كتاب دروس وعبر من قصص البشر

Page 1

‫دروس وعرب من قصص البشر‬ ‫جمع وإعداد‬ ‫المرشد الطالبً‬

‫معلم االجممععٌعت‬

‫حمدي جعبر‬

‫دمحم جمعة‬

‫الدمعم ‪1028‬م‬

‫‪1‬‬


‫إهداء‬ ‫نهدي هذا الكمعب لكل مخلص فً عمله ‪ ،‬لكل طفل ٌرٌد المفوق فً حٌعمه ‪،‬‬ ‫لكل شعب ٌسعى لمولى منعصب هعمة ومكعنة مرمولة‬

‫نهدي هذا الكمعب إلى أسمعذمنع وعلمعؤنع ووالة أمرنع خطوة فً سبٌل الرلً‬ ‫بشخصٌة أبنعئنع ( النفسٌة واالجممععٌة والعلمٌة )‬

‫وهللا ولً الموفٌك ‪،‬‬

‫المؤلفعن‬ ‫دمحم جمعة ‪ ،‬حمدي جعبر‬ ‫الدمعم‬ ‫ٌنعٌر ‪1028‬م‬

‫‪2‬‬


‫المؤلفعن‪:‬‬ ‫الحياة قرص وعبخ نتأمميا ونتخح مشيا الحكؼ واالندان الفظؽ ىؾ مؽ‬ ‫يتخح مؽ سيخ األنبياء والخسل خيخ دليل لحياتو وفي كتابشا ىجفشا‬ ‫ندتعخض بعض القرص الذيقة التي تالئؼ جسيع األعسار ‪.‬‬ ‫جاءت فكخة الكتاب بعج تجارب مع الظالب ومحاولة ارشادىؼ وتؾجيييؼ‬ ‫فمؾحظ تأثيخ القرة القريخة عمى قمؾبيؼ وكيفية سساع قرة واحجة‬ ‫مؤثخة كفيمة بتحؾل سمؾك الظالب إلى االجتياد والجج ويغيخ التغيخ الؾاضح في شخرية الظالب‬ ‫لألفزل لسا تحسمو القرة مؽ عبخ ومؾاعظ ‪.‬‬

‫الكتاب ليكؾن نبخاسا لكل شخص يخيج تظؾيخ ذاتو ويرقل مياراتو ‪.‬‬ ‫لحلػ تؼ التعاون في إعجاد ىحا ُ‬ ‫ويتزسؽ ىحا الكتاب مجسؾعة كبيخة مؽ القرص القريخة بأسمؾب سيل بديط ليكؾن سيل‬ ‫اليزؼ وييتؼ الكتاب بعج كل قرة بمفت االنتباه الى الفؾائج مؽ القرة مع تخك مداحة كافية‬

‫لمقارئ لمتعبيخ عسا يجؾل بو نفدو وبالتالي يتؼ صقل السيارات وزرع القيؼ وحب القخاءة والتعبيخ‬ ‫عؽ الحات ؛وأيزا حخصشا عمى أحج السبادئ اليامة وىؾ مبجأ التعمؼ بالستعة " اإلفادة مع الستعة "‬ ‫ولمقرص تأثيخ فعال عمى فكخ الشاس؛ لحلػ جاء ثمث القخآن متزسشا القرص بسا تحؾيو مؽ‬

‫قيؼ وحكؼ ومؾاعظ ‪ ،‬وال يخفي عمي القارئ كسا أن القرص نص حي ألن كمساتو تقبل االجتياد‬

‫في كل وقت وحيؽ‪ ،‬وتغيخ لشا دائسا أللئ دفيشة مع كل قخاءة ججيجة‪.‬‬ ‫وبحكؼ عسمشا دائسا ما نحتاج لمشرح الشذئ سؾاء أثشاء الحرص أو اثشاء الجمدات اإلرشادية‬ ‫وكمسا كانت قرة كمسا تأثخ الظالب بيا وغيخ سمؾكو سخيعا ‪ ،‬نجعؾا هللا أن تعؼ الفائجة وأال يتؾقف‬ ‫ىحا الخيخ عشجكؼ‪ ،‬ونحؽ في انتغار مالحغاتكؼ و تداؤالتكؼ واقتخاحاتكؼ إلثسار السذخوع وتمقيحو‬ ‫ليخخج في ندخة ثالثة أفزل مؽ األولى والثانية ‪.‬‬ ‫السؤلفان‬

‫دمحم جسعة‬

‫حسجي جابخ‬

‫حاصل عمى شياتجة استحقاق مؽ السسمكة العخبية الدعؾدية بالسخكد الثاني عمى السسمكة ‪ 7341‬ىـ‬ ‫حاصل عمى التسيد عمى السشظقة الذخقية ‪ 7171‬م‬

‫الخىاصل علً االَوُل ‪gom33a_tarykh@yahoo.com‬‬

‫‪Jabber_197126@yahoo.com‬‬ ‫‪3‬‬


‫الممهٌد‬

‫أعغؼ الجروس ىي التي نتعمسيا مؽ قرص اآلخخيؽ ونتعظ بيا فتكؾن شعمة نؾر‬

‫تزئ لشا الظخيق لمتسيد والتفؾق ‪ ،‬ومؽ ىحا السشظمق يدعجنا أن يزظمع كل اندان‬ ‫عمى ىحه القرص ويشقميا ألبشائو وأصجقائو ألنيا تحسل بيؽ طياتيا دروس وعبخ تسكؽ‬ ‫االندان كبي اخ كان أو صغي اخ أن ييتجي بيا في أعسالو ليرل إلى االتقان ‪ ،‬ويدتظيع‬ ‫تجارك أخظائو ليحؾليا إلى نجاحات عغيسة يفيج بيا مجتسعو ووطشو ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫كلمعت شكر‬ ‫رائد النشعط عبد الرحمن الشمرانً راشد نشعط بثعنوٌة الدمعم‬ ‫لصص ممرأهع ومممنى أن ال منمهً من سالسة األسلوب وجمعل المنطك حٌث العبر والدروس فً‬ ‫نهعٌة كل لصة سر من أسرار محفٌز النفس للعمل واالبداع‬ ‫رائد النشعط سلطعن الشهري بثعنوٌة الخلٌج بعلدمعم‬ ‫هذه المصص رغم بسعطمهع منحت ابنمً الكثٌر من المهعرات المً غٌرت من مفكٌرهع فأصبحت‬ ‫شغوفة و محبة للمراءة ‪ ،‬وحب الفضول جعلهع مسأل عن الفعئدة المً معود علٌهع من مولف نمر‬ ‫به فً حٌعمنع ‪.‬‬ ‫معلم الرٌعضٌعت بمدرسة الحصعن الثعنوٌة بعلدمعم بشعر أبو حلوه ‪.‬‬ ‫الكمعب ومع ٌحمله من لصص له بصمة واضحة على للوب أبنعئنع فبمجرد مع لرأه ابنى إال‬ ‫وانكب ٌنهل منه لصة بعد أخرى وٌسمنمج لحعله دروس وعبر جدٌدة رغم صغر سنه مخملف‬ ‫عمع ورد فً الكمعب ‪.‬‬ ‫لعئد كشفً على مسموى الععلم خعلد محمود‬ ‫الكمعب له سمعت خعصة ممٌزه عن غٌره فهو سهل المراءة بسٌط فً ألفعظه ‪ٌ ،‬حمل من الدروس‬ ‫المفٌدة المً جعلت أبنعئً كل منهم ٌسعى لٌصمل موهبمه بعلمراءة واالضطالع ‪.‬‬

‫الطعلب معمز الربٌعة‬ ‫لصص عشت معهع وسععدمنً على االسمفعدة من كل مولف أمر به أمنٌمى بكمعب آخر ومزٌد‬ ‫من المصص مفٌدنً فً كٌفٌة المذاكرة والمفوق‬

‫‪5‬‬


‫انشر السعادة وواجه التحدي‬ ‫أراد حامد اؼبشاركة يف مسابقة الكتاب العرب واستشار أصدقائو حوؿ مدى إمكانية اؼبشاركة ‪،‬‬ ‫وحامد يبتلك من القدرات واؼبهارات اليت تؤىلو على انتاج أفضل القصص والرواايت اإلبداعية‬ ‫فأراد من رفيق حياتو أف يساعده يف كتابة ما يقوـ من أتليفو فوعده صديقو دبساعدتو يف أي‬ ‫وقت وانطلق حامد بعناف خيالو يؤلف الرواية رواية كفاحة وسر تفوقو وبعد أف عرب إذل منتصف‬ ‫هنر النجاح فوجئ بزميلو يتخلى عنو ويقوؿ لو اعذرين فالوقت ال يساعد على الدخوؿ يف‬ ‫اؼبسابقة لقرب انتهاء الوقت ولكن اغبقيقة ىي أنو ال يريد اف يكوف سببا يف قباحو ويكوف‬ ‫أفضل منو وؼبا شعر حامد خبيبة األمل ذباه زميلو اذبو إذل رفيقو القدمي حسُت يطلب مساعدتو‬ ‫بعد أف كاد أف يدب اليأس يف قلبو ‪ ،‬فطمأنو حسُت أبف كل شيء سيكوف على ما يراـ بشرط‬ ‫الصمود والتحدي ومواصلة الليل ابلنهار لكسب الوقت وابلتحدي واإلصرار قبحا حامد‬ ‫وحسُت يف الوصوؿ إذل اؼبراكز األوذل على مستوى عادل الرواية بقصة بعنواف " ثق بنفسك ودبن‬ ‫وببك " فتوجها االثناف شكراً هلل على توفيقو ؽبم ‪".‬قصة من واقع اغبياة "‬

‫ثق بقدراتك وتوكل على هللا وابتعد عن احملبطُت‬ ‫واستعن دبن وبفزؾ فالنجاح يكوف ابلصمود‬ ‫والتحدي وال ؾباؿ لليأس للعظماء‬

‫‪6‬‬


‫السجـني وفرصه النجاة‬ ‫أحد السجناء يف عصر لويس الرابع عشر ؿبكوـ عليو ابإلعداـ ومسجوف يف جناح قلعو ىذا‬ ‫السجُت دل يبق على موعد إعدامو سوى ليلو واحده ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره غبيل‬ ‫وتصرفات غريبة ويف تلك الليلة فوجئ السجُت بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليو مع حرسو‬ ‫ليقوؿ لو أعطيك فرصو إف قبحت يف استغالؽبا فبإمكانك إف تنجوا !‬ ‫ىناؾ ـبرج موجود يف جناحك بدوف حراسو إف سبكنت من العثور عليو يبكنك اػبروج واف دل‬ ‫تتمكن فاف اغبراس سيأتوف غدا مع شروؽ الشمس ألخذؾ غبكم اإلعداـ‪.‬‬ ‫غادر اغبراس الزنزانة مع اإلمرباطور بعد إف فكوا سالسلو وبدأت احملاوالت وبدا يفتش يف اعبناح‬ ‫الذي سجن فيو والذي وبتوى على عده غرؼ وزوااي والح لو األمل عندما اكتشف غطاء فتحو‬ ‫مغطاة بسجاده ابليو على األرض وما إف فتحها حىت وجدىا تؤدى إذل سلم ينزؿ إذل سرداب‬ ‫سفلي ويليو درج أخر يصعد مره أخرى وظل يصعد إذل أف بدأ وبس بتسلل نسيم اؽبواء اػبارجي‬ ‫فبا بث يف نفسو األمل إذل أف وجد نفسو يف النهاية يف برج القلعة الشاىق واألرض ال يكاد‬ ‫يراىا عاد إدراجو حزينا منهكا و لكنو واثق إف اإلمرباطور ال ىبدعو وبينما ىو ملقى على‬ ‫األرض مهموـ ومنهك ضرب بقدمو اغبائط وإذا بو وبس ابغبجر الذي يضع عليو قدمو يتزحزح‬ ‫فقفز وبدأ ىبترب اغبجر فوجد ابإلمكاف ربريكو وما إف أزاحو وإذا بو هبد سردااب ضيقا ال يكاد‬ ‫يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس‬ ‫ابألمل لعلمو إف القلعة تطل على هنر لكنو يف النهاية وجد انفذة مغلقة ابغبديد أمكنو أف يرى‬ ‫النهر من خالؽبا عاد ىبترب كل حجر وبقعو يف السجن ردبا كاف فيو حجر آخر لكن كل ؿباوالتو‬ ‫ضاعت بال سدى والليل يبضى‪.‬‬ ‫واستمر وباوؿ‪ ......‬ويفتش‪ .....‬ويف كل مره يكتشف أمال جديدا ‪...‬فمره ينتهي إذل انفذة‬ ‫حديديو ومره إذل سرداب طويل ذو تعرجات الهناية ؽبا ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫وىكذا ظل طواؿ الليل يلهث يف ؿباوالت وبوادر أمل تلوح لو مره من ىنا ومره من ىناؾ وكلها‬ ‫توحي لو ابألمل يف أوؿ األمر لكنها يف النهاية تبوء ابلفشل‪.‬‬ ‫وأخَتا انقضت ليلو السجُت كلها والحت لو الشمس من خالؿ النافذة ووجد وجو اإلمرباطور‬ ‫يطل عليو من الباب ويقوؿ لو ‪ :‬أراؾ الزلت ىنا قاؿ السجُت كنت أتوقع انك صادؽ معي أيها‬ ‫اإلمرباطور ‪ .....‬قاؿ لو اإلمرباطور ‪ ...‬لقد كنت صادقا سألو السجُت‪ ....‬دل اترؾ بقعو يف‬ ‫اعبناح دل أحاوؿ فيها فأين اؼبخرج الذي قلت رل‪ :‬قاؿ لو اإلمرباطور لقد كاف ابب الزنزانة‬ ‫مفتوحا وغَت مغلق !‬

‫اإلنساف دائما يضع لنفسو صعوابت وعواقب وال‬ ‫يلتفت إذل ما ىو بسيط يف حياتو‪.‬‬ ‫حياتنا قد تكوف بسيطة ابلتفكَت البسيط ؽبا‬ ‫وتكوف صعبة عندما يستصعب اإلنساف شيئا يف‬ ‫حياتو‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ضفدعتان يف بئر‬

‫كانت ؾبموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بُت الغاابت‪ ،‬وفجأة وقعت ضفدعتاف يف بئر عميق‪ .‬ذبمع صبهور الضفادع‬

‫حوؿ البئر‪ ،‬وؼبا شاىدا مدى عمقو صاح اعبمهور ابلضفدعتُت اللتُت يف األسفل أف حالتهما جيدة كاألموات ذباىلت‬ ‫الضفدعتاف تلك التعليقات‪ ،‬وحاولتا اػبروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة؛ واستمر صبهور الضفادع‬ ‫ابلصياح هبما أف تتوقفا عن احملاولة ألهنما ميتتاف ال ؿبالة أخَتا انصاعت إحدى الضفدعتُت ؼبا كاف يقولو اعبمهور‪،‬‬ ‫واعًتاىا اليأس؛ فسقطت إذل أسفل البئر ميتة‪ .‬أما الضفدعة األخرى فقد دأبت على القفز بكل قوهتا‪ .‬ومرة أخرى صاح‬ ‫صبهور الضفادع هبا طالبُت منها أف تضع حدا لؤلدل وتستسلم للموت؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حىت وصلت‬ ‫إذل اغبافة ومنها إذل اػبارج عند ذلك سأؽبا صبهور الضفادع‪ :‬أتراؾ دل تكوين تسمعُت صياحنا؟ !شرحت ؽبم الضفدعة‬ ‫أهنا مصابة بصمم جزئي‪ ،‬لذلك كانت تظن وىي يف األعماؽ أف قومها يشجعوهنا على إقباز اؼبهمة اػبطَتة طواؿ الوقت‬

‫أوال‪ :‬قوة اؼبوت واغبياة تكمن يف اللساف‪ ،‬فكلمة مشجعة ؼبن ىو يف‬ ‫األسفل قد ترفعو إذل األعلى وذبعلو وبقق ما يصبو إليو‬ ‫اثنيا‪ :‬أما الكلمة احملبطة ؼبن ىو يف األسفل فقد تقتلو‪ ،‬لذلك انتبو ؼبا‬ ‫تقولو‪ ،‬وامنح اغبياة ؼبن يعربوف يف طريقك‪.‬‬ ‫اثلثا‪ :‬يبكنك أف تنجز ما قد ىيأت عقلك لو وأعددت نفسك لفعلو؛‬ ‫فقط ال تدع اآلخرين هبعلونك تعتقد أنك ال تستطيع ذلك‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬بعض األحياف األشخاص الذين يتكلموف معك يريدوف‬ ‫مصلحتهم اػباصة وليست مصلحتك ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫أان وساعي الربيد‬

‫جلست مهموماً ؿبزوانً على مقعد حجري على شاطئ البحػر أتفكػر يف حػارل ومػا آؿ إليػو وقػد توقػف نشػاط الشػركة الػيت‬

