مجلة تمكين

Page 1

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪٢٠١٨ -‬م‬

‫‪04‬‬

‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ‪ ..٢٠٣٠‬ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﻟﻤﺄﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي‬

‫‪08‬‬

‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﻓﻬﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻲ‬

‫‪28‬‬

‫ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋﺪ‪ ..‬وﻣﻬﺎرات اﻟﻘﻴﺎدة‬

‫‪36‬‬

‫اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﻤﻜﻴﻦ اﻟﺨﻴﺮي‬

‫ﻣﺠﻠﺔ دورﻳﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻷﻣﻴﺮة اﻟﻌﻨﻮد اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻌﻨﻮد اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ‬

‫اﻟﺮؤﻳﺔ واﻟﺤﻮﻛﻤﺔ‬ ‫ﺗﺰﻳﺪ اﻟﺘﻄﻮع وﺗﻘﻠﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ‬


‫‪ˆG ácôH ≈∏Y‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﻤﻠﻜﻲ‬ ‫اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻨﺎء‬

‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﻤﻠﻜﻲ‬ ‫اﻷﻣﻴﺮ ﺳﻌﻮد ﺑﻦ ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻨﺎء ورﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬


‫االفتتاحية‬

‫ً‬ ‫معلقا في الهواء‬ ‫اإن العا‪ ⁄‬املتقدم ح�سارياً واقت�سادياً ي�ستخدم‬ ‫ال�ت�ط��وع لل�سباب ك��راف�ع��ة تنموية لت�سخري ط��اق��ات‬ ‫امل�ج�ت�م��ع وت��و‪�X‬ي�ف�ه��ا ن�ح��و م �� �س��روع الأم� ��ة وال��وط��ن‬ ‫وح�م��اي��ة ل�ه��ا م��ن ��س��وء ال��س�ت�¨��الل‪ ،‬ف�ط��اق��ة ال�سبان‬ ‫متحركة متدفقة‪.‬‬ ‫وعلينا ط��رح ال���س�وؤال ال��وح�ي��د وه��و‪ :‬اإل��ى اأي��ن?‬ ‫ففي الوليات املتحدة الأمريكية )‪ 61‬مليون( متطوع‬ ‫اأم��ري �ك��ي ت �ط��وع��وا ‪�V‬س�م��ن امل �وؤ� �س �� �س��ات اخل��ريي��ة ع��ام‬ ‫‪2006‬م‪ ،‬وت�ع��ززت امل�ساركة يف الأزم ��ات‪ ،‬حي‪ å‬ال�سباب‬ ‫ب��ني )‪� (16‬سنة � � )‪� (24‬سنة ��س�ع��روا ب��ال��واج��ب بعد‬ ‫اأح��دا‪� 11 ç‬سبتمرب‪ ،‬فكرم الرئي�س الأمريكي )‪(97‬‬ ‫األ∞ متطوع متميز باخلدمة التطوعية‪ ،‬يف حني )‪75‬‬ ‫‪ (%‬من الأمريكيني يتربعون �سنوياً باملال للموؤ�س�سات‬ ‫اخلريية‪ ،‬اأما كندا ف� )‪ (% 91‬من �سكانها الذين تتجاوز‬ ‫اأعمارهم )‪ (15‬عاما يعملون يف ›الت تطوعية ويف‬ ‫اأملانيا )‪.(% 45‬‬ ‫وق��د بتنا ال‪B‬ن يف ح��اج��ة ملحة ل�ن�ظ��ام التطوع‬ ‫وهيئة م�ستقلة تنظم له وترعا√ وتدفع بقية موؤ�س�سات‬ ‫امل�ج�ت�م��ع اخل� ��ريي وامل � ��دين ب��ال�ت�ن���س�ي��ق م��ع اجل �ه��ات‬ ‫احلكومية املخت�سة لالإجابة عن ال�سوؤال‪ :‬اأين ‪Á‬كن‬ ‫اأن نو‪ ∞X‬طاقة ال�سباب التطوعية لإ�سباع طموحاتهم‬ ‫الذاتية واإك�سابهم مهارات واأ�ساليب لتجربة ميدانية‬ ‫ليحقق التالحم والتكافل والتعاط∞ مع فكرة الوطن‬ ‫الكبري?‬ ‫اإن التعليم العام والتعليم العايل‪ ،‬خ��الل ن�س∞‬ ‫ق��رن‪ ،‬ق��ام بواجبه يف ‪��‬و الأم�ي��ة «اجل�ه��ل» وتزويد‬ ‫ال�ط��الب باملعرفة «امل�ع�ل��وم��ات»‪ ،‬لكنه ف�سل ن�سبياً يف‬ ‫اإك�ساب امل�ه��ارات وبناء ال�سخ�سية املتوازنة الناجحة‬ ‫«اإدارة ال��ذات»‪ ،‬وك��ال الأم��ري��ن يحتاج اإليهما ال�سباب‬ ‫ل �ب �ن��اء احل� �ي ��اة امل �ه �ن �ي��ة «ال��و‪� X‬ي �ف��ة» والج �ت �م��اع �ي��ة‬ ‫«العالقات»‪ ،‬فاأ‪U‬سب‪ í‬ال�ساب معلقاً يف الهواء «ن�س∞‬ ‫م �ت �ع �ل��م»‪ ،‬ف��ان��رب‪ i‬ل �ن��ا م��ن ‪P‬ل ��∂ م���س�ك��الت نف�سية‬

‫نحن في حاجة ملحة لنظام‬ ‫التطوع وهيئة مستقلة‬ ‫تنظم له وترعاه وتدفع بقية‬ ‫مؤسسات المجتمع الخيري‬ ‫والمدني بالتنسيق مع الجهات‬ ‫الحكومية المختصة‬

‫واأخالقيات ع��دة‪ ،‬ول��ذا علينا اأن ن� ‪q‬ق� ‪oq‬وم نظام التعليم‬ ‫والتدريب من تعليم املعرفة اإلى تعليم جودة احلياة‬ ‫فيحل لنا اأغلب م�سكالتنا‪.‬‬ ‫‪q‬‬ ‫ومهما حاولنا اأن نخطط لل�سباب‪ ،‬فلن ‪Á‬كننا‬ ‫‪P‬ل∂‪ ،‬لأن تقدير احتياجهم بناء على فهمنا اخلا‪U‬س‬ ‫ملا‪V‬سينا ك�سباب غري ‪U‬سحي‪ ،í‬لأن مرحلة ال�سباب لكل‬ ‫ع�سر خمتلفة عما �سبقها واأحياناً اختالف جذري‪،‬‬ ‫‪K‬م ما نفهمه عن ال�سباب ال‪B‬ن فهم خاط‪P Å‬ل∂ لأنهم‬ ‫‪Á‬ار�سون علينا الت�سليل اأما بالتمثيل اأو النفاق‪ ،‬ولذا‬ ‫ل بد من اإ�سراكهم عرب اجلمعيات ال�سبابية باملدار�س‬ ‫واجلامعات‪.‬‬ ‫اإن التطوع ح�ي��اة تنموية م�ستدامة اأك��‪ Ì‬منها‬ ‫ن�ساطاً يعرب فيها الإن�سان عن نف�سه باخلري‪.‬‬ ‫الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم‬ ‫األمين العام‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪1‬‬


‫المشرف العام‬ ‫د‪ .‬يوسف الحزيم‬

‫المدير العام‬ ‫عبدالعزيز الكريديﺲ‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫مالك بنت سلمان السبت‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫محمد يوسف‬

‫الناشر‬

‫املدير العام‬ ‫تغريد بن‪ â‬اإبراهيم الطا�ضا¿‬ ‫جميع اال‪B‬راء املن�ضورة يف املجلة تع‪ È‬عن راأي كاتبها‬ ‫ولي�س بال�ضرورة اأ¿ تع‪ È‬عن راأي املوؤ�ض�ضة‬

‫‪2‬‬


‫اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬ ‫دراﺳﺎت‬ ‫ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﺒﺎدرات‬ ‫رﻳﺎدة‬ ‫ﻗﻴﺎدة‬ ‫أﺟﻴﺎل‬ ‫اﻟﺨﻴﺮ اﻟﺮﻗﻤﻲ‬ ‫أﻓﻜﺎر‬ ‫رؤى‬ ‫ﻛﺘﺎب‬ ‫ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت‬ ‫ا ﺧﻴﺮة‬

‫‪08‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪18‬‬

‫اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي‬

‫رافد مهم وشريك‬ ‫استراتيجي في نهضة‬ ‫المجتمعات وتنميتها‬

‫‪26‬‬

‫اﻟﺮﻳﺎدة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪..‬‬

‫عصا سحرية لتطوير‬ ‫المشكالت االجتماعية‬

‫‪40‬‬

‫ا ﻳﺠﺎﺑﻴﻮن‬

‫وجودة الحياة‬

‫‪54‬‬

‫اﻟﺰﻣﺎﻟﺔ‬

‫في العمل غير‬ ‫الربحي‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪3‬‬


‫‪2030‬‬

‫واسعا للتطوير واﻹبداع والعطاء بﻼ ﺣدود‬ ‫فتحت الﺒاب‬ ‫ً‬

‫رؤية المملكة ‪ ..2٠٣٠‬خريطة طريق‬ ‫لمأسسة العمل الخيري وتمكينه‬ ‫منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز‪ ،‬طيب الله ثراه‪،‬‬ ‫وشعبا ‪ -‬على رعاية وتحمل‬ ‫دأبت المملكة ‪ -‬قيادة‬ ‫ً‬ ‫انطالقا‬ ‫أعباء العمل الخيري والتطوعي ومسؤوليته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫من الخيرية التي اتصفت بها هذه األمة‪ ،‬وتنفي ًذا‬ ‫ألوامر الشريعة اإلسالمية التي حثت على قيم‬ ‫العطاء والتراحم والتعاون والتعاطف‪.‬‬ ‫وقد حظي العمل الخيري بدعم الدولة‬ ‫وتشجيعها ورعايتها‪ ،‬وبتضافر الجهود الحكومية‬ ‫واألهلية أصبح للعمل االجتماعي مكانته‬ ‫في خطط التنمية وبرامج الدولة‬ ‫التي ركزت على أن يكون اإلنسان‬ ‫السعودي وسيلة التنمية‬ ‫وغايتها‪ ،‬بما توفر لهذا‬ ‫النشاط من مناخ إيجابي‬ ‫ساعد على سرعة نموه‬ ‫وأفقيا‪.‬‬ ‫رأسيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غرس ثقافة التطوع‬

‫خالد الفاﺿل‬ ‫الرياض‬

‫‪4‬‬


‫جاءت «ر�ؤي ��ة ال�س ��عودية ‪ »2030‬التي‬ ‫�أطلقه ��ا ويل العه ��د‪ ،‬نائ ��ب رئي�س جمل�س‬ ‫الوزراء‪ ،‬وزي ��ر الدفاع‪ ،‬الأم�ي�ر حممد بن‬ ‫�سلمان‪ ،‬لرت�سخ مفهوم العمل اخلريي‪ ،‬ملا‬ ‫للمملك ��ة من دور م�ؤثر وم�س ��اهمات كبرية‬ ‫يف ه ��ذا املج ��ال حمل ًي ��ا و�إقليم ًي ��ا وعامل ًيا‪،‬‬ ‫وق ��د ح ��از العم ��ل اخل�ي�ري والتطوع ��ي‬ ‫را يف ه ��ذه الر�ؤي ��ة‪ ،‬وذل ��ك‬ ‫ن�صي ًب ��ا كب�ي� ً‬ ‫تعزي ��زً ا للأث ��ر االجتماع ��ي للقط ��اع غري‬ ‫الربح ��ي وزي ��ادة م�ساهمت ��ه‪ ،‬ومتكينه من‬ ‫التحول نح ��و امل�ؤ�س�سي ��ة واال�ستدامة‪ ،‬عرب‬ ‫دع ��م امل�ش ��روعات والربام ��ج ذات الأث ��ر‬ ‫االجتماع ��ي‪ ،‬وت�س ��هيل ت�أ�س ��ي�س املنظمات‬ ‫غ�ي�ر الربحية‪ ،‬مبا ي�س ��هم يف من ��و القطاع‬ ‫ب�س ��رعة‪ ،‬وموا�ص ��لة العم ��ل عل ��ى تعزي ��ز‬ ‫التعاون بني م�ؤ�س�س ��ات القط ��اع والأجهزة‬ ‫احلكومي ��ة‪ ،‬وحتفيز القط ��اع غري الربحي‬ ‫عل ��ى تطبيق معاي�ي�ر احلوكمة الر�ش ��يدة‪،‬‬ ‫وغر�س ثقافة التطوع لدى �أفراد املجتمع‪.‬‬

‫تهدف إلى تحقيق‬ ‫معدالت أعلى للتنمية‬ ‫االجتماعية وتحويل‬ ‫دور الجمعيات الخيرية‬ ‫والقطاع غير الربحي‬ ‫من الرعوية للتنموية‬ ‫عبر وجود عمل‬ ‫مستدام ينطلق من‬ ‫مبدأ التمكين وتقليل‬ ‫فترة احتياج المستفيد‬ ‫عبر تدريبه وتأهيله‬

‫وقدراته ��م املتاحة وليتحولوا من �أ�شخا�ص‬ ‫رعويني �إلى طاقات منتجة‪.‬‬ ‫ووف ًق ��ا لأهداف ه ��ذه الر�ؤي ��ة‪ ،‬يتوقع‬ ‫من القطاع اخلريي رفع ن�سبة امل�شروعات‬ ‫اخلريية ذات الأثر االجتماعي من ‪� %7‬إلى‬ ‫‪ %33‬بحل ��ول ع ��ام‪2020‬م ورف ��ع م�ساهمة‬ ‫القطاع غ�ي�ر الربحي من �إجم ��ايل الناجت‬ ‫املحل ��ي م ��ن ‪� %0.3‬إلى ‪ ،%5‬وزي ��ادة عدد‬ ‫من الرعوية للتنموية‬ ‫وتر�س ��م «ر�ؤي ��ة ‪ »2030‬خارطة طريق املتطوع�ي�ن �سنو ًيا ك ��ي ي�صلوا �إل ��ى مليون‬ ‫لنه�ض ��ة تنموي ��ة �شامل ��ة جلمي ��ع مناح ��ي متطوع �سنو ًيا‪.‬‬ ‫احلياة وتطوير الفرد واملجتمع وم�ؤ�س�سات‬ ‫ا�ستدامة االقت�صاد الوطني‬ ‫املجتم ��ع امل ��دين‪ ،‬وتنمي ��ة العم ��ل اخلريي‬ ‫َّ‬ ‫وغطت ر�ؤي ��ة ال�سعودية معظم جوانب‬ ‫والإغاثي والإن�س ��اين‪ ،‬وذلك وفق خطوات‬ ‫عملية ت�ضمن تنفي ��ذ م�ساراتها ومعززاتها العم ��ل اخلريي‪� ،‬إذ �أكدت يف �أحد �أهدافها‬ ‫ب�ش ��كل �سلي ��م؛ للو�ص ��ول �إلى ه ��ذه الغاية عل ��ى تعظي ��م الأث ��ر االجتماع ��ي للقط ��اع‬ ‫احل�ضاري ��ة التي تدفع بالف ��رد �إلى القدرة غ�ي�ر الربح ��ي وزي ��ادة م�ساهمت ��ه‪ ،‬ع�ب�ر‬ ‫الفاعل ��ة على حتقيق امل�ساهم ��ة وال�شراكة دع ��م امل�شروع ��ات والربام ��ج ذات الأث ��ر‬ ‫يف حتقي ��ق التنمي ��ة االقت�صادي ��ة‪ ،‬الت ��ي االجتماع ��ي‪ ،‬وت�سهي ��ل ت�أ�سي� ��س املنظمات‬ ‫تعتم ��د عل ��ى معطيات ��ه ومنجزات ��ه يف غ�ي�ر الربحية مب ��ا ي�سهم يف من ��و القطاع‬ ‫�إط ��ار العمل اجلماع ��ي‪ ،‬وذل ��ك يف �سياق ب�شكل �سريع‪ ،‬وموا�صل ��ة العمل على تعزيز‬ ‫التكاف ��ل االجتماعي يف جانبه االقت�صادي‬ ‫تسعى إلى تعزيز‬ ‫الذي يع ��د هد ًف ��ا حيو ًيا ومه ًم ��ا‪ ،‬ترتجمه‬ ‫التعاون بين مؤسسات‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ات الأهلي ��ة اخلريي ��ة والتعاوني ��ة‬ ‫القطاع واألجهزة‬ ‫�إلى واقع يدفع به ��ذه الر�ؤية لتكون منجزً ا‬ ‫الحكومية وتحفيز‬ ‫وثقافة �شب ��ه �إلزامية يفر�ضها منط البناء‬ ‫القطاع غير الربحي‬ ‫االقت�ص ��ادي احلديث القائ ��م على فل�سفة‬ ‫على تطبيق معايير‬ ‫معطي ��ات ه ��ذا التح ��ول من الرعوي ��ة �إلى‬ ‫الحوكمة الرشيدة‬ ‫التنموي ��ة عرب وجود عمل خ�ي�ري م�ستدام‬ ‫وغرس ثقافة التطوع‬ ‫ينطل ��ق م ��ن مب ��د�أ التمك�ي�ن وتقلي ��ل فرتة‬ ‫لدى أفراد المجتمع‬ ‫احتي ��اج امل�ستفي ��د للإعان ��ة ع�ب�ر تدريب‬ ‫وت�أهيل املحتاجني ليعتم ��دوا على �أنف�سهم‬

‫التعاون ب�ي�ن م�ؤ�س�سات القط ��اع والأجهزة‬ ‫احلكومية‪.‬‬ ‫و�أك ��دت ر�ؤية ال�سعودية �أن كل مواطن‬ ‫م�س� ��ؤول ع ��ن بن ��اء م�ستقبله‪ ،‬حي ��ث يبني‬ ‫ذات ��ه وقدرات ��ه ليكون م�ستق�ل� ًا وفاع ًال يف‬ ‫جمتمعه‪ ،‬ويخطط مل�ستقبله املايل والعملي‪،‬‬ ‫أي�ض ��ا عل ��ى كل مواطن كذل ��ك م�س�ؤولية‬ ‫و� ً‬ ‫جت ��اه �أ�سرته‪ ،‬كما �أن عليه م�س�ؤولياته التي‬ ‫حت� ��ض عليها املب ��ادئ الإ�سالمي ��ة والقيم‬ ‫العربي ��ة والتقالي ��د الوطني ��ة يف م�ساعدة‬ ‫املحت ��اج ومعاونة اجل ��ار و�إك ��رام ال�ضيف‬ ‫واح�ت�رام الزائري ��ن وتقدي ��ر الوافدي ��ن‬ ‫واحرتام حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫ويف العم ��ل‪� ،‬أكدت الر�ؤي ��ة �أهمية بذل‬ ‫اجله ��د واالن�ضب ��اط واكت�س ��اب امله ��ارات‬ ‫واال�ستف ��ادة منه ��ا وال�سع ��ي لتحقي ��ق‬ ‫الطموح ��ات‪ ،‬مبين ��ة �أن ��ه لك ��ي يتمكن كل‬ ‫مواط ��ن م ��ن �أداء م�س�ؤوليات ��ه‪� ،‬سيت ��م‬ ‫العم ��ل عل ��ى توف�ي�ر البيئة املالئم ��ة له يف‬ ‫�ش ّت ��ى املج ��االت مبا يف ذلك توف�ي�ر �أدوات‬ ‫التخطي ��ط امل ��ايل م ��ن قرو� ��ض عقاري ��ة‬ ‫وحماف ��ظ ادخ ��ار وخي ��ارات تقاعدي ��ة‪،‬‬ ‫عالوة على تهيئة الإطار الت�شريعي لتمكني‬ ‫القطاع غري الربحي واخلريي‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت ر�ؤي ��ة اململكة �إل ��ى �أن �أهمية‬ ‫بن ��اء قط ��اع �أعم ��ال‪ ،‬ال يكتف ��ي بالو�صول‬ ‫�إل ��ى الأرب ��اح املالي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬ب ��ل ي�سهم‬ ‫يف النهو� ��ض مبجتمع ��ه ووطن ��ه ويق ��وم‬ ‫مب�س�ؤوليته االجتماعية‪ ،‬وي�سهم يف حتقيق‬ ‫ا�ستدامة االقت�صاد الوطني‪ ،‬كما ي�سهم يف‬ ‫�إيج ��اد فر�ص عمل منا�سبة وحمفزة لأبناء‬ ‫الوط ��ن‪ ،‬ليتمكن ��وا م ��ن بن ��اء م�ستقبله ��م‬ ‫املهني‪ ،‬وذلك ع�ب�ر العمل على دعم قطاع‬ ‫الأعم ��ال القائ ��م مب�س�ؤوليته جت ��اه الوطن‬ ‫وال�ش ��ركات الت ��ي ت�ساه ��م يف الت�ص ��دي‬ ‫للتحد ّيات الوطنية‪.‬‬ ‫ا�ستقطاب �أف�ضل الكفاءات‬ ‫و�أك ��دت الر�ؤي ��ة عل ��ى ال ��دور امل�ؤث ��ر‬ ‫للمواطن يف العمل اخلريي حمل ًيا و�إقليم ًيا‬ ‫وعامل ًي ��ا‪ ،‬م�شددة على �أن ه ��ذه املجهودات‬ ‫حتت ��اج �إل ��ى تطوي ��ر �إطاره ��ا امل�ؤ�س�س ��ي‬ ‫والرتكي ��ز على تعظيم النتائ ��ج وم�ضاعفة‬ ‫الأثر‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪5‬‬


‫‪2030‬‬

‫�اأ�س ��ارت الر�ؤية اإلى جود اأقل من ‪1000‬‬ ‫موؤ�س�س ��ة �جمعية غر ربحية‪� ،‬لتو�سيع نطاق‬ ‫اأثر ه ��ذا القطاع‪ ،‬اأك ��دت اأن الد�ل ��ة �ستقوم‬ ‫بتطوير الأنظم ��ة �اللوائح اللزمة لتمكينها‪،‬‬ ‫�ذل ��ك ع ��رب توجي ��ه الدع ��م احلكوم ��ي اإلى‬ ‫الربام ��ج ذات الأثر الجتماعي‪� ،‬العمل على‬ ‫تدري ��ب العامل ��ني يف القطاع غ ��ر الربحي‪،‬‬ ‫�ت�سجيع املتطوعني في ��ه‪ ،‬اإ�سافة اإلى ت�سجيع‬ ‫الأ�ق ��اف لتمكني هذا القط ��اع من احل�سول‬ ‫عل ��ى م�س ��ادر متوي ��ل م�ستدام ��ة‪� ،‬مراجعة‬ ‫الأنظمة �اللوائح املتعلقة بذلك‪.‬‬ ‫��س ��ددت الر�ؤي ��ة عل ��ى �س ��ر�رة العم ��ل‬ ‫عل ��ى ت�سهي ��ل تاأ�سي�س منظمات غ ��ر ربحية‬ ‫للمي�سورين �ال�سركات الرائدة لتفعيل د�رها‬ ‫يف امل�سوؤ�لية الجتماعية‪� ،‬تو�سيع نطاق عمل‬ ‫القطاع غر الربحي‪ ،‬موؤكدة اأنه �سيتم متكني‬ ‫املوؤ�س�س ��ات �اجلمعي ��ات غ ��ر الربحي ��ة من‬ ‫ا�ستقطاب اأف�سل الكفاءات القادرة على نقل‬ ‫املعرفة �تطبيق اأف�س ��ل املمار�سات الإدارية‪،‬‬ ‫ف�س� � ًل عن العمل عل ��ى اأن تكون للقطاع غر‬ ‫الربح ��ي فاعلي ��ة اأكرب يف قطاع ��ات ال�سحة‬ ‫�التعلي ��م �الإ�س ��كان �الأبح ��اث �الربام ��ج‬ ‫الجتماعية �الفعاليات الثقافية‪.‬‬ ‫التح ّول نحو املوؤ�ض�ضية‬ ‫�لفت ��ت الر�ؤية اإل ��ى اأن م�ساهمة القطاع‬ ‫غر الربح ��ي يف اململكة ل تتج ��ا�ز (‪)%0.3‬‬ ‫م ��ن الناجت املحلي‪ ،‬مبين ��ة اأن هذه امل�ساهمة‬ ‫متوا�سع ��ة اإذا م ��ا قور ّنت باملتو�س ��ط العاملي‬ ‫ال ��ذي يبلغ (‪ ،)%٦‬لفت ��ة اإلى اأن ��ه يف الوقت‬ ‫الراه ��ن‪ ،‬تبل ��غ ن�سب ��ة امل�سر�ع ��ات اخلرية‬

‫دورا‬ ‫الجمعيات تؤدي‬ ‫ً‬ ‫ومهما في‬ ‫كبيرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المجتمع السعودي‬ ‫منذ بداية العمل‬ ‫األهلي في البالد‪،‬‬ ‫إذ عمدت إلى بناء‬ ‫وتمكين أفراد المجتمع‬ ‫السعودي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫األثر االجتماعي للقطاع‬ ‫غير الربحي وزيادة‬ ‫مساهمته‬

‫‪6‬‬

‫الت ��ي له ��ا اأثر اجتماع ��ي‪ ،‬اأ� الت ��ي تتواءم‬ ‫م ��ع اأهداف التنمية الوطني ��ة طويلة الأمد‬ ‫(‪ )%7‬فق ��ط‪ ،‬مو�سحة اأنه �سيتم رفع هذه‬ ‫الن�سبة لت�سل اإلى اأكرث من (‪ )%33‬بحلول‬ ‫عام (‪1٤٤2‬ه – ‪2020‬م)‪.‬‬ ‫�اأك ��دت «ر�ؤي ��ة ‪ »2030‬اأن نظ ��ام‬ ‫اجلمعي ��ات �املوؤ�س�س ��ات الأهلي ��ة �نظ ��ام‬ ‫الهيئ ��ة العام ��ة للأ�ق ��اف (اللذي ��ن مت‬ ‫اإقرارهم ��ا موؤخ� � ًرا)‪� ،‬سي�سه ��م يف متكني‬ ‫القط ��اع غ ��ر الربحي م ��ن التح� � ّول نحو‬ ‫املوؤ�س�سية‪� ،‬تعزيز ذلك بدعم امل�سر�عات‬ ‫�الربام ��ج ذات الأثر الجتماعي‪� ،‬ت�سهيل‬ ‫تاأ�سي� ��س منظم ��ات غ ��ر ربحي ��ة للأ�س ��ر‬ ‫�اأ�سحاب الرث�ة مبا ي�سهم يف منو القطاع‬ ‫غ ��ر الربحي ب�س ��كل �سريع‪ ،‬ع ��ل�ة على‬ ‫تهيئ ��ة البيئ ��ة التقني ��ة امل�سان ��دة‪� ،‬تعزيز‬ ‫التع ��ا�ن ب ��ني موؤ�س�س ��ات القط ��اع غ ��ر‬ ‫الربحي �الأجهزة احلكومية‪.‬‬ ‫حقائق واأرقا‪Ω‬‬ ‫بلغ عدد اجلمعي ��ات اخلرية القائمة‬ ‫حال ًي ��ا يف جمي ��ع املناط ��ق ال�سعودية نحو‬ ‫‪ 3٤3‬جمعي ��ة خري ��ة‪ ،‬منه ��ا ‪ 2٤‬جمعي ��ة‬ ‫ن�سائي ��ة‪ ،‬فيما بلغت الإعان ��ات املالية التي‬ ‫قدمته ��ا �زارة ال�س� �وؤ�ن الجتماعي ��ة قبل‬ ‫دجمه ��ا م ��ع �زارة العمل‪ ،‬نح ��و ‪ 3٤‬مليون‬ ‫د�لر‪َّ ،‬‬ ‫مت تقدميه ��ا للجمعيات اخلرية يف‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫�ق ��د تط ��ورت امل�سارك ��ة الأهلي ��ة يف‬ ‫جه ��ود التنمي ��ة الجتماعي ��ة املحلي ��ة يف‬ ‫ال�سعودي ��ة م ��ع م ��ر�ر الوقت‪� ،‬ب ��داأ كثر‬

‫تسعى إلى رفع‬ ‫مساهمة القطاع غير‬ ‫الربحي في الناتﺞ‬ ‫المحلي اإلجمالي من‬ ‫‪ ٪0٫3‬إلى ‪ ٪٥‬وزيادة عدد‬ ‫المتطوعين كي يصلوا‬ ‫سنويا‬ ‫إلى مليون متطوع‬ ‫ً‬

‫م ��ن املواطن ��ني يف املجتمع ��ات املحلي ��ة‬ ‫باأخ ��ذ د�ره ��م الإيجاب ��ي يف عملي ��ات‬ ‫تنمي ��ة املجتمع‪ ،‬اإذ ت�سكل كثر من جلان‬ ‫التنمي ��ة الأهلي ��ة الدائم ��ة‪� ،‬بل ��غ ع ��دد‬ ‫مراك ��ز التنمية الجتماعي ��ة بال�سعودية‬ ‫نحو ‪ 20‬مركزً ا تخ ��دم املناطق الريفية‪،‬‬ ‫�‪ 7‬مراك ��ز للخدم ��ة الجتماعي ��ة تخدم‬ ‫املناط ��ق احل�سري ��ة‪ ،‬اإ�ساف ��ة اإل ��ى ‪1٦5‬‬ ‫جلنة تنمية اجتماعية حملية تقوم بعمل‬ ‫مراك ��ز التنمي ��ة الجتماعي ��ة باملناط ��ق‬ ‫الت ��ي ل ت�سله ��ا خدمات ه ��ذه املراكز‪.‬‬ ‫فيم ��ا بلغ عدد اجلمعي ��ات التعا�نية نحو‬ ‫‪ 15٤‬جمعية تعا�نية‪.‬‬ ‫�اأ�سح ��ت ه ��ذه اجلمعي ��ات ت� �وؤدي‬ ‫را �مه ًم ��ا يف املجتمع ال�سعودي‬ ‫د� ًرا كب ً‬ ‫منذ بداي ��ة العمل الأهل ��ي يف البلد‪ ،‬اإذ‬ ‫عم ��دت اإلى بناء �متكني اأف ��راد املجتمع‬ ‫ال�سع ��ودي‪� ،‬تعزي ��ز الأث ��ر الجتماع ��ي‬ ‫للقطاع غر الربح ��ي �زيادة م�ساهمته‪،‬‬ ‫ع ��رب دع ��م امل�سر�ع ��ات �الربام ��ج‬ ‫الجتماعية‪.‬‬


‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪7‬‬


‫دراسات‬

‫الوقف في التنمية االقتصادية‬

‫من أجل فهم االقتصاد‬ ‫االجتماعي التضامني‬ ‫للوقﻒ أهميته الكبرى تتمثل في آثاره على التنمية عموم ًا والتنمية االقتصادية خصوصاً‪ ،‬فإذا‬ ‫مازدنا كفاءته وفعاليته الداخلية‪ ،‬ثم أدخلنا عليه الفلسفة المستدامة فنحن نقلناه بالضرورة إلى‬ ‫آثار أبعد لتشمل األجيال القادمة من حيث البعد الزمني واالهتمام باالقتصاد والمجتمع والبيئة في‬ ‫البعد الموضوعي ‪.‬‬ ‫د‪ .‬يوسﻒ بن عﺜمان الحزيم‬ ‫الرياض‬

‫ورقة عمل مقدمة للموؤمتر االإ�ضالمي لالأوقاف‬

‫‪8‬‬


‫تعريف الوقف‬ ‫الوقف يف اللغ ��ة احلب�س ‪�� ،‬قفت الأر�س‬ ‫اأي حب�ستها اأما الوق ��ف ا�سطلح ًا فقد عرفه‬ ‫احلنابلة باأنه ‪ :‬حتبي�س الأ�سل �ت�سبيل املنفعة‪.‬‬ ‫الوقف واالقت�ضاد االجتماعي‬ ‫جمموع ��ة الأن�سط ��ة القت�سادي ��ة الت ��ي‬ ‫تنظ ��م يف �س ��كل بني ��ات مهيكل ��ة اأ� جتمعات‬ ‫لأ�سخا� ��س ذاتي ��ني اأ� معنويني يهدف حتقيق‬ ‫امل�سلحة اجلماعي ��ة �املجتمعية �هي اأن�سطة‬ ‫م�ستقل ��ة تخ�سع لتدب ��ر م�ستقل �دميقراطي‬ ‫ت�ساركي يكون االنخراط فيه حر ‪k‬ا ‪.‬‬ ‫يف ال�ضيا‪ ¥‬والتجربة الغربية‬ ‫الوق ��ف اأ� ال�سدق ��ة اجلاري ��ة يناظ ��ر‬

‫اإل ��ى ح ��د كب ��ر مفه ��وم ‪ :‬الهب ��ات الدائم ��ة النا� ��س) ‪� ،‬تختلف عن الإح�س ��ان باأنها تزيل‬ ‫‪ Endowments‬الت ��ي تت�سف بالدميومة اأ�سب ��اب اخلل ��ل الجتماع ��ي �القت�س ��ادي‬ ‫م ��ع احلرم ��ات التي حتي ��ط بها كقي ��ود على جذري ًا‪.‬‬ ‫التعرف يف اأ�سولها �ريعها �طرق ا�ستثمارها‬ ‫�التي توهب عادة اإلى موؤ�س�سات التعليم ‪.‬‬ ‫املجتمع املد‪Ê‬‬ ‫يناظر مفه ��وم الوقف اأي�س ًا ‪ :‬خم�س�س‬ ‫��س ��ف هيجل املجتمع امل ��دين باأنه جزء‬ ‫الئتم ��ان ‪� First Fund‬هو خم�س�س من من (احلياة الأخلقية) التي تتاألف من ثلثة‬ ‫ملكيات �اأم ��وال تو�سع جانب� � ًا حتت ت�سرف عنا�سر ‪ :‬الأ�سرة ‪� ،‬املجتمع املدين ‪� ،‬الد�لة‪،‬‬ ‫�اإدارة �سخ�س ثقة ع ��ادة ما يكون من رجال �كان املجتمع امل ��دين يعترب املرحلة الو�سطية‬ ‫القان ��ون اأ� املحا�سب ��ة يتولى ذل ��ك بعد �فاة بني الرابطة الأ�سري ��ة ذات العتماد املبا�سر‬ ‫املو�سي ‪.‬‬ ‫�الأ�ا�سر الوثيقة �الهتمام �املق�سود العام‬ ‫اإن الهب ��ات الدائم ��ة اأ� امل�ستدمية تعترب للد�لة‪.‬‬ ‫يف الع ��رف الغربي جزء ًا من ا�سطلح ي�سمل‬ ‫�يع ��رف عل ��ى اأن ��ه ‪( :‬ن�سق م ��ن التكافل‬ ‫كاف ��ة اأعم ��ال اخل ��ر الجتماع ��ي ‪ Philan‬الت ��ام ‪ ،‬تت�سافر فيه �سب ��ل املعي�سة �ال�سعادة‬ ‫‪� Thropy‬معن ��اه يف اللغ ��ة اللتينية (حب �احلق ��وق القانوني ��ة للجمي ��ع ) �به ��ذا يكون‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪9‬‬


‫دراسات‬

‫ن�سق� � ًا يت�سامى عل ��ى اأنانية املجتم ��ع مرتفع ًا (الرث�ة) مللكية عامة ‪.‬‬ ‫عمارة الدنيا �عمارة الآخرة ‪.‬‬ ‫ف ��وق دائ ��رة امل�سال ��ح اخلا�سة بالف ��رد من‬ ‫تف�سيل ال�ستثمار املتوازن (املخاطر‬ ‫خلل منظور ال�سالح العام ‪.‬‬ ‫�العائد) طويل الأجل ‪.‬‬ ‫احلوكمة الطبيعية (الإدارة) ‪.‬‬ ‫التمكني‬ ‫امل�ساركة الجتماعية ‪.‬‬ ‫عملي ��ة تعزي ��ز الق ��وة ال�سخ�سي ��ة‬ ‫�الجتماعي ��ة للأف ��راد حت ��ى يتمكن ��وا م ��ن‬ ‫�ضيا�ضات ا�ضتثمار الوقف‬ ‫اتخ ��اذ اإجراءات لتح�س ��ني حياتهم ‪ُ � .‬يع ّرف‬ ‫اأن يك ��ون ال�ستثم ��ار يف جم ��الت‬ ‫التمكني ا�سطلح ًا (‪)Empowerment‬‬ ‫م ��ن منظور اخلدم ��ة الجتماعية عل ��ى اأنه ‪ :‬مباحة �سرع ًا ‪.‬‬ ‫اأن ي�س ��در قرار ال�ستثم ��ار ممن له‬ ‫«ا�سرتاتيجية لتقوية الفقراء يف حقهم بتقرير‬ ‫م�سره ��م باأنف�سهم من خ ��لل امل�ساركة يف ح ��ق النظارة �الإ�س ��راف عل ��ى الوقف ��فق‬ ‫اتخ ��اذ القرار عل ��ى امل�ستوى املحل ��ي �ما قد اللوائح �ال�سيا�سات املق ّرة ‪.‬‬ ‫التحري الدقيق لأمانة القائمني على‬ ‫يواجه ذلك من تعار�س للم�سالح بني مالكي‬ ‫القوة �الفقراء �تنظيم اإنفاقهم حول اأهداف ا�ستثمار اأموال الوقف �سمان ًا للتعرف ال�سليم‬ ‫�م�سالح م�سرتكة عرب تدعيم م�ساركتهم يف �النزاهة ‪.‬‬ ‫اأن يتواف ��ر الإ�سراف من اأهل اخلربة‬ ‫املنظم ��ات ال�سعبية �احلكومي ��ة ليتحولوا من‬ ‫�الأمان ��ة �العرفة بهذا النوع م ��ن ال�ستثمار‬ ‫متلقني للخدمات اإلى مطالبني بها » ‪.‬‬ ‫�حمايته من اخليانة �الختل�س ‪.‬‬ ‫مراعاة حال املوقوف عليهم مبراعاة‬ ‫خ�ضائ�س ) طبيعة ( الوقف‬ ‫يجم ��ع ب ��ن خ�سائ� ��‪ ¢‬الن�س ��اط احلاج ��ات ال�سر�ري ��ة له ��م (احلاج ��ات‬ ‫القت�س ��ادي الربح ��ي �غ ��ر الربح ��ي الأ�سا�سية)‪.‬‬ ‫اأن توج ��ه ال�ستثم ��ارات �الأم ��وال‬ ‫(الجتماعي) يف اآن مع ًا‪.‬‬ ‫ال�سباب �ال�ستقرار (ال�ستدامة) ‪ .‬للم�سر�ع ��ات الإقليمي ��ة البيئي ��ة املحيط ��ة‬ ‫النتقال الطوعي للملكية ال�سخ�سية باملوؤ�س�سة ثم الأقرب فالأقرب ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫اتخاذ الو�سائل املمكنة لتحقيق عائد‬ ‫جم � ٍ�ز منا�سب ميك ��ن التفاق علي ��ه من اأجل‬ ‫النفاق على تعمر ��سيانة الأ�سول ‪.‬‬ ‫احلر� ��س عل ��ى تولي ��د املخاط ��ر‬ ‫ال�ستثماري ��ة �جتن ��ب الأعم ��ال الت ��ي تك ��رب‬ ‫فيه ��ا املخاط ��رة �يقل فيها الأم ��ان مع تاأمني‬ ‫احل�سول عل ��ى ال�سمانات اللزم ��ة �اإجراء‬ ‫التوازن ب ��ني العوائد �الأم ��ان �جتنب اكتناز‬ ‫اأموال الوقف ‪.‬‬ ‫توثي ��ق العقود بحي ��ث يعلم كل طرف‬ ‫من اأط ��راف العملية ال�ستثماري ��ة مقدار ما‬ ‫�سوف يح�سل عليه من عائد اأ� ك�سب �مقدار‬ ‫ما �س ��وف يتحمل م ��ن خ�س ��ارة �اأن يكتب يف‬ ‫عقود موثقة حت ��ى ل يحدث جهالة اأ� غرر اأ�‬ ‫ما يوؤدي اإلى �سك �ريبة �نزاع ‪.‬‬ ‫تعريف التنمية‬ ‫ارتبط مفهوم التنمية بالد�لة من جانب‬ ‫�القت�ساد من جانب اآخر فعرفت بذلك على‬ ‫اأنها ‪ « :‬عملية حت�سني نوعي �دائم للقت�ساد‬ ‫�لطرق مي�سرة» ‪.‬‬ ‫« عملي ��ة اخلر�ج م ��ن التخلف انطلق ًا‬ ‫م ��ن النمو �يكون ذلك ببذل اجلهد الكايف يف‬ ‫جمال ال�ستثمار» ‪.‬‬


‫التنمية االقت�ضادية‬ ‫{ تق ��د‪ Ω‬املجتم ��ع ع ��ن طري ��ق ا�ستنباط‬ ‫اأ�سالي ��ب اإنتاجي ��ة جدي ��دة اأف�س ��ل �رف ��ع‬ ‫م�ستوي ��ات الإنتاج من خلل اإمن ��اء املهارات‬ ‫�الطاقات الب�سري ��ة �خلق تنظيمات اأف�سل ‪،‬‬ ‫ف�س ًل عن زيادة راأ�سمال املرتاكم يف املجتمع‬ ‫على مر الزمن » ‪.‬‬ ‫كما تع ّرف التنمي ��ة القت�سادية كمحور‬ ‫اإ�ساف ��ة اإل ��ى العدال ��ة الجتماعي ��ة �حماي ��ة‬ ‫البيئ ��ة ‪ « :‬زي ��ادة دخ ��ل املجتمع اإل ��ى اأق�سى‬ ‫حد �الق�س ��اء على الفقر من خلل ا�ستغلل‬ ‫املوارد الطبيعية على النحو الأمثل �بكفاءة» ‪.‬‬ ‫التنمية الب�ضرية‬ ‫عملي ��ة ته ��دف اإل ��ى زي ��ادة اخلي ��ارات‬ ‫املتاحة اأم ��ام النا�س ‪� ،‬ترتكز تلك اخليارات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة يف اأن يحي ��ا النا� ��س حي ��اة طويلة‬ ‫خالي ��ة م ��ن العل ��ل �اأن يكت�سب ��وا املعرفة �اأن‬ ‫يح�سلوا على املوارد اللزمة لتحقيق م�ستوى‬ ‫حياة كرمية ‪.‬‬ ‫نظري ��ة يف التنمي ��ة القت�سادي ��ة‬ ‫�الجتماعية جتعل الإن�سان منطلقها �غايتها‬ ‫�تتعامل م ��ع الأبع ��اد الب�سري ��ة �الجتماعية‬ ‫باعتبارها العن�سر املهيمني �تنظر للطاقات‬

‫املادية باعتبارها �سرط� � ‪k‬ا من �سروط حتقيق‬ ‫التنمي ��ة فه ��دف ه ��ذه التنمية هو خل ��ق بيئة‬ ‫متك ��ن الإن�س ��ان م ��ن التمت ��ع بحي ��اة طويل ��ة‬ ‫��سحية �خلقة ‪.‬‬ ‫اأمارت ��ا �س ��ن يعرفه ��ا‪« :‬امل�سم ��ون‬ ‫احل�سي� ��س للتنمي ��ة هو احلرية �س ��واء تعلق‬ ‫الأم ��ر باحلري ��ة مبعناه ��ا ال�سلب ��ي كاحلرية‬ ‫من الفقر مث � ً�ل اأ� احلرية مبعناها الإيجابي‬ ‫كحري ��ة امل ��رء على اختي ��ار نوع احلي ��اة التي‬ ‫يرغب فيها » ‪.‬‬

‫يجب تحديث البنية‬ ‫التشريعية والقانونية‬ ‫والتنظيمية لألوقاف‬ ‫في العالم العربي‬ ‫على أساس أنه قطاع‬ ‫اقتصادي اجتماعي‬ ‫تشرف عليه الدولة‬ ‫المركزي ًا‬

‫التنمية امل�ضتدامة‬ ‫��س ��ع جمل ��ة م ��ن الأه ��داف يت ��م م ��ن‬ ‫خلله ��ا الرتكيز على الأم ��ر البعيد بدل من‬ ‫الأم ��ر الق�س ��ر �عل ��ى الأجي ��ال املقبلة بدل‬ ‫الأجيال احلالية �عل ��ى كوكب الأر�س بكاملة‬ ‫ب ��دل م ��ن د�ل �اأقاليم منق�سم ��ة �على تلبية‬ ‫احلاجي ��ات الأ�سا�سي ��ة �كذلك عل ��ى الأفراد‬ ‫�املناط ��ق �ال�سع ��وب املنعدمة امل ��وارد �التي‬ ‫تعاين من التهمي�س ‪.‬‬ ‫عرفته ��ا اللجنة العاملي ��ة للبيئة �التنمية‬ ‫باأنها ‪ « :‬التنمية التي تق�سي بتلبية احلاجات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة للجمي ��ع �تو�سي ��ع الفر�س ��ة اأمام‬ ‫املجتمع لإر�ساء طموحاتهم اإلى حياة اأف�سل‬ ‫�ن�س ��ر القيم التي ت�سج ��ع ا ً‬ ‫أمناطا ا�ستهلكية‬ ‫�سمن ح ��د�د الإمكانات البيئي ��ة التي يتطلع‬ ‫املجتمع اإلى حتقيقها ب�سكل معقول » ‪.‬‬ ‫االأبعاد االأ�ضا�ضيــة للتنمية امل�ضتدامة‬ ‫الوقف والدولة‬ ‫ال�ستثم ��ار يف البني ��ة التحتي ��ة‬ ‫(التعلي ��م‪ ،‬ال�سحة ‪ ،‬الت�سني ��ع الع�سكري ‪...‬‬ ‫الخ )‪.‬‬ ‫ال�سكوك ‪.‬‬ ‫�قف الد�لة على امل�ساريع ‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪11‬‬


‫دراسات‬

‫خلق الوظائف ‪.‬‬ ‫الوقف واالقت�صاد‬ ‫ّ‬ ‫امل�س�ؤولية االجتماعية (تطوع التجار)‪.‬‬ ‫اال�ستثمار امل�شرتك ‪.‬‬ ‫دعم امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة ‪.‬‬ ‫احلوكمة ‪.‬‬ ‫الوقف واملجتمع‬ ‫دعم امل�ؤ�س�سات غري الربحية ‪.‬‬ ‫حتقيق امل�ساواة االجتماعية ‪.‬‬ ‫دع ��م االبت ��كار االجتماع ��ي واملوهب ��ة‬ ‫والإبداع ‪.‬‬ ‫تفتيت الرثوة و�إعادة التوزيع ‪.‬‬ ‫الوقف والبيئة‬ ‫حماية الطبيعة ‪.‬‬ ‫توفري الطاقة ‪.‬‬ ‫املحافظة على الرثوة احليوانية ‪.‬‬ ‫املاء ‪.‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫حتديث البنية الت�شريعية والقانونية‬ ‫والتنظيمية للأوق���اف يف العامل العربي‬ ‫عل���ى �أ�سا����س �أن���ه قط���اع اقت�ص���ادي‬ ‫اجتماع���ي ت�شرف عليه الدولة المركزي ًا‬ ‫وي���دار من القطاع الثال���ث وفق �أولويات‬ ‫التنمي���ة امل�ستدامة وطني��� ًا بالتعاون مع‬ ‫وزارات التنمية والتخطيط‪.‬‬ ‫لتعظيم �أثر الوقف ‪ ,‬البد من �شراكة‬ ‫فعال���ة يف مدخالت االنتاج م���ع القطاع‬ ‫اخلا����ص ال�سيما امل�شاريع (امل�ؤ�س�سات)‬ ‫ال�صغرية واملتو�سطة و�إدارات امل�س�ؤولية‬ ‫االجتماعية في���ه و�أما خمرجات االنتاج‬ ‫وعوائ���ده فتنف���ق على م�شاري���ع وبرامج‬ ‫التمكني بد ًال عن الرعوية ‪.‬‬ ‫�إن حوكم���ة قطاع الأوق���اف �ضرورة‬ ‫يخ�ضع فيها للجان م�شرتكة من القطاع‬ ‫الثالث واحلكومي �أ�سوة ب�شركات القطاع‬ ‫اخلا�ص ب���د ًال ع���ن التحك���م واالرجتال‬ ‫الف���ردي ال�سلط���وي �أو التعا�ضد الفا�سد‬ ‫بني مراكز قوى داخل جمل�س ّ‬ ‫النظار ‪.‬‬ ‫الدع���وة لتخ�صي����ص وتركيز عوائد‬ ‫الأوق���اف يف امل�شاري���ع اال�سرتاتيجي���ة‬ ‫‪12‬‬

‫إن قرار إنشاء هيئة‬ ‫األوقاف سيدعم‬ ‫تحقيق رؤية المملكة‬ ‫العربية السعودية‬ ‫لعام ‪2030‬م‬

‫العمالقة يف التنمية التحتية التي يعجز‬ ‫القطاع اخلا�ص ع���ن املخاطرة �أو عجز‬ ‫القط���اع العام ع���ن التموي���ل و�أف�ضلها ‪:‬‬ ‫التعليم ‪ ,‬والتدريب ‪ ,‬وال�صحة ‪.‬‬ ‫ا�ش�ت�راط احل�ص���ول عل���ى زمال���ة‬ ‫�أو دبل���وم تطبيق���ي والإدارة مل���ن يتول���ى‬ ‫وظائ���ف قيادي���ة يف جمل�س النظ���ارة �أو‬ ‫املديرين التنفيذيني ونوابهم ‪.‬‬ ‫على الأوقاف كجهة مانحة �أن توجه‬ ‫�سيا�س���ات العم���ل اخل�ي�ري ومنظمات���ه‬ ‫غري الربحي���ة وفق االحتياج���ات امللحة‬ ‫وال�ضروري���ة للتنمي���ة بع���د حتقي���ق‬ ‫ا�شرتاط���ات الو�صي���ة‪ ,‬وم���ن تل���ك‬ ‫ال�ض���رورات االهتم���ام بالبيئ���ة كح���ق‬ ‫للأجي���ال القادمة ومن � ّ‬ ‫أج���ل م�شاريعها‬ ‫العناية بالت�شج�ي�ر ومكافحة االحتطاب‬ ‫اجلائ���ر واحلد من تل���وث الهواء وتوفري‬ ‫املاء ال�صالح لل�شرب وتر�شيد ا�ستهالكه‬ ‫والإ�سه���ام يف بن���اء �شب���كات ال�ص���رف‬ ‫ال�صح���ي والعناي���ة بالنظاف���ة العام���ة‬ ‫و�إعادة تدوير النفايات ‪.‬‬

‫الخالصة‬

‫�إن مبادرة الدولة يف �إن�شاء الأوقاف‬ ‫منف���ردة �أو م�شرتكة مع الأوقاف الأهلية‬ ‫كا�ستثم���ار م�شرتك عرب �إ�صدار �سندات‬ ‫ملكي���ة �أو �سندات دين ع���ام (�صكوك)‬ ‫�سيف���رز ا�ستدام���ة امل�شاري���ع كقط���اع‬ ‫التعليم واجلامعات حتديد ًا ‪ ,‬ف� ً‬ ‫ضال عن‬ ‫حت�سني كفاءة وفعالية الإدارة ‪.‬‬ ‫�إن الأوق���اف �ستعظ���م م���ن �أثره���ا‬ ‫قفز ًا �إذا �شجع���ت اال�ستثمار يف االبتكار‬ ‫االجتماعي والإبداع والإلهام واالخرتاع‬ ‫واملوهب���ة وه���ذه املج���االت ه���ي ذروة‬ ‫اال�ستثمار يف ر�أ�س املال الب�شري ‪.‬‬ ‫�إن قرار �إن�شاء هيئة الأوقاف �سيدعم‬ ‫حتقيق ر�ؤي���ة اململكة العربي���ة ال�سعودية‬ ‫لع���ام ‪2030‬م وجناحها مرهون ب�أمرين‬ ‫‪ :‬الأول �أن ال تخ�ضع ل�سلطة وزارة العمل‬ ‫والتنمي���ة مبا�ش���رة حيث �سيقت���ل علة �أو‬ ‫مق�ص���د الالمركزية والث���اين تغول دور‬ ‫الهيئة نح���و �إدارة وت�شغي���ل الأوقاف يف‬ ‫ح�ي�ن �أن التع���اون والت�ش���ارك والتن�سيق‬ ‫والتفوي����ض والت�سهي���ل للقط���اع اخلا�ص‬ ‫مب�س�ؤوليت���ه االجتماعية وو�صايا �أثريائه‬ ‫والقط���اع الثال���ث واخل�ي�ري ه���و الدور‬ ‫اال�سرتاتيجي الذي ت�سعى الر�ؤية لتفعيل‬ ‫طاق���ات و�إمكان���ات املجتم���ع املدين من‬ ‫خالله كما يق�ت�رح ت�أ�سي�س جمل�س �أعلى‬ ‫يجم���ع كاف���ة م�ؤ�س�س���ات املجتمع املدين‬ ‫والقطاع الثال���ث والقطاعات احلكومية‬ ‫ذات العالق���ة م���ن �أج���ل التع���اون نح���و‬ ‫حتقي���ق التنمي���ة امل�ستدام���ة و�أه���داف‬ ‫الر�ؤية ‪.‬‬

