ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺮاﺷﺪ اﻟﻌﺪد اﻟﻌﺎﺷﺮ ﺷﮭﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /2013ﺷﮭﺮ ذو اﻟﺤﺠﺔ /1434ﻣﺤﺮم 1435
ﻣﻮاﺿﯿﻊ ھﺬا اﻟﻌـﺪد اﻹﯾﻤﺎن وإﯾﻘﺎظ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﻔﯿﺔ
ﻛُﺘِﺒﺖ ﻟﮫ ﺑﺮاءﺗﺎن
اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ وﺗﺮﺗﯿﺐ اﻷوﻟﻮﯾﺎت
إﯾﺮان ..اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﺮﺷﺢ ﻻﺣﺘﻀﺎن ﯾﮭﻮد إﺳﺮاﺋﯿﻞ
اﻟﻨﺨﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ واﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
اﻹﻋﺠﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ
ﺗﻮﺟﯿﮭﺎت ووﺻﺎﯾﺎ ﻧﺒﻮﯾﺔ ﻛُﺘِﺒﺖ ﻟﮫ ﺑﺮاءﺗﺎن ﻻ ﺷﻚ أن أرﻓﻊ ﻏﻨﯿﻤﺔٍ وأﻓﻀﻞ ﺟﺎﺋﺰةٍ ﯾﻨﺎﻟﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ ھﻲ اﻟﻔﻮز واﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺠﺎة واﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﻟﻨّﺎر ،ﯾﻘﻮل اﷲ ﺟﻞ وﻋﻼ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻌﺰﯾﺰ} :ﻓَﻤَﻦ زُﺣْﺰِحَ ﻋَﻦِ اﻟﻨﱠﺎرِ وَأُدْﺧِﻞَ اﻟْﺠَﻨﱠﺔَ ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎزَ وَﻣﺎ اﻟْﺤَﯿَﺎةُ اﻟﺪﱡﻧْﯿَﺎ إِﻻﱠ ﻣَﺘَﺎعُ اﻟْﻐُﺮُورِ{ )آل ﻋﻤﺮان.(185 : ﻓﻜﻢ ﻣﻦ أﻧﺎسٍ ﯾﺴﻌﻮن ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﻟﺘﺒﺮﺋﺔ أﻧﻔﺴﮭﻢ وﻋﺘﻘﮭﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻏﯿﺮھﺎ ،وﯾﻨﺴﻮن أن ﯾﻠﺰﻣﻮا أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺳُﺒﻞ ﺗﺨﻠﯿﺼﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر؛ ھﺬه اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘﻲ أرﺷﺪﻧﺎ ووﺟّﮭﻨﺎ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ،واﻟﺘﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ رواه أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ،ﺣﯿﺚ ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ) :ﻣَﻦْ ﺻَﻠﱠﻰ ﻟِﻠﱠﮫِ أَرْﺑَﻌِﯿﻦَ َﯾﻮْﻣًﺎ ﻓِﻲ ﺟَﻤَﺎﻋَﺔٍ ﯾُﺪْرِكُ اﻟﺘﱠﻜْﺒِﯿﺮَةَ اﻟْﺄُوﻟَﻰ ﻛُﺘِﺒَﺖْ ﻟَﮫُ ﺑَﺮَاءَﺗَﺎنِ :ﺑَﺮَاءَةٌ ﻣِﻦْ اﻟﻨﱠﺎرِ وَﺑَﺮَاءَةٌ ﻣِﻦْ اﻟﻨﱢﻔَﺎقِ( رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ. ﺷﺮح اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻮﺟّﮭﺎ أﻣﺘﮫ) :ﻣَﻦْ ﺻَﻠﱠﻰ ﻟِﻠﱠﮫِ( أي ﺧﺎﻟﺼًﺎ ﷲ واﺑﺘﻐﺎء ﻣﺮﺿﺎﺗﮫ )أَرْﺑَﻌِﯿﻦَ ﯾَﻮْﻣًﺎ ﻓِﻲ ﺟَﻤَﺎﻋَﺔٍ( أي ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ دون اﻧﻘﻄﺎع ،ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ،وھﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﻘﺼﻮدٌ ﻏﺎﻟﺒًﺎ؛ إذ أن اﻟﻤﺮء إذا وﺻﻞ إﻟﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎدة ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ اﻟﻌﺒﺎدة ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺎدةً ﻓﻼ ﺗﺸﻖﱡ ﻋﻠﯿﮫ) ،ﯾُﺪْرِكُ اﻟﺘﱠﻜْﺒِﯿﺮَةَ اﻟْﺄُوﻟَﻰ( أي ﯾﻜﺒّﺮ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻟﺘﺤﺮﯾﻤﯿﺔ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ،ﯾﻘﻮل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ" :إدراك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة ،وﻛﺎن اﻟﺴﻠﻒ إذا ﻓﺎﺗﺘﮭﻢ ﻋﺰوا أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ،وإذا ﻓﺎﺗﺘﮭﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﺰوا أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺳﺒﻌﺔ أﯾﺎم") ،ﻛُﺘِﺒَﺖْ ﻟَﮫُ ﺑَﺮَاءَﺗَﺎنِ: ﺑَﺮَاءَةٌ ﻣِﻦْ اﻟﻨﱠﺎرِ( أي ﺧﻼصٌ وﻧﺠﺎةٌ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻋﺬاﺑﮭﺎ) ،وَﺑَﺮَاءَةٌ ﻣِﻦْ اﻟﻨﱢﻔَﺎقِ( أي ﯾُﻨﻔﻰ ﻋﻨﮫ وﺻﻒ اﻟﻨﻔﺎق ،ﯾﻘﻮل اﻹﻣﺎﻣﺎﻟﻄﯿﺒﻲ" :أي ﯾُﺆﻣﱢﻨُﮫُ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ،وﯾﻮﻓﱢﻘﮫ ﻟﻌﻤﻞ أھﻞ اﻹﺧﻼص ،وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﯾﺆﻣﱢﻨُﮫُ ﻣﻤﺎ ﯾُﻌَﺬﱠبُ ﺑﮫ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ,وﯾﺸﮭﺪ ﻟﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺎﻓﻖ ،ﯾﻌﻨﻲ ﺑﺄن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ إذا ﻗﺎﻣﻮا إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ﻗَﺎﻣُﻮا ﻛُﺴَﺎﻟَﻰ ،وﺣﺎل ھﺬا ﺑﺨﻼﻓﮭﻢ". ﺑِﻢَ ﺗُﺪرك ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام ﺗُﺪرك ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام ﺑﺄﻣﺮﯾﻦ ،ھﻤﺎ :اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺣﺎل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼة ،وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ،وﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﯾُﻮﻗﱟﺖ ﻟﮭﺎ ﺑﺸﺮوع اﻹﻣﺎم ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ. ﯾﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي" :ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ إدراك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ،وﻓﯿﻤﺎ ﯾﺪرﻛﮭﺎ ﺑﮫ أوﺟﮫ :أﺻﺤﮭﺎ ﺑﺄن ﯾﺸﮭﺪ ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﻣﺎم ،وﯾﺸﺘﻐﻞ ﻋﻘﺒﮭﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﺻﻼﺗﮫ ،ﻓﺈن أﺧّﺮ ﻟﻢ ﯾﺪرﻛﮭﺎ."... وﯾﻘﻮل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ رﺟﺐ" :وﻧﺺّ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻲ رواﯾﺔ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾُﺪرك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻟﻢ ﯾﺪرك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ". ﺣﺮص اﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ إدراك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ورد ﻋﻦ ﺳﻠﻔﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺢ رﺿﻮان اﷲ ﻋﻠﯿﮭﻢ آﺛﺎر ﻛﺜﯿﺮة ﺗﺆﻛﺪ ﺣﺮﺻﮭﻢ وﻣﻮاﻇﺒﺘﮭﻢ ﻋﻠﻰ إدراك ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام ،وﻣﻦ ذﻟﻚ :ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻦ ﻣﺠﺎھﺪ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺟﻼ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ -ﻻ أﻋﻠﻤﮫ إﻻ ﻣﻤﻦ ﺷﮭﺪ ﺑﺪرا -ﻗﺎل ﻻﺑﻨﮫ :أدرﻛﺖ اﻟﺼﻼة ﻣﻌﻨﺎ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎل :أدرﻛﺖ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ؟ ﻗﺎل :ﻻ ،ﻗﺎل :ﻟَﻤَﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻨﮭﺎ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﺎﻗﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﺳﻮد اﻟﻌﯿﻦ" رواھﻌﺒﺪ اﻟﺮزاق ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﮫ. ورُوي ﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ﻗﻮﻟﮫ" :ﻣﺎ ﻓﺎﺗﺘﻨﻲ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﺳﻨﺔ" ،وﻋﻦ وﻛﯿﻌﻘﺎل" :ﻛﺎن اﻷﻋﻤﺶ ﻗﺮﯾﺒﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﯿﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻔﺘﮫ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ،واﺧﺘﻠﻔﺖ إﻟﯿﮫ ﻗﺮﯾﺒﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﯿﻦ ،ﻓﻤﺎ رأﯾﺘﮫ ﯾﻘﻀﻲ رﻛﻌﺔ" ،وﻋﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ ﻗﺎل :إذا رأﯾﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺘﮭﺎون ﻓﻲ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﺎﻏﺴﻞ ﯾﺪك ﻣﻨﮫ -أي ﻻ ﺧﯿﺮ ﻓﯿﮫ ،-وﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﯿﻦ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ وﻛﯿﻌﺎًﯾﻘﻮل" :ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺪرك اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻼ ﺗَﺮجُ ﺧﯿﺮه".
