غزة وحاكمية قطب والخوارج للمفكر بكر أبوبكر

Page 1

‫‪#‬غزة و”‪#‬حاكمية” ‪#‬قطب ‪#‬والخوارج‪.‬‬ ‫بقلم بكر أبو بكر‬

‫المركز األوروبي لدراسات مكافحة االرهاب واالستخبارات‬

‫‪1‬‬


‫‪#‬غزة و”‪#‬حاكمٌة” ‪#‬قطب ‪#‬والخوارج‪ .‬بقلم بكر ابو بكر‬ ‫غزة و”حاكمٌة” قطب والخوارج‬ ‫كتب‪ ،‬بكر أبو بكر‪ ،‬كاتب ومفكر عربً معنً بالفكر وبشؤون الجماعات االسالمٌة‬ ‫المركز االوروبً لدراسات مكافحة االرهاب واالستخبارات‬

‫‪.‬‬

‫على محطة أجٌال االذاعٌة الفلسطٌنٌة بتارٌخ ‪ 2016/8/3‬نقل قول القٌادي فً فصٌل حماس‬ ‫ٌونس األسطل حول الشروط الواجب توافرها فً المرشحٌن لالنتخابات‪“ :‬إن االنتخابات اذا ما‬ ‫جرت بجو نزٌه وحر وشفاف ونتائجها تخرج بكل أمانة ومصداقٌة للناس (؟ !) فهً واجبة‬ ‫شرعا‪،‬وعلى الناس أن ٌؤدوها وال ٌتخلفوا عنها‪ ،‬وأن الشرع واضح فً من هو أحق باالنتخاب‬ ‫من قبل الناس (؟ !) واألدلة الشرعٌة مفسرة لصفات الواجب انتخابه(؟ !)‪ ،‬كما أضاف‪“ :‬ان‬ ‫الدٌمقراطٌة بتعرٌفها التقلٌدي مرفوضة‪( ”.‬؟ !) مكررا فهم سٌد قطب حول ما ٌسمى “الحاكمٌة”‬ ‫الذي استند لرأٌه ورأي حزبه فً اآلٌات التً تتعرض وفق مفهوم أن ال حكم اال هلل وحٌث‬ ‫ذكر نصا حسب المقابلة المرفقة صوتٌا‪( :‬الدٌمقراطٌة التً تعنً أن الناس أحرار فً أن‬ ‫ٌشرعوا ألنفسهم ما ٌشاؤوون من خالل ممثلٌهم مرفوض فً االسالم (؟ !) معلال ذلك (ألنه ال‬ ‫حكم اال هلل) (؟‪!).‬‬

‫هل من جدٌد؟‬ ‫والى هنا نقف مع هذا المفهوم القدٌم الجدٌد أي مفهوم “الحاكمٌة” الذي أجّ جه سٌد قطب منذ‬ ‫افترض “جاهلٌة” المجتمعات االسالمٌة باستثناء جماعته‪ ،‬مع ربط ذلك بمفهوم “الحاكمٌة”‪،‬‬ ‫وبالتالً تجوٌز التكفٌر والخروج على الدولة وقتالها وقتال المسلمٌن اآلخرٌن‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫استنساخا من سٌد قطب لفكر الخوارج بجزئٌة التعالً أو القصورعن فهم االنسان وغمط‬ ‫قدرته‪-‬وقدرتهم‪ -‬على التعاطً مع الشأن الدنٌوي السٌاسً انتصارا لرأٌهم المغلق بافتراض أن‬ ‫رأي علً بن أبً طالب كان باطال بل وكان كافرا كما سٌرد‪ ،‬وهؤالء أي الخوارج هم أول من‬ ‫اخترع هذه الفكرة المسمومة التً قال فٌها االمام علً أنها (كلمة حق ٌراد بها باطل) فهم ال‬ ‫ٌفقهون اآلٌات وال ٌفهمون ما ٌقولون‪ .‬وعموما فإن كل هذا الفكر االقصائً الذي ٌنادي به‬ ‫األسطل الٌوم قد كنسه تارٌخ المسلمٌن الحدٌث وطار من األدبٌات بعد دخول الفكراالسالمً‬ ‫المستنٌر معترك السٌاسة والمجتمع‪ ،‬فلم ٌعد لمثل هذا الفكر القدٌم المجدد اال عقل بعض‬

‫‪2‬‬


‫التنظٌمات االسالموٌة االقصائٌة او تٌارات فً االخوان المسلمٌن وفً كتب التارٌخ الصفراء‬ ‫التً سٌعفو علٌها الزمن الى غٌررجعة‪.‬‬

