2021 عادل عبدالكريم و ياسر عرفات
بكر أبوبكر أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية 11/29/2021
عادل عبدالكريم و ياسر عرفات بكر أبوبكر كتب الكثيرون عن الراحل الخالد ياسر عرفات رحمه هللا ،وبإمكان أي كان في كل العالم أن يقرأ عنه من بطون مئات الكتب وبجميع اللغات تقريبًا ،ولم يتوقف المقربون منه أو األباعد في الكتابة عنه فهو شخصية جاذبة ذات ألق استطاعت بما تمتلكه من مزايا متنوعة أن تسطر بصفحات التاريخ ما ال يمكن أن ينسى ،الن كل منا فيه شيئ من ياسر عرفات كما قال عنه الراحل الشاعر الكبير محمود درويش. لم نأل جهدًا ونحن لسنا المقربين من الختيار أبوعمار أن نكتب عنه ،ما اعتبرناه واجبًا وحق لألجيال التي لم تعايشه ،فكان كتابنا الصغير المعنون" :ياسر عرفات تاريخ من صنع يديه" وهو ما رأيته يعبر عن حقيقة الرجل الذي اقتربنا منه بالقليل من المرات، وكنا من جمهور المراقبين المؤيدين له أوالناقدين لسياساته أو بعض مواقفه الكثيرة. ولقد كفى التاريخ عنه ما سطرته مئات األقالم ،وحفظه عنه الماليين وطبع فيهم شيء ما منه اليزول.
1
ؤخرا عن دار البيروني كنت أقدم وأحجم في الكتابة عن كتاب د.عبدهللا الدنان الصادرم ً في األردن عام 2222م عن عادل عبد الكريم ياسين أحد مؤسسي حركة فتح رحمه هللا وصديق الكاتب الدنان المقرب ورفيق عمره كما أشار غير مرة في كتابه ،ورغم أن عنوان الكتاب هو "المناضل الكبيرالدكتورعادل عبالكريم ياسين ،حياته ونضاالته" فإنه كان يستحق عنوان أكثر دقة وهو عادل عبدالكريم وياسر عرفات فقط ،أو عادل عبدالكريم ود.عبدهللا الدنان في مواجهة ياسرعرفات خالل البدايات. إقدامي على كتابة هذا المقال كان من زواية أن الضرورة تقتضي برأيي اإلشارة للكتاب وتقديمه وتوضيح بعض ما جاء فيه، أو نقده وتبيان التحامل فيه ودحضه ،ولكن االحجام أتي من رغبة عامرة بعدم اإلساءة ألي من الطرفين محور الكتاب أي ياسر عرفات وصحبه في مقابل عبدهللا الدنان أو مقابل عادل عبدالكريم والدنان واالثنان من ذات التيار بحسب الرواية بالكتاب ألنه اشتمل على ما اختلف معه كثيرا ،أو ال أتفق معه ً كثيرا ،وبالتالي يصبح الرد ً وكأن المقصود به تثبيت أو تصحيح أوتفنيد للروايات المشحونة (خاصة تلك بين عادل وياسر أو بين عبدهللا وياسر) ما لم أرغب به خاصة وأن جزء كبير من المروي يعتبر تاري ًخا معتمدًا في حركة فتح حتى اليوم ،وفهمناه كما ذكره د.عبدهللا الدنان دون اإلضافات العاطفية المشحونة منه سواء بالقيم والنظرات السلبية والمواقف المتوترة أو االتهامات أو الرأي الشخصي الذي هو من حق الشخص فقط، وذلك ضمن فهمنا الالحق-ما تعلمناه وخبرناه -لمعني الشخصية اإلنسانية وصراع
2
القيادة والنفوذ والقيادة والهوي والنزق الذي أبصرناه وتابعناه ضمن موقعنا الحركي، وضمن فهم للمنطوق اإللهي بمكامن الخير والشر في االنسان وعدم الحكم على أي 1 شخص من موقف واحد أو فترة معينة دون النظر باالجمال. الكتاب مليء باألسماء الهامة في تاريخ حركة فتح في البدايات ،وهذا شيء جميل خيرا ،ال سيما وأنني شاركت في اعداد كتاب ويحسب للدكتور عبدهللا الدنان جزاه هللا ً اللواء محمود الناطور أبوالطيب عن حركة فتح وياسر عرفات المعنون" :حركة فتح بين المقاومة واالغتياالت" على جزئين من 1322صفحة من القطع الكبير ،الذي يعد يرا سفرا عظي ًما يحوي صفحات هامة تؤرخ للحركة فلم تخرج األسماء وترتيبها كث ً ً عما دوناه بأمانه عن البدايات الحركية المثيرة.
