---------------------------------------------مبناسبت االنطالقت51 حركت فتح والبحث عن الغيماث املاطرة ---------------------------------------------يف تارخيية القضية ،وأقىال الرواد األوائل ،وثراء حركة فتح ،والعضى وشجاعة القيادة ،والىحدة الىطنية، ودور األمة ،والصراعات والفهم املشرتك 2016
بكر أبوبكر حركة التحرير الوطين الفلسطيين-فتح /وحدة الدراسات االسرتاتيجية
بمناسبة االنطالقة51 حركة فتح والبحث عن الغٌمات الماطرة بكر أبوبكر ٌكن ٌاسر عرفات لٌتنبؤ بالقادم ،فلم ٌكن عرّ افا أو منجما أو كاهنا ولم ٌكن ٌحتاج ألن ٌكون أي لم من هإالء عندما ّ شخص صعوبة الدرب ومشاق النضال وحجم العقبات والعوائق التً تعترض وستعترض العمل الفدائً. منذ الرصاصة األولى بل وما قبلها ،ربما لمزاٌاه القٌادٌة وامتالكه للرإٌة وحسن النظر كان ٌدرك عِ َظم المسإولٌة الملقاة على عاتق الرواد األوائل ،فعِظم التضحٌات ٌجب أن تناظر عِ ظم القضٌة ،وعظمة الرجال ال تظهر إال بالمهام العظٌمة ،والمهام العظٌمة هً دوما صعبة وقد ٌراها أصحاب الهمم النافقة مستحٌلة ،ومن هنا كان القرار صعبا أن تنطلق حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح بعد النكبة عام . 1948 تلك النكبة التً خلفت صدمتها للوهلة األولى حطاما بشرٌا ونفسٌا واجتماعٌا وثقافٌا عكس نفسه بالذهول والتشتت وافتقاد السند واالحباط الشدٌد ،وعكس نفسه بالبحث عن الذات فً ظل الضٌاع الذي أصاب األمة والشعب الفلسطٌنً فطفق ٌبحث عن حقٌقة هوٌته فٌغرف من األفكار "الصلبة" التً افترضت بذاتها الكمال أو القداسة ،وافترضت بذاتها المطلق والشمولٌة ،وافترضت بذاتها االنتصار بالشعارات واالمتداد. الفلسطٌنٌون-بعد تجاوز الصدمة نفسٌا-هم الذٌن رفضوا اإلبحار طوٌال فً مركب البإس والٌؤس واإلحباط فتوزعوا بٌن تٌارات األمة الكبرى آنذاك وهً التٌارات أو األحزاب التً تولدت إثر صراع عمٌق داخل األمةٌ .قول صالح خلف (أبوإٌاد) الشهٌر بخطاباته الحماسٌة التحفٌزٌة المفعمة باألمل عن "الحفنة الطٌبة من الشباب التً انطلقت" أنهم "جمعوا ٌؤس األمة العربٌة وحولوه إلى آمال" (فً عام 1965عندما انطلقت حركة فتح لم ٌكن عددنا كبٌرا ،كان العدد بسٌطا جدا ،وإنما كانت الفكرة فً نظرنا كبٌرة جدا ،ألننا كنا نعتقد أن الرصاصات التً سنطلقها فً األراضً المحتلة ،ال ٌمكن أن تعٌد لنا فلسطٌن ،إنما هذه الرصاصة لها مردود على نفسٌة اإلنسان الفلسطٌنً ،ال بد أن ٌشعر اإلنسان أنه موجود أوال) وٌضٌف صالح خلف (أبوإٌاد) فً موضع آخر (أقول نحن كشعب فلسطٌنً كان ال بد أن
2
نعود إلى الخارطة السٌاسٌة ،قٌمة كل نضال شعبنا فً عام 1 الخارطة السٌاسٌة)
1965أنه أعاد هذا الشعب الفلسطٌنً إلى
نهوض أمة وتشظً أخرى ّ تشظت األمة العربٌة واألمة االسالمٌة على مدار زمنً طوٌل ارتبط بالنهوض األوروبً الذي ترافق مع تغلغل عقلٌة الهٌمنة واالستعمار واالستبداد االوربً الذي وجد شكله الحقٌقً من خالل احتالل ُ والطهر والتقدم للرجل األبٌض ،وتحت مدامك الفكر العنصري الذي أراضً الغٌر تحت ادعاءات النقاء أباح النظر لألقوام األخرى من زاوٌة السٌد المطاع الذي ٌحمل الحضارة للوحوش وهو السٌد الذي ٌنبغً إلله ِه. من االتباع الطاعة له وتقدٌم القرابٌن والشكر ِ كان المطلوب فً ظالم (االستعمار) الغربً أن تقدم الشعوب ثقافتها وروحها ودٌنها وقومٌتها وإنسانٌتها وخٌراتها وأرضها فداء للرجل األبٌض الذي افترض امتالكه لكل الحقائق وافترض امتالكه للحقٌقة الدٌنٌة ،وافتراض أن هٌمنته تشكل قدرا على اآلخر أن ٌنصاع له ،فسوغت العقلٌة االستعمارٌة لنفسها النظرة االستعالئٌة واالحتقارٌة لشعوب األرض فاستعبدتها فً فترات الصرع االسبانً البرتغالً على المستعمرات ،وما تالها من فترة الصرع االستعماري الثقافً – االقتصادي االنجلٌزي الفرنسً ،هذا الصراع الذي حط رحاله فً منطقتنا العربٌة بقوة منذ القرن التاسع عشر ثم تؤلق إثر الحربٌن االوروبٌتٌن الكبرٌٌن (المسمٌتٌن الحرب العالمٌة االولى والثانٌة) ،وما كان للنزاع السلطوي ونزاع النفوذ والمصالح االقتصادٌة إال متوافقا فً هذه العقلٌة مع نزعات التفوق والتً وجدت ضالتها بعد تحطم االمبراطورٌة العثمانٌة.