‫�إن الأوق ��اف يف معظ ��م الع ��امل العرب ��ي والإ�سالم ��ي خ�ضع ��ت للمركزي ��ة‬ ‫احلكومية عل ��ى ح�ساب املجتمع اخل�ي�ري واملدين مع �ضعف الكف ��اءة والفعالية‬ ‫الداخلية يف املوارد الب�شرية والعمليات و�سيا�سات اال�ستثمار ‪.‬‬ ‫ناهي ��ك عن �سجنها يف الإطار الفقهي وا�ستبعاد فهم االقت�صاد االجتماعي‬ ‫الت�ضامني‪.‬‬ ‫ما �أدى بال�ضرورة القت�صار �أثرها يف منح العوائد على الرعوية املادية بد ًال‬ ‫ع ��ن التمكني من خ�ل�ال فهم �شامل للتنمية امل�ستدام ��ة باال�ستقالل االقت�صادي‬ ‫ع ��ن الدولة ال�صناعية الكربى والتح ��ول من اال�ستهالك للإنتاج وكذلك حتقيق‬ ‫امل�ساواة االجتماعية والرفاهية وال�سعادة ‪.‬‬


‫ﻧــﻤــﻜـﻦ ﺃﺑـﻄﺎﻝ‬ ‫ﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﺣﺘ�ﺍﻓﻲ‬

‫ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻮﺩ ﺍﻟﺨﻴ��ﺔ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﻣـﻦ ﻓـﺮﺹ ﺍﻟﺘـﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺨـﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤــﺠـﺎﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﻣــﺴﺘــﻮﻯ‬

‫‪10‬‬

‫ﺍﻟﺠﻮﻑ‬

‫ﻣـﺪﻥ‬

‫ﺣﻔﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬ ‫ﺃﻣﻠﺞ‬ ‫ﺣـﺎﺋﻞ‬

‫ﺑﺪﺭ‬

‫ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ‬ ‫ﺍﻷﺣـﺴـﺎﺀ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣـﻴـﺮﺓ ﺍﻟـﻌﻨـﻮﺩ ﺍﻟﺨـﻴ��ــﺔ‬ ‫‪Princess Al Anood Foundation‬‬

‫ﺍﻟ��ــﺎﺽ‬

‫ﺍﻟﻘﻨﻔﺬﺓ‬ ‫ﺃﺑﻬﺎ‬

‫ﻧﺠ�ﺍﻥ‬

‫ﻟﻺﻧﻀﻤــﺎﻡ ﺍﻟــﻰ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴــﻦ �ﺮﺟــﻰ ��ــﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗــﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘ�ﻭﻧــﻲ ﻭﺗﻌﺒﺌــﺔ ﺍﺳــﺘﻤﺎﺭﺓ‬ ‫ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣـﻴـﺮﺓ ﺍﻟـﻌﻨـﻮﺩ ﺍﻟﺨـﻴ��ــﺔ‬

‫‪13‬‬


‫تحقيق‬

‫بدايات الطريق للتحول إلى إنتاجية أعلى واقتصاد مستدام‬

‫العمل الخيري والتمكين‬ ‫أم أرملة لخمسة أطفال من االنتقال بحياة أطفالها من خانة الحاجة إلى مقاعد العطاء‪ ،‬فقد كانت أم‬ ‫تمكَّنت ٌّ‬ ‫كافيا‬ ‫شهريا – ر َّبما ‪ -‬كان‬ ‫مبلغا‬ ‫سالم أحد مستفيدي الجمعيات الخيرية التي ُتعنى باألرامل والمطلقات‪ ،‬تتسلم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جذريا في حياتها ومستقبل أبنائها‪ .‬إذ بدأت على نطاق‬ ‫لسد حاجة أطفالها آنذاك‪ .‬لكنها عزمت أن ُتحدث تحوالً‬ ‫ً‬ ‫وظفت‬ ‫ضيق في استغالل موهبتها في الطبخ‪ ،‬حتى باتت ضمن إحدى األسر المنتجة المعروفة‪ ،‬وشيئًا فشيئًا َّ‬ ‫قدرات أبنائها وخبراتهم على مواقع التواصل االجتماعي ليتسع عملها أكثر فأكثر‪ .‬توقفت أم سالم عن تس ُّلم‬ ‫المساعدة الشهرية من الجمعية الخيرية بإرادتها‪ ،‬فهي اآلن تمتلك عربتي طعام يقودهما أبناؤها وتعمل‬ ‫بهما بناتها‪ .‬وهكذا سبقت أم سالم العديد لمجرد أنها فكرت كيف تمكِّن نفسها وأسرتها من عمل يكون مصدر‬ ‫رزق ال تحتاج بعده للدعم أو الرعاية‪.‬‬ ‫وتطويرا لمهارة فحسب‪ ،‬بل هو تخطيط وعزيمة بدأت‬ ‫التمكين ليس كلمة سر تجيب عن األسئلة‪ ،‬وليس تأهيالً‬ ‫ً‬ ‫تستجيب له الجمعيات الخيرية بعد أن توسعت الجهات اإلشرافية المختلفة ‪ -‬وأولها وزارة العمل والتنمية‬ ‫االجتماعية‪ -‬في نشر مفهومه والعمل به‪ .‬إذ يقود التمكين إلى التنمية وزيادة الشريحة المنتجة في المجتمع‬ ‫وتقليص أعداد المستفيدين من الدعم المباشر‪.‬‬ ‫هدى الحقباني‬ ‫الرياض‬

‫جهود رسمية‬ ‫م�ؤخ ًرا و ّقع ��ت وزارة العمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬مذكرتي‬ ‫تفاه ��م لت�أ�سي� ��س (�ش ��راكات ا�سرتاتيجي ��ة)‪ ،‬لإن�ش ��اء برنام ��ج‬ ‫«متك�ي�ن» وبرنامج «اال�ستدام ��ة املالية» للقطاع غ�ي�ر الربحي يف‬ ‫اململك ��ة مببل ��غ قدره ‪ 2.5‬ملي ��ار ري ��ال‪� .‬إذ تعتزم ال ��وزارة بهذه‬ ‫اخلط ��وة �أن حتق ��ق االنطالق ��ة احلقيقي ��ة نح ��و متك�ي�ن القطاع‬ ‫اخل�ي�ري وا�ستدامت ��ه مال ًيا‪ ،‬تكون ذات ت�أث�ي�ر وم�ساهمة يف كافة‬ ‫جم ��االت التنمي ��ة‪ ،‬حتقي ًقا لر�ؤي ��ة اململك ��ة ‪ ،2030‬وم�ستهدفات‬ ‫برنام ��ج التحول الوطني ‪ .2020‬وينتج عن ه ��ذا التوقيع‪ ،‬متكني‬ ‫اجلمعيات واللجان الأهلية من �إدارة حمافظ �إقرا�ضية متناهية‬ ‫ال�صغ ��ر ي�ستفيد منه ��ا �أكرث الفئ ��ات حاجة يف مناط ��ق اململكة‪،‬‬ ‫واتفاقية اال�ستدامة املالية للجمعيات واللجان الأهلية للم�ساهمة‬ ‫يف اال�ستدام ��ة املالية من خالل قرو�ض ومنح ت�ساهم يف �أن يكون‬ ‫لديها ا�ستثمارات و�أوقاف‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ماهو التمكين؟‬ ‫يعــرف اخلرباء التمكني باأنه من ��ح العاملني �سلط ًة موؤقت� � ًة‪ ،‬اأ� د� ًرا‬ ‫�ظيفية لإبداء اآرائهم حول طبيعة العمل‪� ،‬يوؤدّي ذلك اإلى جع ِلهم قادرين‬ ‫عل ��ى التاأث � ِ�ر يف النتائج النهائ ّي ��ة‪ .‬كما يع ��رف باأنه دع ��م الفاعل ّية عند‬ ‫امل�ستفي ��د من خ ��لل متكي ِن ِه من احل�س ��ول على ا�ستقلل ّي ِت� � ِه �سمن بيئة‬ ‫َ‬ ‫يحافظ عل ��ى تطور اأدائ ��ه‪� ،‬ال�ستفاد ِة من‬ ‫العم ��ل‪ ،‬مع احلر�س عل ��ى اأن‬ ‫خرب ِت ِه لتحقيق الأهداف املطلوبة منه‪.‬‬

‫‪ábO‬‬ ‫‪äÉeƒ∏©ŸG‬‬

‫‪äGQÉ¡ŸG‬‬ ‫‪á«aɵdG‬‬

‫‪ÚµªàdG öUÉæY‬‬ ‫‪õaGƒ◊G‬‬

‫‪á≤ãdG‬‬

‫الكفاية واإلنتاجية وحاجة المحافظات‬ ‫تقــول الإخ�سائي ��ة الجتماعي ��ة‬ ‫�املوظف ��ة يف اإحدى اجلمعي ��ات اخلرية‪،‬‬ ‫نهل ��ة حممد العن ��زي‪ ،‬اإن تدريب العاملني‬ ‫يف اجلمعي ��ات اخلري ��ة عل ��ى اأ�س� ��س‬ ‫�مبادئ التمك ��ني‪ ،‬الركيزة الت ��ي �سيتكئ‬ ‫عليها حت ��ول العملي اخل ��ري من الدعم‬ ‫�الرعاية اإلى التمك ��ني‪� .‬ترى اأن الطريق‬ ‫بع ��د التاأهيل‪ ،‬يعتمد يف املق ��ام الأ�ل على‬ ‫اإن�ساء امل�ساري ��ع املتناهية يف ال�سغر التي‬ ‫مت ِّك ��ن امل�ستفيدي ��ن من حتقي ��ق الكفاية‪،‬‬ ‫ث ��م الإنتاجي ��ة‪« :‬نحت ��اج اإل ��ى تغير خطة‬ ‫�س ��ر اجلمعي ��ات اخلري ��ة‪ ،‬اإذ اإن معظم‬ ‫امل�ستفيدي ��ن م ��ن اجلمعي ��ات‬ ‫اخلرية اأرام ��ل �مطلقات �ذ�ي‬ ‫الدخ ��ل املح ��د�د؛ �هم ق ��ادر�ن‬ ‫على العمل �ب�سح ��ة جيدة �لكن‬ ‫ب ��ل فر� ��س �ظيفي ��ة؛ �ب ��دل من‬ ‫�س ��رف الإعان ��ات للم�ستفيدي ��ن‬ ‫حتول هذه الإعانات اإلى م�ساريع‬ ‫تخ ��دم فئ ��ات امل�ستخدم ��ني‬ ‫لتمكينه ��م م ��ن فر�س ��ة �ظيفية‬ ‫�تعزيز اعتماده ��م على اأنف�سهم‬ ‫�عدم طلب امل�ساعدة »‪.‬‬ ‫�عل ��ى الرغم م ��ن اأن معظم‬ ‫اجلمعيات اخلرية‪ ،‬لي�ست لديها‬ ‫خربة كافي ��ة بالتمكني ‪ -‬بح�سب‬ ‫نهل ��ة العن ��زي ‪ -‬كونه ��ا تتبن ��ى‬ ‫ا�سرتاتيجي ��ات الدعم �الرعاية؛‬ ‫ف� �اإن بع�سه ��ا ب ��داأ يحق ��ق نتائج‬

‫اإيجابي ��ة يف التح ��ول اإل ��ى ا�سرتاتيجي ��ات‬ ‫التمك ��ني‪� ،‬م ��ا ينق� ��س بع� ��س اجلمعيات‬ ‫هو نقل اخل ��ربة �تاأهيل العاملني‪« :‬حتتاج‬ ‫املوؤ�س�سات اخلرية اإلى اأن تثقف من�سوبيها‬ ‫�تدربهم على التمك ��ني‪ ،‬حتى يتم تطبيقه‬ ‫بال�س ��ورة ال�سحيح ��ة بالعم ��ل اخلري‪،‬‬ ‫اإ�ساف ��ة اإل ��ى عمل خطة �س ��ر مغايرة من‬ ‫الدعم �التكال على موظف اأ� موظفني يف‬ ‫اجلمعية بحيث تتعدد الوظائف �املوظفني‬ ‫بح�سب التخ�س�س»‪.‬‬ ‫�ت�سف العنزي الدعم‪ ،‬باأنه جزء من‬ ‫التمك ��ني‪ ،‬فالدع ��م ف ��ردي �التمكني عمل‬

‫جماع ��ي تت�س ��ارك في ��ه كاف ��ة القطاعات‬ ‫أي�سا حد�د اجلمعية‬ ‫�اجلهات مبا يتعدى ا ً‬ ‫اخلري ��ة الواح ��دة‪ .‬فحتى يك ��ون التمكني‬ ‫فع ��ا ًل‪ ،‬فاإن منظومة كاملة من الإجراءات‬ ‫ُ�سن �يعمل‬ ‫�الت�سريع ��ات بحاجة اإل ��ى اأن ت َّ‬ ‫بها‪� ،‬الطريق بع ��د هذه الت�سريعات يكمن‬ ‫تفعيله ��ا �حتويله ��ا اإلى م�ساري ��ع متناهية‬ ‫ال�سغر حتقق الكفاي ��ة اأ� ًل‪ ،‬ثم الإنتاجية‬ ‫للم�ستفيدين؛ مع مراع ��اة نوعية امل�ساريع‬ ‫�ربطه ��ا بامله ��ارات املتوف ��رة �احلاج ��ات‬ ‫املطلوب ��ة يف املحافظ ��ة م ��كان امل�ستفي ��د‬ ‫�اجلمعية‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪15‬‬


‫تحقيق‬

‫معاهد صناعية وتأهيل أسري‬

‫مــن جهــة اأخ ��رى يع ��د‪ ،‬رئي� ��س فري ��ق «خ ��ر ال�سعودي ��ة» فهد‬ ‫القني ��دي‪ ،‬اأن التاأهي ��ل م ��وازٍ للتمك ��ني؛ �ه ��و مرحلة متط ��ورة �ثانية‬ ‫م ��ن الدعم الذي يع ��د اأحد اأبرز مهمات اجلمعي ��ات اخلرية‪� .‬يقول‬ ‫القني ��دي اإن الطريق لتحول اجلمعيات اخلرية اإلى مرحلة التمكني‪،‬‬ ‫يك ��ون بط ��رح املب ��ادرات العاجلة الت ��ي ت�ساعد يف تغي ��ر فكر العمل‬ ‫احل ��ايل‪� ،‬سواء على نطاق املتربعني اأ� امل�ستفيدين؛ اإلى جانب تاأهيل‬ ‫موظف ��ي اجلمعيات ع ��رب الجتماعات �ال ��د�رات التاأهيلية �ق�س�س‬ ‫النج ��اح �الد�رات التمكينية �بث ر�ح التنمي ��ة �التمكني يف املجتمع؛‬ ‫�ال�ستفادة من الكليات ال�سناعية �التقنية �املهنية‪.‬‬ ‫�عل ��ى عك� ��س الكثري ��ن‪ ،‬ل ي ��رى القني ��دي اأن الدع ��م مناق�س‬ ‫للتمكني‪ ،‬بل يراه ��سيلة ت�ساعد يف التمكني �التاأهيل اإذا ا�ستغل بعيدً ا‬ ‫ع ��ن العمل اخلري التقلي ��دي‪� ،‬ي�سيف‪« :‬اأعتقد اأن ��ه ميكن اأن نعمل‬ ‫بالت ��وازي بني امل�سارين بحيث نركز علي التمكني �التاأهيل؛ اإذ حتتاج‬ ‫املوؤ�س�س ��ات اخلرية اإلى تهيئ ��ة امل�ستفيدين �العامل ��ني �ر�سم خطط‬ ‫�ا�سح ��ة �ا�ستثم ��ار الفر� ��س املوج ��ودة يف نطاق خدم ��ات اجلمعية‪،‬‬ ‫�درا�سة ��س ��ع كل اأ�سرة ميكن اأن يتم‬ ‫متكينها �تاأهيلها؛ لتكون قادرة على‬ ‫الإنت ��اج �توؤثر يف املجتم ��ع؛ �كذلك‬ ‫اأن يك ��ون كل موظف ممار�س يف كل‬ ‫جمعي ��ة‪ ،‬م�سوؤ� ًل به ��ذا اجلانب عن‬ ‫هدف يتمثل يف تاأهيل عدد معني يف‬ ‫كل عام»‪.‬‬ ‫�يق ��ول القني ��دي‪ :‬اإن العم ��ل‬ ‫اخل ��ري مت�ساب ��ه يف الكث ��ر م ��ن‬ ‫املوؤ�س�سات‪� ،‬ا�سفًا اإياه باأنه تقليدي‪،‬‬ ‫�يرى اأن �سبب ه ��ذا الت�سابه‪ ،‬يكمن‬ ‫يف اأن العم ��ل الرع ��وي ه ��و اله ��دف‬ ‫الرئي�س ��ي للكثر من اجلمعيات « مل‬ ‫يا ِأت الهتمام البالغ الذي ي�ساعد يف‬

‫البت ��كار �خلق جم ��الت اأخرى ح�سب الفر� ��س املتوفرة يف بيئة‬ ‫اجلمعي ��ة �نطاق اخلدمة‪� ،‬ذل ��ك لعدم �جود خط ��ط �اأهداف‬ ‫ا�سرتاتيجية ميكن العم ��ل �الرتكيز عليها يف معظم اجلمعيات؛‬ ‫م ��ع العل ��م اأن كل منطق ��ة‪ ،‬لديها فر� ��س قد تك ��ون خمتلفة عن‬ ‫املناطق الأخرى‪ ،‬لكن مل يتم ا�ستغللها حتى الآن»‪.‬‬ ‫�ي�س ��ر القنيدي اإل ��ى اأن تطوير عم ��ل اجلمعيات اخلرية‪،‬‬ ‫م ��ا زال بحاج ��ة اإلى اجله ��ات الإ�سرافية على تل ��ك اجلمعيات‪،‬‬ ‫خا�س ��ة اأن الكثر من ال�سرتاتيجيات ق ��د تغيب عن اجلمعيات‬ ‫ب�سكل عام‪� ،‬اجلمعيات يف املناطق النائية ب�سكل خا�س‪« :‬يحتاج‬ ‫املو�س ��وع اإل ��ى مبادرات من اجله ��ة الإ�سرافية عل ��ى اجلمعيات‬ ‫جلعل التمكني �سمن الأهداف ال�سرتاتيجية للجمعيات؛ �تدريب‬ ‫العاملني عليه ��ا بال�سكل الكايف؛ لأن اخلربة احلالية غر كافية‬ ‫اأب ��دً ا‪ ،‬خا�سة يف اجلمعيات النائية‪� ،‬بالت ��ايل فاإن هناك حاجة‬ ‫اإلى جلب املتخ�س�سني يف جمالت التنمية �التمكني»‪.‬‬

‫التمكين يحتاج إلى شجاعة الجمعيات‬ ‫أ�سا�سا على‬ ‫يعتــ‪ È‬املدي ��ر التنفي ��ذي جلمعي ��ة امللك عبدالعزيز بتب ��وك‪ ،‬نا�سر نافع العن ��زي‪ ،‬اأن الدعم نقي�س لعملي ��ة التمكني الذي يق ��وم ا ً‬ ‫ال�ستثمار الناجح �التنوع يف ال�ستثمار‪� .‬يربر الأ�ستاذ نا�سر �جهة نظره جتاه عمليات الدعم‪ ،‬باأنها تلغي التفكر اجلدي �التخطيط ال�سرتاتيجي‬ ‫للو�سول اإلى التمكني‪.‬‬ ‫نتاجا للم�ستفيدين‪ ،‬على الرغم‬ ‫�يقول نا�سر العنزي ‪ «:‬معظم اجلمعيات اخلرية تعمل بطريقة �احدة‪ ،‬فهي تفكر بالطريقة التقليدية الأ�سرع ً‬ ‫من كونها لي�ست الأطول مدى من ناحية الفائدة‪ .‬كما اأنها تخ�سى يف كثر من الأحيان اأن تف�سل يف حال حا�لت اأن تغر م�سارها اإلى التمكني مبا قد‬ ‫يجعلها يف مو�سع م�ساءلة من اجلهات املعنية‪� .‬بالتايل‪ ،‬فاإنها بحاجة اإلى الكثر من التخطيط �ال�سجاعة لتخرج عن جلدها الذي اعتادت عليه»‪.‬‬ ‫�يركز العنزي على مفهوم الإدارة احلديثة �املتعلمة للتحول اإلى منظمة خرية متعلمة تكون قادرة على ر�سم خطط التحول �التمكني‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫عالم واحد‪ ..‬لغة واحدة‬

‫تع ��ددت لغات الع ��امل‪ ،‬واختلف ��ت �أل�سنة‬ ‫الب�ش ��ر‪ ،‬وكل بقع ��ة م ��ن الأر�ض له ��ا طابعها‬ ‫اخلا�ص يف احلياة‪ ،‬متتزج به مكونات الثقافة‬ ‫والتاري ��خ واالعتقاد‪ ،‬غري �أنن ��ا ال نكاد ن�شاهد‬ ‫ه ��ذه االختالف ��ات يف احلدي ��ث ع ��ن مع ��اين‬ ‫الإن�سانية‪.‬‬ ‫�أكاد �أج ��زم �أن اللغ ��ة الوحي ��دة الت ��ي‬ ‫ا�ستطاعت توحيد مع ��اين الكالم بني الب�شر‪،‬‬ ‫ه ��ي «الإن�ساني ��ة» ب ��كل معانيه ��ا الت ��ي حوت‬ ‫م�ضامني الرحم ��ة والر�أفة من جهة‪ ،‬وجوانب‬ ‫العطف والرقة من جهات �أخرى‪ .‬تتجلى فيها‬ ‫مفردات امل�س ��اواة‪ ،‬وتربز من خاللها درجات‬ ‫ال�سمو‪ ،‬لت�شه ��د �أن مناطق اخلالف ال تنطبق‬ ‫على عامل الإن�سانية‪.‬‬ ‫يف مغ ��ارب الأر� ��ض‪ ،‬يف ق ��ارة �أمري ��كا‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬وحتديدًا يف الربازيل‪ ،‬حيث جتتمع‬ ‫الأقلي ��ات لت�شكل وط ًنا يبلغ مئتي مليون ن�سمة‬ ‫�أو يزي ��دون‪ ،‬اجتمع ��وا م ��ن �أقط ��ار متفرق ��ة‪،‬‬ ‫وهاج ��روا م ��ن دي ��ار متع ��ددة‪ ،‬اجتمع ��وا يف‬ ‫الربازيل لي�شكل ��وا جمهورية فيدرالية حترتم‬ ‫الثقاف ��ات‪ ،‬وتعدد املذاه ��ب‪ ،‬وحتمي الأقليات‬ ‫با�سم القانون‪.‬‬ ‫هنا تربز لغة الإن�سانية بحروفها العاملية‬ ‫الت ��ي قر�أه ��ا من �شاهده ��ا‪� ،‬أو عا�صره ��ا‪� ،‬أو‬ ‫تعام ��ل معها‪ ،‬فلم تواجه هذه اللغة �أي �صعوبة‬ ‫يف الو�صول �إلى فهم �أذهان املجتمع الربازيلي‪،‬‬ ‫رغم �أنها جاءتهم من ال�شرق الأو�سط البعيد‬ ‫جغراف ًي ��ا وتاريخ ًي ��ا وثقاف ًي ��ا‪ .‬وبالرغ ��م من‬ ‫ه ��ذه الأبعاد الثالث ��ة‪ ،‬ا�ستقب ��ل النا�س معامل‬ ‫الإن�سانية بلغة واحدة‪ ،‬وفهموها وتعاملوا معها‬ ‫وقبلوها‪.‬‬ ‫امت ��ازت دول اخللي ��ج العرب ��ي ب�إتق ��ان‬ ‫لغة الإن�سانية‪ ،‬و�صدَّرته ��ا للعامل‪ ،‬وا�ستقبلتها‬ ‫جمتمع ��ات ذات حاج ��ة‪ ،‬وا�ستطاع ��ت ه ��ذه‬ ‫اللغة �أن ت�سد فاقة تلك املجتمعات‪� ،‬أو ت�ساهم‬ ‫يف تقلي�ص الفج ��وة بينها وبني ق�س ��وة العوز‪،‬‬ ‫ومل تبخ ��ل دول اخلليج عام ��ة‪ ،‬ودولة الكويت‬ ‫خا�ص ��ة‪ ،‬بت�صدير تلك اللغة للع ��امل املحتاج‪.‬‬ ‫ر�أين ��ا ه ��ذا يف مناط ��ق عدي ��دة ذات ق ��رب‬ ‫جغرايف وامتداد تاريخ ��ي وات�صال عقائدي‪،‬‬ ‫فو�صل ��ت مع ��اين الإن�ساني ��ة �إل ��ى دول العامل‬

‫د‪ .‬بدر المحيلبي‬ ‫رئيس الجمعية الكويتية البرازيلية‬ ‫للصداقة والعالقات (أكبر)‬

‫العرب ��ي والإفريق ��ي‪ ،‬ودول الع ��امل الإ�سالمي‬ ‫يف �آ�سي ��ا و�شرقه ��ا الأق�صى‪ ،‬ب ��ل وتعدت حتى‬ ‫و�صلت مناطق الك ��وارث والدول املنكوبة‪ ،‬و�إن‬ ‫مل تربطهما �صلة مبا�شرة؛ لأن الإن�سانية عامل‬ ‫ال فوارق فيه‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت هذه الأماكن م�ألوفة‪ ،‬ب�سبب‬ ‫التوا�ص ��ل معها لعق ��ود من الزم ��ن‪ ،‬ولقربها‬ ‫اجلغرايف من الدول امل�صدرة للإن�سانية‪ .‬لكن‬ ‫الالف ��ت للنظر‪ ،‬اخرتاق هذه الدول حلدودها‬ ‫امل�ألوف ��ة لت�شمل مناطق خارج نطاقها املعتاد‪.‬‬ ‫فقد عربت هذه اللغة‪ ،‬املحيط الأطل�سي لت�صل‬ ‫�إل ��ى �سواحل الربازي ��ل‪ ،‬وتهب ��ط يف وديانها‪،‬‬ ‫وت�سك ��ن يف غاباتها وبني �سهوله ��ا‪ ،‬فبد�أت يف‬ ‫بناء قالع الإن�سانية‪ ،‬وت�أمني حاجات الب�شرية‬ ‫ملن يحتاج �إليه ��ا‪ ،‬وتوفري م�ستلزمات احلياة‪،‬‬ ‫وتي�سري العي�ش الك ��رمي‪ .‬كل هذا‪ ،‬بال مقابل‪،‬‬ ‫وبال عر�ض �إعالم ��ي‪ ،‬وبال امتيازات فخرية‪.‬‬ ‫كل هذا‪ ،‬لتقول �إنن ��ا يف عامل واحد‪ ،‬ونتحدث‬ ‫لغة واحدة‪ ،‬وهي لغة الإن�سانية‪.‬‬ ‫املدار�س‪ ،‬وامل�ست�شفي ��ات‪ ،‬ودور الرعاية‪،‬‬ ‫واملن ��ازل ال�سكني ��ة‪ ،‬ودور العب ��ادة‪ ،‬والتعليم‪،‬‬ ‫والثقافة‪ ،‬كلها وجوه م�شرق ��ة للإن�سانية التي‬ ‫�صدرته ��ا تل ��ك ال ��دول للعامل‪ ،‬مت� � ُّد يدها ملن‬ ‫يطلب‪ ،‬وتر�سم �صورة بالغة الو�ضوح‪ ،‬حروفها‬ ‫مقروءة‪ ،‬ومعانيه ��ا مفهومة‪ ،‬ور�سالتها جلية‪،‬‬ ‫ب�أن الإن�سانية هي بيت الب�شرية‪ ،‬ال تختلف يف‬ ‫مكانها وال زمانها‪ ،‬بل حتى �إنها �شملت معاين‬ ‫الر�أفة باحليوان‪ ،‬فف ��ي تراثنا الإ�سالمي �آثار‬ ‫كث�ي�رة �أثبتت �أن رج ًال �سق ��ى كل ًبا �شربة ماء‪،‬‬

‫ف�شك ��ر له اهلل ه ��ذا العم ��ل‪ ،‬وكان ��ت املكاف�أة‬ ‫دخوله اجلنة‪.‬‬ ‫انطبع ��ت معامل ه ��ذه اللغ ��ة يف اجلبال‪،‬‬ ‫والت�صق ��ت ب�سق ��ف ال�سم ��اء‪ ،‬وتزين ��ت به ��ا‬ ‫النجوم‪ ،‬وا�ستوعبه ��ا بع�ض الب�شر‪ ،‬ف�أ�صبحوا‬ ‫مالئكة مت�شي على الأر� ��ض‪ ،‬وبركات هبطت‬ ‫من ال�سماء‪ُ ،‬ت ِّ‬ ‫ف�ضل العطاء على الأخذ‪ ،‬وتفرح‬ ‫بالبذل �أكرث من فرحها بالك�سب‪.‬‬ ‫تعترب امل�ؤ�س�سات اخلريية التي ت�سهر على‬ ‫تلبي ��ة حاج ��ات ذوي الفاقة والع ��وز‪ ،‬مدار�س‬ ‫روحية ُتع ِّل ��م �أ�صحاب القل ��وب البي�ضاء‪ ،‬لغة‬ ‫ال�سم ��اء الرفيع ��ة‪ ،‬لغ ��ة ال�سم ��و والرفعة‪ ،‬لغة‬ ‫تت�س ��اوى يف معاجمها احل ��روف‪ ،‬وتتقارب يف‬ ‫�سطورها املعاين‪ ،‬وكل �صفحات كتابها تقودك‬ ‫�إل ��ى حقيقة واحدة‪� ،‬أن النا� ��س �سوا�سية‪ ،‬و�أنه‬ ‫ال غال ��ب يف �س ��وق الكلمة‪ ،‬وال فائ ��ز يف نادي‬ ‫املع ��اين‪� ،‬سوى من �أتقن لغ ��ة الإن�سانية‪ ،‬ور�أى‬ ‫العامل بنظ ��رة واحدة‪ ،‬حتت مقيا�س واحد‪ ،‬ال‬ ‫تختلف في ��ه الأجنا�س‪ ،‬وال تفرتق فيه الألوان‪،‬‬ ‫قل ��ب واحد‪ ،‬ل ��ون واح ��د‪ ،‬هدف واح ��د‪ ،‬وهو‬ ‫اح�ت�رام الكرام ��ة الإن�سانية‪ ،‬وتقدي ��ر الذات‬ ‫الب�شرية‪.‬‬ ‫ت�ستطي ��ع فه ��م ه ��ذه احل ��روف فق ��ط‪،‬‬ ‫عندما متار� ��س فهمها من خ�ل�ال امل�ؤ�س�سات‬ ‫اخلريية الراعية للمحتاج‪ ،‬التي ت�سهر لت�أمني‬ ‫احتياجاتهم‪ ،‬وتي�سري ع�سرهم‪.‬‬ ‫هل تعلم – عزي ��زي القارئ – �أن امر�أة‬ ‫برازيلية دخل ��ت الإ�سالم ب�سبب ر�ؤيتها جمال‬ ‫اخل ��ط العربي املنقو� ��ش على حائ ��ط املركز‬ ‫الإ�سالم ��ي ب�آي ��ات م ��ن الذك ��ر احلكيم؟ هل‬ ‫تعلم مدى قوة اجلاذبية و�سمو الن�ص‪ ،‬و�سحر‬ ‫البيان يف تل ��ك الآية؟ حت ��ى و�إن مل تعلم هذه‬ ‫امل ��ر�أة حمتوى ال ��كالم‪ ،‬فقد وج ��دت يف هذا‬ ‫اخل ��ط‪ ،‬ق ��وة �أوقفته ��ا حلظ ��ات‪ ،‬كان ��ت هذه‬ ‫اللحظ ��ات كفيلة ب� ��أن ُتغ�ِّيرِرِّ دين ه ��ذه املر�أة‬ ‫ومعتقدها وتدخل يف دين اهلل‪.‬‬ ‫وال�شاه ��د م ��ن ه ��ذا‪� ،‬أن الإن�ساني ��ة بكل‬ ‫�صورها تتحدث لغة واحدة يفهمها اجلميع وال‬ ‫حاجة لرتجمان‪� ،‬أو مذكرات تف�سريية‪ .‬حاول‬ ‫�أن جترب الإن�سانية بكل لغاتها‪ ،‬و�ستعلم حينها‬ ‫�أننا �أ�سياد هذا الكون‪ ،‬و�أرباب هذا الفن‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪17‬‬


‫تحقيق‬

‫عمليات الﺒناء االجتماعي واالقتصادي‬

‫أكاديميون‪ :‬العمل الخيري رافد مهم وشريك‬ ‫استراتيجي في نهضة المجتمعات وتنميتها‬ ‫ال شﻚ في أن هناك عالقة وثيقة بين العمل الخيري والتنمية‪ ،‬إذ يعتبر العمل الخيري من أهم األنشطة‬ ‫االقتصادية الرافدة لعجلة التنمية والتطور في أي بلد إلى جانب القطاعين الحكومي والخاص؛ إذ يشكل‬ ‫ويعكس مدى وعي المواطن لدوره في نهضة بالده ورفعتها‪.‬‬ ‫رافدا أساس ًّيا للتنمية الشاملة‪،‬‬ ‫العمل الخيري‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫فمن خالل المؤسسات التطوعية الخيرية يتاح لكافة األفراد‪ ،‬الفرصة للمساهمة في عمليات البناء االجتماعي‬ ‫واالقتصادي الالزمة‪ ،‬كما يساعد العمل الخيري على تنمية اإلحساس بالمسؤولية لدى المشاركين ويشعرهم‬ ‫بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في المجال الذي يتميزون فيه‪.‬‬

‫أحﻼم محمد‬ ‫الرياض‬

‫‪18‬‬


‫م ��ن هذا املنطل ��ق‪� ،‬أولت اململك ��ة �أهمية‬ ‫بالغة للعمل اخلريي والتطوعي‪ ،‬و�سعت �سع ًيا‬ ‫حثي ًث ��ا لتحويل امل�ؤ�س�س ��ات الأهلية من رعوية‬ ‫�إلى تنموي ��ة‪ ،‬مبا يحقق التكاف ��ل االجتماعي‬ ‫املبني عل ��ى تعظيم قدرات الفرد يف ا�ستثمار‬ ‫الفر� ��ص املمنوح ��ة ل ��ه م ��ن ت�أهي ��ل ودع ��م‪،‬‬ ‫واختزاله ��ا لتك ��ون داف ًعا لل�سري �إل ��ى الأمام‪،‬‬ ‫وذل ��ك انطال ًق ��ا م ��ن اهتمام الدول ��ة بتنمية‬ ‫الوط ��ن واملواطن‪ ،‬ب�شكل ي�ؤك ��د �أهمية الرفع‬ ‫من ثقافة الإنتاجي ��ة يف املجتمع‪ ،‬التي ينبغي‬ ‫�أن ي�ساهم املواطن يف حتقيقها وفق خطوات‬ ‫عملي ��ة ت�ضمن تنفي ��ذ م�ساراته ��ا ومعززاتها‬ ‫ب�ش ��كل �سليم لتحقيق ه ��ذه الغاية احل�ضارية‬ ‫الت ��ي تدفع بالف ��رد �إلى الق ��درة الفاعلة على‬ ‫امل�ساهم ��ة وال�شراك ��ة يف حتقي ��ق التنمي ��ة‬ ‫االقت�صادي ��ة يف �إط ��ار حتقي ��ق م�ستهدف ��ات‬ ‫برنامج التح ��ول الوطني ‪ 2020‬ور�ؤية اململكة‬ ‫‪.2030‬‬ ‫هدف رئي�س‬ ‫بداية‪ ،‬قال ع�ضو جمل�س ال�شورى‪ ،‬املدير‬ ‫الع ��ام جلمعي ��ة بن ��اء للأيت ��ام‪ ،‬عب ��داهلل بن‬ ‫را�ش ��د اخلال ��دي‪� ،‬إن املتابع لل�ش� ��أن اخلريي‬ ‫يالح ��ظ مدى التو�س ��ع يف �إن�ش ��اء اجلمعيات‬ ‫اخلريي ��ة مبملكتن ��ا الغالية‪ ،‬وه ��ذا دليل على‬ ‫�أهميتها وعلى اهتمام حكومتنا بكل ما يحقق‬ ‫احلياة الكرمية للمواطنني‪ ،‬مبي ًنا �أن القطاع‬ ‫اخلريي ل ��ه �أهمية كبرية؛ ولذلك فقد ركزت‬ ‫«ر�ؤي ��ة ‪ »٢٠٣٠‬على هذا القطاع ورفع �إ�سهامه‬ ‫يف الن ��اجت املحل ��ي‪ ،‬لأن ��ه يعترب راف ��دً ا مه ًما‬ ‫و�شري� � ًكا ا�سرتاتيج ًيا يف التنمية التي تعي�شها‬ ‫اململكة اليوم‪.‬‬ ‫وب�َّي�نَّ �أن اجلهات اخلريي ��ة �أعادت بناء‬ ‫خططه ��ا اال�سرتاتيجي ��ة للنهو� ��ض م ��ع هذه‬ ‫الدول ��ة الفتية �إل ��ى م�صاف ال ��دول النامية‪،‬‬ ‫رئي�سا للتخطيط؛‬ ‫وذلك بو�ضع التنمية هد ًفا ً‬ ‫لالنتقال بامل�ستفيدين م ��ن م�صاف الرعوية‬ ‫�إل ��ى التنمية يف جميع جماالتها‪ .‬ولي�س هناك‬ ‫�شك يف �أن التمويل‪ ،‬هو الهاج�س الأكرب لهذه‬ ‫اجلهات‪ ،‬لت�ؤدي دورها بال�شكل ال�صحيح‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف اخلال ��دي‪� ،‬أن القطاع اخلريي‬ ‫يقدم خدماته الإغاثية وبراجمه االجتماعية‬ ‫والتنموية لكل الفئات امل�ستفيدة من خدماتها‬ ‫يف مناط ��ق وحمافظات وم ��دن وقرى اململكة‬ ‫كافة‪ .‬ومن جانب �آخر‪ ،‬فهو ي�سهم يف توظيف‬

‫الخالدي‪ :‬على‬ ‫الجمعيات الخيرية أن‬ ‫تبتكر مبادرات نوعية‬ ‫تسهم في تحقيق‬ ‫أهداف العمل الخيري‬ ‫وتحويل مستفيديها‬ ‫لمساهمين في‬ ‫النهضة التنموية‬ ‫للوطن وتحقيق‬ ‫الرفاه للمواطن‬

‫امل ��وارد الب�شري ��ة وت�أهيله ��ا للعم ��ل يف ه ��ذا‬ ‫القط ��اع احليوي وامله ��م‪ ،‬الذي ينم ��و ب�شكل‬ ‫مت�سارع‪ ،‬ويحتاج �إلى ا�ستقطاب وت�أهيل مزيد‬ ‫من القيادات والك ��وادر الوطنية امل�ؤهلة التي‬ ‫�ست�سه ��م يف تطوي ��ر القطاع اخل�ي�ري وزيادة‬ ‫كفاءت ��ه وفاعليته وحتقيق ر�ض ��ا امل�ستفيدين‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫مبادرات نوعية‬ ‫و�أ�شار اخلالدي‪� ،‬إلى �أن الكوادر الب�شرية‬ ‫املتخ�ص�ص ��ة وامل�ؤهلة‪ ،‬تع ُّد م ��ن �أبرز العوائق‬ ‫التي يواجهه ��ا القطاع ويحت ��اج �إليها لي�سهم‬ ‫ب�شكل فاعل يف حتقي ��ق ر�ؤية ‪ ،٢٠٣٠‬وي�ستمر‬ ‫يف النم ��و والعطاء يف م�سرية بن ��اء الإن�سان‪.‬‬ ‫ويف ظ ��ل التحول الوطن ��ي والر�ؤية الطموحة‪،‬‬ ‫ف� ��إن القط ��اع الثال ��ث يف حاجة �إل ��ى م�شروع‬ ‫وطني لبناء قدرات العاملني فيه‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫البناء امل�ؤ�س�سي املنظم لهذا القطاع‪ ،‬لتحقيق‬ ‫مزي ��د من احلوكم ��ة وال�شفافي ��ة والإف�صاح؛‬ ‫لأنه نب�ض املجتم ��ع‪ ،‬ويخدم املجتمع‪ ،‬وي�سهم‬ ‫فيه وي�سانده القطاعان‪ :‬احلكومي واخلا�ص‪،‬‬ ‫والأفراد‪ ،‬واملتطوعون‪.‬‬

‫الفوزان‪ :‬توسيع‬ ‫نطاق العمل الخيري‬ ‫يسهم في إيجاد‬ ‫المواطنين الفاعلين‬ ‫والمنظمين ويزيد‬ ‫من قدرة األفراد على‬ ‫توليد رأس المال‬ ‫االجتماعي‬

‫وعبرَّ اخلالدي عن تطلع ��ه �إلى �أن تعمل‬ ‫اجلمعي ��ات اخلريي ��ة عل ��ى ابت ��كار مبادرات‬ ‫نوعي ��ة‪ ،‬ت�سه ��م يف حتقي ��ق �أه ��داف العم ��ل‬ ‫اخل�ي�ري وحتويل م�ستفيديه ��ا �إلى م�ساهمني‬ ‫يف النه�ض ��ة التنموية للوط ��ن وحتقيق الرفاه‬ ‫للمواطن‪.‬‬ ‫حتديد الأولويات‬ ‫وي ��رى الدكت ��ور عبدالعزي ��ز ب ��ن فوزان‬ ‫الف ��وزان‪ ،‬الأ�ستاذ بجامع ��ة الإمام حممد بن‬ ‫�سع ��ود الإ�سالمي ��ة‪� ،‬أن العم ��ل اخلريي ي�ؤدي‬ ‫دو ًرا مه ًم ��ا و�إيجاب ًي ��ا يف تطوي ��ر املجتمع ��ات‬ ‫وتنميتها‪ ،‬فم ��ن خالل امل�ؤ�س�س ��ات التطوعية‬ ‫اخلريي ��ة يت ��اح لكاف ��ة الأف ��راد الفر�ص ��ة‬ ‫للم�ساهم ��ة يف عملي ��ات البن ��اء االجتماع ��ي‬ ‫واالقت�صادي الالزمة‪ ،‬م�ضي ًفا �أنه يف حماولة‬ ‫لفه ��م �أهمية العمل اخل�ي�ري ودوره يف تنمية‬ ‫املجتم ��ع‪ ،‬يقودن ��ا يف ذل ��ك فه ��م بع�ض مما‬ ‫تدعو �إليه النظري ��ات االقت�صادية احلديثة‪،‬‬ ‫وميكنن ��ا فه ��م دور و�أهمية العم ��ل اخلريي‪،‬‬ ‫حي ��ث تفرت� ��ض النظري ��ات االقت�صادي ��ة �أن‬ ‫اله ��دف يج ��ب �أن يك ��ون زي ��ادة الإنت ��اج من‬ ‫خالل اال�ستخدام الأمثل للموارد املتاحة التي‬ ‫ت�شم ��ل الأر�ض والق ��وى العامل ��ة ور�أ�س املال‬ ‫والتنظي ��م واال�ستثمار‪ ،‬وه ��ي الأ�سا�س لإنتاج‬ ‫�أية �سلع ��ة �أو خدمة يف �أي نظ ��ام اقت�صادي‪.‬‬ ‫وميكن حتقيق هذا الهدف من خالل حتديد‬ ‫الأولوي ��ات و�إعداد قائم ��ة بال�سلع واخلدمات‬ ‫الأك�ث�ر �أهمية‪ ،‬التي ال ميكن اال�ستغناء عنها‪،‬‬ ‫وهذا يتطلب تخفي�ض تكاليف الإنتاج‪.‬‬ ‫و�ش� �دَّد الف ��وزان على �ض ��رورة التوا�صل‬ ‫والتكاف ��ل ب�ي�ن �أرج ��اء املجتم ��ع‪ ،‬داع ًي ��ا �إلى‬ ‫تو�سي ��ع نط ��اق العم ��ل التطوع ��ي والتكاف ��ل‬ ‫االجتماع ��ي مبا ي�سه ��م يف �إيج ��اد املواطنني‬ ‫الفاعلني واملنظمني‪ ،‬ويزيد من قدرة الأفراد‬ ‫على توليد ر�أ�س املال االجتماعي‪.‬‬ ‫غاية ح�ضارية‬ ‫�إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ق ��ال د‪ .‬را�ش ��د احلم ��ايل‪،‬‬ ‫وكي ��ل جامعة حائ ��ل لل�ش� ��ؤون الأكادميية‪� ،‬إن‬ ‫فكرة التكافل االجتماعي بني �أفراد املجتمع‪،‬‬ ‫لي�س ��ت فكرة حديثة كما يظ ��ن البع�ض‪ ،‬الفتًا‬ ‫�إل ��ى �أن الإ�س�ل�ام اهتم منذ ق ��رون باجلانب‬ ‫اهتماما كب ًريا‪ ،‬ويت�ضح ذلك من‬ ‫االجتماع ��ي‬ ‫ً‬ ‫خ�ل�ال تتبعنا للن�صو�ص الكث�ي�رة من الكتاب‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪19‬‬


‫تحقيق‬

‫العزي ��ز وال�سنة املطهرة‪ ،‬م�ضي ًف ��ا �أن التوجه‬ ‫اجل ��اد لتحويل امل�ؤ�س�س ��ات الأهلية من رعوية‬ ‫�إلى تنموية هو هدف اقت�صادي‪ ،‬جاء انطال ًقا‬ ‫م ��ن اهتمام الدولة بتنمي ��ة الوطن واملواطن‪،‬‬ ‫لي�ؤك ��د �أهمي ��ة الرفع من ثقاف ��ة الإنتاجية يف‬ ‫املجتم ��ع‪ ،‬التي ينبغي �أن ي�ساه ��م املواطن يف‬ ‫حتقيقها وف ��ق خطوات عملي ��ة ت�ضمن تنفيذ‬ ‫م�ساراته ��ا ومعززاتها ب�ش ��كل �سليم؛ للو�صول‬ ‫�إلى هذه الغاي ��ة احل�ضارية التي تدفع بالفرد‬ ‫�إلى الق ��درة الفاعل ��ة على حتقي ��ق امل�ساهمة‬ ‫وال�شراكة يف حتقيق التنمية االقت�صادية التي‬ ‫يفر�ضه ��ا من ��ط البناء االقت�ص ��ادي احلديث‬ ‫القائم عل ��ى فل�سفة معطيات هذا التحول من‬ ‫الرعوية �إلى التنموية‪.‬‬ ‫عمل منتج‬ ‫و�أك ��د احلم ��ايل‪� ،‬أن ثقاف ��ة تعزي ��ز‬ ‫الإنتاجي ��ة‪ ،‬متثل الوعاء احلا�ضر الذي ي�شكل‬ ‫�سلوكياتن ��ا ب ��د ًءا م ��ن �أنف�سنا ذات ًي ��ا‪ ،‬اً‬ ‫و�صول‬ ‫للآخ ��ر مو�ضوع ًي ��ا‪ ،‬وبذلك تع ُّد تل ��ك الثقافة‬ ‫م�ص ��د ًرا للقيم واملعايري والأحكام التي حتدد‬ ‫توجيهات الأفراد نح ��و الأعمال املتاحة �سواء‬ ‫�أكانت �إنتاجي ��ة �أم ا�ستهالكي ��ة؛ لأن ال�سلوك‬ ‫الإنتاج ��ي يف نهاية املطاف عبارة عن ترجمة‬ ‫عملية للت�ص ��ورات الذهني ��ة املنبثقة عن نوع‬ ‫الثقاف ��ة التي ين�ش� ��أ بها الأف ��راد والتي حتدد‬ ‫ملمحا‬ ‫�إدراك ه ��ذا الف ��رد ووعي ��ه الكام ��ن‪ً ،‬‬ ‫�إل ��ى �أن مفه ��وم التنمية يتمرك ��ز حول توفري‬ ‫عمل منتج ونوعية من احلياة الأف�ضل جلميع‬ ‫ال�شع ��وب‪ ،‬وه ��و ما يحت ��اج �إلى من ��و كبري يف‬ ‫الإنتاجية والدخل وتطوير للمقدرة الب�شرية‪،‬‬ ‫وقال‪« :‬وف ًقا له ��ذه الر�ؤية‪ ،‬ف�إن هدف التنمية‬ ‫لي�س جم ��رد زيادة الإنتاج‪ ،‬ب ��ل متكني النا�س‬ ‫م ��ن تو�سيع نط ��اق خياراته ��م‪ ،‬وهكذا ت�صبح‬ ‫عملي ��ة التنمية ه ��ي عملية تطوي ��ر القدرات‪،‬‬ ‫ولي�س ��ت عملي ��ة تعظي ��م املنفع ��ة �أو الرفاهية‬ ‫االقت�صادي ��ة فق ��ط‪ ،‬ب ��ل االرتف ��اع بامل�ستوى‬ ‫الثق ��ايف واالجتماعي واالقت�ص ��ادي للمجتمع‬ ‫وللفرد»‪.‬‬ ‫دور فاعل‬ ‫وب�َّي�نَّ احلمايل‪� ،‬أن م ��ن �أعظم املهددات‬ ‫التي تواجه املجتمعات الت ��ي تتطلع �إلى النمو‬ ‫والتق ��دم‪ ،‬ه ��ي تل ��ك احلال ��ة الت ��ي ال تنتظم‬ ‫فيها اجله ��ود املبذولة على نحو يعزز املبادرة‬ ‫‪20‬‬