‫تكفٌر الخوارج لعلً تحت بدعة أن ال حكم اال هلل‬ ‫نعود الى الخلف‪ ،‬الى التارٌخ حٌث تقول المصادر عن دراسة للكاتب االسالمً جمال البنا‬ ‫استنادا لكتب التارٌخ‪ :‬لما اعتزم اإلمام على بن أبً طالب كرم هللا وجهه أن ٌبعث أباموسى‬ ‫للتحكٌم‪ ،‬جاءه اثنان من الخوارج فقاال‪ُ :‬تب عن خطٌئتك‪ ،‬وارجع عن قضٌتك‪ ،‬واخرج بنا إلى‬ ‫عدونا نقاتلهم… فقال‪ ” :‬قد كتبنا بٌننا وبٌنهم كتابا ً وعاهدناهم ” فقال أحدهم‪ :‬ذلك ذنب ٌنبغً‬ ‫التوبة عنه‪ .‬فقال علًّ ‪ ” :‬لٌس بذنب‪ ،‬ولكنه عجز فً الرأي وقد نهٌتكم ” فقال الثانً‪ :‬لئن لم‬ ‫تدع تحكٌم الرجال ألقاتل ّنك أطلب بذلك رحمة ّ‬ ‫هللا ورضوانه… فقال له‪“ :‬تبا ً لك ما أشقاك كأنً‬ ‫بك قتٌال تسفً علٌك الرٌح…” فقال‪ :‬وددت أن قد كان ذلك‪ ..‬فقال له اإلمام علً‪“ :‬إنك لو كنت‬ ‫محقا ً كان فً الموت تعزٌة عن الدنٌا‪ ..‬ولكن الشٌطان قد استهواكم‪ ”..‬فخرجا ٌتنادٌان‪“ :‬ال حكم‬ ‫إالّ ّهلل”‪ .‬فقال اإلمام علً‪“ :‬كلمة حق أُرٌد بها باطل‪ ،‬إنّ لكم عندنا ثالثا ً ما صحبتمونا‪ :‬ال‬ ‫نمنعكم مساجد ّ‬ ‫هللا أن تذكروا فٌها اسمه‪ ،‬وال الفًء ما دمتم معنا‪ ،‬وال نقاتلكم حتى تبدؤونا‬ ‫وننتظر فٌكم أمر ّ‬ ‫هللا‪…”.‬‬ ‫وعندما غدر عمرو بن العاص بصاحبه أبً موسى وفشلت قضٌة التحكٌم (بٌن علً ومعاوٌة)‪،‬‬ ‫قرّ ر اإلمام علً أن ٌستأنف القتال‪ ،‬فكتب إلى الخوارج بالنهروان فاستحثهم على السٌر إلى‬ ‫العدو وقال‪“ :‬نحن على األمر األوّ ل الذي كنا علٌه” فكتبوا إلٌه‪ :‬إنك غضبت لنفسك‪ ،‬ولم‬ ‫تغضب لربك‪ ،‬فإن شهدت على نفسك بالكفر وتبت نظرنا فٌما بٌننا وبٌنك‪ ،‬وإالّ فقد نابذناك‬ ‫على سواء ّ‬ ‫وهللا ال ٌحب الخائنٌن‪ .‬فٌئس منهم‪ ،‬وقرّ ر أن ٌتركهم إعماال لما وضعه من المواقف‬ ‫الثالث التً أشرنا إلٌها نفا ً… وكان منها “أن ال نقاتلكم حتى تبدؤونا” وأمر بالرحٌل إلى‬ ‫الشام‪.‬‬ ‫فً النهروان سٌدخلون بعلً بن أبً طالب الجنة!‬ ‫حٌن حربه لهم بالنهروان كما ٌنقل ٌة هللا محمد تقً المدرسً خطب علً بن أبً طالب‬ ‫بالخوارج قائال‪ ”:‬أٌها العصابة‪ ، ،‬إ ِّنً نذٌر لكم أن تصبحوا لعنة هذه األمة غداً وأنتم صرعى‬ ‫فً مكانكم هذا بغٌر برهان وال س َّنة “‪.‬وحاجّهــــم – مرة أخرى – ونصحهم بأن ٌنضمّوا إلٌه‬ ‫لقتال معاوٌــة ‪ ،‬وهو هدفهم المعلـــــن ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كـــــال البد أن تعترف أوالً بالكفر ‪ ،‬ثم تتوب‬ ‫إلى اللـه كما تبنا حتى نطٌع لك ‪ ،‬وإالّ فنحن منابذوك على سواء ‪.‬فقال لهم ‪ ” :‬وٌحكم ‪ ،‬بم‬ ‫الرواح إلى الجنة!‬ ‫استحللتم قتالنا والخروج عن جماعتنا “‪.‬فلم ٌجٌبوه وتنادوا من كل جانب ‪:‬‬ ‫َ‬