فلسطٌن فً ثالثة وجوه استعمارٌة نالت المنطقة العربٌة العنت واالضطهاد واالستعمار الال أخالقً سواء فً مناطق االحتالل والهٌمنة فً الخلٌج العربً من البرتغالٌٌن (تمكن البرتغالٌون من الوصول إلى الهند بعد اكتشافهم لطرٌق رأس الرجاء الصالح وسرعان ما أسسوا لهم إمبراطورٌة فً الشرق .فً عام 1507م تمكن اسطول برتغالً ٌقوده ألفونسو دي ألبوكٌرك من احتالل مسقط وصحار وخور فكان ثم هرمز التً وقع ملكها اتفاقٌة الوالء للتاج البرتغالً ،فً عام 1521سقطت البحرٌن بٌد البرتغالٌٌن ،).ومن االنجلٌز الحقا ،أو فً الجزائر منذ احتالل واستعمار الجزائر العام ( 1830م) ،ثم بلغت ذروتها بعد الحرب (االوروبٌة – العالمٌة االولى 1918-1914م) واالتفاق على تقسٌم العالم العربً فً (ساٌكس بٌكو عام )1916ثم فً (سان رٌمو) عام ، 1920وما كان ذلك بغرٌب على العقلٌة التً ال ترى فً اآلخر إال خادما وعبدا .ومن هنا وقعت فلسطٌن فً صلب المخطط االستعماري االوربً على ثالثة أوجه: 1كتاب من إصدار مكتب الشإون الفكرٌة والدراسات فً حركة فتح تحت عنوان الفكر الوطنً الثوري فً الممارسة :من خطب الشهٌد أبوإٌاد،الطبعة 2عام 2008واالقتباسٌن من ص 67ومن ص ،137والجملة األولى الٌؤس واآلمال ص145 3
كان الوجه األول منه هو :ضمان الهٌمنة واالغتصاب والسٌطرة األبدٌة على مقدرات األمة والمنطقة االقتصادٌة والجغرافٌة والثقافٌة والروحٌة بفصل جزئٌها الشرقً والغربً الى األبد ،وبتفتٌتها الى كٌانات متحاربة . والوجه الثانً من المخطط االستعماري هو تغلغل عقدة العقل االستعماري المتفوق الغربً الذي ّ (تحولت مسخرا نتٌجة ارتباط هذه العقلٌة ب ُبعدها االقتصادي التوسعً ٌري اآلخر مؤمورا أو منبوذا أو "شركة الهند الشرقٌة المحترمة" البرٌطانٌة من مشروع تجاري تؤسس عام 1600م إلى مإسسة تحكم جمٌع الوالٌات الهندٌة وجمٌع مستعمرات التاج البرٌطانً فً المنطقة وذلك بدعم سٌاسً وعسكري من برٌطانٌا). وببُعدها العنصري الذي ٌستغل االختالف العقدي فً االقصاء عوضا عن التقبل ،وهو ما ناله ٌهود أوروبا الذٌن تقرر أن ٌُستبعدوا من القارة وفً ذات الوقت ٌشرخوا منطقتنا فٌتحقق للغرب االستعماري و (للحركة الصهٌونٌة الحقا) أن ٌضربوا عدة عصافٌر بحجر واحد. أما الوجه الثالث فكان تحقٌق الدول الغربٌة لتواصل احتكار العلم والزراعة المتطورة والصناعة والتقدم والتقانة (التكنولوجٌا) ،فوقعت فلسطٌن فً (بإرة) الحدث االستعماري ولؤلسباب الكثٌرة التً مٌزت جغرافٌتها وموقعها وأساطٌر التناخ (التوراة وملحقاتها) التً أعٌد تحرٌفها ل ُتفهم وكؤنها تتحدث عن بالدنا. ٌقول ٌاسر عرفات (ومن هنا ٌبدأ جذر المشكلة الفلسطٌنٌة ،أن هذا ٌعنً أن أساس المشكلة لٌس خالفا ًا دٌنٌا ًا أو قومٌا ًا بٌن دٌنٌن أو قومٌتٌن ولٌس نزاعا ًا على حدود بٌن دول متجاورة ،انها قضٌة شعب 2 اغتصب وطنه وشرد من أرضه لتعٌش أغلبٌته فً المنافً والخٌام).
برٌطانٌا واالحتالل الصهٌونً نالت المنطقة العربٌة من الضغط والقسوة واالستعمار ما جعل من الكٌانات الناشئة بقوة وإرادة أبطال التحرر واالستقالل العرب ٌسعون لبناء هذه البلدان والسعً لتقدمها ،ولكن من موقف ضعٌف مرتبط بشكل أو بآخر بالدولة التً احتلتها أكانت برٌطانٌا أو فرنسا (أو إٌطالٌا أو إسبانٌا أو البرتغال) إال أن فلسطٌن كانت قضٌة مركبة فعل فٌها العقل الغربً االستعماري أبشع جرٌمة فً القرن العشرٌن (والواحد وعشرٌن) وهً جرٌمة وضع بمقتضاها عدد من أتباع دٌانة محددة من قومٌات متعددة وهم اتباع الدٌانة الٌهودٌة األوروبٌٌن خاصة مكان سكان فلسطٌن العرب فً آلٌة تهجٌر وطرد وإحالل برزت بذورها منذ العام 1881م ثم فً مإتمر (بانر -كامبل) 1907 – 1905فً لندن وصوال لتحالف العقل الغربً مع الحركة الصهٌونٌة (منذ مإتمر بازل 1897م) فتولى االنجلٌز منذ احتاللهم لفلسطٌن وعبر ما ٌسمى (صك االنتداب) عام 1922القٌام بهذه المهمة الالأخالقٌة.
2
من خطاب أبوعمار فً االمم المتحدة عام 1974 4
وقعت فلسطٌن فً قبضة عقلٌة الهٌمنة واالستعمارالثقافً واالقتصادي ،واإلحالل فسهلت الهجرة 1948التً دفعت بالشباب الٌهودٌة وٌسّرت سرقة األرض ،ثم عمدت النشاء الكٌان فوقعت نكبة العام الفلسطٌنً ألن ٌؤخذ بزمام المبادرة ضمن فهم عمٌق لجذور المشكلة ،وفً تطور وعً استغرق زمنا طوٌال لٌحدد من خالله حجم القوى والتدافع الدولً ،ثم لٌرى حجم قوته وامتداداتها فٌرى بوضوح أٌن ٌقف من كل ذلك ،ففلسطٌن قد سقطت بٌن أٌدي إحتاللٌن اجنبٌٌن انجلٌزي وصهٌونً ،ثم ترك األمر كله للقاعدة المتقدمة للغرب الذي ورث سطوته وهٌمنته الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة. قال الخالد فٌنا الراحل ٌاسر عرفات من على منصة االمم المتحدة فً نٌوٌورك عام ( :1974ترجع جذور المشكلة الفلسطٌنٌة إلى أواخر القرن التاسع عشر أو بكلمات أُخرى إلى ذلك العهد الذي كان ٌسمى عصر االستعمار واالستٌطان وبداٌة انتقال إلى عصر اإلمبرٌالٌة حٌث بدأ التخطٌط الصهٌونً_ االستعماري لغزو أرض فلسطٌن بمهاجرٌن من ٌهود ُأوروبا كما كان الحال بالنسبة للغزو االستٌطانً إلفرٌقٌا .