‫و�أ�شار احلمايل‪� ،‬إلى �أن من �أهم الركائز‬ ‫التي تدعم املنظمات الأهلية فك ًرا وممار�سة‪،‬‬ ‫الحمالي‪ :‬التحول‬ ‫وتعظم القيم امل�ضافة الفعالة لهذه املنظمات‬ ‫من الرعوية للتنموية‬ ‫غري احلكومي ��ة‪ ،‬هي وجود ثقافة نوعية تعزز‬ ‫غاية حضارية تدفع‬ ‫العمل التطوعي على م�ستوى القيم واالختيار‬ ‫بالفرد للقدرة الفاعلة‬ ‫والأفع ��ال والت�صرف ��ات‪ ،‬وتنظي ��م العالقات‬ ‫على المساهمة‬ ‫بني القوى والفئ ��ات االجتماعية املختلفة مبا‬ ‫في تحقيق التنمية‬ ‫توف ��ره من �ضوابط وتتيح ��ه من فر�ص ودعم‬ ‫االقتصادية التي‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ات االجتماعية بالدول ��ة‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫يفرضها نمط البناء‬ ‫دعم ثقافة ريادة الأعمال والقدرات الإدارية‬ ‫االقتصادي الحديث‬ ‫التجارية‪ ،‬واملواهب الفني ��ة لل�شباب‪ ،‬وتذليل‬ ‫العقب ��ات الت ��ي ق ��د متن ��ع ال�شباب م ��ن بدء‬ ‫�أعمالهم اخلا�صة وتنميته ��ا‪ ،‬وكذلك ت�سهيل‬ ‫العام ��ة يف قوال ��ب العم ��ل الع ��ام اجلاه ��زة الو�صول �إلى الأ�سواق‪ ،‬والتمويل‪ ،‬والدعم غري‬ ‫للن�ش ��اط والق ��ادرة عل ��ى املمار�س ��ة والت ��ي املايل لل�شركات النا�شئة‪.‬‬ ‫متل ��ك اخل�ب�رات الالزم ��ة والبني ��ة الثقافية‬ ‫الت ��ي تعزز قيم االنتم ��اء والت�سامح والعدالة‪،‬‬ ‫�شريك �أ�سا�سي‬ ‫م�ؤك ��دً ا �أن م�ؤ�س�س ��ات املجتمع امل ��دين قادرة‬ ‫و�أو�ض ��ح د‪ .‬حم ��د باحل ��ارث‪� ،‬أ�ست ��اذ‬ ‫عل ��ى القيام به ��ذه املهمة‪ ،‬م�ش�ي ً�را �إلى �أن ما‬ ‫يع ��رف باملجتمع امل ��دين يع ُّد ال ��ذراع الأمين م�ساع ��د يف الإدارة ونظ ��م املعلوم ��ات‪ ،‬عميد‬ ‫واجلن ��اح املكمل جله ��ود احلكومات‪ ،‬لي�س يف معه ��د البحوث والدرا�س ��ات اال�ست�شارية‪� ،‬أن‬ ‫عملي ��ة التنمية فقط‪ ،‬ولك ��ن � ً‬ ‫أي�ضا يف ال�سعي امل�ؤ�س�سات الأهلية تع ُّد مكملة للدور الذي تقوم‬ ‫�إلى تعبئة م ��وارد وطاقات اقت�صادية وب�شرية به بع�ض اجلهات احلكومية يف تلبية ومعاجلة‬ ‫معطل ��ة م ��ن خ�ل�ال �إ�ش ��راك خمتل ��ف فئات بع� ��ض الق�ضاي ��ا االقت�صادي ��ة واالجتماعي ��ة‬ ‫املجتم ��ع يف ه ��ذه العملي ��ة‪ ،‬وعدم ت ��رك �أحد والثقافية‪ ،‬الفتًا �إلى �أن وزارة العمل وال�ش�ؤون‬ ‫خارجها عر�ضة للع ��وز واحلرمان‪ ،‬وذلك مبا االجتماعية تعمل على ت�أهيل القطاع اخلريي‬ ‫ي�سه ��م به من دور فاع ��ل باملجتمع يف خمتلف ليك ��ون �شري ًكا �أ�سا�س ًي ��ا يف التنمية من خالل‬ ‫ميادين حتقيق العدالة االجتماعية ومكافحة تطوير املمار�س ��ات املهنية واالرتقاء مب�ستوى‬ ‫شريا �إلى‬ ‫الفقر‪ ،‬والعمل اخل�ي�ري والبيئي واالجتماعي اخلدمات املقدم ��ة للم�ستفيدين‪ ،‬م� ً‬ ‫والثق ��ايف والتعليمي وحمو الأمي ��ة مبفهومها �أن ��ه قد تغ�َّيرَرَّ يف العقد الأخ�ي�ر مفهوم العمل‬ ‫االجتماع ��ي ال ��ذي يعن ��ى بتق ��دمي اخلدمات‬ ‫العام‪.‬‬ ‫والرعاية لفئات املجتم ��ع‪� ،‬إلى تطوير وتنمية‬ ‫املجتم ��ع‪ ،‬و�أنه يكمن التحول من الرعوية �إلى‬ ‫التنموية يف جد ّية العمل االجتماعي وترجمة‬ ‫طاق ��ات ال�شب ��اب �إل ��ى خمرج ��ات ت�صب يف‬ ‫بالحارث‪ :‬العمل‬ ‫�صالح �سوق العمل‪.‬‬ ‫االجتماعي يشكل‬ ‫و�أ�ض ��اف باحل ��ارث‪� ،‬أن ثقاف ��ة العم ��ل‬ ‫فرصة للشباب لصقل‬ ‫التطوع ��ي والإح�سا� ��س بامل�س�ؤولي ��ة جت ��اه‬ ‫المهارات والمشاركة‬ ‫خ�صو�ص ��ا م ��ن فئة ال�شب ��اب‪ ،‬تع ُّد‬ ‫املجتم ��ع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫باآلراء ومعرفة‬ ‫ركيزة لتحقيق التق� �دّم االجتماعي والتنمية‪،‬‬ ‫أولويات المجتمع‬ ‫كم ��ا تعت�ب�ر معي ��ا ًرا لقيا� ��س م ��دى تط ��ور‬ ‫وتحسين اإلنتاجية‬ ‫املجتمع ��ات‪ ،‬م�ؤك ��دً ا �أن العم ��ل االجتماع ��ي‬ ‫ي�ش ��كل فر�ص ��ة لل�شب ��اب ل�صق ��ل امله ��ارات‬ ‫واملعرفة وامل�شارك ��ة بالآراء‪ ،‬ومعرفة �أولويات‬ ‫املجتمع وحت�سني الإنتاجية‪.‬‬


‫العمود الفقري‬ ‫م ��ن جه ��ة اأخ ��رى‪ ،‬اأك ��د الإعلم ��ي‬ ‫�الأكادمي ��ي الدكت ��ور في�س ��ل الع ��زام‪ ،‬اأن‬ ‫العمل اخلري �سلوك ح�ساري متط ّور بتط ُّور‬ ‫الع�سر‪ ،‬م�سي ًفا اأن هن ��اك علقة بني العمل‬ ‫اخل ��ري �التنمية �مدى جناحه ��ا باملجتمع‪،‬‬ ‫اإذ ت�سر ال�سواهد الواقعية �التاريخية اإلى اأن‬ ‫التنمي ��ة تنبع من الإن�سان‪� ،‬اأن ��ه هو الركيزة‬ ‫الأ�سا�سي ��ة للتنمي ��ة؛ لذل ��ك ف� �اإنّ اله ��دف‬ ‫الأ�سا�س ��ي للتنمي ��ة ه ��و الرتق ��اء بالإن�س ��ان‬ ‫يف جمي ��ع ميادي ��ن احلي ��اة القت�سادي ��ة‬ ‫�الجتماعي ��ة �ال�سحي ��ة �الثقافي ��ة‪� .‬م ��ن‬ ‫البديهي ��ات اأن التنمي ��ة تق ��وم عل ��ى اجله ��د‬ ‫الب�س ��ري ال ��ذي ي�ستل ��زم‪ ،‬بالإ�ساف ��ة اإل ��ى‬ ‫اخلطط املح ��ددة �الوا�سحة‪� ،‬جود الإن�سان‬ ‫الواع ��ي القادر عل ��ى امل�ساركة‪� .‬له ��ذا‪ ،‬فاإنّ‬ ‫العمل اخلري ي� �وؤدي د� ًرا مه ًما �اإيجاب ًيا يف‬ ‫تطوير املجتمعات �تنميتها‪.‬‬ ‫�اأ��س ��ح الع ��زام‪ ،‬اأن العم ��ل اخل ��ري‬ ‫ي� �وؤدي د� ًرا اإيجاب ًيا يف اإتاح ��ة الفر�سة لكافة‬ ‫اأفراد املجتم ��ع‪ ،‬للم�ساهمة يف عمليات البناء‬ ‫الجتماع ��ي �القت�سادي‪ ،‬داع ًي ��ا املوؤ�س�سات‬ ‫اخلري ��ة �القائم ��ني عليها ب�سفته ��ا العمود‬ ‫الفق ��ري‪ ،‬اأن يتج ��ا�ز د�ره ��ا م ��ن املفه ��وم‬ ‫التقلي ��دي للعم ��ل اخل ��ري من اأعم ��ال الرب‬

‫العزام‪ :‬ال ب َّد من تﻐيير‬ ‫نظرة المجتمع للعمل‬ ‫الخيري من اقتصاره على‬ ‫الدور الخدمي والخيري‬ ‫الضيق إلى نظرة جديدة‬ ‫تقوم على اعتباره شري ًكا‬ ‫أساسيا في تنمية‬ ‫ً‬ ‫المجتمع‬

‫�الإح�سان �امل�ساعدات املوؤقت ��ة‪ ،‬اإلى التنمية‬ ‫‪Ã‬عناه ��ا ال�سام ��ل والكامل‪ ،‬الأهمي ��ة ارتباط‬ ‫مفه ��وم العم ��ل اخل ��ري بالتنمي ��ة ال�ساملة‪،‬‬ ‫�ذل ��ك من خ ��لل الربام ��ج �الأعم ��ال التي‬ ‫ت�سته ��دف الإن�سان �ترتقي بالف ��رد �الأ�سرة‬ ‫�املجتمع‪.‬‬ ‫�اأ�س ��ار العزام‪ ،‬اإل ��ى اأن الد�ل املتقدمة‪،‬‬ ‫تعطي اأهمية خا�سة للعمل اخلري �ارتباطه‬ ‫الوثي ��ق بالعم ��ل التطوع ��ي‪� ،‬اإ�سه ��ام العم ��ل‬ ‫اخل ��ري يف القت�ساد �الن ��اجت القومي‪ ،‬لأن‬ ‫عمل املوؤ�س�س ��ات اخلرية من خلل الربامج‬ ‫�الأن�سط ��ة يف جمال خدمة املجتم ��ع‪ ،‬ي�سهم‬ ‫�ب�سكل مبا�سر يف تخفي�س التكاليف �الأعباء‬ ‫عن الد�لة �اأجهزتها املختلفة‪.‬‬

‫نظرة جديدة‬ ‫��س� �دَّد العزام عل ��ى �سر�رة تغي ��ر نظرتنا‬ ‫للعمل اخل ��ري‪ ،‬اإلى نظرة جدي ��دة تقوم على اأن‬ ‫العم ��ل اخلري ل ��ه د�ر اأ�سا�س ��ي يف عملية تنمية‬ ‫املجتمع بتغير الثقافة العامة لدى النا�س �تفاعلها‬ ‫مع العم ��ل اخلري‪� ،‬ذلك ع ��رب تعليم املحتاجني‬ ‫�تطوي ��ر قدراته ��م �تاأهيلهم للعم ��ل �الك�سب‪ ،‬ل‬ ‫جم ��رد القت�سار عل ��ى ال�سوؤال �تلق ��ي الإعانات‪،‬‬ ‫مبي ًن ��ا اأن منظم ��ات العم ��ل اخل ��ري �موؤ�س�ساته‬ ‫مطالبة ب� �اأن تن�سر ثقافة العمل اخلري مبفهومه‬ ‫الوا�سع �الإمكانات املتاح ��ة كافة‪� ،‬تعزيز برامج‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪ ،‬اإلى جانب الإغاثة بحيث تويل‬ ‫ق�سايا التاأهيل �التدريب �التطوير �بناء الإن�سان‬ ‫اهتمامًا كب ًرا‪� ،‬هي اأن يتحول املحتاج اإلى اإن�سان‬ ‫منتج ب � ً‬ ‫�دل من اأن يك ��ون م�ستهل� � ًكا؛ لأننا بحاجة‬ ‫اإل ��ى حمارب ��ة الفقر بالعل ��م‪� ،‬الك�س ��ل بالتدريب‬ ‫�التاأهيل‪� ،‬العجز بالتطوي ��ر‪� ،‬بحاجة اإلى اإن�ساء‬ ‫مراك ��ز تدريب �تاأهيل �تطوير‪� ،‬اإلى دعم مراكز‬ ‫اأبح ��اث �ن�ساط ��ات علمي ��ة هنا �هن ��اك‪ ،‬م�سددًا‬ ‫على اأن هذا كله يتطل ��ب تغير نظرة املجتمع اإلى‬ ‫العمل اخلري م ��ن اقت�ساره على الد�ر اخلدمي‬ ‫�اخل ��ري ال�سي ��ق‪ ،‬اإلى نظرة جدي ��دة تقوم على‬ ‫اعتب ��ار العمل اخلري �سري� � ًكا اأ�سا�س ًيا يف حتقيق‬ ‫التنمية امل�ستدامة للمجتمع‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪21‬‬


‫مبادرات‬

‫العمل الخيري والتنمية‬

‫رؤية وحوكمة تزيد التطوع‬ ‫وتقلل التكاليف‬

‫‪22‬‬


‫يسعى القطاع الخيري إلى تشكيل‬

‫التنمية ال�شاملة‬ ‫يرتب ��ط مفهوم العم ��ل اخلريي‬ ‫والتطوع ��ي بالتنمي ��ة ال�شامل ��ة‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال الكث�ي�ر م ��ن تل ��ك الأعم ��ال‬ ‫والربام ��ج الت ��ي ت�سته ��دف الإن�سان‬ ‫وترق ��ى ب ��ه ابت ��داء بالف ��رد‪ ،‬ث ��م‬ ‫الأ�س ��رة‪ ،‬وم ��ن ث ��م متت ��د �إل ��ى‬ ‫املجتم ��ع تل ��ك احللق ��ات الث�ل�اث‬ ‫املرتابط ��ة مبجموعه ��ا ومفرداته ��ا‪.‬‬ ‫فحقيق ��ة العم ��ل اخل�ي�ري وخططه‪،‬‬ ‫يج ��ب �أن ترتب ��ط مب ��ا ميك ��ن �أن‬ ‫حتدث ��ه م ��ن ت�أث�ي�رات وتغ�ي�رات‬ ‫يف‪ ‬املجتمع‪ ،‬بالتنمي ��ة ال�شامل ��ة دون‬ ‫االقت�ص ��ار فق ��ط عل ��ى جه ��ود تبذل‬ ‫لإنقاذ م�ص ��اب‪� ،‬أو عالج مري�ض‪� ،‬أو‬ ‫�أم ��وال تنفق ل�سد رمق حمتاج‪ ،‬بل �إن‬ ‫خط ��ة العمل اخلريي يج ��ب �أن تكون‬ ‫يف اجتاه التنمية وبناء‪ ‬املجتمع‪ ‬فر ًدا‬ ‫و�أ�سرة‪.‬‬

‫والمؤسسات الخيرية والناتج المحلي‬

‫التنمية اخلريية �إنتاج‬ ‫ويقول رئي�س اجلمعيات اخلريية‬ ‫بوزارة العمل والتنمية االجتماعية –‬ ‫�سابقًا‪ -‬الدكتور حممد الع�سريي‪�،‬إن‬ ‫القط ��اع غ�ي�ر الربح ��ي ي� ��ؤدي دو ًرا‬ ‫حيو ًي ��ا يف ع ��دة جم ��االت يف اململكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ومنها جماالت‬ ‫التنمية‪� ،‬إذ يقوم العمل اخلريي بدور‬ ‫فاعل يف جماالت التنمية املختلفة يف‬ ‫منطق ��ة خدمات اجلمعي ��ات‪� ،‬إذ يت ُّم‬ ‫تدريب وت�أهي ��ل الأ�سر امل�ستفيدة من‬ ‫اجلمعي ��ات القادرة عل ��ى العمل‪ ،‬ما‬ ‫يجعلهم �أفرا ًدا قادرين على االعتماد‬ ‫على �أنف�سهم دون احلاجة الأ�سا�سية‬ ‫للم�ساعدات النقدية‪�،‬أو العينية التي‬ ‫تقدمها اجلمعيات اخلريية‪.‬‬

‫إسهاما‬ ‫مجال خدمة المجتمع‪ ،‬تسهم‬ ‫ً‬

‫ر�ؤية وحوكمة لعمل خريي‬ ‫تنموي‬ ‫وي�ضي ��ف الع�س�ي�ري‪« :‬لنج ��اح‬ ‫�أي عم ��ل‪ ،‬ومن ��ه العم ��ل اخل�ي�ري‪،‬‬ ‫الب � َّ�د �أن يعتم ��د على خط ��ط تنموية‬ ‫وا�سرتاتيجية حمددة ب�أهداف معينة‬

‫عالمة فارقة في إجمالي الناتج المحلي‪،‬‬ ‫ففي حين تبلغ مشاركة القطاع الثالث‬ ‫أقل من ‪ %1‬من إجمالي النتاج المحلي‪،‬‬ ‫فإن الخطط المرسومة لرؤية ‪ 2030‬تنمي‬ ‫هذه المشاركة وتضاعفها حتى ‪،%5‬‬ ‫استنادا إلى عدد من الخطط االستراتيجية‬ ‫ً‬ ‫التي من أهمها رفع عدد المتطوعين‬ ‫حاليا إلى مليون‬ ‫من ‪ 11‬ألف متطوع‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪ .‬وبالتالي تحقيق ركيزة‬ ‫متطوع‬ ‫ً‬ ‫هامة تتمثل في خفض تكاليف القطاع‬ ‫الخيري وتنميته‪.‬‬ ‫وقد أثبتت دراسة حديثة بعنوان “العمل‬ ‫الخيري ودوره في التنمية االقتصادية‬ ‫من منظور إسالمي”‪،‬وجود عالقة طردية‬ ‫بين اإلنفاق الخيري التنموي للجمعيات‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬إضافة إلى أن العالقة عكسية‬ ‫بين اإلنفاق الخيري التنموي ومعدالت‬ ‫البطالة‪ .‬ولهذا أوصت الدراسة بضرورة‬ ‫تفعيل العمل الخيري وتنشيطه في‬ ‫المجتمع ليتمكن من القيام بدوره‬ ‫التنموي‪ ،‬وتفعيل أسس التنسيق‬ ‫والشراكة وتكامل األدوار بين المؤسسات‬ ‫الخيرية والقطاعين العام والخاص‪.‬‬ ‫وتولي الدول المتقدمة‪ ،‬أهمية خاصة‬ ‫للعمل الخيري‪،‬إلسهامه في االقتصاد‬ ‫والناتج القومي؛ ألن عمل المؤسسات‬ ‫الخيرية من خالل البرامج واألنشطة في‬ ‫مباشرا في تخفيض التكاليف واألعباء عن‬ ‫ً‬ ‫الدولة وأجهزتها المختلفة‪ .‬‬ ‫نواف العلي‬ ‫خاص‬

‫مطلوب حتقيقها خالل فرتات زمنية‬ ‫حم ��ددة‪ .‬و�أن �أهمي ��ة القط ��اع غ�ي�ر‬ ‫الربحي تت�ضح من خالل ما ت�ضمنته‬ ‫ر�ؤية اململكة ‪ 2030‬من �أهداف تتعلق‬ ‫مب�شارك ��ة ه ��ذا القط ��اع يف الن ��اجت‬ ‫املحل ��ي الإجم ��ايل‪ ،‬ومتكين ��ه م ��ن‬ ‫التحول ب�ش ��كل �أكرب نح ��و امل�ؤ�س�سية‬ ‫واال�ستدام ��ة‪ ،‬ودع ��م ه ��ذا القط ��اع‬ ‫عرب دعم امل�شروعات والربامج ذات‬ ‫الأث ��ر االجتماع ��ي‪ .‬كم ��ا �أن الر�ؤي ��ة‬ ‫ت� ��ؤدي �إل ��ى تعزي ��ز التع ��اون م ��ا بني‬ ‫القطاع احلكوم ��ي والقطاع اخلا�ص‬ ‫والقطاع غ�ي�ر الربحي‪ ،‬وحتفيز هذا‬ ‫القطاع على تطبيق معايري احلوكمة‬ ‫الر�شي ��دة وغر� ��س ثقاف ��ة العم ��ل‬ ‫التطوعي بني �أفراد املجتمع»‪.‬‬ ‫حلحلة ال�صعوبات‬ ‫وبح�س ��ب الع�سريي‪ ،‬ف� ��إن �إيجاد‬ ‫حل ��ول لل�صعوب ��ات واملعوق ��ات الت ��ي‬ ‫تواجه القطاع غ�ي�ر الربحي و�إيجاد‬ ‫ت�شريع ��ات منا�سب ��ة له ��ذا القط ��اع‪،‬‬ ‫خط ��وة بالغ ��ة الأهمية ت� ��ؤدي �إلى �أن‬ ‫يك ��ون دور العم ��ل اخل�ي�ري‪� ،‬أف�ض ��ل‬ ‫يف حتقي ��ق ر�ؤي ��ة‪ ،2030‬وبخا�ص ��ة‬ ‫م ��ا يتعل ��ق بالأه ��داف اخلا�صة بهذا‬ ‫القطاع‪.‬‬ ‫ويثم ��ن الع�س�ي�ري‪ ،‬خط ��وات‬ ‫ِّ‬ ‫وزارة العمل والتنمية االجتماعية يف‬ ‫ت�سهي ��ل �إجراءات ت�أ�سي� ��س جمعيات‬ ‫�أهلي ��ة متخ�ص�ص ��ة ترك ��ز �أهدافها‬ ‫را �أن‬ ‫عل ��ى اجلان ��ب التنموي‪ ،‬معت�ب� ً‬ ‫هذه اخلط ��وة �ست� ��ؤدي �إل ��ى التقليل‬ ‫م ��ن ن�سب ��ة اجلان ��ب الرع ��وي الذي‬ ‫تر ِّك ��ز عليه بع�ض اجلمعي ��ات حال ًيا‪،‬‬ ‫يتم � اَّإل من خالل‬ ‫م�ضي ًف ��ا �أن هذا لن َّ‬ ‫و�ضع �آلي ��ة وا�ضحة واحرتافية للعمل‬ ‫يف املج ��ال اخلريي‪ ،‬ع�ب�ر ا�ستقطاب‬ ‫املوارد الب�شرية ذات الكفاءة‪ ،‬وعقد‬ ‫�ش ��راكات م ��ع القطاع�ي�ن احلكومي‬ ‫واخلا� ��ص‪ ،‬تر ِّك ��ز يف جممله ��ا عل ��ى‬ ‫اجلوان ��ب التنموي ��ة الت ��ي ميك ��ن �أن‬ ‫يقدمها القط ��اع غري الربحي‪ ،‬والتي‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪23‬‬


‫مبادرات‬

‫�سوف ت� ��ؤدي يف جمملها �إل ��ى التخفيف من‬ ‫االعتماد على اجلانب احلكومي يف جماالت‬ ‫عدي ��دة و�صو ًال �إلى خمرج ��ات تنموية جيدة‬ ‫لهذا القطاع‪.‬‬ ‫العمل اخلريي انعكا�س للوعي‬ ‫ويرى املدير التنفي ��ذي جلمعية التنمية‬ ‫الأ�سرية بتب ��وك‪ ،‬الأ�ستاذ فه ��د عيا�ضة‪� ،‬أن‬ ‫العم ��ل اخل�ي�ري راف ��د �أ�سا�س ��ي م ��ن روافد‬ ‫ويعك�س مدى وع ��ي املواطن لدوره‬ ‫التنمي ��ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يف نه�ض ��ة ب�ل�اده ورفعته ��ا؛ �إذ ُي�سهِ � ُ�م يف‬ ‫تلبي ��ة احتياج ��ات املجتم ��ع االجتماعي ��ة‪� ،‬أو‬ ‫امللح ��ة‪� ،‬أو خدمة‬ ‫االقت�صادي ��ة‪� ،‬أو الثقافية ِّ‬ ‫ومعاجل ��ة ق�ض َّي ��ة م ��ن الق�ضايا الت ��ي ُيعاين‬ ‫منها املجتمع‪.‬‬ ‫ف�ض�ل� ًا ع ��ن ال ��دور الإيجاب ��ي للعم ��ل‬ ‫اخل�ي�ري‪ ،‬ب�ش ��كل ع ��ام‪ ،‬يف �إتاح ��ة الفر�صة‬ ‫لكافة �أفراد املجتم ��ع للم�ساهمة يف عمليات‬ ‫البناء االجتماع ��ي واالقت�صادي الالزمة يف‬ ‫ِّ‬ ‫كل زم ��ان وم ��كان‪ ،‬على ح�ي�ن ي�ساعد العمل‬ ‫التطوعي–حتدي � ً�دا ‪ -‬على تنمية الإح�سا�س‬ ‫بامل�س�ؤولي ��ة ل ��دى امل�شارك�ي�ن‪ ،‬و ُي�شعره ��م‬ ‫بقدرته ��م عل ��ى العط ��اء وتق ��دمي اخل�ب�رة‬ ‫والنَّ�صيحة يف املجال الذي يتم َّيزون فيه‪.‬‬

‫العمل الخيري شريك تنموي‬ ‫منظم ��ات العمل اخل�ي�ري وم�ؤ�س�ساته‪ ،‬مطالب ��ة ب�أن تن�شر ثقاف ��ة العمل اخلريي‬ ‫مبفهومه الوا�سع والإمكانات املتاحة كافة‪ ،‬وتعزيز برامج التنمية امل�ستدامة �إلى جانب‬ ‫الإغاثة‪ ،‬بحيث تويل ق�ضايا الت�أهيل والتدريب والتطوير وبناء الإن�سان اهتما ًما كب ًريا‪،‬‬ ‫وه ��ي �أن يتح ��ول املحتاج �إلى �إن�سان منتج بد ًال من �أن يكون م�ستهلك ًا؛ لأننا بحاجة �إلى‬ ‫حمارب ��ة الفقر بالعل ��م‪ ،‬والك�سل بالتدريب والت�أهيل‪ ،‬والعج ��ز بالتطوير‪ ،‬وبحاجة �إلى‬ ‫�إن�ش ��اء مراكز تدريب وت�أهيل وتطوي ��ر‪ ،‬و�إلى دعم مراكز �أبحاث ون�شاطات علمية هنا‬ ‫وهناك‪.‬‬ ‫وهذا كلُّه يتطلب تغيري نظرة املجتمع �إلى العمل اخلريي من اقت�صاره على الدور‬ ‫اخلدم ��ي واخلريي ال�ضيق‪� ،‬إلى نظرة جديدة تقوم على اعتبار العمل اخلريي �شري ًكا‬ ‫�أ�سا�س ًيا يف تنمية املجتمع امل�ستدامة‪.‬‬ ‫د‪ .‬حممد بن عيظة بامدحج‬ ‫تخفي�ض التكاليف‬ ‫ومن وجهة نظ ��ر الأ�ستاذ فهد‪ ،‬ف�إن‬ ‫العم ��ل التطوع ��ي ي�ساه ��م يف تخفي� ��ض‬ ‫تكالي ��ف الإنت ��اج‪ ،‬وي�ساع ��د على حتقيق‬ ‫زي ��ادة الإنت ��اج‪ .‬ومع تزا ُي ��د الطلب على‬ ‫ال�سلع واخلدمات من ِق َبلِ �أفراد املجتمع‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫و�صعوب ��ة احل�ص ��ول عليه ��ا يف كثري من‬ ‫الأحيان‪ ،‬ف�إنه ي�صبح من الأهم َّية مبكان‬ ‫االعتماد على جه ��ود املتطوعني؛ لتوفري‬ ‫جزء من هذه االحتياجات‪.‬‬

‫‪ ‬اخلطة والعمل اخلريي‬ ‫وي�ضي ��ف �أن العمل اخل�ي�ري‪ ،‬بوجه‬ ‫ع ��ام‪ ،‬يجم ��ع طاق ��ات هائل ��ة وكامن ��ة‪،‬‬ ‫وي�سخِّ ره ��ا خلدم ��ة البن ��اء والتنمي ��ة‬ ‫االقت�صادي ��ة؛ ل ��ذا حر�ص ��ت املجتمعات‬ ‫املتقدِّ م ��ة عل ��ى تر�سي ��خ مفه ��وم العمل‬ ‫اخلريي‪ ،‬واحلثِّ عليه بني جميع الفئات‬ ‫االجتماعي ��ة املختلف ��ة‪ ،‬وخل ��ق املن ��اخ‬ ‫املالئ ��م لت�شجي ��ع ِّ‬ ‫كل الأف ��راد للعط ��اء‬ ‫والإب ��داع‪« .‬ال�ش ��ك �أن العم ��ل اخلريي‪،‬‬ ‫ه ��و عمل ذو مه ��ام و�إج ��راءات لتحقيق‬ ‫�أه ��داف؛ فكلم ��ا كان ناب ًع ��ا ومنبثقًا من‬ ‫خطط ا�سرتاتيجي ��ة وت�شغيلية ومتوافقًا‬ ‫م ��ع خط ��ط التنمي ��ة‪ ،‬كان ل ��ه �أثر كبري‬ ‫وف َّع ��ال يف حتقي ��ق الأه ��داف ونه�ض ��ة‬ ‫املجتم ��ع وخف� ��ض التكالي ��ف وا�ستثمار‬ ‫الطاقات ب�ش ��كل �أكمل»‪ .‬العمل اخلريي‬ ‫املرتب ��ط باخلطط التنموية‪ ،‬ي�ساهم يف‬ ‫حتقيق الر�ؤى امل�ستقبلي ��ة للمجتمعات‪،‬‬ ‫وملا نلحظ ر�ؤية بلدنا احلبيب (‪،)2030‬‬ ‫جن ��د �أن م ��ن �أ�سب ��اب جن ��اح وحتق ��ق‬ ‫الر�ؤي ��ة‪ ،‬العم ��ل اخل�ي�ري والتطوع ��ي‪،‬‬ ‫وارتباطه الوثيق بتحقيق الر�ؤية‪.‬‬ ‫يرتبط مفهوم العمل‬ ‫التطوعي بالتنمية‬ ‫الشاملة‪ ،‬من خالل الكثير‬ ‫من تلك األعمال التي‬ ‫تستهدف اإلنسان وترقى‬ ‫به ابتداء بالفرد‪ ،‬ثم‬ ‫األسرة‪ ،‬ثم المجتمع‬

‫‪24‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خائبا‬ ‫إداريا‬ ‫قائدا‬ ‫نصائﺢ كي تصبﺢ‬ ‫إليﻚ عزيزي القائد الخائب‬ ‫نصائح لن تندم على تطبيقها بل‬ ‫ستدعو لي آناء الليل وأطراف‬ ‫النهار ثم قل لي بالله عليك‪ ..‬كم‬ ‫شخص ًا في الدنيا حريص عليك‬ ‫مثلي‪ ..‬والنصائح الدرية هي‪:‬‬

‫يف الوظائ ��ف القيادي ��ة ا�ستقط ��ب‬ ‫اأ� ر ّف ��ع �سخ�سي ��ات هام�سي ��ة ��سعيف ��ة ك ��ي‬ ‫ت�سم ��ن األ ي�سكل اأحدهم تهدي ��د ًا قيادي ًا لك‬ ‫يف امل�ستقب ��ل‪� ،‬لتلك ال�سخ�سي ��ات مزايا من‬ ‫اأبرزها اأنه اإذا اأمرتها تطيع د�ن مناق�سة‪ ،‬فهي‬ ‫لي�ست �سريكة القرار‪ ،‬ثم اإن الإن�سان بطبيعته‬ ‫يبحث عن النف ��وذ �ال�سلط ��ة �ال�سهرة‪� ،‬لذا‬ ‫�سين�سغلون بهذا عن العمل �الإجناز‪ ،‬فيتاآمر‬ ‫بع�سه ��م على بع� ��س �تكرث الغيب ��ة �النميمة‪،‬‬ ‫�احلقر ج ��دا منهم �سي ��ز�دك بالأخبار اأ�ل‬ ‫باأ�ل �علي ��ه �ست�سمن �لء اجلمي ��ع لك لأنك‬ ‫القوة الوحيدة �امل�سيط ��رة‪� ،‬اإن ا�ستطعت اأن‬ ‫ت�سجع ال�سراع بينهم فافعل‪.‬‬ ‫اإذا حقق ��ت جناح� � ًا لفت ��ا – ل قدر‬ ‫اهلل – فا�س ��رق الأ�س ��واء لك �ح ��دك‪� ،‬اأبعد‬ ‫من ت�سبب فيه‪� ،‬اأن ا�ستطعت اأن تبعدهم عن‬ ‫حماف ��ل التكرمي �الظهور فافعل‪� ،‬اإذا حققت‬ ‫ف�س� � ًل ذريع ًا فابحث عن كب� ��س فداء �اذبحه‬ ‫د�ن اأن ت�سمي عليه‪� ،‬اإن ا�ستطعت األ ت�ستقبل‬ ‫القبل ��ة فمن ��د�ب‪ ،‬اأ� ابحث عن كب� ��س‪ ،‬فداء‬ ‫خ ��ارج املن�س� �اأة �عل ��ق عليه الكب� ��س �ما اأكرث‬ ‫الأع ��داء الذين يتاآم ��ر�ن عليك اأيه ��ا القائد‬ ‫اللي ما فيه مثلك‪.‬‬ ‫�س ��ع حاج ��ز ًا بين ��ك �ب ��ني النا�س‪..‬‬ ‫فالنا�س بطبيعتها تعجب بالغمو�س‪�� ،‬ستتمكن‬ ‫من اإلبا� ��س الهيبة على نف�س ��ك فتمنعهم من‬ ‫اأن يكت�سف ��وا �سحال ��ة علم ��ك �جتربتك‪� ،‬اإن‬ ‫ا�ستطع ��ت اأن حتف ��ظ اأف ��كارا ”اآراء” لفت ��ة‬ ‫�غريب ��ة تخدع بها اأ�ل م ��ن يلتقيك �ت�سدمه‬ ‫بها فافعل‪.‬‬ ‫اإي ��اك ث ��م اإياك اأن تق ��دم امل�سلحة‬

‫العامة على م�سلحتك اخلا�سة فالدنيا غابة‬ ‫ي� �اأكل القوي ال�سعي ��ف‪� ،‬ل تفكر يف امل�ستقبل‬ ‫كث ��ر ًا بل يف احلا�س ��ر املعا�س‪� ،‬ه ��ي فر�سة‬ ‫فاغتنمها فهي ل ��ك اأ� لأخيك اأ� للذئب‪� ،‬بني‬ ‫حني �اآخ ��ر اإذا اآملك �سم ��رك فاحفر حفرة‬ ‫�سغ ��رة �ادفنه فيها �كان اهلل غفور ًا رحيما‪.‬‬ ‫�اإذا قال لك اأحدهم الوطن‪ ..‬فقل للوطن رب‬ ‫يحميه‪.‬‬ ‫حجم من جناحات الآخرين قدر ما‬ ‫ّ‬ ‫ت�ستطي ��ع لأن تلك املب ��ادرات �ستظهر عجزك‬ ‫�خيبتك‪� ،‬بد ًل من اأن تفكك اأ�سباب جناحها‬ ‫�حت ��ا�ل تقليدها �التفوق عليها مما ي�ستغرق‬ ‫�قت ًا �جهد ًا كبري ��ن‪ ..‬فما عليك اإل اأن تقول‬ ‫تلك اإجن ��ازات زائف ��ة‪� ،‬اإذا مل ي�سدقك من‬ ‫حولك ُ‬ ‫�غلبت الر�م فقل الظر�ف خمتلفة‪.‬‬ ‫بعد بره ��ة من الزم ��ن �ست�سعر اأنك‬ ‫يف حاج ��ة اإلى اإجن ��ازات �سريع ��ة لأن جمل�س‬ ‫الإدارة اأ� رئي�س ��ك الأعل ��ى ب ��داأ�ا يت�ساءلون‪،‬‬ ‫�هنا اأن�سحك اأيه ��ا القائد (اللي ما قبله �ل‬ ‫بع ��ده)‪ ..‬اأن تتجه للإعلم �ركز على الأرقام‬ ‫الكب ��رة‪ ،‬فالنا� ��س تهمه ��ا الكمي ��ة ل اجلودة‬ ‫�تهت ��م بالظاه ��ر ل الباط ��ن �بالعنا�ي ��ن ل‬ ‫التفا�سيل �باملداخلت ل املخرجات‪.‬‬ ‫اح ��ذر ث ��م اح ��ذر م ��ن القي ��ادات‬ ‫ال�ساب ��ة‪� ،‬ل تق ��ل ه ��ذا �سغ ��ر‪ ..‬فال�سغ ��ر‬ ‫يكرب‪ ..‬انتبه لأفكاره الإبداعية �اخلارجة عن‬ ‫املاألوف ف�س ًل عن قدرته على حتويل الأفكار‬ ‫اإلى خطط تف�سيلية �برامج عمل‪� ،‬لذا عليك‬ ‫اأن تق�س ��ي على الفتن ��ة يف مهدها‪ ..‬فالآن لن‬ ‫يدري ب ��ه اأي اأحد �غد ًا �سي ��دري به كل اأحد‪.‬‬ ‫�ميكن لك اأن تكون كاأخ يو�سف � عليه ال�سلم‬ ‫� الكبر باأن يلتقطه اأحد ال�سيارة د�ن الق�ساء‬ ‫املربم عليه فخذ‪ ،‬خره �دعك من �سره‪�� ،‬سع‬ ‫له مكتب ًا منز�ي ًا معز� ًل �هذا اأهون ال�سرين‪.‬‬ ‫بق ��ي �سيء اآخر �لي�س اأخر ًا‪ ..‬احذر التدريب‬ ‫�اإذا كن ��ت م�سطر ًا �ل ب ��د‪ ،‬فابعث ع�سبيتك‬ ‫�جماعتك اأ� �سخ�سية هزيلة ت�سمن األ تعود‬ ‫بفائدة‪.‬‬ ‫ل تب ��ادر مطلق� � ًا‪ ،‬فاملب ��ادرة به ��ا‬

‫إدارة‬

‫خماطرة كبرة جد ًا �قد تقع اأخطاء ��ستلم‬ ‫عليه ��ا‪� ،‬الثناء عليك م�سك ��وك فيه‪ ،‬هذا اإذا‬ ‫فكر اأح ��د يف الثناء عليك‪� ،‬ل ��ذا حافظ على‬ ‫الو�سع الراهن‪� ،‬لكن لي�س باأن ي�سبح مهم ًل‬ ‫ب ��ل قريب م ��ن املهم ��ل‪ ،‬فاليوم مث ��ل غد مثل‬ ‫بع ��د غد بل ال�سن ��ة مثل ال�سنة الت ��ي تليها اأي‬ ‫ي ��وم �اح ��د م�س ��ر�ب يف ‪ 3٦٤‬يوم ��ا‪� ،‬ا�سرب‬ ‫فاإن ال�س ��رب �الزمن كفيلن باأن يق�سي على‬ ‫معار�سيك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كن تكتيكيا‪� ،‬اإياك �ال�سرتاتيجيات‬ ‫ب� �اأن حتل ��ل الو�س ��ع املا�س ��ي �احلا�س ��ر‬ ‫�ت�ست�س ��رف امل�ستقب ��ل فتع ��رف التهدي ��دات‬ ‫�الفر� ��س ث ��م توؤم ��ن ب� �اأن البناء يحت ��اج اإلى‬ ‫جهود فرق العمل �اخلطط �الأنظمة �اللوائح‬ ‫�املوازن ��ات التخطيطي ��ة �القيا� ��س �التحقق‬ ‫م ��ن اجلودة �بالت ��ايل ماأ�س�س ��ة العمل‪ ،‬كي ل‬ ‫تعتمد على فرد �احد‪ ..‬بل قل تلك خرافات ل‬ ‫ميكن تطبيقها يف العامل النامي فاأنت �حدك‬ ‫املهم �من بعدك الطوفان‪� ،‬دع النا�س تعرف‬ ‫ق ��درك حينما ينه ��ار العمل‪ ،‬فالبن ��اء اإما بك‬ ‫�األ فل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ل تكن كرميا �حمفزا فاعمل مبا يف‬ ‫املث ��ل «جوع كلبك يتبع ��ك» فالتحفيز �سيظهر‬ ‫اأن ��ك مهتم بالعاملني اأ� بالقي ��ادات الواعدة‪،‬‬ ‫�ق ��د تعلمت يف احلياة يا حبيبي اأن هوؤلء اإذا‬ ‫اأعطيته ��م �جه ��ا �سيخربون‪ ،‬فالب�س ��ر كالآلة‬ ‫”ال�سيارة” �سب فيه بنزينا بقدر امل�سوار �اإل‬ ‫�سيذه ��ب بعيد ًا‪�� ،‬سواء حفزت ��ه اأم مل حتفزه‬ ‫فالنتيج ��ة �احدة‪ ،‬اإن م ��ن ينت�سر هو منطق‬ ‫القوة ل منطق التاأثر �الإلهام‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪25‬‬


‫ريادة‬

‫الريادة االجتماعية‪..‬‬

‫عصا سحرية لتطوير حلول مستدامة للمشكالت االجتماعية‬ ‫تشكِّل الريادة االجتماعية‪ ،‬لبنة من لبنات المجتمع التي تساهم في التنمية البشرية‪ ،‬وتهتم بمواجهة‬ ‫المشكالت االجتماعية ومعالجتها بأفكار مبتكرة وجديدة وقيادة إدارية وإبداعية‪ ،‬فهي تع ُّد الحل األمثل للتغلب‬ ‫على معوقات التنمية في العالم العربي؛ لقدرتها على النهوض بالمجتمعات المكبلة بالتحديات‪.‬‬ ‫سعد القحطاني‬ ‫خاص‬

‫تغيري‪�‬ ‭‬إيجابي‬ ‫ونظ ًرا ملا لها من �أهمية يف التطوير الب�شري والفكري للمجتمع‪ ،‬ف�إن‬ ‫الريادة االجتماعية‪ ،‬ت�ؤدي دو ًرا كب ًريا يف بناء جيل واعد من ال�شباب‪،‬‬ ‫قادر على �إحداث تغيري فكري �إيجابي نحو امل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬عرب‬ ‫ت�شجيعهم وحتفيزهم على �إطالق طاقاتهم وتنمية مهاراتهم الإبداعية‬

‫والقيادية‪ ،‬و�إتاحة فر�صة تعلمهم يف بيئة واقعية جتمع عوامل الربحية‬ ‫كاال�ستدامة واالبتكار وعوامل العمل اخلريي‪.‬‬ ‫وتعرف الريادة االجتماعية‪ ،‬ب�أنها ا�ستخدام الأ�ساليب الإبداعية‬ ‫واملبتكرة لتنمية امل�شروعات وامل�ؤ�س�سات التي حتقق ت�أث ًريا اجتماع ًيا‬ ‫وا�سع النطاق ‬بطريقة‪‬ ‭‬م�ستدامة‪.‬‬ ‫وتهدف ‬الريادة‪‬ ‭‬االجتماعية ‪�‬‭‬إلى‪‬ ‭‬تطوير‪‭‬‬ ‫‬امل�ؤ�س�سات‪‬ ‭‬و�إقامة‪‬ ‭‬م�شروعات‪‬ ‭‬اقت�صادية‪‭‬‬ ‫‬وتنموية‪‬ ‭‬متكاملة‪‬ ‭‬وم�ستقلة‪‬ ‭‬مال ًيا‪‬ ‭‬ل�ضمان‪‭‬‬ ‫‬اال�ستمراري ‪‭‬ة ‬واال�ستدامة؛‪‬ ‭‬ولذلك ف�إن‬ ‫الريادة‪‬‭‬االجتماعية ُتعنى ب�إن�شاء‬‪‭‬م�شروعات‪‭‬‬ ‫‬هدفها‪�‬ ‭‬إ�صالح‪‬ ‭‬املجتمع‪‬ ‭،‬ويف‪‬ ‭‬نف�س‪‬ ‭‬الوقت‪‭‬‬ ‫‬حتقيق‪�‬ ‭‬أرباح‪‬ ‭‬لإعادة‪‬ ‭‬ا�ستثمارها‪‬ ‭‬من‪�‬ ‭‬أجل‬ ‫‬اال�ستدامة‪ ،‬وعلى ذلك ت�صبح الريادة‬ ‫االجتماعية ‬همزة‪‬ ‭‬الو�صل‪‬ ‭‬بني‪‬ ‭‬منوذجي‪‭‬‬ ‫‬العمل‪‬ ‭‬الربحي‪‬ ‭‬والعمل‪‬ ‭‬اخلريي‪‬.‭‬‬ ‫مبادرات �إبداعية‬ ‫وتربز �أهمية الريادة االجتماعية‬ ‫م ‪‭‬ع ‬الأحداث والأزمات االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية التي يعي�شها املجتمع‪ ،‬والتي‬ ‫ازدادت معه ‪‭‬ا ‬�آمال‪‬ ‭‬ال�شباب‪‬ ‭‬بالأخذ بزمام‪‭‬‬ ‫‬املبادرة‪‬ ‭‬وت�سخري‪‬ ‭‬طاقاتهم‪‬ ‭‬لإحداث‪‬ ‭‬تغيري‪‭‬‬ ‫‬�إيجابي يف‪‬‭‬جمتمعاتهم‪ ‬‭،‬مت�سلحني ب�أفكار‬ ‫ومبادرات مبتكرة‪ ،‬وقيادة �إبداعية قادرة‬ ‫على الإدارة‪ ،‬وهو ما ميكن �أن ي�ؤدي يف‬ ‫نهاية الأمر �إلى تقدم العمل اخلريي �إلى‬ ‫الأمام‪.‬‬ ‫وتت�ضمن ميادين ريادة الأعمال‬ ‫املجتمعية‪ ،‬جماالت‪ :‬ال�صحة‪ ،‬والتعليم‬ ‫والبيئة‪ ،‬واملوارد املائية والزراعة‪ .‬ففي‬ ‫جمال ال�صحة‪ ،‬تعاين املجتمعات كث ًريا‬ ‫من الأمرا�ض والأوبئة‪ ،‬وافتقاد الوعي‬ ‫والثقافة ال�صحية‪ .‬ويف جمال التعليم‪،‬‬

