تغاريد

Page 1




‫تغاريد‬

‫‪4‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫اإلهداء‬

‫�إلى �أبي ‪..‬‬ ‫�أجمل كتاب قر�أته يف حياتي‬ ‫�إلى �أمي ‪..‬‬ ‫�أبجدية اجلمال وحلو املعاين‬ ‫�إلى �أوالدي ‪..‬‬ ‫�أغلى �صفحات حياتي‬

‫‪5‬‬


‫تغاريد‬

‫لنبدأ‬ ‫�أحالمنا الأولى تكونت عندما ت�أبطت‬ ‫مراهقتنا امل�شاغبة ذراع طفولتنا احلاملة‪..‬‬ ‫جمعنا الآماين يف حقيبة‪ ،‬وترافقنا يف‬ ‫مغامرة حتقيق حلم‪ ..‬كربنا‪�ُ ..‬صدمنا‬ ‫بوعورة طرق حتقيق الأماين‪ ،‬وكرثة‬ ‫تعرجاتها ومنعطفاتها‪ ..‬خلف كل منحنى‬ ‫كانت لنا �سقطة‪ ..‬و�أ�سفل كل منحدر‬ ‫تفاجئنا عرقلة‪ ..‬كربنا‪ ..‬واكت�شفنا �أن‬ ‫مع نهاية كل عام ينك�رس حلم‪ ..‬وت�ضيع‬ ‫�أمنية‪ ..‬و‪ ..‬يخف حجم تلك احلقيبة‪.‬‬

‫‪ ..٢٠١٢‬عام انت�رص يل ومنحني «تغريد»‬ ‫التي �أريد‪ ..‬يف هذا العام �أبعدت عن‬ ‫كثريا من الطفيليات‪ ..‬مل يكن‬ ‫حياتي‬ ‫ً‬ ‫الثمن �سهلاً لكنه ي�ستحق‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫حياتي اجلديدة‪ ..‬الفعل فيها �أنا‬ ‫والفاعل �أنا‪..‬‬ ‫وكل �أفعالها تبد�أ مني �أنا‪..‬‬ ‫وتنتهي �إ ّ‬ ‫يل �أنا‪..‬‬ ‫�أنا من ت�ستحق �أنا‪.‬‬ ‫لو رجع بي الزمان الخرتت‬ ‫حياتي نف�سها‪ ،‬فلو متنيت حمو ُمر‬ ‫ما َم ّر بي؛ ملا متتعت بحلو ما �أنا‬ ‫فيه الآن‪ ،‬وملا �أك�سبتني عرثاتي‬ ‫خربات �أحتاجها يف حا�رضي‪.‬‬ ‫احلياة جميلة عندما نقتنع �أن‬ ‫لها ف�صولاً �أربع كف�صول طق�س‬ ‫ال�سنة‪ ..‬لو عرفنا كيف نتعاي�ش‬ ‫مع كل ف�صل؛ لر�أينا جمال احلياة‪،‬‬ ‫ولتذوقنا متعتها ب�سعادة ولذة‪.‬‬

‫�سبتمرب ‪2013‬‬

‫‪7‬‬


‫تغاريد‬

‫الكتاب ‪ :‬تغاريد‬ ‫امل�ؤلف ‪ :‬تغريد الطا�سان‬ ‫الغالف ‪ :‬بدرية الزامل‬

‫النا�رش ‪ :‬دار الفارابي ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبنان‬ ‫ت ‪ - )01(301461 :‬فاك�س ‪)01(307775 :‬‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 11/3181 :‬الرمز الربيدي ‪1107 2130‬‬ ‫‪www.dar-alfarabi.com‬‬ ‫‪e-mail : info@dar-alfarabi.com‬‬

‫الطبعة الأولى ‪� :‬سبتمرب ‪2013‬‬

‫‪8‬‬


@taghreed_i_t

9


‫تغاريد‬

‫‪10‬‬


@taghreed_i_t

‫بوح مشاعر‬

11


‫تغاريد‬ ‫احلب يف جمتمعي َّ‬ ‫يغطى مبئة خمار وخمار‬ ‫ل�سد �أبواب وذرائع الفتنة‪.‬‬

‫لو �أن احلب بعينني لأب�رصت القلوب‬ ‫طريقها وعرفت من تختار‪.‬‬

‫احلب‪� ..‬أمل‪ ..‬طاقة �إيجابية‪� ..‬سعادة‪..‬‬ ‫طم�أنينة‪ ..‬و‪ ..‬دنيا من م�شاعر ترتقي بنا‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫لنعانق ال�سحاب ً‬

‫حبا �إن مل يختلط بوجع‪..‬‬ ‫ال يكون احلب ً‬ ‫الأمل ي�شعرنا بلذاته‪� ..‬رشيطة �أال ي�صل‬ ‫الوجع �إلى عمق الروح‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫قال لها‪ :‬هل ي�شفع يل حبي �أن �أ�سكن‬ ‫جنتك؟‬ ‫ قالت له‪ :‬ع�شقك وحده ال يكفي‪..‬‬ ‫ كن يل الرجل الذي �أمتنى‪..‬‬ ‫ حينها �أدخلك جنتي من دون ح�ساب‪.‬‬ ‫كم متنيت لو تعودت الثبات على ف�صل‬ ‫نف�سي واحد ال يتقلب ح�سب كثافة‬ ‫ح�ضورك �أو غيابك‪.‬‬

‫عندما يعجزين الوجع‪ ..‬ويتكئ �أملي على‬ ‫من�س�أة الي�أ�س‪� ..‬أ�شتهي االرمتاء بح�ضنك‬ ‫ا�شتهاء ال�سماء الحت�ضان النجوم‪..‬‬ ‫عندها‪ُ ..‬يغتال احلزن ويحيا الفرح‪.‬‬ ‫يبد�أ �صباحي بــ «�أحبك»‪ ..‬ويغلق �ستار‬ ‫يومي على «�أحبك �أكرث»‪ ..‬وما بينهما‬ ‫ع�شق ال �سقف كفاية له‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪13‬‬


‫تغاريد‬ ‫جتف امل�شاعر‪..‬‬ ‫�ساعة ي�شتد الظم�أ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وحلظة نلتقي‪ ..‬ت�سيل منابع االرتواء وتبتل‬ ‫عروق احلب‪.‬‬

‫تبحث امل�ساءات عن ق�ص�ص حب من�سية‪..‬‬ ‫�إن تاهت منا وجدناها يف فنجان قهوة‬ ‫الم�سته �شفا ٌه عا�شقة‪.‬‬ ‫�أع�شق الرجل فيك عندما يناجي �أنوثتي‬ ‫كطفل مدلل‪ ..‬تغريني لألت�صق بك ملزيد‬ ‫من حب‪ ..‬وع�شق‪ ..‬وجنون متقد‪.‬‬

‫�أنت رجل تهت يف دهاليز رجولته حتى‬ ‫فقدت بو�صلتي‪ ..‬فلم �أهتم بالبحث‬ ‫عنها‪ ..‬لأين ب�ضياعي و�سط تفا�صيلك‪..‬‬ ‫اهتديت �إلى دروبي التائهة‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أت�صفح نق�شك على �صفحات �أيامي‪..‬‬ ‫ف�أجد �أنك �أعذب ق�صيدة ع�شقٍ قر�أتها‪..‬‬ ‫حب كتبتها‪.‬‬ ‫و�أجمل رواية ٍ‬

‫من منا ال يخاف احلب ويخ�شى الوقوع‬ ‫قالعا ذات‬ ‫يف �شباكه‪ ..‬ن�سكن قلوبنا‬ ‫ً‬ ‫�أ�سوارٍ ح�صينة‪ ،‬ولكن الع�شق ال يهاب‬ ‫�سورا وال ي�ؤمن بحذر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أن حتب يعني‪� ..‬أن يتلب�سك جنون‬ ‫اللهفة‪ ..‬حد الهذيان‪..‬‬ ‫ في�صبح الع�شق فا�ضح ًا ملالمح ال�شوق‬ ‫املتوارية خلف �ستائر احلذر‪.‬‬ ‫ليتنا عندما نحب نرتك للعقل حرية‬ ‫ا�صطحاب القلب والروح لن�سكن يف‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫جوف املحبوب فال نن�شق عنه � ً‬ ‫‪15‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أن حتب يعني‪� ..‬أن ت�صهر حرارة الع�شق‬ ‫م�شاعر روحني‪ ..‬وتوحد نب�ض قلبني‪..‬‬ ‫واحدا ولكن‪ ..‬بعقلني منف�صلني‬ ‫لي�صبحا‬ ‫ً‬ ‫وا�ستقاللية ت�ضمن عدم التبعية‪.‬‬ ‫�أن حتب يعني‪� ..‬أن يحرقك فعل‪..‬‬ ‫وتداويك كلمة‪.‬‬ ‫�أن حتب يعني‪� ..‬أن تعي�ش الف�صول الأربعة‬ ‫بكل �سماتها وتقلباتها‪.‬‬ ‫ح�ضنك‪ ..‬نهر بارد يطفئ حرارة الـ‬ ‫ ‬ ‫�آه‪� ..‬أريد �أن �أغرق �إلى �أعماقه و�أغت�سل‪..‬‬ ‫لأتطهر من كل �آالمي‪.‬‬ ‫ال حتبني بطريقتك �أنت‪ ..‬فتتوقع مني ما‬ ‫حتب وتتجاهل ما �أحب �أنا‪..‬‬ ‫ بذلك ‪�-‬أنت‪ -‬تقتل روعة احلب الذي‬ ‫حلمت به يف خيايل‪ ..‬وتغتال م�شاعري‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أجمل احلب �أن‪ ..‬مينح ٌّ‬ ‫كل من العا�شقني‬ ‫من �أو‬ ‫حبيبه ما حلم به من حب دون ٍ‬ ‫تعالٍ ‪.‬‬

‫يف احلب‪ ..‬عندما تكون هناك م�ساحة‬ ‫�آمنة للبوح تتجاوز امل�شاعر مرحلة احلب‬ ‫لت�صل �إلى الع�شق ثم الوله‪.‬‬

‫قلت يل يوم ًا‪ :‬تظل املنابر �شاهد ًة على‬ ‫غوايتك يل‪ ..‬عندها‪� ..‬أق�سمت �أن �أعتلي‬ ‫أبدا‪ ..‬لأغويك‪..‬‬ ‫منرب الغواية‪ ..‬ال �أنزل منه � ً‬ ‫�أنت فقط‪.‬‬

‫�أحبك‪ ..‬و�أحب �أن �أمترغ يف دالل‬ ‫ ‬ ‫حبك‪ ..‬وهل يف الرجال من يحب ويدلل‬ ‫مثلك؟!!‬ ‫‪17‬‬


‫تغاريد‬ ‫أنت نب�ض قلبي يا جميلتي‪ ..‬تلك هي‬ ‫� ِ‬ ‫كلمة الإطراء الوحيدة التي ت�شعرين بن�شوة‬ ‫الفرح‪ ..‬لأنها منك �أنت‪ ..‬و�أنت �أهم‬ ‫رجل بحياتي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫باحلب‪ ..‬نحارب ت�صحر القلوب‪ ..‬كما‬ ‫حتارب الأ�شجار ت�صحر البيئات اجلغرافية‪.‬‬ ‫خت ميالدي يوم نب�ض قلبي نب�ضته‬ ‫� ّأر َ‬ ‫الأولى لك‪ ..‬فجفت معك ذكرياتي‪..‬‬ ‫و�أ�صبح ما قبلك �رسا ًبا ح�سبته من ظمئي‬ ‫ما ًء‪.‬‬ ‫نلتقي بعد غياب‪ ..‬فيذهب ظم�أ الوجد‪..‬‬ ‫وتبتل عروق ال�شوق‪ ..‬ويثبت يف القلب‬ ‫وتد الع�شق‪ ..‬ب�أمر اهلل‪.‬‬ ‫التعمق يف احلب يبقينا على �سطح‬ ‫�أحيا ًنا‪ّ ..‬‬ ‫قلب من نحب‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أحيا ًنا‪ ..‬ال ن�ستطيع �أن نقول ملن نحب‬ ‫حقيقة ما ن�شعر به‪ ..‬لي�س لأننا ال نثق‬ ‫بهم‪ ،‬ولكن لأن الكلمات قد تخوننا يف‬ ‫تو�صيل ما نريد منهم �أن يفهموه‪.‬‬

‫عندما نحب‪ ..‬ال نكون �أ�رسى مل�شاعر‬ ‫خا�صة فقط‪ ..‬بل نحن نحتفل باحلياة‬ ‫ونعي�ش مهرجان فرح‪.‬‬

‫لي�س �أمتع من الرق�ص على �أنغام الع�شق‪..‬‬ ‫والأمتع �أن ي�شاركنا من نع�شق ر�شاقة‬ ‫خطواتنا‪.‬‬ ‫�أختنق من حبك‪ ..‬تلك هي ال�سكني التي‬ ‫يقطع بها املع�شوق حبل ع�شقٍ التف حول‬ ‫عنقه ليغر�سها بقلب عا�شقه ويتحرر‪،‬‬ ‫فيتنف�س الأول وميوت الثاين‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أجمل احلب �أن يكون هو لها جنم حياتها‬ ‫ودنياها كلها‪ ..‬و�أن تكون هي �أ�سطورة‬ ‫نادرة من عجائب دنياه‪ ،‬ال يناف�سها على‬ ‫قلبه �أحد‪.‬‬ ‫احلب احلقيقي‪ ..‬نقي‪ ..‬طاهر‪ ..‬ال ي�سكن‬ ‫قلوب ًا ت�سرت عوراتها ب�أقنعة الزيف وتتجمل‬ ‫ب�أ�صباغ الكذب‪.‬‬

‫قلبا‬ ‫تع�شق املر�أة الرجل الذي ُي�سكنها ً‬ ‫خاليا من كل‬ ‫قلبا ً‬ ‫�صافيا‪ ،‬كما �أ�سكنته هي ً‬ ‫ً‬ ‫رجل �سواه‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫أحدا نتمنى لو نقدم له مباهج‬ ‫عندما نحب � ً‬ ‫احلياة على طبقٍ من ذهب‪ ،‬ونكتفي‬ ‫باجللو�س �أمامه‪ ،‬نتابع تعابري فرحه‪ ،‬عندها‬ ‫فقط ن�شعر �أننا ملكنا ال�سعادة ب�سعادته‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أق�ضي ليلتي �أتقلب على و�سادة ال�شغف‬ ‫بك‪ ..‬هل ت�صلك دعوتي لنلتقي بحلم؟‬ ‫ ف�ضلاً ‪..‬‬ ‫�صاخبا لي�س للهدوء فيه‬ ‫حلما‬ ‫ ليكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مكان‪.‬‬

‫�أتعرف �أن لوجودك بحياتي طعم وحالوة‬ ‫ال�سكر‪ ..‬و�أنك قطعة �شوكوال لذيذة‬ ‫تذوب داخل روحي ببطء‪ ،‬فتمنحني‬ ‫ن�شوةً‪ ،‬يقفز ا�ستيعابها فوق م�ستوى‬ ‫خيايل‪.‬‬

‫تكرث القلوب وتتعدد امل�شاعر حولنا‪...‬‬ ‫دائم عن قلب‬ ‫ولكننا نبقى يف‬ ‫ٍ‬ ‫بحث ٍ‬ ‫خمتلف وم�شاعر �أ�صدق‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ ذلك هو ما نحتاجه بقوة‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تغاريد‬ ‫حب ُخدعنا‬ ‫نع�ض �أ�صابع الندم على ٍ‬ ‫قد ّ‬ ‫�سنقبل الأ�صابع‬ ‫يو ًما بنفاقه‪ ..‬ولكننا‬ ‫ّ‬ ‫نف�سها عند ن�سيانه‪.‬‬ ‫احلب ينرث على �أيامنا بلورات �سكر بطعم‬ ‫ٌ‬ ‫مذاق خمتلف‪،‬‬ ‫الفرح‪ ،‬في�صبح للحياة‬ ‫وللأوقات لذة مركزة‪.‬‬

‫للحب لغة واحدة‪ ..‬ولكن‪ٌّ ..‬‬ ‫كل منا‬ ‫يتحدثها بلهجة خمتلفة‪.‬‬

‫باحلب‪ ..‬حتل كل م�شاكلنا‪ ،‬حتى و�إن‬ ‫كانت ب�سبب‪ ..‬احلب‪.‬‬

‫احلبيب احلقيقي هو من مي�سك يدك بقوة‬ ‫وحيدا»‪.‬‬ ‫عندما تقول له‪�« :‬أريد �أن �أبقى‬ ‫ً‬ ‫‪22‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫«�سئل حكيم‪ :‬كيف تعرف من يحبك؟‬ ‫فقال‪ :‬من يحمل همي‪ ،‬وي�س�أل عني‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫ميل مني‪ ،‬ويغفر زلّتي‪ ،‬ويذكرين بربي‪..‬‬ ‫هو من يحبني»‪.‬‬ ‫�إن ع�شق الرجل روح املر�أة؛ فلن يكون يف‬ ‫قلبه مكانٌ ي�سع �أكرث من �أنثى واحدة‪� ،‬أما‬ ‫�إن ع�شق جمالها فلن تكفيه ن�ساء الدنيا‪.‬‬

‫احلب وت�أججه يف خالف دائم مع العقل‬ ‫وقوانينه‪.‬‬ ‫ُيحكى عن احلب �أنه متمرد على قوانني‬ ‫خا�ضع لأوامر القلب ‪ ..‬وحتت‬ ‫العقل ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫رهن توجيهات ال�شوق‪.‬‬ ‫ُيحكى عن احلب �أن لغة املالمح فيه �أبلغ‬ ‫من ثرثرة الكالم‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫تغاريد‬ ‫ُيحكى عن احلب �أنه‪ :‬طم�أنينة قلب‪..‬‬ ‫وارتواء روح ‪ ..‬و�صخب م�شاعر‪.‬‬

‫ُيحكى عن احلب �أنه مدينة ممتلئة بلهب‬ ‫امل�شاعر‪ ،‬و�أنه يهجر القلب �إذا فُقدت‬ ‫الثقة‪.‬‬

‫ُيحكى عن احلب �أننا ن�ستلذ فيه جمافاة‬ ‫حبا‪..‬‬ ‫النوم فنغفو ً‬ ‫تعزف �شهيتنا عن الطعام‪ ..‬فنقتات ع�شقًا‪..‬‬ ‫مع ذلك �إك�سري احلب مينحنا حيوي ًة‬ ‫ون�ضارته تك�سونا جمالاً ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫من منا ال يبحث عن احلب ويتمنى �أن‬ ‫يعي�ش بلذته وجنونه و�صخبه‪ ..‬‏ولكن‬ ‫احلب ال ُين�صى‪ ..‬هو م�شاعر ت�أتينا يف‬ ‫غفلة من رقابة العقل‪ ..‬تو�صد �أبواب‬ ‫القلب املرتقبة‪� ..‬إال عن‪ ..‬من تخطى‬ ‫حاجز احلذر والم�س �شغاف القلب‪.‬‬

‫كيف تعرف �أنك وقعت باحلب عندما‬ ‫تع�شق �سكون الليل‪ ..‬تناجي النجوم‪..‬‬ ‫وت�صنع منها طريقًا ي�أخذك �إلى خد‬ ‫القمر‪ ..‬لرت�سم عليه مالمح حلم و�أماين‬ ‫ع�شق‪.‬‬

‫تعرف �أنك وقعت باحلب �إذا �أ�شبعتك‬ ‫كلمة‪ ،‬وروتك نظرة‪ ،‬وعافت نف�سك‬ ‫لذيذ الزاد‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫تغاريد‬ ‫تعرف �أنك وقعت باحلب �إذا تلذذت‬ ‫ال�سهر‪..‬‬ ‫ تناجي طيفًا يف �سحر‪..‬‬ ‫ تغازل ال�سكون‪..‬‬ ‫ و ُتق َِّبل خيال ال�صور‪.‬‬

‫�أحمل لك م�شاعر �أكرب من احلب‪..‬‬ ‫ وفوق الع�شق‪..‬‬ ‫ �أنت �سقف كفايتي الذي �أغناين عن كل‬ ‫�أحد‪.‬‬

‫احلب �إدمان‪..‬‬ ‫ ونحن نع�شق �إدمان القلوب وال نرجو منه �شفاء‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫آهات من وجع‪..‬‬ ‫حلكايا �سفرك ‪-‬معي‪ٌ � -‬‬ ‫ت�س�ألني‪:‬‬ ‫ماذا ينتظر م�سا� ِؤك يف غيابي؟‬ ‫�أجيبك‪:‬‬ ‫ينتظرين �أنت‪..‬‬ ‫طيفك �سيطرق باب غرفتي‪..‬‬ ‫�س�أفتح لك و�أنا بكامل �أناقة اللهفة‪..‬‬ ‫حلم �أن�سى فيه‬ ‫و�ستكون �سهرتي معك من ٍ‬ ‫�أمل الفقدان‪.‬‬ ‫أحبه يعني �أن تن�صهر روحي مع روحه‬ ‫� ّ‬ ‫يف بوتقة ع�شقٍ متزج �آراءنا‪� ..‬أفكارنا‪..‬‬ ‫روحا‬ ‫م�شاعرنا‪ ..‬واهتماماتنا‪ ..‬لنكون‬ ‫ً‬ ‫واحدة �سكنت ج�سدين‪.‬‬

‫قال لها يف عتمة الليل‪:‬‬ ‫قمر �ساطع‪..‬‬ ‫ طيفك ٌ‬ ‫وحيدا ينري‬ ‫قمرا‬ ‫ً‬ ‫ قالت له‪� :‬أمنيتي �أن �أكون ً‬ ‫�سماء حياتك ‪�-‬أنت فقط ‪.-‬‬ ‫‪27‬‬


‫تغاريد‬ ‫ي�صهرنا الغياب على جمر ال�شوق �إن‬ ‫غاب حبيب‪..‬‬ ‫ ويراق�صنا على حلن الفرح �إن كان فراقًا ملن‬ ‫حبيبا‪.-‬‬‫ح�سبناه‬ ‫ً‬ ‫يف ال�شبكة العنكبوتية‪ ..‬كل رجال‬ ‫جمتمعي قي�س بن امللوح‪ ..‬ميطتون �صهوة‬ ‫الكلمة ويذيبون �أحرف الع�شق عذوبة‪..‬‬ ‫ويف عامل الواقع‪� ..‬أغلبهم‪ ..‬جاهلون‪.‬‬ ‫قوة احلب �أن �أكون على يقني‪� ..‬أنني‬ ‫�رشقت �أو‬ ‫يف قلبك ال �رشيك يل‪ ..‬مهما ّ‬ ‫غربت!! املع�ضلة �أن تعود يل وال جتدين!!‬ ‫ّ‬ ‫قوة احلب �أن نع�شق يف بع�ضنا العيوب قبل‬ ‫بروح كلها‬ ‫املزايا‪ ..‬و�أن ن�سرت ما ُك�شف‬ ‫ٍ‬ ‫بيا�ض‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫مقد�سا‪،‬‬ ‫قوة احلب �أن تكون الكرامة ميثاقًا‬ ‫ً‬ ‫ال ميكن �أن ُينق�ض مهما ا�شتدت حمى‬ ‫اخلالف‪.‬‬

‫قوة احلب �أن يكون الو�صول �إلى القلب‬ ‫ٌ‬ ‫فمكمل‪ ..‬ي�ستقيم �أمر‬ ‫غاية‪� ..‬أما اجل�سد‪..‬‬ ‫احلب بدونه‪ ..‬ورفاهي ٌة يجب �أال ت�شغلنا‬ ‫عن الو�صول �إلى الهدف‪.‬‬

