كتاب قصص وفوائد

Page 1

‫قصص وفوائد‬ ‫مجع وإعداد‬ ‫مم ن ماعد اتمعلم‬

‫معلم االتجماععاع‬

‫ممين داوود‬

‫حماد مجعة‬

‫اتدمعم ‪2014‬م‬

‫‪1‬‬


‫املؤتفعن‪:‬‬

‫جاءت فكرة الكتاب بعد تجارب مع الطالب ومحاولة ارشادهم وتوجيههم فلوحظ تأثير القصة‬ ‫القصيرة على قلوبهم وكيفية سماع قصة واحدة مؤثرة كفيلة بتحول سلوك الطالب إلى االجتهاد‬

‫والجد ويظهر التغير الواضح في شخصية الطالب لألفضل لما تحمله القصة من عبر ومواعظ ‪.‬‬

‫الكتاب ليكون نبراسا لكل شخص يريد تطوير ذاته ويصقل مهاراته ‪.‬‬ ‫لذلك تم التعاون في إعداد هذا ُ‬ ‫ويتضمن هذا الكتاب مجموعة كبيرة من القصص‬ ‫القصيرة بأسلوب سهل بسيط ليكون سهل الهضم ويهتم‬

‫الكتاب بعد كل قصة بلفت االنتباه الى الفوائد من القصة‬

‫مع ترك مساحة كافية للقارئ للتعبير عما يجول به نفسه‬ ‫وبالتالي يتم صقل المهارات وزرع القيم وحب القراءة‬

‫والتعبير عن الذات ؛وأيضا حرصنا على أحد المبادئ‬

‫الهامة وهو مبدأ التعلم بالمتعة " اإلفادة مع المتعة " ‪.‬‬

‫وللقصص تأثير فعال على فكر الناس؛ لذلك جاء ثلث القرآن متضمنا القصص بما تحويه من‬

‫قيم وحكم ومواعظ ‪ ،‬وال يخفي علي القارئ كما أن القصص نص حي ألن كلماته تقبل االجتهاد‬ ‫في كل وقت وحين‪ ،‬وتظهر لنا دائما أللئ دفينة مع كل قراءة جديدة‪.‬‬

‫وبحكم عملنا دائما ما نحتاج لنصيحة النشئ وكلما كانت قصة كلما تأثر الطالب بها وغير سلوكه‬ ‫سريعا ‪ ،‬ندعوا هللا أن تعم الفائدة وأال يتوقف هذا الخير عندكم‪ ،‬ونحن في انتظار مالحظاتكم و‬

‫تساؤالتكم واقتراحاتكم إلثمار المشروع وتلقيحه ليخرج في نسخة ثالثة أفضل من األولى والثانية ‪.‬‬ ‫المؤلفان‬

‫معلم االجتماعيات‬

‫‪ /‬محمد جمعة‬

‫أمين مصادر التعلم ‪ /‬أيمن داوود‬

‫‪gom33a_tarykh@yahoo.com‬‬

‫‪aymandaowd@yahoo.com‬‬

‫‪2‬‬


‫أعظم الدروس هي التي نتعلمها من قصص اآلخرين ونتعظ بها فتكون شعلة نور تضئ‬ ‫لنا الطريق للتميز والتفوق ‪ ،‬ومن هذا المنطلق يسعدنا أن يضطلع كل انسان على هذه‬ ‫القصص وينقلها ألبنائه وأصدقائه ألنها تحمل بين طياتها دروس وعبر تمكن االنسان‬ ‫كبي ار كان أو صغي ار أن يهتدي بها في أعماله ليصل إلى االتقان ‪ ،‬ويستطيع تدارك‬ ‫أخطائه ليحولها إلى نجاحات عظيمة يفيد بها مجتمعه ووطنه ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫كلمات شكر‬ ‫المرشد الطالبي بمدرسة الحصان الثانوية حمدي جابر ‪.‬‬ ‫هذه القصص رغم بساطتها منحت ابنتي الكثير من المهارات التي غيرت من تفكيرها فأصبحت‬ ‫شغوفة و محبة للقراءة ‪ ،‬وحب الفضول جعلها تسأل عن الفائدة التي تعود عليها من موقف نمر به‬ ‫في حياتنا ‪.‬‬ ‫معلم الرياضيات بمدرسة الحصان الثانوية بالدمام بشار أبو حلوه ‪.‬‬ ‫الكتاب وما يحمله من قصص له بصمة واضحة على قلوب أبنائنا فبمجرد ما قرأه ابنى إال وانكب‬ ‫ينهل منه قصة بعد أخرى ويستنتج لحاله دروس وعبر جديدة رغم صغر سنه تختلف عما ورد‬ ‫في الكتاب ‪.‬‬ ‫قائد كشفي على مستوى العالم خالد محمود‬ ‫الكتاب له سمات خاصة تميزه عن غيره فهو سهل القراءة بسيط في ألفاظه ‪ ،‬يحمل من الدروس‬ ‫المفيدة التي جعلت أبنائي كل منهم يسعى ليصقل موهبته بالقراءة واالضطالع ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫السجـني وفرصه النجاة‬ ‫احد السجناء يف عصر لويس الرابع عشر حمكوم عليه ابإلعدام ومسجون يف جناح قلعه هذا‬ ‫السجني مل يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده‬ ‫ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره حليل وتصرفات غريبة ويف تلك الليلة فوجئ السجني‬ ‫بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له أعطيك فرصه إن جنحت يف استغالهلا‬ ‫فبإمكانك إن تنجوا !‬ ‫هناك خمرج موجود يف جناحك بدون حراسه إن متكنت من العثور عليه ميكنك اخلروج وان مل‬ ‫تتمكن فان احلراس سيأتون غدا مع شروق الشمس ألخذك حلكم اإلعدام‪.‬‬ ‫غادر احلراس الزنزانة مع اإلمرباطور بعد إن فكوا سالسله وبدأت احملاوالت وبدا يفتش يف اجلناح‬ ‫الذي سجن فيه والذي حيتوى على عده غرف وزوااي والح له األمل عندما اكتشف غطاء فتحه‬ ‫مغطاة بسجاده ابليه على األرض وما إن فتحها حىت وجدها تؤدى إىل سلم ينزل إىل سرداب‬ ‫سفلي ويليه درج أخر يصعد مره أخرى وظل يصعد إىل أن بدأ حيس بتسلل نسيم اهلواء اخلارجي‬ ‫مما بث يف نفسه األمل إىل أن وجد نفسه يف النهاية يف برج القلعة الشاهق واألرض ال يكاد‬ ‫يراها عاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إن اإلمرباطور ال خيدعه وبينما هو ملقى على‬ ‫األرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه احلائط وإذا به حيس ابحلجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح‬ ‫فقفز وبدأ خيترب احلجر فوجد ابإلمكان حتريكه وما إن أزاحه وإذا به جيد سردااب ضيقا ال يكاد‬ ‫يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس‬ ‫ابألمل لعلمه إن القلعة تطل على هنر لكنه يف النهاية وجد انفذة مغلقة ابحلديد أمكنه أن يرى‬ ‫النهر من خالهلا عاد خيترب كل حجر وبقعه يف السجن رمبا كان فيه حجر آخر لكن كل حماوالته‬ ‫ضاعت بال سدى والليل ميضى‪.‬‬ ‫واستمر حياول‪ ......‬ويفتش‪ .....‬ويف كل مره يكتشف أمال جديدا ‪...‬فمره ينتهي إىل انفذة‬ ‫‪5‬‬


‫حديديه ومره إىل سرداب طويل ذو تعرجات الهناية هلا ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة‪.‬‬ ‫وهكذا ظل طوال الليل يلهث يف حماوالت وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها‬ ‫توحي له ابألمل يف أول األمر لكنها يف النهاية تبوء ابلفشل‪.‬‬ ‫وأخريا انقضت ليله السجني كلها والحت له الشمس من خالل النافذة ووجد وجه اإلمرباطور‬ ‫يطل عليه من الباب ويقول له ‪ :‬أراك الزلت هنا قال السجني كنت أتوقع انك صادق معي أيها‬ ‫اإلمرباطور ‪ .....‬قال له اإلمرباطور ‪ ...‬لقد كنت صادقا سأله السجني‪ ....‬مل اترك بقعه يف‬ ‫اجلناح مل أحاول فيها فأين املخرج الذي قلت يل‪ :‬قال له اإلمرباطور لقد كان ابب الزنزانة‬ ‫مفتوحا وغري مغلق !‬

‫اإلنسان دائما يضع لنفسه صعوابت وعواقب وال‬ ‫يلتفت إىل ما هو بسيط يف حياته‪.‬‬ ‫حياتنا قد تكون بسيطة ابلتفكري البسيط هلا‬ ‫وتكون صعبة عندما يستصعب اإلنسان شيئا يف‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫ضفدعتان يف بئر‬

‫كانت جمموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بني الغاابت‪ ,‬وفجأة وقعت ضفدعتان يف بئر عميق‪ .‬جتمع مجهور الضفادع‬ ‫حول البئر‪ ,‬وملا شاهدا مدى عمقه صاح اجلمهور ابلضفدعتني اللتني يف األسفل أن حالتهما جيدة كاألموات جتاهلت‬ ‫الضفدعتان تلك التعليقات‪ ,‬وحاولتا اخلروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة؛ واستمر مجهور الضفادع‬ ‫ابلصياح هبما أن تتوقفا عن احملاولة ألهنما ميتتان ال حمالة‬ ‫أخريا انصاعت إحدى الضفدعتني ملا كان يقوله اجلمهور‪ ,‬واعرتاها اليأس؛ فسقطت إىل أسفل البئر ميتة‪ .‬أما الضفدعة‬ ‫األخرى فقد دأبت على القفز بكل قوهتا‪ .‬ومرة أخرى صاح مجهور الضفادع هبا طالبني منها أن تضع حدا لألمل‬ ‫وتستسلم للموت؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حىت وصلت إىل احلافة ومنها إىل اخلارج‬ ‫عند ذلك سأهلا مجهور الضفادع‪ :‬أتراك مل تكوين تسمعني صياحنا؟ !شرحت هلم الضفدعة أهنا مصابة بصمم جزئي‪,‬‬ ‫لذلك كانت تظن وهي يف األعماق أن قومها يشجعوهنا على إجناز املهمة اخلطرية طوال الوقت‬

‫أوال‪ :‬قوة املوت واحلياة تكمن يف اللسان‪ ,‬فكلمة مشجعة ملن هو‬ ‫يف األسفل قد ترفعه إىل األعلى وجتعله حيقق ما يصبو إليه‬ ‫اثنيا‪ :‬أما الكلمة احملبطة ملن هو يف األسفل فقد تقتله‪ ,‬لذلك انتبه‬ ‫ملا تقوله‪ ,‬وامنح احلياة ملن يعربون يف طريقك‬ ‫اثلثا‪ :‬ميكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له وأعددت نفسك‬ ‫لفعله؛ فقط ال تدع اآلخرين جيعلونك تعتقد أنك ال تستطيع‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫أان وساعي الربيد‬

‫جلستتت مهموماً حمزوانً على مقعد حجري على شتتاطئ البحر أتفكر يف حايل وما آل إليه وقد توقف نشتتاك الشتتركة ال‬ ‫أعمل هبا وانض ت ت ت تتممت لطابور العاطلني إنذار ابلرفد من كلي ألنه مل أعد أهتم برس ت ت ت تتالة الدكتوراه ال بذلت فيها جمهود‬ ‫ملدة ست سنوات وزوج حامل يف شهرها األخري وال أعرف من أين أحصل على مصاريف الوالدة وسوف تبدأ الدراسة‬ ‫وأوالدي حيتاجون ملصتاريف بدء العام الدراستي وحجزاً قضتائياً على شتق ألنه مل‬ ‫أستتدد أقستتاطها منذ شتتهور والذي زاد إحستتاستتي ابألمل أنه فقط من عدة شتتهور‬ ‫كنت يف قمت النجاح‪ ,‬ولكه أثناء جلوست ت ت ت ت تتي الحظت أمر يف منتهى الغرابة!!!‬ ‫فعلى الطرف اآلخر من املقعد احلجري جلس س ت ت ت ت ت تتاعي بريد يبدو عليه البشت ت ت ت ت تتر‬ ‫والس ت ت ت تترور وقد فتح حقيبته ال حتتوي على اخلطاابت ينظر إىل املارين ابلش ت ت ت تتاطئ‬ ‫اببتسامة ومن جاء أليه أدخل يده يف حقيبته وأخذ منها خطاب أو أثنني أو أكثر‬ ‫مث يعطيهم لتته ‪ ...‬هكتتذا‪ !!..‬بتتدون حىت أن يعرف أأتته أو أن يتتتأكتتد أن هتتذه‬ ‫اخلطاابت خاص تتة ابلرجل ‪ ...‬وأس تتتمر س تتاعي الربيد يوزع اخلطاابت هبذا الش تتكل‬ ‫الغريب وأنه أنظر أليه بدهشت تتة حىت فرغت حقيبته فأبتست تتم براحة مث أغلق حقيبته‬ ‫ومض تتى!!؟؟ فقلت يف نفس تتي حتماً أن هذا الرجل جمنون ‪ ...‬وأنه س تتوف يفص تتل‬ ‫من عمله لينضت ت تتم معي لطابور العاطلني ‪ ...‬وأثناء تفكريي يف هذا الرجل توقف أمامي أحد املارين وهو شت ت تتي كبري يبدو‬ ‫عليه احلكمة وقد الحظ استغرايب الشديد من تصرف ساعي الربيد وسأله‪ :‬هل تعرف من كان جيلس جبانبك؟ فقلت له‬ ‫بس ت تترعة‪ :‬أعتقد أن رجل جمنون‪ .‬فرد علي وهو ينظر يل بش ت تتفقة‪ :‬ال أنه احلظ يعطى كل من يقبل عليه نص ت تتيبه من الفر‬ ‫اجليدة ‪ ...‬ولكنك حىت مل تكلف نفسك لتسأله عمن يكون مع أنه كان جيلس جبانبك‪.‬‬

‫الفائدة‪ :‬كثرياً ما تشغلنا اهلموم و عكوفنا على ذاتنا لتجرع األمل‬ ‫على مالحظة الفر ال أمامنا والقاعدة ال تصلنا إىل النجاح‬ ‫هي ال هتتم مبا أمل بك (ولكن خذ منه العربة والعظة) ولكن فكر‬ ‫دائماً مبا أنت فاعله للوصول إىل النجاح‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫مششون القوي‬

‫بينما سائق األتوبيس يتوقف يف حمطة األتوبيس لينزل أحد الركاب وهو آخر راكب معه يف األتوبيس إذ صعد رجل طويل‬ ‫جداً ‪ ...‬عريض جداً ‪ ...‬قوي جداً ‪ ...‬حيمل من العضتالت الضتخمة جداً ‪ ...‬وبصتوت جهوري جداً قال‪ :‬أان نشتون‬ ‫القوي الذي ال يدفع مثناً للتذاكر ‪ ...‬وطبعاً مل جيرؤ الس ت ت تتائق أن يس ت ت تتأله عن مثن التذاكر ولكنه ش ت ت تترب مرارة إحس ت ت تتاست ت تته‬ ‫ابلضعف والقهر ‪ ...‬ويف اليوم التايل تكرر نفس املشهد مع السائق وشرب السائق للمرة الثانية مرارة إحساسه ابلضعف‬ ‫والقهر ‪ ...‬وىف اليوم الثالث تكرر نفس املش تتهد وعندها أص تتيب الس تتائق ابإلحباك وارتفاع ض تتغط الدم وكل األحاس تتيس‬ ‫السيئة يف هذه الدنيا‪ ...‬وذهب إيل بيته جير قدميه وهو حيس أنه فأر ‪ ...‬ال ‪ ...‬بل حشرة ‪...‬ال ‪ ...‬بل هو أقل وعندها‬ ‫قال لنفستته‪ :‬ما هذه اخلستتة ملاذا ال أكون قوى وشتتجاع مثل نشتتون؟ وعندها قرر أخذ أجازه من العمل لفرتة وذهب إىل‬ ‫اندي رايض تتي ومارس الرايض تتة العنيفة ‪ ...‬اجلودو ‪ ...‬الكاراتيه ‪ ...‬كمال األجس تتام ملدة ش تتهور وهنا بدأت ترجع له ثقته‬ ‫بنفست تته وقد انتفخت عضت تتالته ‪ ...‬فرجع إىل عمله مزهو بنفست تته ‪ ...‬وعندها ‪ ...‬صت تتعد ألفريد الطويل جداً ‪ ...‬العريض‬ ‫جداً ‪ ...‬القوي جداً ‪ ...‬الذي حيمل من العض تتالت الض تتخمة جداً ‪ ...‬وبص تتوت جهوري جداً قال‪ :‬أان نش تتون القوي‬ ‫الذي ال يدفع مثناً للتذاكر ‪ ...‬وهنا فقط أوقف الس تتائق األتوبيس ووقف ينظر له بتحدي وقال له بص تتوت جهوري‪ :‬ملاذا‬ ‫اي هذا ال تدفع مثن التذكرة أال ختجل من نفس ت ت تتك؟ فنظر له نش ت ت تتون الطويل جداً ‪ ...‬العريض جداً ‪ ...‬القوي جداً ‪...‬‬ ‫الذي حيمل من العضالت الضخمة جداً ‪ ...‬وابستغراب جداً قال له‪ :‬ألنه أمحل أشرتاك جماين‪.‬‬

‫الفتتائتتدة ‪ :‬اخلوف يس ت ت ت ت ت ت تبتتب اجلمود يف الفكر واحلكم اخلتتاطئ على‬ ‫املواقف واألحداث ‪ ,‬الرهبة ممن حولك جيعل شخصيتك أضعف مما‬ ‫هي ‪ ,‬فانبذ اخلوف وحاول أن تفهم أس ت ت ت تتباب ما حيدث حولك واتبع‬ ‫الطرق الصحيحة حلل املشاكل وعدم جتنبها ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الصخور الكبرية‬ ‫قام أس ت ت تتتاذ جامعي يف قس ت ت تتم إدارة األعمال إبلقاء حماض ت ت تترة عن أوية تنظيم وإدارة الوقت حيث‬ ‫عرض مثاال حيا أمام الطلبة لتصل الفكرة هلم ‪.‬‬ ‫كان املثال عبارة عن اختبار قصت ت تتري‪ ,‬فقد وضت ت تتع األست ت تتتاذ دلوا على طاولة مث أحضت ت تتر عددا من‬ ‫الصت ت تتخور الكبرية وقام بوضت ت تتعها يف الدلو بعناية‪ ,‬واحدة تلو األخرى‪ ,‬وعندما امتأل الدلو ست ت تتأل‬ ‫الطالب ‪ :‬هل هذا الدلو ممتلئا ؟‬ ‫قال بعض الطالب ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫فقال هلم ‪ :‬أنتم متأكدون ؟‬ ‫مث ستتحب كيستتا مليئا ابحلصتتيات الصتتغرية من حتت الطاولة وقام بوضتتع هذه احلصتتيات يف الدلو‬ ‫حىت امتألت الفراغات املوجودة بني الصخور الكبرية ‪....‬‬ ‫مث سأل مرة أخرى‪ :‬هل هذا الدلو ممتلئ ؟‬ ‫فأجاب أحدهم ‪ :‬رمبا ال ‪..‬‬ ‫است تتتحست تتن األست تتتاذ إجابة الطالب وقام إبخراج كيس من الرمل مث ست تتكبه يف الدلو حىت امتألت‬ ‫مجيع الفراغات املوجودة بني الصخور ‪..‬‬ ‫وسأل مرة أخرى ‪ :‬هل امتأل الدلو اآلن ؟‬ ‫فكانت إجابة مجيع الطالب ابلنفي‪ .‬بعد ذلك أحض تتر األس تتتاذ إانء مليئا ابملاء وس تتكبه يف الدلو‬ ‫حىت امتأل ‪.‬‬ ‫وس تتأهلم‪ :‬ما هيا لفكرة من هذه التجربة يف اعتقادكم ؟ أجاب أحد الطلبة حبماس‪ :‬أنه مهما كان‬ ‫ج ت تتدول املرء مليئ ت تتا ابألعم ت تتال‪ ,‬ف ت تتإن ت تته يس ت ت ت ت تتتطيع عم ت تتل املزي ت تتد واملزي ت تتد ابجل ت تتد واالجته ت تتاد ‪.‬‬ ‫أجابه األستتاذ ‪ :‬صتدقت ‪ ..‬ولكن ليس ذلك هو الستبب الرئيستي ‪ ..‬فهذا املثال يعلمنا أنه لو مل‬ ‫‪10‬‬


‫نضت ت ت ت ت ت ت تتع الص ت ت ت ت ت ت ت تخت ت تتور ال ت ت تك ت ت تبت ت تترية أوال‪ ,‬مت ت تتا كت ت تتان إبم ت ت تكت ت تتان ت ت تنت ت تتا وض ت ت ت ت ت ت ت تع ت ت تهت ت تتا أبت ت تتدا ‪.‬‬ ‫مثال ‪ :‬قد يتس تتاءل البعض وما هي الص تتخور الكبرية ؟ إهنا هدفك يف هذه احلياة أو مش تتروع تريد‬ ‫حتقيقه كتعليمك وطموحك وإسعاد من حتب أو أي شيء ميثل أوية يف حياتك ‪.‬‬

‫تذكروا دائما أن تضتتعوا الصتتخور الكبرية أوال‪ ..‬وإال فلن‬ ‫مي ت ت ت ت ت ت تك ت ت ت ت ت ت تن ت ت ت ت ت ت تكت ت ت ت ت ت تتم وضت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تع ت ت ت ت ت ت ته ت ت ت ت ت ت تتا أبت ت ت ت ت ت تتدا ‪..‬‬ ‫فاس تتأل أخي احلبيب نفس تتك الليلة أو يف الص تتباح الباكر‬ ‫‪ ..‬ما هي الصخور الكبرية يف حياتك ؟ وقم بوضعها من‬ ‫اآلن‬

‫‪11‬‬


‫الشطرنج والنجاح‬

‫يف أحد األايم تعلم بسام لعبة الشطرنج وبعد االنتهاء من املرحلة الثانوية وكان كلما لعب مع زمالئه كانت قدراته‬ ‫ومهاراته بدائية لذلك كان يشعر ابلضعف يف مواجهة خصومه ‪ ,‬وبعد دخول الشاب املرحلة اجلامعية زار " دار‬ ‫املعارف " للبحث عن كتاب لتعلم الشطرنج وابلفعل وجدت كتااب عن شخصية‬ ‫تدعى " بول موريف " الذي كان يلقب بت " هبة السماء يف الشطرنج " فاسرتعى‬ ‫انتباهه كيف يكون هذا الشخص ماهر يف الشطرنج فأصر على قراءة الكتاب‬ ‫رغم ما به من صعوبة الرموز اخلاصة ابلشطرنج ‪ ,‬ورويدا رويدا تعلم املهارات‬ ‫األساسية يف اللعبة وأخذ يقرأ بعض املبارايت الشطرجنية حىت وصل إىل مستوى‬ ‫جيد من اللعب ‪ ,‬مث تقابل مع أصحابه واملفاجئة أنه هزمهم مجيعا ومل يسخر منهم كما سخروا منه وامنا اكتفى أن يرى‬

‫حريهتم يف املبارايت ‪.‬‬

‫*القراءة أول خطوات التفوق‬ ‫*قبل اقتناء الكتب حدد أهدافك‬

‫*اعته ابختيار املوضوعات ال تقوي شخصيتك‬

‫*احبث عن الكتب ال تساعدك يف حتقيق أهدافك‬ ‫وتصقل موهبتك ومهاراتك ‪.‬‬ ‫* ال تسخر ممن أضعف منك‬ ‫* ابلصرب والتدريب تصل للتفوق‬ ‫‪12‬‬


‫ركز على فنجان القهوة وليس على الكوب‬ ‫من التقاليد اجلميلة يف اجلامعات واملدارس الثانوية األمريكية أن اخلرجيني يعودون اليها بني احلني واآلخر يف لقاءات مل‬ ‫نل« منظمة ومربجمة فيقضون وقتا ممتعا يف مباين اجلامعات ال تقاأوا فيها القلق والشقاوة والعفرتة ويتعرفون على أحوال‬ ‫بعضهم البعض‪ :‬من جنح وظيفيا ومن تزوج ومن أجنب‪ ..‬ويف إحدى تلك اجلامعات التقى بعض اخلرجيني يف منزل‬ ‫أستاذهم العجوز‪ ,‬بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة‪ ,‬وبعد أن حققوا جناحات كبرية يف حياهتم العملية وانلوا‬ ‫أرفع املناصب وحققوا االستقرار املادي واالجتماعي ‪..‬‬ ‫وبعد عبارات التحية واجملاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوك العمل واحلياة ال تسبب هلم الكثري من التوتر‪ ..‬وغاب‬ ‫األستاذ عنهم قليال مث عاد حيمل أبريقا كبريا من القهوة‪ ,‬ومعه أكواب من كل شكل ولون‪ :‬صيه فاخر على ميالمني على‬ ‫زجاج عادي على كريستال على بالستيك‪ ..‬يعه بعض األكواب كانت يف منتهى اجلمال تصميما ولوان وابلتايل ابهظة‬ ‫الثمن‪ ,‬بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي جتده يف أفقر البيوت‪ ,‬وقال هلم األستاذ‪ :‬تفضلوا‪ ,‬كل واحد منكم يصب‬ ‫لنفسه القهوة‪ ..‬وعندما صار كل واحد من اخلرجيني ممسكا بكوب تكلم األستاذ جمددا‪ :‬هل الحظتم ان األكواب اجلميلة‬ ‫فقط هي ال وقع عليها اختياركم وأنكم جتنبتم األكواب العادية؟ ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم اىل ما هو أفضل‪,‬‬ ‫وهذا ابلضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر‪ ..‬ما كنتم حاجة اليه فعال هو القهوة وليس الكوب‪ ,‬ولكنكم هتافتم على‬ ‫األكواب اجلميلة الثمينة‪ ,‬وعني كل واحد منكم على األكواب ال يف أيدي اآلخرين‪ ..‬فلو كانت احلياة هي القهوة فإن‬ ‫الوظيفة واملال واملكانة االجتماعية هي األكواب‪ ..‬وهي ابلتايل جمرد أدوات ومواعني حتوي احلياة‪ ..‬ونوعية احلياة (القهوة)‬ ‫هي‪ ,‬هي‪ ,‬ال تتغري‪ ,‬وابلرتكيز فقط على الكوب نضيع فرصة االستمتاع ابلقهوة ‪..‬‬ ‫وابلتايل أنصحكم بعدم االهتمام ابألكواب والفناجني واالستمتاع ابلقهوة‪ .‬هذا األستاذ احلكيم عاجل آفة يعاين منها‬ ‫الكثريون‪ ,‬فهناك نوع من الناس ال حيمد هللا على ما هو فيه‪ ,‬مهما بلغ من جناح‪ ,‬ألن عينه دائما على ما عند اآلخرين‪..‬‬ ‫يتزوج ابمرأة مجيلة وذات خلق ولكنه يظل معتقدا ان فالن وعالن تزوجا بنساء أفضل من زوجته‪ ..‬جيلس مع جمموعة يف‬ ‫املطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من األكل‪ ,‬وبدال من ان يستمتع مبا طلبه يظل ينظر يف أطباق اآلخرين ويقول‪ :‬ليته‬ ‫طلبت ما طلبوه ‪ ..‬وهناك من يصيبه الكدر لو انل زميل ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق‪ ..‬وهناك مثل اجنليزي‬ ‫يقول ما معناه «إن احلشيش دائما أكثر خضرة يف اجلانب اآلخر من السور«‪ ,‬أي ان اإلنسان يعتقد ان حديقة جاره‬ ‫أكثر مجاال‪ ,‬وأمثال هؤالء ال يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل حيسدون اآلخرين ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫القناعة كنز ال يفىن ‪,‬اعته مبا وهبك هللا‬ ‫وحافظ عليه وحاول تنميته ابجلهد والفكر‬ ‫وتعلم ممن حولك وابعد احلسد عن قلبك ألنه‬ ‫سيبعدك عن تقدمك‬