‫‪26‬‬


‫تقل امل�ؤ�س�سات واملدار�س التعليمية‪ ،‬عالوة على‬ ‫ال�ضعف ال�شديد يف املناهج وطرق التدري�س‪،‬‬ ‫والت�سرب من التعليم‪ ،‬وانت�شار ظاهرة الدرو�س‬ ‫اخل�صو�صية‪ .‬ويف جمال البيئة‪ ،‬هناك م�شكالت‬ ‫التلوث‪ ،‬وا�ستنزاف املوارد وتراكم القمامة‪،‬‬ ‫‪‬ ‭‬حتديات‪‬ ‭‬ومقرتحات‬ ‫واملخلفات الناجتة من الأن�شطة املنزلية‬ ‫جنحت ‬م�شاري ‪‭‬ع ‬الرياد ‪‭‬ة ‬االجتماعية‪‬ ‭‬يف‬ ‫وال�صناعية والزراعية‪ ،‬وم�شكالت تلوث املياه‬ ‫حتقيق م�شاريع‪‬ ‭‬و�إجنازات‪‬ ‭‬كثرية‪‬ ‭‬ج ًدا‪ ‬،‭‬ال‪‭‬‬ ‫التي حتتاج �إلى كثري من م�شروعات املعاجلة‬ ‫‬ميكن‪�‬ ‭‬إح�صا�ؤها‪‬ ‭،‬فمنها‪‬ ‭‬املعلنة‪ ،‬ومنه ‪‭‬ا (وهي‬ ‫و�إعادة التدوير‪.‬‬ ‫ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫�‬ ‫وامل‬ ‫للدول‬ ‫امل�ستدامة‬ ‫التنمية‬ ‫يف‬ ‫‬معظمها)‪‬ ‭‬غري‪‬ ‭‬معلنة‪‬ ‭‬عنها‪‬ ‭.‬ورغم‪‬ ‭‬كل‪‬ ‭‬هذا‪‭‬‬ ‫وتعزيز برامج اجلودة والتميز امل�ؤ�س�سي‪ ،‬وال ‬النجاح‪‬ ،‭‬ما زال ‪‭‬ت ‬مث ‪‭‬ل ‬هذه‪‬ ‭‬امل�شاريع‪‬ ،‬تواج ‪‭‬ه‬ ‫حلول مبتكرة‬ ‫�سيما داخل قطاع العمل اخلريي ب�شكل يكفل ‬العديد‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬ال�صعوبا ‪‭‬ت ‬والتحديات‪� ‭،‬أبرزها �أ ‪‭‬ن‬ ‫وترتكز ريادة الأعمال املجتمعية على رواد ت�أ�سي�س منظومة ابتكار فاعلة تقود �إلى ابتكار ‬تدفق‪‬ ‭‬الأموال‪‬ ‭‬املح ّلية‪‬ ‭‬والأجنبية‪‬ ‭،‬من‪‬ ‭‬املنظمات‪‭‬‬ ‫الأعمال ذوي اخلربة يف التعرف على �أن�شطة نوعية جديدة يف العمل اخلريي‪‬ ،‬غري‪‬ ‭‬الربحية‪�‬ ‭‬أو‪‬ ‭‬اجلمعيات‪‬ ‭‬اخلريية‪�‬ ‭،‬أ ّدى‪�‬ ‭‬إلى‪‭‬‬ ‫م�شكالت جمتمعاتهم‪ ،‬والذين ميكنهم ابتكار و�إثراء جمتمع ال�شباب القيادي ليكون قاد ًرا ‬تفاقم‪‬ ‭‬ثقافة‪‬ ‭‬االعتماد‪‬ ‭‬على‪‬ ‭‬الغري‪‬ ‭‬لدى‪‬ ‭‬الكثري‪‭‬‬ ‫�أفكار يحولونها �إلى م�شروعات حت ُّل مثل هذه على ا�ستقطاب املواطنني �إلى العمل التطوعي ‬من‪�‬ ‭‬أفراد‪‬ ‭‬جمتمعاتنا‪‬ ‭‬الذين‪‬ ‭‬تعودوا‪‬ ‭‬انتظار‪‬ ‭‬تل ّقي‪‭‬‬ ‫امل�شكالت‪ .‬فرواد الأعمال االجتماعيون‪� ،‬أو واخلريي؛ �إذ تتمثل مفاتيح القيادة الإبداعية ‬امل�ساعدة‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬الآخرين ‬‪�‬ ،‬إ�ضافة �إل ‪‭‬ى ‬امل�ستو ‪‭‬ى‬ ‫املبدعون االجتماعيون‪ ،‬هم من لديهم حلول يف مهارات التوا�صل الفعال‪ ،‬وتقنيات حتفيز ‬املنخف�ض‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬املعرفة‪‬ ‭‬بامل�صطلحات‪‬ ‭‬واملفاهيم‪‭‬‬ ‫مبتكرة لأكرث امل�شكالت االجتماعية � ً‬ ‫إحلاحا‪ ،‬الآخرين‪ ،‬وكذلك �إدارة الأفراد وتفوي�ضهم‪‬ ،‬املتعلقة‪‬ ‭‬مبجا ‪‭‬ل ‬الرياد ‪‭‬ة ‬االجتماعية‪‬ ‭،‬الذي‬ ‫أعمال‬ ‫وهم يتفقون مع �أقرانهم من رواد ال‬ ‫أهداف‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و�ضع‬ ‫آليات‬ ‫و�‬ ‫ؤوليات‪،‬‬ ‫�‬ ‫امل�س‬ ‫وتنظيم‬ ‫يك�شف‪‬ ‭‬عن‪‬ ‭‬احلاج ‪‭‬ة ‬لبذل‪‬ ‭‬املزيد‪‬ ‭‬م ‪‭‬ن ‬اجله ‪‭‬د‬ ‫التقليديني يف الإبداع واالبتكار واملغامرة‪ ،‬غري و�إدارة الأداء بفاعلية‪ ،‬والقيم امل�ؤ�س�ساتية ‬من‪�‬ ‭‬أجل‪‬ ‭‬بناء‪‬ ‭‬الوعي‪‬ ‭،‬وتغيري‪‬ ‭‬املواقف‪‬ ‭،‬و�أ�سلوب‪‭‬‬ ‫ط‬احلدي ‪‭‬ث‬العهد‪.‬‭‬‬ ‫�أنهم يتميزون عنهم بالإن�سانية العالية‪ ،‬و�إنكار باملنظمة وتعزيزها‪ ،‬ومواجهة حتديات اتخاذ ‬التفكري‪‬‭‬جتاه‪‬‭‬هذ ‪‭‬ا‬الن�شا ‪‭‬‬ ‫الذات‪ ،‬وحب العمل االجتماعي‪ ،‬واالنتماء القرارات‪.‬‬ ‫كما يواج ‪‭‬ه ‬الرواد‪‬ ‭‬االجتماعيون ‪�‬ ،‭‬صعوبا ‪‭‬ت‬ ‫الدول‪،‬‬ ‫أغلب‬ ‫�‬ ‫أولت‬ ‫�‬ ‫فقد‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫من‬ ‫للنا�س‪ ،‬وااللتزام بامل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬وانطال ًقا‬ ‫‬يف‪‬ ‭‬حتديد‪‬ ‭‬اجلانب‪‬ ‭‬التجاري‪‬ ‭‬واملربح‪‬ ‭‬للعائد‪‭‬‬ ‫ط‬ ‫وااللتزام طويل الأمد مبا يتبنونه من م�شاريع‪� ،‬أهمية خا�صة لهذه العالقة الوثيقة بني ‬للم�شروع‪‬ ،‬ب�سب ‪‭‬ب ‬تركيزهم‪‬ ‭‬وحما�سه ‪‭‬م ‬املفر ‪‭‬‬ ‫مك ِّر�سني حياتهم للعمل عليها‪ ،‬وعدم اجلري العمل التطوعي والقدرة على زيادة فعالية ‬جتاه‪‬ ‭‬مواجهة‪‬ ‭‬التحدي‪‬ ‭‬املجتمعي؛ ‬مما‪‬ ‭‬يدعو‪‭‬‬ ‫وراء الأرباح املادية‪.‬‬ ‫املوارد االقت�صادية‪ .‬لهذا‪ ،‬ف�إنه يت ُّم االعتماد ‬�إلى‪‬ ‭‬املزيد‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬مبادرات‪‬ ‭‬التدريب‪‬ ‭‬والإر�شاد‪‭‬‬ ‫مقومات‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫على‬ ‫والباحثون‬ ‫ويتفق اخلرباء‬ ‫من‬ ‫التطوعي‬ ‫العمل‬ ‫على‬ ‫متزايد‬ ‫ب�شكل‬ ‫‬والتوجيه‪‬ ‭‬والتعلم‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬جتارب‪‬ ‭‬عاملية‪�‬ ‭،‬أو‪�‬ ‭‬إقليمية‪‭‬‬ ‫الريادة من القيادة والإبداع واالبتكار‪ ،‬لي�ست خالل ا�ستحداث ق�سم يف �أغلب امل�ؤ�س�سات ‬ناجحة‪‬ ‭،‬تدمج‪‬ ‭‬بني‪‬ ‭‬النموذج‪‬ ‭‬املايل‪‬ ‭‬واالجتماعي‪‭‬‬ ‫مقت�صرة على الأعمال وامل�شاريع واملنتجات واملنظمات‪ ،‬ي�سعى �إلى جذب الكفاءات ‬بطريقة‪‬ ‭‬متكنهم‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬املحافظة‪‬ ‭‬على‪‬ ‭‬دميومة‪‭‬‬ ‫الهادفة �إلى الربح‪ ،‬ويرون �أن قيمتها ت�صبح والقيادات املتعددة لت�ساهم ب�أوقات حمددة ‬م�شاريعهم‪‬ ‭،‬وا�ستقطاب‪‬ ‭‬م�ستثمرين‪‬ ‭‬ور�ؤو�س‪‭‬‬ ‫�أكرب يف مبادرات امل�س�ؤولية املجتمعية املقدمة ب�شكل تطوعي‪ ،‬واال�ستفادة من خرباتهم ‬�أموال‪‬ ‭‬لتو�سيع‪‬ ‭‬نطاق‪‬ ‭‬ت�أثريهم‪‬ ‭‬االجتماعي‪�‬ ‭‬إلى‪‭‬‬ ‫للمجتمع؛ فكما �أن القيادة ت�ؤدي دو ًرا حمور ًيا خالل �أوقات فراغهم‪� ،‬إذ �إن هناك العديد ‬�أبعد‪‬ ‭‬حد‪‬‭ ‬.‬‬ ‫يف العمل اخلريي‪ ،‬ف�إن تنمية وتطوير وح�سن‬ ‫ا�ستغالل املوارد الب�شرية من الأمور الأ�سا�سية‬ ‫مل ‬العربي‪‬ ‭،‬ما زال‪‬ ‭‬يعاين ‬بع�ض‪‬ ‭‬الغمو�ض ‪‬ ،‭‬وبخا�ص ‪‭‬ة‬ ‫‬جمال الريادة‪‬ ‭‬االجتماعية‪‬ ‭‬يف‪‬ ‭‬العا ‪‭‬‬ ‫التي ميكن �أن ت�ؤدي دو ًرا �أ�سا�س ًيا يف دفع العمل‬ ‫ين ‬والتنظيمي‪ ،‬فقد خل�صت درا�سة �صدرت حدي ًثا‪� ،‬إلى‬ ‫‬يف ما‪‬ ‭‬يتعلق‪‬ ‭‬بالإطار‪‬ ‭‬القانو ‪‭‬‬ ‫اخلريي والتطوعي قد ًما نحو الأمام‪ .‬فتنمية‬ ‫�أهمية‪‬‭‬ا�ستخدام‪�‬‭‬أدوات‪‬‭‬و�سائ ‪‭‬ل‬الإعالم‪‬‭‬لتوعية‪‬‭‬املجتمعات‪‬‭‬العربية‪‬‭‬حو ‪‭‬ل‬مو�ضوع‬الرياد ‪‭‬ة‬ ‫القدرات الب�شرية للنا�شط يف جمال العمل‬ ‫يف ‬املدار� ‪‭‬س ‬واجلامعات‪‭،‬‬ ‫‬االجتماعية‪‬ ،‬الفتة �إلى ‬�ضرورة‪‬ ‭ ‬ ‭‬تعليم‪‬ ‭‬مادة‪‬ ‭‬ريادة‪‬ ‭‬الأعما ‪‭‬ل ‬ ‪‭‬‬ ‫اخلريي‪ ،‬ت�ساعده ب�شكل كبري على التفاعل‬ ‫‬وت�شجيع‪‬ ‭‬ال�شراكة‪‬ ‭‬بني‪‬ ‭‬املجتمعات‪‬ ‭‬املحلية‪‬ ‭‬العامة‪‬ ‭‬واخلا�صة‪‬ ‭،‬واملنظمات‪‬ ‭‬غري‪‬ ‭‬احلكومية‪‭‬‬ ‫مع قطاعات وا�سعة من املجتمع‪ ،‬كما �أنها‬ ‫‬يف‪‬ ‭‬البلدان‪‬ ‭‬العربية‪‬ ‭‬التي‪ ‭‬تدعم‪‬ ‭‬وتقدر‪‬ ‭‬رواد‪‬ ‭‬الأعمال‪‬ ‭‬يف‪‬ ‭‬جميع‪�‬ ‭‬أنحاء‪‬ ‭‬املنطقة‪‬ ‭،‬وبالتايل‪‭‬‬ ‫تنمي لديه القدرة على ابتكار �أ�شكال و�أ�ساليب‬ ‫‬تو�سيع‪‬ ‭‬نطاق‪‬ ‭‬امل�شاركة‪‬ ‭‬يف‪‬ ‭‬املبادرات‪‬ ‭‬التي‪‬ ‭‬يديرها‪‬ ‭‬جمتمع‪‬ ‭‬التنمية‪‬ ‭‬الدويل‪‬ ‭‬لإ�شراك‪‭‬‬ ‫جديدة للعمل‪.‬‬ ‫ح�س‬امل�س�ؤولي ‪‭‬ة‬ ‫‬العديد‪‬‭‬من‪‬‭‬املهتمني‪‬‭‬وامل�ستفيدين‪‬‭‬املحليني‪‬‭،‬والرتكيز على‪�‬‭‬أهمية‪‬‭‬تعزيز ّ ‪‭‬‬ ‫‬االجتماعية‪‬ ‭‬الذي‪‬ ‭‬من‪�‬ ‭‬ش�أنه‪�‬ ‭‬أن‪‬ ‭‬يحفز‪‬ ‭‬ال�شباب‪‬ ‭‬على‪‬ ‭‬ابتكار‪‬ ‭‬حلول‪‬ ‭‬جمتمعية‪‬ ‭‬ت�س ّرع‪‬ ‭‬من‪‭‬‬ ‫تنمية م�ستدامة‬ ‫‬م�سرية‪‬ ‭‬التنمية‪‬ ‭‬التي‪‬ ‭‬حتتاج �إليها‪‬ ‭‬بلداننا‪‬ ‭‬هذه‪‬ ‭‬الفرتة‪�‬ ،‭‬أكرث‪‬ ‭‬من‪‬ ‭‬غريها‪‬.‭‬‬ ‫ويعترب مفهوم الإبداع واالبتكار والقيادة‪� ،‬أحد‬ ‫�أبرز املفاهيم احلديثة التي ثبت دورها و�أثرها‬ ‫تهدف‬الريادة‬ ‪‭‬االجتماعية‬ ‫‬‪‭‬إلى‬ ‪‭‬تطوير‬ ‪‭‬المؤسسات‪‭‬‬ ‫‬وإقامة‬ ‪‭‬مشروعات‪‭‬‬ ‫‬اقتصادية‬ ‪‭‬تنموية‬ ‪‭‬متكاملة‪‭‬‬ ‫‪‭‬ماليا‬ ‪‭‬لضمان‪‭‬‬ ‫‬ومستقلة‬‬ ‫ً‬ ‫‬االستمرارية‬ ‪‭‬‬

‫من املجاالت والأن�شطة التي ميكن للمتطوعني‬ ‫امل�ساهمة فيها مما يزيد من معدل الرفاهية‬ ‫للجميع‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪27‬‬


‫قيادة‬

‫في العمل الخيري‬

‫صفات القائد‪ ..‬ومهارات القيادة‬ ‫ُيقال «وراء كل عمل عظيم‪ ،‬شخصية عظيمة»‪ ،‬هذه الشخصية تتمثل في القائد الناجح بموقعه‪ ،‬الذي يستطيع‬ ‫ويوجه دفة فريق العمل‪ ،‬نحو تحقيق أهداف النشاط التنظيمي‪،‬‬ ‫ــ بما يتم َّيز به من صفات ومهارات ــ أن يقود‬ ‫ِّ‬ ‫يسري هذا في كافة القطاعات‪ ،‬وبجميع الهيئات والتنظيمات والمؤسسات‪ ..‬وفي العمل التطوعي أيضــًا‪،‬‬ ‫ويدير ويوجه على نحو فاعل‪ ،‬خاصة أن العمل التطوعي لم يعد ُمجرد نشاط‬ ‫ال مناص من قائد ُمحنك‪ُ ،‬يشرف ُ‬ ‫المستدامة‪،‬‬ ‫اجتماعي أو اقتصادي‪ ،‬لتقديم يد العون‬ ‫دربا من دروب التنمية ُ‬ ‫ُ‬ ‫والمساعدة للمحتاجين‪ ،‬وإنما صار ً‬ ‫ويشارك في قيادته‪ ،‬على العمل‬ ‫القائمة على المعرفة‪ ،‬وأصبح له أسس وقواعد‪ُ ،‬تلزِم ُكل من يهتم به‪ُ ،‬‬ ‫عول عليها في تكوين الكوادر الشبابية‪،‬‬ ‫ويعد التدريب‪ ،‬من األمور الهامة‪ ،‬التي ُي َّ‬ ‫بطريقة أكاديمية ُممنهجة‪ُ ..‬‬ ‫تتنوع مجاالته بشكل كبير‪ ،‬ومن ثم تتعدد المجموعات والفِ رق‬ ‫القادرة على القيادة في العمل التطوعي‪ ،‬الذي‬ ‫َّ‬ ‫المشاركة فيه‪ .‬فماذا عن أهم ِسمات وصفات القائد؟‪ ..‬وما هي أبرز المهارات في قيادة العمل التطوعي؟‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫حسني عبدالحافظ‬ ‫خاص‬

‫‪28‬‬


‫ماهـية الـقيادة‬ ‫يف اأب�س ��ط تعريف لها‪ ،‬ف� �اإن القيادة‪ :‬هي‬ ‫ف ��ن ِ�عل ��م اإدارة اجلماعة‪� ،‬تتع ��دد اأمناطها‬ ‫�تختلف باختلف ال�سخ�سيات �املواقف‪� ،‬ل‬ ‫ُميكن ح�سرها � كما يذهب البع�س � يف منط‬ ‫ال�سخ�سي ��ة الكاريزمي ��ة‪ ،‬التي ُجت ��رب النا�س‬ ‫على اللتفاف حولها‪.‬‬ ‫�على اأر� ��س الواقع‪ ،‬تتعدد �سور القيادة‪،‬‬ ‫ُ�ميكن ح�سرها ِ�سمن اأربع فئات رئي�سة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ اأ َّ� ًل‪ :‬القائ ��د الدكتات ��وري (الت�سلُّط ��ي‬‫� � � التح ُّكمي)‪� :‬ه ��و الذي يق ��وم بفر�س خطة‬ ‫بعينها على اجلماعة‪ ،‬د�ن اإجراء اأي ُمناق�سة‬ ‫حوله ��ا‪� ،‬يت�س ��رف دائم �ً ��ا ب�س ��كل ف ��ردي‪،‬‬ ‫�ي�ستهدف يف املق ��ام الأ َّ�ل اإق�ساء اآراء جميع‬ ‫الأع�س ��اء‪� ،‬اإع ��لء راأيه فق ��ط‪� .‬بالرغم من‬ ‫اأن ��ه ُيظهر �سعيه اجلاد للحف ��اظ على النظام‬ ‫يف اجلماع ��ة‪ ،‬فاإن ��ه ل ُي�ساع ��د كث � ً�را يف حل‬ ‫املُ�س ��كلت‪ ،‬الت ��ي يتع َّر� ��س لها الأع�س ��اء‪ ،‬اأ�‬ ‫حتقيق الأهداف ال ُعليا للجماعة‪.‬‬ ‫� ثاني �ًا‪ :‬القائ ��د البر�قراطي‪� :‬هو منط‬ ‫م ��ن ال�سخ�سي ��ات الر�تيني ��ة‪� ،‬ع ��ادة يخاف‬ ‫امل�سوؤ�لية �الأخطاء‪� ،‬من ثم ي�سعى ب ُكل جهده‬ ‫اإل ��ى اأن تك ��ون اأ�راق ��ه �سليم ��ة‪� ،‬فق �ً ��ا للوائح‬ ‫�التعليم ��ات‪ ،‬د�ن النظ ��ر اإل ��ى م ��دى حتقيق‬ ‫اخلطة على اأر�س الواقع‪ ،‬فهو ل يهتم بالأفكار‬ ‫�الأهداف اجلديدة �اجلريئة‪.‬‬ ‫ ثالث �ً ��ا‪ :‬القائ ��د الفو�س ��وي‪� :‬هو الذي‬‫ُيعط ��ي ا ُ‬ ‫حل ِّري ��ة الكامل ��ة جلمي ��ع اأع�س ��اء‬ ‫اجلماع ��ة‪ ،‬عن ��د هذا احل ��د قد ي ��رى البع�س‬ ‫اأن هذا اأمر جيد‪� ،‬لك ��ن عندما تكون احلرية‬ ‫املمنوحة بل نظ ��ام �ل م�سوؤ�لية �بل اأهداف‬ ‫حقيقي ��ة‪ ،‬فهن ��ا مكم ��ن اخلط ��ر‪ ،‬فاحلري ��ة‬ ‫ف�سدة ُمطل َقة‪.‬‬ ‫املُطل َقة‪َ ،‬م َ‬ ‫ رابع �ً ��ا‪ :‬القائ ��د الدميقراط ��ي‪� :‬ه ��و‬‫ال�س ��ورة الف�سل ��ى للقيادة‪ ،‬حي ��ث ي�سعى اإلى‬ ‫التفاعل مع اأع�ساء اجلماعة‪� ،‬التقرب اإليهم‪،‬‬ ‫�ال�ستم ��اع اإلى م�ساكله ��م‪� ،‬اإجراء املزيد من‬ ‫احلوارات‪� ،‬تبادل الآراء الهادفة معهم‪� ،‬من‬ ‫ثم ُيعطيه ��م �سع ��و ًرا بق�سيته ��م‪� ،‬اأهمية د�ر‬ ‫كل �اح ��د منه ��م‪ ،‬خا�سة اأنهم ي ��ر�ن النتائج‬ ‫الإيجابي ��ة‪ ،‬الت ��ي اأ�سهم ��وا بفاعلي ��ة للو�سول‬ ‫اإليها‪.‬‬ ‫�يف العم ��ل التطوع ��ي‪ ،‬ف� �اإن التح ��دِّ ي‬ ‫الأك ��رب‪ ،‬ال ��ذي يواجه القائ ��د‪ ،‬يتمثل يف مدى‬ ‫ُقدرته �كفاءته بقيادة ثلث مناطق‪ ،‬بطريقة‬

‫ُمتوازي ��ة � ُمتوازن ��ة مع �ً ��ا‪ ،‬م ��ن د�ن اأن يوؤدي‬ ‫اهتمام ��ه باإحداه ��ا اإل ��ى اإهم ��ال الأخ ��رى‪..‬‬ ‫املنطقة الأ�لى‪� ،‬تتمثل يف القدرة على حتديد‬ ‫امله َّم ��ة التطوعي ��ة بو�س ��وح‪ ،‬من خ ��لل ��سع‬ ‫ر�ؤي ��ة َّ‬ ‫جذابة‪� ،‬غ ��ر تقليدي ��ة‪� ،‬ذات اأهداف‬ ‫ُحم ��ددة‪� ،‬تخطيط قابل للتطبي ��ق على اأر�س‬ ‫الواقع‪ ،‬بحيث ي�ستقطب املزيد من املُتطوعني‪،‬‬ ‫من اأج ��ل ا�ستثم ��ار اأ�قاته ��م اخلري ��ة‪ ..‬اأم�َّا‬ ‫املنطق ��ة الثاني ��ة‪ ،‬فتتمث ��ل يف ال ُق ��درة عل ��ى‬ ‫ت�سكي ��ل جمموعة‪ ،‬اأ� فريق عم ��ل‪ ،‬ي�سوده ر�ح‬ ‫الن�سج ��ام‪� ،‬ي�سعى اإلى تهيئة البيئة املُنا�سبة‪،‬‬ ‫ملُبا�سرة �موا�سلة العم ��ل‪� ،‬لي�ست هذه امله َّمة‬ ‫بالي�س ��رة‪ ،‬حي ��ث يت ��درج القائ ��د‪ ،‬ب ��د ًءا من‬ ‫الختبار املنا�سب للأف ��راد‪ ،‬مر� ًرا ب�سهرهم‬ ‫يف بوتقة العمل اجلمعي‪� ،‬جعلهم اأكرث النا�س‬ ‫التم�س ��ك بامله َّم ��ة التطوعي ��ة‪،‬‬ ‫ِحر�س�ً ��ا عل ��ى ُّ‬ ‫�انتهاء بالتقييم �التقومي الدقيق‪ ،‬لأداء فريق‬ ‫العمل‪� .‬تتمثل املنطقة الثالثة‪ ،‬يف مدى اإدراك‬ ‫القائ ��د التطوع ��ي‪ ،‬للحاجة الكامن ��ة لدى ُكل‬ ‫ُمتط ِّوع‪ ،‬م ��ن �راء تط ُّوعه‪ ،‬فق ��د يكون حتقيق‬ ‫امله َّمة اجلماعية‪ ،‬التي تطوع من اأجلها‪ ،‬لي�ست‬ ‫هدف ��ه الوحيد‪� .‬هنا ياأتي د�ر القائد الناجح‪،‬‬ ‫ال ��ذي ُميكنه بح�سه املُره ��ف‪ ،‬اأن يتع َّرف على‬ ‫�سخ�سي ��ات املتطوع ��ني‪� ،‬حاجاتهم الفردية‪،‬‬ ‫�م ��ن ث ��م ُقدرته عل ��ى دع ��م �ت�سجي ��ع هوؤلء‬ ‫املتطوع ��ني على حتقيقها‪ ،‬م ��ن خلل ال ُفر�س‬ ‫املُنا�سب ��ة لهم‪ ،‬الت ��ي متنحهم النم ��و �التط ُّور‬ ‫�حتقيق ما ي�سبون اإليه‪.‬‬ ‫�ضفات القائد يف العمل التطوعي‬ ‫�لكون ��ه يتعام ��ل مبيزان ح�سا� ��س‪ ،‬داخل‬ ‫موؤ�س�ست ��ه اأ� جماعت ��ه‪ ،‬فاإن القائ ��د يف العمل‬ ‫ب�سفات هي‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬ل منا� ��س اأن يتح َّل ��ى ِ‬ ‫من اأ�سا�سي ��ات تاأهيله للقي ��ادة‪�ُ ،‬ميكن اإبراز‬ ‫اأهم هذه ال�سفات‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬ ‫يت�سم بال�سدق �النزاهة‪ ،‬فهما مبثابة‬ ‫حجر الزا�ي ��ة يف البناء املوؤ�س�س ��ي التنظيمي‬ ‫الناج ��ح‪�� ،‬س ��ر دميومت ��ه‪ ،‬اإذ اإن ��ه لك ��ي يتبع‬ ‫الأف ��راد قائده ��م‪ ،‬ل ب ��د اأن يثقوا ثق ��ة كاملة‬ ‫ب�سدق ��ه �تفاني ��ه �التزام ��ه �اأخلق ��ه �قيمة‬ ‫الأ�سلي ��ة ‪ ..‬اإن القادة املُتف ِّتح ��ني �ال�سادقني‬ ‫�الثابت ��ني يف ت�سرفاته ��م الإيجابي ��ة‪ ،‬ه ��م‬ ‫بالتاأكيد الذين ميتلكون املقدرة على التحفيز‪،‬‬ ‫�ب ��ث ر�ح الثقة �الإخل� ��س‪� ،‬اللتزام داخل‬ ‫جماعاتهم‪.‬‬

‫القائد في العمل‬ ‫التطوعي‪ ،‬ال مناص‬ ‫أن يتح َّلى ِ‬ ‫بصفات‬ ‫عديدة وهي من‬ ‫أساسيات تأهيله‬ ‫للقيادة‬

‫امتلك زمام ال ُق ��درة على املخاطرة‬ ‫املح�سوب ��ة‪ ،‬لأن القائد الناجح هو من ُيجازف‬ ‫اإذا احتاج الأمر ذلك‪� ،‬لكن يف اإطار تقديري‬ ‫�ح�س ��اب املخاطر �‬ ‫ُمتكام ��ل لأبعاد املوق ��ف‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫اإن �ج ��دت � �فح�س البدائ ��ل املمكنة بعناية‪،‬‬ ‫�ع ��دم ال�ست�سلم لرتاك ��م معلوماتي ُم�سلل‪،‬‬ ‫بحي ��ث ل يوؤثر على اتخاذ الق ��رار‪ ..‬اإن اأف�سل‬ ‫الق ��ادة‪ ،‬هم الذي ��ن يتع َّلمون م ��ن اأخطائهم‪،‬‬ ‫�يخرج ��ون منه ��ا اأك ��رث اإ�س ��را ًرا �ا�ستع ��دادًا‬ ‫للتحدي القادم‪.‬‬ ‫التف ��ا�ؤل �احلما� ��س‪ ،‬بحي ��ث يك ��ون‬ ‫دافع�ًا للآخرين‪ ،‬للعم ��ل مبزيد من احلما�س‪،‬‬ ‫م ��ع اهتمامهم املُرتف ��ع �اإخل�سه ��م املُنقطع‬ ‫الن¶ري‪ ،‬للن�ساط الذي يقومون به‪ ..‬اإن القائد‬ ‫احلق‪ ،‬ه ��و الذي ل ُير ِّكز عل ��ى امل�ساكل‪ ،‬بقدر‬ ‫تركيزه على حلها‪� ،‬عل ��ى كيفية عمل الأ�سياء‬ ‫�اإجناحه ��ا‪� ..‬ه ��و ُمتفائل دائم�ً ��ا‪ ،‬فل �جود‬ ‫لأدن ��ى درجات الت�سا�ؤم لدي ��ه‪ ،‬فمهما تعقدت‬ ‫اأي ُم�سكل ��ة‪ ،‬يتج ��ه مبا�سرة اإل ��ى اإيجاد حلول‬ ‫لها‪.‬‬ ‫اللت ��زام بالتط ُّور‪ ،‬حي ��ث ُيدرك جيدًا‬ ‫اأن ��ه مهم ��ا اأ�ت ��ي م ��ن ِعل ��م يف جم ��ال عمله‪،‬‬ ‫فاإن ��ه بحاجة اإلى مزيد م ��ن التعلُّم‪� ،‬اكت�ساب‬ ‫اخل ��ربات‪ ،‬فهو ل يتوقف عن اتخ ��اذ الإجراء‬ ‫اللزم للنم ��و ال�سخ�سي �املهن ��ي‪� ،‬التوا�سل‬ ‫م ��ع كل ما ه ��و حديث م ��ن م�س ��ارات �اأد�ات‬ ‫�معلومات‪ ،‬يف عاملي التقنية �اإدارة الأعمال‪..‬‬ ‫اإن اأف�سل القادة‪ ،‬هم الذين ُيدركون اأن البقاء‬ ‫يف طليع ��ة �ظيفتهم اأ� مهنتهم‪ ،‬يتطلب التعلُّم‬ ‫�اكت�ساب اخلربات ب�سورة ُم�ستمرة‪� ،‬من ثم‬ ‫تنمية ال ُقدرة على الكت�ساف �البتكار لديهم‪،‬‬ ‫اإ�ساف ��ة اإل ��ى التحلي ��ل �الرقاب ��ة ال�سخ�سي ��ة‬ ‫امل�ستمرة‪.‬‬ ‫الر�ؤية‪ ،‬يعرف اجتاه بو�سلته بدقة‪ ،‬اإذ‬ ‫ف�سلة‪ ،‬التي حتقق‬ ‫ي�سع ِ‬ ‫اخلطط الوا�سحة �املُ َّ‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪29‬‬


‫قيادة‬

‫الأهداف املرج ��وة‪ ،‬فل �جود للأفكار املُبهمة‬ ‫اأ� الغام�سة لدي ��ه‪� ،‬ل �جود لنتظار �سربات‬ ‫احلظ‪ ،‬فكل �سيء �ا�سح �دقيق‪� ،‬هذا ينعك�س‬ ‫بالتايل على اإلهام الآخرين �اكت�سابهم الر�ؤية‬ ‫الوا�سحة بال �سروط اأو قيود‪.‬‬ ‫العملي ��ة‪� ،‬اإذا كان ل ِغن ��ى عن �جود‬ ‫القي ��م املثالية ل ��دى القائ ��د‪ ،‬فاإن ��ه ل منا�س‬ ‫اأي�س�ً ��ا اأن يت�سم بالواقعي ��ة‪� ،‬يكون على دراية‬ ‫تامة‪ ،‬ب� � ُكل احلقائق التي ت ��د�ر حوله‪� ..‬ثمار‬ ‫�اقعيته‪ُ ،‬ميكن اكت�سافها من خلل القرارات‬ ‫التي يتخذها‪ ،‬وتقييم الن�ساط‪.‬‬ ‫امل�سوؤ�لي ��ة‪ُ ،‬يبدي دائم �ً ��ا � قو ًل �فعلً‬ ‫� � � حت ُّم ��ل م�سوؤ�لي ��ة اأفعال ��ه‪� ،‬ل يتم َّل� ��س من‬ ‫نتائ ��ج اأي ق ��رار اتخذه‪ ،‬فهو ثاب ��ت على اإمتام‬ ‫التزامات ��ه‪� ،‬ل يخ ��ذل فريق ��ه‪ ،‬مهم ��ا كان ��ت‬ ‫الظ ��ر�ف �سعبة‪ ..‬اإن م ��ن اأهم �سفات القائد‬ ‫الناجح‪ ،‬اأنه ل ُيف ِّك ��ر باأ�سلوب ال�سحية‪ ،‬الذي‬ ‫ُيح ِّم ��ل الآخري ��ن م�سوؤ�لية اأخطائ ��ه �قراراته‬ ‫اخلاطئة‪ ،‬بل هو قادر على مواجهة التحديات‬ ‫بل خوف‪.‬‬ ‫العم ��ل ب�سمر �بجد‪ ،x‬فه ��و ل ير�سى‬ ‫بالقليل‪� ،‬اإمنا يبذل املزيد من ا ُ‬ ‫جلهد‪ ،‬بحيث‬ ‫يجعل من نف�سه مثا ًل ُيحتذى‪ ،‬يف اأخلق العمل‬ ‫ال ُعليا‪ .‬اإن ��ه دائم �ًا اأ َّ�ل الوا�سل ��ني اإلى مكتبه‪،‬‬ ‫�اآخر الأ�سخا�س املُغادرين‪ ،‬هو الأكرث اإنتاجية‬ ‫�اإ�سرارا �تفاني�ًا يف العمل‪ ،‬لديه اإح�سا�س قوي‬ ‫بالواج ��ب‪� ،‬معاير عالية للتف� � ُّوق‪ ..‬اإن القائد‬ ‫الناج ��ح‪ُ ،‬يط ِّبق على نف�س ��ه مقايي�س �سادقة‪،‬‬ ‫للعث ��ور عل ��ى اأ�ساليب اأف�س ��ل �اأذك ��ى‪� ،‬اأكرث‬ ‫فاعلية‪ ،‬لإمتام الأ�سياء‪.‬‬ ‫الثق ��ة بالنف� ��س‪� ،‬هي ِ�سف ��ة ُمتقدمة‬

‫‪30‬‬

‫إن القاﺋد في العمل‬ ‫الخيري‪ /‬التطوعي‪ ،‬هو‬ ‫المتحكﱢم‬ ‫ُقبطان السفينة‪ُ ،‬‬ ‫في مقودها‪ ،‬للوصول‬ ‫إلى هدفه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ُيصبﺢ من الضروري اختيار‬ ‫القائم بأعمال القيادة‪،‬‬ ‫وفقــًا الشتراطات ومعايير‬ ‫ُمحددة‬

‫من �سف ��ات القائد‪ ،‬اإذ يجب اأن يكون �اث ًقا‬ ‫ك�سب ��ه اجلراأة‬ ‫بنف�س ��ه ثقة كامل ��ة‪� ،‬ذلك ُي ِ‬ ‫�قوة الإرادة‪� ،‬من ث ��م النطلق نحو اآفاق‬ ‫امل�ستقبل‪ ..‬اإن القائ ��د الناجح‪ ،‬ل يتم َّرغ يف‬ ‫ال�سفقة على ذاته‪ ،‬اأ� بالندم على اأخطائه‪،‬‬ ‫��سكوكه املا�سية‪.‬‬ ‫ال ��ذكاء العاطف ��ي‪ُ ،‬مفت ��اح رئي� ��س‬ ‫ل�سخ�سي ��ة القائ ��د‪ ،‬يف العم ��ل اخل ��ري‬ ‫‪ /‬التطوع ��ي‪ ،‬ال ��ذي ه ��و بالأ�سا� ��س عم ��ل‬ ‫اإن�س ��اين‪ /‬اإمنائ ��ي‪ /‬اإغاث ��ي‪ ..‬اإذ يفت ��ح له‬ ‫الطريق نح ��و التوا�سل اجليد مع الآخرين‪،‬‬ ‫يف جو ي�سوده ال ��ود‪ ،‬اإلى جانب ال ُقدرة على‬ ‫قراءة �حتليل املواقف �العلقات‪� ،‬الرتكيز‬ ‫على اجلوانب الإيجابية‪ ،‬باعتبارها مدخ ًل‬ ‫لر�سم خارطة طريق‪ُ ،‬ميكن اأن ُيع َّول عليها‬ ‫يف العمل الإن�س ��اين‪ ،‬مع البتعاد متام�ًا عن‬ ‫اأي ت�سرفات �سلبية‪ُ ،‬حم ِّطمة للذات‪.‬‬ ‫ال ُق ��درة عل ��ى جذب الآخري ��ن‪ ،‬اإذ‬ ‫يك ��ون ُحمفزًا ل�ستقطاب مزيد من الأفراد‬ ‫للعم ��ل مع ��ه‪� ،‬جعله ��م يبذل ��ون اأف�س ��ل ما‬

‫عنده ��م‪ .‬اإلى جانب ذل ��ك‪ ،‬فاإنه ل يبخل على‬ ‫ت�سجيع طم ��وح اأف ��راد فريقه عل ��ى اأن يكونوا‬ ‫قياديني‪�ُ ،‬مي ِّكن املُتميزين منهم‪ ،‬للو�سول اإلى‬ ‫منا�سب اأعلى‪ُ � ،‬يعطيهم امل�سوؤ�لية يف العمل‪..‬‬ ‫اإن القائ ��د الناجح‪ ،‬هو من يج ��ذب الآخرين‪،‬‬ ‫�يدفعه ��م اإل ��ى الأم ��ام‪� ،‬ي�س ��د عل ��ى اأيديهم‬ ‫للو�سول اإلى م�ستويات اأداء ُمرتفعة‪ ،‬مبا ُيحقق‬ ‫الفائدة على منظومة العمل املوؤ�س�سي قاطبة‪.‬‬ ‫مهارات القيادة‬ ‫ترتب ��ط مه ��ارات القي ��ادة يف العم ��ل‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬ارتباط�ًا �ثيق�ً ��ا ب�سخ�سية القائد‪،‬‬ ‫�م ��دى تكام ��ل �سفات ��ه الذاتي ��ة‪� ،‬م ��ن اأه ��م‬ ‫املهارات‪ ،‬التي يجب اأن تتوافر يف القيادة‪:‬‬ ‫مهارات الت�سال‪� ،‬تت�سمن‪:‬‬ ‫ مهارة ال�ستماع الفعل ��ي �مهارة قيادة‬‫احل ��وار‪ ،‬مع فريق املتطوع ��ني‪� ،‬اجلهات ذات‬ ‫العلق ��ة‪ ،‬ح ��ول املوا�سي ��ع املُتع ِّلق ��ة بتفا�سيل‬ ‫امل�سر�ع التطوعي‪ ،‬اأ� عند متثيل فريق العمل‪،‬‬ ‫اأمام اجلهات الر�سمية �املجتمعية‪.‬‬ ‫مهارات العمل اجلماعي‪� ،‬تت�سمن‪:‬‬ ‫مه ��ارة بناء فري ��ق العم ��ل‪ ،‬اإذ اإن ت�سكيل‬ ‫الفري ��ق‪� ،‬توافق اأف ��راده‪ُ ،‬يف�س ��ي دائم�ًا اإلى‬ ‫جناح امل�سر�ع �مهارة التعامل مع ال�سراعات‪.‬‬ ‫مهارات حتديد الأهداف‪� ،‬ت�سمل‪:‬‬ ‫ مهارة جمع املعلومات‪.‬‬‫ مهارة حتديد الحتياجات‪.‬‬‫ مهارة حتليل املعلومات‪.‬‬‫ مهارة ترتيب الأ�لويات‪.‬‬‫ مهارة �سياغة الأهداف‪.‬‬‫مهارات التخطيط‪� ،‬ت�سمل‪:‬‬ ‫ مهارة حتديد الأن�سطة �الأ�ساليب التي‬‫�ستُ�ستخدم يف التنفيذ‪.‬‬ ‫ مه ��ارة ��س ��ع امليزاني ��ة‪ ،‬مب ��ا يف ��ي‬‫باأ‪Z‬را�‪ ¢‬الن�ساط‪.‬‬ ‫ مهارة ��سع اخلطة الزمنية امللئمة‪.‬‬‫مهارات الإر�ساد �التوجيه‪� ،‬ت�سمل‪:‬‬ ‫مهارة حل امل�سكلت‪� ،‬فق اآليات مرنة‪.‬‬ ‫مهارة اتخاذ الق ��رار املُنا�سب‪ ،‬يف الوقت‬ ‫املنا�سب‪.‬‬ ‫مهارات الإ�سراف �املتابعة‪� ،‬ت�سمل‪:‬‬ ‫ مهارة التقييم‪.‬‬‫ مهارة كتابة التقارير‪.‬‬‫مهارات اإدارة الجتماعات‪� ،‬ت�سمل‪:‬‬ ‫‪ -‬مهارة الإعداد اجليد للجتماع‪.‬‬


‫ مهارة تن�شيط احلوار‪.‬‬‫ مه ��ارة التعامل مع املُ�شكالت الطارئة‪،‬‬‫�أثناء االجتماع‪ ،‬وتق ُّبل النقد الب َّناء‪.‬‬ ‫وكان ��ت درا�س ��ة حديثة‪ ،‬ق ��د �أف�ضت �إلى‬ ‫�أن ��ه من �أه ��م العوام ��ل التي ت�ساع ��د املُنظمة‬ ‫التطوعي ��ة‪ ،‬يف التوظي ��ف الف َّع ��ال‪ ،‬لإمكانيات‬ ‫القائ ��د يف العم ��ل التطوع ��ي‪ ،‬ت�صنيف طبيعة‬ ‫امل�شروع التطوعي‪ ،‬ومدى مالءمته لإمكانيات‬ ‫املُتط� � ِّوع‪ ،‬و�أن ثم ��ة �أ�سالي ��ب ُمتع ��ددة‪ ،‬للقيام‬ ‫بذل ��ك الت�صنيف‪ ،‬ما يه ��م القائد منها ب�شكل‬ ‫رئي�سي‪ ،‬هو ت�صنيف امل�شروع من حيث‪:‬‬ ‫املُ� �دَّة الزمني ��ة‪( :‬ه ��ل م ��دة امل�شروع‬ ‫التطوعي‪ ،‬ق�صرية امل ��دى‪� ،‬أم طويلة املدى؟‪..‬‬ ‫هل ُيق ��ام امل�شروع مل َّرة واح ��دة‪� ،‬أم �أنه �س ُيقام‬ ‫ب�صفة م�ستمرة؟)‪.‬‬ ‫والت�صني ��ف ح�س ��ب امل ��دة الزمنية‪ُ ،‬مهم‬ ‫ج� �دًا‪ ،‬ك ��ون �أن ُكل الق ��ادة لي�س ��وا �س ��واء‪ ،‬يف‬ ‫ال ُقدرة عل ��ى �إدارة امل�شاريع طويلة املدى‪ ،‬لأن‬ ‫بع�ضهم ُي ِّ‬ ‫ف�ضل امل�شاريع ق�صرية املدى‪ ،‬وذات‬ ‫امل ��رة الواحدة‪ ،‬التي تظه ��ر نتائجها مع نهاية‬ ‫امل�شروع‪.‬‬ ‫م ��دى تو ُّفر التخ�ص�ص‪ :‬ففي امل�شاريع‬ ‫التي تتبناها املُ َّ‬ ‫نظمة التطوعية‪ ،‬ال بد �أن تكون‬ ‫�إدارة املنظمة قادرة على حتديد التخ�ص�ص‪،‬‬ ‫الذي ُيجيد فيه القائد‪ ،‬وفقــًا لطبيعة امل�شروع‪،‬‬ ‫فتل ��ك املعرف ��ة والتحدي ��د لهما �أث ��ر كبري يف‬ ‫جن ��اح امل�ش ��روع التطوع ��ي‪ ..‬فك ��م م ��ن قادة‬ ‫ف�شل ��وا يف �إدارة امل�شاري ��ع التطوعي ��ة‪ ،‬ب�سبب‬ ‫التوظي ��ف اخلاط ��ئ ل ُقدراته ��م‪ ،‬ومهاراتهم‪،‬‬ ‫وتخ�ص�صاتهم‪.‬‬ ‫خامتة‬ ‫�إن القائ ��د يف العمل اخلريي‪ /‬التطوعي‪،‬‬ ‫ه ��و ُقبط ��ان ال�سفين ��ة‪ ،‬املُتح ِّك ��م يف مقودها‪،‬‬ ‫للو�ص ��ول �إل ��ى هدف ��ه‪ ،‬وم ��ن ث ��م ُي�صب ��ح من‬ ‫ال�ض ��روري اختيار القائ ��م ب�أعم ��ال القيادة‪،‬‬ ‫وفقــً ��ا ال�شرتاط ��ات ومعاي�ي�ر محُ ��ددة‪ ،‬ف�إيل‬ ‫جان ��ب �شخ�صيت ��ه‪ ،‬وم ��ا يتواف ��ر فيه ��ا م ��ن‬ ‫ِ�سم ��ات وخ�صال‪ ،‬يجب النظر �إلى مدى توافر‬ ‫ال ُقدرات ومهارات القيادة لديه‪.‬‬ ‫وتقدي ��ر القادة يف العم ��ل التطوعي‪ ،‬من‬ ‫ِقب ��ل �إدارة امل�ؤ�س�س ��ة‪� ،‬أو املنظم ��ة التطوعية‪،‬‬ ‫م ��ن الأم ��ور الت ��ي يج ��ب �أن حتظ ��ى بالعناية‬ ‫واالهتم ��ام‪ ،‬فالتقدي ��ر ه ��و دائمــً ��ا مبثاب ��ة‬ ‫الداف ��ع القوي‪ ،‬ملزيد م ��ن العطاء‪ ،‬وثمة ثالثة‬

‫اعتبارات حول معنى التقدير‪:‬‬ ‫االعتب ��ار الأول‪� :‬أن يك ��ون التقدي ��ر ِ�صف ��ة‬ ‫ُمالزمة يف بيئة املُ َّ‬ ‫نظمة‪ ،‬ويف �أ�سلوب �إدارتها‪.‬‬ ‫االعتبار الثاين‪ :‬لي�س التقدير واج ًبا �إدار ًيا‪،‬‬ ‫و�إمنا هو م�شاعر �صادق ��ة‪ ،‬مملوءة بجمال الت�أثري‪،‬‬ ‫تمُ ار�سها �إدارة املُ َّ‬ ‫نظمة جتاه املُتطوعني‪.‬‬ ‫االعتبار الثالث‪ :‬ليكن التقدير للأ�شخا�ص‪،‬‬ ‫ولي�س للأعم ��ال‪ ،‬فالقادة يف العم ��ل التطوعي‪ ،‬هم‬ ‫من ي�صنع ��ون العالمة الفارق ��ة‪ ،‬يف تاريخ املنظمة‬ ‫التطوعية‪.‬‬

‫ترتبط مهارات‬ ‫القيادة في العمل‬ ‫التطوعي‪ ،‬ارتباطـًا‬ ‫وثيقـًا بشخصية‬ ‫القائد‪ ،‬ومدى‬ ‫تكامل صفاته‬ ‫الذاتية‬

‫التطوع مفهوم وأساسيات وصور وشروط‬ ‫مفاهيم عامة حول التطوع‪:‬‬ ‫ــ لفتة حانية �صادرة من قلب‪.‬‬ ‫ــ ن�شر الدفء والطم�أنينة لأخ حمروم‪.‬‬ ‫ــ بعث البهجة يف قلب �إن�سان ُيعاين ال�ضيق‪.‬‬ ‫ــ �أ�سمى معاين امل�شاركة بني الإن�سان و�أخيه الإن�سان‪.‬‬ ‫ق ��د يك ��ون التطوع بتقدمي �أُذن �صاغي ��ة‪� ،‬أو يد حانية‪� ،‬أو ن�صيح ��ة �صادقة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫بتقدمي كوب ماء ملري�ض‪� ،‬أو وجبة طعام لفقري‪� ،‬أو ت�ضميد ُجرح ُم�صاب‪� ،‬أو ُم�ساعدة‬ ‫ُمعاق‪� ،‬أو قيادة �سيارة �إ�سعاف‪� ،‬أو �إنقاذ �إن�سان يف خطر‪� ،‬أو توفري ُفر�صة عمل ملحتاج‪،‬‬ ‫�أو تنظيم وجتميل حي‪� ،‬أو تدبري ومتويل مل�شروع‪� ،‬أو توعية ووقاية من �أمرا�ض معينة‪.‬‬ ‫تعريف املتطوع‪:‬‬ ‫اخلدمة‬ ‫ه ��و من مين ��ح نف�س ��ه ووقته وجه ��ده بكامل �إرادت ��ه‪ ،‬لأي �ش ��كل من �أ�ش ��كال ِ‬ ‫للآخرين‪� ،‬أو املجتمع‪ ،‬بدون �سعي للك�سب املادي‪ .‬ويف تعريف �آخر‪ :‬هو �أي ُجهد يبذله‬ ‫الفرد‪ ،‬دون توقيع عقد مادي‪ ،‬بهدف املُ�شاركة يف حت ُّمل م�س�ؤولياته جتاه املجتمع‪ ،‬من‬ ‫�أجل املُ�ساعدة يف حل ُم�شكالته‪ ،‬وحتقيق طموحاته‪.‬‬ ‫�أ�سا�سيات التطوع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ــ حب اخلري للآخرين ــ امل�شاركة ــ الت�ضحية ــ العطاء ــ االلتزام ــ حت ُّمل امل�س�ؤولية‪.‬‬ ‫الأ�شكال التي يمُ كن التطوع بها‪:‬‬ ‫ التطوع با ُ‬‫جلهد ــ التطوع بالوقت ــ التطوع باخلربة ــ التطوع باملال ــ التطوع بالعناية‬ ‫والعاطفة ــ التطوع بال ِفكر (الأفكار)‪.‬‬ ‫�شروط الن�شاط التطوعي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ ال يكون �إجبار ًيا‪� ،‬أي �أنه بكامل �إرادة الإن�سان‪ ،‬بغر�ض امل�شاركة �أو املعاونة يف العمل‬‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ــ بدون �سعي للك�سب املادي‪.‬‬ ‫زاحا �أو لع ًبا‪.‬‬ ‫م‬ ‫ولي�س‬ ‫ــ عمل واجتهاد والتزام‪،‬‬ ‫ُ ً‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪31‬‬


‫أجيال‬

‫ﻛﻴﻒ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻫﺎدﺋﺔ؟!‬

‫الـمـراهـقـة‪..‬‬ ‫ُ‬

‫مـرحـلـة الـخـروج مـن ُعـنـق الـزجـاجـة‬ ‫المتغ ِّيرات‬ ‫المراهقة‪ ،‬أخطر المراحل في مشوار حياة اإلنسان قاطبة‪ ،‬كونها تتسم بالعديد من ُ‬ ‫تمﺜل ُ‬ ‫البيولوجية والسيكولوجية‪ ،‬التي ُتشكِّل المالمح الرئيسة للجسد‪ ،‬بما فيه من أجهزة وأعضاء‪ ،‬وكذا‬ ‫الحالة النفسية والمزاجية‪ .‬ويرى كثير من العلماء‪ ،‬من خالل نتائج بحثية توصلوا إليها‪ ،‬أن مرور‬ ‫المستقبلية‪ ،‬وتحقيق‬ ‫المراهق بهدوء وسالم‪ ،‬خالل هذه المرحلة‪ُ ،‬يعد انطالقــًا لحياته السوية ُ‬ ‫مزيدا من الجهود داخل العائلة‪ ،‬من قِ بل الوالدين واإلخوة‬ ‫ذلك ليس باألمر السهل‪ ،‬حيث يتطلب‬ ‫ً‬ ‫واألقارب‪ ،‬ومن خارجها أيضــًا من قِ بل مؤسسات الرعاية االجتماعية‪ ،‬ووسائل التوعية واإلعالم‬ ‫والشخصيات العامة‪ ،‬التي يجب أن تكون ُقدوة حسنة‪ ،‬ومثالً ُيحتذى‪ ،‬في أعمالها وسلوكياتها‪،‬‬ ‫والتمرد على التقاليد‪ .‬فهل نستطيع أن نخرج أبناءنا المراهقين‬ ‫فالمراهق دائمــًا يرغب في التقليد‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫والمتغيرات‬ ‫من مرحلة عنق الزجاجة‪ ،‬التي تتسم بمزيد من الضغوط النفسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الجسدية‪ ،‬بهدوء وسالم؟ بالتأكيد‪ ..‬نعم‪ .‬ولكن كيف؟‬ ‫فاﻃمة البغدادي‬ ‫جدة‬

‫‪32‬‬


‫يقول �أجنل�سن يف تعريفه لها‪� :‬إن املراهقة‬ ‫‪ ،ADOLESCERE‬هي مرحلة االنتقال ال�صعب‪،‬‬ ‫التي ُي�صبح فيها الفتى املراهق رج ًال‪ ،‬وت�صبح‬ ‫راهقة ام ��ر�أة‪ ..‬ويحدث فيها الكثري‬ ‫الفت ��اة املُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫من التغيرُّ ات‪ ،‬التي تط ��ر�أ على وظائف الغدد‬ ‫اجلن�سي ��ة‪ ،‬والتغ�ي�رات العقلي ��ة واجل�سمي ��ة‪،‬‬ ‫وال يح ��دث ذلك يف وقت ثابت ل ��دى اجلميع‪،‬‬ ‫بل يكون النم ��و يف �أوقات مخُ تلف ��ة‪ ،‬للوظائف‬ ‫املختلف ��ة‪ ،‬وم ��ن ثم ف� ��إن مرحل ��ة املراهقة‪ ،‬ال‬ ‫يمُ ك ��ن �أن تكون لها حدود و�ضعي ��ة ُمن�ضبطة‪،‬‬ ‫�أو ُمتع ��ارف عليه ��ا تقلي� �دًا بني العلم ��اء‪ ،‬و�إن‬ ‫كان ��وا ير�صدون حدودها ما بني الثانية ع�شرة‬ ‫واحلادي ��ة والع�شري ��ن بالن�سب ��ة للذكور‪ ،‬ومن‬ ‫الثالثة ع�شرة �إلى الثاني ��ة والع�شرين بالن�سبة‬ ‫للإناث‪ ،‬ومن ثم ف�إنها مرحلة ممُ تدة‪ ،‬وت�شمل‬ ‫نح ��و �أحد ع�شر عامــًا‪ ،‬م ��ن ُعمر الإن�سان‪ ،‬مع‬ ‫�ض ��رورة الإ�شارة �إل ��ى �أن ال ُن�ضج اجلن�سي‪ ،‬ال‬ ‫يعن ��ي بال�ضرورة و�صول الف ��رد �إلى الن�ضج يف‬ ‫الوظائ ��ف الأخ ��رى‪ ،‬كالن�ض ��ج العقل ��ي مث ًال‪،‬‬ ‫حيث يتعينَّ على الف ��رد �أن يتع َّلم الكثري‪ ،‬حتى‬ ‫ُي�صب ��ح را�شدًا نا�ضجــًا‪ ،‬وه ��ذا ما جعل كث ًريا‬ ‫م ��ن العلم ��اء ينعتون مرحل ��ة املراهق ��ة ب�أنها‬ ‫املرحل ��ة الفا�صلة بني الطفول ��ة وال ُر�شد‪ ..‬ويف‬ ‫حديث ��ه عنها‪ ،‬يق ��ول الفريد �سانتو� ��س‪�“ :‬إنها‬ ‫مرحل ��ة فري ��دة بذاته ��ا‪ ،‬تت�ص ��ف بال�سلبيات‬ ‫الكث�ي�رة‪ ،‬والإيجابيات القليل ��ة‪ ،‬وللأ�سف ف�إن‬ ‫ُمعظم الأُ�سر ال يعريون هذه املرحلة االهتمام‬ ‫ال ��كايف‪ ،‬وال يدرك ��ون �أنه ��ا مرحل ��ة خط�ي�رة‪،‬‬ ‫كونه ��ا ت�ؤ�س�س للمراحل العمرية املُقبلة للفرد‪،‬‬ ‫وتر�سم اخلطوط العري�ضة ل�شخ�صيته”‪.‬‬ ‫ت�صنيف املُراهقة‬ ‫ولي� ��س املراهق ��ون �س ��واء‪ ،‬يف املظاه ��ر‬ ‫والظواهر التي تنتابهم‪ِ ،‬خالل فرتة املراهقة‪،‬‬ ‫لذل ��ك ذه ��ب علم ��اء النف� ��س �إل ��ى ت�صني ��ف‬ ‫املراهقة‪� ،‬ضمن �أمن ��اط و�أنواع خمتلفة‪ ،‬ولعل‬ ‫م ��ن �أ�شهر هذه الت�صنيفات‪ ،‬ما يجعلها ِ�ضمن‬ ‫الأمناط التالية‪:‬‬ ‫ املراهق ��ة االن�سحابي ��ة‪ /‬االنطوائي ��ة‪،‬‬‫( ُي�سميه ��ا البع� ��ض باملراهق ��ة االنعزالي ��ة)‪:‬‬ ‫حي ��ث يك ��ون املراه ��ق �أو املراهق ��ة يف حال ��ة‬ ‫رغب ��ة �شدي ��دة يف االنكف ��اء عل ��ى ال ��ذات‪،‬‬ ‫وال ُبع ��د عن الأه ��ل والأقارب‪ ،‬وك ��ذا العزوف‬ ‫عن �إقامة عالقات اجتماعي ��ة‪ ..‬وهذا النمط‬ ‫م ��ن املراهق ��ة‪� ،‬إذا مل يلقَ الرعاي ��ة والتدخل‬