‫أعمػػل هبػػا وانضػػممت لطػػابور العػػاطلُت إنػػذار ابلرفػػد مػػن كليػػيت ألنػػٍت دل أعػػد أىػػتم برسػػالة الػػدكتوراه الػػيت بػػذلت فيهػػا ؾبهػػود‬ ‫ؼبدة ست سنوات وزوجيت حامل يف شهرىا األخَت وال أعرؼ من أين أحصل على مصاريف الوالدة وسػوؼ تبػدأ الدراسػة‬ ‫وأوالدي وبتاجوف ؼبصاريف بدء العاـ الدراسػي وحجػزاً قضػائياً علػى شػقيت ألنػٍت دل‬ ‫أسػػدد أقسػػاطها منػػذ شػػهور والػػذي زاد إحساسػػي ابألدل أنػػٍت فقػػط مػػن عػػدة شػػهور‬ ‫كنػػت يف قمػػت النجػػاح‪ ،‬ولكػػٍت أثنػػاء جلوسػػي الحظػػت أمػػر يف منتهػػى الغرابػػة!!!‬ ‫فعل ػػى الط ػػرؼ اآلخ ػػر م ػػن اؼبقع ػػد اغبج ػػري جل ػػس س ػػاعي بري ػػد يب ػػدو علي ػػو البش ػػر‬ ‫والسػػرور وقػػد فػػتح حقيبتػػو الػػيت ربتػػوي علػػى اػبطػػاابت ينظػػر إذل اؼبػػارين ابلشػػاطئ‬ ‫اببتسامة ومن جاء أليو أدخل يده يف حقيبتو وأخذ منها خطاب أو أثنػُت أو أكثػر‬ ‫مث يعط ػػيهم ل ػػو ‪ ...‬ىك ػػذا‪ !!..‬ب ػػدوف ح ػػىت أف يع ػػرؼ أظب ػػو أو أف يتأك ػػد أف ى ػػذه‬ ‫اػبطػػاابت خاصػػة ابلرجػػل ‪ ...‬وأسػػتمر سػػاعي الربيػػد يػػوزع اػبطػػاابت هبػػذا الشػػكل‬ ‫الغريب وأنٍت أنظػر أليػو بدىشػة حػىت فرغػت حقيبتػو فأبتسػم براحػة مث أغلػق حقيبتػو‬ ‫ومضػػى!!؟؟ فقلػػت يف نفسػػي حتم ػاً أف ىػػذا الرجػػل ؾبنػػوف ‪ ...‬وأنػػو سػػوؼ يفصػػل‬ ‫من عملو لينضم معػي لطػابور العػاطلُت ‪ ...‬وأثنػاء تفكػَتي يف ىػذا الرجػل توقػف أمػامي أحػد اؼبػارين وىػو شػيري كبػَت يبػدو‬ ‫عليو اغبكمة وقد الحظ استغرايب الشديد من تصرؼ ساعي الربيد وسألٍت‪ :‬ىل تعرؼ من كاف هبلػس اانبػك؟ فقلػت لػو‬ ‫بسرعة‪ :‬أعتقد أف رجػل ؾبنػوف‪ .‬فػرد علػي وىػو ينظػر رل بشػفقة‪ :‬ال أنػو اغبػظ يعطػى كػل مػن يقبػل عليػو نصػيبو مػن الفػرص‬ ‫اعبيدة ‪ ...‬ولكنك حىت دل تكلف نفسك لتسألو عمن يكوف مع أنو كاف هبلس اانبك‪.‬‬

‫الفائدة‪ :‬كثَتاً ما تشغلنا اؽبموـ و عكوفنا على ذاتنا لتجرع‬ ‫األدل على مالحظة الفرص اليت أمامنا والقاعدة اليت تصلنا إذل‬ ‫النجاح ىي ال هتتم دبا أدل بك (ولكن خذ منو العربة والعظة)‬ ‫ولكن فكر دائماً دبا أنت فاعلو للوصوؿ إذل النجاح‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫مششون القوي‬

‫بينما سائق األتوبيس يتوقف يف ؿبطة األتوبيس لينزؿ أحد الركاب وىو آخر راكب معو يف األتوبيس إذ صعد رجػل طويػل‬ ‫جداً ‪ ...‬عريض جداً ‪ ...‬قوي جداً ‪ ...‬وبمل من العضالت الضػخمة جػداً ‪ ...‬وبصػوت جهػوري جػداً قػاؿ‪ :‬أان شػوف‬ ‫القػػوي الػػذي ال ي ػدفع شبن ػاً للتػػذاكر ‪ ...‬وطبع ػاً دل هبػػرؤ السػػائق أف يسػػألو عػػن شبػػن التػػذاكر ولكنػػو شػػرب م ػرارة إحساسػػو‬ ‫ابلضعف والقهر ‪ ...‬ويف اليوـ التارل تكرر نفس اؼبشهد مػع السػائق وشػرب السػائق للمػرة الثانيػة مػرارة إحساسػو ابلضػعف‬ ‫والقهػػر ‪ ...‬وا اليػػوـ الثالػػث تكػػرر نفػػس اؼبشػػهد وعنػػدىا أصػػيب السػػائق ابإلحبػػاط وارتفػػاع ضػػغط الػػدـ وكػػل األحاسػػيس‬ ‫السػػيئة يف ىػػذه الػػدنيا‪ ...‬وذىػػب إرل بيتػػو هبػػر قدميػػو وى ػػو وبػػس أنػػو فػػأر ‪ ...‬ال ‪ ...‬بػػل حش ػػرة ‪...‬ال ‪ ...‬بػػل ى ػػو أقػػل‬ ‫وعنػػدىا قػػاؿ لنفسػػو‪ :‬مػػا ىػػذه اػبسػػة ؼبػػاذا ال أكػػوف قػػوى وشػػجاع مثػػل شػػوف؟ وعنػػدىا قػػرر أخػػذ أجػػازه مػػن العمػػل لفػػًتة‬ ‫وذىػػب إذل اندي رايضػػي ومػػارس الرايضػػة العنيفػػة ‪ ...‬اعبػػودو ‪ ...‬الكاراتيػػو ‪ ...‬كمػػاؿ األجسػػاـ ؼبػػدة شػػهور وىنػػا بػػدأت‬ ‫ترجػع لػػو ثقتػو بنفسػػو وقػػد انتفخػت عضػػالتو ‪ ...‬فرجػػع إذل عملػو مزىػػو بنفسػو ‪ ...‬وعنػػدىا ‪ ...‬صػػعد ألفريػد الطويػػل جػػداً‬ ‫‪ ...‬الع ػريض جػػداً ‪ ...‬القػػوي جػػداً ‪ ...‬الػػذي وبمػػل مػػن العضػػالت الضػػخمة جػػداً ‪ ...‬وبصػػوت جهػػوري جػػداً قػػاؿ‪ :‬أان‬ ‫شوف القوي الذي ال يدفع شبناً للتذاكر ‪ ...‬وىنا فقط أوقف السائق األتوبيس ووقف ينظر لػو بتحػدي وقػاؿ لػو بصػوت‬ ‫جهػػوري‪ :‬ؼبػػاذا اي ىػػذا ال تػػدفع شبػػن التػػذكرة أال زبجػػل مػػن نفسػػك؟ فنظػػر لػػو شػػوف الطويػػل جػػداً ‪ ...‬العػريض جػػداً ‪...‬‬

‫القوي جداً ‪ ...‬الذي وبمل من العضالت الضخمة جداً ‪ ...‬وابستغراب جداً قاؿ لو‪ :‬ألنٍت أضبل أشًتاؾ ؾباين‪.‬‬

‫الفائ ػػدة ‪ :‬اػب ػػوؼ يس ػػبب اعبم ػػود يف الفك ػػر واغبك ػػم اػب ػػاطئ عل ػػى‬ ‫اؼبواقف واألحداث ‪ ،‬الرىبة فبن حولك هبعل شخصيتك أضعف فبػا‬ ‫ىي ‪ ،‬فانبػذ اػبػوؼ وحػاوؿ أف تفهػم أسػباب مػا وبػدث حولػك واتبػع‬ ‫الطرؽ الصحيحة غبل اؼبشاكل وعدـ ذبنبها ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الصخور الكبرية‬ ‫قػػاـ أسػػتاذ جػػامعي يف قسػػم إدارة األعمػػاؿ قلقػػاء ؿباضػػرة عػػن أنبيػػة تنظػػيم وإدارة الوقػػت حيػػث‬ ‫عرض مثاال حيا أماـ الطلبة لتصل الفكرة ؽبم ‪.‬‬ ‫كػػاف اؼبثػػاؿ عبػػارة عػػن اختبػػار قصػػَت‪ ،‬فقػػد وضػػع األسػػتاذ دلػوا علػػى طاولػػة مث أحضػػر عػػددا مػػن‬ ‫الصػػخور الكبػػَتة وقػػاـ بوضػػعها يف الػػدلو بعنايػػة‪ ،‬واحػػدة تلػػو األخػػرى‪ ،‬وعنػػدما امػػتؤل الػػدلو سػػأؿ‬ ‫الطالب ‪ :‬ىل ىذا الدلو فبتلئا ؟‬ ‫قاؿ بعض الطالب ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫فقاؿ ؽبم ‪ :‬أنتم متأكدوف ؟‬ ‫مث سحب كيسا مليئا ابغبصيات الصػغَتة مػن ربػت الطاولػة وقػاـ بوضػع ىػذه اغبصػيات يف الػدلو‬ ‫حىت امتؤلت الفراغات اؼبوجودة بُت الصخور الكبَتة ‪....‬‬ ‫مث سأؿ مرة أخرى‪ :‬ىل ىذا الدلو فبتلئ ؟‬ ‫فأجاب أحدىم ‪ :‬ردبا ال ‪..‬‬ ‫استحسػن األسػتاذ إجابػة الطالػب وقػاـ قخػراج كػيس مػن الرمػل مث سػكبو يف الػدلو حػىت امػتؤلت‬ ‫صبيع الفراغات اؼبوجودة بُت الصخور ‪..‬‬ ‫وسأؿ مرة أخرى ‪ :‬ىل امتؤل الدلو اآلف ؟‬ ‫فكانت إجابة صبيع الطالب ابلنفي‪ .‬بعػد ذلػك أحضػر األسػتاذ إانء مليئػا ابؼبػاء وسػكبو يف الػدلو‬ ‫حىت امتؤل ‪.‬‬ ‫وسأؽبم‪ :‬ما ىيا لفكرة من ىذه التجربة يف اعتقادكم ؟ أجاب أحد الطلبة حبماس‪ :‬أنو مهمػا كػاف‬ ‫جػ ػػدوؿ اؼبػ ػػرء مليئػ ػػا ابألعمػ ػػاؿ‪ ،‬فإنػ ػػو يسػ ػػتطيع عمػ ػػل اؼبزيػ ػػد واؼبزيػ ػػد ابعبػ ػػد واالجتهػ ػػاد ‪.‬‬ ‫أجابو األستاذ ‪ :‬صدقت ‪ ..‬ولكن ليس ذلك ىو السبب الرئيسي ‪ ..‬فهذا اؼبثاؿ يعلمنا أنػو لػو دل‬ ‫‪12‬‬


‫‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬مػ ػ ػ ػ ػػا كػ ػ ػ ػ ػػاف قمكاننػ ػ ػ ػ ػػا وضػ ػ ػ ػ ػػعها أبػ ػ ػ ػ ػػدا‬ ‫نضػ ػ ػ ػ ػػع الصػ ػ ػ ػ ػػخور الكبػ ػ ػ ػ ػػَتة‬ ‫شباؿ ‪ :‬قد يتساءؿ البعض وما ىي الصخور الكبَتة ؟ إهنػا ىػدفك يف ىػذه اغبيػاة أو مشػروع تريػد‬ ‫ربقيقو كتعليمك وطموحك وإسعاد من ربب أو أي شيء يبثل أنبية يف حياتك ‪.‬‬

‫تذكروا دائما أف تضػعوا الصػخور الكبػَتة أوال‪ ..‬وإال فلػن‬ ‫‪..‬‬ ‫يبك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنكم وض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعها أب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا‬ ‫فاسػأؿ أخػػي اغببيػب نفسػػك الليلػػة أو يف الصػػباح البػػاكر‬ ‫‪ ..‬ما ىي الصخور الكبَتة يف حياتك ؟ وقم بوضعها من‬ ‫اآلف‬

‫‪13‬‬


‫الشطرنج والنجاح ( قصة حقيقة)‬

‫يف أحد األايـ تعلم بساـ لعبة الشطرنج وبعد االنتهاء من اؼبرحلة الثانوية وكلما لعب مع زمالئو كانت قدراتو ومهاراتو‬ ‫بدائية لذلك كاف يشعر ابلضعف يف مواجهة خصومو ‪ ،‬وبعد دخوؿ الشاب اؼبرحلة اعبامعية زار " دار اؼبعارؼ "‬ ‫للبحث عن كتاب لتعلم الشطرنج وابلفعل وجد كتااب عن شخصية تدعى " بوؿ‬ ‫موريف " الذي كاف يلقب بػ " ىبة السماء يف الشطرنج " فاسًتعى انتباىو كيف‬ ‫يكوف ىذا الشخص ماىر يف الشطرنج فأصر على قراءة الكتاب رغم ما بو من‬ ‫صعوبة الرموز اػباصة ابلشطرنج ‪ ،‬ورويدا رويدا تعلم اؼبهارات األساسية يف‬ ‫اللعبة وأخذ يقرأ بعض اؼببارايت الشطرقبية حىت وصل إذل مستوى جيد من‬ ‫اللعب ‪ ،‬مث تقابل مع أصحابو واؼبفاجئة أنو ىزمهم صبيعا ودل يسخر منهم كما سخروا منو وامبا اكتفى أف يرى حَتهتم يف‬ ‫اؼببارايت‬

‫‪.‬‬

‫*القراءة أوؿ خطوات التفوؽ‬ ‫*قبل اقتناء الكتب حدد أىدافك‬

‫*اعتٍت ابختيار اؼبوضوعات اليت تقوي شخصيتك‬

‫*احبث عن الكتب اليت تساعدؾ يف ربقيق أىدافك‬ ‫وتصقل موىبتك ومهاراتك ‪.‬‬ ‫* ال تسخر فبن أضعف منك‬ ‫* ابلصرب والتدريب تصل للتفوؽ‬ ‫‪14‬‬


‫ركز على فنجان القهوة وليس على الكوب‬ ‫من التقاليد اعبميلة يف اعبامعات واؼبدارس الثانوية األمريكية أف اػبرهبُت يعودوف اليها بُت اغبُت واآلخر يف لقاءات دل‬ ‫ل« منظمة ومربؾبة فيقضوف وقتا فبتعا يف مباين اعبامعات اليت تقاظبوا فيها القلق والشقاوة والعفرتة ويتعرفوف على أحواؿ‬ ‫بعضهم البعض‪ :‬من قبح وظيفيا ومن تزوج ومن أقبب‪ ..‬ويف إحدى تلك اعبامعات التقى بعض اػبرهبُت يف منزؿ‬ ‫أستاذىم العجوز‪ ،‬بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة‪ ،‬وبعد أف حققوا قباحات كبَتة يف حياهتم العملية وانلوا‬ ‫أرفع اؼبناصب وحققوا االستقرار اؼبادي واالجتماعي ‪..‬‬ ‫وبعد عبارات التحية واجملاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل واغبياة اليت تسبب ؽبم الكثَت من التوتر‪ ..‬وغاب‬ ‫األستاذ عنهم قليال مث عاد وبمل أبريقا كبَتا من القهوة‪ ،‬ومعو أكواب من كل شكل ولوف‪ :‬صيٍت فاخر على ميالمُت على‬ ‫زجاج عادي على كريستاؿ على بالستيك‪ ..‬يعٍت بعض األكواب كانت يف منتهى اعبماؿ تصميما ولوان وابلتارل ابىظة‬ ‫الثمن‪ ،‬بينما كانت ىناؾ أكواب من النوع الذي ذبده يف أفقر البيوت‪ ،‬وقاؿ ؽبم األستاذ‪ :‬تفضلوا‪ ،‬كل واحد منكم يصب‬ ‫لنفسو القهوة‪ ..‬وعندما صار كل واحد من اػبرهبُت فبسكا بكوب تكلم األستاذ ؾبددا‪ :‬ىل الحظتم اف األكواب اعبميلة‬ ‫فقط ىي اليت وقع عليها اختياركم وأنكم ذبنبتم األكواب العادية؟ ومن الطبيعي اف يتطلع الواحد منكم اذل ما ىو أفضل‪،‬‬ ‫وىذا ابلضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر‪ ..‬ما كنتم حاجة اليو فعال ىو القهوة وليس الكوب‪ ،‬ولكنكم هتافتم على‬ ‫األكواب اعبميلة الثمينة‪ ،‬وعُت كل واحد منكم على األكواب اليت يف أيدي اآلخرين‪ ..‬فلو كانت اغبياة ىي القهوة فإف‬ ‫الوظيفة واؼباؿ واؼبكانة االجتماعية ىي األكواب‪ ..‬وىي ابلتارل ؾبرد أدوات ومواعُت ربوي اغبياة‪ ..‬ونوعية اغبياة (القهوة)‬ ‫ىي‪ ،‬ىي‪ ،‬ال تتغَت‪ ،‬وابلًتكيز فقط على الكوب نضيع فرصة االستمتاع ابلقهوة ‪..‬‬ ‫وابلتارل أنصحكم بعدـ االىتماـ ابألكواب والفناجُت واالستمتاع ابلقهوة‪ .‬ىذا األستاذ اغبكيم عاجل آفة يعاين منها‬ ‫الكثَتوف‪ ،‬فهناؾ نوع من الناس ال وبمد هللا على ما ىو فيو‪ ،‬مهما بلغ من قباح‪ ،‬ألف عينو دائما على ما عند اآلخرين‪..‬‬ ‫يتزوج ابمرأة صبيلة وذات خلق ولكنو يظل معتقدا اف فالف وعالف تزوجا بنساء أفضل من زوجتو‪ ..‬هبلس مع ؾبموعة يف‬ ‫اؼبطعم ويطلب لنفسو نوعا معينا من األكل‪ ،‬وبدال من اف يستمتع دبا طلبو يظل ينظر يف أطباؽ اآلخرين ويقوؿ‪ :‬ليتٍت‬ ‫طلبت ما طلبوه ‪ ..‬وىناؾ من يصيبو الكدر لو انؿ زميل ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاؽ‪ ..‬وىناؾ مثل اقبليزي‬ ‫يقوؿ ما معناه «إف اغبشيش دائما أكثر خضرة يف اعبانب اآلخر من السور«‪ ،‬أي اف اإلنساف يعتقد اف حديقة جاره‬ ‫أكثر صباال‪ ،‬وأمثاؿ ىؤالء ال يعنيهم أو يسعدىم ما عندىم بل وبسدوف اآلخرين ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫القناعة كنز ال يفٌت ‪،‬اعتٍت دبا وىبك هللا‬ ‫وحافظ عليو وحاوؿ تنميتو ابعبهد والفكر‬ ‫وتعلم فبن حولك وابعد اغبسد عن قلبك ألنو‬ ‫سيبعدؾ عن تقدمك‬

