#غزة و”#حاكمية” #قطب #والخوارج. بقلم بكر أبو بكر
المركز األوروبي لدراسات مكافحة االرهاب واالستخبارات
1
#غزة و”#حاكمٌة” #قطب #والخوارج .بقلم بكر ابو بكر غزة و”حاكمٌة” قطب والخوارج كتب ،بكر أبو بكر ،كاتب ومفكر عربً معنً بالفكر وبشؤون الجماعات االسالمٌة المركز االوروبً لدراسات مكافحة االرهاب واالستخبارات
.
على محطة أجٌال االذاعٌة الفلسطٌنٌة بتارٌخ 2016/8/3نقل قول القٌادي فً فصٌل حماس ٌونس األسطل حول الشروط الواجب توافرها فً المرشحٌن لالنتخابات“ :إن االنتخابات اذا ما جرت بجو نزٌه وحر وشفاف ونتائجها تخرج بكل أمانة ومصداقٌة للناس (؟ !) فهً واجبة شرعا،وعلى الناس أن ٌؤدوها وال ٌتخلفوا عنها ،وأن الشرع واضح فً من هو أحق باالنتخاب من قبل الناس (؟ !) واألدلة الشرعٌة مفسرة لصفات الواجب انتخابه(؟ !) ،كما أضاف“ :ان الدٌمقراطٌة بتعرٌفها التقلٌدي مرفوضة( ”.؟ !) مكررا فهم سٌد قطب حول ما ٌسمى “الحاكمٌة” الذي استند لرأٌه ورأي حزبه فً اآلٌات التً تتعرض وفق مفهوم أن ال حكم اال هلل وحٌث ذكر نصا حسب المقابلة المرفقة صوتٌا( :الدٌمقراطٌة التً تعنً أن الناس أحرار فً أن ٌشرعوا ألنفسهم ما ٌشاؤوون من خالل ممثلٌهم مرفوض فً االسالم (؟ !) معلال ذلك (ألنه ال حكم اال هلل) (؟!).
هل من جدٌد؟ والى هنا نقف مع هذا المفهوم القدٌم الجدٌد أي مفهوم “الحاكمٌة” الذي أجّ جه سٌد قطب منذ افترض “جاهلٌة” المجتمعات االسالمٌة باستثناء جماعته ،مع ربط ذلك بمفهوم “الحاكمٌة”، وبالتالً تجوٌز التكفٌر والخروج على الدولة وقتالها وقتال المسلمٌن اآلخرٌن ،وهو ما كان استنساخا من سٌد قطب لفكر الخوارج بجزئٌة التعالً أو القصورعن فهم االنسان وغمط قدرته-وقدرتهم -على التعاطً مع الشأن الدنٌوي السٌاسً انتصارا لرأٌهم المغلق بافتراض أن رأي علً بن أبً طالب كان باطال بل وكان كافرا كما سٌرد ،وهؤالء أي الخوارج هم أول من اخترع هذه الفكرة المسمومة التً قال فٌها االمام علً أنها (كلمة حق ٌراد بها باطل) فهم ال ٌفقهون اآلٌات وال ٌفهمون ما ٌقولون .وعموما فإن كل هذا الفكر االقصائً الذي ٌنادي به األسطل الٌوم قد كنسه تارٌخ المسلمٌن الحدٌث وطار من األدبٌات بعد دخول الفكراالسالمً المستنٌر معترك السٌاسة والمجتمع ،فلم ٌعد لمثل هذا الفكر القدٌم المجدد اال عقل بعض
2
التنظٌمات االسالموٌة االقصائٌة او تٌارات فً االخوان المسلمٌن وفً كتب التارٌخ الصفراء التً سٌعفو علٌها الزمن الى غٌررجعة.