‫والنف�سية‪ ،‬يف درجاتها احلادة (الهي�سرتيا)‪.‬‬ ‫ املراهق ��ة املُتك ِّيف ��ة �أو الهادئ ��ة‪ :‬وه ��ي‬‫جيدا‬ ‫ال مناص أن نُدرك‬ ‫ً‬ ‫راهق ��ة بالطبع‪،‬‬ ‫الت ��ي مير بها املراه ��ق‪� ،‬أو املُ ِ‬ ‫العوامل والمؤثرات‬ ‫دون �أي عوار�ض نف�سي ��ة‪� ،‬أو على الأ�سو�أ تكون‬ ‫التي تشكل فترة‬ ‫العوار�ض يف َحدِّ ه ��ا الأدنى‪ ،‬ومن ثم ال ت�سبب‬ ‫المراهقة‪ ،‬وتلقي‬ ‫للأه ��ل �أو املراهق على حد �سواء �أي تداعيات‬ ‫بتداعياتها على شخصية‬ ‫�سلبية‪ ،‬حيث يك ��ون اال�ستقرار العاطفي �سيدًا‬ ‫المراهق‬ ‫للموقف‪ ،‬وال وجود لأي توترات انفعالية حادة‪،‬‬ ‫العالجي املُنا�سب‪ ،‬ويف الوقت املنا�سب‪� ،‬سواء والعالق ��ات م ��ع الأهل والأق ��ارب والأ�صدقاء‪،‬‬ ‫الإر�شاد االجتماعي �أو العالج النف�سي‪ ،‬تظهر يف م�ساره ��ا ال�صحي ��ح‪ ..‬وه ��ذا النم ��ط م ��ن‬ ‫تر�سبات ��ه‪ُ ،‬ملت�صق ��ة بال�شخ�صية‪ ،‬املراهقة‪ ،‬هو الذي ن�سمو �إليه‪.‬‬ ‫كث�ي�ر م ��ن ُّ‬ ‫حت ��ى بعد انق�ضاء ف�ت�رة املراهقة‪ ،‬حيث تبدو‬ ‫مظاهر اخلج ��ل وال�سلبية‪ ،‬وال�شعور بالنق�ص‪ ،‬العوامل امل�ؤثرة يف �صياغة املراهقة‬ ‫ولكي ن�أخذ بيد املراهق‪ ،‬ونن ِقذه من وحل‬ ‫وعدم التواف ��ق االجتماعي‪ .‬ي�س ��ري هذا على‬ ‫الفت ��ى والفت ��اة‪� ،‬إ َّال �أن ��ه لدى الفتي ��ات تزداد اال�ضطراب ��ات ال�سلوكية‪ ،‬الت ��ي تت�سم بها هذه‬ ‫�أح�ل�ام اليقظ ��ة‪ ،‬والإ�س ��راف يف الهواج� ��س‪ ،‬املرحلة‪ ،‬ون�صل به �إلى �شاطئ الأمان النف�سي‬ ‫على نح ��و �أكرب‪ ..‬وغالبــًا ما يوجد هذا النمط والعاطفي‪ ،‬ال منا� ��ص �أن ُندرك جيدًا العوامل‬ ‫تزمت ��ة‪ ،‬الت ��ي ال تقيم ح ��وا ًرا مع وامل�ؤثرات الت ��ي ت�شكل ف�ت�رة املراهقة‪ ،‬وتلقي‬ ‫يف الأُ�س ��ر املُ ِّ‬ ‫�أبنائها‪ ،‬فق ��ط تفر�ض �أوامره ��ا‪ ،‬وعلى االبن بتداعياتها على �شخ�صية املراهق‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ املُحي ��ط البيئ ��ي‪ ،‬وقي ��م و�أخالقي ��ات‬‫الطاع ��ة العمياء‪ ،‬وهنا مكم ��ن اخلطر‪ ،‬الذي‬ ‫املجتم ��ع‪ :‬وهذه م ��ن العوامل الت ��ي تلعب دو ًرا‬ ‫يزيد من ا�ضطراب املراهق‪.‬‬ ‫رئي�س ��ا‪ ،‬يف ر�س ��م مالم ��ح ف�ت�رة املراهق ��ة‪،‬‬ ‫رهق ��ة‬ ‫ املراهق ��ة العدواني ��ة‪ :‬وه ��ي ُم ِ‬‫ً‬ ‫و�صعب ��ة للأه ��ل واملراه ��ق عل ��ى ح ��د �س ��واء‪ ،‬وتداعياتها على املراهق‪ ،‬ويمُ كن �أن ندركها من‬ ‫حي ��ث تب ��دو على �شخ�صي ��ة املراه ��ق مظاهر خالل االجتاهات ال�سائدة يف و�سائل الإعالم‪،‬‬ ‫ال ُعن ��ف للآخري ��ن‪ ،‬ويكون الت�ص� � ُّرف يف كثري ومدى م�ساحة ا ُ‬ ‫حلرية امل�سموح بها يف املجتمع‪،‬‬ ‫من الأحيان بعدواني ��ة‪ ،‬وافتعال امل�شاكل لأتفه واملُنتدي ��ات الثقافي ��ة واالجتماعي ��ة‪ ..‬وكانت‬ ‫الأ�سب ��اب‪ ،‬و ُيب ��دي املراهق مت� � ُّردًا على �أهله‪ ،‬درا�س ��ة علمية حديثة‪ ،‬حول مدى ت�أثر املراهق‬ ‫وال ي�سم ��ع ن�صائح �أهله‪ ،‬بل يكون �سريع النفور بالبيئ ��ة واملجتمع املحيط‪ ،‬ق ��د �أف�ضت �إلى �أن‬ ‫منهم‪ ،‬ورمبا ي�ت�رك املنزل‪ ..‬وهذا النمط من البيئة املُنف ِتحة ب�شكل كبري للحرية يف العالقة‬ ‫املراهق ��ة خط�ي�ر‪ ،‬ويجب التعام ��ل معه بحذر ب�ي�ن اجلن�س�ي�ن‪ ،‬التي ُتعط ��ي قوانينه ��ا احلق‬ ‫�شدي ��د‪ ،‬ول ��دى املراهق ��ات يك ��ون املي ��ل �إل ��ى يف حري ��ة انف�ص ��ال الأبن ��اء‪ ،‬يف ِ�س ��ن ُمب ِّكرة‪،‬‬ ‫الت�ش ُّبه بال�سي ��دات‪ ،‬ومجُ اراتهن يف �سلوكهن‪ ،‬ع ��ن �آبائهم‪ ،‬تت�سم فيها ـ� �ـ غالبــــًا ــ ت�صرفات‬ ‫ويف �أزيائهن‪ ،‬وقد لوحظت هذه الظواهر لدى املراهق بالتناق�ض ��ات ال�شديدة‪ ،‬التي ي�صعب‬ ‫املراهق�ي�ن يف الأ�سر غ�ي�ر املُرتابطة �أكرث من التح ُّك ��م فيها‪ ،‬ويمُ كن �أن نرى ذلك بو�ضوح يف‬ ‫ظاه ��رة تقليد ت�صرفات اجلن� ��س الآخر‪ ،‬ك�أن‬ ‫غريها‪.‬‬ ‫ املراهقة املُنحرفة‪ :‬وهي النمط الأخطر تق ��وم املراهقات بتقليد الرجال يف حركاتهم‪،‬‬‫عل ��ى الإط�ل�اق‪ ،‬كونه ��ا جتم ��ع ب�ي�ن النمطني ومالب�سه ��م‪ ،‬وحت ��ى الألع ��اب اخلا�ص ��ة بهم‪،‬‬ ‫ال�سابق�ي�ن‪ ،‬حي ��ث يك ��ون املراه ��ق ُمن�سحبــً ��ا ويف املُقاب ��ل يق ��وم املراهقون الذك ��ور‪ ،‬بتقليد‬ ‫وعدوانيــً ��ا يف نف� ��س الوق ��ت‪ ،‬و�إذا مل يك ��ن الن�س ��اء يف حركاته ��م‪ ،‬والإك�س�س ��وارات التي‬ ‫التدخ ��ل �سري ًعا‪ ،‬واملُعاجل ��ة على نحو �صحيح‪ ،‬ي�ستخدمونها‪ ،‬ومن ثم ينتقل الفتى من مرحلة‬ ‫ف� ��إن احلال ��ة قد ت�ص ��ل �إل ��ى الإ�صاب ��ة ب�ألوان املراهق ��ة‪ ،‬وق ��د الت�صقت به �صف ��ات امليوعة‪،‬‬ ‫ُمتباين ��ة من ال�سلوكي ��ات الأخط ��ر انحرافــًا‪ ،‬وع ��دم ال ُق ��درة على حتم ��ل امل�س�ؤولية‪ ..‬عك�س‬ ‫كالإدم ��ان عل ��ى املخ ��درات‪� ،‬أو ال�سرق ��ة‪� ،‬أو ذلك جنده يف بيئ ��ة‪ ،‬ومحُ يط مجُ تمعي‪ ،‬يت�سم‬ ‫االن�ضم ��ام �إل ��ى الت�شكي�ل�ات ال ِع�صابي ��ة‪ ،‬مع باحلري ��ة امل�س�ؤول ��ة‪� ،‬أو بالأح ��رى املُن�ضبطة‪،‬‬ ‫احتمالي ��ة كبرية للإ�صاب ��ة بالأمرا�ض العقلية التي ُت�ساهم ب�ش ��كل ُمبا�شر‪ ،‬وعلى نحو فاعل‪،‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪33‬‬


‫أجيال‬

‫يف ال�ضب ��ط التلقائ ��ي لت�صرف ��ات و�سلوكي ��ات‬ ‫املراهق‪.‬‬ ‫ الرتبي ��ة الأُ�سري ��ة‪� :‬إذ �إن ِحر�ص الأهل‬‫عل ��ى التق� � ُّرب م ��ن �أبنائه ��م‪ ،‬وال�سع ��ي �إل ��ى‬ ‫تربيتهم على نحو جيد‪ُ ،‬منذ نعومة �أظافرهم‪،‬‬ ‫له بال ��غ الأثر يف ر�سم خارطة طريق �سلوكيات‬ ‫املراه ��ق‪ ،‬وق ��د تب�َّي�نَّ �أن م�ست ��وى الثقاف ��ة‬ ‫الت ��ي و�ص ��ل �إليها الأب ��وان‪ ،‬وم ��دى تعليمهما‪،‬‬ ‫وخربتهم ��ا يف احلياة االجتماعي ��ة‪ ،‬له مردود‬ ‫طي ��ب يف ُح�سن ا�ستيع ��اب املراه ��ق‪ .‬فالأبوان‬ ‫املُثقفان‪ ،‬ناهيك عن الإخوة الكبار‪ ،‬هم الأكرث‬ ‫ُق ��درة على التعامل مع املراه ��ق‪ ،‬بعك�س من ال‬ ‫يتمتع ��ون بالثقافة‪� ،‬أو امل�ست ��وى العلمي اجليد‪،‬‬ ‫فه ��م �أقل �إدراكـًا وفهمـًا ملعن ��ى املراهقة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم �سوف يكون ت�أثريهم الإيجابي �أقل‪.‬‬ ‫ م�ؤث ��رات وراثي ��ة (نف�سي ��ة وج�سدية)‪:‬‬‫وه ��ي تتعلق مب ��دى ال�سرع ��ة الت ��ي ت�ستغرقها‬ ‫املُتغ�ِّي�رِّ ات اجل�سمي ��ة واجلن�سي ��ة والنف�سي ��ة‪،‬‬ ‫الت ��ي ت�سيطر على فرتة املراهق ��ة‪ ،‬وما يرتتب‬ ‫عليها‪ ،‬من ظه ��ور حاجات واهتمامات جديدة‬ ‫للمراه ��ق‪ ..‬لقد �أثبتت غ�ي�ر درا�سة علمية‪� ،‬أن‬ ‫العام ��ل الوراثي ل ��ه ت�أثري ِن�سب ��ي يف املتغريات‬ ‫ال�سلوكية واجل�سمية‪ ،‬التي تظهر على املراهق‪،‬‬ ‫و ُكلما كان تاريخ الأبوين خال ًيا من الإ�شكاليات‬ ‫النف�سية واجل�سدية‪� ،‬ساعد ذلك يف جعل فرتة‬ ‫املراهق ��ة �أك�ث�ر ه ��دو ًءا‪ ،‬ومت ��ر ا�ضطراباته ��ا‬ ‫ب�سالم‪.‬‬ ‫والرف ��اق‪ :‬وه ��م الذي ��ن‬ ‫ الأ�صدق ��اء ِ‬‫يخالطهم ويداوم معه ��م املراهق‪ ،‬خالل وقت‬ ‫الدرا�س ��ة‪� ،‬أو يف الأماكن العامة‪ ،‬مثل النوادي‬

‫‪34‬‬

‫و ِف ��رق الك�شاف ��ة ونح ��و ذل ��ك‪ ،‬وه� ��ؤالء له ��م‬ ‫ت�أث�ي�ر يج ��ب �أن ال ُي�ستهان به عل ��ى الإطالق‪،‬‬ ‫يف �شخ�صي ��ة املراه ��ق‪ ،‬و�ضب ��ط �سلوكيات ��ه‪،‬‬ ‫فكلم ��ا كان ��ت جماع ��ة الأ�صدق ��اء والرفقاء‪،‬‬ ‫تت�س ��م بال�سلوكي ��ات ال�سوي ��ة‪ ،‬كان املراه ��ق‬ ‫�أك�ث�ر امتثا ًال ومت�سكــً ��ا ب�أخالقيات و�سلوكيات‬ ‫اجلماعة‪ ،‬الت ��ي تتيح له اجلو املنا�سب للتعاون‬ ‫والتفك�ي�ر اجلمعي‪ ،‬و ُت�شبع حاجاته يف التقدير‬ ‫واالحرتام‪ ،‬وتتيح ل ��ه فر�صة النمو االجتماعي‬ ‫والأخالق ��ي ال�سليم‪ ،‬عك�س ذل ��ك متامــًا‪� ،‬إذا‬ ‫خالط �أ�صدقاء ورفقاء �سوء‪ ،‬فهم ين ُّمون لديه‬ ‫روح التخريب والعدوانية واالنحراف‪.‬‬ ‫ م�ؤث ��رات اقت�صادي ��ة‪ :‬تتع َّل ��ق ب�ضع ��ف‬‫امل�ست ��وى االقت�صادي للمراه ��ق و�أ�سرته‪ ،‬مما‬ ‫يرتتب عليه ع ��دم قدرته على �إ�شباع حاجاته‪،‬‬ ‫و�إحباط ��ه نتيج ��ة ع ��دم ُقدرت ��ه عل ��ى حتقيق‬ ‫رغباته‪ ،‬ومن �أبرز امل�شكالت االقت�صادية لدى‬ ‫املراهق‪:‬‬ ‫ عدم وجد م�صدر ثابت للم�صروفات‪.‬‬‫ وج ��ود ِخالف ��ات �أُ�سري ��ة‪ ،‬يف ت�صريف‬‫ال�ش�ؤون املالية‪ ،‬لأفرادها‪.‬‬ ‫ ا�صط ��دام الأه ��ل برغب ��ات املراهق يف‬‫يجب على التربية األسرية‬ ‫والمدرسة والمجتمع‬ ‫عمومــًا‪ ،‬أن تنمي لدى‬ ‫المراهق‪ ،‬مفاهيم األمانة‪،‬‬ ‫والصدق‪ ،‬والعدالة‪ ،‬وإيقاظ‬ ‫الضمير‪ ،‬والرقابة الذاتية‪،‬‬ ‫على السلوك‬

‫اال�ستقالل‪ ،‬والت�ص ُّرف باملال‪ ،‬كيفما ُيريد‪.‬‬ ‫ �سعيه �إلى �إيجاد فر�صة عمل‪ ،‬في�صدمه‬‫الواق ��ع بع ��دم وجود ه ��ذه الفر�ص ��ة‪ ،‬ما يرتك‬ ‫يف نف�س ��ه تداعيات �سيئة ح ��ول ر�ؤيته مل�ستقبل‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫ـ� �ـ م�ؤثرات وقت الفراغ‪ :‬فكلما ات�سع وقت‬ ‫الفراغ ل ��دى املراه ��ق‪ ،‬زادت احتمالية الوقوع‬ ‫يف املخاط ��ر‪ ..‬والق�ض ��اء على ه ��ذه الإ�شكالية‬ ‫م�س�ؤولية ُم�شرتكة‪ ،‬بني الأُ�سرة واملجتمع‪.‬‬ ‫كيف جنعلها هادئة؟‬ ‫�إن الوقاي ��ة م ��ن ا�ضطراب ��ات ف�ت�رة‬ ‫املراهق ��ة‪ ،‬والو�ص ��ول باملراه ��ق �إل ��ى �شاط ��ئ‬ ‫الأمان‪� ،‬أمر ممُ كن و�ض ��روري لبناء �شخ�صية‬ ‫�سوية‪ ،‬ق ��ادرة على �أن ت�صنع لنف�سها ُم�ستقب ًال‬ ‫ج ِّي� �دًا‪ ،‬وتخدم وطنها على نح ��و فاعل‪ ..‬وهذه‬ ‫�أهم اال�شرتاطات التي يمُ ك ��ن �أن نعول عليها‪،‬‬ ‫لتحقيق ذلك‪:‬‬ ‫ـ� �ـ قبل ولوج ��ه �إلى مرحل ��ة املراهقة‪ ،‬ف�إن‬ ‫خ�ب�رات الطفول ��ة له ��ا �أث ��ر ُمه ��م‪ ،‬يف ت�شكيل‬ ‫�سلوكي ��ات املراه ��ق‪ ،‬وم ��ن ث ��م يج ��ب تدريب‬ ‫الأطف ��ال‪ ،‬على كيفية االعتم ��اد على �أنف�سهم‪،‬‬ ‫و�إدراك معنى حتم ��ل امل�س�ؤولية‪ ،‬وتنمية القيم‬ ‫الديني ��ة والروحي ��ة لديه ��م‪ ،‬م ��رو ًرا بخربات‬ ‫�سارة‪ ،‬وعدم تع ُّر�ض ��ه ملواقف م�ؤملة‪ ،‬مع توفري‬ ‫ُفر� ��ص التوجي ��ه والإر�شاد ل ��ه‪� ..‬إذ �إن كل هذه‬ ‫املُمار�س ��ات يف الطفول ��ة‪ ،‬ت�ساه ��م �إل ��ى ح ��د‬ ‫بعيد‪ ،‬يف �صن ��ع مراهقته‪ ،‬وهذا ما �أكدته عدة‬ ‫درا�سات علمية‪ ،‬حول م ��دى ارتباط �شخ�صية‬ ‫الطفل‪ ،‬ب�شخ�صية املراهق‪.‬‬ ‫ـ� �ـ تزويد املراهق باملعلومات ال�صحيحة‪،‬‬ ‫ع ��ن التغ�ُّي�رُّ ات اجل�سمي ��ة‪ ،‬التي تط ��ر�أ عليه‪،‬‬ ‫والعمل على تق ُّبلها‪.‬‬ ‫ تنمي ��ة وتهذي ��ب ال ُق ��درات اجل�سمي ��ة‬‫والعقلي ��ة‪ ،‬ع ��ن طريق االنخ ��راط يف الأن�شطة‬ ‫الريا�ضية املختلفة‪.‬‬ ‫االهتمام بالأو�ضاع الغذائية وال�صحية‪،‬‬‫واالبتع ��اد عن املمار�سات ال�ضارة �صحيـًا‪ ،‬مثل‬ ‫التدخني‪ ،‬وتعاطي الكحوليات‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ ُم�ساع ��دة املراهق على �إدراك �إمكاناته‬‫وقدراته العقلية‪ ،‬وميوله‪ ،‬والعمل على تنميتها‬ ‫على نحو �صحيح‪.‬‬ ‫ ُم�ساعدته على معرفة ال ُفر�ص التعليمية‬‫املُتاحة ل ��ه‪ ،‬التي تحُ ق ��ق رغبات ��ه‪ ،‬وطموحاته‬ ‫امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫‪ -‬فه ��م حاج ��ات املراه ��ق االجتماعي ��ة‪،‬‬


‫والعمل على �إ�شباعها‪.‬‬ ‫ م�ساعدت ��ه يف حتقي ��ق اال�ستقاللي ��ة‬‫ال�شخ�صية‪ ،‬على نحو �سوي‪.‬‬ ‫ اتب ��اع �أ�سالي ��ب الإقن ��اع اله ��ادئ‪،‬‬‫واملُناق�ش ��ة املُثمِ ��رة‪ ،‬واالبتع ��اد ع ��ن �أ�سالي ��ب‬ ‫التهدي ��د والوعيد‪ ،‬فه ��ي �أ�سالي ��ب ُتف�ضي �إلى‬ ‫مزيد من ِعناد املراهق‪.‬‬ ‫ م�ساعدته على ُح�سن اختيار الأ�صدقاء‬‫والأقران‪.‬‬ ‫ العمل بكل الو�سائل على رفع معنوياته‪،‬‬‫�إذ ثبت �أن رفع املعنويات‪ُ ،‬يلبي الطموحات‪.‬‬ ‫ االنتب ��اه ومراقب ��ة �سلوكيات ��ه‪ ،‬يف‬‫التعامل مع �شبك ��ة الإنرتنت‪ ،‬ومواقع التوا�صل‬ ‫االجتماع ��ي‪ ،‬حت ��ى ال يق ��ع فري�س ��ة للإدم ��ان‬ ‫الإنرتنت ��ي‪� ،‬أو يغو� ��ص يف ُم�ستنق ��ع املواق ��ع‬ ‫الإباحية‪ ،‬واملواقع املُح ِّفزة للعنف‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫ جع ��ل املراهق يختار مالب�س ��ه بنف�سه‪،‬‬‫ف� ��إن كانت غ�ي�ر الئقة ل ُعم � ِ�ره وجن�سه‪ ،‬فيجب‬ ‫التدخ ��ل بحكمة وه ��دوء‪ ،‬حت ��ى ي�ستجيب عن‬ ‫قناع ��ة‪ ،‬مع �ض ��رورة ت�شجيع املراه ��ق على �أن‬ ‫يك ��ون عونـً ��ا و ُم�ساع ًدا لوال ��ده يف عمله خارج‬ ‫املن ��زل‪ ،‬فهذا م ��ن �ش�أن ��ه �إك�ساب ��ه املزيد من‬ ‫اخلربات االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬من خالل‬ ‫املُ�شاهدة واملُمار�سة‪ .‬كما �أن ذلك يق�ضي على‬ ‫م�س ��اوئ وق ��ت الفراغ ل ��دى املراه ��ق‪ ..‬وعلى‬ ‫الأمه ��ات �أن ُيح ِّف ��زن بناته ��ن املراهق ��ات‪،‬‬ ‫عل ��ى االنخ ��راط معه ��ن يف �أعم ��ال املن ��زل‪،‬‬ ‫و ُم�ساعدته ��ن يف املطب ��خ‪ ،‬فه ��ذا �ش ��يء جيد‪،‬‬ ‫ُيفي ��د املراهق ��ات على م ��رور ف�ت�رة املراهقة‬ ‫بهدوء‪ ،‬و ُينمي مهاراتهن امل�ستقبلية‪ ،‬يف �إدارة‬ ‫املنزل‪ ،‬بعد الزواج‪.‬‬ ‫ عل ��ى الأبوي ��ن غر� ��س الثق ��ة يف نف� ��س‬‫املراه ��ق‪ ،‬وتر�سيخه ��ا‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال �إعطائ ��ه‬ ‫�إح�سا�ســً ��ا ب�أن ��ه كرب‪ ،‬ومل يعد طف�ل ً�ا �صغ ًريا‪،‬‬ ‫واحلدي ��ث �إليه بلباق ��ة‪ ،‬وع ��دم �إحراجه �أمام‬ ‫الآخرين‪ ،‬واالهتم ��ام بحديثه‪ ،‬وعدم الت�سفيه‬ ‫مبا يقول‪.‬‬ ‫ االنتب ��اه لت�صرفات املراه ��ق‪ ،‬ال يعني‬‫و�ضع ��ه حتت املِجه ��ر‪ ،‬و�إخباره وتهدي ��ده ب�أنه‬ ‫ُمراق ��ب دائمـً ��ا‪ ،‬فه ��ذا خط� ��أ ج�سي ��م‪ ،‬يجعل‬ ‫املراه ��ق �أك�ث�ر مت ��ردًا‪ ،‬وابتعادًا ع ��ن الأعني‪،‬‬ ‫الرت ��كاب ال�سلوكي ��ات اخلاطئ ��ة‪ ..‬فاالنتب ��اه‬ ‫والرقابة ال يك ��ون ب�شكل ُمبا�ش ًرا‪،‬‬ ‫للت�ص ُّرفات ِ‬ ‫فج ��ة‪ ،‬ولك ��ن م ��ن دون �أن ي�شع ��ر‬ ‫وبطريق ��ة َّ‬ ‫املراه ��ق به‪� ،‬أو يت� �� َّأذى منه‪ ،‬ويكون التدخل يف‬

‫الوق ��ت املُنا�س ��ب‪ ،‬وبالطريق ��ة املنا�سبة‪ ،‬دون‬ ‫تهوي ��ن �أو تهوي ��ل‪ ،‬وب�ش ��كل يت�س ��م بالكثري من‬ ‫احلكمة‪.‬‬ ‫ على الآب ��اء والأمهات ع ��دم الرتدد يف‬‫ا�ست�ش ��ارة الأخ�صائيني‪ ،‬خا�ص ��ة عند حدوث‬ ‫ت�صرفات تدعو �إل ��ى القلق‪ ،‬ويمُ كن التدرج يف‬ ‫ذلك‪ ،‬بالتحدث �أ َّو ًال مع الأخ�صائي االجتماعي‬ ‫باملدر�س ��ة‪ ،‬ف� ��إن مل تك ��ن ُم�ساعدت ��ه مجُ دية‪،‬‬ ‫يمُ ك ��ن ا�ست�ش ��ارة الطبيب النف�س ��ي املخت�ص‪.‬‬ ‫وم ��ن الأف�ض ��ل احل�ص ��ول عل ��ى امل�ساعدة يف‬ ‫وق ��ت مبك ��ر‪ ،‬ولي�س بع ��د تفاق ��م امل�شكلة‪ ،‬مع‬ ‫�ض ��رورة الإ�شارة �إل ��ى �أن مظاه ��ر وتداعيات‬ ‫ال ُعنف‪ ،‬لي�ست وحدها التي تدفعنا �إلى اللجوء‬ ‫ال�ست�شارة الأخ�صائيني‪ ،‬ولكن �أي�ضــًا �إذا زادت‬ ‫�أح�ل�ام اليقظة‪� ،‬أو بدت عالمات اخلوف‪ ،‬من‬ ‫ِقب ��ل املراهق‪ ،‬على �أ�شياء ال ت�ستدعي اخلوف‪،‬‬ ‫�أو زادت علي ��ه ظاهرة اخلجل ال�شديد‪� ،‬أو كان‬ ‫ُمتلعثمـًا يف الكالم بطريقة ال ِفتة للنظر‪ ،‬ونحو‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ يجب عل ��ى الرتبية الأ�سري ��ة واملدر�سة‬‫واملجتم ��ع عمومــً ��ا‪� ،‬أن ُتن ِّم ��ي ل ��دى املراهق‪،‬‬ ‫مفاهيم الأمانة‪ ،‬وال�صدق‪ ،‬والعدالة‪ ،‬و�إيقاظ‬ ‫ال�ضمري‪ ،‬والرقابة الذاتية‪ ،‬على ال�سلوك‪.‬‬ ‫وكان ��ت درا�سة لعامل النف� ��س واالجتماع‬ ‫الربوفي�سور ريت�ش ��ارد كول‪ ،‬وزميله �أريك�سون‪،‬‬

‫ق ��د �أف�ضت �إل ��ى �أن املراهق بحاج ��ة �إلى ِ�ستة‬ ‫ُمتط َّلب ��ات �أ�سا�سي ��ة‪ ،‬لك ��ي يخ ��رج م ��ن ُعن ��ق‬ ‫الزجاج ��ة‪ ،‬ويتجن ��ب ا�ضطراب ��ات املراهق ��ة‬ ‫العنيفة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ �أ َّو ًال‪ :‬احلاج ��ة �إل ��ى املحافظ ��ة عل ��ى‬‫ال ��ذات‪ ،‬وت�شمل حاجة املحافظ ��ة على احلياة‬ ‫والأمان وجتنب الأخطار‪.‬‬ ‫ ثانيــً ��ا‪ :‬احلاج ��ة �إل ��ى تق ُّب ��ل الن�ض ��ج‬‫اجلن�سي دون خوف‪.‬‬ ‫ ثالثــً ��ا‪ :‬احلاج ��ة �إلى العط ��ف والقبول‬‫من الآخري ��ن‪ ،‬كال�شع ��ور با ُ‬ ‫حل ��ب وال�صداقة‬ ‫الربيئة‪.‬‬ ‫والرفعة‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫املكا‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫احلا‬ ‫�ا‪:‬‬ ‫�‬ ‫ــ‬ ‫ع‬ ‫راب‬ ‫ِ‬ ‫ ً‬‫واملركز‪.‬‬ ‫ خام�سـًا‪ :‬احلاجة �إل ��ى ال ُن�ضج العقلي‪،‬‬‫وت�شم ��ل احلاج ��ة �إل ��ى املعرف ��ة‪ ،‬والبحث عن‬ ‫احلقائق‪ ،‬والتمكني من التعبري عن النف�س‪.‬‬ ‫ �ساد�ســً ��ا‪ :‬احلاجة �إل ��ى حتقيق النزعة‬‫اال�ستقاللية‪ ،‬وتنمية االعتماد على النف�س‪.‬‬ ‫ف�إذا تف َّهمنا ه ��ذه احلاجات الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫تك ��ون مفاتي ��ح عب ��ور املراه ��ق‪ ،‬م ��ن مرحل ��ة‬ ‫املراهق ��ة‪ ،‬عل ��ى نح ��و ه ��ادئ‪ ،‬يف �أيدينا‪ ،‬من‬ ‫خالل ال ُن�ص ��ح والإر�شاد والتوجي ��ه واملُتابعة‪،‬‬ ‫على ُم�ستوى البيت واملدر�سة وو�سائل التوا�صل‬ ‫املُجتمعي‪ ،‬مبختلف �صورها و�أ�شكالها‪.‬‬

‫كيف أعرف أن ابني مراهق؟‬ ‫ثمة عالم ��ات رئي�سة‪ ،‬تدل على انتق ��ال الإن�سان‪ ،‬من مرحل ��ة الطفولة‪� ،‬إلى‬ ‫مرحلة املراهقة‪ ،‬ومن �أبرز هذه العالمات‪:‬‬ ‫ النم ��و اجل�سدي للولد والبنت‪ ،‬بطريقة ال ِفتة للأهل‪ ،‬ويظهر هذا النمو يف‬‫الطول‪ ،‬وعر�ض الكتفني‪ ،‬وزيادة الوزن‪.‬‬ ‫ ظه ��ور بع�ض امل�ؤ�شرات اجلن�سية‪ ،‬عل ��ى الأوالد والبنات‪ ،‬مثل ظهور ال�شعر‬‫يف مناطق خمتلفة من اجل�سم‪ ،‬وبدء الدورة ال�شهرية للبنات‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ ت�صدر عن املراهقني‪ ،‬بع� ��ض الت�ص ُّرفات واحلركات النف�سية‪ ،‬على �سبيل‬‫املثال‪ ،‬تعتني البن ��ات بالأناقة‪ ،‬و ُيبدين رغبة كبرية يف ا�ستخدام املاكياج‪ ..‬بينما‬ ‫الأوالد تب ��دو عليهم الرغبة يف تربية ال�شعر على نح ��و غري املُعتاد‪� ،‬أو اللجوء �إلى‬ ‫ق�ص ��ات �شعر غريبة‪ ،‬بتقليد العبي ال ُك ��رة‪� ،‬أو املُمثلني‪ ،‬وغريهم‪ ،‬ويهتمون �أي�ضـًا‬ ‫َّ‬ ‫ب�أناقتهم‪ ،‬وارتداء املالب�س ال�شبابية‪ ،‬والبحث عن املو�ضات الغريبة‪.‬‬ ‫ ُيب ��دي املراهق ��ون نفو ًرا م ��ن الأهل‪ ،‬وع ��دم رغبتهم ب�سم ��اع التوجيهات‪،‬‬‫ويكرثون من اختالق الأعذار‪.‬‬ ‫‪ -‬تبد�أ ُم�شكلة حب ال�شباب يف الظهور‪ ،‬حيث تنت�شر بثور على ب�شرتهم‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪35‬‬


‫الـخـيـر الـرقـمـي‬

‫اإلنترنت في خدمة التمكين الخيري‬ ‫مدمجا معها‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ..‬وكغيره من‬ ‫لصيقا بحياتنا‪ ،‬بل باألحرى‬ ‫أصبح العالم االفتراضي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يسرت شبكة‬ ‫المجاالت‪ ،‬فقد استفاد مجال العمل الخيري‪ ،‬من امتطاء صهوة هذا الفضاء السيبراني‪ .‬لقد َّ‬ ‫االتصاالت والمعلوماتية الدولية (اإلنترنت)‪ ،‬من طرق تقديم المساعدات لآلخرين‪ ،‬سواء تقاربت المسافات‬ ‫أو تباعدت‪ ،‬تقول السيدة ليندسي أوتشيسلي‪ ،‬المحررة في موقع أمريكا دوت غوف‪ /‬واشنطن‪« ،‬إذا‬ ‫هاتفا محموالً‪ ،‬به اشتراك في شبكة اإلنترنت‪ ،‬ولديك قدر من‬ ‫لوحيا‪ ،‬أو‬ ‫جهازا‬ ‫كنت تمتلك جهاز حاسوب‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التطوع لتقديم خدمة ما‪ ،‬في أي بلد من بلدان العالم‪ ،‬من دون أن‬ ‫المهارات المناسبة‪ ،‬فإنه باستطاعتك‬ ‫ّ‬ ‫التطوع اإللكتروني‪ ،‬صار يتنامى‬ ‫تغادر منزلك»‪ .‬ويضيف الخبير في االقتصاد الرقمي ماركو ستاونديا‪« ،‬إن‬ ‫ّ‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬ولم تعد المؤسسات أو الهيئات أو الجمعيات أو المنظمات الخيرية في العالم‪ ،‬إال َّ وتحقق‬ ‫استفادة ــ بطريقة أو بأخرى ــ من خالل وضع أعمالها وأنشطتها‪ ،‬وما تقدمه من خدمات‪ ،‬في الواجهة‪ ،‬مع‬ ‫التذكير بطرق التواصل معها‪ ،‬عبر الشبكة العنكبوتية»‪.‬‬

‫محمد الحافظ‬ ‫خاص‬

‫‪36‬‬


‫تقنية الـعـمل الـخريي‪..‬‬ ‫والـتطـ ّوع الإلكـرتونـي‬ ‫يف �أب�س ��ط تعري ��ف له ��ا‪ ،‬ف� ��إن تقني ��ة‬ ‫العم ��ل اخل�ي�ري‪ ،‬ه ��ي ت�سمي ��ة عام ��ة لكافة‬ ‫ا�ستخدامات التقنية‪ ،‬من قبل َّ‬ ‫املنظمات غري‬ ‫الربحي ��ة‪ ،‬وع ��ادة ال تختلف التقني ��ات التي‬ ‫ُت�ستخ ��دَ م يف العم ��ل غري الربح ��ي‪ ،‬عن تلك‬ ‫التي ُت�ستخ ��دم يف �أغرا�ض العم ��ل الربحي‪،‬‬ ‫ولك ��ن تق� �دّم التقني ��ات للمنظم ��ات غ�ي�ر‬ ‫الربحية‪ ،‬حلو ًال منخف�ض ��ة التكاليف‪ ،‬لتلبية‬ ‫حاجاته ��ا الإداري ��ة واخلدمي ��ة والت�سويقية‪،‬‬ ‫�إنه ��ا «�أداة تقنية ت�ساعد املنظمات يف العمل‬ ‫ب�أك�ب�ر ت�أثري ممك ��ن»‪� ..‬أمــَّ ��ا التط� � ّوع‪ ،‬فهو‬ ‫بوجه ع ��ام «تخ�صي�ص جزء م ��ن وقتك‪ ،‬يف‬ ‫عم ��ل �شيء م ��ا‪ ،‬دون احل�صول عل ��ى مقابل‬ ‫مادي‪ ،‬بغ� ��ض النظر عن التكاليف‪� ،‬أو املدَّة‪،‬‬ ‫�أو اجله ��د املبذول يف ه ��ذا العمل التطوعي‪،‬‬ ‫وع ��ادة يع ��ود التط� � ّوع عليك بتع ّل ��م خربات‬ ‫جدي ��دة‪� ،‬أو اكت�س ��اب خ�ب�رات عملية»‪ .‬ومن‬ ‫املنظور الإلكرتوين‪ ،‬ف�إن التطوع االفرتا�ضي‬ ‫(�أون الي ��ن)‪ ،‬يق�صد به «امله ��ام التطوعية‪،‬‬ ‫الت ��ي تتم ب�صورة ك ّلية‪� ،‬أو يف جزء منها‪ ،‬من‬ ‫خالل �شبكة املعلوم ��ات الدولية ــ الإنرتنت ــ‬ ‫�س ��واء من البي ��ت‪� ،‬أو من مق ��ر العمل‪ ،‬ونحو‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ويطل ��ق علي ��ه البع�ض (التط ��وع عن‬ ‫بع ��د)‪ ،‬ال ��ذي ب ��د�أ ي�شه ��د ن�شاطـً ��ا متناميـًا‬ ‫من ��ذ �أواخ ��ر الثمانينيات‪ ،‬وذل ��ك يف ظل ما‬ ‫حتق ��ق من قفزات نوعي ��ة‪ ،‬يف جمال تقنيات‬ ‫االت�صال واملعلومات التفاعلية»‪..‬‬ ‫وكان ��ت درا�س ��ة حديث ��ة ح ��ول ارتباط‬ ‫العم ��ل اخل�ي�ري التقلي ��دي بالإلكرتوين‪ ،‬قد‬ ‫�أو�ص ��ت امل�ؤ�س�سات اخلريي ��ة ب�ضرورة توثيق‬ ‫هذه العالق ��ة‪ ،‬و�إمكانية التعويل عليها ك�أحد‬ ‫والتو�س ��ع يف الأعمال‬ ‫�أه ��م عنا�صر التط� � ّور‬ ‫ّ‬ ‫اخلريية‪ .‬ومما �أوردت ��ه الدرا�سة «�أن ازدياد‬ ‫امل�ستخدمني ل�شبك ��ة املعلومات‪ ،‬وزيادة عدد‬ ‫�ساع ��ات املكوث �أمام �شا�شة احلا�سوب‪ ،‬هما‬ ‫م�ؤ�ش ��ران قويان للم�ؤ�س�س ��ات اخلريية‪ ،‬على‬ ‫�أهمية ا�ستخدامه ��ا لهذه الو�سيلة الإعالمية‬ ‫الك�ب�رى»‪ ..‬وم ��ن الأم ��ور الهامة لبن ��اء هذه‬ ‫العالقة‪:‬‬ ‫ف َّع ��ل رواب ��ط مواقع ��ك الإلكرتونية‪،‬‬ ‫واعق ��د �شراك ��ة م ��ع املواق ��ع الك�ب�رى‪،‬‬ ‫واملنتديات‪ ،‬واملجموعات الربيدية‪.‬‬ ‫تطل ��ع دائمــً ��ا �إلى ا�ستغ�ل�ال مواقع‬

‫التوا�ص ��ل االجتماعي (في�س ب ��وك‪ ،‬وتويرت‪،‬‬ ‫ونحوهما من املواق ��ع العديدة املنت�شرة على‬ ‫�شبك ��ة الإنرتن ��ت)‪ ،‬يف عر�ض م ��ا لديك من‬ ‫�أعمال‪ ،‬و�إيج ��اد �سفراء متط ّوعني لك يف كل‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫را�سل ال�صحفيني‪ ،‬وكتَّاب الأعمدة‪،‬‬ ‫وامل�ؤثري ��ن‪ ،‬و�أ�صح ��اب الق ��رار‪ ،‬م ��ن خالل‬ ‫الربي ��د الإلكرتوين‪ ،‬واعر� ��ض عليهم جديد‬ ‫�أن�شطتك‪.‬‬ ‫قدّم معلومات وافية عن م�ؤ�س�ستك‪،‬‬ ‫و�أهدافها‪ ،‬وم�ضامينها‪ ،‬وغاياتها‪ ،‬لت�صحيح‬ ‫ما قد طر�أ من مفاهيم مغلوطة لدى البع�ض‪،‬‬ ‫وك ��ن واثقـً ��ا بنف�س ��ك‪ .‬فلي� ��س �صحيحـً ��ا �أن‬ ‫تخفي بع�ض الأعمال بدعوى عدم ال�شو�شرة‪،‬‬ ‫ب ��ل ال�صحي ��ح �أن ت�سع ��ى لتك ��ون �أعمال ��ك‬ ‫ظاه ��رة بادية‪ ،‬ويطلع عليه ��ا الآخرون‪ ،‬و�إذا‬ ‫وج ��دتَ من ينتق ��دك فيها‪ ،‬ف�إن ال ��رد يكون‬ ‫�أ�سهل‪ ،‬لأنك �إذا واجهت نقدًا‪ ،‬بعد �أن تخرج‬ ‫�أعمال ��ك‪ ،‬ف�إن هذا �أهون من �أن تخفيها‪ ،‬ثم‬ ‫جتد م ��ن ينقدك‪ ،‬وهذا للأ�س ��ف وقعت فيه‬ ‫بع�ض اجلمعيات اخلريية‪.‬‬ ‫تو�سع يف ن�ش ��ر ثقافة العمل اخلريي‬ ‫َّ‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬لدى �أك�ب�ر �شريحة م ��ن النا�س‪،‬‬ ‫بالت�شجي ��ع والبن ��اء‪ ،‬ور�س ��م �أ�ص ��ول العمل‪،‬‬ ‫وحتبيب ��ه �إليهم‪ ،‬وابتكر �أعم ��ا ًال‪ ،‬ي�سهم فيها‬ ‫الإعالم‪ ،‬وينقل معك هذه الثقافة‪.‬‬ ‫جدي ��ر بالإ�ش ��ارة‪ ،‬ف� ��إن الوي ��ب‬ ‫ال ��داليل‪� ،،‬ص ��ار يق� �دّم مواق ��ع تتي ��ح دفعة‬ ‫جدي ��دة‪ ،‬وخمتلف ��ة م ��ن نوعه ��ا للأعم ��ال‬ ‫اخلريي ��ة التطوعي ��ة‪ ،‬وامل�شاري ��ع املجتمعية‪،‬‬ ‫وه ��ي ت�سم ��ى «�أدلة الأعم ��ال التطوعي ��ة‪� ،‬أو‬ ‫ال�شب ��كات االجتماعية للتط ��وع» ‪Platforms‬‬ ‫‪– volunteer Banks – Volunteer social‬‬

‫‪ ،Networks matching volunteer‬الت ��ي‬ ‫تقوم بالأدوار الآتية‪:‬‬ ‫التي�س�ي�ر عل ��ى �أ�صح ��اب املبادرات‬ ‫وامل�شاريع املجتمعية‪ ،‬لعر�ض احتياجاتها من‬ ‫املتطوعني‪ ،‬ومن ث ��م الت�سهيل على ال�شباب‪،‬‬ ‫�أو حت ��ى كبار ال�س ��ن‪� ،‬أن يتع َّرف ��وا على كافة‬ ‫الأن�شط ��ة وامل�شاريع الت ��ي ب�إمكانهم التطوع‬ ‫به ��ا (يف خمتل ��ف املج ��االت‪ ،‬كاالقت�ص ��اد‪،‬‬ ‫وال�سياح ��ة‪ ،‬والإغاث ��ة‪ ،‬والبني ��ة التحتي ��ة‪،‬‬ ‫واملرافق‪�...‬إل ��خ)‪ ،‬داخ ��ل جمتمعاته ��م‪� ،‬أو‬ ‫خارجه ��ا (يف بل ��دان �أخ ��رى)‪ ،‬دون عن ��اء‬ ‫البحث‪.‬‬

‫دراسة حديثة حول‬ ‫ارتباط العمل الخيري‬ ‫التقليدي باإللكتروني‪،‬‬ ‫أوصت المؤسسات‬ ‫الخيرية بضرورة توثيق‬ ‫هذه العالقة‪ ،‬وإمكانية‬ ‫التعويل عليها كأحد أهم‬ ‫والتوسع‬ ‫التطور‬ ‫عناصر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في األعمال الخيرية‬

‫�إقامة عالقات بني املبادرات‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الت ��ي تعمل على ق�ضايا مت�شابه ��ة‪ ،‬بهدف جتميع‬ ‫امل ��وارد املتاحة‪ ،‬واحلل ��ول يف م�ساح ��ة م�شرتكة‪،‬‬ ‫�أو ما ي�سم ��ي “الت�شبي ��ك” ‪ ،Networking‬وكذا‬ ‫حماول ��ة �إقام ��ة �ش ��راكات ب�ي�ن القط ��اع الع ��ام‬ ‫والقطاع اخلا� ��ص (مبا لديه من كفاءات ب�شرية‪،‬‬ ‫وموارد مالية)‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات‪� ،‬أو امل�شاريع القائمة‬ ‫على حل م�شكالت جمتمعية‪.‬‬ ‫التو�سع يف التط ��وع القائم على املهارات‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،Skills Based Volunteering‬ف� ��إذا كنت حتب‬ ‫الزراع ��ة‪ ،‬ولديك مه ��ارة ولو ب�سيط ��ة فيها‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ميكنك التطوع ب�إحدى املزارع‪ ،‬لت�ساعد يف �أعمال‬ ‫الزراع ��ة‪ ،‬وتن ّمي تل ��ك املهارة لدي ��ك بالتجربة‪،‬‬ ‫وب�إمكان ��ك �أن تكون �ضيفــًا عندهم لفرتة زمنية‪،‬‬ ‫نظري تقدمي جمهودك معهم‪.‬‬ ‫بـنـاء قــواعـد لـلـبـيـانـات‬ ‫�إن بع� ��ض اجلمعي ��ات والهيئ ��ات العامل ��ة‬ ‫يف جم ��ال العمل اخلريي‪ ،‬ال تهت ��م كث ًريا بتكوين‬ ‫قاعدة بيانات لها‪ ،‬وذلك للأ�سباب التالية‪:‬‬ ‫عدم االحرتافية‪.‬‬ ‫قلة اخلربة‪.‬‬ ‫عدم التخ�ص�ص‪.‬‬ ‫عدم �إدراك �أهمية قواعد البيانات‪.‬‬ ‫وم ��ن ثم‪ ،‬ف�إن ه ��ذا ينعك�س عل ��ى الأهداف‬ ‫املطل ��وب حتقيقه ��ا م ��ن قب ��ل ه ��ذه اجلمعي ��ات‬ ‫والهيئ ��ات‪ ،‬وم ��دى ا�ستمراري ��ة جناحه ��ا داخ ��ل‬ ‫املجتم ��ع‪ ..‬وال �شك �أن احلر� ��ص على بناء قواعد‬ ‫للبيان ��ات‪ ،‬يف ه ��ذه اجلمعيات والهيئ ��ات‪ ،‬ي�ش َّكل‬ ‫أ�سا�س ��ا متي ًن ��ا‪ ،‬ميكن �أن يع� � َّول عليه يف ممار�سة‬ ‫� ً‬ ‫الن�شاط اخلريي بحرفية؛ لأن هذه القواعد متثل‬ ‫خريط ��ة معلومات �شاملة ودائم ��ة‪ ،‬لكل ما حتتاج‬ ‫�إلي ��ه امل�ؤ�س�سة يف �سريها‪ ،‬وهو م ��ا يجعل ال�ساحة‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪37‬‬


‫الـخـيـر الـرقـمـي‬

‫اخلريي ��ة مك�شوفة �أم ��ام امل�ؤ�س�س ��ة‪ ،‬فتتبنى‬ ‫خططها التح ّركية داخل جمتمعها‪ ،‬وفق ر�ؤية‬ ‫معلوماتي ��ة ثري ��ة‪ ،‬ت�سمح بالتح ��رك العلمي‬ ‫والعملي َّ‬ ‫املنظم‪ .‬كما �أن تلك القواعد‪ ،‬تت�سم‬ ‫بالدميوم ��ة اخلدمي ��ة‪ ،‬مبعن ��ي �أن امل�ؤ�س�س ��ة‬ ‫حتتاج �إليها ب�صفة دائمة‪ ،‬يف كل حت ّركاتها‪،‬‬ ‫ب ��د ًال من بذل اجله ��ود املعلوماتي ��ة املنفردة‬ ‫يف كل م�ش ��روع‪� ،‬أو حترك للم�ؤ�س�سة‪ ..‬ووفقـًا‬ ‫لر�ؤيته ��ا التوقعي ��ة لل�ساح ��ة اخلريي ��ة‪ ،‬تبد�أ‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ة بتكوي ��ن قواعدها‪ ،‬م ��ع االحتفاظ‬ ‫باملرون ��ة التقني ��ة والأر�شيفية لت ��ك القواعد‬ ‫التي ت�سم ��ح بالتحدي ��ث الدائ ��م ملعطياتها‪،‬‬ ‫وتتع ��دد �أ�شكال و�صور قواع ��د البيانات التي‬ ‫ميك ��ن �أن تعتمده ��ا امل�ؤ�س�س ��ات اخلريي ��ة‪،‬‬ ‫لتك� � ّون خزانته ��ا املعلوماتي ��ة‪ ،‬وت�ستع�ي�ن بها‬ ‫يف الوق ��ت املنا�سب‪ ،‬وهي تختل ��ف قلي ًال من‬ ‫م�ؤ�س�سة �إلى �أخرى‪ ،‬باختالف ن�شاط وميدان‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ة اخلريي ��ة‪ ،‬ولك ��ن يجمعه ��ا عام ��ل‬ ‫م�شرتك‪ ،‬وهو االحرتافي ��ة والتخ�ص�صية يف‬ ‫إن نجاح العمل الخيري‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬يتوقَّ ف‬ ‫على مدى تكامل‬ ‫األهداف االستراتيجية‬ ‫المرجوة منه‬ ‫َّ‬

