العلاقة امريكا الاخوان دراسة بكر 7 2011

Page 1

‫العالقات بٌن الوالٌات المتحدة واإلخوان المسلمٌن‬ ‫من االلتباس واالرتباك الى التفهم والتعاون‬ ‫‪| 1‬‬

‫بكر أبوبكر‬ ‫المحتوٌات‬ ‫مقدمة‬ ‫أٌن كانت البداٌة؟‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة االستكشاف‬ ‫المرحلة الثانٌة‪ :‬مرحلة الحوار المستتر‬ ‫ظهور النجمان رٌتشاردونً‪-‬العرٌان‬‫ماذا ٌقول السفٌر رٌتشاردونً‬‫المرحلة الثالثة‪:‬مرحلة االنعطافة والدور القطري‬ ‫النجم الشٌخ ٌوسف القرضاوي‬‫المرحلة الرابعة‪ :‬الحراك االسالمً المعتدل‪ ،‬والتقدٌم للعالم‬ ‫روبرت مالً ٌدعم "نتنٌاهو" و"االخوان"‬‫مراكز األبحاث االمرٌكٌة والنجم روبرت مالً‬‫المرحلة الخامسة‪:‬الظهور وعبور الجسر‬ ‫النجم د‪.‬جاسم السلطان‬‫أكادٌمٌة التغٌ​ٌر‬‫دالالت العالقة والرسائل المبعوثة‬ ‫نجاح السٌاسة االمرٌكٌة مع "االخوان"‬ ‫المراجع‬


‫العالقات بٌن الوالٌات المتحدة واإلخوان المسلمٌن‬ ‫من االلتباس واالرتباك الى التفهم والتعاون‬ ‫‪| 2‬‬

‫بكر أبو بكر‬ ‫مع صراحة المواقؾ األمرٌكٌة مإخرا التً تتقرب من اإلخوان المسلمٌن داعٌة الستمرار‬ ‫الحوار معهم فً إشارة إلى انه بدأ منذ زمن دالالت كثٌرة‪ ،‬من أهمها اطمبنان الوالٌات المتحدة‬ ‫لسلوك وتوجهات الجماعة من جهة‪ ،‬ورؼبة منها فً المراهنة على الجواد الفابز بعد أحداث الربٌع‬ ‫العربً خاصة فً مصر‪ ،‬فً رسالة واضحة للجماهٌر العربٌة الواسعة‪ ،‬فحٌث تتحقق المصالح‬ ‫األمرٌكٌة المعروفة فً المنطقة فان الكونؽرس مفتوح الذراعٌن ألي تنظٌم أو حزب أو منظمة‬ ‫أوجماعة‪.‬‬ ‫ٌقول الكاتب جمال عصام الدٌن (قد ٌكون البعض قد فوجىء بما أعلنته وزٌرة الخارجٌة‬ ‫األمرٌكٌة هٌالري كلٌنتون ٌوم الخمٌس ‪ٌ 30‬ونٌو الماضً حول قرار ادارة أوباما فتح ‪/‬استبناؾ‬ ‫قنوات اتصال علنٌة مع جماعة اإلخوان المسلمٌن فى مصر‪ .‬ولكن لمن ٌعرفون السٌاسة األمرٌكٌة‬ ‫فى مصر فى السنوات األخٌرة‪ ،‬فان تلك لٌست مفاجؤة على اإلطالق‪ .‬فاالتصاالت كانت تجري بٌن‬ ‫أعضاء من الكونجرس األمرٌكً وأعضاء من اإلخوان فى السفارة األمرٌكٌة فى القاهرة طوال‬ ‫عهد حسنً مبارك وخصوصا فى السنوات األخٌرة وبالتحدٌد بعد عام ‪ 2005‬وهو العام الذى‬ ‫فازت فٌه الجماعة ب ‪ 88‬مقعدا فى مجلس الشعب)‪ ،‬ونقول بل أبعد من ذلك ما سنعرضه فً هذه‬ ‫الورقة ‪.‬‬ ‫وكما ان الكونؽرس ٌفتح ذراعٌه ‪ ،‬فً المقابل فان اإلخوان المسلمٌن الذٌن لم ٌجدوا ؼضاضة‬ ‫طوال تارٌخهم فً فتح عالقات مع الؽرب والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة حتى فً ظل صراع‬ ‫المعسكرٌن الشٌوعً االشتراكً والرأسمالً األمرٌكً وعندما كان ٌنظر للعالقات مع أمرٌكا كتهمة‬ ‫ٌجتهد أي كان إلزاحتها عن كتفٌه‪ .....‬فؤٌن مكمن االستؽراب فً أن ٌنشط الحوار العلنً بٌن‬ ‫اإلخوان المسلمٌن واإلدارة األمرٌكٌة اآلن؟‬ ‫لذا جاء تصرٌح د‪ .‬محمود ؼزالن المتحدث االعالمً الرسمً لجماعة االخوان المسلمٌن فً‬ ‫هذا السٌاق حٌث قال وعلى موقع االخوان المسلمٌن "أن مكتب اإلرشاد قرر أن الحوار مبدأ ثابت‬ ‫لدى اإلخوان المسلمٌن طٌلة تارٌخهم ومع كل القوى واالتجاهات‪ ،‬ومن ثم فنحن مستعدون للحوار‬ ‫مع اإلدارة األمرٌكٌة إذا قررت ذلك فً إطار من االحترام المتبادل"‪ .‬مضٌفا "نحن نعتبر‬ ‫تصرٌحات مسإولٌن أمرٌكٌ​ٌن عن إجراء حوار رسمً مع الجماعة أحد مكتسبات الثورة"‬


‫مقدمة‬

‫‪| 3‬‬

‫نحاول فً هذه الورقة أن نتعرض للعالقة بٌن الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة واإلخوان المسلمٌن‬ ‫وتخصٌصا قٌادة الجماعة فً مصر‪ ،‬من خالل ‪ 3‬اتجاهات األول من خالل تسلسل زمنً نتوقؾ فٌه‬ ‫عند بعض المحطات مشٌرٌن ألبرز حوادثها وعالقاتها وفً االتجاه الثانً المتكامل مع األول‬ ‫سنسلط الضوء على خمس شخصٌات رأٌنا لها دورا هاما فً هذه العالقة المتوترة والمتذبذبة حٌنا‬ ‫واالٌجابٌة الحمٌمة فً أحٌان أخرى ‪ .‬ثم نستعرض دالالت هذه العالقة‪.‬‬ ‫من الممكن أن نشٌر إلى الشخصٌات الخمسة التً كان لها إسهام مثٌر فً بناء العالقة بٌن‬ ‫اإلخوان المسلمٌن وبٌن الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬وهً الشخصٌات التً كان لكل منها دور فً‬ ‫جزء أو مساحة او فً مرحلة ما بحٌث أن التواصل بٌن هذه الشخصٌات ومن تحلق حولها‪ ،‬وربما‬ ‫شخصٌات أخرى أٌضا لٌس بالضرورة مباشرا‪ ،‬وهذه الشخصٌات الخمسة التً سنتعرض لها هً‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫السفٌر فرانسٌس رٌتشاردونً‬ ‫د‪ .‬عصام العرٌان‬ ‫الشٌخ ٌوسؾ القرضاوي‬ ‫روبرت مالً‬ ‫د‪ .‬جاسم السلطان‬

‫أٌن كانت البداٌة؟‬ ‫‪ 1979‬وقد ترجع لعام ‪1953‬‬ ‫من الممكن اإلشارة لبداٌة العالقة أنها كانت بداٌة من عام‬ ‫وربما إلى العام ‪ 1946‬ما سٌتم االشارة الٌه فً السٌاق ‪ ،‬ولكن العام ‪ٌ 1979‬ظل األكثر ؼنى فً‬ ‫بناء عالقة عادٌة لٌست تناحرٌه أو عدابٌة أو متشككة بشكل كبٌر بٌن الطرفٌن‪.‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة االستكشاف‬ ‫فً هذا العام المثٌر أي عام ‪ 1979‬وقعت اتفاقٌات كامب دٌفٌد‪ ،‬كما انتصرت الثورة اإلٌرانٌة‬ ‫ووقع اقتحام الطالب االٌرانٌ​ٌن للسفارة األمرٌكٌة فً طهران واحتاللها واحتجاز موظفٌها كرهابن‪،‬‬ ‫وأٌضا فً ذات العام قام االتحاد السوفٌاتً (السابق) باحتالل أفؽانستان وذلك فً ذروة الحرب‬ ‫الباردة بٌن المحورٌن الشٌوعً االشتراكً بقٌادة االتحاد السوفٌتً من جهة والرأسمالً بقٌادة‬ ‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة من جهة أخرى‪.‬‬


‫‪| 4‬‬

‫فً هذا العام تقدمت اإلدارة األمرٌكٌة بطلب للمرشد العام لإلخوان المسلمٌن عمر التلمسانً‬ ‫ان ٌتدخل لدى الحكومة اإلٌرانٌة لإلفراج عن الرهابن األمرٌكان‪ ،‬وفعال قام التلمسانً بطلب زٌارة‬ ‫إٌران التً رحبت به ولكن باشتراط عدم الحدٌث بموضوع الرهابن وكما ٌفٌد د‪ .‬عصام العرٌان فً‬ ‫شهادته عن هذه المرحلة حٌث ٌعلق قابال‪( :‬قدر األمرٌكٌون بال شك جهود " اإلخوان" ورؼبتهم‬ ‫واستعدادهم للتدخل لحل أزمة إنسانٌة كؤزمة الرهابن‪.)...‬‬ ‫لٌشٌر فً موضع أخر إلى شكل " التقدٌر" األمرٌكً للجهود االخوانٌة حٌنما قام الربٌس‬ ‫األمرٌكً حٌنها جٌمً كارتر عراب اتفاقٌة السالم المصري االسرابٌلً (كامب دٌفد) ( بالتوسط‬ ‫لدى الربٌس أنور السادات لإلفراج عن معتقلً الجماعة بالسجون المصرٌة)‪ ،‬وتواصلت اللقاءات‬ ‫الحقا إال أنها توقفت مع ( بداٌة الحملة المسعورة التً شنها نظام حسنً مبارك ضد اإلخوان فً‬ ‫الثمانٌنات ) بحسب عصام العرٌان أٌضا ‪.‬‬ ‫فً العام ‪ 1979‬تالقت ثالثة اتجاهات (إسالموٌة) كان االتجاه األول ممثال لجماعة اإلخوان‬ ‫المسلمٌن (الرسمٌة) ‪ ،‬والثانً ممثال ألحد تجلٌات الحالة بشكلها المتطرؾ والمنشق عن اإلخوان‬ ‫المسلمٌن من خالل تنظٌم الجهاد المصري الذي ظهر فً أواخر السبعٌنات فً مصر لٌكفر المجتمع‬ ‫مع تنظٌم الجماعة اإلسالمٌة ( التكفٌر والهجرة)‪،‬ولٌقوم بسلسة من العملٌات (اإلرهابٌة) ضد الدولة‬ ‫والناس والسٌاح األجانب‪.‬‬ ‫أما االتجاه الثالث فلقد مثل تٌار ما أصبح ٌسمى الحقا (السلفٌة الجهادٌة) بزعامة الملٌونٌر‬ ‫السعودي أسامة بن الدن‪.‬‬ ‫وبؽض النظر عن تارٌخ التحاق كل طرؾ ( بالجهاد األفؽانً) ضد "الكفار الشٌوعٌ​ٌن" من‬ ‫الروس‪ ،‬فلقد كان هذا "الجهاد" مدعوما بالملٌارات من عدد من الدول العربٌة على رأسها المملكة‬ ‫العربٌة السعودٌة‪ ،‬ومن قبل الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والصٌن وباكستان اال ان هذا التعاون بٌن‬ ‫هذه الدول وبٌن اإلطراؾ (االسالموٌة) العربٌة المقاتلة الثالثة سرعان ما انقلب إلى خالؾ حاد‪.‬‬ ‫اذن كانت هذه المرحلة مرحلة استشكشاؾ واختبار أثبت فٌها االسالموٌون تعاونهم التام مع‬ ‫الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة فً حربها ضد االتحاد السوفٌتً‪ ،‬وان كان لكل منظوره الخاص اال ان‬ ‫المصالح السٌاسٌة واالستراتٌجٌة اتفقت معا ولمدة ‪ 10‬سنوات امكن لالمرٌكان فٌها االعتماد الكلً‬ ‫على الفصابل االفؽانٌة من خالل عالقات مباشرة او عبر المخابرات المركزٌة االمرٌكٌة ونظٌرتها‬ ‫الباكستانٌة مع الفصابل وعبر "األفؽان العرب" بتٌاراتهم‪ ،‬وعلى رأسهم الفلسطٌنً د‪.‬عبد هللا عزام‬ ‫الذي "جاهد" وناضل ونافح عن دور الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة حتى اتهم بالعمالة من صدٌقٌه‬ ‫اللدودٌن ونبذ منهما حتى قتل (مراجعة حوارات عزام وبن الدن والظواهري على موقع عبد هللا‬ ‫عزام)‪.‬‬ ‫مرحلة االستشكاؾ بٌن االمرٌكان و"االخوان" نجحت اال أن طرفً التطرؾ (االسالمً)‬ ‫رسما خطا موازٌا بعٌدا عن الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة اثر (نصر) االفؽان‪.‬‬