فً تلك الحقبة التً توطدت فٌها سطوة عتاه االستعمار القادمٌن من الغرب إلى أفرٌقٌا وآسٌا وأمرٌكا الالتٌنٌة لالستٌطان وإقامة المستعمرات وممارسة أشد أشكال االستغالل واالضطهاد والنهب لشعوب القارات الثالث .إنها الحقبة التً ما زلنا نشهد آثارها العنصرٌة البشعة فً الجنوب اإلفرٌقً وكذلك فً فلسطٌن . وكما استخدم االستعمار والمستوطنون أفكار (( التمدن والتحضر)) لتبرٌر الغزو والنهب والعدوان فً إفرٌقٌا وغٌرها .كذلك استخدمت هذه الذرائع لغزو فلسطٌن بموجات المهاجرٌن الصهاٌنة .وكما استخدم االستعمار والمستوطنون الدٌن واللون والعرق والغة لتمرٌر عملٌة استغالل الشعوب وإخضاعها بالتمٌٌز والتفرقة واإلرهاب فً إفرٌقٌا ،كذلك استخدمت هذه األسالٌب الغتصاب الوطن الفلسطٌنً واضطهاد شعبه ومن ثم تشرٌده. وكما استخدم االستعمار ،وقتئذ ،المحرومٌن والفقراء والمستغلٌن كوقود لنار عدوانه ،ومرتكزات االستٌطان ،كذلك استخدم االستعمار العالمً والقادة الصهاٌنة الٌهود المحرومٌن والمضطهدٌن فً أُوروبا كوقود للعدوان ومرتكزات لالستٌطان والتمٌٌز العنصري . إن اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً استخدمت ضد شعبنا الستٌطان فلسطٌن بالغزاة الوافدٌن من الغرب استخدمت فً الوقت ذاته القتالع الٌهود من جذورهم فً أوطانهم المختلفة ولتغرٌبهم عن األمم. إنها أٌدٌولوجٌا استعمارٌة استٌطانٌة عنصرٌة تمٌٌزٌة رجعٌة تلتقً مع الال سامٌة فً منطلقاتها ،بل هً الوجه اآلخر للعملة نفسها .فعندما نقول أن تابعً دٌن معٌن هو الٌهود ،أٌا ًا كان وطنهم ،ال ٌنتسبون إلى ذلك الوطن وال ٌمكن أن ٌعٌشوا كمواطنٌن متساوٌن مع بقٌة المواطنٌن من الطوائف األخرى ،فإن تلك اللقاء مباشر مع دعاة الالسامٌة ،وعندما ٌقولون أن الحل الوحٌد لمشكلتهم هو أن ٌنفصلوا عن األمم
5
والمجتمعات التً هم جزء منها عبر تارٌخ طوٌل ،ثم ٌهاجرون لٌستوطنوا أرض شعب آخر وٌحلوا محله 3 بالقوة واإلرهاب ٌؤخذون من غٌرهم الموقف نفسه الذي أخذه دعاة الالسامٌة منهم). سقوط جغرافٌا فلسطٌن وجدل الحل فً ظل جدل الصراع وأصوله وكٌفٌة مواجهة تحدٌات التشظً والتشرذم لألمة فً بلدانها ومقدرتها وحضارتها وثقافتها برزت االفكار الكبرى الثالثة تلتمس الحل النهائً وتصبو لإلجابة على كل األسئلة ومن هنا نمى التٌار القومً وبرز االسالمً وكان لالشتراكً ظهورا ومكانة. سقطت جغرافٌا فلسطٌن بٌن أٌدي الحركة الصهٌونٌة بتسهٌالت كان ال غنى عنها من (االنتداب البرٌطانً) ،ولم ٌكن الشعب العربً الفلسطٌنً إزاء ذلك مستكٌنا وال مستسلما وال خانعا ،وإنما كان ثائرا شجاعا مقداما قدم اله ّبات والثورات منذ العام 1919ثم فً العشرٌنٌات ،وهبّة البراق عام ( 1929تعود الٌوم القضٌة فً حائط البراق والمسجد األقصى المبارك ككل لتغلغل العقلٌة التوراتٌة الخرافٌة فً المجتمع االسرائٌلً فً فلسطٌن) فالنشاط التنظٌمً للشٌخ عزالدٌن القسام ثم ثورة 1939 – 1936وما رافقها من أسالٌب نضال عدة كان لألخ العربً فٌها دورا واضحا بغض النظر عن دٌنه أو مذهبه ،ومع سقوط الجغرافٌا برز العلم السٌاسً الجدٌد الذي ٌعلن والدة دولة (اسرائٌل) على أشالء فلسطٌن الممزقة جغرافٌا فكانت النكبة التً ما زالت حٌّة فٌنا كفلسطٌنٌٌن وكمالٌٌن من الالجئٌن المتوزعٌن على أصقاع المعمورة ّ المعطر. الذٌن سٌكحّ لون أعٌنهم مهما طال الزمن بكحل فلسطٌن وهوائها فً هذا الخضم من التارٌخ واألفكار ،وفً هذه البٌئة الصعبة حٌث المرواحة بٌن الٌؤس واألمل وبٌن االحباط والعمل وبٌن السلبٌة وعقلٌة االبداع االٌجابٌة اختطت حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً- فتح تارٌخا جدٌدا منذ العام 1957حٌث تعالت الهمسات لتنشئ كٌانا أعلن عن ذاته بقوة عام .1965 لقد طحنتها دهالٌز السٌاسة لتنشئ فوق جسدها فلسطٌن فقدت الجغرافٌا بإنشاء الكٌان االسرائٌلً، كٌانا جدٌدا ،كان البد من أن ترفضه هذه الجغرافٌا (األرض) وأهلها بؤشكال عدة لٌس أولها الكفاح المسلح أو حرب الشعب طوٌلة األمد (النفس) ولٌس آلخرها المقاومة الشعبٌة المنتصرة الٌوم والمحصنة بغضبة القدس أو هبة أو انتفاضة القدس ( )2015التً ال تحتاج لكثٌر جهد لتعلن أن هذا الشعب ال ٌنسى وال ٌٌؤس وال تخور قواه مهما جهدت (اسرائٌل) فً محاوالت احتالل التارٌخ عبر وسائط المادة بغرس المستوطنات (المستعمرات أو المستدمرات) بٌن ثناٌا الجسد أو شق الجسد الذي توافق الفلسطٌنٌون أن ٌقٌموا فٌه دولتهم المستقلة دولة فلسطٌن على جزء صغٌر من أرض فلسطٌن.