‫‪3‬‬


‫رد ابن عباس على الخوارج المتدٌنٌن‬ ‫ٌذكر الكاتب معن عبدالقادر فً مقال له تحت عنوان “مناقشة ابن عباس للخوارج” التالً عن‬ ‫ابن عباس أنه قال ‪:‬دخلت علٌهم وهم قائلون (من القٌلولة نائمون) فً نحر الظهٌرة‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫اجتهادا منهم‪ ،‬أٌدٌهم كأنها ثفن اإلبل (أي غلٌظة)‪ ،‬وجوههم‬ ‫فدخلت على قوم لم أر قط أشد‬ ‫معلمة من ثار السجود‪ ،‬علٌهم قمص مرحضة‪ ،‬وجوههم مسهمة من السهر‪ .‬قال‪ :‬فدخلت‪.‬‬ ‫فقالوا‪ :‬مرحبًا بك ٌا ابن عباس ! ما جاء بك؟ وما هذه الحلة (كانت مالبسه جمٌلة)‪ ،‬قال‪ :‬قلت ما‬ ‫تعٌبون علً؟ لقد رأٌت على رسول هللا أحسن ما ٌكون من هذه الحلل‪ ،‬ونزلت ((قُ ْل َمنْ َحرَّ َم‬ ‫هللا الَتًِ أَ ْخ َر َج لِ ِع َبا ِد ِه َو َّ‬ ‫ت م َِن الرِّ ْزق)) قالوا‪ :‬فما جاء بك؟ قال‪ :‬جئت أحدثكم عن‬ ‫الط ٌِّ َبا ِ‬ ‫ِزٌ َن َة َّ ِ‬ ‫أصحاب رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وسلم‪ -‬ومن عند صهر رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وسلم‪-‬‬ ‫علٌهم نزل الوحً‪ ،‬وهم أعلم بتأوٌله‪ ،‬ولٌس فٌكم منهم أحد‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬ال تخاصموا قرٌشا ً‬ ‫‪.‬‬ ‫ُون))‪ ،‬وقال رجالن أو ثالثة لو كلمتهم‬ ‫فإن هللا تعالى ٌقول‪َ (( :‬ب ْل ُه ْم َق ْو ٌمم َخصِ م َ‬ ‫قال‪ :‬قلت أخبرونً ما تنقمون على ابن عم رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وسلم‪ -‬وختنِه‪ ،‬وأول من‬ ‫من به‪ ،‬وأصحاب رسول هللا معه؟ (ٌقصد علً بن أبً طالب)‬ ‫قالوا‪ :‬ننقم علٌه ثالثا ً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما هنّ ؟‬ ‫هلل))‪ ،‬فما شأن الرجال‬ ‫قالوا‪ :‬أولهن أنه ح ّكم الرجال فً دٌن هللا‪ ،‬وقد قال هللا‪(( :‬إِ ِن الح ُْك ُم إِالَّ ِ َّ ِ‬ ‫والحكم بعد قول هللا عز وجل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قلت وماذا؟‬ ‫ب ولم ٌغنم‪ ،‬لئن كانوا كفارً ا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنٌن لقد‬ ‫قالوا‪ :‬وقاتل ولم ٌَسْ ِ‬ ‫حرمت علٌه دماؤهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قلت وماذا؟‬ ‫قالوا‪ :‬محا نفسه من أمٌر المؤمنٌن‪ .‬فإن لم ٌكن أمٌر المؤمنٌن فهو أمٌر الكافرٌن‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قلت أعندكم سوى هذا؟ قالوا‪ :‬حسبنا هذا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أرأٌتم إن قرأت علٌكم من كتاب هللا المحكم‪ ،‬وحدثتكم من سنة نبٌه ‪-‬صلى هللا علٌه وسلم‪-‬‬ ‫ما ال تنكرون [ ٌنقض قولكم ] أترجعون؟‬ ‫‪4‬‬