‫قوة احلب �أن تعاندك الظروف‪ ..‬ويح ّثك‬ ‫عقلك على الرحيل‪ ..‬ويبقى القلب ال‬ ‫ي�سمع‪ ..‬ال يرى‪ ..‬وال يتكلم �إال ب�أمر‬ ‫احلب‪.‬‬

‫�سمعته يغني‪« :‬ليلة لو باقي ليلة»‪ ..‬رحلت‬ ‫بعيدا وقلت‪« :‬ليتني مل �أحلم بتلك الليلة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪29‬‬


‫تغاريد‬ ‫بع�ض الكلمات ت�أتي حممومة باحلب‪..‬‬ ‫فتهذي حنا ًنا واهتما ًما وول ًها‪..‬‬ ‫ عندما نحب ت�صاب عباراتنا بحمى‬ ‫الع�شق‪ ،‬فت�صيبنا ه�سترييا الفرح وال�سعادة‪.‬‬

‫على حبك �أ�صبح‪ ..‬وعلى ع�شقك �أم�سي‬ ‫ حبيبي‪..‬‬ ‫ �أ�ستودعك بعد اهلل قلبي وحبي‪..‬‬ ‫ ف�أنت من ال تُخذل عنده امل�شاعر‪.‬‬

‫ال�رس واخلفاء يف احلب ن�شوته كن�شوة‬ ‫اخلمر املحرمة‪..‬‬ ‫ ما دمت يف �سكر؛ ف�أنت يف ملكوت‬ ‫احلب تنهل من لذائذ الن�شوة‪..‬‬ ‫ ومتى ما �أفقت وجدت نف�سك هاويًا �إلى‬ ‫قاع جحيم الندم وت�أنيب ال�ضمري‪..‬‬

‫‪30‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أرت�شف �أنوثتي املتوقدة‪..‬‬ ‫ �أ�ستن�شق رحيق احلب من تفا�صيلي‪..‬‬ ‫ و�أن�صهر معي‪..‬‬ ‫ ثم �أ�سكبني يف زجاجة ع�شقٍ جمنونة لذتها‬ ‫�سكر للهائمني‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫متى ما كانت جذور احلب را�سخةً‪..‬‬ ‫ ف�أهلاً بجنون الع�شق وفنونه‪.‬‬

‫أبدا مع حب‬ ‫العقل برزانته ال يجتمع � ً‬ ‫مت�أجج‪.‬‬

‫عندما يكون �أقرب النا�س �إليك �أبعدهم‬ ‫لفهم احتياجاتك‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�صل �صالة امليت على م�شاعر كنت‬ ‫ ‬ ‫تك ّنها له‪ ..‬لفظت �أنفا�سها الأخرية حتت‬ ‫�أقدام جتاهله‪..‬‬ ‫‪31‬‬


‫تغاريد‬ ‫يف جمتمعي ‪ ..‬نحن نعرف احلب كا�سم‪..‬‬ ‫ منار�سه كت�سلية‪..‬‬ ‫ نحتاجه لإ�شباع غريزة‪..‬‬ ‫حب ال ي�صل �إلى عمق املعنى‬ ‫ لذلك هو ٌ‬ ‫ال�سامي‪ ..‬للحب‪..‬‬

‫الأنانية يف احلب‪..‬‬ ‫ �أن ي�ضعها �أمام خيار واحد ال ثاين له‪..‬‬ ‫ �أن تعطيه ما يحب‪ ..‬ومتنحه ما يريحه‪..‬‬ ‫ يف الوقت الذي ي�سلبها ما حتب‪ ،‬وي�رسق‬ ‫منها راحة بالها و�أمانها الذي حتتاج �إليه‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف احلب يخطئ من يتوقع تقبل الطرف‬ ‫نا�سيا �أو‬ ‫الآخر ٍ‬ ‫ملنهج �آمن به هو يف ع�شقه‪ً ،‬‬ ‫متنا�سيا �أن للآخر مذهب ًا خمتلف ًا خا�ص ًا به‪..‬‬ ‫ً‬ ‫كونت �أحا�سي�سه‬ ‫ يتبع خفقات قلبه التي ّ‬ ‫من �أحالم ع�شقٍ �آمن بها‪..‬‬ ‫ احلل‪..‬‬ ‫ اتباع منهج جديد يتفق الطرفان على‬ ‫ٍّ‬ ‫لكل منهما‬ ‫حقوقه وواجباته‪ ،‬ي�ضمن‬ ‫القناعة والر�ضا‪..‬‬

‫حلظات ترت�شف فيها �أذناي احلب‬ ‫�أع�شق‬ ‫ٍ‬ ‫م�سكو ًبا من �شفتيك‪..‬‬ ‫كلماتك تذيب بلورات الع�شق يف روحي‪..‬‬ ‫�أرت�شف لذتك‪ ..‬و�أ�سكر ول ًها‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫تغاريد‬ ‫احلب حياة‪..‬‬ ‫�أمل‪..‬‬ ‫طاقة �إيجابية‪..‬‬ ‫�سعادة وطم�أنينة‪..‬‬ ‫ودنيا من م�شاعر ترتقي بنا لنعانق ال�سحاب‪.‬‬ ‫يف احلب‪� ..‬أهم �شيء الثقة التي متلأ القلب‬ ‫طم�أنينة‪..‬‬ ‫حب البد منها‬ ‫�أي �شيء بعدها بهارات ٍ‬ ‫لزيادة لذة النكهة‪.‬‬ ‫هل احلب موجود‪� ،‬أم �أنه خرافة ن�سجتها‬ ‫�أحالمنا من خيوط حاجاتنا له ولهفتنا‬ ‫عليه؟‬ ‫خفقات القلب الأولى ال تلبث �أن تتبخر‪،‬‬ ‫ندم‪،‬‬ ‫ثم تهطل علينا �سحائبها دموع ٍ‬ ‫يذكرنا �أن فار�س احلكاية كان من �سكر‬ ‫ذاب مع اختبارت الزمن‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫كربنا واكت�شفنا �أن خفقات القلب الأولى‬ ‫كانت برعونة مراهقتنا‪ ..‬طائ�شة‪..‬‬ ‫مندفعة‪..‬متمردة‪ ..‬ال ت�صغي لأحد‪..‬‬ ‫ه�شا‬ ‫أ�سا�سا ًّ‬ ‫نكرب ونكت�شف �أنها كانت � ً‬ ‫لبناء حياة �سليمة‪.‬‬ ‫قلب متلهف‬ ‫احلب الأول ي�أتي من اندفاع ٍ‬ ‫وعقل مل يكتمل بعد‪ ..‬لذلك‪ ..‬هو حب‬ ‫ٍ‬ ‫جرميته جرح عذرية براءة اخلفقة الأولى‬ ‫وك�رس طفولة القلب‪.‬‬ ‫احلب الزائد كالناق�ص‪ ..‬والو�سط ي�ضمن‬ ‫لنا ال�سالمة عند اخلذالن‪.‬‬ ‫�أ�صعب عذابات احلب عندما تجُ رح‬ ‫امل�شاعر ويتدفق الإح�سا�س نازفًا‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك يكون احلزن �أب�سط و�سائل الدفاع‬ ‫عن النف�س‪ ،‬ولكنه ي�أبى �إال �أن يكون‬ ‫م�ستحيلاً !‬ ‫‪35‬‬


‫تغاريد‬ ‫يبهرنا احلب على �أوراق الكتب‪..‬‬ ‫وتده�شنا عذوبة و�صفه يف املنتديات‬ ‫والتغريدات‪ ..‬ولكن‪ ..‬ي�صدمنا واقعنا‬ ‫بزيفه فنكره كذبه‪.‬‬ ‫جرمية احلب �أن تكون م�شاعر الأنثى لعبة‬ ‫(للت�سلية) بيد من يجهل خطر اللعب‬ ‫بامل�شاعر‪.‬‬

‫كلمات‬ ‫جرمية احلب �أن تعتقد �أن احلب‬ ‫ٍ‬ ‫من دالل �أو �أفعالٍ مع جفاف ‪ ..‬احلب‪..‬‬ ‫بع�ض من هذا ‪ ..‬و�شي ٌء من ذاك‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫من جرائم الع�شق‪� ..‬أن يخذلنا حب؛‬ ‫فنغلق �أبواب القلب بوجه حب جديد قد‬ ‫تكون فيه احلياة‪.‬‬ ‫جروح الع�شق ال�سطحية ن�شوة للعا�شقني‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�صدمة احلب الأول حتيط قلب الأنثى‬ ‫منيع ال يفتح �أبوابه لأي ‪-‬عابث‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫بح�صن ٍ‬ ‫‪�..‬أو قا�صد ‪� -‬رسير‪.‬‬

‫عالقتي بك انتهت مع �آخر قطرة كرامة‬ ‫�أرقتها حتت قدميك و�أنا �أرجوك لرتحم!‬

‫�أكرث الأ�شياء وج ًعا �أن ي�رسق منك ما ال‬ ‫ميكن �أن ُيعو�ض ك�أحلى �سنوات العمر‪.‬‬ ‫تبتل خ�صالت �شعري‪ ..‬وتفوح حكايات‬ ‫ع�شق وهجر ال غالب بينهما! ت�سقط‬ ‫قطرات تتحدث عن �أنثى غادرها‬ ‫منها‬ ‫ٌ‬ ‫حلم وفاز بها م�ستحيل‪.‎‬‬ ‫ٌ‬ ‫ر�صيد‬ ‫جمال املر�أة �ضعف مامل يعادله‬ ‫ٌ‬ ‫�ضخم من عقل وثقافة والتزام‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫تغاريد‬ ‫بني املر�أة والورد عالقة ع�شق �أزلية‪..‬‬ ‫وكلمات غزل �رسية‪.‬‬ ‫حياء الأنثى هو �أعلى مراتب اجلمال‪..‬‬ ‫وذروة �سنام الأنوثة‪.‬‬

‫جمال الأنثى �إغراء‪� ..‬أما حيا�ؤها ف�أنوثة‬ ‫ت َّلب�سها جمال‪.‬‬ ‫عندما �أكون جميلة �أ�ستمتع بنظرات من‬ ‫حويل‪ ،‬و�أعود منهم و�أنا �أجمل‪.‬‬

‫كلما زاد جمال املر�أة ال�رشيفة؛ زاد حر�صها‬ ‫على فر�ض حماية �أخالقية حوله‪ ..‬حتميه‬ ‫من كل متطفل �أو ل�ص تخ�ص�ص ب�رسقة‬ ‫جمال الإناث‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تحُ �سد الأنثى جلمالها‪ ..‬ليتهم يعلمون‬ ‫�أن اجلمال نقمة تعادل النعمة‪ ..‬ح�سن‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫املالمح يحرمها من �أمور عادية ً‬ ‫ولكن‪ ..‬حتا�سب عليها اجلميلة‪ ..‬بجرم‬ ‫جمالها‪.‬‬

‫جمال املر�أة‪ ..‬ال يعني �أن �أخالقها‬ ‫حماطة ب�سور ق�صري مت�صدع‪ ..‬ي�سهل‬ ‫ت�سلقه بغر�ض نيل لذة اال�ستمتاع بفتنتها‬ ‫واالرتواء من ينابيع جمالها‪.‬‬

‫عزيزي الرجل‪ ..‬تغزلك بجمال امر�أة‬ ‫واثقة من جمالها‪ ..‬هو �أطول الطرق‬ ‫للو�صول �إلى قلبها‪ ..‬ن�صيحة‪� ..‬أثبت لها‬ ‫ٌ‬ ‫رجل ت�ستحق‪ ..‬ثم‪ ..‬تغ ّزل بعقلها‪..‬‬ ‫�أنك‬ ‫أخريا جمالها‪ ..‬لت�صل‬ ‫و�شخ�صيتها‪ ..‬و� ً‬ ‫�أ�رسع‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫تغاريد‬ ‫غالبا ‪ ..‬يكرث الرجال حول �أنثى جميلة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ثرية‪ ..‬متعلمة‪ٌّ ..‬‬ ‫كل يقدم ميزاته لينال‬ ‫القبول‪ ..‬وتقع هي يف حرية‪� ..‬أيهم‬ ‫الأ�صدق‪ ..‬ومن منهم ي�ستحق؟!‬ ‫بعيني كل �أنثى حتذير م�شفر ال يقر�أه �إال‬ ‫ٌ‬ ‫رجل ع�شقته‪ ..‬يقول حتذيرها‪ :‬غريتي‬ ‫خطرة‪� ..‬آثارها قد تهدم �رصوح الهوى‪..‬‬ ‫�أن�صحك باالبتعاد عنها‪.‬‬ ‫غرية املر�أة بركان خامد‪ ..‬متى ثار �ألقى‬ ‫بحممه وحرق كل �شيء‪.‬‬ ‫يف قلب كل �أنثى غرية خمب�أة‪� ..‬صمام‬ ‫�أمانها تتحكم فيه ت�رصفات الرجل‪.‬‬

‫تهذي املر�أة بغرية جمنونة‪ ..‬عندما متتطي‬ ‫قمة �سنام الع�شق‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫الغرية عند املر�أه فطرة‪ ..‬من ال تغار ال‬ ‫حتب ب�صدق‪.‬‬ ‫الرحمة‪..‬‬ ‫ رف�ضك لتو�سالتي نحر حبي لك من‬ ‫الوريد للوريد‪..‬‬ ‫ �أرقت لهفة الع�شق‪ ،‬ومل يبق لك يف قلبي‬ ‫�إال المباالة �أخ�شى �أن تتحول يو ًما لكر ٍه‬ ‫بعمق جرحك وعبثك بغريتي‪..‬‬ ‫قد ي�أتي الر�ضا ً‬ ‫مبوكب من حب‪..‬‬ ‫حماطا‬ ‫ٍ‬ ‫ف�أغفر حماول ًة �أن �أتنا�سى نار غري ٍة �أحرقتني‬ ‫بها‪ ..‬ولكن‪ ..‬مهما حاولت مداواتي تبق‬ ‫آثار ال تمُ حى‪.‬‬ ‫لبع�ض احلروق � ٌ‬ ‫عندما �أوج�س يف نف�سي خيف ًة من امر�أة �أرى‬ ‫�أنها تن�صب �شباكها حولك‪ ،‬فال تعار�ضني؛‬ ‫لأنني عا�شقة ماهرة يف ك�شف �سرت نوايا‬ ‫قناعا لت�صل �إليك‪.‬‬ ‫�أنثى ارتدت الدمع ً‬ ‫‪41‬‬


‫تغاريد‬ ‫�سمعنا عن قهرالرجال وا�ستعذنا باهلل منه‪..‬‬ ‫�أما قهر الن�ساء‪ ،‬فهو �أن ترى تو�أم روحها‬ ‫يغر�س يف قلبها خناجر غرية متتابعة‪ ،‬ومن‬ ‫دمائها النازفة يداوي غريها من الن�ساء‪.‬‬

‫تع�شق املر�أة حد الإدمان‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫ي�شوه مع�شوقها �شموخ كرامتها‪ ،‬ويجرح‬ ‫كربيائها لل�سبب نف�سه كل مرة‪ ،‬ف�إن ما‬ ‫عالجا فعالاً لذلك‬ ‫ينزف منهما يكون‬ ‫ً‬ ‫الإدمان‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫رجل غرية امر�أة ت�رشبت‬ ‫عندما ي�ستفز‬ ‫ع�شقه‪ ،‬ثم يطلب منها الثقة ب�إخال�صه؛‬ ‫مت�شف ًعا بحبه لها هو بذلك يخنق ع�شقها‬ ‫بغريتها‪ ،‬ولن يلبث حبها �أن يلفظ �أنفا�سه‬ ‫الأخرية‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫جرمية احلب �أن يحيط الرجل نف�سه‬ ‫بع�رشات من الن�ساء‪ ..‬يتغزل بهذه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويجامل تلك‪ ..‬ثم يطلب ممن يحب �أن‬ ‫تثق به وتئد �شعور الغرية الذي فُطرت عليه‬ ‫الإناث‪.‬‬

‫عزيزي الرجل عندما تتوقع من �أنثاك‬ ‫ثورة غ�ضب وتفاج�أ بال�سكوت فال‬ ‫تفرح‪ ..‬لأن‪� ..‬صمت الأنثى العا�شقة‬ ‫حاجز يحجب �صخب العتب و�رصخة �آه‬ ‫اخلذالن‪.‬‬

‫�أغار عليك حتى من ف�ستاين عندما‬ ‫يبهرك وي�رسق ده�شة نظراتك عن مالمح‬ ‫وجهي‪� ..‬أغار من كلمات غزل تخرج‬ ‫من �شفتيك لقطعة قما�ش �أردت بها �أن‬ ‫�أ�رسق �إعجابك �أكرث‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أغار عليك حتى من مقود �سيارتك‪ ..‬يثري‬ ‫غ�ضبي دفء احت�ضانك له‪ ..‬يف وقت‬ ‫تتجمد فية يداي و�أنا يف �شوق فقد �صربه‬ ‫انتظاراً حلرارة كفيك‪.‬‬

‫متعة املر�أة احلقيقية �أن ت�شعر بان�سكاب‬ ‫في�ض داللها على م�شاعر رجل �أدمنت‬ ‫ع�شقه‪ ..‬تتفقد عالمات جودة فتنتها‬ ‫بعينيه لتعي�ش ال�سعادة حد الغرق‪.‬‬

‫من الغباء �أن تعتمد املر�أة على ر�صيد زائل‬ ‫من جمال باذخ‪ ..‬فاجلمال ثروة تتناق�ص‬ ‫مع الزمن بعك�س العقل الذي يتنامى مع‬ ‫مررور ال�سنني‪.‬‬ ‫�شوهت ب�ضعفها‬ ‫ال عزاء ل�سيدة‬ ‫ّ‬ ‫وا�ست�سالمها مالمح �أنوثة ميزها اهلل بها‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أ�شفق على كل امر�أة �سكبت على نف�سها‬ ‫وقو ًدا من م�س�ؤولية‪ ،‬ف�أحرقت روح الأنثى‬ ‫فيها‪� ..‬أت�أمل و�أنا �أرى رماد �أنوثتها يتطاير‬ ‫مع كل عا�صفة التزامات هوجاء‪.‬‬ ‫بع�ض الن�ساء تكون �أنثى �إلى �أن ت�أتي‬ ‫ال�صدمة الأولى فت�شوه معامل �أنوثتها‬ ‫وحتولها �إلى �شبه رجل‪.‬‬ ‫فيهن‬ ‫ وبع�ضهن‪ ..‬عنف ال�صدمة يفجر‬ ‫َّ‬ ‫مناجم �أنوثة وال �أجمل!!‬ ‫تتحمل املر�أة احلياة دون رجل‪ ..‬بل‬ ‫�أحيا ًنا تزين حياتها دونه! ولكن حياتها ال‬ ‫ت�ستقيم بدون �صداقة‪.‬‬

‫يخطىء الرجل �إذا اعتقد �أنه ملك قلب‬ ‫امر�أة‪ ..‬قلب املراة نب�ضه جتاوز الرجل‬ ‫الأحمق‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫تغاريد‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫برجل يحتويها‪..‬‬ ‫كل امر�أة حتلم‬ ‫ٍ‬ ‫ك�أب يخاف عليها‪..‬‬ ‫ك�أخ يثق بها‪ ،‬ك�صديق يحتاجها‪..‬‬ ‫ك�أم يحرتمها‪..‬‬ ‫كطفلة يدللها‪..‬‬ ‫ك�أنثى ي�شتاقها‪..‬‬ ‫كحبيب �أ�ضناه الوله‪..‬‬ ‫وكزوج يتحمل م�س�ؤوليتها‪.‬‬ ‫عندما جتد الأنثى رجلاً يقر�أ �أعماقها‪،‬‬ ‫ل �إح�سا�سها‪ ،‬ويع�شقها ب�صدق فر�سان‬ ‫ومي أ‬ ‫احلكايات القدمية؛ ف�إنها تكون له �أمرية‬ ‫�أ�ساطري‪ ،‬وب�سحر الأنثى جتعله �شهريار‬ ‫زمانه‪.‬‬ ‫بع�ضا من مالمح‬ ‫عندما ت�رسق مني ظرويف ً‬ ‫�شخ�صيتي �أفقد الإح�سا�س باحلرية‪ ،‬و�أ�شعر‬ ‫مكبلة بالظروف‪ ..‬عندها �أعلن‬ ‫�أين �أ�سرية ّ‬ ‫ثورتي وع�صياين على �ضعفي‪ ..‬و�أحترر‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫الأنثى كلما كربت؛ ن�ضجت �أنوثتها‪..‬‬ ‫والرجل كلما كرب؛ ظهر امل�سكوت عنه‪.‬‬

‫فحتما‬ ‫عندما يحرتم الرجل �أنوثة املر�أة؛‬ ‫ً‬ ‫�ستحرتم هي رجولته‪.‬‬

‫الأنثى تعاتب بقوة؛ لأنها تع�شق ب�صدق‪..‬‬ ‫هي تق�سو عليك بعتابها؛ لأنها تهتم بك‪..‬‬ ‫لذلك احذر �صمتها؛ لأنه بداية م�شوار‬ ‫الرحيل‪.‬‬

‫عندما يقل عتب امر�أتك لك‪ ،‬فاعلم �أنك‬ ‫بد�أت تخ�رسها‪ ،‬و�سي�صعب عليك ك�سب‬ ‫اهتمامها من جديد‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫تغاريد‬ ‫اً‬ ‫رجل فر�شت له ب�ساط‬ ‫�إذا �أحبت املر�أة‬ ‫جرته على‬ ‫العز والرفعة‪ ..‬و�إن كرهته ّ‬ ‫�أ�شواك الذل واملهانة‪.‬‬ ‫�إذا �أحبت املر�أة قدمت ملن �أحبت‬ ‫احلب‪ -‬بكرم حامت‪ ..‬و�إن ُخذلت‪..‬‬‫ك�شح املاء يف �صحراء‬ ‫�شحت بعواطفها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن�سيها املطر‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪48‬‬

‫م�سكينة هي الأنثى‪..‬‬ ‫يف غفلة من لهفة احلب‪ ،‬يزحف الت�صحر‬ ‫�إلى ربيع قلب عا�شقها‪..‬‬ ‫تت�أمل وهي حتاول �أن حتيي جفاف الوله‬ ‫بغيمات من رجاء‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫يهطل �أمل قلبها بقوة‪..‬‬ ‫ولكن‪..‬‬ ‫للأ�سف غزارة رجائها ت�صب على �صحراء‬ ‫قلب مات ربيعه‪ ..‬ميوت احلب‪ ..‬وتذبل‬ ‫ٍ‬ ‫هي‪.‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف جمتمعنا‪ ..‬الأنثى ت�ستحق‪ ..‬ولكن‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫رجال يجزلون العطاء‪.‬‬ ‫قل‬ ‫ٌ‬ ‫رجل ظامل‪..‬‬ ‫وراء كل امر�أة حزينة‬ ‫ا�ستودعها ربها و�أهلها �إياه‪ ..‬فخان‬ ‫الأمانة‪ ..‬واغتال الفرح‪.‬‬ ‫الأنثى هي من ت�سقي احلب حد االرتواء‪..‬‬ ‫وت�رشبه بك� ٍأ�س من ظم�أ‪.‬‬

‫الأنثى هي من يهزمها احلب وخيباته‪..‬‬ ‫بالرغم من �أن القوة فيها قد ت�ؤهلها لتكون‬ ‫ند فر�سان‪.‬‬ ‫َّ‬

‫قالت يل‪« :‬ق�ص�صت �شعري لأجله»‪..‬‬ ‫�أترينه �سيطول الع�شق معه؟! نظرت �إليها‪..‬‬ ‫وتنهدت وقلت‪« :‬ليت قومي يعلمون»!!‬ ‫‪49‬‬


