فلسطٌن والمدس ممابل األساطٌر والخرافات االسرائٌلٌة ممدمة: فً ظل الهجمة المتكررة على الرواٌة العربٌة بشؤن فلسطٌن عامة ،وبشؤن المدس تبرز لدٌنا الرواٌة الحمٌمٌة التً تعطً للحمٌمة بُعدها العلمً والتارٌخً والمانونً واآلثاري ،فتؽدو الرواٌة العربٌة الفلسطٌنٌة فً الصراع مع العدو الصهٌونً مسلحة بالحمابك. ال نعتد بؤوهام وخرافات التوراة ومبالؽاتها وتحرٌفاتها ،وما ٌتصل بها من أتباع افترضوا الرجوع للتوراة عصبا لرواٌتهم، التً حذرهم المرآن من الركون لها ،فهم أي كتبة التوراة ضالون مضللون مزورون "ٌحرفون الكلم عن مواضعه" ومن هنا نعرض للكاتب الملتزم أحمد الدبش عددا من المماالت واألبحاث الهامة بالموضوع ،ودون اؼفال اسفار فاضل الربٌعً الكثٌفة بالموضوع ،وكتب فرج هللا صالح دٌب ود.زٌاد منى ،ومجموعة أخرى ملتزمة. وهنا ٌكتب الدبش موضحا ضمن عناوٌنه الكثٌر من المضاٌا مثل:لم تكن المدس ٌوما ً عاصمة "إسرابٌل" ،وكٌؾ كذَب علم اآلثار مملكة داوود المدٌمة؟ وفً مماله المعنون :بوابات سلٌمانٌ ،مول أحمد الدبش:أصبح من الواضح -الٌوم -بفضل المكتشفات األثرٌة ،أن المملكة "الداودٌة ــ السلٌمانٌة" ،سراب خرفً. وأنه لم ٌتم -أبدا ً -العثور على أي دلٌل آثارى ،سواء كان كتابة أو نمشاً ،أو حتى نمش ٌمبل التفسٌر ،أو فً نصوص تمبل ـحتى -التؤوٌلٌ ،مكن أن ٌشٌر إلى أثر للمملكة "الداودٌة ــ السلٌمانٌة" ،وهٌكل سلٌمان ،فً ببلدنا فلسطٌن (هً فً مكان آخر). ثم ٌتعرض الدبش "إلسرابٌل" وأكذوبة الدولة الٌهودٌة ،ولبحث هام حول التوراة جاءت من جزٌرة العرب وٌتم طرح عمك ولدم اسم فلسطٌن ،ثم التعرض ألكذوبة الدولة الٌهودٌة من لبل عادل هاشم ٌاسٌن ،ثم مع مجموعة من التنبٌهات واالشارات من الكاتب بكر أبوبكر حول الٌهود وفلسطٌن والمومٌة واالسرابٌلً ،ثم نعرض لفكرة الٌمن والمدس ومصر من األدبٌات الحدٌثة .ثم نعرض لملخص لكتاب :أسطورة عبور األردن وسموط أرٌحا لفاضل الربٌعً ونحن فً عرضنا للرواٌة الجدٌدة فانها ال تسمط مطلما أي اعتراؾ باالنبٌاء لطعا ،ومع تعارضات الباحثٌن الجؽرافٌة بٌن فلسطٌن والٌمن وعسٌر ،فإننا نضع الرواٌات بٌن ٌدي العلماء ،وفً كل الحاالت فان ذلن ال ٌإسس ألحد ؼٌر العرب الفلسطٌنٌٌن فً ببلدهم بل ٌإكده وٌوثمه.
لجنة التعبئة الفكرٌة فً حركة فتح-مفوضٌة االعالم والثمافة والتعبئة الفكرٌة
2
لم تكن المدس ٌوما ً عاصمة "إسرائٌل أحمد الدبش كاتِب ِ وباحث فً التارٌخِ كتب الباحث الفلسطٌنً ،دمحم األسعد ،فً دراسته "المخ ٌِّلة االستعمارٌة تمتلع مدٌنة من ماضٌها وحاضرها: المدس العربٌة نموذجاً" ،وحسب وصؾ أولً لما بدأ ٌحدث ،وتكثؾ بخاصة بعد اتفالٌات أوسلو (،)1993 ترسم الباحثة آنٌتا فٌتولو صورة لخطط "إسرابٌل" السرٌة منذ العام ( )1991وهً لم تعد سرٌة ،مثل االستٌبلء على ؼربً سلوان وحـً الشٌخ جراح ،وإلامة شبكة طرق سرٌعة حول المدس ،مثل الطرق األخرى فً فلسطٌن الشرلٌة ،هدفها واضح فً ربط المستعمرات الصهٌونٌة وتطوٌك وإؼبلق األحٌاء الفلسطٌنٌة وتحوٌلها إلى معازل أو ؼٌتوات حسب االصطبلح الؽربً .وتتضمن عملٌة االستٌبلء على البٌوت والمبانً شبكة معمدة من اإلجراءات؛ تزوٌر األختام؛ ونزع ملكٌة من ٌسمون "الؽاببٌن" والـتبلعـب فً مسؤلة الـموارٌـث العربـٌة؛ والرشى والخدع الضرٌبٌة ...واستخدام الموة المجردة.
والنتٌجة هً إلامة مشهد طوبوؼرافً مشوش وملفك ٌدعى "أورشلٌم"ٌ ،جمع بٌن بناء أحٌاء خاصة بالٌهود، والتنمٌب واستخراج آثار معمارٌة لدٌمة أو وضع آثار ملفمة ونسبها إلى من ٌسمون "اإلسرابٌلٌٌن المدماء" اعتباطاً ،وإلامة متاحؾ تروى بٌن جدرانها لصص توراتٌة ال عبللة لها بهذه الجدران وال بما احتوته من عادٌات أمام سٌاح ٌتعرضون لئلٌهام بؤن ما ٌشهدونه هو ماضً "أورشلٌم" البلهوتٌة ،بٌنما الحمٌمة هً أن ما ٌشهدونه هو ماضً المدس المؽٌَّب بسطوة النص والتلفٌك واالحتبلل ،وال شًء ؼٌر هذا.
التصرٌحات لكل من "نتناٌاهو" ،و"ترمب" ،ال تنسجم دوما مع الحمائك التارٌخٌة ،فالمدس لم تكن فً ٌوم من األٌام" ،عاصمة للشعب الٌهودي"، ألنه ال وجود للٌهود كـ"أمة وشعب وجنس"
فً هذا السٌاقٌ ،كرر ربٌس وزراء العدو الصهٌونً ،بنٌامٌن نتناٌاهو ،الشعار المتؤكل ــ "المدس كانت وال تزال عاصمة الشعب الٌهودي فمط" .وٌجًء بعد ذلن دور الربٌس األمرٌكً دونالد ترمب ،لٌعلن اعتراؾ الوالٌات المتحدة بالمدس عاصمة لـ"إسرابٌل" .ومطالبته وزارة الخارجٌة األمرٌكٌة ببدء االستعدادات لنمل السفارة من تل أبٌب إلى المدس. 3
البلفت للنظر أن التصرٌحات والموالؾ لكل من بنٌامٌن نتناٌاهو ،ودونالد ترمب ،ال تنسجم دوما مع الحمابك التارٌخٌة ،فالمدس لم تكن فً ٌوم من األٌام" ،عاصمة للشعب الٌهودي" ،ألنه ال وجود للٌهود كـ"أمة وشعب وجنس" ،وال وجود للٌهود كـ"هوٌة لومٌة أو عرلٌة مشتركة كمجتمع إنسانً" [ٌُراجع فً ذلن :جمال حمدان" ،انثربولوجٌا الٌهود" ــ أرثر كوستلر" ،المبٌلة الثالثة عشرة" ــ شلومو ساند"،اختراع الشعب الٌهودي" ،وؼٌرهم[ .
أسفار العهد المدٌم ،عن أورشلٌم [المدس] ،مطلع العصر عبلوة على ذلن ،إن الصورة التملٌدٌَّة التً تُم ّدِمها ُ الحدٌدي األول ،هً صورة مدٌنة داود ،وسلٌمان؛ صورة مدٌنة كبٌرة جمٌلة ،ذات تحصٌنات ،ولصور، صنع .وفً الممابل،؛ فإن مإلَّفات صدرت حدٌثا ً لـ طمسن ،ودٌفٌد جمٌسون دراٌن، ومخازن ،ومعبد رابع ال ُ تري أن أورشلٌم المرن العاشر لبل المٌبلد ،لم ت ُكن أكثر من بلدة صؽٌرة ،لعبت دور السوق المحلى للمنطمة.
4
بعد مرور أكثر من لرن ونٌؾ على التنمٌب األثري الذي لم ٌترن شبرا ً أو حجرا ً من أرض فلسطٌن دون للبها ،لم ٌعثر على أثر واحد ٌربط "العهد المدٌم" بها إن البماٌا األثرٌَّة التً اكت ُ ِشفَت حتى اآلن ،لتدل على أن أورشلٌم كانت خبلل المرن العاشر ،والمرن التاسع تزد عن 30أكراً ،ولم لبل المٌبلد ،بلدة متواضعة ،تشؽلها بصورة ربٌسٌة األبنٌَِة اإلدارٌة ،أما مساحتها ،فلم ِ سكن فٌها أكثر من 2000نسمة .أي أنه فً زمن ما من المرن العاشر ،والتاسع لبل المٌبلد ،جرى تشٌٌد ٌ ُ َصؾ هذه البلدة بلدة جدٌدة ،تحتوى على أب ِن ٌَة عامة ،ولكن من دون منطمة سكنٌَّة واسعة .ونحن هنا ن ِ ِ بالجدٌدة؛ ألن بلدة عصر البرونز الوسٌط ،لم تكن لابمة خبلل عصر البرونز األخٌر ،وعصر الحدٌد األول. ومن ال ُمستبعَد أن هذه البلدة ،كانت عاصمة لدولة كبرى ،كتلن الموصوفة فً النَص التوراتً ،مملكة "إسرابٌل المو َّحدة" .
إذن ال وجود لشواهد أركٌولوجٌَّة ُممنِ َعة ،على وجو ِد مملكة "إسرائٌلٌة"، كانت عاصمتها فً "أورشلٌم" [المدس] .فال ٌمكن للمرء أن ٌتكَّلم على دون بَلدة. سكّان .وال ٌُم ِكنهُ أن ٌتكلَّم عن عاصمة ،من مملكة بال ُ ِ وال ِمصص التوراتٌة لٌست كافٌَِة[ .لمزٌد من التفاصٌل ٌُراجع ممالنا :كٌؾ ك َذب علم اآلثار مملكة داوود المدٌمة؟]
وبالرؼم من ذلن ،تدل الشواهد األثرٌة أن سكنى أراضً المدس ،لد تم فً العصر الحجري المدٌم األدنى الثانً ،الذي ٌإرخ من حوالً 700,000ـ 250,000سنه خلت ،فمد عثر اآلثاري رٌنٌه نوفل فً مؽارة "أم لطفة" شرلً المدس ،وعلى مسٌرة عشرة كٌلو مترات للجنوب الشرلً من بٌت لحم ،بالمرب من "وادي المربعات" ،على أدوات دلٌمة ،وأدلة استعمال النار .فً العصر الحجري المدٌم األدنى ،وهو ٌإرخ بٌن 250,000إلى 100.000سنة خلت ،كشفت عن آثار فً فلسطٌن ،فً مؽارة "الزطٌة" شمال ؼربً بحٌرة طبرٌة ،وأم لطفة فً المدس ،ومؽارة "الطابون" و"حولون" و"معان باروخ".
وتستمر آثار تواجد اإلنسان فً المدس طٌلة العصور الحجرٌة المدٌمة ،حتى نصل إلى العصور الحجرٌة المتوسطة ،فمنذ حوالً عشرة آالؾ سنة تمرٌبا ظهرت أولى التجارب الزراعٌة ،فـ "األدلة اآلثارٌة والنباتٌة الحدٌثة تشٌر إلى أن زراعة الممح والشعٌر بدأت فً فلسطٌن" .وهذا س ّمٌت بذلن باسم "وادي النطوؾ" شمالً ؼربً المدس ،ودامت نحو ما دعً بـ "الحضارة الناطوفٌة" ،التً ُ ستة آالؾ سنة اعتبارا من حوالى عام 12000لبل المٌبلد . 5
فً حوالً األلؾ السابع لبل المٌبلد ،ظهرت "الحضارة الطاحونٌة " (Tahunian Culture).التً نُسبت إلى وادي "الطاحون" فً جبال المدس ،وهً مرحلة متطورة عن الناطوفٌة ،ومتكٌفة أكثر وفك األحوال المناخٌة الجدٌدة .فمد كان المولع النموذج لها هو "أبو ؼوش" ،بالمرب من المدسٌُ[.راجع كتاب :أحمد الدبش" ،فلسطٌن من هنا بدأت الحضارة" ([)2017
تدل هذه المعطٌات الملٌلة ،على أن المدس كانت تتمتع بمكانة عظٌمة ،فً تلن العصور .فإنه ٌصح لنا أن نطرح هذه المعضلة على أهل االختصاص ،لماذا فشلت جمٌع المساعً للبحث عن دلٌل أثري واحدٌ ،ثبت وجود "عبري /إسرابٌلًٌ /هودي" فً فلسطٌن عامة ،والمدس خاصة؟! وهذا أمر معروؾ تماما ً لدي أهل االختصاص من علماء اآلثار الذٌن طالما حاولوا العثور على على أى دلٌل آثارى ،سواء كان كتابه أو نمشاً، أو حتى نمش ٌمبل التفسٌر ،أو فً نصوص تمبل ـ حتى ـ التؤوٌل ،فلم ٌفلحوا ،ولن ٌفلحوا ألبسط األسباب، وهو أن الـ "عبري /إسرابٌلًٌ /هودي" لم ٌملن ٌوما ً على ببلدنا فلسطٌن ،بل ولٌس هنان ألل دلٌل على أنه وطا أرضها فً زمانه.
ولن أمل من تكرار حمٌمة معروفة ،وهً أنه بعد مرور أكثر من لرن ونٌؾ على التنمٌب األثري الذي لم ٌترن شبرا ً أو حجرا ً من أرض فلسطٌن دون للبها ،لم ٌعثر على أثر واحد ٌربط "العهد المدٌم" بها ،وأي ادعاء بؽٌر ذلن ؼٌر صحٌح على اإلطبلق وتزوٌر للحمابك.
ولستُ أجد كبلما ً أختم به ممالً أصدق مما لاله المفكر الفلسطٌنً ،إدوارد سعٌد ،عند حدٌثه عن المدس، التى عانت من البعد االستعماري ،الذي تسلط على جؽرافٌتها وتارٌخها ،حٌث ٌمولٌ" :سمط على المدس فكرة ال تنالض تارٌخها فمط بل ووالعها المعاش ذاته ،فٌحولها من مدٌنة متعددة الثمافات والدٌانات إلى مدٌنة "ٌهودٌة" منطلما ً وؼاٌة ،موحدة إلى األبد تحت السٌادة "اإلسرابٌلٌة" حصراً".
كٌف ك َذب علم اآلثار مملكة داوود المدٌمة؟ ل ّما كان «داود ،وسلٌمان التوراة»ٌُ ،ش ِ ّكبلن مرتكزاً ،وأساساً ،للمزا ِعم الصهٌونٌَّة؛ ول ّما كان ٌُن َ ظر إلٌهما، كما هو الحال ،كجدود للصهٌونٌَّة المعاصرة؛ فؤصبح من الواجب علٌنا توضٌح ،أن جهود الباحثٌن التوراتٌٌّن ،فً البحث عن المملكة الداودٌَّة ـ السلٌمانٌَّة ،لٌست ذات أهمٌة تارٌخٌَّة ،وأثرٌَّة ،فمط ،إذا ما أخذنا فً االعتبار أن دولة «إسرابٌل» الحدٌثة ،ت َرجع ُمطالبتها التارٌخٌَّة ،والطبٌعٌَّة ،إلى دولة العصر الحدٌدي تلن .فمد أشار إعبلن االستمبلل لدولة «إسرابٌل» الحدٌثة -الذي أصدرهُ مجلس األ ُ َّمة المإلَّت فً 6
تل أبٌب ،بتارٌخ « - 1948/5/14إعادة بناء الدولة الٌهودٌَّة » (re-establishment of the )Jewish state؛ وما هذا التعبٌر إال صٌاؼة لوعد بلفور ،الذي أُع ِلن لبل واحد وثبلثٌن عاماً ،من إنشاء الدولة ،ذلن الوعد الذي تحدَّث عن «إنشاء وطن لومً للٌهود فً فلسطٌن».