كثيرا في نشر هذه المادة ،احترا ًما للجميع ،وأرسلت المسودة على مدار أكثر 1تريثت ً من أسبوعين لعدد من األخوة الرواد والقادة األوائل ،وكان تعليقهم ذو فائدة وأهمية السيما أن جميعهم كان يفكر ضمن وعاء المحبة واالحتضان لالختالف ما أسعدني، وكان لي لقاء مباشر مع أحدهم وهو األخ أنيس الخطيب (أبوهاني) بتاريخ 0201/11/11وبعد إرسال المادة مسبقًا له واقراره ،وتعليقه بقلمه عليها. 3
يضع الكتاب كتاب د.عبدهللا الدنان أمام القاريء ما نسميه في فتح "بيان حركتنا" وما ضا "هيكل البناء الثوري" وهو النظام األساسي نسميه "البالغ األول" والثاني ،وأي ً أ والداخلي األول لحركة فتح الذي رسم المعالم األولى الجنينية لفكر الحركة ،وهذه الوثائق جميعا ً مازالت تعد من تراث الحركة التي لم تحد عن غالب ما ورد فيها (على تطويرا فكريًا أو عمليا عبر قاعدة المبادرة التي ميزت الحركة التي األقل نظريًا) اال ً قادها ياسر عرفات ما بعد فترة البدايات المرتبكة ضمن حالة الصراع القيادي والمنهجي المذكورة بالكتاب. وهوإذ يشير بوضوح بالفضل لصدور هذه الوثائق األولى لفتح ،ثم الحقًا (بشكل جزئي) لنشرة "فلسطيننا نداء الحياة" الى عادل عبدالكريم ،فهو أي عادل عبدالكريم رجل التنكر أياديه البيضاء علي بدايات الحركة وعلي قدرته العقلية في التفكير والكتابة ،بل وفي االدارة والتنظيم بشخصيته المؤثرة ضمن الرعيل األول والمؤسس الي جانب أبوعمار وأبوجهاد ،ثم عبدهللا الدنان(من 1699-1692م) ،وسليم الزعنون وخالد الحسن ومحمود عباس وأبوإياد ،وثلة محترمة منها من أكمل المسيرة ومنها من ترك كما فعل د.عبدهللا الدنان. من المنطقي حين التعرض لشخصية تاريخية سواء تلك التي نتفق معها أو نختلف مع مسارها ومواقفها أن نعرض مواقفها من زوايا نظر مختلفة فال نسمها بوسم محدد بحسب نظرتنا المحددة ،وغالبًا الممثلة لالنطباع الذاتي ،او استنادًا لموقف أو مواقف حتى لو كانت صحيحة من وجهة نظري ،وذلك لما يختلط على المرء في كثير من األحيان ما بين الحقيقة والنظرة الشخصية السيما في ظل خالف عميق وفي ذات الوقت وعلى صحة الموقف ألي من الطرفين ،ذاك ألن الحكم المطلق علي األخر فقط من منظار أو زاوية محددة يعد تجنيًا وخرو ًجا عن الموضوعية. نحن ال نستطيع في كثير من األحيان فصل العاطفي عن العقالني ،أو الشخصي عن العام وبالتالي نحقن ردود أفعالنا بكلمات صعبة ومشحونة تظل مصاحبة لنا تجاه الشخص طوال حياتنا إن لم نتعلم التسامح والعفو والنسيان.
4
قلت أنني ال أريد تفنيد أو الطعن بالروايات المذكورة في الكتاب المتعلقة بالخالفات مع ياسر عرفات وتياره ،وهي التي استأثرت بمجمل الكتاب وعقل الكاتب وعاطفته ليس من باب اإلقرار وإنما من باب العذر للكاتب وخاصة أن المذكورين جميعا في سطور كتابه هم المؤسسون الذين نكن لهم جميعًا رغم اختالفهم كثير من الحب واالحترام والوفاء الذي علمنا إياه لحسن الحظ مسلك ياسر عرفات ذاته ،وقيمه وصحبه ممن أكملوا معه المسيرة ،فلم نسمع من أبوإياد وال أبوجهاد وال أبواألديب وال أبوعمار أي ذكر مسيء ألي من المؤسسين بل كان يتحاشى ،وكانوا يتحاشون كلهم كليًا أي محاولة لذلك ،وكما فعل عادل عبدالكريم الذي عف لسانه عن االتيان بما يضر بالثورة التي شارك بصنعها وبزميله الذي اختلف معه ياسر عرفات وخرج منها عام 1699م ،وبالطبع ثلة كبيرة من التيار اآلخر ونحسب أن الدكتور عبدهللا الدنان يكتب للتاريخ وللنقد واالستفادة من تجربة خالفاتهم في البدايات بغض النظر عن االتجاه الواضح لرأي الدنان وتأثره البالغ الى اليوم بما حصل معه في تلك البدايات.