‫تغاريد‬ ‫قلب املر�أة به غرفة حمجوزة لرجل واحد‬ ‫فقط‪ ..‬ال ي�سكنها �آخر حتى يرحل منه‬ ‫ال�ساكن الأول‪ ..‬فهل يدرك الرجل معنى‬ ‫�أن تبقى تلك احلجرة حمجوز ًة له وحده‬ ‫ويقدر ذلك‪.‬‬ ‫تكره املر�أة يف الرجل‪ :‬الق�سوة‪ ..‬اخليانة‪..‬‬ ‫النفاق‪ ..‬الغرور‪ ..‬ال�سلبية‪ ..‬ال�صعود على‬ ‫�أكتاف املر�أة‪.‬‬

‫تكره املر�أة يف الرجل‪� :‬أن يكون رجلاً‬ ‫بج�سده ‪ -‬امر�أ ًة ب�أفعاله!‬

‫يف �أحالم اليقظة‪ ..‬نتوارى عن �أعني‬ ‫املتطفلني لنمار�س هرو ًبا من عقالنية‬ ‫الواقع وح�ساباته �إلى عبث اخليال وفو�ضى‬ ‫جنونه‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف حلظة جنون م�رسوقة من عبث الطفولة‬ ‫الآفل‪� ..‬أخرج خارج �أ�سوار داري‪..‬‬ ‫ �أغازل املطر‪.‬‬ ‫ج�سدا �أرهفه جفاف‬ ‫ �أغريه لريوي‬ ‫ً‬ ‫الروح‪..‬‬ ‫ ال �أهتم مبا ُيقال عني‪..‬‬ ‫ املهم �أن �أ�ضحك‪..‬‬ ‫ و�أنا �أ�ستجدي ماء ال�سماء ليخفف بن�شوته‬ ‫تركيز ذلك الوجع‪.‬‬ ‫�أع�شق غواية املطر لعقلي‪ ..‬قطراته‬ ‫تخدر خاليا تفكريي‪ ..‬توقظ الطفلة يف‬ ‫داخلي‪ ..‬وحتر�ضني على التمرد‪ ،‬وك�رس‬ ‫رتابة يومي‪ ،‬واال�ست�سالم جلنون بلذة تلك‬ ‫احلبات املت�ساقطة‪.‬‬ ‫يثري جنوين �صوت ت�ساقط املطر على‬ ‫الأ�شياء يغريني عزفها لأمار�س عبث‬ ‫الرق�ص على �سينفونيات املطر‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫تغاريد‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫�أع�شق عبري الأر�ض عندما ت�ستحم مباء‬ ‫املطر‪..‬‬ ‫ت�سقي ورد الأمل‪..‬‬ ‫تلك هي ترجمة‪ ..‬لغة املطر‪.‬‬ ‫تلك الرائحة ت�سقي بذور ال�سعادة يف‬ ‫نف�سي‪..‬‬ ‫وجتعلني �أتنف�س �أملاً ‪.‬‬

‫يت�ساقط املطر‪..‬‬ ‫ تغار منه �سحب ذاكرتي الباهتة‪..‬‬ ‫زخات‬ ‫ فتتجمع خياالتي غيو ًبا تت�ساقط‬ ‫ٍ‬ ‫من ذكريات‪.‬‬

‫يغريني ت�ساقط قوافل املطر‪ ..‬تقودين‬ ‫أقدم ج�سدي قربا ًنا ملاء ال�سماء‬ ‫اللهفة ل ّ‬ ‫�أ�ست�سلم للذة الغرق‪ ..‬و�أ�ضحك بن�شوة ال‬ ‫يفهمها �إال من ع�شق ل�ؤل�ؤ ال�سماء‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أع�شق الأحالم‪َ ..‬م ْ‬ ‫لك ُتها من داخلي‬ ‫م�ساحات �شا�سعة‪� ..‬أتفنن ببناء مدن من‬ ‫خيال‪� ..‬أع�شق امل�ستحيالت التي ت�سكن‬ ‫�أحالمي‪ ..‬و�أموت لو تبعرثت �أحالمي‬ ‫على �شواطئ واقعي‪.‬‬

‫الليلة لدي رغبة جمنونة لإحياء تلك الطفلة‬ ‫امل�شاغبة بي‪� ..‬أريد �أن �أم�سك �أقالمي‬ ‫امللونة‪ ،‬و�أر�سم لوح ًة جمنون ًة تعرب عن هذا‬ ‫الإح�سا�س الرائع الذي ي�سكنني‪.‬‬

‫نحتاج للهرب من �أنف�سنا وم�شاكلنا‬ ‫وقت لآخر‪ ..‬هروبنا‬ ‫وروتني حياتنا من ٍ‬ ‫وقت‬ ‫هو �صيانة للنف�س نحتاجها بني‬ ‫ٍ‬ ‫و�آخر‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫تغاريد‬ ‫نحن ننتحر ببطء عندما نعي�ش لغرينا �أكرث‬ ‫مما نعي�ش لأنف�سنا‪ ..‬تذوب �سنواتنا من‬ ‫حرارة العطاء؛ في�ضيع العمر دون �أخذ‪..‬‬ ‫«�إن لنف�سك عليك حق ًا؛ ف�أعط كل ذي‬ ‫حقٍ حقه»‪.‬‬ ‫لي�س �أجمل من �أن نكون نحن الأهم‪،‬‬ ‫وغرينا ي�أتي بعدنا بالأهمية‪ ،‬ولو لفرتة‬ ‫ق�صرية‪.‬‬ ‫بع�ض الكلمات عندما ن�سمعها ن�شعر‬ ‫بحالوتها‪ ،‬وك�أنها قطعة حلوى لذيذة‪،‬‬ ‫متدنا‬ ‫امت�صتها �أرواحنا‪ ..‬ت�سعدنا‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بالن�شاط واحليوية‪ ..‬وجتعل يومنا بطعم‬ ‫ال�سكر‪.‬‬ ‫�أحيا ًنا زحمة الكالم تعثرّ و�صول مرادنا‬ ‫ملن نحب‪ ..‬عندها يكون ال�صمت �أق�رص‬ ‫الطرق للو�صول �إلى �ضفاف الكرامة‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫نخطئ عندما نظن �أن خفقان القلب‬ ‫حتما‬ ‫توقف بعد �صدمة احلب الزائف‪ً ..‬‬ ‫حب‬ ‫النب�ض مل ميت‪ ،‬ولكنه تاه بح ًثا عن ٍ‬ ‫�سيجده يو ًما ما‪ ..‬وعندها �سيعود مب�شاعر‬ ‫�أجمل‪.‬‬

‫عندما تتم�سك ذاكرتنا بجثة عاطفة ماتت‬ ‫داخل قلوبنا‪ ،‬ف�إنها ت�سمم �صفات جميلة‬ ‫مازالت حية يف داخلنا‪ ،‬وال تلبث �أن‬ ‫تقتلها‪ ..‬وحدنا نتحمل م�س�ؤولية جرميتنا‬ ‫تلك‪.‬‬

‫يف زمن الزيف واملاديات الذي نعي�شه‬ ‫ونحن لدفء‬ ‫نتعط�ش للحب ال�صادق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قلوب نقية‪ ،‬تذيب ما جتمد من م�شاعرنا‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫تغاريد‬ ‫امللح عندما يذر على اجلرح النازف يحرق‬ ‫ولكنه يعالج‪ ..‬كذلك �أمل اخلذالن‪ ..‬يفطر‬ ‫القلب ولكنه يعالج النف�س من اال�ست�سالم‬ ‫وال�ضعف وال�صدمات‪.‬‬ ‫بع�ض الأرواح ي�ضعها اهلل يف طريقنا‬ ‫لرتمم القلب املمزق‪ ،‬وتلون ال�صور التي‬ ‫ُبهتت‪..‬تعيد لنا فرحنا امل�رسوق‪ ،‬في�سكننا‬ ‫أرواح قلوبنا لها فداء‪.‬‬ ‫الأمان‪..‬هي � ٌ‬ ‫ال �أحد يتغري من النقي�ض �إلى النقي�ض‬ ‫فج�أة‪ ..‬كل ما هنالك �أن بع�ض املواقف‬ ‫جتعلنا نرى بعني الواقع من حقائقهم ما‬ ‫كان م�سترتًا خلف عيون احلب‪.‬‬

‫تثبت وال تلت�صق �إال على‬ ‫«الأقنعة ال ّ‬ ‫مترغت بوحل النفاق»‪.‬‬ ‫الوجوه التي ّ‬ ‫‪56‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫«يطول االنتظار حتى ي�صبح غيا ًبا‪،‬‬ ‫وت�ضعف الذاكرة حتى ت�صري ن�سيا ًنا‪..‬‬ ‫لذلك ال داعي للقلق من عبث احلنني؛‬ ‫لأنه مع الوقت ي�صبح �شي ًئا ال ُيذكر»‪.‬‬ ‫نظلم امل�سافات ونتهمها �أنها تفرق بني‬ ‫نقيم‬ ‫قلوب الب�رش‪ ..‬ولكنها �أ�صدق اختبار ّ‬ ‫من خالله درجة تقارب القلوب وقدرتها‬ ‫على قهر امل�سافات‪.‬‬

‫كربنا واكت�شفنا �أن حب الأب هو �أنقى‬ ‫و�أ�صدق حب يف حياة الأنثى‪.‬‬

‫الثقة‪ ..‬و‪ ..‬احلب‪ ..‬كالهما فريو�س‬ ‫ي�صيب ب�صائرنا بعمى يحجب عنا و�ضوح‬ ‫الر�ؤى‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أ�صدق احلب‪ ..‬الذي يطلق حمامة‬ ‫�سالم بي�ضاء عند االنف�صال‪ ..‬وفا ًء لع�شق‬ ‫كان‪ -‬واحرتا ًما لع�رشة ال تهون �إال على‬‫منافق ت�ص ّنع احلب ومل ي�صدقه‪.‬‬ ‫�أكرث الأ�شياء وج ًعا �أن تكت�شف ‪-‬بعد‬ ‫حنيٍ من الدهر‪� -‬أنك وثقت مبن مل يكن‬ ‫لئيما كنت من‬ ‫�أهلاً للثقة‪ ..‬و�أنك �أكرمت ً‬ ‫معزتك له تظنه كرميًا‪.‬‬

‫مر�آتي هي �صديقتي حتفظ �إجنازاتي‬ ‫وخيباتي‪� ..‬أحبها �إذا عاندتني وقالت يل‪:‬‬ ‫ل�ست �أنت! ال �أريد �أن يروك هكذا‪..‬‬ ‫ال ِ‬

‫عندما يتكرر عتابنا ملن نحب وي�رص هو‬ ‫على الفعل ‪ ..‬يتحول العتب من حب و‬ ‫ ع�شم ‪� -‬إلى ذلٍ ال تر�ضاه النف�س ال ّأبية‪.‬‬‫‪58‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫بع�ض الكلمات تُ�صنع لنا من قطن ال�سماء‬ ‫متك�أً‪ ..‬ن�صعد �إليه عرب �سلم من غرور‪..‬‬ ‫نتو�سد غيوم الن�شوة‪ ..‬ونفرح‪.‬‬ ‫هل ال�صمت قوة �أمام اخلاذل‪� ،‬أم هو‬ ‫�ضعف يجر �إلى مزيدٍ من اخلذالن؟‬ ‫ٌ‬ ‫تفرق بني �أنثى ورجل‪..‬‬ ‫ال�صمت لغة قا�سية ال ّ‬ ‫ن�ستخدمها عندما ن�صل �إلى �أعمق مناطق‬ ‫اخلذالن‪..‬‬ ‫علمني احلب �أال �أثق مبن �أحببت و�أ�سلمه‬ ‫قلبي كاملاً �إال بعد �أن �أخ�ضعه الختبارات‬ ‫ت�ضمن يل �أنه ي�ستحق هذا القلب الذي‬ ‫ينب�ض باحلب‪.‬‬ ‫قمة احلزن �أن تتميز يف زمن يت�شابه فيه‬ ‫الب�رش‪ ..‬تعرف‪ ..‬ويعرفون‪� ..‬أنك ت�ستحق‬ ‫الأف�ضل‪ ..‬ولكن‪ ..‬حظك العاثر يقف‬ ‫لك باملر�صاد‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫تغاريد‬ ‫يف عالقتنا مع اهلل‪�( :‬إمنا الأعمال بالنيات‪..‬‬ ‫امرئ ما نوى)‬ ‫ولكل ٍ‬ ‫لأنه �سبحانه �إله‪ ..‬وحده القادر على قراءة‬ ‫ال�رسائر‪..‬‬ ‫�أما مع الب�رش‪..‬‬ ‫فالأعمال بالأفعال‪ ..‬ويحا�سب املرء على‬ ‫ما فعل‪..‬‬ ‫فالنيات حمجوبة على �أعني اخللق؛ لذلك‬ ‫فدوام الأفعال هو املقيا�س لبيا�ض النوايا �أو‬ ‫�سوادها‪..‬‬

‫عندنا خط�أ الرجل‪« ..‬نزوة» ميحوها‬ ‫الزمن كما متحى خرب�شاتنا على �شاطئ‬ ‫ن�شط الأمواج‪..‬‬ ‫ �أما املر�أة فخط�ؤها «خطيئة»‪ ..‬تحُ فر‬ ‫تفا�صيلها على �صخر ثابت مهما طال‬ ‫الزمن‪.‬‬

‫‪60‬‬


@taghreed_i_t

61


‫تغاريد‬

‫‪62‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫أزمنة وأماكن‬

‫‪63‬‬


‫تغاريد‬ ‫ما �أرق ن�سمات البكور الأولى!! تداعب‬ ‫هدوءنا‪ ،‬وتر�سم ابت�سامة عذبة على ثغر‬ ‫ال�صباح‪.‬‬ ‫}وال�صبح �إذا تنف�س{‪ ...‬ي�ستن�شق‬ ‫ال�صباح �أحالمنا املحفوظة يف �صدر‬ ‫الأمنيات‪ ..‬ويزفرها واق ًعا يتحقق ب�إذن‬ ‫رب العباد‪.‬‬ ‫هدايا ال�صباح املعنوية هي ر�سائل من اهلل‬ ‫تخربنا �أن هنالك قلو ًبا ت�شعر بنا‪ ..‬تفرح‬ ‫لفرحنا‪ ..‬وتتعب حلزننا‪ ..‬هي دوا ٌء ي�ساعد‬ ‫على �شفاء �أمل احلزن‪.‬‬ ‫لي�س �أجمل من �أ�شعة �شم�س خجلى تت�سلل‬ ‫طرزت لوحة ال�سماء‪،‬‬ ‫من بني غيوم‪ّ ،‬‬ ‫لت�سقط على �أر�صفة ال�شوارع‪ ،‬وتعاند‬ ‫�ستائر الغرف املن�سدلة‪ ،‬لتغمرنا بدفئها‬ ‫معلن ًة والدة ال�صباح‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫‏ رغم �أنف �سماكة ال�ستائر امل�سدلة‪ ..‬تت�سلل‬ ‫�أ�شعة ال�صباح بخجل‪ ..‬حت�ضن �أج�سادنا‬ ‫بدفئها‪ ..‬ت�ستجدي عيو ًنا �أغراها الك�سل‬ ‫لت�ستيقظ‪ ..‬على تغريد البالبل وهي تقول‪:‬‬ ‫«هيا �إلى خري العمل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أع�شق �صباحات الرتف‪ ..‬تلك التي ير�سم‬ ‫فيها �أ�صدقائي ابت�سامة فرح على تعابري‬ ‫وجهي الك�سول‪ ..‬ر�سائلهم ال�صباحية‬ ‫ت�رسق لذيذ النوم‪ ..‬لتهديني ‪-‬دل ًعا‪-‬‬ ‫ي�ضيف ليومي الكثري‪.‬‬ ‫هدوء ال�صباح من نعم الرحمن التي‬ ‫ت�ستحق احلمد وال�شكر على راح ٍة ُحرم‬ ‫منها غرينا‪.‬‬ ‫التلفزيون وقت ال�صباح رفاهية ُحرم‬ ‫منها �أ�صحاب الدوامات وال�صباحات‬ ‫املزحومة‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫تغاريد‬ ‫عندما يخطئ ال�صباح وي�أتيني مغلفًا بهدو ٍء‬ ‫خالٍ من ارتباطات مرهقة‪ ..‬يت�سلل �إلى‬ ‫ٌ‬ ‫�شفتي‬ ‫ك�سل لذيذ‪ ..‬ير�سم على‬ ‫ج�سدي‬ ‫ّ‬ ‫ابت�سامة تعد بيوم وال �أجمل‪.‬‬

‫م�شاوير البكور‪..‬هدية ال�صباح الأجمل‪..‬‬ ‫يتلب�سنا فيها �صفا ٌء يجرنا لأحاديث‬ ‫وف�ضف�ضة ذاتية‪ ،‬جتعلنا نت�صالح مع‬ ‫دواخلنا‪ ،‬ونبد�أ يومنا بنف�سيات وال‬ ‫�أجمل!!‬

‫يف بكور ال�صباح‪ ..‬ما �أجمل �أن من أ‬ ‫ل‬ ‫�أنف�سنا بذكر اهلل والتوكل عليه‪ ،‬ومن‬ ‫َث ّم نتنف�س ن�سمات الأمل!! جربوا هذا‬ ‫الإفطار الروحي الفاخر مع بدايات‬ ‫ال�صباح‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف ال�صباح الباكر‪� ..‬أع�شق منظرالأر�صفة‬ ‫وهي تتثاءب بك�سل‪ ..‬تتقلب على‬ ‫�رسرالطرقات بدالل وك�أنها ح�سناء تعاند‬ ‫دغدغة تبا�شري ال�صباح متم�سكة بلذيذ‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫�صباحات الأ�صدقاء عندما ت�أتيني كر�سائل‬ ‫ود وحب تزخرف جوايل �أو (الدايركت‬ ‫م�سج) يف ح�سابي‪� ،‬أ�سجد هلل �شكراً على‬ ‫قلوب منحتني الفرح كما �أمتنى‪.‬‬

‫�صباحات ال�سبت مظلومة‪ ..‬ت�ستقبل‬ ‫بن�شاط با�سم وي�ستقبلونها هم‬ ‫النا�س‬ ‫ٍ‬ ‫بك�سل عاب�س‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ل�صباحات ال�سبت فل�سفة حكيمة‪..‬‬ ‫ال يفهمها �إال من �أحب النظام‪ ..‬وكره‬ ‫الك�سل‪ ..‬و�سعى وراء خري العمل‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫تغاريد‬ ‫ما �أجمل �أن تكون �أنت �سيد تفا�صيل‬ ‫يومك كله!‬

‫قبل الغروب �أحن �إلى جدتي‪ ..‬كانت‬ ‫ت�ضعني يف ح�ضنها وتقر�أ ورد امل�ساء‪..‬و�أنا‬ ‫�أ�سمعها‪ ..‬كنت �أ�شعر ب�سكينة �أفتقدها‬ ‫الآن‪.‬‬

‫ً‬ ‫ب�ساطا‬ ‫ي�أتي امل�ساء ب�إجالل‪ ..‬يفر�ش لنا‬ ‫من �سكون ت�ستيقظ معه هواج�س النف�س‬ ‫الغافية‪..‬هنا ب�سمة وهناك دمعة‪ ..‬وعند‬ ‫�أول خيوط ال�صباح نلملم ما تبعرث‬ ‫من ذكريات‪ ..‬ن�صحب معنا عذب‬ ‫الب�سمات‪ ..‬ونعيد الدمع �إلى ال�سبات‪..‬‬ ‫و‪ُ ..‬ن ْ�س ِكت هواج�سنا عن الكالم املباح‪.‬‬ ‫‪68‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ٌ‬ ‫و�سحر خا�ص ولكن‪..‬‬ ‫جمال‬ ‫للم�ساء‬ ‫ٌ‬ ‫عندما يبد�أ م�سا�ؤنا بتحايا رقيقة ممن‬ ‫�سحرا ذا‬ ‫حتما �ستكت�سب ليلتنا‬ ‫نحب‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫لذ ٍة خا�صة مميزة جتعلنا نع�شق امل�ساء �أكرث‪.‬‬

‫م�شاوير امل�ساء‪ ..‬مهما طالت �أو ازدحمت‬ ‫�شوارعها‪ ..‬هي فر�صة لأحاديث ممتعمة‬ ‫مع رفقة طيبة‪� ،‬أو عرب هاتف يجعل البعيد‬ ‫قريبا‪.‬‬ ‫ً‬

‫ ‬

‫يف منت�صف الليل نتلحف الظالم‪ ..‬نرثثر‬ ‫مع ال�سكون‪ ..‬نناجي النجوم‪ ..‬ون�ستودع‬ ‫الليل �أ�رسارنا وال�شجون‪.‬‬

‫ما �أجمل ليلة اخلمي�س عندما �أكون فيها‬ ‫موعودة ب�أجمل عناوين الفرح!!‬ ‫‪69‬‬


‫تغاريد‬ ‫يوم اخلمي�س يوم الراحة من العمل لـ‪٪٩٠‬‬ ‫من املوظفني‪ ..‬لذا نقف احرتا ًما ملن �ألزمه‬ ‫عمله على دوام اخلمي�س‪ ،‬ونقول له لن‬ ‫ي�ضيع عند اهلل تعب‪.‬‬ ‫اخلمي�س واجلمعة‪ ..‬يوما العائلة الأجمل‪..‬‬ ‫�أكره �أية م�شاوير �أو ارتباطات ثقيلة تفر�ض‬ ‫نف�سها بفظاظة‪ ،‬وتعكر �صفو ا�ستمتاعي‬ ‫بدفء �أ�رستي‪.‬‬ ‫للجمعة مكانة خا�صة يف النف�س‪ ..‬ال‬ ‫�أعرف ملاذا ي�ستثقلها البع�ض!! �أحب يوم‬ ‫اجلمعة و�أع�شق طقو�سه!!‬ ‫حتى الأماكن حتفّها بركة اجلمعة‪� ..‬صالة‬ ‫البيت تت�شوق الجتماعنا‪ ،‬و�أثاثه يبت�سم‬ ‫لأحاديثنا‪� ..‬أما فناجني القهوة وقطع‬ ‫احللوى؛ فتت�سابق يف الو�صول ل�شفاهنا‬ ‫البا�سمة‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫اجلمعة يو ٌم حتفّه الربكة وميل�ؤه اخلري‪..‬‬ ‫حتى امل�شاعر تغ�شاها الرحمة وميل�ؤها‬ ‫احلب‪ ..‬وحتفّها بركة هذا اليوم‪.‬‬

‫من متع اجلمعة‪ ..‬طفل �صغري ي�صحو‬ ‫مبكرا‪ ..‬ي�ستحم‪ ..‬يلب�س ثوبه‪ ..‬يتعطر‬ ‫ً‬ ‫ويتبخر‪ ..‬ثم يذهب مع الكبار ل�صالة‬ ‫اجلمعة‪.‬‬ ‫ابني ال�صغري ب�سنواته اخلم�س يعطيني �أكرب‬ ‫دليل على �أن الإن�سان فُطر على الإميان‬ ‫باهلل‪ ..‬بحر�صه على الذهاب ل�صالة‬ ‫اجلمعة وك�أنه ٌ‬ ‫رجل مكلف‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫مذاق خمتلف‪ ..‬هي قهوة‬ ‫لقهوة اجلمعة‬ ‫بنكهة احلب يتجرعها �أفراد الأ�رسة ر�شف ًة‬ ‫ر�شفة‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫تغاريد‬ ‫رائحة الهيل مع �أدخنة البخور املت�صاعدة‬ ‫يوم اجلمعة تذكرين باجلنة‪ ..‬ال �أعرف‬ ‫ملاذا!! ولكنه ارتباط روحي امتد معي منذ‬ ‫طفولتي‪.‬‬