إن الباحثٌن التوراتٌٌّن ،وكذلن علماء اآلثار ،لد بحثوا عن دولة كبرى ،فً العصر الحدٌدي ،لوٌَّة ،وذات وتصوروا أن هذه المملكة ،لد ُو ِجدَت بالفعل .ولمد هٌمنت سسها داود ،وابنه سلٌمان؛ سٌادة مستملَّة ،ومؤ ِ ّ َّ تلن «الحمٌمة» المزعومة ،على خطاب الدراسات التوراتٌَّة ،خالل معظم المرن الحالً؛ وأتاحت مجاال ً لتطوٌر كثٌر من فرضٌَّات التراث التوراتً؛ وأسهمت هذه «الحمٌمة» المزعومة ،أكثر من أي شًء آخر، فً إهمال وتحمٌر الشعب الفلسطٌنً ،وثمافتُه؛ مع إغفال التارٌخ ،الذي ب ِمً آالفا ً من السنٌن مٌراثًا ً الح َرفً لكلمة التَعامً. لفلسطٌن؛ ذلن التارٌخ الذي تَعامى عنه علماء اآلثار ،بالمعنى ِ
المإرخٌن ،وت َبنٌِّهم ِوجهة نظر التوراة؛ وأحٌانا ً كثٌرة المؽاالة من المضاٌا المه َّمة ،التً تشٌر إلى مؽالطات ِّ فٌها؛ كان موضوع «المملكة الداودٌَّة ـ السلٌمانٌَّة»؛ فمعظم الذٌن كتبوا فً هذا الموضوع ،من الباحثٌن التوراتٌٌّن ،والؽربٌٌّن ،وساندهم فً ذلن أصحاب ،و ُح ّراس ال ِفكر اآلسن ،من األكادٌمٌٌّن العرب ،أشاروا إلى أن هذه المملكة ،التً عادة ً ما ت ُ ْربَ ُ ط ،بنهاٌة األلؾ الثانً لبل المٌبلد ،كانت أعظم إمبراطورٌّات المشرق العربً؛ وأن حدودها امتدَّت لت ُ ّ ؽطً كل ببلد الشام ،ولم تمتصر على فلسطٌن ،فحسب .وبالرؼم من أن التوراة ال ت َ ِكل عن مدٌح عصر داود ،وسلٌمان ،واعتبارهُ العصر الذهبً لـ«إسرابٌل» ،واإلشادة بما ٌُمال عن إنجازات عصرهما؛ الثمافٌَّة ،والعُمرانٌَّة ،واإلدارٌَّة؛ فمن الطبٌعً أن نتولَّع ،العثور على أثر واحد على عمرانٌا ً كان ،أم وثابمٌاً ،أو نَم ِشٌاً ،أو ما إلى ذلن؛ لكن الحمٌمة ،حتى هذه األللٌ ،عود إلى تلن المرحلةُ ،
اللحظة ،أن اآلثارٌون لم ٌتمكَّنوا من العثور ،على أي دلٌلٌُ ،شٌر صراحةً ،أو ضمنًٌا ،على وجو ِد المملكة الداودٌَّة ـ السلٌمانٌَّة ،فً فلسطٌن. دورهِما السٌاسً ،والعمرانً ،هو التوراة؛ والتوراة إن مصدرنا الوحٌد ،عن أعمال داود ،وسلٌمان؛ وعن ِ وحدها؛ إذ لم ٌَعثُر ال ُمن ِمّ َ بون على أي أثر ،من هذا الدور .فال توجد مصادر تارٌخٌَّة، سهم المخلَّفات األثرٌَّة ،فً إٌضاح ذلن .ال شن ،فً أن تدعُم ال ِ س ِ ّجل التوراتً؛ كما لم ت ُ ِ للباحث أن ٌطرح تساإالت ،فً حالة انعدام الوثابك ،والبٌانات .فالمملكة الدوادٌَّة ـ السلٌمانٌَّة المزعومة، عم بعض الباحثٌن الؽربٌٌّن ،ومن سست مع نهاٌة األلؾ الثانً لبل المٌبلد ،فً فلسطٌن ،كما ٌز ُ التً تؤ َّ ٌُوالٌ ِهم من أصحاب ال ِفكر اآلسن ،فً جامعاتنا ،ومرا ِكزنا البحثٌَّة ،أنه البد وأن تكون لد سبمت هذه الفترة، صراع محت َ َدم ،بٌن دوٌبلت المدن آنذان؛ فؤٌن هً مم ّدِمات مدَّة طوٌلة ،وأن ٌكون تؤسٌسها لد تم َّخض عن ِ تؤسٌس المملكة الدوادٌَّة ـ السلٌمانٌَّة؟! 7
إذا كان علماء اآلثارٌ ،بحثونَ عن أرشٌؾ تارٌخً للمرحلة السابمة ،لمما ِلن داود ،وسلٌمان؛ فإنهم لم ،ولن ٌعثروا علٌه فً فلسطٌن؛ علما ً بؤن الدول المجا ِورة ،لد لدَّمت أرشٌفا ً تارٌخٌا ً للمرحلة نفسها .فٌما أعلنَ أمنون بن ثور ،عا ِلم اآلثار فً الجامعة العبرٌَّة ،أن المسؤلة تُشبه نمطة زٌت تسمط فجؤة ،لد تجدها فً كل مكان ،إال هنا.
إن ال ِس َمة األكثر إدهاشاً ،فً الخطاب [ال ِكتابً] ،هً الصمت ال ُمطبك لل ِس ِجل اآلثاري ،حول ما ٌتعلَّك باللحظة التعرٌفٌَّة [فترة سلٌمان ،وداود] ،فً تارٌخ المنطمة فً السنوات األخٌرة؛ بدأ اإلجماع على فكرة وجود المملكة الدوادٌَّة ـ السلٌمانٌَّة ٌتداعى تدرٌجٌاً؛ وإن كانت هٌمن على خطاب الدراسات التوراتٌَّة ،ومن ٌوالٌهم من أصحاب ال ِفكر اآلسن ،وحراسه هذه الفكرة ال تزال ت ُ ِ أصدر لٌتش ،نمدا ً معتدالً فً ح َّدتِ ِه ،لبلستخدام التارٌخً للمصص من بعض األكادٌمٌٌّن العرب .فمد َ التوراتٌَّة ،من منظور «أنثروبٌولوجً» بُنٌوي .والموضوع السابد فً كتابِ ِه ،كان أن ال ِكتاب العبري، بوص ِف ِه نصا ً ممدَّساً ،ال ٌُو ِفّر مصدرا ً تارٌخٌاً ،وال ٌعكس بالضرورة ،حمٌمة عن الماضً .
صاصٌن ،أكثر مما ٌكشؾ عن أٌَّة حمٌمة إنه ٌُم ِث ّل عند لٌتش ،تبرٌرا ً للماضًٌَ ،ك ِشؾ عن عا َلم الم ّ تارٌخٌَّة .وٌُطرح هنا أسبلة مهمة جداً ،تُثٌر شكوكا ً حول التمدٌمات السابدة ،ل ُحك َم ًْ داود ،وسلٌمان ،وتُساءل تارٌخٌَّة هذه المرحلة الهامة ،كما لُ ّدِمت فً الموروثات الكتابٌَّة؛ وٌري المإرخ البرٌطانً ،كٌث واٌتالم،
ان ذلن ؼٌر لابل للتصدٌك .لٌس هنان أي دلٌل أثري ،على وجود هذٌن البطلٌْن سابمً الذِكر ،أو على ولوع أي من األحداث ،التً ارتبطت بهما .ولوال لداسة هذه ال ِمصص ،لكان وجودهما التارٌخً مرفوضاً ،بالتأكٌد. مما لالهُ العا ِلم رونً
رٌن ،فً هذا الصدد« :آسؾ أن السٌد داود ،والسٌد سلٌمان ،لم ٌَظهرا فً هذه
صة». ال ِم َّ
إن ال ِس َمة األكثر إدهاشاً ،فً الخطاب [ال ِكتابً] ،هً الصمت ال ُمطبك لل ِس ِجل اآلثاري ،حول ما ٌتعلَّك باللحظة التعرٌفٌَّة [فترة سلٌمان ،وداود] ،فً تارٌخ المنطمة .إنه الصمت الذي ساهم بشكل أساسً الموى لرروا أن كتابة التارٌخ ،تعتمد على ضمن مشروع ،وتحدٌدا ً ألنه لد أ َّكد ت َحا ُمل المإرخٌن الكتاب ٌٌِّن ،الذٌن َّ ِّ 8
صرح ؼارٌبًٌ ،ولٌتش ،وفبلناؼان ،أن صمت ال ِس ِجل اآلثاري ،هو الذي ٌطرح المصادِر المكتوبة .كما َّ أكثر األسبلة ِجدٌَّة ،حو َل تمدٌم امبراطورٌَّة «إسرابٌلٌَّة» ،بوص ِفها تعبٌرا ً عن ثمافة حضارة نهضوٌَّة ،كما ماض ُمخت ََرع. وٌوحً بؤننا نتعامل مع ٍ
ٌُشٌر ِملَّر ،إلى أنه لٌس هنان دلٌل على المملكة الداودٌَّة ـ السلٌمانٌَّة ،خارج التمالٌد
المؤرخٌ َن، والموروثات الكتابٌَّة؛ أما عن ِّ الذٌن ٌتحد َ َّثون عن هذا الكٌان، َ ٌفترضون ُمسبماًِ ،ص َّحة إنما المعلومات التً ٌأخذونها ،من ال ِكتاب العبري [التوراة[. عالم اآلثار اإلسرائٌلً "إسرائٌل فنكلشتاٌن"
ش َّكنَ عالم اآلثار «اإلسرابٌلً» ،إسرابٌل فنكلشتاٌن ،من جامعة تل أبٌب ،بوجود أي صلَة للٌهود بالمدس؛ وجا َء ذلن خبلل تمرٌر، ِ نشرته مجلَّة «جٌروسالٌم رٌبورت»، ضح فٌه ِوجهة نظر فنكلشتاٌن ،الذي أ َّكد أنه ال ٌوجد أساس ،أو شاهِد إثبات تارٌخً، «اإلسرابٌلٌة»؛ تو ِ ّ المحارب؛ الذي ات َّ َخذَ المدس عاصمة له؛ والذي سٌؤتً (المٌا) من صلبِ ِه؛ على وجود داود؛ هذا ال َم ِلن ِ لئلشراؾ على بناء الهٌكل الثالث؛ مإ ِ ّكدا ً أن شخصٌة داود ،كزعٌم ٌحظى بتكرٌم كبٌر؛ ألنهُ
مجرد َوهم ،وخٌال ،لم ٌكن له وجود َو َّح َد مملكتً «ٌهودا» ،و«إسرائٌل» ،هو َّ حمٌمً .كما ٌؤ ِ ّكد فنكلشتاٌن ،أن وجود بانً الهٌكل ،وهو سلٌمان بن داود، مشكون فٌه ،أٌضا ً( .وٌراجع كتابه التوراة مكشوفة على حمٌمتها The bible )Unearthed
9
ٌمول العبلَّمة توماس ُ طمسن 1،فً كتابِ ِه «الماضً الخرافً (التوراة والتارٌخ) »« :جرى تمدٌم [المرن العاشر ق.م ،].بوص ِف ِه العصر الذهبً لـ«إسرابٌل» ،وعاصمتها فً أورشلٌم .كانت تلن الحمبة مرتبطة البري الضخم، الجسر ّ بالمملكة المت َّ ِحدة ،التً تضم السلطة السٌاسٌَّة لشاول ،وداود ،وسلٌمان ،وتسٌطر على ِ من النٌل ،إلى الفرات .إضافة إلى مفهومها ،عن الهٌكل الذي بناه سلٌمان ،بوص ِف ِه مركزا ً لعبادة ٌهوه .تلن صة ،وما نَعرفهُ حول هذه الصور ال مكان لها فً أوصاؾ الماضً التارٌخً الحمٌمً .إننا نعرفها فمط ك ِم َّ ال ِمصص ،ال ٌُش ِ ّجعنا على معاملتها ،كما لو أنها تارٌخٌَّة ،أو أنه كان ٌُمصد منها أن تكون كذلن .وال ٌتوافر لوة سٌاسٌَّة ُمو َّحدة دلٌل على وجود مملكة ُمت َّ ِح َدة ،وال دلٌل على وجود عاصمة فً أورشلٌم ،أو وجود أي َّ ُمتماسكة ،هٌمنت على فلسطٌن الؽربٌَّة ،ناهٌن عن امبراطورٌَّة ،بالحجم الذي تصفهُ الحكاٌات األسطورٌَّة. ُشٌر صراحةً ،أو كناٌةً ،إلى َمملك ِة داود ،وسلٌمان ،فً فلسطٌن لم ٌتم َّكن األثرٌّون ،من العثور على دلٌ ٍلُ ٌ ، ِ
وال ٌتوافر أي دلٌل على وجود ملونٌُ ،دع َْو َن شاول ،أو داود ،أو سلٌمان؛ وال نملن دلٌالً على وجود هٌكل فً أورشلٌم ،فً هذه الفترة المب ِ ّكرة .ما نعرفهُ عن «إسرابٌل»، معرفتنا ،ومعلوماتِنا حول و«ٌهوذا» المرن العاشر ،ال ٌَسمح لنا بتفسٌر انعدام الدلٌل هذا ،بوص ِف ِه فجوة فً ِ سع ،وال سٌاق؛ ال شًء ُمص َ طنَع ،أو الماضً ،أو َّ مجرد نتٌجة للطبٌعة ال َع َرضٌَّة لآلثارٌّات .ما من ُمت َّ َ أرشٌؾ ٌُشٌر إلى مثل هذه الحمابك التارٌخٌَّة ،فً المرن العاشر ،فً فلسطٌن .ال ٌمكن للمرء أن ٌت َّكلم على دون بَلدة .وال ِمصص لٌست كافٌَِة». دولة ببل ُ س ّكان .وال ٌُم ِكنهُ أن ٌتكلَّم عن عاصمة ،من ِ
1
.صدر عن مركز دراسات الوحدة العربٌة كتاب :المدس :أورشلٌم العصور المدٌمة بٌن التوراة والتارٌخ ،من تحرٌر د .توماس ل. تومبسون بالتعاون مع د .سلمى الخضراء الجٌوسً ،وهو لمجموعة باحثٌن مختصٌن ،ولد نمله إلى العربٌة د .فراس السواح. إن هذا الكتاب ٌعالج موضوعا ً بالػ األهمٌة وهو ال ٌنحصر فً كتابة تارٌخ صحٌح ألورشلٌم ،وإنما ٌتعدى ذلن إلى النظر فً تلن المروٌات التوراتٌة التً ال تمدم تارٌخا ً بمدر ما تمدم أدبا ً دٌنٌاً .ذلن أن المصة التوراتٌة عن أورشلٌم حافلة باألمثال والعبر ،ألنها تمتّ إلى ّ مجال البلهوت لبل مجال التارٌخ .ولد جاء فً ممدمة الكتاب التً كتبها المحرر" :ورد االسم "إسرابٌل" ألول مرة فً نصب الفرعون مرنفتاح الشهٌر ،نحو أواخر المرن الثالث عشر .وعلى الرؼم من أن االسم فً الهٌروؼلٌفٌة لد أُلحمت به اإلشارة الدالة على شعب ،إال أنه ال ٌدل على جماعة إثنٌة معٌنة بٌن الجماعات اإلثنٌة الفلسطٌنٌة األخرى .إن المثٌر لبلهتمام فعبلً أن نص مرنفتاح لد أعطانا أول استخدام مبكر السم السلؾ "إسرابٌل" باعتباره مجازا ً أدبٌا ً ٌشٌر إلى السلؾ األول للشعب الفلسطٌنً". " ..إن كتاب العهد المدٌم ٌمدم لنا تارٌخا ً ال ٌمكن الوثوق به ،وما صرنا اآلن نعرفه عن تارٌخ سورٌا الجنوبٌة ،وما نستطٌع إعادة بنابه اعتمادا ً على الشواهد األثرٌةٌ ،عطٌنا صورة مختلفة تماما ً عن الصورة التً تمدمها الرواٌات التوراتٌة لهذه المنطمة". ٌحتوي الكتاب على عدة أبحاث حول موضوع تارٌخ المدس وٌسلط الضوء على النماش التارٌخً – األثري بخصوص نمش تل دان والجدل الذي دار حول المكتشفات والنموش ،حٌث ٌعرض لوجهات النظر العلمٌة المتعددة استنادا ً إلى خرابط وصور ملونة للنمش واالجزاء التً أثارت الجدل. إن هذا الكتاب لٌمة علمٌة فرٌدة فً مجال األبحاث المختصة فً موضوع المدس – أورشلٌم ،وهو محاولة علمٌة الماطة اللثام عن األٌدٌولوجٌا ممابل الولابع. االبحاث وزعت على ثبلثة عشر فصبلً 10
سع لمملكة مت َّ ِح َدة تارٌخٌَّة ،أو لملون كؤولبن الذٌن جرى تمدٌم ُهم ،فً ال ِمصص الكتابٌَّة إذن ال ٌوجد ُمت َّ َ لشاول ،وداود ،وسلٌمان.