ٌ 3مثل خطاب الرئٌس الراحل والفدائً االول ٌاسر عرفات رحمه هللا فً االمم المتحدة 1974/11/13 مفتاحا حقٌقٌا لفهم االستعمار واالحتالل وما ٌعد بالفعل وثٌقة تارٌخٌة تستحق أن تدرس فً مدارس فلسطٌن واألمة جمعاء. 6
حركة ضد الشمولٌة واالقصائٌة إن مسٌرة حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً -فتح لم تكن لتإمن بهٌمنة األفكار الشمولٌة سواء تلك القومٌة الشوفٌنٌة أو االسالموٌة أو الشٌوعٌة فخلعت كل العباءات البراقة ،وقررت أن الملعب األول وتخصص نضالها نحو قضٌة واحدة فقط هً قضٌة وطن قضٌة فلسطٌن ومن هنا وتكرس لها هو أن تر ّكز ّ ّ فهم الفتحوٌون طبٌعة تمٌزهم الحقٌقً منذ الٌوم األول والبالغ األول (بالغ قوات العاصفة) ومنذ (هٌكل البناء الثوري) واستطرادا فً أدبٌات الحركة ،ومسارها النضالً الذي ارتقى درجات النضالٌة والثورٌة من درجة الثورٌة المثالٌة الى الثورٌة الواقعٌة. رفض رواد حركة فتح فكر جماعة (االخوان المسلمٌن) الحصري االقصائً الذي ٌقدس الفكرة وحاملٌها معا كما ٌق ّدس الجماعة على حساب األمة ،رفض فكرهم السٌاسً النظري غٌر العملً ،فكرهم الذي ٌجمد الصراع لدواعً ادعاء المظلومٌة والسجن وعدم توفر الظروف ،فخرج عدد ممن انتموا للجماعة فً غزة خاصة -على قاعدة أن فلسطٌن تجمعنا ،لٌنهضوا من أجل فلسطٌن ال من أجل فكر االخوانالمسلمٌن (خلٌل الوزٌر وأبوٌوسف النجار وصالح خلف ،)...وتالقوا مع زمالئهم الذٌن لم ٌنتموا ألي حزب أبدا اال حزب فلسطٌن كما هو شؤن ٌاسر عرفات ود.عادل عبدالكرٌم ومحمود عباس وهانً الحسن ، ولٌلتقوا مع أولئك ممن خرجوا من حزب البعث العربً االشتراكً ( فاروق القدومً كمثال) ،وأولئك الذٌن طلّقوا الشٌوعٌة والفكر الماركسً-اللٌنٌنً الحزبً ( ماجد ابوشرار )...والذٌن تركوا حزب التحرٌر (االسالمً) (مثل خالد الحسن) وغٌرهم ،فكان هذا اللقاء الجامع الذي خلع األردٌة الحزبٌة الضٌقة لقاء بٌن األنوٌة المتعددة فً غزة والضفة والخلٌج العربً وألمانٌا والنمسا (بدأت التباشٌر بعد العام 1948وصوال للنشؤة عام 1957ثم االنطالقة عام 1965واالنطالقة الثانٌة عام 1968م)ّ ، ومثل هذا اللقاء أٌضا التقاء أفكار سٌاسٌة متعددة اتفقت على أولوٌة فلسطٌن ،واتفقت على ضرورة اشعال جمرة النضال ،واتفقت على تطلٌق االحزاب الشمولٌة التً تهمش فلسطٌن ،وتتلهى بؤفكار إقصائٌة لآلخر ،أفكار شمولٌة أفكار ال دٌمقراطٌة أفكار ال ترى بنفسها اال النهج االوحد التً قتلتنا سابقا وعادت لتدمرنا الٌوم ،فكانت حركة فتح الحاضنة للكل الفلسطٌنً بفئاته وتنوعاته ،ومازالت. ٌقول محمود عباس (أبومازن) ردا على سإال حول الوحدة والتنوع داخل حركة فتح بدٌال للحزبٌة منذ البداٌات (لتبقى األفكار كما هً ،لكنه ممنوع االرتباط بؤي حزب ،فقط فً الحركة ،فكان التنظٌم ٌضم كل االتجاهات تقرٌبا ،كان هناك إخوان وبعثٌون ،قومٌون عرب ،وكان الكثٌر من الشباب فً الحركة قد دخلوا حزب البعث ،ولم ٌقتنعوا ،وكذلك حركة القومٌٌن العرب ،واإلخوان المسلمٌن ،وتركوا ،ووجدوا فً 4 حركة فتح ضالتهم)...
4كتاب لمكتب الشإون الفكرٌة والدراسات لحركة فتح ،تحت عنوان صفحات مشرقة من تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة،مع الرئٌس محمود عباس ،الطبعة 2عام 2010ص 20 7
لقد مٌزت حركة فتح بوضوح بٌن حقٌقة الفهم ،وصدق التحلٌل المشفوع بحقائق الجغرافٌا والتارٌخ والقانون والسٌاسة ،ولكنه المرتبط بالرإٌة االستراتٌجٌة التً تفهم جٌدا صراع القوى والمعسكرات وطبٌعة تقاطع المصالح ،فرأت أن المحرك فً القضاٌا العالمٌة لم ٌكن هو القٌم واألخالق والعدالة ،وإنما هذا الكم الهائل من التوحش الؤلخالقً االستعماري سواء فً الفكر الغربً أو الفكر الصهٌونً االحاللً 5 الذي بدأ استعمارٌا (قومٌا) لٌنتهً الٌوم (عنصرٌا) (توراتٌا) دٌنٌا خرافٌا.
مراحل وغٌمات عرفات ٌاسر عرفات الذي أجهد نفسه طوال حٌاته وهو ٌبحث عن الغٌمات الماطرة ،ووجد بعضا منها إن فحقق انتصارات هنا وهناك وأرادها تراكمٌة ،وص ّدر عبقرٌة الحث هذه لمضمون فعل حركة فتح التً آمنت بالمبادرة والمبادأة واإلنجاز فلم تقف خلف المصداح "المٌكرفون" تنشر وتصرخ فقط ،وإنما جعلت من (الحركة) فعال اٌجابٌا ،فحٌث تكون المقدرة على تحقٌق انجاز (أكان وطنٌا شعبٌا ،أو عسكرٌا ،أو قانونٌا ،أو سٌاسٌا ) ...كانت ال تتوانى عن خوض غمار الحرب لتحقٌقه وهذا ما كان فكانت االنطالقة عام ، 1965وكانت الحرب الشعبٌة طوٌلة األمد والكفاح المسلح بإشكاله المتعددة ( )1974 – 1965وكان العمل السٌاسً ٌحصد زرع العمل العسكري ( 6)1987 – 1974ثم كانت اإلرادة الشعبٌة الجماهٌرٌة تعبر ٌ5قول د.عمار علً حسن" :اإلستراتٌجٌة تتسم بؤنها « استباقٌة توقعٌة» ،إن لم تكن « تنبإٌة» ،وهذا االستباق ٌرمً إلى رعاٌة المصالح الوطنٌة وحماٌتها مما ٌخبئه المستقبل ،ولذا ال ٌجب أن ٌقوم على التقدٌرات الجزافٌة أو الخٌاالت األسطورٌة ،إنما دراسة االحتماالت والسٌنارٌوهات ،ووضع االفتراضات والمنطلقات ،والتً تكون بدورها مشروطة بما ٌجري على األرض ،وباإلمكانات المتاحة". 6قال ٌاسر عرفات أمام االمم المتحدة فً خطابه التارٌخً " :1974/11/13وإننا حٌن نتكلم من على هذا المنبر الدولً فإن ذلك تعبٌر فً حد ذاته عن إٌماننا بالنضال السٌاسً والدبلوماسً مكمالًال معززاًال لنضالنا المسلح وتعبٌر عن تقدٌرنا للدور الذي ٌمكن لألُمم المتحدة أن تقوم به فً حل المشكالت العالمٌة" ،ومثلت عبارة "العمل العسكري ٌزرع والعمل السٌاسً ٌحصد ،ومجنون من ٌزرع وال ٌحصد" واحدة من أشهر مقوالت هانً الحسن.