‫خري ما نختم به يومنا �صال ٌة يف الثلث‬ ‫الأخري من الليل‪ ،‬ن�س�أل اهلل فيها قائلني‪:‬‬ ‫«ح�سبي ربي يزيل همي‪ ،‬ويدبر �أمري‪،‬‬ ‫وي�سعد قلبي»‪.‬‬

‫غدا‪ ..‬يوم جديد‪ ..‬وبداية جديدة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫دعواتنا ال�صادقة �أن يكتب اهلل لنا خري‬ ‫دائما‪.‬‬ ‫البدايات ً‬ ‫�إجازة اجلمعة وال�سبت بتحل كل م�شاكلنا‬ ‫وبتخلينا زي العامل‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫لن ن�ستطيع �إعادة الزمن لنتخل�ص من كل‬ ‫ما ك�رسنا و�رسق �أجمل ما فينا‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يبعث اهلل لنا من يعيد لأيامنا �إ�رشاقها‪،‬‬ ‫ويجعلنا نعي�ش احلياة ب�أحلى ما فيها‪.‬‬ ‫البحر‪ ..‬ع�شقي اخلالد‪ ..‬و�صديقي يف‬ ‫زمن جفت فيه منابع الأ�صدقاء‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جمال البحر‪ ..‬وحكايا املوج‪ ..‬تغريني‬ ‫لعقد اتفاقية تنظيف �أعماق النف�س‬ ‫وحت�سني �شواطئ الذات‪� ..‬أغو�ص داخل‬ ‫روحي و�أعود كما �أحب‪..‬و�أكرث‪.‬‬

‫من يع�شق البحر ي�ؤمن �أنه ال�صديق الأوفى‬ ‫وال�صدر الأحن‪ ،‬جربوا �أن تتحدثوا للبحر‬ ‫عن �أفراحكم و�أتراحكم‪ ،‬و�سيده�شكم‬ ‫احتوا�ؤه‪� ..‬رشيطة �أن نكون على يقني �أنه‬ ‫ي�سمعنا‪.‬‬ ‫‪73‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أ�ستمتع عندما �أ�سافر �إلى بالدٍ بعيدة‪ ،‬دون‬ ‫مل�سافات‬ ‫�أن �أعاين م�شقة ركوب الطائرة‬ ‫ٍ‬ ‫طويلة‪� ..‬أمار�س هذه الهواية ب�شغف عندما‬ ‫�أحتدث �إلى �سائحني من بالد خمتلفة‪.‬‬ ‫قبل الغروب‪ ..‬وعلى �شاطئ البحر‪..‬‬ ‫ا�ستودعت املوج �أنف�س دانات �أ�رساري‪..‬‬ ‫فابت�سم يل وقال‪« :‬ال تخايف»‪ ..‬ك�شفت‬ ‫�ساقي‪ ..‬ولعمق البحر توغلت‪.‬‬ ‫عن‬ ‫ّ‬ ‫تعودت �أن �أهتم يف �سفري باملتاحف‬ ‫واملعامل‪ ..‬هذه املرة �س�أهتم ب�أنوثتي‬ ‫التي �ستكون عنواين الأجمل يف غيابي‬ ‫وح�ضوري‪.‬‬ ‫لأول مرة �أقرر يف �سفري �أن �أكون �أي‬ ‫�شيء �إال تغريد التي يعرفون‪� ..‬س�أكون التي‬ ‫�أريد‪ ..‬وحينها �سيفرح بي كلي‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ال�سفر مع �صديقات جدد يجعلني‬ ‫�سفريات كانت مع �أ�شخا�ص‬ ‫�أترحم على‬ ‫ٍ‬ ‫ي�ستمتعون �أكرث مما ميتعون‪.‬‬ ‫حقيبة ال�سفر البد �أن تكون مليئة‬ ‫باخليارات‪ ،‬لتمنحنا الأجمل يف �أيامنا‬ ‫القادمة امل�رسوقة من روتني التعب‪.‬‬

‫يل موعد مع عا�صمة الأناقة‪ ..‬هناك‬ ‫�س�أ�ستعيد �أناقة روحي وتفا�صيلي‬ ‫التي زاحمتني بع�ض ال�سخافات على‬ ‫اال�ستمتاع بها‪.‬‬ ‫ليلة ال�سفر تخت�رص كل ال�سفر‪.‬‬

‫ثقافة ال�سفر للعقالء ‪-‬رقي‪� ..-‬أما‬ ‫للحمقى فهي ‪-‬تن�صل من امل�س�ؤوليات‪.-‬‬ ‫‪75‬‬


‫تغاريد‬ ‫عزيزي الرجل‪�..‬أكرب هدية تقدمها‬ ‫لزوجتك �سماحك لها بال�سفر بدونك‪،‬‬ ‫توترا‬ ‫لتعود لك �أجمل و�أكرث ن�ضارة‪ ،‬و�أقل ً‬ ‫و�أكرث عطا ًء‪.‬‬ ‫�أحيان ًا يكون ال�سفر بدون رجل �أ�سفاراً‬ ‫للجنة املفقودة!! بع�ضهم يعتقد �أنه يفهم‬ ‫كل �شيء‪ ..‬حتى ماذا نريد نحن الن�ساء!!‬ ‫�إال من رحم ربي‪.‬‬

‫أجنا�سا‪..‬‬ ‫أنفا�سا و� ً‬ ‫�صالة املطار حتت�ضن � ً‬ ‫مالمح هادئة و�أخرى م�ضطربة‪ ..‬دموع‬ ‫وابت�سامات‪ ..‬و�أحاديث حمبو�سة داخل‬ ‫�سيل من ب�رش‪.‬‬ ‫مالمح خمتلفة ت�سكن �أج�ساد ٍ‬ ‫عندما و�صلت لبوابة املغادرة‪ ..‬وعدت‬ ‫نف�سي �أال يغادر معي �شيء مما تركت خلفي‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫بع�ض املقاهي‪ ..‬هي ذاكرة الع�شق‬ ‫املن�سية!! من مل يع�شق فيها‪ ..‬فلن يعرف‬ ‫للع�شق درو ًبا وال زوايا‪.‬‬ ‫ما �أجمل �أن ت�صل الى بوابة املغادرة و�أنت‬ ‫�آخذ على نف�سك عهداً �أال يغادر منك‬ ‫�شيء مما تركته خلفك‪.‬‬

‫قهوة الإ�سرب�سو‪ ..‬ت�صالح �شياطيني مع‬ ‫يوم‬ ‫مالئكتي‪ ،‬ف�أنعم بهدوء �أحتاجه بعد ٍ‬ ‫�صاخب‪.‬‬

‫ع�شق املدن كع�شق احلبيب‪ ،‬يخفق القلب‬ ‫عند ذكر مدين ٍة نع�شقها‪ ،‬ونتقلب على‬ ‫جمرال�شوق عندما نت�أخر عليها‪ ،‬وعندما‬ ‫تط�أ �أقدامنا �أر�ضها تغمرنا ال�سعادة‬ ‫باحتوائها لنا‪.‬‬ ‫‪77‬‬


‫تغاريد‬ ‫يوم تناولت الع�شاء يف لندن‪ ،‬وبعده‬ ‫�أفطرت يف باري�س‪ ..‬كل �شي ٍء �سهل‪َ ..‬مل‬ ‫يف حياتنا كل �شي ٍء �صعب‪.‬‬

‫الت�سوق يف �أوربا يكفيك عناء دخول‬ ‫�أ�سواقنا لعام كامل ‪ ..‬هناك الكل يحرتم‬ ‫املت�سوق‪ ،‬وهنا ‪-‬عجبك �أو ورينا عر�ض‬ ‫كتافك‪.-‬‬ ‫يف الريا�ض نفتقر �إلى �أماكن ترفيه‪،‬‬ ‫عائليا ممت ًعا‪..‬‬ ‫ن�ستطيع �أن نق�ضي فيها يو ًما‬ ‫ً‬ ‫لنجعلها م�سارح متعتنا الربيئة وباحات‬ ‫�أوقاتنا ال�صافية‪.‬‬

‫ملاذا ال يفكر �أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال‬ ‫با�ستثمارات ترفيهية عائلية تغري من ال�سمة‬ ‫العملية ملدينة الريا�ض؟!‬ ‫‪78‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ال �أعرف ملاذا تفتقر �شوارع الريا�ض‬ ‫ملظاهر عيد ت�ستحق‪ ..‬ملاذا ال تكون‬ ‫ال�شوارع حية‪ ..‬والفرح يف كل مكان؟‬

‫م�شاوير الظهرية يف الريا�ض‪..‬‬ ‫ذوبان امل�شاعر‪..‬‬ ‫وامتزاج االنفعاالت‪..‬‬ ‫وا�ضطراب التفكري‪..‬‬ ‫والنتيجة‪..‬‬ ‫إح�سا�س بتجمد ال�شعور‪ ..‬فن�صل ملرحلة «ال‬ ‫�‬ ‫ٌ‬ ‫�شيء مهم»‪.‬‬

‫حر الريا�ض وقت الظهرية يجعلنا نكرث من‬ ‫حرم جلودنا وجلود والدينا‬ ‫قول‪« :‬اللهم ّ‬ ‫وذرياتنا عن النار‪ ..‬اللهم �إنا نعوذ بك من‬ ‫عذاب ال�سعري»‪.‬‬ ‫‪79‬‬


‫تغاريد‬ ‫يف لندن يفرحون بال�شم�س ويكتئبون‬ ‫باملطر‪ ..‬ويف الريا�ض نفرح باملطر‬ ‫ونكتئب من �أ�شعة ال�شم�س القوية‪ٌ ..‬‬ ‫كل‬ ‫ي�شتاق ملا يفتقده‪.‬‬ ‫عندما ي�شتد غبار الريا�ض �إلى درجة‬ ‫خميفة ثم ال يلبث �أن يزول وي�صبح اجلو‬ ‫رائ ًعا‪� ،‬أبت�سم و�أنا �أتذكر �أن هموم حياتنا‬ ‫كالغبار‪..‬‬ ‫تتكاثف ولكن م�صريها �إلى زوال‪.‬‬

‫ ‬

‫جدة مدينة جمنونة‪ ..‬لذلك كل �شيء فيها‬ ‫غري‪ ..‬ما �أجملها!! ب�صخبها‪ ..‬وبحرها‪..‬‬ ‫و�أهلها!!‬ ‫جدة عرو�س البحر الأحمر تبقى حمتفظة‬ ‫برونق العرو�س‪ ،‬حتى و�إن حاول البع�ض‬ ‫�إطفاء وهجها‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫من بعد �سفري وحدي �أ�صبحت �أعي�ش‬ ‫بعقلية �أنانية ب�إيجابية‪ ..‬اكت�شفت �أنني‬ ‫�شكرا باري�س‬ ‫للآخرين �أكرث مني لنف�سي‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لت�صحيحك نظري وتقديري لذاتي‪.‬‬ ‫�صباح باري�س كليلها‪� ..‬ساحر‪ ..‬وباذخ‬ ‫الفتنة‪.‬‬ ‫مقهى يف ال�شانزليزيه‪ ..‬كوب قهوة مع‬ ‫�شهي‪� ..‬صديقة قريبة من القلب‪..‬‬ ‫�إفطارٍ‬ ‫ّ‬ ‫و�أحاديث فرح تر�سم الب�سمة على ثغر‬ ‫�شكرا يا رب‪.‬‬ ‫ال�صباح‪ ..‬هذا ما �أحتاجه‪ً ..‬‬

‫‪81‬‬


‫تغاريد‬

‫‪82‬‬


@taghreed_i_t

‫خلف الستار‬

83


‫تغاريد‬ ‫ ‬

‫م�أ�ساة �أنثى اغتالتها الغرية‬ ‫(‪)١‬مل يكن يومي عاديًا‪ ..‬كان مثقلاً‬ ‫بالأمل‪� ..‬أما ليلتي؛ فكانت �أ�سو�أ حالاً من‬ ‫بع�ض من نور ال�شم�س‬ ‫نهارٍ �آن�س وح�شته ً‬ ‫و�صخب الب�رش‪.‬‬

‫(‪ )٢‬جل�ست �أمام التلفاز‪� ..‬أحاول �أن‬ ‫�أبدد �ضجر الوقت‪ ..‬اخرتت زاوية هي‬ ‫الأقرب للمكيف‪ ،‬يف حماولة لإطفاء لهب‬ ‫قهر زاده حر الظهرية ا�شتعالاً ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )٣‬تناولت قطعة حلوى‪ ،‬ع ّلها تغري‬ ‫طعم املرار الذي هزم مذاق ال�سكر على‬ ‫ل�ساين وروحي‪ ..‬لكن حزين �أجه�ض كل‬ ‫حماوالتي‪ ..‬بل �إنه زادها لتجري دموعي‬ ‫ك�سيل من قهر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪84‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫(‪� )٤‬أم�س‪ ..‬ودعت �صديقتي الوداع‬ ‫الأخري‪ ..‬كانت يل‪ ..‬كـ‪� ..‬أنا‪ ..‬جمعتنا‬ ‫الظروف فت�شابهنا بكل �شيء‪� ..‬أحالمنا‬ ‫و�أمانينا‪ ..‬قناعاتنا‪ ..‬وحتى �شخ�صياتنا‪.‬‬

‫(‪ )٥‬للأ�سف‪� ..‬صديقتي‪ ..‬فا�ضت روحها‬ ‫رجل مل ي�ستوعب عمق‬ ‫حز ًنا‪ ..‬وماتت ب�سبب ٍ‬ ‫حبها له‪.‬‬

‫(‪ )٦‬يا �إلهي‪ ..‬كم متنيت لو كانت هناك‬ ‫مقابر ُكتب عليها‪« :‬خا�ص لدفن ن�سا ٍء‬ ‫ُزهقت �أرواحهن ب�سبب ظلم الرجال»‪.‬‬ ‫(‪� )٧‬أحبته كما مل حتب امر�أة رجلاً من‬ ‫قبل‪� ..‬أعطته ب�سخاء‪ ..‬قبلت �رشوطه‬ ‫القا�سية وكانت �أ�سعد الن�ساء‪.‬‬ ‫‪85‬‬


‫تغاريد‬ ‫(‪ )٨‬كانت م�شكلتها معه �ضعفه �أمام‬ ‫الإناث‪ ..‬لعب مب�شاعرها لعبة ال�شد‬ ‫والإرخاء‪� ..‬إن غ�ضبت �أرخى‪ ،‬و�إن‬ ‫�شد‪.‬‬ ‫اطمئنت ّ‬ ‫(‪ )٩‬عذره‪ :‬كوين على ثقة مهما ر�أيت‬ ‫حويل‪ ..‬ويكفيك مني الكالم‪ ،‬وحتمل‬ ‫م�س�ؤولية بع�ض �أمورك املالية‪ ،‬وم�ساعدتك‬ ‫على تدبري �ش�ؤون احلياة‪.‬‬

‫(‪ )١٠‬ن�سي �أن الفعل هو �أ�سا�س الثقة‬ ‫غالبا ما‬ ‫ومنجم االطمئنان‪ ..‬و�أن القول‪ً ..‬‬ ‫يكون جمرد كالم‪.‬‬

‫عمدا �سمة الأنوثة فيها و�أنها‬ ‫(‪ )١١‬تنا�سى ً‬ ‫وكائن رقيق يجرحه تكرار‬ ‫امر�أة تغار‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫الوعد‪ ،‬ومن َث ّم اخلذالن‪.‬‬ ‫‪86‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫(‪� )١٢‬أنثى تت�أمل من مكر الن�ساء وتغنجهن‬ ‫على من ر�أت فيه �أوك�سجني احلياة‪.‬‬

‫وتكرارا بعد كل‬ ‫مرارا‬ ‫(‪ )١٣‬قالت له‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�سحابة غ�ضب ي�أتي بعدها �صفاء‪� ..‬إن‬ ‫الغرية تزهق روح �أنثى �صادقة‪ ،‬كل ذنبها‬ ‫�أنها ع�شقت حتى ت�رشبت روحها احلب و‬ ‫و�صل بقلبها حد الإميان‪.‬‬

‫(‪ )١٤‬يعدها كل مرة‪ ..‬فت�صدق‪ ..‬ومع‬ ‫الوقت تطري وعوده يف الهواء‪.‬‬

‫(‪� )١٥‬صربت �سنوات‪ ..‬وهي تقول‪ّ :‬‬ ‫«عل‬ ‫وع�سى ع�شقي له ي�شفع يل عنده يف قبول‬ ‫طلبي‪ ..‬ليتجنب �إثارة براكني غ�ضبي التي‬ ‫ت�أتي بعد كل �إطاللة مقيتة لأنثى جديدة»‪.‬‬ ‫‪87‬‬


‫تغاريد‬ ‫(‪ )١٦‬ولكن‪ ..‬عندما بلغ هو منها حد‬ ‫االرتواء طردها كما يطرد فري�س ًة مري�ضةً‪..‬‬ ‫عط�شى للحب ممتلئة بالقهر‪� ..‬ضحى‬ ‫بها من �أجل �أن يحتفظ مبجموعة ن�سائه‬ ‫املزيفات‪.‬‬ ‫(‪ )١٧‬قبل وفاتها ب�ساعات‪ ..‬طلبت مني‬ ‫�أن �أت�أكد �إن كانت تلك الأنثى الأخرية ما‬ ‫زالت تعلو قائمة املح�ضيات‪.‬‬

‫(‪� )١٨‬أم �إنه تخل�ص منها �إكرا ًما لروح‬ ‫امر�أه حتت�رض‪ ..‬قتلها هواه‪.‬‬

‫(‪ )١٩‬كذبت عليها و�أخربتها �أنه لأجلها‬ ‫ترك غريها‪ ،‬و�أنه فقط يجمع ما بعرثته ثورة‬ ‫بقلب‬ ‫العناد بعد خ�صامهما الأخري‪ ،‬ليعود ٍ‬ ‫ونف�س ال تهوى �سواها‪.‬‬ ‫خالٍ �إال منها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪88‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫(‪ )٢٠‬كنت �أكذب لأهديها �سعاد ًة‬ ‫من وهم‪ ،‬تخفف عنها �سكرات املوت‬ ‫ع�شقًا‪ ..‬لتذهب لعاملها اجلديد ب�صورة‬ ‫تروي جفاف كرامتها املهدرة وقلبها‬ ‫املطحون بالقهر‪.‬‬

‫(‪ )٢١‬مع �أين ت�أكدت يقي ًنا �أن وجع‬ ‫�صديقتي لن يحرك فيه �ساك ًنا‪ ..‬و�أن موتها‬ ‫لن ي�شفع لها عنده ليطرد تلك الأخرية‬ ‫ظاهرا �أن ح�ضورها مل يكن‬ ‫التي �أ�صبح‬ ‫ً‬ ‫م�صادفة‪.‬‬

‫(‪ )٢٢‬ح�ضورها كان خطة اقرتاب ُكتبت‬ ‫بقلم حربه كيد ن�ساء‪..‬‬ ‫الأعمى يرى �إقبالها عليه‪ ..‬والأ�صم ي�سمع‬ ‫ت�صفيقها املزعج فرح ًا باالنت�صار‪.‬‬ ‫‪89‬‬


‫تغاريد‬ ‫(‪ )٢٣‬تلك كانت حقيقتها ح�سب قراءة‬ ‫�صديقتي لها‪ ..‬قراءة �أنثى لأنثى‪ ..‬حتى‬ ‫و�إن ا ّدعى هو الذكاء وحاول الإنكار‪.‬‬

‫(‪� )٢٤‬صديقتي فا�ضت روحها‪ ،‬بعد �أن‬ ‫تنازالت طويلة‪ ..‬والنتيجة‪..‬‬ ‫قدمت قائمة‬ ‫ٍ‬ ‫خ�رست نف�سها‪ ..‬بعرثت كرامتها‪..‬‬ ‫وفقدت كل معنى جميل للحياة‪.‬‬ ‫(‪� )٢٥‬أما هو‪ ..‬فما زال يعي�ش‪ ..‬و�سيعي�ش‬ ‫حياته كما ي�شاء‪ ..‬مل يتنازل عن �شي ٍء من‬ ‫قبل‪ ،‬ولن يتنازل من بعد‪� ..‬أحاط حياته‬ ‫ب�سياج من �صخر‪ ،‬ومنع منها االقرتاب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )٢٦‬هي بالن�سبة له‪ ..‬ال تهم بدالها �رس‬ ‫غريها‪ ..‬املهم �أن يحافظ على بيته ب�أمان‪..‬‬ ‫ويحافظ على ن�سائه‪ ..‬يغدق عليهن‬ ‫يوم هن يف ازدياد‪.‬‬ ‫مع�سول الكالم وكل ٍ‬ ‫‪90‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫(‪ )٢٧‬القهر‪� ..‬إن املوت ع�شقًا ال يدخلنا‬ ‫ذنب‬ ‫�ضمن قائمة ال�شهداء العطرة؛ لأنه ٌ‬ ‫�سيحا�سبنا عليه اهلل الذي �أمرنا ب�أال نلقي‬ ‫ب�أيدينا �إلى التهلكة‪.‬‬

‫(‪ )٢٨‬ولكننا نن�سى يف �ساعة غفلة �أن نقر أ�‬ ‫ور ًدا يحفظنا من �رش ما ي�ؤذينا‪ ..‬فن�ؤمن‬ ‫بحب من وهم‪� ،‬رسق منا كرامة الإن�سان‬ ‫ٍ‬ ‫وحالوة احلياة ولذة الع�شق‪.‬‬

‫(‪� )٢٩‬صديقتي الغالية‪ ..‬رحم اهلل روحك‬ ‫التي مل تعرف الكذب يو ًما‪.‬‬ ‫(‪ )٣٠‬ولكنه قدرك‪ ،‬الذي و�ضعك بني‬ ‫يدي من ال يرحم وال يعرف من احلب‪� ،‬إال‬ ‫كاذب‪،‬‬ ‫حب‬ ‫ٍ‬ ‫ما ُز ّيف مبع�سول الكالم‪ٍ ..‬‬ ‫لي�س لل�صدق فيه عنوان‪.‬‬ ‫‪91‬‬


‫تغاريد‬ ‫(‪� )٣١‬أ�ستودع اهلل روحك الوجلة �أينما‬ ‫خريا‬ ‫كانت‪ ..‬و�أ�س�أل اهلل �أن يبدلك حيا ًة ً‬ ‫من حياتك‪ ..‬و�أهلاً �أحن من �أهلك‪..‬‬ ‫وزوجا �أ�صدق من زوجك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ ‬

‫‪92‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫خرب�شات �أنثى يف ليلة ا�ست�ضافت فيها ال�سهر‬

‫(‪ )1‬هذه الليلة ي�ستفزين �صخب الهدوء‬ ‫الذي يحيطني‪ ..‬طغيان �سحره يداعب‬ ‫م�شاعري ويتحدى �أحريف للبوح‪.‬‬

‫(‪ )٢‬قوة �ضغطك على ذراعي التي‬ ‫كثريا‪� ،‬أنت‬ ‫ت�ؤملني موجعة‪ ،‬لكن ال تفرح ً‬ ‫ذراع �شلها عمق الوجع‪ ،‬مل‬ ‫ت�ضغط على‬ ‫ٍ‬ ‫�أعد �أهتم‪ ..‬ولعلمك توقفت عن تعاطي‬ ‫م�سكنات الأمل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ت�ستغرب �شدة ب�أ�سي!‬ ‫ احرتت يف معرفة �سببها‪..‬‬ ‫ لن �أطيل عليك حرية‪..‬‬ ‫ �رسي هو‪ ..‬قوة ولدت من خا�رصة‬ ‫اخلذالن‪ ..‬وترعرعت و�سط كثافة اجلحود‪.‬‬ ‫‪93‬‬