‫‪38‬‬

‫تكوي ��ن تلك القواعد‪ ،‬فكلم ��ا كان فريق �إعداد‬ ‫قواعد البيانات �أك�ث�ر احرتافية‪ ،‬وتخ�ص�صية‬ ‫يف جم ��ال العم ��ل اخل�ي�ري‪ ،‬كان ��ت النتائ ��ج‬ ‫املرج ��وة �أف�ض ��ل و�أث ��رى‪ ،‬والعك� ��س �صحيح‪..‬‬ ‫وفيم ��ا يلي بع�ض مناذج قواع ��د البيانات التي‬ ‫حتتاج �إليه ��ا امل�ؤ�س�سة اخلريية‪� ،‬أثن ��اء �أدائها‬ ‫لدورها املجتمعي‪:‬‬ ‫قاع ��دة البيان ��ات للم�ؤ�س�س ��ات اخلريي ��ة‬ ‫املت�شابهة‪.‬‬ ‫ربع�ي�ن‪ ،‬والأثري ��اء‬ ‫للمت‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫بيا‬ ‫�دة‬ ‫قاع �‬ ‫ّ‬ ‫املنفقني‪.‬‬ ‫قاعدة بيانات امل�شروعات اخلريية‪.‬‬ ‫قاع ��دة بيان ��ات العلماء والدع ��اة املهتمني‬ ‫بالعمل اخلريي‪.‬‬ ‫قاعدة بيانات املتط ّوعني‪.‬‬ ‫قاع ��دة بيان ��ات امل�ستفيدي ��ن م ��ن خدمات‬ ‫امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫د قاع ��دة بيان ��ات اجله ��ات البحثي ��ة املهتم ��ة‬ ‫بالعمل اخلريي‪.‬‬ ‫�إطـار ا�ســتـراتـيـجــي‬ ‫�إن جن ��اح العم ��ل اخل�ي�ري الإلك�ت�روين‪،‬‬ ‫يتو َّق ��ف عل ��ى م ��دى تكام ��ل الأه ��داف‬ ‫اال�سرتاتيجية املرج� � َّوة منه‪ ،‬التي ميكن �إبراز‬

‫�أهمها يف النقاط التالية‪:‬‬ ‫الت�أكي ��د على �إن�ساني ��ة وعاملية العمل‬ ‫اخل�ي�ري‪ ،‬بعي ��دً ا ع ��ن اخلالف ��ات املذهبي ��ة‬ ‫وال�سيا�سية والتيارات الفكرية املختلفة‪.‬‬ ‫تق ��دمي من ��وذج يحت ��ذى ب ��ه يف‬ ‫العمل امل�ؤ�س�س ��ي الناجح‪ ،‬للن�ش ��اط الإمنائي‬ ‫واخل�ي�ري‪ ،‬القائ ��م عل ��ى املنهجي ��ة العلمية‪،‬‬ ‫واخلط ��ط املدرو�س ��ة‪ ،‬يف جم ��ع التربع ��ات‪،‬‬ ‫و�إي�صالها مل�ستحقيها‪.‬‬ ‫دع ��م عنا�ص ��ر الوح ��دة ب�ي�ن �أبن ��اء‬ ‫الوط ��ن‪ ،‬وتعزي ��ز م�شاع ��ر امل ��ودة والرحمة‪،‬‬ ‫ودعم العالقات مع الآخر‪.‬‬ ‫«االهتمام بالعم ��ل اخلريي‪ ،‬يف �إطار‬ ‫منظوم ��ة التنمية امل�ستدام ��ة‪ ،‬بحيث يكون له‬ ‫ت�أثري فاعل يف كافة املجاالت‪.‬‬ ‫التع ��اون والتن�سي ��ق م ��ع امل�ؤ�س�س ��ات‬ ‫والهيئات اخلريية يف الداخل واخلارج‪.‬‬ ‫م�ساعدة املجتمعات الفقرية يف �إقامة‬ ‫امل�شروع ��ات الإنتاجي ��ة‪ ،‬وت�شغي ��ل وتدري ��ب‬ ‫الأيدي العاملة‪.‬‬ ‫تنمي ��ة امل ��وارد املالي ��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال‬ ‫امل�شروع ��ات اال�ستثماري ��ة والوقفي ��ة الت ��ي‬ ‫حتاف ��ظ عل ��ى م ��ورد ثاب ��ت‪ ،‬للإنف ��اق عل ��ى‬ ‫امل�شاريع اخلريية والتنموية‪.‬‬ ‫العناية بال�صح ��ة العامة‪ ،‬وامل�ساهمة‬ ‫يف الق�ضاء عل ��ى الأمرا�ض ّ‬ ‫املتوطنة والأوبئة‪،‬‬ ‫املوجودة يف كثري من املجتمعات الفقرية‪.‬‬ ‫ربع�ي�ن‪ ،‬واجله ��ات‬ ‫ك�س ��ب ثق ��ة املت ّ‬ ‫الداعم ��ة‪ ،‬والتوا�ص ��ل امل�ستم ��ر معه ��م‪ ،‬م ��ن‬ ‫خالل التقاري ��ر الدورية‪ ،‬والزيارات امليدانية‬ ‫ملناطق العمل‪.‬‬ ‫ويف �إط ��ار اال�سرتاتيجية املتكاملة للعمل‬ ‫اخلريي‪ ،‬ف�إن املواقع الإلكرتونية املتخ�ص�صة‬ ‫يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬التي يتم �إن�شا�ؤها‪ ،‬وفق �آليات‬ ‫َّ‬ ‫منظم ��ة اجتماعيــً ��ا واقت�صاديــً ��ا وتقنيــً ��ا‪،‬‬ ‫حتقق الآتي‪:‬‬ ‫ال�سرع ��ة والدقة يف تو�صيل املعلومات‬ ‫والبيانات املتعلقة مب�شروعات وكفاالت العمل‬ ‫اخلريي‪� ،‬سواء ملناط ��ق العمل‪� ،‬أو املتربعني‪،‬‬ ‫�أو اجلهات الداعمة‪.‬‬ ‫التوا�ص ��ل الإلكرتوين م ��ع املتربعني‪،‬‬ ‫و�إطالعه ��م على اجلدي ��د يف العمل اخلريي‪،‬‬ ‫من خالل الن�شرات الدورية التي يتم �إر�سالها‬ ‫عرب الربيد الإلكرتوين‪.‬‬ ‫تو�سيع دائ ��رة اختي ��ارات املتربعني‪،‬‬


‫التطوع عن بعد‬ ‫يف حوارنا مع �إحدى املتط ّوعات (ف‪.‬م) قالت‪� « :‬إن التط ّوع عرب الإنرتنت‪� ،‬ساعد كث ًريا من ال�شباب‪ ،‬على االنتماء ل�صفوف العمل‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬لق ��د توا�صلت مع بع�ض اجلمعي ��ات اخلريية‪ ،‬وق َّدمت لهم خربتي يف جم ��ال الإنرتنت‪ ،‬و�أعمل حاليــًا م ��ن بيتي على التط ّوع‬ ‫يف حتدي ��ث �صفحاتها على الفي�س بوك وتوي�ت�ر ب�شكل �أ�سبوعي»‪ .‬ويقول ال�شاب (يو�س ��ف‪.‬ح)‪�« :‬إن ا�ستغالل ال�شباب املتط ّوع للإنرتنت‪،‬‬ ‫�ساع ��د امل�ؤ�س�س ��ات اخلريية على �أن ت�س ّوق ملن تريد �أن تتوا�صل معهم‪ ،‬من �أ�صحاب اخلري الذين يتعاملون مع و�سائل االت�صال احلديثة‪،‬‬ ‫و�ساعده ��ا عل ��ى و�ضع الأن�شطة واخلدمات التي تقدمها عل ��ى موقعها‪ ،‬وبالتايل �أ�صبح من ال�سهل الو�ص ��ول �إلى امل�ستفيدين‪ ،‬من خالل‬ ‫حم ّركات البحث املختلفة»‪.‬‬ ‫م ��ع الإ�ش ��ارة �إلى �أن املتط� � ّوع الإلكرتوين اجل ّيد‪ ،‬هو من ميتلك مه ��ارات التعامل مع الأدوات امل�س َتخدَ م ��ة يف العمل التطوعي‪ ،‬من‬ ‫منتدي ��ات وجمموع ��ات بريدية‪ ،‬وويكبيديا‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى مواقع احلمالت‪ ،‬وكذلك القدرة على اكت�س ��اب �أدوات جديدة‪ ،‬ومهارات نوع َّية‬ ‫�أخرى‪ ،‬فكل م�شروع تط ّوعي ي�ضم عدة �أعمال‪ ،‬ولكل عمل منها مهارات الزمة له‪ ،‬خذ مثا ًال‪� :‬إذا كنت متط ّوعــًا‪ ،‬وت�ستهدف تطوير موقع‬ ‫امل�ش ��روع‪ ،‬ف�ل�ا منا�ص �أن تكون ملمــًا بلغة برجمة منا�سبة‪� ،‬أما �إذا كنت م�س�ؤ ً‬ ‫وال عن الت�صميمات‪ ،‬فيجب �أن يكون لديك ح�س فني‪ ،‬و�إذا‬ ‫كنت م�شرفــًا على املنتدى‪ ،‬يجب عليك معرفة �آداب احلوار‪ ،‬وكيف تخرج من الأزمات‪ ،‬وتوجه احلوار �إلى وجهة نافعة‪.‬‬ ‫للم�شروع ��ات والكف ��االت الت ��ي يرغب ��ون‬ ‫ربع لها‪ ،‬بعر�ض ك ��م كبري من امل�شروعات‬ ‫الت ّ‬ ‫والكف ��االت‪ ،‬ق ��د ال تت�سع له ��ا و�سائل الإعالم‬ ‫املطبوعة‪.‬‬ ‫�إمكاني ��ة الت�ب ّ�رع بو�سائ ��ل �آمن ��ة‪،‬‬ ‫وحماي ��ة بيانات املت�ب ّ�رع اخلا�صة بالبطاقات‬ ‫االئتمانية‪.‬‬ ‫املتابعة امل�ستمرة للم�شروعات التي مت‬ ‫تن ّفيذها‪ ،‬بن�شر معلوم ��ات عن مراحل تنفيذ‬ ‫امل�شروع املتربع له‪� ،‬أو مراحل كفالة املكفول‪،‬‬ ‫الذي مت ��ت كفالته‪ ،‬وعر�ض التقارير الدورية‬ ‫للم�شروعات والكفاالت‪.‬‬ ‫ن�ش ��ر �أخب ��ار العم ��ل اخل�ي�ري‪،‬‬ ‫و�إجنازات ��ه‪ ،‬ومتابع ��ة م ��ا ين�ش ��ر يف و�سائط‬ ‫الإعالم الأخرى‪.‬‬ ‫دع ��م التوا�صل والتع ��اون مع الهيئات‬ ‫واجلمعيات وامل�ؤ�س�سات اخلريية الأخرى‪.‬‬ ‫�إف ��ادة ال�شب ��اب بالبع ��د ع ��ن الله ��و‪،‬‬ ‫وق�ض ��اء وق ��ت الف ��راغ يف م ��اال قيم ��ة ل ��ه‪،‬‬ ‫واال�ستف ��ادة م ��ن طاقاته ��م يف االنخ ��راط‬ ‫بالأعمال اخلريية التطوعية‪:‬‬ ‫برامج ومـبادرات خـيـرية وطـنية‬ ‫وتتع ��دد الربام ��ج واملب ��ادرات اخلريي ��ة‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬يف ف�ضاء الإنرتن ��ت‪ ،‬ولن�أخذ منها‬ ‫منوذج ��ا واح ��دً ا للربامج‪ ،‬و�آخ ��ر للمبادرات‬ ‫ً‬ ‫الت ��ي تخ ��دم العم ��ل اخل�ي�ري عل ��ى امل�ستوى‬ ‫الوطن ��ي‪ ،‬ومتت ��د خدماته ��ا �إل ��ى امل�ستوي�ي�ن‬ ‫الإقليمي والدويل‪� .‬أ َّم ��ا منوذج الربامج‪ ،‬فهو‬ ‫برنامج «مواطنة»‪ ،‬الذي بد�أت مايكرو�سوفت‬

‫بتنفيذه‪ ،‬به ��دف تزويد اجلمعي ��ات اخلريية‬ ‫بالتقنيات والربجميات احلا�سوبية‪ ،‬وتدريب‬ ‫من�سوبيه ��ا عل ��ى ا�ستخدامه ��ا‪ .‬وبح�س ��ب د‪.‬‬ ‫ممدوح جنار‪ ،‬نائب الرئي�س للتقنية الوطنية‬ ‫يف مايكرو�سوفت‪ ،‬ف�إن هذا الربنامج ي�ساهم‬ ‫يف زي ��ادة الوع ��ي الثق ��ايف‪� ،‬س ��واء للجه ��ات‬ ‫املعني ��ة‪� ،‬أو الأف ��راد‪ ،‬با�ستخ ��دام التقني ��ة‬ ‫للو�صول �إلى اخلدمات وتقدميها ب�شكل �آمن‪،‬‬ ‫و�سب ��ل احلفاظ على حق ��وق امللكية الفكرية‪،‬‬ ‫ودعم امل ��ر�أة‪ ،‬وذوي االحتياج ��ات اخلا�صة‪،‬‬ ‫ورف ��ع قدراتهم‪ ،‬مب ��ا يتواف ��ق واحتياجاتهم‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة للمب ��ادرات‪ ،‬ف�إن مب ��ادرة «اخلري‬ ‫ال�شام ��ل»‪ ،‬تع ��د منوذجــً ��ا ج ّي ��دً ا له ��ا‪ ،‬وهي‬ ‫مبادرة تطوعية‪ ،‬مقدَّمة من �إحدى ال�شركات‬ ‫الوطنية املعني ��ة بتقنية املعلومات يف اململكة‪،‬‬ ‫لوزارة العمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬وللمجتمع‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬وذلك م ��ن واقع م�شاركة القطاع‬ ‫اخلا� ��ص‪ ،‬يف امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة املتاحة‬ ‫للجمي ��ع‪ ،‬والغر� ��ض منها تعزي ��ز دور التقنية‬ ‫يف �إدارة عملي ��ات قطاع ��ات العمل اخلريي‪،‬‬ ‫التابع ��ة لإ�ش ��راف وزارة العم ��ل والتنمي ��ة‬ ‫االجتماعي ��ة‪ ،‬بحي ��ث يتم العم ��ل على تطوير‬ ‫نظ ��ام �آيل �إلك�ت�روين‪ ،‬على ال�شبك ��ة الدولية‬ ‫(الإنرتنت)‪� ،‬إ�ضافة �إلى التجهيزات الالزمة‬ ‫لت�شغي ��ل و�إدارة املواق ��ع‪ .‬وم ��ن العمل َّي ��ات‬ ‫الرئي�سة التي يتيحها هذا النظام‪:‬‬ ‫ا�ستعرا�ض جميع املعلومات والبيانات‬ ‫املتع ّلق ��ة باجله ��ات وامل�ؤ�س�س ��ات اخلريي ��ة‪،‬‬ ‫امل�ضاف ��ة �إلى البوابة‪ ،‬والبال ��غ عددها حاليــًا‬ ‫�أك�ث�ر م ��ن‪ 1000‬جه ��ة‪ ،‬و�أي�ضــً ��ا ا�ستعرا�ض‬

‫م�شاريعها‪.‬‬ ‫ربعات الإلكرتونية‪،‬‬ ‫تنفي ��ذ و�إدارة الت ّ‬ ‫للجه ��ات اخلريي ��ة امل�ضاف ��ة �إل ��ى النظ ��ام‪،‬‬ ‫ع�ب�ر و�سائط الدف ��ع املتن ّوعة (نظ ��ام �سداد‬ ‫للمدفوع ��ات ‪ SDAD‬ــ البطاق ��ات االئتمانية‬ ‫‪ VISA & MASTERCARD‬ـ� �ـ الر�سائ ��ل‬ ‫الن�صية ‪.)SMS‬‬ ‫�إدارة ومتابع ��ة الإج ��راءات الفني ��ة‬ ‫املتنوع ��ة م ��ن اجله ��ة امل�شرف ��ة واجله ��ات‬ ‫اخلريية‪ ،‬ب�أ�سلوب �إلكرتوين‪.‬‬ ‫�إدارة ومتابع ��ة م�س ��ار التربع ��ات‬ ‫الإلكرتونية ب�أ�سلوب مب�سط‪.‬‬ ‫توف�ي�ر حزم ��ة م ��ن اخلدم ��ات‬ ‫الإلكرتوني ��ة املختلف ��ة‪ ،‬واملرتبط ��ة بالت�ب�رع‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬والعمل اخلريي ب�شكل عام‪.‬‬ ‫�إدارة توزي ��ع الإعانات املالية للجهات‬ ‫اخلريي ��ة‪ ،‬وال�صادرة من اجله ��ة الإ�شرافية‪،‬‬ ‫وامل�ؤ�س�سات اخلريية املانحة‪.‬‬ ‫�إ�ص ��دار تقاري ��ر دوري ��ة للمتربعني‪،‬‬ ‫ت�سهم يف توثي ��ق و�أر�شفة عمل املتربع‪ ،‬وذلك‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تخ�صي� ��ص �صفحة ل ��كل متربع‪،‬‬ ‫مت ّكن ��ه من معرف ��ة جميع تربعات ��ه ال�سابقة‪،‬‬ ‫وامل�سجل ��ة ع�ب�ر موق ��ع (اخل�ي�ر ال�شام ��ل)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى معرفة الو�سائ ��ل امل�س َتخدَ مة يف‬ ‫التربع‪ ،‬وكافة تفا�صيلها الزمنية‪.‬‬ ‫حتقي ��ق اجلوان ��ب ال�شرعي ��ة‪ ،‬يف‬ ‫م�ساهمة املب ��ادرة ب�إخراج ال ��زكاة الواجبة‪،‬‬ ‫وبذل املزيد من ال�صدقات والتربعات‪.‬‬ ‫تقلي ��ل امل�صروف ��ات والأعب ��اء املالية‬ ‫املك ّلفة للجهات الأهلية‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪39‬‬


‫أفكار‬

‫اإليجابيون وجودة الحياة‬ ‫ازدادت ظاهرة ممارسة النشاطات اإليجابية ونشر المعرفة في مجاالت التكافل االجتماعي والصحة والرياضة‪،‬‬ ‫وازداد أعداد المنضمين إليها‪ ،‬وبدأت في التحول السريع من جهود فردية‪ ،‬إلى مجتمعية‪ .‬وذلك ألنها تعود بالنفع‬ ‫على الصحة المجتمعية‪ ،‬والسالمة النفسية‪ ،‬وتعزيز قيم المجتمع وجودة الحياة في المجاالت غير المادية‪ .‬ويبدو‬ ‫سرعت من عملية انتقال األفكار‪،‬‬ ‫لي أن وسائل التقنية وتطبيقات التواصل االجتماعي‪ ،‬خاصة تويتر وسناب شات‪َّ ،‬‬ ‫وسهلت من تفعيل إطالق المبادرات‪ ،‬وتعارف من يؤمنون بالمبادرات النوعية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫جهودا فردية‪ ،‬وبعضها‬ ‫يمكن أن أعد هذه النشاطات االجتماعية‪ ،‬نواة لمؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬فبعضها ال يزال‬ ‫ً‬ ‫رسميا‪،‬‬ ‫انتقل إلى مرحلة متقدمة وصارت شبه رسمية‪ ،‬إذ يعلمون بتنظيم المؤسسات‪ ،‬ولكن نشاطهم لم يسجل‬ ‫ً‬ ‫وموقعا على اإلنترنت وتطبيقات على التواصل‬ ‫وجمهورا يتابعهم‪،‬‬ ‫فهم يملكون مسمى‪ ،‬ومؤسسين‪ ،‬وأعضاء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا‪ ،‬تحول كثير من المبادرات المماثلة إلى مؤسسات‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كما هو الحال في المؤسسات الرسمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المجتمع المدني من خالل تحويل نشاطهم إلى مؤسسات رسمية مسجلة وتعمل بترخيص من الحكومة‪.‬‬ ‫د‪ .‬عبدالرحمن الشقير‬ ‫الرياض‬

‫‪40‬‬


‫ميك ��ن �أن يق ��ال �إن كل جه ��د �إيجاب ��ي‪،‬‬ ‫ي�سع ��ى للحفاظ عل ��ى مظاهر النظاف ��ة العامة‬ ‫للأف ��راد وللمجتم ��ع‪ ،‬وعلى �سالمته ��م البدنية‬ ‫والنف�سية والعقلية والثقافية‪ ،‬هو ن�شاط �إيجابي‬ ‫يف حتقي ��ق ال�صحة املجتمعية‪ ،‬فه ��م من ُ�صناع‬ ‫جودة احلياة‪ ،‬وتكمن �أهمية الإيجابيني يف �أنهم‬ ‫ين�شرون املعلومات عن �صح ��ة املجتمع و�سالمة‬ ‫البيئة‪ ،‬ويحول ��ون ممار�سات ال�صحة املجتمعية‬ ‫�إلى عادات يومية‪ ،‬ويعززون قيم العمل واحرتام‬ ‫الوق ��ت واالن�ضباطي ��ة والثق ��ة يف املجتم ��ع ويف‬ ‫النف�س‪ .‬ومتث ��ل هذه املب ��ادرات مرحلة انتقالية‬ ‫م ��ن تقدمي الإعان ��ات يف الك ��وارث �إلى ال�صحة‬ ‫املجتمعية‪ ،‬ومن �أبرز جهودهم‪ ،‬التايل‪:‬‬ ‫�صحة البيئة‬ ‫برزت جمموعة مبادرات‪ ،‬مهمتها احلفاظ‬ ‫عل ��ى البيئة من خالل ن�ش ��ر التوعية يف جماالت‬ ‫الت�شج�ي�ر‪ ،‬وحماية احلي ��اة الفطري ��ة‪ ،‬والتغري‬ ‫املناخي‪ ،‬وجودة اله ��واء‪ ،‬و�إدارة النفايات‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تنظيف املتنزهات وال�ب�راري‪ ،‬وزراعة ال�شتالت‬ ‫والأ�شج ��ار‪ ،‬وتنظي ��ف ال�شواطئ‪ .‬وب ��رزت «بيئة‬ ‫الريا� ��ض» حتت �إ�ش ��راف الهيئة العلي ��ا لتطوير‬ ‫مدين ��ة الريا� ��ض‪ ،‬وحمالت «ت�شج�ي�ر الريا�ض»‬ ‫و»�شج ��رة لكل مبن ��ى» التي رعته ��ا �أمانة مدينة‬ ‫الريا�ض‪ ،‬و»عني على جدة»‪ ،‬وت�شجري عنيزة‪.‬‬ ‫امل�شاة‬ ‫مبادرة الريا�ضة للجميع من خالل امل�شي‪،‬‬ ‫�إذ ب ��رزت «م�ش ��اة الريا� ��ض»‪ ،‬و�أُط ِلق ��ت ثقاف ��ة‬ ‫امل�ش ��ي فج� � ًرا‪ ،‬وامل�ش ��ي مل�ساف ��ات طويل ��ة‪ ،‬م ��ن‬ ‫�أج ��ل جمتمع �صحي‪ ،‬ثم ب ��رزت «م�شاة الريا�ض‬ ‫الن�سائ ��ي»‪ ،‬ثم انت�شرت الفكرة يف جميع مناطق‬ ‫اململك ��ة‪ .‬و�أ�سهم ��ت البلدي ��ات يف ت�سهي ��ل ه ��ذه‬ ‫الريا�ض ��ة من خ�ل�ال ت�صميم املم�ش ��ى يف عدد‬ ‫م ��ن الأحياء والأودية‪ ،‬مثل‪ :‬وادي حنيفة‪ ،‬ووادي‬ ‫منار‪ ،‬وتو�سيع الأر�صفة لتهيئتها لتكون م�ضما ًرا‬ ‫للم�شي‪ .‬و ُيع� � ُّد د‪� .‬صالح الأن�ص ��اري‪ ،‬ا�ست�شاري‬ ‫طب املجتمع‪ ،‬واملهند�س ح�س ��ان الفلو‪ ،‬من �أبرز‬ ‫الن�شطاء يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ت�سلق اجلبال‬ ‫مبادرة ت�سلق اجلب ��ال‪ ،‬انت�شرت يف مناطق‬ ‫اململكة ب�سرعة‪ ،‬و�صار لها جتمع من هواة �صعود‬ ‫اجلبال‪ ،‬وله ��م �إجنازات يف �صع ��ود قمم جبلية‬ ‫�شه�ي�رة يف م ��دن اململك ��ة‪ ،‬ويف جب ��ال �إفريقي ��ا‬ ‫و�أوروب ��ا‪ .‬و ُيع ُّد د‪ .‬عب ��داهلل القويز‪ ،‬الدبلوما�سي‬

‫وتوجد مبادرات �صحي ��ة �أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬ن�شر‬ ‫كل جهد إيجابي‪ ،‬يسعى‬ ‫طلب ��ات الت�ب�رع بال ��دم ل�صال ��ح بنوك ال ��دم �أو‬ ‫للحفاظ على مظاهر‬ ‫ملر�ض ��ى حمتاجني‪ ،‬ولكنه مل ت�ص ��ل �إلى م�ستوى‬ ‫النظافة العامة لألفراد‬ ‫التنظيم‪ .‬وتوجد جم ��االت �صحية كثرية حتتاج‬ ‫وللمجتمع هو نشاط‬ ‫�إل ��ى �إط�ل�اق مب ��ادرات لدعمه ��ا‪ ،‬مث ��ل‪ :‬التربع‬ ‫إيجابي في تحقيق الصحة‬ ‫بالأع�ضاء‪ ،‬ومبادرات الدعم ال�صحي والتثقيف‬ ‫المجتمعية‬ ‫يف جمتمع ��ات احل ��دود التي تعي� ��ش يف �أطراف‬ ‫اململك ��ة ومل ت�صلها اخلدم ��ات الأ�سا�سية ب�شكل‬ ‫واخلبري املايل الدويل‪� ،‬أحد �أهم و�أقدم مت�سلقي‬ ‫كاف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اجلب ��ال يف اململك ��ة‪ ،‬و�أ�س� ��س املهند� ��س عل ��ي‬ ‫القحطاين فريق «هايكنج ال�سعودية»‪.‬‬ ‫اعرف حقك‬ ‫ظه ��رت جمموع ��ة مب ��ادرات للتوعي ��ة‬ ‫ريا�ضات نادرة‬ ‫باحلق ��وق القانوني ��ة‪� ،‬أو للتدخ ��ل القانوين لرد‬ ‫برز يف املجتمع جمموعة كبرية من الهوايات املظ ��امل �إل ��ى �أهلها‪ ،‬و�أول جه ��ود يف هذا املجال‬ ‫الراقي ��ة‪ ،‬ول ��كل منطقة جت ُّمعه ��ا ال�شبابي الذي «جمعي ��ة حقوق الإن�س ��ان»‪ ،‬وهي منظم ��ة �أهلية‬ ‫يحم ��ل ا�س ًما ً‬ ‫خا�صا بها‪ ،‬وغال ًبا ما ر�أيتها ترتكز غري ربحي ��ة‪ ،‬ثم برزت مب ��ادرة «ان�صر �أخاك»‪،‬‬ ‫يف امل ��دن الث�ل�اث الك�ب�رى (الريا� ��ض‪ ،‬وجدة‪ ،‬وه ��ي جتمع للمتخ�ص�صني يف القان ��ون‪ .‬وبرزت‬ ‫والدم ��ام)‪ ،‬وجميعه ��ا له ��ا تاريخ طوي ��ل‪ ،‬ولكن � ً‬ ‫أي�ضا مبادرات‪ ،‬مثل‪ :‬توعية امل�ستهلك‪ ،‬ومقاطعة‬ ‫دخولها للمملكة جاء مت�أخ� � ًرا‪ ،‬وال تزال اجلهود املنتجات امل�ضرة باملجتمع‪.‬‬ ‫الفردية �أن�شط من جهود احتاد الريا�ضة املعنية‬ ‫به ��ذا الن�ش ��اط‪ ،‬وهي تفيد يف حت�س�ي�ن ال�صحة‬ ‫ريا‪..‬‬ ‫�أخ ً‬ ‫النف�س‪،‬‬ ‫العامة وعالج االكتئ ��اب‪ ،‬والرتويح عن‬ ‫ه ��ذه ملحة عام ��ة �إلى ن�شاط ��ات اجتماعية‬ ‫و�أب ��رز ه ��ذه الريا�ضات‪ :‬قي ��ادة دراجات هاريل ت�سعى لبث الروح الإيجابية يف املجتمع‪ ،‬يف زمن‬ ‫(الدبابات الفخمة)‪ ،‬وه ��ي هواية نادرة جتذب نح ��ن �أحوج ما نك ��ون �إليه مل�شاركته ��م‪ ،‬وللنظر‬ ‫املهند�س�ي�ن والأطب ��اء وذوي امله ��ن العليا‪ ،‬ولهم �إليهم بعني التقدير واالمتنان‪ .‬وهي مناذج قليلة‬ ‫تنظي ��م رح�ل�ات �أ�سبوعية تنطل ��ق كمجموعات من مبادرات ون�شاطات كثرية‪ ،‬حتتاج �إلى ر�صد‬ ‫(م ��ن ‪� 10‬إل ��ى ‪ 30‬و�أك�ث�ر) يف �أوق ��ات حمددة‪� ،‬شامل لها‪ ،‬وتتبع �أ�صولها التاريخية يف املجتمع‪،‬‬ ‫وغال ًبا ما تكون فج ًرا‪.‬‬ ‫و�أبرز رموزها‪ ،‬وانعكا� ��س ت�أثريها على ال�صحة‬ ‫ُ‬ ‫وريا�ضة الدراجات الهوائية‪ ،‬تع ُّد من �أقدم املجتمعي ��ة والنف�سي ��ة‪ ،‬وحت�س�ي�ن امل ��زاج العام‪،‬‬ ‫الريا�ض ��ات باململكة‪ ،‬ولها تنظي ��م ر�سمي با�سم ودرا�سة معمقة حلاالت الأف ��راد والأ�سر لتفعيل‬ ‫«االحت ��اد ال�سعودي للدراج ��ات»‪ ،‬وتوجد مبادرة دورهم يف تعزيز التكافل وجودة احلياة‪.‬‬ ‫«دراج ج ��دة»‪ ،‬وريا�ض ��ة الطائ ��رات ال�شراعية‪،‬‬ ‫تع� � ُّد ه ��ذه الن�شاطات م ��ن �أب ��رز م�ؤ�شرات‬ ‫وق ��د زاد الإقب ��ال عليها يف ج ��دة‪ ،‬وت�أ�س�ست من تغيري القي ��م يف املجتمع ال�سعودي‪ ،‬وهي ظاهرة‬ ‫�أجله ��ا �أندي ��ة للط�ي�ران ال�شراع ��ي‪ ،‬وطائ ��رات �إيجابي ��ة يف ظ ��ل حياة تو�صف بـ(�أنه ��ا �سائلة)‪،‬‬ ‫اجلايروكوب�ت�ر اخلفيف ��ة‪ ،‬و�صارت م ��ن عوامل بح�س ��ب تعب�ي�ر زيجمون ��ت باومان‪ .‬وم ��ن املهم‬ ‫اجلذب ال�سياحي واال�ستثماري‪.‬‬ ‫دع ��م املبادرات ال�شبابية ماد ًيا ومعنو ًيا و�إدار ًيا‪،‬‬ ‫و�إتاحة الفر�صة لهم مل�أ�س�ستها‪ ،‬وتكثيف الدورات‬ ‫التطوع ال�صحي‬ ‫التدريبي ��ة يف الأعم ��ال التطوعي ��ة‪ ،‬وال�صح ��ة‬ ‫موج ��ة التط ��وع ال�صح ��ي‪ ،‬مث ��ل‪ :‬التوعي ��ة املجتمعي ��ة‪ .‬و�أق�ت�رح دع ��م ال�صح ��ة املجتمعية‬ ‫ب�أهمية الك�ش ��ف املبكر ل�سرطان الثدي‪ ،‬وتقدمي والنف�سي ��ة لتك ��ون لها مق ��ررات و�أق�س ��ام علمية‬ ‫الدع ��م املعن ��وي للم�صاب ��ات لتمكينه ��م م ��ن يف اجلامع ��ات‪ ،‬ودعم افتت ��اح املراكز احلكومية‬ ‫التغل ��ب على ح ��االت الإحباط و�إع ��ادة دجمهن والأهلية لن�شر الوعي ومعاجلة الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يف احلي ��اة والتكي ��ف م ��ع املر�ض‪ ،‬وب ��رز يف هذا مل ي�ستطيع ��وا التكي ��ف مع �ضغوط احلي ��اة‪ ،‬وال‬ ‫املجال من اجلهود الفردية‪ :‬د‪� .‬سامية العمودي‪ .‬الت�صالح مع املجتمع‪ .‬وامل�ؤمل من برنامج التحول‬ ‫وتق ��وم جمعي ��ات مكافحة ال�سرط ��ان وعدد من الوطن ��ي‪ ،‬و»احت ��اد الريا�ض ��ة املجتمعي ��ة» الذي‬ ‫امل�ست�شفيات بجهود تثقيفية كبرية‪.‬‬ ‫ت�أ�س�س‪ ،‬م�ؤخ ًرا‪� ،‬أن يحقق �أهدافه وطموحاته‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪41‬‬


‫رؤى‬

‫المبادرات التطوعية‬

‫القدوة واألنموذج‬

‫ال يستطيع اإلنسان العيش بمعزل عن المجتمع المحيط‬ ‫به‪ ،‬يتفاعل معه ويتأثر به كأحد أفراده‪ ،‬فيكتسب منه‬ ‫ومبادئ وعادا ٍ‬ ‫ت تشكل شخصيته وتحدد اتجاهاته‪،‬‬ ‫خُ ل ًُقا‬ ‫َ‬ ‫وقد ساهمت تلك العالقة التبادلية بين الفرد والمجتمع‬ ‫في بروز أهمية القيم كمرجعية للتعامل بين البشر‪،‬‬ ‫ومعيارا‬ ‫محددا للسلوك الظاهري‬ ‫وأضحت تلك القيم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للمجتمعات‪.‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبدالرحمن بن غرم الله الغامدي‬ ‫إدارة الجودة ‪ -‬وزارة التعليم‬

‫‪42‬‬

‫‪� ‬إن م ��ن �أنب ��ل القي ��م الت ��ي �أكد عليه ��ا دينن ��ا الإ�سالمي‬ ‫احلنيف‪ ،‬تلك التي تتعلق ب ��دور الفرد جتاه املجتمع‪ ،‬رف ًعا من‬ ‫�ش�أن ��ه‪ ،‬و� ً‬ ‫أخذا به نحو الرقي‪ ،‬كاملروءة‪ ،‬واملبادرة لعمل اخلري‪،‬‬ ‫وم ��د يد الع ��ون‪ ،‬و�إغاثة امللهوف‪ .‬كما �أك ��د ديننا على �ضرورة‬ ‫مت�س ��ك املجتمع امل�سلم به ��ا ليقوم بر�سالته عل ��ى �أكمل وجه‪،‬‬ ‫وليكون مثا ًال ُيحتذى به‪.‬‬ ‫‪ ‬وكمجتمع �سعودي م�سلم‪ ،‬مرت فرتات مل تكن املبادرات‬ ‫التطوعي ��ة‪ ،‬ت�شغ ��ل احليز الكبري من االهتم ��ام‪� ،‬إال �أن عوامل‬ ‫ع ��دة �ساهم ��ت يف رف ��ع م�ستوى التوج ��ه نحو العم ��ل اخلريي‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬ي�أت ��ي يف مقدمته ��ا خ�صو�صيتن ��ا الديني ��ة الت ��ي‬ ‫تفر�ض علين ��ا الإح�س ��ان للآخرين‪ ،‬وق�ضاء حاج ��ات النا�س‪.‬‬ ‫كم ��ا �ساهم ��ت حكوم ��ة اململك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة بدعمها‬ ‫الكب�ي�ر للق�ضاي ��ا الإن�سانية‪ ،‬وتق ��دمي كافة �أن ��واع امل�ساعدات‬ ‫مل�ستحقيها‪ ،‬واعتباره ��ا رم� �زًا لل�س�ل�ام العامل ��ي ‪� -‬ساهم ��ت‬ ‫ب ��كل ذلك ‪ -‬يف رف ��ع م�ستوى الوعي لدى اجلمي ��ع جتاه العمل‬ ‫التطوع ��ي اخلريي؛ حتى �أ�صبحت ثقاف ��ة دارجة لدى الأفراد‬ ‫وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬ودع � َ�م ك َّل ذل ��ك ال ُع � ُ‬ ‫�رف االجتماع ��ي والعادات‬


‫والتقاليد الأ�صيلة يف جمتمعنا ال�سعودي‪ ،‬التي‬ ‫ت�ؤكد عل ��ى مكارم الأخ�ل�اق‪ ،‬واملبادرة خلدمة‬ ‫الإن�سانية‪ .‬‬ ‫‪َ ‬ب ْي ��دَ �أن معادل ��ة الت�أث�ي�ر ق ��د اختلف ��ت‬ ‫اليوم‪ ،‬فلم يع ��د النا�س مييلون �إل ��ى الن�صائح‬ ‫والتنظ�ي�ر‪ ،‬بل مييلون �إلى الق ��دوة والأمنوذج‪،‬‬ ‫فك ُّل م ��ا ن�شهده من جتارب وخ�ب�رات لل�شباب‬ ‫ال�سع ��ودي يف جمال العم ��ل التطوعي يف جميع‬ ‫�أنح ��اء الع ��امل‪ ،‬لي�س ��ت جم ��رد دع ��م وخدمة‬ ‫ُتق ��دَ م‪ ،‬لكنه ��ا رحلة متي ��ز وجن ��اح ُت َّ‬ ‫�سطر‪ ،‬ال‬ ‫متثل ال�شخ� ��ص مبفرده‪ ،‬لكنه ��ا متثل املجتمع‬ ‫ال�سعودي ب�أكمله‪.‬‬ ‫منظمات لها دور‬ ‫لق ��د ت�سنى يل االط�ل�اع على جتارب عدد‬ ‫من املنظمات الطالبي ��ة واملبادرات التطوعية‬ ‫للمبتعث�ي�ن واملبتعث ��ات يف الوالي ��ات املتح ��دة‬ ‫الأمريكي ��ة حت ��ت مظل ��ة امللحقي ��ة الثقافي ��ة‬ ‫بوا�شنط ��ن‪ ،‬و�شاه ��دت عن قرب ق ��درة عالية‬ ‫ل ��دى �أبناء الوطن يف االندم ��اج مع املجتمعات‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬واال�ستع ��داد لتمثي ��ل الوط ��ن خ�ي�ر‬ ‫متثيل‪.‬‬ ‫‪� ‬إذ قام ��ت تل ��ك املنظم ��ات عل ��ى جه ��ود‬ ‫ط�ل�اب �سعوديني‪ ،‬وعمل تطوع ��ي ب�سيط‪ ،‬كبرُ‬ ‫م ��ع الزم ��ن برغب ��ة يف العط ��اء و�إ�ص ��رار على‬ ‫أمنوذج ��ا رائ ًع ��ا للعمل‬ ‫اال�ستم ��رار؛ لي�صب ��ح � ً‬ ‫اخل�ي�ري واملبادرات التطوعي ��ة‪ ،‬من ذلك على‬ ‫�سبي ��ل املث ��ال‪ :‬منظم ��ة (‪،)Hand by Hand‬‬ ‫وه ��ي منظم ��ة طالبي ��ة �سعودية غ�ي�ر ربحية‪،‬‬ ‫ته ��دف �إل ��ى ن�ش ��ر ثقاف ��ة العم ��ل التطوع ��ي‪،‬‬ ‫وتوحي ��د اجلهود ع�ب�ر توفري ودع ��م للأعمال‬ ‫التطوعية والقيادية بطريقة متميزة‪ ،‬ومنظمة‬ ‫(‪ ،)Us to U.S‬وه ��ي منظم ��ة للمب ��ادرات‬ ‫الإن�ساني ��ة والعم ��ل االجتماعي‪ ،‬تقدم خدمات‬ ‫جليلة للمجتمع‪.‬‬ ‫ومل تقت�صر تلك الأعم ��ال التطوعية على‬ ‫اخلدم ��ة والدعم فقط‪ ،‬بل تع ��دت ذلك لغذاء‬ ‫ال ��روح والفك ��ر‪ ،‬حيث ب ��ادر املبتع ��ث عبداهلل‬ ‫العم ��ري‪ ،‬مبب ��ادرة ثقافية فكرية جتم ��ع �أبناء‬ ‫اخللي ��ج كاف ��ة‪ ،‬متثل ��ت يف ت�أ�سي� ��س منظم ��ة‬ ‫(‪� ،)AASCM‬سبتية‪ ‬عب ��داهلل العم ��ري‬ ‫الثقافي ��ة‪ ،‬التي بد�أت منذ �شه ��ر �أغ�سط�س من‬ ‫ع ��ام ‪ ،٢٠١٤‬واع ُتمِ ��دت كمنظم ��ة ر�سمي ��ة يف‬ ‫ع ��ام ‪ ٢٠١٦‬تابعة جلامع ��ة �إنديانا بلومنقتون‪.‬‬ ‫وته ��دف املنظم ��ة �إل ��ى خدم ��ة �أبن ��اء اجلالية‬

‫اخلليجي ��ة مب ��ا يع ��زز لديه ��م قيم ��ة الثقاف ��ة الإيجابي امللمو�س‪.‬‬ ‫العربي ��ة واالرتب ��اط بالهوي ��ة‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إلى‬ ‫دور �أندية الطالب‬ ‫تعزيز العالقات ال�سعودية الأمريكية ثقاف ًيا يف‬ ‫وملَّ ��ا كان ��ت الوالي ��ات املتح ��دة الأمريكية‬ ‫والي ��ة �إنديانا‪ .‬وقد قدمت املنظمة ‪ -‬حتى الآن‬ ‫ م ��ا يف ��وق (‪ )95‬لقاء ثقاف ًي ��ا يف مو�ضوعات �شه ��دت‪ ،‬م�ؤخ� � ًرا‪ ،‬ع ��ددًا م ��ن الأعا�ص�ي�ر يف‬‫متع ��ددة‪ .‬كم ��ا ا�ست�ضافت �شخ�صي ��ات بارزة‪ ،‬الوالي ��ات ال�شرقي ��ة منها‪ ،‬وكان ��ت التحذيرات‬ ‫ومفكرين‪ ،‬و�أدباء‪ ،‬ومتخ�ص�صني‪ ،‬يف جماالت من �أ�ضرارها على �أعل ��ى امل�ستويات‪ ،‬فقد كان‬ ‫ع ��دة‪ ،‬وم ��ا زال ��ت ه ��ذه املب ��ادرة م ��ن �أمي ��ز للأندي ��ة ال�سعودي ��ة الطالبي ��ة هن ��اك‪ ،‬الأث ��ر‬ ‫الكب�ي�ر يف تق ��دمي امل�ساع ��دة جلمي ��ع �ساكني‬ ‫املبادرات التطوعية الثقافية‪.‬‬ ‫الوالي ��ات املت�ض ��ررة‪ ،‬و�ضرب ��وا �أروع مث ��ال‬ ‫جهود املبتعثني‬ ‫يف العط ��اء الالحمدود‪ ،‬م ��ن ذل ��ك اجله ��ود‬ ‫‪ ‬كذل ��ك ت�سن ��ى يل التع ��رف ع ��ن ق ��رب التطوعية للنادي ال�سعودي الطالبي يف جامعة‬ ‫عل ��ى جه ��ود ع ��دد م ��ن الط�ل�اب املبتعث�ي�ن‪ ،‬جن ��وب فلوريدا يف مدينة تامب ��ا بقيادة‪ ‬طالب‬ ‫ر�ؤ�س ��اء الأندي ��ة الطالبي ��ة واملكرم�ي�ن‪ ،‬مرحلة الدكتوراه‪ ‬ح�سني الربيعي‪ ،‬التي كان لها‬ ‫م�ؤخ ًرا‪ ،‬ك�أف�ض ��ل �أندية عل ��ى م�ستوى الواليات الأثر الكبري يف متثيل ال�شباب ال�سعودي امل�سلم‬ ‫املتحدة الأمريكي ��ة‪ ،‬والبالغ عددها ‪ 352‬ناد ًيا خ�ي�ر متثي ��ل‪ ،‬فق ��د قاموا‪ ‬مبب ��ادرات تطوعية‬ ‫طالب ًي ��ا‪ .‬تل ��ك الأندي ��ة الت ��ي �أكمل ��ت عامه ��ا متثل ��ت يف تق ��دمي امل�ساع ��دة الفوري ��ة جلميع‬ ‫الثالث�ي�ن‪ ،‬والقائم ��ة عل ��ى جه ��ود ومب ��ادرات املت�ضرري ��ن‪� ،‬سواء من املبتعث�ي�ن �أو املبتعثات‪،‬‬ ‫املبتعث�ي�ن واملبتعث ��ات‪ ،‬وذلك‪� ‬ضم ��ن اجتم ��اع ورعاياه ��م‪� ،‬أو حتى �ساكن ��ي تلك الواليات من‬ ‫الأندي ��ة الطالبية الأربعني‪ ،‬الذي �أقيم برعاية جن�سي ��ات و�أديان و�أع ��راق خمتلف ��ة‪ ،‬و�سجلوا‬ ‫وح�ض ��ور �سفري اململك ��ة العربي ��ة ال�سعودية يف مواقف م�شرف ��ة يف �إدارة الأزمة بامل�ساهمة يف‬ ‫وا�شنط ��ن‪� ،‬صاحب ال�سم ��و امللكي الأمري خالد �إنق ��اذ العالق�ي�ن جراء الأعا�ص�ي�ر‪ .‬ومل يكتفوا‬ ‫ب ��ن �سلم ��ان ب ��ن عبدالعزيز‪ ،‬وح�ض ��ور امللحق بذل ��ك‪ ،‬بل قاموا بعد ا�ستقرار الأحوال اجلوية‬ ‫الثق ��ايف الدكتور حمم ��د العي�س ��ى‪ ،‬ويف لقائي بتقدمي امل�ساعدات العينية وتوزيعها‪ ،‬والتعاون‬ ‫مع احلا�صل على املرك ��ز الأول‪ ،‬طالب مرحلة مع منظمات �أخرى يف �إي�صالها مل�ستحقيها‪.‬‬ ‫الدكت ��وراه عب ��داهلل الزي ��ر‪ ،‬رئي� ��س الن ��ادي‬ ‫‪ ‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن هن ��اك‬ ‫ال�سع ��ودي يف مدين ��ة �إنديانا بولي� ��س‪ ،‬اطلعت مب ��ادرات ب ��د�أت ك�أفكار ب�سيطة‪ ،‬ث ��م ما لبثت‬ ‫عل ��ى عدد من امل�شروع ��ات والربامج التي قام �أن حتول ��ت �إل ��ى مبادرات‪ ‬نوعي ��ة‪ ،‬م ��ن ذل ��ك‬ ‫عليه ��ا م ��ع فرق العم ��ل يف النادي خ�ل�ال عام املب ��ادرة التطوعية الت ��ي يقوم عليه ��ا املبتعث‬ ‫كامل‪ ،‬و�أبهرين امل�ست ��وى العايل لإدارة العمل‪ ،‬خلف احلرب ��ي‪ ،‬بجامع ��ة �إنديان ��ا بلومنقتون‪،‬‬ ‫واحلر�ص على اجل ��ودة والإتقان يف التخطيط والت ��ي ته ��دف �إلى �إطع ��ام امل�شردي ��ن وتقدمي‬ ‫والتنفي ��ذ والتق ��ومي لتل ��ك الربام ��ج‪ ،‬وم�ستوى املعونة الغذائي ��ة املميزة لهم‪ ،‬حيث بد�أت منذ‬ ‫الإيجابية التي �أظهرها جميع العاملني‪ ،‬والثقة �أغ�سط� ��س لع ��ام ‪ ٢٠١٦‬وقدم ��ت حت ��ى الآن ما‬ ‫العالي ��ة التي ُبنيت بني �أف ��راد الفريق‪ ،‬فكانت يفوق (‪ )٢٠٠٠‬وجب ��ة غذائية يف عمل جماعي‬ ‫النتيج ��ة لكل ذل ��ك‪ ،‬التمي ��ز يف الأداء‪ ،‬والأثر رائع‪ ،‬و�أ�صبحت هذه املبادرة التطوعية �أيقونة‬ ‫تعري ��ف لل�شب ��اب ال�سع ��ودي يف املدين ��ة‪ ،‬ب ��ل‬ ‫و�ساهم ��ت يف ن�ش ��ر ر�سالة �سالم م ��ن املجتمع‬ ‫عوامل عدة ساهمت في‬ ‫ال�سعودي امل�سلم للمجتمع الأمريكي باختالفه‬ ‫رفع مستوى التوجه نحو‬ ‫وتنوعه‪.‬‬ ‫العمل الخيري التطوعي‪،‬‬ ‫‪ ‬ب�ل�ا �ش ��ك‪� ،‬ستبق ��ى كل ه ��ذه الأعم ��ال‬ ‫يأتي في مقدمتها‬ ‫التطوعي ��ة من قبي ��ل‪( :‬من ها هنا م� � َّر‪ ،‬وهذا‬ ‫خصوصيتنا الدينية التي‬ ‫الأثر)‪ ،‬و�ستظ ��ل تلك املب ��ادرات جتارب فخر‬ ‫تفرض علينا اإلحسان‬ ‫واعت ��زاز لكل م ��ن قام ��وا عليها‪ ،‬كم ��ا �ستظل‬ ‫لآلخرين‪ ،‬وقضاء حاجات‬ ‫أمنوذجا‬ ‫�آثاره ��ا باقي ��ة يف املجتمع‪ ،‬و�ستك ��ون � ً‬ ‫الناس‬ ‫رائ ًعا ُيحكى لأجيال قادمة‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪43‬‬


‫رؤى‬

‫تأهيل العاملين في القطاع غير الربحي‪:‬‬

‫هل حان الوقت لبرنامج متخصص؟‬ ‫جاءت رؤية المملكة ‪ 2030‬ببرنامج طموح يضم كل القطاعات‬ ‫المكونة للدولة‪ ،‬واس ُتهدف القطاع غير الربحي ‪ -‬ر َّبما ألول‬ ‫ّ‬ ‫مرة ‪ -‬في الخطط التنموية بحصة محددة من الناتج المحلي‪،‬‬ ‫نص برنامج التحول الوطني على رفع مساهمة القطاع‬ ‫إذ ّ‬ ‫غير الربحي من ‪ %1‬إلى ‪ %5‬من الناتج المحلي العام‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني مساهمة ال تقل عن مئات الماليين من الرياالت‪،‬‬ ‫وهذا اعتراف ضمني وصريح ‪ -‬في آن واحد ‪ -‬بالدور المهم‬ ‫والحيوي الذي يؤديه القطاع غير الربحي‪.‬‬ ‫أيمن الغامدي‬ ‫الرياض‬

‫‪44‬‬

‫ميك ��ن للم�ؤ�س�سات غري الربحي ��ة‪� ،‬أن يكون لها جما ٌل يف‬ ‫كل قطاع ��ات الدول ��ة‪ ،‬وهي حتت ��ل موق ًعا فري ��دً ا يمُ ّكنها من‬ ‫ط ��رح �أفكار �إبداعية وجتديدية ملعاجل ��ة امل�شاكل امل�ستع�صية‬ ‫لع�صرنا‪ ،‬فكونها متحررة من القيود ال�سيا�سية وقيود ال�سوق‪،‬‬ ‫يمُ ّكنه ��ا ب�ص ��ورة فريدة م ��ن التفكري فيما ال يمُ ك ��ن التفكري‬ ‫فيه‪ ،‬وق ��د اجتهت حتى كتابة هذه الأ�سطر وزارتان كبريتان‪،‬‬ ‫هم ��ا وزارتا‪ :‬ال�صحة‪ ،‬والإ�س ��كان‪ ،‬لت�أ�سي�س برنامج لل�شراكة‬ ‫املجتمعي ��ة يح ��اول تطوي ��ع �إمكان ��ات القط ��اع غ�ي�ر الربحي‬ ‫خلدمة الأولويات التنموية للوزارة‪.‬‬ ‫�إذا و�ضعن ��ا جان ًبا حماولة معرفة املق�صود بالقطاع غري‬ ‫الربح ��ي ودجمنا فيه كل اجله ��ات واجلمعي ��ات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الأهلي ��ة وجلان التنمي ��ة االجتماعية‪ ،‬و�ضممن ��ا �إليها الغرف‬ ‫التجارية والأندية الريا�ضية – قبل خ�صخ�صتها – والأندية‬ ‫الأدبي ��ة‪ ،‬وحتى املكات ��ب التعاونية للدع ��وة والإر�شاد وتوعية‬


