مظاهر التفكير الإيجابي وبرمجته

Page 1

1


‫يف االتصاالت وبناء أو تمتي العالقات بي الناس تجد الكثي من المواقف المتنوعة‬ ‫األبعاد والتاثيات‪ ،‬كما تجد الكثي من التعامالت المتوزعة بي االهتمام الشديد‪،‬‬ ‫المتن‪ ،‬أو المت ز‬ ‫ز‬ ‫اخ‪ ،‬أوبي حسن االنصات أو سوءه واهماله‪ ،‬وتجد تذبذبات‬ ‫أوذاك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وترددات من ردة الفعل كالموقف الهاديء اىل الموقف العنيف‪ .‬فاالنفعاالت ال‬ ‫ً‬ ‫تنفصل عن الموقف (الحدث) خاصة عندما يكون مشحونا بالعواطف أوالذكريات‬ ‫أواألفكار ُ‬ ‫المسبقة‪ ،‬ومن هنا فإن كيفية فهم الحالة والموقف والحدث تقف أمام‬ ‫صاحب الموقف ليتفكر وقد يصل للتحليل السليم‪ ،‬وقد يعميه االنفعال وسوء‬ ‫التواصل أوالغضب‪.‬‬

‫ز‬ ‫والمتان‪.‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن االهتمام الشديد باآلخر قد يسبب الحنق واالنفعاالت ى‬ ‫اهتماما زائدا‬ ‫مت ما كان‬ ‫المرض (من المرض) سواء ارتبط بالخوف أو الهواجس أو الحب‬ ‫وهو االهتمام‬ ‫ّي‬ ‫المفرط‪ ،‬وهناك الحد اآلخر عىل النقيض حيث نجد الالمباالة واالهمال والتهميش‬ ‫واإلعراض وإدارة الظهر‪ ،‬ما قد يصل للكراهية والقطيعة بينما يف جميع األحوال‬ ‫والمواقف يكون االهتمام المنضبط أو ز‬ ‫المتن هو حقيقة المرغوب ألي شخص أن‬ ‫ً‬ ‫يصله‪ ،‬كما الحال مع ُحسن االنصات وتعلمه بدل من القف بي األفكار والششش‬ ‫أوإغالق األذني‪.‬‬ ‫َ​َ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ(و َّ‬ ‫يموا ال َوزن ِبال ِق ْس ِط َوال‬ ‫الس َماء َرف َع َها َو َوض َع ال ِم َيان‪ .‬أال تطغ ْوا ِ يف ال ِم َي ِان‪ .‬وأ ِق‬ ‫ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِسوا ال ِم َيان) [الرحمن‪ ]9-7:‬ومما يقوله آية هللا ناص الشيازي يف تفسيه لآلية‬ ‫تخ ِ‬ ‫‪2‬‬


‫ّ‬ ‫الكريمة أن "الميان" ّ‬ ‫كل وسيلة تستعمل للقياس‪ ،‬سواء كان قياس الحق من الباطل‪،‬‬ ‫أو العدل من الظلم والجور‪ ،‬أو قياس القيم وقياس حقوق اإلنسان يف المراحل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫اإلجتماعية المختلفة‪.‬‬ ‫الن َعم اإللهية‪ ،‬فإن‬ ‫ومشيا اىل أن أن هذه اآليات تتحدث عن ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫اإلنسان أو الروابط اإلجتماعية‬ ‫المجتمع‬ ‫أو‬ ‫أجمع‬ ‫العالم‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫وجود الميان سواء يف ن‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أو مجال العمل التجاري ‪ ...‬فإنها جميعا ِن َعم من قبل هللا سبحانه‪ .‬وحسب االمام‬ ‫ابن كثي فالميان هو العدل‪ ،‬وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية "وكذلك أن ل هللا ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫الر ُسل العدل وما يوزن به عرف القلوب‬ ‫سبحانه ‪ -‬الميان يف القلوب؛ َّلما بين‬ ‫ذلك؛ فأن ل هللا عىل القلوب من العلم ما ت ن به األمور ى‬ ‫حت تعرف التماثل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المفرق والمحدد والمقياس‬ ‫واالختالف"‪ ،‬ومن هنا يكون الميان أيضا هو العقل‬ ‫والفصل يف األمور‪.‬‬ ‫كيف نحقق الضبط أو نحقق التوازن يف اتصاالتنا خاصة حي تجيش العواطف‬ ‫يقتىص اللجوء لصيغة الضبط‬ ‫أوتسيطر علينا االنفعاالت بحدها األقىص؟ سؤال‬ ‫ي‬ ‫أوالتحكم أو تحقيق االت ان وهو المطلوب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المعية عن الغضب أو الكراهية أو سوء الفهم‬ ‫ما بي الوصول لحالة االنفجار‬ ‫أواالسشياء‪ ،‬أو عتمة السلبية‪ ،‬وما بي الحقد القديم أو الدفي أو المرتبط بالفكرة‬ ‫المسبقة‪ ،‬وما بي االنتقام إذا تمكن من الشخصية فتحيد عن ضبطها قد يجعل‬ ‫االنفعاالت تصل اىل حالة انفجار وصدام‪.‬‬ ‫هناك من يستطيع تحييد عواطفه وتحييد انفعاالته المشحونة وهذه قدرة (وميان‬ ‫داخىل) تحتاج لقدرة عىل التخلص من أدران الذات وتحتاج لتدريب متواصل‪.‬وأيضا‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫قد تؤدي االنفعاالت االيجابية (حسن التقبل وتقدير الظرف واالسشيعاب) اىل‬ ‫تحقيق المؤازرة ‪-‬أي بعكس االنفجار‪ -‬والمؤازرة المطلوبة –خاصة من المقربي‪-‬‬ ‫تتضمن الثناء والحب واإلشادة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شخصيا حدثا ذو صلة مع أحد االخوة القياديي وهو صالح خلف (ابوإياد)‬ ‫حضت‬ ‫ُ‬ ‫(‪3993-3911‬م) إذ قام أحد المعارضي ر‬ ‫الِسسي يشتم بالقيادة بشكل معيب‬ ‫ومقذع‪ّ ،‬‬ ‫وهم به عدد من الموجودين‪ ،‬فمنعهم أبوإياد وطلب منه أن يكمل كالمه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع مفاجأة الشتام‪-‬الذي ربما توقع أن ُيضب أو خطط لذلك‪ -‬ولما أكمل‪ ...‬شكره‬ ‫‪3‬‬