‫المرحلة الثانٌة‪ :‬مرحلة الحوار المستتر‬ ‫‪| 5‬‬

‫حٌث أنه مع أندحار االحتالل السوفٌتً عام ‪ 1989‬اشتعلت الحرابق فً البٌت اإلسالموي‬ ‫وتقاتلت الفصابل األفؽانٌة على الكرسً بصراع اشد ضراوة مما خاضوه متفرقٌن ضد االتحاد‬ ‫السوفٌتً‪ ،‬ولٌس هذا بحثنا هنا‪.‬‬ ‫ولكن ما حصل مع اإلطراؾ الثالثة (العربٌة – اإلسالمٌة) هو اهتمامنا حٌث اختلؾ كل من‬ ‫أسامة بن الدن وأٌمن الظواهري وعبد هللا عزام فؤشار األول ( ممثل السلفٌة الجهادٌة) إلى أن العدو‬ ‫اآلن بعد ان (من هللا علٌنا بالنصر المإزر) ضد الكفار الشٌوعٌ​ٌن هو األمرٌكان‪ ،‬واعتبر أٌمن‬ ‫الظواهري أن األنظمة الكافرة هً العدو مشٌرا الى تكفٌر المجتمعات‪ ،‬بٌنما رفض عبد هللا عزام‬ ‫تكفٌر المجتمعات واألنظمة واعتبر ان الهدؾ اآلن هو‪ :‬تحرٌر فلسطٌن ورفض استعداء‬ ‫األمرٌكان إلى درجة ان اتهم من اآلخرٌن بالعمالة للوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وتم االنفضاض عنه‬ ‫وعدم الصالة خلفه‪ ،‬وعزله عملٌا إلى أن قتل‪.‬‬

‫فً العام ‪ 1989‬وامتدادا لخمسة سنوات عصٌبة كانت فٌها والٌة الربٌس األمرٌكً بوش‬ ‫األب ( ‪ )1993-1989‬تم رد العدوان العراقً على الكوٌت‪ ،‬وبدأت شهٌة أمرٌكا للنفط تنفتح أكثر‬ ‫فؤكثر فً إطار االنقضاض على النفط الخلٌجً والعراقً لكن هذه الفترة العصٌبة سجلت انتصارات‬ ‫مدوٌة ( لالسالموٌ​ٌن) ولإلخوان المسلمٌن تحدٌدا فً عدة بلدان لم تكن أفؽانستان هً الوحٌدة بٌنها‪.‬‬ ‫استطاع د‪.‬حسن الترابً وعمر البشٌر فً السودان من االنقالب على الحكم عبر ( ثورة‬ ‫اإلنقاذ) فً ‪ ، 1989/6/30‬وانتصر ( االسالموٌون) فً االنتخابات البلدٌة بشكل كاسح فً الجزابر‬ ‫فً أكثر من مكان ما جعل من الربٌس بوش األب برعونة سٌاسٌة باهظة التكالٌؾ ٌحدد (اإلسالم)‬ ‫كعدو دون فصل أو تحدٌد لخرٌطة التباٌنات فً النظر إلى التنظٌمات اإلسالمٌة (االسالموٌة)‪.‬‬ ‫وفً اشارة عابرة لضرورات الدراسة نعرج على مصطلح االسالموٌة الذي ٌتردد معنا فً‬ ‫هذه الورقة حٌث (ٌقول د‪.‬ولٌد أحمد السٌد أن مصطلح ‘اإلسالموٌة’ بات شابعا أكادٌمٌا أكثر فؤكثر‬ ‫لتوصٌؾ الحركات والدول التً تلتزم بخط ٌعتمد الشرٌعة اإلسالمٌة مرتكزا أساسٌا لها فً تفسٌر‬ ‫مختلؾ مناحً الحٌاة ‪ ......‬حٌث بات هذا التمٌ​ٌز ضرورٌا بٌن اإلسالم كدٌن ‪ ،‬واإلسالم كاٌدٌولوجٌة‬ ‫سٌاسٌة تحملها الحركات المعاصرة‪ ) ....‬بٌنما ٌعرفها (المصلح نت) بؤنها (حركة إٌدٌولوجٌة‪ .‬إضافة‬ ‫إلى أنها برنامج ٌسعى إلى تؽٌ​ٌر جذري فً التركٌبة اإلسالمٌة الدٌنٌة‪ ،‬والفكرٌة‪،‬‬ ‫والسٌاسٌة‪....‬ونضٌؾ‪ :‬وٌسعى للسلطة والحكم‪ ،‬وآخرٌن ٌربطونها بالتطرؾ وأحادٌة التفكٌر‬ ‫والصواب واقصاء اآلخر‪ ،‬وحٌث كل مسلم اسالمً ولٌس بالضرورة اسالموي)‬


‫برز فً تلك الفترة محاوالت أمرٌكٌة للفصل بٌن مفاهٌم اإلسالم السٌاسً واإلسالم الشعبً‬ ‫واإلسالم الحكومً ثم تطورت األفكار بعٌدا عن (اإلسالم) ككل إلى الجماعات اإلسالمٌة (أو‬ ‫االسالموٌة) وهنا وفً هذه الفترة وخاصة مع نشوء عالقة متمٌزة فً إطار تطور هام سنبرزه‬ ‫بوضوح‪.‬‬

‫‪| 6‬‬

‫بدأ القلق الذي صاحب استهداؾ االدارة االمرٌكٌة (لإلسالم) ٌنمو فً مراكز األبحاث المختلفة‬ ‫وفً بعض المحاور فً اإلدارة األمرٌكٌة بحٌث ظهر التطور األبرز فً مسٌرة العالقة االمرٌكٌة‬ ‫مع االخوان المسلمٌن وهو التطور الذي سٌترك بصمات حقٌقٌة على المستقبل اذ أقام السكرتٌر فً‬ ‫السفارة األمرٌكٌة فً مصر عالقة مباشرة مع اإلخوان المسلمٌن وأجرى معهم حوارات مطولة بل‬ ‫وكان ٌزورهم فً مقر اإلخوان المسلمٌن بحٌث أن األعوام ( ‪ )1990 -1987‬كانت أعوام عالقة‬ ‫مباشرة وسلسلة وؼنٌة كان طرفاها الربٌسٌان هما (فرانسٌس رٌتشاردونً) ود‪.‬عصام العرٌان الذي‬ ‫كان حٌنها ناببا عن اإلخوان المسلمٌن فً مجلس الشعب المصري‪.‬‬ ‫لقد تطورت هذه العالقة إلى درجة أن األمرٌكان وكما ٌفٌد د‪ .‬عصام العرٌان نفسه عرضوا‬ ‫علٌه االنخراط فً برنامج تؤهٌل لمدة شهر فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪.‬‬

‫ظهور النجمان‪:‬رٌتشاردونً‪ -‬العرٌان‬ ‫ٌشٌر د‪ .‬عصام العرٌان فً أحد مقابالته الهامة إلى أن الحوار مع االمرٌكان الذي تم ولم ٌنكره‬ ‫مطلقا هو (حوار حضاري انسانً) ‪ ،‬خاصة انه كان ٌتم (فً اطار سٌاسة عامة تتبعها الخارجٌة‬ ‫االمرٌكٌة وهً‪ :‬نحن نلتقً ممثلً المعارضة فً كل برلمانات العالم وأعضاء األحزاب المعارضة‬ ‫وحتى عندما ال ٌكونون أعضاء فً البرلمان) كما قال النجم المقابل للعرٌان السفٌر فرانسٌس‬ ‫رٌتشاردونً‬

‫ومع هذه الحوارات واللقاءات والتً منها لقاءات وزٌارات رٌتشاردونً لمكتب االخوان وااللتقاء‬ ‫(بً والمستشار الهضٌبً بحكم عضوٌة كل منا فً البرلمان من ‪ )1990-78‬كما ٌقول د‪.‬عصام‬ ‫العرٌان‪ ،‬اال أن هذا الحوار بنى عالقة وصفها العرٌان (بالملتبسة) وكانت أبرز ملفات الخالؾ فٌها‬ ‫مع الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة هً‪:‬‬ ‫ دعم النظم الدٌكتاتورٌة‬‫ الحرب على اإلرهاب‬‫‪ -‬العدو الصهٌونً‬


‫ مصالح الشعوب واحترام القانون الدولً‬‫‪ -‬احتالل العراق‬

‫‪| 7‬‬

‫وبما ان د‪ .‬عصام العرٌان قد أشار الى المستشار الهضٌبً كمحاور معه فان الكاتب عمرو‬ ‫عبد السمٌع فً صحٌفة االهرام ٌإكد اشارة د‪.‬عصام العرٌان لهذه االتصاالت منسوبة للهضٌبً‬ ‫قبئال (كُج أول يٍ َشر عُهب عبو ‪ 1993‬فى حىار يع انًسخشبر يأيىٌ انهضيبى (وقج كىَه َبطقب‬ ‫رسًيب ببسى انجًبعت)‪ ،‬حيث ركر نى أٌ نقبءاث أيريكيت (يرحيٍ أو ثالثب فى انعبو نًذة سج سُىاث‬ ‫قبم حرة انخهيج ‪ ، )1991‬جرث ببإلخىاٌ‪ ،‬وأٌ يٍ قبو بهب يسئىنىٌ ببنسفبرة (سكرحير أول) ‪-‬هى‬ ‫فراَسيس ريخشبردوَي‪ -‬وسأنىا عٍ عالقت انجًبعت ببنخيبراث انًخطرفت‪ ،‬وانعهًبَييٍ‪ ،‬وكبَىا عهى‬ ‫درايت يعهىيبحيت دقيقت بكم يب يًس انحبنت انًصريت (وببنطبع هُبك اشبراث حبريخيت الحصبالث قبم‬ ‫ثىرة يىنيى بيٍ اإلخىاٌ واأليريكبٌ)‪.‬‬ ‫ومن المهم االشارة الى أن د‪.‬سعد الكتاتنً سكرتٌر عام حزب االخوان المسلمٌن الرسمً‬ ‫حالٌا (حزب الحرٌة والعدالة) كما ٌورد هو أٌضا انه قد شارك فً هذه االتصاالت‪/‬اللقاءات (التً‬ ‫ٌرفض أن ٌسمٌها حوارات) حٌث جرى لقاء عام ‪ 2007‬مع (ستٌنً هواٌر) زعٌم األؼلبٌة فً‬ ‫الكونؽرس‪ ،‬ثم لقاء آخر برباسة ربٌس حزب الوفد حٌنها محمود أباظة وبحضورهم‪ ،‬ومع السفٌر‬ ‫فرانسٌس رٌتشاردونً فٌما بعد‪ ،‬وٌقول الكتاتنً أنه ألقى محاضرة فً أمرٌكا فً جامعة جورج‬ ‫تاون الحقا عن (االسالم والؽرب) وبحضور عمرو حمزاوي وعمرو الشوبكً‪ ،‬ثم ٌشٌر للقاء آخر‬ ‫لالخوان مع االمرٌكان فً مصر مع وفد الكونؽرس برباسة (نانسً بٌلوز) وٌشٌر للقاء الحق مع‬ ‫سكرتٌرة السفارة االمرٌكٌة له شخصٌا‪.‬‬

‫ونعود للدكتورعصام العرٌان حٌث ٌحدد فً العام ‪ 2006‬بؤن شروط اإلخوان المسلمٌن للحوار الذي‬ ‫ٌقبلونه (باعتباره قٌمة حضارٌة) هً أن ٌكون‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مع كافة مكونات المجتمع األمرٌكً باستثناء اإلدارة األمرٌكٌة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وبشرط أن ٌمٌز األمرٌكان بٌن العنؾ اإلسالمً واالعتدال‬ ‫‪ - 3‬وان هناك تناقض مشروع بٌن هٌمنة إمبراطورٌة أمرٌكٌة وبٌن مشروع نهضة إسالمٌة‬ ‫إصالحٌة ٌقودها "اإلخوان"‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وان ٌنظر األمرٌكان للبدابل من خالل القوى الشعبٌة الحقٌقة بعٌدا عن الحكومات المستبدة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وٌدعو لحوارات مع األمرٌكان وكتابة مقاالت وندوات ومن خالل مراكز أبحاث ودراسات‬ ‫ومراكز تطور دٌمقراطً‪.‬‬


‫‪| 8‬‬

‫وتؤتً هذه الموافقة "االخوانٌة" على الحوار وان بالشروط السابقة أعاله فً هذا الوقت أي‬ ‫(ما بٌن العام ‪ )2008 -2005‬لسبب أن المحرك األساسً والداعً لمثل هذا الحوار هو السفٌر‬ ‫األمرٌكً فً القاهرة (فرانسٌس رٌتشاردونً)الصدٌق القدٌم للدكتور عصام العرٌان‪.‬‬ ‫حٌث استطاع السفٌر ان ٌبنً حوارات مع أركان المجتمع المصري‪،‬مع الحكومة واألحزاب‬ ‫كما مع الشعب الى الحد الذي استطاع فٌه تجنٌد أحد أعضاء مجلس الشعب كما تشٌر أحد أهم‬ ‫الصحؾ المصرٌة‪.‬‬ ‫فعقد اللقاءات والمحاضرات ال سٌما وانه ٌتحدث عدة لؽات من بٌنها العربٌة بطالقة إلى‬ ‫درجة انه ذهب إلى مدٌنة طنطا لحضور أحد الموالد‪.‬‬ ‫إلى ذلك أعلن د‪.‬عصام العرٌان فً مقالة له تحت عنوان( اإلخوان المسلمون وأمرٌكا ‪ ..‬جدل‬ ‫المبادئ والمصالح) فً ‪ 2006/3/2‬انه واإلخوان المسلمٌن بالطبع على استعداد الستقبال أي‬ ‫مندوب رسمً من اإلدارة األمرٌكٌة أو السفارة األمرٌكٌة إلجراء حوارات ولكن بشرط (علم‬ ‫وحضور الخارجٌة المصرٌة إن رؼبت ووفق أجندة واضحة وحوار علنً لمصلحة مصر والوطن‬ ‫العربً)‬ ‫مشٌرا بذلك إلى تواصل لقاءات اإلخوان المسلمٌن فً المسار الذي ال ؼبار علٌه وهو اللقاء‬ ‫(مع أعضاء الكونؽرس األمرٌكً فً مقر مجلس الشعب المصري مع آخرٌن أن رؼبوا فً‬ ‫الحضور)‬ ‫لقد برز فً هذه المرحلة اسمان كبٌران لهما إسهام رابد فً تعزٌز وبناء عالقة محددة‬ ‫وواضحة وذات أجندة علنٌة هما النجمان د‪ .‬عصام العرٌان والسفٌر األمرٌكً ‪ -‬السكرتٌر سابقا‪-‬‬ ‫فً السفارة فً مصر ( فرانسٌس رٌتشاردونً)‪.‬‬ ‫ولٌتؽلب اإلخوان المسلمٌن على عقبة أو معضلة العالقة(الملتبسة) مع األمرٌكان فؤنهم أكثروا‬ ‫من اإلشارة إلى أن العالقة مع الؽرب لم تكن جدٌدة حٌث انه فً( العام ‪ 1954‬وبعلم وتؤٌ​ٌد حكومة‬ ‫عبد الناصر وقتذاك) قام اإلخوان المسلمٌن بمفاوضات مع السفارة البرٌطانٌة‪.‬‬ ‫وٌرجع د‪ .‬عصام العرٌان فكرة بناء عالقة بٌن اإلخوان المسلمٌن واألمرٌكان إلى أبعد من ذلك‬ ‫تارٌخٌا حٌنما ٌشٌر إلى أن المرشد األول لالخوان المسلمٌن حسن البنا عمد إلى فتح عالقة مع‬ ‫السفارة األمرٌكٌة فً القاهرة بعد الحرب العالمٌة الثانٌة بؽرض التعاون لمحاربة الشٌوعٌة إال أن‬ ‫االتصال فشل‪ ،‬ولم ٌذكر لماذا ‪.‬‬