تكفٌر الخوارج لعلً تحت بدعة أن ال حكم اال هلل نعود الى الخلف ،الى التارٌخ حٌث تقول المصادر عن دراسة للكاتب االسالمً جمال البنا استنادا لكتب التارٌخ :لما اعتزم اإلمام على بن أبً طالب كرم هللا وجهه أن ٌبعث أباموسى للتحكٌم ،جاءه اثنان من الخوارج فقاالُ :تب عن خطٌئتك ،وارجع عن قضٌتك ،واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم… فقال ” :قد كتبنا بٌننا وبٌنهم كتابا ً وعاهدناهم ” فقال أحدهم :ذلك ذنب ٌنبغً التوبة عنه .فقال علًّ ” :لٌس بذنب ،ولكنه عجز فً الرأي وقد نهٌتكم ” فقال الثانً :لئن لم تدع تحكٌم الرجال ألقاتل ّنك أطلب بذلك رحمة ّ هللا ورضوانه… فقال له“ :تبا ً لك ما أشقاك كأنً بك قتٌال تسفً علٌك الرٌح…” فقال :وددت أن قد كان ذلك ..فقال له اإلمام علً“ :إنك لو كنت محقا ً كان فً الموت تعزٌة عن الدنٌا ..ولكن الشٌطان قد استهواكم ”..فخرجا ٌتنادٌان“ :ال حكم إالّ ّهلل” .فقال اإلمام علً“ :كلمة حق أُرٌد بها باطل ،إنّ لكم عندنا ثالثا ً ما صحبتمونا :ال نمنعكم مساجد ّ هللا أن تذكروا فٌها اسمه ،وال الفًء ما دمتم معنا ،وال نقاتلكم حتى تبدؤونا وننتظر فٌكم أمر ّ هللا…”. وعندما غدر عمرو بن العاص بصاحبه أبً موسى وفشلت قضٌة التحكٌم (بٌن علً ومعاوٌة)، قرّ ر اإلمام علً أن ٌستأنف القتال ،فكتب إلى الخوارج بالنهروان فاستحثهم على السٌر إلى العدو وقال“ :نحن على األمر األوّ ل الذي كنا علٌه” فكتبوا إلٌه :إنك غضبت لنفسك ،ولم تغضب لربك ،فإن شهدت على نفسك بالكفر وتبت نظرنا فٌما بٌننا وبٌنك ،وإالّ فقد نابذناك على سواء ّ وهللا ال ٌحب الخائنٌن .فٌئس منهم ،وقرّ ر أن ٌتركهم إعماال لما وضعه من المواقف الثالث التً أشرنا إلٌها نفا ً… وكان منها “أن ال نقاتلكم حتى تبدؤونا” وأمر بالرحٌل إلى الشام. فً النهروان سٌدخلون بعلً بن أبً طالب الجنة! حٌن حربه لهم بالنهروان كما ٌنقل ٌة هللا محمد تقً المدرسً خطب علً بن أبً طالب بالخوارج قائال ”:أٌها العصابة ، ،إ ِّنً نذٌر لكم أن تصبحوا لعنة هذه األمة غداً وأنتم صرعى فً مكانكم هذا بغٌر برهان وال س َّنة “.وحاجّهــــم – مرة أخرى – ونصحهم بأن ٌنضمّوا إلٌه لقتال معاوٌــة ،وهو هدفهم المعلـــــن ،فقالوا :كـــــال البد أن تعترف أوالً بالكفر ،ثم تتوب إلى اللـه كما تبنا حتى نطٌع لك ،وإالّ فنحن منابذوك على سواء .فقال لهم ” :وٌحكم ،بم الرواح إلى الجنة! استحللتم قتالنا والخروج عن جماعتنا “.فلم ٌجٌبوه وتنادوا من كل جانب : َ
3
رد ابن عباس على الخوارج المتدٌنٌن ٌذكر الكاتب معن عبدالقادر فً مقال له تحت عنوان “مناقشة ابن عباس للخوارج” التالً عن ابن عباس أنه قال :دخلت علٌهم وهم قائلون (من القٌلولة نائمون) فً نحر الظهٌرة .قال: ً اجتهادا منهم ،أٌدٌهم كأنها ثفن اإلبل (أي غلٌظة) ،وجوههم فدخلت على قوم لم أر قط أشد معلمة من ثار السجود ،علٌهم قمص مرحضة ،وجوههم مسهمة من السهر .قال :فدخلت. فقالوا :مرحبًا بك ٌا ابن عباس ! ما جاء بك؟ وما هذه الحلة (كانت مالبسه جمٌلة) ،قال :قلت ما تعٌبون علً؟ لقد رأٌت على رسول هللا أحسن ما ٌكون من هذه الحلل ،ونزلت ((قُ ْل َمنْ َحرَّ َم هللا الَتًِ أَ ْخ َر َج لِ ِع َبا ِد ِه َو َّ ت م َِن الرِّ ْزق)) قالوا :فما جاء بك؟ قال :جئت أحدثكم عن الط ٌِّ َبا ِ ِزٌ َن َة َّ ِ أصحاب رسول هللا -صلى هللا علٌه وسلم -ومن عند صهر رسول هللا -صلى هللا علٌه وسلم- علٌهم نزل الوحً ،وهم أعلم بتأوٌله ،ولٌس فٌكم منهم أحد ،فقال بعضهم :ال تخاصموا قرٌشا ً . ُون)) ،وقال رجالن أو ثالثة لو كلمتهم فإن هللا تعالى ٌقولَ (( :ب ْل ُه ْم َق ْو ٌمم َخصِ م َ قال :قلت أخبرونً ما تنقمون على ابن عم رسول هللا -صلى هللا علٌه وسلم -وختنِه ،وأول من من به ،وأصحاب رسول هللا معه؟ (ٌقصد علً بن أبً طالب) قالوا :ننقم علٌه ثالثا ً. قال :وما هنّ ؟ هلل)) ،فما شأن الرجال قالوا :أولهن أنه ح ّكم الرجال فً دٌن هللا ،وقد قال هللا(( :إِ ِن الح ُْك ُم إِالَّ ِ َّ ِ والحكم بعد قول هللا عز وجل. قال :قلت وماذا؟ ب ولم ٌغنم ،لئن كانوا كفارً ا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنٌن لقد قالوا :وقاتل ولم ٌَسْ ِ حرمت علٌه دماؤهم. قال :قلت وماذا؟ قالوا :محا نفسه من أمٌر المؤمنٌن .فإن لم ٌكن أمٌر المؤمنٌن فهو أمٌر الكافرٌن. قال :قلت أعندكم سوى هذا؟ قالوا :حسبنا هذا. قال :أرأٌتم إن قرأت علٌكم من كتاب هللا المحكم ،وحدثتكم من سنة نبٌه -صلى هللا علٌه وسلم- ما ال تنكرون [ ٌنقض قولكم ] أترجعون؟ 4
قالوا :نعم. ٌِن َم ُنوا َ ال قال :قلت أما قولكم :ح ّكم الرجال فً دٌن هللا ،فإن هللا تعالى ٌقولٌَ (( :ا أَ ٌُّ َها الَّذ َ صٌْدَ َوأَ ْن ُت ْم ُح ُر ٌمم)) ،إلى قولهٌَ (( :حْ ُك ُم ِب ِه َذ َوا َع ْد ٍلل مِّن ُك ْم)) .وقال فً المرأة وزوجها: َت ْق ُتلُوا ال َّ خ ْف ُت ْم شِ َق َ اق َب ٌْن ِِه َما َفاب َْع ُثوا َح َكما ً مِّنْ أَهْ لِ ِه َو َح َكما ً مِّنْ أَهْ لِ َها)) .أنشدكم هللا أحكم الرجال فً (( َوإِنْ ِ حقن دمائهم وأنفسهم ،وإصالح ذات بٌنهم أحق أم فً أرنب ثمنها ربع درهم ،وفً بضع امرأة. وأن تعلموا أن هللا لو شاء لحكم ولم ٌصٌر ذلك إلى الرجال. قالوا :اللهم فً حقن دمائهم ،وإصالح ذات بٌنهم. قال :أخرجت من هذه؟ قالوا :اللهم نعم. ب ولم ٌغنم ،أتسبون أمكم عائشة ،أم تستحلون منها ما تستحلون قال :وأما قولكم قاتل ولم ٌس ِ من غٌرها ،فقد كفرتم ،وإن زعمتم أنها لٌست أم المؤمنٌن فقد كفرتم ،وخرجتم من اإلسالم ،إن ٌِن ِمنْ أَنفُسِ ِه ْم َوأَ ْز َوا ُج ُه أ ُ َّم َها ُت ُه ْم)) ،فأنتم مترددون بٌن ضاللتٌن، هللا ٌقول(( :ال َّن ِبًُّ أَ ْولَى ِب ْالم ُْؤ ِمن َ فاختاروا أٌهما شئتم ،أخرجت من هذه؛ فنظر بعضهم إلى بعض قالوا :اللهم نعم. قال :وأما قولكم محا نفسه من أمٌر المؤمنٌن ،فأنا تٌكم بما ترضون ،فإن رسول هللا -صلى هللا علٌه وسلم -دعا قرٌ ًشا ٌوم الحدٌبٌة أن ٌكتب بٌنه وبٌنهم كتابًا فكاتب سهٌل بن عمرو وأبا سفٌان .