‫أبوإياد ّ‬ ‫وبي له ما لم يكن يعرف‪ ،‬ثم رأي‬ ‫‪1.‬‬ ‫القائد الكبي الذي كان يرب عىل كتفه‬

‫ً‬ ‫مبشسما مع‬ ‫الشخص يف ختام الندوة يسي‬

‫كيف نتعامل مع الموقف المشحون؟‬ ‫هل نستطيع أن نكون المبالي‪ 2‬أم هل نستطيع أن نمتص غضبنا ونكظمه؟ أم نكون‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫يأن التوازن‬ ‫بلداء ال نحس وال نهتم‪ ،‬أم ننع ل يك ال نثور؟ وما بي الكظم والبالدة ي‬ ‫‪4‬‬ ‫بالقدرة عىل االمتصاص أو الكظم وصوال للشسامح والصفح والعفو‪.‬‬ ‫يف جميع االتصاالت الشخصية فإن المحظورات الذاتية قد تشكل األساس حي‬ ‫الثوران واالنفعال فال يجوز بحقيقة األمر التعرض لذات الشخص (طوله‪،‬‬ ‫لونه‪،‬نسبه‪،‬شعره‪ )...،...‬وال يجوز التعرض ألرسته الصغية‪ ،‬أو فيما يراه خ ً‬ ‫اصا أو ً‬ ‫مهما‬ ‫العرن الكبي خالد‬ ‫له وإال فإننا نتعمد إثارة اآلخر ونتعمد معاداته‪ ،‬ولقد كان المفكر‬ ‫ي‬ ‫الحسن (أبوالسعيد) (‪3991-3991‬م) يردد ف آذاننا ً‬ ‫دوما‪ :‬ال تشتم ذات الشخص‬ ‫ي‬ ‫فتعاديه ألنه لن ينىس‪ ،‬وانقد فقط الموقف‪ ،‬فالموقف متغي وذات الشخص‬ ‫ى‬ ‫محيمة‪.‬‬

‫‪ 1‬قال علي بن أبي طالب (رض) للخوارج عليه‪" :‬إن لكم عندنا ثالثا‪ :‬ال نمنعكم صالة في هذا المسجد‪ ،‬وال‬ ‫نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم في أيدينا‪ ،‬وال نقاتلكم حتى تقاتلونا"‪ .‬فكان الناس يقولون لعلي‪:‬‬ ‫إنهم خارجون عليك‪ .‬فقال‪" :‬ال أقاتلهم حتى يقاتلوني وسيفعلون"‪.‬‬ ‫الرحْ َٰ َم ِن الَّذِينَ‬ ‫‪ 2‬ان فهمت الالمباالة بعدم الرد على السفهاء أو الجهالء فهي واجب‪ ،‬حيث قال تعالى‪ِ َ( :‬عبَا ُد َّ‬ ‫ض ه َْونًا َوإِ َذا خَا َ‬ ‫يَ ْم ُ‬ ‫س َال ًما (‪-)31‬الفرقان) وليس كما قال الشاعر الجاهلي‬ ‫علَى ْاْل َ ْر ِ‬ ‫شونَ َ‬ ‫طبَ ُه ُم ْال َجا ِهلُونَ قَالُوا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عمرو بن كلثوم‪ :‬أالَ الَ يَجْ َهلَ َّ‬ ‫علَ ْينَـا‪/‬فَنَجْ َهـ َل فَ ْوقَ َج ْه ِل ال َجا ِه ِل ْينَـا‪.‬‬ ‫ـن أ َحـ ٌد َ‬ ‫‪3‬‬ ‫كي َّ‬ ‫أن جارية كانت تصبُّ الماء لعلي بن الحسين‪ ،‬فسقط اإلبريق من يدها على وجهه فش َّجه‪ ،‬أي‪ :‬جرحه‪،‬‬ ‫ُح َ‬ ‫اظمِينَ ْالغَ ْي َ‬ ‫فرفع رأسه إليها‪ ،‬فقالت له‪َّ :‬‬ ‫ع ِن‬ ‫إن هللا يقول‪َ :‬و ْال َك ِ‬ ‫ظ فقال لها‪ :‬قد كظمت غيظي‪ .‬قالت‪َ :‬و ْال َعافِينَ َ‬ ‫حرة لوجه‬ ‫ّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ [آل عمران‪ ،]311 :‬قال‪ :‬اذهبي فأنت َّ‬ ‫اس قال لها‪ :‬قد عفوت عنك‪ .‬قالت‪َ :‬و ه‬ ‫النَّ ِ‬ ‫فمر برجل نائم فعثر به‪،‬‬ ‫هللا‪ .‬وقصة اخرى حيث الخليفة دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة‪َّ ،‬‬ ‫فرفع رأسه وقال‪ :‬أمجنون أنت؟ فقال عمر‪ :‬ال‪ .‬فه َّم به الحرس‪ ،‬فقال عمر‪ :‬مه‪ ،‬إنما سألني أمجنون؟ فقلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫‪" 4‬اصفح‪ ،‬ودع اْلمور تسير‪ ،‬وال تنسى‪ .‬تخفف من الحمولة العاطفية المشحونه‪ ،‬سامح وال تنسى فال تتعامل‬ ‫ثانية مع المسيء"‪-‬من مقال د‪.‬بنجامين هاردي المعنون‪ :‬ثالثون مسلكية تجعلك [ديموميهاً] (غير قابل للتوقف)‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫لماذا نتصادم؟ ولماذا نختلف؟ ولماذا تستثار االنفعاالت ؟ من الممكن أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫مرد ذلك اىل‪:‬‬ ‫‪ ‬اختالف االهتمامات‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬االحتياجات‪...‬‬ ‫‪ ‬التعرض للنقاط المثية أو الحساسة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ ‬اختالف المواقف فكل قد يقف من الموقف عىل طرف مختلف‬ ‫ى‬ ‫واسيجاع الذكريات‬ ‫‪ ‬شحن الذاكرة‬ ‫‪ ‬ى‬ ‫الياكمات ضد مواقف أو شخوص‪...‬الخ‪.‬‬ ‫‪ ‬عدم القدرة عىل ى‬ ‫اليحزح‪ ،6‬والشخصية الغضوبة العنيدة المتعصبة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سلبيا فتكون انفعاالتنا عىل درجة من الشدة تؤدي‬ ‫نتصادم وقد نشحن شحنا‬ ‫لالنفجار كما قلنا وهنا يصبح التعامل مع الموقف العنيف أو إدارته يحتاج لنظرة‬ ‫معمقة وتفكي وتمرين وتدريب وثقة فنحن‪ ،‬أو أنا أو أن بي األحوال أو البدائل‬ ‫التالية حي التعامل مع الموقف العنيف أوالمشحون‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫االنسحاب وكأن االمر اليعنيك‬ ‫ى‬ ‫الذان‬ ‫التقبل واللوم‬ ‫ي‬ ‫الرفض ولكن التجاوز‬ ‫الرفض ّ‬ ‫والرد‬ ‫الرفض‪ ،‬والكمون بتأجيل الرد‬