‫‪14‬‬


‫الصدى‬

‫حيكى أن أحد احلكماء خرج مع ابنه خارج املدينة ليعرفه على التضاريس من حوله يف ج ٍو نقي بعيداً عن صخب املدينة‬ ‫ووومها ‪ ..‬سلك االثنان وادايً عميقاً حتيط به جبال شاهقة ‪ ..‬وأثناء سريوا ‪ ..‬تعثر الطفل يف مشيته ‪ ..‬سقط على‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت مرتفع تعبرياً عن أمله‪ :‬آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره األمل‬ ‫ركبته ‪..‬صرخ الطفل على إثرها‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دهشة سائالً مصدر الصوت ‪:‬ومن أنت؟؟‬ ‫بصوت مماثل‪:‬آآآآه نسي الطفل األمل وسارع يف‬ ‫فإذا اجلواب يرد عليه سؤاله‪ :‬ومن أنت ؟؟ انزعج الطفل من هذا التحدي ابلسؤال فرد عليه مؤكداً‪ :‬بل أان أسألك من‬ ‫أنت؟ ومرة أخرى ال يكون الرد إال بنفس اجلفاء واحلدة‪ :‬بل أان أسألك من أنت؟ فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته‬ ‫اجملاهبة يف اخلطاب ‪ ..‬فصاح غاضباً " أنت جبان" فهل كان اجلزاء إال من جنس العمل ‪..‬وبنفس القوة جييء الرد " أنت‬ ‫جبان ‪" ...‬‬ ‫أدرك الصغري عندها أنه حباجة ألن يتعلم فصالً جديداً يف احلياة من أبيه احلكيم‬ ‫الذي وقف جبانبه دون أن يتدخل يف املشهد الذي كان من إخراج ابنه ‪.‬‬ ‫قبل أن يتمادى يف تقاذف الشتائم متلك االبن أعصابه وترك اجملال ألبيه إلدارة‬ ‫ٍ‬ ‫حبكمة مع احلدث ‪..‬‬ ‫املوقف حىت يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ‪ ..‬تعامل_ األب كعادته _‬ ‫وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه املرة وصاح يف الوادي"‪ :‬إين أحرتمك" " كان اجلواب من جنس العمل أيضاً‪..‬‬ ‫تغري هلجة اجمليب ‪ ..‬ولكن األب أكمل املساجلة قائالً‬ ‫فجاء بنفس نغمة الوقار " إين أحرتمك ‪ " ..‬عجب االبن من ر‬ ‫يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع " ذهل الطفل مما أع ولكن مل يفهم سر التحول‬ ‫‪":‬كم أنت رائع " فلم ر‬ ‫يف اجلواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسرياً من أبيه هلذه التجربة الفيزايئية ‪....‬‬ ‫علرق احلكيم على الواقعة هبذه احلكمة ‪" :‬أي به ‪ :‬حنن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية يف عامل الفيزايء صدى‪ .‬لكنها يف‬ ‫الواقع هي احلياة بعينها ‪ ..‬إن احلياة ال تعطيك إال بقدر ما تعطيها ‪..‬‬ ‫وال حترمك إال مبقدار ما حترم نفسك منها ‪ ..‬احلياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ‪..‬‬ ‫إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غريك ‪ ...‬إذا أردت أن يرمحك أحد فارحم غريك ‪..‬‬ ‫وإذا أردت أن يسرتك أحد فاسرت غريك ‪ ..‬إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غريك ‪..‬‬ ‫وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أوالً ‪..‬‬ ‫ال تتوقع من الناس أن يصربوا عليك إال إذا صربت عليهم ابتداء ‪.‬‬ ‫أي به ‪ ..‬هذه سنة هللا ال تنطبق على شىت جماالت احلياة ‪ ..‬وهذا انموس الكون‬ ‫الذي جتده يف كافة تضاريس احلياة ‪ ..‬إنه صدى احلياة ‪..‬ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت ‪...‬‬ ‫‪15‬‬


‫عامل الناس مبا حتب أن يعاملوك به‬

‫ومن أحسن إىل الناس سيجد أكيد من حيسن‬ ‫إليه‬

‫اجلزاء من جنس العمل‬

‫ابدأ ابإلحسان إىل من حولك حىت يردوا لك‬ ‫إحسانك إذا احتجت إليهم‬

‫‪16‬‬


‫ضع الكأس‪ ...........‬واسرتح قليلا‬ ‫يف يوم من األايم كان حماضتتر يلقي حماضتترة عن التحكم بضتتغوك وأعباء احلياة لطالبه فرفع كأستتا‬ ‫متن املت ت تتاء وست ت ت ت ت ت ت تتأل املست ت ت ت ت تتتمتعتني مت ت تتا هتو يف اعتتتقت ت تتادكتم وزن هت ت تتذا التكت ت تتأس متن املت ت تتاء؟‬ ‫اإلجاابت كانت ترتاوح بني ‪ 50‬جم إىل ‪ 500‬جم ‪.‬‬ ‫فأجاب احملاض ت ت ت ت تتر‪ :‬ال يهم الوزن املطلق هلذا الكأس !!! فالوزن هنا يعتمد على املدة ال أظل‬ ‫ممستتكا فيها هذا الكأس فلو رفعته ملدة دقيقة لن حيدث شتتيء ولو محلته ملدة ستتاعة فستتأشتتعر مل‬ ‫يف يدي ولكن لو محلته ملدة يوم فستتتستتتدعون ستتيارة إستتعاف الكأس له نفس الوزن متاما‪ ,‬ولكن‬ ‫كلما طالت مدة محلي له كلما زاد وزنه‪ .‬فلو محلنا مش ت ت ت ت تتاكلنا وأع باء حياتنا يف مجيع األوقات‬ ‫فس تتيأو الوقت الذي لن نس تتتطيع فيه املواص تتلة‪ ,‬فاألعباء س تتيتزايد ثقلها‪ .‬فما جيب علينا فعله هو‬ ‫أن نضت تتع الكأس ونريح قليال قبل أن نرفعه مرة أخرى ‪ .‬فيجب علينا أن نضت تتع أعبائنا بني احلني‬ ‫واألخر لنتمكن من إعادة النشاك ومواصلة محلها مرة أخرى ‪.‬‬

‫الفائدة ‪:‬عندما تعود من العمل جيب أن تض ت ت ت ت ت تتع‬ ‫أعبتتاء ومش ت ت ت ت ت ت تتاكتتل العمتتل وال ختتذهتتا معتتك إىل‬ ‫البيت‪( .‬ألهنا ست ت ت تتتكون ابنتظارك غدا وتست ت ت تتتطيع‬ ‫محلها)‬ ‫‪32‬‬

‫‪17‬‬


‫حلـّـق مع الصق ــور‬ ‫من منا ال يرغب يف التحليق إبجنازاته وجناحاته عالياً كالصقر يعلو السحاب متنافساً مع غريه من‬ ‫الص ت تتقور يف العلو واالرتقاء‪ ,‬بينما الدجاجة تدب على س ت تتطح األرض مطأطئةً رأس ت تتها بس ت تتذاجة‬

‫لتأكل من خشتاشتها‪ ,‬شتتان ما بني الصتقور والدجاج‪ ,‬ميكن أن يكون املرء ضتمن الصتقور أو مع‬ ‫الدجاج‪ ,‬وقد قيل‪ :‬إذا أردت أن حتلق مع الصقور فال تضيع وقتك مع الدجاج‬

‫روي أن رجالً أهدى للحاكم ص تتقراً من فص تتيلة ممتازة‪ ,‬ففرح احلاكم به كثرياً وس تتأل وزيره عن رأيه‬ ‫يف الصت ت تتقر فقال‪( :‬إنه قد ترىب مع الدجاج) فاست ت تتتغرب احلاكم من كالم الوزير‪ ,‬فطلب الوزير أن‬ ‫يطلق الصت ت تتقر فإذا به حيفر األرض برجله كالدجاجة ليأكل‪ ,‬وقد كان الوزير قد الحظ قبل ذلك‬ ‫أن الص ت ت ت ت ت تقتتر يتن تظتتر إىل األرض ع تلتتى غتتري عت ت تادة الص ت ت ت ت ت تقتتور ال ت ت تن تظتتر إىل الس ت ت ت ت ت تمت ت تتاء ‪.‬‬ ‫إن كل منا يتحول تدرجيياً ليشت تتبه من جيالست تته ويعاشت تتره وحيادثه‪ ,‬فمن نتحدث معهم يؤثرون على‬

‫شخصياتنا وتصرفاتنا وإجنازاتنا بشكل كبري قد ال يالحظه البعض‪ .‬وقد ورد عن الرسول صلى هللا‬ ‫عليه وست ت تتلم انه قال‪( :‬املرء على دين خليله فلينظر أحدكم من خيالل )‪ ,‬وقيل‪ :‬من عاشت ت تتر القوم‬

‫أربعني يومت تاً صت ت ت ت ت ت تتار منهم‪ .‬وقي تتل أيضت ت ت ت ت ت تاً‪ :‬ق تتل يل من تصت ت ت ت ت ت تتاح تتب أقول ل تتك من أن تتت ‪.‬‬ ‫إن العناية ابختيار من خنالطهم أمر ال يستتتهان به‪ ,‬وال أحتدث هنا عن جتنب خمالطة الستتيئني يف‬ ‫اجملتمع ممن ميارسون العادات واألخالق السيئة‪ ,‬فتجنب خمالطة هؤالء أمر بديهي ال أحتدث عنه‪,‬‬ ‫ولكه أحتتتدث عن اختيتتارك خللطتتائتتك من بني األس ت ت ت ت تتوايء اخللوقني‪ .‬فمن هؤالء التتذكي والغ ‪,‬‬ ‫والغه والفقري‪ ,‬والكرمي والبخيل‪ ,‬واملتفائل واملتشت ت تتائم‪ ,‬والصت ت تريح واجملامل‪ ,‬والنشت ت تتيط والكست ت تتول‪,‬‬ ‫والعامل واجلاهل‪ ,‬وغري ذلك ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫حدثه يوماً أحد األص تتدقاء النش تتيطني يف أداء عملهم وهو يش تتكو يل ما يواجهه من مش تتاكل يف‬ ‫وظيفته اجلديدة حيث أن غالبية املوظفني يف الش ت تتركة يؤجلون تنفيذ أعماهلم دون مربر وقد ص ت تتار‬ ‫هذا هو األصتتل عندهم فيعتربون ذلك التأخري طبيعياً‪ ,‬وأنه خيشتتى أن يصتتبح هذا الشتتيء طبيعياً‬ ‫عنده هو أيضت تاً فيص تتبح التأخري والتأجيل هو الوض تتع الطبيعي يف ثقافته وأدائه لعمله‪ ,‬وهذه نظرة‬

‫عميقة للمشكلة قل ما يفطن إليها أحد ‪.‬‬ ‫من القس تتوة أن تتخلص من ص تتديق لك ألنه أقل منك مس تتتوى أو ألنك ال ترغب يف أن تص تتبح‬

‫مثله‪ ,‬ولكن اعلم أن هذا الصتتديق ستتيؤثر عليك ستتلباً وستتتؤثر عليه إجيااب بشتتكل أو كخر‪ ,‬وإنك‬ ‫مبخالطتك له تنفعه ويض تترك‪ ,‬وهذا عمل خريي فيه عطف وإيثار أرجو أن تؤجر عليه‪ ,‬ولكن أين‬ ‫الصت تتقور عنك؟ احبث عنهم وامض وقتاً أطول معهم‪ ,‬واحر أيض ت تاً أن تعرف ما هبم من عيوب‬ ‫لتحاول جتنب التأثر هبا ‪.‬‬ ‫وهذا ال يعه أين أدعو إىل رفض مصتتاحبة من هم أقل منك‪ ,‬ففي كل ش تتخص مميزات وعيوب‪,‬‬ ‫فقد يكون أحد األص ت ت ت ت تتدقاء متفوقاً عليك يف جانب وتكون متفوقاً عليه يف جانب‪ ,‬وقلما جند‬

‫ش ت ت ت ت تتخص ت ت ت ت ت تاً أقتتل من اآلخر يف مجيع اجلوانتتب‪ ,‬ولكه ألفتتت االنتبتتاه لتتتأثري اجللست ت ت ت ت تتاء علينتتا ‪.‬‬

‫الفتتائتتدة ‪:‬لنحر يف عالقتتاتنتتا على انتقتتاء من نرغتتب أن‬ ‫نكون مثلهم يف أحتتد اجلوانتتب أو نقرتب إليهم ولنبحتتث‬ ‫عنهم جبتتديتتة‪ ,‬فتتإذا أردت أن تكون ثرايً فختتالط األثرايء‪,‬‬ ‫أو عاملاً فجالس العلماء‪ ,‬أو مثقفاً فصتتاحب املثقفني‪ ,‬أو‬ ‫صقراً فعاشر الصقور ‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫أنت متزوج أربعة؟!!‬ ‫كان مللك يف قدمي الزمان ‪ 4‬زوجات‪...‬كان حيب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما يف وس ت ت ت ت تتعه‬ ‫إلرضت ت ت ت تتائها ‪ ....‬أما الثالثة فكان حيبها أيضت ت ت ت تتا ولكنه يشت ت ت ت تتعر أهنا قد ترتكه من أجل شت ت ت ت تتخص‬ ‫آخر‪...‬زوجته الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند الشت ت تتدائد وكانت دائما تست ت تتتمع إليه وتتواجد‬ ‫عند الضت ت ت ت تتيق‪....‬أما الزوجة األوىل فكان يهملها وال يرعاها وال يؤتيها حقها مع أهنا كانت حتبه‬ ‫كثريا وكان هلا دور كبري يف احلفاظ على مملكته‪ .‬مرض امللك وشعر ابقرتاب أجله ففكر وقال (أان‬ ‫اآلن لدي ‪ 4‬زوجات وال أريد أن أذهب إىل القرب وحدي) فس ت ت ت تتأل زوجته الرابعة (أحببتك أكثر‬ ‫من ابقي زوجاو ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترض ت تتني أن و معي لتؤنس ت تتيه يف قربي ؟ )‬ ‫ف تقت ت تتالت ت تتت (مس ت ت ت ت ت تت تح تيت ت تتل) وانص ت ت ت ت ت ترفت ت تتت فتتورا بت ت تتدون إبت ت تتداء أي ت تعت ت تتاط تتف م تتع امل تلت ت تتك ‪.‬‬ ‫فأحضت ت تتر زوجته الثالثة وقال هلا (أحببتك طيلة حياو فهل ترافقيه يف قربي ؟ ) فقالت‪( :‬ابلطبع‬ ‫ال ‪ :‬احلياة مجيلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غريك (‪.‬‬ ‫فأحضر الثانية وقال هلا (كنت دائما أجلأ إليك عند الضيق وطاملا ضحيت من أجلي وساعدته‬ ‫فهال ترافقيه يف قربي ؟) فقالت‪ :‬س ت تتاحمه ال أس ت تتتطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أس ت تتتطيع فعله‬ ‫هو أن أوصلك إىل قربك ‪.‬‬ ‫حزن امللك حزان ش ت ت ت تتديدا على جحود هؤالء الزوجات‪ ,‬وإذا بص ت ت ت تتوت قو من بعيد ويقول (أان‬ ‫أرافقك يف قربك‪...‬أان ستتأكون معك أينما تذهب)‪..‬فنظر امللك فإذا بزوجته األوىل وهي يف حالة‬ ‫هزيلة ض ت تتعيفة مريض ت تتة بس ت تتبب إوال زوجها هلا فندم امللك على س ت تتوء رعايته هلا يف حياته وقال‬ ‫(كان ينبغي يل أن أعته بك أكثر من الباقني ‪ ,‬ولو عاد يب الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به‬ ‫من زوجاو األربع)‬

‫‪20‬‬


‫يف احلقيقة كلنا لدينا ‪ 4‬زوجات ‪ ....‬الرابعة‪..‬اجلس تتد‪ :‬مهما اعتنينا جس تتادان وأش تتبعنا ش تتهواتنا‬ ‫فس ت ت تتترتكنا األجس ت ت تتاد فورا عند املوت الثالثة‪ ..‬األموال واملمتلكات‪ :‬عند موتنا س ت ت تتترتكنا وتذهب‬ ‫ألش ت تتخا آخرين الثانية‪ ..‬األهل واألص ت تتدقاء‪ :‬مهما بلغت تض ت تتحياهتم لنا يف حياتنا فال نتوقع‬ ‫منهم أكثر من إيصت تتالنا للقبور عند موتنا األوىل ‪ ..‬الروح والقلب‪ :‬ننشت تتغل عن تغذيتها واالعتناء‬ ‫هبا على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن أرواحنا وقلوبنا هي الوحيدة ال ستكون معنا‬ ‫يف قبوران ‪....‬‬

