في حوار مع الشاعر والناقد الفني بوجمعة أاشفري
َ ُ َ ُُ َ َ َ ْ َ أ وال َنثى َمعاً خفيان جسدي الذكر الكا ِتب والكا ِتبة ي ِ
أ قال بوجمعة اشفري في حوار مع جريدة ”الخبر“ المغربية ،إن المفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي بك تابه ”جرح أ أ السم الشخصي“ او ”السم العربي الجريح“ ،قد فتح نقاشا كبيرا حول الجسد بكل تجلياته .واضاف الشاعر والناقد أ أ أ أ الفني ان تجربة الجسد عندنا في النصوص فقيرة جدا وعديمة الجدوى والثر .واشار إلى ان جل ك تابنا يحتاطون، أ أ اثناء الك تابة ،من رسم مشاهد العري وممارسة الحب .وشدد على اننا نذهب بالج س د ،ف ي ال ك ت اب ة ،إل ى دا رة أ البتذال والهزء به وكانه نجاسة...
حاورته :خديجة بوعشرين الخطيبي بتقويضه لهذا الفهم (الخاطئ طبعا) أابرز لن ا ال ق وة ال م ع رف ي ة ال ك ام ن ة ف ي ه ذه ال ه وام ش ال ث ق اف ي ة ال ت ي أان ت ج ه ا ال ج س د (الس م الشخصي) ،وبذلك كان است ث ن اء وف ات ح ا لحقل ظل لق رون ب دون ح ر ...س ب ر أان هذا الفتح المبين ظل يتيما لم يغز حق ل ه أ احد لقراءة جراح الجسد المعاأر ورم زي ة ب ن ا ه الج ت م اع ي وال ث ق اف ي ف ي عص ر الصورة والفتراضي...
© هل تتوفر لدينا ،مغربيا ،دراسات حول رم زي ة ال ب ن اء الج ت م اع ي أ والثقافي للجسد المرت ب ب بش ك ل وث ي ي ب ت ش ك ي ل أ ورت ه ف ي الد والفن؟ أ ® ل أاعتقد انن ا ن ت وف ر ف ي ال م غ ر ع ل ى دراسات م ت خ ص ص ة ح ول رم زي ة ال ب ن اء الجتماعي وال ث ق اف ي لص ورة ال ج س د ف ي أ الد وال ف ن ع م وم ا ،ال ل ه م إل إ ا اس ت ث ن ي ن ا ك ت ا ال م ف ك ر ال م غ رب ي ع ب د ال ك ب ي ر ال خ ط ي ب ي " ج رح الس م © ه ل تس ت وع ب ال ك ت اب ات ال م غ رب ي ة الش خ ص ي" ( ، )4791وال ذي ت رج م ه الجسد كخطا فلسفي مستقل جميل؟ الشاعر م ح م د ب ن ي ا واخ ت ار ل ه ع ن وان ® هي ل تستوعبه في الحياة ،فكيف ل ه ا " الس م ال ع رب ي ال ج ري ح" ( ،)4791 أ ان تس ت وع ب ه ك خ ط ا ف ل س ف ي مس ت ق ل وبعض دراسات ه ال م ت ن اث رة ه ن ا وه ن ا ، أ وجميل في الك تابة .