‫تغاريد‬ ‫(‪ )4‬بالأم�س‪..‬‬ ‫ كرهت تلك الأنثى املحبو�سة بداخلي‬ ‫خلف ق�ضبان اخلوف‪..‬‬ ‫ اليوم‪..‬‬ ‫�أنا �أع�شقني‪ ..‬و�أفتخر بن�ضايل الذي‬ ‫حررين من �سجن القهر‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪ )5‬والآن‪..‬‬ ‫ها �أنا ذا‪..‬‬ ‫بحقيقتي اجلديدة‪..‬‬ ‫قلب‬ ‫ما زلت �أنثى من حرير �صاخب‪ ..‬يل ٌ‬ ‫من فوالذ‪..‬‬ ‫لن يلني �إال على �ضفاف قلب رجل‬ ‫ي�ستحق‪ ..‬يعرف كيف يحافظ على كرامة‬ ‫الأنثى داخلي ويجعلني �سيدة الن�ساء‪.‬‬ ‫ذراعي بقوة‪� ..‬أحاول احت�ضان‬ ‫(‪� )6‬أفتح‬ ‫ّ‬ ‫م�شاعري املرجتفة‪� ..‬أنحني لألتقط �أجزاء‬ ‫�سعادتي امله�شمة‪ ..‬و�أنه�ض ال�ستقبال‬ ‫�أوقاتي اجلميلة‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫أهدئ من روع الأولى و�أرمم‬ ‫(‪ّ � )7‬‬ ‫الثانية‪ ..‬و�أقوم يف الثالثة كيال �أ�ست�سلم‬ ‫ولأعي�ش احلياة كما �أحب‪ ..‬وكما �أمتنى‪..‬‬ ‫وكما يجب �أن تُعا�ش‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪ )8‬كنت تلميذة بليدة يف مدر�سة‬ ‫احلياة‪� ..‬آثرت �سعادة الآخرين على نف�سي‬ ‫و�سعادتي‪..‬‬ ‫فر�سبت‪..‬‬ ‫أخريا‪ ..‬واجتهدت‬ ‫لكنني �أفقت � ً‬ ‫لأتفوق‪..‬‬ ‫لذلك �أ�صبحت �أنا الأهم‪..‬‬ ‫�أثبت جناحي مع مرتبة ال�رشف‪..‬‬ ‫فمنحتني احلياة �شهادة تفوق يف االرتقاء‬ ‫بالذات والقدرة على �إعادة ترميم مالمح‬ ‫�أنثى حطمها اخلذالن‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫تغاريد‬ ‫خرب�شات �أنثى مع ف�صول ال�سنة‬ ‫(‪ )١‬ي�أتي اخلريف فتيب�س جذوع الأ�شجار‪،‬‬ ‫وترجتف �أغ�صانها بر ًدا‪ ،‬فال تعود قادر ًة‬ ‫على االحتفاظ ب�أوراقها‪ ،‬فتموت وت�سقط‬ ‫ب�إهمال على قارعة الطريق‪.‬‬

‫(‪ )٢‬هكذا هم بع�ض الب�رش‪ ..‬ق�سوتهم‬ ‫وخذالنهم جتعل م�شاعرنا ترجتف بر ًدا‪،‬‬ ‫فتفقد قلوبنا القدرة على احتوائهم لوقت‬ ‫ملرات �أكرث‪.‬‬ ‫�أطول ونفو�سنا ت�أبى ال�صفح ٍ‬

‫(‪ )٣‬ولكن‪ ..‬كما ي�أتي الربيع بالب�شائر‪..‬‬ ‫ي�أتينا اهلل بربيع م�شاعر تخ�رض له‬ ‫الأحا�سي�س‪ ،‬وتنبت يف القلوب ورو ًدا‬ ‫حمدا‬ ‫تبهج اخلاطر‪ ..‬وعندها ن�سجد هلل‬ ‫ً‬ ‫و�شكرا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪96‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫احلب عنوان ال�سعادة‬ ‫(‪� )1‬أ�سعد النا�س هو من ال ينتظر �شي ًئا من‬ ‫�أحد‪� ..‬إال من الواحد الأحد‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬قالوا‪« :‬من جعل احلمد خامتة‬ ‫النعمة‪ ..‬جعلها اهلل فاحتة املزيد»‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫رجل يهدي ال�سعادة بال‬ ‫(‪ )٣‬ال يوجد‬ ‫مقابل لأنثى‪� ،‬إال �أب يحب بناته ويخاف‬ ‫عليهن‪.‬‬

‫(‪« )٤‬احتفظي بقلبك من �أجل من‬ ‫ي�ستحق؛ فلن يرعاه �إال من �أحبه ب�صدق‪..‬‬ ‫وال تلقي به على قارعة �أر�صفة احلب‬ ‫للعابرين؛ فكل عابر�سيه�ضمه بقدرجوعه‬ ‫ثم مي�ضي»‪.‬‬ ‫‪97‬‬


‫تغاريد‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪98‬‬

‫جمعنا مقهى يف غربة‪..‬‬ ‫لغة م�شرتكة ولهجة متقاربة‪..‬‬ ‫ُك�رس حاجز حذرنا برائحة قهوة يف يوم‬ ‫بارد‪..‬‬ ‫ال �أعرفها وال تعرفني‪..‬‬ ‫ومع هذا‪..‬‬ ‫حكينا‪ ..‬وف�ضف�ضنا‪ ..‬وك�شفت ٌّ‬ ‫كل منا‬ ‫للأخرى ما ا�سترت من تفا�صيل حياتها وما‬ ‫حجبته عن �أعني النا�س وم�سامعهم من‬ ‫�أ�رسار‪..‬‬ ‫�صدحت قهقهات‪..‬‬ ‫ت�ساقطت دموع‪..‬‬ ‫وارت�سمت ب�سمات‪..‬‬ ‫وتُبودلت �آراء‪..‬‬ ‫ومع �آخر ر�شفة ‪-‬ال تيه‪� -‬أ�سدلت ٌّ‬ ‫كل منا‬ ‫ال�ستار على ق�صة حياتها‪..‬‬ ‫وافرتقنا بابت�سامة امتنان لرثثرة غرباء‪..‬‬ ‫ك�شفت �سرت الأ�رسار‪..‬‬ ‫وحجبت ‪-‬فقط‪ -‬الأ�سماء‪.‬‬ ‫ُ‬


@taghreed_i_t

99


‫تغاريد‬

‫‪100‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫علمتني الحياة‬

‫‪101‬‬


‫تغاريد‬ ‫حياتنا‪..‬كثريا ما ن�صادف من ي�ضع‬ ‫يف‬ ‫ً‬ ‫لنا مطبات ا�صطناعية عالية حتى نتعرث‪..‬‬ ‫هدفهم �أن تكون �سعادتنا معاقة‪..‬ون�سوا‬ ‫�أن القوي حياته تتعرث ولكنها ت�ستمر‪.‬‬ ‫علمتني احلياة �أنها مليئة بالأ�شياء املهمة‪..‬‬ ‫ولكن‪� ..‬أهم ما فيها ‪�-‬أنا‪ -‬مع مراعاة‬ ‫عدم تق�صريي مع باقي الأهميات‪.‬‬

‫خري‬ ‫علمتني احلياة �أن مقولة (اليد العليا ٌ‬ ‫من اليد ال�سفلى)‪ ..‬كانت و�سيلة حترج من‬ ‫�أخط�أ بحقك وتعيده �إلى جادة ال�صواب‬ ‫يف زمن نقاء انقر�ض فانتهت �صالحية‬ ‫هذه اجلملة‪.‬‬ ‫تعلمت من احلياة �أنها جميلة مهما ق�ست‪،‬‬ ‫و�أنها ت�ستحق �أن نبحث عن مواطن‬ ‫اجلمال فيها ون�ستمتع بها‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تعلمت من احلياة �أنها ب�ألف وجه‪ ،‬و�أنها‬ ‫حتب من يعرف كيف يتعامل مبهارة مع‬ ‫�أوجهها املختلفة‪ ..‬ويفهم �أن ال حزن‬ ‫يدوم وال فرح ُيخلد‪ ،‬فيعي�ش على هذا‬ ‫الأ�سا�س ويت�أقلم‪.‬‬ ‫مقام مقا ًال‪ ،‬والثبات‬ ‫نعم �أتغري‪ ..‬لأن لكل ٍ‬ ‫على منط واحد يهوي بنا �إلى قاع الف�شل‪،‬‬ ‫عندما نتغري فنحن منار�س مرونة �إيجابية‬ ‫تتنا�سب مع ظروفنا املتقلبة‪.‬‬ ‫نعم �أتغري‪ ..‬لأن كل مرحلة من مراحل‬ ‫حياتي حتتاج لأ�سلوب خمتلف يف التعامل‬ ‫مع النا�س والأحداث واحلياة‪.‬‬

‫أبدا‪..‬‬ ‫�أنا ذاك الإن�سان الذي ال ي�ست�سلم � ً‬ ‫وال يهاب مواجهة ال�صعاب يف �سبيل �أن‬ ‫يعي�ش حياة ت�ضمن لكرامتي االنت�صار‪.‬‬ ‫‪103‬‬


‫تغاريد‬ ‫«الإن�سان يف هذه احلياة كقلم الر�صا�ص‪،‬‬ ‫تربيه العرثات ليكتب بخط �أجمل‪..‬‬ ‫وهكذا‪ ..‬حتى يفنى القلم‪ ،‬فال يبقى �إال‬ ‫جميل ما كتب»‪.‬‬ ‫قناعاتي �أن النقاء يف زمن الزيف �أ�صبح‬ ‫�أ�سهل و�أو�ضح نقطة �ضعف ي�ستهدفها‬ ‫كارهك لينال منك‪.‬‬ ‫نتو�ض�أ بالن�سيان لنتطهر من ذكرياتنا‬ ‫الأليمة‪ ..‬نتجدد‪ ..‬فيتجدد الأمل يف‬ ‫نفو�سنا ونحيا‪.‬‬ ‫طرقاتنا �سهلة املرور متى ما جتاوزنا‬ ‫اجلهالء ب�رسعة!!‬ ‫مت�ضي �أوقات ال�سعادة ب�رسعة الربق؛ لأن‬ ‫عقارب ال�ساعة ترتاق�ص طر ًبا‪ ،‬ونحن‬ ‫نق�ضي الوقت بني دقائقها بفرح‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يظلم البع�ض «املجاملة» عندما يتوهم‬ ‫�أنها �إحدى �أقنعة النفاق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ذوق‬ ‫«املجاملة» �صفة حممودة؛ لأنها‬ ‫ورقي‪ ..‬وح�سن خلقٍ قد ن�ؤجر عليه‪..‬‬ ‫�أما النفاق فمذموم؛ لأنه خطيئ ٌة وذنب‪..‬‬ ‫حتما �سيعاقبنا اهلل عليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قدميًا قالوا‪« :‬من ّ‬ ‫تعطر ب�أخالقه؛ فلن يجف‬ ‫عطره ولو كان حتت الرتاب»‪ ..‬هلاّ بحثنا‬ ‫عن هذا العطر‪.‬‬ ‫نتجاهل الكثري ونغ�ض الطرف عن‬ ‫التفاهات‪ ..‬لي�س لأننا مل نرها �أو مل ن�شعر‬ ‫بها‪ ..‬ولكن لأن قلوبنا ارتوت مما ر�أت‪..‬‬ ‫ولأن �أخالقنا ترتفع عن �سخافاتهم‪.‬‬ ‫ل �أكرث من‬ ‫من يتحدث عن نف�سه �أمام امل أ‬ ‫الالزم‪ ..‬ت�أكدوا �أنه ٌ‬ ‫فارغ متا ًما‪.‬‬ ‫‪105‬‬


‫تغاريد‬ ‫لي�س هناك �أجمل من �أن ت�ؤمن ب�أن بع�ض‬ ‫الظن �إثم‪ ..‬لذلك‪ ..‬من ال�شجاعة �أن نظهر‬ ‫�شخ�صياتنا بعفويتها دون ت�صنع‪ ..‬تاركني‬ ‫للنا�س حتمل وزر الظنون‪.‬‬ ‫كثريا ما من�شي يف اجتاه معاك�س الجتاه‬ ‫ً‬ ‫الآخرين ُننتقد و ُنحارب‪ ،‬ولكن ال يهم‪..‬‬ ‫خري لنا من �أن‬ ‫�أن من�شي يف دربنا وحيدين ٌ‬ ‫ن�سري عك�س قناعاتنا لرن�ضي الآخرين‪.‬‬

‫املنا�سبات االجتماعية الروتينية واملفرو�ضة‬ ‫جدا‪ ..‬لذلك نحتاج ملنا�سبات خا�صة‬ ‫مملة ً‬ ‫مع املقربني ممن ن�ستطيع �أن نك�شف‬ ‫�أمامهم عورات �أحزاننا وجنون �أفراحنا‪.‬‬

‫كل يوم �أفكر يف كيف �أجتاوز �سلبيات‬ ‫يومي ليكون غدي �أكرث �إيجابية و�إ�رشاقًا‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫الأمومة م�س�ؤولية عظيمة �إهمالها ينتج‬ ‫جيلاً �سيئ الأخالق‪ ،‬يف وقتنا هذا‬ ‫�أ�صبحت مهمة الرتبية تقع على عاتق‬ ‫اخلادمة �أكرث من الأم‪ ..‬ظاهرة حمزنة‬ ‫للأ�سف‪.‬‬ ‫الأماكن هي نف�سها والأ�شياء هي ذاتها‪..‬‬ ‫فرح �أو حزنٌ ي�سكن نفو�سنا‪،‬‬ ‫املختلف ٌ‬ ‫يجعلنا نرى احلدائق غرفًا �ضيقة تخنقنا‪،‬‬ ‫�أو نرى الغرف ال�ضيقة حدائق تبهجنا‪.‬‬ ‫عندما يتعب اجل�سد‪ ..‬امل�ساج والريا�ضة‬ ‫اخلفيفة هي احلل‪ ..‬عندما تتعب الروح ‪-‬بعد‬ ‫ذكر اهلل‪ -‬الريا�ضة واحلركة ال�رسيعة هي احلل‪.‬‬ ‫�ساعة يف النادي �أو �ساعة من امل�شي يف‬ ‫الهواء الطلق‪ ،‬تريح البدن وتنظف ما علق‬ ‫بالنف�س من �شوائب‪ ..‬ملاذا نتجاهل م�ساحة‬ ‫الراحة تلك‪ ،‬وال نهتم بها كما يجب؟!‬ ‫‪107‬‬


‫تغاريد‬ ‫كل يوم �أفكر يف حياتي منذ كنت طفلة‬ ‫�إلى الآن‪ ..‬ب�أفراحها و�أحزانها‪ ..‬ورخاها‬ ‫و�شدتها‪ ..‬و�أحمد اهلل على ما وهبني من‬ ‫نعم‪ ..‬و�أنني �أف�ضل من غريي بكثري‪.‬‬ ‫�أوفى الأ�صدقاء و�أريحهم من ت�شعر‬ ‫بوجوده بقربك وقت حاجتك �إليه‪ ،‬دون‬ ‫�أن يحاول �إزعاجك يف حماولة ك�شف �سرت‬ ‫ما حجبته بنف�سك وكرهت �أن يطلع عليه‬ ‫الآخرون‪.‬‬ ‫خمزون الفر�ص و�إن كرث‪ ،‬ال بد �أن ي�أتي يو ٌم‬ ‫حتما‬ ‫وين�ضب‪ ..‬والرثاء بغفران الزلاّ ت ً‬ ‫�سي�أتي يو ٌم ويفل�س‪ ..‬لذلك نخطئ عندما‬ ‫نكرم من تنا�سى �أن لل�صرب حدوداً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جدا‪ ،‬عندما‬ ‫يكون ال�صمت لغة �أنيقة ً‬ ‫خاد�شا‬ ‫يخرج الكالم عاريًا عن الذوق‪..‬‬ ‫ً‬ ‫حياء �أدبيات النقا�ش واحلوار‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫اخلربات‪ ..‬هي جمموعة �أخطاء نقع فيها‬ ‫خالل م�شوار حياتنا‪ ..‬بعد �أن نتجاوز‬ ‫عقبة كل خط�أ نكت�سب خربة جديدة‪.‬‬ ‫احلياة مدر�سة منوذجية‪ ..‬ق�سوتها تك�سبنا‬ ‫خرباتنا‪ ..‬وحنانها يداوي جراحنا‪� ..‬أما‬ ‫تقلبها؛ فيعلمنا املرونة يف التعامل مع‬ ‫املتغريات‪.‬‬

‫احلياة تتقلب كما املناخ‪ ..‬لذا من اخلط أ� �أن‬ ‫�شخ�ص ما بال�سعادة �أو‬ ‫نحكم على حياة‬ ‫ٍ‬ ‫التعا�سة؛ حللول �أحد الف�صول يف حياته‪..‬‬ ‫كل �شدة بعدها رخاء والعك�س �صحيح‪.‬‬ ‫يعجبني بع�ض �أ�شخا�ص يف «تويرت» ويف‬ ‫احلياة‪� ..‬سالحهم (العقل) ولي�س (الل�سان)‪،‬‬ ‫و�رضبتهم القا�ضية (ال�صمت) ولي�س (كرثة‬ ‫الكالم)‪.‬‬ ‫‪109‬‬


‫تغاريد‬ ‫هدايا اخلري‪..‬‬ ‫�أجمل الهدايا غري التقليدية‪..‬وقعها‬ ‫بالنف�س �أكرث عمقًا‪ ..‬ما �أجمل �أن ّ‬ ‫تذكر‬ ‫جمموعة م�سنني بدار امل�سنني بزيارة وكلمة‬ ‫وقت و�آخر!!‬ ‫طيبة بني ٍ‬

‫هدايا اخلري‪..‬‬ ‫الغرباء ال�ضعفاء يف بلدنا‪ ..‬كعمال النظافة‬ ‫والبناء‪ ..‬ما �أجمل �أن نذكرهم مبالب�س‬ ‫جديدة‪ ،‬وعيديات ب�سيطة‪ ،‬وموائد نظيفة‬ ‫يف كل عيد!!‬

‫م�صاعب احلياة‪ ..‬بعرثاتها‪ ..‬وعقباتها‪..‬‬ ‫ومدها‪ ..‬وجزرها‪ ..‬كلها ج�سور و�سالمل‬ ‫ّ‬ ‫نتعلم من خاللها لعبة التوازن‪ ،‬ومن َث ّم‬ ‫نتفادى ال�سقوط ون�صعد �إلى القمة‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أ�سلوب ال�ضغط و َلوي الذراع لالنتقام �أو‬ ‫الو�صول �إلى هدف ي�صعب الو�صول �إليه‬ ‫بالطرق امل�رشوعة‪� ..‬أ�سلوب ال ي�ستخدمه‬ ‫�إال ال�ضعفاء وفاقدو الثقة وال�ضمري‪.‬‬

‫الفر�ص يف احلياة نوعان‪ :‬فر�ص عامة‬ ‫مننحها من يهمنا ومبعاملته �إما �أن ينميها �أو‬ ‫يخ�رسها‪ ،‬فر�ص خا�صة قد ت�ضيع �أو تف�شل‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫�أو تُ�رسق منا لكنها ال تنتهي � ً‬

‫البع�ض يحبون ب�صدق وعمق‪ ،‬ولكن‬ ‫متى ما كرهوا و�صل كرههم �إلى �أعماق‬ ‫قلوبهم‪ ،‬وطرد احلب بقوة وبدون رحمة‪.‬‬

‫البع�ض ال تقنعهم �أن�صاف احللول‪..‬‬ ‫جدا وال ير�ضون الهزمية‪.‬‬ ‫نف�سهم طويل ً‬ ‫‪111‬‬


‫تغاريد‬ ‫�سيكون العامل �أجمل لو ع�شنا بدون‬ ‫عن�رصية وال طبقية‪ ،‬ولو تعاملنا مع النا�س‬ ‫ب�صدق و�إخال�ص‪ ،‬وبحب وح�سن نية‪،‬‬ ‫بغ�ض النظر عن اجلن�س �أو اللون �أو املذهب‬ ‫�أو الدين‪.‬‬ ‫�سيكون العامل �أجمل لو اقتنعنا �أن �أم�س‬ ‫ٌ‬ ‫ما�ض‪ ..‬مات وال �أمل برجوعه‪ ..‬و�أن‬ ‫فعل ٍ‬ ‫الغد هو امل�ستقبل‪..‬‬ ‫و�أننا يجب �أن نعمل ليكون املولود �أف�ضل‬ ‫من املفقود‪.‬‬

‫�سيكون العامل �أجمل لو تعاملنا فيه مع‬ ‫النا�س كما نحب �أن يعاملونا‪.‬‬

‫�سيكون العامل �أجمل لو ع�شنا بحب‬ ‫وقناعة ب�أننا �أف�ضل من غرينا‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ر�ضا النا�س غاية ال تدرك‪ ..‬لذلك نخطئ‬ ‫عندما نحر�ص على �إر�ضاء اجلميع ويف‬ ‫النهاية تكون النتيجة «ر�سوب»‪ ..‬خ�رسنا‬ ‫�أنف�سنا‪ ..‬ومل ير�ض �أحد‪.‬‬ ‫نعي�ش احلياة مرة واحدة فقط‪ ..‬لذلك‬ ‫نخطئ عندما نن�شغل بهمومها‪ ،‬ونتكا�سل‬ ‫عن اكت�شاف مباهجها‪.‬‬ ‫�أنا �إيجابية لأين م�ؤمنة �أن للخري والنجاح‬ ‫باب‪،‬‬ ‫�أبوا ًبا كثرية‪ ..‬فلو �أُغلق يف وجهي ٌ‬ ‫خري �أكرب مما‬ ‫فرمبا كان خلف الباب الآخر ٌ‬ ‫توقعت‪.‬‬

‫عندما نغفر ون�سامح‪ ،‬ونعطي الفر�صة تلو‬ ‫الأخرى‪ ،‬ونلتزم ال�صمت �إلى �أن ي�صل بنا‬ ‫احلال �إلى مرحلة الـ (ما ال يطاق)‪ ،‬ف�إننا‬ ‫نهدم بقوة وقناعة ما كان بالأم�س جميلاً ‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫تغاريد‬ ‫الب�سمة �سالح عجيب‪ ..‬يف احلب هي‬ ‫�سهام ت�صيب القلب فت�رصعه ع�شقًا‪ ..‬يف‬ ‫�سيف حاد ي�صيب العدو يف‬ ‫الكره هي‬ ‫ٌ‬ ‫مقتل‪.‬‬ ‫الب�سمة ‪ ..‬يف الهم ‪ ..‬ت�صيب الي�أ�س‬ ‫فتفجره �أملاً ‪ ..‬يف املر�ض‪..‬ت�ستهدف‬ ‫الوجع فتحيله قوةً‪ ..‬يف القلق ترتب‬ ‫فو�ضي امل�شاعر لتكون هدو ًءا وطم�أنينة‪.‬‬ ‫امنح �صديقك ب�سمة وعدوك ب�سمة‪ ..‬مع‬ ‫الأول ابت�سامتك �ستكون جواز مرورك‬ ‫لقلبه‪ ،‬فتقرتب منه �أكرث‪ ..‬ومع الثاين‬ ‫�ستكون �رضبة قا�ضية ت�ضمن لك بعرثته‬ ‫و�سقوطه‪.‬‬ ‫عندما تولد الب�سمة مع ا�شتداد خما�ض الأمل‬ ‫يكون املولود تو�أمني‪� ..‬أحدهما �أمل‪ ،‬والآخر‬ ‫قوة‪ ..‬وكالهما كامال ا َخللق وا ُخللق‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تلون‬ ‫من الذكاء �أن جنعل ابت�ساماتنا ّ‬ ‫حياتنا‪ ..‬ومن الغباء �أن جنعل ظروف‬ ‫حياتنا تغتال ابت�ساماتنا‪.‬‬ ‫االبت�سام املر�سوم على �شفاه الب�رش له‬ ‫�أ�رسار‪ ..‬يعرفها من يعرفها‪ ،‬ويجهلها من‬ ‫يجهلها‪.‬‬