‫الفائدة ‪ :‬اي ترى إذا متثلت روحك لك اليوم على هيئة إنس ت تتان‬ ‫‪ ...‬كيف ستتيكون شتتكلها وهيئتها ؟؟؟‪...‬هزيلة ضتتعيفة مهملة‬ ‫؟‪...‬أم ق ت ت ت ت ت تتوي ت ت ت ت ت تتة م ت ت ت ت ت تتدرب ت ت ت ت ت تتة مت ت ت ت ت ت تعت ت ت ت ت ت تت ت ت ت ت ت تتىن هب ت ت ت ت ت تتا ؟‬

‫‪21‬‬


‫أنت جزرة‪....‬أم بيضه‪.....‬أم حبة قهوة مطحونة ؟؟؟‬ ‫اشتكت ابنة ألبيها مصاعب احلياة ‪ ,‬وقالت إهنا ال تعرف ماذا تفعل ملواجهتها ‪ ,‬وإهنا تود‬ ‫االستسالم ‪ ,‬فهي تعبت من القتال واملكابدة ‪ .‬ذلك إنه ما أن حتل مشكلة تظهر مشكلة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫اصطحبها أبوها إىل املطب وكان يعمل طباخا ‪ ...‬مأل ثالثة أوان ابملاء ووضعها على انر ساخنه‬ ‫‪ ...‬سرعان ما أخذت املاء تغلي يف األواين الثالثة ‪.‬‬ ‫وضع األب يف اإلانء األول جزرا ويف الثاين بيضة ووضع بعض حبات القهوة احملمصة واملطحونة‬ ‫)النب ( يف اإلانء الثالث ‪ ..‬وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت متاما‪ ....‬نفذ صرب الفتاة ‪,‬‬ ‫وهي حائرة ال تدري ماذا يريد أبوها !‪ ...‬انتظر األب بضع دقائق ‪ ..‬مث أطفأ النار ‪ ..‬مث أخذ‬ ‫اجلزر ووضعه يف وعاء ‪ ..‬وأخذ البيضة ووضعها يف وعاء اثن ‪ ..‬وأخذ القهوة املغلية ووضعها يف‬ ‫وعاء اثلث ‪.‬‬ ‫مث نظر إىل ابنته وقال ‪ :‬اي عزيزو ‪ ,‬ماذا ترين؟ أجابت االبنة ‪ :‬جزر وبيضة وبن‪. .‬‬ ‫ولكنه طلب منها أن تتحسس اجلزر !‪ ..‬فالحظت أنه صار انضجا وطراي ورخوا !‪..‬‬ ‫مث طلب منها أن تنزع قشرة البيضة ! ‪..‬فالحظت أن البيضة ابتت صلبة !‪..‬‬ ‫مث طلب منها أن ترتشف بعض القهوة ‪ !..‬فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية‪!..‬‬ ‫سألت الفتاة ‪ :‬ولكن ماذا يعه هذا اي أيب؟‬ ‫فقال‪ :‬اعلمي اي ابن أن كال من اجلزرة والبيضة والنب واجه اخلصم نفسه‪ ,‬وهو املياه املغلية ‪...‬‬ ‫لكن كال منها تفاعل معها على حنو خمتلف ‪.‬‬ ‫لقد كان اجلزر قواي وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف‪ ,‬بعد تعرضه للمياه املغلية ‪.‬‬ ‫أما البيضة فقد كانت قشرهتا اخلارجية حتمي سائلها الداخلي ‪ ,‬لكن هذا الداخل ما لبث أن‬ ‫‪22‬‬


‫تصلب عند تعرضه حلرارة املياه املغلية ‪.‬‬ ‫أما القهوة املطحونه فقد كان رد فعلها فريده ‪ ...‬إذ أهنا متكنت من تغيري املاء نفسه ‪.‬‬ ‫ومتاذا عنتك ؟‬ ‫هل أنت اجلزرة ال تبدو صلبة‪..‬ولكنها عندما تتعرض لألمل والصعوابت تصبح رخوة طرية وتفقد‬ ‫قوهتا ؟‬ ‫أم أنك البيضة ‪ ..‬ذات القلب الرخو ‪ ..‬ولكنه إذا ما واجه املشاكل يصبح قواي وصلبا ؟‬ ‫قد تبدو قشرتك ال تزال كما هي ‪ ..‬ولكنك تغريت من الداخل ‪ ..‬فبات قلبك قاسيا ومفعما‬ ‫ابملرارة !‬ ‫يغري املاء الساخن ‪ (..‬وهو مصدر لألمل )‪ ..‬حبيث جيعله ذا‬ ‫أم أنك مثل النب املطحون ‪ ..‬الذي ر‬ ‫طعم أفضل ؟ !‬

‫الفائدة ‪:‬اجعل األشياء من حولك أفضل إذا‬ ‫ما بلغ الوضع من حولك احلالة القصوى من‬ ‫السوء ‪,‬و تكن يبعا وامنا كن قائدا لتغري‬ ‫األحوال إىل األفضل‬ ‫‪23‬‬


‫الطفل واملسمار‬ ‫كان هناك طفل يصعب إرضاؤه‪ ,‬أعطاه والده كيس مليء ابملسامري وقال له ‪ :‬قم بطرق‬ ‫مسمارا واحدا يف سور احلديقة يف كل مرة تفقد فيها أعصابك أو ختتلف مع أي شخص يف‬ ‫اليوم األول قام الولد بطرق ‪ 37‬مسمارا يف سور احلديقة ‪ ,‬ويف األسبوع التايل تعلم الولد كيف‬ ‫يتحكم يف نفسه وكان عدد املسامري ال توضع يوميا ينخفض ‪.‬‬ ‫الولد أكتشف أنه تعلم بسهوله كيف يتحكم يف نفسه‪ ,‬أسهل من الطرق على سور احلديقة يف‬ ‫النهاية أتى اليوم الذي مل يطرق فيه الولد أي مسمار يف سور احلديقة عندها ذهب ليخرب والده‬ ‫أنه مل يعد حباجة اىل أن يطرق أي مسمار قال له والده‪ :‬اآلن قم خبلع مسمارا واحدا عن كل‬ ‫يوم مير بك دون أن تفقد أعصابك مرت عدة أايم وأخريا متكن الولد من إبالغ والده أنه قد قام‬ ‫خبلع كل املسامري من السور قام الوالد خذ ابنه اىل السور وقال له ‪ (:‬به قد أحسنت‬ ‫التصرف‪ ,‬ولكن انظر اىل هذه الثقوب ال تركتها يف السور لن تعود أبدا كما كانت)‬ ‫عندما حتدث بينك وبني اآلخرين مشادة أو اختالف وخترج منك بعض الكلمات السيئة‪ ,‬فأنت‬ ‫ترتكهم جبرح يف أعماقهم كتلك الثقوب ال تراها هلذا ال يهم كم من املرات قد سفت له ألن‬ ‫اجلرح ال زال موجودا جرح اللسان أقوى من جرح األبدان ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬احفظ لسانك وال ينطق إال ما يسعدك‬ ‫ويسعد من حولك وإال فالصمت أفضل ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫فشل فيل!!‬ ‫عندما كان عمره شهرين وقع الفيل األبيض الصغري يف ف الصيادين يف إفريقيا‪ ,‬وبيع يف األسواق‬ ‫لرجل ثري ميلك حديقة حيواانت متكاملة‪ .‬وبدأ املالك على الفور يف إرس ت ت ت ت تتال الفيل إىل بيتته‬ ‫اجلديد يف حديقة احليوان‪ ,‬وأطلق عليه است ت تتم' نيلست ت تتونا‪ ,‬وعندما وصت ت تتل املالك مع نيلست ت تتون إىل‬ ‫املكان اجلديد‪ ,‬قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلستتون بستتلستتلة حديدية قوية‪ ,‬ويف‬ ‫هناية هذه الستتلستتلة وضتتعوا كرة كبرية مصتتنوعة من احلديد والصتتلب‪ ,‬ووضتتعوا نيلستتون يف مكان‬ ‫بعيد عن احلديقة‪ ,‬شت تتعر نيلست تتون ابلغضت تتب الشت تتديد من جراء هذه املعاملة القاست تتية‪ ,‬وعزم على‬ ‫حترير نفست ت تته من هذا األست ت تتر‪ ,‬ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشت ت تتد الست ت تتلست ت تتلة احلديدية كانت‬ ‫األوجاع تزداد عليه‪ ,‬فما كان من بعد عدة حماوالت إال أن يتعب وينام‪ ,‬ويف اليوم التايل يس تتتيقظ‬ ‫ويفعتتل نفس الش ت ت ت ت تتيء حملتتاولتتة ختليص نفست ت ت ت ت تته‪ ,‬ولكن بال جتتدوى حىت يتعتتب ويتتتأمل وينتتام ‪.‬‬ ‫ومع كثرة حماوالته وكثرة آالمه وفش تتله‪ ,‬قرر نيلس تتون أن يتقبل الواقع‪ ,‬ومل حياول ختليص نفس تته مرة‬ ‫حجما‪ ,‬لكنه قرر ذلك وهبذا است ت ت تتتطاع املالك الثري‬ ‫أخرى على الرغم أنه يزداد كل يوم قوة وكرب ً‬

‫متاما ‪.‬‬ ‫أن يروض الفيل نيلسون ً‬

‫انئما ذهب املالك مع عماله وقاموا بتغيري الكرة احلديدية‬ ‫ويف إحدى الليايل عندما كان نيلس ت تتون ً‬ ‫الكبرية لكرة صغرية مصنوعة من اخلشب‪ ,‬مما كان من املمكن أن تكون فرصة لنيلسون لتخليص‬

‫متاما ‪.‬‬ ‫نفسه‪ ,‬ولكن الذي حدث هو العكس ً‬ ‫فقد تربمج الفيل على أن حماوالته س تتتبوء ابلفش تتل وتس تتبب له اآلالم واجلراح‪ ,‬وكان مالك حديقة‬ ‫احليواانت يعلم متتا ًمتا أن الفيتل نيلس ت ت ت ت تتون قوي للغتايتة‪ ,‬ولكنته كتان قتد تربمج بعتدم قتدرتته وعتدم‬ ‫استخدامه قوته الذاتية ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ويف يوم زار فىت صغري مع والدته وسأل املالك ‪ :‬هي ميكنك اي سيدي أن تشرح يل كيف أن هذا‬ ‫الفيل القوي ال حياول ختليص نفس تته من الكرة اخلش تتبية؟ فرد الرجل‪ :‬ابلطبع أنت تعلم اي به أن‬ ‫ض ت تا أعرف هذا‪ ,‬ولكن‬ ‫الفيل نيلست تتون قوي ً‬ ‫جدا‪ ,‬ويست تتتطيع ختليص نفست تته يف أي وقت‪ ,‬وأان أي ً‬ ‫واملهم هو أن الفيل ال يعلم ذلك وال يعرف مدى قدرته الذاتية ‪.‬‬ ‫ما املستفاد من هذا املثل؟‬ ‫معظم الناس تربمج منذ الصتتغر على أن يتصترفوا بطريقة معينة ويعتقدوا اعتقادات معينة‪ ,‬ويشتتعروا‬ ‫متاما مثل الفيل نيلستتون وأصتتبحوا‬ ‫حاستتيس ستتلبية معينة‪ ,‬واستتتمروا يف حياهتم بنفس التص ترفات ً‬ ‫س ت تتجناء يف برجمتهم الس ت تتلبية‪ ,‬واعتقاداهتم الس ت تتلبية ال حتد من حص ت تتوهلم على ما يس ت تتتحقون يف‬ ‫احلياة ‪.‬‬ ‫فنجد نسب الطالق تزداد يف االرتفاع والشركات تغلق أبواهبا واألصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة‬ ‫األشخا ‪ ,‬الذين يعانون من األمراض النفسية والقرحة والصراع املزيف واألزمات القلبية ‪ ...‬كل‬ ‫ه ت ت ت تتذا ست ت ت ت ت ت ت ت ت تبت ت ت ت تب ت ت ت تته ع ت ت ت تتدم تت ت ت ت تغت ت ت ت تي ت ت ت تتري ال ت ت ت تتذات‪ ,‬ع ت ت ت تتدم االرتت ت ت ت تق ت ت ت تتاء ابل ت ت ت تتذات ‪.‬‬ ‫حتمي وال بتتد ‪ :‬إن التغيري أمر حتمي وال بتتد منتته‪ ,‬فتتاحليتتاة كلهتتا تتغري والظروف واألحوال تتغري‬ ‫حىت حنن نتغري من التتداختتل‪ ,‬فمع إشت ت ت ت ت تراقتته نس يوم جتتديتتد يزداد عمرك يوًم تا‪ ,‬وابلتتتايل تزداد‬ ‫وفهما‪ ,‬ولكن املهم أن توجه عملية التغيري كي تعمل من‬ ‫خرباتك وثقافاتك ويزداد عقلك نض ت ً‬ ‫تجا ً‬

‫أجل مصلحتك أكثر من أن تنشط للعمل ضدك ‪.‬‬ ‫حجما وازداد قوة‪ ,‬وتغريت الظروف من حوله‬ ‫إن الفيل نيلس ت ت تتون كمثال‪ ,‬تغري هو نفس ت ت تته فازداد ً‬ ‫فتبدلت الكرة احلديدية الكبرية إىل كرة خش ت تتبية ص ت تتغرية‪ ,‬ومع ذلك مل يس ت تتتغل هو هذا التغيري ومل‬

‫يوجهه‪ ,‬ومل يغري من نفسه ال قد أصاهبا اليأس ففاتته الفرصة ال أتته كي يعيش حياة أفضل ‪.‬‬ ‫إن هللا تعاىل ت ت ت ت ت ت قد دلنا على الطريق إىل االرتقاء نفستتنا وتغيري حياتنا إىل األفضتتل فقال تعاىل‪:‬‬ ‫{إِن اَّللَ ال يتَ ت ت تغَ ت ت تِرريَ َم ت ت تا بِ ت ت ت َق ت ت توٍم َح ت ت تىت يتَ ت ت تغَ ت ت تِرريَوا َم ت ت تا َِنت ت ت ت َف ِست ت ت ت ت ت ت ت ت ِه ت ت تم} ال ت ت تترع ت ت تتد‪.11:‬‬ ‫‪26‬‬