‫‪7‬‬

‫السلت‬ ‫وربما غي ذلك من حاالت‪ .‬والسؤال البارز هنا هو كيف نتجاوز الموقف‬ ‫ي‬ ‫أوالمشحون أو العنيف تجاهنا؟‬

‫‪ 5‬يقول الشيخ ابن تيمية‪(:‬وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في مسائل االجتهادية ‪ ،‬وال يكلفه أن يوافقه فهمه)‪-‬‬ ‫من المغني‪.‬‬ ‫‪ 6‬ال يتزحزح عن رأيه حتى لو كان خاطئا كما أوضح له الجميع‪ْ ،‬لنه يظن بذلك حين يفعله االنتقاص من‬ ‫ذاته أي حين إقراره بالخطأ فيمتنع عن التزحزح عن رأيه‪ .‬وال يرى لألسف مساحة في عقله وقلبه‪.‬‬ ‫‪ 7‬يقول اإلمام الشافعي‪ :‬ماجادلت عالما اال غلبته‪ ،‬وماجادلني جاه ٌل اال غلبني‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫ّ‬ ‫اللطامون وتخليد السلبية‬ ‫لسنا يف هذا المجال إال مراقبي ودارسي ومحاولي أن نفهم ونتفهم‪ ،‬ونحاول أن‬ ‫ى‬ ‫الذان والصفاء‪ .‬فقد نتعامل مع الموقف العنيف باالمتصاص كما ذكرنا‬ ‫نصل للسالم‬ ‫ي‬ ‫أو بالرد بذات العنف أو درجاته فننتض لذاتنا‪ 8،‬وقد نجد من المناسب حسب تقدير‬ ‫ى‬ ‫الذان‬ ‫الحال أن نتجاوزه‪ ،‬فنتخيل أنه لم يحدث ونحن هنا عىل طريق السالم‬ ‫ي‬ ‫(ف ذهننا) وما علق فيها من صورة عنيفة (تمسح ذاكرتنا‬ ‫والشسامح فنمسح الشاشة ي‬ ‫أو ننىس) وقد نقنع أنفسنا للنظر ما وراء الموقف أو الحدث أو الصورة أي أن نفكر‬ ‫ً‬ ‫انتصارا للذات الجريحة‪.‬‬ ‫بالمستقبل فال نتعامل فقط مع ذات اللحظة‬ ‫يف سوء االتصال ما يؤدي لالنفعاالت والشحن والغضب قد نجد‬ ‫‪ ‬الكلمات المشحونة ُ‬ ‫معان سلبية‪ ،‬أو قبيحة‪،‬‬ ‫المشبعة (تحمل‬ ‫ي‬ ‫وأوصاف‪)...‬‬ ‫‪ ‬وقد نجد القاموس ُ‬ ‫بالمعان المتعددة‬ ‫المثقل‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬وقد تكون اختالف اللغة أو اللهجة ً‬ ‫سببا‬ ‫‪ ‬ولربما تكون هناك من الكلمات التائهة أو المحية ما يجعل من االتصال‬ ‫ً‬ ‫اومنقطعا‬ ‫سيئا‬ ‫‪ ‬وقد يكون لتناقض الكلمات مع األفعال أو مع المسية للشخص أس ً‬ ‫اسا‬ ‫‪ ‬وكذلك تناقض الكلمات‪ ،‬مع االيحاءات أو التلميحات الجسدية‬ ‫‪ ‬وقد تكون المرجعيات المحتلفة أو طريقة الفهم أو‪....‬‬ ‫‪ ‬اإلدراك أومناهج التفكي (ال وايا المختلفة) ً‬ ‫سببا‬ ‫السلت المستقر قد يضلل االتصاالت‪ ،‬ويضع حاج ً ا أمام أي تواصل ومن‬ ‫التفكي‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫هؤالء السلبي ز‬ ‫الشكائي أو من كان يسميهم‬ ‫البكائي‬ ‫اللطامي‬ ‫ي نجد مجموعة‬ ‫النعوة=النع) أي الذين‬ ‫هان الحسن (‪9139-3919‬م) أصحاب (ورقة‬ ‫المفكر‬ ‫العرن ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ينعون ويؤبنون ذاتهم أو غيهم عند أول مشكلة‪ ،‬او أزمة ومن هؤالء قد نرى‬ ‫‪8‬‬