‫‪16‬‬


‫الصدى‬

‫وبكى أف أحد اغبكماء خرج مع ابنو خارج اؼبدينة ليعرفو على التضاريس من حولو يف ج ٍو نقي بعيداً عن صخب اؼبدينة‬ ‫ونبومها ‪ ..‬سلك االثناف وادايً عميقاً ربيط بو جباؿ شاىقة ‪ ..‬وأثناء سَتنبا ‪ ..‬تعثر الطفل يف مشيتو ‪ ..‬سقط على‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت مرتفع تعبَتاً عن أؼبو‪ :‬آآآآه فإذا بو يسمع من أقصى الوادي من يشاطره األدل‬ ‫ركبتو ‪..‬صرخ الطفل على إثرىا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دىشة سائالً مصدر الصوت ‪:‬ومن أنت؟؟‬ ‫بصوت فباثل‪:‬آآآآه نسي الطفل األدل وسارع يف‬ ‫فإذا اعبواب يرد عليو سؤالو‪ :‬ومن أنت ؟؟ انزعج الطفل من ىذا التحدي ابلسؤاؿ فرد عليو مؤكداً‪ :‬بل أان أسألك من‬

‫أنت؟ ومرة أخرى ال يكوف الرد إال بنفس اعبفاء واغبدة‪ :‬بل أان أسألك من أنت؟ فقد الطفل صوابو بعد أف استثارتو‬ ‫اجملاهبة يف اػبطاب ‪ ..‬فصاح غاضباً " أنت جباف" فهل كاف اعبزاء إال من جنس العمل ‪..‬وبنفس القوة هبيء الرد " أنت‬ ‫جباف ‪" ...‬‬ ‫أدرؾ الصغَت عندىا أنو حباجة ألف يتعلم فصالً جديداً يف اغبياة من أبيو اغبكيم‬ ‫الذي وقف اانبو دوف أف يتدخل يف اؼبشهد الذي كاف من إخراج ابنو ‪.‬‬ ‫قبل أف يتمادى يف تقاذؼ الشتائم سبلك االبن أعصابو وترؾ اجملاؿ ألبيو إلدارة‬ ‫ٍ‬ ‫حبكمة مع اغبدث ‪..‬‬ ‫اؼبوقف حىت يتفرغ ىو لفهم ىذا الدرس ‪ ..‬تعامل_ األب كعادتو _‬ ‫وطلب من ولده أف ينتبو للجواب ىذه اؼبرة وصاح يف الوادي"‪ :‬إين أحًتمك" " كاف اعبواب من جنس العمل أيضاً‪..‬‬ ‫تغَت ؽبجة اجمليب ‪ ..‬ولكن األب أكمل اؼبساجلة قائالً‬ ‫فجاء بنفس نغمة الوقار " إين أحًتمك ‪ " ..‬عجب االبن من ّ‬ ‫يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع " ذىل الطفل فبا ظبع ولكن دل يفهم سر التحوؿ‬ ‫‪":‬كم أنت رائع " فلم ّ‬

‫يف اعبواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسَتاً من أبيو ؽبذه التجربة الفيزايئية ‪....‬‬ ‫علّق اغبكيم على الواقعة هبذه اغبكمة ‪" :‬أي بٍت ‪ :‬كبن نسمي ىذه الظاىرة الطبيعية يف عادل الفيزايء صدى‪ .‬لكنها يف‬ ‫الواقع ىي اغبياة بعينها ‪ ..‬إف اغبياة ال تعطيك إال بقدر ما تعطيها ‪..‬‬ ‫وال ربرمك إال دبقدار ما ربرـ نفسك منها ‪ ..‬اغبياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ‪..‬‬ ‫إذا أردت أف يوقرؾ أحد فوقر غَتؾ ‪ ...‬إذا أردت أف يرضبك أحد فارحم غَتؾ ‪..‬‬ ‫وإذا أردت أف يسًتؾ أحد فاسًت غَتؾ ‪ ..‬إذا أردت الناس أف يساعدوؾ فساعد غَتؾ ‪..‬‬ ‫وإذا أردت الناس أف يستمعوا إليك ليفهموؾ فاستمع إليهم لتفهمهم أوالً ‪..‬‬

‫ال تتوقع من الناس أف يصربوا عليك إال إذا صربت عليهم ابتداء ‪.‬‬ ‫أي بٍت ‪ ..‬ىذه سنة هللا اليت تنطبق على شىت ؾباالت اغبياة ‪ ..‬وىذا انموس الكوف‬ ‫الذي ذبده يف كافة تضاريس اغبياة ‪ ..‬إنو صدى اغبياة ‪..‬ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت ‪...‬‬ ‫‪17‬‬


‫عامل الناس مبا حتب أن يعاملوك به‬

‫ومن أحسن إىل الناس سيجد أكيد من حيسن‬ ‫إليه‬

‫اجلزاء من جنس العمل‬

‫ابدأ ابإلحسان إىل من حولك حىت يردوا لك‬ ‫إحسانك إذا احتجت إليهم‬

‫‪18‬‬


‫ضع الكأس‪ ...........‬واسرتح قليلً‬ ‫يف يوـ من األايـ كاف ؿباضر يلقي ؿباضرة عن التحكم بضػغوط وأعبػاء اغبيػاة لطالبػو فرفػع كأسػا‬ ‫اؼبس ػ ػػتمعُت م ػ ػػا ى ػ ػػو يف اعتق ػ ػػادكم وزف ى ػ ػػذا الك ػ ػػأس م ػ ػػن اؼب ػ ػػاء؟‬ ‫م ػ ػػن اؼب ػ ػػاء وس ػ ػػأؿ‬ ‫اإلجاابت كانت تًتاوح بُت ٓ٘ جم إذل ٓ​ٓ٘ جم ‪.‬‬ ‫فأجػاب احملاضػػر‪ :‬ال يهػػم الػػوزف اؼبطلػػق ؽبػػذا الكػػأس !!! فػالوزف ىنػػا يعتمػػد علػػى اؼبػػدة الػػيت أظػػل‬ ‫فبسكا فيها ىذا الكأس فلو رفعتو ؼبدة دقيقة لن وبدث شيء ولػو ضبلتػو ؼبػدة سػاعة فسأشػعر أبدل‬ ‫يف يدي ولكن لو ضبلتو ؼبدة يوـ فستستدعوف سيارة إسعاؼ الكأس لو نفػس الػوزف سبامػا‪ ،‬ولكػن‬ ‫كلمػػا طالػػت مػػدة ضبلػػي لػػو كلمػػا زاد وزنػػو‪ .‬فلػػو ضبلنػػا مشػػاكلنا وأعبػػاء حياتنػػا يف صبيػػع األوقػػات‬ ‫فسيأيت الوقت الذي لن نستطيع فيػو اؼبواصػلة‪ ،‬فاألعبػاء سػيتزايد ثقلهػا‪ .‬فمػا هبػب علينػا فعلػو ىػو‬ ‫أف نضع الكأس ونراتح قليال قبل أف نرفعو مػرة أخػرى ‪ .‬فيجػب علينػا أف نضػع أعبائنػا بػُت اغبػُت‬ ‫واألخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة ضبلها مرة أخرى ‪.‬‬

‫الفائػػدة ‪:‬عنػػدما تعػػود مػػن العمػػل هبػػب أف تضػػع‬ ‫أعب ػ ػػاء ومش ػ ػػاكل العم ػ ػػل وال أتخ ػ ػػذىا مع ػ ػػك إذل‬ ‫البيػػت‪( .‬ألهنػػا سػػتكوف ابنتظػػارؾ غػػدا وتسػػتطيع‬ ‫ضبلها)‬ ‫‪32‬‬

‫‪19‬‬


‫حلـّـق مع الصق ــور‬ ‫من منا ال يرغب يف التحليق ققبازاتو وقباحاتو عالياً كالصقر يعلو السحاب متنافساً مع غَته من‬ ‫الصػػقور يف العلػػو واالرتقػػاء‪ ،‬بينمػػا الدجاجػػة تػػدب علػػى سػػطح األرض مطأطئػةً رأسػػها بسػػذاجة‬ ‫لتأكل من خشاشها‪ ،‬شتاف ما بُت الصقور والدجاج‪ ،‬يبكن أف يكوف اؼبرء ضػمن الصػقور أو مػع‬ ‫الدجاج‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إذا أردت أف ربلق مع الصقور فال تضيع وقتك مع الدجاج‬ ‫روي أف رجالً أىدى للحاكم صقراً من فصيلة فبتازة‪ ،‬ففػرح اغبػاكم بػو كثػَتاً وسػأؿ وزيػره عػن رأيػو‬ ‫يف الصقر فقػاؿ‪( :‬إنػو قػد تػر مػع الػدجاج) فاسػتغرب اغبػاكم مػن كػالـ الػوزير‪ ،‬فطلػب الػوزير أف‬ ‫يطلق الصقر فإذا بو وبفر األرض برجلو كالدجاجة ليأكل‪ ،‬وقػد كػاف الػوزير قػد الحػظ قبػل ذلػك‬ ‫‪.‬‬ ‫إذل األرض عل ػ ػػى غ ػ ػػَت ع ػ ػػادة الص ػ ػػقور ال ػ ػػيت تنظ ػ ػػر إذل الس ػ ػػماء‬ ‫أف الص ػ ػػقر ينظ ػ ػػر‬ ‫إف كل منا يتحػوؿ تػدرهبياً ليشػبو مػن هبالسػو ويعاشػره ووبادثػو‪ ،‬فمػن نتحػدث معهػم يػؤثروف علػى‬ ‫شخصياتنا وتصرفاتنا وإقبازاتنا بشكل كبَت قد ال يالحظػو الػبعض‪ .‬وقػد ورد عػن الرسػوؿ ملسو هيلع هللا ىلص انػو‬ ‫قاؿ‪( :‬اؼبرء على دين خليلو فلينظر أحدكم من ىبالل )‪ ،‬وقيل‪ :‬من عاشر القػوـ أربعػُت يومػاً صػار‬ ‫‪.‬‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػػنهم‪ .‬وقي ػ ػ ػ ػ ػػل أيضػ ػ ػ ػ ػ ػاً‪ :‬ق ػ ػ ػ ػ ػػل رل م ػ ػ ػ ػ ػػن تص ػ ػ ػ ػ ػػاحب أق ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ل ػ ػ ػ ػ ػػك م ػ ػ ػ ػ ػػن أن ػ ػ ػ ػ ػػت‬ ‫إف العناية ابختيار من لبالطهم أمر ال يستهاف بو‪ ،‬وال أربدث ىنا عن ذبنب ـبالطة السػيئُت يف‬ ‫اجملتمػػع فبػػن يبارسػػوف العػػادات واألخػػالؽ السػػيئة‪ ،‬فتجنػػب ـبالطػػة ىػػؤالء أمػػر بػػديهي ال أربػػدث‬ ‫عنو‪ ،‬ولكٍت أربدث عن اختيارؾ ػبلطائك من بُت األسوايء اػبلوقُت‪ .‬فمن ىؤالء الذكي والغػ‪،،‬‬ ‫والغػػٍت والفقػػَت‪ ،‬والكػػرمي والبخيػػل‪ ،‬واؼبتفائػػل واؼبتشػػائم‪ ،‬والص ػريح واجملامػػل‪ ،‬والنشػػيط والكسػػوؿ‪،‬‬ ‫والعادل واعباىل‪ ،‬وغَت ذلك ‪.‬‬ ‫حدثٍت يوماً أحد األصػدقاء النشػيطُت يف أداء عملهػم وىػو يشػكو رل مػا يواجهػو مػن مشػاكل يف‬ ‫وظيفتو اعبديدة حيػث أف غالبيػة اؼبػوظفُت يف الشػركة يؤجلػوف تنفيػذ أعمػاؽبم دوف مػربر وقػد صػار‬ ‫‪21‬‬


‫ىذا ىو األصل عندىم فيعتربوف ذلك التأخَت طبيعياً‪ ،‬وأنو ىبشػى أف يصػبح ىػذا الشػيء طبيعيػاً‬ ‫عنده ىو أيضاً فيصبح التأخَت والتأجيػل ىػو الوضػع الطبيعػي يف ثقافتػو وأدائػو لعملػو‪ ،‬وىػذه نظػرة‬ ‫عميقة للمشكلة قل ما يفطن إليها أحد ‪.‬‬ ‫من القسوة أف تتخلص من صػديق لػك ألنػو أقػل منػك مسػتوى أو ألنػك ال ترغػب يف أف تصػبح‬ ‫مثلو‪ ،‬ولكن اعلم أف ىذا الصديق سيؤثر عليك سلباً وستؤثر عليو إهبااب بشػكل أو خخػر‪ ،‬وإنػك‬ ‫دبخالطتك لو تنفعو ويضرؾ‪ ،‬وىذا عمل خَتي فيو عطف وإيثار أرجو أف تؤجر عليو‪ ،‬ولكن أيػن‬ ‫الصقور عنك؟ احبث عنهم وامض وقتاً أطوؿ معهػم‪ ،‬واحػرص أيضػاً أف تعػرؼ مػا هبػم مػن عيػوب‬ ‫لتحاوؿ ذبنب التأثر هبا ‪.‬‬ ‫وىذا ال يعٍت أين أدعو إذل رفض مصاحبة من ىم أقل منك‪ ،‬ففي كل شػخص فبيػزات وعيػوب‪،‬‬ ‫فقػد يكػوف أحػد األصػدقاء متفوقػاً عليػك يف جانػب وتكػوف متفوقػاً عليػو يف جانػب‪ ،‬وقلمػا قبػد‬ ‫شخصػ ػاً أق ػػل م ػػن اآلخ ػػر يف صبي ػػع اعبوان ػػب‪ ،‬ولك ػػٍت ألف ػػت االنتب ػػاه لت ػػأثَت اعبلس ػػاء علين ػػا ‪.‬‬

‫الفائػػدة ‪:‬لنحػػرص يف عالقاتنػػا علػػى انتقػػاء مػػن نرغػػب أف‬ ‫نكػوف مػثلهم يف أحػد اعبوانػب أو نقػًتب إلػيهم ولنبحػث‬ ‫عػػنهم اديػػة‪ ،‬فػػإذا أردت أف تكػػوف ث ػرايً فخػػالط األث ػرايء‪،‬‬ ‫أو عاؼباً فجالس العلماء‪ ،‬أو مثقفاً فصػاحب اؼبثقفػُت‪ ،‬أو‬ ‫صقراً فعاشر الصقور ‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫أنت متزوج أربعة؟!!‬ ‫كػاف ؼبلػػك يف قػػدمي الزمػاف ٗ زوجات‪...‬كػػاف وبػػب الرابعػة حبػػا جنونيػػا ويعمػل كػػل مػػا يف وسػػعو‬ ‫إلرض ػػائها ‪ ....‬أم ػػا الثالث ػػة فك ػػاف وببه ػػا أيض ػػا ولكن ػػو يش ػػعر أهن ػػا قػػد تًتك ػػو م ػػن أج ػػل ش ػػخص‬ ‫آخر‪...‬زوجتو الثانية كانػت ىػي مػن يلجػأ إليهػا عنػد الشػدائد وكانػت دائمػا تسػتمع إليػو وتتواجػد‬ ‫عنػد الضػيق‪....‬أما الزوجػة األوذل فكػاف يهملهػا وال يرعاىػا وال يؤتيهػا حقهػا مػع أهنػا كانػت رببػو‬ ‫كثػَتا وكػاف ؽبػا دور كبػَت يف اغبفػاظ علػى فبلكتػو‪ .‬مػرض اؼبلػك وشػعر ابقػًتاب أجلػو ففكػر وقػاؿ‬ ‫(أان اآلف لػػدي ٗ زوجػػات وال أريػػد أف أذىػػب إذل القػػرب وحػػدي) فسػػأؿ زوجتػػو الرابعػػة (أحببتػػك‬ ‫أكثر من ابقي زوجايت ولبيت كل رغباتك وطلباتػك فهػل ترضػُت أف أتيت معػي لتؤنسػيٍت يف قػربي‬ ‫‪.‬‬ ‫اؼبل ػ ػػك‬ ‫؟ ) فقال ػ ػػت (مس ػ ػػتحيل) وانص ػ ػػرفت ف ػ ػػورا ب ػ ػػدوف إب ػ ػػداء أي تع ػ ػػاطف م ػ ػػع‬ ‫فأحضر زوجتو الثالثة وقاؿ ؽبا (أحببتك طيلػة حيػايت فهػل تػرافقيٍت يف قػربي ؟ ) فقالػت‪( :‬ابلطبػع‬ ‫ال ‪ :‬اغبياة صبيلة وعند موتك سأذىب وأتزوج من غَتؾ (‪.‬‬ ‫فأحضر الثانية وقاؿ ؽبا (كنت دائما أعبأ إليك عند الضيق وطاؼبا ضحيت من أجلي وساعدتٍت‬ ‫فهػال تػرافقيٍت يف قػربي ؟) فقالػت‪ :‬سػاؿبٍت ال أسػتطيع تلبيػة طلبػك ولكػن أكثػر مػا أسػتطيع فعلػو‬ ‫ىو أف أوصلك إذل قربؾ ‪.‬‬ ‫حػػزف اؼبلػػك حػزان شػػديدا علػػى جحػػود ىػػؤالء الزوجػػات‪ ،‬وإذا بصػػوت يت مػػن بعيػػد ويقػػوؿ (أان‬ ‫أرافقك يف قربؾ‪...‬أان سأكوف معك أينما تذىب)‪..‬فنظر اؼبلك فإذا بزوجتو األوذل وىي يف حالػة‬ ‫ىزيلػػة ضػػعيفة مريضػػة بسػػبب إنبػػاؿ زوجهػػا ؽبػػا فنػػدـ اؼبلػػك علػػى سػػوء رعايتػػو ؽبػػا يف حياتػػو وقػػاؿ‬ ‫(كاف ينبغي رل أف أعتٍت بػك أكثػر مػن البػاقُت ‪ ،‬ولػو عػاد يب الزمػاف لكنػت أنػت أكثػر مػن أىػتم‬ ‫بو من زوجايت األربع)‬