‫قالوا‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫ٌِن َم ُنوا َ‬ ‫ال‬ ‫قال‪ :‬قلت أما قولكم‪ :‬ح ّكم الرجال فً دٌن هللا‪ ،‬فإن هللا تعالى ٌقول‪ٌَ (( :‬ا أَ ٌُّ َها الَّذ َ‬ ‫صٌْدَ َوأَ ْن ُت ْم ُح ُر ٌمم))‪ ،‬إلى قوله‪ٌَ (( :‬حْ ُك ُم ِب ِه َذ َوا َع ْد ٍلل مِّن ُك ْم))‪ .‬وقال فً المرأة وزوجها‪:‬‬ ‫َت ْق ُتلُوا ال َّ‬ ‫خ ْف ُت ْم شِ َق َ‬ ‫اق َب ٌْن ِ​ِه َما َفاب َْع ُثوا َح َكما ً مِّنْ أَهْ لِ ِه َو َح َكما ً مِّنْ أَهْ لِ َها))‪ .‬أنشدكم هللا أحكم الرجال فً‬ ‫(( َوإِنْ ِ‬ ‫حقن دمائهم وأنفسهم‪ ،‬وإصالح ذات بٌنهم أحق أم فً أرنب ثمنها ربع درهم‪ ،‬وفً بضع امرأة‪.‬‬ ‫وأن تعلموا أن هللا لو شاء لحكم ولم ٌصٌر ذلك إلى الرجال‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬اللهم فً حقن دمائهم‪ ،‬وإصالح ذات بٌنهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أخرجت من هذه؟‬ ‫قالوا‪ :‬اللهم نعم‪.‬‬ ‫ب ولم ٌغنم‪ ،‬أتسبون أمكم عائشة‪ ،‬أم تستحلون منها ما تستحلون‬ ‫قال‪ :‬وأما قولكم قاتل ولم ٌس ِ‬ ‫من غٌرها‪ ،‬فقد كفرتم‪ ،‬وإن زعمتم أنها لٌست أم المؤمنٌن فقد كفرتم‪ ،‬وخرجتم من اإلسالم‪ ،‬إن‬ ‫ٌِن ِمنْ أَنفُسِ ِه ْم َوأَ ْز َوا ُج ُه أ ُ َّم َها ُت ُه ْم))‪ ،‬فأنتم مترددون بٌن ضاللتٌن‪،‬‬ ‫هللا ٌقول‪(( :‬ال َّن ِبًُّ أَ ْولَى ِب ْالم ُْؤ ِمن َ‬ ‫فاختاروا أٌهما شئتم‪ ،‬أخرجت من هذه؛ فنظر بعضهم إلى بعض‬ ‫قالوا‪ :‬اللهم نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأما قولكم محا نفسه من أمٌر المؤمنٌن‪ ،‬فأنا تٌكم بما ترضون‪ ،‬فإن رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫علٌه وسلم‪ -‬دعا قرٌ ًشا ٌوم الحدٌبٌة أن ٌكتب بٌنه وبٌنهم كتابًا فكاتب سهٌل بن عمرو وأبا‬ ‫سفٌان‪ .‬فقال‪ :‬اكتب ٌا علً هذا ما قاضى علٌه محمد رسول هللا‪ ،‬فقالوا‪ :‬وهللا لو كنا نعلم أنك‬ ‫رسول هللا ما صددناك عن البٌت‪ ،‬وال قاتلناك‪ ،‬ولكن اكتب محمد بن عبد هللا‪ .‬فقال‪ :‬وهللا إنً‬ ‫لرسول هللا ح ًقا وإن كذبتمونً‪ ،‬اكتب ٌا على‪ :‬محمد بن عبد هللا ‪ ،‬فرسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه‬ ‫وسلم‪ -‬كان أفضل من علً ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬وما أخرجه من النبوة حٌن محا نفسه‪ .‬أخرجت‬ ‫من هذه؛ قالوا‪ :‬اللهم نعم‪ .‬فرجع منهم ألفان‪ ،‬وبقً منهم أربعة الف فقتلوا على ضاللة‪.‬‬ ‫علً ٌستنطق القر ن أمامهم فال ٌنطق!‬ ‫فً الدرر السنٌة للمفكر االسالمً علً السقاف ٌذكر ‪“ :‬لقد جاء علً رضً هللا عنه بالحجة‬ ‫المقنعة فجاء بالمصحف فوضعه بٌن ٌدٌه وجعل ٌصكه بٌده وٌقول‪ :‬أٌها المصحف حدث‬ ‫الناس ! إن كل من له عقل ٌعلم أن المصحف لن ٌرد ولن ٌتحدث أو ٌحكم‪ ،‬وإنما الحكم بكتاب‬

