬ ‫المحتلة بعد كل سنوات النضال هذه‬ ‫ر‬ ‫الن فاقت االع رتافات بها‪ ،‬تلك بدولة‬ ‫العالمية بالدولة ي‬ ‫الصهيون؟‬ ‫الكيان‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫التخىل عن كل هذه التضحيات‬ ‫إذ كيف يستقيم عقليا‬ ‫ي‬ ‫السياس دون‬ ‫والنضاالت ضمن رؤية انسداد األفق‬ ‫ي‬ ‫العودة للمرب ع األول أي طريقة فهم المرحلة‪ .‬ودون‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫لألكت أو األصعب أوشبه‬ ‫يشكل مدخل‬ ‫الوع بأن األقل‬ ‫ي‬ ‫المستحيل ‪ -‬يف ظل تخلخل القوى‪ -‬اىل امكانية التحقق‬ ‫ّ‬ ‫أي أن يكون تحقق االستقالل لدولة فلسطي (ما يسم‬ ‫ا‬ ‫بحل الدولتي) مدخل لتحقيق متطلبات الفكر‬ ‫الجذري‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫فال بدائل هنا أو خيارات متاحة استاتيجيا‪ ،‬وإنما‬ ‫ر‬ ‫نضاىل قد تقع أو ال‬ ‫تتاىل‬ ‫صحيح الفهم ي‬ ‫ي‬ ‫يأن ضمن حالة ي‬ ‫‪16‬‬


‫ً‬ ‫استنادا عىل طبيعة الشاطية ( ر‬ ‫االستاتيجية)‬ ‫تقع‬ ‫المتبعة‪.‬‬ ‫التتاىل يف الرؤى والهدف يجب أن يكون مرحلة‬ ‫حالة‬ ‫ي‬ ‫نحو دولة المواطنية لكل الوطن‪ ،‬نعم ولكن ال يمكن‬ ‫المرحىل بداللة شعورنا‬ ‫االستغناء عن هذا الهدف‬ ‫ي‬ ‫الحاىل بالفشل‪ ،‬ونحن ّ‬ ‫ر‬ ‫جيشنا كل الدنيا باتجاهه وحن‬ ‫ي‬ ‫كافة الفصائل ر‬ ‫الن كانت رافضة لهذا الحل!‬ ‫ي‬ ‫التخىل عن هدف االستقالل لدولة‬ ‫وكأننا –حال‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫فلسطي بحدود حزيران‪-‬نسقط ‪ 03‬عاما من الدماء‬ ‫والجهود والنضال واإلنجازات‪ ،‬ونبدأ من جديد! فليس‬ ‫هكذا تورد اإلبل‪.‬‬ ‫ا‬ ‫نته أوًل‬ ‫األجدى عقليا وبالفهم‬ ‫السياس والتحليل أن ن ي‬ ‫ً ي‬ ‫من المرحلة األسهل ولو نظريا (استقالل دولة فلسطي‬ ‫ً‬ ‫عالميا‪ ،‬لنبدأ المرحلة‬ ‫بحدود ‪3769‬م)‪ ،‬والمتفق عليها‬ ‫السع نحو الدولة‬ ‫التالية األصعب أي مرحلة‬ ‫ي‬ ‫الديمقراطية المدنية أوالدولة المواطنية الواحدة يف‬ ‫فلسطي‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ر‬ ‫االستاتيج‬ ‫المقاومة الشعبية ف اإلطار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تضع األهداف‬ ‫الوسيلة المشتقة من االستاتيجية ي‬ ‫ُ ًّ‬ ‫وترسم شكل الطريق قد تتخذ من بناء الدولة سلما‬ ‫العنف‪ ،‬ولكنها لن تكون ُمالمة‬ ‫لتخفيض مستوى التوتر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حي يتم تصعيد المقاومة السلمية شعبيا وسلطويا وهو‬ ‫حقيقة الحاصل ولكن ليس بحده المؤثر والحاسم‪ ،‬بل‬ ‫بسياقة المنضبط والمحدود‪.‬‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية الوطنية العامة‬ ‫بمعن آخر لوكانت‬ ‫لمجمل الفصائل المتخاصمة اليوم تنطلق من فكرة‬ ‫بناء أو التأسيس المستمر للدولة عت ممر السلطة‪ ،‬فإن‬ ‫ً‬ ‫قادرا عىل‬ ‫أسلوب المقاومة الشعبية السلمية يصبح‬ ‫استاتيجية المواجهة وليس ر‬ ‫تحقيق ر‬ ‫استاتيجية تعويق‬ ‫(وف مرحلة الدعوة لتدمتها كأولوية‬ ‫عمل السلطة‬ ‫ي‬ ‫وأسبقية عىل مناهضة االحتالل) أواالنتظار السل ين‬ ‫الدوىل بتقديم صكوك عىل بياض‪.‬‬ ‫للمتغت‬ ‫ي‬ ‫بجناح الدولة المرحلية المرتقبة أي‬ ‫إن الحاصل اليوم‬ ‫ي‬ ‫يف الضفة الغربية وقطاع غزة هو توظيف واستخدام‬ ‫للمقاومة الشعبية السلمية بشكل منفصل وغت ّ‬ ‫منسق‬ ‫‪18‬‬


‫وبشكل محدود وغت متصل‪ ،‬بل وتجد التنظيمات‬ ‫المتحالفة هنا أوهناك سواء تحت مسميات المقاومة‬ ‫"الحرصية" أوغتها‪ ،‬تنسحب أ ر‬ ‫وتقتب ليس ضمن‬ ‫الهدف الجامع وإنما ضمن سياق القوى االقليمية‬ ‫المؤثرة والمصالح الحزبية األنانية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الكىل من كافة القوى‬ ‫إن المقاومة حال اعتمادها‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫الوطنية ر‬ ‫يفتض ضبط فهم المرحلة أوًل‪ ،‬ثم يفتض‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية وصوًل للوسيلة األنجع‪.‬‬ ‫االتفاق عىل‬ ‫وبفرضية أنها المقاومة الشعبية السلمية فهذا ال‬ ‫(ه نقيض شعار‬ ‫يتناسق مع األعمال العنفية المتناثرة ي‬ ‫رسكاء بالدم رسكاء بالقرار)‪ ،‬وال يتناسق مع أفكار‬ ‫ً‬ ‫التنسيق األمن لدى الطرفي‪ ،‬ر‬ ‫ويفتض أيضا أن تكون‬ ‫ي‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 7‬بعد أن سارت "حماس" في إثر حركة "فتح" سياسيًا‪ ،‬ونضاليًا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متمايزا لالستقطاب‪ ،‬ثم‬ ‫مدخال‬ ‫اتخذت من "خاتم" أو ختم االسالم‬ ‫اكتشفت خات ًما آخر واستخدمته حصريًا وهو خاتم المقاومة‬ ‫بافتراض أنها بدأت من عندها! رغم أننا نعلم بالشعب الفلسطيني‬ ‫مقاومة أصيلة ما قبل "حماس" بعقود طويلة‪ ،‬وأيضًا منذ إنشاء‬ ‫فتح عام ‪ 3709‬وانطالقة الثورة الفلسطينية‪ .‬لذا يقع التمايز‬ ‫المرجعي االستقطابي ويتم احتكار األختام!‬ ‫‪19‬‬


‫المقاومة الشعبية (وسيلة) خ ً‬ ‫يارا ً‬ ‫عاما متفق عليه عمل ًيا‬ ‫ً‬ ‫نظريا أو للمماحكات الحزبية‪.‬‬ ‫وليس‬ ‫تصبح العوامل الخمسة لتصعيد المقاومة الشعبية‬ ‫السلمية ر‬ ‫استاتيجية السلطة والفصائل ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫اف للمقاومة الشعبية السلمية‪،‬‬ ‫*بتوسيع النطاق الجغر ي‬ ‫ا‬ ‫الميدان أوًل‬ ‫بمعن توسيع مساحات االشتباك‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫*وتوسيع حجم المشاركة الشعبية ثانيا‪ ،‬وتضم العمال‬ ‫والطالب والمزارعي والموظفي الحكوميي وغت‬ ‫الحكوميي‪...‬الخ‬ ‫يوم وليست موسمية أو ردة‬ ‫*وجعلها منهج عمل ي‬ ‫فعل لألفعال المستعمرين الغزاة اإلرهابية فقط ثالثا‪.‬‬ ‫*ثم وجب دعمها ً‬ ‫ماليا وتسخت كل الطاقات النجاحها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعالميا‪ ،‬باعطائها األولوية‬ ‫إعالميا وجماهتيا وسلطويا‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫خامسا والضابط لها هو خطة العمل المشتكة‬ ‫*ليكون‬ ‫ر‬ ‫الحام لجميع الفصائل حيث‬ ‫الن تشكل السور‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫االرتباط برؤية بقاء السلطة واستثمارها بما اليؤثر عليها‬ ‫ً‬ ‫دوليا ضمن فرضية أنها المدخل الصحيح لالستقالل‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية‪.‬‬ ‫وعت هذه‬ ‫‪20‬‬