‫ورسول هللا ت ت ت صلى هللا عليه وسلم ت ت ت قد دلنا على الكيفية ال نغري هبا أنفسنا‪ ,‬فقال ت ت ت صلى هللا‬ ‫عليه وست ت تتلم ت ت ت ت ت ت ت تت‪ :‬اومن يست ت تتتغن يغنه هللا ومن يست ت تتتعفف يعفه هللا ومن يتص ت ت تترب يص ت ت تتربه هللا ‪'.‬‬ ‫وقال صتتلى هللا عليه وستتلم‪ :‬اإمنا العلم ابلتعلم واحللم ابلتحلم‪ ,‬ومن يتحرر اخلري يعطه‪ ,‬ومن يتوق‬ ‫الشر يوقه‪'.‬‬ ‫فكل واحد فينا من املمكن بل من الست ت ت تتهل أن يتغري لألفضت ت ت تتل‪ ,‬ولكلما ازداد فهمك لنفست ت ت تتك‬ ‫وعقلك أكثر كلما سهل عليك التغري أكثر وهذا ما حتر عليه هذه احللقات أن متنحك أدوات‬ ‫دائما أن التغيري حيدث بصتتفة مستتتمرة‪ ,‬وأنك‬ ‫التغيري لنفستتك ولعقلك‪ ,‬ولكن من املهم أن تتذكر ً‬ ‫إن مل تستتتطيع توجه دفة التغري لألفضتتل فستتتتغري لألس توأ قال تعاىل‪{ :‬لِ َمن َش تاءَ ِمن َكم أَن يتَتَت َقد َم‬

‫أَو يتَتَأَخَر} املدثر‪.37:‬‬ ‫فهو إما صتتعود أو هبوك؛ إما تقدم أو خر‪ ,‬إما علو أو نزول ‪ .‬والستؤال الذي يطرح نفستته اآلن‬ ‫هو كيف أغري من نفس ت ت ت ت تتي؟ كيف أحتس ت ت ت ت تتن لألفضت ت ت ت ت تتل؟ إليتتك أيهتتا األخ ش ت ت ت ت تتروك التغيري‬ ‫شروك التغيري الثالثة ‪:‬‬ ‫الشرك األول‪ :‬فهم احلاضر ‪:‬‬ ‫الفرصتتة اخلاصتتة ابلتغري ال ميكن أن تتواجد إال يف وقتك احلاضتتر‪ ,‬وهذا يعه أن الشتترك األول من‬ ‫أجل حتقيق تغيري ٍ‬ ‫جمد هو أن ترى بوضت ت ت تتوح أين توجد اآلن ويف هذه اللحظة‪ .‬ال ِ‬ ‫ختف نفست ت ت تتك‬ ‫بعيدا عن احلقيقة الراهنة‪ ,‬فإذا كانت هناك بعض املظاهر ال ال تعجبك‪ ,‬فبوس ت ت ت ت تتعك أن تبدأ‬ ‫ً‬ ‫بتخطيط كيفيتتة تغيريهتتا‪ ,‬لكنتتك لو تظتتاهرت بعتتدم وجودهتتا فلن تقوم بتغيريهتتا أبت ًتدا‪ ,‬ولتتذا فكن‬ ‫صت ت ت ت ت ت تترحيًت ت تا مت تتع نت تتفست ت ت ت ت ت ت تتك مت تتنص ت ت ت ت ت ت ت ًف ت ت تا يف رؤي ت تتت ت تتك هلت ت تتا ع ت تلت تتى وض ت ت ت ت ت ت تع ت تهت ت تتا احلت ت تتايل ‪.‬‬ ‫الشرك الثاين‪ :‬ال تؤرق نفسك ابملاضي ‪:‬‬

‫إن االمتعتتاض ابألخطتتاء واهلموم ال جرت ابألمس أمر مفهوم‪ ,‬لكنتته من اخلطتتأ أن تس ت ت ت ت تتمح‬ ‫بعيدا عن‬ ‫للماضتتي أن يكون ستتجنًا لك‪ ,‬وبذلك فإن الشتترك الثاين للتغيري املثمر هو املضتتي خبفة ً‬ ‫‪27‬‬


‫املاضتتي‪ .‬إن املاضتتي بنك للمعلومات ميكنك أن تعلم منه‪ ,‬لكنه ليس ابلشتترك الذي يستتقطك يف‬ ‫داخله ‪.‬‬ ‫فخذ ما تشتتاء من املاضتتي من فوائد وخربات ومعلومات‪ ,‬لكن إايك أن تعيشتتي يف املاضتتي‪ .‬أنت‬ ‫اآلن ش تتخص جديد أقوى بكثري من املاض تتي‪ ,‬وأفض تتل بكثري من املاض تتي‪ ,‬واس تتتفدت من أخطاء‬ ‫املاضي فكيف تعيش فيه؟‬ ‫الشرك الثالث‪ :‬تقبل الشك يف املستقبل ‪:‬‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬قَل ال يتعلَم من ِيف السماو ِ‬ ‫ات َواألَر ِ‬ ‫ب إِال اَّللَ} النمل‪.65:‬‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض الغَي َ‬ ‫ِ‬ ‫{ع ِامل الغَي ِ‬ ‫َحداً} اجلتن‪.26:‬‬ ‫ب فَال يَظ ِهَر َعلَى َغيبِه أ َ‬ ‫وقال تعاىل‪َ َ :‬‬

‫الفائدة ‪ :‬إن املستقبل ابلنسبة لنا أمر غي ال ندري ما‬ ‫الذي سيحدث فيه‪ ,‬ولكن هذا ال يعه أال نضع‬ ‫األهداف‪ ,‬وأال خنطط ملستقبلنا‪ ,‬هذا ال يعه أال نتوقع‬ ‫وال نتقبل الشك فيما قد حيدث لنا وللعامل حولنا لنكون‬ ‫على أهبة االستعداد له‪ ,‬فعلينا األخذ ابألسباب املتاحة‬ ‫لنا‪ ,‬وقد ادخر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ت نفقة‬ ‫مثمرا فإننا‬ ‫أهله لسنة كاملة‪ .‬ولذا فكي حنقق ً‬ ‫تغيريا ً‬ ‫حباجة إىل ترك مساحة للمجهول املشكوك فيه‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫حياة وأمل‬ ‫'كان وام يف قمة السعادة حينما أيقظته والدته لكي يستعد لسفر ألداء العمرة‪ .‬وكان وام‬ ‫عاما سريكب الباخرة‬ ‫الذي يعيش يف مجهورية مصر العربية والذي قد بلغ من العمر أربعة عشر ً‬ ‫مع أهله للنزول يف ميناء جدة‪ .‬مضى الوقت سر ًيعا وبدأت السفينة يف اإلحبار‪ ,‬ويف ذلك الوقت‬

‫كانت العائلة يف املطعم تتناول الغداء‪ ,‬واستغل وام انشغال اجلميع وذهب إىل سطح السفينة‬ ‫ليشاهد ويتمتع مبنظر البحر ‪.‬‬

‫وذهب وام إىل هناية السفينة وبدأ ينظر إىل أسفل‪ ,‬واحنىن أكثر من الالزم وكانت املفاجأة وقع‬ ‫أخريا كان هناك أحد‬ ‫وام يف البحر‪ ,‬وأخذ يصرخ ويطلب النجدة ولكن بدون جدوى‪ ,‬و ً‬ ‫املسافرين وهو رجل يف اخلمسينات من عمره فسمع صراخ وام‪ ,‬وبسرعة ضرب جهاز اإلنذار‬

‫ورمى نفسه يف املياه إلنقاذ وام‪ .‬جتمع املسافرون وهرول املتخصصون وبسرعة ساعدوا الرجل‬ ‫ووام ومتت عملية اإلنقاذ‪ ,‬وجنا وام من موت حمقق ‪.‬‬ ‫وعندما خرج من املياه ذهب وام إىل والديه واعتذر عما صدر منه‪ ,‬وأخذ يبحث عن الرجل‬ ‫الذي أنقذه حىت وجده واق ًفا يف ركن من األركان‪ ,‬وكان ما زال مبلالً ابملياه جرى إليه وحضنه‬

‫وقال ‪:‬‬ ‫'ال أعرف كيف أشكرك لقد أنقذت حياو من الغرق ‪'.‬‬

‫فرد الرجل عليه قائالً‪ :‬ااي به أمتىن أن حياتك تساوي إنقاذها ‪'.‬‬ ‫جيدا؟‬ ‫هل فهمت هذا املثل ً‬ ‫واآلن دعه أسألك ‪:‬‬

‫هل حياتك تساوي إنقاذها؟‬ ‫هل تريد أن ترتك بصمات جناحك يف الدنيا؟‬ ‫هل قررت أن تتغري لألفضل وأن ترتقي يف حياتك؟‬ ‫‪29‬‬


‫هل نويت أن تتقرب إىل هللا وحتر على حمبته ورضاه؟‬ ‫هل اشرتيت اجلنة ال خلقت لتسكن فيها؟‬ ‫ابدأ من اليوم يف تغيري نفسك وتذكر قول الشاعر ‪:‬‬ ‫ما احلياة إال أمل يصاحبها أمل ويفاجئها أجل ‪.‬‬

‫الفائدة ‪:‬اجعل كل شيء حولك إىل األفضل وال تفكر‬ ‫يف إىل إجراء العديد من التغيريات مرة واحدة ‪ ,‬حدد‬ ‫أي التغيريات ال عليك القيام هبا أوالً ؟ فألن تضيء‬ ‫نعة واحدة خري من أن تلعن الظالم ألف مرة ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫كيس احللوى‬ ‫يف احدي الليايل جلست سيدة يف املطار لعدة ساعات يف انتظار رحلة هلا ‪ .‬وأثناء فرتة انتظارها‬ ‫ذهبت لشراء كتاب وكيس من احللوى لتقضي هبما وقتها‪ ,‬فجأة وبينما هي متعمقة يف القراءة‬ ‫أدركت أن هناك شابة صغرية قد جلست جبانبها واختطفت قطعة من كيس احللوى الذي كان‬ ‫موضوعا بينهما‪ .‬قررت أن تتجاهلها يف بداية األمر‪ ,‬ولكنها شعرت ابالنزعاج عندما كانت‬ ‫كل احللوى وتنظر يف الساعة بينما كانت هذه الشابة تشاركها يف األكل من الكيس أيضا ‪.‬‬ ‫حينها بدأت ابلغضب فعال مث فكرت يف نفسها قائلة " لو مل أكن امرأة متعلمة وجيدة األخالق‬ ‫ملنحت هذه املتجاسرة عينا سوداء يف احلال " وهكذا يف كل مرة كانت كل قطعة من احللوى‬ ‫كانت الشابة كل واحدة أيضا وتستمر احملادثة املستنكرة بني أعينهما وهي متعجبة مبا تفعلة‬ ‫‪,,‬مث ان الفتاة وهبدوء واببتسامة خفيفة قامت ابختطاف آخر قطعة من احللوى وقسمتها اىل‬ ‫نصفني فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف اآلخر‪ .‬أخذت السيدة القطعة بسرعة‬ ‫وفكرت قائلة " ايهلا من وقحة كما أهنا غري مؤدبة حىت أهنا مل تشكرين "‪ .‬بعد ذلك بلحظات‬ ‫أعت اإلعالن عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت إىل بوابة صعود الطائرة دون‬ ‫أن تلتفت وراءها اىل املكان الذي جتلس فيه تلك السارقة الوقحة ‪ .‬وبعدما صعدت اىل الطائرة‬ ‫ونعمت جبلسة مجيلة هادئة أرادت وضع كتاهبا الذي قاربت عل إهنائه يف احلقيبة ‪ ,‬وهنا صعقت‬ ‫ابلكامل حيث وجدت كيس احللوى الذي اشرتته موجودا يف تلك احلقيبة بدأت تفكر " اي اهلي‬ ‫لقد كان كيس احللوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلته أشاركها به"‪ ,‬حينها أدركت وهي متأملة‬ ‫هنا هي ال كانت وقحة ‪ ,‬غري مؤدبة ‪ ,‬وسارقة أيضا‪.‬‬ ‫كم مرة يف حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقني ن شيئا ما حيصل ابلطريقة الصحيحة ال حكمنا‬ ‫عليه هبا‪ ,‬ولكننا نكتشف متأخرين ن ذلك مل يكن صحيحا ‪ ,‬وكم مرة جعلنا فقد الثقة‬ ‫ابآلخرين والتمسك كرائنا حنكم عليهم بغري العدل بسبب آرائنا املغرورة بعيدا عن احلق‬ ‫‪31‬‬


‫والصواب ‪.‬‬ ‫هذا هو السبب الذي جيعلنا نفكر مرتني قبل أن حنكم على اآلخرين‪.‬‬

‫الفائدة ‪ ... :‬دعوان دوما نعطي اآلخرين آالف‬ ‫الفر قبل أن حنكم عليهم بطريقة سيئة ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫هل ابتلعت أفعى ذات يوم؟‬ ‫توجد قصة حتكي عن فالح أرسلوه بزايرة إىل منزل رجل نبيل‪ ,‬استقبله السيد ودعاه إىل مكتبه‬ ‫وقدم له صحن حساء‪ .‬وحاملا بدأ الفالح تناول طعامه الحظ وجود أفعى صغريه يف صحنه‪ .‬وحىت‬ ‫ال يزعج النبيل فقد اضطر لتناول صحن احلساء بكامله‪ .‬وبعد أايم شعر مل كبري مما اضطره للعودة‬ ‫إىل منزل سيده من أجل الدواء ‪.‬استدعاه السيد مره أخرى إىل مكتبه‪ ,‬وجهز له الدواء وقدمه له‬ ‫يف كوب‪ .‬وما إن بدا بتناول الدواء حىت وجد مره أخرى أفعى صغريه يف كوبه‪ .‬قرر يف هذه املرة‬ ‫أال يصمت وصاح بصوت عال أن مرضه يف املرة السابقة كان بسبب هذه األفعى اللعينة‪ .‬ضحك‬ ‫السيد بصوت عال وأشار إىل السقف حيث علق قوس كبري‪ ,‬وقال للفالح‪ :‬انك ترى يف صحنك‬ ‫انعكاس هذا القوس وليس أفعى‪ -‬يف الواقع ال توجد أفعى حقيقية نظر الفالح مره أخرى إىل‬ ‫كوبه و كد انه ال وجود ألية أفعى ‪,‬بل هناك انعكاس بسيط‪ ,‬وغادر منزل سيده دون أن يشرب‬ ‫الدواء وتعاىف يف اليوم التايل عندما نتقبل وجهات نظر و كيدات حمدده عن أنفسنا وعن العامل‬ ‫احمليط فإننا نبتلع خيال األفعى‪ .‬وستبقى هذه األفعى اخليالية حقيقية ما دمنا مل نتأكد من العكس‬ ‫ما أن يبدأ العقل الباطن بتقبل فكره أو معتقد ما سواء كان صائبا أو ال ‪ ,‬حىت يبدأ ابستنباك‬ ‫األفكار الداعمة هلذا املعتقد‪ .‬نفرتض انك تعتقد بدون أي وعي أن إقامه عالقة مع اآلخر أمر‬ ‫معقد وليس سهال و سوف يغذي هذا املعتقد ذهنك فكار من نوع لن التقي أبدا الشخص‬ ‫الذي سيعجبه يستحيل إجياد شريك جيد ‪..‬اخل وما أن تتعرف على شخص ممتع حىت يبدأ‬ ‫ذهنك بتدعيم األفكار السابقة (كما يبدو انه ليس جيدا هلذا احلد) (لن أحاول حىت التجريب‬ ‫ألنه لن حيصل أي شيء) كما أن ذهنك الذي صلت فيه فكره (من الصعب أقامه عالقة متينة)‬ ‫سوف جيذب كاملغناطيس الظروف الداعمة هلذا التأكيد ويهمل بل يصد احلاالت ال تثبت‬ ‫العكس ‪.‬أن العقل قادر على تشويه صوره الواقع ليصبح مالئما ومطابقا لوجهات نظرك ‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫ال تكن أسريا ألفكارك القدمية‬ ‫ستحرم نفسك من كل ما هو مجيل إذا استمرت أفكارك‬ ‫جامدة ‪.‬‬ ‫تعامل مع احلياة حبر ‪.‬‬ ‫ال تتسرع ابحلكم على احلياة ابلسوء مسبقا ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫هل تفضل اجلنون‬