5
مما يدركه المرء بوضوح أن فتح لم تكن بتاتًا اخوانية "االخوان المسلمين" كما حاول البعض وصمها به بدليل ما كتبه الكثيرون ومنهم هذا الكتاب ،ومما يدركه المرء من النظرة ضا أن التجارب األولى أي ً والخلفيات مختلفة ،فتجربة ياسر عرفات الغنية جدًا ما ضا ما قبل الكويت (وأي ً بعدها) التي لم يأت الدنان علي ذكرها قد سبعت شبابه شخصيته منذ وميادين فعله الطالبي المليئة وهي القوي بالمواجهة ما تفاجأ به الدنان عندما انضم للركب بعد عدة سنوات من التأسيس بين أبوعمار وعادل عبدالكريم وابوجهاد وآخرين ،وما جعلت ياسر عرفات الحقًا على ما عرفناه. في فترة خلية الكويت وهي األساسية (الى جانب خاليا أو بؤر أخر توزعت على العالم العربي) ،2كان اللقاء 2أشارت عديد الكتب لهذه األنوية أو البؤر التي تحمل فكر فتح الجنيني ،أو الخاليا المتوزعة على عديد الدول العربية والحقًا في ألمانيا والنمسا ،والتي تجمعت قطراتها ً تفصيال االخ محمود الناطور"أبوالطيب" معًا فيما بعد لتشكل حركة فتح ،وممن كتبوا في كتابه حركة فتح بين المقاومة واالغتياالت ،ود.يزيد الصايغ ،ود.محمد حمزة في كتابه أبوجهاد وأسرار البدايات ،وغيرهم ،وذكر االخ أنيس الخطيب من الرواد أن تنظيم "عرب فلسطين" في سوريا الذي كان هو وهايل عبدالحميد "أبوالهول" وفيصل الحوراني من مؤسسيه كان وطنيًا فلسطينيا ،على عكس ما أشارله من تنظيم 9
األول بين شخصيتين ومنهجين مختلفتين مختلفين بالتفكيروالعمل كما نفهم من النص. وعليه تصارع مع الزمن القصير تياران وتجاذبًا داخل الحركة وهما التيار المنطقي العقالني كثير للمخاسر الحساب والفوائد الذي يخطط مسبقًا ويتخوف ويتردد من ردة فعل العرب ويحسب لهم ألف حساب بالضوابط ويتشدد والمركزية ،وهو تيار حريص الى حد الجبن كيفما قد تفهم األمر ،وهو تيار عادل عبدالكريم، ومعه الكاتب وبين تيار جريء وشجاع يقدم والمبادرة العمل واالنجاز ،وهو تيار شعبي مقدام بل قد يوصف أحيانا ً بالمغامر الى درجة التهور كيفما تفهم الصورة ،وهو تيار ياسر عرفات ،وعليه كانت االتهامات تتوزع أواالختالفات تقع بين الطرفين علي مساحة الشخصيتين المركزيتين أبوعمار وعادل عبدالكريم الى الدرجة التي أصبح فيها المكملون للمسيرة هم المغامرون أو المجانين ،والمنسحبون هم العقالنيون ،ولم تفت (ج.ت.ف) السابق عليهم الميال لجمال عبدالناصر والعمل العربي العام بمنطق التفاؤل بالعرب ما هو فكر غير عملي آنذاك ،كما أشار للقائه بأحمد جبريل الذي كان ضاب ً طا في الجيش السوري ،وله القناعة الكاملة بالدور السوري األساس في الثورة الفلسطينية ،والدور الالحق الحتواء فتح للنظام السوري. 7
هذه التسمية من عزيمة "المجانين" الذين ظلوا يطلقون على زمالئهم المنسحبين صفة العقالنيين وتقبلوا صفة المجانين. حسب د.عبدهللا الدنان (ص )42ما نتفق فيه معه فلقد كانت اللجنة المركزية بعد انضمامه هو لها أي عام 1692تضم عادل عبدالكريم وياسر عرفات وخليل الوزير ويوسف عميرة وعمر حسني ،وعبدهللا الدنان وعبدالكريم عبدالرحيم ،ثم لم يصمد منهم اال 4حتى العام 1699ثم اثنين فقط ما بعد ذلك هما ابوعمار وابوجهاد بعد ان سحاب هاديء من قبل من أصبحوا لجنة مركزية وهم عادل عبدالكريم وعبدهللا الدنان ومحمود فالحة ومنير سويد. إثر تفجر الخالف مع أسلوب وطريقة إدارة أو تعامل ياسر عرفات مع اللجنة المركزية ثم تجميده وسحب الثقة منه تطورت األحداث وحصلت المراجعات بين أعضاء اللجنة المركزية القدامي والجدد فكان 4فقط مع التمسك بسحب الثقة منه ،في مقابل 6 تراجعوا عن سحب الثقة بياسر عرفات بعد أحداث كثيرة وأعادوه بقوة للحركة وهم: خالد الحسن وسليم الزعنون وفاروق القدومي وخليل الوزير ومختار البعباع ومحمود الخالدي وحسام الخطيب ومحمد يوسف النجار ومحمود عباس (ص )171وعليه يقول د.