‫‪22‬‬


‫يف اغبقيقػة كلنػا لػدينا ٗ زوجػات ‪ ....‬الرابعة‪..‬اعبسػد‪ :‬مهمػا اعتنينػا أبجسػادان وأشػبعنا شػهواتنا‬ ‫فسػػتًتكنا األجسػػاد فػػورا عنػػد اؼبػػوت الثالثػػة‪ ..‬األمػواؿ واؼبمتلكػػات‪ :‬عنػػد موتنػػا سػػتًتكنا وتػػذىب‬ ‫ألشػخاص آخػرين الثانيػة‪ ..‬األىػل واألصػدقاء‪ :‬مهمػا بلغػت تضػحياهتم لنػا يف حياتنػا فػال نتوقػع‬ ‫منهم أكثر من إيصالنا للقبػور عنػد موتنػا األوذل ‪ ..‬الػروح والقلػب‪ :‬ننشػغل عػن تغػذيتها واالعتنػاء‬ ‫هبا على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أف أرواحنا وقلوبنا ىي الوحيدة اليت ستكوف معنػا‬ ‫يف قبوران ‪....‬‬

‫الفائدة ‪ :‬اي ترى إذا سبثلت روحػك لػك اليػوـ علػى ىيئػة إنسػاف‬ ‫‪ ...‬كيف سيكوف شكلها وىيئتها ؟؟؟‪...‬ىزيلػة ضػعيفة مهملػة‬ ‫؟‪...‬أـ قوي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة مدرب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة معت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌت هب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ؟‬

‫‪23‬‬


‫أنت جزرة‪....‬أم بيضه‪.....‬أم حبة قهوة مطحونة ؟؟؟‬ ‫اشتكت ابنة ألبيها مصاعب اغبياة ‪ ،‬وقالت إهنا ال تعرؼ ماذا تفعل ؼبواجهتها ‪ ،‬وإهنا تود‬ ‫االستسالـ ‪ ،‬فهي تعبت من القتاؿ واؼبكابدة ‪ .‬ذلك إنو ما أف ربل مشكلة تظهر مشكلة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫اصطحبها أبوىا إذل اؼبطبري وكاف يعمل طباخا ‪ ...‬مؤل ثالثة أواف ابؼباء ووضعها على انر ساخنو‬ ‫‪ ...‬سرعاف ما أخذت اؼباء تغلي يف األواين الثالثة ‪.‬‬ ‫وضع األب يف اإلانء األوؿ جزرا ويف الثاين بيضة ووضع بعض حبات القهوة احملمصة واؼبطحونة‬ ‫)النب ( يف اإلانء الثالث ‪ ..‬وأخذ ينتظر أف تنضج وىو صامت سباما‪ ....‬نفذ صرب الفتاة ‪،‬‬ ‫وىي حائرة ال تدري ماذا يريد أبوىا !‪ ...‬انتظر األب بضع دقائق ‪ ..‬مث أطفأ النار ‪ ..‬مث أخذ‬ ‫اعبزر ووضعو يف وعاء ‪ ..‬وأخذ البيضة ووضعها يف وعاء اثف ‪ ..‬وأخذ القهوة اؼبغلية ووضعها يف‬ ‫وعاء اثلث ‪.‬‬ ‫مث نظر إذل ابنتو وقاؿ ‪ :‬اي عزيزيت ‪ ،‬ماذا ترين؟ أجابت االبنة ‪ :‬جزر وبيضة وبن‪. .‬‬ ‫ولكنو طلب منها أف تتحسس اعبزر !‪ ..‬فالحظت أنو صار انضجا وطراي ورخوا !‪..‬‬ ‫مث طلب منها أف تنزع قشرة البيضة ! ‪..‬فالحظت أف البيضة ابتت صلبة !‪..‬‬ ‫مث طلب منها أف ترتشف بعض القهوة ‪ !..‬فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية‪!..‬‬ ‫سألت الفتاة ‪ :‬ولكن ماذا يعٍت ىذا اي أيب؟‬ ‫فقاؿ‪ :‬اعلمي اي ابنيت أف كال من اعبزرة والبيضة والنب واجو اػبصم نفسو‪ ،‬وىو اؼبياه اؼبغلية ‪...‬‬ ‫لكن كال منها تفاعل معها على كبو ـبتلف ‪.‬‬ ‫لقد كاف اعبزر قواي وصلبا ولكنو ما لبث أف تراخى وضعف‪ ،‬بعد تعرضو للمياه اؼبغلية ‪.‬‬ ‫أما البيضة فقد كانت قشرهتا اػبارجية ربمي سائلها الداخلي ‪ ،‬لكن ىذا الداخل ما لبث أف‬ ‫‪24‬‬


‫تصلب عند تعرضو غبرارة اؼبياه اؼبغلية ‪.‬‬ ‫أما القهوة اؼبطحونو فقد كاف رد فعلها فريده ‪ ...‬إذ أهنا سبكنت من تغيَت اؼباء نفسو ‪.‬‬ ‫ومػاذا عنػك ؟‬ ‫ىل أنت اعبزرة اليت تبدو صلبة‪..‬ولكنها عندما تتعرض لؤلدل والصعوابت تصبح رخوة طرية وتفقد‬ ‫قوهتا ؟‬ ‫أـ أنك البيضة ‪ ..‬ذات القلب الرخو ‪ ..‬ولكنو إذا ما واجو اؼبشاكل يصبح قواي وصلبا ؟‬ ‫قد تبدو قشرتك ال تزاؿ كما ىي ‪ ..‬ولكنك تغَتت من الداخل ‪ ..‬فبات قلبك قاسيا ومفعما‬ ‫ابؼبرارة !‬ ‫يغَت اؼباء الساخن ‪ (..‬وىو مصدر لؤلدل )‪ ..‬حبيث هبعلو ذا‬ ‫أـ أنك مثل النب اؼبطحوف ‪ ..‬الذي ّ‬ ‫طعم أفضل ؟ !‬

‫الفائدة ‪:‬اجعل األشياء من حولك أفضل إذا‬ ‫ما بلغ الوضع من حولك اغبالة القصوى من‬ ‫السوء ‪،‬و تكن اتبعا وامبا كن قائدا لتغَت‬ ‫األحواؿ إذل األفضل‬ ‫‪25‬‬


‫الطفل وادلسمار‬ ‫كاف ىناؾ طفل يصعب إرضاؤه‪ ،‬أعطاه والده كيس مليء ابؼبسامَت وقاؿ لو ‪ :‬قم بطرؽ مسمارا‬ ‫واحدا يف سور اغبديقة يف كل مرة تفقد فيها أعصابك أو زبتلف مع أي شخص يف اليوـ األوؿ‬ ‫قاـ الولد بطرؽ ‪ ٖٚ‬مسمارا يف سور اغبديقة ‪ ,‬ويف األسبوع التارل تعلم الولد كيف يتحكم يف‬ ‫نفسو وكاف عدد اؼبسامَت اليت توضع يوميا ينخفض ‪.‬‬ ‫الولد أكتشف أنو تعلم بسهولو كيف يتحكم يف نفسو‪ ،‬أسهل من الطرؽ على سور اغبديقة يف‬ ‫النهاية أتى اليوـ الذي دل يطرؽ فيو الولد أي مسمار يف سور اغبديقة عندىا ذىب ليخرب والده‬ ‫أنو دل يعد حباجة اذل أف يطرؽ أي مسمار قاؿ لو والده‪ :‬اآلف قم خبلع مسمارا واحدا عن كل‬ ‫يوـ يبر بك دوف أف تفقد أعصابك مرت عدة أايـ وأخَتا سبكن الولد من إبالغ والده أنو قد قاـ‬ ‫خبلع كل اؼبسامَت من السور قاـ الوالد أبخذ ابنو اذل السور وقاؿ لو ‪ (:‬بٍت قد أحسنت‬ ‫التصرؼ‪ ،‬ولكن انظر اذل ىذه الثقوب اليت تركتها يف السور لن تعود أبدا كما كانت)‬ ‫عندما ربدث بينك وبُت اآلخرين مشادة أو اختالؼ وزبرج منك بعض الكلمات السيئة‪ ،‬فأنت‬ ‫تًتكهم ارح يف أعماقهم كتلك الثقوب اليت تراىا ؽبذا ال يهم كم من اؼبرات قد أتسفت لو ألف‬ ‫اعبرح ال زاؿ موجودا جرح اللساف أقوى من جرح األبداف ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬احفظ لسانك وال ينطق إال ما يسعدؾ‬ ‫ويسعد من حولك وإال فالصمت أفضل ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫فشل فيل!!‬ ‫عندما كاف عمره شهرين وقع الفيل األبيض الصغَت يف فري الصيادين يف إفريقيا‪ ،‬وبيع يف األسواؽ‬ ‫لرجػػل ثػػري يبلػػك حديقػػة حي ػواانت متكاملػػة‪ .‬وبػػدأ اؼبالػػك علػػى الفػػور يف إرسػػاؿ الفيػػل إذل بيتػػو‬ ‫اعبديػػد يف حديقػػة اغبي ػواف‪ ،‬وأطلػػق عليػػو اسػػم' نيلسػػوف ‪ ،‬وعنػػدما وصػػل اؼبالػػك مػػع نيلسػػوف إذل‬ ‫اؼبكاف اعبديد‪ ،‬قاـ عماؿ ىذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسوف بسلسػلة حديديػة قويػة‪ ،‬ويف‬ ‫هنايػة ىػذه السلسػلة وضػعوا كػرة كبػَتة مصػنوعة مػن اغبديػد والصػلب‪ ،‬ووضػعوا نيلسػوف يف مكػاف‬ ‫بعيػػد عػػن اغبديقػػة‪ ،‬شػػعر نيلسػػوف ابلغضػػب الشػػديد مػػن جػراء ىػػذه اؼبعاملػػة القاسػػية‪ ،‬وعػػزـ علػػى‬ ‫ربريػػر نفسػػو مػػن ىػػذا األسػػر‪ ،‬ولكنػػو كلمػػا حػػاوؿ أف يتحػػرؾ ويشػػد السلسػػلة اغبديديػػة كانػػت‬ ‫األوجاع تزداد عليو‪ ،‬فما كاف من بعد عدة ؿباوالت إال أف يتعب ويناـ‪ ،‬ويف اليوـ التارل يسػتيقظ‬ ‫ويفعػػل نفػػس الشػػيء حملاولػػة زبلػػيص نفسػػو‪ ،‬ولك ػػن بػػال جػػدوى حػػىت يتعػػب ويتػػأدل وينػػاـ ‪.‬‬ ‫ومع كثرة ؿباوالتو وكثرة آالمػو وفشػلو‪ ،‬قػرر نيلسػوف أف يتقبػل الواقػع‪ ،‬ودل وبػاوؿ زبلػيص نفسػو مػرة‬ ‫حجمػا‪ ،‬لكنػو قػرر ذلػك وهبػذا اسػتطاع اؼبالػك الثػري‬ ‫أخرى على الرغم أنو يزداد كل يوـ قػوة وكػرب ً‬ ‫سباما ‪.‬‬ ‫أف يروض الفيل نيلسوف ً‬ ‫انئما ذىب اؼبالك مع عمالػو وقػاموا بتغيػَت الكػرة اغبديديػة‬ ‫ويف إحدى الليارل عندما كاف نيلسوف ً‬ ‫الكبَتة لكرة صغَتة مصنوعة من اػبشب‪ ،‬فبا كاف من اؼبمكن أف تكوف فرصة لنيلسػوف لتخلػيص‬ ‫سباما ‪.‬‬ ‫نفسو‪ ،‬ولكن الذي حدث ىو العكس ً‬ ‫فقد تربمج الفيل على أف ؿباوالتو سػتبوء ابلفشػل وتسػبب لػو اآلالـ واعبػراح‪ ،‬وكػاف مالػك حديقػة‬ ‫سبامػػا أف الفيػػل نيلسػػوف قػػوي للغايػػة‪ ،‬ولكنػػو كػػاف قػػد تػػربمج بعػػدـ قدرتػػو وعػػدـ‬ ‫اغبيػواانت يعلػػم ً‬ ‫استخدامو قوتو الذاتية ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫ويف يػوـ زار فػىت صػغَت مػع والدتػو وسػأؿ اؼبالػك ‪ :‬ىػي يبكنػك اي سػيدي أف تشػرح رل كيػف أف‬ ‫ىذا الفيل القوي ال وباوؿ زبليص نفسو من الكرة اػبشبية؟ فرد الرجػل‪ :‬ابلطبػع أنػت تعلػم اي بػٍت‬ ‫أيضا أعرؼ ىذا‪ ،‬ولكػن‬ ‫أف الفيل نيلسوف قوي ً‬ ‫جدا‪ ،‬ويستطيع زبليص نفسو يف أي وقت‪ ،‬وأان ً‬ ‫واؼبهم ىو أف الفيل ال يعلم ذلك وال يعرؼ مدى قدرتو الذاتية ‪.‬‬

‫ما ادلستفاد من هذا ادلثل؟‬

‫معظم الناس تربمج منذ الصغر على أف يتصرفوا بطريقة معينة ويعتقدوا اعتقػادات معينػة‪ ،‬ويشػعروا‬ ‫سبامػا مثػل الفيػل نيلسػوف وأصػبحوا‬ ‫أبحاسيس سلبية معينة‪ ،‬واسػتمروا يف حيػاهتم بػنفس التصػرفات ً‬ ‫سػػجناء يف بػػرؾبتهم السػػلبية‪ ،‬واعتقػػاداهتم السػػلبية الػػيت ربػػد مػػن حصػػوؽبم علػػى مػػا يسػػتحقوف يف‬ ‫اغبياة ‪.‬‬ ‫فنجػػد نسػػب الطػػالؽ تػػزداد يف االرتفػػاع والشػػركات تغلػػق أبواهبػػا واألصػػدقاء يتخاصػػموف وترتفػػع‬ ‫نسبة األشخاص‪ ،‬الذين يعانوف مػن األمػراض النفسػية والقرحػة والصػراع اؼبزيػف واألزمػات القلبيػة‬ ‫‪.‬‬ ‫س ػ ػ ػػببو ع ػ ػ ػػدـ تغي ػ ػ ػػَت ال ػ ػ ػػذات‪ ،‬ع ػ ػ ػػدـ االرتق ػ ػ ػػاء ابل ػ ػ ػػذات‬ ‫‪...‬ك ػ ػ ػػل ى ػ ػ ػػذا‬ ‫حتمػي وال بػد ‪ :‬إف التغيػَت أمػر حتمػي وال بػد منػو‪ ،‬فاغبيػاة كلهػا تتغػَت والظػروؼ واألحػواؿ تتغػَت‬ ‫يومػػا‪ ،‬وابلتػػارل تػػزداد‬ ‫حػػىت كبػػن نتغػػَت مػػن الػػداخل‪ ،‬فمػػع إش ػراقو ػػس يػػوـ جديػػد يػػزداد عمػػرؾ ً‬ ‫وفهما‪ ،‬ولكن اؼبهم أف توجو عملية التغيَت كي تعمػل مػن‬ ‫خرباتك وثقافاتك ويزداد عقلك ً‬ ‫نضجا ً‬ ‫أجل مصلحتك أكثر من أف تنشط للعمل ضدؾ ‪.‬‬ ‫حجمػا وازداد قػوة‪ ،‬وتغػَتت الظػروؼ مػن حولػو‬ ‫إف الفيػل نيلسػوف كمثػاؿ‪ ،‬تغػَت ىػو نفسػو فػازداد ً‬ ‫فتبػدلت الكػرة اغبديديػة الكبػَتة إذل كػرة خشػبية صػغَتة‪ ،‬ومػع ذلػك دل يسػتغل ىػو ىػذا التغيػَت ودل‬ ‫يوجهو‪ ،‬ودل يغَت من نفسو اليت قد أصاهبا اليأس ففاتتو الفرصة اليت أتتو كي يعيش حياة أفضل ‪.‬‬ ‫إف هللا تعػاذل ػ قػد دلنػا علػى الطريػق إذل االرتقػاء أبنفسػنا وتغيػَت حياتنػا إذل األفضػل فقػاؿ تعػاذل‪:‬‬ ‫اَّللَ ال يػُغَػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػَتُ َمػ ػ ػ ػ ػ ػػا بَِقػ ػ ػ ػ ػ ػ ْػوٍـ َحػ ػ ػ ػ ػ ػػىت يػُغَػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػَتُوا َمػ ػ ػ ػ ػ ػػا ِأبَنْػ ُف ِس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِه ْم} الرعػ ػ ػ ػ ػ ػػد‪.ٔ​ٔ:‬‬ ‫{إِف‬ ‫‪28‬‬