‫ال تكمن أهمية المؤسسات غير الربحية وقيمتها في أرصدتها‬ ‫أو معدالت إنفاقها بصورة جوهرية‪ ،‬بل تكمن قيمتها في‬ ‫الشيء الفريد الذي تؤديه أو تقوم به‬

‫اجلالي ��ات‪ ،‬واجلمعي ��ات اخلريية لتحفيظ الق ��ر�آن الكرمي مبا حتويه‬ ‫ه ��ذه اجلهات م ��ن �أ�صول وموارد و�أوق ��اف‪ ،‬بالإ�ضافة �إل ��ى ال�شركات‬ ‫اململوكة لأوقاف‪ ،‬مثل‪ :‬دواجن الوطنية‪� ،‬أو وقف امللك عبدالعزيز مبكة‬ ‫املكرم ��ة ‪� ..‬إذا و�ضعنا هذا كله جان ًبا‪ ،‬وعدنا �إل ��ى املربع الأول‪ ،‬ف�إننا‬ ‫ن�أت ��ي ب�س�ؤال مفاده‪ :‬كي ��ف ميكن �أن ن�صل �إلى رفع �إ�سهام هذا القطاع‬ ‫لتحقي ��ق الهدف املن�شود؟ �أو بطريق ��ة �أخرى‪ :‬كيف ميكن للقطاع غري‬ ‫الربحي �أن يكون م�ساه ًما اً‬ ‫وفاعل يف ر�ؤية ‪2030‬؟‬ ‫عل ��ى الرغم من ع ��دم قناعتي بال�سبب الواح ��د يف ق�ضايا العلوم‬ ‫الإن�ساني ��ة امل�شتبك ��ة‪ ،‬ف�إنن ��ي �أرى �أن ت�أهي ��ل الك ��وادر املنت�سب ��ة لهذا‬ ‫القطاع‪ ،‬هو حجر الزاوية والركن الأ�سا�س يف هذه العملية بر ّمتها‪.‬‬ ‫قطاعا ً‬ ‫عري�ضا‬ ‫�إن العمل اخلريي وغري الربحي – اليوم ‪ُ -‬ي�ش ّكل ً‬ ‫ال�صع ��د �سيا�س ًي ��ا واجتماع ًي ��ا واقت�صاد ًيا‬ ‫ال ُي�سته ��ان به عل ��ى جميع ُ‬ ‫وثقاف ًي ��ا‪ ،‬وبقاء �ساحته تخلو من �أي برنام ��ج ت�أهيلي معتمد‪ ،‬يقرع يف‬ ‫�أذهانن ��ا ووجداننا ناقو� ��س اخلطر! فكيف ميك ��ن � اَّأل يكون يف مملكة‬ ‫الإن�ساني ��ة التي ق� �دّرت بع�ض الإح�صائي ��ات اقت�ص ��اد �أوقافها بـ‪500‬‬ ‫ملي ��ار ريال‪� ،‬أي برنام ��ج علمي ت�أهيلي متخ�ص� ��ص يف ت�أهيل الكوادر‬ ‫الفنية واعتمادها لهذا القطاع احليوي؟‬ ‫متخ�ص�صا‪� ،‬سيحقق جملة من الفوائد‪،‬‬ ‫برناجما تعليم ًيا‬ ‫�أزعم �أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منها على �سبيل املث ��ال‪ :‬تزويد املنت�سبني مبعلومات ومهارات جديدة‪،‬‬ ‫وزرع ثق ��ة املجتم ��ع يف قطاعه اخل�ي�ري وثقة العامل يف ه ��ذا القطاع‬ ‫بنف�س ��ه وبعمل ��ه‪ ،‬وامل�ساهم ��ة يف حل امل�ش ��كالت التنموي ��ة بالأ�ساليب‬ ‫العلمي ��ة بعيدً ا ع ��ن االرجتال والع�شوائي ��ة‪ ،‬و ُي�س ّهل عل ��ى القطاع غري‬ ‫الربح ��ي مواكبة التقني ��ات والأ�ساليب العاملية اجلدي ��دة املتخ�ص�صة‬ ‫يف جمال ��ه‪ ،‬كما �س ُيعطي �صبغ ��ة علمية لكثري م ��ن املمار�سات العملية‬ ‫الرائعة يف امليدان‪.‬‬ ‫�إنه م ��ن امل�ؤ�سف �أن القطاع غري الربحي‪ ،‬ي ��كاد يكون هو القطاع‬ ‫الوحيد بني قطاع ��ات الن�شاطات االجتماعي ��ة واالقت�صادية‪ ،‬الذي ال‬ ‫تتوف ��ر له م�ؤ�س�س ��ات جامعية ومراكز بحثي ��ة متخ�ص�صة تقوم مبهمة‬ ‫الإ�سناد العلمي وتقدمي امل�شورة املبنية على درا�سات متعمقة من ذوي‬ ‫اخلربة واالخت�صا�ص‪.‬‬ ‫ه ��ذا القط ��اع ‪ -‬ب�شكل منف ��رد ‪� -‬أ�سهم وال ي ��زال ي�ساهم يف بناء‬ ‫جمال تع ��اوين م�شرتك بني املجتمع والدولة‪ ،‬وه ��ذا املجال ُمر�شح يف‬ ‫ظل الظروف الراهنة للقيام بدور �أكرب يف ظل ر�ؤية اململكة ‪.2030‬‬ ‫و�إن ال ��دور والعبء املُلقى على عاتق القطاع غري الربحي‪ ،‬يحتاج‬ ‫بجان ��ب الأنظمة والت�شريع ��ات التي حتميه من �أي تغ� � ّول‪� ،‬أو ت�شكيك‪،‬‬ ‫�أو نق ��د ه ��دام‪� ،‬إل ��ى �أن ي�أخذ حظه م ��ن الدرا�سة والبح ��ث والتطوير‬ ‫واالجته ��اد على ي ��د نخبة خمت�صة من الكوادر امل�ؤهل ��ة ت� اً‬ ‫أهيل عال ًيا‪،‬‬ ‫�س ��واء يف املجال البحثي النظ ��ري‪� ،‬أو يف املجال التطبيقي الذي يتجه‬ ‫مبا�شرة �إلى خدمة املجال العام للدولة‪.‬‬ ‫لق ��د حت ّملت بع� ��ض امل�ؤ�س�سات املنتمية �إل ��ى القطاع غري الربحي‬ ‫م�س�ؤوليته ��ا جتاه ق�ضية الت�أهيل هذه‪ ،‬وبادرت م�ؤ�س�سة الأمرية العنود‬

‫بنت عبدالعزيز بن جلوي اخلريي ��ة‪ ،‬لإطالق برنامج الزمالة العربية‬ ‫الأوروبي ��ة لإدارة املنظمات غري الربحي ��ة ب�شراكة مع جامعة غرناطة‬ ‫يف �إ�سبانيا‪ ،‬ودفعت �إلى الآن بثالث جمموعات من الرجال‪ ،‬وجمموعة‬ ‫واح ��دة من ال�سي ��دات �إلى �س ��وق الرب والعم ��ل الإن�س ��اين‪ .‬كما قامت‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة امللك خالد اخلريية بتد�شني برنامج «�شغف» الذي خ ّرج �إلى‬ ‫الآن دفعة واحدة من ال�شباب وال�شابات‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م من تبن ��ي جامع ��ة امللك فه ��د للب�ت�رول واملعادن‪،‬‬ ‫لأكادميي ��ة الفوزان لتطوي ��ر قيادات امل�ؤ�س�سات غ�ي�ر الربحية ومركز‬ ‫التمي ��ز للمنظم ��ات غ�ي�ر الربحي ��ة‪ ،‬ف� ��إن عل ��ى اجلامع ��ات م�س�ؤولية‬ ‫كربى يف ه ��ذا ال�سياق‪ ،‬و�أخ�ص بالذكر اجلامع ��ات ال�سعودية الكربى‬ ‫الت ��ي ت�ضم املئات م ��ن �أع�ضاء هيئة التدري� ��س‪ ،‬والع�شرات من برامج‬ ‫الدبل ��وم‪ ،‬والدبلوم العايل‪ ،‬والدرا�سات العليا املتخ�ص�صة يف كل علوم‬ ‫احلياة‪.‬‬ ‫وللمعلومي ��ة‪ ،‬ف� ��إن مدين ��ة نيويورك ت�ض ��م وحدها �أك�ث�ر من ‪30‬‬ ‫برناجم ��ا يف ‪ 10‬جامعات خمتلفة‪ ،‬برامج مبا�شرة لت�أهيل العاملني يف‬ ‫ً‬ ‫القطاع غري الربح ��ي يف كليات‪ :‬الإدارة‪ ،‬والت�سوي ��ق‪ ،‬والقانون‪ ،‬وعلم‬ ‫االجتماع‪ ،‬والعلوم ال�سيا�سية‪ ،‬واالقت�صاد‪.‬‬ ‫وينبغ ��ي لنا ا�ستيع ��اب ُم�س ّلمة وحقيقة كونية يف ه ��ذا ال�سياق‪� ،‬أن‬ ‫الزمن عامل مهم ي�ستوجب علينا التعجيل قدر اال�ستطاعة يف تد�شني‬ ‫ه ��ذه الربامج من جه ��ة‪ ،‬و�أن نك ��ون يف غاية الت�ؤدة النتظ ��ار نتائجه‪،‬‬ ‫يقول غازي الق�صيبي‪ ،‬رحمه اهلل‪« :‬لي�س با�ستطاعتي �أن �أمل�س مواط ًنا‬ ‫عاد ًي ��ا برزمة م ��ن النق ��ود ف�أحوله �إل ��ى مهند�س كهرب ��اء‪� .‬إن الزمن‬ ‫عن�صر �أ�سا�س يف معادلة التنمية‪ ،‬ن�ستطيع �أن ن�سابقه‪ ،‬و�أن ن�شكو منه‪،‬‬ ‫ولكننا ال ن�ستطيع ن�سيانه»‪.‬‬ ‫يوما‬ ‫�إن ثم ��رة العل ��م واملعرف ��ة بعيدة املن ��ال‪ ،‬ولك ��ن �إن جنيناها ً‬ ‫ف�سنذوق طع ًما �ألذ من ال�شهد امل�ص ّفى‪ ،‬و�أنقى من ماء املزن‪.‬‬

‫مز َود‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫إن الرحمة تتطلب ما هو‬ ‫أكثر من قذف قطعة‬ ‫لمتسول‪ ،‬إنها‬ ‫نقود‬ ‫ّ‬ ‫تنطوي على إدراك أن‬ ‫صرحا ُينتج متسولين هو‬ ‫ً‬ ‫بحاجة إلى إعادة هيكلة‪.‬‬ ‫(مارتن لوثر كنغ)‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪45‬‬


‫كتاب‬

‫األمم المتحدة والالجﺌون‬ ‫قامت ميليسا فليمنج المتحدثة‬ ‫باسم المفوضية العليا لشؤون‬ ‫الالجئين بتأليف كتاب بعنوان (دعاء‪:‬‬ ‫أملي حملني فوق مياه البحر)‪،‬‬ ‫تناولت فيه حكاية الشابة السورية‬ ‫دعاء الزامل‪ ،‬التي حاولت الهجرة‬ ‫مع خطيبها من مدينة درعا‪ ،‬إلى‬ ‫أوروبا‪ ،‬وفوق مياه البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬غرقت السفينة التي‬ ‫أعدادا من البشر تفوق‬ ‫كانت تحمل‬ ‫ً‬ ‫المسموح‪ ،‬وغرق معه كثيرون من‬ ‫ركابها‪ ،‬وكان بينهم خطيبها باسم‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫لك ��ن احلكاية تب ��داأ يف مدينة درعا‪،‬‬ ‫حي ��ث كان اأبوه ��ا ميتل ��ك حم � ً�ل حللقة‬ ‫ال�سع ��ر‪ ،‬لينف ��ق عل ��ى اأ�سرت ��ه املكونة من‬ ‫ت�سعة اأفراد‪ ،‬ثم تن�سب احلرب يف �سوريا‪،‬‬ ‫�تتحول احلياة هناك اإلى جحيم‪ ،‬فتهاجر‬ ‫مع الأ�سرة اإلى الأردن يف عام ‪2012‬م‪ ،‬ثم‬ ‫تنتق ��ل اإلى م�سر‪ ،‬حيث عمل ��ت الفتاة يف‬ ‫اخلياطة لت�ساع ��د اأ�سرتها‪� ،‬بقيت هناك‬ ‫عامني �ن�س ًفا‪ ،‬حتى بلغت التا�سعة ع�سرة‬ ‫من عمره ��ا‪�� .‬ساقت بها احلياة‪ ،‬فقررت‬ ‫اأن تغام ��ر مع خطيبها مث ��ل الآلف الذين‬ ‫يع ��رب�ن البح ��ر الأبي� ��س املتو�س ��ط‪ ،‬اإلى‬ ‫اأ�ر�ب ��ا‪ ،‬فتعر�س ��وا يف اأثن ��اء حما�لته ��م‬ ‫للهج ��رة غ ��ر ال�سرعي ��ة اإل ��ى العديد من‬ ‫عملي ��ات الن�سب على ي ��د املهربني‪ ،‬حتى‬ ‫جاء اليوم الذي �سع ��دت فيه مع خطيبها‬ ‫على م ��‪� Ï‬سفين ��ة تق ��ل ‪� 500‬سخ�س من‬ ‫جن�سيات عديدة‪� ،‬م ��ن خمتلف الأعمار‪،‬‬ ‫فهاجمه ��م قارب اآخر‪� ،‬مل ��ا رف�س قبطان‬ ‫ال�سفينة اأن يتوق ��ف‪ ،‬األقى َمنْ يف القارب‬ ‫على ال�سفين ��ة قط ًعا من املعدن �اخل�سب‪،‬‬ ‫�انتظ ��ر�ا حتى تاأكد�ا من غرق ال�سفينة‪،‬‬ ‫�رحل ��وا بعده ��ا ليرتك ��وا ال ��ركاب يلقون‬ ‫حتفه ��م‪ .‬تذك ��ر دع ��اء اأن ‪� 100‬سخ� ��س‬ ‫فق ��ط بقوا معها فوق امل ��اء‪ ،‬مل يكن بينهم‬ ‫خطيبه ��ا‪ .‬اأم�سكت بط ��وق النجاة‪� ،‬بقيت‬ ‫تقا�م الأمواج �اجلوع �العط�س‪ ،‬ثلثة اأيام‬ ‫متوا�سل ��ة‪� ،‬س َّلمه ��ا خللها رج� � ٌل حفيدته‬

‫البالغ ��ة من العم ��ر �سنة �اح ��دة‪� ،‬طلبت‬ ‫�سي ��دة فل�سطينية منه ��ا اأن تعتني بابنتها‬ ‫البالغ ��ة من العم ��ر ‪� 18‬سه� � ًرا‪�� ،‬ساهدت‬ ‫الرجل �ال�سيدة يلقي ��ان حتفهما‪� .‬اأخ ًرا‬ ‫ج ��اءت �سفينة بالقرب م ��ن جزيرة كريت‬ ‫اليوناني ��ة‪ ،‬لتنقذه ��ا �الطفل ��ني اللذي ��ن‬ ‫حتملهما‪ .‬ماتت الطفلة البالغة من العمر‬ ‫�سنة �احدة‪� ،‬بقي ��ت الأخرى الفل�سطينية‬ ‫عل ��ى قيد احلياة‪� ،‬كان جمموع َمنْ مل يلقَ‬ ‫�سخ�سا فقط‪.‬‬ ‫حتفه ‪11‬‬ ‫ً‬ ‫كان اأم ��ل دعاء اأن تنتقل اإلى ال�سويد‪،‬‬ ‫�هو ما حتقق لها‪�� ،‬سمحت لها ال�سلطات‬ ‫ب� �اأن ت�ستق ��دم بقية اأف ��راد الأ�سرة‪� ،‬رغم‬ ‫ه ��ذه النهاية ال�سعيدة‪ ،‬فاإن ال�سدمة التي‬ ‫مرت بها ترك ��ت اآثارها على حياتها‪ .‬راأت‬ ‫ميلي�سا فليمنج املتحدث ��ة با�سم املفو�سية‬ ‫العلي ��ا ل�سوؤ�ن اللجئ ��ني‪ ،‬اأن هذه الق�سة‬ ‫يجب ت�سجيلها بكافة التفا�سيل يف كتاب‪،‬‬ ‫حت ��ى ل ين�ساه ��ا النا� ��س‪ ،‬بع ��د الهتمام‬ ‫الإعلم ��ي ال ��ذي تزامن م ��ع ��سولها اإلى‬ ‫بر الأم ��ان‪� ،‬اإقامته ��ا مع عائل ��ة يونانية‪،‬‬ ‫لك ��ن ه ��ذا الهتم ��ام تراج ��ع ب�سرع ��ة‪،‬‬ ‫�اأ�سب ��ح الكثر م ��ن الأ�ر�بي ��ني ينظر�ن‬ ‫بنفور اإل ��ى هوؤلء اللجئ ��ني الهاربني من‬ ‫جحي ��م احل ��رب يف �سوري ��ا‪ ،‬الذي ��ن راأ�ا‬ ‫امل ��وت باأعينه ��م هن ��اك �يف اأثن ��اء رحلة‬ ‫الهج ��رة‪� .‬م ��ع التقدي ��ر له ��ذا اله ��دف‬ ‫النبي ��ل للموؤلفة‪ ،‬لك ��ن ل َّبد من العرتاف‬

‫من المؤسف أن إثارة‬ ‫المشاعر اإلنسانية‪،‬‬ ‫ال تحل النزاعات‪ ،‬وال‬ ‫تنهي الحروب‬

‫باأن من يكره املهاجري ��ن �ل يطيق دخول‬ ‫املزي ��د اإل ��ى اأرا�سي بلده‪ ،‬ل ��ن يغر راأيه‬ ‫بع ��د قراءة هذا الكت ��اب‪� .‬بالرغم من اأن‬ ‫بع�س املنظمات الإن�سانية التي تن�سر مثل‬ ‫ه ��ذه الق�س� ��س‪ ،‬حتا�ل من خ ��لل ذلك‬ ‫اأن ت�ست ��در عط ��ف النا� ��س للح�سول على‬ ‫التربع ��ات‪ ،‬ف� �اإن البع�س مل يع ��د يريد اأن‬ ‫ي�سم ��ع املزيد م ��ن هذه الق�س� ��س‪� .‬يرى‬ ‫النق ��اد اأن مهمة الأم ��م املتحدة يف املقام‬ ‫الأ�ل‪ ،‬هي اأن حت ��ا�ل اإقناع الد�ل بالعمل‬ ‫عل ��ى �قف هذه احلرب الدموية‪� ،‬حت�سني‬ ‫الأ��س ��اع املعي�سي ��ة مل ��ن ل ي�ستطي ��ع م ��ن‬ ‫ال�سوري ��ني اأن يهاجر اإل ��ى اأ�ر�با مثل هذه‬ ‫الفت ��اة‪ ،‬التي تعي�س يف ماأمن م ��ع اأ�سرتها‬ ‫يف الأرا�س ��ي ال�سويدي ��ة‪ ،‬يف ح ��ني اأنه ما‬ ‫زال هن ��اك ملي ��ني يعي�س ��ون يف اأ��س ��اع‬ ‫غر اإن�ساني ��ة يف الأرا�س ��ي ال�سورية‪ .‬من‬ ‫املوؤ�س ��ف اأن اإث ��ارة امل�ساع ��ر الإن�سانية‪ ،‬ل‬ ‫حت ��ل النزاع ��ات‪� ،‬ل تنهي احل ��ر�ب‪ ،‬بل‬ ‫اإن بع�س الأط ��راف امل�ساركة يف املعارك‪،‬‬ ‫حتر� ��س على اإثارة الرع ��ب �اخلوف‪ ،‬من‬ ‫خ ��لل عمليات القتل‪� ،‬ه ��ذه الأطراف ل‬ ‫تقراأ مثل هذه الكتب‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫كتاب‬

‫‪47‬‬


‫فعاليات‬

‫االجتماع السنوي السابع عشر لمجلس أمناء المؤسسة‪:‬‬

‫االستثمار في رأس المال البشري‬ ‫عبر مراكز العنود التمكينية‬

‫أقامت مؤسسة األميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية االجتماع السنوي السابع‬ ‫عشر لمجلس أمناء المؤسسة بمحافظة جدة في قصر رئيس مجلس األمناء صاحب السمو الملكي األمير محمد بن‬ ‫فهد بن عبد العزيز وبحضور نائب رئيس مجلس األمناء ورئيس اللجنة التنفيذية صاحب السمو الملكي األمير سعود‬ ‫بن فهد بن عبدالعزيز‪ ،‬وأعضاء مجلس األمناء صاحب السمو الملكي األمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب‬ ‫السمو الملكي األمير فيصل بن تركي بن فهد وصاحب السمو الملكي األمير نواف بن فيصل بن فهد وصاحب‬ ‫السمو الملكي األمير تركي بن محمد بن فهد وصاحب السمو الملكي األمير خالد بن محمد بن فهد وصاحب السمو‬ ‫الملكي األمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد وصاحب السمو الملكي األمير محمد بن سعود بن فهد ومعالي الشيح‬ ‫صالح آل الشيخ ومعالي الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ وسعادة األستاذ فهد العذل وسعادة الدكتور يوسف بن‬ ‫عثمان الحزيم وذلك لمناقشة تقرير أداء المؤسسة خالل العام المنصرم‪.‬‬ ‫تم ببداية االجتماع تدشين مجموعة الشيخ عبدالله بن حميد ‪ ،‬وهي ‪ 6‬مجلدات تحتوي على فتاوى واختيارات يتجلى‬ ‫من خاللها فقه الشيخ بن حميد وقد انتظم فيها جميع أبواب الفقه ومسائله ال سيما األوقاف والوصايا والمواريث‪،‬‬ ‫كما تتميز المجموعة بإجابات محررة من واقع خبرته العلمية والقضائية على أسئلة من طلبة العلم والقضاة من‬ ‫نوازل وقضايا ومستجدات‪.‬‬ ‫تمكين‬ ‫الرياض‬

‫‪48‬‬


‫�أو�ض ��ح ال�شي ��خ ب ��ن حمي ��د ‪ « :‬م�ؤ�س�سة‬ ‫الأم�ي�رة العن ��ود م�ؤ�س�س ��ة مبارك ��ة وتوجهها‬ ‫مب ��ارك يف االهتم ��ام والعناي ��ة يف ت ��راث‬ ‫علمائن ��ا وال �سيم ��ا علماء ه ��ذه البالد وعلى‬ ‫هذا النهج الذي تقوم به هذه البالد‪ ،‬وا�شكر‬ ‫جمل�س الأمناء فه ��و وراء هذا كله ثم الأخوة‬ ‫القائمني على هذه امل�ؤ�س�س ��ة �إدار ًة وتنفيذ ًا‪،‬‬ ‫ن�س�أل اهلل �أن يبارك لهذه امل�ؤ�س�سة ويزيد من‬ ‫خريه ��ا وف�ضلها وه ��ي منوذج� � ًا للم�ؤ�س�سات‬ ‫اخلريية»‪.‬‬ ‫بع ��د ذل ��ك اطل ��ع املجل� ��س عل ��ى تقرير‬ ‫�إجن ��ازات امل�ؤ�س�سة خ�ل�ال الع ��ام املن�صرم‬ ‫وعلى �س�ي�ر امل�شاري ��ع اال�ستثماري ��ة و�أوقاف‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ة وتقري ��ر املراجع اخلارج ��ي لل�سنة‬ ‫املالية ‪2016‬م واخلطط امل�ستقبلية‪ ،‬كما �أطلق‬ ‫املجل� ��س م�شروع املواقف الذكي ��ة والذي يعد‬ ‫التجرب ��ة الأولى من نوعها باململكة والذي مت‬ ‫البدء بتنفي ��ذه بتاريخ ‪1438/6/6‬هـ املوافق‬ ‫‪2017/3/5‬م م ��ن الع ��ام احل ��ايل مبدين ��ة‬ ‫الريا�ض على �أر�ض م�ساحتها (‪)1.267.98‬‬ ‫مرت مربع بالتعاقد مع �شركة املواقف الذكية‬ ‫بتكلفة تبل ��غ‪ )12.750.000( ‬ريال �سعودي‬ ‫لي�ستوعب (‪ )400‬موقف ًا لل�سيارات‪.‬‬ ‫كم ��ا ا�ستعر� ��ض املجل�س تقري ��ر �أعمال‬ ‫و�صي ��ة الأمرية العن ��ود رحمها اهلل والربامج‬ ‫الدعوية والرعوية خالل العام املا�ضي حيث‬ ‫قدمت امل�ؤ�س�سة (‪ )18‬وحدة �سكنية لي�صبح‬ ‫�إجم ��ايل الوح ��دات ال�سكنية من ��ذ الت�أ�سي�س‬ ‫‪ 507‬وح ��دة �سكنية ‪ ،‬و�إن�ش ��اء حمطتا حتليه‬ ‫مي ��اه ي�ستفيد منها �أكرث م ��ن (‪ )1600‬فرد‪،‬‬ ‫كما وزعت امل�ؤ�س�سة يف خمتلف مناطق اململكة‬ ‫خالل �شهر رم�ضان املبارك (‪)4.320.000‬‬ ‫عبوة مي ��اه و(‪� )10.000‬سلة غذائية للأ�سر‬

‫محمد بن فهد‪ :‬مثابرون نحو اإليثار والنفع العام‬ ‫�ص ��رح رئي�س جمل�س �أمناء امل�ؤ�س�سة �صاحب ال�سم ��و امللكي الأمري حممد بن فهد بن‬ ‫عبدالعزي ��ز قائ ًال ‪� :‬إن امل�ؤ�س�س ��ة بف�ضل اهلل �سوف ت�ستمر يف �إنفاذ و�صية الوالدة �صاحبة‬ ‫ال�سم ��و الأم�ي�رة العنود (رحمها اهلل) وامل�شاركة كقطاع غري ربح ��ي يف التنمية ال�سعودية‬ ‫التي �أ�سا�سها اال�ستثمار يف ر�أ�س املال الب�شري عرب مراكزنا التمكينية ‪ .‬كما �أن ا�ستدامتنا‬ ‫املالي ��ة ع�ب�ر الأوقاف �سوف ي�ضاف لها ( ‪ ) %15‬من �صايف �أرب ��اح م�شاريعنا اال�ستثمارية‬ ‫اجلدي ��دة ‪� .‬إن م ��ا نتمت ��ع ب ��ه م ��ن ا�ستقرار وتنمي ��ة حتت قي ��ادة موالي خ ��ادم احلرمني‬ ‫ال�شريف�ي�ن امللك �سلمان بن عب ��د العزيز يجعلنا مثابرين نحو االيث ��ار والنفع العام وبذل‬ ‫املعروف لأعز و�أقد�س وطن على وجه الأر�ض ‪.‬‬ ‫املحتاج ��ة بالتعاون م ��ع (‪ )50‬جمعية خريية‬ ‫وا�ستف ��اد منه ��ا (‪ )70.000‬ف ��رد بالإ�ضافة‬ ‫�إل ��ى م�ش ��روع �إفط ��ار ال�صائم�ي�ن يف جوامع‬ ‫وم�ساجد العنود رحمها اهلل حيث بلغ عددها‬ ‫(‪ )49.970‬وجبة �إفط ��ار �صائم‪ .‬كما كفلت‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ة خالل ه ��ذه الف�ت�رة (‪ )456‬معلم ًا‬ ‫ومعلمة لتعليم القر�آن الك ��رمي و(‪ )50‬داعي ًا‬ ‫وكفل ��ت تعلي ��م (‪ )120‬يتيم و�أهل ��ت (‪)120‬‬ ‫داعي� � ًا يف مناط ��ق اململك ��ة‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى‬ ‫طباع ��ة وتوزي ��ع �أك�ث�ر م ��ن (‪)1.000.000‬‬ ‫جمموع ��ة علمي ��ة ومطبوع ��ات دعوي ��ة‪.‬‬ ‫كم ��ا ا�ستعر� ��ض املجل� ��س �إجن ��ازات مراك ��ز‬ ‫م�ؤ�س�سة الأمرية العنود اخلريية املتخ�ص�صة‬ ‫يف متك�ي�ن خمتلف فئ ��ات املجتمع وهي مركز‬ ‫الأم�ي�رة العنود لتنمي ��ة ال�شب ��اب “وارف”‪،‬‬ ‫مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة الطف ��ل والأ�س ��رة‬ ‫“�شدن”‪ ،‬مركز العنود للحماية االجتماعية‬ ‫“حماي ��ة”‪ ،‬مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة ذوي‬ ‫الإعاق ��ة “ق ��ادر”‪ ،‬ومرك ��ز العن ��ود ال ��دويل‬ ‫للتدري ��ب “تدري ��ب”‪ ،‬حي ��ث ا�ستف ��اد منه ��ا‬

‫سعود بن فهد ‪ :‬المؤسسة غدت أحد أكبر‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتأثيرا‬ ‫إلهاما‬ ‫المنظمات في العالم العربي‬

‫�ص ��رح �صاحب ال�سم ��و امللكي الأمري �سعود ب ��ن فهد – نائب رئي� ��س جمل�س الأمناء‬ ‫ورئي� ��س اللجن ��ة التنفيذية قائ�ل ً�ا ‪� « :‬إن تلك االجن ��ازات جتعلنا فخورين ب� ��أن امل�ؤ�س�سة‬ ‫غ ��دت �أحد �أكرب املنظمات يف العامل العربي �إلهاما وت�أثري ًا باكتمال مثلث العمل اخلريي‬ ‫م ��ن دع ��وة ورعاية ومتكني وعق ��د ال�شراكات املجتمعي ��ة والتعاون على ال�ب�ر والتقوى مع‬ ‫امل�ؤ�س�سات واجلمعيات الأهلية ال�سعودية » ‪.‬‬

‫خالل الع ��ام املا�ض ��ي (‪ )19.616‬م�ستفيد ًا‬ ‫وقدم ��ت (‪� )9631‬ساع ��ة تدريبي ��ة‪ ،‬و�شارك‬ ‫فيها (‪ )1281‬متطوع� � ًا ب�إجمايل (‪)10207‬‬ ‫�ساع ��ة تطوعية‪ ،‬وكانت �أب ��رز برامج التمكني‬ ‫الت ��ي قدمته ��ا امل�ؤ�س�سة هو برنام ��ج الزمالة‬ ‫الأوروبي ��ة العربي ��ة يف �إدارة املنظم ��ات غري‬ ‫الربحي ��ة بال�شراك ��ة م ��ع امل�ؤ�س�س ��ة الأوروبية‬ ‫العربي ��ة للدرا�س ��ات العلي ��ا بغرناط ��ة الذي‬ ‫انطل ��ق بن�سخته الثالث ��ة بان�ضمام (‪ )46‬من‬ ‫ق ��ادة العمل اخلريي باململك ��ة والذي ت�ض ّمن‬ ‫لأول مرة متك�ي�ن (‪� )19‬سيدة تعمل بالقطاع‬ ‫الثالث‪ .‬كم ��ا قدمت امل�ؤ�س�س ��ة متمثلة مبركز‬ ‫العن ��ود لتنمي ��ة الطف ��ل والأ�س ��رة “�ش ��دن”‬ ‫برنام ��ج مني ��ع لتعزي ��ز املناع ��ة الفكري ��ة‬ ‫واملعلوماتي ��ة للطفل واملربي ال ��ذي انطلق يف‬ ‫مطل ��ع ع ��ام ‪2017‬م بت�أهي ��ل (‪ )60‬م ��درب‬ ‫ومدرب ��ة م ��ن (‪ )25‬مدين ��ة باململك ��ة ليزود‬ ‫الطف ��ل واملرب ��ي مبه ��ارات الوقاي ��ة الفكرية‬ ‫واملعلوماتي ��ة من خ�ل�ال ور�ش عم ��ل ا�ستفاد‬ ‫منه ��ا حت ��ى الآن (‪ )75‬مرب ��ي و (‪)495‬‬ ‫طف ��ل‪ .‬وانطالق ًا من اهتمام م�ؤ�س�سة الأمرية‬ ‫العن ��ود اخلريي ��ة بتعزي ��ز ق ��درات املنظمات‬ ‫غ�ي�ر الربحي ��ة وتنمي ��ة العم ��ل التطوعي‪ ،‬مت‬ ‫�إب ��رام اتفاقي ��ة تعاون مع جمموع ��ة بو�سطن‬ ‫اال�ست�شاري ��ة (‪ )BCG‬ومرك ��ز القي ��ادة‬ ‫االبداعي ��ة (‪ )CCL‬لتنفيذ برنام ��ج القيادة‬ ‫واالبت ��كار يف الري ��ادة االجتماعي ��ة وال ��ذي‬ ‫ي�ستهدف القادة العاملني يف القطاع اخلريي‬ ‫لتمكينه ��م من الري ��ادة االجتماعي ��ة بتنمية‬ ‫مهاراته ��م القيادي ��ة و�إتاح ��ة فر�ص ��ة التعلم‬ ‫يف بيئ ��ة واقعي ��ة من خ�ل�ال برنام ��ج تدريبي‬ ‫متخ�ص�ص ومكثف ميتد �إلى ‪� 6‬أ�شهر‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪49‬‬


‫فعاليات‬

‫تضمنت إقامة لقاءات وندوات وبرامج ودورات وورش‬

‫عددا من الفعاليات‬ ‫العنود تنظم‬ ‫ً‬ ‫واألنشطة التنموية‬ ‫عددا من الفعاليات‬ ‫نظمت مؤسسة األميرة العنود بنت عبدالعزيز بن جلوي الخيرية خالل الفترة الماضية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واألنشطة التنموية‪ ،‬التي تضمنت إقامة وتنفيذ عدد من اللقاءات والندوات والبرامج والحمالت والدورات والورش‬ ‫من خالل المؤسسة ومراكزها المتخصصة‪ ،‬وهي‪( :‬مركز العنود الحضاري‪ ،‬مركز التدريب‪ ،‬وارف‪ ،‬شدن‪ ،‬قادر‪ ،‬حماية)‪.‬‬ ‫تمكين‬ ‫الرياض‬

‫الدنيا فيها خري‬ ‫فف ��ي �شه ��ر يوني ��و‪ ،‬اختتم ��ت امل�ؤ�س�س ��ة‬ ‫املو�سم اخلام�س من برنامج «متكني الإذاعي»‬ ‫ال ��ذي ا�ستم ��ر ب ّثه ملدة ‪� 8‬أ�شه ��ر ون�صف على‬ ‫�إذاع ��ة ‪ ،UFM‬وناق�ش العديد م ��ن الق�ضايا‬ ‫املختلفة‪ ،‬و�سع ��ى لتمكني جميع �أفراد الأ�سرة‬ ‫واملجتمع من خالل حلقاته اليومية‪� ،‬إذ اهتم‬ ‫مبو�ضوع ��ات التمك�ي�ن والتنمي ��ة املجتمعي ��ة‬ ‫م ��ن خ�ل�ال �ضي ��وف وتقاري ��ر وا�ستطالعات‬ ‫وق�ص�ص جناح وخرباء معلقني يف كل حلقة‪.‬‬ ‫و�أطلق ��ت امل�ؤ�س�س ��ة املو�س ��م الراب ��ع من‬ ‫برناجمه ��ا الإذاعي الرم�ض ��اين «الدنيا فيها‬

‫‪50‬‬

‫خ�ي�ر»‪ ،‬ال ��ذي ي�سل ��ط ال�ض ��وء عل ��ى « معاين‬ ‫اخلري الكثرية ومناق�شة اخلري الذي �صنعناه‬ ‫والق ��ادم الذي �سن�صنع ��ه»‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫احلديث مع ال�ضيوف‪ ،‬وم�شاركات امل�ستمعني‬ ‫عرب الهاتف وو�سائل التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫ال للإ�سراف‬ ‫�أطلق ��ت امل�ؤ�س�س ��ة بالتعاون م ��ع جمعية‬ ‫�إطع ��ام اخلريي ��ة‪ ،‬حمل ��ة «ال للإ�س ��راف يف‬ ‫رم�ضان»‪ ،‬التي ته ��دف �إلى رفع درجة الوعي‬ ‫الع ��ام ب�أهمي ��ة احلف ��اظ على النعم ��ة لكافة‬ ‫فئات املجتمع واحلد من الهدر‪ ،‬و�إظهار جيل‬

‫واع ب�أهمي ��ة املحافظة على النعمة عن طريق‬ ‫توزي ��ع مطوي ��ات توعوية عليه ��م‪ ،‬كما تهدف‬ ‫احلملة �إلى تعزي ��ز ال�شراكة بني الطرفني يف‬ ‫جمال امل�س�ؤولية االجتماعية ب�شكل منوذجي‪.‬‬ ‫يف حني �أطلق ��ت امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ن ��دوة العنود‬ ‫الأول ��ى الت ��ي نظمها مرك ��ز العن ��ود للحماية‬ ‫الأ�سري ��ة «حماية» بعن ��وان (امل�شروع الوطني‬ ‫للوقاي ��ة من املخدرات « نربا�س»‪ ..‬التحديات‬ ‫والطم ��وح)‪ ،‬وا�ستهدف ��ت الن ��دوة العامل�ي�ن‬ ‫وامل�ؤثري ��ن مبج ��ال الوقاي ��ة والأخ�صائي�ي�ن‬ ‫النف�سي�ي�ن واالجتماعي�ي�ن و�أخ�صائيي عالج‬ ‫الإدمان‪.‬‬


‫وهو�س التجرب ��ة الأولى‪ ،‬وتو�ضح خماطر‬ ‫املخدرات عل ��ى الأبن ��اء‪ ،‬و�أ�سباب الوقوع‬ ‫فيها‪ ،‬وطرق حمايتهم منها‪ ،‬ودور املربني‬ ‫يف الإ�صغ ��اء واال�ستماع لأبنائهم واالنتباه‬ ‫ل�سلوكياتهم قبل وقوع الإدمان‪.‬‬

‫اكت�شاف الذات‬ ‫ون ّف ��ذ مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة ال�شب ��اب‬ ‫«وارف»‪ ،‬ممث�ًل�اً يف برنام ��ج متك�ي�ن املجتمع‬ ‫املحل ��ي‪ ،‬جمموعة من ال ��دورات التدريبية يف‬ ‫حمافظ ��ة املجمع ��ة ومنطقة الق�صي ��م‪ ،‬وقد‬ ‫بلغ عدد امل�ستفيدي ��ن من برنامج قوة التطوع‬ ‫‪ 41‬م�ستفي ��دً ا وم�ستفي ��دة و‪ 10‬متطوع�ي�ن‬ ‫ومتطوعات‪.‬‬ ‫عالوة على تدري ��ب ‪� 40‬شا ًبا و�شابة على‬ ‫طريق ��ة معرف ��ة واكت�شاف ال ��ذات عن طريق‬ ‫دورة «م ��ن �أنا؟» التدريبية‪ .‬كم ��ا �أقام املركز‬ ‫دورة «�إدارة ال ��ذات» التدريبي ��ة يف حمافظة‬ ‫البدائع‪ ،‬الت ��ي ا�ستفاد منها قراب ��ة ‪� 16‬شابة‬ ‫يف النادي ال�صيفي مبدار�س الرواد للبنات‪.‬‬ ‫املخيم الإثرائي‬ ‫ويف �شه ��ر يولي ��و‪� ،‬ش ��ارك مرك ��ز العنود‬ ‫لتنمي ��ة ال�شب ��اب «وارف» م ��ع وكال ��ة الدعم‬ ‫الأكادمي ��ي واخلدم ��ات الطالبي ��ة بجامع ��ة‬ ‫الأم�ي�رة ن ��ورة بن ��ت عبدالرحم ��ن وعم ��ادة‬ ‫خدم ��ة املجتمع والتعلي ��م امل�ستمر باجلامعة‪،‬‬ ‫يف �إقام ��ة الربنام ��ج التدريب ��ي �ضمن املخيم‬ ‫الإثرائ ��ي ال�صيفي للجامعة للع ��ام اجلامعي‬ ‫‪1438/1437‬ه� �ـ‪ ،‬ال ��ذي يهدف �إل ��ى �إك�ساب‬ ‫امل�ش ��اركات مه ��ارات العم ��ل التطوع ��ي‪،‬‬ ‫والتع ��رف عل ��ى التط ��وع و�أث ��ره عل ��ى الف ��رد‬ ‫واملجتمع‪ ،‬وغر�س قيم التطوع لديهن‪.‬‬ ‫كذلك �أقام مركز العن ��ود لتنمية الطفل‬ ‫والأ�س ��رة «�ش ��دن»‪ ،‬لق ��اء بعن ��وان (هند�س ��ة‬ ‫التط ��وع)‪ ،‬ا�سته ��دف املتطوع ��ات والف ��رق‬ ‫التطوعي ��ة لت�أهيلهن وف ًقا ملتطلب ��ات التنمية‬ ‫امل�ستدام ��ة‪ ،‬و َّمت فيه طرح ع ��دد من املوا�ضيع‬ ‫الأ�سا�سي ��ة وذات الأهمية يف جم ��ال التطوع‪،‬‬ ‫الت ��ي ت�سه ��م يف البناء النف�س ��ي واالجتماعي‬ ‫واملهن ��ي للمتطوعات؛ لرفع كف ��اءة جهودهن‬ ‫التطوعية‪ ،‬وم�ساعدته ��ن يف ابتكار �أ�سلوبهن‬ ‫اخلا�ص بالتطوع الذي يتنا�سب مع مهاراتهن‪.‬‬

‫�صناعة امل�ستقبل‬ ‫و�أقام ��ت امل�ؤ�س�س ��ة ندوة العن ��ود الثانية‬ ‫التي نظمه ��ا مركز العن ��ود لتنمي ��ة ال�شباب‬ ‫«وارف»‪ ،‬حت ��ت عن ��وان (د‪ ..‬جت ��ارب حملية‬ ‫وعاملي ��ة)‪ ،‬و َّمت خ�ل�ال الندوة الت ��ي ح�ضرها‬ ‫قراب ��ة ‪� 80‬شا ًب ��ا و�شاب ��ة‪ ،‬ا�ستعرا� ��ض �أب ��رز‬ ‫الق�ص� ��ص امللهمة لرواد الأعمال والناجحني‬ ‫على امل�ستويني العاملي واملحلي‪.‬‬ ‫يف ح�ي�ن ا�ست�أنف ��ت امل�ؤ�س�س ��ة تدريبه ��ا‬ ‫امليداين لربنامج «الزمالة الأوروبية العربية‬ ‫يف �إدارة املنظم ��ات غ�ي�ر الربحية» يف دورته‬ ‫الثالث ��ة مبملكة �إ�سبانيا‪ ،‬وال ��ذي يفتح �أبوابه‬ ‫�سنو ًي ��ا لق ��ادة العمل اخل�ي�ري لتنمية املوارد‬ ‫الب�شري ��ة بالقطاع الثالث ال�سع ��ودي‪ ،‬وذلك‬ ‫بال�شراكة مع امل�ؤ�س�سة الأوروبية العربية‪.‬‬ ‫متكني املجتمع املحلي‬ ‫وعق ��د برنامج متكني املجتمع املحلي‪،‬‬ ‫لق ��اء املن�سقني وور�شة عم ��ل «�سبل تطوير‬ ‫�آلي ��ات عم ��ل برنام ��ج التمك�ي�ن املحل ��ي»‬ ‫جلمي ��ع من�سقي الربنام ��ج الذين ح�ضروا‬ ‫من جميع مناطق اململكة مبقر امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫وته ��دف هذه الور�ش ��ة التي ح�ضرها‬ ‫الأم�ي�ن العام امل�ساع ��د ملجموعة التمكني‪،‬‬ ‫الأ�ست ��اذ عبدالعزي ��ز الكريدي� ��س‪� ،‬إل ��ى‬ ‫اخل ��روج بخط ��وات و�آلي ��ات تُ�سه ��ل عمل‬ ‫من�سق ��ي الربنام ��ج لتحقي ��ق اله ��دف‪،‬‬ ‫وتعظي ��م �أث ��ر امل�ؤ�س�سة يف متك�ي�ن املجتمع‬ ‫املحلي يف ‪ 14‬منطقة باململكة‪.‬‬ ‫كما �أقامت امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ممثلة يف مركز‬ ‫العن ��ود للحماي ��ة االجتماعي ��ة «حماي ��ة »‪،‬‬ ‫ومرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة الطف ��ل والأ�سرة‬ ‫«�ش ��دن»‪ ،‬ور�ش ��ة عم ��ل بعن ��وان (ا�ص� � ِغ‬ ‫له ��م)‪ ،‬ومت خاللها التح ��دث عن خماطر‬ ‫املخدرات والأ�سالي ��ب الرتبوية واملهارات‬ ‫التي حتمي الأبن ��اء من الوقوع يف الإدمان‬

‫برامج تنموية للأطفال‬ ‫ق � َّ�دم مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة الطفل‬ ‫والأ�س ��رة «�شدن» خالل �شهر يوليو‪ ،‬عد ًدا‬ ‫من الربام ��ج التنموية للأطف ��ال مبدينة‬ ‫الريا� ��ض‪ ،‬وه ��ي باق ��ات يقدمه ��ا مركز‬ ‫«�ش ��دن» لتمك�ي�ن الطف ��ل وتنميت ��ه فكر ًيا‬ ‫وغر� ��س القي ��م احلميدة في ��ه‪ ،‬مثل‪ :‬باقة‬ ‫التط ��وع‪ ،‬وباق ��ة مني ��ع للحماي ��ة الفكرية‬ ‫واملعلوماتي ��ة للطفل؛ �إذ ق � َّ�دم املركز �إلى‬ ‫فتيات دار هياء ال�سويلم‪ ،‬برنامج الطريق‬ ‫�إل ��ى مبادرتي‪� ،‬ضمن باق ��ة التطوع الذي‬ ‫يه ��دف �إل ��ى �إك�س ��اب الأطف ��ال املفاهيم‬ ‫املت�صل ��ة بالتطوع‪ ،‬وبرنامج منيع الفكري‬ ‫لتزويد الطفل مبهارات الوقاية الفكرية‪.‬‬ ‫وا�ست�ض ��اف املرك ��ز �أطف ��ال دار‬ ‫اليا�سم�ي�ن مرت�ي�ن‪ ،‬ليق ��دم له ��م برنامج‬ ‫عط ��اء �ضم ��ن باق ��ة التط ��وع‪ .‬وكذل ��ك‬ ‫َّ‬ ‫مت تق ��دمي الربنام ��ج‪ ،‬خ�ل�ال زي ��ارة‬ ‫املرك ��ز للأطف ��ال املر�ض ��ى مبدينة امللك‬ ‫عبدالعزي ��ز الطبية‪ ،‬مرت�ي�ن خالل �شهر‬ ‫يوليو‪.‬‬

‫بادرت الكثير‬ ‫من الجمعيات‬ ‫والمؤسسات الخيرية‬ ‫واإلنسانية إلى‬ ‫االستفادة من هذه‬ ‫المنصات االفتراضية‬ ‫للتواصل مع الفئات‬ ‫المستهدفة وإيصال‬ ‫رسائلها وأهدافها‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪51‬‬


‫فعاليات‬

‫قائدا من الجنسين حصلوا على شهادته في مرحلتيه‬ ‫‪22‬‬ ‫ً‬ ‫النظرية والتطبيقية‬

‫العنود الخيرية تختتم برنامج الزمالة‬ ‫األوروبية العربية في عامه الثالث‬ ‫اختتمت مؤسسة األميرة العنود الخيرية‪ ،‬ممثلة في‬ ‫مركز العنود الدولي للتدريب (تدريب) برنامج الزمالة‬ ‫األوروبية العربية في إدارة المنظمات غير الربحية‬ ‫قائدا‬ ‫بمرحلتيه النظرية والتطبيقية‪ ،‬وذلك بحصول ‪22‬‬ ‫ً‬ ‫من قادة العمل الخيري من الجنسين على شهادة‬ ‫متدربا شاركوا في نسخته الثالثة‪،‬‬ ‫البرنامج من أصل ‪27‬‬ ‫ً‬ ‫التي أقيمت خالل الفترة من ‪ 20‬يناير حتى ‪ 22‬يوليو‬ ‫‪ 2017‬في مقر المؤسسة بالرياض‪.‬‬ ‫تمكين‬ ‫خاص‬

‫‪52‬‬

‫ي�أتي تنظيم الربنامج‪� ،‬إميا ًنا من م�ؤ�س�سة الأمرية العنود‪،‬‬ ‫ب�أهمي ��ة متك�ي�ن ق ��ادة العم ��ل اخلريي مم ��ا ي�سه ��م يف تنمية‬ ‫وحر�صا منها على‬ ‫مناف�س ��ا باحرتافية‪،‬‬ ‫القطاع ليكون ً‬ ‫ً‬ ‫قطاعا ً‬ ‫االهتمام بجودة خمرجات القطاع اخلريي والتطوير امل�ستمر‬ ‫لقياداته من خالل تلقيهم التدريب املكثف الذي يجمع بني ما‬ ‫ا�ستح ��دث يف مي ��دان �إدارة العمل اخل�ي�ري يف �أوروبا‪ ،‬والقيم‬ ‫الإن�سانية يف الثقافة ال�سعودية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫دار�سا من‬ ‫و�ش ��ارك يف برنام ��ج الزمالة لهذا الع ��ام‪ً 27 ،‬‬ ‫قيادات امل�ؤ�س�سات املانحة واجلمعيات اخلريية من اجلن�سني‪،‬‬ ‫وذل ��ك لأول م ��رة‪ ،‬تلق ��وا تدريبه ��م عل ��ى ي ��د ‪ 6‬م ��ن املدربني‬ ‫اخل�ب�راء‪ ،‬وهم‪ :‬د‪ .‬يو�سف احل ��زمي‪ ،‬و ‪ ،DR. EDUARDO‬و‬ ‫‪ ،Rodolfo Lewin‬وفاراي مات�سي ��كا‪ ،‬وم‪ .‬مو�سى املو�سى‪ ،‬و�أ‪.‬‬ ‫عل ��ي العجمي‪ ،‬و�ضم الربنامج ‪ 6‬مق ��ررات درا�سية �أقيمت يف‬


‫العا�صمة ال�سعودية (الريا�ض)‪.‬‬ ‫وتنوع ��ت املوا�ضي ��ع التي طرحه ��ا مدربو‬ ‫الربنام ��ج م ��ن خ�ل�ال ه ��ذه املق ��ررات‪ ،‬حيث‬ ‫جاء املق ��رر الأول بعن ��وان «املجتم ��ع اخلريي‬ ‫وتطبيقات ��ه»‪ ،‬فيم ��ا حم ��ل الث ��اين عن ��وان‬ ‫«القي ��ادة‪ ..‬احلوكم ��ة والإدارة»‪� ،‬أم ��ا الثال ��ث‬ ‫فج ��اء بعن ��وان «اال�س ��تدامة واال�س ��تثمار‬ ‫والإدارة املالي ��ة»‪ ،‬بينم ��ا حم ��ل الراب ��ع عنوان‬ ‫«التخطي ��ط والتقييم واجلودة»‪ ،‬يف حني جاء‬ ‫اخلام�س بعنوان «املوارد الب�ش ��رية وا�ستقطاب‬ ‫اخلربات»‪ ،‬و�أخ ًريا جاء املقرر ال�ساد�س بعنوان‬ ‫«العالقات العامة واالت�صال والهوية»‪.‬‬ ‫�إثر ذلك‪ ،‬ج ��اءت مرحلة التطبيق العملي‬ ‫الت ��ي �أقيم ��ت يف مدين ��ة غرناط ��ة‪ ،‬وذل ��ك يف‬ ‫الأ�سب ��وع الثالث م ��ن �شهر يولي ��و املا�ضي‪ ،‬من‬ ‫خالل زيارة قام بها الدار�سون للمدينة بد�ؤوها‬ ‫برحلة ا�ستك�شافية‪ ،‬ومن ثم االنطالق �إلى �أبرز‬ ‫املنظمات اخلريية الإ�سبانية لدرا�سة جتاربها‬ ‫وحتليل �آلية عملها وتقدميها �إلى جلنة حتكيم‬ ‫الربنامج؛ لنقلها �إلى القطاع الثالث ال�سعودي؛‬ ‫مبا يتنا�سب مع التعالي ��م الإ�سالمية والتقاليد‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫وتخل ��ل هذه املق ��ررات‪ ،‬م�ش ��روع التخرج‬ ‫الذي َّمت خالله ت�سليم م�شاريع التخرج من قبل‬ ‫املتدربني البالغ عدده ��م ‪ ,27‬منهم ‪� 19‬سيدة‬ ‫م ��ن العامالت بالقطاع الثال ��ث ال�سعودي‪ ،‬و َّمت‬ ‫حتدي ��د يوم�ي�ن ملناق�شة تل ��ك امل�شاريع‪ ،‬بحيث‬