‫ماذا ٌقول السفٌر رٌتشاردونً؟!‬

‫‪| 9‬‬

‫ٌقول السفٌر األمرٌكً فً لقاء صحفً له عام ‪ 2007‬إلى أن ( اإلخوان ورؼم أنهم جماعة‬ ‫محظورة فً مصر منذ ‪ 1954‬إال أن الجماعة لٌست ضمن القابمة األمرٌكٌة للمنظمات اإلرهابٌة‬ ‫مثل حماس وحزب هللا ) ولٌجٌب علٌه د‪ .‬محمد حبٌب نابب المرشد العام لإلخوان آنذاك‪-‬خرج الحقا‬ ‫من مكتب االرشاد مهزوما وحانقا‪ -‬أن "اإلخوان" قابلوا أعضاء من السفارة األمرٌكٌة فقط أثناء‬ ‫زٌارة أعضاء من الكونؽرس للقاهرة ‪ ،‬وذلك ردا على أقوال السفٌر ( فرانسٌس رٌتشاردونً)‬ ‫للواشنطن تاٌمز حٌنما أشار انه ( شخصٌا دأب على زٌارة مقر الجماعة وسط البلد منذ كان موظفا‬ ‫صؽٌرا فً السفارة األمرٌكٌة بداٌة من الثمانٌنات وحتى أحداث ‪ 2001/9/11‬حٌث أعلنت الجماعة‬ ‫عن عدم رؼبتها فً مواصلة هذه اللقاءات) مشٌرا وهو اآلن (عام ‪ )2007‬سفٌر أمرٌكا فً القاهرة‬ ‫– كما‬ ‫إلى أن االتصاالت تتم‪ ،‬وبعلم وزٌرة الخارجٌة األمرٌكٌة (كوندلٌزا راٌس) رؼم إعالنها‬ ‫ٌقول السفٌر عام ‪ 2005‬بالقاهرة عدم االتصال بالجماعة خشٌة تؤثر العالقات مع مصر‪.‬‬ ‫لقد شكل الثنابً النجم رٌتشاردونً – العرٌان صلة اٌجابٌة فً العالقات بٌن الطرفٌن على‬ ‫الرؼم من أن العرٌان ٌصؾ العالقة الطوٌلة (الملتبسة) وذات (الحوار الحضاري االنسانً) ٌصفها‬ ‫أٌضا بؤنها اتسمت (باالرتباك والؽموض وعدم التحدٌد) من طرؾ اإلدارة األمرٌكٌة مرجعا السبب‬ ‫لعدم قدرة اإلدارة األمرٌكٌة على حسم مواقفها من عدد من القضاٌا الجوهرٌة التً أشرنا لها سابقا‬ ‫من فم العرٌان‪.‬‬

‫إال انه رؼم كل ذلك لم ٌجد ؼضاضة أبدا فً الحوار والتواصل وتمتٌن العالقة داعٌا إلى‬ ‫(الحوار مع األخر سواء كان ذلك عبر مراكز الدرسات والبحث أم عبر الفضابٌات والمٌدٌا‪ ،‬أو مع‬ ‫المراكز الحقوقٌة أو تلك المعنٌة بالتطور الدٌمقراطً‪ ، )...‬وعبر عقد ( ندوات وورش عمل بسرعة‬ ‫حول تجربة الحكومات العربٌة فً القرن الماضً‪ ،)..‬ومطالبا بحسم الوضع القانونً لإلخوان فً‬ ‫مصر ومشددا على ان (الحوار مع األمرٌكان ٌحتاج لتمهٌد وإعداد مسبق وتمهٌد إعالمً) كً ال‬ ‫ٌكون ( صادما للبعض) الذي ( ٌتصور وجود حالة حرب دابمة ومستمرة النهاٌة لها بٌن اإلخوان‬ ‫واألمرٌكان‪ ،‬هذا كان فً العام ‪ 2007‬فكٌؾ هً الحال الٌوم أي فً العام ‪2011‬؟ !‬ ‫ٌقول (فرانسٌس رٌتشاردونً) طرؾ االتصال األخر وذلك من خالل وثٌقة (وٌكٌلٌكس) عام‬ ‫‪ ( 2006‬إن صعود اإلخوان المسلمٌن ٌشٌر إلى الحاجة لمزٌد من الدٌمقراطٌة والشفافٌة فً الحكومة‬ ‫المصرٌة) وفً برقٌته إلى (روبرت مولر) مدٌر مكتب التحقٌقات الفدرالً الذي كان ٌزور القاهرة‬ ‫فً فبراٌر عام ‪ٌ 2006‬قول (إن "اإلخوان" لٌست منظمة دٌنٌة وال اجتماعٌة وال حزبا سٌاسٌا وإنما‬ ‫هً خلٌط من كل ذلك) مضٌفا للسٌد مولر قابال فً برقٌة ‪ 2005/11/29‬قبل زٌارة األخٌر لمصر‬ ‫( ان المسإولٌن المصرٌ​ٌن لدٌهم تارٌخ طوٌل من تهدٌدنا بوحش اإلخوان المسلمٌن) بمعنى رفضه‬ ‫ذلك وتسلٌكه الطرٌق لهم و معبرا عن رفضه لهذا األمر وناقال رأٌه لمولرلٌطالب الحكومة‬


‫المصرٌة (بضرورة أحداث مزٌد من الدٌمقراطٌة وانفتاح النظام)‪ ،‬وكما سٌقول الحقا الشخصٌة‬ ‫الثالثة من الشخصٌات الهامة فً بناء العالقة بٌن األمرٌكان واإلخوان وهو ( د‪.‬روبرت مالً) ان‬ ‫اسمحوا لهم بعمل حزب سٌاسً‪.‬‬

‫‪| 10‬‬

‫لقد أشار رٌتشاردونً فً برقٌته لمولر هذا وكؤنه ٌحاول أن ٌستشرؾ المستقبل (برقٌة‬ ‫‪ )2009/1/19‬بالقول أننا ( ال نقبل الطرح بان الخٌارات الوحٌدة لمصر هً أما نظام مستبد بطا‬ ‫اإلصالح وإما نظام إسالمً متطرؾ كما ال نرى أن المزٌد من الدٌمقراطٌة فً مصر سٌإدي‬ ‫بالضرورة الى حكم على رأسه اإلخوان)‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة االنعطافة والدورالقطري‬ ‫‪-2001‬‬ ‫فً الفترة المعتدلة نسبٌا ما بٌن والٌة الربٌس األمرٌكً بوش األب‪ ،‬وبوش االبن (‬ ‫‪ )2009‬وتحدٌدا فً والٌة الربٌس بٌل كلنتون ( ‪ )2001-1993‬كان الحراك الفلسطٌنً طاؼٌا بحٌث‬ ‫أن اتفاقٌات السالم والعودة للوطن وتؤسٌس السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة ثم تواصل المفاوضات‬ ‫واالتفاقٌات وصوال إلى محطة كامب دٌفٌد (عام ‪ )2001‬قد مثلت ثقة امرٌكٌة بإمكانٌة القضاء على‬ ‫االتجاهات اإلسالمٌة (االسالموٌة) أو زعزعتها أو دمجها أو تدجٌنها وإن كان الصوت ما زال‬ ‫عالٌا فً الحرب على (اإلرهاب)‪.‬‬ ‫فً هذه الفترة ٌحصل متؽٌر هام جدا فً سٌاق أن االتصاالت بٌن اإلخوان المسلمٌن‬ ‫والوالٌات لمتحدة لم تنقطع منذ ( ‪ )2001-1987‬وإن مرت بمراحل و مستوٌات مختلفة (حٌث‬ ‫االرتباك والؽموض وعدم التحدٌد‪-‬كما ٌقول العرٌان)‪.‬‬ ‫هذا المتؽٌر الذي تمت النظرة إلٌه فً حٌنه كمتؽٌر داخلً أو فً أصعب األحوال هو متؽٌر‬ ‫إقلٌمً لكن ظهر فٌما بعد أنه عامل تؽٌ​ٌرأصٌل (ولٌس فقط متؽٌر محدود) إقلٌمً وعالمً وهذا‬ ‫المتؽٌر تمثل بتولً الشٌخ حمد بن خلٌفة آل ثانً حكم "الجزٌرة""القطرٌة" أثر انقالب ابٌض على‬ ‫أبٌه فً ‪ 1995/6/27‬وما ٌهمنا فً سٌاق هذه الورقة أن الشٌخ حمد ذو التوجهات اإلسالمٌة‬ ‫المنفتحة‪ ،‬والمرتبط (باإلخوان المسلمٌن) استطاع توطٌد أركان حكمه من خالل معادلة ذكٌة مركبة‬ ‫قامت على التالً‪:‬‬ ‫‪ ‬تحقٌق شرعٌة وطنٌة عبر إقامة تحالفات داخلٌة‪ ،‬وفً إطار األسرة وكان أن برز‬ ‫إلى ٌمٌنه الشٌخ حمد بن جاسم آل ثانً وزٌرا للخارجٌة ثم إلى ذلك ربٌسا‬ ‫للوزراء‪ ،‬ومن ثم السٌطرة على مفاصل الدولة سٌاسٌا وأمنٌا واقتصادٌا‪.‬‬


‫‪| 11‬‬

‫‪ ‬اكتسب شرعٌة دٌنٌة للنظام من خالل استخدام أو استثمار الشٌخ الدكتور ٌوسؾ‬ ‫القرضاوي الذي كان قبل هذا التارٌخ محدود التؤثٌر لٌصبح وهو "اإلخوانً"‬ ‫المخضرم نجم "الجزٌرة" الدولة والقناة ‪ ،‬ثم نجما عربٌا إسالمٌا‪ ،‬إذ أن فتاواه‬ ‫المإٌدة للشٌخ حمد وعالقته الجٌدة السابقة والالحقة به قد أثمرت تحالفا دٌنٌا سٌاسٌا‬ ‫ضمن أهداؾ أخرى خدم بها االخوان المسلمٌن‪.‬‬ ‫‪ ‬تمتٌن الحلؾ األمنً العسكري مع الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً رسالة مع ؼٌرها‬ ‫للشقٌق السعودي أننا نملك الكثٌر (الشرعٌة الوطنٌة والدٌنٌة واألمنٌة‬ ‫واإلعالمٌة‪ ،).....‬ومن هنا لمع دور الشٌخ ٌوسؾ القراضاوي كمفتً عام اإلمارة‬ ‫ثم أحد ألمع نجوم قناة الجزٌرة التً انطلقت بقوة مع تولً الشٌخ حمد الحكم‪.‬‬

‫النجم الشٌخ ٌوسف القرضاوي‬ ‫يوسؾ عبد هللا القرضاوي موالٌد سبتمبر‪ ، 1926‬وٌعد أحد أبرز العلماء السنة فً العصر‬ ‫مإخرا ‪،‬انتمى القرضاوي لجماعة اإلخوان‬ ‫الحدٌث‪،‬وربٌس االتحاد العالمً لعلماء المسلمٌن‬ ‫المسلمٌن وأصبح من قٌاداتها المعروفٌن وٌعتبر الشٌخ منظر الجماعة األول‪ ،‬كما عرض علٌه تولً‬ ‫‪،‬وكان ٌحضر لقاءات التنظٌم العالمً لإلخوان‬ ‫منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض‬ ‫المسلمٌن كممثل لإلخوان فً قطر إلً أن استعفً من العمل التنظٌمً فً اإلخوان ‪ ،‬وهو شخصٌة‬ ‫مثٌرة للجدل خاصة بعالقاتها وفتاوٌها التً تقترب من دابرة المصالح االمرٌكٌة وبما ال تتعارض‬ ‫مع مصالح دولة قطر أو باالحرى بما تتساوق مع سٌاستها وتخدم االخوان المسلمٌن فً آن واحد‪.‬‬ ‫‪ ‬فً عام ‪ٌ 1996‬صبح د‪ٌ.‬وسؾ القرضاوي أحد أبرز الشخصٌات المطلة على العالم‬ ‫من نافذة قناة" الجزٌرة" القطرٌة التً فتحت أفقا إعالمٌا جدٌدا لم تعهده األمة‬ ‫العربٌة صراحة وجرأة ثم نقدا وتحرٌضا لتلحق به زوجنه الثانٌة الجزابرٌة وعلى‬ ‫ذات القناة‪.‬‬ ‫‪ ‬استطاع النظام القطري متعدد التحالفات والذي فً أحد أهدافه (تسوٌق اإلخوان‬ ‫المسلمٌن كفكر معتدل) أن ٌكسب القرضاوي وٌلحقه فً نطاق الحراك والسٌاسة‬ ‫القطرٌة‪ ،‬فنفر القرضاوي مع النافرٌن لٌطلب من "طالبان" أفؽانستان عدم هدم‬ ‫التماثٌل البوذٌة التارٌخٌة‪ ،‬ثم فً حجم صمته الكبٌر الذي أدى الكساب شرعٌة بناء‬ ‫أكبر قاعدة أمرٌكٌة فً الشرق األوسط فً قطر‪ ،‬مع أكبر كنٌسة فً الخلٌج‬ ‫العربً‪.‬‬ ‫‪ ‬قام الشٌخ القرضاوي بتمثٌل (اإلسالم المعتدل) فدعا فً احدى فتاوٌه لجواز القتال‬ ‫مع األمرٌكان فً أفؽانستان كما دعا مإخرا لجواز االستعانة بحلؾ الناتو‬ ‫واألمرٌكان للتخلص من القذافً‪.‬‬