‫ورسوؿ هللا ػ ملسو هيلع هللا ىلص ػ قد دلنا على الكيفية اليت نغَت هبػا أنفسػنا‪ ،‬فقػاؿ ػ ملسو هيلع هللا ىلص ػ‪ :‬ومػن يسػتغن يغنػو هللا‬ ‫‪'.‬‬ ‫هللا وم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن يتصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب يص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػربه هللا‬ ‫ومػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن يسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتعفف يعف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إمبا العلم ابلتعلم واغبلم ابلتحلم‪ ،‬ومن يتحرر اػبَت يعطو‪ ،‬ومن يتوؽ الشر يوقو‪'.‬‬ ‫فكػػل واحػػد فينػػا مػػن اؼبمكػػن بػػل مػػن السػػهل أف يتغػػَت لؤلفضػػل‪ ،‬ولكلمػػا ازداد فهمػػك لنفسػػك‬ ‫وعقلك أكثر كلما سهل عليك التغَت أكثر وىذا ما ربرص عليو ىذه اغبلقات أف سبنحك أدوات‬ ‫دائما أف التغيَت وبػدث بصػفة مسػتمرة‪ ،‬وأنػك‬ ‫التغيَت لنفسك ولعقلك‪ ،‬ولكن من اؼبهم أف تتذكر ً‬ ‫إف دل تستطيع توجو دفة التغػَت لؤلفضػل فسػتتغَت لؤلسػوأ قػاؿ تعػاذل‪{ :‬لِ َم ْػن َشػاءَ ِمػْن ُك ْم أَ ْف يَػتَػ َقػد َـ‬ ‫أ َْو يَػتَأَخَر} اؼبدثر‪.ٖٚ:‬‬ ‫فهو إما صعود أو ىبوط؛ إما تقدـ أو أتخر‪ ،‬إما علو أو نزوؿ ‪ .‬والسؤاؿ الذي يطرح نفسػو اآلف‬ ‫ى ػػو كي ػػف أغ ػػَت م ػػن نفس ػػي؟ كي ػػف أربس ػػن لؤلفض ػػل؟ إليػػك أيه ػػا األخ ش ػػروط التغي ػػَت‬ ‫شروط التغيَت الثالثة ‪:‬‬ ‫الشرط األوؿ‪ :‬فهم اغباضر ‪:‬‬ ‫الفرصة اػباصة ابلتغَت ال يبكن أف تتواجد إال يف وقتك اغباضر‪ ،‬وىذا يعػٍت أف الشػرط األوؿ مػن‬ ‫أجػػل ربقيػػق تغيػػَت ؾبػ ٍػد ىػػو أف تػػرى بوضػػوح أيػػن توجػػد اآلف ويف ىػػذه اللحظػػة‪ .‬ال زبػ ِ‬ ‫ػف نفسػػك‬ ‫بعيػ ًػدا عػػن اغبقيقػػة الراىنػػة‪ ،‬فػػإذا كانػػت ىنػػاؾ بعػػض اؼبظػػاىر الػػيت ال تعجبػػك‪ ،‬فبوسػػعك أف تبػػدأ‬ ‫بتخطػػيط كيفيػػة تغيَتىػػا‪ ،‬لكنػػك لػػو تظػػاىرت بعػػدـ وجودىػػا فلػػن تقػػوـ بتغيَتىػػا أبػ ًػدا‪ ،‬ولػػذا فكػػن‬ ‫‪.‬‬ ‫نفس ػ ػ ػ ػػك منصػ ػ ػ ػ ػ ًفا يف رؤيت ػ ػ ػ ػػك ؽب ػ ػ ػ ػػا عل ػ ػ ػ ػػى وض ػ ػ ػ ػػعها اغب ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫ص ػ ػ ػ ػػروبًا م ػ ػ ػ ػػع‬ ‫الشرط الثاين‪ :‬ال تؤرؽ نفسك ابؼباضي ‪:‬‬ ‫إف االمتعػػاض ابألخطػػاء واؽبمػػوـ الػػيت جػػرت ابألمػػس أمػػر مفهػػوـ‪ ،‬لكنػػو مػػن اػبطػػأ أف تسػػمح‬ ‫للماضي أف يكوف سجنًا لك‪ ،‬وبذلك فإف الشرط الثاين للتغيَت اؼبثمر ىػو اؼبضػي خبفػة بعي ًػدا عػن‬

‫‪29‬‬


‫اؼباضي‪ .‬إف اؼباضي بنك للمعلومات يبكنك أف تعلم منػو‪ ،‬لكنػو لػيس ابلشػرؾ الػذي يسػقطك يف‬ ‫داخلو ‪.‬‬ ‫فخذ ما تشاء من اؼباضي من فوائد وخػربات ومعلومػات‪ ،‬لكػن إايؾ أف تعيشػي يف اؼباضػي‪ .‬أنػت‬ ‫اآلف شخص جديػد أقػوى بكثػَت مػن اؼباضػي‪ ،‬وأفضػل بكثػَت مػن اؼباضػي‪ ،‬واسػتفدت مػن أخطػاء‬ ‫اؼباضي فكيف تعيش فيو؟‬ ‫الشرط الثالث‪ :‬تقبل الشك يف اؼبستقبل ‪:‬‬ ‫قاؿ تعاذل‪{ :‬قُل ال يػعلَم من ِيف السماو ِ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ب إِال اَّللُ} النمل‪.ٙ٘:‬‬ ‫ْ َْ ُ َ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض الْغَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫{ع ِادلُ الْغَْي ِ‬ ‫َحداً} اعبػن‪.ٕٙ:‬‬ ‫وقاؿ تعاذل‪َ :‬‬ ‫ب فَال يُظْ ِهُر َعلَى غَْيبِو أ َ‬

‫الفائدة ‪ :‬إف اؼبستقبل ابلنسبة لنا أمر غي‪ ،‬ال ندري ما‬ ‫الذي سيحدث فيو‪ ،‬ولكن ىذا ال يعٍت أال نضع‬ ‫األىداؼ‪ ،‬وأال لبطط ؼبستقبلنا‪ ،‬ىذا ال يعٍت أال نتوقع‬ ‫وال نتقبل الشك فيما قد وبدث لنا وللعادل حولنا لنكوف‬ ‫على أىبة االستعداد لو‪ ،‬فعلينا األخذ ابألسباب اؼبتاحة‬ ‫لنا‪ ،‬وقد ادخر رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ػ نفقة أىلو لسنة كاملة‪.‬‬ ‫مثمرا فإننا حباجة إذل ترؾ مساحة‬ ‫ولذا فكي كبقق ً‬ ‫تغيَتا ً‬ ‫للمجهوؿ اؼبشكوؾ فيو‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫حياة وأمل‬ ‫'كاف نباـ يف قمة السعادة حينما أيقظتو والدتو لكي يستعد لسفر ألداء العمرة‪ .‬وكاف نباـ‬ ‫عاما سَتكب الباخرة‬ ‫الذي يعيش يف صبهورية مصر العربية والذي قد بلغ من العمر أربعة عشر ً‬ ‫مع أىلو للنزوؿ يف ميناء جدة‪ .‬مضى الوقت سر ًيعا وبدأت السفينة يف اإلحبار‪ ،‬ويف ذلك الوقت‬ ‫كانت العائلة يف اؼبطعم تتناوؿ الغداء‪ ،‬واستغل نباـ انشغاؿ اعبميع وذىب إذل سطح السفينة‬ ‫ليشاىد ويتمتع دبنظر البحر ‪.‬‬ ‫وذىب نباـ إذل هناية السفينة وبدأ ينظر إذل أسفل‪ ،‬واكبٌت أكثر من الالزـ وكانت اؼبفاجأة وقع‬ ‫أخَتا كاف ىناؾ أحد‬ ‫نباـ يف البحر‪ ،‬وأخذ يصرخ ويطلب النجدة ولكن بدوف جدوى‪ ،‬و ً‬ ‫اؼبسافرين وىو رجل يف اػبمسينات من عمره فسمع صراخ نباـ‪ ،‬وبسرعة ضرب جهاز اإلنذار‬ ‫ورمى نفسو يف اؼبياه إلنقاذ نباـ‪ .‬ذبمع اؼبسافروف وىروؿ اؼبتخصصوف وبسرعة ساعدوا الرجل‬ ‫ونباـ وسبت عملية اإلنقاذ‪ ،‬وقبا نباـ من موت ؿبقق ‪.‬‬ ‫وعندما خرج من اؼبياه ذىب نباـ إذل والديو واعتذر عما صدر منو‪ ،‬وأخذ يبحث عن الرجل‬ ‫الذي أنقذه حىت وجده واق ًفا يف ركن من األركاف‪ ،‬وكاف ما زاؿ مبلالً ابؼبياه جرى إليو وحضنو‬ ‫وقاؿ ‪:‬‬ ‫'ال أعرؼ كيف أشكرؾ لقد أنقذت حيايت من الغرؽ ‪'.‬‬ ‫فرد الرجل عليو قائالً‪ :‬اي بٍت أسبٌت أف حياتك تساوي إنقاذىا ‪'.‬‬ ‫جيدا؟‬ ‫ىل فهمت ىذا اؼبثل ً‬ ‫واآلف دعٍت أسألك ‪:‬‬ ‫ىل حياتك تساوي إنقاذىا؟‬ ‫ىل تريد أف تًتؾ بصمات قباحك يف الدنيا؟‬ ‫ىل قررت أف تتغَت لؤلفضل وأف ترتقي يف حياتك؟‬ ‫‪31‬‬


‫ىل نويت أف تتقرب إذل هللا وربرص على ؿببتو ورضاه؟‬ ‫ىل اشًتيت اعبنة اليت خلقت لتسكن فيها؟‬ ‫ابدأ من اليوـ يف تغيَت نفسك وتذكر قوؿ الشاعر ‪:‬‬ ‫ما اغبياة إال أمل يصاحبها أدل ويفاجئها أجل ‪.‬‬

‫الفائدة ‪:‬اجعل كل شيء حولك إذل األفضل وال تفكر‬ ‫يف إذل إجراء العديد من التغيَتات مرة واحدة ‪ ،‬حدد‬ ‫أي التغيَتات اليت عليك القياـ هبا أوالً ؟ فؤلف تضيء‬ ‫عة واحدة خَت من أف تلعن الظالـ ألف مرة ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫كيس احللوى‬ ‫يف احدي الليارل جلست سيدة يف اؼبطار لعدة ساعات يف انتظار رحلة ؽبا ‪ .‬وأثناء فًتة انتظارىا‬ ‫ذىبت لشراء كتاب وكيس من اغبلوى لتقضي هبما وقتها‪ ،‬فجأة وبينما ىي متعمقة يف القراءة‬ ‫أدركت أف ىناؾ شابة صغَتة قد جلست اانبها واختطفت قطعة من كيس اغبلوى الذي كاف‬ ‫موضوعا بينهما‪ .‬قررت أف تتجاىلها يف بداية األمر‪ ،‬ولكنها شعرت ابالنزعاج عندما كانت‬ ‫أتكل اغبلوى وتنظر يف الساعة بينما كانت ىذه الشابة تشاركها يف األكل من الكيس أيضا ‪.‬‬ ‫حينها بدأت ابلغضب فعال مث فكرت يف نفسها قائلة " لو دل أكن امرأة متعلمة وجيدة األخالؽ‬ ‫ؼبنحت ىذه اؼبتجاسرة عينا سوداء يف اغباؿ " وىكذا يف كل مرة كانت أتكل قطعة من اغبلوى‬ ‫كانت الشابة أتكل واحدة أيضا وتستمر احملادثة اؼبستنكرة بُت أعينهما وىي متعجبة دبا تفعلة‬ ‫‪،،‬مث اف الفتاة وهبدوء واببتسامة خفيفة قامت ابختطاؼ آخر قطعة من اغبلوى وقسمتها اذل‬ ‫نصفُت فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت ىي النصف اآلخر‪ .‬أخذت السيدة القطعة بسرعة‬ ‫وفكرت قائلة " ايؽبا من وقحة كما أهنا غَت مؤدبة حىت أهنا دل تشكرين "‪ .‬بعد ذلك بلحظات‬ ‫ظبعت اإلعالف عن حلوؿ موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذىبت إذل بوابة صعود الطائرة دوف‬ ‫أف تلتفت وراءىا اذل اؼبكاف الذي ذبلس فيو تلك السارقة الوقحة ‪ .‬وبعدما صعدت اذل الطائرة‬ ‫ونعمت السة صبيلة ىادئة أرادت وضع كتاهبا الذي قاربت عل إهنائو يف اغبقيبة ‪ ,‬وىنا صعقت‬ ‫ابلكامل حيث وجدت كيس اغبلوى الذي اشًتتو موجودا يف تلك اغبقيبة بدأت تفكر " اي اؽبي‬ ‫لقد كاف كيس اغبلوى ذاؾ ملكا للشابة وقد جعلتٍت أشاركها بو"‪ ،‬حينها أدركت وىي متأؼبة‬ ‫أبهنا ىي اليت كانت وقحة ‪ ،‬غَت مؤدبة ‪ ،‬وسارقة أيضا‪.‬‬ ‫كم مرة يف حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقُت أبف شيئا ما وبصل ابلطريقة الصحيحة اليت حكمنا‬ ‫عليو هبا‪ ،‬ولكننا نكتشف متأخرين أبف ذلك دل يكن صحيحا ‪ ،‬وكم مرة جعلنا فقد الثقة‬ ‫ابآلخرين والتمسك خرائنا كبكم عليهم بغَت العدؿ بسبب آرائنا اؼبغرورة بعيدا عن اغبق‬ ‫‪33‬‬


‫والصواب ‪.‬‬ ‫ىذا ىو السبب الذي هبعلنا نفكر مرتُت قبل أف كبكم على اآلخرين‪.‬‬

‫الفائدة ‪ ... :‬دعوان دوما نعطي اآلخرين آالؼ‬ ‫الفرص قبل أف كبكم عليهم بطريقة سيئة ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫هل ابتلعت أفعى ذات يوم؟‬ ‫توجد قصة ربكي عن فالح أرسلوه بزايرة إذل منزؿ رجل نبيل‪ ،‬استقبلو السيد ودعاه إذل مكتبو‬ ‫وقدـ لو صحن حساء‪ .‬وحاؼبا بدأ الفالح تناوؿ طعامو الحظ وجود أفعى صغَته يف صحنو‪.‬‬ ‫وحىت ال يزعج النبيل فقد اضطر لتناوؿ صحن اغبساء بكاملو‪ .‬وبعد أايـ شعر أبدل كبَت فبا‬ ‫اضطره للعودة إذل منزؿ سيده من أجل الدواء ‪.‬استدعاه السيد مره أخرى إذل مكتبو‪ ،‬وجهز لو‬ ‫الدواء وقدمو لو يف كوب‪ .‬وما إف بدا بتناوؿ الدواء حىت وجد مره أخرى أفعى صغَته يف كوبو‪.‬‬ ‫قرر يف ىذه اؼبرة أال يصمت وصاح بصوت عاؿ أف مرضو يف اؼبرة السابقة كاف بسبب ىذه‬ ‫األفعى اللعينة‪ .‬ضحك السيد بصوت عاؿ وأشار إذل السقف حيث علق قوس كبَت‪ ،‬وقاؿ‬ ‫للفالح‪ :‬انك ترى يف صحنك انعكاس ىذا القوس وليس أفعى‪ -‬يف الواقع ال توجد أفعى‬ ‫حقيقية نظر الفالح مره أخرى إذل كوبو وأتكد انو ال وجود ألية أفعى ‪،‬بل ىناؾ انعكاس‬ ‫بسيط‪ ،‬وغادر منزؿ سيده دوف أف يشرب الدواء وتعاا يف اليوـ التارل عندما نتقبل وجهات‬ ‫نظر وأتكيدات ؿبدده عن أنفسنا وعن العادل احمليط فإننا نبتلع خياؿ األفعى‪ .‬وستبقى ىذه‬ ‫األفعى اػبيالية حقيقية ما دمنا دل نتأكد من العكس ما أف يبدأ العقل الباطن بتقبل فكره أو‬ ‫معتقد ما سواء كاف صائبا أو ال ‪ ،‬حىت يبدأ ابستنباط األفكار الداعمة ؽبذا اؼبعتقد‪ .‬نفًتض انك‬ ‫تعتقد بدوف أي وعي أف إقامو عالقة مع اآلخر أمر معقد وليس سهال و سوؼ يغذي ىذا‬ ‫اؼبعتقد ذىنك أبفكار من نوع لن التقي أبدا الشخص الذي سيعجبٍت يستحيل إهباد شريك‬ ‫جيد ‪..‬اخل وما أف تتعرؼ على شخص فبتع حىت يبدأ ذىنك بتدعيم األفكار السابقة (كما‬ ‫يبدو انو ليس جيدا ؽبذا اغبد) (لن أحاوؿ حىت التجريب ألنو لن وبصل أي شيء) كما أف‬ ‫ذىنك الذي أتصلت فيو فكره (من الصعب أقامو عالقة متينة) سوؼ هبذب كاؼبغناطيس‬