إن الحمبة المب ِ ّكرة التً تُؤ ِ ّ زمن طر فٌها التراثٌَّات حكاٌاتها ،هً عا َلم خٌالً ،من ٍ غا ِبر ،لم ٌوجد على هذا النحو أبداً .لم ٌكن من الممكن أن توجد مملكة ،ألي شاول ،أو ألي داود ،لٌكون ملكا ً علٌها؛ ببساطة ألنه لم ٌكُن ث َّمة ما ٌكفً من الناس إللام ِة ُم ْلن .فدولة «ٌهوذا» لم تكن فمط ،غٌر موجودة؛ بل إننا ال نملُن أي لوة سٌاسٌَّة ،فً أي مكان فً فلسطٌن ،كانت كبٌرة بما ٌكفً، دلٌل على وجود أي َّ متطورة ،بما ٌكفً ألن تكون لادرة على توحٌد االلتصادات ،واأللالٌم العدٌدة أو ِّ لهذه البالد. فً هذا الولت ،كانت فلسطٌن ألل تو َّحدا ً بكثٌر ،مما كانت علٌه ،ألكثر من ألؾ عام .وٌكاد الحدٌث أن ٌكون ؼٌر مم ِكن تارٌخٌاً ،عن أورشلٌم المرن العاشر؛ فلو ُو ِج َدت باألساس -فلم ٌُعثر خبلل سنوات من التنمٌب، على أي أثر لبلدة من المرن العاشر -لكانت ما تزال تبعد لروناً ،عن امتبلن ال َممدِرة ،على تح ّدِي أي من بلدات فلسطٌن الموٌة -خبلل العشرٌنٌات أو أكثر -المتم ِت ّعة بال ُحكم الذاتً.2
أسفار العهد المدٌم ،عن أورشلٌم ،مطلع العصر الحدٌدي األول ،هً إن الصورة التملٌدٌَّة التً تُم ّدِمها ُ صورة مدٌنة داود ،وسلٌمان؛ صورة مدٌنة كبٌرة جمٌلة ،ذات تحصٌنات ،ولصور ،ومخازن ،ومعبد رابع صنع .وفً الممابل،؛ فإن مإلَّفات صدرت حدٌثا ً لـ طمسن ،ودٌفٌد جمٌسون دراٌن ،تري أن أورشلٌم المرن ال ُ العاشر لبل المٌبلد ،لم ت ُكن أكثر من بلدة صؽٌرة ،لعبت دور السوق المحلى للمنطمة .إن البماٌا األثرٌَّة التً اكت ُ ِشفَت حتى اآلن ،لتدل على أن أورشلٌم كانت خبلل المرن العاشر ،والمرن التاسع لبل المٌبلد ،بلدة سكن فٌها أكثر تزد عن 30أكراً ،ولم ٌ ُ متواضعة ،تشؽلها بصورة ربٌسٌة األبنٌَِة اإلدارٌة ،أما مساحتها ،فلم ِ من 2000نسمة .أي أنه فً زمن ما من المرن العاشر ،والتاسع لبل المٌبلد ،جرى تشٌٌد بلدة جدٌدة، َصؾ هذه البلدة بالجدٌدة؛ ألن بلدة دون منطمة سكنٌَّة واسعة .ونحن هنا ن ِ تحتوى على أبنٌَِة عامة ،ولكن من ِ عصر البرونز الوسٌط ،لم تكن لابمة خبلل عصر البرونز األخٌر ،وعصر الحدٌد األول .ومن ال ُمستبعَد أن هذه البلدة ،كانت عاصمة لدولة كبرى ،كتلن الموصوفة فً النَص التوراتً ،مملكة «إسرابٌل المو َّحدة».
ٌ 2ختلؾ الباحث السوري فراس السواح فً الجؽرافٌا ومع ذلن ٌمول :أن "إسرابٌل" التوراتٌة هً ابتكار أدبً خٌالً. وخبلصة ما ٌمكن لوله بخصوص مملكة "إسرابٌل–السامرا" أنها نشؤت كمملكة فلسطٌنٌة كنعانٌة فً سٌاق عصر الحدٌد الثانً ،وأن سكانها هم فلسطٌنٌون مح ِلٌّون ،ال عبللة لهم باألسباط العشرة التوراتٌٌن ،وأنها كانت تتوسع أو تتملص تب ًعا لزٌادة أو تملُّص نفوذ مملكة آرام دمشك على كامل المنطمة الجنوبٌة لببلد الشام وحتى سٌناء. 11
صة فً الدعاٌة لـ«إسرابٌل» ،وخاصة فً مجال ع َجت مجلَّة» ، «barمن هذا االتجاه؛ ألنها ُمتخ ِ ّ لمد انزَ َ ص َ الحفرٌّات؛ فجمعت العلماء من االتجاهٌْن المختلفٌْن؛ حٌث كان ٌم ِث ّل مدرسة كوبنهاجن شٌفلد ،األستاذٌن؛ طمسن ،ولٌتش ،وكبلهما من جامعة كوبنهاجن .فٌما كان ٌم ِث ّل الطرؾ الثانً؛ األستاذ ولٌم دٌور ،من جامعة أرٌزونا؛ وهو ٌُعت َ َبر ذا ُ شهرة عالمٌَّة ،فً مجال دراسة اآلثار ،فً فلسطٌن؛ واألستاذ كابل مٌن آرثر ،من جامعة جون هوبكنز .ولمد نُ ِش َرت المنالشات التً دارت بٌن الفرٌمٌْن ،على صفحات مجلة » «barنفسها ،فً ٌولٌو/ أؼسطس . 1997
لمد نفى ُ طمسن أن تكون «أوروشلٌم» عاصمة لل َمملكة المرن العاشر لبل المٌبلد .كما ذكر الباحث المو َّحدة ،فً ِ «اإلسرابٌلً» اسٌكشن ،ووافكَ علٌه فٌنكلشتاٌن ،أٌضاً، بؤنهُ ال ٌوجد فً الحفرٌّات البالٌة ،من األوانً الفخارٌَّة، من المرن العاشر لبل المٌبلد؛ أي من عصر داود، وسلٌمان؛ ولذلن استنتج لٌتش ،أن داود ال َم ِلن المذكور فً العهد المدٌم ،ال ٌمكن إثباته تارٌخًٌا .لال دٌور فً منالشتِ ِه: ِل َم ال تمول ،إنهُ من المم ِكن أن ٌكون ،ومن المم ِكن ،كذلن ،أن ال ٌكون؟ لال لٌتش ،ردا ً علٌه :ألن العهد أضاؾ سلٌمان ،إلى هذه االمبراطورٌة، إمبراطورا ،كان ٌَح ُكم ،من الفراتِ ،إلى النٌل؛ ولد ً ُصورهُ َ المدٌم ٌ ّ ِ مساحات أخرى؛ لذلن ال ٌم ِكن أن ٌكون داود شخصٌة تارٌخٌَّة .ووافكَ دٌور نفسهُ ،على هذا المول ،واتَّفَكَ مع لٌتش ،بؤنهُ ال ٌوجد داود ،وسلٌمان ،بهذا المفهوم.
شٌر صراحةً ،أو كناٌةً ،إلى َمملك ِة لم ٌتمكَّن األثرٌّون ،من العثور على دلٌ ٍلُ ٌُ ، ِ سفر سفر صموئٌل الثانً ،و ِ داود ،وسلٌمان ،فً فلسطٌن .وبٌنما تمو ُل رواٌة ِ ال ُملون األولَّ ، بأن ال َم ِلن داود ،ألا َم إمبراطورٌة ،تمت ُد بٌن النٌل ،والفرات ،أورثها ِكر واحد ،ألي من لسلٌمان بعد وفاته ،لم ٌتمكَّن رجال اآلثار ،من العثور على ذ ٍ ِ َم ِل َك ًْ «بنً إسرائٌل» ،رغم وجود 033مولِع ،تمو ُم فٌها البعثات األثرٌَّة ،بأعما ِل الحفر ،فً بالدِنا فلسطٌن .وإذا كانت ال َمملكة الداودٌَّة ـ السلٌمانٌَّة ،لٌست أكثر من ِ اختراع توراتً ،تنفٌ ِه كل الولائع األركٌولوجٌَّة ،والتارٌخٌَّة ،فً بالدِنا فلسطٌن، أَفَال ٌَن ُجم عن ذلن المول ،أنها مملكة على الورق. 12
سموط بوابات سلٌمان أصبح من الواضح -الٌوم -بفَضل المكتشفات األثرٌة ،أن المملكة "الداودٌة ــ السلٌمانٌة" ،سراب خرفً ،وأنه لم ٌتم -أبدا ً -العثور على أي دلٌل آثارى ،سواء كان كتابة أو نمشاً ،أو حتى نمش ٌمبل التفسٌر ،أو فً نصوص تمبل ـحتى- التأوٌلٌ ،مكن أن ٌشٌر إلى أثر للمملكة "الداودٌة ــ السلٌمانٌة" ،وهٌكل سلٌمان، فً بالدنا فلسطٌن. إال أن عالمة اآلثار د.كاثلٌن كٌنون ،تذهب بعٌداً ،فً دفاعها عن سلٌمان ،ونشاطاته المعمارٌة ،متؤثرة شفَات اآلثارٌَّة الحدٌثة"" :توجد مجموعة من المدن ،تتصل بالتوراة؛ تمول فً كتابها "ال ِكتاب الممدَّس والمكت َ َ بعهد سلٌمان ،وٌمكن تسمٌتها مدنه الملكٌة( :حاصور) ،/ Hazorو(مجدو) ، / Magiddoو(جازر / سفر الملون األول (َ :)15 :9وه َذا ُه َو )Gazer؛ وهذه المدن مرتبطة بعمله فً أورشلٌم؛ فمد ذكر فً ِ سلَ ٌْ َم ُ ور َو َم ِجدُّو ور َ َاء بَ ٌْ ِ ان ِلبِن ِ سبَ ُ الربّ ِ َوبَ ٌْتِ ِه َو ْالمَ ْل َع ِة َو ُ ٌر الَّذِي َج َعلَهُ ْال َم ِلنُ ُ ت َّ ٌم َو َحا ُ ور أ ُ ُ َ ص َ س ِ ب التَّس ِْخ ِ ش ِل َ َو َجازَ َر".
عندما نمبت بعثة المعهد ال ّ شرلً لجامعة شٌكاؼو مولع "تل ال ُمتس ِلّم" فً العشرٌنٌات والثبلثٌنات (من المرن الماضً) ،نُسبت بعض أكثر آثار ذلن المولع إلى العصر الحدٌدي ،المرن العاشر ق.م ،وبالتالً إلى فترة سلٌمان .فمولع "تل ال ُمتس ِلّم" ،حدده اآلثارٌّون على أنه "مجدو" ،منذ بداٌات البحث اآلثاري فً فلسطٌن، وفمد اسمه األصلً بعد عام ،1948لٌُصبِح "مجدو".
تم تعدٌل المدن ،و(الكرونولوجٌَات) (الستراتٌؽرافٌَّة) (التطبٌمٌَّة) ،المرتبطة بها ،للموالع الثبلثة الكبرى، بشكل سرٌع ،ومشإوم ،على لاعدة ما ُكنّا نَعتبِرهُ ،آنذان ،فصوالً من ال ِكتاب ( ُمثبَت َة تارٌخٌا ً). ربط العلماء آثار الطبمة الرابعة من مولِع "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،بمشارٌع البناء الضخمة ،المنسوبة إلى َّار "و ِللد ِ سلٌمان ،فً الكتاب ال ُممدس؛ فمد جاء أسلوب البناء ،الذي ِ لورن بسفر الملون األول (َ :)12 :7 َّاخ ِلٌَّةُ َو ِر َوا ُق ار بَ ٌْ ِ الربّ ِ الد ِ ت َّ ص ٌّ ٌِرهَا ثَبلَثَةُ ُ ؾ ِم ْن َج َوابِ ِز األ َ ْر ِزَ .كذلِنَ َد ُ صفُوؾٍ َم ْن ُحوتَةٍَ ،و َ ٌرةِ فًِ ُم ْستَد ِ ْال َكبِ َ بسفر الملون ْالبَ ٌْتِ"؛ وهنان مجموعة األبنٌَّة بؤعمدة ،فً "تل ال ُمتس ِلّم» [مجدو] ،أٌضاً ،وهً ما ربطت ِ 13
سلَ ٌْ َم ُ الربّ ِ َوبَ ٌْتِ ِه َاء بَ ٌْ ِ ان ِلبِن ِ سبَ ُ ٌر الَّذِي َج َعلَهُ ْال َم ِلنُ ُ ت َّ "وه َذا ُه َو َ ب التَّس ِْخ ِ األول ( ،)15 :9بما جاء فٌهاَ : ور َو َم ِجدُّو َو َجازَ َر". ور َ َو ْالمَ ْل َع ِة َو ُ ٌم َو َحا ُ ور أ ُ ُ ص َ س ِ ش ِل َ
َاز ِن الَّتًِ َكان ْ ان"؛ وفً سلَ ٌْ َمانَ َ ،و ُمدُنَ ْال َم ْر َكبَا ِ َت ِل ُ ت َو ُمدُنَ ْالفُ ْر َ "و َج ِمٌ َع ُمد ُِن ْال َمخ ِ ِ س ِ السفر نفسه (َ :)19 :9 وفٌما بعد ،دعم هذا الرأي إٌجال ٌادٌن) ، (Yigal Yadinالجنرال السابك فً الجٌش الصهٌونً ،وأحد الشخصٌات الربٌسٌة فً اآلثار الصهٌونٌة ،المبرمجة لتربط نفسها ،وبشكل ُمص َ طنَع ،بتارٌخِ شعوب انمرضت ،عندما لارن بوابات "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،و"تل المدح" [حاصور] ،و"تل الجزري" [جازر]، فخبلل إشرافه على أول حملة تنمٌبٌة شاملة ،فً الخمسٌنات من المرن الماضً ،فً مولِع "تل المدح" سور المدٌنة المزدوج ،ذات نمط خاص .فهً عبارة عن ممر [حاصور] ،اكتشؾ ٌادٌن بوابة ربٌسٌة ،فً ِ عرٌض ،تحؾ به ست ؼرؾ ،ثبلث عن الٌمٌن ،وثبلث عن الٌسار .
ولد أرجع المنمب السور ،إلى المرن العاشر لبل المٌبلد ،وعزا بناءها للملن سلٌمان .وبما أن بوابتٌن متشابهتٌن ،كانتا لد اكتشفتا بشكل جزبً ،فً كل من "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،و"تل الجزري" [جازر]؛ فمد البوابة، انتمل ٌادٌن ،مباشرة ،إلى "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،وأعاد التنمٌب فً مولعها ،فكشؾ عن بمٌَّة أجزاء ّ بوابة "تل المدح" [حاصور] .وبما أن الظروؾ لم تسمح له التً تبٌن له تطابمها ،من حٌث التصمٌم مع ّ بإعادة التنمٌب فً "تل الجزري» [جازر]؛ فمد ذهب إلى المكتبة! وعمد إلى وضع رسم تخطٌطً ،للجزء ؼٌر ال ُمكتَشَؾ من بوابتِها ،وجاء التصمٌم هنا ،أٌضاً ،مشابها مع تصمٌم البوابتٌْن األخرتٌْن .ولد أَرجع المرن العاشر ،أٌضاً ،واعتبرهما ٌادٌن ،تارٌخ بوابتً "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،و"تل الجزري" [جازر] ،إلى ِ بناء سلٌمان . من ِ
وٌبدو الجانب األٌدٌولوجً ،الذي ٌنطوي علٌه ربط الكتاب ال ُممدس ،باآلثار المكتشفة ،للمدن الفلسطٌنٌة ،كـ "تل ال ُمتس ِلّم" [مجدو] ،و"تل المدح" [حاصور] ،و"تل الجزري" [جازر] ،فً العبارة التالٌة للجنرال الصهٌونً ٌادٌن" :إن الجهود اآلثارٌة ،الرامٌة إلى الكشؾ عن بماٌا مبانً سلٌمان ،وهو أعظم بناء من بٌن ملون إسرابٌل ،هً جزء من النشاط المثٌر ،للتنمٌبات فً األرض الممدسة ،على مدى السبعٌن سنة الماضٌة».
ُشرؾ ،منذ أواخر التسعٌنٌّات ،على حملة تنمٌبٌة فً هذا الصدد ٌمول المنمب أمنون بن تور -الذي ٌ ِ شاملة ،فً مولع "تل المدح" [حاصور]؛ فً دراسة مطولة ،نُ ِشرت على حلمتٌن ،فً مجلة علم اآلثار موضع جدل، التوراتً ،خبلل عام 1999ــ ما ٌلً" :لسنوات طوٌلة ،كان تؤرٌخ ٌادٌن للبّوابات الثبلث، ِ ْ ورد .ولكن تؤرٌخ ٌادٌن ٌواجه الٌوم نمدا ً لوٌاً ،لعدد متن ّ ِوع من األسباب؛ وخصوصا ً من لبل المنمبٌن، وأخذٍَ ، 14
رأس معارضً أسالٌب ٌادٌن فً التؤرٌخ .ومعظم العاملٌن فً مولع (مجدو) [تل ال ُمتس ِلّم] ،الذٌن ٌمفون على ِ هإالء ٌرجعون تارٌخ البّوابات ،إلى المرن التاسع لبل المٌبلد .تت َّ ِخذ هذه المعارضة اآلن أهمٌة خاصة؛ ألنها ت األكادٌمٌَّة (فً إسرابٌل ،وخارجها) ،حول تارٌخٌَّة عصر المملكة ق الجدل ،الدابر فً الحلما ِ تؤتً فً سٌا ِ بوصؾ إنجازات داود ،وسلٌمان ،على أنها نوع من المو َّحدة .ذلن أن فرٌما ً من الباحثٌن الٌوم ،ال ٌكتفً ِ ب التوراة ،بل ٌذهب إلى المو ِل ،بؤن أولبن ال ُملون ،كانوا شخصٌّات خٌالٌَّة..). ال ُمبالؽات النصٌَّة ،فً ِكتا ِ
لضٌة تحدٌد تارٌخ هذه البوابات ،ولضٌة ال ِعمارة (التذكارٌَّة) ،المنسوبة إلى فلسطٌن المرن العا ِشر ،أو بعد وضع ِسجال ،من لِبَل اآلثارٌٌّن المٌدانٌٌّن. ذلن بشكل ُمر َّجح أكثر ،إلى المرن التاسع ،تستمر فً كونِها َم ِ البوابة وبعد أن ٌنتهً المنمب من تلخٌص نتابج حفرٌاته ،فً مولع "تل المدح" [حاصور]ٌ ،مول بخصوص ّ البوابة ،والسور المزدوج ،إلى الملن سلٌمان؟ لسوء الحظ، الشهٌرة ،ما ٌلً" :ولكن هل نستطٌع أن نعزو ّ فإن البٌّنة اآلثارٌَّة ،ال تسمح لنا بتمرٌر تارٌخ ،على هذه الدرجة من ال ِدلَّة"ٌ .مول توماس ُ ًّ طمسن ،الذي شارنَ فً عملٌّات التنمٌب ،بمولِع "تل الجزري" [جازر] ،فً أواخر الستٌنٌّات ،عندما كان فً َ ور ط ِ صؾ ِسفر الملون التدرٌب المٌدانً ،فً كتابه "الماضً الخرافً (التوراة والتارٌخ) ،ما ٌلً" :تم ربط َو ْ تحصن بلدات أورشلٌم ،وحاصور ،ومجدو ،وجازر ،ببوابة، لبناء سلٌمان أسوار، األول ( )15 :9الموجز، ِ ِّ بوابة شبٌه ِ وحصن ،تم التنمٌب عنهما ،فً مولِع حاصور المدٌم ،فً الجلٌل الشرلً .وتم التنمٌب عن ّ معاصرة ،فً مجدو .