‫ر‬ ‫استاتيجية المقاومة الشعبية بمنطق العمل الثوري‬ ‫السلم ال تستقيم يف الوضع‬ ‫العنف الممزوج مع العمل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وطنيا واقليميا وعالميا‪ ،‬ويجب النظر لها‬ ‫حاليا‬ ‫القائم‬ ‫ً‬ ‫جديا من منظور المصلحة الوطنية‪ ،‬وليس من منظور‬ ‫ً‬ ‫ماليا أو لمصالحها يف‬ ‫المحاور االقليمية الداعمة‬ ‫ا‬ ‫مواجهة الغرب‪ ،‬أو إشعاًل للمناكفات الحزبية‬ ‫االمن والخنوع‬ ‫واالتهامات المتبادلة بالتنسيق‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫واالستسالم مثل‪ 8‬ما هو حرتقات حزبية ليست وطنية‬ ‫بالحقيقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ع وذاك‬ ‫الجميع مقرص بهذا الجانب والطرفان الش ي‬ ‫المفتك للسلطة بالسالح يمارسان التنسيق مع‬ ‫‪ 8‬تنتهج القوى االسالموية منهج الفصل بين الرؤى او المشاريع‬ ‫مفترضة أنها صاحبة فهم التحرر الوطني‪ ،‬ال السلطة‪ .‬فتقول‬ ‫بوضوح أن هناك مشروعين االول مشروع مقاومة وبالطبع يتم‬ ‫الخلط بين المسلحة وتلك السلمية (واإليحاء قد يكون مقصودًا)‬ ‫مقابل المشروع التسووي أوالتصفوي السلمي في سياق شعارات‬ ‫تبقي المعضلة واالزمة الوطنية قائمة وال تحث على االقتراب‪،‬‬ ‫وفي ذات الوقت والتنظير يُمارس أصحاب "مشروع المقاومة"‬ ‫في غزة كل أفعال السلطة حذو القذة بالقذة كما تقول العرب!؟‬ ‫‪21‬‬


‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬ويتم استخدام السالح (سالح‬ ‫ائيىل‬ ‫اإلس ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫اتيج‬ ‫المقاومة يف غزة تحديدا) ليس كأداة عمل است ي‬ ‫الوطن الجامعة‪ ،‬المتحررة‬ ‫ضمن رؤية مرحلة التحرر‬ ‫ي‬ ‫من الحكومة أوالسلطة وإنما لخدمة مطالب "السلطة‬ ‫القائمة" ً‬ ‫فعليا يف قطاع غزة‪ ،‬أي حكم "حماس"‪ ،‬وهذا‬ ‫حزن‪ ،‬وتقليص بشع‬ ‫وطن بالحقيقة وإنما‬ ‫ي‬ ‫توظيف غت ي‬ ‫ً‬ ‫لألهداف الوطنية وتقزيمها "معيشيا" حيث ال تجد‬ ‫ً‬ ‫فرقا بي التنسيقات المدنية واألمنية إال بالشكل أو‬ ‫ّ‬ ‫الشدة‪ ،‬أومن فوق الطاولة أو تحتها‪ ،‬لدى السلطة‬ ‫ر‬ ‫الشعية ولدى سلطة "الحسم" والقهر العسكري يف‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫إن تبن ر‬ ‫وطن‬ ‫مشوع أو فهم المرحلة أنها مرحلة تحرر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بمنطق فتح الخيارات كلها ر‬ ‫الن من ضمنها المقاومة‬ ‫ي‬ ‫العسكرية ال تستقيم مع وجود السلطة‪/‬الحكومة ا ر‬ ‫لن‬ ‫ي‬ ‫عملها البناء كما أسلفنا وحالة الخلط بي الفهمي لم‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫تنتج اال طفل مشوها‪.‬‬ ‫حاول الراحل الكبت ياس عرفات استثمار السنوات‬ ‫الخمس المحددة التفاق أوسلو (‪3777-3779‬م)‬ ‫‪22‬‬


‫ا‬ ‫وصوًل للتفاوض عىل المرحلة النهائية‪ ،‬بتوطيد أركان‬ ‫ً‬ ‫السلطة كمقدمة للدولة دون أن يزي ح من ذهنه بتاتا‬ ‫العنف‪ ،‬فلما أغلقت‬ ‫الوطن الثوري أو‬ ‫فكرة التحرر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أبواب المرحلة النهائية ل"أوسلو" نتيجة التعنت‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫واشتاطاته المذلة يف (كامب ديفد ‪ 6‬عام‬ ‫الصهيون‬ ‫ي‬ ‫ه النتيجة‪.‬‬ ‫شكليها‬ ‫وب‬ ‫المقاومة‬ ‫كانت‬ ‫م)‬ ‫‪6333‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واستشهد أبوعمار عظيما ضاربا أروع نماذج البطولة‬ ‫ً‬ ‫والفداء‪( ،‬وكما قال وصدق‪ :‬يريدونن ً‬ ‫أستا أو طريدا وأنا‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أقول شهيدا شهيدا شهيدا)‪ ،‬ولكننا تعلمنا صعوبة‬ ‫التوفيق بي الفكرتي أوالفهمي فيما بعد‪.‬‬ ‫اليوم هل تستطيع أو ترغب قيادة الفصائل الفلسطينية‬ ‫الن تفهم المرحلة ولو ً‬ ‫ر‬ ‫الوطن أن‬ ‫نظريا بمنطق التحرر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الكرس؟!‬ ‫تتخىل عن سلطتها أوسلطتيها؟ وزخرف‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ه إن فعلت فلقد حلت التناقض الرئيس للفهم!‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وبالتاىل االستاتيجية والوسيلة‪ ،‬ولكنها تكون قد‬ ‫ي‬ ‫وضعت نفسها تحت مقصلة السلطة القائمة األخرى!‬ ‫الوطن الشامل باالنتقال من‬ ‫إال إن كان هناك التوافق‬ ‫ي‬ ‫مرحلة االعتماد عىل السلطة (االستقرار) اىل مرحلة‬ ‫‪23‬‬


‫الوطن (الالاستقرار) بكل مستلزماتها من‬ ‫التحرير‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تضحيات بشية ومادية‪ ،‬ومقاومة بأشكالها المختلفة‬ ‫ر‬ ‫الوطن المتمثل‬ ‫والن قد تكون أول ضحاياها البناء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بهياكل الدولة القادمة الممثلة اليوم بالسلطة‪ ،‬وبالطبع‬ ‫ً‬ ‫الدوىل أيضا‪.‬‬ ‫بااللتفاف‬ ‫ي‬ ‫التنظيم السياس (الوعاء)‬ ‫ه معضلة الوعاء الحامل للفهم‪ ،‬ثم‬ ‫المعضلة‬ ‫الثالثة ي‬ ‫ر‬ ‫الرؤية واالستاتيجية أي مشكلة األطر التنظيمية‬ ‫(األوعية اإلدارية ر‬ ‫البشية المنظمة لألهداف والوسائل‬ ‫وه هنا ثالثة رئيسة تتمثل بإطار‬ ‫اط) ي‬ ‫والحوار الديمقر ي‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية (م‪.‬ت‪.‬ف)‪ ،‬وإطار أجهزة‬ ‫ر‬ ‫الفلسطين أوما نسميها السلطة الوطنية‬ ‫الذان‬ ‫الحكم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفلسطينية سواء يف غزة أو تحت سلطة "حماس"‬ ‫األمر الواقع يف غزة‪-‬مع الفارق‪ -‬الواقعتي تحت‬ ‫ائيىل الكامل‪.‬‬ ‫االحتالل اإلس ي‬ ‫ً‬ ‫وثالثا يف المنظمات (الفصائل الفلسطينية) فهل‬ ‫الفصائل الفلسطينية اليوم‪ ،‬بسياساتها وقياداتها‬ ‫‪24‬‬


‫وهياكلها الداخلية الحاملة‪ ،‬مؤهلة أو قادرة عىل حمل‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية عىل فرضية إقرارها؟‪...‬‬ ‫عبء الفهم‬ ‫ر‬ ‫ودون ذلك يف ظل االحتاب اليوم خرط القتاد؟‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫إن إطار منظمة التحرير الفلسطينية رغم الهلهلة ي‬ ‫ر‬ ‫الن يعانيها‬ ‫يعيشها‪ ،‬والشيخوخة‬ ‫والضعف والنسيان ي‬ ‫ر‬ ‫الذان عام ‪3779‬م وابتلعتها‬ ‫منذ أقيمت سلطة الحكم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫إال أنها مازالت عال ً‬ ‫ميا وتنظيميا (فصائليا) تحىط‬ ‫باجماع عىل صالحيتها كإطار ر‬ ‫ً‬ ‫معتف به ً‬ ‫وعربيا‪ -‬يف‬ ‫دوليا‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫عالميا دون تحقيق ذلك‬ ‫االعتاف بدولة فلسطي‬ ‫ظل‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫التخىل عن سعيتها يف ظل‬ ‫عىل األرض‪ -‬ومن هنا فإن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تزعزع وضع السلطة (أو السلطتي الشعية وتلك‬ ‫ً‬ ‫انتحارا سياسيا ألن حكومات الكيان‬ ‫المفتكة) يصبح‬ ‫ّ‬ ‫الصهيون تهدد ليل نهار بإزالة السلطة الوطنية عن‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الوجود عدا عن "خيارات" سبق وطرحت ‪-‬أو هدد بها‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫من أقطاب بالسلطة الفلسطينية بأنها يجب أن تزال‬ ‫(سنسلم المفتاح)‪ ،‬فماذا ر‬ ‫يتبف لإلطار الجامع إن كانت‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية خارج المعادلة‬ ‫ا‬ ‫واالحتضان؟ وما يتوجب عمله فعل الصالحها‬ ‫‪25‬‬