دع ي ن ي اج ي ب ك ع ن والتي تتناول في بعض ج وان ب ه ا ال ج س د سؤالك من خ ل تصوري ل ل ج س د ال ذي المغربي المتمثل في الوش م وال ح ك اي ات آ أ أ أ ل اج ده ف ي م ا ق رات ه ح ت ى الن ف ي وح دي أ الم ث ال وال خ ب وال ع م ات بوجمعة أشفري ال ك ت اب ات ال م غ رب ي ة ( وح ت ى م ع ظ م ال م ن س وج ة ع ل ى ال زراب ي وف ي ب ع ض أ أ الك تابات العربية) ،والتي يقول اأحاب ه ا العمال الفنية خاأة التشكيلية .يح اول وأاحباتها أانه (م) ن يتناول (و) ن فيها موضوعة الجسد .إن ال ج س د ه و الخطيبي في هذا الك تا تجاوز القراءة ال هوتي ة ل ل ج س م م ن خ ل أ تجربة باطنية يتمثل ويتمظهر في ع قاته الحي ات ي ة م ع ال ل م وال م وت تركيزه على الهوامش الثقافية التي لفظها العقل (ال ل وس و ) م ن دا رة أ أ وممارسة الحب .فهو بهذه الع ق ات ال ت ي ي ن ب غ ي ان ت م ار ب ع ن ف، القراءة والتحليل باعت ب اره ا س ي ر م ف ي دة ول ي م ك ن ه ا ان ت ن ت م ع رف ة آ يخترق المجهول والمقد والمدنا كذلك .ممارسة العنف في وعب ر وتصورا للذات (هي دا ما عندنا شرق) ول خ ر (الغ ر ) ...ل ك ن 1
هذه الع قات تجعل ك ل ال ط اب وه ات ال ت ي أاث ق ل ك اه ل ه (ال ج س د) َ وض َّيق ْ أدره لعدة قرون ُت َّقوض وت ن ه ار .ال ج س د ب ه ذا ال م ع ن ى س ي ر أ ُمتمثل أاو ُمتصور في ك تاباتنا التي يعلن أاأحابها ُأراخا ب ان ه ا ت ح ت ف ي أ أ بالجسد وتفاع ته المتعددة الشكال والوضاع...
وحدوده الجمالية؟ ® هنا لبا وخلب بين الجنا واخيروسية ينبغي أاول إزالتهما. فالجنا ( أاي الفعل الجنسي) ،حسب الشاعر المكسيكي أاوك تافيو با ،يقول دا ما الشيء نفسه :يقول التناسل .أاما اخيروسية فهي الجنا في لحظة فعل ،لكنها طالما هي ُتحرفه وتبطلهُ ،تؤجل الغاية من الفعل الجنسي .في الجنا تخدم اللذة اخنجا ،أاما في الطقا اخيروسي فاللذة ساية في حد اتها ،أاو إن له سايات مختلفة تماما عن ساية التناسل .أاو للتوضيح أاك ثر يمكن أان أاعتبر أان الفعل الجنسي ينتهي مباشرة ما إن تتحقي اللذة التي عادة ما ُتختزل في القذف ،أاما أ الطقا اخيروسي فهو سعي لدوام لحظة اللذة ،لك لن الرسبة هي أاسا وجوهر هذا الطقا اللحمي .وهنا أاطرح السؤال :أاي هذين الطقسين يوجد في الك تابات المغربية؟ لن أاتردد في القول :ل يوجد ل هذا ول ا ..ف اللذة حاضرة في النصوص ول دوام الرسبة أايضا... أاين نحن من "لذة النص" ومن "رسبة الجسد"؟ بالطبع نحن عند تخوم العقل والغيب اللذين يمنعان تحقيي اللذة والرسبة استعاريا في الك تابة ..يمنعان تحقي متعة الحياة :حياة الجسد.