إﯾﺮان ..اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﺮﺷﺢ ﻻﺣﺘﻀﺎن ﯾﮭﻮد إﺳﺮاﺋﯿﻞ أﻣﯿﺮ ﺳﻌﯿﺪ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﺪﺧﻠﺖ دوﻟﺔ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﻟﻤﻨﻊ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺗﻨﻤﯿﺔ ﺳﯿﻨﺎء ،وإﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸﺮوع ﻣﺤﻮر ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﯾﺲ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ ،وﺣﺎﻟﺖ دون ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﻤﺸﺮوع ﺟﺴﺮ ﯾﺮﺑﻂ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﻻﻋﺘﺒﺎر ﻛﻞ ھﺬا ﻣﮭﺪدًا ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ؛ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗُﺒْﺪِ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻺﻋﻼن ﻋﻦ اﻟﺘﻘﺎرب اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻹﯾﺮاﻧﻲ ،واﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌًﺎ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﯿﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺮة ،ﻛﻮﻧﮫ ﺗﺘﻮﯾﺠًﺎ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ووﺛﯿﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ،ﻟﻢ ﯾﻄﺮأ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﺜﯿﺮ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺳﻮى ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻟﻠﻌﻠﻦ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮن ھﺬا اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﻌﻠﻨﻲ ﯾﻤﮭﺪ ﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﯾﺔ إﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻇﻠﺖ دوﻟﺔ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﺗﺤﺬر ﻣﻨﮭﺎ "ﻋﻠﻨًﺎ" ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة. ﻟﻢ ﯾﺼﺪق ﻣﺘﺪﯾﻨﻮن ﻛﺜﯿﺮون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ أن ﺻﺮاﻋًﺎ ﻋﺴﻜﺮﯾﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وإﯾﺮان، وﻻ ﺑﯿﻦ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ وإﯾﺮان ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺴﺮﯾﺒﺎت اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺒﺮﯾﺔ واﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﺗﺠﺎه إﯾﺮان ،ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪة ﻟﻠﺤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﯾﺮاﻧﻲ. وﺣﺪھﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﻮ إﻋﻼم اﻟﻤﺎرﯾﻨﺰ ھﻢ ﻣﻦ ﺗﻮھﻤﻮا أن اﻟﻐﺮب ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻮﺟﮫ ﺳﻼﺣﮫ إﻟﻰ إﯾﺮان ﻟﻮﻗﻒ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻻ ﯾﺼﺪق إﻻ اﻟﺴﺬج أﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﺘﻮج ﺑﺼﻨﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﯾﺔ إﯾﺮاﻧﯿﺔ ،وﺟﻤﯿﻊ اﻹﺟﺮاءات اﻻﺣﺘﺮازﯾﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﯾﺪرك اﻟﻌﻘﻼء أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺮﻗﻰ إﻟﻰ إﯾﻘﺎف ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺼﻨﻊ أﺳﻠﺤﺔ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ ،ﻓﻜﯿﻒ إذا ﺳﺎرع أوﺑﺎﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت دوﻧﻤﺎ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺮﻗﻰ إﻟﻰ ﻃﻤﺄﻧﺔ "اﻟﺨﺎﺋﻔﯿﻦ" ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻨﻮوﯾﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ. ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ھﻢ "اﻟﺨﺎﺋﻔﻮن" ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ؟! إﻧﮭﻢ ﻗﺎدة أﻧﻈﻤﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ وﺗﺮﻛﯿﺎ ،وﺑﻌﻀﮭﻢ ﯾُﺪرك أﻧﮭﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﮭﺪﻓﮭﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ ،وإﻧﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﻟﺼﺎﻟﺤﮭﻢ -أﯾﻀًﺎ -ﻓﻲ اﻹﻓﺎدة ﻣﻦ وﺟﻮد "ﻋﺪو ﺧﺎرﺟﻲ" ﯾﺒﺮر اﺗﺠﺎه اﻟﻌﺪاء دوﻣًﺎ ﺗﺠﺎه "اﻟﺸﺮق" ،واﻟﺘﺬرع ﺑﺄﻧﮫ "ﻻ ﺻﻮت ﯾﻌﻠﻮ ﻓﻮق ﺻﻮت اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ" ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺮر اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻤﺼﺮ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وھﻮ ﯾﺘﺤﺮر ﻣﻦ أي اﺳﺘﺤﻘﺎق داﺧﻠﻲ. "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻣﻦ ﺟﮭﺘﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﯾﻮﻣًﺎ ﻣﻨﺰﻋﺠﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﯾﺮان اﻟﻨﻮوي ،وإن أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻌﻜﺲ ،وﻏﻮاﺻﺎت دوﻟﻔﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﺘﺄت ﺗﺮدد ﻣﻮاﻗﻊ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﮭﺎ أﻧﮭﺎ اﺳﺘﻮردﺗﮭﺎ ﺧﺼﯿﺼًﺎ ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﺿﺪ إﯾﺮان ،ﻣﺮت ﺳﻨﻮات وﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺮاﺑﻀﮭﺎ. اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﻟﯿﺲ ﻗﻠﻘًﺎ ﻓﻲ ﺟﻮھﺮ اﻷﻣﺮ؛ ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﺘﻔﻮق إﯾﺮان ﻓﻲ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ )ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﺤﻦ وﺣﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﻤﯿﮫ ﻋﺮﺑﯿﺎ؛ ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﮫ ﯾﺴﻤﯿﮫ ﻓﺎرﺳﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺮوﺑﺘﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻮاﻃﺌﮫ؛ ﻟﻜﻨﮭﺎ اﻹرادة واﻻﻧﺤﯿﺎز اﻟﻐﺮﺑﯿﯿﻦ(. ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻇﺮﯾﻒ وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﻲ اﻋﺘﺮف ﻣﻨﺬ ﺷﮭﺮ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﮭﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ ،ﻗﺎﺋﻼً :إن إﯾﺮان "ﻟﻢ ﺗﻨﻜﺮھﺎ ﻗﻂ" .ﻻﻓﺘًﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺮﺟﻞ )ﻧﺠﺎد( اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻨﻜﺮ ﺣﺪوﺛﮭﺎ "رﺣﻞ" وﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮدًا" ،ﻋﺎم ﺳﻌﯿﺪ ﻟﻺﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ واﻟﯿﮭﻮد" ،وھﻜﺬا أﻧﮭﻰ ﺗﻐﺮﯾﺪﺗﮫ ..ﻏﯿﺮ أن ﻣﻦ ﯾﻌﺮف اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﯾﺪرك أﻧﮭﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﻓﻲ أروﻗﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ،وﺳﺮادﯾﺐ "ﻧﺎﺋﺐ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺰﻣﺎن" ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،وﻟﯿﺲ ﻧﺠﺎد ،اﻟﺬي ھﻮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎء زﻋﻤﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﺮان.
اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻻ ﯾﺤﺪدھﺎ ﻧﺠﺎد وﻻ ﻇﺮﯾﻒ ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﺼﮭﺎﯾﻨﺔ واﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ واﻷورﺑﯿﯿﻦ أن ﯾﻄﻤﺌﻨﻮا ﻟﻤﺠﺮد ﺗﻐﺮﯾﺪة ﻟﻮزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻣﺴﺘﻌﺪﯾﻦ ﻟﻀﺮب اﻟﺬﻛﺮ ﺗﺴﺎﻣﺤًﺎ ﻣﻊ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ ﻟﻤﺠﺮد ﺗﻌﺮض اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻷزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،وﻻ ﻟﻜﻮن واﺷﻨﻄﻦ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ أن ﺗﻐﻀﺐ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺗﺘﻌﺪى ﻋﻠﻰ إﺣﺪى "ﻣﺴﺘﻌﻤﺮاﺗﮭﺎ" ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ؛ ﻓﻜﻞ ھﺬه ﻣﻤﺎﺣﻜﺎت ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﺪﯾﺮھﺎ ﻟﺘﺒﺮﯾﺮ ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ واﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻟﻨﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ،ﺳﻠﯿﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬورھﺎ ﻟﯿﮭﻮد أﺻﻔﮭﺎن ،ﺷﺄﻧﮭﺎ ﺷﺄن اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺤﺪر ﻣﻨﮭﺎ ﻛﺒﺎر ﺳﺎﺳﺔ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ذاﺗﮫ وﯾﮭﻮد أﺻﻔﮭﺎن ھﺆﻻء ﻟﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﺲ اﻷﺻﻮﻟﯿﯿﻦ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ وﻋﻘﯿﺪة اﻟﯿﮭﻮد وﻛﺒﺎر ﻣﻼﻟﻲ إﯾﺮان -ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﺮﯾﺪة؛ ﻓﮭﻢ ﻣﺄرز اﻟﯿﮭﻮد إن ﻏﺎدروا "أرض اﻟﻤﻌﺎد اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ" ،وأرﺿﮭﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﺎرس ھﻲ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﻟﮭﻢ إن ﺗﻤﺰق ﺷﻤﻠﮭﻢ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ ﻛﻮرش ﺣﺎﻣﻲ اﻟﮭﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ "ﺟﺤﯿﻢ ﺑﺎﺑﻞ /اﻟﻌﺮاق" أول ﻣﺮة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﻣﺮ "دوﻟﺘﮭﻢ" )ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺤﺼﻮﻟﮭﺎ( ..ﯾﺆﻣﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد ﺑﺄن ﻣﻠﻜﮭﻢ ﺳﯿﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﺎرس ،ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﯾﺆﻣﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﻟﻲ اﻟﻔﺮس ﺑﺄن "اﻟﻤﮭﺪي" ﺳﯿﺤﻜﻢ ﺑﺸﺮﯾﻌﺔ "داود"! وﺳﯿﺄﺗﻲ أﯾﻀًﺎ ﻣﻦ ﻓﺎرس.. اﻟﻌﻘﯿﺪﺗﺎن ھﻨﺎ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺘﺎن؛ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﺈن ﻣﻦ ﺳﯿﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﺎرس ﯾﻘﻮد ﯾﮭﻮدھﺎ ھﻮ اﻟﻤﺴﯿﺢ اﻟﺪﺟﺎل ذاﺗﮫ؛ ﻓﻔﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل" :ﯾَﺘْﺒَﻊُ اﻟﺪﱠﺟﱠﺎلَ ﻣِﻦْ ﯾَﮭُﻮدِ أَﺻْﺒَﮭَﺎنَ ،ﺳَﺒْﻌُﻮنَ أَﻟْﻔًﺎ ﻋَﻠَﯿْﮭِﻢُ اﻟﻄﱠﯿَﺎﻟِﺴَﺔُ"] ،[1وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي رواه أﺣﻤﺪ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ" :ﯾَﺨْﺮُجُ اﻟﺪﱠﺟﱠﺎلُ ﻣِﻦْ ﯾَﮭُﻮدِﯾﱠﺔِ أَﺻْﺒَﮭَﺎنَ ﻣَﻌَﮫُ ﺳَﺒْﻌُﻮنَ أَﻟْﻔًﺎ ﻣِﻦَ اﻟْﯿَﮭُﻮدِ ،ﻋَﻠَﯿْﮭِﻢُ اﻟﺘﱢﯿﺠَﺎنُ"] ،[2وﯾﮭﻮد أﺻﻔﮭﺎن ﻣﻮﺟﻮدون ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن ،وﯾﺒﻠﻎ ﻋﺪدھﻢ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ 70-30 أﻟﻔًﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﻄﯿﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﮭﻢ ﺷﺄن ﻣﻜﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﺎدة اﻟﻜﯿﺎﻧﯿﻦ اﻹﯾﺮاﻧﻲ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،وﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﮭﻢ أن وﺟﻮدھﻢ أﺑﻘﻰ ﻛﺜﯿﺮًا ﻣﻦ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ذاﺗﮫ ،وﺑﺄﻧﮭﻢ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟـ"ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺮب" اﻟﻘﺎادﻣﺔ – ﺑﻈﻨﮭﻢ -اﻟﺘﻲ ﺳﯿﺤﻜﻤﮭﺎ اﻟﻤﻠﻚ داود ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺑﺂﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎن؛ وإذ ﯾﻨﺸﻄﺮ اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﯿﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻀﺮورة وﺟﻮد "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ؛ ﻓﺈﻧﮭﻢ ﯾﺘﻔﻘﻮن ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺑﻘﺎء اﻟﯿﮭﻮد ﺑﺄﺻﻔﮭﺎن ،وﻻ ﯾﺴﻤﺤﻮن ﻟﻠﮭﺠﺮات اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ أن ﺗﺨﻞ ﺑﻨﻔﻮذھﻢ وﻻ دﯾﻤﻮﺟﺮاﻓﯿﺔ أﺻﻔﮭﺎن ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ اﻟﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ. اﻟﺘﻘﺎرب ﺑﯿﻦ واﺷﻨﻄﻦ وﻃﮭﺮان ﺑﺪا ﺟﻠﯿﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ اﻟﺸﮭﯿﺮة ﺑﯿﻦ رﺋﯿﺴﻲ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ھﺎﻣﺶ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وھﻮ ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" أن ﺗﻈﮭﺮ "ﻣﻨﺰﻋﺠﺔ" ﻣﻨﮫ؛ ﻟﻜﻦ أﻛﺎن إﻋﻼن ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ أﻧﮫ "ﻻ ﯾﺮﻓﺾ اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ؛ ﻟﻜﻨﮫ ﯾﺮى أﻧﮫ ﯾﺤﺐ أن ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ أﻓﻌﺎل ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ إﯾﺮان وﻟﯿﺲ إﻟﻰ أﻗﻮال ﻓﻘﻂ ،وﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ھﻨﺎك أﻓﻌﺎل ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺜﻘﺔ أﻧﮭﻢ ﯾﻨﻔﺬون ﺗﻌﮭﺪاﺗﮭﻢ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وأﻧﮭﻢ ﻟﻦ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ وﺿﻊ ﯾﺴﻤﺢ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﯾﺔ" ،دﻟﯿﻼً ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻻﻧﺰﻋﺎج أم ﻧﻘﯿﻀﮫ ﺗﻤﺎﻣًﺎ؟! أﻛﺎن ﺗﺪﺧﻞ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻟﺤﺪ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻨﻈﻢ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻤﺠﺮد إﻃﻼق ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗﺮاھﺎ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎﻓﺌًﺎ ﻟﺘﻌﺎﻃﯿﮭﺎ اﻟﻔﺎﺗﺮ ﻣﻊ ﻣﺸﺮوع ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﯾﺔ إﯾﺮاﻧﯿﺔ؛ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮى ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ﻣﺎ ﯾﮭﺪد أﻣﻨﮭﺎ ﻓﻌﻼً؟! إﻧﮭﺎ ﻗﺪ أﻟﻘﺖ ﺣﻤﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻋﻞ ﻋﺮاﻗﻲ وﻟﯿﺪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﯿﻦ ﻋﺎﻣًﺎ وﻧﯿﻒ ،ﻟﻤﺠﺮد أﻧﮫ ﯾﺤﻤﻞ ﻧﻮاﯾﺎ ﺟﻨﯿﻨﯿﺔ ﻟﻤﺸﺮوع ﻧﻮوي ﯾﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﯿﻦ ﻃﻮﯾﻠﺔ ،وأﺳﻤﺖ ﻋﻤﻠﯿﺘﮭﺎ "ﺑﺎﺑﻞ" ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﻜﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاﻗﯿﯿﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﺒﻲ اﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻟﻠﯿﮭﻮد، وھﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻌﺸﺎر ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ ﻣﻊ ﯾﻘﯿﻨﮭﺎ ﺑﺄن ﻃﮭﺮان إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﻗﻨﺒﻠﺘﮭﺎ اﻟﻨﻮوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻵن ﻓﺈﻧﮭﺎ أوﺷﻜﺖ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺼﻔﻮة ] [1ﻣﺴﻠﻢ :ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺘﻦ وأﺷﺮاط اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺑﺎب ﻓﻲ ﺑﻘﯿﺔ ﻣﻦ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺪﺟﺎل، ).(2944 ] [2أﺣﻤﺪ ) (13368ﻃﺒﻌﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ ،وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎده اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ، اﻧﻈﺮ :ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ -ﺑﯿﺮوت1379 ،ھـ.(328 /13) ،