‫�أثناء رحلة احلياة الطويلة‪ ..‬قد ن�صادف‬ ‫�أبوا ًبا مغلقة‪ ..‬ولكنها لي�ست مقفلة‪..‬‬ ‫فلنحاول فتحها‪ ،‬فرمبا جند خلفها كل‬ ‫اخلري‪.‬‬

‫مينحني من الق�سوة ما ال مينحه يل عدو‪..‬‬ ‫بحرا من الالمباالة؛ لأن حياتي‬ ‫و�أمنحه ً‬ ‫مليئة مبا هو �أهم‪ ..‬ون�شرتك يف لعبة العناد‬ ‫الطويلة‪ ..‬نف�سي طويل ولن � ّ‬ ‫أمل‪.‬‬ ‫‪115‬‬


‫تغاريد‬ ‫كثريا �شبا ًبا يعملون ويدر�سون‪..‬‬ ‫�أقدر‬ ‫ً‬ ‫ب�ساطة الوظائف وحمدودية عائدها مل‬ ‫تقف عائقًا �أمام طموحاتهم و�إ�رصارهم‬ ‫على قهر �صعاب حياتهم‪.‬‬ ‫ملاذا بعد �أن يرعاهم غرينا ويحت�ضن‬ ‫عبقريتهم‪ ،‬نعود نحن ونفتخر ب�إجنازاتهم‪،‬‬ ‫التي مل يكن لنا دور ب�صنعها‪..‬‬ ‫وملاذا يكون افتخارنا ب�أ�صولهم العربية‬ ‫�أكرث من �إجنازاتهم العلمية؟!‬ ‫عن علمائنا يف الغرب �أحتدث!!‬ ‫�أ�شياء ال ت�شرتى‪..‬‬ ‫ال�ضمري احلي‪..‬‬ ‫ال�سعادة‪..‬‬ ‫احلب ال�صادق‪ ،‬النقي‪ ،‬اخلايل من الزيف‬ ‫واخلداع‪ ،‬واملجرد من املنفعة‪ ..‬الإخال�ص‬ ‫والتفاين‪..‬‬ ‫�صحة الأبدان و�سالمة العقول‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف جمتمعاتنا العربية تكرث االزدواجية‬ ‫والنفاق‪ ..‬للأ�سف �أغلب النا�س يعي�شون‬ ‫ب�شخ�صية علنية تر�ضي املجتمع و�شخ�صية‬ ‫�رسية تر�ضي الذات‪.‬‬

‫البع�ض يتنكر بلبا�س الرباءة‪ ،‬ويتقم�ص دور‬ ‫امل�صلح االجتماعي‪ ،‬وينافق ليخفي ت�شوه‬ ‫�شخ�صيته احلقيقية‪ ،‬ومع ذلك قوة بع�ض‬ ‫�ضحاياه تف�ضح ب�شاعة حقيقته ونتانة �أخالقه‪.‬‬

‫نخطئ عندما نحاول �أن نحيي ذكريات‬ ‫�أعوام مليئة باخلذالن والأحزان دفناها يف‬ ‫مقابر الزمن‪ ..‬لأننا بذلك �سنن�شغل عن‬ ‫الفرح بوالدة �أعوام قادمة‪ ،‬قد تكون هي‬ ‫�سنوات عمرنا الذهبية‪.‬‬ ‫‪117‬‬


‫تغاريد‬ ‫نخطئ عندما نندم على �سقوط البع�ض من‬ ‫حياتنا‪.‬‬ ‫ هم ال ي�ستحقون؛ لذلك �سقطوا‪.‬‬ ‫ بدلاً من الندم يجب �أن ن�شكرهم؛ لأنهم‬ ‫ب�سقوطهم �أتاحوا لنا ر�ؤية �أ�شخا�ص �أكرث‬ ‫إخال�صا‪.‬‬ ‫جمالاً و�‬ ‫ً‬ ‫أ�شخا�صا اعتقدنا خط�أً �أنهم �أعيننا‬ ‫نخ�رس �‬ ‫ً‬ ‫التي نب�رص بها‪ ،‬وع�صانا التي نتوك أ� عليها‪،‬‬ ‫وبخ�سارتهم نكت�شف �أن مدى الر�ؤية‬ ‫عندنا �أ�صبح �أقوى وظهورنا �أ�صبحت‬ ‫�أكرث ا�ستقامة‪.‬‬

‫�سنوات طوال مع �أ�شخا�ص ب�إميان‬ ‫نعي�ش‬ ‫ٍ‬ ‫عميق �أنهم احلياة بالن�سبة لنا‪ ..‬ولكن‬ ‫تخربنا احلياة بعد حنيٍ من الدهر �أنهم فعلاً‬ ‫مبرها وكدرها‪.‬‬ ‫احلياة‪ ..‬ولكن ّ‬ ‫‪118‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�شخ�صياتنا احلقيقية وفطرتنا التي ولدت‬ ‫وكربت معنا �ستفر�ض نف�سها بقوة‪ ..‬مهما‬ ‫حاولنا �أن نزينها �أو ن�شوهها ب�صفات و�ألقاب‬ ‫ومواقف جتربنا عليها ظروف دنيانا‪.‬‬

‫عندما نن�سى �أنف�سنا‪ ،‬ونتوه و�سط دائرة‬ ‫امل�س�ؤولية الكربى‪ ،‬وحتت مظلة العطاء‬ ‫الأ�شمل‪..‬‬ ‫ُهديها لنا عجلة الزمان‪ ،‬وقد وقّع عليها‬ ‫ وت ِ‬ ‫وختم على �أنف�سنا بختم‬ ‫بقلم التعب‪ُ ،‬‬ ‫الكرب‪ ..‬فال يجب �أن نحزن‪.‬‬ ‫ فما زال يف الوقت مت�سع مهما كان‬ ‫العمر‪..‬‬ ‫ وما زال يف احلياة فعاليات فرح كفيلة برد‬ ‫اعتبار �أنف�سنا املن�سية‪.‬‬ ‫‪119‬‬


‫تغاريد‬ ‫من ال�سذاجة �أن ن�ضع ر�ؤو�سنا على و�سائد‬ ‫االطمئنان؛ ظانني �أن اجلميل �سيبقى‬ ‫جميلاً ‪ ،‬و�أن النقاء لن يتلوث بيا�ضه‪..‬‬ ‫فحتما �ستوقظنا �أنياب الواقع‬ ‫ لو فعلنا ذلك‬ ‫ً‬ ‫يو ًما من حلم الوهم اخلادع‪.‬‬

‫أ�شخا�ص نكرمهم‬ ‫كثريا ما مير بحياتنا �‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫بالإيثار والعطاء واحلب والبذل؛ ظ ًنا منا‬ ‫�أنهم ي�ستحقون‪ ،‬لكن ت�أتي مواقف منهم‬ ‫تعلمنا �أن بع�ض الظن �إثم‪ ..‬و�أننا وحدنا‬ ‫من نتحمل م�س�ؤولية �صفعات ح�سن‬ ‫الظنون‪.‬‬

‫‪120‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫بع�ض الب�رش كالأفاعي‪..‬‬ ‫ملم�س ناعم وهدوء عجيب‪..‬‬ ‫يكرهون النقاء ويلوثونه ب�سمومهم‬ ‫الكريهة‪..‬‬ ‫غاياتهم قذرة‪..‬‬ ‫و�أ�ساليبهم ملوثة باحلقارة‪..‬‬ ‫يكفي �أن تدو�سهم الأقدام ب�رضبة قا�ضية‬ ‫على هامات ر�ؤ�سهم فنكتفي �رشورهم‪.‬‬

‫�شخ�ص حياتك ثم يحاول‬ ‫«عندما يدمر‬ ‫ٌ‬ ‫العودة �إليها‪ ،‬فاعلم �أنه مل يتمم عمله بعد؛‬ ‫لذلك ال تعطه الفر�صة �أن يعود لأن عودته‬ ‫لي�ست ليكون �أف�ضل‪ ،‬بل ليجعلك �أ�سو�أ»‪.‬‬

‫الفراغ �أنواع‪� ...‬أجمله ما كنا منل�ؤه‪..‬‬ ‫و�أب�شعه ما كان ميل�ؤنا‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫تغاريد‬ ‫أر�ض خ�صبة للبكاء والف�شل‬ ‫الفراغ � ٌ‬ ‫وال�سقوط واملوت‪ ...‬فلنقطع عنق الفراغ‬ ‫بعقارب �ساعات ن�شغل �أوقاتنا فيها مبا‬ ‫يفيد‪.‬‬

‫ما �أجمل الفراغ عندما يكون �شاط ًئا‬ ‫هادئًا‪ ،‬نلقي على رماله �أحمال �أنف�سنا‪،‬‬ ‫لت�سحبها �أمواج لذة الهدوء والفراغ‬ ‫والتخفف من امل�س�ؤوليات‪ ،‬عندها فقط‬ ‫نتنف�س بعد طول اختناق!!‬

‫عندما جنعل من م�س�ؤولياتنا �أطواقًا خانقة‬ ‫حترمنا متعة اال�ستمتاع باحلياة‪ ،‬فهذا معناه‬ ‫�أننا ننتحر ببطء‪ ..‬لأنف�سنا علينا حق‪،‬‬ ‫وللحياة وج ٌه جميل البد �أن نراه‪.‬‬ ‫‪122‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫الليلة‪ ..‬لل�صمت حويل لذة جتعلني �أقول‬ ‫لأي هم�س هرب من ح�صن ال�سكون‪:‬‬ ‫ «�ش�ش�ش»‪ ،‬ف�أنا و�أحالمي بان�سجام حميم‬ ‫املارين يف دهاليز ذاكرتي‬ ‫تزعجه خطوات ّ‬ ‫من احلاقدين‪.‬‬

‫عندما يرتاق�ص قلبي على نغمات ال�سعادة‬ ‫يف ليالٍ طرزها الفرح �أت�ساءل‪:‬‬ ‫حتملت قبح تلك امل�ساءات قبل �أن‬ ‫ كيف ّ‬ ‫حبا غيرّ مفهومي‬ ‫تتجمل بقلوب غمرتني ً‬ ‫للحياة؟‬ ‫بع�ض الأ�شخا�ص يدخلون حياتنا من باب‬ ‫ال�صدف اجلميلة‪..‬‬ ‫ نرتبط بهم ب�رسعة الربق‪ ..‬نعتاد عليهم‪..‬‬ ‫ت�شع حياتنا بهم‪ ..‬هم هدايا الأيام الثمينة‪..‬‬ ‫احلفاظ عليهم واجب‪ ..‬والتفريط بهم‬ ‫جر ٌم ي�ستوجب العقاب‪.‬‬ ‫‪123‬‬


‫تغاريد‬ ‫ال�صرب‪ ..‬احللم‪ ..‬والت�سامح‪� ..‬صفات ال‬ ‫تدل على ال�سذاجة �أو الغباء‪� ..‬إمنا هي رقي‬ ‫روح‪ ..‬وقوة �ضبط للنف�س تنفجر �إذا كثرُ‬ ‫العبث ب�صمام الأمان‪.‬‬

‫الإيجابية والأمل يف تخطي العرثات خري‬ ‫عالج ل�صفعات احلياة وخيباتها‪.‬‬

‫احلياة حلوة مهما ق�ست علينا‪ ..‬من الظلم‬ ‫�أن نوجه اجتاهنا جهة وجهها العاب�س‬ ‫دون �أن ن�ستدير لرنى ذلك الوجة البا�سم‬ ‫امل�رشق الذي تتميز به‪.‬‬

‫�أب�سط �أ�سباب ال�سعادة؛ حب احلياة‪،‬‬ ‫والبحث عن مظاهر فرح متوارية خلف‬ ‫عرثات ال�سنني وخيباتها‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫احلياة جميلة لو �آمنا واقتنعنا �أن‪..‬‬ ‫ رزقنا مق�سوم‪..‬‬ ‫ وقدرنا حم�سوم‪..‬‬ ‫ و�أن �أحوال الدنيا ال ت�ستحق الهموم‪.‬‬ ‫احلياة جميلة لو عملنا فيها لدنيانا ك�أننا‬ ‫نعي�ش �أبداً‪ ..‬وعملنا لآخرتنا ك�أننا منوت‬ ‫غدا‪.‬‬ ‫ً‬

‫يف احلياة متع كثرية لها طعم ال�سكر‪..‬‬ ‫ت�ستحق �أن نبحث عنها ون�ستمتع بها �إلى‬ ‫�أق�صى درجات اال�ستمتاع دون التفكري‬ ‫مبن �سي�ؤيد �أو يعار�ض‪..‬‬ ‫ ال�ضابط الوحيد الرت�شافنا ّ‬ ‫لذتها‪..‬‬ ‫ هو ر�ضى اخلالق ثم من له حق مبا�رش علينا‬ ‫يجب �أال نتجاوز ر�ضاه‪..‬‬ ‫ �أما الب�رش‪ ..‬فر�ضاهم مي�ؤو�س منه لأنه غاية‬ ‫ال تدرك‪.‬‬ ‫‪125‬‬


‫تغاريد‬ ‫من ال�ضعف �أن منار�س القوة على من‬ ‫هم �أ�ضعف منا‪ ..‬وجننب �أمام من يغلب‬ ‫جربوتهم قوتنا‪.‬‬

‫من ال�ضعف �أن ن�ست�سلم للظروف ونتنازل‬ ‫عن حقوقنا متجاهلني �أن اهلل خلقنا بقوة‬ ‫داخلية لو �أطلقناها بعقل‪ ..‬لأتتنا الدنيا‬ ‫كما نحب‪.‬‬ ‫ال�صمت �أمام من يجهل �أبجديات احتواء‬ ‫البوح ال يعني الزهد يف الكالم‪ ..‬هو‬ ‫تطبيق عملي للمثل القائل‪�« :‬إذا كان‬ ‫الكالم من ف�ضة فال�سكوت من ذهب»‪.‬‬ ‫�ستارا ثقيلاً‬ ‫ال�صمت الظاهري قد يكون ً‬ ‫يحجب �ضجيج �أحاديث و�صخب بوح‬ ‫داخلي‪� ..‬أعمق من �أن يكون مادة �شيقة‬ ‫تدغدغ �سمع املتطفلني‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫احلياة م�رسحية متعددة الف�صول‪ ..‬تغلق‬ ‫�ستارها عن م�شهد كوميدي لتفتحه‬ ‫على �آخر تراجيدي‪ ..‬ومن حركي لآخر‬ ‫واقعي‪ ..‬وهكذا‪.‬‬

‫�أ�سو�أ الرجال من ت�سترت رجولته خلف‬ ‫جمموعة ن�ساء يدافعن عنه عندما يقع يف‬ ‫م�شكلة‪ ،‬ويقمن مبا يجب �أن يقوم به هو‬ ‫من مهام‪.‬‬

‫�أ�سو�أ الرجال اجلبان الذي ال ي�ستطيع �أن‬ ‫يواجه م�شاكله بنف�سه وترك لغريه قيادة‬ ‫دفة حياته‪.‬‬

‫�أ�سو�أ الرجال من عا�ش �أبنا�ؤه اليتم وهو‬ ‫على قيد احلياة‪.‬‬ ‫‪127‬‬


‫تغاريد‬ ‫جترع مرارة اخلذالن‬ ‫قد يكتب علينا القدر ّ‬ ‫من �أقرب املقربني‪ ..‬ومع ذلك القوة يف‬ ‫احلق لها مفعول ال�سحر يف تعزيز الثقة‬ ‫بالنف�س وترميم ت�صدعات ال�شخ�صية التي‬ ‫ت�أثرت بعوامل القهر‪.‬‬ ‫‏ت�صفعنا احلياة مبواقف تبكينا‪ ..‬ثم تعود‬ ‫لتداوينا مبواقف تر�سم االبت�سام على‬ ‫مالحمنا لرتا�ضينا‪.‬‬ ‫نخطئ عندما نخيط جراحنا قبل �أن نتعمق‬ ‫يف تنظيفها وتعقيمها؛ لأنها لن تلبث �أن‬ ‫تلتهب وتقذف ب�إفرازاتها الكريهة على ما‬ ‫نحاول �أن نعاجله يف م�ستقبل �أيامنا‪.‬‬ ‫افعل ما �شئت ف�سي�أتي اليوم الذي ُيفعل‬ ‫بك كما فعلت‪ ..‬عندما تظلم ف�س ُتظلم‪،‬‬ ‫ف�سيكذب عليك يو ًما ما‪..‬‬ ‫و�إن كذبت ُ‬ ‫غدا‪.‬‬ ‫فافعل اليوم ما حتب �أن ُيفعل بك ً‬ ‫‪128‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ال ينبغي لأحد �أن يتمنى حيا ًة �سيئ ًة ل�شخ�ص‬ ‫مهما بلغ �أذاه‪ ..‬اهلل وحده هو احل�سيب‪،‬‬ ‫و�سريد كل �إ�ساءة يف نحر �صاحبها‪.‬‬ ‫املواقف تك�شف لنا ثقل معادن من حولنا‬ ‫يف حياتنا‪ ..‬مواقفهم معنا تك�شف لنا‬ ‫ب�رشا بثقل احلديد ال�صلب‪،‬‬ ‫�أن يف حياتنا ً‬ ‫و�آخرين بخفة ورق الق�صدير‪.‬‬

‫�أغلب م�شاكلنا يف احلياة نتيجة �سببني‪..‬‬ ‫�إما �أننا نت�رصف دون تفكري‪� ،‬أو �أننا نفكر‬ ‫وال نت�رصف‪.‬‬ ‫اعتاد كثريون �أن نبحث عنهم‪ ،‬وعندما‬ ‫نرتك لهم حرية البعد يتهموننا بالتغري‬ ‫واجلفاء‪� ..‬أح�سن رد على ه�ؤالء‪ :‬لن‬ ‫وعذرا‬ ‫نكون قريبني �إال ملن يبادلنا الو�صل‬ ‫ً‬ ‫للبقية‪.‬‬ ‫‪129‬‬


‫تغاريد‬ ‫عندما يتكلم عنا ب�سوء من مل ي�صافح منا �إال‬ ‫بيا�ض �أنف�سنا‪ ،‬فلي�س من احلكمة �أن نحزن‬ ‫�أو نعاتب؛ فذنوبنا فداه‪ ..‬نحن كرماء‪ ،‬وهو‬ ‫ي�ستحق �أن نعطيه منها ب�سخاء ليكفرها عنا‪.‬‬ ‫عندما نت�أمل نتعلم‪ ..‬وعندما نتعلم نتغري‪..‬‬ ‫وتغرينا هو االختبار احلقيقي لقوة‬ ‫�شخ�صياتنا �أو �ضعفها‪.‬‬ ‫�أقوى �شعور باالنت�صار �أن ي�شغل ح�سادك‬ ‫ويكر�سوا جهودهم ملحاربتك‪..‬‬ ‫�أنف�سهم‬ ‫ّ‬ ‫�شموخا‬ ‫وبعد كل حماولة فا�شلة تزداد �أنت‬ ‫ً‬ ‫وكمدا‪.‬‬ ‫قهرا‬ ‫ً‬ ‫وعزةً‪ ،‬ويزدادوا هم ً‬ ‫�أحيا ًنا نتو�سل ح�ضور ال�صمت مبا يكفي‬ ‫ل�سجن كالم لو �أطلقنا �رساحه لكانت‬ ‫�رضرا من جنحة‬ ‫جرمية النطق به �أكرث‬ ‫ً‬ ‫حب�سه يف داخلنا‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أ�صعب املواقف عندما تبد�أ عالقاتنا بعبارة‬ ‫«وثقت بك» وتنتهي بـ«للأ�سف»‪..‬‬ ‫وللأ�سف ما �أكرث ما تفاجئنا �أيامنا بها‪،‬‬ ‫وهي ترتدي معطف الده�شة من برد‬ ‫اخلذالن!!‬ ‫فلن�صف نياتنا حتى‬ ‫على نياتكم ترزقون‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫ت�صفو لنا الأيام‪.‬‬ ‫نخطئ يف �صغرنا فيمحو الزمن �أخطاءنا‬ ‫كما متحو الأمواج كتاباتنا على �شواطئها‪..‬‬ ‫ونخطئ ونحن كبار فنندم‪ ،‬ولكن �أخطاءنا‬ ‫تكون كنقو�ش على �صخر ي�صعب حموها‪.‬‬ ‫ال�صمت ال يعني عدم القدرة على الرد‪،‬‬ ‫ولكن قد يكون ال�صمت ترف ًعا عن‬ ‫تفاهات نتعالى عن اخلو�ض فيها‪� ،‬أو حني‬ ‫يكون ال جدوى من احلديث فيكون‬ ‫ال�صمت �أبلغ‪.‬‬ ‫‪131‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أحيا ًنا‪ ..‬ن�سكت‪ ..‬لأن يف ال�سكوت‬ ‫بالغة تفوق �صخب الكلمات‪.‬‬

‫�أحيا ًنا‪ ..‬ال يكون �سكوتنا خوفًا �أو جب ًنا‪،‬‬ ‫ملا�ض جمعنا مبن �شوهوا‬ ‫لكنه احرتا ٌم‬ ‫ٍ‬ ‫ما تبقى من �أطالل ذكرى حيا ٍة ع�شناها‬ ‫معهم‪.‬‬

‫«من يحبك ويهمه �أمرك ب�صدق‪ ..‬يبحث‬ ‫عنك يف قمة ان�شغاله‪ ،‬ولي�س يف قمة‬ ‫فراغه»‪.‬‬

‫نتعب يف حماولة �إنعا�ش عالقة طرفها‬ ‫الآخر مي�ؤو�س منه‪..‬ليتنا ندرك �أنها جهود‬ ‫�ضائعة ووقت مهدر‪ ..‬توفريه قد يفتح لنا‬ ‫�أبواب الأمل بعالقة �أكرث حيا ًة و�صدقًا‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�ضعفت ب�صريتي فوثقت بك ثق ًة ‪-‬عمياء‪-‬‬ ‫حجبت عني ر�ؤية قبح �صفاتك ولكني‪..‬‬ ‫تعاجلت الآن من طيبتي التي �أ�ضعفت‬ ‫مدى ر�ؤيتي و�أ�صبح مقيا�س ثقتي بالب�رش‬ ‫‪.6/6‬‬ ‫كل جناح يولد من ف�شل‪ ..‬وكل عزمية‬ ‫تولد من �أمل‪ ..‬وكل م�شاعر �صادقة تولد‬ ‫حب خاذل‪ ..‬حتى زخات‬ ‫بعد �إجها�ض ٍ‬ ‫املطر‪ ..‬تولد من احرتاق املاء بنار ال�شم�س‪.‬‬

‫جتربنا الظروف على جتربة مذاقات‬ ‫خمتلفة من الظلم‪ ..‬نكت�شف �أن كل نوع‬ ‫منها انفرد بنكهة خمتلفة‪ ..‬بع�ضها له‬ ‫ل حياتنا مبرارة‬ ‫طعم القهر‪ ..‬وبع�ضها مي أ‬ ‫بغي�ضة‪� ..‬أو ي�أتينا بنكهة الوجع‪� ..‬أو قد‬ ‫ترتكز فيه �شهوة انتقام‪� ..‬إال ظلم احلب‪..‬‬ ‫جمع كل النكهات ‪ -‬مركزة‪ -‬ومل يرحم‪.‬‬ ‫‪133‬‬