‫ً‬ ‫ونضاليا يف ظل الفضل الكبت الذي حققته‬ ‫ديمقراطيا‬ ‫ر‬ ‫العالم وبناء الكيانية والحفاظ‬ ‫العرن و‬ ‫باالعتاف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عليها ح رن اآلن‪.‬‬ ‫دعن أقول أن المعضلة بي ثالثية الفهم واإلدراك‬ ‫ي‬ ‫المستند للمرجعية الفكرية الحاكمة أو الضابطة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية‪ ،‬والوعاء ال تتوزع عىل مساحة‬ ‫والرؤية‬ ‫الفصائل بمعن أن الفصيل "س" يفهمها كذا والفصيل‬ ‫ه معضلة عابرة‬ ‫"ص" يفهمها كذا‪ ،‬بل بالحقيقة ي‬ ‫للفصائل حيث تجد هذا التوزع بالفهم أوالحتة‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية ومدى‬ ‫أوالتفكر يف تعريف المرحلة ثم بناء‬ ‫فلسطين‪.‬‬ ‫سياس‬ ‫صالحية الوعاء داخل كل تنظيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫يمكننا أن نضيف هنا أيضا مجموعة هامة ومتمتة‬ ‫وذات رأي ُي ر‬ ‫حتم من تلك التجمعات أو القوى‬ ‫ر‬ ‫الن ظهرت خارج إطار الفصائل‬ ‫الفلسطينية ّالفاعلة ي‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫المعروفة‪ ،‬وعتت عن نفسها يف قوائم االنتخابات ي‬ ‫لم تجري عام ‪6363‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫ً‬ ‫أن امكانية التعاون أوفر حظا حي تكاتف األيدي‬ ‫‪9‬‬ ‫الوطن‬ ‫المخلصة من كافة فصائل وتجمعات العمل‬ ‫ي‬ ‫من امكانية الهدم ذاك المرتبط بالمصالح الشخصية‬ ‫ونزقها‪ ،‬وبتدخالت االقليم البائسة والرصاعات الدولية‬ ‫يف المنطقة‪.‬‬ ‫وه الفصائل‬ ‫أما بالنقطة الثالثة من األوعية‬ ‫ي‬ ‫الفلسطينية ومدى قدرتها كوعاء أوأوعيه عىل حمل‬ ‫األمانة ومدى تحمل األكتاف للفهم والرؤية‬ ‫ر‬ ‫التاىل لنا‪.‬‬ ‫فف ذلك الكال م ي‬ ‫االستاتيجية‪ ،‬ي‬ ‫‪ 9‬فصائل أو منظمات العمل الوطني الفلسطيني هو التوصيف‬ ‫األمثل ألن كل التنظيمات على إطالقها تعمل في اإلطار‬ ‫ويسارا وتلك التي‬ ‫الفلسطيني مهما حملت من عباءات ملونة يمينًا‬ ‫ً‬ ‫كانت ترفض القومية أو الوطنية أو الديمقراطية تبنتها بعد طول‬ ‫تمنع وآخرها "حماس" و"الجهاد" التي أعلنت عن ذاتها بوضوح‬ ‫ال يقبل الشكل بوثيقة ‪ 6339‬أنها حركة وطنية فلسطينية‪ .‬لذلك‬ ‫يجب إسقاط مفهوم الحركة الوطنية واالسالمية فهذه ال‬ ‫"واالسالمية" تمثل عامل تمايز مريح للطرفين لألسف‪ ،‬ولكنه‬ ‫يقسم الشعب الفلسطيني بين مسلم وغير مسلم أوبين وطني وغير‬ ‫وطني‪..‬الخ‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫أفول نجم التنظيم السياسي‬ ‫وافتقاد الرؤية‬

‫‪28‬‬


‫من المهم اإلشارة لرصورة تحشيد األشخاص حول‬ ‫ر‬ ‫الن تست‬ ‫فكرة ما‪ ،‬ثم تنظيم‬ ‫الطليعيي فيها‪ .‬فالجماهت ي‬ ‫ّ‬ ‫ه جماهت قابلة للجذب‬ ‫سائبة بال هدف موحد ي‬ ‫واالستقطاب بي ر‬ ‫شن الفكر المتناثرة وذات الدفق‬ ‫ً‬ ‫االجتماع‬ ‫حاليا لسبب انتشار وسائل التواصل‬ ‫العاىل‬ ‫ي‬ ‫ري ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والن كلها مسيسة ومهدفة‪.‬‬ ‫يُ‬ ‫إن تركت الجماهت دون هدف سام أو هدف‬ ‫وطن جامع (قضية) فإنها قد ترتاح يف منطقة‬ ‫قوم‪ /‬ي‬ ‫ي‬ ‫تلن حاجاتها‬ ‫حيث‬ ‫وتتموضع‬ ‫المشاكل‬ ‫عن‬ ‫االبتعاد‬ ‫ي‬ ‫الحياتية والشخصية فقط دون االضطالع بدور ما يف‬ ‫بناء أوتطوير الذات واكتساب المرجعية من جهة‪،‬‬ ‫وتفتقد باالبتعاد عن الهدف الجامع عوامل التماسك‬ ‫ر‬ ‫الن من‬ ‫بل وعوامل رالبقاء للمجتمع أو القضية ي‬ ‫المتوجب أن تبف ّ‬ ‫حية يف القلب والعقل والروح‪.‬‬ ‫وهنا يظهر دور الطليعة من المثقفي والمفكرين‬ ‫ُ‬ ‫والدعاة‪ ،‬والسياسيي الجادين والكادرات المخلصة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫حي تمزق المهابة‬ ‫ه حي يختلف الساسة أو"القادة"‬ ‫المشكلة‬ ‫الرئيسة ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ع‬ ‫اختالفا يمزق النسيج‬ ‫ي‬ ‫الثقاف أوالفكري أواالجتما ي‬ ‫الداخىل يف أطرهم‪ ...‬تلبية لمطامعهم‬ ‫أوالتنظيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الدنيئة‪ ،‬دون أن يدركوا ‪-‬أو ربما بإرادة البعض‪ -‬مدى‬ ‫تأثت ذلك عىل الناس –وقبلهم األعضاء المنخرطي يف‬ ‫منظماتهم‪ -‬الذين رغم كل رسء ر‬ ‫يفتضون بهم قيادة‬ ‫ي‬ ‫الفكرة أو البلد أوالشعب‪.‬‬ ‫إن افتقاد المهابة القيادية لسبب االنعزال عن الجماهت‬ ‫أو لسبب احتقارها أو لسبب التصارع ر‬ ‫والتاحم عىل‬ ‫السلطة (فوق)‪ ،‬والنفوذ ً‬ ‫حتما سيؤدي بالجماهت ألن‬ ‫ً‬ ‫تستثمر بغتهم‪ ،‬أو ألن تجد طريقا آخر ولربما يكون‬ ‫ً‬ ‫سارا أو سيئا ألننا لسنا وحدنا بالميدان أقصد أصحاب‬ ‫الفكرة الثورية أو الوطنية النضالية الجهادية فالكثت من‬ ‫األعداء أوالخصوم الخارجيي‪-‬والطابور الخامس‪ -‬قد‬ ‫ّ‬ ‫السياس‬ ‫يحلون ويتموضعون بالرصورة يف ظل الفراغ‬ ‫ي‬ ‫قاف‬ ‫(نتيجة الرصاع أوافتقاد األولويات‪ )...‬أو الفراغ الث ي‬

‫‪30‬‬


‫الذي أوجدناه باقتتالنا أوتصارعنا عىل "مزبلة" النفوذ‬ ‫والقوة‪ ،‬أو السلطة أوالمكاسب الذاتية أو الفصائلية‪.‬‬ ‫ياس‬ ‫إن االنعزال عن الجماهت‪ ،‬أواالستقواء بالنظام الس‬ ‫ُ يّ‬ ‫التنفيذي عليها أو استغاللها وتوظيفها لمآرب ذاتية يعد‬ ‫ا‬ ‫قتل مت ً‬ ‫اط أوالشوروي‪ ،‬وسبب‬ ‫ر‬ ‫الديمق‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫للن‬ ‫ا‬ ‫مج‬ ‫ي‬ ‫رئيس لعملية االنفكاك بي القيادة وبي الجماهت ر‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫إن افتقدت القدوة صنعت غتها‪ ،‬أو لربما تاهت‬ ‫أوأوجدتها يف سياقات أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫طلة المشاهت‬ ‫العديد من الناس ممن ابتعدوا عن الهدف الجامع‬ ‫للشعب أو األمة وجدوا ً‬ ‫ً‬ ‫خصبا يف مساحات أقل‬ ‫مرتعا‬ ‫ما يمكن أن يقال عنها أنها سلبية من مثل االنكباب عىل‬ ‫اللعب قاتل الوقت والعقل‪ ،‬أو االخبار الملوثة‪،‬‬ ‫أوالشهوات‪ ،‬أو االنجرار وراء االشاعات والدعايات‬ ‫ّ‬ ‫المغرضة‪ ،‬أوترقب طلة المشاهت الفسقة منهم‬ ‫والناجحي‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ولن تستطيع أن تقيم ُ‬ ‫الح ّجة عىل كل الجماهت ما‬ ‫دمت أنت يف مركز القيادة السياسية أو المجتمعية‬ ‫ٌ‬ ‫مقرص بواجبك ‪...‬ال تلتفت‬ ‫أوالدينية او الثقافية‬ ‫ً‬ ‫الحتياجات هذه الجماهت أو ال تبذل جهدا يف فهم‬ ‫وبالتاىل جذبها‪ .‬أو تنعزل بأفكارك‬ ‫احتياجاتها وتطلعاتها‬ ‫ي‬ ‫وسلوكياتك عنها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الج دوما بالكبار الكبار يف حضارتنا و يف‬ ‫نجد المثال ي‬ ‫ر ر‬ ‫الج‬ ‫االسالم‬ ‫العرن‬ ‫تاريخنا‬ ‫المسيج المش يف ً ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمتسامح‪ ،‬والذي هو حقيقة أمسنا ويومنا وغدا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫المفتض أن يكون‬ ‫بتمتنا (وليس انسحاقنا) الحضاري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبتعدا عن العقلية االستهالكية الذليلة لكل منتجات‬ ‫الغرب االستعماري العقلية‪ ،‬واالستئثاري ر‬ ‫حن يف مجاله‬ ‫النفش‪.‬‬ ‫الفكري‪-‬الثقا يف‬ ‫ي‬ ‫لقد صبت مختلف الشخصيات الريادية والقيادية يف‬ ‫ً‬ ‫حضاريا‪-‬والحضارات تتمت‬ ‫أمتنا المتفردة والمتمتة‬ ‫بالوع والسبق‬ ‫وتتقاطع وتتالقح‪ -‬النماذج واألمثلة‬ ‫ي‬ ‫وفهم المتغتات وامتالك الرؤية المتقدمة ما جعل‬ ‫ر‬ ‫الجماهت ر‬ ‫باالحتام والمحبة والتقديس‬ ‫تتلف أفكارهم‬ ‫‪32‬‬


‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أحيانا‪ ،‬اىل أن زلت قدم التابعي عن المسار فتخرج‬ ‫الجماهت لتعلن رفضها لالنحراف والزلل‪.‬‬ ‫ولربما تنجح عديد الدفقات المعلواتصالية بكسب‬ ‫هذه الجماهت حي تنحرف القيادة أوحي تنجرف‬ ‫باتجاه صاعاتها الداخلية ووحشية التق المكون‬ ‫لشخصياتها الكئيبة أوالكالحة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫(وف‬ ‫البد من حسن النظر والتأمل يف أنفسنا أوًل ي‬ ‫أنفسكم ۚ أفال تبرصون)‪ ،‬وهنا المقصود والخطاب‬ ‫من ما ّ‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫قرصت أو‬ ‫للقيادات يف المساحات المختلفة ي‬ ‫أهملت أوتصارعت تصارع األ كباش فإن الناس تصبح‬ ‫يف غن عنها أو رتتقب الكبش الفائز!؟ ما ُيردي القضية‪،‬‬ ‫أويجعلها حبيسة األدراج الخلفية يف عقول الناس ولو‬ ‫ً‬ ‫مؤقتا‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫العري التنظيم وشباك التذاكر‬ ‫السياس (وهو الوعاء الجامع)‬ ‫إن المنظمة أو التنظيم‬ ‫ي‬ ‫ذو القضية الذي يتصارع أفراده عىل القمة يف عكس‬ ‫التنظيم هو تنظيم فاشل‪ ،‬بل ويحفر قته بيديه‬ ‫للهرم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه العامل‬ ‫السيما وأن المفتض بالقضية أن تكون ي‬ ‫التذاكر‬ ‫لشباك‬ ‫الوصول‬ ‫وليس‬ ‫الجامع‬ ‫االنتخان) الموصل لخشبة المشح والمصداح‬ ‫(المؤتمر‬ ‫ي‬ ‫(الميكروفون) (أي الهيئة القيادية)!‬ ‫التنظيم الذي يكون ّ‬ ‫جل تفكت أفراده هو االنخراط يف‬ ‫ّ‬ ‫عقلية المؤامرة والتنافس الحدي أوالكراهية المتبادلة‪،‬‬ ‫الفسطاط الذي ال يستبي األلوان هو منظمة‬ ‫والرصاع‬ ‫ي‬ ‫(جماعة أوتنظيم‪ )...‬ذو أطر مهلهلة ومتابعة مفقودة‬ ‫وخروق كثتة يف الثوب فمن تغىط به فهو عريان‪.‬‬ ‫نرى ُ‬ ‫العري اليوم يف مختلف التنظيمات يف منطقتنا‬ ‫العربية سواء اليسارية أو الوسطية أواالسالموية كما‬ ‫يحدث من انشقاقات عميقة فيها (أنظر كمثال فاقع‬ ‫نموذج االخوان المسلمي وحرب هم الرصوس بي جبهة‬

‫‪34‬‬


‫اسطنبول بقيادة د‪.‬محمود حسي‪ ،‬وجبهة لندن بقيادة‬ ‫د‪.‬ابراهيم منت‪ ،‬وتمرد أجنحة يف جبهة مرص)‪.‬‬ ‫وكما يحصل يف تنظيمات السودان‪ ،‬وسوريا والعراق‪،‬‬ ‫وكذلك األمر داخل التنظيمات والفصائل الفلسطينية‬ ‫ما اليخف عىل أحد‪.‬‬ ‫إن التنظيم المخروق الثوب‪ ،‬أوالمرتبك‪ ،‬أوالتنظيم‬ ‫العاري هو التنظيم المتصارع بتصعيد صاعه للمقدمة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫عىل حساب التناقض الرئيس فيصبح آفل أو متآ كل يف‬ ‫مساحات عمله‪ ،‬حيث ال ّ‬ ‫هم وال عمل اال التكتيل‬ ‫السلن مع هذا أو ذاك أو إزاحة هذا أو ذاك‬ ‫بالمعن ّ ي‬ ‫الهم الجامع المرتبط بالقضية‪ ،‬فيتآكل سياسياً‬ ‫وليس‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا وتصبح الديمقراطية خرقة يتم التمسح بها‬ ‫لمجرد ذر الرماد يف العيون‪.10‬‬ ‫‪ 10‬هذا القول مجازي‪ ،‬ويقال بتعبيرات مختلفة؛ ألنه كناية عن‬ ‫التمويه والمغالطة وإلباس الحق بالباطل‪ .‬يقال‪ :‬ذَ َّر فالن الرماد‬ ‫ب الحقيقة عنه‪ ،‬فهو تعبير‬ ‫ضلَّلَه و َح َج َ‬ ‫في عين فالن‪ ،‬إذا َخ َد َعه و َ‬ ‫اصطالحي؛ إذ هو مثل أوجار مجرى المثل‪ ،‬وشاع استعماله بهذا‬ ‫المعنى المجازي‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫افتقاد الهدف الكبت والتكدس‬ ‫ّ‬ ‫التنظيم اآلفل اىل ذلك هو التنظيم الذي يتكدس فيه‬ ‫األعضاء عند القمة‪ ،‬او يسعون للتكدس هذا (أي قمة‬ ‫التنظيم)‬ ‫هرم القيادة أوالسلطة التنظيمية ضمن الهرم‬ ‫ي‬ ‫ال يدرون من أيامهم اال أن يصلوا لهذه القمة لتحقيق‬ ‫ر‬ ‫تفتض المكاسب ال‬ ‫المكاسب! وكان القضية‬ ‫التضحيات؟‬ ‫واىل المكاسب المادية والوظيفية والشخصية يضاف‬ ‫ّ‬ ‫معان الوجاهة أو المكانة أ كانت حقيقية أوخلبية‬ ‫ي‬ ‫ساع لها أن‬ ‫كل‬ ‫عىل‬ ‫حقيق‬ ‫مسع‬ ‫تمثل‬ ‫فإنها‬ ‫ة‪،‬‬ ‫فارغ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يخوض صاعه كما يظن‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫لقد افتقد الهدف الكبت والجامع فثارت األحقاد‬ ‫ّ‬ ‫أوالمنافسات اإلقصائية والرصاعات الحدية‪ ،‬وتكاثرت‬ ‫الشجون واآلالم‪ ،‬وتبارز الكارهون ألنفسهم أو اآلخرين‪.‬‬ ‫ولم يعد المقياس أوالبوصلة عند هؤالء المتصارعي هو‬ ‫مقدار العطاء أو العمل كما كان لنا من استفادة عظيمة‬

‫‪36‬‬


‫من الدكتور العالمة العظيم عىل نايفة‪ 11‬الذي قال يف‬ ‫مقابلة له أن المقياس يجب أن يكون هو حجم االنتاج‬ ‫وليس الكالم أو عدد السنوات‪.‬‬ ‫ه نقاط خمس‬ ‫دعنا نقول بوضوح ومن خالل نقاط خمسة التا يىل‬ ‫ً‬ ‫أساسا) ال تدوم بال‬ ‫أوال‪ :‬التنظيم (المنظمة السياسية‬ ‫ميدان متواصل ذو ديمومة‪ ،‬يخدم الهدف‬ ‫يوم‬ ‫ي‬ ‫عمل ي‬ ‫ر‬ ‫والرسالة والرؤية واالستاتيجية كما كان نهج األوائل يف‬ ‫الفلسطين أمثال ياس عرفات وخليل الوزير‬ ‫إطارنا‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الشقاف وصالح‬ ‫وفتج‬ ‫وجورج حبش وخالد الحسن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحسين‬ ‫خلف وأحمد ياسي‪ ،‬وقبلهم عبدالقادر‬ ‫ي‬ ‫وعزالدين القسام وأمثالهم من الكبار‪.‬‬ ‫‪ 11‬البرفسور علي نايفة رحمه هللا عالم عالمة يعد من القلة‬ ‫الموسومة برفسور مميز أي مثل انشتاين وهو بمقابلة ثرية له‬ ‫ذكر عوامل النجاح للموسسة‪ .‬وكان مما ذكر الفرق بين التقدير‬ ‫ونواله في المؤسسة المحترمة فأوضح من التجربة أن العمل‬ ‫واالنتاجية كانت المقياس واإلتيان بجديد مفيد‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫سياس أو نظام (قانون)‬ ‫ثانيا‪ :‬ال تنظيم يدوم بال برنامج‬ ‫ي‬ ‫داخىل‪( ،‬مرجعية) فكيف باهلل عليكم يواجه مثل هذا‬ ‫ي‬ ‫حن أعداءه وهو بال ّ‬ ‫التنظيم أنصاره؟ أو ر‬ ‫ماهية والماهية‬ ‫الشاطية ( ر‬ ‫تنطلق من وجود ّ‬ ‫االستاتيجية) الواضحة‬ ‫السياس الواضح‪ ،‬والقيم الواضحة‪ ،‬وكذلك‬ ‫والتنامج‬ ‫ي‬ ‫الداخىل (القانون‬ ‫األمر من خالل وجود النظام‬ ‫ي‬ ‫أوالدستور) الذي ّ‬ ‫يؤمن العالقة الواضحة بي مختلف‬ ‫المسؤوليات‪ ،‬والمسؤولي واألعضاء وطبيعة‬ ‫التقاطعات والمهمات والواجبات الملقاة عىل عاتقهم‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية والتنامج‪.‬‬ ‫لخدمة الهدف‬ ‫سياس يست بال رجلي؟ وهما‬ ‫هل تظن أن تنظيم‬ ‫ي‬ ‫الداخىل؟‬ ‫السياس والنظام‬ ‫هاتان الرجالن أي التنامج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يتكء عىل تاريخه فقط أو‬ ‫وإن رأيته يست ّفهو أعرج أو ي‬ ‫عىل عظمة مؤسسيه دون أمل له بمستقبل ناهض‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التنظيم بال رؤية مستقبلية يستطيع بها‪ ،‬إذ كان‬ ‫ّ‬ ‫عليه أن يرى المتغتات ويستبق ردة األفعال بالفعل‬ ‫هان‬ ‫المحقق لهدف القضية كما كان يقول الكبت ر ي‬ ‫الحسن بالتحليل السياس حيث أن ر‬ ‫(جدن)‬ ‫سن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪38‬‬