‫‪35‬‬


‫الظروؼ الداعمة ؽبذا التأكيد ويهمل بل يصد اغباالت اليت تثبت العكس ‪.‬أف العقل قادر على‬ ‫تشويو صوره الواقع ليصبح مالئما ومطابقا لوجهات نظرؾ ‪.‬‬

‫ال تكن أسَتا ألفكارؾ القديبة‬ ‫ستحرـ نفسك من كل ما ىو صبيل إذا استمرت أفكارؾ‬ ‫جامدة ‪.‬‬ ‫تعامل مع اغبياة حبرص ‪.‬‬ ‫ال تتسرع ابغبكم على اغبياة ابلسوء مسبقا ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫السؤاؿ غريب ‪ ..‬صح‬

‫هل تفضل اجلنون‬

‫بس أحياان يكوف اعبنوف قمة العقل فعال ىيا نتعرؼ على كيف وبدث ذلك ؟!‬ ‫ولينا وقفة بعد القراءة‬ ‫وبكي اف طاعوف اعبنوف نزؿ يف هنر يسري يف مدينة ‪..‬فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب ابعبنوف ‪،‬وكاف‬ ‫اجملانُت هبتمعوف ويتحدثوف بلغة ال يفهمها العقالء ‪،‬واجو اؼبلك الطاعوف وحارب اعبنوف حىت اذا ما أيت صباح يوـ استيقظ‬ ‫اؼبلك واذا اؼبلكة قد جنت ‪،‬وصارت اؼبلكة ذبتمع مع ثلة من اجملانُت تشتكي من جنوف اؼبلك !! اندى اؼبلك ابلوزير ‪ :‬اي‬ ‫وزير اؼبلكة جنت أين كاف اغبرس ‪،‬الوزير ‪ :‬قد جن اغبرس اي موالي اؼبلك ‪ :‬اذف اطلب الطبيب فورا الوزير ‪ :‬قد جن الطبيب‬ ‫اي موالي اؼبلك ‪ :‬ما ىذا اؼبصاب ‪ ،‬من بقي يف ىذه اؼبدينة دل هبن ؟ رد الوزير ‪ :‬لؤلسف اي موالي دل يبقى يف ىذه اؼبدينة دل‬ ‫هبن سوى أنت وأان ‪،‬اؼبلك ‪ :‬اي هللا أأحكم مدينة من اجملانُت!!الوزير ‪ :‬عذرا اي موالي ‪ ،‬فاف اجملانُت يدعوف أهنم ىم العقالء‬ ‫وال يوجد يف ىذه اؼبدينة ؾبنوف سوى أنت وأان !اؼبلك ‪ :‬ما ىذا اؽبراء ! ىم من شرب من النهر وابلتارل ىم من أصاهبم‬ ‫اعبنوف! الوزير ‪:‬اغبقيقة اي موالي أهنم يقولوف إهنم شربوا من النهر لكي يتجنبوا اعبنوف ‪،‬لذا فإننا ؾبنوانف ألننا دل نشرب‪ .‬ما‬ ‫كبن اي موالي إال حبتا رمل اآلف ‪،‬ىم األغلبية ‪،‬ىم من يبلكوف اغبق والعدؿ والفضيلة ‪ ،‬ىم اآلف من يضعوف اغبد الفاصل‬ ‫بُت العقل واعبنوف ‪..‬ىنا قاؿ اؼبلك ‪ :‬اي وزير أغدؽ علي بكأس من هنر اعبنوف إف اعبنوف أف تظل عاقال يف دنيا اجملانُت ‪.‬‬ ‫ابلتأكيد اػبيار صعب‬ ‫عندما تنفرد بقناعة زبتلف عن كل قناعات اآلخرين‬ ‫عندما يكوف سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع احمليط‬ ‫ىل تستسلم لآلخرين؟؟ وزبضع للواقع؟؟ وتشرب الكأس؟؟‬ ‫ىل قاؿ لك احدىم ‪ :‬معقولة فالف وفالف وفالف كلهم على خطأ وأنت وحدؾ الصح !‬ ‫اذا وجو إليك ىذا الكالـ فاعلم انو عرض عليك لتشرب من الكأس ؟‬ ‫عندما تدخل ؾباؿ العمل بكل طموح وطاقة واقباز وذبد زميلك الذي يت متأخرا واقبازه متواضع يتقدـ ويًتقى وأنت يف‬ ‫ؿبلك ‪ ..‬ىل يتوقف طموحك؟ وتقلل اقبازؾ؟ وتشرب الكأس؟‬ ‫أحياان هبري هللا اغبق على لساف شخص غَت متوقع؟ مرت طفلو صغَته مع أمها على شاحنو ؿبشورة يف نفق ‪ ...‬ورجاؿ‬ ‫اإلطفاء والشرطة حوؽبا وباولوف عاجزين إخراجها من النفق ‪..‬قالت الطفلة ألمها ‪ ..‬أان اعرؼ كيف زبرج الشاحنة من النفق‬ ‫!استنكرت األـ وردت معقولة رجاؿ اإلطفاء والشرطة غَت قادرين وأنت قادرة ! ودل تعط أي اىتماـ ودل تكلف نفسها بسماع‬ ‫فكرة طفلتها ‪،‬تقدمت الطفلة لضابط اؼبطافئ ‪ :‬سيدي افرغوا بعض اؽبواء من عجالت الشاحنة وستمر !وفعال مرت‬ ‫‪37‬‬


‫الشاحنة وحلت اؼبشكلة وعندما استدعى عمدة اؼبدينة البنت لتكريبها كانت األـ اانبها وقت التكرمي والتصوير !‬ ‫(نظرية قطيع البقر‪....‬معهم معهم‪...‬عليهم عليهم)‬ ‫وأحياان ال يكتشف الناس اغبق إال بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي اؼبنفرد‬ ‫غاليلو الذي اثبت أف األرض كروية دل يصدقو احد وسجن حىت مات !وبعد ٖٓ٘ سنة من موتو اكتشف العادل انو األرض‬ ‫كروية ابلفعل واف غاليليو كاف العاقل الوحيد يف ىذا العادل يف ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫ولكن ىل ابلضرورة االنفراد ابلرأي أو العناد ىو التصرؼ األسلم ابستمرار !‬ ‫شهد مثال ربدت أىلها وكل من حوؽبا لتتزوج فهد لتكتشف بعد سنوات إف فهد أسوء زوج من الرجاؿ! كم سبنت شهد أهنا‬ ‫شربت من الكأس عندما عرض عليها حىت ارتوت !‬ ‫كاتب مغمور اكثر على الناس بكتاابتو اغبادة حىت اعتزلو الناس ليكتشف بعد سنوات انو كل كتاابتو كانت ضراب من اؽبراء!‬ ‫كم سبٌت ىذا الكاتب انو شرب من ىذا الكأس حىت ابتلت عروقو !‬ ‫أذف ما ىو اغبل يف ىذه اعبدلية ىل نشرب من الكأس او ال نشرب ؟‬ ‫دعوان كبلل اؼبوضوع ونشخص اؼبشكلة بطريقة علمية ؾبردة‬ ‫رأي فردي مقابل رأي صباعي منطقيا الرأي اعبماعي يعطينا الرأي األكثر شعبية وليس ابلضرورة األكثر صحة قد تقوؿ أذف‬ ‫ال اشرب الكأس غبظو !‬ ‫يف نفس الوقت نسبة اػبطأ يف الرأي اعبماعي أقل بكثَت من نسبة اػبطأ يف الرأي الفردي اذف تقوؿ نشرب الكأس ‪..‬‬ ‫سبهل قليال !‬ ‫من يضمن انو يف ىذه اللحظة ويف ىذه القضية كانت نسبة الصواب يف صاغبك اعرؼ أف األمر ؿبَت شخصيا‬ ‫عرض علي شخصياً الكأس مرات عديدة اشربو أحياان وأرفض شربو أحياان كثَتة ‪ ........‬االمر كلو يعتمد على ايباين‬ ‫ابلقضية وثقيت يف نفسي وثقيت يف اآلخرين من حورل ىذا ابلنسبة اذل خربيت وقد ذباوزت األف ٘ٗ عاـ ‪..‬‬ ‫واآلف السؤاؿ موجو لك أنت اي من تقرأ كلمايت ىذه ‪ ..‬اذا عرض عليك الكأس أنت ‪..‬ىل تفضل اف تكوف ؾبنوان مع‬ ‫الناس ! أو تكوف عاقال وحدؾ ؟‬ ‫أان عن نفسي أفضل أف أكوف عاقل لوحدي ‪،‬عندما أرى بعض التصرفات اليت ال تعجبٍت وأشكر ريب كثَتا أين لست مثلهم‬ ‫‪،‬لكن كثَتا ما أسبٌت أف اجن معهم ‪،‬ال أفكر لكن فكر كيف تكوف عنصراً اهبابياً يف اجملتمع فأنت أكثر فبا تتوقع ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬ثق بنفسك وإمكاانتك وطورىا حىت تستطيع أف‬ ‫ربكم على األشياء من حولك أيها صحيح وأيها غَت ذلك ‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫القرود اخلمسة‬

‫أحضر طبسة قرود‪ ،‬وضعها يف قفص !‬ ‫وعلق يف منتصف القفص حزمة موز‪ ،‬وضع ربتها سلما ‪.‬‬ ‫بعد مدة قصَتة ستجد أف قردا ما من اجملموعة سيعتلي السلم ؿباوال الوصوؿ إذل اؼبوز ‪.‬‬ ‫ما أف يضع يده على اؼبوز‪ ،‬أطلق رشاشا من اؼباء البارد على القردة األربعة الباقُت وأرعبهم !!‬ ‫بعد قليل سيحاوؿ قرد آخر أف يعتلي نفس السلم ليصل إذل اؼبوز‬ ‫كرر نفس العملية‪ ،‬رش القردة الباقُت ابؼباء البارد ‪.‬‬ ‫كرر العملية أكثر من مرة !‬ ‫بعد فًتة ستجد أنو ما أف وباوؿ أي قرد أف يعتلي السلم للوصوؿ إذل اؼبوز ستمنعو اجملموعة خوفا‬ ‫من اؼباء البارد‪ .‬اآلف‪ ...‬أبعد اؼباء البارد‬ ‫وأخرج قردا من اػبمسة إذل خارج القفص‬ ‫وضع مكانو قردا جديدا (لنسميو سعداف) دل يعاصر ودل يشاىد رش اؼباء البارد ‪.‬‬ ‫سرعاف ما سيذىب سعداف إذل السلم لقطف اؼبوز‬ ‫حينها ستهب ؾبموعة القردة اؼبرعوبة من اؼباء البارد ؼبنعو وستهاصبو ‪.‬‬ ‫بعد أكثر من ؿباولة سيتعلم سعداف أنو إف حاوؿ قطف اؼبوز سينهاؿ عليو ابقي أفراد اجملموعة‬ ‫ابلضرب !‬ ‫اآلف أخرج قردا آخر فبن عاصروا حوادث شر اؼباء البارد (غَت القرد سعداف)‬ ‫وأدخل قردا جديدا عوضا عنو ‪.‬‬ ‫ستجد أف نفس اؼبشهد السابق سيتكرر من جديد ‪.‬‬ ‫القرد اعبديد يذىب إذل اؼبوز‪ ،‬والقردة الباقية تنهاؿ عليو ضراب ؼبنعو ‪.‬‬ ‫دبا فيهم سعداف على الرغم من أنو دل يعاصر رش اؼباء‬ ‫‪39‬‬


‫وال يدري ؼباذا ضربوه يف السابق‪ ،‬كل ما ىنالك أنو تعلم أف ؼبس اؼبوز يعٍت (سيناؿ الضر) على‬ ‫يد اجملموعة ‪.‬‬ ‫لذلك ستجده يشارؾ‬ ‫ردبا حبماس أكثر من غَته بكيل اللكمات والصفعات للقرد اعبديد (ردبا تعويضا عن حرقة قلبو‬ ‫حُت ضربوه ىو أيضا!)‬ ‫استمر بتكرار نفس اؼبوضوع‪ ،‬أخرج قردا فبن عاصروا حوادث رش اؼباء‪ ،‬وضع قردا جديدا‪،‬‬ ‫وسيتكرر نفس اؼبوقف ‪.‬‬ ‫كرر ىذا األمر إذل أف تستبدؿ كل اجملموعة القديبة فبن تعرضوا لرش اؼباء حىت تستبدؽبم بقرود‬ ‫جديدة !‬ ‫يف النهاية ستجد أف القردة ستستمر تنهاؿ ضراب على كل من هبرؤ على االقًتاب من السلم‪.‬‬ ‫ؼباذا؟ ال أحد منهم يدري !!‬ ‫لكن ىذا ما وجدت اجملموعة نفسها عليو منذ أف جاءت !‬ ‫ىذه القصة ليست على سبيل الدعابة ‪.‬‬ ‫وإمبا ىي من دروس علم اإلدارة اغبديثة ‪.‬‬ ‫لينظر كل واحد منكم إذل مقر عملو ‪.‬‬ ‫كم من القوانُت واإلجراءات اؼبطبقة تطبق بنفس الطريقة وبنفس األسلوب البَتوقراطي غَت اؼبقنع‬ ‫منذ األزؿ وال هبرؤ أحد على السؤاؿ ؼباذا اي ترى تطبق هبذه الطريقة؟‬ ‫بل سيجد أف الكثَت فبن يعملوف معو وعلى الرغم من أهنم ال يعلموف سبب تطبيقها هبذه‬ ‫الطريقة يستميتوف يف الدفاع عنها وإبقائها على حاؽبا !!‬

‫‪41‬‬


‫الفائدة ‪ :‬ضرورة االذباه إذل نشر ثقافة العلم وإاتحة الفرص‬ ‫للمبدعُت للتعبَت عن آرائهم واعتماد ما فيو صاحل اعبميع‬ ‫حىت تتطور األمم إذل األفضل ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫عندما ترى اآلخرين بشكل خمتلف‬ ‫يف إحدى ليارل خريف‪ ، 1995‬و أثناء إحبار إحدى السفن اغبربية األمريكية العمالقة بسرعة‬ ‫كبَتة ابلقرب من السواحل الكندية‪ ،‬أظهرت أجهزة الرادار جسما ىائال يف طريقو إذل االصطداـ‬ ‫ابلسفينة ‪.‬‬ ‫ىرع القبطاف إذل جهاز الالسلكي وخاطب اعبهة األخرى ‪........‬‬ ‫القبطاف‪ :‬ىنا قبطاف السفينة اغبربية األمريكية ‪ ،‬مطلوب تغيَت االذباه دبقدار ٘ٔ درجة إذل‬ ‫اعبنوب ‪ ،‬لتفادي االصطداـ‪ .‬أكرر تغيَت االذباه دبقدار ٘ٔ درجة للجنوب لتفادي االصطداـ‬ ‫حوؿ ‪.‬‬ ‫‪ّ ...‬‬ ‫اعبهة األخرى ‪ :‬علم ‪ ...‬ىنا السلطات الكندية‪ ،‬الطلب غَت كاؼ‪ .‬ننصح بتغيَت االذباه دبقدار‬ ‫حوؿ ‪ .‬القبطاف‪ :‬ماذا تعٍت ‪ !..‬أان أطلب منكم تغيَت اذباىكم دبقدار ٘ٔدرجة‬ ‫ٓ‪ٔٛ‬درجة‪ّ ...‬‬ ‫فقط كبو اعبنوب لتفادي االصطداـ ؟ أما عن سفينتنا فليس ذلك من شأنك ‪ ...‬ولكننا سنغَت‬ ‫حوؿ ‪.‬‬ ‫اذباىنا دبقدار ٘ٔ درجة ولكن كبو الشماؿ ‪ .‬لتفادي االصطداـ أيضاً ‪ّ .‬‬ ‫اعبهة األخرى‪ :‬ىذا غَت كاؼ‪ .‬ننصح بتغيَت اذباىكم دبقدار ٓ‪ ٔٛ‬أو على األقل ٖٓٔدرجة ‪.‬‬ ‫حوؿ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القبطاف‪ :‬ؼباذا ذبادؿ وتصر على إصدار األوامر؟ دوف أف تقوـ أنت بتفادي التصادـ ابؼبقدار‬ ‫ذاتو؟ كبن سفينة حربية أمريكية‪ ،‬فمن أنتم على أي حاؿ؟‬ ‫اعبهة األخرى‪ :‬كبن حقل بًتوؿ عائم! وال نستطع اغبركة !!! احًتس !!‬ ‫لكن الوقت كاف قد استنفد يف ىذا اغبوار الالسلكي غَت اؼبثمر‪ ،‬واصطدمت السفينة ابغبقل‬ ‫البًتورل ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫الفائدة ‪ :‬والدرس الذي تتعلمو من ىذه القصة ىو أال تفًتض‬ ‫أف اعبهة األخرى ؽبا مثل مواصفاتك ‪ .‬فليس اؽبدؼ الوحيد‬ ‫لالتصاؿ أف تبعث برسالتك إذل اآلخرين بل هبب أف يكوف‬ ‫ىدفك رابعي األبعاد ‪:‬‬ ‫أف تفهم الطرؼ اآلخر‪،‬‬ ‫مث أف تستقبل رسالتو‪،‬‬ ‫مث أف ذبعل نفسك مفهوماً‪،‬‬ ‫و أخَتاً أف تبعث برسالتك إليو‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫فلنتعلم من احلصان!!‬ ‫وقع حران أحج السدارعيؽ في بئخ مياه عسيقة ولكشيا جافة‪ ،‬وأجيش الحيؾان بالبكاء الذجيج مؽ‬ ‫األلؼ مؽ أثخ الدقؾط واستسخ ىكحا لعجة ساعات كان السدارع خالليا يبحث السؾقف ويفكخ كيف‬ ‫سيدتعيج الحران؟‬