أ © هل أحيح أان الك تابة المغ رب ي ة (ال ك ت اب ات) ت ع ري جس د الن ث ى وتخفي جسد الذكر؟ أ ® الص ح ي ح ه و أان ال ك ت اب ة _(ال ك ات ب(ة))_ ُت خ ف ي جس د الن ث ى وجسد الذكر معا .نادرة جدا الك ت اب ات ال ت ي ل تش ع ر ب ال خ ج ل ت ج اه عري الجسد .إن تجربة الجسد عندنا في النصوص فقيرة جدا وع دي م ة أ ال ج دوى والث ر .ف اخخ ف اء ه و ال ت ع ب ي ر ال ل غ وي ال ق وي ال ح اض ر ف ي أ الك تابة ،خاأة حين يكون الم ر م ت ع ل ق ا ب ع ق ة رج ل وام أراة أاث ن اء أ ممارستهما للحب .هذا لننا ن رى أان ال ح دي أ ع ن م م ارس ة ال ح ب ل أ ينبغي أان يتجاوز الشفوي والمكنة المعتمة .من هنا فإن بعض ك تابن ا (والكاتبات) يحتاطون أاثناء الك تابة من رسم مشاهد العري وم م ارس ة الحب ،لعتقادهم أان لك سي ج ر ع ل ي ه م ُس خ ب ال ب ع ض أاو ض ح ك
آ أ البعض الخر او ربما نعتهم بالكب الجنسي ...إن عري الج س د ،ك م ا يعتقد بعض الك تا ُ ،يحيل مباشرة إل ى ال ف ع ل ال ج ن س ي ،وه ذا ف ي أ نظري تحقير للجسد وتحقير للفعل الجنسي .فهذا الخي ر ،ك م ا ي ق ول أ الشاعر ادونيا" ،يشكل جزءا من المساحة الشاسعة ل ل ع ق ة ب ي ن جسدين .إنه روة رحلة قصية ،يقوم بها اثنان إلى داخل س ر ال ل ح م. لهذا فإن ابتذال الع قة الجنسية ،إنما هو قطعها ع ن ث ق اف ة ك ام ل ة، عن كل حضارة الجسد .إنه النظر إلى الفعل ال ج ن س ي ،ب وأ ف ه س اي ة بحد اتها ،في حين أانه يشكل جزءا من كل ،ويرتبب ب م ص ي ر ال ن وع أ البشري وبالكون ،وبماساوية اخنسان المرأود للموت."...
© ه ل ُيس ت ح ض ر ال ج س د م ن دا رة ال غ م وض إل ى ب ق ع ة الض وء ف ي الك تابة؟ ® في الك تابة (عندنا) ُيست ح ض ر ال ج س د م ن ب ق ع ة الض وء إل ى دا رة الغموض ،بل يمكنني القول إننا تذهب به إلى دا رة الب ت ذال وال ه زء أ به وكانه نجاسة .فما الذي يجعل معظم ك تابنا يقف ون ف ي ال ح ي اة وف ي أ الك تابة موقف النظر إلى الجسد (النثوي وال ذك وري) ع ل ى أان ه ن ج اس ة ولعنة؟ هل هو الخوف الذي بثه فينا الدين (ال غ ي ب) ت ج اه ه؟ أام إن ه الخوف من السيطرة عليه أاثن اء ج م وح ه ف ي ال ح ي اة وال ك ت اب ة؟ أاك ي د أانهما الخوفان معا هما المانعان لتحقيي شرط الك تابة واخبداع .فب ق در ما عشش الخوف( ِان) فينا ،بقدر ما أرنا نحن أايضا ن زمه كظ ل س ي ر أ مفارق لنا ،يامرنا في لحظات الك تابة بإسدال الس ت ا ر وال ح ج ب ع ل ى الجسد فنستجيب ،بل ُنسرع هرولة إلى تغطيته كليا بالسواد ،تمام ا
© حينما نتحد عن الجسد نستحضر الك تابة اخيروتيكي ة ،أاي ا أ الموضوع الذي حفظه تاري الد ال ع ال م ي ،ف ه ل يس ت ن د ال ك ات ب آ أ المغربي على اخيروتيكا ام على الجنا المفتوح وسير الواعي بافاق ه 2
