I think magazin 24

Page 1


‫هيئة التحرير‬

‫أمين غوجل‬ ‫كنان‬ ‫كاترينا‬ ‫أخيل‬ ‫دينا‬ ‫تامبي‬ ‫زانا‬ ‫بن باز عزيز‬ ‫رامي‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪71‬‬

‫االسالم باالكراه ‪ ...‬كان و ال يزال و سيظل‬ ‫شخصيات ملحدة‬ ‫نبضات بن باز‬ ‫الدومجا اإلسالمية و عقدة أوديب‬ ‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬ ‫ئيسكم؟‬ ‫من هو ر ُ‬ ‫زوجه‪ ...‬أيضاً‬ ‫َم ْن أَ ْكَرَه َ‬ ‫كيف أؤمن؟‬ ‫علم النفس التحليلي و اهلفوات‬ ‫سلسلة الرد امللجم علي صحيح مسلم (‪)2‬‬ ‫ٌ‬ ‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬ ‫اجلمهورية االحلادية‪ ،‬وطن قومي للكفار‪.‬‬ ‫احلج ‪ :‬املؤمتر العام ألثرياء العامل اإلسالمي‬ ‫الشيطان ‪ ...‬املالك الساقط بني التوراة و القرآن‬ ‫القمل عند النيب والصحابة ويف الفقه االسالمي‬ ‫ملاذا يُكثر الدعاة من احلديث عن اجلنس؟‬ ‫مئة وصية ألبين‬

‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬


‫كلمة رئيس التحرير‬

‫االسالم باالكراه ‪ ...‬كان و ال يزال و سيظل‬ ‫ابدئوا من االذان الذي يفرض على مسعنا مخس م رات يف اليوم‬ ‫م ��ن مناظر املصلني و تركهم ألشغاهلم و تعطيلنا ألج ��ل صالهتم لصديقهم‬ ‫الومهي القابع يف السماء السابعة‬ ‫مدارس يعلم فيها الدين من نعومة االدمغة و حىت هنايتها‬ ‫اجيال بأكملها تقتل ببطئ و ثقة‬ ‫تعلم كل انواع شناعات القتل و ازد راء اآلخر املختلف ‪ ,‬يعلم االطفال فيها‬ ‫الك راهية و احلقد ‪ ,‬تعلم فيها اجيال كاملة‬ ‫يف مكان من املفرتض انه يعطي حقائق و علوم ‪.‬‬ ‫أن حممدأ طار اىل الفضاء على منت بغل و أن موسى حول عصاه اىل أفعى و أن‬ ‫عيسى اتى من نفخ اهلل يف فرج مرمي و أن يونس عاش ثالثة ايام يف بطن حوت ‪.‬‬ ‫يعلم فيها من سيؤسسون املستقبل أن الدين عند اهلل االسالم و أن من بدل دينه‬ ‫فأقتلوه و أنه اذا لقيتم اللذين كفروا فضرب فوق االعناق‬ ‫يعلم فيها الذكور منهم انه قوامون على النساء و أهنم مفضلون عند اهلل و ان‬ ‫كل حقوقهم ضعف حقوق االنثى ‪.‬‬ ‫تعلم فيها االن ��اث اهنن اكثر اهل جهنم و اهنم ادوات امتاع الذكور يأتوهم‬ ‫للحرث اننا شاؤوا و ان طاعة الزوج و رضاه من رضا الرب‬ ‫اي جيل ممسوخ سينتج و هذه بعض االمثلة‬ ‫و يكرب االنسان املشوه يف أرض الرساالت ليجد انه حمكوم ليس فقط باهلل و‬ ‫رسوله بل بويل أمره اجلاكم بأمر اهلل على االرض‬ ‫يتعلم أن اخلروج على احلاكم ح رام و أن حرية ال رأي ح رام و أن حرية امللبس‬ ‫و االكل و التصرف و حىت اخل راء يف بيت اخل راء ح رام و هلا طريقة اسالمية ال‬ ‫جيوز اخلروج عنها‬ ‫يتعلم أن الصرب و الدعاء هم اسلحته الوحيدة يف مقاومة عامل صعب ‪.‬‬ ‫يتعلم انه كلما صرب أكثر على اذى السلطان أو احلاكم أو رب العمل أو رب‬