8
خلٌل الوزٌر بقوة عن حضورها ودورها المباشر فً أرض الوطن عبر انتفاضة الحجارة التً كان فٌها (ابو جهاد) أول الرصاص أول الحجارة مع شبٌبة الفتح وفلسطٌن فً الوطن ( ،)1993 – 1987وباالنتقال لعناق البناء والتكرٌس للوطن من نافذة اتفاقٌات المرحلة االنتقالٌة ( 1999 – 1994م) اقتنصت حركة فتح غٌمة ماطرة فؤعادت مئات اآلالف من المناضلٌن للوطن وكرست آلٌات التشبث باألرض ،ورسخت مفهوم معول البناء ومنجل الحصاد وإرادة الثائر فً بناء مدامٌك الدولة الفلسطٌنٌة القادمة ،فماذا حققنا؟. حركة بال شك أن النجاحات السٌاسٌة كانت ذات طبٌعة تراكمٌة فً النضال الفلسطٌنً وفً جهود فتح المضنٌة منذ اعالن الدولة عام 1988فً العاصمة الجزائر على وقع انتفاضة الحجارة ،ثم انتفاضة األقصى ( 2004-2000م) وصوال الى إعالن العالم اعترافا أممٌا بفلسطٌن دولة (غٌر عضو) فً األمم المتحدة (قرار الجمعٌة العامة لألمم المتحدة 19/67هو قرار صوتت علٌه الجمعٌة العامة لألمم المتحدة فً 29نوفمبر ،2012وهو تارٌخ الٌوم العالمً للتضامن مع الشعب الفلسطٌنً .قدم االقتراح ممثل فلسطٌن فً األمم المتحدة .التصوٌت كان لمنح فلسطٌن صفة دولة غٌر عضو فً األمم المتحدة .فً األساسٌ ،رقً القرار مرتبة فلسطٌن من كٌان غٌر عضو إلى دولة غٌر عضو .مع رفض الحكومة اإلسرائٌلٌة القرار ،إال أن رئٌس الوزراء السابق إٌهود أولمرت عبر عن تؤٌٌده له .أٌد القرار 138دولة ،وعارضته 9دول، وامتنع عن التصوٌت ،41وتغٌبت خمس ).ثم النجاحات التً جعلت من مطاردة الكٌان االسرائٌلً فً المإسسات الدولٌة هدفا لنا وهاجسا لإلسرائٌلٌٌن وتكاتفت هذه النجاحات (أو االنتصارات) الهامة مع تواصل الفعل المٌدانً الٌومً من خالل المقاومة الشعبٌة السلمٌة المتواصلة منذ العام 2005م. ّ ومطارة بندقٌة ومفتاح على الدرب الطوٌل سار رجاالت حركة فتح ،كانوا ٌحملون فً جعبتهم بندقٌة ومفتاح و مطرة (زمزمٌة) ،فً األداة األولى أي البندقٌة فتحوا الطرٌق نحو بعث القضٌة من النسٌان ،فبدون الكفاح المسلح والحرب الشعبٌة طوٌلة األمد ما كان للفتح أن ٌكون السٌما والنسٌان والتجاهل واالنكسار كان ٌرخً بذٌوله على سماء األمة العربٌة واالسالمٌة خاصة فترة الخمسٌنٌات والستٌنٌات من القرن العشرٌن. وحمل الفدائً مفتاح العودة فً جٌبه وما زال ٌحمله ولن ٌتخلى عنه ألن العودة ومهما طالت األٌام والسنون متحققة باألجٌال ،فكما أن األرض تعلن ٌومٌا أنها ألصحابها العرب الفلسطٌنٌٌن فإن أصحابها فً الشتات ٌتشبثون بحزب العودة ،فهً العودة التً ال محٌد عنها مهما كثرت العقبات وتكاثفت األكاذٌب وأحدقت بنا المإامرات .وحمل الفدائً فً جعبته ّ مطارة لٌمؤلها بالماء كلما اشتد به عطش لذلك قضى الفلسطٌنً حٌاته ٌبحث عن الغٌمات الماطرة. وعن مفتاح العودة الذهبً ٌقول عضو اللجنة المركزٌة للحركة (آنذاك) خالد الحسن فً المجلس الوطنً الفلسطٌنً بدورته العشرٌن عام ( 1991أنا خالد الحسن ،ابن حٌفا ،إذا فقدت حق العودة وبالتالً
9
أملً بالعودة إلى حٌفا ،شو بدي فٌكم "ما حاجتً بكم " ،أنا وهللا عندي حٌفا والقدس زي "مثل" بعض، 7 ألن كل فلسطٌن مقدسة). ومع مفتاح العودة كانت مفاتٌح التحرٌر والنضال بكافة أشكاله مترافقة مع مفتاح الدٌمقراطٌة والتعددٌة الداخلٌة (فنحن عودنا أنفسنا منذ البداٌة على الدٌمقراطٌة ،وعلى الحوار الهادف ،فلم نرفع ٌوما 8 سالحا فلسطٌنٌا فً وجه فلسطٌنٌٌن ،ولم نقبل أن ٌسود منطق الغابة هذه الساحة الفلسطٌنٌة)... فً فلسطٌن ال نزرع األشجار فقط وال النباتات بل نزرع الفداء فً قلوب الرجال وعقول األطفال ألن الوطن والقدر متماهٌان ،فكما ُكتب علٌنا أن نكون من هنا فإن الوطن ال ٌحٌا إال فٌنا ،ومهما كانت التضحٌات فٌه أو من أجله فهً استجابة القدر فٌنا لنداء األرض. فً فلسطٌن ال نزرع األرض فقط بل ونزرع النفوس والعقول واألرواح بالنداء والعمل واألمل الكبٌر لذلك فالثورة أوثورة بساط الربح كما كان ٌسمٌها ٌاسر عرفات عرفت الجدب والخصب وعرفت االنتكاسات واالنتصارات ،وتنقلت وتجاوزت وحرثت وفً جمٌع أطوارها ومراحلها كانت تبحث عن الغٌمات الماطرة ،واألجوبة الشافٌة والسٌاسٌات الواقعٌة أحٌانا والمجنونة حٌنا كل ذلك فداء لفلسطٌن.