ﻣﺼﺪر اﻟﻤﻘﺎل ﻣﻮﻗﻊ ﯾﻨﺎﺑﯿﻊ ﺗﺮﺑﻮﯾﺔ http://www.yanabeea.com/details.aspx?pageid=7709&lasttype=6
اﻟﻨﺨﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ واﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ 19/10/2013 ﻋﻠﻲ ﺑﺪوان
ﺗﺸﮭﺪ ﻧﺨﺐ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ،ﻧﻘﺎﺷﺎً ﻣﺤﺘﺪﻣﺎً ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وآﻓﺎق اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻜﻞ .ﻓﻘﺪ أﻣﺴﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ "ﻛﯿﺎن إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻋﻨﻮاﻧﺎً ﺣﺎﺿﺮاً ﺑﺸﻜﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻷول ﻣﺮة ،وﺳﻂ ﻛﻞ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻘﻮة واﻟﺒﻄﺶ واﻟﻐﻄﺮﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺳﮭﺎ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﺿﺪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ وﻋﻤﻮم اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎت اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد ﯾﻌﺘﻘﺪون أن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" وﻣﻜﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،أﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻚ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻌﺪة أﺟﯿﺎل ،وﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﮭﻢ ﯾﻘﻮل :ھﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة دون ﺗﺴﻮﯾﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺮب واﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ؟ وﺑﺄي ﺛﻤﻦ؟ وﺑﺄي ھﻮﯾﺔ؟ وھﻞ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ أﺑﺪا أن ﺗﻌﺮف اﻟﺴﻼم؟ وﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﻣﺮد ھﺬا اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺨﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ،ﯾﻌﻮد ﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. ﻓﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﻊ ﺗﻤﺴﻜﮭﺎ ﺑﺴﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدرة اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،ﺗﺘﺮاﺟﻊ اﻵن ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﻗﻄﺎﻋﺎت ھﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺘﻠﺠﻨﺴﯿﺎ واﻟﻨﺨﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ،رﻏﻢ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﻈﺎھﺮي ﺑﯿﻦ ﻗﻮة آﻟﺔ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ،واﻟﻤﺨﺎوف ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ. ﻓﻔﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻵﻟﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ أﻗﻮى ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ ،ﻓﺈن دﯾﻨﺎﻣﯿﺎت اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﺮاﻛﺎت وھﺒﺎت وﺛﻮرات ﺷﻌﺒﯿﺔ ،ﻣﻊ ﻧﮭﻮض اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ وﺛﺒﺎﺗﮫ ﻓﻮق أرﺿﮫ ،ﺟﻌﻞ ﻓﻜﺮة إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮط أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،إذا ﺑﻘﯿﺖ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ دون ﺣﻞ. وﻋﻠﯿﮫ ﻟﯿﺲ ﻏﺮﯾﺒﺎً أن ﯾﻘﻮل واﺣﺪ ﻣﻦ ﻏﻼة اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ،ھﻮ اﻟﺠﻨﺮال ﺷﺎؤول ﻣﻮﻓﺎز رﺋﯿﺲ اﻷرﻛﺎن اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻗﺎﺋﺪ ﺣﺰب ﻛﺎدﯾﻤﺎ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ" :إن اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﺿﮭﺎ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" اﻟﯿﻮم ،أھﻢ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﺮب اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﺎم ."1948 واﻟﺬي ﯾﻌﻨﯿﮫ اﻟﺠﻨﺮال ﻣﻮﻓﺎز ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺮب ،ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﺮي ﻣﻦ ﺗﺼﺎدم ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺘﺤﺮري ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ،واﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ .ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻲ اﻟﺠﻨﺮال ﻣﻮﻓﺎز ﻗﻮﻟﮫ ﺑﺄن اﻟﺤﺮب ﺿﺪ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺮب ﺗﺄﻣﯿﻦ رﻛﺎﺋﺰ "اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺮﯾﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ" ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ وﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل. ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺴﻜﺮة ﻣﻦ أول ﯾﻮم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ ،أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻇﻮاھﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﺗﺰاﯾﺪ ﺣﺎﻻت اﻟﮭﺮوب ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ،وھﻲ ﻇﺎھﺮة ﺗﺸﮭﺪ ﺗﺼﺎﻋﺪاً ﺑﻤﻌﺪﻻت ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،ﺣﺘﻰ أن رﺋﯿﺲ اﻷرﻛﺎن اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺠﻨﺮال ﻏﺎﺑﻲ أﺷﻜﻨﺎزي ،ﻗﺎل ﻓﻲ ﺧﻄﺎب أﻟﻘﺎه ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺳﻼح اﻟﺠﻮ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻓﻲ ھﺮﺗﺰﻟﯿﺎ: "إن ﻇﺎھﺮة اﻟﺘﮭﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﺗﻨﮭﺶ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺠﯿﺶ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ".
وﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻘﻠﻖ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ،ﻓﮭﺬا اﻟﺠﻨﺮال ﻣﻮﺷﯿﮫ ﯾﻌﻠﻮن ،اﻟﺬي ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﯿﺲ ھﯿﺌﺔ اﻷرﻛﺎن وﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪاً أﻣﻨﯿﺎً ﺑﺎرزاً ،واﻟﺬي اﻣﺘﺪح ﻗﺪرة ﻣﺎ أﺳﻤﺎه "اﻟﺸﻌﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،اﺿﻄﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت ﻋﻠﻨﯿﺔ ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﺄن ﻗﺪرة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،ﺑﻞ وأﻗﺮّ ﺑﺼﻮاب ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯿﻦ ﺧﯿﻮط اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ودوﻟﺔ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ". إن اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻷﺳﺎﺳﻲ ﯾﻘﻮدﻧﺎ ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻌﺒﺮي اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﻣﺘﻄﺮﻓﻮه أن ﯾﺒﻘﻰ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻵن ،ﺑﺎت ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺴﺎؤل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﯿﺪ ﻧﺴﺒﯿﺎ ،ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺔ ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ ﻣﺘﻐﯿﺮة ﺗﺸﮭﺪ ﻛﻞ ﯾﻮم إرھﺎﺻﺎت ﺗﻮاﻟﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻌﺪد اﻷﻗﻄﺎب ،واﻧﺤﺴﺎر اﻟﻨﻔﻮذ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ واﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،وﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت ﯾﻤﻮج ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺗﻌﻠﻮ أﺻﻮات اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻧﺴﯿﺎً ﻣﻨﺴﯿﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ...ف"إﺳﺮاﺋﯿﻞ" اﻟﻤﻨﺘﻌﺸﺔ ﺑﺮوح اﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ،وھﻲ ﻓﻲ ذروة ﺗﺠﺒﺮھﺎ وﻗﻮﺗﮭﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﺣﺘﻜﺎرھﺎ ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ وﻣﻜﺎﻧﺘﮭﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ھﻲ اﻟﯿﻮم ،ﺣﯿﺚ ﺗﻌﯿﺶ اﻷوﺳﺎط اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ وﻧﺨﺒﺘﮭﺎ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ،ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻷرق واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. وﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻛﻞ ﯾﻮم ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻣﯿﺰان اﻟﮭﺠﺮة اﻻﺳﺘﯿﻄﺎﻧﯿﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﺴﻨﻮات ﻣﺎﺿﯿﺔ ،وﺗﺮاﺟﻊ ﺷﻌﻮر اﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﺪى اﻟﯿﮭﻮد اﻟﺠﺪد اﻟﺬﯾﻦ أﺗﻮا إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻣﻦ دول اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﯿﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎھﺮة اﻟﺘﺒﺎﯾﻨﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ واﻹﺛﻨﯿﺔ ﺑﯿﻨﮭﻢ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺮاﺟﻊ اﻻﻧﺸﺪاد اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﯾﮭﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺠﺎه إﺳﺮاﺋﯿﻞ ،وﺗﺤﻮﻻت اﻟﻤﯿﺰان اﻟﺪﯾﻤﻐﺮاﻓﻲ ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ. ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈن اﻟﺰﻋﯿﻢ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻧﺎﺣﻮم ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن ،ﻟﻢ ﺗﻔﺘﮫ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺑﻦ ﻏﻮرﯾﻮن وھﻮ ﯾﻜﺘﺐ ﻣﻘﺎﻟﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮھﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ "اﻟﻔﻮرﯾﻦ أﻓﯿﺮز" ﺳﻨﺔ ،1975إذ ﻧﺒﮫ ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن إﻟﻰ أﻧﮫ "ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ل"إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﯾﻞ ،دون ﺗﺴﻮﯾﺔ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺮب" ،واﻋﺘﺮف ﺑﺄن "ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﺑﺪوﻟﺔ ﯾﮭﻮدﯾﺔ ،ﺗﺘﻌﺎرض ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﯿﺪ". ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ رﻓﺾ أﻟﺒﺮت آﯾﻨﺸﺘﺎﯾﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﯿﺰﯾﺎء اﻟﯿﮭﻮدي اﻷوروﺑﻲ وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ،ﻋﺮض داﻓﯿﺪ ﺑﻦ ﻏﻮرﯾﻮن ﻟﮫ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن أول رﺋﯿﺲ ﻟـ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﺣﯿﻦ إﻋﻼﻧﮭﺎ ﻋﺎم ،1948واﺻﻔﺎً ھﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺘﻘﻮد ﯾﮭﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﺎرﺛﺔ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺒﯿﺎن اﻹﻣﺎراﺗﯿﺔ
ھﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة دون ﺗﺴﻮﯾﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺮب واﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ؟ وﺑﺄي ﺛﻤﻦ؟ وﺑﺄي ھﻮﯾﺔ؟ وھﻞ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ أﺑﺪا أن ﺗﻌﺮف اﻟﺴﻼم؟
اﻹﯾﻤﺎن وإﯾﻘﺎظ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﻔﯿﺔ اﻹﯾﻤﺎن اﻟﺤﻲ ﯾﻮﻗﻆ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﻔﯿﺔ داﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﺠﻌﻠﮫ دوﻣًﺎ ﯾﺘﺤﺪى أوﺿﺎﻋًﺎ أﻗﻮى ﻣﻨﮫ ،وﯾﺠﺘﺎز ﻣﺼﺎﻋﺐ أﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺣﺪود إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﮫ .. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻤﻜﻦ اﻹﯾﻤﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﺗﺰداد رﻏﺒﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺒﮫ رﺑﮫ وﯾﺮﺿﺎه ﻓﺘﺠﺪه ﯾﺘﺤﺪى اﻟﺼﻌﺎب ،وﯾﺘﺤﻤﻞ اﻟﺸﺪاﺋﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ذﻟﻚ . اﺟﺘﻤﻊ ﯾﻮﻣﺎ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻗﻠﺔ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ ﻓﻘﺎﻟﻮا :واﷲ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﺮﯾﺶ ھﺬا اﻟﻘﺮآن ﯾُﺠﮭﺮ ﻟﮭﺎ ﺑﮫ ﻗﻂ ، ﻓﻤﻦ رﺟﻞ ﯾُﺴﻤﻌﮭﻢ إﯾﺎه ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد :أﻧﺎ أُﺳﻤﻌﮭﻢ إﯾﺎه . ﻓﻘﺎﻟﻮا :إﻧﺎ ﻧﺨﺸﺎھﻢ ﻋﻠﯿﻚ ،إﻧﻤﺎ ﻧﺮﯾﺪ رﺟﻼ ﻟﮫ ﻋﺸﯿﺮة ﺗﺤﻤﯿﮫ وﺗﻤﻨﻌﮫ ﻣﻨﮭﻢ إذا أرادوه ﺑِﺸَﺮ .ﻓﻘﺎل :دﻋﻮﻧﻲ ﻓﺈن اﷲ ﺳﯿﻤﻨﻌﻨﻲ وﯾﺤﻤﯿﻨﻲ .
ﻣﺠﺪي اﻟﮭﻼﻟﻲ
ﺛﻢ ﻏﺪا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ أﺗﻰ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻰ ،وﻗﺮﯾﺶ ﺟﻠﻮس ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻘﺎم وﻗﺮأ : ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ – راﻓﻌًﺎ ﺑﮭﺎ ﺻﻮﺗﮫ ﴿-اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦُ ) (1ﻋَﻠَّﻢَ اﻟْﻘُﺮْآنَ ) (2ﺧَﻠَﻖَ اﻟْﺈِﻧْﺴَﺎنَ ) (3ﻋَﻠَّﻤَﮫُ اﻟْﺒَﯿَﺎنَ ﴾ ]اﻟﺮﺣﻤﻦ . [4-1/وﻣﻀﻰ ﯾﻘﺮؤھﺎ ،ﻓﺘﺄﻣﻠﺘﮫ ﻗﺮﯾﺶ وﻗﺎﻟﺖ :ﻣﺎذا ﻗﺎل اﺑﻦ أم ﻋﺒﺪ ؟! ﺗﺒًّﺎ ﻟﮫ ،إﻧﮫ ﯾﺘﻠﻮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣﺤﻤﺪ ،وﻗﺎﻣﻮا إﻟﯿﮫ وﺟﻌﻠﻮا ﯾﻀﺮﺑﻮن وﺟﮭﮫ وھﻮ ﯾﻘﺮأ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﯾﺒﻠﻎ ،ﺛﻢ اﻧﺼﺮف إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﮫ واﻟﺪم ﯾﺴﯿﻞ ﻣﻨﮫ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﮫ :ھﺬا اﻟﺬي ﺧﺸﯿﻨﺎ ﻋﻠﯿﻚ ،ﻓﻘﺎل :واﷲ ﻣﺎ ﻛﺎن أﻋﺪاء اﷲ أھﻮن ﻓﻲ ﻋﯿﻨﻲ ﻣﻨﮭﻢ اﻵن ،وإن ﺷﺌﺘﻢ ﻷُﻏَﺎدﯾﻨَّﮭﻢ ﺑﻤﺜﻠﮭﺎ ﻏﺪًا ،ﻗﺎﻟﻮا :ﻻ ،ﺣﺴﺒﻚ ،ﻟﻘﺪ أﺳﻤﻌﺘﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﻜﺮھﻮن وھﺬا ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﺠﻤﻮح ﯾﺮى أﺑﻨﺎءه اﻟﺜﻼﺛﺔ ﯾﺘﺠﮭﺰون ﻟﻠﻘﺎء أﻋﺪاء اﷲ ﻓﻲ أُﺣﺪ ،ﻓﻌﺰم ﻋﻠﻰ أن ﯾﻐﺪو ﻣﻌﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﺠﮭﺎد ،ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺘﯿﺔ أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ أﺑﯿﮭﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﺰم ﻋﻠﯿﮫ ،ﻓﮭﻮ ﺷﯿﺦ ﻛﺒﯿﺮ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ،وھﻮ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻋﺮج ﺷﺪﯾﺪ اﻟﻌﺮج ،وﻗﺪ ﻋﺬره اﷲ ﻓﯿﻤﻦ ﻋﺬرھﻢ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﮫ :ﯾﺎ أﺑﺎﻧﺎ ،إن اﷲ ﻋﺬرك ،ﻓﻌﻼم ﺗُﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ أﻋﻔﺎك اﷲ ﻣﻨﮫ ؟! ﻓﻐﻀﺐ اﻟﺸﯿﺦ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﮭﻢ ،واﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺸﻜﻮھﻢ ،ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ،إن أﺑﻨﺎﺋﻲ ھﺆﻻء ﯾﺮﯾﺪون أن ﯾﺤﺒﺴﻮﻧﻲ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺨﯿﺮ وھﻢ ﯾﺘﺬرﻋﻮن ﺑﺄﻧﻲ أﻋﺮج ،واﷲ إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ أن أﻃﺄ ﺑﻌﺮﺟﺘﻲ ھﺬه اﻟﺠﻨﺔ .ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﺑﻨﺎﺋﮫ » :دﻋﻮه ؛ ﻟﻌﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﯾﺮزﻗﮫ اﻟﺸﮭﺎدة « .ﻓﺨﻠﻮا ﻋﻨﮫ إذﻋﺎﻧًﺎ ﻷﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ . وﻣﺎ إن أزِف وﻗﺖ اﻟﺨﺮوج ،ﺣﺘﻰ ودع ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﺠﻤﻮح زوﺟﺘﮫ ،ﺛﻢ اﺗﺠﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ ورﻓﻊ ﻛﻔﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل » :اﻟﻠﮭﻢ ارزﻗﻨﻲ اﻟﺸﮭﺎدة وﻻ ﺗﺮدﻧﻲ إﻟﻰ أھﻠﻲ ﺧﺎﺋﺒًﺎ « .ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻖ ﯾُﺤﯿﻂ ﺑﮫ أﺑﻨﺎءه اﻟﺜﻼﺛﺔ ..