‫ّ‬ ‫تستطيع القول أنها تحلل سياسة؟ ولكن ما الفرق بينها‬ ‫بالوع بالمستجدات‬ ‫وبي القائد إن الفرق هو‬ ‫ي‬ ‫والمتغتات وامتالك الرؤية كما قال‪.‬‬ ‫ونحن تدهمنا المتغتات السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والتقانية عت فيوض‬ ‫االتصاالت المهدفة من وسائل التواصل ومنها التواصل‬ ‫االجتماع وعت الشابكة ر‬ ‫(انتنت) والتطبيقات‪ ،‬وال‬ ‫ندري يكيف نتعامل معها أونصدها أو ُن ّ‬ ‫طوعها‬ ‫أونستثمرها‪..‬‬ ‫رابعا‪ :‬عندما تتمحور حياة معظم أعضاء المنظمة‬ ‫السياسية (التنظيم) حول المكاسب الذاتية أو الخاصة‬ ‫(نتيجة المناخ القيادي‪ 12‬الموبوء) باعتبارها المدخل‬ ‫ر‬ ‫الن تتفوق‬ ‫الرئيس لمعاشهم وحياتهم ومكاسبهم ي‬ ‫‪ 12‬إن المناخ القيادي هو الجو النفسي العصبي الذي ينشره القائد‬ ‫وفي‬ ‫وتأثيره‪،‬‬ ‫عمله‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫أو‬ ‫حوله‬ ‫نطاق المرؤوسين أو"األتباع" أو الكوادر أو األشخاص تحت‬ ‫حول آرائه‬ ‫االلتفاف‬ ‫منه أساس‬ ‫قيادته‪ ،‬ويجعل‬ ‫أوسياساته أو عمله ما يتفاعل مع‬ ‫أوفكرة‬ ‫حاجات وأفكار جمهوره‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫الوطن أو الخادم للقضية المركزية‬ ‫عندهم عىل الفعل‬ ‫ي‬ ‫فإننا نشهد ً‬ ‫حتما أفول الشمس أو النجم لهذا التنظيم‪.‬‬ ‫فاألعضاء ال يدركون دورة التاري خ وقيام ثم انهزام‬ ‫التنظيمات واألفكار والدول‪.‬‬ ‫أما خامسا‪ :‬فإن نمو الشخصانية أواألنا العليا أو عقلية‬ ‫ر‬ ‫وتفش ظاهرة االستبداد‬ ‫البطريركية دون المؤسسية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كل ف موقعه‪ ،‬وعليه التفرد والتنعم بالوضع الذانر‬ ‫ًي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المستقر خوفا من االنتقال للوضع الجديد (أي بعيدا‬ ‫عما يسم منطقة الراحة حيث تجد خارجها صورة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقليديا محافظا (هل‬ ‫التعلم واإلبداع‪ )13‬يجعل التنظيم‬ ‫‪ 13‬منطقة الراحة أواألمان هي منطقة وهمية‪ ،‬تستخدم للداللة على‬ ‫حالة نفسية يعيشها الفرد‪ ،‬بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة‬ ‫وطمأنينة غامرة ورضى كبير عن نفسه‪ ،‬معلوماته‪ ،‬مهاراته‪،‬‬ ‫قراراته‪ ،‬وحتى عن األشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي‬ ‫يتواجد فيه‪ ،‬حيث أن جميعها ثابتة اليوجد فيها أي جديد أو متغير‪،‬‬ ‫وهذا من شأنه سلب التحدي من الحياة للفرد‪ .،‬تصبح المعادلة‬ ‫بسيطة وواضحة‪ :‬تحديات أقل‪ ،‬مهارات أقل‪ ...‬وفي المقابل‪،‬‬ ‫تحديات أكثر‪ ،‬مهارات أكثر وأقوى خارج منطقة االمان أي في‬ ‫منطقة التعلم ومنطقة النمو التي تعني لهؤالء المرتاحين على‬ ‫مقاعدهم الوثيرة الذعر من التغيير ورفضه‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫رجعيا أم منافقا؟!) وقد يتحول لتنظيم ثانوي يف‬ ‫نقول‬ ‫ً‬ ‫حياة الناس‪ ،‬أو يأفل نجمه كليا إن لم يلبس من األثواب‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ومنهجا ر‬ ‫واقت ًابا من الناس‪.‬‬ ‫أزهاها عقل‬ ‫ر‬ ‫التاحم عىل القمة‬ ‫ّ‬ ‫ولنكرر السؤال لماذا ر‬ ‫التاحم أوالتكدس عىل القمة؟‬ ‫السياس بالبلد) يف‬ ‫التنظيم بالفصيل‪ ،‬أو‬ ‫(قمة الهرم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفصائل عامة ومنها يف حالتنا الفلسطينية بمعن‬ ‫ّ‬ ‫االهتمام بأن يكون الشخص يف سدة اإلدارة‬ ‫أوالمسؤولية أو ما يسمونها يف الفصائل السياسية (هيئة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا أو أمانة عامة أوهيئة‬ ‫مكتبا‬ ‫القيادة)‪ 14‬أكانت‬ ‫إدارية أو لجنة مركزية أو أي مسم آخر‪.‬؟‬

‫‪ 14‬ليس بالضرورة أن تكون المسميّات السياسية لدى الفصائل‬ ‫منطبقة على التعريف العلمي للمصطلح فهناك فصائل تسمي‬ ‫نفسها حركة وهي حزب‪ ،‬وهناك من تسمي نفسها جبهة وهي‬ ‫حركة‪...‬الخ‪ ،‬وكذلك األمر بمصطلح "القائد" الذي نراه‪ :‬الشخص‬ ‫المسؤول والنموذج القادرعلى اخراج أفضل ما لدى األشخاص‬ ‫ضمن‪/‬تحت مسؤليته بحدهم األعلى واستثمارهم وتشغيلهم بكفاءة‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫السياس‪-‬خاصة‬ ‫بكل وضوح ألن العضو يف التنظيم‬ ‫ي‬ ‫بالمناخ القيادي الموبوء‪ -‬أصبح بال قيمة‪.‬‬ ‫السياس أهمية وقيمة ودور‬ ‫لو كان للعضو يف التنظيم‬ ‫ي‬ ‫الداخىل) هو الحكم‪،‬‬ ‫واضح لكان النظام (القانون‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ولكانت الحياة التنظيمية الداخلية قادرة عىل التعا ي‬ ‫مع مختلف االختالفات واالحتياجات والتدافعات‬ ‫بحرص واهتمام شديد‪ ،‬ومتابعة حثيثة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫حقيقة التنظيمات السياسية اليوم أنها بدال من أن‬ ‫الواع المناضل العامل‬ ‫تعتمد عىل العضو الفاهم‬ ‫ي‬ ‫أصبحت تعتمد عىل ّ‬ ‫الكم‪ .‬وكان الهدف الرئيس هو‬ ‫التجييش أوالتحشيد وليس التنظيم‪ .‬والفرق بي‬ ‫المفهومي كبت فاألول يهتم بالكم والعدد مهما كان‬ ‫انتخان فقط‪ ،‬وليس أنه أمامنا قضية‬ ‫وكأننا يف سباق‬ ‫ي‬ ‫الثان أي "التنظيم"‬ ‫وطنية عادلة وسامية‪ ،‬والمفهوم‬ ‫ي‬ ‫يعن تنظيم الجهود وإدماج القدرات وتأهيل األعضاء‬ ‫ي‬ ‫يعن جهد وعمل ذو ديمومة ومثابرة ال تهدأ‪.‬‬ ‫ما ي‬ ‫لذا فهيئة القيادة أي كان مسماها اآلخر ال تعني أن كل من فيها هم‬ ‫فعليًا وعلميًا قادة‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫بكل بساطة حي تضعف "القيادة" فإنها تخاف من‬ ‫القاعدة‪ .‬لذا تهتم مثل هذه القيادة بتلك العناص خاوية‬ ‫الفكر ‪ ،15‬أو ر‬ ‫المتلفة‪ ،‬والضعيفة أو تلك غت المؤهلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫وطمعا وليس قناعة‬ ‫الن تب ّجل من هم فوقها خوفا‬ ‫ً‬ ‫ي ً‬ ‫وإيمانا وصدقا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العضو أوالكادر المنظم الفاهم‪ ،‬حامل القيم‪ ،‬والعامل‬ ‫هو كادر يناقش‪ ،‬ويرفع اصبع االستفسار واالستيضاح‬ ‫يعن بالعامية‬ ‫ونقطة النظام أمام أي تجاوز للنظام‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫واألكت راحة (للقائد‬ ‫"وجع رأس"! لذا فاألبسط‬ ‫ر‬ ‫المستي ح عىل مقعده الوثت) هو االعتماد عىل خاو ي ين‬ ‫الرؤوس!‬