‫تغاريد‬ ‫الثقة كاال�ستثمار عايل املخاطر‪� ..‬إن‬ ‫منحتها ملن ال ي�ستحق �ضاعت �أمانتك‬ ‫التي ا�ستودعتها ‪-‬خائ ًنا‪.-‬‬ ‫حياتنا �سل�سلة �أخطاء بع�ضها جروح‬ ‫وبع�ضها الآخر ورود‪..‬‬ ‫�إن ا�ست�سلمنا ل�شعور الذنب والندم على ما‬ ‫فات توغلنا يف دروب اخلط�أ �أكرث‪..‬‬ ‫و�إن جتاوزناها �أ�صبحت �أخطا�ؤنا خربات‬ ‫تفيدنا يف تفادي العرثات‪.‬‬ ‫تكرب �أمانينا وترتعرع على قارعة حلم‪..‬‬ ‫ولكنها متوت حتت �رشا�سة عجالت واقع‬ ‫جتاوزت �رسعته املجنونة عذوبة �أحالمنا‬ ‫الهادئة‪.‬‬ ‫احلياة ت�ستمر‪ ..‬ال تنتهي عند �سن معينة‪..‬‬ ‫ولكنها متوت عندما يبهت الأمل وتت�شوه‬ ‫النف�سيات فقط‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تناق�ض‪ ..‬كل هالدنيا تناق�ض‪..‬كلمات‬ ‫بع�ض الأغاين تطربنا بواقعيتها‪ ..‬فتجربنا‬ ‫�أن ن�ستمع بعمق‪.‬‬

‫للحياة وج ٌه با�سم و�آخر عاب�س‪ ..‬يجب �أن‬ ‫نهيئ �أنف�سنا للتعامل مع �أوجهها املختلفة‪،‬‬ ‫إيجابيا‪ ..‬وب�أمراهلل‬ ‫ليكون تفاعلهما م ًعا � ً‬ ‫تفوق جناحاتنا �إخفاقاتنا‪.‬‬

‫نرك�ض بهلع خلف �أحالمنا املمزقة التي‬ ‫تناثرت مع هبوب عوا�صف الواقع‪..‬‬ ‫ نحاول �أن جنمع �أكرثها ثم نعيد ل�صقها مبا‬ ‫تبقى من �أمل ورجاء‪..‬‬ ‫ قد ننجح ولكن تبقى �آثار الرتميم وا�ضحة‬ ‫على لوحة احللم‪.‬‬ ‫‪135‬‬


‫تغاريد‬ ‫فر�ض الرقابة على جنون �أقالمنا وه�سرتيا‬ ‫التمرد التي ت�سكنها حترمنا لذة االنت�صار‬ ‫على ق�سوة الظروف‪..‬‬ ‫ يكفينا من عبث احلرف �أنه ي�سكت‬ ‫�صوت ال�ضعف فينا‪ ،‬ويحوله �إلى قوة‪.‬‬ ‫من املخيف �أن ميتدحك اجلميع بينما �أنت‬ ‫ت�سقط من عني نف�سك‪ ،‬ومن املميت �أن‬ ‫تتنازل عن �أحالمك حتت �سطوة الواقع‪.‬‬

‫�أحالمنا كنوزنا‪ ..‬نواريها خلف �أبواب‬ ‫مغلقة ب�إحكام‪ ،‬ال نفتحها لأي طارق �أو‬ ‫عابر �سبيل؛ حتى ال ي�شوهها الآخرون‬ ‫بف�ضولهم‪ ،‬ويغتالها احلا�سدون بحقدهم‪.‬‬ ‫ر�ضا النا�س غاية ال تدرك؛ لذا فال�سعي‬ ‫وعبث‬ ‫وراء �إر�ضائهم م�ضيع ٌة للوقت‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫�سي�ؤدي بنا �إلى خ�سارة �أنف�سنا‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫احلرية من غري ابتذال‪ ..‬وااللتزام من غري‬ ‫تزمت معادلة ت�ضمن لنا حياة متوازنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خالية من الإفراط والتفريط‪.‬‬ ‫اجلهل ب�أبجديات التعامل مع الآخرين‬ ‫(�أمية) من نوع جديد‪.‬‬ ‫يف ظل تزايد انحدار الذوق العام‪..‬‬ ‫�أ�صبحنا بحاجة العتماد �أبجديات الذوق‬ ‫كمادة جديدة تدر�س يف املدار�س‪.‬‬

‫الآي فون ‪ -‬الآي باد ‪ -‬الآي بود ‪-‬‬ ‫البالك بريي‪� ..‬إلخ‪ ..‬تقنيات ات�صال‬ ‫تكنولوجيا‪،‬‬ ‫متطورة جعلت احلياة �أ�سهل‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫�أعقد‬ ‫ً‬ ‫خلف كل مقود �أو مقعد �سيارة حكاية‬ ‫مر�سومة على مالمح ب�رش‪.‬‬ ‫‪137‬‬


‫تغاريد‬ ‫تكون من العقالء �إن اخرتت �أن تعطي‬ ‫عقلك �إجازة �أو تركنه على الرف و�سط‬ ‫عامل مليء باملجانني‪ ..‬املهم �أال ي�ضيع منك‬ ‫كي تخرجه وقت احلاجة �إليه‪.‬‬

‫ن�سمع �صوتًا جهوريًا حلقوق الإن�سان‬ ‫عندما تكون احلقوق للأجانب من خارج‬ ‫الوطن العربي �أو للعمالة‪ ..‬ولكن ملاذا‬ ‫ت�صاب حبالها ال�صوتية باخلر�س عندما‬ ‫يتعلق الأمر باملواطن؟!!‬

‫تدخل �أحالمنا يف �سبات‪ ..‬ولكنها ال‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫متوت � ً‬ ‫‪138‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫‏‏‫ �س�ؤال يحريين‪..‬‬ ‫ليت من ينادون بامل�سيار يجيبون عليه‪..‬‬ ‫ملاذا ال يختار م�ؤيد امل�سيار فتاة من ذوي‬ ‫االحتياجات اخلا�صة �أو من تعداهن �سن‬ ‫الزواج وت�أخر عنهن الن�صيب؟!‬ ‫�ألي�س الهدف واملربر لهذا الزواج هو ال�سرت؟!‬

‫عداء ت�أتينا ب�رسعة‬ ‫بع�ض الأحالم لها �أقدام ّ‬ ‫الربق‪ ..‬وبع�ضها عرجاء تن�صانا ببطء‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ظرف خمتلف‪ ..‬قد يت�أخر ولكن‬ ‫لكل حلم‬ ‫ال بد �أن ي�أتي يوم ًا وي�صل‪.‬‬

‫التمرد على روتني احلياة بني فرتة و�أخرى‬ ‫عالج نحتاجه للتخل�ص من تراكم �سموم‬ ‫ٌ‬ ‫الرتابة واالكتئاب على جدران النف�س‪.‬‬ ‫‪139‬‬


‫تغاريد‬ ‫خروج ال�شتاء ي�شبه هزمية رجل �أحمق!!‬

‫جدا التملق والنفاق والغرور‪..‬‬ ‫�أكره ً‬ ‫ لأنها �أدوات جتميل مغ�شو�شة‪ ،‬غري قادرة‬ ‫على �إخفاء عيوب النف�س القبيحة‪.‬‬

‫العن�رصية والتعايل وتق�سيم املجتمع �إلى‬ ‫فئات يعلو بع�ضها على بع�ض‪� ..‬أق�رص‬ ‫الطرق ل�ضعف املجتمع وانهياره‪ ..‬نعوذ‬ ‫باهلل من �رشور عواقبها‪.‬‬

‫الأ�شخا�ص املف�ضلون عندي الذين‬ ‫�شعارا لهم‪ ،‬واالبت�سامة‬ ‫يعتمدون التوا�ضع‬ ‫ً‬ ‫بطاقة �شخ�صية يقدمون بها �أنف�سهم‬ ‫لغريهم‪ ،‬مهما علت مراتبهم‪� ،‬أو ُ‬ ‫عظم‬ ‫�ش�أنهم‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫الأ�شخا�ص املف�ضلون عندي املت�صاحلون‬ ‫مع الدنيا‪ ..‬املحبون لها‪ ..‬الذين يعملون‬ ‫أبدا‪ ،‬ويعملون‬ ‫لدنياهم ك�أنهم يعي�شون � ً‬ ‫لآخرتهم ك�أنهم ميوتون غداً‪.‬‬ ‫الأ�شخا�ص املف�ضلون عندي الذين يقل‬ ‫كالمهم وتكرث �أفعالهم‪.‬‬

‫�أناقة الهندام‪ ..‬والرثاء الوا�ضح على بع�ض‬ ‫قناع متكلف‪ ،‬يخفي خلفه فقر‬ ‫الب�رش‪ٌ ..‬‬ ‫ذوق مدقع ًا‪ ،‬و�أناقة معدومة يف التعامل‬ ‫ٍ‬ ‫مع الآخرين‪.‬‬

‫تركيبتنا االجتماعية ال حتر�ص على مل‬ ‫دائما هناك ف�صل‪ ..‬للذكور‬ ‫�شمل الأ�رسة‪ً ..‬‬ ‫عامل وللإناث عا ٌمل �آخر‪ ..‬لذلك الفجوة‬ ‫الفكرية مت�سعة‪.‬‬ ‫‪141‬‬


‫تغاريد‬ ‫ليتني �أ�ستطيع التنكر بعقل رجل حتى‬ ‫�أب�رص حقائق الرجال اخلافية‪.‬‬

‫الأم والأب‪ ..‬الإخوة والأبناء‪� ..‬أثمن ما‬ ‫يف احلياة‪ ..‬هم وحدهم � ٌ‬ ‫أ�صل غري قابل‬ ‫للتقليد �أو اال�ستن�ساخ‪.‬‬

‫عيبا �أن �أعتذر من طفلي ال�صغري ذي‬ ‫لي�س ً‬ ‫الـ‪� ٥‬سنوات �إن �أخط�أت بحقه‪ ..‬لأين بذلك‬ ‫�أ�ضمن اعتذاره يل �إذا �أخط�أ بحقي‪.‬‬

‫الطفل كالإ�سفنج‪ ..‬ميت�ص اليوم كل‬ ‫غدا‪..‬‬ ‫انفعاالتنا وممار�ساتنا ويع�رصها ً‬ ‫�شخ�صية يعي�ش بها بني النا�س‪..‬‬ ‫ لذلك لنحر�ص �أن يت�رشب منا كل ما هو‬ ‫نظيف قولاً وفعلاً ‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫عقل الطفل ال�صغري �أكرب مما نتوقع بكثري‪..‬‬ ‫واجب علينا‬ ‫لذلك احرتام طريقة تفكريه‬ ‫ٌ‬ ‫�إن �أردنا منه احرتامنا‪.‬‬ ‫املبالغة يف ممار�سة طرق الرتبية احلديثة‬ ‫ق ّللت من هيبة الآباء وزادت من قوة‬ ‫الأبناء‪ ..‬فاخت ّلت موازين القوى يف‬ ‫الأ�رسة‪.‬‬ ‫�أرى عنف مراهقة هذا اجليل‪ ،‬و�أترحم‬ ‫يدي خلالق‬ ‫على وداعة جيل �سابق‪� ..‬أرفع ّ‬ ‫ال�سماء‪ ،‬راجي ًة منه عز وجل �أن يحفظ‬ ‫ذرياتنا من جموح مراهقة عنيفة‪.‬‬

‫تختلف الأجيال‪..‬وتتطور طرق الرتبية‬ ‫والتعامل مع املراهقني‪..‬ولكن تبقى‬ ‫الطريقة الكال�سيكية ذات � ٍأثر فعال‪ ،‬مهما‬ ‫حاولنا �أن نواكب ع�رصنة و�سائل التوجيه‪.‬‬ ‫‪143‬‬


‫تغاريد‬ ‫لي�س من املنطق �أن �أجنب �أوال ًدا و�أعي�ش‬ ‫لنف�سي فقط‪ ..‬الأبناء نعمة‪ ..‬واحلياة معهم‬ ‫ولهم هي ال�سعادة ب�أجمل �صورها‪ ..‬ليت‬ ‫مبكرا‪.‬‬ ‫كل �أم تدرك ذلك‬ ‫ً‬ ‫البد �أن تفكر كل �أم قبل �أن تذهب ملنا�سبة‬ ‫خا�صة‪ ..‬ماذا �سيفعل �أبنا�ؤها يف غيابها!!‬ ‫فرح ينتظره‬ ‫املتعة تكون �أكرب �إذا كان للكل ٌ‬ ‫وي�ستمتع به!!‬

‫ما ر�أيكم يف �أب ال يعرف هل جنح‬ ‫�أوالده �أم ال‪ ،‬وال ي�شارك معهم خيارات‬ ‫اجلامعة والتخ�ص�صات‪ ..‬بل وحتى هدايا‬ ‫النجاح!! احلرمان هو �أن مت�ضي حياة‬ ‫�أب بدون �أن ي�ستمتع بنعمة البنني جلهله‬ ‫وتعنته‪.‬‬

‫‪144‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أ�شفق على الأب الذي ال يعي�ش متعة‬ ‫ال�صيف مع �صغاره!! مهما �رسقتنا الدنيا‬ ‫فال �أجمل من �رسقة �أوالدنا لنا بني احلني‬ ‫والآخر!!‬

‫نكرب فندخل بوابة احلياة بثقة‪ ،‬معتقدين‬ ‫�أننا �أ�صبحنا بقوة تغنينا عن عون والدينا‪،‬‬ ‫ومع كل �صفعة نتلقاها من الدنيا نرك�ض‬ ‫بح ًثا عن ح�ضنهما لرنمتي ولنطمئن‪.‬‬ ‫�أرثي حلال �أطفال تربوا يف ح�ضن خادمة‬ ‫من بيئة وثقافة ورمبا دين خمتلف‪ ،‬و�أ�س�أل‬ ‫قادم لي�س له هوية‪.‬‬ ‫اهلل اللطف يف ٍ‬ ‫جيل ٍ‬ ‫كثريا من �أنانية �أم ت�ستثقل حتمل‬ ‫�أت�أمل‬ ‫ً‬ ‫م�س�ؤولية �أوالدها‪ ،‬يف الوقت الذي حتر�ص‬ ‫فيه على �صديقاتها و�أهلها ومنا�سباتهم‬ ‫على ح�ساب �أطفال هم �أحوج بوقتها‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫تغاريد‬ ‫�صداقة الوالدين للأبناء لن تقلل من‬ ‫هيبتهم‪ ..‬لو نزل عقل الآباء مل�ستوى‬ ‫�أبنائهم؛ ل�سهل فهمهم‪ ،‬والرتقى عقل‬ ‫الأبناء‪ ،‬ولتي�رس لهم اكت�ساب خربات‬ ‫والديهم‪.‬‬

‫كي ن�ضمن بعون اهلل �أبنا ًء �صاحلني يجب‬ ‫�أن نفهم طبيعة كل �سن مير بها �أبنا�ؤنا‬ ‫ونتعامل مع كل مرحلة عمرية مبا يتنا�سب‬ ‫معها‪.‬‬

‫�أخطاء املراهقني �أمر طبيعي ال يدعو‬ ‫تقبل �أخطائهم والتعامل معها‬ ‫للقلق‪ُ ..‬‬ ‫مبرونة ي�ضمن لنا ب�أمر اهلل �أبنا ًء �أ�صحاء‪،‬‬ ‫واجتماعيا‪.‬‬ ‫أخالقيا‬ ‫نف�سيا و�‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪146‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫كثريا‪ ..‬نا�سني‬ ‫الكبار ينتقدون ال�شباب ً‬ ‫�سنوات م�ضت كانوا‬ ‫�أو متنا�سني �أنهم يف‬ ‫ٍ‬ ‫�شبا ًبا‪ ،‬لهم زلاّ تهم و�أخطا�ؤهم‪ ،‬وكانت‬ ‫ت�ضايقهم انتقادات الكبار وت�ستفزهم‪.‬‬ ‫من امل�ؤمل �أن يرتكز مفهوم احلرية عند‬ ‫البع�ض يف االن�سالخ من الأخالق والتمرد‬ ‫على القيم‪ ..‬احلرية حرية فكر متو�شح‬ ‫برداء الدين والأخالق والتقاليد‪.‬‬ ‫هل �ساهم منع ال�شباب من الأ�سواق يف‬ ‫احلد من م�شكلة التحر�شات وامل�ضايقات‪..‬‬ ‫نحن نتعامل مع امل�شكلة مب�شكلة �أكرب!!‬ ‫املنع لي�س احلل‪.‬‬ ‫العنف الأ�رسي وظلم ويل الأمر تعددت‬ ‫�أ�شكاله‪ ،‬هو لي�س عنف ًا ج�سدي ًا فقط؛‬ ‫فبع�ض العنف النف�سي �أ�شد �أملًا‪ ،‬وال خري‬ ‫يف امر�أة ت�رضب ب�سياط الظلم وت�سكت‪.‬‬ ‫‪147‬‬


‫تغاريد‬ ‫قبل �أن يطالب الوالدون برب الأبناء يجب‬ ‫�أن يربوا هم ذريتهم‪ ..‬ففاقد ال�شيء ال‬ ‫يعطيه‪ ..‬كيف نطلب من الأبناء الإح�سان‬ ‫ملن �أ�ساء �إليهم من الآباء‪.‬‬ ‫نف�سيا �أكرث مما‬ ‫تعب ال�صغري يرهق الأم‬ ‫ً‬ ‫يتعبها ج�سديًا‪ ..‬ليتنا ن�ستطيع �أن نتحمل‬ ‫املر�ض عن �أبنائنا‪ ،‬وجننبهم كل ما ي�ؤذيهم‪.‬‬

‫عندما يقول الرجل‪« :‬هذا حقي‬ ‫ال�رشعي»؛ فلنعلم �أنه بال حق‪ ..‬ويبحث‬ ‫عن و�صايات فارغة حتفظ له وجهه املتخم‬ ‫بال�صفعات‪.‬‬

‫لو يل من الأمر �شي ٌء ملنحت الأبناء �سلط ًة‬ ‫تفوق عقل ال�صغار‬ ‫على الآباء‪ ..‬للأ�سف ّ‬ ‫كثريا!‬ ‫على الكبار ً‬ ‫‪148‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تقيم �أهلية‬ ‫ملاذا ال تكون هناك جهة ّ‬ ‫الرجل للوالية‪ ،‬عندما ت�شتكي املت�رضرة‪،‬‬ ‫قادرا‬ ‫وتتعر�ض للظلم ممن يجب �أن يكون ً‬ ‫على حمايتها‪ ،‬ومبوجب ذلك �أُعطي‬ ‫الوالية‪.‬‬ ‫ال�شباب طاقة جبارة تنه�ض بها‬ ‫املجتمعات‪ ..‬ليت الكبار يتقبلونهفواتهم‪،‬‬ ‫ويفهمون طبيعة �سنهم‪ ،‬ويفرحون‬ ‫ب�إجنازاتهم بقدر ما ي�ضخمون �أخطاءهم‪.‬‬ ‫املر�أة التي ترتك �أوالدها لتعي�ش حياتها؛ ال‬ ‫ت�ستحق االحرتام‪.‬‬ ‫ال ي�ستحق االحرتام من يتزوج وي�صبح‬ ‫�أ ًبا‪ ،‬وال يريد �أن يتحمل م�س�ؤولية عائلته‪.‬‬ ‫من �أ�سباب الطالق بال�سعودية ات�ساع‬ ‫وعاطفيا‪.‬‬ ‫الفجوة بني الزوجني فكريًا‬ ‫ً‬ ‫‪149‬‬


‫تغاريد‬ ‫من �أ�سباب الطالق بال�سعودية �أن اختياراتنا‬ ‫تعتمد على ال�شكل بالدرجة الأولى‪� ..‬أي‬ ‫موا�صفات �شكلية يطلبها اخلاطب تبحث‬ ‫عنها الأم‪.‬‬

‫الطالق حرية ملن اختار حل وثاق الزواج‪.‬‬

‫املطلقة‪..‬هي امر�أة �شجاعة اختارت‬ ‫مواجهة جمتمع ظامل يف �سبيل حتررها من‬ ‫عبودية رجل ظامل �سلبها حقها يف حياة‬ ‫كرمية‪.‬‬

‫حرية املطلقة وانطالقها مفهو ٌم لن يفهمه‬ ‫�إال من حكم عليها ب�أ�شغال خاذلة م�ؤبدة‬ ‫يف �سجن الزواج‪ ..‬طالقها‪ ..‬حرية‬ ‫وانت�صار ي�ستحق ال�شكر‪.‬‬

‫‪150‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫أ�رصت‬ ‫الطالق ملن اختارت هذا القرارو� ّ‬ ‫عليه حرية وانطالق حلياة جديدة مبنية‬ ‫على �أ�سا�س قوي من قناعة ورغبة يف‬ ‫ما�ض لبناء م�ستقبل‪.‬‬ ‫ن�سيان ٍِ‬ ‫الفرق بني طفولتنا وطفولة هذا اجليل‪..‬‬ ‫�أن طفولتهم ت�شوهت فيها الرباءة‪ ..‬فيما‬ ‫طهرا و براءة‪.‬‬ ‫كانت طفولتنا تنب�ض ً‬ ‫�إيقاظ الأطفال ليوم درا�سي جديد وقراءة‬ ‫�أذكارال�صباح على مائدة �إفطار وجبتها‬ ‫الرئي�سة قبالت حب متبادلة ودعوات �أم‬ ‫لأوالدها هي روح ال�صباح الأجمل‪.‬‬ ‫روعة ال�صباح يف ابت�سامة طفل ي�ستعد‬ ‫للذهاب للمدر�سة وهو ير�شو �أمه بقبلة‬ ‫وعبارات حب ع ّلها ت�سمح له بغياب‪..‬‬ ‫والأروع �أريحية احلوار بينها و�إقناعه من‬ ‫غري خ�صام‪.‬‬ ‫‪151‬‬


‫تغاريد‬ ‫�أجمل ما يف الدنيا تعابري حب ونظرة‬ ‫امتنان‪ ..‬ت�سعد بها الأم من �أبنائها‪.‬‬ ‫من �أ�سباب ت�أخري الزواج عدم قناعة‬ ‫�شباب اجليل احلايل بفعالية الزواج‬ ‫التقليدي‪�..‬أ�صبح توافق ال�شخ�صيات �أهم‬ ‫من ال�شكل‪ ..‬لذا فاالختيار �صعب يف ظل‬ ‫�صعوبة التوا�صل‪.‬‬ ‫�إلى متى والثقة مفقودة مبن حتملت جبالاً‬ ‫من تعب وم�شقة حتى تربي رجالاً دا�سوا‬ ‫كرامتها ب�أحذيتهم‪ ،‬ون�سوا �أن اهلل رفع‬ ‫�ش�أنها وجعل اجلنة حتت قدميها‪.‬‬ ‫قناعاتي �أن املر�أة �أ�صبحت ثالثة �أرباع‬ ‫املجتمع بعد �أن كانت ن�صفة‪ ..‬و�أنهم‬ ‫يعرفون لكنهم يتجاهلون‪..‬‬ ‫ب�ساط من‬ ‫و ما زال الأغلبية يجرونها على‬ ‫ٍ‬ ‫�شوك موجع‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫‪152‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫‏املر�أة التابعة لظل رجل بدون �شخ�صية وال‬ ‫�إرادة‪ ..‬هي �أنثى م�سلوبة‪.‬‬

‫‏املتعة‪ ..‬هي �أن �أجل�س ب�أريحية وبال‬ ‫ر�سميات يف حديقة منزيل‪ ..‬و�أرت�شف‬ ‫فنجان القهوة‪ ..‬و�أت�أمل يف حياتي‪.‬‬