‫‪| 12‬‬

‫‪ ‬وفً ذات اإلطار دعا القرضاوي للتبرع لجرحى األمرٌكان‪.‬‬ ‫‪ ‬كتب د‪ .‬محمد سلٌم العوا من قٌادات اإلخوان المسلمٌن بخط ٌده فتوى القتال مع‬ ‫األمرٌكان والتً وقعها خمسة (اسالموٌ​ٌن) من أبرزهم فهمً هوٌدي وٌوسؾ‬ ‫القرضاوي حٌث نصت الفتوى أن‪( :‬الواجب على المسلمٌن كافة أن ٌكونوا ٌدا‬ ‫واحدة ضد الذٌن ٌروعون اآلمنٌن‪ ،‬وٌستحلون دماء ؼٌر المقاتلٌن"بؽض النظر عن‬ ‫دٌنهم هنا كما هو واضح" بؽٌر سبب شرعً) مضٌفا أنه (والخالصة أنه ال بؤس –‬ ‫إن شاء هللا – على العسكرٌ​ٌن المسلمٌن من المشاركة فً القتال فً المعارك‬ ‫المتوقعة ضد من تقرر دولتهم "وهً هنا الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة" أنهم‬ ‫ٌمارسون اإلرهاب ضدهم‪.)....‬‬ ‫إن الشٌخ ٌوسؾ القرضاوي الذي ٌصفه معارضوه بؤنه (صمام األمان للسٌاسة‬ ‫األمرٌكٌة فً المنطقة) فٌما ٌوؼل آخرون لٌصفوه بؤنه (نبً البٌت األبٌض) قد تطور عمله‬ ‫الدٌنً فً خدمة األهداؾ السٌاسٌة منذ إطاللته على "الجزٌرة" عام ‪ 1996‬ثم عبر إنشابه‬ ‫لموقع إسالم اون الٌن عام ‪ 2000‬وما لحقه من إنشاء االتحاد العالمً لعلماء المسلمٌن الذي‬ ‫ترأسه منذ العام ‪.2004‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬الحراك اإلسالمً المعتدل‪ ،‬والتقدٌم للعالم‬ ‫فً الجزابر تواصلت الحرب الشرسة ضد (اإلرهابٌ​ٌن ) من الجماعات المقاتلة المسلحة‬ ‫فً الفترة الممتدة من ( ٌناٌر ‪ )2002 -1992‬إلى أن تم تحقٌق المصالحة عبر ما سمً ( مٌثاق‬ ‫السلم والمصالحة الوطنٌة) والعفو العام‪ ،‬وفً ذات العام فاز اإلخوان المسلمٌن بانتخابات مجلس‬ ‫الشعب المصري بما نسبته ‪ %20‬من مجلس الشعب‪ ،‬وأٌضا فً ذات العام وقعت السودان‬ ‫(االسالموٌة) اتفاق نٌقاشا الذي مهد النفصال السودان الجنوبً‪ ،‬وأٌضا فً ذات المرحلة ٌبرز‬ ‫دور دولة قطر فً سماء العالقات العربٌة والعالقات اإلسالمٌة والعالقات الدولٌة‪.‬‬ ‫لقد تمٌزت التسعٌنات عامة بالحراك (اإلسالمً) بصٌؽته المعتدلة حٌث أطفبت الكثٌر من‬ ‫الحرابق ضد (اإلرهابٌ​ٌن) والمتطرفٌن فً الجزابر‪ ،‬وقبلها فً أفؽانستان‪ .‬ومع دخول اإلخوان‬ ‫‪ ،)2006‬و التنازل السودانً‬ ‫المسلمٌن فً لعبة السٌاسٌة فً مصر‪ ،‬ثم فً فلسطٌن (عام‬ ‫(اإلسالمً) عن ثلث البالد‪ ....‬أدرك السٌاسٌون والبحاثة األمرٌكان ان نظرة جدٌدة بدأت تتبلور‬ ‫السبٌل للتمٌ​ٌز بٌن اإلسالم‬ ‫بل من الجابز القول أٌضا ان مراكز األبحاث هذه هً من مهد‬ ‫المعتدل واإلسالم األخر( المتطرؾ\اإلرهابً‪ ،)..‬وتقؾ جماعة اإلخوان المسلمٌن فً السودان‬ ‫والجزابر وقطر وفلسطٌن واألردن ومصر على رأس هذا المسمى أي (اإلسالم المعتدل)‪.‬‬


‫من المهم اإلشارة هنا الى شخصٌتٌن كان لهما الدور الكبٌر فً رسم عالقة ناجحة مع‬ ‫األمرٌكان هما د‪ٌ .‬وسؾ القرضاوي من جهة ( وسنفصل ذلك) والباحث األمرٌكً د‪ .‬روبرت‬ ‫مالً‪.‬‬

‫‪| 13‬‬

‫روبرت مالً ٌدعم (نتنٌاهو) و (االخوان)‬ ‫فً العام ‪ 1993‬استطاعت عدد من مراكز األبحاث األمرٌكٌة وعدد من الشخصٌات‬ ‫األمرٌكٌة أن تسقط أو تنحً جانبا مقولة (الحرب الصلٌبٌة) التً أطلقها جورج بوش االبن‬ ‫(‪ )2009-2001‬وصارعت هذه المراكز البحثٌة المحافظٌن بقوة لتكرٌس مفهوم الفصل بٌن‬ ‫االعتدال والتطرؾ فً الفكر والتنظٌم اإلسالمً‪ ،‬وكان لدٌنس روس وروبرت مالً ‪-‬وسنفصل‬ ‫مع الثانً‪ -‬دورا هاما حٌث مإسسة (مجموعة األزمات الدولٌة) التً ٌدٌر فٌها مالً قسم الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫لعب روبرت مالً ومجموعة األزمات الدولٌة دورا محورٌا فً تقدٌم اإلخوان المسلمٌن إلى‬ ‫اإلدارة األمرٌكٌة‪،‬والى األوربٌ​ٌن والى العالم رافضٌن اتهامهم بالعنؾ‪ ،‬وبالضرورة مستجٌبٌن‬ ‫ألراء السفٌر (فرانسٌس رتشاردونً)‪ ،‬واستطالعاتهم ولقاءاتهم التً لم تنقطع مع هذه القٌادات‬ ‫"االخوانٌة" وؼٌرها‪ ،‬فلقد طالبت مجموعة األزمات الدولٌة فً تقارٌرها تباعا بإفساح المجال‬ ‫لإلخوان المسلمٌن للمشاركة فً الحٌاة السٌاسٌة فً مصر كما طالبت (وقؾ االعتقاالت التعسفٌة)‬ ‫وإطالق سراح معتقلٌهم أٌضا‪.‬‬ ‫‪ 2008‬تحت عنوان (اإلخوان المسلمٌن فً مصر مواجهه‬ ‫فً تقرٌر للمجموعة عام‬ ‫أودمج) طالبت (مجموعة األزمات الدولٌة‪-‬أي سً جً) بالتالً‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫إلؽاء حالة الطوارئ فً مصر‪ ،‬وفتح نقاش عام على أي مقترح لقانون مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وضع أسس تشرٌعٌة لمشاركة اإلخوان المسلمٌن كحزب سٌاسً معترؾ به‪.‬‬ ‫كما دعت "اإلخوان" للحوار مع الحكومة والمعارضة والمجتمع المدنً ومع المسٌحٌ​ٌن‬ ‫وطالبتهم أٌضا بدعم اإلصالح السٌاسً‪.‬‬ ‫وطالبت "اإلخوان" بإنهاء برنامج الجماعة السٌاسً خاصة فٌما ٌتعلق برإٌتها لدور المرأة‬ ‫وؼٌر المسلمٌن وحقوق المواطنة والدٌمقراطٌة والتعددٌة السٌاسٌة وتوضٌح عالقتها‬ ‫باألحزاب األخرى‪.‬‬ ‫وأشار التقرٌر الى اإلخوان المسلمٌن بصٌػ اٌجابٌة من مثل ‪:‬‬ ‫‪ ‬أن نجاحهم فً انتخابات ‪ 2005‬أرسل (موجات صادمة) للحكومة أدت الستجابة‬ ‫النظام لهذه الصدمة (بخطوات قصٌرة النظر)هً قمع الجماعة وتقٌ​ٌد أي فرصة‬ ‫إلحٌابها والتراجع عن خطوات اإلصالح السٌاسً‪.‬‬


‫‪| 14‬‬

‫‪ ‬أشار التقرٌر الى أنه ال ٌوجد ما ٌدعو للقلق (؟ !) حول برنامج اإلخوان المسلمٌن‬ ‫السٌاسً‪.‬‬ ‫‪ ‬قال أٌضا‪ :‬أن فوز جماعة االخوان المسلمٌن فً إطار منافستها على ثلث المقاعد‬ ‫ورؼم التزوٌر و المضاٌقات األمنٌة ٌدلل أن الجماعة (قوة سٌاسٌة منظمة بشكل‬ ‫جٌد‪ ،‬ذات جذور عمٌقة فً المجتمع)‪.‬‬ ‫‪ ‬والقنبلة فً التقرٌر هً اإلفادة واالقرار بؤن جماعة اإلخوان المسلمٌن "ؼٌرت‬ ‫نهجها"‪ ،‬واستخدمت وجودها فً البرلمان لمواجهة الحكومة وتقدٌم نفسها كقوة‬ ‫إصالح سٌاسً كبٌرة حٌث أعلنت العام الماضً ( ‪ )2007‬عن رؼبتها فً إنشاء‬ ‫حزب ما ٌعد (فرصة لفصل جناحها الدٌنً عن السٌاسً‪ ،‬والبدء فً العمل كقوة‬ ‫سٌاسٌة فاعلة) على قول تقرٌر مجموعة األزمات الدولٌة‪.‬‬ ‫وللمتابع البصٌر أن ٌرى أن كل المقترحات أو التوصٌات أو اإلشارات التً جاءت فً هذه‬ ‫التقرٌر وما سبقه أو تاله قد أصبحت نافذة فً العام ‪.2001‬‬ ‫ومن الجٌد اإلشارة أٌضا إلً أن تقرٌر (روبرت مالً) قد تنبؤ بالتالً‪( :‬أن تشكٌل حزب‬ ‫لإلخوان المسلمٌن لن ٌتم فً عهد الربٌس حسنً مبارك‪ ،‬وربما ٌجب االنتظار حتى تتم عملٌة‬ ‫انتقال السلطة)‪.‬‬ ‫وروبرت مالً ذاته فً محاضرة هامة له فً مركز عصام فارس للشإون اللبنانٌة فً‬ ‫بٌروت فً شهر ابرٌل ‪ 2011‬ضمن (جدلٌات السالم والدٌمقراطٌة فً الشرق األوسط) قد أكد على‬ ‫ضرورة التنبه من خطوات رفض القوى اإلسالمٌة مذكرا بكٌفٌة تعاطً الوالٌات المتحدة مع فوز‬ ‫حماس وذلك فً سٌاق مقاربة أوضح فٌها إشكالٌة تعاون واشنطن مع الثورات العربٌة‪.‬‬

‫مراكز األبحاث األمرٌكٌة والنجم روبرت مالً‬ ‫منذ العام ‪ 2003‬بدأت مراكز األبحاث األمرٌكٌة بالتنظٌر للشرق األوسط الجدٌد ثم الشرق‬ ‫األوسط الكبٌر (رؼم ا ن اول من استخدم المصطلح هو شمعون بٌرز عندما نادى فً كتابه تحت‬ ‫ذات العنوان للسالم االقتصادي وذلك عام‬

‫‪ )1996‬مع احتساب دور اإلسالمٌ​ٌن المعتدلٌن فً‬

‫النسٌج الوطنً فً الدول العربٌة كما فتؤ ٌردد الكثٌرون الذٌن منهم ( دنٌس روس) و ( روبرت‬ ‫مالً) كما أسلفنا وتقدٌمهم بقوة لصانع القرار االمرٌكً واألوربً وللعالم‪.‬‬


‫(دنٌس روس‪-‬دبلوماسً ومإلؾ وسٌاسً أمرٌكً من موالٌد‬

‫‪1948‬كان منسق السالم فً‬

‫الشرق األوسط فترة حكم كلنتون‪ ،‬واآلن ٌعمل مستشارا لشإون الخلٌج العربً وجنوب شرق أسٌا)‬ ‫و(روبرت مالً‪-‬موالٌد عام‬

‫‪| 15‬‬

‫‪ 1963‬وهو محامً أمرٌكً ‪ ،‬وعالم سٌاسً ومختص فً فض‬

‫النزاعات‪ .‬وهو حالٌا مدٌر برنامج للشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا فً مجموعة األزمات الدولٌة )‬ ‫وبحسب مراكز الدراسات األمرٌكٌة المختلفة وتسوٌؽات ( روبرت مالً) وؼٌره كان من‬