‫ً‬ ‫شماال‬ ‫‪ 15‬هي ذات فكرة الشخص اإلمعة (الذي يسيّره الناس‬ ‫ويمينًا) التي نهى عنها رسول الخلق‪ ،‬وفكرة الهمج الرعاع التي‬ ‫أشار لها علي بن أبي طالب مقابل العالم والمتعلم على نهج النجاة‪،‬‬ ‫وهي فكرة العاقل وغير العاقل عند الغزالي في تمييزه بين المؤمن‬ ‫ولكن الجاهل‪ ،‬وذاك غير المؤمن لكن العاقل الذي يرده عقله‪.‬‬ ‫وفكرة أن المستبد يستعين بالضعفاء المخلصين لشخصة ويستبعد‬ ‫العقالء واالكفياء ألنهم غير موالين‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫الكسول والمخلص واالنتهازي‬ ‫امتألت هياكل التنظيمات السياسية بحشود كسولة‬ ‫ّ‬ ‫(ه أقرب لجماهت غت منظمة عن أن تكون أعضاء‬ ‫ي‬ ‫يتمتعون بواجبات وحقوق العضوية) غت عاملة (ال‬ ‫ً‬ ‫سطرا يف منشور عىل وسائل‬ ‫تقوم بعمل إال إن احتسبت‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫االجتماع أو صورة ينشها عمل!؟) أوحشود‬ ‫التواصل‬ ‫ي‬ ‫غت فاهمة أو غت منظمة أو مرتبكة‪ ،‬أوغت مثقفة ولو‬ ‫األدن فأصبحت بالحقيقة مجرد ُجموع‬ ‫بحد الثقافة‬ ‫ي‬ ‫ترتبط باألشخاص أو المال أوالرغبة بالصعود‪ ،‬أوالحالة‬ ‫التوظيفية له‪.‬‬ ‫وإن وجد بي األعضاء الكثت من المخلصي الذين يتم‬ ‫استغاللهم النبهارهم بالقيادة أولحقيقة إقبالهم عىل‬ ‫الوطن دون مطالب ذات طابع مرتبط‬ ‫العمل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫بتغيتاألشخاص (القيادة أساسا) أو بتغيت األنظمة‬ ‫والمنهج‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ر‬ ‫‪16‬‬ ‫الزئبف‬ ‫كما تجد ذاك االنتهازي الذي يعتت هذا المناخ‬ ‫ي‬ ‫المائع مناخه المناسب ً‬ ‫قطعا‪.‬‬ ‫‪ 16‬أنظر فكرة "المناخ القيادي" المؤثر‪ ،‬أو ما تم التعارف عليه‬ ‫سابقًا ضمن فكرة "كما تكونوا يولى عليكم" أونقيضها "الناس على‬ ‫دين ملوكهم" حيث يقول أبو منصور الثعالبي‪" :‬كان األغلب على‬ ‫عبد الملك بن مروان حب الشعر‪ ،‬فكان الناس في أيامه يتناشدون‬ ‫األشعار ويتدارسون أخبار الشعراء‪ ،‬وكان األغلب على الوليد بن‬ ‫عبد الملك حب البناء واتخاذ المصانع وكان الناس في أيامه‬ ‫يخوضون في رصف األبنية‪ ،‬ويحرصون على التشييد والتأسيس‪،‬‬ ‫وكان األغلب على سليمان بن عبد الملك حب الطعام والنساء‪،‬‬ ‫فكان الناس في أيامه يصفون ألوان األطعمة ويذكرون أطايبها‪،‬‬ ‫ويستكثرون من الحرص على أحاديث النساء‪ ،‬ويتساءلون عن‬ ‫تزوج الحرائر‪ ،‬واالستمتاع بالسراري‪ ،‬ويتجاوزون في الباه‪،‬‬ ‫وكان األغلب على عمر بن عبد العزيز حب الصالة والصوم‬ ‫وكان الناس في أيامه يتالقون‪ ،‬فيقول الرجل ألخيه‪ :‬ما وردك‬ ‫الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ وبكم تختمه؟ وكم صليت البارحة؟‬ ‫وهل أنت صائم؟ وكان يزيد بن عبد الملك يحب الخيل وكان الناس‬ ‫يتنافسون في اختيارها‪ ،‬ويتقربون إليها‪ ،‬باتخاذ األجود واألحسن‬ ‫منها‪ ،‬وكان هشام بن عبدالملك يحب الثياب ونفائس اللباس وكان‬ ‫الناس في أيامه يتبارون في التجارة فيها‪ ،‬ويتواصفون أنواعها‪،‬‬ ‫وكان الوليد بن يزيد صاحب له ٍو وشراب وسماع‪ ،‬وكان الناس‬ ‫‪45‬‬


‫بناء النظام (القانون‪/‬الالئحة)‬ ‫المشكلة يف األوعية أي التنظيمات السياسية‬ ‫الفلسطينية باعتقادي هو يف طريقة بناء النظام‬ ‫المفض للعمل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الداخىل (القانون أواللوائح‪ ،‬أو الدستور)‬ ‫النظام‬ ‫بناء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫من المفتض أن يؤدي إىل تفصيل طبيعة العالقات بي‬ ‫المستويات اإلدارية‪-‬التنظيمية المختلفة وتحديد‬ ‫وبالتاىل توضيح حقيقة الحقوق‬ ‫الصالحيات‬ ‫ي‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ه مقياس الت يف ومقياس التقدم‬ ‫الن ي‬ ‫والواجبات ي‬ ‫الداخىل ما هو مفقود بحقيقة النظر‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفلسطين‪-‬‬ ‫الوطن‬ ‫أنظر كمثال لتى حركة التحرير‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫اجتماعا عىل مدار ‪ 0‬سنوات من‬ ‫فتح عقدت ‪63‬‬ ‫داخىل وفق‬ ‫‪ 6363-6336‬القرار قانون أو نظام‬ ‫ي‬ ‫في أيامه يتشاغلون في المالهي ويترخصون في النبيذ ويقولون‬ ‫بالسماع‪ ،‬وقد صدق من قال‪ :‬إن الناس على دين ملوكهم والسلطان‬ ‫سوق يجلب إليها ما ينفق فيها"‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫معطيات المؤتمرالسابع يف رام هللا نهاية ‪6336‬م ولم‬ ‫ً‬ ‫تنجح بتاتا!؟‬ ‫يعن أن العمل مستمر بالنظام (الدستور أو القانون)‬ ‫ما ي‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫يعن فشل فاقعا وارتبط الفشل بكل وضوح‬ ‫القديم‪ ،‬وما ي‬ ‫ّ‬ ‫بحقيقة المصالح واختالف التجارب للجان أو اللجنة‬ ‫المعنية بتعديل النظام‪ ،‬وكانت عقدة العقد حي‬ ‫الحديث عن مهام "القيادة" أي اللجنة المركزية‬ ‫وأدوراها‪ ،‬وال يغيب عن الذهن أن "فتح" تست بال‬ ‫ً‬ ‫سياس أيضا! إذ لم يصدر عنها منذ مؤتمرها‬ ‫برنامج‬ ‫ي‬ ‫األخت السابع‪.‬‬ ‫فكيف لتنظيم مثل هذا أن يكون ذو أفق أو قدرة عىل‬ ‫ر ً‬ ‫ً‬ ‫مشقا واثقا بهكذا سلوك‬ ‫تجاوز المحن‪ ،‬أوألن يعود‬ ‫وهكذا "قيادات"؟!‬ ‫"كما تكونوا يوىل عليكم" أو "الناس عىل دين ملوكهم"‬ ‫قد تكون مقوالت لها نصيب يف األطر التنظيمية‬ ‫ه اإلدماج‬ ‫والسياسية‪ ،‬ولكن مهمة التنظيم المناضل ي‬

‫‪47‬‬


‫ر‬ ‫والتبية والتثقيف والتعبئة ثم الدفع للعمل ثم العمل‬ ‫ثم العمل الناجز‪.17‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لن إن‬ ‫ه المهمة النوعية ا ي‬ ‫اإلدماج والتبية والتثقيف ي‬ ‫الكم لألعضاء ال نستطيع‬ ‫تم إهمالها لصالح التجييش‬ ‫ي‬ ‫أن ر‬ ‫نقتب من صورة ابن التنظيم المثال أو القدوة‬ ‫أوالنموذج‪ ،‬لذا فالمشكلة بالنظام (القانون) الذي يجب‬ ‫ّ‬ ‫أن يركز عىل منطق العضوية وأهمية العضو ودوره يف‬ ‫أي من المستويات التنظيمية‪-‬القاعدية والقيادية يف‬ ‫داخل األطر‪.‬‬

‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َّللا تَ َعالى ي ُِحبّ ِإذَا‬ ‫‪ 17‬قَا َل َر ُ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللاُ َع َل ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سلَّ َم‪ِ :‬إ ّن َّ َ‬ ‫َع ِم َل أَ َح ُد ُك ْم َع َمالً أ َ ْن يُتْ ِقنَهُ‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫التنظيم المرتبك والتنظيم الواثق‬ ‫دعن هنا أناقش ذات األمر بشكل آخر إذ أنه يف التنظيم‬ ‫ي‬ ‫السياس نجد مساحة واسعة من المظاهر المرتبطة‬ ‫ي‬ ‫بالمنظمة‪ ،‬أو الدالة عىل التنظيم المرتبك‪ ،‬أوالمخالف‬ ‫له ما نطلق عليه التنظيم الواثق‪.‬‬ ‫شكىل التنظيم هذين هو يف االنجاز‬ ‫الفروقات بي‬ ‫ي‬ ‫أواالنتاجية كما أسلفنا‪ ،‬و يف المبادرة‪ ،‬يف العمل والعطاء‪،‬‬ ‫يف تحقيق األهداف القريبة والبعيدة‪ ...‬ألن التنظيم‬ ‫والسياس وإن كان يحيا باإليمان واألفكار إال أن‬ ‫الثوري‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تمش عىل األرض تكون من خالل‬ ‫رؤية هذه األفكار‬ ‫ي‬ ‫الممارسة لألعضاء‪ ،‬من خالل القدوة‪ ،‬ومن خالل‬ ‫ر‬ ‫وااللتام‬ ‫تحقيق االنتاجية وعتالعمل الدؤوب‪،‬‬ ‫والمثابرة‪ ،‬هو حقيقة المقارنة بي الشكلي‪.‬‬ ‫الوطن‬ ‫وف حركة التحرير‬ ‫يف إطار الثورة‬ ‫الفلسطينية ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الفلسطين‪ -‬فتح كان دوما ما يتفوق أصحاب المبادرات‬ ‫ي‬ ‫والعمل والعطاء عىل أصحاب الفكر والتخطيط‬ ‫والعقلنة‪ ،‬لكنه ف اإلطار الصحيح وجب ر‬ ‫اقتانهما ً‬ ‫معا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بتوازن‪ ،‬لنتمكن من تحقيق العقلنة للمسار‪ ،‬دون‬ ‫‪49‬‬


‫مغامرات غت محسوبة أو مقامرات‪ ،‬ولنتمكن من‬ ‫التحفت والتعبئة ر‬ ‫والتبية من جهة‪ ،‬ولدعم االبداعات‬ ‫ومبادرات العمل من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا كنا أمام تنظيم واثق فإن المسار يختلف كليا عن‬ ‫الهالم أو المرتبك أو ذو‬ ‫التوصيف القائم للتنظيم‬ ‫ي‬ ‫الشمس اآلفلة‪ ،‬ألن التنظيم المرتبك قد يكون مآله‬ ‫الضمور أو االنهيار وفيه قد نجد‪ :‬هياكل تنظيمية‬ ‫مهلهلة تهمل العضو والواجبات‪ ،‬ونجد أعضاء غت‬ ‫ّ‬ ‫جديي المبالي (عىل دين ملوكهم)‪ ،‬ونجد اتصاالت‬ ‫مقطوعة أوباهتة بي الجميع‪ ،‬ونجد قيادة تهتم فقط‬ ‫ً‬ ‫بالتجييش أوالتحشيد بعيدا عن التنظيم بالمعن‬ ‫ر‬ ‫والتشغيىل‪.‬‬ ‫التبوي التعبوي التثقي يف‬ ‫ي‬ ‫ومن هنا نرى المقابل المخالف لما سبق هو التأكيد‬ ‫عىل أهمية عمل الفريق والجماعة كأداء وانتاج يحقق‬ ‫الهدف ويعىط معن التنظيم ّ‬ ‫الفعال أو الواثق‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الجماع المنظم يتم تكريس العمل‬ ‫بالعمل‬ ‫*ألنه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وااللتام بخطواته والثقة بما يقوم به‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫*وألن العمل كمحرك رئيس للفكرة يخترص بالعمل‬ ‫المشتك الوقت ويوزع الجهد ضمن ر‬ ‫ر‬ ‫االلتام‬ ‫الجماع‬ ‫ي‬ ‫بالمقياس (المسطرة) عت المتابعة‪.‬‬ ‫*ويشعر الجميع بالتقدير‪ ،‬فلكل دوره‪ ،‬و بالزهو‬ ‫ً‬ ‫صغتا‬ ‫أوالمشاركة أواالنتصار مهما كان حجم النرص‬ ‫ً‬ ‫لكنه ربتاكمه يؤدي حتما لالنتصار الكبت‪.‬‬ ‫النضاىل أو بالعمل‬ ‫الجماع داخل التنظيم‬ ‫يف العمل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ ً‬ ‫بروح الفريق يصبح التنظيم الحامل للفكرة مجسدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واثقا عت مجمل أدائه‪ُ ،‬‬ ‫وحسن تواصل‬ ‫لها‪ ،‬ويتز متألقا‬ ‫قيادته مع أعضائه‪ ،‬وتصبح المعنويات عالية‪ ،‬وتشكل‬ ‫العالقات الصحية األفقية والعمودية حائط مانع‬ ‫للتشب أو االرتباك أو االنهيار‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ا‬ ‫العضو أوًل وليس القائد و‪ 6‬أمور فقط‬ ‫لنقل ببساطة أن المطلوب تكريسه يف الحياة التنظيمية‬ ‫نضاىل‬ ‫وطن‬ ‫المتواصلة يف داخل أي تنظيم أوحزب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ثوري‪ ،‬أو داخل أي وعاء ليصلح لحل المعضالت‬ ‫ر‬ ‫واالستاتيجية‪ ،‬أمور ستة ليست‬ ‫وتحقيق الرؤية‬ ‫ه‬ ‫جديدة عىل أهل التنظيم‪ ،‬ولكنها مفقودة أومهملة و ي‬ ‫ر‬ ‫العضوالن تمكنه من بلورة‬ ‫تلك المتعلقة بواجبات‬ ‫ي‬ ‫إيمانه وتحقيق ر‬ ‫التامه والشعور بقيمته ودوره ضمن‬ ‫الجماع المثابر المحقق لالنتاجية واالنجازات‪،‬‬ ‫العمل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫‪18‬‬ ‫بعيدا عن الرغبات التجييشية أوبالتاحم فقط‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫(المفتض) دوره‬ ‫فلكل داخل الجماعة‬ ‫ب"القمة"‬ ‫ر‬ ‫وه‪:‬‬ ‫المحتم ي‬ ‫السياس‬ ‫‪-3‬يجب أن يكون لكل عضو يف التنظيم‬ ‫ي‬ ‫والنقان أو يف المؤسسة‪ )...‬مهمة أو تكليف أوعمل‬ ‫(أ‬ ‫ي‬ ‫‪ 18‬فكرة التجييش أو التحشيد داخل المنظمة ليست جديدة بل كانت‬ ‫في سياق عشرات السنين وكان تحت مسمى االستزالم او التبعية‬ ‫ألبي فالن او أبي فالن‪ ،‬وكانت أقرب للتكتيل أو التمحور منها‬ ‫للتجييش العام لكل األعضاء‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫(واجب) محدد صغت أم كبت‪ ،‬مرتبط بهدف أوغايات‬ ‫المنظمة العامة والشاملة‪ ،‬ويعطيه معن الدور المقدر‬ ‫داخل المنظمة‪ ،‬ويشعره با ر‬ ‫الحتام والتقدير‪.‬‬ ‫النظام الدوري حيث طرح‬ ‫‪-6‬ال بديل عن االجتماع‬ ‫ي‬ ‫الداخىل‪ ،‬والتقابل والحوار وحيث التثقيف‬ ‫الوضع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الذان‪ ،‬وطرح التامج أو الخطط‬ ‫الداخىل والنقد والنقد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومتابعة تنفيذها‪.‬‬ ‫‪-1‬ال مناص من تقديم التقرير الدوري من كل عضو عن‬ ‫نشاطه أومهمته‪ ،‬فال قيادة فاعلة بال متابعة‪ ،‬وال خطة‬ ‫موضوعة تنفذ بال متابعة‪ ،‬وال متابعة بال اجتماع أوبال‬ ‫تقرير‪ ،‬والمتابعة بال زمن محدد‪ ،‬وال خطة تنفذ بمتابعة‬ ‫دون مقياس (مسطرة)‪ ،‬والقدرة عىل التحليل والتقييم‬ ‫والمحاسبة والنقد بال متابعة دورية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -9‬مسؤولية العضو واضحة بالهيكل صعودا وهبوطا‬ ‫ر‬ ‫المباس عنه‪،‬‬ ‫بمعن أنه يجب أن يعرف من المسؤول‬ ‫وهو مسؤول ّ‬ ‫عمن (إن كان يرأس لجنة أو مهمة محددة‬ ‫لفريق‪ )...‬أو ّ‬ ‫عماذا‪ ،‬أي ما هو العمل أو النشاط المهدف‬

‫‪53‬‬


‫(المرتبط بهدف المهمة أو هدف المنظمة العام)‬ ‫المطلوب منه بوضوح‪.‬‬ ‫‪-0‬منظمة (تنظيم‪ ،‬جماعة‪ ،‬نقابة‪ )...‬بال اتصاالت‬ ‫داخلية وخارجية وعالقات واضحة هو تنظيم هال يم‬ ‫ر‬ ‫زئبف‪ 19‬لذا وجب أن تكون العالقات الداخلية (داخل‬ ‫ي‬ ‫المنظمة ضمن الحياة الداخلية) والخارجية مع‬ ‫الجماهت واضحة ومتواصلة عت مختلف الفعاليات‬ ‫الوطنية والجماهتية بمعن تحول العضو لبؤرة أو مركز‬ ‫استقطاب للجماهت وكيف تكون القدوة إذن إن لم تكن‬ ‫ذات جاذبية تتطلع لها العيون ر‬ ‫وتشئب لها األعناق؟‬ ‫‪-6‬التنظيم الواثق يستجيب للمتغتات السياسية‪،‬‬ ‫والثقافية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ويستجيب للمتغتات التقانية (التكنولوجية)‪ ،‬وعليه‬ ‫فهو قادر عىل استخدام كل الوسائل (بما فيها اليوم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫"انتنت"‪ )...‬للوصول‬ ‫االلكتونية وعىل الشابكة‬ ‫االجتماع‬ ‫ألعضائه جميعا يف ظل ُيش وسائل التواصل‬ ‫ي‬ ‫‪ 19‬كان الرأي ألحد القيادات في تنظيم مهم أن تنظيمة هالمي‬ ‫وزئبقي‪ ،‬وقالها بروح التقبل واإلقرار‪ ،‬وليس بروح النقد والتغيير!‬ ‫‪54‬‬