البوابة لم ٌتم بناإهاِ ،وفك تصمٌم معماري ُمشابِه جداً ،فحسب ،بل إن ُكتلتها الحجرٌَّة الهابلة ،لد لَ َ طعَت هذه ّ بالتِمنٌَِّة نفسها تماماً .فً حٌن لم ٌتم العثور ،على أي شًء من هذه الفترة ،فً أورشلٌم ،فإن مولع جازر، ب فٌ ِه البرٌطانٌّون ،فً ول ٍ ت ُمب ِ ّكر ،من المرن العشرٌن ،وتم العثور فٌه على نصؾ بوابة ُمشابهة جداً، نَمَّ َ ذات لٌاسات ُمماثلة .
ومع ذلن ،فإنها لم تلك أي اهتمام؛ ألنها ُربِ َ طت خطؤ ،ببناء ٌعود إلى العهد الهٌلٌنً .فً عام 1966م ،لرر المن ِمّبون فً "جازر" (تل الجزري) ،التنمٌب عن النصؾ الثانً المفمود ،من بوابة "جازر" [تل الجزري]. عث َ َر على هذا البناء ،فً جازر ،فً حفرٌَّة كان مإ ِلّؾ هذا ال ِكتاب ،عضوا ً صؽٌرا ً فً الفرٌك اآلثاري ،الذي َ النبع (1967م ).
مع َّ البوابة ،وتحدٌد هوٌّتها بتلن (اآلثار) ،الموجودة فً أن ال ُجهد الكبٌر كان ُمتمر ِكزاً ،فً العثور على هذه ّ ِ خرق األرض ،أنها كانت "مجدو" [تل ال ُمتس ِلّم] ،و"حاصور" [تل المدح]؛ فمد كان واضحا ً للت ِو ،لبل أن ت ُ َ 15
(البوابات السلٌمانٌَّة) األخرى ،فً "مجدو» [تل ال ُمتس ِلّم] ،و"حاصور" عاصرة لـ (بوابة سلٌمانٌَّة) ،وأنها ُم ِ ّ َ البوابة ،ومماساتها ،لد أ َّكدت ذلن . [تل المدح] .إن شكل ّ
تم تعدٌل المدن ،و(الكرونولوجٌَات) (الستراتٌؽرافٌَّة) (التطبٌمٌَّة) ،المرتبطة بها ،للموالع الثبلثة الكبرى، بشكل سرٌع ،ومشإوم ،على لاعدة ما ُكنّا نَعت ِبرهُ ،آنذان ،فصوالً من ال ِكتاب ( ُمثبَت َة تارٌخٌاً) .هذا اإلثبات فهمنا ،وتؤرٌ ِخنا لتلن الموالع؛ بل إنها ،أٌضاً، ال ُمفت ََرض لتارٌخٌَّ ِة فعالٌّات بناء سلٌمان ،لم تإثِّر ،فمط ،على ِ المإرخٌن واآلثارٌٌّن ،إلى تؤكٌد العَ َ ظ َمة الثمافٌَّة ،والمادٌَّة ،والسٌاسٌَّة ،للـ (ال َملَ ِكٌَّة المت َّ ِح َدة). لادت كثٌرا ً من ّ
(الفبركة) بالتصدع ،عندما كشفت فرق التنمٌب "اإلسرابٌلٌة" ،عن بوابات مشابهة أخرى ،فً بدأت هذه َ مو ِلع أشدود ،البل "إسرابٌلً" ،وفً مو ِلع "لخٌش" ،فً المن َخفَض الساحلً الجنوبً .لمد أَر َج َع المن ِمّبونَ، بوابات الحك، البوابات ،إلى لرن ِ زمن ِ كامل ،ونسبوها إلى فترة آثارٌَّة ،مختلفة تماما ً عن ّ تارٌخ هذه ّ بممدار ٍ ِ ٍ "حاصور" [تل المدح] ،و"مجدو" [تل ال ُمتس ِلّم] ،و"جازر" [تل الجزري] .وفً سنوات لِصار للٌلة ،أصبحت المإرخونَ تخفٌض َمملكة، (البوابات السلٌمانٌَّة المزعومة) .فمع ترا ُكم المزٌد ،والمزٌد من المعلومات ،بدأ ِّ ّ وإمبراطورٌة شاوول ،وداود ،وسلٌمان ،إلى مرتبة ( َمشٌَخَة لِبَ ِلٌَّة ).
َّ سلٌمانٌَّة المشهورة فً مجدو، التحلٌل ال ُمجدَّد ألنماط الفن المعماري واألشكال الف َّخارٌَّة فً الطبمات ال ُّ عمُود من موت سلٌمان! ي بعد ُ وجازر وحاصور بؤنها تُإرخ -فً الحمٌمة -إلى بداٌات المرن التاسع ق.م؛ أ ْ فً حٌن أن لضٌة تحدٌد تارٌخ هذه البوابات ،ولضٌة ال ِعمارة (التذكارٌَّة) ،المنسوبة إلى فلسطٌن المرن وضع ِسجال ،من لِبَل اآلثارٌٌّن العا ِشر ،أو بعد ذلن بشكل ُمر َّجح أكثر ،إلى المرن التاسع ،تستمر فً كونِها َم ِ المٌدانٌٌّن .فمد أصبح من الواضح ،أننا نَفت ِمر إلى أي (كرونولوجٌا) صا ِلحة لبلستعمال فعبلً ،ألجل هذه الفترة .
أما عالم اآلثار إسرائٌل فٌنكٌلشتاٌن ـ ورؼم أننا ال نتفك مع كل المنطلمات النظرٌة لؤلثري "اإلسرابٌلً" ،أو مع بعض استنتاجاته التً وصل إلٌها بخصوص بعض جوانب التارٌخ الفلسطٌنً المدٌم، إال أن ذلن ال ٌمنعنا من إدران أهمٌة بحثه ـ-استند التَّعرؾ على تحدٌد ُهوٌَّة اآلثار البالٌة من عهد داود وسلٌمان -وفً الوالع من عهد ال ُملون الذٌن تلوا فً المرن التّالً -على صنفٌَن من األدلَّة .لمد تم ربط انتهاء الفخارٌات الفلسطٌنٌة المتمٌزة (المإرخة بسنة 1000ق.م) بفتوحات داود ،بشكل وثٌك .كما تم َربْط بناء البوابات والمُصور التّذكارٌة فً "مجدو" [تل ال ُمتس ِلّم]" ،حاصور" [تل المدح]" ،جازر" [تل الجزري] بعهد َّ سلٌمان. 16
ْ سمُوط .فالتحلٌل ال ُمجدَّد ألنماط الف َّن ولكن؛ فً السنوات الملٌلة األخٌرة ،بدأ كبل الدّلٌلٌن بالتّهاوي وال ُّ سلٌمانٌَّة المشهورة فً مجدو ،وجازر وحاصور بؤنها تُإرخ -فً المعماري واألشكال الف َّخارٌَّة فً الطبمات ال ُّ عمُود من موت سلٌمان ! ي بعد ُ الحمٌمة -إلى بداٌات المرن التاسع ق.م؛ أ ْ
وأخٌراً؛ نتوصل إلى أنه ،لم تكن هنان مملكة "داودٌة -سلٌمانٌة" كبٌرة ،توصؾ أحٌانا ً باإلمبراطورٌة ،ولم تكن هنان عاصمة تسمى بـ "أورشلٌم" ،ولم تكن هنان بوابات سلٌمانٌة ،ولم تكن هنان أبنٌة تذكارٌة ضخمة!
التوراة جاءت من جزٌرة العرب ب المإرخ اللبنانً عنوان هذا الممال مستعار من عنوان كتا ِ ِ الراحل ،د .كمال الصلٌبً ،الموسوم «التوراة جاءت من ب، جزٌرة العرب» ،الذي صدر فً العام .1985فً هذا الكتا ِ طرح الصلٌبً ،نظرٌة «خطؤ تحدٌد جؽرافٌة الحدث التوراتً»، التً تتلخص بوجوب إعادة النظر فً «الجؽرافٌا التارٌخٌة للتوراة» ،حٌث ٌثبت أن أحداث «العهد المدٌم» لم تكن ساحتها فلسطٌن بل أنها ولعت فً جنوب ؼربً الجزٌرة العربٌة .حاول د. الصلٌبً ،فً كتابه «خفاٌا التوراة وأسرار شعب إسرابٌل» ،الذي صدر فً العام .1988التؤكٌد من صحة الجؽرافٌا التارٌخٌة للتوراة ،وتصحٌح ما ورد من تفاصٌل فً كتابه السابك «التوراة جاءت من جزٌرة العرب» ،وهو ،هنا ٌ ،عٌد النظر فً عدد من لصص التوراة المؤلوفة على ضوء جؽرافٌا الجزٌرة العربٌة .
17
إذ ٌلحظ الصلٌبً أن األكثرٌة الساحمة من أسماء األماكن التوراتٌة ال وجود لها فً فلسطٌن والملٌل الموجود هنان ال ٌتطابك من ناحٌة الحدث مع تلن المذكورة باألسماء ذاتها فً التوراة .وٌمدم الصلٌبً ،فً كتابه «حروب داوود :األجزاء الملحمٌة من سفر صموبٌل الثانً مترجمة عن األصل العبري» ،الذي صدر فً العام .1990ترجمة جدٌدة ألخبار الحروب التً خاضها داوود حٌن كان ملكا على «جمٌع إسرابٌل» ( 962 _ 1002ق م تمرٌبا)، كما هً مروٌة فً األصل العبري لسفر صموبٌل الثانً من التوراة .ولم ٌتخل الصلٌبً فً كتابه األخٌر«عودة إلى "التوراة جاءت من جزٌرة العرب" -أورشلٌم والهٌكل وإحصاء داود... فً عسٌر» ،الذي صدر فً العام .2008عن اطروحته مصححا ً لراءات واجتهادات سابمة عن هذه المواضٌع .
أما الباحث السوري ،د .أحمد داوود ،فمد ألؾ سلسلة كتب تحت عنوان «سورٌا وعودة الزمن العربً» ،وحاول أن ٌثبت فً كتابه األول «تارٌخ سورٌا المدٌم تصحٌح وتحرٌر» ،الذي صدر فً العام .1986ان المسرح الجؽرافً للتوراة فً جزٌرة العرب .وتوصل نتٌجة بحثه فً كتابه الثانً «العرب والسامٌون والعبرانٌون وبنو إسرابٌل والٌهود» ،الذي صدر فً العام .1991إلى «إن كتاب التوراة هو فً مجمله ال ٌخرج عن إطار التراث العربً الذي كان ٌحفظ مدونا ً فً الذاكرة لعشابر عربٌة عاشت أحداثا ً معٌنة فً منطمة بدوٌة جد ضٌمة من شبه جزٌرة العرب» .وأن مسرح أحداث التوراة لم ٌتجاوز الٌمن.
خالؾ فرج هللا صالح دٌب ،طرح الصلٌبً ،ولد توصل فً جملة ما توصل إلى أن مسرح الحوادث التً ورد ذكرها فً التوراة لم ٌكن فً فلسطٌن ،وال فً الحجاز ،وإنما فً الٌمن ،وفً محٌط صنعاء بالتحدٌد ،وأن التوراة فً األصل ذات منشؤ عربً وتناول الباحث اللبنانً ،فرج هللا صالح دٌب ،فً كتابه «حول أطروحات كمال الصلٌبً ــ التوراة فً اللؽة والتارٌخ والثمافة الشعبٌة» ،الذي صدر فً العام .1989توجهٌن ،األول :اكتشاؾ د .الصلٌبً ومولؾ المإرخٌن العرب من ذلن ،والمرابة اللؽوٌة، والوثٌنٌات المشتركة بٌن التوراة وبعض ما ساد الجزٌرة العربٌة لبل االسبلم .الثانً :التوراة والثمافة الشعبٌة ،ما هً العادات 18
والتمالٌد والطموس الممننة فً التوراة ،والتً سادت لبل اإلسبلم وبعده وحتى اآلن .وكذلن ممارنة بٌن اسماء األماكن واألفراد الواردة فً التوراة مع الماموس العربً ،وٌعتبر هذا الكتاب ،دعما ً لنظرٌة الصلٌبً.
وفً كتابه «التوراة العربٌة وأورشلٌم الٌمنٌة» ،الذي صدر فً العام .1994خالؾ فرج هللا صالح دٌب، طرح الصلٌبً ،ولد توصل فً جملة ما توصل إلى أن مسرح الحوادث التً ورد ذكرها فً التوراة لم ٌكن فً فلسطٌن ،وال فً الحجاز ،وإنما فً الٌمن ،وفً محٌط صنعاء بالتحدٌد ،وأن التوراة فً األصل ذات منشؤ عربً .وفً كتابه «كذبة السامٌة وحمٌمة الفٌنٌمٌة» ،الذي صدر فً العام .1998ومن خبلل أبحاثه ودراسته كشؾ الحمٌمة التالٌة :إن مسرح لبابل وملون التوراة كانوا حول صنعاء .و ٌستكمل دٌب أطروحته فً كتابه «الٌمن وأنبٌاء التوراة» ،الذي صدر فً العام .2012
واستند الباحث الفلسطٌنً ،د .زٌاد منى ،إلى أطروحة د .كمال الصلٌبً ،وتوصل نتٌجة بحثه المطول فً نصوص العهد المدٌم ،إلى االستنتاج التالً ،الذي تضمنه كتابه «جؽرافٌة التوراة :مصر وبنو إسرابٌل فً عسٌر»، الذي صدر فً العام ،1994والواضح من عنوان هذا الكتاب أن مإلفة أراد أن ٌثبت فٌه أن األحداث التوراتٌة لد ولع فً منطمة عسٌر بجزٌرة العرب ،لاببلً« :أسجل هنا أن هذا العمل ال ٌنالش صحة أو خطؤ تارٌخٌة بعض الرواٌات الواردة فً العهد المدٌم ،فكل ما ٌعالجه هو المكان الذي ٌنمل الكتاب الممدس للٌهودٌة أن أحداثه لد ولعت ضمنه، وأما منطلمً فهو فرضٌة صحة التارٌخ بعمومٌته ،وخطؤ الجؽرافٌا» .وتناول منى ،فً كتابه «جؽرافٌة العهد المدٌم بنو إسرابٌل جؽرافٌة الجذور» ،الذي صدر فً العام .1995بعض المضاٌا والمعضبلت الجؽرافٌة المرتبطة بالعهد المدٌم ،والنتٌجة التً توصل لها ،هً التؤكٌد على صحة أطروحة د .الصلٌبً.
وأشار الباحث المصري ،أحمد عٌد ،فً كتابه «جؽرافٌة التوراة فً جزٌرة الفراعنة» ،الذي صدر فً العام .1996أن جزٌرة العرب كانت جزء ال ٌتجزأ من مصر الفرعونٌة المدٌمة ،وأن األماكن التً درات أحداث التوراة فٌها هً بالتحدٌد جنوب الجزٌرة العربٌة «الٌمن».
19
وٌؤتً الباحث الٌمانً ،فضل عبد هللا الجثام ،لٌسٌر على نفس المنهج ،فً كتابه «الحضور الٌمانً فً تارٌخ الشرق األدنى :سبر فً التارٌخ المدٌم» ،الذي صدر فً العام .1999وٌتوصل فً بحثه أن أرض الٌمن هً الحاضنة للتوراة. وٌحدثنا الباحث اللبنانً ،د .لطٌف إلٌاس لطٌف ،فً كتابه «لبنان التوراتً فً الٌمن» ،الذي صدر فً العام . 2000أن لبنان التوراتً لٌس لبنان الحالً بل هو لبنان الٌمن .ولد اعتمد منهجٌة تموم على تحلٌل النصوص التوراتٌة ،ودراسة المعطٌات الجؽرافٌة التً ترد فً النصوص ،واالستعانة بالمنهج الفٌلوجً أوالمنهج اللؽوي الممارن.