‫‪5‬‬


‫هللا ٌكون بالرجوع إلى العلماء الحافظٌن له العاملٌن بمعانٌه ومقاصده‪ ،‬وهذا ما فعله علً‬ ‫رضً هللا عنه من تحكٌم صحابٌ​ٌن جلٌلٌن‪ ،‬واشترط علٌهما تحكٌم الكتاب والسنة‪ ،‬فٌرجع إلى‬ ‫مقتضى النصوص ال إلى األهواء والمصالح الشخصٌة”‪.‬‬ ‫سٌد قطب وقصر الفهم‬ ‫أما حدٌثا وتأصٌال لفكر “الحاكمٌة” للخوارج فلنا التأمل فً ما قاله المسلمون المستنٌرون إذ أن‬ ‫المفكر االسالمً د‪.‬فاروق حمادة فً مقال هام له تحت عنوان‪«( :‬الحاكمٌة» فً فكر‬ ‫«اإلخوان»‪ ..‬منطلق التطرف والعنف) أشار أن ‪“ :‬سٌد قطب ال ٌفرق بٌن األصول االعتقادٌة‬ ‫واإلٌمانٌة وبٌن الفروع الفقهٌة وال بٌن ما هو من صفات هللا وما تركه لعباده من اجتهاد فً‬ ‫أمور دنٌاهم ومعاشهم‪ ،‬فكلها ٌجمعها بكالم عام مطلق تحت عنوان “الحاكمٌة”‪ ،‬وٌقول فً‬ ‫تفسٌر سورة األنعام‪ ( :‬إنها القضٌة األساسٌة فً هذا الدٌن قضٌة الحاكمٌة لمن تكون وبالتعبٌر‬ ‫المرادف قضٌة األلوهٌة والربوبٌة لمن تكون… وقضٌة التشرٌع هً قضٌة الحاكمٌة وقضٌة‬ ‫الحاكمٌة هً قضٌة اإلٌمان)”‪ ،‬لٌعلق حمادة بالقول متعجبا من ذلك‪( :‬هذا الخلط طارئ وغٌر‬ ‫مسبوق عند علماء اإلسالم ومفكرٌه ولم ٌستعملوا كلمة الحاكمٌة إال فً الداللة على الفرقة‬ ‫المنسوبة للحاكم بأمر هللا الفاطمً‪ ،‬وجاءت مرة واحدة فً سٌاق خر عند نجم الدٌن‬ ‫الطرسوسً من القرن التاسع الهجري‪ ،‬أو تكون بمعنى القضاء بٌن الناس وفصل الخصومات)‬ ‫وعن ٌاسٌن األسطل وما قاله نقول أن فكرة “الحاكمٌة” لدى الكثٌر فً “االخوان المسلمٌن”‬ ‫المستمدة من فكر قطب المتطرف هً فكرة تخلط بٌن القطعً االٌمانً من عقائد وعبادات‬ ‫وبٌن االمور السلطانٌة بالمصطلح االسالمً أي السٌاسٌة الدنٌوٌة ما هً متغٌرة (فً الشرٌعة)‬ ‫وال تخضع لقداسة القسم االول وهً متروكة حكما للناس كما أوضح بجالء علً بن أبً طالب‬ ‫قبل ذلك‪ ،‬وهً المساحات األجدر أن ٌحدد بها الناس شؤون دنٌاهم حٌث تجمعهم القٌم‬ ‫والقوانٌن كما ذكر فً ذلك عدٌد المفكرٌن أمثال راشد الغنوشً وحسن الترابً ومحمد عمارة‬ ‫الخ ما ٌناقض كلٌا الفهم القاصر لسٌد قطب وناقل فكره األسطل‪.‬‬ ‫الغزالً ود‪.‬عمارة ‪ :‬حكم األمة هو حكم هللا‬ ‫قال الشٌخ الغزالً فً (محاوراته)‪“ :‬إننً لم أسمع بفكرة الحاكمٌة إال بعد موت حسن البنا‪،‬‬ ‫الذي كان فً فكره أشبه بعلماء األزهر‪ ،‬عندما ٌصورون فكرة الحاكمٌة ٌتكلمون بعقل وبدقة‬ ‫منطقٌة‪ ،‬وأكاد أقول إن اإلسالم الذي ٌدرس فً األزهر من أدق المدارس لتصوٌر اإلسالم‪،‬‬ ‫‪”.‬‬ ‫فالحاكمٌة كلمة دخٌلة‪ ،‬فإذا كان ال حكم إال هلل‪ ،‬فهً كلمة حق أرٌد بها باطل‬ ‫نقول أن ال فرق هنا بٌن فهم األسطل وفهم قطب وفهم الظواهري بقوله ‪“ :‬هؤالء الحكام‬