عبدهللا الدنان في ذات الصفحة "وبذلك ضمن ياسر عرفات بقاءه في دمشق وبقاءه في حركة فتح وبقاءه ناطقًا رسميًا باسم قوات العاصفة وهي القوة الضاربة لحركة فتح .أصبح أعضاء اللجنة المركزية الذين قرروا االستمرار بالعمل مع وجود ياسر عرفات أكثرية .وكان هذا مؤل ًما حقًا". وبالطبع ال نقيم هنا أي الرأيين كان الصائب ،رغم أن الواجب حسب اللوائح الحركية التزام األقلية برأي االكثرية ،ورغم أن النص يعرض فقط باسهاب الرأي الممثل للكاتب وال يشير بأي تفصيل لآلخر الذي شكل األغلبية وحقق االستمرار وديمومة الفعل. النص يتعرض لشخصية ياسر عرفات فقط من الزاوية السلبية والمثالب ،بعيدًا عن الموضوعية التي تقتضي غير ذلك ،فإن نص الكتاب يتعرض لها بافتراض أن هذه صفاته المالزمة،وال تتغير ،وليست مواقفًا ارتبطت بأحداث أو شخوص أوسياقات، فإن ذات النص يشي رغ ًما عنه ربما باعجاب خفي أو تخوف من طغيان شخصية الرجل وديناميكيته ،3وهو ما تم التعبير عنه في عدد من النصوص المتناثرة بين 3في لقائي باألخ أنيس الخطيب (أبوهاني)السيما وأنه من القادة الرواد األوائل وزميل لمعظم كادرات البدايات ممن ذكروا بكتاب د.عبدهللا الدنان .رأي أبوهاني المشكلة بين األخوة آنذاك بين أصحاب الكالم كما أسماهم ،وبين أصحاب الفعل وهم قلة وكان على رأسهم عرفات ،لذا رأي الديناميكية والحراكية هي من أهم سمات ياسر عرفات مقابل التيار اآلخر. 8
النصوص الكثيرة التي اجتهد الكتاب فيها إلظهار صورة معتمة فقط عن ياسر عرفات بمعنى النظر فقط لنصف القمر المظلم. "كان الجميع متحمسين لفكرة البدء بالعمليات العسكرية وبخاصة ياسر عرفات الذي كان ينتظر موافقة اللجنة (المركزية) وهو على أحر من الجمر" (ص ، )65وكان عادل عبدالكريم متحف ً ظا 4.ورغم أن المسؤول األول عن عملية االنطالقة في 1695/1/1حسب الكتاب كان محمد يوسف النجار وليس ياسر عرفات (ص)122 اال ان اللجنة المركزية وبعد العملية العسكرية الناجحة والمدوية لياسر عرفات في 1695/1/12اقترح عادل عبدالكريم "أن يعين ياسر عرفات قائدًا عا ًما لقوات العاصفة وناطقًا رسميًا باسمها معلالً ذلك بانه وفاء من اللجنة المركزية ألحد أعضائها المؤس سين وتقدير لجهوده في تنفيذ الضربة األولى ،فوافقت اللجنة على االقتراح وتجاوز الجميع الخالفات السابقة" (ص )128ما يدلل قطعيًا رغم سيل االتهامات الواردة بالكتاب على قدرة وجاذبية وطغيان (كاريزمية) شخصية أبوعمار ،وما نراه يتسلل من كتاب/رسالة أرسله عادل عبدالكريم نفسه حين اختلفوا مع الرجل مطالبين عدم التعاون معه الى مجلس الطواري بقيادة أبوعمار بدمشق بعد ابعاده ،وكان مما قال فيه" :الثابت أنه إذا اقتنع ياسر فإنه لن يتصرف بالنقيض" (ص )152داللة واضحة على ثقل الرجل ،والذي حين أبعد عن الموقع أصبح النظر لمجلس الطواريء الذي قاده أنه يعاني من "االرتجال والفوضى وتردي العمل الى ما وصل اليه من حالة الخطر الشديد" (ص)146 يحفل الكتاب بوقائع محددة زمنيًا أي فترة وجود د.