‫انق�سم املتدرب ��ون خاللهما �إلى جز�أين‪ ،‬وبعد‬ ‫انتهاء اللجنة م ��ن املناق�شة َّمت ا�ستبعاد ‪ 5‬من‬ ‫املتدرب�ي�ن‪ ،‬وح�ص ��ول ‪ 22‬قائ ��دًا م ��ن قادات‬ ‫العمل اخل�ي�ري على �شه ��ادة برنامج الزمالة‬ ‫الأوروبي ��ة العربي ��ة يف �إدارة املنظم ��ات غ�ي�ر‬ ‫الربحية‪.‬‬ ‫ه ��ذا‪ ،‬وق ��د اعتم ��دت �آلي ��ة الدرا�سة يف‬ ‫الربنامج الذي ب ��د�أ الإعالن عنه عرب و�سائل‬ ‫التوا�ص ��ل االجتماع ��ي‪ ،‬و�إر�س ��ال دع ��وات‬ ‫للم�ؤ�س�س ��ات اخلريي ��ة‪ ،‬نظام التعل ��م املدمج‪،‬‬ ‫حيث يوجد التعليم الإلكرتوين (نظام التعليم‬ ‫الإلكرتوين مل�ؤ�س�سة الأمرية العنود اخلريية)‪،‬‬ ‫جن ًب ��ا �إلى جنب م ��ع التعليم ال�صف ��ي (وج ًها‬ ‫لوجه)‪ ،‬وذلك عن طريق املحا�ضرات‪.‬‬ ‫ُيذ َك ��ر �أن برنام ��ج الزمال ��ة الأوروبي ��ة‬ ‫العربية‪ ،‬يع ُّد حمطة مهم ��ة بالن�سبة لقيادات‬ ‫العم ��ل اخل�ي�ري باململك ��ة‪ ،‬ونقط ��ة انط�ل�اق‬ ‫مل�ستقبل حاف ��ل بالنجاحات‪ ،‬وه ��و عبارة عن‬ ‫�ال يزاوج بني م ��ا ا�ستجد يف‬ ‫تدري ��ب عملي ع � ٍ‬ ‫ميدان �إدارة العمل اخلريي يف �أوروبا‪ ،‬والقيم‬ ‫الإن�سانية يف الثقاف ��ة ال�سعودية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويتبن ��ى الربنام ��ج منهجي ��ة تعليمي ��ة يطغ ��ى‬ ‫عليه ��ا اجلان ��ب التطبيقي من خ�ل�ال درا�سة‬ ‫مناذج حي ��ة‪ ،‬وتطبيق املع ��ارف النظرية على‬ ‫�أر�ض الواقع‪ ،‬عرب متارين افرتا�ضية وحماكاة‬ ‫مواقف ميدانية‪.‬‬ ‫ويه ��دف الربنام ��ج �إل ��ى امل�ساهم ��ة يف‬

‫التطوير امل�ستمر لإدارة امل�ؤ�س�سات واجلمعيات‬ ‫اخلريية ال�سعودية‪ ،‬وتعزيز دورها يف التنمية‬ ‫الب�شرية من خ�ل�ال التمكني املهني والتدريب‬ ‫الع ��ايل‪� ،‬إ�ضافة �إلى اال�ستف ��ادة من التجارب‬ ‫الناجحة عامل ًيا وتقوية القدرات املعرفية ورفع‬ ‫امل�ستوى املهاري للعامل�ي�ن يف القطاع الثالث‪,‬‬ ‫بحي ��ث تتوج ��ه ه ��ذه الزمال ��ة �إل ��ى القيادات‬ ‫املحرتف ��ة املن�شغلة بتنمية م�ؤ�س�ساتهم والأطر‬ ‫التنفيذي ��ة املتمتع ��ة ب�سلط ��ة الق ��رار وق ��درة‬ ‫الت�أثري و�صالحيات تطبيق خطط التطوير‪.‬‬ ‫وي�ش ّكل الربنامج جز ًءا من االتفاق الذي‬ ‫وقع ب�ي�ن م�ؤ�س�سة العنود اخلريي ��ة‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة‬ ‫الأوروبي ��ة العربية للدرا�س ��ات العليا يف يونيو‬ ‫‪ ،2013‬وذل ��ك م ��ن �أج ��ل حتقي ��ق الأه ��داف‬ ‫امل�شرتكة وتطوير �أن�شطة كال الطرفني‪ ،‬حيث‬ ‫تهدف امل�ؤ�س�س ��ة الأوروبية العربية يف نظامها‬ ‫الأ�سا�سي‪� ،‬إلى تعزي ��ز العالقات االقت�صادية‬ ‫والثقافي ��ة ب�ي�ن �أوروب ��ا والع ��امل العرب ��ي‪،‬‬ ‫وكذلك تنظيم ال ��دورات والربامج التدريبية‬ ‫والدرا�سات والأبحاث التي تهتم بتطوير �إدارة‬ ‫العمل اخلريي والتنمية االجتماعية‪ ،‬ومناق�شة‬ ‫م�سودة تطوير برنامج املاج�ستري املتخ�ص�ص‬ ‫يف �إدارة العم ��ل اخلريي الذي ت�سعى م�ؤ�س�سة‬ ‫الأم�ي�رة العن ��ود �إل ��ى تطوي ��ره بالتع ��اون مع‬ ‫جامعة غرناط ��ة‪ ،‬وعر�ض براجمها التدريبية‬ ‫املتخ�ص�صة التي ت�ستهدف �شركاءها يف ن�شر‬ ‫مبد�أ التمكني‪.‬‬

‫برنامج الزمالة األوروبية‬ ‫العربية‪ ،‬يع ُّد محطة مهمة‬ ‫بالنسبة لقيادات العمل‬ ‫الخيري بالمملكة‪ ،‬ونقطة‬ ‫انطالق لمستقبل حافل‬ ‫بالنجاحات‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪53‬‬


‫فعاليات‬

‫الزمالة في العمل غير الربحي‬ ‫تشرفت بااللتحاق ببرنامج الزمالة في دفعته النسائية‬ ‫األولى‪ .‬وهو برنامج نوعي يقام بالشراكة بين مؤسسة‬ ‫العنود الخيرية وجامعة غرناطة‪ُ ،‬يعنى بصناعة القيادات‬ ‫الفاعلة للعمل الخيري‪.‬‬ ‫وأستطيع أن ألخص القول في وصفه بأنه‪:‬‬ ‫تم بناؤه بذكاء لالرتقاء بقادة العمل‬ ‫برنامج عملي َّ‬ ‫الخيري‪..‬‬ ‫ﺿحى الحقيل‬ ‫الرياض‬

‫‪54‬‬

‫ي�س ��ع ي ��د املقتحم اجلدي ��د للعم ��ل اخلري عل ��ى اأبرز‬ ‫احتياجاته ‪� ..‬يجلي للمتمر�س اأبرز اإ�سكالته ‪..‬‬ ‫فاحلم ��د هلل الذي منَّ علين ��ا باإمتام املق ��ررات يف هذا‬ ‫�ي�سر لن ��ا اجتيازها‪ ،‬حيث بنت فينا‬ ‫الربنام ��ج املفيد املاتع‪َّ ،‬‬ ‫منظومة من املعلومات �امله ��ارات �القيم‪� ،‬حملتنا م�سوؤ�لية‬ ‫النطلق يف رحاب القطاع اخلري ل‪Ô‬فع ‪ -‬بحول اهلل �قوته‬ ‫ من كفاءت ��ه يف �طننا الغايل‪� ،‬ميتد اأثره لينال بربكته كل‬‫منت�سب للأمة‪.‬‬


‫تعلمنا من الربنامج‬ ‫تهمل �س�ؤا ًال يف ليل �أو نهار‪..‬‬ ‫ كي ��ف نبحث عن املعلومة يف مواطنه ��ا بالإ�شارة �إلى م�سمياتها‬‫ كيف ي�ستطي ��ع امل�شرف �أن يحفز وي�شجع وينقذ من االنهيارات‬‫ومفاتيح �أبوابها‪..‬‬ ‫التي تعم املجموعة نتيجة �صعوبات تلم بهم‪..‬‬ ‫ كيف نلخ�ص �أحد ع�شر كتا ًبا!!‬‫ وكي ��ف تك�ش ��ف الربامج الفاعل ��ة نخ ًبا من القي ��ادات الواعدة‬‫ تفنن ��ت يف ق�س ��وة لغتها‪ ،‬ومفاهيمها‪ ،‬وكثاف ��ة حمتواها‪ ،‬وعدد اجلادة‪..‬‬‫�صفحاتها‪ ..‬ومع ذلك قر�أت وفهمت وخل�صت‪..‬‬ ‫ وكيف يكون مل�شروع التخرج �أثر يوازي يف �إ�ضافته كل ما تعلمناه‬‫ كي ��ف نلتزم بالوقت ون�سابق ال�ساع ��ة‪ ،‬وننجح يف تخطي حاجز �ساب ًقا‪..‬‬‫الإغالق‪� ..‬إغالق �صفحة الواجب وما �أق�ساها من �ساعة!‪..‬‬ ‫ كيف ن�ت�رك الأه ��ل والأوالد واملنا�سب ��ات‪ ،‬والأعم ��ال‪ ..‬ونلتزم‬‫والآن‪ ..‬وبعد �أن انتهى الربنامج‪..‬‬ ‫بح�ض ��ور �سبع �ساع ��ات متتالية يف يوم ��ي الإجازة التي كن ��ا ‪� -‬أو على‬ ‫�أ�شع ��ر �أنني امتلك ��ت كل �أحجار الأ�سا�س‪ ،‬الت ��ي متكنني ‪ -‬بحول‬ ‫الأقل كنت يف �أ�شد احلاجة لها �أ�سبوع ًيا ‪ ..-‬ولكم �أن تعقدوا بعد ذلك اهلل ‪ -‬م ��ن بن ��اء حمكم قوي مت�ي�ن‪ ،‬بناء يت�ص ��ف بالإح�س ��ان ويتمثل‬ ‫مقارنة لبيان �أن ما حملنا على ذلك كان ي�ستحق الت�ضحية‪...‬‬ ‫حدي ��ث احلبيب �صلى اهلل عليه و�سلم‪�« :‬إن اهلل كتب الإح�سان على كل‬ ‫ كي ��ف ن�ستوعب املادة م ��ع ق�ساوة الرتجم ��ة‪ ،‬و�صعوبة التفاهم‪� ،‬شيء‪�( »..‬صحيح م�سلم‪ ،‬عن �شداد بن �أو�س)‪.‬‬‫واجلهد املركب‪ ،‬يف فهم املعلومة‪..‬‬ ‫ف�شك ًرا لكم م�ؤ�س�سة العنود‪..‬‬ ‫ كيف نحل �أ�شكا ًال عجيبة من الواجبات!‬‫ كي ��ف نلت ��زم ب� �ـ ‪� 15‬صفح ��ة يف التلخي�ص‪ ،‬ويط ��ول االخت�صار وقفة أخيرة‬‫والق� ��ص والل�صق والتن�سيق حتى ال نتجاوز العدد‪ ..‬ونتعلم �ضمن ذلك الفكرة الذكية‪ ..‬تحتاج إلى تطوير ذكي ‪..‬وال يتأتى‬ ‫كل حيل الوورد والإك�سل املمكنة‪..‬‬ ‫التطوير دون توفير أدواته ‪..‬أتمنى من كل قلبي‬ ‫ كيف ن�سهر الليايل الطويلة لنبحث ونقر�أ ونلخ�ص ونفهم‪..‬‬‫ماديا وعلم ًيا وعمل ًيا‪ ..‬ليكون‬ ‫أن يدعم البرنامج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ كي ��ف تخفف العب ��ارات املن�سقة التي تقطر حل ًم ��ا وحنانا‪ ،‬من منارة تضيء لقادة العمل الخيري الطريق‪..‬‬‫ق�س ��وة الربنام ��ج و�صعوبات ��ه‪ ...‬وك ��م حتمل ��ت ب�أدبها اجل ��م وروحها‬ ‫الإيجابي ��ة ومتابعتها الدقيقة‪ ،‬ا�ستف�س ��ارات من غا�ضب مكروب‪ ،‬ومل‬

‫عمل جديد‬ ‫ عمل ��ت يف قط ��اع التعلي ��م‪ ،‬وبالتحدي ��د يف املدار� ��س الأهلي ��ة‪ ،‬وكان معظم عمل ��ي يف الإدارة العام ��ة؛ مما �أتاح يل الكث�ي�ر من اخلربات‬‫الإدارية املرنة‪.‬‬ ‫وبف�ضل من اهلل انتقلت للقطاع غري الربحي‪ ،‬وعينت مديرة يف م�ؤ�س�سة نا�شئة طموحة‪ ‬حتتاج كل زاوية منها �إلى ت�أ�سي�س‪ .‬‬ ‫علي �إال فريق من البلدية!!‬ ‫علي م�شرف‪� ،‬أو ي�صلني تعميم ‪ ..‬فلم يدخل َّ‬ ‫انتظرت �أن يدخل َّ‬ ‫حقيقة كنت �أ�شعر ب�أنني تائهة‪..‬‬ ‫‪ ‬ال �أدري من �أين �أبد�أ ‪..‬‬ ‫علي التعامل معها‪.‬‬ ‫وي�شق‬ ‫ب�صعوبة‬ ‫أفهمها‬ ‫�‬ ‫اجلديدة‪..‬‬ ‫امل�صطلحات‬ ‫تدور حويل الكثري من‬ ‫َّ‬ ‫امل�ست�شارون الذين يتجاوبون مع الت�سا�ؤالت من كافة التخ�ص�صات‪ ‬فوق املطلوب عددًا وتعاط ًفا وا�ستجابة‪...‬‬ ‫لكن املكاملات امل�شتتة‪ ،‬واالجتماعات املتقطعة ‪� ‬أ�شعرتني �أين �أزور طبي ًبا خمتل ًفا يف كل يوم !!‬ ‫الكتب والن�شرات واملواقع � ً‬ ‫أي�ضا متوفرة‪ ..‬‬ ‫لكن ال وقت لدرا�ستها؛ لأن العمل قائم ومت�سارع ومتداخل‪ .‬‬ ‫�أدركت – حينها ‪� -‬شدة حاجة العاملني يف القطاع اخلريي للتوجيه فيما يخ�ص التنظيمات القانونية والإدارية واملالية‪ ..‬‬ ‫كما �أدركت حاجتي ل�شيء من الرتكيز يف البناء ‪..‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪55‬‬


‫فعاليات‬

‫شابا وشابة شاركوا بعض قصصهم واستفساراتهم‬ ‫بحضور ‪ً 75‬‬

‫«وارف»ينظم ندوة بعنوان‬ ‫«صناعة المستقبل‪ ..‬تجارب محلية وعالمية»‬ ‫مركز العنود لتنمية ال�شباب «وارف»‪ ،‬يوم‬ ‫ال�سبت ‪ 15‬يوليو املا�ضي‪ ،‬ندوة العنود الثانية‪،‬‬ ‫التي جاءت حتت عنوان «�صناعة امل�ستقبل‪..‬‬ ‫جتارب حملية وعاملية»‪ ،‬وذلك يف مقر م�ؤ�س�سة‬ ‫العنود اخلريية بالريا�ض‪ ،‬ا�ستعر�ض خاللها‬ ‫جتارب حملية وعاملية لإلهام وابتكار ال�شباب‬ ‫ب�صناعة امل�ستقبل والريادة االجتماعية‪،‬‬ ‫بح�ضور املهند�س �سامي بن عمر احل�صني‪،‬‬ ‫نائب املحافظ لدعم املن�ش�آت ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ ،‬وامل�ؤ�س�س ال�شريك ملن�صة رواق‬

‫‪56‬‬

‫التعليمية‪� ،‬إ�ضافة �إلى ‪� 75‬شا ًبا و�شابة �شاركوا‬ ‫بع�ض ق�ص�صهم وا�ستف�ساراتهم‪.‬‬ ‫وبدئت الندوة بكلمة ملدير مركز «وارف»‪،‬‬ ‫�أ‪ .‬عبداهلل العوين‪ ،‬رحب فيها بال�ضيوف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫م�ستعر�ضا جهود امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ثم َّمت عر�ض فيلم‬ ‫تعريفي بامل�ؤ�س�سة‪� .‬إثر ذلك �أو�ضح املهند�س‬ ‫�سامي بن عمر احل�صني‪ ،‬نائب املحافظ لدعم‬ ‫املن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‪� ،‬أن ال�شباب هم‬ ‫الطاقة الإيجابية يف املجتمعات‪ ،‬وهم الركيزة‬ ‫الأ�سا�سية يف عمليات البناء والتحول ال�ضخمة‬ ‫عرب التاريخ‪ ،‬مبي ًنا �أن �صناع امل�ستقبل قد‬ ‫يكونون يف جمال جتاري‪� ،‬أو تطوعي‪ ،‬وهم‬ ‫�صناع ر�أي �أو منتج‪ ،‬قد يعي�شون طوي ًال‬ ‫فيعمرون‪� ،‬أو ميوتون �صغا ًرا‪ ،‬لكن �إجنازاتهم‬ ‫�ستعي�ش وتخلدهم‪.‬‬ ‫و�أ�شار احل�صني �إل ��ى �أن �صناع امل�ستقبل‪،‬‬ ‫ي�ؤمنون ب�أنهم ق ��ادرون على التغيري الإيجابي‪،‬‬ ‫وهم ق ��ادرون عل ��ى االبت ��كار‪ ،‬وق ��ادرون على‬ ‫شريا �إلى‬ ‫�صناع ��ة امل�ستقبل وكتاب ��ة التاريخ‪ ،‬م� ً‬ ‫�أن ��ه بد ًال من �أن ي�ستخ ��دم ال�شباب طاقتهم يف‬ ‫م�صارعة التيار ليقوموا بالتغيري‪ ،‬من احلكمة‬ ‫�أن يبذلوا جهودهم لتاليف هذا التيار‪ ،‬ليعملوا‬ ‫عل ��ى بن ��اء �أفكاره ��م اخلالق ��ة‪ ،‬م�ؤك� �دًا �أن ��ه‬ ‫م ��ن امله ��م �أن ي�ستفيد ال�شب ��اب من حكمة من‬ ‫�سبقوه ��م من الكبار‪ ،‬كما يج ��ب على ال�شباب‬ ‫�أال يتقولبوا ب�أي قالب يح ُّد من ابتكاراتهم من‬ ‫دون �أن يتخلوا عن مبادئهم الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وت�ضمن ��ت الن ��دوة‪ ،‬الت ��ي بل ��غ ع ��دد‬ ‫املتطوعني فيها ثالث متطوعات بع�شر �ساعات‬ ‫تطوعية‪ ،‬الإ�ش ��ارة �إلى عدة حم ��اور‪� ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫معرف ��ة امل�ستقبل والبيئة املحيط ��ة التي يعي�ش‬ ‫فيه ��ا املجتمع الي ��وم‪ ،‬والتوج ��ه العاملي يف ظل‬ ‫الث ��ورة التكنولوجي ��ة والرقمي ��ة العاملي ��ة‪ .‬كما‬ ‫َّمت التط ��رق �إل ��ى التعلي ��م التقلي ��دي والتعليم‬ ‫املفت ��وح م ��ن خ�ل�ال املن�ص ��ات الإلكرتوني ��ة‪،‬‬ ‫و�س ��وق العمل التقليدي‪ ،‬و�سوق العمل اجلديد‪.‬‬


‫كذل ��ك َّمت عر�س اأمثلة ع ��ن �سناع امل�ستقبل‪� ،‬بع� ��س الق�س�س امللهمة املحا�سر عن جميع‬ ‫الأ�سئلة‪� ،‬ا�ستمع لبع�س املداخلت التي اأثرت الند�ة‪� .‬يف اخلتام‪،‬‬ ‫لر�اد الأعم ��ال �الناجحني‪ ،‬على امل�ستويني العامل ��ي �املحلي مع حتديد‬ ‫ك َّرم م�ساع ��د الأمني العام للتمكني اأ‪ .‬عبدالعزي ��ز الكريد�س‪ ،‬املهند�س‬ ‫ال�سعوبات ‪.‬‬ ‫اإث ��ر ذل ��ك‪َّ ،‬مت فتح ب ��اب الأ�سئل ��ة لل�سب ��اب �الفتيات‪� ،‬ق ��د اأجاب �سامي احل�سني‪.‬‬

‫تستعرض آخر المستجدات واألنظمة والتشريعات في مجال ذوي اإلعاقة‬

‫مركز «قادر» ينظم ندوة بعنوان‬ ‫«تمكين ذوي اإلعاقة بالمملكة»‬ ‫َّ‬ ‫نظ ��م مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة‬ ‫ذ�ي الإعاقة «ق ��ادر»‪ ،‬يوم ال�سبت‬ ‫‪ 7‬اأكتوب ��ر‪ ،‬ن ��د�ة العن ��ود له ��ذا‬ ‫ال�سهر‪ ،‬التي عق ��دت حتت عنوان‬ ‫“متك ��ني ذ�ي الإعاقة باململكة”‪،‬‬ ‫�ذل ��ك بقاعة الأمرة لطيفة مبقر‬ ‫موؤ�س�س ��ة الأم ��رة العنود اخلرية‬ ‫بالريا�س‪ ،‬بح�سور الأمرة �سمرة‬ ‫الفي�سل‪� ،‬د‪ .‬يو�سف احلزمي‪� ،‬د‪.‬‬ ‫نا�س ��ر العجم ��ي‪� ،‬د‪ .‬علي حنفي‪،‬‬ ‫�د‪ .‬عبدالبا�سط ع ��زب‪� ،‬اأ‪ .‬اأمين‬ ‫العتيب ��ي‪� ،‬د‪ .‬اأر�ى اأخ�س ��ر‪� ،‬د‪.‬‬ ‫�سيماء العتيبي‪� ،‬اأ‪ .‬عب ��داهلل الن�سيان‪ ،‬اإ�سافة اإلى عدد من‬ ‫املهتم ��ني �املتخ�س�س ��ني �اجلهات ذات العلق ��ة‪� ،‬عدد من‬ ‫ال�سخ�سيات من ذ�ي الإعاقة‪.‬‬ ‫�جاء تنظيم الند�ة التي األقاها د‪ .‬نا�سر بن علي املو�سى‪،‬‬ ‫ع�سو جمل� ��س ال�س ��ورى �موؤ�س� ��س �رئي�س جمعي ��ة املكفوفني‬ ‫بالريا� ��س‪ ،‬اإدراك ًا م ��ن املرك ��ز باأهمي ��ة تعزيز ح� ��س القدرة‬ ‫ل ��دى ذ�ي الحتياج ��ات اخلا�س ��ة عل ��ى مواجه ��ة التحديات‬ ‫الراهنة �امل�ستقبلية‪ .‬كم ��ا جاءت الند�ة بهدف مناق�سة اآخر‬

‫امل�ستجدات �الأنظمة �الت�سريعات‬ ‫يف جمال ذ�ي الإعاقة‪.‬‬ ‫�حت ��دث د‪ .‬نا�س ��ر ب ��ن عل ��ي‬ ‫املو�س ��ى‪ ،‬خ ��لل الن ��د�ة الت ��ي‬ ‫ا�ستهدف ��ت ذ�ي الحتياج ��ات‬ ‫اخلا�س ��ة �اأ�سره ��م‪� ،‬العامل ��ني‬ ‫�املهتم ��ني ب�سوؤ�نهم‪ ،‬كم ��ا ر َّكز يف‬ ‫املح ��ا�ر عل ��ى ال�سح ��ة �التعلي ��م‬ ‫�ال�سوؤ�ن الجتماعية‪.‬‬ ‫ه ��ذا‪� ،‬ق ��د حقق ��ت الن ��د�ة‬ ‫الت ��ي َّ‬ ‫مت عر�سه ��ا مبا�س ��رة ع ��رب‬ ‫‪� YouTube‬بدع ��م للغ ��ة الإ�سارة‪،‬‬ ‫الأه ��داف املن�س ��ودة �النتائ ��ج الإيجابي ��ة‪ ،‬كان م ��ن اأهمه ��ا‬ ‫التفاع ��ل الكب ��ر من قِ بل احل�س ��ور الذين بل ��غ عددهم ‪115‬‬ ‫رج � ً�ل �امراأة‪ .‬فيما بلغ عدد املتطوعني امل�ساركني ‪ ،18‬منهم‬ ‫‪ 8‬متطوعات بعدد �ساعات عمل بلغ ‪� 80‬ساعة تطوعية‪.‬‬ ‫ُيذك ��ر اأن ن ��د�ة العن ��ود ال�سهري ��ة‪ ،‬عب ��ارة ع ��ن ديوانية‬ ‫م�سائي ��ة �سهري ��ة‪ ،‬تنفَّذ داخل مق ��ر املوؤ�س�س ��ة بال�سراكة بني‬ ‫مراكز التمكني‪� ،‬يت ُّم من خللها ا�ست�سافة اأ�سحاب اخلربة‬ ‫�التاأثر لعر�س جتاربهم �ال�ستفادة منها‪.‬‬

‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪57‬‬


‫فعاليات‬

‫بحضور ‪ 92‬من المربين والمهتمين بمجال التربية والطفولة‬

‫مركز «شدن» ينظم ندوة بعنوان‬ ‫«طفولة بال اعتداءات»‬ ‫َّ‬ ‫نظ ��م مرك ��ز العن ��ود لتنمي ��ة الطف ��ل والأ�سرة‬ ‫«�شدن»‪ ،‬يوم ال�سبت اخلام�س من �أغ�سط�س املا�ضي‪،‬‬ ‫ندوة العنود الثالثة‪ ،‬التي جاءت حتت عنوان «طفولة‬ ‫بال اعت ��داءات»‪ ،‬وذلك يف قاع ��ة الأمرية لطيفة يف‬ ‫مق ��ر م�ؤ�س�سة الأم�ي�رة العنود اخلريي ��ة بالريا�ض‪،‬‬ ‫بح�ض ��ور الأم�ي�ن العام د‪ .‬يو�سف احل ��زمي‪ ،‬والأمني‬ ‫العام امل�ساع ��د للتمكني �أ‪ .‬عبدالعزي ��ز الكريدي�س‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى قرابة ‪ 92‬من املربني واملهتمني بالطفل‬ ‫وال�شخ�صيات امل�ؤثرة يف جمال الرتبية والطفولة‪.‬‬ ‫وا�ستهدف ��ت الن ��دوة‪ ،‬الت ��ي قدَّمه ��ا امل�ست�ش ��ار‬ ‫الأ�س ��ري وامل ��درب بالتنمية الأ�سري ��ة �أ‪ .‬ثامر ال�صال ��ح‪ ،‬و�أدارها الدكتور‬ ‫عبداحلمي ��د احلبيب‪ ،‬الأم�ي�ن الع ��ام للجن ��ة الوطني ��ة لتعزي ��ز ال�صح ��ة‬ ‫النف�سية‪ ،‬املربني والآباء والأمهات واملعلمني وامل�شرفني الرتبويني‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى املخت�صني واملهتمني بكل ما يخ�ص الطفل‪.‬‬ ‫و�سلط ��ت الندوة ال�ض ��وء على خماط ��ر االعتداءات الت ��ي قد تواجه‬

‫‪58‬‬

‫الأطف ��ال‪ ،‬جميبة ع ��ن �أ�سئلة هامة ل ��دى املربني‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ماذا ميكن �أن يح�صل لطفلي؟ وما هي �أنواع االعتداءات‬ ‫الت ��ي يتعر�ض لها الأطفال يف الأعم ��ار املختلفة؟ وكيف‬ ‫�أحمي طفلي؟ وهل ميكن �أن يكون طفلي معتد ًيا؟ وكيف‬ ‫�أوقف ��ه؟ وذلك باملرور على �أن ��واع ‪ ‬االعتداءات املختلفة‬ ‫بني الأقران‪� ،‬أو مع الكبار‪� ،‬سواء كان لفظ ًيا‪� ،‬أو ج�سد ًيا‪،‬‬ ‫�أو جن�س ًيا‪� ،‬أو معلومات ًيا‪.‬‬ ‫وت�ضمن ��ت الن ��دوة جمموعة من املح ��اور‪� ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫حماي ��ة ووقاية الطفل من االعت ��داء‪ ،‬وخماطر االعتداء‬ ‫عل ��ى الأطف ��ال‪ ،‬وكيفي ��ة ع�ل�اج االعت ��داء و�آث ��اره على‬ ‫الأطفال‪ ،‬و�أثر االعتداء على الطفل املعتدي واملعتدى عليه‪.‬‬ ‫وبدئ ��ت الن ��دوة باحل ��وار واملناق�شة ب�ي�ن احل�ضور‪ ،‬ومدي ��ر اجلل�سة‬ ‫الدكت ��ور عبداحلمي ��د احلبي ��ب‪ ،‬وامل�ست�ش ��ار الأ�س ��ري وامل ��درب بالتنمية‬ ‫الأ�سري ��ة �أ‪ .‬ثامر ال�صال ��ح‪ ،‬و�شاركوا بع� ��ض ا�ستف�ساراتهم‪ ،‬حيث حتدث‬ ‫ال�صالح عن �أبرز �أ�سباب العنف الأ�سري‪ ،‬وطرق جتنبه‪ ،‬و�أ�ساليب الرتبية‬ ‫ال�سليمة‪.‬‬ ‫ه ��ذا‪ ،‬وق ��د َّمت الإع�ل�ان عن الن ��دوة الت ��ي �ساعد عل ��ى �إجناحها ‪8‬‬ ‫متطوع�ي�ن‪ ،‬منهم ‪ 3‬متطوع ��ات مبجموع ‪� 40‬ساع ��ة تطوعية عرب ح�ساب‬ ‫تويرت (العنود‪� ،‬شدن)‪ ،‬وذلك قبل موعد الندوة ب�أ�سبوع‪ ،‬و َّمت �إن�شاء رابط‬ ‫الت�سجيل مع الت�صميم الإلكرتوين الذي يحتوي على معلومات عن حماور‬ ‫الندوة‪ ،‬والفئة امل�ستهدفة‪ ،‬واملتحدثني فيها‪ ،‬ومكان �إقامتها‪ .‬كما َّمت ن�شر‬ ‫�إنفوجرافي ��ك للمحت ��وى‪ ،‬وكذل ��ك �إع ��داد‬ ‫برمو الإذاعة ‪ UFM‬للندوة‪.‬‬ ‫اجلدي ��ر بالذكر‪� ،‬أن ندوة العنود تقام‬ ‫ب�شكل �شهري‪ ،‬و ُتنظمها مراكز التمكني‪.‬‬


‫في إطار توجهها نحو االهتمام والعناية بتراث العلماء‬

‫تدشين مجموعة الشيخ عبدهللا بن حميد‬

‫دشنت مؤسسة األميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية‪ ،‬مجموعة الشيخ عبدالله‬ ‫بن حميد‪ ،‬وذلك خالل االجتماع السنوي السابع عشر لمجلس أمناء المؤسسة الذي أقيم مساء الثالثاء ‪ 18‬رمضان‬ ‫الماضي بمحافظة جدة في قصر رئيس مجلس األمناء األمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز‪ ،‬بحضور نائب رئيس مجلس‬ ‫األمناء ورئيس اللجنة التنفيذية األمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز‪ ،‬وأعضاء مجلس األمناء‪ :‬األمير سلطان بن فهد‬ ‫بن عبدالعزيز‪ ،‬واألمير فيصل بن تركي بن فهد‪ ،‬واألمير نواف بن فيصل بن فهد‪ ،‬واألمير تركي بن محمد بن فهد‪،‬‬ ‫واألمير خالد بن محمد بن فهد‪ ،‬واألمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد‪ ،‬واألمير محمد بن سعود بن فهد‪ ،‬والشيح‬

‫فعاليات‬

‫صالح آل الشيخ‪ ،‬والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ‪ ،‬واألستاذ فهد العذل‪ ،‬والدكتور يوسف بن عثمان الحزيم‪.‬‬

‫ج ��اء تد�ش�ي�ن م�ؤ�س�س ��ة الأم�ي�رة العن ��ود‬ ‫ملجموع ��ة ال�شي ��خ عب ��داهلل بن حمي ��د يف �إطار‬ ‫حر�صه ��ا وتوجهه ��ا املب ��ارك نح ��و االهتم ��ام‬ ‫والعناي ��ة برتاث علمائن ��ا‪� ،‬إذ تت�ضمن الأعمال‬ ‫اخلريية التي تقدمها امل�ؤ�س�سة‪ ،‬طباعة الكتب‪،‬‬ ‫ومنه ��ا طباعة فتاوى اللجن ��ة الدائمة وعددها‬ ‫‪ 20‬جمل� �دًا و‪ 5.500‬ن�سخ ��ة ودفع ��ة م ��ن قيمة‬ ‫تطوير برنامج �آيل وموقع فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫للبح ��وث العلمي ��ة والإفت ��اء وعدده ��ا ‪6.000‬‬ ‫والدفع ��ة الأولى م ��ن قيمة طباع ��ة كتب ال�شيخ‬ ‫حممد ب ��ن عثيمني ‪ -‬رحم ��ه اهلل ‪( -‬العقيدة‪،‬‬ ‫ال�صيام‪ ،‬احلج والعمرة)‪.‬‬ ‫وتت�ضم ��ن جمموع ��ة ال�شي ��خ عب ��داهلل‬ ‫ب ��ن حمي ��د ‪ 6‬جمل ��دات حتت ��وي عل ��ى فت ��اوى‬ ‫واختيارات‪ ،‬يتجلى م ��ن خاللها فقه ال�شيخ بن‬ ‫حمي ��د ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬وديانت ��ه وورعه و�إدراكه‬ ‫للمتغ�ي�رات وامل�ستجدات واحل ��وادث والنوازل‬ ‫التي ا�ستجدت يف ع�صره‪.‬‬ ‫وتتمي ��ز املجموعة بالتحري ��ر الدقيق‪ ،‬كما‬

‫�أنه ��ا انتظمت جميع �أبواب الفق ��ه وم�سائله‪ ،‬ال‬ ‫�سيما الأوق ��اف والو�صايا واملواري ��ث والر�ضاع‬ ‫واجلناي ��ات والدي ��ات‪ .‬كم ��ا تتمي ��ز املجموعة‬ ‫ب�إجاب ��ات حم ��ررة م ��ن واق ��ع خربت ��ه العلمية‬ ‫والق�ضائي ��ة عن �أ�سئلة من طلبة العلم والق�ضاة‬ ‫من نوازل وق�ضايا وم�ستجدات‪.‬‬ ‫ويعت�ب�ر ال�شي ��خ اب ��ن حمي ��د ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫ رئي� ��س جمل�س الق�ض ��اء الأعل ��ى �ساب ًقا‪ ،‬من‬‫م�شاه�ي�ر الأع�ل�ام يف الع�ص ��ر احلدي ��ث‪ ،‬وقد‬ ‫ع ّين ��ه ال�شي ��خ حممد ب ��ن �إبراهي ��م �آل ال�شيخ‪،‬‬ ‫مدر�سا للمبتدئني وم�ساعدًا له‪ .‬ويف عام ‪1357‬‬ ‫ً‬ ‫تن�صب الق�ضاء يف الريا�ض‪ ،‬ثم انتقل‬ ‫للهجرة‪ّ ،‬‬ ‫بعده ��ا �إلى �سدي ��ر فالق�صيم كقا� ٍ��ض عليهما‪،‬‬ ‫حت ��ى حظي ب�شرف انتدابه ملحاكم كل من مكة‬ ‫املك ّرم ��ة والطائ ��ف واملدينة املن ��ورة وجدة من‬ ‫ِقبل امللك عبدالعزيز‪ -‬طيب اهلل ثراه ‪.-‬‬ ‫ومع حلول عام ‪ 1377‬للهجرة‪ ،‬تقدّم بطلب‬ ‫ر�سم ��ي لإعفائ ��ه م ��ن الق�ضاء‪ ،‬وذل ��ك لغايات‬ ‫التف ّرغ التام للتدري�س والإفتاء‪ .‬ويف عام ‪1384‬‬

‫للهجرة �أ�صدر امللك في�صل بن عبدالعزيز‪-‬‬ ‫مر�سوما ملك ًّيا بتولية ال�شيخ بن‬ ‫رحمه اهلل ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫حمي ��د‪ ،‬من�صب الرئا�س ��ة العا ّمة للإ�شراف‬ ‫الدين ��ي على امل�سجد احل ��رام‪ ،‬و�أ�صبح فيما‬ ‫رئي�سا ملجل�س الق�ضاة‪ ،‬وع�ض ًوا يف هيئة‬ ‫بع ��د ً‬ ‫كبار العلماء‪ ،‬وغريها الكثري من املنا�صب‪.‬‬ ‫وع � ِ�ر َف ال�شي ��خ عب ��داهلل ب ��ن حميد ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫رحمه اهلل ‪ -‬ب�سمعته العطرة واحل�سنة حتى‬ ‫ق ��ال فيه املل ��ك امل�ؤ�س�س مقولت ��ه امل�شهورة‪:‬‬ ‫«ل ��و كنت جاع�ل ً�ا الق�ضاء والإم ��ارة جمي ًعا‬ ‫يف ي ��د رج ��ل واحد‪ ،‬ل ��كان ذلك ه ��و ال�شيخ‬ ‫عب ��داهلل بن حمي ��د»‪ .‬فيما قال عن ��ه ال�شيخ‬ ‫العالم ��ة عبدالعزي ��ز بن ب ��از ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫ً‬ ‫وفراغا عظي ًما‪ ،‬وذلك‬ ‫‪« :‬ترك �أث� � ًرا كب ًريا‬‫ب�سبب غزارة علمه وك�ث�رة ف�ضله واهتمامه‬ ‫ب�أمور امل�سلمني وتوجيههم للخري عن طريق‬ ‫الكتابة واخلطابة والوع ��ظ العام‪ ،‬لقد كان‬ ‫ رحم ��ه اهلل ‪ -‬زمي�ل ً�ا يل يف طل ��ب العل ��م‬‫والتح�صيل»‪.‬‬ ‫العدد ‪2018 2‬م‬

‫‪59‬‬


‫األخيرة‬

‫قطار المسؤولية االجتماعية‬

‫تب ��ذل كث�ي�ر م ��ن م�ؤ�س�س ��ات القط ��اع‬ ‫اخلا� ��ص‪ ،‬جهودًا كب�ي�رة يف تر�سي ��خ مفهوم‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال القيام‬ ‫بالعدي ��د م ��ن املمار�س ��ات ت�أدي ��ة لدوره ��ا‬ ‫االجتماع ��ي‪ .‬كما ي�سعى القطاع اخلا�ص �إلى‬ ‫تر�سي ��خ هذا املفهوم من خالل تطوير �آليات‬ ‫العم ��ل يف املجال�ي�ن اخل�ي�ري واالجتماعي‪،‬‬ ‫وكذل ��ك و�ض ��ع جمي ��ع مب ��ادرات امل�س�ؤولي ��ة‬ ‫االجتماعية على �أنها التزام‪ ،‬حيث �أ�صبحت‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة االجتماعية م ��ن املبادئ التنموية‬ ‫املهم ��ة التي ي�ش ��ارك القط ��اع اخلا�ص فيها‬ ‫ب ��دور مه ��م لإح ��داث نقل ��ة نوعي ��ة يف حياة‬ ‫�أفراد املجتم ��ع؛ �سع ًيا لتجاوز مرحلة العطاء‬ ‫الع�شوائي غري املنظم الذي كان يف ال�سابق‪.‬‬ ‫�إن مفهوم امل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬ي�شمل‬ ‫م�س�ؤولي ��ات متع ��ددة وم�شروع ��ات م�ستمرة‬ ‫جلميع �أف ��راد املجتمع م ��ن اجلن�سني؛ �سع ًيا‬ ‫لتح�س�ي�ن م�ستوى معي�شة وحياة النا�س‪ .‬ومن‬ ‫هن ��ا‪ ،‬ميك ��ن الق ��ول �إن كث ًريا م ��ن منظمات‬ ‫القطاع اخلا�ص‪� ،‬أ�صبحت تتعامل مع مفهوم‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة باعتب ��اره مفهو ًم ��ا‬ ‫متغ ًريا ومتط ��و ًرا ملواكبة التنمية امل�ستدمية‪،‬‬ ‫حي ��ث �أ�صبح لدى هذه املنظم ��ات التي تهتم‬ ‫بامل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة‪� ،‬إدارات و�أق�س ��ام‬ ‫م�ستقلة تقوم ب�أدوار عدي ��دة‪ ،‬وتقدم برامج‬ ‫متنوعة خلدمة املجتم ��ع؛ �سع ًيا للإ�سهام يف‬ ‫دف ��ع عجل ��ة التنمي ��ة امل�ستدمية حت ��ت �إطار‬ ‫م�ؤ�س�سي ُيعنى بالتخطيط مل�شروعات التنمية‬ ‫امل�ستدمية‪ ،‬وفق منهجية علمية وا�ضحة‪.‬‬ ‫ولعل ��ي هن ��ا‪� ،‬أ�ش�ي�ر �إل ��ى �أهمي ��ة وجود‬ ‫جهة تتولى تنظيم وتعزي ��ز برامج و�أولويات‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة يف القطاع اخلا�ص؛‬ ‫لتوحي ��د اجله ��ود وتعزي ��ز ال ��دور الإيجابي‬ ‫مل�ؤ�س�سات القط ��اع اخلا�ص‪ ،‬ولدعم اجلهات‬ ‫املهتمة بامل�س�ؤولي ��ة االجتماعية بال�سيا�سات‬ ‫والأنظم ��ة وال�ضواب ��ط واملعاي�ي�ر الأ�سا�سية‬ ‫ملمار�س ��ة امل�س�ؤولية االجتماعي ��ة‪ ،‬وفق معيار‬ ‫وطني للم�س�ؤولي ��ة االجتماعية‪ ،‬يت ُّم اعتماده‬ ‫م ��ن اجله ��ات العلي ��ا املنظم ��ة للقط ��اع‪،‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى تن�سيق اجلهود وال�شراكة بني‬

‫‪60‬‬

‫د‪ .‬فهد بن علي العليان‬ ‫رئيس مجموعة المسؤولية‬ ‫االجتماعية ‪ -‬بنك الجزيرة‬

‫امل�ؤ�س�س ��ات املعنية بامل�س�ؤولي ��ة االجتماعية‪،‬‬ ‫والتعري ��ف بالربام ��ج وامل�شاري ��ع التي يقوم‬ ‫به ��ا القط ��اع اخلا� ��ص‪ ،‬وتكثي ��ف الدرا�سات‬ ‫والأبحاث يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وال يخف ��ى عل ��ى املتاب ��ع‪� ،‬أن هن ��اك‬ ‫العديد من املبادرات التي ت�سعى �إلى تنظيم‬ ‫وتفعي ��ل العم ��ل امل�ؤ�س�س ��ي املنظ ��م لإدارات‬ ‫امل�س�ؤولية االجتماعي ��ة وخدمة املجتمع‪ ،‬من‬ ‫�أج ��ل حتقي ��ق تطلع ��ات ر�ؤية اململك ��ة ‪2030‬‬ ‫يف �أه ��داف حموره ��ا الث ��اين “تعزي ��ز قيام‬ ‫ال�ش ��ركات مب�س�ؤوليته ��ا االجتماعية”‪ ،‬حيث‬ ‫بادرت الغ ��رف التجارية يف اململكة بت�أ�سي�س‬ ‫جلان امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة؛ �سع ًيا لتبادل‬ ‫الآراء واملقرتحات والأف ��كار ونقل اخلربات‬ ‫بني قطاعات الأعمال‪ ،‬وحث القطاع اخلا�ص‬ ‫على تبني برامج امل�س�ؤولية االجتماعية‪ .‬كما‬ ‫قام ��ت العدي ��د م ��ن امل�ؤ�س�س ��ات وال�شركات‬ ‫بت�شكي ��ل فرق عمل للم�س�ؤولي ��ة االجتماعية؛‬ ‫مما يعك�س حر�ص �أغلب امل�ؤ�س�سات يف بلدنا‬ ‫على �أداء دورها‪ ،‬انطال ًقا من القيم الدينية‬ ‫والإن�ساني ��ة والوطني ��ة التي حتك ��م املجتمع‪.‬‬ ‫�إن ه ��ذه اجله ��ود – بال �ش ��ك ‪� -‬ست�سهم يف‬ ‫�إح ��داث نقل ��ة نوعي ��ة يف جم ��ال امل�س�ؤولي ��ة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬و�ستكون مرتك ًزا مه ًما لرت�سيخ‬ ‫ثقاف ��ة امل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة يف املجتم ��ع‬ ‫ال�سعودي؛ من خالل العمل على �إيجاد �آليات‬ ‫حم ��ددة ووا�ضحة لتفعيل م�شاركة م�ؤ�س�سات‬ ‫القطاع اخلا�ص يف العمل التنموي‪.‬‬ ‫�إن ��ه ال ب� � َّد �أن تتكام ��ل اجله ��ود ب�ي�ن‬ ‫اجله ��ات املعني ��ة بامل�س�ؤولي ��ة االجتماعي ��ة‬

‫يف بلدن ��ا الغايل‪ ،‬م ��ن القطاع ��ات اخلا�صة‬ ‫واحلكومي ��ة املعني ��ة باخلدم ��ات الإن�ساني ��ة‬ ‫واالجتماعي ��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال �إيج ��اد اللج ��ان‬ ‫امل�شرتك ��ة للتن�سيق بني خمتل ��ف امل�ؤ�س�سات؛‬ ‫لأن املالح ��ظ �أن هن ��اك جه ��ودًا فردي ��ة ‪-‬‬ ‫يغل ��ب عليه ��ا الع�شوائي ��ة ‪ -‬تقوم به ��ا بع�ض‬ ‫م�ؤ�س�سات و�شركات القط ��اع اخلا�ص‪ ،‬نظ ًرا‬ ‫لغي ��اب املفه ��وم ال�صحيح لثقاف ��ة امل�س�ؤولية‬ ‫االجتماعي ��ة والتنمي ��ة امل�ستدام ��ة‪ ،‬ولغياب‬ ‫التنظي ��م والعمل امل�ؤ�س�سي املنطلق من خطة‬ ‫حم ��ددة و�أهداف وا�ضحة‪ .‬وم ��ن هنا‪ ،‬ف�إننا‬ ‫نلح ��ظ �أن معظم جهود �أولئ ��ك ‪ -‬يف املجال‬ ‫غري الربحي ‪ -‬تنح�صر يف الأعمال اخلريية‬ ‫الرعوي ��ة املتمثلة يف �إطع ��ام الفقراء وتوفري‬ ‫املالب� ��س واخلدم ��ات‪ ،‬دون التفكري يف عمل‬ ‫م�شاريع تنموية ته ��دف �إلى تغيري م�ستواهم‬ ‫املعي�شي ونظرتهم �إلى احلياة‪.‬‬ ‫�إن القطاعات احلكومية‪ ،‬يجب �أن ت�ؤدي‬ ‫دو ًرا �أ�سا�س ًيا يف التوجي ��ه والإر�شاد‪ ،‬وتوفري‬ ‫البيان ��ات واملعلوم ��ات ع ��ن �أف ��راد املجتم ��ع‬ ‫الذين يتعاملون معها باخلدمات االجتماعية‬ ‫والإن�سانية ب�شكل مبا�شر؛ لتتمكن القطاعات‬ ‫اخلا�ص ��ة املعنية بامل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬من‬ ‫اال�ستف ��ادة من ه ��ذه البيان ��ات واملعلومات‪،‬‬ ‫ومعرفة احتياج ��ات املجتمع‪ ،‬لتقدمي برامج‬ ‫و�أن�شط ��ة ممي ��زة ومتط ��ورة‪ ،‬ت�سهم يف دعم‬ ‫م�شاري ��ع تنموي ��ة م�ستدمي ��ة‪� ،‬س ��واء كان ��ت‬ ‫تعود بالفائدة على الف ��رد‪� ،‬أو املجتمع‪ ،‬على‬ ‫امل�ستوى االقت�صادي واالجتماعي والثقايف‪.‬‬ ‫�إننا يف حاجة ما�سة جدًا �إلى جهد كبري‬ ‫وم�ستمر‪ ،‬لن�شر ثقافة امل�س�ؤولية االجتماعية‪،‬‬ ‫وثقافة العط ��اء التنموي‪ ،‬بني رجال الأعمال‬ ‫وال�شركات الكربى‪ ،‬وذل ��ك من خالل �إبراز‬ ‫اجلوان ��ب الديني ��ة والوطني ��ة واالجتماعي ��ة‬ ‫الت ��ي حتفز ه� ��ؤالء عل ��ى القي ��ام ب�أدوارهم‬ ‫االجتماعي ��ة؛ فتحي ��ة �شك ��ر وتقدي ��ر ل ��كل‬ ‫امل�ؤ�س�سات وال�شركات ورجال الأعمال الذين‬ ‫يقدم ��ون عط ��اءات‪ ،‬وي�سعون �إل ��ى م�ساعدة‬ ‫املحتاجني دون النظر – ابتداء ‪� -‬إلى ترويج‬ ‫�أن�شطتهم التجارية‪.‬‬


‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﻄ�ﺡ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎ�ﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﺔ‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ً‬ ‫ﺃﺑﻄﺎﻻ‬ ‫ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ‬

‫ﺍﻷ�ﻨﻴﻦ‬ ‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫ﺑـﺮﻧـﺎﻣﺞ ﻳـﻌ�ﺯ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨــﻔﺴﻴﺔ ﻟــﺪﻯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ ﺁ�ﺎﺭﻫﺎ ﻭﺳﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﺪﻯ‬ ‫ﺃﻓ�ﺍﺩﻩ‬

‫ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ‬ ‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ �ﻬﺘﻢ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﺘﻌ��ﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺟﻴﻞ‬ ‫ﻣﺘﻤﻜﻦ‬

‫ﺍﻷﺣﺪ‬ ‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳـﺮﺓ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍ�ﻬﺎ‬ ‫ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ‬ ‫ﻣﻊ ﻃ�ﻴﻌﺘﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ‬ ‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟـــﺨﻴــﺮ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ �ﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺑﺤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻣﺒﺎﺩ�ﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ‬

‫ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ‪1:00 :‬ﻡ – ‪2:00‬ﻡ‬ ‫ﺍﻹﻋـــﺎﺩﺓ ‪ 2:00 :‬ﺹ – ‪ 3:00‬ﺹ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣـﻴـﺮﺓ ﺍﻟـﻌﻨـﻮﺩ ﺍﻟﺨـﻴ��ــﺔ‬ ‫‪Princess Al Anood Foundation‬‬


‫ﺍﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻻ �ﺘﺮﺩﺩ ‪ ..‬ﺍﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻟﻦ �ﻨﺪﻡ ‪ ..‬ﺍﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺳﺘﻐﻨﻢ‪ ..‬ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ‬ ‫ﺣﻤﺎﻳﺔ‬ ‫‪Shadan‬‬

‫‪Himaya‬‬

‫ﻗــﺎﺩﺭ‬ ‫‪Qader‬‬

‫ﺗﺪ��ﺐ‬ ‫‪Tadreeb‬‬

‫ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ‬ ‫‪Hadari‬‬

‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺩ ﻟﻼﺳ�ﺜـﻤﺎﺭ‬ ‫‪Al Anood Investment‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻣـﻴـﺮﺓ ﺍﻟـﻌﻨـﻮﺩ ﺍﻟﺨـﻴ��ــﺔ‬ ‫‪Princess Al Anood Foundation‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.