‫قد يحدد طبيعة الموقف والزمان والمكان ونوعية اْلشخاصن والهدف المرجو تحقيقه طبيعة الرد‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪ ‬استصغار للفعل الجيد كيفما جاء‪ ،‬أو ى‬ ‫مت جاء من اآلخر‬ ‫‪ ‬فقدان االيمان باهلل‪ ،‬أو انعدام الثقة بالنفس‪ ،‬أو باآلخرين أو جميعها‬ ‫‪ ‬االنشغال بالصغائر‬ ‫ر‬ ‫األساس‬ ‫األساس ورجم‬ ‫الهامىس وغي‬ ‫‪ ‬تكبي الثانوي أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬االنسحاب من المواجهة بالطعن باآلخر‪ ،‬فهل ترى من تجاربك غي‬ ‫ذلك؟ ربما نجد الكثي‪.‬‬ ‫السل َسة وتلك المشحونة واالنفعاالت يف حدها األقىص‬ ‫مابي االتصاالت الهادئة‬ ‫ِ‬ ‫يوميا ف حياتنا‪ ،‬وقد ىتياكب االنفعاالت ى‬ ‫نسي ً‬ ‫وتياكم الهموم فتصبح النظرة سلبية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وقد يتم "تخليد السلبية" فيصبح المنظار فقط من هذه ال اوية المظلمة‪ ،‬وهذا من‬ ‫ى‬ ‫السلت‪ 9‬خطر حيث ال يرى صاحبها أي ضوء‪.‬‬ ‫التفكي‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬ ‫الذان‬ ‫مخاطر االن الق‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫التفكت االيجاب ز‬ ‫بي الظالل والنور‬ ‫ز‬ ‫وعليه فإن التفكت االيجاب‪ 10‬وهو الذي نبتغيه‪ ،‬ويظهر ف ‪ 5‬مظاهر أو عت ‪ 5‬مرايا‬ ‫ى‬ ‫الحقيق ف المناخ السلت ويشع ن ً‬ ‫ورا عىل غيه‪،11‬‬ ‫االيجان‬ ‫‪ ‬يظهر التفكي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫اإليجان أن يكونوا إيجابيي‬ ‫فالمنطق أن الجميع يف المناخ‬ ‫واال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫االيجان النقد ولكن عي التقويم واالرشاد‪ ،‬وعياالبداعات‬ ‫‪ ‬يع ز التفكي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫معا‪.‬‬

‫‪ 9‬الحذر أو الشك شيء آخر وقد يكون مطلوبًا في عدد من االحوال ومجاالت التفكر والتبصر‪ ،‬وهوغير‬ ‫التفكير السلبي والذي يتضمن سوء الظن في كل اْلحوال‪.‬‬ ‫‪ 10‬يعرف التفكير اإليجابي أنه‪ :‬موقف عقلي وعاطفي تتوقع فيه نتائج جيدة وال تصاب باإلحباط عندما ال‬ ‫تمشي الخطط كما يجب‪ .‬أي هو بمثابة إطار ذهني يركز على الخير واْلشياء اإليجابية بدالً عن التركيز على‬ ‫السلبيات‪ ،‬ومع اتخاذك هذا النهج فأنت تعلن عدم استسالمك للهزائم والمحافظة على استقرارك الذهني وسالمك‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫سئِل الخالد ياسر عرفات حين الخروج من لبنان الى أين المسير قال‪ :‬الى فلسطين‪.‬‬ ‫‪ 11‬عندما ُ‬ ‫‪7‬‬