وﻟﻤﺎ ﺣﻤﻲ وﻃﯿﺲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،وﺗﻔﺮق اﻟﻨﺎس ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﻮھﺪ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﺠﻤﻮح ﯾﻤﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﻋﯿﻞ اﻷول وﯾﺜﺐ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﮫ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ وﺛﺒًﺎ وھﻮ ﯾﻘﻮل :إﻧﻲ ﻟﻤَﺸﺘﺎق إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ،إﻧﻲ ﻟﻤَﺸﺘﺎق إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ، وﻛﺎن وراءه اﺑﻨﮫ » ﺧﻠَّﺎد « وﻣﺎزال اﻟﺸﯿﺦ وﻓﺘﺎه ﯾﺠﺎھﺪان ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺧﺮَّا ﺻﺮﯾﻌﯿﻦ ﺷﮭﯿﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻦ اﻻﺑﻦ وأﺑﯿﮫ إﻻ ﻟﺤﻈﺎت . وإن ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻹﯾﻤﺎن ﻓﻌَﺠَﺐٌ إﺻﺮار ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺎد وھﻮ أﻋﻤﻰ ،وﺳﻔﺮه ﻣﻊ ﺟﯿﺶ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص إﻟﻰ اﻟﻘﺎدﺳﯿﺔ ﻟﻤﻼﻗﺎة اﻟﻔﺮس ،وھﻮ ﻻﺑﺲ درﻋﮫ ،ﻣﺴﺘﻜﻤﻞ ﻋﺪﺗﮫ ،ﻓﯿﺘﻘﺪم ﻟﯿﺤﻤﻞ راﯾﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ...وھﻮ أﻋﻤﻰ !! وﯾﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﯿﮭﺎ إﻟﻰ أن ﻗُﺘﻞ ﺷﮭﯿﺪًا ،وھﻮ ﯾﺤﺘﻀﻦ اﻟﺮاﯾﺔ !! . ﻓﻠﯿﺖ ﺷﻌﺮي أي ﻗﻮة أﺧﺮﺟﺖ ھﺆﻻء ﻣﻦ ﺛﻮب أﻋﺬارھﻢ ،وﺟﻌﻠﺘﮭﻢ ﯾﻘﻔﺰون ﻋﻠﻰ ﺣﻮاﺟﺰ ﻋﺎھﺎﺗﮭﻢ ،ﻓﺴﺒﻘﻮا أﺻﺤﺎب اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ،وأذھﻠﻮا أرﺑﺎب اﻟﻌﺰاﺋﻢ اﻟﻮاھﯿﺔ. إﻧﮫ اﻹﯾﻤﺎن ،ﺗﺴﺮﺑﻠﻮا ﺑﮫ وﺗﺪرﻋﻮا ،ﻓﻮاﺟﮭﻮا ﺳﮭﺎم اﻟﺸﺪاﺋﺪ ورﻣﺎح اﻟﺼﻌﺎب. ــــــــــــــــــــــ اﻹﯾﻤﺎن أوﻻ
اﻹﻋﺠﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﯾﻘﻈﺔ اﻟﻔﺠﺮ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :أَﻗِﻢِ اﻟﺼﱠﻼةَ ﻟِﺪُﻟُﻮكِ اﻟﺸﱠﻤْﺲِ إِﻟَﻰ ﻏَﺴَﻖِ اﻟﻠﱠﯿْﻞِ وَﻗُﺮْآنَ اﻟْﻔَﺠْﺮِ إِنﱠ ﻗُﺮْآنَ اﻟْﻔَﺠْﺮِ ﻛَﺎنَ ﻣَﺸْﮭُﻮداً( )اﻻﺳﺮاء(78: ﯾﺮﻏﺐ اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﻟﻨﻮم اﻟﻤﺒﻜﺮ و اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻨﺬ اﻟﻔﺠﺮ و ﻗﺪ روي ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم أﻧﮫ ﻗﺎل :ﺑﻮرك ﻷﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺑﻜﻮرھﺎ " و ﻗﺎل " :رﻛﻌﺘﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ " ،و ﺗﺤﻘﯿﻘﺎً ﻟﺬﻟﻚ ،أﻣﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ﺑﻌﺪم اﻟﺰﯾﺎرات ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ﺑﻘﻮﻟﮫ " :ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻌﻮا ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء إﻻ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ". أﻣﺎ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﻨﯿﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﯿﻘﻈﺔ اﻟﻔﺠﺮ ﻓﮭﻲ ﻛﺜﯿﺮة ﻣﻨﮭﺎ : ﻓﻲ اﻟﺠﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺠﺮ ،و ﺗﻘﻞ ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻤﺤﻞ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ 1o3) ،ـ ﺗﻜﻮن أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻐﺎز اﻷوزون ) و ﻟﮭﺬا اﻟﻐﺎز ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻣﻔﯿﺪ ﻟﻠﺠﮭﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻣﻨﺸﻂ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻔﻜﺮي و اﻟﻌﻀﻠﻲ ،و ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺠﻌﻞ ذروة ﻧﺸﺎط اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ و اﻟﻌﻀﻠﯿﺔ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ ،و ﯾﺴﺘﺸﻌﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺸﻖ ﻧﺴﯿﻢ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﺠﻤﯿﻞ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺮﯾﺢ اﻟﺼﺒﺎ ،ﻟﺬة و ﻧﺸﻮة ﻻ ﺷﺒﯿﮫ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ أي ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻨﮭﺎر أو اﻟﻠﯿﻞ . 2ـ إن أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻨﺪ ﺷﺮوﻗﮭﺎ ﻗﺮﯾﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ،و ﻣﻌﺮوف ﺗﺄﺛﯿﺮ ھﺬا اﻟﻠﻮن اﻟﻤﺜﯿﺮ ﻟﻸﻋﺼﺎب ،و اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﻘﻈﺔ و اﻟﺤﺮﻛﺔ ،ﻛﻤﺎ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﯿﺔ ﺗﻜﻮن أﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوق ،و ھﻲ اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮض اﻟﺠﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﻓﯿﺘﺎﻣﯿﻦ د . 3ـ اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ اﻟﺒﺎﻛﺮ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﻨﻮم اﻟﻄﻮﯾﻞ ،وﻗﺪ ﺗﺒﯿﻦ أن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﯾﻨﺎم ﺳﺎﻋﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ و ﻋﻠﻰ وﺗﯿﺮة واﺣﺪة ﯾﺘﻌﺮض ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺮض اﻟﻌﺼﯿﺪة اﻟﺸﺮﯾﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﯾﺄھﺐ ﻟﮭﺠﻤﺎت ﺧﻨﺎق اﻟﺼﺪر ﻷن اﻟﻨﻮم ﻣﺎ ھﻮ إﻻ ﺳﻜﻮن ﻣﻄﻠﻖ ،ﻓﺈذا دام ﻃﻮﯾﻼً أدى ذﻟﻚ ﻟﺘﺮﺳﺐ اﻟﻤﻮاد اﻟﺪھﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻷوﻋﯿﺔ اﻟﺸﺮﯾﺎﻧﯿﺔ اﻹﻛﻠﯿﻠﯿﺔ اﻟﻘﻠﺒﯿﺔ ،وﻟﻌﻞ اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻷﻣﺮاض اﻟﻮﻋﺎﺋﯿﺔ ،ھﻲ إﺣﺪى اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﻨﯿﮭﺎ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﺘﯿﻘﻈﻮن ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺘﻘﺮﺑﯿﻦ ﻟﺨﺎﻟﻘﮭﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء و اﻟﺼﻼة ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻔﺮﻗﺎن ) :و اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﯿﺘﻮن ﻟﺮﺑﮭﻢ ﺳﺠﺪاً و ﻗﯿﺎﻣﺎً ( اﻟﻔﺮﻗﺎن . 64 :و ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻏﺒﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﮭﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻤﺰﻣﻞ ) :إن ﻧﺎﺷﺌﺔ اﻟﻠﯿﻞ ھﻲ أﺷﺪ وﻃﺄً و أﻗﻮم ﻗﯿﻼً( اﻟﻤﺰﻣﻞ 6 : و ﻧﺎﺷﺌﺔ اﻟﻠﯿﻞ ھﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻮم 4ـ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻤﯿﺎً أن أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻮرﺗﺰون ﻓﻲ اﻟﺪم ھﻲ وﻗﺖ اﻟﺼﺒﺎح ﺣﯿﺚ ﺗﺒﻠﻎ ) 7ـ ( 22ﻣﻜﺮوﻏﺮام 100 / ﻣﻞ ﺑﻼﺳﻤﺎ ،و ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن اﻟﻜﻮرﺗﺰون ھﻮ اﻟﻤﺎدة اﻟﺴﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﯾﺪ ﻓﻌﺎﻟﯿﺎت اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﮫ . و إذا ﻣﺎ أﺿﻔﻨﺎ ھﺬه اﻟﻔﻮاﺋﺪ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺑﯿﻨﺎھﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة و اﻟﻮﺿﻮء ﻧﺠﺪ أن اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﺘﻌﺎﻟﯿﻢ اﻟﻘﺮآن ،ھﻮ إﻧﺴﺎن ﻓﺮﯾﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺣﯿﺚ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ ﺑﺎﻛﺮاً و ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﯿﻮم اﻟﺠﺪﯾﺪ ﺑﺠﺪ و ﻧﺸﺎط و ﯾﺒﺎﺷﺮ أﻋﻤﺎﻟﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺎر ،ﺣﯿﺚ ﺗﻜﻮن إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﮫ اﻟﺬھﻨﯿﺔ و اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ و اﻟﻌﻀﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ،ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي ﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻠﺆه اﻟﺼﻔﺎء و اﻟﺴﺮور و اﻻﻧﺸﺮاح و ﻟﻮ ﺗﺼﻮرﻧﺎ أن ذﻟﻚ اﻹﻟﺰام أﺧﺬ ﻃﺎﺑﻌﺎً ﺟﻤﺎﻋﯿﺎً ﻓﺴﯿﻐﺪو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ،ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻣﻤﯿﺰاً ﻓﺮﯾﺪاً و أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰه ھﻮ أن اﻟﺤﯿﺎة ﺗﺪب ﻓﯿﮫ ﻣﻨﺬ اﻟﻔﺠﺮ .
اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ وﺗﺮﺗﯿﺐ اﻷوﻟﻮﻳﺎت
ھﯿﺎ ﺑﻨﺎ إﺧﻮاﻧﻲ ﻧﻌﯿﺶ ﻣﻊ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻻﺳﻼﻣﻰ اﻻﺻﯿﻞ واﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻻدب اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺣﯿﺚ ﻳﻘﻮل ﻋﻠﯿﻪ رﺣﻤﺔ اﷲ " اذا ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻋﻠﯿﻚ اﻻﻋﻤﺎل ،ﻓﻼ ﺗﻠﺘﻤﺲ اﻟﺮوح ) اﻟﺮاﺣﺔ( ﻓﻰ ﻣﺪاﻓﻌﺘﮫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﯿﻮم واﻟﺮوﻏﺎن ﻣﻨﮫﺎ .ﻓﺎﻧﻪ ﻻراﺣﺔ ﻟﻚ اﻻ ﻓﻰ اﺻﺪارھﺎ ) ﻋﻤﻠﮫﺎ( وان اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫﺎ ھﻮ اﻟﺬى ﻳﺨﻔﻔﮫﺎ ﻋﻨﻚ ،واﻟﻀﺠﺮ ھﻮ اﻟﺬى ﻳﺮاﻛﻤﮫﺎ ﻋﻠﯿﻚ .ﻓﺘﻌﮫﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺧﺼﻠﺔ ﻗﺪ رأﻳﺘﮫﺎ ﺗﻌﺘﺮى ﺑﻌﺾ اﺻﺤﺎب اﻻﻋﻤﺎل .وذﻟﻚ ان اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻜﻮن ﻓﻰ اﻣﺮ ﻣﻦ اﻣﺮه ﻓﯿﺮد ) ﻳﺄﺗﻰ( ﻋﻠﯿﻪ ﺷﻐﻞ آﺧﺮ أو ﻳﺄﺗﯿﻪ ﺷﺎﻏﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮه اﺗﯿﺎﻧﻪ) ﺗﺄﺧﯿﺮه ) ﻓﯿﻜﺪر ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﻜﺪﻳﺮًا ﻳﻔﺴﺪ ﻣﺎﻛﺎن ﻓﯿﻪ وﻣﺎورد ﻋﻠﯿﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺤﻜﻢ واﺣﺪاً ﻣﻨﮫﻤﺎ ﻓﺎذا ورد ﻋﻠﯿﻚ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻠﯿﻜﻦ ﻣﻌﻚ رأﻳﻚ وﻋﻘﻠﻚ اﻟﻠﺬان ﺑﮫﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر اﻻﻣﻮر ،ﺛﻢ اﺧﺘﺮ اوﻟﻰ اﻻﻣﺮﻳﻦ ﺑﺸﻐﻠﻚ ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺮغ ﻣﻨﻪ .وﻻﻳﻌﻈﻤﻦ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻮت ﻣﺎ ﻓﺎت وﺗﺄﺧﯿﺮ ﻣﺎﺗﺄﺧﺮ" ﺛﻢ ﻳﻘﻮل اﻳﻀ ًﺎ " اذا ﻋﻤﻠﺖ اﻟﺮأى ﻣﻌﻤﻠﻪ وﺟﻌﻠﺖ ﺷﻐﻠﻚ ﻓﻰ ﺣﻘﻪ ،ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﻐﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺮﺟﻮﺑﮫﺎ اﻟﻘﻮة واﻟﺘﻤﺎم ﻋﻠﯿﮫﺎ" ﻧﺨﻠﺺ ﻣﻤﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻣﺎﻳﻠﻰ: 1.اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ " ﻻﺗﺆﺟﻞ ﻋﻤﻞ اﻟﯿﻮم اﻟﻰ اﻟﻐﺪ" ﻣﮫﻤﺔ ﺟﺪاً ،ﻓﺎن ﺗﺄﺟﯿﻞ اﻻﻋﻤﺎل اﻟﻤﮫﻤﺔ ﺑﺤﺠﺔ اﻟﺮاﺣﺔ ﻳﺆدى اﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻢ اﻻﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻳﻮم آﺧﺮ وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻣﻮر اﺧﺮى .ﻗﺪ ﻳﺆدى اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ اﻟﻰ راﺣﺔ ﻣﺆﻗﺘﻪ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻚ ارﺑﺎﻛ ًﺎ ﻓﻰ ﺑﻘﯿﺔ اﻋﻤﺎﻟﻚ. 2.ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل " ﺟﺰىء اﻻﻋﻤﺎل اﻟﻜﺒﯿﺮة اﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻻﻋﻤﺎل اﻟﺼﻐﯿﺮة ﺣﺘﻰ ﻳﺴﮫﻞ ﻋﻠﯿﻚ اﻧﺠﺎزھﺎ " اﻛﻞ اﻟﻌﻨﺐ ﺣﺒﺔ ﺣﺒﺔ" وﻻن اﻻﻟﻒ ﻣﯿﻞ ﺗﺒﺪأ ﺑﻘﻄﻌﮫﺎ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة. 3.اﻋﻂ اﻻﻋﻤﺎل ﺣﻘﮫﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻻھﻤﯿﺔ وﻻﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻤﮫﻢ ﻣﮫﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﺴﯿﻄﺎً ،ﻓﺎن ذﻟﻚ ﻳﺆﺧﺮك ﻣﻦ اﻋﻤﺎﻟﻚ اﻟﻤﮫﻤﺔ .وﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ھﺬا ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺪد ﺑﻨﻔﺴﻚ اوﻟﻮﻳﺎﺗﻚ واھﺪاﻓﻚ. 4.ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬى ﺑﯿﻦ ﻳﺪﻳﻚ وﻻﺗﮫﺘﻢ ﻻﻋﻤﺎل اﺧﺮى ﺗﺄﺗﻰ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻻن اﻟﺘﻠﮫﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻚ اﻻﺳﺎﺳﻰ ﺳﯿﺸﺘﺖ اھﺘﻤﺎﻣﻚ ﻋﻦ اﻻوﻟﻰ واﻻھﻢ اﻟﺬى ﺑﺪأت ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ وﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻣﺎﺟﻌﻞ اﷲ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﯿﻦ ﻓﻰ ﺟﻮﻓﻪ" ﻓﺎﻻوﻟﻰ ان ﺗﻨﺘﮫﻰ ﻣﻤﺎ ﻓﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪه ودوﻧﻪ ﻓﻰ اﻻھﻤﯿﺔ .وﻻﺗﺤﺰن ﻟﻔﻮات اﻣﺮ ﻃﺮأ ﻋﻠﯿﻚ ﻣﺎدﻣﺖ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ اﻻھﻢ. 5.وﻛﻤﺎ ورد ﻓﻰ وﺻﯿﺔ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﻔﺎروق ﻋﻤﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ" ان ﷲ اﻋﻤﺎﻻً ﻓﻰ ﻻ ﻓﻰ اﻟﻠﯿﻞ ﻻﻳﻘﺒﻠﮫﺎ ﻓﻰ اﻟﻨﮫﺎر" ﻓﻠﻜﻞ وﻗﺖ ﺷﻐﻠﻪ وﻋﻤﻠﻪ ﻓﻼ اﻟﻨﮫﺎر ﻻﻳﻘﺒﻠﮫﺎ ﻓﻰ اﻟﻠﯿﻞ وان ﷲ اﻋﻤﺎ ً ﻳﻨﺒﻐﻰ اﻟﺘﺮاﺧﻰ ،وﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺻﺮف اﻻوﻗﺎت ﺑﺤﺮص ودﻗﺔ ﺧﺘﻰ ﻻﺗﻜﻮن ﺣﯿﺎﺗﻚ ھﺪراً وﺗﻀﯿﻊ اﻣﻮرك اﻟﻤﮫﻤﺔ. 6.ﺗﻨﺒﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ " ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺑﮫﺎ اﻟﻘﻮة واﻟﺘﻤﺎم ﻋﻠﯿﮫﺎ" واﻟﻤﻘﺼﻮد ان ﻳﻜﻮن ﻋﻤﻠﻚ ﻣﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ رﻏﺒﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻚ وھﺪف ﻣﺤﺪد وھﺬا ﻳﻌﻄﯿﻚ دﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻻﺗﻤﺎﻣﻚ اﻟﻌﻤﻞ. اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻼﺳﺘﺎذ ﺳﻤﯿﺮ ﺣﻠﻮاﻧﻲ
ﻣﻔﺎھﯿﻢ ﺗﺮﺑﻮﯾﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻨﻁﻠﻘﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ: ﺃﻭﻻﹰ :ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ :ﻋﻤل ﻤﺩﻯ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ﻷﻥ ﻤﻴﺩﺍﻨﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﻤﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺼﻠﺔ ﻟﻪ ﺒﺎﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﻜﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻴﺩﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﻻ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻋﻤل ﻤﺩﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺘﻪ ﻤﺼﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺼﻭﺹ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ﺒﺸﺭﻴﺔ.
ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺨﻄﯿﺐ
ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻨﻁﻼﻗﺎﹰ ﻤﻥ ﺸﻤﻭل ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻜﻭﻨﻪ ﻤﻨﻬﺞ ﺤﻴﺎﺓ ﻜﺎﻤل ،ﻭﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ،ﻻ ﻴﺼﺢ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ﻭﻻ ﻴﻜﺘﻤل ﺩﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺒﻬﺎ. ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫﻭ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﺼﻁﺒﻐﺎﹰ ﺒﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻤﻠﺘﺯﻤﺎﹰ ﺒﻘﻴﻡ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -1ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﺘﺒﺎﻉ ﻤﻨﻬﺠﻪ ﻭ ﺃﺼﻭل ﻭﺃﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﺴﺒﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ. -2ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ ﻭﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ،ﻭﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﻭﻴﺔ ﻜﺎﻟﺨﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺍﻤﺭﺍﺕ ﻭﺍﺴﺘﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴل ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﻀﺢ ﻭﻜﺸﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ )ﻟﺴﺕ ﺤﺒﺎﹰ ﻻ ﻴﺨﺩﻋﻨﻲ ﺍﻟﺤﺏ(. -3ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺎﻓﺔ ،ﻭﺍﻷﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺒﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻡ } {1ﻏﹸﻠﺒﺕ ﺍﻟﺭﻭﻡ { 2} ﻓﻲ ﺃَﺩﻨﹶﻰ ﺍﻟﹾﺄَﺭﺽﹺ ﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻏﹶﻠﹶﺒﹺﻬﹺﻡ ﺴﻴﻐﹾﻠﺒﻭﻥ { 3} ﻓﻲ ﺒﹺﻀﻊﹺ ﺴﻨﻴﻥ ﻟِﻠﱠﻪ ﺍﻟﹾﺄَﻤﺭ ﻤﻥ ﻗﹶﺒلُ ﻭﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻭﻴﻭﻤﺌِﺫ ﻴﻔﹾﺭﺡ ﺍﻟﹾﻤﺅْﻤﻨﹸﻭﻥ ﺒﹺﻨﹶﺼﺭﹺ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻴﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﻴﺸﹶﺎﺀ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﹾﻌﺯﹺﻴﺯ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ) {ﺍﻟﺭﻭﻡ (1/5 -4ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻓﻘﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﻭﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻭﻤﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﺹ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺤﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ.
-5ﺍﻨﻁﻼﻗﺎﹰ ﻤﻥ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﻟﻜل ﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻜﻭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻭﻁﻨﻨﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺠﺯﺀﺍﹰ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﻱ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﻨﻀﺒﺎﻁ ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺤﻴﺎﺌﻲ ،ﻭﻋﺩﺍﻟﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻋل ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﺔ ،ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺤﺵ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ،ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺒﺩﺃ ﺘﻜﺎﻓﺅ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺍﻹﻫﺩﺍﺭ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻤﻠﻭﻜﺎﹰ ﻟﺒﻴﺕ ﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻟﻜل ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻓﻴﻪ ﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻤﻠﻭﻜﺎﹰ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺎﻜﻡ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﻜﻴﻑ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻭﻻﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎل ﻤﻘﻴﺩﺓ ﻭﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ، ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻠﻭﻟﻨﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻤﺘﻤﺯﻴﺔ ﺒﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﺍﻟﻘﻁﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻻ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻜﺭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺘﺨﻠﺹ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺭﺍﺒﻁ ﻭﺘﻜﺎﻤل ﻭﺘﻭﺍﺯﻥ :ﻭﺘﻅﻬﺭ ﻤﻼﻤﺢ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -1ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺘﺯﻜﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ،ﻟﻬﺅﻻﺀ ﻴﺤﻤﻠﻭﺍ ﻋﺏﺀ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺘﻐﺭﺱ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻷﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺸﺅﻭﻨﻬﻡ ،ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺴﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺘﻭﻅﻴﻑ ﻁﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺴﻥ ﻭﺠﻪ ﻤﻤﻜﻥ ،ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﺄﻫﻴﻠﻬﻡ ﻋﻠﻴﻤﺎﹰ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﹰ ﻭﺘﺩﺭﻴﺒﺎﹰ ﻟﻤﺎ ﻴﻨﺎﻁ ﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﻬﺎﻡ، ﻭﻜﻠﻤﺎ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ،ﻜﻠﻤﺎ ﺍﻨﻌﻜﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺇﺠﺎﺩﺓ ﻭﺇﺘﻘﺎﻨﺎﹰ ﻭﺇﺤﺴﺎﻨﺎﹰ ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺃﺒﺭﻙ ﺍﻟﺜﻤﺭﺍﺕ ﻭﺃﻓﻀل ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ،ﺒﺄﻗل ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻭﺃﺩﻨﻰ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺤﺴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻔﻴﺔ ﻭﺸﺄﻨﻬﺎ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺤﺩﺙ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ.
-2ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺩﻋﻭﺘﻨﺎ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﺃﺸﻜﺎﻻﹰ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭﻴﻤﺭ ﺒﺄﺩﻭﺍﺭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﻭﺍﻻﺩﻭﺍﺭ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻹﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﺩﻋﻭﻴﺎﹰ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﺎﻜﻴﺩ ﺸﻤﻭﻟﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ. -3ﻴﺠﻴﺏ ﺒﺫل ﻋﻨﺎﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﻐﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭ ،ﻷﻥ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻫﻲ ﺘﺯﻜﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻭﺱ ﻻ ﺘﻨﻔﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﻟﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺠﺯﺀﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ.
ﺑﺎﻟﻘﺪس ﻛﻼ ﻟﻦ ﻧﺘﺎﺟﺮ وﯾﻈﻞ ھﺎﻣﻚ ﻋﺎﻟﯿﺎ ﻛﺎﻟﻨﺠﻢ ﻣﻦ أﻟﻖ اﻟﻤﻔﺎﺧﺮ وﻧﻈﻞ ﻧﮭﺘﻒ أن ﻓﺪاك اﻟﺮوح ﯾﺎ وﻃﻦ اﻟﺒﺸﺎﺋﺮ ﻻ ﻟﻦ ﻧﺒﯿﻌﻚ ﻓﺎﺷﺘﺮي ﻣﻨﺎ اﻟﻤﺂﻗﻲ واﻟﻘﻠﻮب واﺳﺘﻘﺒﻠﻲ ﺷﻤﺲ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ إﻧﮭﺎ أﺑﺖ اﻟﻐﺮوب إن ﺗﺎﺟﺮوا ﯾﻮﻣﺎ ﺑﺘﺮﺑﻚ ﯾﺸﺘﺮون ﺑﻚ اﻟﺬﻧﻮب ﻓﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﻈﯿﻢ :ﺑﺎﻟﻘﺪس ﻛﻼ ﻟﻦ ﻧﺘﺎﺟﺮ