‫‪6‬‬


‫خارجون عن الشرٌعة اإلسالمٌة الحتكامهم إلى قوانٌن ودساتٌر وضعٌة مخالفة للشرٌعة‬ ‫اإلسالمٌة … وهؤالء ال ٌعتبرون حكومات إسالمٌة بل حكومات علمانٌة ال تحتكم إلى‬ ‫الشرٌعة‪”.‬‬ ‫بالرجوع الى د‪.‬محمد عمارة المفكراالسالمً الشهٌر ٌقول (أرجع الشٌخ الغزالً خطأ األستاذ‬ ‫سٌد قطب‪ ،‬فٌما كتبه عن الحاكمٌة‪ ،‬إلى سببٌن‪ :‬أولهما‪ :‬الظلم الذي وقع علٌه من قبل نظام ثورة‬ ‫ٌولٌو‪ ،1952‬األمر الذي جعله “ٌنفرد برأي أملته علٌه ظروف المحنة التً وقع فٌها‪ ،‬والسبب‬ ‫الثانً للخطأ فً تفكٌر األستاذ سٌد‪“ :‬أن الرجل من الناحٌة الفقهٌة كان ضحال‪ ،‬لٌس متعمقا أو‬ ‫جامعا لما البد منه من األحكام الفقهٌة”‬ ‫وقال اإلمام ابن حزم األندلسً ( ‪456 – 384‬هـ‪1064 – 994 /‬م)‪“ ،‬إن من حكم هللا أن‬ ‫جعل الحكم لغٌر هللا”‬ ‫وٌضٌف د‪.‬محمد عمارة فً مقاله السابق القول‪( :‬هللا سبحانه وتعالى قد استخلف اإلنسان فً‬ ‫الحٌاة‪ ،‬واالستثمار واالنتفاع واالستمتاع باألموال والثروات‪ ،‬ومع ذلك فمن البشر من هم أولوا‬ ‫األمر‪ ،‬طاعتهم فً الحق من طاعة هللا ورسوله‪ ،‬فال تناقض إطالقا ً بٌن حاكمٌة هللا وسٌادة‬ ‫شرٌعته‪ ،‬وحكم األمة التً هً مصدر السلطات)‪.‬‬ ‫المرجعٌة الدستور ولٌس فهم األسطل “ال حكم اال هلل”‬ ‫ٌضٌف عمارة فً لقاء معه فً صحٌفة المجتمع ‪”: 2015/11 /11‬إن االستفادة من لٌات‬ ‫الدٌمقراطٌة – مع نشأتها خارج عالم اإلسالم – هً استلهام للحكمة التً هً ضالة المؤمن‬ ‫‪”.‬‬ ‫بصرف النظر عن أهلها وعن الفضاءات الفكرٌة والسٌاسٌة التً نشأت فٌها‬ ‫بل وٌشٌر عمارة‪ “ :‬إن البالد اإلسالمٌة التً استلهمت هذه الدٌمقراطٌة تؤكد دساتٌرها أن‬ ‫مبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة هً المصدر األساس والرئٌس لتشرٌعاتها وقوانٌنها‪ ،‬ومن ثم فهً‬ ‫محمٌة من أي مفاهٌم فلسفٌة مخالفة للشرٌعة اإلسالمٌة عرفتها وتعرفها بعض المجتمعات‬ ‫الدٌمقراطٌة الغربٌة”‪.‬‬ ‫بعد انتقاده لبعض اآلراء فً الفكر اإلسالمً السٌاسً المعاصر‪ٌ ،‬طرح محمد عمارة الحاكمٌة‬ ‫من زاوٌتها السٌاسٌة‪ ،‬انطالقا من اعتبار “حق هللا” ٌعنً فً المجال السٌاسً “حق المجتمع”‬ ‫و “حكم هللا وسلطانه” ٌعنً فً السٌاسة”حكم األمة وسلطانها”‪ ،‬وبالتالً ٌنتهً إلى خالصة‬ ‫تقول‪ “ :‬لٌس هناك تناقض هنا بٌن أن ٌكون الحكم هلل‪ ،‬وبٌن أن تكون السلطة السٌاسٌة والحكم‬ ‫فً المجتمع اإلسالمً لجماهٌر المسلمٌن”‪ .‬بل ونضٌف أنه إذا أردنا أن نتحدث بلغة الفقه‬ ‫الدستوري‪ ،‬فإن “الحاكمٌة” ٌقول محمد سلٌم العوا ٌقول‪“ :‬هً السٌادة”‪ ،‬وهذه األخٌرة هلل‬