‫الظالل (المشاكل) اىل النور (بدائل الحلول)‬ ‫‪ ‬والتفكي‬ ‫اإليجان يخرج ِ‬ ‫ي‬ ‫ولننظر لقول سيد الخلق عليه أفضل الصالة والسالم‪( :‬ال عدوى وال‬ ‫ويعجبت الفأل الصالح‪ :‬الكلمة الحسنة)‬ ‫طية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬وأيضا يقطع مع العتمة والسواد ويصل الواقع والروح‪ ،‬أي مع هللا‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬ومع الذات وتعزي الثقة بالذات واآلخرين‬ ‫االيجان يرك عىل زاوية الثقة ب (القدرة واالمكانية والهدف)‬ ‫‪ ‬التفكي‬ ‫ي‬ ‫من حيث ه ّ‬ ‫المىصء‬ ‫الجانب‬ ‫من‬ ‫التغيي‬ ‫وف‬ ‫التغيي‬ ‫أساس‬ ‫أو‬ ‫م‬ ‫مقو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫نحسن تفكتنا‪ ،‬ومنهجنا وتحويله اىل إيجاب مما سبق‬ ‫والسؤال هنا هل نستطيع ان‬ ‫أم نجد من الصعوبة ما يمنع ويكبح ويحد؟‬ ‫ّ‬ ‫كن بصدد الرد عىل أحد الكتاب الذي أوغل ف الشتم والطعن ى‬ ‫حت طال تعديه‬ ‫ي‬ ‫عىل ذوات األشخاص يف المقال المقذع وأنا من القادرين عىل مقارعة الحجة بالحجة‬ ‫أكي ً‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫قربا من أن‬ ‫ذان‪ 12،‬ولما أصبح‬ ‫حت لو كان ذات مدلول طاعن ذات ملمح ي‬ ‫ً‬ ‫أعذر الناس ى‬ ‫كثيا‪ ،‬وحاول أن أجد‬ ‫حت المسيئي منهم فال أتضف مثلهم تريث‬ ‫للكاتب الميرات عىل صعوبة ذلك‪ ،‬فأن تسي يف درب أشواك‪ ،‬رغم سهولة الرد‬ ‫ر‬ ‫المبارس وبالحجة المفحمة‪ ،‬ولكن هدف الجذب والتقريب للرجل كان خياري وليس‬ ‫االقناع لالقناع‪ ،‬وليس االنتصار للذات أو للرأي المخالف‪ ،‬وهنا الأخالف القاعدة‬ ‫واحيم ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫الداخىل‪ ،‬وهكذا كان الموقف‪ ،‬دون اإلصار‬ ‫وسالم‬ ‫قبله‬ ‫ذان‬ ‫ام‬ ‫باالحي‬ ‫ي‬ ‫يً‬ ‫ي ً‬ ‫بالمحتوى ً‬ ‫قطعا‪ .‬ولربما اتخذت موقفا مختلفا حسب الكاتب أو تلميحاته أو سيته‬ ‫أو المتوقع من االستجابة منه‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫عار عليك إذا فعلت عظيم‪ .‬وهو البيت المشهور ولكن‬ ‫ق وتأتي مثله* ٌ‬ ‫قال أبواْلسود الدؤلي‪ :‬ال تنهَ عن خل ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ْنهُ فَأ َ ْنتَ َح ِكي ُم‪ .‬فَ ُهنَاكَ ت ُ ْع َذ ُر ْ‬ ‫غ ِيه َها* فَإ ِ َذا ا ْنت َ َه ْ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ظتَ‬ ‫إن َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫سبقه أبيات جميلة مثل‪ :‬ا ْب َدأْ بِنَ ْف ِسك فَا ْن َه َها َ‬ ‫َويُ ْقت َ َدى* بِ ْالقَ ْو ِل ِم ْنك َويحصل التسلي ُم‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫برمجة العقل نحو الصفاء‬ ‫ً‬ ‫مقدورا عليه‬ ‫نعتقد أن حسن استخدام الحواس وبرمجة العقل ومنهجته قد يكون‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫واالليام‬ ‫الداخىل والحرث يف حقل الذات‪ ،‬وبالتدريب والتمرين‬ ‫بالجهاد‬ ‫ا‬ ‫دوم‬ ‫ي‬ ‫التاىل‪:‬‬ ‫بالخطوات والعمل الدؤوب‪ ،‬فلنقل عىل سبيل المثال‬ ‫ي‬ ‫‪ .3‬فكر بعبارات أو أبيات شعر أوتوكيدات إيجابية ً‬ ‫دوما أو استعن باألدعية‬ ‫النفىس‪.‬‬ ‫أو اآليات الكريمة ذات الصلة أو المخففة لأللم‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫الحب وحسن الظن باآلخرين والتفهم‪ ،‬والعذر والشسامح‬ ‫‪ .9‬إن لم يكن‬ ‫هو حدبك فتعلم واقرأ وأنظر وتدرب عليه‪ ،‬وأنظر للصورة من زاوية‬ ‫أخرى‪ ،‬واقتد ّ‬ ‫وغي مسلكك بالتدري ج وبالتعويد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ .1‬ابشسم‪ ،‬أو تعلم االبشسام فالتكرار واالستخدام قد يحول األمر اىل عادة‬ ‫فيقلب الم اج‪.‬‬ ‫‪ .1‬ألصق عىل شاشة حاسوبك (أو يف المفكرة به)‪ ،‬يف مكتبك‪ ،‬غرفتك‪،‬‬ ‫ى‬ ‫لموسيق‬ ‫رسيرك عبارات أوصور مشجعة أو استمع للقرآن الكريم‪ /‬أو‬ ‫ُ‬ ‫هادئة فأن بذلك تنظر وتسمع فششبع الحواس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مشجعا عىل اإليجابية بصور السطح‪ ،‬أو إطالق‬ ‫‪ .5‬استخدم هاتفك النقال‬ ‫ّ‬ ‫المحف ة ً‬ ‫يوميا عي مختلف التطبيقات‪.