‫ر‬ ‫يلف عىل‬ ‫وقدرتها عىل النفاذ اىل غرفة نوم كل فرد‪ ،‬ما ي‬ ‫القيادة التنظيمية والسياسية عبء تحقيق الجذب‬ ‫ر‬ ‫والنش والوصول بأحدث وأقرب الطرق للوصول اىل‬ ‫قلوب الناس‪ ،‬وقبلهم األعضاء الطليعيي و كادر‬ ‫ّ‬ ‫التنظيم ما يقنعه ُ‬ ‫ويشبعه فيلتفت لما تقدمه القيادة‬ ‫أوالتنظيم وأدبياته بأحدث وأدق وأسع وأجمل وأنجح‬ ‫الوسائل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن الحاجة لالنسان العادي والعضو العادي (بعيدا عن‬ ‫ر‬ ‫الن تتز وتتفاقم لسبب المناخ‬ ‫المطامع الشخصية ي‬ ‫ه تحقيق االشباع‪ ،20‬وهما‬ ‫القيادي أو أي سبب آخر) ي‬ ‫‪ 20‬االشباع قد يكون مادي وقد يكون نفسي أوروحاني وفي نطاق‬ ‫االشباع النفسي دعنا نقول بحسب علماء النفس أنه يتضمن‪:‬‬ ‫الشعورباألمن النفسي الداخلي والذاتي حيث يظهرفي شعور‬ ‫الفرد بتقبل اآلخرين له وحبهم إياه‪ ،‬وأنهم يعاملونه بدفء ومودة‬ ‫وتقدير‪ ،‬وشعوره باالنتماء إلى الجماعة‪ ،‬وأن له دوراً فيها‪،‬‬ ‫وإحساسه بالسالمة وندرة شعوره بالخطر أو التهديد أو القلق‪ .‬إن‬ ‫الشعور باألمن الذاتي النفسي يعني أن البيئة االجتماعية‪/‬التنظيمية‬ ‫بيئة صديقة‪ ،‬كما يحقق شعور الفرد بأن اآلخرين يقبلونه داخل‬ ‫الجماعة‪/‬المنظمة‪/‬الحزب‪" .‬إن الفرد الذي يشعر باألمن واإلشباع‬ ‫في بيئته االجتماعية في األسرة‪ ،‬يميل إلى أن يُعمم هذا الشعور؛‬ ‫‪55‬‬


‫إيمان وآخر هو اشباع‬ ‫وطن‬ ‫النضاىل اشباع‬ ‫يف اإلطار‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ذان‪.‬‬ ‫شخض ي‬ ‫ي‬ ‫حي يقع األول يف منطقة تنفيذ األعمال المطلوبة‬ ‫ر‬ ‫الذان يسع (أنظر هرم‬ ‫لتحقيق غابات التنظيم‪ ،‬فإن‬ ‫ي‬ ‫ُ ّ ‪21‬‬ ‫ماسلو للحاجات االنسانية كمثال مفش ) لتحقيق‬ ‫فيرى في الناس الخير والحب‪ ،‬ويتعاون معهم‪ .‬أما الفرد غير‬ ‫اآلمن نتيجة لعدم إشباع حاجاته النفسية‪ ،‬فيكون في خوف دائم‪،‬‬ ‫ويعيش في حالة من عدم الرضى‪ ،‬ويرى أن البيئة تمثل تهديداً‬ ‫خطيرا ً لذاته‪.‬‬ ‫‪ 21‬كان هر ًما للحاجات الخماسية ثم تطور منه أي من "ابراهام‬ ‫ماسلو" ذاته ليصبح هر ًما ثُمانيا وليس فقط خماسيا يتضمن التالي‪:‬‬ ‫االحتياجات البيولوجية والفسيولوجية ‪ -‬الهواء‪ ،‬الطعام‪ ،‬الشراب‪،‬‬ ‫المأوى‪ ،‬الدفء ‪ ،‬المعاشرة ‪ ،‬النوم ‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-6‬احتياجات السالمة ‪ -‬الحماية من العناصر ‪ ،‬واألمن‪ ،‬والنظام‪،‬‬ ‫والقانون‪ ،‬واالستقرار‪ ،‬والتحرر من الخوف‪.‬‬ ‫‪-1‬احتياجات الحب واالنتماء ‪ -‬الصداقة‪ ،‬واأللفة‪ ،‬والثقة‪ ،‬والقبول‪،‬‬ ‫وتلقي وإعطاء المودة والمحبة‪ .‬االنتماء‪ ،‬أن تكون جز ًءا من‬ ‫مجموعة (عائلة ‪ ،‬أصدقاء ‪ ،‬عمل)‪.‬‬ ‫‪ -9‬تقدير االحتياجات ‪ -‬التي صنفها ماسلو إلى فئتين‪ )3( :‬احترام‬ ‫الذات (الكرامة واإلنجاز واإلتقان واالستقاللية) و (‪ )6‬الحاجة‬ ‫‪56‬‬


‫االشباع من خالل الدور المناط به والذي يؤدي اىل‬ ‫ر‬ ‫واالحتام والشعور بأن له مكانة ودور‪،‬‬ ‫الشعور بالتقدير‬ ‫وحضور و ر‬ ‫اعتاف وتفهم وتقدير لشخصه وعمله‪،‬‬ ‫ومحبة ‪ ....‬بغض النظر عن المستوى الموجود فيه‬ ‫الداخىل للمنظمة أوالجماعة‪.‬‬ ‫ضمن هيكل النظام‬ ‫ي‬ ‫إلى أن يتم قبولها وتقديرها من قبل اآلخرين (على سبيل المثال‪،‬‬ ‫المكانة والهيبة)‪.‬‬ ‫‪ -0‬االحتياجات المعرفية ‪ -‬المعرفة والفهم والفضول واالستكشاف‬ ‫والحاجة إلى المعنى والقدرة على التنبؤ‪.‬‬ ‫‪-6‬االحتياجات الجمالية ‪ -‬التقدير والبحث عن الجمال والتوازن‬ ‫والشكل‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-9‬حتياجات تحقيق الذات ‪ -‬تحقيق اإلمكانات الشخصية ‪ ،‬وتحقيق‬ ‫الذات ‪ ،‬والسعي إلى النمو الشخصي وتجارب الذروة‪ .‬الرغبة في‬ ‫"أن نصبح كل شيء يستطيع المرء أن يصير" (ماسلو‪3799،‬‬ ‫ص ‪.)69‬‬ ‫‪ .9‬احتياجات التعالي (السمو) ‪ -‬يتم تحفيز الشخص من خالل قيم‬ ‫تتجاوز الذات الشخصية (على سبيل المثال ‪ ،‬التجارب الصوفية‬ ‫وتجارب معينة مع الطبيعة ‪ ،‬والتجارب الجمالية ‪ ،‬والتجارب‬ ‫الحميمة ‪ ،‬وخدمة اآلخرين ‪ ،‬والسعي وراء العلم ‪ ،‬واإليمان‬ ‫الديني‪ ،‬وما إلى ذلك)‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫خاتمة‪:‬‬ ‫حاولنا يف هذه الورقة القصتة التعرض لمعضلة الفهم‬ ‫ر‬ ‫الن تمر بها‬ ‫بكيفية‬ ‫الوع وتفست حقيقة المرحلة ي‬ ‫ي‬ ‫الثورة الفلسطينية والفصائل والتجمعات الوطنية‬ ‫ر‬ ‫المشتك إن‬ ‫الجديدة عامة‪ ،‬وما ينشأ عن طبيعة الفهم‬ ‫ر‬ ‫المشتك ‪-‬رغم أنه لكل فصيل المستند‬ ‫وجد‬ ‫ر‬ ‫للمرجعيات المختلفة‪ -‬من رؤية تنبثق عنها استاتيجية‬ ‫ً‬ ‫الوطن‬ ‫تمثل طريقا للوصول لتحقيق الفهم بي التحرر‬ ‫ي‬ ‫أوبناء الدولة واالستقرار‪.‬‬ ‫معضلن الفهم ثم الرؤية يأنر‬ ‫ر‬ ‫وف المعضلة التالية عىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التنظيم لحمل المرحلة‪.‬‬ ‫قابلية الوعاء‬ ‫ي‬ ‫حيث عرضنا عوامل التفكك أوالهلهلة أواالرتباك‬ ‫ا‬ ‫الحاصل وصوًل للتنظيم الواثق أوالصلب المطلوب‬ ‫لتكون األكتاف مؤهلة لحمل الرسالة واألمانة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا كشعب‬ ‫ه رسالتنا وبوصلتنا وأمانتنا‬ ‫وفلسطي ي‬ ‫ر‬ ‫وأمة جمعاء حن نرى يوم النرص والتحرير القادم بإذن‬ ‫هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫فلسطين له‬ ‫عرن‬ ‫***بكر أبوبكر ًكاتب ًوباحث مفكر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أكت من ‪ 60‬كتابا ومؤلفا يف الفكر والسياسة والتنظيم‬ ‫ً‬ ‫حاليا رئيس‬ ‫والتدريب‪ ،‬وكتب أدبية أخرى‪ ،‬وهو‬ ‫أكاديمية فتح الفكرية أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية‪.‬‬ ‫وعضو مجلس إدارة مركز الناطور للدراسات‪.‬‬

‫مركز الناطور للدراسات واألبحاث‪.‬‬ ‫مركز االنطالقة للدراسات‬ ‫‪0202‬م‬

‫‪59‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.