‫جؾز وأن تكمفة استخخاجو‬ ‫ال كي ُيقشع نفدو بأن الحران قج أصبح ع ًا‬ ‫ولؼ يدتغخق األمخ طؾي ً‬ ‫تقتخب مؽ تكمفة شخاء حران آخخ‪ ،‬ىحا إلى جانب أن البئخ جافة مشح زمؽ طؾيل وتحتاج إلى‬ ‫ردميا بأي شكل‪ .‬وىكحا‪ ،‬نادي السدارع جيخانو وطمب مشيؼ مداعجتو في ردم البئخ كي يحل‬ ‫مذكمتيؽ في آن واحج؛ التخمص مؽ البئخ الجاف ودفؽ الحران‪ .‬وبجأ الجسيع بالسعاول‬ ‫والجؾاريف في جسع األتخبة والشفايات وإلقائيا في البئخ ‪.‬‬

‫في بادئ األمخ‪ ،‬أدرك الحران حقيقة ما يجخي حيث أخح في الرييل برؾت عال يسمؤه األلؼ‬ ‫وطمب الشججة‪ .‬وبعج قميل مؽ الؾقت انجىش الجسيع النقظاع صؾت الحران فجأة‪ ،‬وبعج عجد‬ ‫قميل مؽ الجؾاريف‪ ،‬نغخ السدارع إلى داخل البئخ وقج صعق لسا رآه‪ ،‬فقج وجج الحران مذغؾالً‬

‫بيد عيخه !كمسا سقظت عميو األتخبة فيخمييا بجوره عمى األرض ويختفع ىؾ بسقجار خظؾة واحجة‬

‫ألعمى ‪.‬‬ ‫وىكحا استسخ الحال‪ ،‬الكل يمقي األوساخ إلى داخل البئخ فتقع عمى عيخ الحران فييد عيخه‬ ‫فتدقط عمى األرض حيث يختفع خظؾة بخظؾة إلى أعمى‪ .‬وبعج الفتخة الالزمة لسلء البئخ‪ ،‬اقتخب‬ ‫الحران ‪.‬مؽ سظح األرض حيث قفد قفدة بديظة وصل بيا إلى سظح األرض بدالم ‪.‬‬

‫وبالسثل‪ ،‬تمقي الحياة بأوجاعيا وأثقاليا عميػ‪ ،‬فمكي تكؾن‬ ‫حريفا‪ ،‬عميػ بسثل ما فعل الحران‬ ‫ً‬ ‫حتى تتغمب عمييا‪ ،‬فكل مذكمة تقابمشا ىي بسثابة عقبة وحجخ عثخة في طخيق حياتشا‪ ،‬فال تقمق‪،‬‬ ‫لقج تعمست لمتؾ كيف تشجؾ مؽ أعسق آبار السذاكل بأن تشفض ىحه السذاكل عؽ عيخك وتختفع‬ ‫بحلػ خظؾة واحجة ألعمى ‪.‬‬ ‫يمخص لشا الحران القؾاعج الدتة لمدعادة بعبارات محجدة كاآلتي ‪:‬‬ ‫خاليا مؽ اليسؾم‬ ‫*اجعل قمبػ ً‬ ‫‪44‬‬


‫خاليا مؽ القمق‬ ‫*اجعل عقمػ ً‬ ‫*عش حياتػ ببداطة‬ ‫*أكثخ مؽ العظاء وتؾقع السراعب‬ ‫*تؾقع أن تأخح القميل‬ ‫*تؾكل عمى هللا واطسئؽ لعجالتو‪.‬‬

‫الفائدة ‪:‬كلما حاولت أف تنسى نبومك‪ ،‬فهي لن تنساؾ‬ ‫وسوؼ تواصل إلقاء نفسها فوؽ ظهرؾ‪ ،‬ولكنك دوما‬ ‫تستطيع أف تقفز عليها لتجعلها مقوية لك‪ ،‬وموجهة لك‬ ‫إذل دروب قباحك ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ادللك والساقي واجلرتني‬

‫كاف ألحد اؼبلوؾ ساقي وبضر لو اؼباء يوميا وكاف عند الساقي جريتُت‬ ‫واحدة سليمة واألخرى فيها تشققات وكاف يبالنبا ابؼباء و خذىم للملك اؼبلك كل يوـ يشرب من اعبرة‬ ‫السليمة ويزعجو شكل اعبرة القديبة اليت فقدت نصف ماءىا وابتلت من خارجها يف احد األايـ‬ ‫اشتكت اعبرة القديبة للساقي وقالت لو ؼباذا تعذبٍت ىكذا وذبعلٍت اذىب كل يوـ عند اؼبلك وىو كل يوـ‬ ‫يفضل األخرى اذا كنت ال اصلح فاتركٍت واشًتي جرة جديدة قاؿ ؽبا الساقي اصربي غدا سأبُت لك ؼباذا‬ ‫احتفظ بك ويف الغد مال اعبرتُت كالعادة مث قاؿ ؽبا انظري خلفك فرات اف اعبهة اليت سبر منها كل يوـ‬ ‫امتؤلت ابػبضرة واألزىار والتف حولو الفراشات والنحل بسبب اؼباء الذي تفقده كل يوـ‬ ‫اما اعبرة السليمة فكانت جهتها جافة قاحلة ألهنا دل تكن تًتؾ ماء يف الطريق مث قاؿ ؽبا الساقي ىذا دورؾ‬ ‫أنت وال تقارين نفسك ابعبرة السليمة اليت ليس ؽبا إال سقاية اؼبلك أما أنت فلك رسالة اكرب وانظري‬ ‫للذين يستفيدوف منك العربة ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬على صاحب الرسالة أف يقارف نفسو ابلناس الذين‬ ‫كلوف ويتمتعوف كاألنعاـ ردبا صحيح قد يكوف عندىم‬ ‫مظاىر أفضل منو لكن دوره يف اغبياة أعمق وأكرب ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫ادلقلة الصغرية والسمكة الكبرية‬ ‫يروى أف صياداً كاف السمك يعلق بصنارتو بكثرة‪ .‬وكاف موضع حسد بُت زمالئو الصيادين‪.‬‬ ‫وذات يوـ‪ ،‬استشاطوا غضباً عندما الحظوا أف الصياد احملظوظ وبتفظ ابلسمكة الصغَتة ويرجع‬ ‫السمكة الكبَتة إذل البحر‪ ،‬عندىا صرخوا فيو" ماذا تفعل؟ ىل أنت ؾبنوف؟ ؼباذا ترمي‬ ‫السمكات الكبَتة؟‬ ‫عندىا أجاهبم الصياد" ألين أملك مقالة صغَتة "‬ ‫قد ال نصدؽ ىذه القصة‬ ‫لكن لؤلسف كبن نفعل كل يوـ ما فعلو ىذا الصياد‬ ‫كبن نرمي ابألفكار الكبَتة واألحالـ الرائعة واالحتماالت اؼبمكنة لنجاحنا خلف أظهران على‬ ‫أهنا أكرب من عقولنا وإمكانيتنا –كما ىي مقالة ذلك الصياد‬ ‫ىذا األمر ال ينطبق فقط على النجاح اؼبادي ‪،‬بل أعتقد أنو ينطبق على مناطق أكثر أنبية كبن‬ ‫نستطيع أف كبب أكثر فبا نتوقع‪ ،‬أف نكوف أسعد فبا كبن عليو أف نعيش حياتنا بشكل أصبل‬ ‫وأكثر فاعلية فبا نتخيل‬ ‫يذكران أحد الكتاب بذلك فيقوؿ )أنت ما تؤمن بو) لذا فكر بشكل أكرب‪ ،‬احلم بشكل أكرب‪،‬‬ ‫توقع نتائج أكرب‪ ،‬وادع هللا أف يعطيك أكثر ‪ ،‬ويقوؿ رب العزة( أان عند ظن عبدي يب )‬ ‫ماذا سيحدث لو رميت دبقالتك الصغَتة اليت تقيس هبا أحالمك واستبدلت هبا واحدة أكرب؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أف ال ترضى ابغبصوؿ على أقل فبا تريده وتتمناه؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أف حياتك يبكن أف تكوف أكثر فاعلية وأكثر سعادة فبا ىي عليو اآلف؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أف تقًتب من هللا أكثر وتزداد بو ثقة وأمال ؟‬ ‫ماذا سيحدث لو قررت أف تبدأ بذلك اليوـ؟‬ ‫‪47‬‬


‫وال ننس حديث الن‪ ،‬دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‬ ‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص "إذا سألتم هللا فاسألوه الفردوس األعلى "‬ ‫ولكن قد يتبادر إذل الذىن ىذا التساؤؿ‬ ‫ولكن ماذا لو ابلفعل استبدلنا مقالتنا دبقالة اكرب‬ ‫مث دل قبد ظبكا حبجم مقالتنا ؟؟؟؟؟‬ ‫ىل تعتقد أف السمك الصغَت سيكوف لو طعم يف تلك اؼبقالة الكبَتة؟‬ ‫كالمي ليس سلبيا وال أحب أف اطرح شيئا وبمل نوعا من التشاؤـ ولكن ماذا يفعل صياد‬ ‫صغَت لديو مقالة كبَته دل تر سوى صغار السمك ‪ ،‬رغم تفاؤلو كل صباح وىو ذاىب لصيد‬ ‫وتفاؤلو أيضا عند رجوعو وليس حبوزتو سوى ظبكات صغَتة‬ ‫فعل كل ما بوسعو غَت البحَتة والصنارة و ‪ .....‬ويف األخَت نفس النتيجة ىل يظل يبشي وراء‬ ‫تفاؤؿ مظلم إما ينهزـ ويصغر مقالتو؟؟‬ ‫واعبواب واحدة من أىم اغبقائق اليت وصل إليها علم النفس يف عصران أف اإلنساف لديو القدرة‬ ‫على أف يعيش اغبياة اليت يريدىا ىو لدينا القدرة أف نعيش كما نشاء‪ ..‬واػبطوة األوذل ىي‬ ‫اغبلم ‪..‬‬ ‫لنا اغبق أف كبلم دبا نريد أف نكونو ودبا نريد أف ننجزه ‪.‬‬ ‫اغبلم الكبَت سيضع أمامنا أىدافاً وىذه اػبطوة الثانية ‪..‬‬ ‫ىدؼ يشغلنا صباح مساء لتحقيقو واقبازه‬ ‫ليس لنا عذر ‪..‬‬ ‫ىناؾ العشرات من اؼبقعدين والضعفاء حققوا قباحات مذىلة ‪ ..‬ىناؾ عاىة واحدة فقط قد‬ ‫سبنعنا من النجاح والتفوؽ وربويل التفاؤؿ إذل واقع ‪..‬‬ ‫ىل تود معرفتها ‪..‬‬ ‫‪48‬‬


‫إنو اغبكم على أنفسنا ابلفشل والضعف وانعداـ القدرة‬ ‫الصياد الذي ال هبٍت إال السمكات الصغَتة ال بد أف يتخذ خطوة إهبابية ‪..‬‬ ‫أف يغَت مكاف االصطياد أف يستخدـ صنارة أخرى أف يتخَت وقتاً آخر‬ ‫التفاؤؿ وحده ال يغٍت وال يسمن ‪..‬‬ ‫لكن التشاؤـ ىو القاتل الذي أجرـ يف حق عشرات من الشباب والشاابت الذين نراىم ىنا‬ ‫وىناؾ تعلوىم نظرة اغبَتة واليأس ‪.‬‬

‫الفائدة ‪ :‬أمامك النجاح ولكن استبدؿ أدواتك لتكوف‬ ‫أفضل ‪ ،‬طور فكرؾ ابلقراءة والتعليم ‪ ،‬طور بدنك‬ ‫ابلرايضة‪ ،‬طور قلبك ابلتوكل على هللا ‪ ،‬طور روحك‬ ‫ابلقرب من هللا ‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫الشجرة‬ ‫منذ زمن بعيد وذل‪...‬كاف ىناؾ شجرة تفاح يف غاية الضخامة ‪...‬‬ ‫كاف ىناؾ طفل صغَت يلعب حوؿ ىذه الشجرة يوميا ‪....‬‬ ‫كأين تسلق أغصاف ىذه الشجرة‪ ،‬كل من شبارىا‪...‬وبعدىا يغفو قليال ليناـ فيظلها ‪...‬‬ ‫كاف وبب الشجرة وكانت الشجرة ربب لعبو معها ‪...‬‬ ‫مر الزمن‪ ...‬وكرب ىذا الطفل ‪...‬‬ ‫وأصبح ال يلعب حوؿ ىذه الشجرة ‪...‬‬ ‫يف يوـ من األايـ‪...‬رجع الص‪ ،‬وكاف حزينا !‪...‬‬ ‫فقالت لو الشجرة ‪ :‬تعاؿ والعب معي ‪...‬‬ ‫فأجاهبا الولد‪ :‬دل اعد صغَتا أللعب حولك ‪...‬‬ ‫أان أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها ‪...‬‬ ‫فأجابتو الشجرة ‪ :‬ال يوجد معي أية نقود !!!‬ ‫ولكن يبكنك أف أتخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعو مث ربصل على النقود اليت تريدىا ‪...‬‬ ‫كاان لولد سعيدا للغاية ‪...‬‬ ‫فتسلق الشجرة وصبع شبار التفاح اليت عليها ونزؿ سعيداً ‪...‬‬ ‫دل يعد الولد بعدىا ‪...‬‬ ‫كانت الشجرة يف غاية اغبزف بعدىا لعدـ عودتو ‪...‬‬ ‫يف يوـ ما رجع ىذا الولد للشجرة ولكنو دل يعد ولداً بل أصبح رجالً !!!‪...‬‬ ‫كانت الشجرة يف منتهى السعادة لعودتو وقالت لو ‪ :‬تعاؿ والعب معي ‪...‬‬ ‫لكنو أجاهبا و قاؿ ‪:‬‬ ‫دل أعد طفال أللعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجالً مسئوال عن عائلة ‪...‬‬ ‫‪51‬‬


‫وأحتاج لبيت ليكوف ؽبم مأوى ‪...‬‬ ‫ىل يبكنك مساعديت هبذا؟‬ ‫آسفة !!!‬ ‫فليس عندي لك بيت ولكن يبكنك أف أتخذ صبيع أفرعي لتبٍت هبا لك بيتاً ‪...‬‬ ‫فأخذ الرجل كل األفرع وغادر الشجرة وىو سعيد ‪...‬‬ ‫كانتا لشجرة سعيدة لسعادتو ورؤيتو ىكذا‪...‬ولكنو دل يعد إليها ‪...‬‬ ‫أصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى ‪...‬‬ ‫ويف يوـ حار ‪...‬‬ ‫عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة يف منتهى السعادة ‪...‬‬ ‫فقالت ؽبا لشجرة ‪ :‬تعاؿ والعب معي ‪...‬‬ ‫فقاؿ ؽبا الرجل أان يف غاية التعب وقد بدأت يف الكرب‪...‬أريد أف أحبر ألي مكاف ألراتح ‪...‬‬ ‫ىل يبكنك إعطائي مركباً؟؟؟‬ ‫فأجابتو يبكنك أخذ جزعي لبناء مركبك‪...‬بعدىا يبكنك أف تبحر بو أينما تشاء‪...‬وتكوف‬ ‫سعيداً ‪...‬‬ ‫فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبو !!!‬ ‫فسافر مبحراً ودل يعد ؼبدة طويلة جداً ‪...‬‬ ‫أخَتا عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً ‪...‬‬ ‫لكن الشجرة أجابت وقالت لو ‪ :‬آسفة اي بٍت اغببيب لكن دل يعد عندي أي شيء ألعطيو‬ ‫لك ‪...‬‬ ‫قالت لو ‪ :‬ال يوجد تفاح ‪...‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬ال عليك دل يعد عندي أسناف ألقضمها هبا ‪...‬‬ ‫‪51‬‬