‫المتوجب التصالح مع (اإلسالم السٌاسً) و(المعتدل) وعنوانه الربٌس "االخوان‬ ‫المسلمٌن" وإدخاله فً نسٌج الحكم لما لذلك من أهمٌة فً (تطوٌع)أفكاره وجعلها تتعامل مع‬ ‫الواقع مما ٌنقلها للبراؼماتٌه بعٌداً عن القوالب الجامدة والشعارات التً تقترب من األحالم ‪..‬‬ ‫كان روبرت مالً – كما ذكرنا أنفا قد قدم اإلخوان المسلمٌن باعتبارهم القوة القادمة فهم (قوة‬ ‫سٌاسٌة منظمة بشكل جٌد ذات جذور عمٌقة فً (المجتمع) كما أشار فً تقرٌر مجموعة األزمات‬ ‫الدولٌة معتبراً أن الجماعة ( ؼٌرت نهجها) وذلك فً التقرٌر الصادر عام ‪ 2008‬وما سبقه‪.‬‬ ‫ورؼم مطالبته الجماعة بإصالح برنامجها السٌاسً وحسم أمرها فٌما ٌتعلق بدور المرأة‬ ‫وؼٌر المسلمٌن وحقوق المواطنة والدٌمقراطٌة والتعددٌة السٌاسٌة وتوضٌح العالقة بٌنها وبٌن‬ ‫األحزاب السٌاسٌة األخرى ذات الصلة فً المستقبل إال أنها‪-‬أي مجموعة االزمات الدولٌة‪ -‬طالبت‬ ‫الحكومة المصرٌة بالسماح لهم للمشاركة فً الحٌاة السٌاسٌة والتوقؾ عن االعتقاالت وإطالق‬ ‫سراح المعتقلٌن‪.‬‬ ‫وذات الشخص أي روبرت مالً ذو الجذور الٌهودٌة المصرٌة والذي شارك فً حملة‬ ‫(نتنٌاهو) االنتخابٌة مستشارا هو من كتب معلقا ً على فوز حماس فً انتخابات‬

‫‪ 2006‬قابالً ( إن‬

‫التعامل مع النصراالسالمً ٌستطٌع توفٌر فرصة للوالٌات المتحدة لتشجٌع مصالحها الجوهرٌة‬ ‫دون خٌانة مبادبها األساسٌة) ‪.‬‬ ‫مضٌفا ً (مما الشك فٌه إن نصر حماس ٌشكل صداعا ً للوالٌات المتحدة ‪ ،‬ولكنه صداع متكافا‬ ‫الفرص ‪ )...‬بحٌث قد ( ٌوفر الفرص لتحول حماس السٌاسً ‪ .‬فالنصر ٌحتمل ان ٌحتوٌها أكثر مما‬ ‫ٌمكن للهزٌمة ان تفعله) ومستنتجا انه من (األفضل كثٌراً) ( أن ٌكون اإلسالمٌون داخل السلطة‬ ‫الفلسطٌنٌة بدالً من خارجها فً المعارضة)‪ ،‬حٌث ٌستطٌعون تحسٌن حٌاة الفلسطٌنٌ​ٌن حسب‬


‫شعاراتهم وثانٌا ً ٌطمبنوا قوات األمن الفلسطٌنٌة ( مالم ٌحصل لألسؾ حٌث قامت حماس بانقالبها‬ ‫العسكري أو ما أسمته الحسم العسكري‪-‬الكاتب) ‪ ،‬كما ان ممارسة حماس لمسإولٌات الحكم كما‬ ‫ٌضٌؾ روبرت مالً ٌقلل ( احتمال ان تعود للعنؾ ) وهو ماٌحصل بالفعل برأٌنا‪.‬‬

‫‪| 16‬‬

‫و ٌضٌؾ النجم (مالً) قابالً انه ( من خالل ولعها باألحادٌة وتحٌزها فٌما ٌتعلق بصفقة مإقتة‬ ‫بعٌدة المدى‪ٌ -‬شٌر بالضرورة للهدنة المطروحة من حماس – قد تكون إسرابٌل قد وجدت ضالتها‬ ‫فً تردد حماس بالتفاوض مع العدو ‪ ،‬ومعارضتها فً هذه المرحلة ألٌة اتفاقٌة دابمة وتفضٌلها‬ ‫لهدنة ممددة)‪.‬‬ ‫وٌإكد على ضرورة أن تلعب الوالٌات المتحدة بذكاء مع حماس واإلخوان المسلمٌن ضمن‬ ‫منطق المكافآت السٌاسٌة بحٌث ٌتم وضع(شروط ٌصعب على اإلسالمٌ​ٌن قبولها ولكن ٌصعب‬ ‫علٌهم بشكل مماثل رفضها)‬ ‫وٌختم بالقول ( من الواضح أن إدارة الربٌس بوش لم تكن ترٌد نصراً ولم تكن مستعدة له‬ ‫ولكن إحضار الجزء األكثر عسكرٌة من المجتمع الفلسطٌنً إلى الساحة السٌاسٌة والحفاظ على‬ ‫الهدنة ‪ ،‬وإعطاء دفعة لألجندة الدٌمقراطٌة وتشجٌع اإلصالح لٌست أسوأ ما ٌمكن ان تحصل علٌه‬ ‫الوالٌات المتحدة ‪).‬‬

‫المرحلة الخامسة ‪:‬الظهور وعبور الجسر‬ ‫لم ٌتوقؾ الدور القطري المتقاطع مع الدور األمرٌكً والتٌار (األمرٌكً) فً اإلخوان‬ ‫المسلمٌن ‪-‬ان جاز التعبٌر دون أن ٌفهم اتهاما أو طعنا‪ -‬عن التفاعل منذ أول اتصال استكشافً عام‬ ‫‪ 1979‬ثم منذ أول اتصال دابم عام ‪ ، 1989‬ثم مع تسلم الشٌخ حمد بن خلٌفة آل ثانً الحكم عام‬ ‫‪ ، 1995‬بل ان الدور القطري قد تعاظم فً اتجاهات عدة فً مصلحة قطر حسب رإٌة الثنابً‬ ‫سمو األمٌر وربٌس الوزراء وفً ذات الوقت فً المصلحة األمرٌكٌة لالمساك بخٌوط اللعبة فً‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للدور القطري تحدٌداً فٌما ٌتعلق بعالقة الوالٌات المتحدة مع اإلخوان المسلمٌن‬ ‫تظهر شخصٌتان أساسٌتان المعتان قطرٌتان هما د‪ٌ.‬وسؾ القرضاوي المصري القطري (أشرنا له‬ ‫سابقا) ود‪ .‬جاسم السلطان‪.‬‬


‫ٌقول األستاذ الصحفً والكاتب السعودي عبد العزٌز الخمٌس فً دراسة له عن دور مستقبل‬ ‫التؽٌ​ٌر القطري األمرٌكً فً إشعال الثورات العربٌة موردا الحادثة الهامة التالٌة ننقلها نصا ً تحت‬ ‫عنوان جانبً ( التنظٌم فً الصؽر كالنقش على الحجر)‪:‬‬

‫‪| 17‬‬

‫(فً مطلع فبراٌر‪/‬شباط عام ‪ 2006‬عقد فً الدوحة 'منتدى المستقبل' وسط اهتمام كبٌر من قبل‬ ‫الحكومتٌن القطرٌة واألمٌركٌة‪ ،‬وكان كاتب هذا الموضوع أحد المدعوٌن له‪.‬‬ ‫فً إحدى الردهات خرج الدكتور عبدالعزٌز الدخٌل‪ ،‬االقتصادي السعودي المعروؾ بقومٌته‬ ‫العربٌة المفرطة ؼاضبا ً‪ .‬وفً توقؾ سرٌع للسالم علٌه قال الدخٌل أنه ذاهب لٌلملم أؼراضه من‬ ‫ؼرفته فً الفندق وسٌعود للرٌاض على أول طابرة‪.‬‬ ‫ما هو السبب والمإتمر فً أول ٌوم له؟‬ ‫كان رد الدخٌل صارما ً‪ :‬هذا المنتدى لٌس سوى حلقة نقاش وإعداد للمإامرات من قبل المخابرات‬ ‫األمٌركٌة‪.‬‬ ‫لم ٌفت هذا التعلٌق على كاتب هذا السطور‪ ،‬وتم تعرٌضه للتمحٌص فً كل الحلقات النقاشٌة التً تم‬ ‫حضورها‪ ،‬حٌث تبٌن أن الدخٌل كانت لدٌه حاسة شم عالٌة‪ ،‬وأن هناك مشروعا ً قطرٌا ً أمٌركٌا ً ٌعد‬ ‫على هدوء‪ ،‬قوامه التحفٌز على اإلصالحات الدٌمقراطٌة‪ ،‬وتعزٌز دور مإسسات المجتمع المدنً‪.‬‬ ‫فً ؼرؾ مؽلقة كانت كلمات مثل الدٌمقراطٌة‪ ،‬التؽٌ​ٌر الواجب‪ ،‬التحفٌز‪ ،‬التدرٌب‪ ،‬والعمل على‬ ‫دعم الراؼبٌن فً تؽٌ​ٌر االنظمة‪ ،‬كلمات أصبحت من كثرة تداولها فً أٌام انعقاد المإتمر أمراً ال‬ ‫ٌلفت االنتباه قدر حضه على التفكٌر عن كٌفٌة تطبٌق كل هذه المسمٌات الجمٌلة لدى أي راؼب فً‬ ‫اإلصالح‪.‬‬ ‫كان بٌل كلٌنتون وابنته ٌتنقالن من ؼرفة إلى أخرى حاملٌن معهما عبارات المجاملة والحض على‬ ‫الخروج بؤفكار جٌدة ومنتجة‪ .‬وفً منتدٌات تبعت ذلك المنتدى بدت كوندالٌزا راٌس أكثر رشاقة‬ ‫وهً تضع ٌدٌها على طاوالت فندق الرٌتز القطري متسابلة‪ :‬ماذا بعد؟ )‬ ‫انحصرت مهمة التؽٌ​ٌر فً طرفٌن هما الوالٌات‬ ‫وبعد ان تطورت األفكار سرٌعاً‪ ،‬وبدأ العمل ؾ‬ ‫المتحدة وقطر وٌضٌؾ الخمٌس قابال‪ ( :‬بعد جهد طوٌل خرج ما ٌطلق علٌه 'مشروع مستقبل‬ ‫التؽٌ​ٌر فً العالم العربً' وتم توزٌع المهام‪ :‬قطر تعمل على جانب االسالمٌ​ٌن‪ ،‬وأمٌركا على جانب‬ ‫أخر وهو الجانب المنفتح من الشباب اللٌبرالٌ​ٌن‪ ) .‬مستطردا بالقول ( هذا التعاون أثمر كثٌرا فً‬ ‫تحفٌز الشباب على قٌادة التؽٌ​ٌر بإستعمال ادوات اإلعالم الحدٌث واالتصال االلكترونً من فٌسبوك‬ ‫وتوٌتر وٌوتٌوب وؼٌرها‪) .‬‬ ‫تضمنت المهمة القطرٌة مشروعٌن؛ األول هو مشروع 'النهضة' ٌدٌره القطري الدكتور جاسم سلطان‪،‬‬ ‫(وهو رجل محنك ملتزم بتعالٌم اإلخوان المسلمٌن ومطبق لها ‪-‬كما ٌصفة الخمٌس) ‪.‬‬


‫والمشروع الثانً الذي تولتها المهمة القطرٌة هو 'أكادٌمٌة التؽٌ​ٌر' عبر زوج ابنة الشٌخ ٌوسؾ القرضاوي‬ ‫وهو منفذ مهم لما ٌنظر له وٌضعه جاسم سلطان من خطوط فكرٌة ومنهج للتؽٌ​ٌر والنهضة‪.‬‬

‫‪| 18‬‬

‫النجم د‪.‬جاسم السلطان‬ ‫عندما ٌتم الكالم عن د‪ .‬جاسم السلطان فال بد من ذكر مشروع النهضة وهو مشروعه منذ سنوات‬ ‫واالجدٌد به اال مشروع (التثوٌر) حٌث بدأ الدكتور جاسم سلطان نشاطاته منذ وقت طوٌل‪ ،‬وهو‬ ‫إخوانً قطري (أصبح ضمن االلة السٌاسٌة القطرٌة بعد ان كان مستقال فً نشاطه اإلخوانً‪) .‬‬ ‫(فً عام ‪ 1999‬حل اإلخوان مجموعتهم ضمن اتفاق رضٌت الدولة القطرٌة أن ٌكونوا ضمن‬ ‫نشاطاتها فً مجاالت متعددة‪ .‬وبالطبع نشاطهم المحلً أصبح محدودا‪ ،‬لكن تم استعمال الحركة‬ ‫خارجٌا كؤدوات اتصال للحكومة القطرٌة فً دول متعددة وضمن االتفاق الذي تم فً منتدٌات‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫لعب على رأس هذه األدوات الدكتور جاسم سلطان دوراً مهما ً دعاه إلنشاء مشروع 'النهضة' والذي‬ ‫ٌهدؾ كما ٌقول إلى فك مشكلة الٌؤس والمساعدة على تحدٌد األدوار وأولوٌاتها‪.‬‬ ‫وٌطالب سلطان الشباب بؤن ٌكونوا مشروعا ً نهضوٌا ًاو ٌصنعوا مشروعا ً او ٌدعموا مشروعا ً‪.‬‬ ‫وٌعتبر أن من أولوٌات المرحلة هً الفهم ألفكار النهضة الكبرى والتبسٌط والتمرٌر للشباب‪) .‬‬ ‫وٌضٌؾ عبد العزٌز الخمٌس ان ( مشروع النهضة ٌقبل لدولة مثل تركٌا أو الٌونان أو ؼٌرها فً أال‬ ‫تضحً بمصالحها الخاصة من أجل مصالح اآلخرٌن‪ ،‬لكنه ٌلوم دوالً عربٌة أن فعلت ما فعلته تركٌا‬ ‫والٌونان فً مسابل متعلقة بالعالقات الدولٌة كموضوع أساطٌل الحرٌة أو حصار ؼزة‪) .‬‬ ‫اما ( فً الموضوع المصري‪ٌ ،‬طالب المشروع عبر مشرعه جاسم سلطان المصرٌ​ٌن التحشد لتحدٌد‬ ‫رباسة الجمهورٌة ثم التحشد لنٌل أكبر الحصص فً البرلمان المقبل‪ .‬ثم التحشد لوقؾ االنهٌار‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ثم التحشد لوقؾ االنهٌار االمنً‪ ،‬وبعدها التحشد لوقؾ انهٌار الوحدة الوطنٌة‪ ،‬لكنه ال‬ ‫ٌضع أولوٌات ونقطة بدء ثم تسلسل للحشود المقررة‪) .‬‬