عبدهللا الدنان في قيادة فتح (بين 1699-1692م) وفي هذه السنوات السبع ينطلق الكتاب للتوصيف واطالق االحكام استنادًا لرواية الدنان من جهة ورأيه الشخصي باألحداث واستنادًا آلراء البعض آنذاك واآل راء والمواقف متغيره والظروف غير ثابتة والزمن يدور والمفاهيم تتطور وتختلف وال تبقى على حالها أكان التغيير سسلبيًا او إيجابًا. يعرض الكتاب صيغة المتفرد برأيه عن ياسر عرفات وما يمكن ان يفهم من السياق لو سألنا آخرين غير الكاتب أنه ممارسة للديمقراطية بأسلوبه ،أو ما يطلق عليه بالتاريخ العربي االسالمي المستبد العادل ،ويعرض للكذب والخداع ما يفهم لدى اآلخرين مناورة أومحاولة للخروج من المآزق ،وفي اتهامات االستعراض واثبات
4أشار األخ أنيس الخطيب في لقائه مع األخ عادل عبدالكريم آنذاك في حمص أنه أعلمه وقوفه مع التفجير فتلحقك الناس ،وليس مع التحفظ أو التريث ،فأصحاب الكالم كثر ،والفعل قليل .وأشار ان الهاجس أو الفكرة الرائجة آنذاك عند الجميع كانت أن تنطلق الرصاصة. 6
ضا من الجميع خاصة وعالقات 5تيار عادل عبدالكريم ضا أي ً الذات ما نراه استعرا ً المميزة بالحكم السوري آنذاك على استقاللية القرار الوطني الفلسطيني مقابل استقاللية ياسر عرفات التي ال تقبل التكبيل نعم ما اعترف به النص. وقد نرى تهمة الالتخطيط وصرامة اتباع األوامر القيادية (اللجنة المركزية بالكويت) البعيدة عن الواقع في مواجهة ما يراه تيار ياسر عرفات بالعقل العملي التجريبي أوما أصبح الحقًا الواقعية السياسية ،ونرى بالنص اغراق بالطهرانية (التطهرية) على حساب الثورية ما أصبح الحقًا بعد الوثائق األولى من الوثائق الالحقة في فتح حيث أن التطهري ينسحب أمام الخالف ،واالنتهازي يعيش فوق الخالف والثوري يتعامل مع الخالف وهكذا كانت واستمرت الثورة فعاش ياسر عرفات ومن سار معه. الكلمات الكثيرة المشحونة المستخدمة بالنص مثل :التهور وعدم تقدير االمور والتعريض للخطر (ص )18والتسرع والتهور في ضم األفراد (ص....)37الخ ، يقابها كيل المديح للطرف اآلخر مثل :النشاط الكبير واالجتماعات المثمرة...الخ ،وهذا مفهوم لطرف يدافع عن مواقفه القديمة ،ولكن يصبح غير مفهوم حين وضع التجربة موضع النقد بعد كل هذه السنوات. نحترم رأي الدكتور عبدهللا الدنان وإن اختلفنا معه في تقييم شخصية أو مواقف وسياسات أبوعمار وصرع تياره معهم ،فما كتبه عنه المئات بخالف منه الكثير، أوبخالف ما سطرته األقلية من اللجنة المركزية آنذاك (أنظر الصفحات 152-142م) فنظروا للجانب المضيء من القمر كما لم يغفلوا المظلم أحيانًا والسلبيات ،أي على عكس الكتاب بين أيدينا ،ورغم ذلك ووجود العديد من األحياء والكتب والتاريخ ً وصوال والشعب والقضية والثورة التي لوال ياسر عرفات لما اكتست لح ًما وعظ ًما للكيانية والرواية والديمومة رغم ذلك فإن محاولة تكبير أدوار علي حساب دورفي مرحلة محدودة ال نعتقد أنها تفلح حسب ما آلت اليه األمور .فلكل دور في البدايات وانطفأت النجوم ليتألأل بالسماء نجم وحيد من حوله أقمار كان ياسر عرفات وله 6 الكثير وعليه الكثير وهذه ضريبة النجم. لم تقدس حركة فتح األشخاص بتاتًا فخاضت طوال تاريخها حتى اليوم صراعها الخارجي فقط ضد العدو الصهيوني ،وصراعها الداخلي الوطني أو الحركي دون 5األخ أنيس الخطيب لم يحبذ القول أن د.عادل عبدالكريم وتياره له "عالقة" ،وإنما "تأثر د.عادل بالحكم السوري". 6في لقائنا المشار له مع االخ أنيس الخطيب قال أن د.عادل عبد الكريم شكل قدرة وقامة علمية وطنية فلسطينية قيادية .وأن األخ د.عبدهللا الدنان ال غبار على وطنيته، وقد تحدث الدنان في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني ،وباحتضان أبوعمار -تقريبًا عام - 1891بكل المحبة لزمالئه والثورة. 12