‫(كما الري�شة)‪� ..‬أول مرة �أ�شعر مبعنى هذه‬ ‫العبارة‪ ..‬ال م�س�ؤولية‪ ..‬ال هموم‪ ..‬ال‬ ‫�أوجاع‪.‬‬

‫أخريا‪ ..‬حرة �أنا‪� ..‬أخطو خطواتي على‬ ‫� ً‬ ‫ب�ساط من ثقة‪ ،‬عززتها بالتخفف من‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫جميل �أن ننت�رص‬ ‫�شعور‬ ‫م�س�ؤولياتي‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫بع�ضا من‬ ‫لأنف�سنا‪ ،‬ونقول‪�« :‬س�أعي�ش ً‬ ‫الوقت لنف�سي فقط»‪.‬‬ ‫‪153‬‬


‫تغاريد‬ ‫عندما �أتخفف من امل�س�ؤولية‪� ..‬أ�شعر‬ ‫وك�أين �أ�سبح يف ف�ضاء وا�سع‪ ..‬انعدمت‬ ‫فيه الأوزان‪ ..‬خفيفة �إال من فرح ميل�ؤين‪..‬‬ ‫�أزفر تعب ًا �أثقل نف�سي‪ ..‬و�أ�ستن�شق �سعادة‪.‬‬

‫كبارا‪ ..‬تكرب معنا الأحالم‬ ‫عندما ن�صبح ً‬ ‫وامل�س�ؤوليات‪ ..‬وي�صغر عندنا احلمقى‬ ‫والأغبياء!!‬

‫متى يقتنع الرجل يف جمتمعي �أن املر�أة‬ ‫أ�سا�سا يف بناء هذا‬ ‫خلقت‬ ‫ٍ‬ ‫ب�صفات جتعلها � ً‬ ‫املجتمع‪ ..‬و�أنها �أرقى من �أن تكون فتن ًة له‬ ‫وم�صدرا لف�ساد املجتمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عزيزي �آدم‪ ..‬املر�أة �أقوى بكثري مما يتخيله‬ ‫عقلك‪ ..‬لذا‪ ..‬احذر ثورة غ�ضبها عندما‬ ‫تزداد �أحمال الظلم عليها‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫قالوا‪« :‬الأنثى �أمانة‪..‬مل تخلق للإهانة»‪..‬‬ ‫وقد �صدقوا واهلل‪.‬‬

‫كل يوم �أفكر يف كيف �أحافظ على م�ؤ�رش‬ ‫�إجنازاتي يف حياتي و�شخ�صيتي و�أنوثتي‬ ‫من الرتاجع‪ ،‬وكيف �أجته به بعد عون اهلل‬ ‫دائما يف �صعود‪.‬‬ ‫ليكون ً‬ ‫«يا �ضايق ال�صدر» ب�صوت خالد‬ ‫الفي�صل‪� ..‬أ�سمعها‪ ..‬فين�رشح ال�صدر‪.‬‬

‫جدا‪ ،‬ال ُيرى من ثقب �إبرة‪..‬‬ ‫عاملي حمدود ً‬ ‫�أتعاي�ش يف جميع املناخات اخلانقة‪ ،‬و�أت�أقلم‬ ‫مع حميطي بكل واقعية ممكنة‪� ..‬أجمل‬ ‫دائما!!‬ ‫�صفاتي �أنني �أرى احلياة حلوة ً‬ ‫‪155‬‬


‫تغاريد‬ ‫الأنثى كالزجاج يجب �أن تُعامل بحذر‪..‬‬ ‫ه�شة �إن ُحوفظ عليها‪..‬‬ ‫هي جميلة رقيقة ّ‬ ‫ولكنها ت�صبح حادة جارحة عندما تنك�رس‪،‬‬ ‫و�أحيا ًنا‪ ..‬ي�صيب جرحها جارحها يف‬ ‫مقتل‪.‬‬ ‫عمدا كل من يحاول �أن يت�سلق‬ ‫�سقط‬ ‫ً‬ ‫جدران م�شاعري ليرتبع على عر�ش‬ ‫قلبي م�ستخد ًما حبالاً واهية من م�صلحة‬ ‫و�سالمل من كذب‪.‬‬ ‫�أ�سو�أ الن�ساء من جعلت تعب احلياة‬ ‫وم�س�ؤوليات الروتني اليومي تن�سيها �أنها‬ ‫�أنثى فتفقدها �أجمل ما فيها‪.‬‬ ‫�أ�سو�أ الن�ساء من تعتقد �أن امل�ساواة بني‬ ‫الرجل واملر�أة م�ساواة مطلقة‪ ،‬وتن�سى �أنها‬ ‫حم�صورة يف احلقوق والواجبات والتفكري‬ ‫وحرية الر�أي‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫�أ�سو�أ الن�ساء من تعي�ش حياتها تابعة‪..‬‬ ‫�شخ�صيتها ملغاة‪ ،‬وال متلك حق تقرير‬ ‫م�صريها �أو اتخاذ قرار‪.‬‬ ‫�أ�سو�أ الن�ساء من يتحرر ج�سدها مما ي�سرته‪،‬‬ ‫�أكرث مما يتحرر تفكريها مما يكبله‪.‬‬

‫حقوق املر�أة �أكرث من ي�ضيعها‪ ..‬املر�أة!!‬ ‫ بع�ض الن�ساء يف جمتمعي ال تعرف قيمة‬ ‫نف�سها‪ ،‬وترى �أنها ال�ضلع الأعوج يف هذا‬ ‫املجتمع و�سبب ف�ساده‪ ..‬هي �أق�سى جالد‬ ‫على بنات جن�سها‪..‬‬ ‫ما �أعرفه �أن املر�أة يجب �أن تكون ناعمة‪،‬‬ ‫لبقة‪ ،‬ذات �صوت منخف�ض‪ ،‬و�أ�سلوب‬ ‫رقيق‪ ،‬وحجة قوية‪ ..‬ما �أراه اليوم �أنوثة‬ ‫مذكرة‪� ،‬أو هي رجل م�ست�أنث!! ترى ما‬ ‫ال�سبب؟!‬ ‫‪157‬‬


‫تغاريد‬ ‫ليتهم يخرتعون �سيارات خا�صة‬ ‫لل�سعوديات‪ ،‬يحطون بيننا وبني ال�سواق‬ ‫حاجز يخليه ما ي�سمع �سواليفنا ون�ضمن‬ ‫خ�صو�صيتنا‪ ..‬زي تكا�سي لندن يعني‪.‬‬

‫كثريا من الزواج بامر�أة‬ ‫يخاف الرجل ً‬ ‫جميلة؛ لأنه يخ�رس املناف�سة ب�رسعة‪،‬‬ ‫والرجال عاد ًة ما يعانون ق�رص النظر!!‬

‫عندما تكون املر�أة �صادقة مع زوجها‬ ‫كثريا! لذا الكذب منجاة؛ لأن‬ ‫�ستتعب ً‬ ‫الرجال يحبون الكاذبة �أكرث‪ ..‬هذا ما‬ ‫ؤخرا بعد فوات الأوان‪.‬‬ ‫اكت�شفته م� ً‬ ‫ملاذا ينزعج الرجل عندما تمُ دح زوجته‬ ‫�أمامه؟!‬

‫‪158‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫لو �أن كل ال ذكورية يقابلها ال �أنثوية‪..‬‬ ‫ال�ستمتع الكون مبيزانٍ للعدل ال مثيل له‪.‬‬ ‫ظلم الأنوثة �أن تُ�سجن بقيود اجتماعية‬ ‫خوف ًا من فتنتها‪ ..‬وبذنب الفتنة ُيظلم‬ ‫عقلها وفكرها وتحُ ب�س معه حريتها وحقها‬ ‫يف تدبري �أمور حياتها‪.‬‬ ‫ي�ضيق �صدر كثري من الأزواج عندما يرى‬ ‫كتا ًبا يف يد زوجته‪ ..‬وهذا ناجت من �أن‬ ‫الرجل يخاف من عقل املر�أة وال يريدها‬ ‫�أن تقر�أ �سواه!!‬ ‫(يف يوم وليلة)‪ ..‬ما �أروعها!! كلما‬ ‫�أ�سمعها‪� ..‬أ�شعر وك�أين مل �أ�سمعها من قبل‪.‬‬ ‫تقيم بقرب‬ ‫الت�آلف واملحبة بني القلوب ال ّ‬ ‫يقيم‬ ‫املكان �أو بطول مدة العالقة‪ ..‬ما ّ‬ ‫جناحها هو بيا�ض القلوب و�صفاء النيات‪.‬‬ ‫‪159‬‬


‫تغاريد‬ ‫ال�صديق هو �شخ�ص نختاره بكامل‬ ‫�إرادتنا‪ ..‬نك�شف له ما خلف ال�ستار‬ ‫ون�سمح له بالتوغل داخل دهاليز النف�س‪..‬‬ ‫لذا فاخلط�أ يف اختياره غلطة قد تكلفنا‬ ‫عمرا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جل�سات ال�صديقات وجمعاتهن متنحنا‬ ‫هرو ًبا من روتني احلياة‪ ..‬معهن منار�س‬ ‫ف�ضف�ضة تريح القلب‪ ..‬ومع �أحاديثهن‬ ‫�ضحكات جتعلنا نرى احلياة وقد‬ ‫تعلو‬ ‫ٍ‬ ‫جتملت بالفرح‪.‬‬

‫�سام وم�س�ؤولية‬ ‫ال�صداقة ارتباط اجتماعي ٍ‬ ‫ال يعرف معناها كثريون‪ ..‬هي ارتباط‬ ‫راق �أكرث من كونها فر�صة يتم‬ ‫روحي ٍ‬ ‫ا�ستغاللها مل�صلحة �شخ�صية‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ك�رس الروتني باخلروج مع �صديقة مقربة‪..‬‬ ‫تناول طعام خمتلف‪ ..‬مع �أحادث ممتعة‪..‬‬ ‫ممار�سات تخفف من �ضغوط احلياة‪..‬‬ ‫وتبهج النف�س‪.‬‬

‫جيلي كان يع�شق القراءة‪ ،‬وتربى على‬ ‫مبد�أ �أن الكتاب �أوفى �صديق‪( ..‬راحوا‬ ‫الطيبني)‪.‬‬

‫مهما تعددت و�سائل االت�صال‪ ..‬وتي�رست‬ ‫طرق احل�صول على املعلومة‪� ..‬إال �أن �سحر‬ ‫حا�رضا‪ ..‬وهيبته ال متوت‪.‬‬ ‫الكتاب يظل‬ ‫ً‬ ‫عندما �أختار كتا ًبا‪ ..‬جتذبني الفكرة‪..‬‬ ‫�أ�ست�سلم لغزل العنوان‪ ..‬ي�ستفزين‬ ‫كثريا مبن ‪� -‬ألف ‪.-‬‬ ‫املو�ضوع وال �أهتم ً‬ ‫‪161‬‬


‫تغاريد‬ ‫فرتة االختبارت هي وقت احل�صاد‪..‬‬ ‫تعودنا منذ ال�صغر �أنها فرتة ع�صيبة‪..‬‬ ‫نف�سيا على �أبنائنا‬ ‫لذلك ليتنا ال ن�ضغط‬ ‫ً‬ ‫مبالحقتهم ب�شبحها فرنبكهم �أكرث‪.‬‬

‫ك�رس الروتني واخلروج عن الن�ص قبل‬ ‫بداية االختبارت �أو ال�رشوع يف �أمر مهم‬ ‫يجدد النف�سيات‪ ،‬وي�ساعد لتكون النتائج‬ ‫والأداء �أف�ضل‪.‬‬

‫اختبارات اخلمي�س قلق مزعج يف يوم‬ ‫�إجازة هو من حق الطالب‪ ،‬فلماذا يرهق‬ ‫طالب اجلامعة باختباراته‪� ،‬سيما �إذا تبعه‬ ‫اختبار �آخر يوم ال�سبت‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫التعليم بني الأم�س واليوم‪..‬‬ ‫ بالأم�س كان التعليم يجرب الطالب على‬ ‫االعتماد على النف�س والبحث عن‬ ‫املعلومة‪..‬‬ ‫ �أما اليوم فهو ملخ�صات جاهزة‬ ‫ومعلومات �سطحية‪.‬‬ ‫تغلق املدار�س �أبوابها ونعود للم�شكلة‬ ‫نف�سها‪� ..‬أين نذهب؟ وكيف نق�ضي �أيام‬ ‫الإجازة فيما ميتع ويفيد؟!‬

‫(الإجازات ال�سعودية ك�سل وقلب اليوم‬ ‫من غري فايدة‪ ..‬يعني الليل ي�صري نهار‪،‬‬ ‫والنهار ليل‪ ..‬ما فيه ا�ستمتاع بالإجازة)‪.‬‬

‫الإجازة احلقيقية هي التي ت�ستنطق �صخب‬ ‫الهدوء‪ ..‬وتثري هدوء ال�صخب‪.‬‬ ‫‪163‬‬


‫تغاريد‬ ‫كثريا يف‬ ‫قبل ال�سفر‪ ..‬من اخلط�أ التفكري ً‬ ‫ماذا وهل وكيف‪ ..‬ال�سفر هو املغادرة بال‬ ‫حقائب من �ضجيج‪.‬‬ ‫املعنى احلقيقي للإجازة �أنها وقت‬ ‫م�ستقطع من روتني احلياة و�ضجيجها‪..‬‬ ‫نت�صادق فيها مع �أنف�سنا وندلل �أرواحنا‬ ‫وذهن‪ ..‬فن�صبح �أكرث‬ ‫نف�س وبدنٍ‬ ‫براحة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�صفا ًء‪.‬‬ ‫الإجازة فر�صة عظيمة نعيد من خاللها‬ ‫ربط ما ارتخى من روابط �أ�رسية ون�صل‬ ‫بها الأرحام‪ ..‬من الظلم �أن ت�ضيعها بالنوم‬ ‫والك�سل ونحر الوقت على مق�صلة امللل‪.‬‬ ‫ال �ألوم �شبابنا �إذا كانت ا�ستفادتهم من‬ ‫املعنى احلقيقي للإجازة �صفراً‪ ..‬فلي�س‬ ‫ثمة ما ي�ستوعب طاقة ال�شباب‪ ،‬ويوجهها‬ ‫نحو الطريق ال�صحيح‪.‬‬

‫‪164‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫يف جمتمعنا الإجازة هي وقت مهدر ي�ضيع‬ ‫بدون فائدة‪ ..‬ويف املجتمعات الأخرى‬ ‫الإجازة هي وقت للراحة واملعرفة و�إعادة‬ ‫ً‬ ‫ن�شاطا‪.‬‬ ‫ترتيب النف�س ليعودوا بعدها �أكرث‬ ‫الفو�ضى وك�رس الروتني وتخطي حواجز‬ ‫النظام �أهم �سمات الإجازة يف جمتمعنا؛‬ ‫لذلك بعد الإجازة نحتاج لإجازة من‬ ‫الإجازة‪.‬‬ ‫مهما كانت �سعادتنا يف ال�سفر �إال �أن‬ ‫العودة للمنزل فرحة وال �أجمل‪.‬‬

‫‪165‬‬


‫تغاريد‬

‫‪166‬‬


@taghreed_i_t

‫روحانيات‬

167


‫تغاريد‬ ‫الدين والأخالق‪ ..‬هما �أ�سا�س �صالح‬ ‫املجتمع �أو ف�ساده‪� ..‬إن فُر�ضت بالقوة‬ ‫�أجربنا على ارتداء قناع التدلي�س واخلداع‬ ‫والنفاق‪ ..‬و�إن ُزرعت بالنف�س منذ‬ ‫ال�صغر فهي متد جذورها �إلى عمق النف�س‬ ‫ك�شجرة �سدر معمرة ي�صعب اقتالعها‪.‬‬ ‫علمني ر�سول اهلل �أن الدين املعاملة‪ ..‬و�أن‬ ‫ح�سن ا ُ‬ ‫خللق من الإميان‪.‬‬ ‫علمني ر�سول اهلل �أن �صدق النيات هو‬ ‫ال�شفيع لقبول الأعمال عند اهلل ولي�س‬ ‫املظهر‪�( ..‬إمنا الأعمال بالنيات‪ ..‬ولكل‬ ‫امرئ ما نوى)‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫علمني ر�سول اهلل �أن الظلم ظلمات‪ ..‬و�أن‬ ‫حمام‪ ،‬و�أن احلقوق‬ ‫اهلل �أعظم ٍ‬ ‫قا�ض و�أبرع ٍ‬ ‫أبدا مهما طال زمن الظلم‪.‬‬ ‫ال ت�ضيع عنده � ً‬ ‫‪168‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫حق ق�رصنا به‪..‬‬ ‫لنبينا علينا ٌ‬ ‫حقه �أن نن�رصه ب�أخالق الإ�سالم التي علمنا‬ ‫�إياها وبالدفاع عنه برقي امل�سلم وقوة‬ ‫حجته ومنطقه ال بط�ش يده‪.‬‬

‫�شفع‬ ‫�أجمل ممار�سات منت�صف الليل �صالة ٍ‬ ‫رب رحيم‪ ..‬ما‬ ‫يتبعها وتر‪ ..‬ثم مناجاة ٍ‬ ‫ل اهلل قلبي بال�سكينة‬ ‫فعلتها يو ًما �إال و قد م أ‬ ‫وغمره بال�سعادة‪.‬‬

‫}�إن قر�آن الفجر كان م�شهو ًدا{‪ ..‬قر�آن‬ ‫بفي�ض‬ ‫الفجر مي�سح على م�شاعرنا الثائرة‬ ‫ٍ‬ ‫ل نفو�سنا بالطم�أنينة‪.‬‬ ‫من �سكينة فيم أ‬ ‫�صوت امل�ؤذن وهو ينادي ل�صالة الفجر‬ ‫ميلأ نف�سي طم�أنينة‪ ..‬ويغ�سل �شوائب‬ ‫نف�سي‪ ..‬ف�أحب اهلل �أكرث‪.‬‬ ‫‪169‬‬


‫تغاريد‬ ‫�صوت امل�ؤذن وهو ينادي ل�صالة الفجر‬ ‫يذكرين ب�رصخة امليالد الأولى‪ ..‬مع‬ ‫خري من النوم» يولد يو ٌم جديد‪،‬‬ ‫«ال�صالة ٌ‬ ‫و� ٌ‬ ‫أمل جديد‪ ،‬ورجا ٌء بحا�رض يهزم ما‬ ‫م�ضى‪.‬‬ ‫من حيل ال�شيطان �أنه يغري �أعيننا بلذيذ‬ ‫النوم؛ لي�رصفنا عن �صالة الفجر التي يف‬ ‫�أدائها مفاحت اخلري لليوم كله‪.‬‬ ‫من مكر ال�شيطان �أنه يغتال ب�سمة ال�صباح‬ ‫من �شفا ٍه معطرة بذكر اهلل‪ ،‬ويحيي بدلها‬ ‫ٌ‬ ‫�سخط وتذمر‪ ..‬ليف�سد‬ ‫تك�شرية ي�صحبها‬ ‫علينا �صفاء ال�صباح وبيا�ضه‪.‬‬ ‫الع�رش الأواخر من رم�ضان هدية اهلل لنا‬ ‫لنتعبد �أكرث ونتقرب له �أكرث‪ ..‬يا رب‬ ‫اجعلنا من عبادك املقبولني‪ ..‬واختم لنا‬ ‫رم�ضان باملغفرة والعتق من النريان‪.‬‬

‫‪170‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫تعلمت من رم�ضان �أن الإخال�ص يف‬ ‫العبادة �صفا ٌء للذهن‪ ..‬وراح ٌة للنف�س‪..‬‬ ‫وطم�أنين ٌة مل �أجدها �إال يف القرب من اهلل‪.‬‬

‫تكبريات العيد و�أذانه‪ ..‬حتدث يف داخلي‬ ‫ممزوجا ب�إميان غريب‪..‬‬ ‫زلزالاً من فرح‬ ‫ً‬ ‫حب عميق هلل‪ ..‬ورهبة من عظمته‬ ‫�سبحانه‪.‬‬

‫العيد فرح‪� ..‬أ�ستغرب ممن ي�رص على تعكري‬ ‫فرحة اليوم بر�سائل ترهيب وتذكري بعذاب‬ ‫القرب وحتذير من الفرح!! ليتهم يعلمون �أن‬ ‫اهلل يفرح ل�سعادتنا بفرح �رشعه لنا‪.‬‬ ‫تهنئة العيد بعبق زمان‪� ..‬أ�سمعها وت�سيل‬ ‫ذكريات وال �أجمل‪ ..‬ال �أ�شعر‬ ‫من ذاكرتي‬ ‫ٌ‬ ‫بالعيد لو مل �أ�سمعها‪.‬‬ ‫‪171‬‬


‫تغاريد‬ ‫يارب‪ ..‬انقطع الرجاء �إال منك‪ ..‬و�ضاقت‬ ‫فرج تكتبه يل‪..‬في�رس �أمري‬ ‫احليلة �إال من ٍ‬ ‫يا�أهلل وخذ بيدي‪ ..‬واكفني وذريتي �رش من‬ ‫�رشا‪.‬‬ ‫قهرا �أو �أراد بنا ً‬ ‫�سقانا ً‬ ‫رب ارزقني حلو احلياة وعظم احلظ‬ ‫و�سعة الرزق وراحة البال‪ ..‬رب اكتب‬ ‫يل ما متنيت‪ ..‬واكتب يل و�أحبتي �سعادة‬ ‫الدارين‪.‬‬

‫حمببا لأبواب‬ ‫يارب‪ ..‬اجعل الفرح طارقًا ً‬ ‫�أعوامنا‪ ،‬واجعل ال�سعادة ت�ستوطن �أيامنا‪.‬‬

‫اللهم �أبعد عنا تغري القلوب من غري‬ ‫حجة‪ ..‬والعداوة بعد املحبة‪ ..‬واخليبة‬ ‫فيمن �أح�س ّنا الظن بهم‪.‬‬ ‫‪172‬‬


‫‪@taghreed_i_t‬‬

‫ربي‪� ..‬أنت �أعلم بكل دعوة احتب�ست يف‬ ‫قلبي و�أعجزين تق�صريي من رفعها �إليك‪..‬‬ ‫اللهم �أجبها يل‪ ،‬وحقق يل ما فيه اخلري يف‬ ‫ديني ودنياي وعاقبة �أمري‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫تغاريد‬

‫‪174‬‬


@taghreed_i_t

175


‫�أنا ذاك الإن�سان الذي‬ ‫أبدا‪..‬‬ ‫ال ي�ست�سلم � ً‬ ‫وال يهاب مواجهة‬ ‫ال�صعاب يف �سبيل �أن‬ ‫يعي�ش حياة ت�ضمن‬ ‫لكرامتي االنت�صار‪.‬‬

‫تغريد بنت ابراهيم الطا�سان‬

‫اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫الربيد االلكرتوين‪taghreedtassan@gmail.com :‬‬ ‫املدير التنفيذي لدار تغريد املعاين للن�رش والتوزيع‬ ‫التعليم‪:‬‬ ‫ماج�ستري يف الرتبية وعلم النف�س عام ‪1429‬هـ‪2009-‬م‪.‬‬ ‫كور�س تطبيقي يف اللغويات ومهارات الكتابة بجامعة انديانا عام ‪2007‬‬ ‫بكالوريو�س يف اخلدمة االجتماعية – جامعة امللك �سعود بالريا�ض عام ‪1416‬هـ‪.‬‬ ‫امل�ؤلفات‬ ‫كتاب‪ :‬العوملة‬ ‫كتاب‪ :‬تغاريد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.