‫وٌمكننا مالحظة أن مشروع النهضة للدكتور جاسم السلطان ٌعتبر المنظر والمرجع لـ'أكادٌمٌة‬ ‫التؽٌ​ٌر' التً أنشبت فً قطر الحقا كفرع لذات االكادٌمٌة فً لندن ‪ ،‬وكالهما ٌكمالن بعضا فً‬ ‫مسٌرة تحرٌك الشباب ودفعهم للتؽٌ​ٌر واإلحتجاج ومنهم االخوان المسلمٌن مهمة جاسم السلطان‬ ‫وزوج ابنة القرضاوي ‪.‬‬ ‫عندما تطرح األسبلة بعد الثورات العربٌة عام ‪ 2011‬على د‪.‬جاسم السلطان فانه ٌظهر مإٌدا‬ ‫للثورات واالحتجاجات والشباب والتؽٌ​ٌر السلمً حٌث ٌقول الكثٌر فهو (متفابل بؤن األمَّة تسٌر فً‬


‫الطرٌق الصحٌح ) ‪ ،‬وحٌن ٌسؤل عن الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة ودعمها المصلحً للثورات العربٌة‬ ‫ٌقول فً لقاء معه ( لٌست الوالٌات المتحدة وال ؼٌرها مإسسات خٌرٌَّة‪ ،‬بل هً معنٌَّة بمصالح أمنها‬ ‫القومً وما ٌفٌد أوطانها وحٌن تصنع سٌاستها الخارجٌَّة فهً ؼٌر معنٌَّة بالعواطؾ‪ ،‬بل معنٌَّة‬ ‫بالمصالح‪ ،‬وهو ما ٌجب أن نتعاطى به فً العالقات الدولٌَّة )‪.‬‬

‫‪| 19‬‬

‫أكادٌمٌة التغٌ​ٌر‬ ‫أسست عام ‪ ،2006‬وفً الدوحة ٌتدربون بها منذ ‪ 2009‬وهدفها تحرٌر الشعوب من القٌود‪،‬‬ ‫ومساعدتها على التؽٌ​ٌر من خالل تدرٌب كوادر ومإسسات المجتمع المدنً والنشطاء على‬ ‫استراتٌجٌات ووسابل وسبل التؽٌ​ٌر وتوفٌر األدوات المإدٌة لهذا الؽرض‪.‬‬ ‫تقوم األكادٌمٌة بحسب موقعها على الشبكة االلكترونٌة بتوزٌع نشاطها على ثالث مجموعات‪.‬‬ ‫األولى‪ ،‬تحمل اسم مجموعة ثورة العقول‪ .‬والثانٌة مجموعة أدوات التؽٌ​ٌر‪ .‬والثالثة مجموعة ثورة‬ ‫المشارٌع‪ .‬وتطرح أكثر من ‪ 60‬وسٌلة للمشاركة فً تطوٌر الثورة مثال كما تطرح سلسلة ما بعد‬ ‫الثورة وومضات تؽٌ​ٌرٌة ٌمكن ألي كان مراجعتها على موقعها‪.‬‬ ‫وتروج األكادٌمٌة بحماس ألدلة عملٌة على كٌفٌة التظاهر وإدارة االحتجاجات على شكل كتب مثل‪:‬‬ ‫زلزال العقول‪ ،‬حرب الال عنؾ‪ ،‬حركات العصٌان المدنً‪ ،‬دروع الو قاٌة من الخوؾ‪.‬‬

‫وال ٌهمنا هنا مدى اسهام االكادٌمٌة من عدمه بالثورات واالحتجاجات العربٌة فهذا شؤن آخر ولكن‬ ‫فً سٌاق دراستنا عن العالقة بٌن الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة واالخوان المسلمٌن تظهر األكادٌمٌة‬ ‫وكل من الدكتور ٌوسؾ القرضاوي وزوج ابنته طبٌب األطفال هشام مرسً ربٌس االكادٌمٌة‪،‬‬ ‫ود‪ .‬جاسم السلطان فً سٌاق واحد منظم مع الدولة القطرٌة ٌعملون معا (باالضافة لألدوات األخرى‬ ‫وعلى رأسها قناة الجزٌرة)‪.‬‬ ‫ما ٌعنً أن تشابك العالقات االمرٌكٌة‪-‬االخوانٌة قد تؤخذ شكال مباشرا أو ؼٌر مباشر كما هً الحالة‬ ‫هنا ‪ ،‬والدكتور جاسم السلطان هو المكلؾ رسمٌا منذ العام ‪ 2006‬بتؤهٌل شباب االخوان المسلمٌن‬ ‫للتؽٌ​ٌر(بحسب رأي عبد العزٌز الخمٌس) وبموافقة امرٌكٌة واضحة دل علٌها مإتمر ‪ 2006‬فً‬ ‫الدوحة وما تاله من مإتمرات فً الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة (مإتمر التجمعات الشبابٌة فً‬ ‫نٌوٌورك بتارٌخ ‪ 2008/11 /20‬ثم ‪ ) 2008/12/3‬والمكسٌك عام ‪ 2009‬ثم لندن عام ‪.2010‬‬ ‫ودعم هذه المإتمرات شركات أمٌركٌة كبرى مثل ( ؼوؼل وفٌسبوك وبٌبسً وسً بً اس )‪.‬‬

‫فً ختام مقاله ٌتساءل الكاتب المعروؾ عبد العزٌز الخمٌس قابال هل ما ٌحصل ( هو وسٌلة من‬ ‫وسابل اإلخوان المسلمٌن للوصول إلى الحكم باستؽالل توق الشباب العربً للتؽٌ​ٌر والحصول على‬


‫حقوق مشروعة‪ ،‬أم انه رؼبة ؼربٌة فً تؽٌ​ٌر أنظمة أصبحت عببا علٌها؟ ) ثم ٌواصل متسابال ( أم‬ ‫أن األمر هو تحالؾ بٌن الؽرب واإلخوان تم بتنسٌق قطري وبدأ من خالل تنظٌم منتدٌات المستقبل‬ ‫القطرٌة فً الدوحة والتً روجت للتؽٌ​ٌر؟ )‬

‫‪| 20‬‬

‫مضٌفا (ماذا عن توسع الجهد القطري اإلخوانً حالٌا ً وبقوة وانتشاره كالنار فً الهشٌم محاوالً‬ ‫التؤثٌر على دول مختلفة والعدٌد من الفعالٌات الممولة من قطر ولمصلحة اإلخوان تتم حالٌا ً فً دول‬ ‫الخلٌج العربً حٌث عملٌات التنفٌر والتحشٌد تتم عبر فعالٌات متعددة؟ )‪.‬‬

‫وانه اذ ال ٌضع أجوبة محددة فان ما ٌمكن أن نستفٌده هنا هو ان العالقة ما بٌن الشخوص‬ ‫والمإسسات المذكورة فً السٌاق تقاطعت بٌنها المصالح بوضوح بحٌث من الممكن االشارة‬ ‫للدكتور ٌوسؾ القرضاوي ود‪.‬جاسم السلطان كنجمً عالقة نسجها أمٌر قطر وربٌس الوزراء مع‬ ‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة بما ٌخدم تقاطع المصالح ومع االخوان المسلمٌن‪.‬‬

‫ولنربط مع ما سبق تعرض الكاتبة نٌفٌن م سعد فً جرٌدة الشروق المصرٌة موضوع‬ ‫التدرٌبات التً تقوم بها مإسسات قطرٌة فً مصر بما حصل لها شخصٌا فً الجامعة (فً مقالها‬ ‫المعنون حدث فً كلٌة االقتصاد ‪ )2011 /7/14‬هذه التدرٌبات (المرٌبة) التً تذهب لجهات لٌست‬ ‫المقصودة أو التً ٌجب أن تستهدؾ حقا فً الجامعات وؼٌرها كما تقول الكاتبة‪ ،‬ثم تعلق قابلة (ما‬ ‫هى الصدقٌة التى تملكها قطر لتموٌل أو رعاٌة برامج للتدرٌب على الدٌمقراطٌة وهى اإلمارة ؼٌر‬ ‫الدستورٌة التى ال توجد بها أحزاب وجمعٌاتها األهلٌة خٌرٌة باألساس ولٌس فٌها برلمان منتخب‬ ‫بصالحٌات تشرٌعٌة ورقابٌة على الحكومة؟ ) ‪.‬‬ ‫مضٌفة أنه (سٌظل دور قطر فى النظام العربى من األحاجى الكبرى التى تستعصى على‬ ‫األفهام‪ ،‬وستظل عالقتها بمصر تحدٌدا هى األحجٌة األعقد‪ .‬فمن تابع تؽطٌتها للثورة المصرٌة ٌلحظ‬ ‫تركٌزها الواضح على أداء فصٌل اإلخوان‪ ،‬ثم ها هى الٌوم تضخ ماال تخصصه لما تتصور أنه‬ ‫تدرٌب قوى سلفٌة تتقاطع مصالحها وقتٌا مع مصالح اإلخوان وتصطدم بها على المدى الطوٌل‪،‬‬ ‫فماذا ٌراد لمصرنا بالضبط؟)‬


‫دالالت العالقة والرسائل المبعوثة‬ ‫اآلن وبعد انفتاح العالقات األمرٌكٌة مع اإلخوان المسلمٌن بشكل واسع وعلنً وبال مواربة‪،‬‬

‫‪| 21‬‬

‫وبعد مسٌرة طوٌلة من العالقات المتذبذبة أو (الملتبسة) ‪ ،‬ولكنها الثابتة فً خط عدم االستعداء‬ ‫ألمرٌكا من جهة والفصل بٌن الوالٌات المتحدة و( إسرابٌل) من جهة أخرى‪ ،‬واالعتراؾ بالدور‬ ‫األمرٌكً فً المنطقة بل واالمتنان لها لحربها ضد الشٌوعٌة الكافرة الملحدة فً زمن ولى‪ ،‬على‬ ‫اعتبار ان األمرٌكان (أهل الكتاب) على حد تنظٌرات أدبٌات عدد من التٌارات االسالموٌة‪.‬‬

‫بل وبعد محطات من التعاون كما أسلفنا او التقدٌم لهذه التٌارات ومنها "الجماعة" بعد كل ذلك فما‬ ‫هً الرسالة األمرٌكٌة لإلخوان؟ !‬ ‫وماهً دالالت هذا الحوار المفتوح؟ ! وهل نجحت آلٌات االنفتاح والحوار والتعاون‬ ‫واالستقطاب التً مارستها السٌاسٌة األمرٌكٌة مع اإلخوان المسلمٌن‪ .‬منذ ‪ 32‬عاما إذا افترضنا انها‬ ‫بدأت بشكل جدي ومتصل فً العام ‪1979‬؟ّ !‬ ‫سنحاول اإلجابة عن هذه األسبلة ولكن من المهم ان نضع فً االعتبار إن اإلخوان المسلمٌن‬ ‫الٌوم لٌسوا هم قبل عشر سنوات أو عشرٌن سنة بل لٌسوا هم قبل سنٌن قلٌلة فما ٌكون بالعلن لزاما‬ ‫ال ٌتماثل بالضرورة مع آلٌات عمل وفكر واٌدولوجٌة التنظٌم السري (المقموع أو المظلوم أو‬ ‫المحظور) وؼالبا ً ما تظهر التناقضات الداخلٌة المكبوتة الى العلن تماما كما ٌحصل مع مجموعة‬ ‫(إسالم اون الٌن) التً كانت أول من شرع ٌخالؾ " الجماعة" علنا ً وٌتهمها بالتزوٌر فً‬ ‫"انتخابات" مكتب اإلرشاد عام ‪ 2010‬وٌسوق الدالبل على عدم صحة نهج الجماعة فً كثٌر من‬ ‫الجوانب‪.‬‬ ‫وكذلك فً إطار حملة د‪ .‬جاسم السلطان اإلصالحً اإلسالمً والقطرٌ​ٌن عام ‪ 2009‬لتدخل‬ ‫جماعة االخوان المسلمٌن وكافة األدوات األخرى ضمن سٌاسة الدولة التً تشرع األبواب‬ ‫لألمرٌكان ومع ذلك ال تؽلق الباب مع الدول والتنظٌمات عامة فً سٌاسة ٌرٌدها حكام‬ ‫قطر(متوازنة) تخدم بالدهم واإلخوان المسلمٌن والوالٌات المتحدة معا‪.‬‬


‫ولم تكن مجموعة شباب (إسالم اون الٌن) هً أول خالؾ كبٌر فً طور الصعود نحو‬ ‫العلنٌة وإنما سبقها انشقاق فً الثمانٌنات ما أصبح اآلن ٌسمى حزب الوسط بزعامة القابد اإلخوانً‬ ‫أبو العال ماضً (ٌنشطر االخوان الٌوم الى ‪ 5‬أحزاب فً مصر)‪.‬‬

‫‪| 22‬‬

‫ولنا اآلن ان نرى خرٌطة االخوان المسلمٌن تتجاذبها التٌارات بعد ثورة ‪ٌ 25‬ناٌر ‪ 2011‬فً‬ ‫مصر فحزب (الحرٌة والعدالة) ٌمثل الجماعة الرسمٌة و(حزب الوسط) ٌمثل اإلخوان المنشقٌن منذ‬ ‫زمن و(حزب التٌار المصري) ٌمثل اإلخوان المسلمٌن الشباب الذٌن ٌرفضون الجمود والتحجر‪،‬‬ ‫و"حزب النهضة" (إبراهٌم الزعفرانً) و"حزب اإلصالح والتنمٌة" (حامد الدفراوي)‬