‫السؤال غريب ‪ ..‬صح‬ ‫بس أحياان يكون اجلنون قمة العقل فعال هيا نتعرف على كيف حيدث ذلك ؟!‬ ‫ولينا وقفة بعد القراءة‬ ‫حيكي ان طاعون اجلنون نزل يف هنر يسري يف مدينة ‪..‬فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب ابجلنون ‪,‬وكان‬ ‫اجملانني جيتمعون ويتحدثون بلغة ال يفهمها العقالء ‪,‬واجه امللك الطاعون وحارب اجلنون حىت اذا ما أو صباح يوم استيقظ‬ ‫امللك واذا امللكة قد جنت ‪,‬وصارت امللكة جتتمع مع ثلة من اجملانني تشتكي من جنون امللك !! اندى امللك ابلوزير ‪ :‬اي‬ ‫وزير امللكة جنت أين كان احلرس ‪,‬الوزير ‪ :‬قد جن احلرس اي موالي امللك ‪ :‬اذن اطلب الطبيب فورا الوزير ‪ :‬قد جن الطبيب‬ ‫اي موالي امللك ‪ :‬ما هذا املصاب ‪ ,‬من بقي يف هذه املدينة مل جين ؟ رد الوزير ‪ :‬لألسف اي موالي مل يبقى يف هذه املدينة مل‬ ‫جين سوى أنت وأان ‪,‬امللك ‪ :‬اي هللا أأحكم مدينة من اجملانني!!الوزير ‪ :‬عذرا اي موالي ‪ ,‬فان اجملانني يدعون أهنم هم العقالء‬ ‫وال يوجد يف هذه املدينة جمنون سوى أنت وأان !امللك ‪ :‬ما هذا اهلراء ! هم من شرب من النهر وابلتايل هم من أصاهبم‬ ‫اجلنون! الوزير ‪:‬احلقيقة اي موالي أهنم يقولون إهنم شربوا من النهر لكي يتجنبوا اجلنون ‪,‬لذا فإننا جمنوانن ألننا مل نشرب‪ .‬ما‬ ‫حنن اي موالي إال حبتا رمل اآلن ‪,‬هم األغلبية ‪,‬هم من ميلكون احلق والعدل والفضيلة ‪ ,‬هم اآلن من يضعون احلد الفاصل‬ ‫بني العقل واجلنون ‪..‬هنا قال امللك ‪ :‬اي وزير أغدق علي بكأس من هنر اجلنون إن اجلنون أن تظل عاقال يف دنيا اجملانني ‪.‬‬ ‫ابلتأكيد اخليار صعب‬ ‫عندما تنفرد بقناعة ختتلف عن كل قناعات اآلخرين‬ ‫عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع احمليط‬ ‫هل تستسلم لآلخرين؟؟ وختضع للواقع؟؟ وتشرب الكأس؟؟‬ ‫هل قال لك احدهم ‪ :‬معقولة فالن وفالن وفالن كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح !‬ ‫اذا وجه إليك هذا الكالم فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس ؟‬ ‫عندما تدخل جمال العمل بكل طموح وطاقة واجناز وجتد زميلك الذي قو متأخرا واجنازه متواضع يتقدم ويرتقى وأنت يف‬ ‫حملك ‪ ..‬هل يتوقف طموحك؟ وتقلل اجنازك؟ وتشرب الكأس؟‬ ‫أحياان جيري هللا احلق على لسان شخص غري متوقع؟ مرت طفله صغريه مع أمها على شاحنه حمشورة يف نفق ‪ ...‬ورجال‬ ‫اإلطفاء والشرطة حوهلا حياولون عاجزين إخراجها من النفق ‪..‬قالت الطفلة ألمها ‪ ..‬أان اعرف كيف خترج الشاحنة من‬ ‫النفق! استنكرت األم وردت معقولة رجال اإلطفاء والشرطة غري قادرين وأنت قادرة ! ومل تعط أي اهتمام ومل تكلف نفسها‬ ‫بسماع فكرة طفلتها ‪,‬تقدمت الطفلة لضابط املطافئ ‪ :‬سيدي افرغوا بعض اهلواء من عجالت الشاحنة وستمر !وفعال مرت‬ ‫‪35‬‬


‫الشاحنة وحلت املشكلة وعندما استدعى عمدة املدينة البنت لتكرميها كانت األم جبانبها وقت التكرمي والتصوير !‬ ‫(نظرية قطيع البقر‪....‬معهم معهم‪...‬عليهم عليهم)‬ ‫وأحياان ال يكتشف الناس احلق إال بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي املنفرد‬ ‫غاليلو الذي اثبت أن األرض كروية مل يصدقه احد وسجن حىت مات !وبعد ‪ 350‬سنة من موته اكتشف العامل انه األرض‬ ‫كروية ابلفعل وان غاليليو كان العاقل الوحيد يف هذا العامل يف ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫ولكن هل ابلضرورة االنفراد ابلرأي أو العناد هو التصرف األسلم ابستمرار !‬ ‫شهد مثال حتدت أهلها وكل من حوهلا لتتزوج فهد لتكتشف بعد سنوات إن فهد أسوء زوج من الرجال! كم متنت شهد أهنا‬ ‫شربت من الكأس عندما عرض عليها حىت ارتوت !‬ ‫كاتب مغمور اكثر على الناس بكتاابته احلادة حىت اعتزله الناس ليكتشف بعد سنوات انه كل كتاابته كانت ضراب من اهلراء!‬ ‫كم متىن هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حىت ابتلت عروقه !‬ ‫أذن ما هو احلل يف هذه اجلدلية هل نشرب من الكأس او ال نشرب ؟‬ ‫دعوان حنلل املوضوع ونشخص املشكلة بطريقة علمية جمردة‬ ‫رأي فردي مقابل رأي مجاعي منطقيا الرأي اجلماعي يعطينا الرأي األكثر شعبية وليس ابلضرورة األكثر صحة قد تقول أذن‬ ‫ال اشرب الكأس حلظه !‬ ‫يف نفس الوقت نسبة اخلطأ يف الرأي اجلماعي أقل بكثري من نسبة اخلطأ يف الرأي الفردي اذن تقول نشرب الكأس ‪..‬‬ ‫متهل قليال !‬ ‫من يضمن انه يف هذه اللحظة ويف هذه القضية كانت نسبة الصواب يف صاحلك اعرف أن األمر حمري شخصيا‬ ‫عرض علي شخصياً الكأس مرات عديدة اشربه أحياان وأرفض شربه أحياان كثرية ‪ ........‬االمر كله يعتمد على امياين‬ ‫ابلقضية وثق يف نفسي وثق يف اآلخرين من حويل هذا ابلنسبة اىل خربو وقد جتاوزت األن ‪ 45‬عام ‪..‬‬ ‫واآلن السؤال موجه لك أنت اي من تقرأ كلماو هذه ‪ ..‬اذا عرض عليك الكأس أنت ‪..‬هل تفضل ان تكون جمنوان مع‬ ‫الناس ! أو تكون عاقال وحدك ؟‬ ‫أان عن نفسي أفضل أن أكون عاقل لوحدي ‪,‬عندما أرى بعض التصرفات ال ال تعجبه وأشكر ريب كثريا أين لست مثلهم‬ ‫‪,‬لكن كثريا ما أمتىن أن اجن معهم ‪,‬ال أفكر لكن فكر كيف تكون عنصراً اجيابياً يف اجملتمع فأنت أكثر مما تتوقع ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬ثق بنفسك وإمكاانتك وطورها حىت تستطيع أن‬ ‫حتكم على األشياء من حولك أيها صحيح وأيها غري ذلك ‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫القرود اخلمسة‬ ‫أحضر مخسة قرود‪ ,‬وضعها يف قفص !‬ ‫وعلق يف منتصف القفص حزمة موز‪ ,‬وضع حتتها سلما ‪.‬‬ ‫بعد مدة قصرية ستجد أن قردا ما من اجملموعة سيعتلي السلم حماوال الوصول إىل املوز ‪.‬‬ ‫ما أن يضع يده على املوز‪ ,‬أطلق رشاشا من املاء البارد على القردة األربعة الباقني وأرعبهم !!‬ ‫بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إىل املوز‬ ‫كرر نفس العملية‪ ,‬رش القردة الباقني ابملاء البارد ‪.‬‬ ‫كرر العملية أكثر من مرة !‬ ‫بعد فرتة ستجد أنه ما أن حياول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إىل املوز ستمنعه اجملموعة خوفا‬ ‫من املاء البارد‪ .‬اآلن‪ ...‬أبعد املاء البارد‬ ‫وأخرج قردا من اخلمسة إىل خارج القفص‬ ‫وضع مكانه قردا جديدا (لنسميه سعدان) مل يعاصر ومل يشاهد رش املاء البارد ‪.‬‬ ‫سرعان ما سيذهب سعدان إىل السلم لقطف املوز‬ ‫حينها ستهب جمموعة القردة املرعوبة من املاء البارد ملنعه وستهامجه ‪.‬‬ ‫بعد أكثر من حماولة سيتعلم سعدان أنه إن حاول قطف املوز سينهال عليه ابقي أفراد اجملموعة‬ ‫ابلضرب !‬ ‫اآلن أخرج قردا آخر ممن عاصروا حوادث شر املاء البارد (غري القرد سعدان)‬ ‫وأدخل قردا جديدا عوضا عنه ‪.‬‬ ‫ستجد أن نفس املشهد السابق سيتكرر من جديد ‪.‬‬ ‫القرد اجلديد يذهب إىل املوز‪ ,‬والقردة الباقية تنهال عليه ضراب ملنعه ‪.‬‬ ‫مبا فيهم سعدان على الرغم من أنه مل يعاصر رش املاء‬ ‫‪37‬‬


‫وال يدري ملاذا ضربوه يف السابق‪ ,‬كل ما هنالك أنه تعلم أن ملس املوز يعه (سينال الضر) على‬ ‫يد اجملموعة ‪.‬‬ ‫لذلك ستجده يشارك‬ ‫رمبا حبماس أكثر من غريه بكيل اللكمات والصفعات للقرد اجلديد (رمبا تعويضا عن حرقة قلبه‬ ‫حني ضربوه هو أيضا!)‬ ‫استمر بتكرار نفس املوضوع‪ ,‬أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش املاء‪ ,‬وضع قردا جديدا‪,‬‬ ‫وسيتكرر نفس املوقف ‪.‬‬ ‫كرر هذا األمر إىل أن تستبدل كل اجملموعة القدمية ممن تعرضوا لرش املاء حىت تستبدهلم بقرود‬ ‫جديدة !‬ ‫يف النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضراب على كل من جيرؤ على االقرتاب من السلم‪.‬‬ ‫ملاذا؟ ال أحد منهم يدري !!‬ ‫لكن هذا ما وجدت اجملموعة نفسها عليه منذ أن جاءت !‬ ‫هذه القصة ليست على سبيل الدعابة ‪.‬‬ ‫وإمنا هي من دروس علم اإلدارة احلديثة ‪.‬‬ ‫لينظر كل واحد منكم إىل مقر عمله ‪.‬‬ ‫كم من القوانني واإلجراءات املطبقة تطبق بنفس الطريقة وبنفس األسلوب البريوقراطي غري املقنع‬ ‫منذ األزل وال جيرؤ أحد على السؤال ملاذا اي ترى تطبق هبذه الطريقة؟‬ ‫بل سيجد أن الكثري ممن يعملون معه وعلى الرغم من أهنم ال يعلمون سبب تطبيقها هبذه‬ ‫الطريقة يستميتون يف الدفاع عنها وإبقائها على حاهلا !!‬

‫‪38‬‬


‫الفائدة ‪ :‬ضرورة االجتاه إىل نشر ثقافة العلم وإيحة الفر‬ ‫للمبدعني للتعبري عن آرائهم واعتماد ما فيه صاحل اجلميع‬ ‫حىت تتطور األمم إىل األفضل ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫عندما ترى اآلخرين بشكل خمتلف‬ ‫يف إحدى ليايل خريف‪ , 1995‬و أثناء إحبار إحدى السفن احلربية األمريكية العمالقة بسرعة‬ ‫كبرية ابلقرب من السواحل الكندية‪ ,‬أظهرت أجهزة الرادار جسما هائال يف طريقه إىل االصطدام‬ ‫ابلسفينة ‪.‬‬ ‫هرع القبطان إىل جهاز الالسلكي وخاطب اجلهة األخرى ‪........‬‬ ‫القبطان‪ :‬هنا قبطان السفينة احلربية األمريكية ‪ ,‬مطلوب تغيري االجتاه مبقدار ‪ 15‬درجة إىل‬ ‫اجلنوب ‪ ,‬لتفادي االصطدام‪ .‬أكرر تغيري االجتاه مبقدار ‪ 15‬درجة للجنوب لتفادي االصطدام‬ ‫حول ‪.‬‬ ‫‪ ...‬ر‬

‫اجلهة األخرى ‪ :‬علم ‪ ...‬هنا السلطات الكندية‪ ,‬الطلب غري كاف‪ .‬ننصح بتغيري االجتاه مبقدار‬