أدوات النضال وحاجاتنا الملحة ظهرت األجوبة والغٌمات الماطرة فً فهم للمراحل ،من النضال العسكري ،فالعناق بٌنه وبٌن السٌاسً ،إلى النضال متعدد األوجه (االقتصادي واإلعالمً واالجتماعً مع ما سبق ،) ...إلى النضال الجماهٌري عبر االنتفاضات والهبات (انتفاضة الحجارة عام 1993-1987ثم هبة النفق عام 1996ثم انتفاضة األقصى عام 2000ثم #غضبة_القدس أو هبتها الحالٌة) ،والمقاومة الشعبٌة السلمٌة المتواصلة الٌوم بؤشكالها المتعددة التً دفع فً سبٌلها العدٌد من الشهداء أرواحهم وكان فٌهم البطل الشهٌد زٌاد أبوعٌن عضو المجلس الثوري لحركة فتح علما بارزا. سارت حركة (فتح) وأصابت وأخطؤت ،وأفلحت وعانت كثٌرا الى أن أصبحنا على أبواب العام 2016واالنطالقة تتجاوز األعوام الخمسٌن التً نحتاج فٌها للحكمة ولنقد وتؤمل وتفكر وتطوٌر وابداع، والجعبة ما زالت كما هً ،ونحن بانتظار الغٌث فاألرض ال ٌحرثها إال أبطالها والبحث عن األبواب المفتوحة تحتاج ألكثر بكثٌر من الدعاء فقط.
7من كلمة األخ خالد الحسن فً المجلس الوطنً الفلسطٌنً الدورة 20دورة القدس والشهداء-23 ، 1991/9/28 8المصدر السابق ،من خطب صالح خلف ،كلمة له عام 1982فً الكتاب المشار له سابقا ص 142 10
-1بٌن التخلً والتمسك ،والشجاعة إننا مطلّون على مرحلة تحتاج لكثٌر تفعٌل ألدوات النضال السٌما والخراب فً الساحة العربٌة أصبح شدٌدا ،ما بٌن طعن الحِراب وتشتٌت الفكر وصراع النفوذ ،والسٌما واألمم تسعى لمصالحها ونحن فً أشد حاالت الضٌق ،والنفق ما زال مظلما ،وفً هذه المرحلة فإن أدوات النضال واعتصار الغٌمات وامتالك مفاتٌحها ٌحتاج منا كفلسطٌنٌٌن أكثر من أي شًء آخر لتبادلٌة (التخلً) و (التمسك). التمسك ،إذ علٌنا التخلً عن أن نتحلى بشجاعة إن لم نتخلى-وفً التخلً شجاعة -ال نستطٌع ّ أنانٌتنا السلطوٌة أو الحزبٌة كتنظٌمات وكؤفكار (مكتفٌة بذاتها) وكآراء ومواقف متباعدة ،وأن نتخلى عن أي ارتباطات خارجٌة هً وهمٌة لنا ألنها – وبالتجربة – ال تسعى إال لمصالحها ،فلم ٌكن ٌوما للعدل والحق والضمٌر أن تغلب على المصالح إال فً مراحل أو حاالت تارٌخٌة محدودة ،لذا فإن علٌنا فً حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً -فتح أوال وفً الفصائل األخرى أن (نتخلى) عن كل ذلك إن وجد فٌنا (لنتمسك) وٌتمسك غٌرنا بفكر وسجاٌا "الصدق والشجاعة والتناغم" مع الجماهٌر ،فكر فلسطٌن فكر الوطن ،فكر األولوٌة لفلسطٌن ،ال ألي فكرة وأخرى مهما بدت مقدسة أو كبٌرة أو عظٌمة ،ألن مهمتنا ِسرا وأجزاء. التً ألقاها هللا سبحانه وتعالى علٌنا أن نكون مرابطٌن فً هذا البلد جمٌعا ولٌس ك َ ٌقول المفكر العربً الفتحوي خالد الحسن إن الشعب (قد اشتاق لقٌادة الصدق والشجاعة والوضوح والمصارحة والتنظٌم والتعبئة والتناغم مع نبض الجماهٌر العربٌة فً فلسطٌن ،تلك الجماهٌر التً تسامت على كل قٌاداتها منذ العام 1920حتى اآلن بوحدتها الوطنٌة وبرفضها الوقوع فً مصٌدة 9 االنشقاقات الحزبٌة أو التنظٌمٌة أو القٌادٌة)... لعقلٌة التمسك بالجوامع الوطنٌة بدٌال عن القواسم ،واالتكال على هللا ،ووحدتنا هً إن الذهاب قصبة النجاة ،وهً الغٌمة الماطرة ،وقد ٌقول قائل أن هذا الفصٌل أو ذاك ٌرى ذاته أو فصٌله (تنظٌمه) أو فكره ّ منزها ربانٌا مطلقا ال ٌاتٌه الباطل من بٌن ٌدٌه أومن خلفه ،وقد ٌرى ذلك نعم ،ولكن من واجبنا -رغم علمنا هذا -أن نفتح األبواب بل ونشرعها ،ونتنازل إلخوتنا ونتقدم أكثر من خطوة باتجاههم عبر الحوار المفتوح والتقبل والتفاهم والتجاور فً نفس المساحة ،ففلسطٌن والقضٌة أكبر منا جمٌعا.
-2بناء القلعة الكبرى نحن فً مرحلة أحوج ما نكون فٌها للخطاب الواحد والصوت الواحد والهدف الواحد والذي منظمة التحرٌر ٌستدعً حٌن استقرار القناعة بناء قلعة ،نعم بناء قلعة وطنٌة كبرى ،ففً ظل تهدم قلعة الفلسطٌنٌة وتشقق جدرانها وجدران السلطتٌن سواء فً رام هللا أو غزة ،ال بد أن نبنً قلعة جدٌدة تستلهم 9من مقال لخالد الحسن تحت عنوان "علٌنا التمسك بمطالبنا الوطنٌة الفلسطٌنٌة ،ولو بحدها األدنى"، الرباط فً 1993/8/9 11
تجارب تلك المتداعٌة وتإسس لفكر وثقافة الدٌمقراطٌة (الشراكة) الحقٌقٌة دون إبطاء سٌتجاوزنا به الزمن. من هنا ٌقع واجب بناء البرنامج والخطة والسراطٌة (اإلستراتٌجٌة) الوطنٌة الشاملة على الكل الفلسطٌنً ،وفً إطار منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ذات األسس الدٌمقراطٌة المدنٌة الجدٌدة ،بال إسفافات األفواه الكبٌرة عبر الفضائٌات ومواقع التواصل االجتماعً الممتلئة بالقبح والقذارة من تخوٌن وتشوٌه وتكفٌر. إن البٌت الوطنً مخترق ومثقل بالثقوب فال ٌتحصل على قدرة تجمٌع الماء ،وما استمرت الثقوب بال إصالح ال نستطٌع ان نحصر الماء فنرتوي أونتقدم.