‬‬ ‫العبارات المفرحة أو‬ ‫ً‬ ‫السلت‪ ،‬وتخيل‪ 15‬وتأمل المناظر‬ ‫تدريجيا عن حديث النفس‬ ‫‪ .3‬تخلص‬ ‫ي‬ ‫الجميلة‪ ،‬والجمال عامة‪ ،‬سواء عىل أرض الواقع أو من خالل مخيلتك‪،‬‬ ‫‪ 13‬أنظر عمق اإلرشاد اإللهي والوصف لرسوله الكريم في مدرسة خلقية مسلكية قيمية عظيمة (َف ِب َما َرحْ َم ٍة‬ ‫ّللا لِنتَ لَ ُه ْم ۖ َولَ ْو ُكنتَ فَ ًّ‬ ‫غ ِلي َ‬ ‫ِ همنَ َّ ِ‬ ‫ظا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َوشَا ِو ْر ُه ْم فِي ْاْل َ ْم ِر ۖ‬ ‫ظ ْالقَ ْل ِ‬ ‫ب َالنفَضُّوا ِم ْن َح ْولِكَ ۖ فَاع ُ‬ ‫ْف َ‬ ‫ّللاَ ي ُِحبُّ ْال ُمت َ​َو ِ هكلِينَ ‪-359‬آل عمران)‬ ‫ّللاِ ۚ ِإ َّن َّ‬ ‫علَى َّ‬ ‫عزَ ْمتَ فَت َ​َو َّك ْل َ‬ ‫فَإ ِ َذا َ‬ ‫ً‬ ‫شكال‪،‬‬ ‫‪ 14‬أنظر فلسفة تكرار الصالة مرات خمس في اليوم ليس لتصبح بال قيمة كما يفهم البعض ويؤديها‬ ‫عليا‪ ،‬مع استمرار التواصل مع هللا سبحانه‪،‬‬ ‫سا بال مضمون أي مجرد حركات‪ ،‬وإنما لتصبح ذات قيمة ُ‬ ‫وطق ً‬ ‫ومع الذات‪ ،‬ولتحقق فواصل حياتية وبدايات جديدة كل يوم وتمأل النفس بالشحنات الدافعة والمتدفقة‪ ،‬وانظر‬ ‫الكاتب الشهير "ستيفن كوفي" عندما كتب كتابه الشهير حول التغيير والتنمية الذاتية فأسماه‪ :‬العادات السبع‬ ‫اْلكثر فعالية‪.‬‬ ‫‪" 15‬الخيال أكثر أهمية من المعرفة‪ْ .‬لن المعرفة تقتصر على كل ما نعرفه ونفهمه اآلن ‪ ،‬بينما يشمل الخيال‬ ‫العالم بأسره ‪ ،‬وكل ما يمكن معرفته وفهمه "‪ -‬البرت اينشتاين‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫ً‬ ‫وتخيل ّ‬ ‫ووسع الصورة وتصور ما تحبة ً‬ ‫دوما طاردا األفكار أوالصور‬ ‫السيئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .7‬هناك من تشكل الروائح الجميلة بالنسبة له مدخًل للهدوء بل أن ذاكرته‬ ‫الجميلة قد تشتعل بالروائح اللطيفة‪ ،‬فال تبخل عىل نفسك بها‪.‬‬ ‫وابن عالقات مع‬ ‫مصاض الطاقة! كما يسمونهم‪ ،‬فتواصل‬ ‫‪ .1‬احذر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫األشخاص الذين يضيفون شيئا ذا قيمة إىل حياتك ‪ ،‬وتجنب أولئك‬ ‫مصاض طاقتك وحماسك واندفاعك‪ ،‬وإذا لم تتمكن من‬ ‫مستهلك أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تجنبهم‪ ،‬فتعلم كيف تظل منفصال ذهنيا عندما تكون معهم‪ ،‬أي ال تلق‬ ‫ً‬ ‫باال لكلماتهم بل دعها تمر مرور الكرام وال تؤثر يف قلبك وروحك‪.‬‬ ‫‪ .9‬مارس واعمل ما تحب‪ ،‬أو قم بأخذ اجازة‪( ،‬إجازة فييائية‪ ،‬وإجازة رقمية‬ ‫انتم لعمل‬ ‫من الهاتف النقال والشابكة) رحلة يف الطبيعة‪ ،‬مارس التأمل‪ِ ،‬‬ ‫تطوع ف تنظيم سياس أو مجتمع أو انخرط ف ر‬ ‫مِسوع خيي‪ ،‬فان‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫تقدم لآلخرين وتساعدهم متعة ال يضاهيها متعة األخذ فقط‬ ‫ّ‬ ‫تذكر المواقف اإليجابية ً‬ ‫َ‬ ‫وانس تلك المسيئة أو‬ ‫دوما‪ ،‬وكثفها‪،‬‬ ‫‪.31‬‬ ‫أضعفها واستفد منها‪..‬‬ ‫كن مع هللا ً‬ ‫دوما‪ ،‬ومع كتابه‪ ،‬ومع ذاتك الحرة‪ ،‬وتفكر وتأمل وال‬ ‫‪.33‬‬ ‫َ َ َ َ َْ َ َْ َْ َ‬ ‫تيأس فأن من روحه‪ ،‬وأمامك النور والهدى {وكذ ِلك أوحينا ِإليك‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ً ِّ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ان َو َلكن َج َع ْل َن ُاه ُنوراً‬ ‫روحا من أم ِرنا ما كن تد ِري ما ال ِكتاب وال ِاإليم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ َ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫اط مست ِق ٍيم}‬ ‫نه ِدي ِب ِه من نشاء ِمن ِعب ِادنا و ِإنك لته ِدي ِإىل ِص ٍ‬ ‫[الشورى‪.]59 :‬‬ ‫تعلم التفهم والتقبل والتجاور مع المختلفي‪.‬‬ ‫‪.39‬‬ ‫ّ‬ ‫وأدم التفكي والنظر والتخيل ى‬ ‫حت تصبح عادة‪.‬‬ ‫‪.31‬‬ ‫كرر ِ‬