فقال :اكتب ٌا علً هذا ما قاضى علٌه محمد رسول هللا ،فقالوا :وهللا لو كنا نعلم أنك رسول هللا ما صددناك عن البٌت ،وال قاتلناك ،ولكن اكتب محمد بن عبد هللا .فقال :وهللا إنً لرسول هللا ح ًقا وإن كذبتمونً ،اكتب ٌا على :محمد بن عبد هللا ،فرسول هللا -صلى هللا علٌه وسلم -كان أفضل من علً -رضً هللا عنه -وما أخرجه من النبوة حٌن محا نفسه .أخرجت من هذه؛ قالوا :اللهم نعم .فرجع منهم ألفان ،وبقً منهم أربعة الف فقتلوا على ضاللة. علً ٌستنطق القر ن أمامهم فال ٌنطق! فً الدرر السنٌة للمفكر االسالمً علً السقاف ٌذكر “ :لقد جاء علً رضً هللا عنه بالحجة المقنعة فجاء بالمصحف فوضعه بٌن ٌدٌه وجعل ٌصكه بٌده وٌقول :أٌها المصحف حدث الناس ! إن كل من له عقل ٌعلم أن المصحف لن ٌرد ولن ٌتحدث أو ٌحكم ،وإنما الحكم بكتاب
5
هللا ٌكون بالرجوع إلى العلماء الحافظٌن له العاملٌن بمعانٌه ومقاصده ،وهذا ما فعله علً رضً هللا عنه من تحكٌم صحابٌٌن جلٌلٌن ،واشترط علٌهما تحكٌم الكتاب والسنة ،فٌرجع إلى مقتضى النصوص ال إلى األهواء والمصالح الشخصٌة”. سٌد قطب وقصر الفهم أما حدٌثا وتأصٌال لفكر “الحاكمٌة” للخوارج فلنا التأمل فً ما قاله المسلمون المستنٌرون إذ أن المفكر االسالمً د.فاروق حمادة فً مقال هام له تحت عنوان«( :الحاكمٌة» فً فكر «اإلخوان» ..منطلق التطرف والعنف) أشار أن “ :سٌد قطب ال ٌفرق بٌن األصول االعتقادٌة واإلٌمانٌة وبٌن الفروع الفقهٌة وال بٌن ما هو من صفات هللا وما تركه لعباده من اجتهاد فً أمور دنٌاهم ومعاشهم ،فكلها ٌجمعها بكالم عام مطلق تحت عنوان “الحاكمٌة” ،وٌقول فً تفسٌر سورة األنعام ( :إنها القضٌة األساسٌة فً هذا الدٌن قضٌة الحاكمٌة لمن تكون وبالتعبٌر المرادف قضٌة األلوهٌة والربوبٌة لمن تكون… وقضٌة التشرٌع هً قضٌة الحاكمٌة وقضٌة الحاكمٌة هً قضٌة اإلٌمان)” ،لٌعلق حمادة بالقول متعجبا من ذلك( :هذا الخلط طارئ وغٌر مسبوق عند علماء اإلسالم ومفكرٌه ولم ٌستعملوا كلمة الحاكمٌة إال فً الداللة على الفرقة المنسوبة للحاكم بأمر هللا الفاطمً ،وجاءت مرة واحدة فً سٌاق خر عند نجم الدٌن الطرسوسً من القرن التاسع الهجري ،أو تكون بمعنى القضاء بٌن الناس وفصل الخصومات) وعن ٌاسٌن األسطل وما قاله نقول أن فكرة “الحاكمٌة” لدى الكثٌر فً “االخوان المسلمٌن” المستمدة من فكر قطب المتطرف هً فكرة تخلط بٌن القطعً االٌمانً من عقائد وعبادات وبٌن االمور السلطانٌة بالمصطلح االسالمً أي السٌاسٌة الدنٌوٌة ما هً متغٌرة (فً الشرٌعة) وال تخضع لقداسة القسم االول وهً متروكة حكما للناس كما أوضح بجالء علً بن أبً طالب قبل ذلك ،وهً المساحات األجدر أن ٌحدد بها الناس شؤون دنٌاهم حٌث تجمعهم القٌم والقوانٌن كما ذكر فً ذلك عدٌد المفكرٌن أمثال راشد الغنوشً وحسن الترابً ومحمد عمارة الخ ما ٌناقض كلٌا الفهم القاصر لسٌد قطب وناقل فكره األسطل. الغزالً ود.