-3بعٌدا عن القمة و"العضو المحترم" أما ثالثا فكما نحتاج للتخلً كمقدمة للتمسك ،وكما نحتاج لبناء قلعة وطنٌة حصٌنة ،فإننا على الصعٌد الحركً الفتحوي الداخلً بال شك أخذتنا األحداث الٌومٌة بعٌدا عن ( ُ طهر) الفكرة ،وبعٌدا عن (ثقافة) االنتماء وااللتزام واالنضباط ،فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خٌر ،لتصبح محطة انتماء البعض فٌنا ذات طابع انتقائً أو ذرائعً أو مصلحً أو شخصانً ،وهو ما ٌتعارض مع تعرٌف االنتماء الفتحوي أنه لفلسطٌن وترابها وسمائها وحجارتها وزٌتونها وقضٌتها.... لٌس االنتماء قطعا لهذا أو ذاك ،وكٌف لالنتماء والثقافة الوطنٌة أن تنمو والجسد (التنظٌمً) منهك والجسد التنظٌمً ٌعانً من األمراض ،والنفوس ملٌئة بالثقوب والسواد والٌؤس واإلحباط ،والهٌاكل تتآكل فال أبواب مفتوحة وال آذان تسمع وال قلوب لذكر هللا سبحانه وتعالى ،ولهدف فلسطٌن تخشع! وكٌف لتعاضد وتكاتف وتساند ٌُبنً ومسار الحراك داخل التنظٌم السٌاسً ٌتكالب نحو القمة ولٌس نحو (العضو) من حٌث هو الطاقة الجبارة والقٌمة واالحترام بفكره وأدائه وفعله بغض النظر عن مكان وجوده فً السلم التنظٌمً. ٌقول خلٌل الوزٌر (أبوجهاد) أول الرصاص أول الحجارة عما أسماها القواعد الذهبٌة األربع لحركة فتح وهً قواعد العمل الخاصة بنا "كؤعضاء فً الحركة" ،أنها تتمثل :بتبنً (الوحدة الوطنٌة مع اتساع الصدر ورحابة األفق ،والثانٌة هً توظٌف كل الطاقات لتحقٌق حرب الشعب طوٌلة األمد ما نحتاج معها إلى الصبر والنفس الطوٌل ،والقاعدة الثالثة :هً بالعمل على تفتٌت جبهة األعداء ،والقاعدة الرابعة :هً استقاللٌة قرارنا التً ال تنبع من إقلٌمٌة ضٌقة مغلقة ،بل تنبع من منطلقاتنا ذات األبعاد القومٌة استنادا إلى أن صاحب الجرح هو األكثر إحساسا باأللم واألكثر إحساسا بحجم المعاناة ،ولذا ال بد 10 أن ٌكون هو األكثر تفاعال واندفاعا لمعالجة جرحه) 10د.محمد حمزة ،أبوجهاد:أسرار بداٌاته وأسباب اغتٌاله ،االتحاد العام للكتاب واألدباء الفلسطٌنٌٌن ،رام هللا-فلسطٌن،الطبعة ،8عام 2010ص180 12
إن إعالء قٌمة (العضو) أي الشخص المنضوي تحت لواء التنظٌم السٌاسً بقناعة وإٌمانٌ ،جب أن تكون أساس الثقافة التنظٌمٌة الناهضة ،فكما ٌُطالب هو باالنضباط للقوانٌن واألوامر والتوجٌهات فمن حقه أال ٌُدار له الظهر ،وأن ٌُعطى الدور فً مساحته وإطاره وأن ٌتم التواصل الدوري معه. ما ٌعنى أن ال حٌاة تنظٌمٌة داخلٌة متواصلة بدون ُخماسٌة (-1االجتماع الدوري لكل إطار ببنوده الكاملة -2 ،تقدٌم التقارٌر عن األعمال والتكلٌفات -3 ،امتالك "التكلٌف والمهمة أو الدور" الذي -4عقد اللقاءات الدورٌة وعقد ٌمارسه العضو ٌومٌا ،وممارسته التثقٌف والبناء الذي ال غنى عنه، المإتمرات بمواعٌدها -5 ،تحقٌق التواصل االجتماعً الداخلً ،والجماهٌري المبنً على الحب والتفهم 11 والتقبل والتجاور).
-4استمطار األمة العربٌة كحركة فتح وفٌنا كمنظمة تحرٌر ،وفٌنا كفكرة وثقافة مشاركة ودور نعم نحن نلتفت للداخل فٌنا جامعة متجددة ،ما نراه أولوٌة عظمى فً ظل الخراب الذي ٌضرب فً ظهرنا فً عمق أمتنا العربٌة ،أو انكفائها وابتعادها (الذي نسعى ألن ٌكون مإقتا) عن قضٌة األمة األولى قضٌة فلسطٌن . وفً (سعٌنا) الستمطار غٌمات األمة العربٌة الشك أن قنواتنا ٌجب أن تظل مفتوحة على ذات القاعدة التً ألِفناها فنحن واألمة جسد واحد مهما أثقلته الجراح هذه األٌام( .هل نتذكر شعارنا الخالد الذي طالما أكد علٌه القائد صالح خلف وخالد الحسن أننا قاطرة ال تسٌر إال ضمن قطار األمة العربٌة ،وأننا رأس الرمح فٌها)... ومن هنا فً النقطة الرابعة المطلوبة حالٌا تقول أن :لنا دور مشترك ٌجب أن نمارسه فً تعظٌم قٌم التوافق والتعاضد والتقارب بٌن األمة ومع األمة العربٌة حٌث ٌجمعنا التارٌخ والحضارة والمكان واللغة العظٌمة والثقافة والقضاٌا المشتركة ،كما تجمعنا الحضارة واإلسالم العظٌم مع عدد من دول اإلقلٌم المجاورة (مع اٌران وتركٌا) ،ولنا دور ٌجب أن نمارسه فً تعظٌم قٌم التوافق أٌضا مع الدول االسالمٌة، بل ومع أحرار العالم حٌث قٌم العالمٌة الحضارٌة. فً حدٌثنا فً اإلطار الواسع المساحة أي االقلٌم أو األمة العربٌة وجب علٌنا أمران األول: ّ الخزان ٌضم الكنوز البشرٌة فً االستمرار بطرق الخزان العربً سواء الرسمً أو الشعبً ،فما زال هذا االعالم والصحافة والفكر واالقتصاد والثقافة الجامعة والتقانة وغٌرها من المجاالت التً ال غنى عنها لنا كؤمة ،وفً فلسطٌن القضٌة والدولة والمستقبل. وفً االمر الثانً ٌجب تحقٌق مساهمتنا فً دعم قٌام (كٌان) األمة الناهضة ،ونحو مزٌد من التقارب والتآلف وصوال للوحدة بؤي شكل مقبول من شعوب األمة ،وهل أوربا متعددة القومٌات أفضل منا www.bakerabubaker.info11مراجعة دراسة بكر أبوبكر حول البناء والتثقٌف فً األقالٌم على موقعه 13
لتشكل (االتحاد االوروبً)؟ ونحن نتفرج على أعتاب فكرة خٌالٌة سلطوٌة استبدادٌة ،لٌست نهضوٌة أصبحت بائدة اسمها (أمة عربٌة واحدة ،) ...أو اسمها المخادع (الخالفة االسالمٌة) ،وهً مهما كان مس ّماها ما ٌجب أن ننهض بها ثقافٌا وفكرٌا كحركة فتح لدعمها فً نظرٌة أقرب ما تكون لمفهوم "أمة دٌمقراطٌة حضارٌة واحدة منفتحة" ،وأن تعددت األنظمة السٌاسٌةٌ ،جمعها المصلحة الواحدة ،لتتبوأ مكانا مرموقا بٌن األمم بالتحرر و بالفكر والثقافة والصناعة والتقانة والوحدة االقتصادٌة واحترام حقوق اإلنسان والتعددٌة والمدنٌة...الخ ،بعٌدا عن معازل (غٌتوات) الجهالة والتطرف واالنعزال العنصري واإلرهاب الذي عصف بؤمتنا. لنا أن تحلّق األمة معنا ،فال تضٌع فلسطٌن فً ظل ال ُبهتان الصهٌونً الذي ٌحاول أن ٌجعل من الخطر االقلٌمً (اٌران تحدٌدا) هو الخطر األوحد ،فً محاولة فاشلة الستقطاب األمة ،ولنا أن نزرع مع األمة بذور الوحدة الناهضة أٌضا ،وننتظر اإلثمار ،فالغٌمات فٌنا رابٌة.