لدم (أحمد الدبش) فً كتابه «اختطاؾ أورشلٌم» ،الذي صدر فً العام .2013الدلٌل على أن أورشلٌم ٌمنٌة ،وٌعتبر هذا الكتاب استكماالً لكتابه «كنعان وملون بنً إسرابٌل فً جزٌرة العرب » وطرح كاتب الممال ،الباحث الفلسطٌنً أحمد الدبش ،فً كتاب ِه «موسى وفرعون فً جزٌرة العرب» ،الذي صدر فً العام ،2004وجهة نظره من أن ثمة إشارات ؼامضة فً الكثٌر من النموش تدعم ،وإلى حد بعٌد فرضٌة حدوث هذا الحدث (خروج لوم التوراة) ،وسوؾ ٌنصب بحثنا على إدراج حادثة الخروج عمان ضمن جؽرافٌة الحضارة الٌمنٌة المدٌمة ،والتً كانت تشمل ُ والٌمن الحالٌة وبعض السواحل السعودٌة .وحاول (الدبش) فً كتابه «كنعان وملون بنً إسرابٌل فً جزٌرة العرب» ،الذي صدر فً العام ،2006تتبُّع ملون بنً إسرابٌل ،والبحث عن أورشلٌم ،والبحث عن دولتً إسرابٌل وٌهوذا ،فً إطار الجؽرافٌة الٌمنٌة .وٌنالش فً كتابه «عورة نوح ولعنة كنعان وتلفٌك األصول» ،الذي صدر فً العام .2007مسؤلة السامٌة ولعنة كنعان الواردة فً سفر التكوٌن ولصص الطوفان وأصول شعوب المنطمة العربٌة ،ولد توصل الباحث إلى أن مجمل هذه المصص كانت فً الٌمن.
ولدم (الدبش) فً كتابه «اختطاؾ أورشلٌم» ،الذي صدر فً العام .2013الدلٌل على أن أورشلٌم ٌمنٌة، وٌعتبر هذا الكتاب استكماالً لكتابه «كنعان وملون بنً إسرابٌل فً جزٌرة العرب» .وأكد (الدبش) فً كتابه «بحثا ً عن النبً إبراهٌم» ،الذي صدر فً العام .2017أن المسرح التارٌخً والجؽرافً للنبً إبراهٌم فً الٌمن. 20
وتؤتً جمعٌة التجدٌد البحرٌنٌة ،لتسٌر على نهج د .أحمد داوود ود .كمال الصلٌبً ،وتصدر عده كتب حول هذه النظرٌة (خطؤ تحدٌد جؽرافٌة الحدث التوراتً) منها كتاب «نداء السراة ...اختطاؾ جؽرافٌا األنبٌاء» ،الذي صدر فً العام .2006والواضح من عنوان هذا الكتاب أن مإلفة أراد أن ٌثبت فٌه أن جؽرافٌا االنبٌاء تم اختطافها ،ولد توصل مإلؾ الكتاب إلى أن الجؽرافٌة الحمٌمة لؤلنبٌاء هً جزٌرة العرب.
ٌحدثنا الباحث العرالً ،فاضل الربٌعً ،فً كتابه « لصة حب فً أورشلٌم :ؼرام النبً سلٌمان باإللهة العربٌة سلمى (ترجمة جدٌدة لنشٌد األنشاد عن النص العبري) » ،الذي صدر فً العام .2005أن «نشٌد األنشاد» هو فً األصل لصٌدة كتبها شاعر مجهول، ولكنه من ببلد الٌمن ،وذلن ألن األماكن المذكورة فً النشٌد لها ما ٌمابلها أو ٌماثلها فً تلن الببلد .وٌتناول الربٌعً فً كتابه «ٌوسؾ والببر؛ أسطورة الولوع فً ؼرام الضٌؾ» ،الذي صدر فً العام .2008دراسة مسرح لصة ٌوسؾ ورموزها وشخصٌاتها ومدلوالتها، وٌتوصل إلى أن االحداث ولعت فً الٌمن .
المدس لٌست أورشلٌم، تناول الربٌعً ،فً كتابه « ُ فلسطٌن» ،الذي صدر فً ِ مساهمةُ فً تصحٌحِ تارٌخِ المدس العام .2010طرح النظرٌة التً تإكد إن « ُ الفلسطٌنٌةُ لٌست أورشلٌم التوراةِ» وٌذهب الباحث العرالً ،فاضل الربٌعً ،فً كتابه الموسوعً «فلسطٌن المتخٌلة :أرض التوراة فً الٌمن المدٌم» ،الذي صدر فً العام 2008؛ إلى أن الٌمن هً أرض التوراة ،استنادا ً إلى لراءت ِه للتورا ِة باللؽ ِة المدٌم. بالشعر العربً والمصادر العربٌ ِة المدٌم ِة ،واالستعان ِة ت الهمدانً، العبرٌ ِة ،واالعتما ِد على مإلفا ِ ِ ِ ِ ولدم الربٌعً فً كتابه «حمٌمة السبً البابلً ـ الحمبلت اآلشورٌة على الجزٌرة العربٌة والٌمن» ،الذي صدر فً العام . 2009رإٌة لحادثة السبً البابلً ،والحمبلت األشورٌة ،وتوصل إلى أنها كانت باتجاة الجزٌرة العربٌة والٌمن ،ولم تكن باتجاه فلسطٌن.
21
فلسطٌن» ،الذي صدر فً ولد تناول الربٌعً ،فً كتابه « ُ ِ المدس لٌست أورشلٌم ،مساهمةُ فً تصحٌحِ تارٌخِ المدس الفلسطٌنٌةُ لٌست أورشلٌم التورا ِة» .وٌفند الربٌعً فً العام .2010طرح النظرٌة التً تإكد إن « ُ كتابه «أسطورة عبور األردن وسموط أرٌحا من اخترع هذا التارٌخ؟» ،الذي صدر فً العام .2014 مسرح األحداث التً تخٌّلها واختلمها االستشرالٌون من التٌار التوراتً ولاموا بالتروٌج لها ،وٌتوصل الى أن بنو إسرابٌل لم ٌعبر نهر األردن ،وٌوشع بن نون لم ٌفتح أرٌحا الفلسطٌنٌة لط .والتوراة ال تعرؾ مؤدبا. وفً كتابه الجدٌد«،بنو إسرابٌل لم ٌخرجوا من مصر ــ إسرابٌل المتخٌلة :مساهمة فً تصحٌح التارٌخ الرسمً لمملكة إسرابٌل المدٌمة» ،الذي صدر فً العام ٌ .2017شٌر الربٌعً إلى أن موسى خرج بشعبه من أرض مملكة ٌمنٌة عظٌمة كانت تدعى (مصر ــ مصرن) حسب النموش ،بحثا ً عن إلهة وتمدٌسا ً ألماكن عبادته ومواضعها.
لجدٌر باالنتباهِ ،أن أطروحات الباحثٌنَ التً ت َعتبر (عسٌر) ،أو (الٌمن) ،أو (الجزٌرةِ العربٌ ِة) عموما ً من ا ِ لملون بنً إسرابٌ َل لٌست بجدٌدة؛ فمد سبمهم العدٌد من الباحثٌن هً المسرح الجؽرافً والتارٌخً ِ ق النمساوي المستشرلٌنَ الثماة؛ ففً عام ،1907بدأت أكادٌمٌةُ فٌنٌا، بإصدار مإلَّ ِ ِ ؾ المستشر ِ ) ، (Alois Musilبعنوان » «Arabia Petraeaفً أربعة أجزاء ،والذي كتبهُ أثنا َء زٌارت ِه ٌفهم التوراة من خبل ِل الطبٌع ِة التً ُو ِل َدت فٌها ،وأدرن (Alois لموالعِ التارٌخ التوراتً ،أمبلً فً أن َ )Musilفً حٌن ِه ،ولبل ؼٌرهِ ،أن »سٌناء التوراتٌة« لٌست هً »سٌناء الحالٌة« ،وأن اآلراء الشابعة حول موسى ،وحول الدٌانة الٌهودٌة لٌست صحٌحة.
ُ المستشرق دٌفٌد صوئٌل مرجولٌوث ، Margoliothفً كتابه «العبللات بٌن العرب ذهب بل لمد َ وبنً إسرابٌل لبل ظهور اإلسبلم « (The Relations between Arabs and Israelites prior ) ،to the Rise of Islamالذي صدر فً العام .1924إلى أن «الوطنَ األصلً لبنً إسرابٌل لم ٌكن ألدم األزمن ِة التارٌخٌة« .وٌستدل سٌناء؛ بل كان بببل ِد ِ فً شب ِه جزٌرةِ الٌمن التً خرجت منها أمم كثٌرة ً من ِ ِ على رأٌه هذا ببعض أدلة منها «أن عادات بنً إسرابٌل وأخبللهم االجتماعٌة فً عصورهم األولً كانت لرٌبة من أخبلق العرب فً الجاهلٌة ،فهنان شبها ً عظٌما ً بٌن بعض العادات االجتماعٌة واألخبلق الدٌنٌة عند أهل سبؤ وبنً إسرابٌل ،ومنها أٌضا ً ووجود ألفاظ مشتركة بٌن اللؽتٌن السببٌة والعبرٌة ،وزٌادة على المادة اللؽوٌة العبرٌة التً تشبه العربٌة شبها ً كبٌرا ً نجد كثٌرا ً من أسماء األعبلم العبرٌة المدٌمة شابعة االستعمال عند العرب فً الجاهلٌة.
22
ال ٌحك ألحد الباحثٌن االدعاء بؤنه صاحب هذه النظرٌة (خطؤ تحدٌد جؽرافٌة الحدث التوراتً) ،أو محاولة احتكارها بنسج لصة خٌالٌة أنه اكتشؾ مبكرا ً فً أحد المكتبات ،كتابا ً لجؽرافً عربً لدٌمٌ ،شٌر إلى موالع ذكرت فً التوراة ،وكؤنه لم ٌطلع على أعمال جٌل من الباحثٌن وكانت بطون كلب الٌهودٌة من أعظم البطون الٌهودٌة التً تسكن فً جنوب فلسطٌن ،وكذلن نجد بٌن المبائل العربٌة من ٌلمب بهذا اللمب فمد كانت المبائل الكلبٌة العربٌة فً شمال الجزٌرة التً نسبت إلى العصبٌة الٌمنٌة .وأنظر إلى أسماء األعبلم األخرى التً تدل على لوة الشبة بٌن اللؽتٌن ،وعظم التمارب فً المٌول ،والعملٌة بٌن الشعبٌن ،فمن هذه األعبلم ما ٌؤتً -:حفنً ــ على ــ عبد هللا ــ حموال ــ الفادى ــ السعد ــ عفراء ،وٌوجد كثٌر من هذه األعبلم فً النموش السببٌة والثمودٌة«.
ُ المستشرق األلمانً هوغو ونكلر ) (Hugo Wincklerرسالتهُ المثٌرةِ للجد ِل التً أسماها ؾ ولد ألَّ َ «مصري وملوخا ومعٌن»؛ بٌن فٌها رأٌه أن «مصري» هً أرض عربٌة شمالٌة ،وأن مصر المذكورة فً التوراة هً فً ببلد العرب ،ال فً أفرٌمٌة .وأن عبــارة هاكـــرهم مصــرٌت(Hagar Ham- ) ،Misrithبمعنى هاجر المصرٌة ،ال تعنى هاجر من مصر المعروفة ،بل من مصر العربٌة ،أي من هذه المماطعة التً نتحدث عنها (معن مصرن) وأن المصص الواردة فً التوراة عن مصر وعن فرعون ،هو لصص ٌخص هذه المماطعة العربٌة ،وملكها العربً .و لد انتبه إلى هذه الحمابك المإرخ العرالً د.جواد علً ،فً موسوعته «المفصل فً تارٌخ العرب لبل اإلسبلم» ،التً صدرت فً العام .1976
لصارى المول ،ال ٌحك ألحد الباحثٌن االدعاء بؤنه صاحب هذه النظرٌة (خطؤ تحدٌد جؽرافٌة الحدث التوراتً) ،أو محاولة احتكارها بنسج لصة خٌالٌة أنه اكتشؾ مبكرا ً فً أحد المكتبات ،كتابا ً لجؽرافً عربً لدٌمٌ ،شٌر إلى موالع ذكرت فً التوراة ،وكؤنه لم ٌطلع على أعمال جٌل من الباحثٌن ،استخدم نفس المصدر والمرجع ــ إن كان لم ٌطلع أفٌكون أهبل للبحث العلمً وتبنً النظرٌات؟! أن محاولة االدعاء الباطل بكونه ،هو ،من أكتشؾ نظرٌة «خطؤ تحدٌد جؽرافٌة الحدث التوراتً»ٌ ،سمط أمام المنهجٌَّة التً صً إن كان كتابه هو األول من َفرض ،أوالً ،ت َم ِ ّ مومات العلمٌَّة ،ت ِ َح َّك لها ،ادعاء امتبلن الحد األدنى من ال ُم ّ ِ نوعه أم ال .وهذا ما سنالشه فً المماالت المادمة.
23
عال َم ٌُطلَك اس ُم فلسطٌن؟ "عبلم ٌُطلَك اس ُم فلسطٌن؟" ،فً هذا الكتاب ٌنطلك أالن عنوان هذا الممال مستعار من كتاب أالن غرٌش َ ؼرٌش من تساإل ٌنتحل البراءة ،تساإل ٌطلب تعرٌفا جامعا مانعا السم أفمدته اعتٌادٌةُ التداول الٌومً الجدة المإ ّهِلة لطرح التساإل .لسان حاله فً انتحال البراءة ٌمول" :تعالوا نسرد األحداث التارٌخٌة منذ بداٌاتها، الطرؾ عنها". الؽرب ٌؽض فً ضوء الوثابك التً عادة ما ُ ُّ ْ
كتب الباحث العرالً فاضل الربٌعً فً مولع الجزٌرة ( )2017/01/12مماال بعنوان "التوراة لم تذكر اسم الفلسطٌنٌٌن وال تعرؾ فلسطٌن" ،جاء فٌه" :أن اسم فلسطٌن والفلسطٌنٌٌن لم ٌظهر فً السجبلت التارٌخٌة إال نحو عام 330مٌبلدٌة مع التمسٌم اإلداري الرومانً البٌزنطً لسورٌا .لمد أطلك البٌزنطٌون - مع اعتنالهم للمسٌحٌة فً سورٌا سنة 325م مع صعود لسطنطٌن العظٌم للعرش وترجمة األناجٌل من العبرٌة إلى الٌونانٌة -اسم فلسطٌن على المطاع الجنوبً من سورٌا" .وٌضٌؾ الربٌعً" :لبل هذا التارٌخ لم ٌكن هنان استخدام لبلسم كمطاع إداري فً الوثابك والسجبلت التارٌخٌة .هذا ال ٌعنً أن اسم الشعب لم ٌكن لسر فً فشل الباحثٌن والدارسٌن -فً العثور على اسم معروفا .نحن نتحدث عن نشاط إداري وحسب .إن ا ّ فلسطٌن (كمطاع) فً السجبلت المدٌمة والنموشٌ -كمن هنا".
التبسنا هذه الفمرات وفً نٌتً أن ألدم فً هذه الممالة تموٌما تارٌخٌا لهذه النصوص .وبملٌل من الجهد نستطٌع أن نمتبس ألواال وحججا من مصادر تارٌخٌة تفنّد ما طرحه الربٌعً فً مماله حول "فلسطٌن"، ولعل أسوأ ما جاء فً الممال أنه حرص على إلصاء "فلسطٌن" إللٌما وشعبا عندما لال" :إن اسم فلسطٌن والفلسطٌنٌٌن لم ٌظهر فً السجبلت التارٌخٌة إال نحو عام 330مٌبلدٌة ".
ٌشٌر هٌرودوت فً نصوصه عند الحدٌث عن "فلسطٌن" اإلللٌم والسكان بالمول" :وٌسكن الببلد الممتدة من أرض الفٌنٌمٌٌن حتى حدود مدٌنة كادٌتس [ؼزة] السورٌون الذٌن ٌسمون "الفلسطٌنٌون"
لسنا هنا فً مجال الحدٌث عن أصول اسم "فلسطٌن" وجؽرافٌتها ،ونحٌل المارئ إلى مإلفاتنا" :كنعان وملون بنً إسرابٌل فً جزٌرة العرب" ( ،)2005و"عورة نوح ولعنة كنعان وتلفٌك األصول" (،)2007 و"سلسلة التارٌخ الٌمنً المجهول ،الجزء األول ،الٌمن الحضارة واإلنسان :بحثا عن الجذور" ().2011
24
ولكن دعونا نعود بذاكرتنا إلى ذلن المإرخ اإلؼرٌمً الذي عاش فً المرن الخامس لبل المٌبلد وٌُعرؾ باسم :أبو التارٌخ ،وألَّؾ كتاب "التارٌخ" حوالً سنة 440ق.م[ .ترجمه إلى العربٌة حبٌب أفندي بسترس عن طبعة الرشً الفرنسً ،تحت عنوان "تارٌخ هٌرودوتس الشهٌر"1886( ،ــ .)1887وأٌضا عبد اإلله المبلح ،تحت عنوان "تارٌخ هٌرودوت")].2001( ،
ما ٌهمنا من مإلَّفه هو ما كتبه عن "فلسطٌن" ،فمد ذكر هٌرودوت ّ أن السكٌثٌٌن اجتاحوا آسٌا" ،ولما تم لهم هذا زحفوا إلى مصر لبلستٌبلء علٌها ،فلما بلؽوا فلسطٌن وجدوا أمامهم ملن مصر بسمٌتان ومعه الهداٌا وهو ٌلهج بالدعاء لهم ،راجٌا التولؾ عن زحفهم .فعادوا أدراجهم حتى تولفوا فً عسمبلن ،دون ْ أن ٌلحموا ضررا بالببلد فً أثناء مسٌرتهم ،لوال ّ أن للّة منهم تؤخرت عن الركب ،وأخذت تعمل نهبا فً معبد المكرس لها فً أفرودٌت .ولد تمصٌتُ األمر وتبٌّن لً أنه ألدم المعابد الخاصة بهذه اآللهة ،وما المعبد ّ لبرص -كما ٌُسلّم أهلها بذلن -إالّ تملٌد لهذا المعبد فً عسمبلن ،والمعبد الذي فً شتٌرا ألامه الفٌنٌمٌون ،وهم أهل هذه المنطمة من سورٌة".