‫دل يعد عندي جذع لتتسلقو ودل يعد عندي فروع لتجلس عليها ‪...‬‬ ‫فأجاهبا الرجل لقد أصبحت عجوزاً اليوـ وال أستطيع عمل أي شيء !!!‬ ‫فأخربتو ‪ :‬أان فعالً ال يوجد لدي ما أعطيو لك ‪...‬‬ ‫كل ما لدي اآلف ىو جذور ميتة‪...‬أجابتو وىي تبكي ‪...‬‬ ‫أجاهبا وقاؿ ؽبا ‪ :‬كل ما أحتاجو ىو مكاف ألسًتيح بو ‪...‬‬ ‫فأان متعب بعد كل ىذه السنُت ‪...‬‬ ‫فأجابتو وقالت لو ‪ :‬جذور الشجرة العجوز ىي أنسب مكاف لك للراحة ‪...‬‬ ‫تعاؿ‪...‬تعاؿ واجلس معي ىنا واسًتح معي ‪...‬‬ ‫فنزؿ الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة بو و الدموع سبؤل ابتسامتها ‪...‬‬

‫الفائدة ‪ :‬الشجرة؟؟؟‬ ‫إهنا أبواؾ !!!‬ ‫ق ّدر أبويك اللذين لطاؼبا بذال حياهتما ووقتهما وما يبلكاف‬ ‫من أجلك أحسن إليهما كما أمرؾ هللا تعاذل واتبع وصية‬ ‫رسوؿ هللا فيهما ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫املئوا األكواب لبنا‬

‫وبكى أنو حدثت ؾباعة بقرية ‪....‬‬ ‫فطلب الوارل من أىل القرية طلبًا غريبًا‬ ‫يف ؿباولة منو ؼبواجهة خطر القحط واعبوع ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫كبَتا يف وسط القرية‪ .‬وأف على كل‬ ‫وأخربىم أبنو سيضع ق ً‬ ‫درا ً‬ ‫ِ‬ ‫كواب من اللنب بشرط أف يضع كل واحد الكوب لوحده من غَت‬ ‫رجل وامرأة أف يضع يف القدر ً‬ ‫أف يشاىده أحد‪ .‬ىرع الناس لتلبية طلب الوارل ‪..‬‬ ‫كل منهم زبفى ابلليل وسكب ما يف الكوب الذي ىبصو ‪.‬‬ ‫ويف الصباح فتح الوارل القدر ‪ ....‬وماذا شاىد؟‬ ‫القدر و قد امتؤل ابؼباء !!!‬ ‫أين اللنب؟ !‬ ‫وؼباذا وضع كل واحد من الرعية اؼباء بدالً من اللنب؟‬ ‫كل واحد من الرعية‪ ..‬قاؿ يف نفسو ‪:‬‬ ‫"إف وضعي لكوب واحد من اؼباء لن يؤثر‬ ‫على كمية اللنب الكبَتة اليت سيضعها أىل القرية ‪".‬‬ ‫وكل منهم اعتمد على غَته ‪ ...‬وكل منهم فكر ابلطريقة نفسها اليت فكر هبا أخوه‪ ،‬و ظن أنو‬ ‫ىو الوحيد الذي سكب ماءً بدالً من اللنب ‪ ,‬والنتيجة اليت حدثت ‪..‬‬ ‫أف اعبوع عم ىذه القرية ومات الكثَتوف منهم ودل هبدوا ما يعينهم وقت األزمات ‪.‬‬ ‫ىل تصدؽ أنك سبؤل األكواب ابؼباء يف أشد األوقات اليت كبتاج منك أف ابللنب؟‬ ‫*عندما تًتؾ نصرة إخوانك اغبفاة العراة اعبوعى وتتلذذ بكيس من البطاطس أو زجاجة من‬ ‫الكوكاكوال حبجة أف مقاطعتك لن تؤثر فأنت سبؤل األكواب ابؼباء‪...‬‬ ‫‪53‬‬


‫*عندما ال تتقن عملك حبجة أنو لن يظهر وسط األعماؿ الكثَتة اليت سيقوـ هبا غَتؾ من‬ ‫الناس فأنت سبؤل األكواب ابؼباء ‪...‬‬ ‫*عندما ال زبلص نيتك يف عمل تعملو ظناً منك أف كل اآلخرين قد أخلصوا نيتهم و أف ذلك‬ ‫لن يؤثر‪ ،‬فأنت سبؤل األكواب ابؼباء‪...‬‬ ‫* عندما ربرـ فقراء اؼبسلمُت من مالك ظناً منك أف غَتؾ سيتكفل هبم فأنت ‪...‬‬ ‫* عندما تتقاعس عن الدعاء للمسلمُت ابلنصرة والرضبة و اؼبغفرة *عندما تًتؾ ذكر هللا و‬ ‫االستغفار و قياـ الليل ‪...‬‬ ‫*عندما تضيع وقتك وال تستفيد منو ابلدراسة والتعلم والدعوة إذل هللا تعاذل‬ ‫فأنت سبؤل األكواب ماءً !!!!‬

‫الفائدة ‪ :‬أتقن عملك كما أمرؾ هللا ‪ ،‬وال تقصر يف أداء‬ ‫واجبك ‪ ،‬واجتهد يف رعاية من تعوؿ ‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫ادللك واجلزيرة النائية‬ ‫منذ زمن طويل كانت ىناؾ مدينة وبكمها ملك وكاف أىل ىذه اؼبدينة ىبتاروف اؼبلك حبيث‬ ‫وبكم فيهم سنة واحدة فقط‪ ،‬وبعد ذلك يرسل اؼبلك إذل جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية‬ ‫عمره وىبتار الناس ملك آخر غَته وىكذا ‪.‬‬ ‫أهنى أحد اؼبلوؾ فًتة اغبكم اػباصة بو وألبسو الناس اؼبالبس الغالية وأركبوه فيال كبَتاً وأخذوا‬ ‫يطوفوف بو يف أكباء اؼبدينة قائلُت لو وداعاً‪ ....‬وكانت ىذه اللحظة من أصعب غبظات اغبزف‬ ‫واألدل على اؼبلك وصبيع من كاف قبلو‪ .‬مث بعد ذلك وضعوه يف السفينة اليت قامت بنقلو إذل اعبزيرة‬ ‫البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ‪.‬‬ ‫ورجعت السفينة إذل اؼبدينة‪ ...‬ويف طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن اليت غرقت منذ وقت‬ ‫قريب ورأوا شاابً متعلق بقطعة من اػبشب عائمة على اؼباء فأنقذوه وأخذوه إذل بلدهتم وطلبوا‬ ‫منو أف يكوف ملكاً عليهم ؼبدة سنة واحدة ولكنو رفض يف البداية مث وافق بعد ذلك ‪.‬‬ ‫وأخربه الناس على التعليمات اليت تسود ىذه اؼبدينة وأنو بعد‬ ‫مرور ٕٔ شهراً سوؼ وبمل إذل تلك اعبزيرة اليت تركوا فيها‬ ‫ذاؾ اؼبلك األخَت‪ .‬بعد ثالث أايـ من تورل الشاب للعرش يف ىذه اؼبدينة سأؿ الوزراء ىل يبكن‬ ‫أف يرى ىذه اعبزيرة حيث أرسل إليها صبيع اؼبلوؾ السابقُت ووافق الوزراء وأخذوه إذل اعبزيرة‬ ‫ورآىا وقد غطت ابلغاابت الكثيفة وظبع صوت اغبيواانت الشريرة وىي تنطلق يف أكباء اعبزيرة ‪.‬‬ ‫نزؿ اؼبلك إذل اعبزيرة وىناؾ وجد جثث اؼبلوؾ السابقُت ملقاة على األرض وفهم اؼبلك القصة‬ ‫أبنو ما لبث أف ترؾ اؼبلوؾ السابقوف يف اعبزيرة أتت إليهم اغبيواانت اؼبتوحشة وسارعت بقتلهم‬ ‫والتهامهم‪ ...‬عندئذ عاد اؼبلك إذل مدينتو وصبع ٓ​ٓٔ عامل أقوايء وأخذىم إذل اعبزيرة وأمرىم‬ ‫بتنظيف الغابة وإزالة جثث اغبيواانت واؼبلوؾ السابقُت وإزالة قطع األشجار الصغَتة وكاف يزور‬ ‫اعبزيرة مرة يف الشهر ليطلع على سَت العمل وكاف العمل يتقدـ خبطوات سريعة فبعد مرور شهر‬ ‫‪55‬‬


‫واحد أزيلت اغبيواانت والعديد من األشجار الكثيفة‪ .‬وعند مرور الشهر الثاين كانت اعبزيرة قد‬ ‫أصبحت نظيفة سباماً ‪.‬مث أمر اؼبلك العماؿ بزرع اغبدائق يف صبيع أكباء اعبزيرة وقاـ بًتبية بعض‬ ‫اغبيواانت اؼبفيدة مثل الدجاج والبط واؼباعز والبقر ‪ ...‬اخل ‪.‬‬ ‫ومع بداية الشهر الثالث أمر العماؿ ببناء بيت كبَت ومرسى للسفن ‪.‬‬ ‫ودبرور الوقت ربولت اعبزيرة إذل مكاف صبيل وقد كاف اؼبلك ذكياً فكاف يلبس اؼبالبس البسيطة‬ ‫وينفق القليل على حياتو يف اؼبدينة يف مقابل أنو كاف يكرس أموالو اليت وىبت لو يف إعمار ىذه‬ ‫اعبزيرة ‪.‬‬ ‫وبعد مرور ‪ ٜ‬أشهر صبع اؼبلك الوزراء قائالً أنو يعلم أف الذىاب للجزيرة يتم بعد مرور ٕٔ شهر‬ ‫من بداية حكمو‪ .‬ولكنو يود الذىاب إذل اعبزيرة اآلف‪ ....‬ولكن الوزراء رفضوا قائلُت حسب‬ ‫التعليمات البد أف تنتظر ٖ شهور أخرى مث بعد ذلك تذىب للجزيرة‪ .‬مرت الثالثة شهور‬ ‫واكتملت السنة وجاء دور اؼبلك لينتقل إذل اعبزيرة ألبسو الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على‬ ‫الفيل الكبَت قائلُت لو وداعاً أيها اؼبلك‪ .‬ولكن‬ ‫اؼبلك على غَت عادة اؼبلوؾ السابقُت كاف يضحك ويبتسم وسألو الناس عن ذلك فأجاب أبف‬ ‫اغبكماء يقولوف " عندما تولد طفالً يف ىذه الدنيا تبكي بينما صبيع من حولك يضحكوف فعش‬ ‫يف ىذه الدنيا واعمل ما تراه مناسباً حىت تيك اؼبوت وعندئذ تضحك بينما صبيع من حولك‬ ‫يبكوف "‬ ‫فبينما اؼبلوؾ السابقُت كانوا منشغلُت دبتعة أنفسهم أثناء فًتة اؼبلك واغبكم كنت أان مشغوالً‬ ‫ابلتفكَت يف اؼبستقبل وخططت‬ ‫لذلك وقمت قصالح وتعمَت اعبزيرة وأصبحت جنة صغَتة يبكن أف أعيش فيها بقية حيايت‬ ‫بسالـ‪ .‬والدرس اؼبأخوذ من ىذه القصة الرمزية أف ىذه اغبياة الدنيا ىي مزرعة لآلخرة وهبب‬ ‫علينا أال نغمس أنفسنا يف شهوات الدنيا عازفُت عن اآلخرة حىت ولو كنا ملوؾ ‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫فيجب علينا أف نعيش حياة بسيطة مثل رسولنا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص وكبفظ متعتنا إذل اآلخرة ‪.‬‬ ‫وال ننسى قوؿ رسولنا الكرمي صلوات هللا وسالمو عليو " لن تزوال قدما عبد يوـ القيامة حىت‬ ‫يسأؿ عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابو فيما أباله وعن مالو من أين اكتسبو وفيما أنفقو‬ ‫وعن علمو فيما عملو بو ‪".‬‬ ‫وصدؽ رسولنا الكرمي قائالً " كن يف الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ‪".‬‬ ‫اللهم أحسن خاسبتنا وأسكنا جنات الفردوس‬

‫الفائدة ‪:‬ال تصلح دنياؾ خبراب آخرتك‬ ‫فالدنيا مزرعة اآلخرة ‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫احلكيم والصيب‬

‫وبكى أف أحد التجار أرسل ابنو لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل يف العادل‪..‬‬ ‫مشي الفىت أربعُت يوما حيت وصل إذل قصر صبيل علي قمة جبل‪ ..‬و فيو يسكن اغبكيم الذي يسعي إليو‪ ..‬و عندما‬ ‫وصل وجد يف قصر اغبكيم صبعا كبَتا من الناس‪ ..‬انتظر الشاب ساعتُت حُت وبُت دوره‪ ..‬انصت اغبكيم ابنتباه إرل‬ ‫الشاب مث قاؿ لو‪ :‬الوقت ال يتسع اآلف و طلب منو أف يقوـ اولة داخل القصر و يعود ؼبقابلتو بعد ساعتُت‪..‬‬ ‫و أضاؼ اغبكيم و ىو يقدـ للفىت ملعقة صغَتة فيها نقطتُت من الزيت‪ :‬امسك هبذه اؼبلعقة يف يدؾ طواؿ جولتك و‬ ‫حاذر أف ينسكب منها الزيت‪.‬‬ ‫أخذ الفىت يصعد سالدل القصر و يهبط مثبتا عينيو علي اؼبلعقة‪ ..‬مث رجع ؼبقابلة اغبكيم الذي سألو‪ :‬ىل رأيت السجاد‬ ‫الفارسي يف غرفة الطعاـ؟‪ ..‬اغبديقة اعبميلة؟‪ ..‬و ىل استوقفتك اجمللدات اعبميلة يف مكتبيت؟‪ ..‬ارتبك الفىت و اعًتؼ‬ ‫لو أبنو دل ير شيئا‪ ،‬فقد كاف نبو األوؿ أال يسكب نقطيت الزيت من اؼبلعقة‪ ..‬فقاؿ اغبكيم‪ :‬ارجع وتعرؼ علي معادل‬ ‫القصر‪ ..‬فال يبكنك أف تعتمد علي شخص ال يعرؼ البيت الذي يسكن فيو‪ ..‬عاد الفىت يتجوؿ يف القصر منتبها إرل‬ ‫الروائع الفنية اؼبعلقة علي اعبدراف‪ ..‬شاىد اغبديقة و الزىور اعبميلة‪ ..‬و عندما رجع إرل اغبكيم قص عليو ابلتفصيل ما‬ ‫رأي‪ ..‬فسألو اغبكيم‪ :‬و لكن أين قطريت الزيت اللتاف عهدت هبما إليك؟‪ ..‬نظر الفىت إرل اؼبلعقة فالحظ أهنما‬ ‫انسكبتا‪ ..‬فقاؿ لو‬ ‫اغبكيم‪ :‬تلك ىي النصيحة اليت أستطيع أف أسديها إليك سر السعادة ىو أف تري روائع الدنيا و تستمتع هبا دوف أف‬ ‫تسكب أبدا قطريت الزيت‪.‬‬

‫فالسعادة ىي حاصل ضرب التوازف بُت األشياء‪ ،‬و‬ ‫قطرات الزيت نبا السًت والصحة‪ ..‬فهما التوليفة‬ ‫الناجحة ضد التعاسة‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫الفهرس‬ ‫الوىضىع‬ ‫إهذاء‬ ‫كلوت الوؤلفبى‬ ‫الخوهُذ‬ ‫كلوبث شكر ‪......................................................................................‬‬ ‫اًشر الضعبدة وواخه الخحذٌ ‪..................................................................‬‬ ‫الضدُي وفرصت الٌدبة ‪.........................................................................‬‬ ‫ضفذعخبى فٍ بئر ‪..............................................................................‬‬ ‫أًب وصبعٍ البرَذ ‪..............................................................................‬‬ ‫شوشىى القىٌ‪..................................................................................‬‬ ‫الصخىر الكبُرة ‪...............................................................................‬‬ ‫الشطرًح والٌدبذ ‪............................................................................‬‬ ‫ركز علً فٌدبى القهىة ولُش علً الكىة ‪..............................................‬‬ ‫الصذي ‪.........................................................................................‬‬ ‫ضع الكأس واصخرذ قلُال ‪...................................................................‬‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫حلق هع الصقىر‬ ‫أًج هخزوج أربعت ‪........................................................................‬‬ ‫أًج خزرة ‪.‬أم بُضت ‪ ..‬أم حبت قهىة هطحىًت ‪...........................................‬‬ ‫الطفل والوضوبر ‪.........................................................................‬‬ ‫فشل فُل ‪..................................................................................‬‬ ‫حُبة وأهل ‪..................................................................................‬‬ ‫كُش الحلىي ‪...............................................................................‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫هل ابخلعج أفعً راث َىم‬ ‫‪................................................................‬‬ ‫هل حفضل الدٌىى‬ ‫القرود الخوضت ‪.........................................................................‬‬ ‫عٌذهب حري اِخرَي بشكل هخخلف ‪....................................................‬‬ ‫‪.........................................................‬‬ ‫فلٌخعلن هي الحصبى‬ ‫الولك والضبقٍ والدرحُي ‪..............................................................‬‬ ‫الوقالة الصغُرة والضوكت الكبُرة ‪.....................................................‬‬ ‫الشدرة ‪....................................................................................‬‬ ‫اهلؤوا األكىاة لبٌب ‪......................................................................‬‬ ‫الولك والدزَرة الٌبئُت ‪...................................................................‬‬ ‫الحكُن والصبٍ ‪...........................................................................‬‬ ‫الفهرس ‪...................................................................................‬‬ ‫حن بحوذ هللا‬ ‫إلً اللقبء هع الدزء الثبلث‬ ‫الوؤلفبى ‪2118‬‬

‫‪59‬‬

‫رقن الصفحت‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.