تقديس مرفوض الي شخص ،ولكن الطعن من بوابة واحدة دون اإلشارة للعديد من المزايا يعد منقصة كما حال ذاك الشخص الذي طعن بصالح الدين فثارت األمة تمجي ًد ا ونحن ال نقبل التمجيد المقدس ألي شخص او االنتقاص بينما الهدف هو االنصاف. قد أكون أنا شخصيًا عقالنيًا مع تيار االنضباط الشديد باإلطاروالقيادة الجماعية الذي مثله د.عادل عبدالكريم لو عشت ذاك الزمن ،ولكني بالمقابل كنت سأتخذ نفس موقف خالد الحسن ومحمود عباس وسليم الزعنون ...باللحاق بقائد عملي فعال ينقل النظرية من السماء لألرض ويجعلها تعيش وتتنفس وتخطيء وتصيب وتتعلم ،فالقائد الرؤيوي 7 يتقدم الصفوف أبدًا كما فعل ياسر عرفات ،فلحقه الجميع. في نظرة عامة حول الكتاب الهام للدكتور عبدهللا الدنان فإنه ينضح بالمرارة التي ً محاوال الدفاع عن رأيه وقراره وصحبه االنسحاب من مازال يحس بها حتى اليوم الحركة متعل ًال بشتى األسباب التي غالبها في مقابل ياسر عرفات ونهجه ،موردًا من االتهامات الكثير ،خالل سنوات وجوده السبع بالحركة ،وكان أقساها –بعد انسحابه بزمن طويل،وبعد اتفاق أوسلو-من خالل خطاب له بدمشق عام 1668م يورده بالكتاب ومدافعًا بقوة عن األنظمة العربية -بالتسمية لمخالفيه "طغمة العدو الصهيوني"(ص ،)188وحين القول "تعبوا او اقتنعوا بالخيانة" ضمن ما أسماه فلسفة التعب "إما تعبوا اواقنعوا بالخيانة" (ص )165وأنهم "يحمون االحتالل" (ص)188 أو حين بالغ وهول بالقول "هناك حديث عن باليين الدوالرات تملكها فتح مسجل 8 معظمها أو كلها باسم ياسر عرفات" (ص )167ما ثبت قطعيا عدم صحته. أقول أنه رغم كل ماسبق من تبيان للسلبيات فقط الواردة من اآلخرين وبإصرار، ورغم أنه يمثل رأي االقلية كما أوضح إال أن حال المحبة والوفاء تطل برأسها مع الحنين رغم كثير الكلمات المشحونة واأللم والمرارة الشخصية حيث عبر ألكثر من 7في لقائنا المشار له مع االخ أنيس الخطيب رأي من مميزات ياسر عرفات برأيه أربعة أمور رئيسة هي" :ديناميكيته ،ووالؤه المطلق لفلسطين ،وأنه ليس خبيثًا ،وأنه عملي براغماتي بشكل كبير ،وقد تكون هذه البراغماتية ضرورية أحيانًا وفي مراحل معينة" .وفي مداخلة من الفريق نصر يوسف عضو مركزية فتح السابق باللقاء قال أن أبوعمار ذو الشخصية العملية كان يتقدم الجميع ويحمل السالح على كتفيه وينزل دورية ،وهكذا ،ومثله كان أبوعلي إياد وأحمد األطرش .وأشار-تلك الفترة -لقدرة أبوصبري وأبوجهاد على توفير السالح. 8في تعليق األخ القائد من الرواد األوائل أنيس الخطيب في ذات اللقاء كتب هام ً شا على هذه الفقرة بخط يده ،هذا نصه" :القرار السياسي ليس خيانة ،إنما هو اجتهاد دائ ًما يحتمل الخطأ والصواب .واطالق لفظ الخيانة في مجال السياسة والتحرك السياسي مجرد شتيمة". 11