‫حول ‪ .‬القبطان‪ :‬ماذا تعه ‪ !..‬أان أطلب منكم تغيري اجتاهكم مبقدار ‪15‬درجة‬ ‫‪180‬درجة‪ ...‬ر‬ ‫فقط حنو اجلنوب لتفادي االصطدام ؟ أما عن سفينتنا فليس ذلك من شأنك ‪ ...‬ولكننا سنغري‬ ‫حول ‪.‬‬ ‫اجتاهنا مبقدار ‪ 15‬درجة ولكن حنو الشمال ‪ .‬لتفادي االصطدام أيضاً ‪ .‬ر‬ ‫اجلهة األخرى‪ :‬هذا غري كاف‪ .‬ننصح بتغيري اجتاهكم مبقدار ‪ 180‬أو على األقل ‪130‬درجة ‪.‬‬ ‫حول ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫القبطان‪ :‬ملاذا جتادل وتصر على إصدار األوامر؟ دون أن تقوم أنت بتفادي التصادم ابملقدار‬ ‫ذاته؟ حنن سفينة حربية أمريكية‪ ,‬فمن أنتم على أي حال؟‬ ‫اجلهة األخرى‪ :‬حنن حقل برتول عائم! وال نستطع احلركة !!! احرتس !!‬ ‫لكن الوقت كان قد استنفد يف هذا احلوار الالسلكي غري املثمر‪ ,‬واصطدمت السفينة ابحلقل‬ ‫البرتويل ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫الفائدة ‪ :‬والدرس الذي تتعلمه من هذه القصة هو أال تفرتض‬ ‫أن اجلهة األخرى هلا مثل مواصفاتك ‪ .‬فليس اهلدف الوحيد‬ ‫لالتصال أن تبعث برسالتك إىل اآلخرين بل جيب أن يكون‬ ‫هدفك رابعي األبعاد ‪:‬‬ ‫أن تفهم الطرف اآلخر‪,‬‬ ‫مث أن تستقبل رسالته‪,‬‬ ‫مث أن جتعل نفسك مفهوماً‪,‬‬ ‫و أخرياً أن تبعث برسالتك إليه‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫فلنتعلم من احلصان!!‬ ‫وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة‪ ،‬وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من‬

‫األلم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خاللها يبحث الموقف ويفكر كيف‬ ‫سيستعيد الحصان؟‬

‫عجوز وأن تكلفة استخراجه‬ ‫ًا‬ ‫ال كي ُيقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح‬ ‫ولم يستغرق األمر طوي ً‬ ‫تقترب من تكلفة شراء حصان آخر‪ ،‬هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى‬ ‫ردمها بأي شكل‪ .‬وهكذا‪ ،‬نادي المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل‬

‫مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان‪ .‬وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف‬

‫في جمع األتربة والنفايات والقائها في البئر ‪.‬‬

‫في بادئ األمر‪ ،‬أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه األلم‬

‫وطلب النجدة‪ .‬وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع النقطاع صوت الحصان فجأة‪ ،‬وبعد عدد‬

‫قليل من الجواريف‪ ،‬نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه‪ ،‬فقد وجد الحصان مشغوالً‬

‫بهز ظهره !كلما سقطت عليه األتربة فيرميها بدوره على األرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة‬

‫ألعلى ‪.‬‬

‫وهكذا استمر الحال‪ ،‬الكل يلقي األوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره‬

‫فتسقط على األرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى‪ .‬وبعد الفترة الالزمة لملء البئر‪ ،‬اقترب‬ ‫الحصان ‪.‬من سطح األرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح األرض بسالم ‪.‬‬

‫وبالمثل‪ ،‬تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك‪ ،‬فلكي تكون‬ ‫حصيفا‪ ،‬عليك بمثل ما فعل الحصان‬ ‫ً‬ ‫حتى تتغلب عليها‪ ،‬فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا‪ ،‬فال تقلق‪،‬‬ ‫لقد تعلمت للتو كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع‬

‫بذلك خطوة واحدة ألعلى ‪.‬‬

‫يلخص لنا الحصان القواعد الستة للسعادة بعبارات محددة كاآلتي ‪:‬‬ ‫خاليا من الهموم‬ ‫*اجعل قلبك ً‬ ‫‪42‬‬


‫خاليا من القلق‬ ‫*اجعل عقلك ً‬ ‫*عش حياتك ببساطة‬

‫*أكثر من العطاء وتوقع المصاعب‬ ‫*توقع أن تأخذ القليل‬

‫*توكل على هللا واطمئن لعدالته‪.‬‬

‫الفائدة ‪:‬كلما حاولت أن تنسى وومك‪ ,‬فهي لن تنساك‬ ‫وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك‪ ,‬ولكنك دوما‬ ‫تستطيع أن تقفز عليها لتجعلها مقوية لك‪ ,‬وموجهة لك‬ ‫إىل دروب جناحك ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫امللك والساقي واجلرتني‬ ‫كان ألحد امللوك ساقي حيضر له املاء يوميا وكان عند الساقي جريتني‬ ‫واحدة سليمة واألخرى فيها تشققات وكان ميالوا ابملاء وقخذهم للملك امللك كل يوم يشرب من اجلرة‬ ‫السليمة ويزعجه شكل اجلرة القدمية ال فقدت نصف ماءها وابتلت من خارجها يف احد األايم‬ ‫اشتكت اجلرة القدمية للساقي وقالت له ملاذا تعذبه هكذا وجتعله اذهب كل يوم عند امللك وهو كل يوم‬ ‫يفضل األخرى اذا كنت ال اصلح فاتركه واشرتي جرة جديدة قال هلا الساقي اصربي غدا سأبني لك ملاذا‬ ‫احتفظ بك ويف الغد مال اجلرتني كالعادة مث قال هلا انظري خلفك فرات ان اجلهة ال متر منها كل يوم‬ ‫امتألت ابخلضرة واألزهار والتف حوله الفراشات والنحل بسبب املاء الذي تفقده كل يوم‬ ‫اما اجلرة السليمة فكانت جهتها جافة قاحلة ألهنا مل تكن ترتك ماء يف الطريق مث قال هلا الساقي هذا دورك‬ ‫أنت وال تقارين نفسك ابجلرة السليمة ال ليس هلا إال سقاية امللك أما أنت فلك رسالة اكرب وانظري‬ ‫للذين يستفيدون منك العربة ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬على صاحب الرسالة أن يقارن نفسه ابلناس الذين‬ ‫قكلون ويتمتعون كاألنعام رمبا صحيح قد يكون عندهم‬ ‫مظاهر أفضل منه لكن دوره يف احلياة أعمق وأكرب ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫املقلة الصغرية والسمكة الكبرية‬ ‫يروى أن صياداًكان السمك يعلق بصنارته بكثرة‪ .‬وكان موضع حسد بني زمالئه الصيادين‪.‬‬

‫وذات يوم‪ ,‬استشاطوا غضباً عندما الحظوا أن الصياد احملظوظ حيتفظ ابلسمكة الصغرية ويرجع‬ ‫السمكة الكبرية إىل البحر‪ ,‬عندها صرخوا فيه" ماذا تفعل؟ هل أنت جمنون؟ ملاذا ترمي‬ ‫السمكات الكبرية؟‬ ‫عندها أجاهبم الصياد" ألين أملك مقالة صغرية "‬ ‫قد ال نصدق هذه القصة‬ ‫لكن لألسف حنن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد‬ ‫حنن نرمي ابألفكار الكبرية واألحالم الرائعة واالحتماالت املمكنة لنجاحنا خلف أظهران على‬ ‫أهنا أكرب من عقولنا وإمكانيتنا –كما هي مقالة ذلك الصياد‬ ‫هذا األمر ال ينطبق فقط على النجاح املادي ‪,‬بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أوية حنن‬ ‫نستطيع أن حنب أكثر مما نتوقع‪ ,‬أن نكون أسعد مما حنن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أمجل‬ ‫وأكثر فاعلية مما نتخيل‬

‫يذكران أحد الكتاب بذلك فيقول )أنت ما تؤمن به) لذا فكر بشكل أكرب‪ ,‬احلم بشكل أكرب‪,‬‬ ‫توقع نتائج أكرب‪ ,‬وادع هللا أن يعطيك أكثر ‪ ,‬ويقول رب العزة( أان عند ظن عبدي يب )‬ ‫ماذا سيحدث لو رميت مبقالتك الصغرية ال تقيس هبا أحالمك واستبدلت هبا واحدة أكرب؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أن ال ترضى ابحلصول على أقل مما تريده وتتمناه؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك ميكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه‬ ‫اآلن؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أن تقرتب من هللا أكثر وتزداد به ثقة وأمال ؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم؟‬ ‫‪45‬‬


‫وال ننس حديث الن حممد صلى هللا عليه وسلم‬ ‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إذا سألتم هللا فاسألوه الفردوس األعلى "‬ ‫ولكن قد يتبادر إىل الذهن هذا التساؤل‬ ‫ولكن ماذا لو ابلفعل استبدلنا مقالتنا مبقالة اكرب‬ ‫مث مل جند أكا حبجم مقالتنا ؟؟؟؟؟‬ ‫هل تعتقد أن السمك الصغري سيكون له طعم يف تلك املقالة الكبرية؟‬ ‫كالمي ليس سلبيا وال أحب أن اطرح شيئا حيمل نوعا من التشاؤم ولكن ماذا يفعل صياد‬ ‫صغري لديه مقالة كبريه مل تر سوى صغار السمك ‪ ,‬رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب لصيد‬ ‫وتفاؤله أيضا عند رجوعه وليس حبوزته سوى أكات صغرية‬ ‫فعل كل ما بوسعه غري البحرية والصنارة و ‪ .....‬ويف األخري نفس النتيجة هل يظل ميشي وراء‬ ‫تفاؤل مظلم إما ينهزم ويصغر مقالته؟؟‬ ‫واجلواب واحدة من أهم احلقائق ال وصل إليها علم النفس يف عصران أن اإلنسان لديه القدرة‬ ‫على أن يعيش احلياة ال يريدها هو لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء‪ ..‬واخلطوة األوىل هي‬ ‫احللم ‪..‬‬ ‫لنا احلق أن حنلم مبا نريد أن نكونه ومبا نريد أن ننجزه ‪.‬‬ ‫احللم الكبري سيضع أمامنا أهدافاً وهذه اخلطوة الثانية ‪..‬‬ ‫هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه واجنازه‬ ‫ليس لنا عذر ‪..‬‬ ‫هناك العشرات من املقعدين والضعفاء حققوا جناحات مذهلة ‪ ..‬هناك عاهة واحدة فقط قد‬ ‫متنعنا من النجاح والتفوق وحتويل التفاؤل إىل واقع ‪..‬‬ ‫هل تود معرفتها ‪..‬‬ ‫‪46‬‬


‫إنه احلكم على أنفسنا ابلفشل والضعف وانعدام القدرة‬ ‫الصياد الذي ال جيه إال السمكات الصغرية ال بد أن يتخذ خطوة إجيابية ‪..‬‬ ‫أن يغري مكان االصطياد أن يستخدم صنارة أخرى أن يتخري وقتاً آخر‬ ‫التفاؤل وحده ال يغه وال يسمن ‪..‬‬ ‫لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم يف حق عشرات من الشباب والشاابت الذين نراهم هنا‬ ‫وهناك تعلوهم نظرة احلرية واليأس ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬أمامك النجاح ولكن استبدل أدواتك لتكون‬ ‫أفضل ‪ ,‬طور فكرك ابلقراءة والتعليم ‪ ,‬طور بدنك‬ ‫ابلرايضة‪ ,‬طور قلبك ابلتوكل على هللا ‪ ,‬طور روحك‬ ‫ابلقرب من هللا ‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫الشجرة‬ ‫منذ زمن بعيد وىل‪...‬كان هناك شجرة تفاح يف غاية الضخامة ‪...‬‬ ‫كان هناك طفل صغري يلعب حول هذه الشجرة يوميا ‪....‬‬ ‫كأين تسلق أغصان هذه الشجرة‪ ,‬قكل من مثارها‪...‬وبعدها يغفو قليال لينام فيظلها ‪...‬‬ ‫كان حيب الشجرة وكانت الشجرة حتب لعبه معها ‪...‬‬ ‫مر الزمن‪ ...‬وكرب هذا الطفل ‪...‬‬ ‫وأصبح ال يلعب حول هذه الشجرة ‪...‬‬ ‫يف يوم من األايم‪...‬رجع الص وكان حزينا !‪...‬‬ ‫فقالت له الشجرة ‪ :‬تعال والعب معي ‪...‬‬ ‫فأجاهبا الولد‪ :‬مل اعد صغريا أللعب حولك ‪...‬‬ ‫أان أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها ‪...‬‬ ‫فأجابته الشجرة ‪ :‬ال يوجد معي أية نقود !!!‬ ‫ولكن ميكنك أن خذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه مث حتصل على النقود ال تريدها ‪...‬‬ ‫كاان لولد سعيدا للغاية ‪...‬‬ ‫فتسلق الشجرة ومجع مثار التفاح ال عليها ونزل سعيداً ‪...‬‬ ‫مل يعد الولد بعدها ‪...‬‬ ‫كانت الشجرة يف غاية احلزن بعدها لعدم عودته ‪...‬‬

‫يف يوم ما رجع هذا الولد للشجرة ولكنه مل يعد ولداً بل أصبح رجالً !!!‪...‬‬ ‫كانت الشجرة يف منتهى السعادة لعودته وقالت له ‪ :‬تعال والعب معي ‪...‬‬ ‫لكنه أجاهبا و قال ‪:‬‬

‫مل أعد طفال أللعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجالً مسئوال عن عائلة ‪...‬‬ ‫‪48‬‬


‫وأحتاج لبيت ليكون هلم مأوى ‪...‬‬ ‫هل ميكنك مساعدو هبذا؟‬ ‫آسفة !!!‬ ‫فليس عندي لك بيت ولكن ميكنك أن خذ مجيع أفرعي لتبه هبا لك بيتاً ‪...‬‬ ‫فأخذ الرجل كل األفرع وغادر الشجرة وهو سعيد ‪...‬‬ ‫كانتا لشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا‪...‬ولكنه مل يعد إليها ‪...‬‬

‫أصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى ‪...‬‬ ‫ويف يوم حار ‪...‬‬ ‫عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة يف منتهى السعادة ‪...‬‬ ‫فقالت هلا لشجرة ‪ :‬تعال والعب معي ‪...‬‬ ‫فقال هلا الرجل أان يف غاية التعب وقد بدأت يف الكرب‪...‬أريد أن أحبر ألي مكان ألريح ‪...‬‬ ‫هل ميكنك إعطائي مركباً؟؟؟‬ ‫فأجابته ميكنك أخذ جزعي لبناء مركبك‪...‬بعدها ميكنك أن تبحر به أينما تشاء‪...‬وتكون‬

‫سعيداً ‪...‬‬ ‫فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبه !!!‬ ‫فسافر مبحراً ومل يعد ملدة طويلة جداً ‪...‬‬ ‫أخريا عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً ‪...‬‬

‫لكن الشجرة أجابت وقالت له ‪ :‬آسفة اي به احلبيب لكن مل يعد عندي أي شيء ألعطيه‬ ‫لك ‪...‬‬

‫قالت له ‪ :‬ال يوجد تفاح ‪...‬‬ ‫قال ‪ :‬ال عليك مل يعد عندي أسنان ألقضمها هبا ‪...‬‬ ‫‪49‬‬


‫مل يعد عندي جذع لتتسلقه ومل يعد عندي فروع لتجلس عليها ‪...‬‬ ‫فأجاهبا الرجل لقد أصبحت عجوزاً اليوم وال أستطيع عمل أي شيء !!!‬ ‫فأخربته ‪ :‬أان فعالً ال يوجد لدي ما أعطيه لك ‪...‬‬ ‫كل ما لدي اآلن هو جذور ميتة‪...‬أجابته وهي تبكي ‪...‬‬