عمارة :حكم األمة هو حكم هللا قال الشٌخ الغزالً فً (محاوراته)“ :إننً لم أسمع بفكرة الحاكمٌة إال بعد موت حسن البنا، الذي كان فً فكره أشبه بعلماء األزهر ،عندما ٌصورون فكرة الحاكمٌة ٌتكلمون بعقل وبدقة منطقٌة ،وأكاد أقول إن اإلسالم الذي ٌدرس فً األزهر من أدق المدارس لتصوٌر اإلسالم، ”. فالحاكمٌة كلمة دخٌلة ،فإذا كان ال حكم إال هلل ،فهً كلمة حق أرٌد بها باطل نقول أن ال فرق هنا بٌن فهم األسطل وفهم قطب وفهم الظواهري بقوله “ :هؤالء الحكام
6
خارجون عن الشرٌعة اإلسالمٌة الحتكامهم إلى قوانٌن ودساتٌر وضعٌة مخالفة للشرٌعة اإلسالمٌة … وهؤالء ال ٌعتبرون حكومات إسالمٌة بل حكومات علمانٌة ال تحتكم إلى الشرٌعة”. بالرجوع الى د.محمد عمارة المفكراالسالمً الشهٌر ٌقول (أرجع الشٌخ الغزالً خطأ األستاذ سٌد قطب ،فٌما كتبه عن الحاكمٌة ،إلى سببٌن :أولهما :الظلم الذي وقع علٌه من قبل نظام ثورة ٌولٌو ،1952األمر الذي جعله “ٌنفرد برأي أملته علٌه ظروف المحنة التً وقع فٌها ،والسبب الثانً للخطأ فً تفكٌر األستاذ سٌد“ :أن الرجل من الناحٌة الفقهٌة كان ضحال ،لٌس متعمقا أو جامعا لما البد منه من األحكام الفقهٌة” وقال اإلمام ابن حزم األندلسً ( 456 – 384هـ1064 – 994 /م)“ ،إن من حكم هللا أن جعل الحكم لغٌر هللا” وٌضٌف د.محمد عمارة فً مقاله السابق القول( :هللا سبحانه وتعالى قد استخلف اإلنسان فً الحٌاة ،واالستثمار واالنتفاع واالستمتاع باألموال والثروات ،ومع ذلك فمن البشر من هم أولوا األمر ،طاعتهم فً الحق من طاعة هللا ورسوله ،فال تناقض إطالقا ً بٌن حاكمٌة هللا وسٌادة شرٌعته ،وحكم األمة التً هً مصدر السلطات). المرجعٌة الدستور ولٌس فهم األسطل “ال حكم اال هلل” ٌضٌف عمارة فً لقاء معه فً صحٌفة المجتمع ”: 2015/11 /11إن االستفادة من لٌات الدٌمقراطٌة – مع نشأتها خارج عالم اإلسالم – هً استلهام للحكمة التً هً ضالة المؤمن ”. بصرف النظر عن أهلها وعن الفضاءات الفكرٌة والسٌاسٌة التً نشأت فٌها بل وٌشٌر عمارة “ :إن البالد اإلسالمٌة التً استلهمت هذه الدٌمقراطٌة تؤكد دساتٌرها أن مبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة هً المصدر األساس والرئٌس لتشرٌعاتها وقوانٌنها ،ومن ثم فهً محمٌة من أي مفاهٌم فلسفٌة مخالفة للشرٌعة اإلسالمٌة عرفتها وتعرفها بعض المجتمعات الدٌمقراطٌة الغربٌة”. بعد انتقاده لبعض اآلراء فً الفكر اإلسالمً السٌاسً المعاصرٌ ،طرح محمد عمارة الحاكمٌة من زاوٌتها السٌاسٌة ،انطالقا من اعتبار “حق هللا” ٌعنً فً المجال السٌاسً “حق المجتمع” و “حكم هللا وسلطانه” ٌعنً فً السٌاسة”حكم األمة وسلطانها” ،وبالتالً ٌنتهً إلى خالصة تقول “ :لٌس هناك تناقض هنا بٌن أن ٌكون الحكم هلل ،وبٌن أن تكون السلطة السٌاسٌة والحكم فً المجتمع اإلسالمً لجماهٌر المسلمٌن” .بل ونضٌف أنه إذا أردنا أن نتحدث بلغة الفقه الدستوري ،فإن “الحاكمٌة” ٌقول محمد سلٌم العوا ٌقول“ :هً السٌادة” ،وهذه األخٌرة هلل