مرة باحترام لزمالئه السابقين الذين اختلف معهم حيث أورد أنه" :منذ ذلك التاريخ أي األسبوع األول من شهر أغسطس أب 1699قطع هؤالء األربعة-عادل عبدالكريم وعبدهللا الدنان ومحمود فالحة ومنير سويد -أي صلة بحركة فتح ،إال أنهم ظلوا يعملون من أجل قضية فلسطين كما انهم ظلوا على صلة أخوية ودية مع جميع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بمن فيهم ياسر عرفات .وقد كان عبدهللا الدنان يكرر امامهم فردًا فردًا العبارة التالية :نتمنى من قلوبنا أن تكونوا انتم على صواب" (ص.)172 ويضيف "ومع كل هذا ،ظل عادل ياسين وعبدهللا الدنان ومنير سويد ومحمود فالحة على صلة طيبة مع اعضاء اللجنة المركزية العليا بمن فيهم ياسر عرفات وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح ،ومع من كانوا على اتصال بهم من األعضاء اآلخرين، ولم يتفوهوا بكلمة واحدة يمكن أن تسيء لمسيرة الحركة التي كانوا يتمنون نجاحها، لقد كانوا يثقون بأعضاء اللجنة المركزية السابقين ،وكذلك الذين أصبحوا أعضاء في هذه اللجنة فيما بعد يسدون إليهم النصح ويبينون لهم خطورة اتخاذ بعض الخطوات والمواقف السياسية التي يمكن أن تضر بالقضية الفلسطينية وعندما كان االمر يستدعي النشر في وسائل االعالم كان يتم ذلك"(.ص)178 لنتأمل ما قاله الراحل الكبير الشاعر العالمي محمود درويش في تابين ياسر عرفات بتاريخ " :2224/12/21أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان الفصل األطول في حياتنا ،وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة ،الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة ،إلى فكرة الدولة" .".يعزينا في هذا المقام أن أفعال هذا القائد الخالد ،الذي بلغ حد التماهي التام بين الشخصي والعام ،قد أوصلت الرحلة الفلسطينية الدامية إلى أشد ساعات الليل حلكة ،وهي الساعة التي تسبق الفجر ،فجر االستقالل المر ،مهما تلكأ هذا الفجر ،ومهما أقيمت أمامه أسوار الظالميين العالية ..ويعزينا أيضا ً أن بطل هذه الرحلة الطويلة ،الذي ولد على هذه األرض الشامخة ،قد عاد إليها ليضع حجر األساس للمستقبل ،وليجد فيها راحته األبدية ،لتغتني أرض المزارات بمزار جديد.. الرموز أيضا ً تتخاصم ،كما يتخاصم التاريخ مع الخرافة ،والواقع مع األسطورة.. لذلك كان ياسر عرفات ،الواقعي إلى أقصى الحدود ،في حاجة أحيانا ً إلى تطعيم خطابه بقليل من البعد الغيبي ،ألن اآلخرين أضافوا إلى الصراع على الحاضر صراعا ً على الماضي ،بمحو الحدود بين ما هو تاريخي وما هو خرافي ،ولتجريد الفلسطيني من شرعية وجوده الوطني على هذه األرض .لكن البحث عن الحاضر هو شغل الناس وشاغلهم ،وهو ميدان عمل السياسة ،وعمل القائد المتطلع إلى الغد ..وكان ياسر عرفات ،الناظر إلى الغد ،والعميق اإليمان باهلل وأنبيائه ،عميق اإليمان أيضا ً بالتعددية الثقافية والدينية ،التي تعطي هذه البالد خصوصيتها ،التعددية المضادة للمفهوم الحصري اإلسرائيلي .وكان في بحثه الديناميكي عن الغد في الحاضر يبحث عن نقاط االلتقاء ،ويشكل سدا ً أمام األصوليات .لم يكن تدينه حائالً دون علمانيته ،ولم تكن
12
علمانيته عبئا ً على تدينه .فالدين هلل والوطن للجميع ..من منا لم يقف حائرا ً أمام قوة إيمانه بالعودة القريبة؟ كان بصره كبصيرته يخترق الضباب األسود". يضع الدكتورعبدهللا الدنان 11قاعدة من القواعد المبدئية والقيمية الجميلة (ص-179 )177ما أسماها "شروط تحقق النصر للثورة العربية الشعبية" نؤيده بها ونشكره عليها من :ضرورة األمانة ،ومراعاة مشاعر الناس ومعاقبة الفاسدين ،وصون الحقوق وإعطاء دورات مكثفة ب"عقيدة التحرير الشعبية" ،واعتماد البحوث والدراسات العلمية ،وعدم جعل معيار الترقي طاعة القائد وتنفيذ األوامر ،وأن فلسطيننا من البحر الى النهر ،ومراعاة سيادة الدول العربية وبخاصة الطوق وعدم اختراقها ،واالحتماء دائما بالشعب ،واعتماد القيادة الجماعية والتشاور.