الذي كان يبلها فقد كان يذكرها ببرودة المي .زف رت ل ك ال ب رد ب ف م كما يفعل سلفيو هذا العصر مع نسا هم و ويهم اخنا . أ مفتوح ،سير باكية ،س ك ران ة ب ال خ م ر وال دم وع .ج ذب را أ اح ب ة الحانة فاتحة هاوي ة ش ف ت ي ه ا الش ه وان ي ة ح ت ى ال ن ح ر"( "...ال م ي "، © َم ْن هم أاشهر الك تا الذين تناولوا موضوع الجسد؟ ترجمة الصديي الكاتب محمد أاسليم) .هذا الزخم النفعالي والت ف اع ل ي ® ِم ْن أاه م أاق ط ا ال ك ت ا ال ذي ن ك ان ال ج س د س ي د ك ت اب ات ه م (وس أاق ت ص ر ه ن ا ف ق ب ع ل ى ال ق رن للجسد حاضر بق وة ف ي نص وص أاخ رى: " قص ة ال ع ي ن" " ،م دام إدواردا" ، ال ع ش ري ن) ،أا ك ر ال ك ات ب ال ف رنس ي أ بعض ك تابنا يحتاطون اثناء الك تابة " أام ي"" ،دم وع إي رو " ” ،قص ا د جورج باط اي ال ذي ت زخ ر م ع ظ م ك ت ب ه أ من رسم مشاهد العري وممارسة وقصص إيروتيكية“ ...الك ت اب ة /ال ج س د وي ث ن ال ب ان ف ع الت وت ف اع ت ال ج س د أ الحب ،لعتقادهم ان لك سيجر عند جورج باطاي ل تقف فيها الثنا يات والذكوري :في الجنا خاأة في ط ق س ه أ أ عليهم ُسخب البعض او ضحك موقف الت ض اد ،ب ل ت ق ف ف ي ه ا م وق ف اخي روس ي ،وف ي ال م وت ،وف ي ال ل م، أ التحا ...نشعر أاث ن اء ق راءت ه ا ب اخ ت راق وف ي ح الت الض ح ك والن ت ش اء ،وف ي البعض او ربما نعتهم بالكب أ أ الجسد للغة ،وباختراق اللغة ل ل ج س د.. ة ن ك م ال ي ف ا م ك ة ي م ي م ح ال ة ن ك م ال الجنسي ...إن عري الجسد ،كما يعتقد أ بعض الك تا ُ ، نشعر كما لو اننا نسقب في ح ف رة ل زج ة العمومية .ول ع ل ه ذا ال م ق ط ع الص غ ي ر إلى مباشرة حيل ي أ آ ساورده كم ث ال ه و أ م م ل وء ع ن اخ ره ا ب ال ل ح م ال ب ش ري.. ن م ا ف ن ع ل ق ا الذي الفعل الجنسي ،وهذا في نظري أ نش ع ر ب اخ ت راق ال ل غ ة ل ل م م ن وع مقاطع اخرى في نص وص ج ورج ب اط اي تحقير للجسد وتحقير للفعل الجنسي. أ وال م ح ظ ور ال ج ن س ي ،وب ن زع ال ح ج ا الخرى " :أاحس نفسها في حالة إش راق أ الخ ق ي ع ن تص ورن ا ل ل وج ود ..نش ع ر جليدية ،لكنها حالة تفرغ حيات ه ا إف راس ا أ أ ب ان وج ودن ا ن ح ن ه ن ا (ف ي ال م غ ر وف ي ال م ش رق) ل ع ق ة ل ه ل مفرطا في حماة الفساد .ظل متوترة بسب ب رس ب ة ع اج زة .ف ق د ودت آ أ أ أ باخنسان ول بالعالم ول باللغة ..نشعر اننا مجرد ك ا ن ات ت ت ل ق ى اوام ر لو انه ا ُت ف رغ ب ط ن ه ا ،ل ك ن ه ا ت خ ي ل ه ل ع الخ ري ن .ال ف رج واخس أ عاريان .ح ررت را حة الشي وال م ؤخرة قلبه ا ،أام ا لس ان بيي رو الطاعة واخ عان من فوق (الغيب وال )...
عبد الكبير الخطيبي
جورج باطاي
يومية ”الخبر“ المغربية ،الملف الثقافي ،الخميا 15نونبر ،2012العدد448 : 3