‫‪ ،‬كما نرى‬

‫على هامش التنظٌمات اإلخوانٌة حاالت إخوانٌة مستقلة مثل الحالة المتمٌزة والمتنورة الممثلة‬ ‫بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي فصلته" الجماعة" النه ترشح لرباسة الجمهورٌة خالفا لقرارهم‬ ‫رؼم أن فصله باعتقادي كان جاهزاً مسبقا ً لمخالفته المستنٌرة للكثٌر من أفكار وتوجهات اإلخوان‬ ‫المسلمٌن ما قاله جهاراً ونهاراً على شاشات الفضابٌات وفً مختلؾ الندوات‪.‬‬ ‫ان اإلخوان المسلمٌن الٌوم لٌسوا كما هم باألمس قطعا واذ ٌشٌر الكاتب محمد الشنقٌطً فً‬ ‫أحد دراساته للصعوبات داخل الجماعة منذ زمن ماال ٌختلؾ معه فٌها تٌارات فً اإلخوان ذاتهم‪-‬‬ ‫فإنه ٌحددها بالتالً ‪.‬‬ ‫ الجمود القٌادي (وخاصة جماعة ‪ 1965‬أو جماعة سٌد قطب حسب ما تسمى كما ٌشٌر‬‫لذلك االخوانً السابق أبو العال ماضً أٌضا والتً ما زالت متحكمة فً القٌادة)‬ ‫ التصلب الهٌكلً(حٌث رفض مكتب االرشاد التجدٌد وإجراء االنتخابات العلنٌة بعد الثورة‬‫فً ‪ 2011‬لكافة األطر القٌادٌة والقاعدٌة مادعى له د‪.‬عبد المنعم أبو الفتوح وآخرٌن)‬ ‫ ضعؾ الشرعٌة القٌادٌة (وأٌضا نتٌجة التشكك واالتهام بالتزوٌر)‬‫ ؼلبة معاٌ​ٌر الهٌبة التارٌخٌة والسبق الزمنً‬‫ عدم الثقة فً التنظٌم ( وهً كلها من العوامل التً أسهمت فً االنشقاق األخٌر لحزب‬‫التٌار المصري واألحزاب االخرى‪.‬‬ ‫ تحولهم لطابفة دٌنٌة ( حٌث كان د‪ .‬عبد المنعم ابو الفتوح قد تبنى ضرورة الفصل بٌن‬‫اإلخوان كجماعة دعوٌة وبٌن الحزب كتنظٌم سٌاسً مطالبا بتسجٌل الجماعة كجمعٌة دٌنٌة‬ ‫واآلخر كحزب سٌاسً بل وداعٌا ً لخروج أكثر من حزب بخلفٌة إخوانٌة)‪.‬‬


‫ ارتباك التنظٌم وفقدانه لرسالته‬‫ القٌود على الطاقات الفردٌة ( حٌث أدى ص ّم اآلذان عن االستماع لمطالب الشباب لفصل‬‫‪ 300‬شخص هم جماعة (إسالم اون الٌن) عام ‪ 2010‬واٌضا لفصل مإسسً حزب التٌار‬

‫‪| 23‬‬

‫المصري من "الجماعة" عام ‪ ،) 2011‬واآلخرٌن‪.‬‬ ‫ نقص الكفاءات لدى االخوان‪ .‬مادفع الشٌخ ٌوسؾ القرضاوي للتصرٌح بانفعال (عام‬‫‪ )2009‬قابالً‪(:‬أن سد المنافذ أمام صعود د‪ .‬عصام العرٌان لمكتب اإلرشاد ٌشكل خٌانة‬ ‫للدعوة والجماعة واالمة ) حٌث انه بعدم دخوله ال ٌتبقى فٌها إال (المتردٌة والنطٌحة وما‬ ‫أكل منها السبع)‪.‬‬ ‫ان دالالت اشارة وزٌرة الخارجٌة األمرٌكٌة عام‬ ‫ولقاءات كانت تتم مع اإلخوان المسلمٌن من‬

‫‪ 2011‬فً شهر ٌولٌو لحوارات‬

‫‪ 5‬أو ست سنوات كما قالت وهو ما سبقها‬

‫إلعالنه السفٌر األمرٌكً فً القاهرة فرانسٌس رٌتشاردونً الصدٌق القدٌم للدكتور عصام‬ ‫العرٌان عام ‪ٌ 2007‬رسل رسالة من قبل األمرٌكان لإلخوان المسلمٌن مإداها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إلزام اإلخوان المسلمٌن باللعبة الدٌمقراطٌة وهو ما أشارت إلٌه الوزٌرة كلنتون بوضوح وما‬ ‫كان قد اشار الٌه كل من نجوم (تسلٌك) العالقة مع االخوان المسلمٌن السفٌر فرانسٌس‬ ‫رٌتشاردونً والباحث روبرت مالً ‪ ،‬مضٌفة انه من مصلحة الوالٌات المتحدة أن تتفاعل مع‬ ‫األطراؾ التً تلتزم بالنهج السلمً وتنبذ العنؾ والتً تنوي المشاركة فً االنتخابات البرلمانٌة‬ ‫والرباسٌة القادمة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬احترام حقوق األقلٌات ومشاركة المرأة فً الحٌاة العامة ( أعلن د‪ .‬عصام العرٌان موافقته باسم‬ ‫الجماعة على تولً المرأة الرباسة الجمهورٌة بشرط موافقة الشعب كما قال فً لقاء له مع (آم‬ ‫أس إن بً سً فً ‪)2011 /5/14‬‬ ‫‪ - 3‬نبذ العنؾ وأٌضا كما أشارت الوزٌرة كلنتون ( اعلن د‪ .‬عصام العرٌان فً اللقاء السابق المشار‬ ‫الٌه وفً لقاء مع الواشنطن بوست انه لن ٌلؽً معاهدة السالم مع "إسرابٌل" وموضحا ً أن‬ ‫المعاهدات واألنظمة ٌجب ان تحترم من كال الجانبٌن ‪ ،‬وعندما ال ٌحترم أي جانب تلك‬ ‫المعاهدات ٌتحتم على المجتمع الدولً اتخاذ الالزم حٌال ذلك) بمعنى انه ٌرفض العنؾ‬ ‫والمقاومة قطعٌا ً ضد "إسرابٌل" حتى لو خالفت هً المعاهدة‪.‬‬


‫‪ - 4‬اعتراؾ اإلخوان بالدور األمرٌكً المركزي فً المنطقة بل وقبول هٌمنتها وتحقٌق مصالحها‬ ‫فً (الشرق األوسط) (رحب محمد ؼزالن باسم الجماعة بالحوار مع أمرٌكا" إلزالة أي سوء‬ ‫فهم أو جسر أي هوة" كما قال فٌما نقلته اسوشتبرس) وكؤن الصراع الطوٌل بٌن األمة العربٌة‬

‫‪| 24‬‬

‫واالسالمٌة وبٌن الوالٌات المتحدة هو عند االخوان المسلمٌن مجرد سوء فهم؟ ! ٌحتاج فقط‬ ‫لجسر هوة؟ ! ولٌس قضٌة خالفات وتناقضات محتدمة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬االلتزام اإلخوانً بالمعاهدات واالتفاقٌات الدولٌة والوطنٌة ومعاٌ​ٌر الواقع السٌاسً والنظام‬ ‫الدولً القابم ودخول اإلخوان المسلمٌن من أوسع األبواب فً الملعب األمرٌكً كما حصل مع‬ ‫األنظمة السابقة‪.‬‬

‫نجاح السٌاسة االمرٌكٌة مع "االخوان"‬ ‫ان االخوان المسلمٌن كفكرة عالمٌة نهضوٌة اسالمٌة كما ٌعرفون عن أنفسهم فً مقابل‬ ‫المشروع األمرٌكً التسلطً قد أختلفت الٌوم كلٌا فعلى الرؼم من بطء التؽٌ​ٌرات األٌدٌولوجٌة‬ ‫فان تلك التؽٌ​ٌرات السٌاسٌة تسٌر فً مسار قد ٌجعل من تنظٌم االخوان المسلمٌن ٌبتعد عن‬ ‫مفاهٌم التطرؾ المرتبطة (بالوالء والبراء واالستعالء) أو (االسالم هو الحل) أو نظرٌات‬ ‫المرشد السابق التً تسوغ حكم مصر ولو من مالٌزي والتً تعتبر ان التعامل مع المعارضة‬ ‫هو ضربهم بالجزمة وفً سٌاق نظرٌة (طز فً مصر)‪.‬‬ ‫فالتنظٌم الٌوم ٌبدى انفتاحا عالٌا او على األقل بتٌاره البراؼماتً فهم ٌعلنون صراحة‬ ‫أنهم لٌسوا ضد المعاهدة مع (اسرابٌل) ولٌسوا ضد أمرٌكا قطعا‪ ،‬ومع التعددٌة والدٌمقراطٌة‬ ‫وحق األقباط ومع حقوق المرأة على الرؼم من تشكٌك الكثٌرٌن بذلك ومنهم أبو العال ماضً‬ ‫القابد االخوانً السابق وربٌس حزب الوسط حالٌا الذي ٌراهم باطنٌ​ٌن وٌإمنون بما أسماه‬ ‫العنؾ المإجل وٌمارسون الدكتاتورٌة القٌادٌة كما قال‪.‬‬


‫ان الفكرة العالمٌة النهضوٌة لالخوان المسلمٌن فً ظل المتؽٌرات وسٌاق اللقاءات‬ ‫أوالحوارات وبالتالً االحتكاك مع الؽرب ومع االمرٌكان قد ؼٌرت الكثٌر فً الثابت المستقر‪،‬‬ ‫فها هم االخوان ٌتوزعون بٌن التٌارات واالحزاب المختلفة التً آخرها كما قلنا حزب الشباب‬

‫‪| 25‬‬

‫المسمى (حزب التٌار المصري) وبٌن آراء وأفكار د‪.‬سلٌم العوا‪ ،‬ود‪.‬عبد المنعم أبوالفتوح الذي‬ ‫ٌمثل فتحا جدٌدا فً فكر االخوان حٌث دعا تفصٌال للتالً‪:‬‬ ‫التمٌ​ٌز بٌن الحزب (السٌاسً) والدعوة (الجماعة الدٌنٌة)‪ ،‬وطلب بتسجٌل الجماعة‬‫كجماعة خٌرٌة‬ ‫أقر بتعددٌة اآلراء ضمن االخوان المسلمٌن الى الدرجة التً لم ٌمانع فٌها أن‬‫ٌخرج من عباءة االخوان (الجماعة) أكثر من حزب ما رفضه "مكتب االرشاد"‬ ‫بشدة‬ ‫طالب بمزٌد من الحرٌة والدٌمقراطٌة فً التنظٌم كما طالب بانتخابات جدٌدة‬‫وعلنٌة‬ ‫مٌز بٌن فترة السرٌة والعلنٌة وأشار النتهاء عهد التخفً وانطالق العمل العلنً‬‫فقط‬ ‫ونقض الفكر الجامد ودعا للمرونة فً اآلراء واستٌعاب اآلخر المختلؾ سواء‬‫داخل الجماعة أو خارجها‬ ‫لقد استطاعت الجماعة أن تتالءم بال شك مع المتؽٌرات‪ ،‬ولكن المحك الحقٌقً هو السلطة‬ ‫فهل ٌتؽٌر االخوان المسلمٌن حٌنما ٌحكمون وال ٌكرروا تجارب سابقة فاشلة لالسالموٌ​ٌن أشرنا‬ ‫لها ؟ ! وهل تكون للحوارات أو اللقاءات التً أثمرت فتنبؤت بتؽٌر االخوان كما أشار السفٌر‬ ‫(فرانسٌس رٌتشاردونً) وروبرت مالً وؼٌرهم مدخال الستٌعاب االخوان للوطنً ضمن‬ ‫االسالمً والستبعاد العنؾ كلٌا من أدبٌاتهم وللتعامل مع الحقوق االنسانٌة والقٌم الدٌمقراطٌة‬ ‫باالحترام المطلوب؟‬ ‫تقول الباحثة بمجلس العالقات الخارجٌة بواشنطن راشٌل شنللر فً ندوة الجزٌرة ٌوم ‪-23‬‬ ‫‪ ( 2010/2/24‬بؤن اإلخوان المسلمٌن لٌسوا مجموعة من المتعصبٌن أو الدٌكتاتورٌ​ٌن‬ ‫أوالطؽاة‪ .‬وأضافت أن مما استفادته من هذه الندوة ترسٌخ قناعتها بؤن الحركات اإلسالمٌة‬ ‫تتطور وفق تطور الزمان والمكان‪ ،‬ولهذا فعلى أمٌركا‪ ،‬أن تطور فهمها لتلك الجماعات‬ ‫باستمرار)‬


‫وفً الجلسة الختامٌة للندوة حاول مدٌر برنامج الشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا التابع‬ ‫لمجموعة األزمات الدولٌة النجم روبرت مالً فً الجلسة الختامٌة التً حملت عنوان "مستقبل‬ ‫اإلسالم السٌاسً وخٌارات التعاطً معه" أن ٌحدد النقاط األساسٌة التً خلص إلٌها الباحثون فً‬