‫‪7‬‬


‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو من منح لإلنسان حق الحاكمٌة على مصٌره االجتماعً‪ ،‬انطالقا من‬ ‫الحرٌة المقررة فً الدٌن نفسه”‪.‬‬ ‫الترابً ‪”:‬الحاكمٌة” إرادة االمة‬ ‫ٌقول الكاتب خالد باٌموت فً دراسة هامة له أن ( حسن الترابً‪ٌ ،‬قدم تصورا ٌذهب إلى تفسٌر‬ ‫الحاكمٌة هلل فً المجال السٌاسً‪ ،‬تفسٌرا جدٌدا ٌرتبط أوال بإرادة األمة‪ ،‬وثانٌا بالدولة‪ ،‬وٌمكن‬ ‫تلخٌص رأي الترابً فٌما ٌلً‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدولة وممارستها السٌاسٌة تتحول إلى مشرع أي إلى رافد من روافد الشرٌعة‪/‬‬ ‫القانون‪ ،‬وٌدل على ذلك تارٌخٌا اعتبار علماء األمة الممارسة السٌاسٌة لدولة الخالفة‬ ‫الراشدة بمثابة سوابق قانونٌة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إن اإلجماع الذي ٌعتبر مصدر من مصادر التشرٌع‪ ،‬لم ٌعد مقبوال أن ٌكون فً‬ ‫المجال السٌاسً هو إجماع القلة‪ .‬فإجماع علماء الدٌن المتخصصٌن فً المجال الدٌنً‬ ‫المحض ٌعتبر إجماع‪ .‬أما الٌوم فإن اإلجماع فً السٌاسة هو‪ :‬الرأي العام‪ ،‬أي رأي‬ ‫جمهور المسلمٌن‪ ،‬ال رأي قلة من المتخصصٌن‪ ،‬النتٌجة إذن أن الرأي العام هو الحاكم‬ ‫فً شؤون األمة‪ ،‬ومنها القرارات التً تلزم الدولة‪.‬‬ ‫إن االختٌارات التً تختارها األمة تصبح جزءا من الشرٌعة‪ ،‬وهذا ٌعنً أن األمة‬ ‫تشرع لمصالحها‪ ،‬المتحولة عبر الزمان والمكان‪ .‬فإذا كانت القاعدة أن التشرٌع إلرادة هللا ”‬ ‫فإن لألمة – بتعبٌر راشد الغنوشً‪ -‬مشاركة فعالة فً ذلك‪”.‬‬ ‫الغنوشً‪“ :‬الحاكمٌة” هً حكم الناس بمرجعٌة القانون‬ ‫أٌضا اعتبر الشٌخ راشد الغنوشً فً لقاء له فً ‪( 2015/3/25‬ان مرجعٌة الحكم ٌجب‬ ‫ان تكون هلل لٌس عن طرٌق نزوله عز وج ّل بنفسه إلى عالم البشر لٌحكم بٌنهم حكما‬ ‫مباشرا‪ ،‬ولكن عن طرٌق حكم الناس لبعضهم استنادا لتلك المرجعٌة) أي استنادا لقانون‬ ‫البلد وبرلمانه بكل وضوح‪.‬‬ ‫من حاكمٌة هللا الى حاكمٌة البشر ‪ٌ :‬قول المفكرأبوالقاسم الحاج حمد فً تفسٌر جدٌد‬ ‫للحاكمٌة من إلهٌة الى استخالفٌة الى بشرٌة (تقتضً الحاكمٌّة البشرٌة ‪-‬وهً‬ ‫الطورالثالث‪ -‬أن ٌمارس اإلنسان مسؤولٌته الوجودٌّة بأقصى ما لدٌه من قدرات الوعً‪،‬‬ ‫سمعا ً وبصراً وفؤاداً‪ ،‬وأن ٌسعى إلى رؤٌة فعل هللا فً حركة الطبٌعة والتارٌخ‪ ،‬فعالً غٌر‬ ‫مباشر‪ ،‬ولك ّنه كامل التأثٌر‪ ).‬مضٌفا (إنها مرحلة جدٌدة فً تارٌخ البشرٌة‪ ،‬تتدامج فٌها‬ ‫جدلٌة الغٌب واإلنسان والطبٌعة‪ ،‬فال ٌتحوّ ل الغٌب إلى الهوت ٌستلب اإلنسان والطبٌعة‪،‬‬ ‫وال ٌتحوّ ل اإلنسان إلى وجودٌّة عبثٌة إباحٌّة فردٌة‪ ،‬وال تتحول الطبٌعة إلى َجبْرٌة ما ّدٌة)‬