إن هٌرودوت أطلك على المنطمة الممتدة من جنوبً مدٌنة دمشك إلى حدود صحراء سٌناء اسم "فلسطٌن" ،وهذه مسؤلة تجاهلها الربٌعً! كتب هٌرودوت عن هوٌة سكان "فلسطٌن" عند حدٌثه عن عادة الختان ما ٌلً" :الختان معروؾ عند المصرٌٌن واألثٌوبٌٌن منذ ألدم العصور .وهذا أمر ٌمر به الفٌنٌمٌون والسورٌون سكان فلسطٌن فٌمولون بؤنهم إنما أخذوا هذا التملٌد عن المصرٌٌن" .كما ٌشٌر هٌرودوت إلى "فلسطٌن" اإلللٌم بالمول" :إن النصب التً ألامها سٌسوستورٌس فً الببلد التً لهرها لد زال معظمها ،ولكنً رأٌت بؤم العٌن تلن النصب ما تزال لابمة فً ذلن الجزء من سورٌة المسمى فلسطٌن".
وفً مجال إشارة هٌرودوت إلى الضرابب التً ٌدفعها كل إللٌم ،حسب تمسٌم الفرس اإلداريٌ ،ضع هٌرودوت "فلسطٌن" جزءا من اإلللٌم الخامس لاببل" :ثبلثمبة وخمسون تالنت (وزنة) ٌدفعها سكان المنطمة الوالعة ما بٌن مدٌنة بوسٌدٌوم التً أسسها األمفٌلوكٌون والتً تمع على الحدود بٌن للٌمٌا وسورٌة حتى مصر ،باستثناء المنطمة العربٌة التً لم تكن تدفع أي ضرٌبة على اإلطبلق ،وهذا اإلللٌم كان ٌضم األراضً الفٌنٌمٌة والمسم من سورٌة الذي ٌطلك علٌه فلسطٌن ولبرص".
25
وٌمول أٌضا" :أما اللسان الماري اآلخر (الهضبة) فٌبدأ فً فارس وٌشمل ببلد اآلشورٌٌن والعرب ،وٌنتهً - كما هو متفك علٌه -عند خلٌج العرب (البحر األحمر) الذي لام دارٌوس بوصله بنهر النٌل عبر لناة .وما بٌن فارس وفٌنٌمٌا أرض شاسعة واسعة ،وٌمتد هذا الفرع الذي ألوم بوصفه ههنا بمحاذاة ساحل البحر المتوسط من فلسطٌن -سورٌة حتى مصر ،حٌث ٌنتهً وٌضم ثبلثة ألوام".
ٌعود هٌرودوت فً نصوصه إلى الحدٌث مرة أخرى عن "فلسطٌن" اإلللٌم والسكان بالمول" :وٌسكن الببلد الممتدة من أرض الفٌنٌمٌٌن حتى حدود مدٌنة كادٌتس [ؼزة] السورٌون الذٌن ٌسمون "الفلسطٌنٌون" .ومن هذه المدٌنة -التً تضارع مدٌنة ساردٌس فً حجمها -فإن جمٌع الموانا حتى جٌنٌسٌوس تتبع ملن العرب. والمنطمة التً تمتد من هنان حتى بحٌرة سربونٌس (سبخة البردوٌل) والتً بالمرب منها ٌنحدر جبل كاسٌوس لٌصل إلى البحر ،فإنها تعود لسورٌة أٌضا .أما مصر فتبدأ من منطمة بحٌرة سربونٌس (حٌث تذهب الرواٌة إلى أن تٌفون (اإلله سٌث) ٌختفً هنان )".
وصف هٌرودوت هوٌة سكان المنطمة الجغرافٌة التً ٌطلك علٌها "فلسطٌن" بالمول :السورٌون الذٌن ٌسمون الفلسطٌنٌون ٌشٌر هٌرودوت إلى مشاركة سكان "فلسطٌن" فً حروب الفرس بالمول" :وكان األسطول ٌتؤلؾ من ألؾ ومابتٌن وسبع من السفن الضخمة الطوٌلة ،عدا السفن العادٌة ولوارب النمل :لدم الفٌنٌمٌون والسورٌون سكان فلسطٌن 300سفٌنة .وبحارتها ٌرتدون خوذات شبٌهة بخوذات أمثالهم من األؼرٌك فضبل عن الدروع من نسٌج الكتان والتروس والرماح .وٌروي هإالء أنهم كانوا ٌسكنون الخلٌج العربً فً لدٌم الزمان ثم هاجروا إلى الساحل السوري ،وما زالوا ٌسكنون هذا الساحل إلى الٌوم .وتعرؾ هذه المنطمة من سورٌة وما ٌلٌها جنوبا حتى مصر بفلسطٌن".
ثمة عدة حمابك تكمن فً نصوص هٌرودوت تستعصً على التلفٌك ،وتفنّد ما ذهب إلٌه الربٌعً ،وهً ما ٌلً: أوال :أن هٌرودوت أطلك على المنطمة الممتدة من جنوبً مدٌنة دمشك إلى حدود صحراء سٌناء اسم "فلسطٌن" ،وهذه مسؤلة تجاهلها الربٌعً!
26
ثانٌا :نص هٌرودوت على أن "فلسطٌن" هو اسم اإلللٌم كما ذُكر فً تمسٌم الفرس اإلداري للمناطك التً احتلوها فً الشرق العربً.
ثالثا :أن هٌرودوت كتب مإلَّفه اعتمادا على ما رآه هو وما سمعه من أهل الببلد ،أي أنه لم ٌختلك اسم "فلسطٌن" ،وإنما نمل اسما كان مستخدما فً اإلللٌم نفسه خبلل زٌارته.
رابعا :وصؾ هٌرودوت هوٌة سكان المنطمة الجؽرافٌة التً ٌطلك علٌها "فلسطٌن" بالمول :السورٌون الذٌن ٌسمون الفلسطٌنٌون .
من المناسب أن نختم هذا الممال بما ٌمول المفكر الفرنسً بٌر روسً فً كتابه "مدٌنة إٌزٌس ،التارٌخ الحمٌمً للعرب"" :إن إعادة اسم فلسطٌن الوحٌد إلى هذه األرض ٌصبح إذًا لٌس فمط مطابما للماعدة التارٌخٌة األدق واألصح ،ولكن لرفض تدخل أو وساطة أحكام علمٌة تعسفٌة ومسبمة .إنه لٌس هذا العرق أو ذان ،هذا الدٌن أو ذان الذي استفاد من انتخاب الطبٌعة ،ولكنها ،فلسطٌن ،المطر ذاته ،الذي أخلى الشكل الخارجً فً البحر المتوسط لمركز ثمافً مختار ،فإلى ؼالبٌة سكانه إنما ٌعود دور ناشري الفنون والعلوم".
"إسرائٌل" وأكذوبة الدولة الٌهودٌة عادل هاشم ٌاسٌن ال شن بؤن الوالع الجٌوسٌاسً الذي تعٌشه المنطمة ٌصب فً مصلحة إسرابٌل ،بل كؤنها شاركت فً صٌاؼته حسب رإٌتها ورؼباتها ،كٌؾ ال والعالم العربً منهمن فً خبلفاته ،والعالم اإلسبلمً ٌستنزؾ طالاته فً صراع بٌن سنة وشٌعة ،أما بمٌة دول العالم فلكل اهتماماتها وأولوٌاتها ،أضؾ إلى ذلن فهً تعٌش حالة من النشوة فً ظل إدارة أمٌركٌة ذات أؼلبٌة ورإٌة ٌهودٌة واضحة ،لذلن فهً تسعى بكل لوة الستؽبلل الفرص لتعزٌز مكانتها ،وترسٌخ وجودها من خبلل سن لوانٌن جدٌدة كمانون المومٌة الذي ٌنص على أن دولة إسرابٌل هً الوطن المومً للشعب الٌهودي ،ال سٌما وأنها باتت تدرن الخطر الدٌموؼرافً الذي ٌهدد كٌانها من الداخل وٌفمدها األؼلبٌة.
27
إذ إن عدد الفلسطٌنٌٌن الذٌن ٌعٌشون داخل حدود فلسطٌن التارٌخٌة ٌمارب 7ملٌون ممابل 6ملٌون إسرابٌلً تمرٌبا ،إال أن إلدامها على هذه الخطوة ال ٌمكن أن ٌؽطً الحمٌمة التً ٌحاول ساسة إسرابٌل إخفاءها ،والتً تتمثل بفشلهم فً إلناع أكثر من نصؾ ٌهود العالم بالهجرة للوطن المزعوم ،رؼم مرور 69 عاما على إلامته ،إذ إن نسبتهم ال تتجاوز % 43من عدد الٌهود فً العالم بل إنهم فشلوا فً إلناع نسبة كبٌرة ممن هاجروا إلٌها بالبماء.
حٌث أشارت بعض المعطٌات إلى أن ما ٌمارب من 200ألؾ من مهاجري روسٌا وثلث مهاجري فرنسا ونسبة ال ٌستهان بها من ٌهود أثٌوبٌا عادوا من حٌث أتوا ،كما أن استطبلعات الرأي أشارت إلى أن ما ٌمارب من % 35من اإلسرابٌلٌٌن ٌرؼبون بمؽادرتها ألسباب أمنٌة أوالتصادٌة ،خصوصا بعد العدوان األخٌر على ؼزة عام .2014
ألم ٌكن من األجدر بالنسبة لساسة إسرابٌل أن ٌتفموا فٌما بٌنهم حول تعرٌؾ موحد للٌهودي والٌهودٌة أو أن ٌمرأوا بعض أحداث التارٌخ لٌعلموا أن كثرة الموانٌن وطول السنٌن ال تمنح شرعٌة وال تثبت وجود. وفً هذا السٌاق أٌضا ،نشٌر إلى أن ما ٌمارب من 800ألؾ إسرابٌلً ٌُصنفون على أنهم ضمن تعداد السكان ،لكنهم ؼادروها منذ سنوات ،أما المضٌة األهم وهً أن هنان نسبة كبٌرة من اإلسرابٌلٌٌن ٌرفضون إضفاء طابع دٌنً علٌها ،عدا عن وجود جماعات ٌهودٌة متدٌنة ترفض االعتراؾ بها أصبل ،بل تحرص على حرق أعبلمها خبلل احتفاالت عٌد استمبللها.
وفً ظل الحدٌث عن الدولة نتساءل لماذا تتردد حكومة إسرابٌل فً اتخاذ لرار سٌادي ٌرسم حدودها ،أم أنها ال تجرإ على ذلن ،لما له من تداعٌات داخلٌة ودولٌة ،ثم ماذا عن الدستور ولماذا لم تتمكن من صٌاؼته وتستعٌض عنه بموانٌن أساسٌة تتؽٌر بٌن الحٌن واآلخر حسب مزاج ومصلحة صناع المرار فٌها.
وعلى ضوء ما ذكرناه سابماٌَ ،حك لنا أن نتساءل؛ ألم ٌكن من األجدر بالنسبة لساسة إسرابٌل أن ٌتفموا فٌما بٌنهم حول تعرٌؾ موحد للٌهودي والٌهودٌة أو أن ٌمرأوا بعض أحداث التارٌخ لٌعلموا أن كثرة الموانٌن وطول السنٌن ال تمنح شرعٌة وال تثبت وجود أو توفر األمن ،فكم طوت صفحات التارٌخ من إمبراطورٌات س َّرهُ زَ ٌ ُ من سا َءتهُ أزمان. ودول ،فاألٌام دُول و َمن َ
28
حمائك بٌن "الٌهودٌة" كدٌن أو "لومٌة"؟! بكر أبوبكر -1لم ٌكن الوجود الٌهودي المنظم فً فلسطٌن اال استنساخ لعصر المومٌات فً اوربا بحٌث عملوا على تكرٌس الٌهودٌة ن"لومٌة" (ما هو اختبلق واختراع ضد الحمٌمة) -2بن ؼورٌون كان والمٌادة علمانٌٌن بل وكانوا ٌسخرون من الدٌن ،ومنهم من لال ذلن جهرا مستخفا بجبل الهٌكل (ما ٌسمونه كذلن وهو أسطورة) -3دٌنٌا (بالٌهودٌة) ال ٌجوز الصعود ل"جبل الهٌكل" لما لذلن من عبللة برجوع المسٌح عندهم ،عام 2006فمط افتى احد الحاخامات بتجوٌز الصعود ،ومازال الخبلؾ كبٌرا لكن االستؽبلل السٌاسً ٌسعّره -4جزء من المجتمع الٌهودي وهو ذان "االصولً السلفً" ٌسٌر كما الحال عندنا وراء الفتاوى ،فما رأٌن والتحالؾ االصولً السلفً الٌهودي والطبمة الحاكمة الحالٌة؟! -5هل ٌتجه المجتمع االسرابٌلً نحو الماضوٌة السلفٌة المؽرلة رؼم وجود فبات متحررة من هذه االفكار، وهل سٌستطٌع تجاوزها؟! سإال ٌنتظر االجابة ،فالمعركة-رؼم ما ٌفعله نتنٌاهو-هل تتحول لدٌهم الى ٌهودٌة دٌنٌة ممابل االخر ام ستظل "ٌهودٌة لومٌة" ممابل االخر؟
تموض "نداء المدس" ،حمائك تارٌخٌة فً فلسطٌن والمدس ّ االدعاءات الٌهودٌة -1فلسطٌن هً أرض العرب الفلسطٌنٌٌن ،وهم من سكنها من لبابل العرب (الكنعانٌٌن والٌبوسٌٌن والفلسطٌنٌٌن واللخمٌٌن )...ما لبل المٌبلد،اثر هجرات جنوب الجزٌرة -2لم ٌكن فً المدس وفلسطٌن سكنا أو والدة أو معٌشة أو وفاة أي من أنبٌاء هللا من ( موسى إلى سلٌمان وداوود وٌوشع وٌوسف وٌعموب...الخ) الذٌن نشؤوا وماتوا فً مكان آخر وكثٌر من األبحاث دلت على أنه فً الٌمن المدٌم (انظر فاضل الربٌعً واحمد الدبش ود.زٌاد منى وفرج هللا صالح دٌب وكافة األبحاث الجادة الحدٌثة)
29
-3فلسطٌن على مر األزمان لم تسكنها (لبٌلة بنً إسرائٌل العربٌة الٌمنٌة المنمرضة) إال حٌن هاجرت مع لبابل العرب األخرى الى هنا ،اثر تدمٌر إماراتهم/مخالٌفهم بعد سبٌهم 'مع ؼٌرهم من المبابل' من الٌمن لبابل ،وؼٌرها من األسباب فً الٌمن -4عندما ولد المسٌح علٌه السبلم ونشر دعوته فً منطمة محدودة من فلسطٌن متوجها لبماٌا لبٌلة بنً إسرائٌل (فً ظل وجود لبائل كثٌرة أخرى) ،لمً النُكران المعتاد. -5المسجد األلصى مسرى الرسول علٌه الصالة والسالم ،وبناؤه ثابت على زمن عبدالملن بن مروان ثم الولٌد ،فهو إسالمً فمط بامتٌاز -6معبد لبٌلة بنً إسرابٌل المنمرضة "الهٌكل" بنً لبل انمراضهم فً أورشلٌم الٌمنٌة ،وال ٌوجد ما ٌثبت مطلما أي وجود جغرافً تارٌخً لهم هنا (واورشلٌم الٌمنٌة ؼٌر المدس الٌمنٌة وهً 3بلدات اسمها لدس مختلفة) -7الٌهود الحالٌٌن بالعالم ال عاللة لهم بمبٌلة بنً إسرائٌل العربٌة المنمرضة المذكورة بالمرآن ،هم من الخزر والروس واألوربٌٌن الذٌن اعتنموا الٌهودٌة المرن12م (انظر المإرخٌن الٌهود :كوستلر وساند).. -8األرض الممدسة المطلوب من بنً إسرابٌل "المدماء المنمرضٌن" دخولها ألعمارها المذكورة بالمرآن لٌست فً فلسطٌن ،بل (بالٌمن المدٌم) ،وأي كان مكانها فهً مرتبطة بموم عرب انمرضوا ولم ٌورثوها كورااثة االبن عن أبٌه مطلما ،وانما فُرض علٌهم دخولها للدعوة للتوحٌد ،وفشلوا. ٌعط هللا سبحانه أٌة أرض حتى بالٌمن ألحد ،فهو لٌس وكٌل أراضً وعمارات جل شؤنه ،الن هذا -9لم ِ الفهم العنصري الماصر ٌتنالض مع الفهم المرآنً أن األرض ٌرثها (ٌعمرها) العباد الصالحون ثم هللا سبحانه. -10ال ُكنانٌٌن (الكنعانٌٌن) عرب الحاح من لبٌلة طًء وكذلن (الفلستٌٌن) وهم الموم الوثنٌٌن عبٌد االله فلس لبل اٌمانهم ،وكذلن لبٌلة بنً ٌعموب (إسرابٌل) العربٌة المنمرضة ٌ -11سرق اإلسرائٌلٌون الٌوم الثوب الفلسطٌنً والفالفل والكنافة ...الخ ،كما سرلوا لبل ذلن أسماء المدن والمستوطنات العربٌة ،وكما سرلوا ببلدنا كلها ،وكما سرلوا نجمة بابل السداسٌة ،ثم الحما اإلسبلمٌة (نجمة صبلح الدٌن) فنسبوها زورا لهم -12كان مبرر لٌام بلد للٌهود (الٌهودٌة دٌن فمط) هو مسعى االستعمارٌٌن االوربٌٌن منذ العام 1881م بعد مذابحهم لهم فً روسٌا واضطهادهم فً أوربا لمرون لؽرض التخلص منهم ،وتفتٌت أمة المسلمٌن بزرع كٌان ؼرٌب فً جسد األمة ،ما تبنته الصهٌونٌة الحما. -13لم ٌشكل الٌهود (أتباع الدٌانة) ،أو "لبٌلة" بنً إسرائٌل المنمرضٌن "شعبا" لط كما لم ٌكن لهم "أرض" أو "وطن" محدد جغرافٌا لط (انظر شلومو ساند وغٌره) -14حتى المرن ال 81كانت الكنٌسة تعتبر األرض الموعودة لٌست على األرض بل فً السماء 30
-15ال ٌوجد حجر واحد فً المدس أو فلسطٌن ٌشٌر ألي صلة للٌهود (الدٌانة) او لبٌلة بنً إسرابٌل المنمرضة ،فما بالن بهإالء ال ُجدد سكان ببلدنا (انظر علماء اآلثار اإلسرابٌلٌٌن) -16المسمٌات المنسوبة ألنبٌاء فً مدٌنة المدس هً تبركا أو فً حمٌمتها أسماء سالطٌن أو حكام أو من أولٌاء هللا ،ولٌست بالمطلك ذات عبللة بسلٌمان أو داوود ...الخ ،األنبٌاء علٌهم السبلم -17االنتماء لدٌانة محددة ال ٌؤسس حما فً جغرافٌا أو مكان منشأ الدٌانة فكما ال ٌُسوغ لبلندونٌسً اوالمالٌزي المطالبة بمكة المكرمة النه مسلم ،ال ٌحك لمعتنك الدٌانة الٌهودٌة االدعاء بحك جؽرافً فً فلسطٌن أو الٌمن أوؼٌرها. -18لم ٌثبت علمٌا أي صلة وراثٌة-جٌنٌة أو لومٌة بٌن كافة معتنمً الدٌانة الٌهودٌة وبعضهم البعض، فاالثٌوبً واالٌرانً والٌمنً واالكرانً والروسً المعتنك للٌهودٌة له لومٌته الخاصة وال صلة وراثٌة أبدا بٌنهم( ،حاول العلماء االسرابٌلٌون الٌوم اثبات ذلن وفشلوا) حرف "الكلم عن مواضعه" وهم من -19كهنة التوراة مؤكد تزوٌرهم للتارٌخ وبالتالً للتوراة ،فهم من ّ كتب "التناخ" الملًء باألساطٌر واألحبلم واالكاذٌب-كما أكد اسرابٌل فنكلستاٌن وزبٌؾ هرتزوغ وسبٌلبرغ وؼٌرهم -والتً تسربت لموروثنا التارٌخً العربً واالسبلمً. أعمل عملن أوال ،وال تلتفت لموروث التارٌخ غٌر المثبت مطلما الملئ بخرافات التوراة تارٌخٌا ِ -20 وجؽرافٌا ما ُحشً فً كتبتا لؤلسؾ ،وثك ان هللا معنا ،وهذه ببلدنا لم تدنسها اي رجل اجنبٌة ال بمملكة وال إمارة/مخبلؾ ،وال بلدٌة.