‫‪10‬‬


‫يعمل كل انسان‪ ،‬أو من المقدر أنه يعمل‪ ،‬عىل تحقيق حالة من الهدوء والصفاء‬ ‫النفىس وااليجابية‪ ،‬لكن االتصاالت وبناء العالقات بي الناس قد ال‬ ‫والسالم واألمان‬ ‫ي‬ ‫تكون ً‬ ‫دوما تسي كالجداول الرقراقة لذا فإن فهم تغي األحوال وتغي المواقف وجب‬ ‫النظر اليه بعناية‪.‬‬ ‫ومن المهم التعامل معه لنستطيع أن نزيل غشاوة السلبية أو النظرة األوحدية‬ ‫المتحجرة حول أي شخص أو أي موقف‪ ،‬فالتنوع يف االنفعاالت وقدرة تحقيق‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫الذان وتحسي االصغاء وتهديف العالقات تعد من األهمية بمكان‬ ‫السالم والهدوء‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫سء‪ ،‬ونتفهم أيضا مناهج التفكياألخرى‪،‬‬ ‫أن نتفهم عيها اآلخر‪ ،‬والذات قبل‬ ‫كل ي‬ ‫ّ‬ ‫ومد اليد لآلخرين‪.‬‬ ‫وطرق التعبي بكل الحب والتقارب‬

‫بكر أبوبكر‬ ‫رئيس أ كاديمية فتح الفكرية* أ كاديمية الشهيد عثمان ابوغربية‬

‫‪/https://bakerabubaker.info‬‬

‫‪11‬‬


‫الحواش‬ ‫]‪ [1‬قال علي بن أبي طالب (رض) للخوارج عليه‪" :‬إن لكم عندنا ثالثا‪ :‬ال نمنعكم صالة في هذا‬ ‫المسجد‪ ،‬وال نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم في أيدينا‪ ،‬وال نقاتلكم حتى تقاتلونا"‪.‬‬ ‫فكان الناس يقولون لعلي‪ :‬إنهم خارجون عليك‪ .‬فقال‪" :‬ال أقاتلهم حتى يقاتلوني وسيفعلون"‪.‬‬ ‫]‪ [2‬ان فهمت الالمباالة بعدم الرد على السفهاء أو الجهالء فهي واجب‪ ،‬حيث قال تعالى‪ِ (َ :‬عبَا ُد‬ ‫ض ه َْونًا َو ِإ َذا خَا َ‬ ‫الر ْح َٰ َم ِن الَّذِينَ َي ْم ُ‬ ‫س َال ًما (‪-)36‬الفرقان)‬ ‫َّ‬ ‫علَى ْاْل َ ْر ِ‬ ‫شونَ َ‬ ‫ط َب ُه ُم ْال َجا ِهلُونَ قَالُوا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وليس كما قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم‪ :‬أالَ الَ َي ْج َهل َّ‬ ‫عل ْينَـا‪/‬فَن َْج َهـ َل فَ ْوقَ َج ْه ِل‬ ‫ـن أ َحـ ٌد َ‬ ‫ال َجا ِه ِل ْينَـا‪.‬‬ ‫]‪[3‬‬ ‫كي َّ‬ ‫أن جارية كانت تصبُّ الماء لعلي بن الحسين‪ ،‬فسقط اإلبريق من يدها على وجهه‬ ‫ُح َ‬ ‫اظ ِمينَ ْالغَ ْي َ‬ ‫فش َّجه‪ ،‬أي‪ :‬جرحه‪ ،‬فرفع رأسه إليها‪ ،‬فقالت له‪َّ :‬‬ ‫ظ فقال لها‪ :‬قد‬ ‫إن هللا يقول‪َ :‬و ْال َك ِ‬ ‫ّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ‬ ‫اس قال لها‪ :‬قد عفوت عنك‪ .‬قالت‪َ :‬و ه‬ ‫ع ِن النَّ ِ‬ ‫كظمت غيظي‪ .‬قالت‪َ :‬و ْالعَافِينَ َ‬ ‫حرة لوجه هللا‪ .‬وقصة اخرى حيث الخليفة دخل عمر بن‬ ‫[آل عمران‪ ،]461 :‬قال‪ :‬اذهبي فأنت َّ‬ ‫فمر برجل نائم فعثر به‪ ،‬فرفع رأسه وقال‪ :‬أمجنون أنت؟‬ ‫عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة‪َّ ،‬‬ ‫فقال عمر‪ :‬ال‪ .‬فه َّم به الحرس‪ ،‬فقال عمر‪ :‬مه‪ ،‬إنما سألني أمجنون؟ فقلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫]‪" [4‬اصفح‪ ،‬ودع اْلمور تسير‪ ،‬وال تنسى‪ .‬تخفف من الحمولة العاطفية المشحونه‪ ،‬سامح وال‬ ‫تنسى فال تتعامل ثانية مع المسيء"‪-‬من مقال د‪.‬بنجامين هاردي المعنون‪ :‬ثالثون مسلكية تجعلك‬ ‫[ديموميهاً] (غير قابل للتوقف)‪.‬‬ ‫]‪ [5‬يقول الشيخ ابن تيمية‪(:‬وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في مسائل االجتهادية ‪ ،‬وال يكلفه‬ ‫أن يوافقه فهمه)‪-‬من المغني‪.‬‬ ‫]‪ [6‬ال يتزحزح عن رأيه حتى لو كان خاطئا كما أوضح له الجميع‪ْ ،‬لنه يظن بذلك حين يفعله‬ ‫االنتقاص من ذاته أي حين إقراره بالخطأ فيمتنع عن التزحزح عن رأيه‪ .‬وال يرى لألسف مساحة‬ ‫في عقله وقلبه‪.‬‬ ‫]‪ [7‬يقول اإلمام الشافعي‪ :‬ماجادلت عالما اال غلبته‪ ،‬وماجادلني جاه ٌل اال غلبني‪.‬‬ ‫]‪ [8‬قد يحدد طبيعة الموقف والزمان والمكان ونوعية اْلشخاصن والهدف المرجو تحقيقه طبيعة‬ ‫الرد‪.‬‬ ‫]‪ [9‬الحذر أو الشك شيء آخر وقد يكون مطلوبًا في عدد من االحوال ومجاالت التفكر والتبصر‪،‬‬ ‫وهوغير التفكير السلبي والذي يتضمن سوء الظن في كل اْلحوال‪.‬‬ ‫]‪ [41‬يعرف التفكير اإليجابي أنه‪ :‬موقف عقلي وعاطفي تتوقع فيه نتائج جيدة وال تصاب‬ ‫باإلحباط عندما ال تمشي الخطط كما يجب‪ .‬أي هو بمثابة إطار ذهني يركز على الخير واْلشياء‬ ‫اإليجابية بدالً عن التركيز على السلبيات‪ ،‬ومع اتخاذك هذا النهج فأنت تعلن عدم استسالمك‬ ‫للهزائم والمحافظة على استقرارك الذهني وسالمك الداخلي‪.‬‬ ‫س ِئل الخالد ياسر عرفات حين الخروج من لبنان الى أين المسير قال‪ :‬الى فلسطين‪.‬‬ ‫[‪ ] 44‬عندما ُ‬ ‫‪12‬‬