13
أقول ودعني وأضيف أننا تعلمنا من الراحل الخالد ياسر عرفات عديد القواعد في ظل سيل االيجابي منهمر والسلبي منه،والننزه احدًا، كان منها قاعدة المحبة أو ما تسميه فتح قانون المحبة ثم الصفح والتسامح، اإلمام وقاعدة (وعين الشافعي الرضاعن كل عيب كليلة* لكن عين تبدي السخط المساويا) ،ما كان أبوعمار يردده وابوإياد وأبواالديب وصحبهم من الرواد دو ًما مميزين بين األزمة أخالق والمحنة وأخالق السعة والتواصل والصفاء والتقارب. وقاعدة (دع الف زهرة تتفتح في الثورة) بستان دعهم وقاعدة: يعملون وأنا أساندهم .وقاعدة أرني عملك ،وال تسمعني صوتك فقط ،وقاعدة الوفاء التي جعلت أ بوعمار ال يتخلي حتى عن المنشقين على الحركة بالسالح من الزاوية االنسانية ،وقاعدة االستقاللية الفكرية والعملية عن األنظمة وعن القوالب المتحجرة، وقاعدة أذكروا محاسن األحياء قبل األموات ،وقاعدة فلسطين اوالً ،وقاعدة على القدس رايحين شهداء بالماليين.
14
ختا ًما :كان من الممكن أن نكتب أو يكتب الكثيرون تحت عنوان ياسر عرفات مقابل صالح خلف وكذلك مقابل خالد الحسن أو مقابل ابوجهاد أو مقابل محمود عباس... فلقد كانوا أندادًا للنجم ،ويستحقون بغثهم وسمينهم ان يضعوا رأسهم برأس ياسر عرفات ،ولم نفعل أو لم يفعلوا هم ألنهم أدركوا المعادلة ومقتضيات الصراع وطرق التعامل معه حيث ليس هناك دوما فائز مقابل خاسر ،فما هكذا ال العمل التنظيمي وال العمل السياسي وال العالقات واالتصاالت بين األنداد أو ضمن الجماعة والمنظمة.
وانها لثورة حتى النصر
بكر أبوبكر رئيس أكاديمية فتح الفكرية أكاديمية الشهيد عثمان ابوغربية 0202م بالتعاون مع :مركز االنطالقة للدراسات
15
د.عبد اهلل
فلسطين. وروائ وشاعر الدنان ،باحث لغوي ي ي
*ولد في صفد ،فلسطين عام 1811م .يقيم في سورية منذ عام 1899م .مجاز في األدب اإلنجليزي وأهلية التعليم الثانوي من جامعة دمشق .درس في جامعة لندن وحصل على الماجستير في التربية والدكتوراه في العلوم اللغوية .أمضى أكثر من ستين عاما ً في التربية معلما ً و مدرسا ً وأستاذا ً جامعياً .قام بإجراء البحوث اللغوية لبرنامج افتح يا سمسم وأشرف على اللغة العربية للبرنامج كما ألف للبرنامج أكثر من ثالثين قصيدة. *نشر أكثر من ستين بحثا ً وكتابا ً في تعليم اللغة اإلنجليزية ،وتعليم اللغة العربية لألطفال، واللغويات الحاسوبية. *من أعماله :رواية كويتية "يا ليلة دانة" رواية فلسطينية "خبز و بارود" اثنتي عشرة قصة لألطفال بعنوان "الحيوانات تفكر" كتاب "التيسير في قواعد اللغة العربية" الذي ضمنه مجموعات من القواعد الميسرة التي يستخدمها في التدريب على المحادثة بالعربية الفصحى. كتاب "النظرية" وبه شرح نظرية تعليم اللغة العربية الفصحى لألطفال ماقبل المدرسة وإضاءات على نشأت النظرية وتفاعل العالم العربي معها( .عن الموسوعة الحرة).
انتهى
19