31
فكرة مؤتمر لنمض مفهوم "الدولة الٌهودٌة" وتصحٌح الرواٌة نحن ال ننكر مآسً الٌهود مثبل فً أوروبا وؼٌرها ،كما ال ننكر مآسً الشعوب المختلفة ،ومؤساة شعبنا الكبرى لبل كل ذلن ،عدا عن أن المٌادة الفلسطٌنٌة تعترؾ بالكٌان االسرابٌلً على أرضنا فلسطٌن ،على لاعدة اعبلن االستمبلل عام 1988ولاعدة الرسابل المتبادلة بٌن (اسرابٌل) مع (م.ت.ؾ) عام .1994 إن ما نطرحه لعمل مإتمر أو ندوات هو تصحٌح الرواٌة والتارٌخ والثمافة البالٌة و الوعً المدٌم لفلسطٌن و المنطمة ،وما نطرحه ٌطرق صلب المفاهٌم التالٌة التً باعتمادي ال خبلؾ علٌها حتى مع الٌهود االسرابٌلٌٌن المتنورٌن ،كالتالً: -1لماذا فكرة رفض مطلب ( إسرابٌل ) أن تكون "دولة ٌهودٌة" ولٌست ( دولة لكل مواطنٌها )؟
32
-2وما ٌعنً ذلن أن الفلسطٌنٌٌن ٌصبحون فٌها (داخل ال )48عبٌدا أو سكانا ولٌسوا مواطنٌن ،وان اعتبروا مواطنٌن فهم درجة عاشرة وبالحد االدنى درجة ثانٌة ،معرضٌن للطرد وسلب أراضٌهم ما ٌحصل ٌومٌا فً ظل عشرات الموانٌن العنصرٌة االبارتهاٌدٌة. -3وما ٌعنٌه ذلن من تكرٌس لرواٌتهم المزورة بالتارٌخ المدٌم المكذوب (كما ٌإكد علماء اآلثار عندهم الممٌمٌن الٌوم فً تل أبٌب) -4وما ٌعنً تحول (إسرابٌل ) لدولة عنصرٌة الموانٌن و لومٌة شوفٌنٌة تمارس التطهٌر العرلً بموافمتنا لمن هم ؼٌر ٌهود الدٌانةٌ ،رفضها أمثال (شلومو زاند ،واٌبلن بابٌه) وؼٌرهما أٌضا. -5وما ٌعنً تشرٌع لانونً للمستوطنات فً ("أرض" "إسرابٌل" كلها بما فٌها ما ٌسمونه تزوٌرا ٌهودا والسامرة أي الضفة) -6وما ٌعنً أن الٌهود من مختلؾ المومٌات فً العالم هم (لومٌة) اسمها للعجب (لومٌة ٌهودٌة) ما هو منالض لعلم األجناس واالنثربولوجٌا وال"دي أن إي" حٌث لم ٌستطع االسرابٌلٌون وال العالم الٌوم اثباته مطلما. -7وما ٌعنٌ ه أٌضا من أن ٌصبح البلجبٌن الفلسطٌنٌٌن لطعا خارج نطاق مساحة ما سٌطلمون علٌه (الدولة الٌهودٌة) ،وٌعنً هذا شطب حك البلجبٌن الفلسطٌنٌٌن كلٌا بمجرد التفكٌر بالعودة.
الٌمن مهد التوراة والمدس ومصر
3
أهبلً بكم فً "دار سلم" الٌمنٌة ،عند المدخل الجنوبً للعاصمة صنعاء .منطمة ٌعتمد علماء التارٌخ أنّها ّ تكتظ بالعشوابٌات وأسواق "المات" والمنتجات "أورشلٌم" الحمٌمٌة التً ورد ذكرها فً التوراة .باتت الٌوم الزراعٌة ،إال أنها أفضل مثال للممارنة بـ"أورشلٌم" كما كانت لبل 3000عام لبل المٌبلد. ق متخم بمصور فخمة .وٌُعتمد على ممربة من "دار سلم" ،هنالن لرٌة "بٌت بوس" التً ّ ً را ٍ تحولت إلى ح ّ أنّها الممصودة بـ"ٌبوس" الواردة فً التوراة بحسب المإرخ العرالً الشهٌر فاضل الربٌعً. هذه بعض من الشواهد المذكورة فً الكتب التً تتناول الدالبل الجؽرافٌة واللؽوٌة على ّ أن الٌمن لد ٌكون هو "أرض التوراة" ولٌس فلسطٌن .لم ٌمتصر الجدل بٌن المإرخٌن العرب بل خاضه العدٌد من الكتّاب األجانب الذٌن نشروا ما ٌشكن فً األسطورة الصهٌونٌة حول أرض "المٌعاد" الكنعانٌة الموجودة فً 3نمبل عن المولع االلكترونً https://libral.org/vb/archive/index.php/t-212883.html
33
فلسطٌن بحسب "أسفار التوراة" .إال ّ أن الكتّاب األجانب كانوا أل ّل جزما ً من نظرابهم العرب فً المول بؤن الٌمن هو "مسرح أنبٌاء التوراة". صها العبري المعتمد ،أي عبارة تإكد أن المدس هً أورشلٌم ال بل على العكس. لم تورد "التوراة" ،فً ن ّ حٌن تصؾ التوراة مكانا ً معٌّنا ً تسمٌه "لدس" -دون األلؾ والبلم للتعرٌؾ -وتعنً به جبل .وطبما ً لهذا الوصؾ التوراتًٌ ،كون الممصود من كلمة "لدس" ،جبل "لدس" ،بلدة رٌفٌة تعرؾ الٌوم كمعمل للحركة الناصرٌة فً محافظة تعز جنوبً الٌمن. أن اللؽة الرسمٌة إلسرابٌل تش ّكلت ،فً األصل ،من لهجات ٌمنٌة ،لاببلً ّ ٌرى المإرخ فاضل الربٌعً ّ إن "اللؽة الرسمٌة الٌوم فً إسرابٌل تُس ّمى العبرٌة الصنعانٌة نسبة إلى صنعاء أو العبرٌة السببٌة". ٌشدد المف ّكر والباحث اللبنانً ،فرج هللا دٌب ،على فكرة "أرض التوراة" الٌمنٌة فً كتابه "الٌمن وأنبٌاء التوراة ،هل جاء المسٌح إلى صنعاء؟" وأطروحته "التوراة العربٌة ،وأورشلٌم الٌمنٌة" ممتفٌا ً فً ذلن، الحمابك التً أثارها مواطنه اللبنانً الراحل المفكر الشهٌر كمال صلٌبً فً كتابه "التوراة جاءت من جزٌرة العرب". ٌذكر فرج هللا دٌب المزٌد من أسماء األماكن الٌمنٌة الواردة فً التوراة ،فً ممدّمتها تلن التً ترتبط بشكل وثٌك بالتراث الٌهودي كمدٌنة "حبرون" التً دُفن فٌها النبً إبراهٌم ،شمال شرق عدن فً منطمة الواحدي. ال تع ّد وال تُحصى األماكن واألسماء والشواهد اللؽوٌة التً ذكرها فرج هللا دٌب على ّ أن الٌمن هو "أرض التوراة" .فـ"آزال" و"حضرموت" هما اسمان الثنٌن من أبناء النبً نوح ،و"آزال" هو اسم عاصمة الٌمن حتى المرن السادس المٌبلدي .كما أن ابراهٌم رحل من "أور لاصدٌم" ،أي من ببلد بنً لاصد ،وهً الٌوم منطمة "ٌافع السفلى" فً محافظة لحج الجنوبٌة ،إلى "مصر" ،وهً منطمة بٌن مدٌنتً "ٌرٌم" و"إب" وسط الٌمن .وهذا ٌعنً أٌضا ً ّ أن "مصر" المذكورة فً التوراة لٌست هً الدولة العربٌة الحالٌة إذ تناسى الفكر الؽربً ،بحسب دٌب ،أن مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التارٌخً ببلد المبط ولٌس "مصراٌٌم". وعن كلمة "صهٌون"ٌ ،مول دٌب إنّها وردت فً التوراة برسم "صٌّون" ولٌس صهٌونّ ، ألن الهاء فعل لهجة عربٌة .بُدّلت الٌاء إلى هاء وٌُمصد بها مدٌنة سٌبون الٌمنٌة فً محافظة حضرموت الشرلٌة ،كبرى محافظات الببلد.
34
ال تبعث هذه الحمابك على األرجح السعادة لدى عا ّمة الٌمنٌٌن الذٌن ٌنظرون بعٌن الرٌبة لما تبمى من معتنمً الدٌانة الٌهودٌة التً تعود جذورها فً الٌمن إلى ما ٌزٌد عن ألفً عام. لذلن ،لم تح َ ظ الدراسات المتتابعة حول "أرض التوراة" الٌمنٌة باهتمام األفراد والمإسسات المحلٌة بسبب مزٌج من المخاوؾ والرفض لمثل هذه األطروحات .لكنٌ ،بدو أن الولت لد حان الٌوم لمشاركة جرٌبة فً نماش من هذا النوع. ٌمول وكٌل وزارة الثمافة لمطاع "التراث البلمادي" عبدالهادي العزعزي لـرصٌؾ " :22هنان العدٌد من الشواهد التً ت ُ ّ عزز هذه الحمٌمة ،سواء بالتطابك الملحوظ فً األسماء الموجودة فً المناطك األثرٌة الٌمنٌة، واألسماء المذكورة فً التوراة ،أومن خبلل الكتب واألبحاث التً لام بها العدٌد من المف ّكرون العرب، وأهمها كتاب "صفة جزٌرة العرب" للحسن الهمدانً ،وكتاب "جؽرافٌات التوراة فً جزٌرة الفراعنة" ألحمد عٌد ،وكتاب "فلسطٌن المتخٌلة أرض التوراة فً الٌمن المدٌم لفاضل الربٌعً ونظرا ً لكون الدولة الٌمنٌة الحمٌرٌة ( 115لبل المٌبلد) تابعة للدٌانة الٌهودٌة ،ولوجود "ٌوسؾ آزار" أو "ذي نواس الحمٌري" ،أحد أشهر الٌهود الٌمنٌٌن والمتّهم بمحرلة "األخدود" التً لضى فٌها آالؾ من المسٌحٌٌن ،ت ُ ّ عزز هذه الشواهد من فرضٌة أن الٌمن هو "مهد الٌهودٌة" ،بحسب العزعزي .وٌضٌؾ أن من الشواهد أٌضا ً "نشٌد األنشاد" الذي كان ٌردده الٌهود وٌعتمد أنه المعلّمة المفمودة من الشعر العربً ".وإذا أعدنا لراءة تارٌخ الشعرٌ ،عود أصل الشعر الجاهلً إلى الجنوب أكثر منه إلى وسط الجزٌرة العربٌة". صبة لفلسطٌن كؤرض مٌعاد للٌهود ورافضةً لول الربٌعً إن واجهت هذه الدراسات أطروحات أجنبٌة متع ّ السبً البابلً للٌهود كان من الٌمن ولٌس من فلسطٌن ،وإن "إسرابٌل" هً لبٌلة بابدة شؤنها شؤن "عاد" وهجرة الٌهود لم تكن إلى الشمال وإنما إلى جنوب البحر ،بمعنى ّ أن محطتهم التالٌة الجزٌرة العربٌة. وأ ّكد كمال صلٌبً فرضٌة هجرة الٌهود إلى الجنوب فً ممابلة مع مجلة «دٌر شبٌؽل» األلمانٌة لبل ثبلثٌن عاماً ،لال" :الٌهود لم ٌمطنوا أرض "فلسطٌن" وإنما مكثوا فً مناطك من ببلد عسٌر مثل تهامة والسراة، ولم ٌؤتوا إلٌها من مصر ،ألن «مصراٌم» المذكورة فً التوراة هً لرٌة "مصرمة" الموجودة فً جنوب ؼرب الجزٌرة العربٌة". أما فلسطٌن المذكورة فً التوراة ،بحسب وكٌل وزارة الثمافة الٌمنٌة عبدالهادي العزعزي ،فمد "أتت من كلمة ا إلله "سٌن" وهو إله الممر الذي كانت تعبده المملكة الجنوبٌة فً الٌمن ،والممصود بها الٌوم محافظة
35
إب وما جاورها .وتالٌاً ،نجد الكثٌر من الكلمات التً ما زال الناس ٌتداولونها كامتداد لهذا التؤرٌخ مثل "ٌاسٌن علٌهم" أي "إله السٌن ٌسلم علٌهم". باالضافة إلى ذلنٌ ،مول العزعزي ّ إن ألدم نسخة من التوراة هً النسخة التً حصلت علٌها إسرابٌل من الٌمن ،على اعتبار ّ أن الٌهود الشرلٌٌن هم جماعة دٌنٌة .إال أن هذه األفكار واألطروحات ما زالت ،بحسب المرالبٌن ،تحتاج إلى دراسات محلٌة مع ّممة ،انطبللا ً من الجهود البحثٌة العمٌمة التً بذلها المإرخون العرب واألجانب ،مرورا ً بموسوعٌة الرابد فً وصؾ جزٌرة العرب ،الحسن الهمدانً .ومع ذلن ،فلربما ٌتمنّى ي من هذه الفرضٌات صحٌحة. الٌمنٌّون أال تكون أ ّ رد على ما سبك تم تؽٌٌر او تحرٌؾ بعض الكلمات الواردة فً التوراة السرٌانٌة االصلٌة وذلن عندما طلب بطلٌموس مساعدة 72كاهنا لترجمة التوراة للرومانٌة والتً هً المرجع الٌوم لجمٌع النسخ المترجمة من التوراة وكان ذلن فً المرن الثالث تمرٌبا لبل المٌبلد خبلل احتبلل االسكندر لما ٌعرؾ الٌوم بجمهورٌة مصر العربٌة.. اما الدافع الذي بسببه تجرأ بطلٌموس وطلب التزوٌر من الكهنة السبعٌنٌون -نسبة لعددهم -فكان دافعا التصادٌا صرفا ٌهدؾ فً النهاٌة لتحوٌل االراضً المصرٌة الى مركز للتجارة العالمٌة حٌنها وذلن بابرازها كمهد لبلنبٌاء واالدٌان والمعجزات وجعلها مركزا الهتمام الشعوب وذلن ما ٌبدو فً االشارة الدابمة فً المرآن الكرٌم الى تحرٌؾ اهل الكتاب الكلم عن مواضعه. نجحت الخطة بامتٌاز وتحولت احداث التارٌخ المدٌم بفضل هذا التحرٌؾ او التزوٌر الى جزء من التارٌخ المصري وتم ترسٌخ الجؽرافٌة التواراتٌة البطلٌموسٌة الجدٌدة كحمابك ال تمبل الجدل فً الوعً التارٌخً لكل الشعوب بما فٌها شعوب الدٌانات الثبلث فماهً هذه الكلمات التً تم تحرٌفها فً التوراة وماهً االثار الناجمة عن هذا التحرٌؾ؟ الكلمات المحرفة الربٌسٌة هً"-1مصر" حرفت لتصبح "اٌجبت" "-2النهر" لتصبح "نهر النٌل""-3وادي شباعة" لتصبح "وادي سبع" "-4تهامة" لتتحول الى "تهوم" والتً وردت فً التوراة الكثر من ثبلثٌن مرة. هذه هً الكلمات االربع التً تم تحرٌفها او تزوٌرها بشكل اساسً ولكن نتابج هذا التحرٌؾ انسحب على جؽرافٌة االحداث التواراتٌة برمتها. النتٌجة: -1جمهورٌة مصر العربٌة الحالٌة لٌست هً مصر الواردة فً المرآن ابان احداث موسى ولكنها لرٌة المصرمة فً جنوب الجزٌرة العربٌة. 36
-2فلسطٌن الحالٌة لٌست هً فلسطٌن الواردة فً التوراة ولم تشهد اي حدث من االحداث التوارتٌة وهذا ما ٌإكده الفشل الذرٌع لآلن فً اكتشاؾ اي أثر مهما كان بسٌطا ٌدل على ولوع تلن االحداث فً فلسطٌن الحالٌة. -3بنو اسرابٌل المذكورٌن فً المرآن ما هم اال فرع من المبابل العربٌة البابدة االصلٌة واللؽة العبرٌة ماهً اال احدى اللهجات العربٌة "السامٌة" "لؽة النبً ابراهٌم". --4الٌم الذي ألمته فٌه ام موسى وضربه النبً موسى فانشك لٌس هو نهر النٌل بل هو وادي بٌشة. -5النبً ابراهٌم لم ٌكن له اي صلة بالعراق او فلسطٌن بل تمت لصته كاملة فً االراضً الحجازٌة. -6الملن داوود والملن سلٌمان ومعجزاتهم الخالدة وكذلن حروب داوود وطالوت وجالوت المذكورة فً المرآن الكرٌم لم ٌكن مٌدانها فلسطٌن بل كانت فً جنوب ؼرب الجزٌرة العربٌة.