‫‪8‬‬


‫استنتاج وخالصة‬ ‫نتستنتج من كل ما سبق هو أن فكرتً “الجاهلٌة والحاكمٌة” هما فكرتان مترابطتان‪ ،‬وهما‬ ‫فكرتان اقصائٌتان أدتا الى افتراض العصمة والقداسة لفئة محددة كانت الخوارج قدٌما‪ ،‬ثم‬ ‫مثلتها فئات أخرى عبر التارٌخ‪ ،‬وصوال للفهم القطبً باالخوان المسلمٌن الذي انتقل للتنظٌمات‬ ‫االسالموٌة المتطرفة الحالٌة‪ ،‬ولن نعدم أن نجد من بٌن االخوان المسلمٌن خارج تٌار قطب‬ ‫الرسمً من هم متأثرٌن بالفكر الحاكمً التجهٌلً االقصائً للغٌر‪ ،‬فكما ال ٌستطٌع األسطل فً‬ ‫غزة أن ٌفهم الحرٌة واإلرادة اال وفق ما ٌضع عقله هو من قوانٌن ٌظنها الفهم الوحٌد المكتمل‬ ‫لالسالم الحنٌف‪ ،‬فإنه بذلك ٌعبر جهرا عن رفضه لمفهوم الدٌمقراطٌة وقدرة الناس على رؤٌة‬ ‫مصالحهم‪ ،‬ولذلك ٌتمسك تٌاره فً فصٌل “حماس” الٌوم بالحكم فً غزة‪ ،‬فكٌف لها أن تفهم‬ ‫تداوال للسلطة بعد أن افتكتها باالنقالب والقتل والدم؟ ! وكٌف لمثل هذا الرجل أن ٌفهم أنه من‬ ‫الممكن أن ٌسقط باالنتخابات؟ ! إنه إذ ٌسقط فهو ٌتأهب منذ اآلن بالتنظٌر المسبق إن ذلك إن‬ ‫حصل “لجماعته المؤمنة حصرٌا” فهو لسبب أنها غٌر نزٌهة قطعا‪ ،‬وعندما ٌنجح فقط فهً‬ ‫نزٌهة ! وكٌف له ولحماس أن تعطً الحكم لمن ال ٌجوز أن تكون لهم حرٌة وإرادة وقرار؟‬ ‫ولمن هم ال ٌمثلون شرعا الصفات الواجب توفرها كما ٌغمز األسطل‪ ،‬وكٌف تثق تعبئة‬ ‫“حماس” الداخلٌة بمن هم قاصرٌن عن الخٌار؟ فال األمة لها الحق وال االنسان مخٌر بما ٌرى‬ ‫إال وفق الفهم المحدد الذي ٌفترض األسطل أنه المستمد من الدٌن االسالمً حصرٌا وفق ما‬ ‫ٌرى‪ ،‬ما أثبت مختلف العلماء المسلمٌن المستنٌرٌن قصوره وعجزه عن فهم االسالم ومقاصده‬ ‫بالعدل والحرٌة واالنسانٌة‪.‬‬ ‫الكاتب بكر ابو بكر‬

‫‪9‬‬


ً‫الحواش‬ [1]

http://www.arn.ps/archives/184003 [2] http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/15/book_27/najaf1 9.html [3] http://almodarresi.com/books/595/e219olwq.htm ‫[ نقال عن الصنعانً والقرطبً والحاكم فً المستدرك وغٌرها من كتاب التارٌخ‬4] [5] http://www.islamdoor.com/k/352.htm [6] http://www.dorar.net/enc/firq/1085 [7] http://www.araanews.ae/256771 ‫ لحسن ورٌغ‬،‫ صحٌفة األحداث المغربٌة‬-‫[فً الحاكمٌة اإللهٌة‬8] [9]http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=257 [10] http://klmty.net/472312%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%85%D8% A7%D8%B1%D8%A9_%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8__ %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D9%8 A%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D 8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A_%D9%88%D8%B3 %D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8.html [11] http://mugtama.com/ntellectual/item/25599-1-2.html [12] [14]

http://www.almultaka.org/site.php?id=614 ‫مفكر اسالمً قرٌب من االخوان المسلمٌن‬ ‫[العوا‬13] http://www.almultaka.org/site.php?id=614 [15] https://www.youtube.com/watch?v=tWLOHvkx9XU

[16] http://nosos.net/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D9%8 A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A5/

10


‫]‪ [17‬أمٌن عام التنظٌم الدولً لالخوان المسلمٌن إبراهٌم منٌر (لإلنسان حرٌة اإللحاد‬ ‫)!!!!!!!‬ ‫والشذوذ=اللواط‪ ،‬والشرٌعة ال تسمح للحاكم بمنعهما) (؟‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=AM-MnAyWEy8‬‬

‫‪11‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.