]-5الفهم[ والصراعات فً النقطة الخامسة بعد أن تعرضنا للوحدة الداخلٌة بشقٌها الفتحوي والوطنً العام ،وبناء السراطٌة (االستراتٌجٌة) والبرنامج الموحد ،ووحدة األمة فً اإلطار الحضاري ،فإن فهم الصراع بؤبعاده الذي قد ال ٌنتبه له الكثٌرون ٌحتاج جهدا مضاعفا ،وهذه األٌام خاصة فً ظل صراعات جدٌدة تحٌط بنا منها صراع االسالموٌٌن وصراعات التطرف وصراع اإلرهاب ،وصراع (االسالموفوبٌا) بالغرب ،وصراع األصالة وصراع األدٌان والطوائف ،وصراع التقسٌم الجدٌد للمنطقة العربٌة ،وصراع العلمانٌة وأبوابها المتعددة، وصراعات الحداثة والعولمة والبٌئة ،ناهٌك عن صراع الرواٌة التوراتٌة الرائجة هذه األٌام فً ظل خرافٌة وأسطورٌة فكر الٌمٌن اإلسرائٌلً الصاعد ،وكثٌر من مروٌات التراث العربً واإلسالمً التً استجابت لهذه األساطٌر التوراتٌة ،ولم تعد تطٌق تقبل الدالئل والبراهٌن التً تسقطها وتصرعها. إن صراعنا الثقافً الفكري التارٌخً النضالً سواء فً المنطقة ،أو فٌما ٌتعلق بفلسطٌن هو مما ٌجب أن نقرنه مع ما استجد من صراعات نخوضها مثل صراع مقاطعة الكٌان االسرائٌلً العنصري فً كل المحافل وفً الوطن ،والصراع القانونً الذي ذهبنا إلٌه حدٌثا مترافقا مع النجاحات السٌاسٌة ،ودعما الستراتٌجٌة تحطٌم أسطورة (اسرائٌل) كدولة (دٌمقراطٌة) ما هً فً الحقٌقة إال عنصرٌة تبتغً (الٌهودٌة) اإلقصائٌة ،األكثر بغضا مما كان فً جنوب افرٌقٌا. إننا بحاجة كفلسطٌنٌٌن وكحركة فتح وكتنظٌمات عامة للفهم المشترك أوال ،وفً إطار تحقٌق هذا الفهم المناص من استبعاد أولئك المعوقٌن للوصول لهذا (الفهم المشترك) وهذا الفهم إن لم ٌعود لجذره وهو (فلسطٌن) ولجذره الحضاري فً صمٌم حضارة أمتنا العربٌة االسالمٌة والمسٌحٌة الشرقٌة نكون فً حالة (تٌه) كتلك التً حصلت لقبٌلة بنً إسرائٌل العربٌة الٌمنٌة المنقرضة هناك فً الجغرافٌا البعٌدة. إن المؤساة فً فلسطٌن الٌوم ذات طابع مركب ما بٌن اختالالت الجغرافٌا وصراخ األرض المغروس فٌها خنجر االستٌطان واالحتالل ،وتكرار مآسً اللجوء ،وما بٌن تزوٌرات السٌاسٌٌن 14
االسرائٌلٌٌن وشحذ سكاكٌنهم الملونة لقطع رقبة نضالنا ،بل وتمزٌق تارٌخنا وحضارتنا ،وما ٌساعدهم فً عملٌة الذبح اإلرهابٌة هذه هو عدم القدرة على ]الفهم[ وعدم القدرة على التوافق على التحلٌل لدٌنا نحن كتنظٌمات فلسطٌنٌة سٌاسٌة أساسا ،وعدم القدرة لدى فئة كبٌرة على تقبل اآلخر والتعددٌة والدٌمقراطٌة والشراكة ،وما ٌساعد العدو فً مذبحته ضدنا هو تفككنا ،و ْ لهو األمة وانصرافها إلى مواضٌع تؤخذ أنظمتها ومنظماتها بعٌدا وتجعل من انخراطهم فً محاور متقابلة-متقاتلة أساس الصراع والفرز الذي ٌدمر األمة من حٌث تدمٌر فكرة الدول الوطنٌة ،ومن حٌث هز االستقرار ،ومن حٌث تلطٌخ الثقافة الحضارٌة المتعددة . إن حاجتنا للفهم المشترك فً التوافق على وحدة فكرتنا الجامعة ٌعنً أول ما ٌعنٌه قطع الخٌوط مع ما ٌظنه البعض "أكبر" من "فلسطٌن الفكرة الجامعة" ،وهو ذاته الخٌط "األكبر" الذي التف نحو رقابنا فجمد نضالنا كفلسطٌنٌٌن فً فترة تكاثف غٌمات االنطالقة ما قبل عام ،1965وها هو ٌعود الٌوم لٌلتف حول رقبة القضٌة بوجه جدٌد ٌجعل من فلسطٌن قضٌة ثانوٌة ،أو إلحاقٌة أو قابلة لالنتظار ال ٌرفع حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً-فتح داخلً من أجلها إال الشعارات الفضائٌة ،ومن هنا فواجب وخارجً ،وثقافً كما هو مٌدانً صادق وشجاع وصبور بال كلل.
وإنا لمنتصرون بإذن هللا ،وإنها لثورة حتى النصر.
15