‫أجاهبا وقال هلا ‪ :‬كل ما أحتاجه هو مكان ألسرتيح به ‪...‬‬ ‫فأان متعب بعد كل هذه السنني ‪...‬‬ ‫فأجابته وقالت له ‪ :‬جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة ‪...‬‬ ‫تعال‪...‬تعال واجلس معي هنا واسرتح معي ‪...‬‬ ‫فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به و الدموع متأل ابتسامتها ‪...‬‬

‫الفائدة ‪ :‬الشجرة؟؟؟‬ ‫إهنا أبواك !!!‬ ‫ق ردر أبويك اللذين لطاملا بذال حياهتما ووقتهما وما ميلكان‬ ‫من أجلك أحسن إليهما كما أمرك هللا تعاىل واتبع وصية‬ ‫رسول هللا فيهما ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫املئوا األكواب لبنا‬ ‫حيكى أنه حدثت جماعة بقرية ‪....‬‬ ‫فطلب الوايل من أهل القرية طلبًا غريبًا‬ ‫يف حماولة منه ملواجهة خطر القحط واجلوع ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫كبريا يف وسط القرية‪ .‬وأن على كل‬ ‫وأخربهم نه سيضع ق ً‬ ‫درا ً‬ ‫ِ‬ ‫كواب من اللنب بشرك أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غري‬ ‫رجل وامرأة أن يضع يف القدر ً‬ ‫أن يشاهده أحد‪ .‬هرع الناس لتلبية طلب الوايل ‪..‬‬ ‫كل منهم ختفى ابلليل وسكب ما يف الكوب الذي خيصه ‪.‬‬ ‫ويف الصباح فتح الوايل القدر ‪ ....‬وماذا شاهد؟‬ ‫القدر و قد امتأل ابملاء !!!‬ ‫أين اللنب؟ !‬ ‫وملاذا وضع كل واحد من الرعية املاء بدالً من اللنب؟‬ ‫كل واحد من الرعية‪ ..‬قال يف نفسه ‪:‬‬ ‫"إن وضعي لكوب واحد من املاء لن يؤثر‬ ‫على كمية اللنب الكبرية ال سيضعها أهل القرية ‪".‬‬ ‫وكل منهم اعتمد على غريه ‪ ...‬وكل منهم فكر ابلطريقة نفسها ال فكر هبا أخوه‪ ,‬و ظن أنه‬ ‫هو الوحيد الذي سكب ماءً بدالً من اللنب ‪ ,‬والنتيجة ال حدثت ‪..‬‬ ‫أن اجلوع عم هذه القرية ومات الكثريون منهم ومل جيدوا ما يعينهم وقت األزمات ‪.‬‬

‫هل تصدق أنك متأل األكواب ابملاء يف أشد األوقات ال حنتاج منك أن ابللنب؟‬ ‫*عندما ترتك نصرة إخوانك احلفاة العراة اجلوعى وتتلذذ بكيس من البطاطس أو زجاجة من‬ ‫الكوكاكوال حبجة أن مقاطعتك لن تؤثر فأنت متأل األكواب ابملاء‪...‬‬ ‫‪51‬‬


‫*عندما ال تتقن عملك حبجة أنه لن يظهر وسط األعمال الكثرية ال سيقوم هبا غريك من‬ ‫الناس فأنت متأل األكواب ابملاء ‪...‬‬ ‫*عندما ال ختلص نيتك يف عمل تعمله ظناً منك أن كل اآلخرين قد أخلصوا نيتهم و أن ذلك‬ ‫لن يؤثر‪ ,‬فأنت متأل األكواب ابملاء‪...‬‬ ‫* عندما حترم فقراء املسلمني من مالك ظناً منك أن غريك سيتكفل هبم فأنت ‪...‬‬ ‫* عندما تتقاعس عن الدعاء للمسلمني ابلنصرة والرمحة و املغفرة *عندما ترتك ذكر هللا و‬ ‫االستغفار و قيام الليل ‪...‬‬ ‫*عندما تضيع وقتك وال تستفيد منه ابلدراسة والتعلم والدعوة إىل هللا تعاىل‬ ‫فأنت متأل األكواب ماءً !!!!‬

‫الفائدة ‪ :‬أتقن عملك كما أمرك هللا ‪ ,‬وال تقصر يف أداء‬ ‫واجبك ‪ ,‬واجتهد يف رعاية من تعول ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫امللك واجلزيرة النائية‬ ‫منذ زمن طويل كانت هناك مدينة حيكمها ملك وكان أهل هذه املدينة خيتارون امللك حبيث‬ ‫حيكم فيهم سنة واحدة فقط‪ ,‬وبعد ذلك يرسل امللك إىل جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية‬ ‫عمره وخيتار الناس ملك آخر غريه وهكذا ‪.‬‬ ‫أهنى أحد امللوك فرتة احلكم اخلاصة به وألبسه الناس املالبس الغالية وأركبوه فيال كبرياً وأخذوا‬ ‫يطوفون به يف أحناء املدينة قائلني له وداعاً‪ ....‬وكانت هذه اللحظة من أصعب حلظات احلزن‬

‫واألمل على امللك ومجيع من كان قبله‪ .‬مث بعد ذلك وضعوه يف السفينة ال قامت بنقله إىل اجلزيرة‬ ‫البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ‪.‬‬ ‫ورجعت السفينة إىل املدينة‪ ...‬ويف طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن ال غرقت منذ وقت‬ ‫قريب ورأوا شاابً متعلق بقطعة من اخلشب عائمة على املاء فأنقذوه وأخذوه إىل بلدهتم وطلبوا‬ ‫منه أن يكون ملكاً عليهم ملدة سنة واحدة ولكنه رفض يف البداية مث وافق بعد ذلك ‪.‬‬ ‫وأخربه الناس على التعليمات ال تسود هذه املدينة وأنه بعد‬ ‫مرور ‪ 12‬شهراً سوف حيمل إىل تلك اجلزيرة ال تركوا فيها‬

‫ذاك امللك األخري‪ .‬بعد ثالث أايم من تويل الشاب للعرش يف هذه املدينة سأل الوزراء هل ميكن‬ ‫أن يرى هذه اجلزيرة حيث أرسل إليها مجيع امللوك السابقني ووافق الوزراء وأخذوه إىل اجلزيرة‬

‫ورآها وقد غطت ابلغاابت الكثيفة وأع صوت احليواانت الشريرة وهي تنطلق يف أحناء اجلزيرة ‪.‬‬ ‫نزل امللك إىل اجلزيرة وهناك وجد جثث امللوك السابقني ملقاة على األرض وفهم امللك القصة‬ ‫نه ما لبث أن ترك امللوك السابقون يف اجلزيرة أتت إليهم احليواانت املتوحشة وسارعت بقتلهم‬ ‫والتهامهم‪ ...‬عندئذ عاد امللك إىل مدينته ومجع ‪ 100‬عامل أقوايء وأخذهم إىل اجلزيرة وأمرهم‬ ‫بتنظيف الغابة وإزالة جثث احليواانت وامللوك السابقني وإزالة قطع األشجار الصغرية وكان يزور‬ ‫اجلزيرة مرة يف الشهر ليطلع على سري العمل وكان العمل يتقدم خبطوات سريعة فبعد مرور شهر‬ ‫‪53‬‬


‫واحد أزيلت احليواانت والعديد من األشجار الكثيفة‪ .‬وعند مرور الشهر الثاين كانت اجلزيرة قد‬ ‫أصبحت نظيفة متاماً ‪.‬مث أمر امللك العمال بزرع احلدائق يف مجيع أحناء اجلزيرة وقام برتبية بعض‬

‫احليواانت املفيدة مثل الدجاج والبط واملاعز والبقر ‪ ...‬اخل ‪.‬‬ ‫ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبري ومرسى للسفن ‪.‬‬

‫ومبرور الوقت حتولت اجلزيرة إىل مكان مجيل وقد كان امللك ذكياً فكان يلبس املالبس البسيطة‬ ‫وينفق القليل على حياته يف املدينة يف مقابل أنه كان يكرس أمواله ال وهبت له يف إعمار هذه‬ ‫اجلزيرة ‪.‬‬ ‫وبعد مرور ‪ 9‬أشهر مجع امللك الوزراء قائالً أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور ‪ 12‬شهر‬ ‫من بداية حكمه‪ .‬ولكنه يود الذهاب إىل اجلزيرة اآلن‪ ....‬ولكن الوزراء رفضوا قائلني حسب‬ ‫التعليمات البد أن تنتظر ‪ 3‬شهور أخرى مث بعد ذلك تذهب للجزيرة‪ .‬مرت الثالثة شهور‬

‫واكتملت السنة وجاء دور امللك لينتقل إىل اجلزيرة ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على‬ ‫الفيل الكبري قائلني له وداعاً أيها امللك‪ .‬ولكن‬

‫امللك على غري عادة امللوك السابقني كان يضحك ويبتسم وسأله الناس عن ذلك فأجاب ن‬

‫احلكماء يقولون " عندما تولد طفالً يف هذه الدنيا تبكي بينما مجيع من حولك يضحكون فعش‬ ‫يف هذه الدنيا واعمل ما تراه مناسباً حىت قتيك املوت وعندئذ تضحك بينما مجيع من حولك‬

‫يبكون "‬ ‫فبينما امللوك السابقني كانوا منشغلني مبتعة أنفسهم أثناء فرتة امللك واحلكم كنت أان مشغوالً‬

‫ابلتفكري يف املستقبل وخططت‬ ‫لذلك وقمت إبصالح وتعمري اجلزيرة وأصبحت جنة صغرية ميكن أن أعيش فيها بقية حياو‬ ‫بسالم‪ .‬والدرس املأخوذ من هذه القصة الرمزية أن هذه احلياة الدنيا هي مزرعة لآلخرة وجيب‬ ‫علينا أال نغمس أنفسنا يف شهوات الدنيا عازفني عن اآلخرة حىت ولو كنا ملوك ‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫فيجب علينا أن نعيش حياة بسيطة مثل رسولنا حممد صلى هللا عليه وسلم وحنفظ متعتنا إىل‬ ‫اآلخرة ‪.‬‬ ‫وال ننسى قول رسولنا الكرمي صلوات هللا وسالمه عليه " لن تزوال قدما عبد يوم القيامة حىت‬ ‫يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أباله وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه‬ ‫وعن علمه فيما عمله به ‪".‬‬ ‫وصدق رسولنا الكرمي قائالً " كن يف الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ‪".‬‬ ‫اللهم أحسن خامتتنا وأسكنا جنات الفردوس‬

‫الفائدة ‪:‬ال تصلح دنياك خبراب آخرتك‬ ‫فالدنيا مزرعة اآلخرة ‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫احلكيم والصيب‬

‫حيكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل يف العامل‪..‬‬ ‫مشي الفىت أربعني يوما ح وصل إىل قصر مجيل علي قمة جبل‪ ..‬و فيه يسكن احلكيم الذي يسعي إليه‪ ..‬و عندما‬ ‫وصل وجد يف قصر احلكيم مجعا كبريا من الناس‪ ..‬انتظر الشاب ساعتني حني حيني دوره‪ ..‬انصت احلكيم ابنتباه إيل‬ ‫الشاب مث قال له‪ :‬الوقت ال يتسع اآلن و طلب منه أن يقوم جبولة داخل القصر و يعود ملقابلته بعد ساعتني‪..‬‬ ‫و أضاف احلكيم و هو يقدم للفىت ملعقة صغرية فيها نقطتني من الزيت‪ :‬امسك هبذه امللعقة يف يدك طوال جولتك و‬ ‫حاذر أن ينسكب منها الزيت‪.‬‬ ‫أخذ الفىت يصعد سالمل القصر و يهبط مثبتا عينيه علي امللعقة‪ ..‬مث رجع ملقابلة احلكيم الذي سأله‪ :‬هل رأيت السجاد‬ ‫الفارسي يف غرفة الطعام؟‪ ..‬احلديقة اجلميلة؟‪ ..‬و هل استوقفتك اجمللدات اجلميلة يف مكتب ؟‪ ..‬ارتبك الفىت و اعرتف‬ ‫له نه مل ير شيئا‪ ,‬فقد كان وه األول أال يسكب نقط الزيت من امللعقة‪ ..‬فقال احلكيم‪ :‬ارجع وتعرف علي معامل‬ ‫القصر‪ ..‬فال ميكنك أن تعتمد علي شخص ال يعرف البيت الذي يسكن فيه‪ ..‬عاد الفىت يتجول يف القصر منتبها إيل‬ ‫الروائع الفنية املعلقة علي اجلدران‪ ..‬شاهد احلديقة و الزهور اجلميلة‪ ..‬و عندما رجع إيل احلكيم قص عليه ابلتفصيل ما‬ ‫رأي‪ ..‬فسأله احلكيم‪ :‬و لكن أين قطرو الزيت اللتان عهدت هبما إليك؟‪ ..‬نظر الفىت إيل امللعقة فالحظ أهنما‬ ‫انسكبتا‪ ..‬فقال له‬ ‫احلكيم‪ :‬تلك هي النصيحة ال أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع هبا دون أن‬ ‫تسكب أبدا قطرو الزيت‪.‬‬

‫فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بني األشياء‪ ,‬و‬ ‫قطري الزيت وا السرت والصحة‪ ..‬فهما التوليفة‬ ‫الناجحة ضد التعاسة‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫الفهرس‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬

‫الموضوع‬ ‫التمهيد‬ ‫كلمات شكر‬ ‫السجين وفرصة النجاة‬ ‫ضفدعتان في بئر‬ ‫أنا وساعي البريد‬ ‫شمشون القوي‬ ‫الصخور الكبيرة‬ ‫الشطرنج والنجاح‬ ‫ركز على فنجان القهوة وليس على الكوب‬ ‫الصدى‬ ‫ضع الكأس واسترح قليال‬ ‫حلق مع الصقور‬ ‫أنت متزوج أربعة‬ ‫أنت جزرة ‪.‬أم بيضة ‪ ..‬أم حبة قهوة مطحونة‬ ‫الطفل والمسمار‬ ‫فشل فيل‬ ‫حياة وأمل‬ ‫كيس الحلوى‬ ‫هل ابتلعت أفعى ذات يوم‬ ‫هل تفضل الجنون‬ ‫القرود الخمسة‬ ‫عندما ترى اآلخرين بشكل مختلف‬ ‫فلنتعلم من الحصان‬ ‫الملك والساقي والجرتين‬ ‫المقالة الصغيرة والسمكة الكبيرة‬ ‫الشجرة‬ ‫املؤوا األكواب لبنا‬ ‫الملك والجزيرة النائية‬ ‫الحكيم والصبي‬ ‫الفهرس‬ ‫تم بحمد هللا‬ ‫إلى اللقاء مع الجزء الثاني‬ ‫المؤلفان‬

‫‪57‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.