7
سبحانه وتعالى ،وهو من منح لإلنسان حق الحاكمٌة على مصٌره االجتماعً ،انطالقا من الحرٌة المقررة فً الدٌن نفسه”. الترابً ”:الحاكمٌة” إرادة االمة ٌقول الكاتب خالد باٌموت فً دراسة هامة له أن ( حسن الترابًٌ ،قدم تصورا ٌذهب إلى تفسٌر الحاكمٌة هلل فً المجال السٌاسً ،تفسٌرا جدٌدا ٌرتبط أوال بإرادة األمة ،وثانٌا بالدولة ،وٌمكن تلخٌص رأي الترابً فٌما ٌلً: - 1الدولة وممارستها السٌاسٌة تتحول إلى مشرع أي إلى رافد من روافد الشرٌعة/ القانون ،وٌدل على ذلك تارٌخٌا اعتبار علماء األمة الممارسة السٌاسٌة لدولة الخالفة الراشدة بمثابة سوابق قانونٌة. - 2إن اإلجماع الذي ٌعتبر مصدر من مصادر التشرٌع ،لم ٌعد مقبوال أن ٌكون فً المجال السٌاسً هو إجماع القلة .فإجماع علماء الدٌن المتخصصٌن فً المجال الدٌنً المحض ٌعتبر إجماع .أما الٌوم فإن اإلجماع فً السٌاسة هو :الرأي العام ،أي رأي جمهور المسلمٌن ،ال رأي قلة من المتخصصٌن ،النتٌجة إذن أن الرأي العام هو الحاكم فً شؤون األمة ،ومنها القرارات التً تلزم الدولة. إن االختٌارات التً تختارها األمة تصبح جزءا من الشرٌعة ،وهذا ٌعنً أن األمة تشرع لمصالحها ،المتحولة عبر الزمان والمكان .فإذا كانت القاعدة أن التشرٌع إلرادة هللا ” فإن لألمة – بتعبٌر راشد الغنوشً -مشاركة فعالة فً ذلك”. الغنوشً“ :الحاكمٌة” هً حكم الناس بمرجعٌة القانون أٌضا اعتبر الشٌخ راشد الغنوشً فً لقاء له فً ( 2015/3/25ان مرجعٌة الحكم ٌجب ان تكون هلل لٌس عن طرٌق نزوله عز وج ّل بنفسه إلى عالم البشر لٌحكم بٌنهم حكما مباشرا ،ولكن عن طرٌق حكم الناس لبعضهم استنادا لتلك المرجعٌة) أي استنادا لقانون البلد وبرلمانه بكل وضوح. من حاكمٌة هللا الى حاكمٌة البشر ٌ :قول المفكرأبوالقاسم الحاج حمد فً تفسٌر جدٌد للحاكمٌة من إلهٌة الى استخالفٌة الى بشرٌة (تقتضً الحاكمٌّة البشرٌة -وهً الطورالثالث -أن ٌمارس اإلنسان مسؤولٌته الوجودٌّة بأقصى ما لدٌه من قدرات الوعً، سمعا ً وبصراً وفؤاداً ،وأن ٌسعى إلى رؤٌة فعل هللا فً حركة الطبٌعة والتارٌخ ،فعالً غٌر مباشر ،ولك ّنه كامل التأثٌر ).مضٌفا (إنها مرحلة جدٌدة فً تارٌخ البشرٌة ،تتدامج فٌها جدلٌة الغٌب واإلنسان والطبٌعة ،فال ٌتحوّ ل الغٌب إلى الهوت ٌستلب اإلنسان والطبٌعة، وال ٌتحوّ ل اإلنسان إلى وجودٌّة عبثٌة إباحٌّة فردٌة ،وال تتحول الطبٌعة إلى َجبْرٌة ما ّدٌة)
8
استنتاج وخالصة نتستنتج من كل ما سبق هو أن فكرتً “الجاهلٌة والحاكمٌة” هما فكرتان مترابطتان ،وهما فكرتان اقصائٌتان أدتا الى افتراض العصمة والقداسة لفئة محددة كانت الخوارج قدٌما ،ثم مثلتها فئات أخرى عبر التارٌخ ،وصوال للفهم القطبً باالخوان المسلمٌن الذي انتقل للتنظٌمات االسالموٌة المتطرفة الحالٌة ،ولن نعدم أن نجد من بٌن االخوان المسلمٌن خارج تٌار قطب الرسمً من هم متأثرٌن بالفكر الحاكمً التجهٌلً االقصائً للغٌر ،فكما ال ٌستطٌع األسطل فً غزة أن ٌفهم الحرٌة واإلرادة اال وفق ما ٌضع عقله هو من قوانٌن ٌظنها الفهم الوحٌد المكتمل لالسالم الحنٌف ،فإنه بذلك ٌعبر جهرا عن رفضه لمفهوم الدٌمقراطٌة وقدرة الناس على رؤٌة مصالحهم ،ولذلك ٌتمسك تٌاره فً فصٌل “حماس” الٌوم بالحكم فً غزة ،فكٌف لها أن تفهم تداوال للسلطة بعد أن افتكتها باالنقالب والقتل والدم؟ ! وكٌف لمثل هذا الرجل أن ٌفهم أنه من الممكن أن ٌسقط باالنتخابات؟ ! إنه إذ ٌسقط فهو ٌتأهب منذ اآلن بالتنظٌر المسبق إن ذلك إن حصل “لجماعته المؤمنة حصرٌا” فهو لسبب أنها غٌر نزٌهة قطعا ،وعندما ٌنجح فقط فهً نزٌهة ! وكٌف له ولحماس أن تعطً الحكم لمن ال ٌجوز أن تكون لهم حرٌة وإرادة وقرار؟ ولمن هم ال ٌمثلون شرعا الصفات الواجب توفرها كما ٌغمز األسطل ،وكٌف تثق تعبئة “حماس” الداخلٌة بمن هم قاصرٌن عن الخٌار؟ فال األمة لها الحق وال االنسان مخٌر بما ٌرى إال وفق الفهم المحدد الذي ٌفترض األسطل أنه المستمد من الدٌن االسالمً حصرٌا وفق ما ٌرى ،ما أثبت مختلف العلماء المسلمٌن المستنٌرٌن قصوره وعجزه عن فهم االسالم ومقاصده بالعدل والحرٌة واالنسانٌة. الكاتب بكر ابو بكر
9
ًالحواش [1]
http://www.arn.ps/archives/184003 [2] http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/15/book_27/najaf1 9.html [3] http://almodarresi.com/books/595/e219olwq.htm [ نقال عن الصنعانً والقرطبً والحاكم فً المستدرك وغٌرها من كتاب التارٌخ4] [5] http://www.islamdoor.com/k/352.htm [6] http://www.dorar.net/enc/firq/1085 [7] http://www.araanews.ae/256771 لحسن ورٌغ، صحٌفة األحداث المغربٌة-[فً الحاكمٌة اإللهٌة8] [9]http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=257 [10] http://klmty.net/472312%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%85%D8% A7%D8%B1%D8%A9_%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8__ %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D9%8 A%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D 8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A_%D9%88%D8%B3 %D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8.html [11] http://mugtama.com/ntellectual/item/25599-1-2.html [12] [14]
http://www.almultaka.org/site.php?id=614 مفكر اسالمً قرٌب من االخوان المسلمٌن [العوا13] http://www.almultaka.org/site.php?id=614 [15] https://www.youtube.com/watch?v=tWLOHvkx9XU
[16] http://nosos.net/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D9%8 A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A5/
10
] [17أمٌن عام التنظٌم الدولً لالخوان المسلمٌن إبراهٌم منٌر (لإلنسان حرٌة اإللحاد )!!!!!!! والشذوذ=اللواط ،والشرٌعة ال تسمح للحاكم بمنعهما) (؟ https://www.youtube.com/watch?v=AM-MnAyWEy8
11