أسطورة عبور األردن وسموط أرٌحا ٌكتب فاضل الربٌعً
37
ما ٌموله هذا الكتاب ،وبخبلؾ النظرٌات الدارجة ،هو النالً: : -1إن العبرانٌٌن لم ٌعبروا نهر األردن -البلد العربً -وهم لم ٌعرفوا هذا المكان الذي إختلمه االستشرالٌون من التٌار التوراتً ،ولاموا بتروٌجه وتسوٌمه كوالعة تارٌخٌة .وفً الوالع ،ال توجد -بوجه اإلطبلق -فً التارٌخ المدٌم حادثة من هذا النوع ،نجم عنها ظهور جماعة سوؾ ُتعرؾ بهذا االسم ،وكل ما لٌل وكتب من مإلفات معروفة فً الثمافة التارٌخٌة الؽربٌة ،ال ٌتعدى فً هذا النطاق من الفكرة ،حدود التلفٌك واإلختبلق المإسس على الوهم والهوس الممزوج باإلعجاب بإسرابٌل .وبرأٌنا ،أن الممصود من (العبرانٌٌن) و( بنً إسرابٌل) اإلشارة إلى جماعتٌن بشرٌتٌن منفصلتٌن ال جماعة واحدة .وهذا التمٌٌز ها ٌم للؽاٌة لفّن اإلرتباط التعسفً الذي جمعهما ،وأوحى ألجٌال وأجٌال من البشر فً مختلؾ أرجاء العالم ،بؤن اإلسرابٌلٌٌن أحفاد العبرانٌٌن ،وأن هإالء أخذوا من أجدادهم ،لؽتهم العبرٌة ( لسانهم المدٌم) الذي ٌعرفون به. : -2وفً سٌاق هذا الزعم شاع فً مختلؾ األوساط ،حتى األكادٌمٌة والعلمٌة منها ،المول أن ٌهود الٌوم فً العالم كله ٌتحدّرون من سبللة بنً إسرابٌل .ولذلن ،حدث دمج جدٌد ومزٌؾ ٌماثل بٌن المبٌلة ( بنو إسرابٌل) وبٌن معتنمً الدٌانة الٌهودٌة؟ وبحٌث صار كل منهما داالً على اآلخر ،فعندما تمول( ٌهودي) ٌفهم من لولن ،أنن تعنً بنً إسرابٌل الذٌن ورد ذكرهم فً التوراة والمرآن ،وأن لولن ( بنو إسرابٌل) ٌعنً أنن تمصد الٌهود بعا ّمة. : -3كما شاع المول– وهو خاطا جملة وتفصٌبلً وال أساس له فً السجبلت التارٌخٌة -أن العرب والٌهود أبناء عمومة ترتفع إلى الجد المشترن إبراهٌم .وهذا ؼٌر منطمً ،ألن لرابة الدم الٌمكن أن تموم بٌن لبابل عربٌة وجماعات من شعوب أخرى أوروبٌة مثبلً ،اعتنك أجدادها الٌهودٌة؟ وكٌؾ ٌمكن تخٌّل أن المصري المعاصر ،مثبلً ،هو ابن عم لٌهودي إٌرلندي؟ ومن المنظور األنثروبولوجً سوؾ ٌبدو أن من ؼٌر المنطمً كذلن ،تخٌّل وجود لرابة دم على أساس الدٌن ،بٌن أبناء لبٌلة عربٌة ( طا أو تمٌم مثبلً) وبٌن عربً آخر من أتباع الٌهودٌة لكنه ٌنتمً لمبٌلة حمٌر الٌمنٌة ،ذلن أن المرابات تموم على أساس العرق ال على المعتمد . تكرٌس منهجً للدمج التعسفً بٌن العبرانٌٌن وبنً إسرابٌل ،وراجت : -4وفً إطار هذه اإللتباسات ،حدث ّ أسطورة أن العبرانٌٌن هم أبناء عابر ،وإلٌهم تنسب اللؽة العبرٌة. : -5وأن هإالء أخذوا اسمهم واسم لؽتهم– العبرٌة -من ( عبور األردن ) النهر العربً .وهكذا ،جرت سلسلة ال تكاد تنمطع من التماثبلت بٌن أعراق وجماعات ولهجات ولؽات ،عاشت فً عصور وفترات مختلفة ،ولم تجمعها روابط أو لرابات حمٌمة. : -6وفً سٌاق هذه التماثبلت الزابفة أٌضاً ،تناسى الكثٌرون الحمٌمة البسٌطة التالٌة :إن الٌهودٌة دٌن عربً لدٌم من دٌانات العرب ،بزغ فجرها فً أوساط العرب الجنوبٌٌن ( الٌمنٌٌن) ولم تكن دٌنا ً ؼرٌباً ،أو وافدا ً علٌهم من خارج الجزٌرة العربٌة ،وهً انتشرت فً الٌمن فً فترات ومراحل ال ٌعرؾ التارٌخ
38
المكتوب عنها الكثٌر .والتوراة كما عرفها العرب المدماء ،كتاب إخباري -دٌنً ممدس من كتبهمٌ ،تضمن التشرٌعات الدٌنٌة والمصص واألخبار واألشعار التً سجلها بنو إسرابٌل .كما أن التوراة شؤنها شؤن الكتب الممدسة األخرى ،تتضمن لصص وأشعار وأخبار األولٌن من المبابل والجماعات التً ٌعرفها العرب، وبعض لبابلهم تنتسب إلى هذه الجماعات مثل السلؾ ( الشلؾ) وجشم ،وعبد وسلمه وجبر إلخ ... ٌخص : -7واألمر المإكد بالنسبة لً ،كما برهنت فً مناسبات سابمة ،أن التوراة ال تتضمن أي شًء ً فلسطٌن أو ٌلمح إلى ذكرها بؤي صورة من الصور؛ بل ال صلة لها بفلسطٌن أو تارٌخها .وكل ما ٌُزعم عن وجود وصؾ لفلسطٌن كؤرض ٍ للمٌعاد الٌهودي ،لٌس أكثر من تروٌج ألكاذٌب وخدع استشرالٌة ،تنتمً الى العصر االستعماري وهً من نتاجه ،إذ ال وجود السم الفلسطٌنٌٌن أو فلسطٌن فً التوراة. مٌز المرآن الكرٌم -كما فعل العرب فً الجاهلٌة تماما ً-بٌن الٌهودٌة وبنً إسرابٌل ،تمٌٌزا ً دلٌما ً : -8لمد ّ ونهابٌا ً ال ٌمبل أي جدل ،فالٌهودٌة دٌن ،وبنو إسرابٌل لبٌلة .وذلن واضح كل الوضوح من اآلٌات والسور المرآنٌة التً نددّت بالٌهود ،ولكنها م ّجدت بنً إسرابٌل .ولذلن ،ال صلة للجؽرافٌا التً وصفتها التوراة فً لصصها ،بؤي جؽرافٌا أخرى سوى جؽرافٌة الٌمن المدٌم التً ولدت فٌها الٌهودٌة .لمد ولدت الٌهودٌة كدٌن عربً فً أرض العرب( الٌمن) ولم تولد فً استرالٌا أو المكسٌن .وبكل ٌمٌن ،فلٌس النبً موسى نبٌا ً ألمانً النشؤة والمولد .وطبما ً لهذه البدٌهٌة التً طالما جرى التؽاضً عنها أو إهمالها أثناء النماش حول التارٌخ مر األزمان) المدٌم ،فإن التوراة تتضمن اشعارا ً ولصصا ً وأساطٌر عربٌة لدٌمة ،راح الكهنة ٌمصونها على ّ ألنها من أحسن المصص) بمعناها الوعظً واإلرشادي ،وهً ال تروي بؤي صورة من الصور أي شا من تارٌخ فلسطٌن المدٌم؟ ّ نمٌز : -9وإذا ما تمبلنا هاتٌن الفرضٌتٌٌن ( البدٌهٌتٌن) مبدبٌاً؛ فإن علٌنا التمٌٌز بدلة بٌن المبٌلة والدٌن ،كما مثبلً ،بٌن لرٌش واإلسبلم ،إذ ال تدّل لرٌش بإطبلق على اإلسبلم ،وال ٌمكن االفتراض أن كل لرشً هو مسلم ،أو أن كل مسلم هو من لرٌش .ولذلنٌ ،جب أن نمٌّز بٌن بنً إسرابٌل والٌهودٌة ،وأن نننشا إطارا ً مفهومٌا ً ٌعٌد وضع هما فً إطارهما الصحٌح كمبٌلة ودٌن ،إذ لٌس كل من انتسب لبنً إسرابٌل هو ٌهودي، ولٌس كل ٌهودي هو من بنً إسرابٌل .وبكل ٌمٌن ،فمد تحدثت التوراة بالتفصٌل عن إنشماق دٌنً أدى إلى إنمسام مملكة بنً إسرابٌل إلى مملكتٌن متصارعتٌن ،احداهما فً الجنوبٌ -هوذا -التً أدٌنت باالرتداد عن الشرعة الٌهودٌة ،وانؽماس سكانها فً العبادة الوثنٌة ،وهذا أمر أشار إلٌه المرآن الكرٌم فً السور التً تناولت بنً إسرابٌل وموسى ،وكٌؾ أنه وجد اتباعه ٌعودون لعبادة العجل الذهبً ،بٌنما ظلت األخرى فً الشمال تحمل اسم إسرابٌل .ووصؾ التوراة هذا – ٌهوذا فً الجنوب وبنً إسرابٌل فً الشمالٌ -تعارض كلٌا ً مع وصؾ إسرابٌل الحالٌة ،فٌهوذا والسامرة-أي الضفة الؽربٌة وؼزة -تمع فً الجنوب ،بٌنما تمع أراضً - 48أي ما ٌسمى إسرابٌل – فً الشمال؟ أي بما ٌتعارض وٌتنالض مع وصؾ فلسطٌن التارٌخٌة. فكٌؾ ٌمكن لبول هذه األكذوبة عن تطابك الوصؾ؟ : -10إن مصطلح العبرانٌٌن ،وبمعاٌٌر البحث التارٌخً والعلمًٌ ،دّل على جماعات بشرٌة كبٌرة ال جماعة واحدة ،بٌنما ٌدّل اسم( بنً إسرابٌل) على جماعة لبلٌة صؽٌرة بعٌنها .وكل خلط بٌن المفهومٌن سٌإدي ال محالة إلى نتابج خاطبة ،مماثلة لما وصلت إلٌه دراسات وبحوث االستشراق. 39
-11ومثل هذا التمٌٌز الذي نمترحه ،ضروري للؽاٌة لفهم صحٌح ألحداث التارٌخ المدٌم ،ذلن أن أسطورة عبور األردن ترتبط فً األصل بالعبرانٌٌن ولٌس ببنً إسرابٌل؟ وهإالء أخذوا اسمهم ،كما ٌمال عادة من هذه الوالعة المثٌولوجٌة ( األسطورٌة) .وبالرؼم من عدم وجود أي دلٌل تارٌخً ٌإٌد حدوثها ،وأن كل ما ورد عنها فً التوراة ال ٌشٌر بؤي صورة من الصور إلى عبللة مباشرة ببنً إسرابٌل ،فمد طؽى فً السرد التارٌخً ،الزعم بؤنهم عبروا األردن نحو أرض المٌعاد الفلسطٌنً؟ وبالطبع ،فمد كان من نتابج هذا الخلط التعسفً الذي لام به علماء آثار وباحثون ودارسون من الؽرب والشرق وعلى امتداد عمود طوٌلة ،أن جرى ً تنسٌب أسطورة العبور تلمابٌا ً إلى بنً إسرابٌل. بشكل تعسف ّ -12وحده ،فن اإلرتباط بٌن هذه التسمٌات والمفاهٌم والتصورات والمصطلحات ،هو الذي ٌم ّكن دارس التارٌخ من رإٌة الحمابك التارٌخٌة والعلمٌة. فً مإلفً السابك( فلسطٌن المتخٌّلة ) كتبت ما ٌلً: ( لمد آن األوان ألن تتمدم أوروبا-والؽرب بؤسره -باعتذار صرٌح للفاسطٌنٌٌن والعرب والمسلمٌن عن النتابج المؤسوٌة التً تسبّب بها الخٌال االستعماري ال ُمفرط-ونزعات المستشرلٌن التوراتٌٌن وعنجهٌتهم وعنصرٌتهم السمٌمة -فً تدمٌر شعب وتشرٌده عن وطته .لمد أدًت هذه النتابج إلى ( تهوٌد) التارٌخ الفلسطٌنً ،وإلى ولوع مؤساة شعب وأمة جرى اإلستٌبلء على أرضها وتارٌخها وثمافتها االمدٌمة بالموة الؽاشمة .بٌد أن ذلن لن ٌكون ممكنا ً وال كافٌا ً من دون خطوة جرٌبة من علماء التوراة فً العالم ،بإعبلن صرٌح ممابل ال لبس فٌه ٍعن بُطبلن المراء االستعمارٌة للتوراة ،واإللرار بالخطؤ الفادح فً هذه المراءة واالعتراؾ بحمٌمة أن االنتساب الى دٌن بعٌنه،ال ٌبرر الحك فً أي ُمطالبة ؼٌر مشروعة ب أخرى ،واإللرار بوجود حاجة إلى ترجمة جدٌدة للنص التوراتً الممدس ،تزٌل كل صلة بؤراضً شعو ٍ وهمٌة بٌنه وبٌن فلسطٌن .إن لمن اإلجحاؾ والتعسؾ ؼٌر المبرر ،تخًٌل وجود حك دٌنً فً أرض العرب- بالنسبة لمسلم فلبٌنً مثبل ً -لد ٌخرج على العالمٌ ،و ًما ما ،لٌزعم أنه ٌنتسب لمرٌش وهو من سبللتها ،وله الحك بالمطالبة بإرث أجداده فً مكة ،لمجرد كونه دان بدٌن العرب فؤصبح مسلما ً ؟ إن كونه مسلما ً ال ٌعطٌه الحك فً ادعاء االنتساب إلى لرٌش .واألمر ذاته ٌنطبك على حالة الٌهود فً العالم كله؛ فهإالء دانوا بالٌهودٌة وهً دٌن عربً– مثله مثل المسٌحٌة واإلسبلم -ولكنهم لٌسوا ،بكل تؤكٌد ،من سبللة لبٌلة بنً إسرابٌل الٌمنٌة المنمرضة والبابدة .
انتهى الملف
40