‫‪| 26‬‬

‫هذه الندوة وعددها على النحو التالً‪:‬‬ ‫أن السٌاسة هً جزء أصٌل من بنٌة اإلسالم كدٌن‪.‬‬ ‫أن الهدؾ األساسً من مساعً اإلسالم السٌاسً هو المشاركة فً اتخاذ القرار وإدارة‬ ‫الشؤن العام فً بلدانهم بوسابل دٌمقراطٌة‪.‬‬ ‫أن هذا النقاش الذي نظمه مركز الجزٌرة للدراسات مهم للؽاٌة بالنسبة للشرق والؽرب‬ ‫على حد سواء‪ ،‬فهو مهم للشرق ألنَّ تفّهم الؽرب لحقٌقة اإلسالم السٌاسً ٌساعد على التطور‬ ‫الدٌمقراطً فً المنطقة العربٌة‪ ،‬ومهم للؽرب ألن ظاهرة اإلسالم السٌاسً ٌمكن فً حال عدم‬ ‫الفهم الدقٌق أن تمثل تحدٌا لمصالحه‪ ،‬ومن هنا وجب على الؽرب معرفة أنجع السبل لكٌفٌة‬ ‫التعامل معه حاضرا ومستقبال‪.‬‬ ‫وضمن نقاط أخرى ٌضٌؾ روبرت مالً ( فهمنا أٌضا من النقاش أن اإلخوان المسلمٌن‬ ‫ٌعترفون بشرعٌة وجود الدولة وهم على استعداد للدخول فً تحالفات سٌاسٌة واسعة مع قوى‬ ‫أخرى) ثم أضاؾ قابال فً الندوة ( ال ٌوجد سوء فهم بٌن اإلسالم والؽرب لكن المسؤلة فً‬ ‫جوهرها تتمحور حول "صراع المصالح" وأنه ال بد للوالٌات المتحدة أن تقوم بحسابات دقٌقة‬ ‫حٌنما تقدم الدعم ألنظمة الحكم فً المنطقة العربٌة حتى ال ٌنقلب هذا الدعم وٌصبح تهدٌدا‬ ‫لمصالحها فً المستقبل‪ ) .‬ما ٌتوافق مع وعً د‪.‬جاسم السلطان ود‪.‬عصام العرٌان أحد أهم حلفاء‬ ‫الشٌخ ٌوسؾ القرضاوي داخل الجماعة‪.‬‬ ‫وفً اإلجابة عن السإال هل نجحت السٌاسة األمرٌكٌة والشخصٌات المحورٌة الخمسة‬ ‫التً ذكرناها فً رصؾ الطرٌق و بناء عالقة متٌنة وذات أسس واضحة بٌن الطرفٌن نقول نعم‬ ‫بوضوح‪ ،‬فالتمهٌد واالعداد والتقرٌب (والذي ٌسمٌه البعض التدجٌن وخلع المخالب والتضبٌط)‬ ‫وتهٌبة المناخ اتخذ زمنا طوٌالً استطاعت فٌه الوالٌات المتحدة أن ترسل رسالة قوٌة ومباشرة‬ ‫وعبر اللقاءات والمواقؾ والمإتمرات ومراكز األبحاث أنها لٌست ضد قوى (اإلسالم المعتدل)‬ ‫وعلى رأسه االخوان المسلمٌن ما دامت ال تناهض أمرٌكا لذلك سمى محمد ؼزالن ما بٌن‬ ‫اإلخوان وأمرٌكا " سوء فهم" ولٌست خالفات أو تناقضات إستراتٌجٌة‪.‬‬


‫وكانت مجمل الرسابل األمرٌكٌة المتبادلة ومثٌلتها من اإلخوان المسلمٌن بؽرض التطمٌن‬ ‫المتبادل وقبول االستعداد للتعاون والتنسٌق تماما كما أراد حسن البنا عام ‪.1946‬‬

‫‪| 27‬‬

‫أو كما أعلن عمر التلمسانً عام ‪ 1979‬عبر محاولة التدخل فً أزمة الرهابن األمرٌكٌ​ٌن‬ ‫فً اٌران‪ ،‬أو كما مارس القٌادي البارز فً االخوان المسلمٌن د‪.‬عصام العرٌان والمرشد حٌنها فً‬ ‫الفترات ما بٌن السنوات ( ‪ )1990-1987‬ثم ( ‪ )2009-2005‬مع السفٌر فرانسٌس رٌتشاردونً‪،‬‬ ‫وفً سٌاق مراكز األبحاث وآلٌات التؽٌ​ٌر (مإتمر الدوحة عام ‪ ، 2006‬وما تاله فً الوالٌات‬ ‫المتحدة والمكسٌك وبرٌطانٌا)‬ ‫نعم لقد سعت السٌاسة األمرٌكٌة الطفاء بإر التوترالتً أحدثتها القوى االسالمٌة المتطرفة فً‬ ‫أفؽانستان والسعودٌة والٌمن‪ ،‬وربما نجحت فً مصر والسودان منذ العام ‪ 2005‬حٌث اتفاق نٌفاشا‬ ‫الذي مهد لتقسٌم البالد‪ ،‬وفً الجزابر مع اتفاق المصالحة والقضاء على المتطرقٌن‪ ،‬وفً مصر عبر‬ ‫الجسر العرٌض الذي فتح معهم للحوار واللقاء وبحث سبل التعاون والتوافق‪.....‬ما أدى النتفاء‬ ‫عناصر االستتار ورد التهمة من جهة اواالرباك والؽموض وااللتباس القدٌمة أو سوء الفهم بحسب‬ ‫مصطلحات االخوان المسلمٌن المتواترة عن وصؾ هذه العالقة المثٌرة للجدل‪.‬‬

‫ٌمكن للرجوع إلى المصادر التالٌة على الشبكة البٌنٌة العالمٌة‬ ‫‪ .1‬مقال عبد العزٌز الخمٌس‪ ،‬دور مشروع مستقبل التؽٌ​ٌر القطري األمرٌكً فً اشعال‬ ‫الثورات العربٌة‪ ،‬مٌدل اٌست اونالٌن‪2011/7/8 .‬‬ ‫‪ .2‬حوار د‪.‬جاسم السلطان مع موقع اإلسالم الٌوم‪2011 /10/5 .‬‬ ‫‪ .3‬موقع أكادٌمٌة التؽٌ​ٌر ‪ ،‬ثورة العقول بداٌة التؽٌ​ٌر‪( .‬على الشبكة=االنترنت)‬ ‫‪ .4‬مقال ‪:‬العرٌان واإلخوان و العنؾ‪ ،‬إسالم اون الٌن‪2010/1/30 ،‬‬ ‫‪ .5‬محمد الشنقٌطً‪ :‬اإلخوان من التنظٌم المؽلق إلى الفضاء المفتوح‪ ،‬موقع الجزٌرة‬ ‫‪2009/11/7‬‬ ‫‪ .6‬صادق الشافعً‪ :‬اإلخوان و األمرٌكان ‪2011/7/9‬‬ ‫‪ .7‬الدالالت السٌاسٌة للحوار بٌن أمرٌكا و اإلخوان ‪ ،‬دار األرقم ‪2011 /7/7‬‬ ‫‪ .8‬العرٌان لواشنطن بوست‪ :‬معاهده السالم مع (إسرابٌل) قابمة والسلطة لٌست هدفنا ‪،‬‬ ‫‪2011/5/15‬‬ ‫‪ .9‬العرٌان لموقع أمرٌكً من العار ألمرٌكا أن تخاؾ اإلسالم ‪2011/5/14 ،‬‬ ‫صبحً عبد السالم‪ :‬االتصاالت بٌن اإلخوان وأمرٌكا ‪ ،‬جرٌدة المصرٌون‬ ‫‪.10‬‬ ‫‪2011/7/7‬‬


‫‪| 28‬‬

‫د‪.‬عصام العرٌان‪ :‬اإلخوان المسلمون وأمرٌكا‪ ،‬جدل المبادئ والمصالح – موقع‬ ‫‪.11‬‬ ‫إخوان نت‪2006 /2/3 ،‬‬ ‫د‪.‬عصام العرٌان‪ :‬اإلخوان المسلمون واإلدارة األمرٌكٌة الجدٌدة‪ ،‬هل من جدٌد؟‬ ‫‪.12‬‬ ‫جرٌدة الحٌاة ‪2009/3/1‬‬ ‫وٌكٌلٌس‪ :‬عمر سلٌمان صوّ ر اإلخوان كوحوش (فرانسٌس رٌتشاردونً) ‪ٌ 4 ،‬ولٌو‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.2011‬‬ ‫السفٌر رٌتشارد ونً ٌإكد وجود اتصاالت مع اإلخوان منذ عهد السادات‪ ،‬الفكر‬ ‫‪.14‬‬ ‫العربً‪ ،‬عام ‪2007‬‬ ‫حسام تمام ‪ ،‬تسلؾ اإلخوان‪ ،‬جرٌدة وموقع نقطة نت ‪2011/7/13‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫مجموعة األزمات الدولٌة تدعو مبارك لدمج اإلخوان المسلمٌن فً الحٌاة السٌاسٌة‪،‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫المصري الٌوم ‪2008/6/18‬‬ ‫روبرت مالً‪ :‬االستفادة إلى أقصى حد ممكن من نصر حماس ‪ ،‬موقع أرضٌة‬ ‫‪.17‬‬ ‫مشتركة فً ‪2006 /3/8‬‬ ‫بكر أبو بكر ‪ ،‬دراسة الثورات العربٌة الجماهٌرٌة ثورات الصورة واألمل‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪2011/3/21‬‬ ‫أ‪.‬أحمد طه‪ :‬إشكالٌة العالقة بٌن جماعة اإلخوان المسلمٌن والنظام العربً‪ ،‬موقع‬ ‫‪.19‬‬ ‫اإلسالم المعاصر‬ ‫‪ .20‬محمد الباز‪ 60 :‬يهيبر دوالر حكهفت اسخيالء اإلخىاٌ عهي انحكى في يصر‪،‬‬ ‫يصريبث‪2009/8/2،‬‬ ‫ندوة الجزٌرة‪ " :‬اإلسالم السٌاسً‪ :‬خٌارات وسٌاسات"‪2010/2/24-23 .‬‬ ‫‪. 21‬‬ ‫خالد برعً‪ :‬أسرار عالقة اإلخوان بالمخابرات المركزٌة األمرٌكٌة ‪ ،‬موقع‬

‫‪.22‬‬ ‫المٌدان‪.‬‬

‫اإلخوان فً مصر‪ :‬نقبل الحوار مع واشنطن ونرفض الدٌمقراطٌة بضاعة أمرٌكٌة‬ ‫‪.23‬‬ ‫‪ ،‬موقع سكوبات ‪2011/7/7‬‬ ‫جمال عصام الدٌن ‪ :‬أسرار الؽزل السٌاسً المفاجا بٌن األمرٌكان واإلخوان فً‬ ‫‪.24‬‬ ‫مصر‪ ،‬موقع الرأي ‪2011/7/3‬‬ ‫عمرو عبد السمٌع‪ :‬اإلخوان واألمرٌكان ‪ ،‬األهرام‪.‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫محمود ممدوح ‪ ،‬اإلخوان واألمرٌكان وحوار (التظبٌط)‪ ،‬موقع شرقاوٌة‬ ‫‪.26‬‬ ‫‪2011/7/4‬‬ ‫ماٌكل منٌر‪ ،‬اإلخوان واألمرٌكان سنوات من المفاوضات السرٌة‪ ،‬جرٌدة الٌوم‬ ‫‪.27‬‬ ‫السابع ‪2011/7/6‬‬ ‫القرضاوي صمام األمان للسٌاسة األمرٌكٌة فً الوطن العربً ‪ ،‬موقع زٌدال‬ ‫‪.28‬‬ ‫‪2011/2/7‬‬


‫‪| 29‬‬

‫روبرت مالً فً محاضرة فً لبنان(خبٌر فً مجموعة األزمات الدولٌة‪،)...‬موقع‬ ‫‪.29‬‬ ‫األمن والدفاع العربً ‪2011/6/4‬‬ ‫شخصٌة د‪.‬عبد هللا عزام حسب موقعه‪ ،‬وحسب وٌكٌبٌدٌا‪.‬‬ ‫‪.30‬‬ ‫من هو مستر اكس عمٌل السفارة األمرٌكٌة فً البرلمان المصري‪ ،‬الٌوم السابع‬ ‫‪.31‬‬ ‫‪2011/5/12‬‬ ‫رتشارد ونً (السفٌر االمرٌكً فً مصر) ٌطلق تصرٌحات مثٌرة للجدل عن‬ ‫‪.32‬‬ ‫اإلصالح والصحافة فً مصر‪ -‬موقع إخوان اون الٌن ‪2006/7/17‬‬ ‫نص فتوى د‪ .‬محمد سلٌم العوا والتً وقعها القرضاوي التً تبٌح القتال مع‬ ‫‪.33‬‬ ‫االمرٌكان ‪ ،‬إسالم اون الٌن ‪2010/10/27‬‬ ‫ربٌس الموساد السابق ٌدعو للتفاوض مع القرضاوي ‪2011/2/24‬‬ ‫‪.34‬‬ ‫مإتمر السفٌر رٌتشارد ونً عن مستقبل العالقات األمرٌكٌة المصرٌة ‪،‬موقع‬ ‫‪.35‬‬ ‫الصحفً ‪2006 /2/15‬‬ ‫وٌكلٌكس‪ :‬رٌتشارد ونً ٌقول‪ :‬مبارك ال ٌتحمل المعارضة‪ ،‬أخبار مصر‬ ‫‪.36‬‬ ‫‪2010/12/17‬‬ ‫عمرو احمد‪ ،‬القرضاوي وفتواه للجنود األمرٌكان ‪ ،‬مصراوي ‪2011 /2/20‬‬ ‫‪.37‬‬ ‫شخصٌة روبرت مالً من موقع وٌكٌبٌدٌا‬ ‫‪.38‬‬ ‫بكر أبوبكر‪ ،‬التٌارات الدٌنٌة والسٌاسة الٌوم‪2007 ،‬‬ ‫‪.39‬‬ ‫نارام باله‪ ،‬تناقضات الشٌخ الجلٌل‪ ،‬موقع دوكستانا‪2011/7/18 ،‬‬ ‫‪.40‬‬ ‫نٌفٌن مسعد‪ ،‬حدث فً كلٌة االقتصاد‪ ،‬جرٌدة الشروق‪2011/7/14،‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫د‪ .‬ولٌد أحمد السٌد‪ ،‬العمارة والمدٌنة ـ ‘اإلسالمٌة’‪‘ -‬اإلسالموٌة’ مقابل‬ ‫‪. 42‬‬ ‫‘اإلسالمٌة’ !‪-‬موقع من فتى‪2010 /4/29،‬‬ ‫د‪.‬وحٌد عبد المجٌد‪ ،‬خرٌطة اإلسالمٌ​ٌن المصرٌ​ٌن‪ :‬تضارٌس وعرة !‪ ،‬جرٌدة‬ ‫‪.43‬‬ ‫نقطة واول السطر‪2011 /8/4،‬‬

‫حقوق الطبع والنشر محفوظة للمعهد الوطنً لتدرٌب الكوادر‬ ‫وباذن من الكاتب العروبً االسالمً بكر أبوبكر‬

‫انتهى بعون هللا‬


| 30


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.