‫عار عليك إذا فعلت عظيم‪ .‬وهو البيت‬ ‫ق وتأتي مثله* ٌ‬ ‫[‪ ] 41‬قال أبواْلسود الدؤلي‪ :‬ال تنهَ عن خل ٍ‬ ‫غ ِيه َها* فَإ ِ َذا ا ْنت َ َه ْ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ت َح ِكي ُم‪.‬‬ ‫ت َع ْنهُ فَأ َ ْن َ‬ ‫المشهور ولكن سبقه أبيات جميلة مثل‪ :‬ا ْب َدأْ بِنَ ْف ِسك فَا ْن َه َها َ‬ ‫إن َو َع ْ‬ ‫َاك ت ُ ْع َذ ُر ْ‬ ‫ت َويُ ْقت َ َدى* ِب ْالقَ ْو ِل ِم ْنك َويحصل التسلي ُم‪.‬‬ ‫ظ َ‬ ‫فَ ُهن َ‬ ‫[‪ ] 31‬أنظر عمق اإلرشاد اإللهي والوصف لرسوله الكريم في مدرسة خلقية مسلكية قيمية عظيمة‬ ‫نت َف ًّ‬ ‫غ ِلي َ‬ ‫(َفبِ َما َر ْح َم ٍة ِ همنَ َّ ِ‬ ‫ظا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْستَ ْغ ِف ْر‬ ‫نت َل ُه ْم ۖ َو َل ْو ُك َ‬ ‫ّللا ِل َ‬ ‫ظ ْالقَ ْل ِ‬ ‫ب َالنفَضُّوا ِم ْن َح ْو ِل َك ۖ فَاع ُ‬ ‫ْف َ‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ّللا ي ُِحبُّ ْال ُمتَ َو ِ هكلِينَ ‪-451‬آل عمران)‬ ‫عزَ ْم َ‬ ‫ت فَت َ َو َّك ْل َ‬ ‫لَ ُه ْم َوشَا ِو ْر ُه ْم ِفي ْاْل َ ْم ِر ۖ فَإ ِ َذا َ‬ ‫ّللا ۚ ِإ َّن َّ َ‬ ‫[‪ ] 41‬أنظر فلسفة تكرار الصالة مرات خمس في اليوم ليس لتصبح بال قيمة كما يفهم البعض‬ ‫ويؤديها ً‬ ‫عليا‪ ،‬مع استمرار‬ ‫سا بال مضمون أي مجرد حركات‪ ،‬وإنما لتصبح ذات قيمة ُ‬ ‫شكال‪ ،‬وطق ً‬ ‫التواصل مع هللا سبحانه‪ ،‬ومع الذات‪ ،‬ولتحقق فواصل حياتية وبدايات جديدة كل يوم وتمأل النفس‬ ‫بالشحنات الدافعة والمتدفقة‪ ،‬وانظر الكاتب الشهير "ستيفن كوفي" عندما كتب كتابه الشهير حول‬ ‫التغيير والتنمية الذاتية فأسماه‪ :‬العادات السبع اْلكثر فعالية‪.‬‬ ‫[‪" ] 45‬الخيال أكثر أهمية من المعرفة‪ْ .‬لن المعرفة تقتصر على كل ما نعرفه ونفهمه اآلن ‪ ،‬بينما‬ ‫يشمل الخيال العالم بأسره ‪ ،‬وكل ما يمكن معرفته وفهمه "‪ -‬البرت اينشتاين‪.‬‬

‫واهلل الموفق‬

‫‪13‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.