‫‪1‬‬

‫الكعبة كلما ضمن مقعده يف جنه عرضها السماوات و االرض ‪.‬‬ ‫يتعلم أن ال يناقش لكي ال تبد له أمور رمبا تسوئه يتعلم انه من متنطق فقد تزندق‬ ‫يتعلم و يؤمن أن احلكم هلل لكن ادواته يف االرض ‪.‬‬ ‫يفرض عليه أن حيمل كاهل أن من مات ومل يغز ومل حيدث نفسه بالغزو مات على‬ ‫شعبة من نفاق‬ ‫يركب عقد أن االسالم هو احلل السحري لكل شئ من االسهال اىل غزو الفضاء و‬ ‫أن قانون اً ( اذا جاز تسميته بقانون )‬ ‫بأستطاعته حكم كل تنوعات البشر اليت ال تنتهي‬ ‫لن يقنعه ان االسالم بات يف اواخر م راحله أو انه االف اآلهله ماتت و اهله سيموت‬ ‫عاج الً أو آج الً‬ ‫و سيظل دماغة مغلف بقشرة مسيكة متنع دخول املاء و اهلواء و الفكر‬ ‫فشل االسالم يف االنتشار بالفكر ألنه ال حيمله اص الً‬ ‫و كان و ال ي زال و سيظل االك راه و الغصب و القتل و االرهاب هو سبيله الوحيد‬ ‫و هذا عامل انتهت فيه تقريب اً عمليات القبول اجلماعي هلذه االمور‬ ‫و دينكم فيه انتهى و هذه أواخر شهقات احلياة لديه‬ ‫احلرية و الدين ال جيتمعان‬ ‫احلرية و القولبة ال جيتمعان‬ ‫احلرية و املوت ال جيتمعان‬

‫و عيشوا سعداء أصدقائي‬ ‫أمين غوجل‬

‫‪2‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬ ‫باروخ اسبينوزا‬

‫اهتامه من جمتمعه اليهودي رغم انه مل يصرح بإحلاده أب ��داً ولعله مل يكن كذلك ‪ ,‬فعمل يف‬ ‫فلسفته على اخضاع الكتاب للعقل ‪ ,‬وعلى حرية التفلسف يف زمن ال يسمح فيه بالكالم‬ ‫ومن أوائل األشخاص الذين طالبوا حبرية الفكر واحلرية السياسية عرب د راسة تارخيية وثقافية‬ ‫وسياسية صاحب كتاب األخالق الشهري وكتاب رسالة يف الالهوت والسياسة ‪ ,‬تعتمد فلسفة‬ ‫اسبينوزا على ان اهلل ال يتدخل يف حياة البشر ومل يرسل األنبياء أبداً ‪ ,‬وكان حمكوم بواقع العلم‬ ‫يف تلك الفرتة ‪,‬اذ انه كان ضعيف اً وخترتقه الكنيسة وتستحوذ عليه ‪ ,‬ونتيجة للنقص العلمي‬ ‫وسيطرة ديكتاتورية الدين والسياسة فلم يكن من جمال اال ان يتحدث بالطريقة الديكارتية‬ ‫واستخدام املنطق لبيان ماهية الكتب املقدسة فال رأي االحلادي الصريح كانت عقوبته االعدام‬ ‫‪ ,‬ولد يف أمسرتدام سنة ‪, 1632‬‬ ‫«ان كل ما يناقض الطبيعة يناقض العقل وما يناقض العقل هو عبث وبالتايل جيب أن يهمل‬ ‫«‬ ‫طرد من الدين اليهودي فيقول ‪« :‬اهلل ذلك امللجأ للجهل»‬ ‫حاولت املؤسسة الدينية اليهودية يف البداية أن تعامله بإحسان ولطف ومن دون أذى‪ ،‬فدعته‬ ‫إليها وكلمته عن آرائه وعما إذا كان ما نسب إليه صحيح اً‪ ،‬فأقر بذلك ومل ينكره‪ ،‬بل ودافع‬

‫‪3‬‬

‫باروخ اسبينوزا‬

‫اس ��اس تقدمي العقل على النقل واخ ��ض ��اع الكتب الدينية للنقد والتدقيق وحتليل الظواهر‬ ‫واملعج زات الوارد ذكرها يف الكتاب ‪ ,‬فيلسوف هولندي من اتباع مدرسة ديكارت وعامود‬ ‫فلسفة القرن السابع عشر ‪ ,‬يهودي األصل ‪ ,‬ال يستطيع اي شخص اهتامه باالحلاد كما مت‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫باروخ اسبينوزا‬

‫عنه وقال هلم ان له احلق يف حرية ال رأي‬ ‫والتفكري‪ .‬وأشهدت املؤسسة على ما قاله شهوداً ومع ذلك مل تطبق عليه أحكام الشريعة‬ ‫اليهودية آنئذ كي ال يكون ذلك سبب اً يف انضمامه اىل املسيحية‪ .‬وحاولت بعد ذلك أن‬ ‫تغريه باملال‪ ،‬فأرسلت مع أحد أصدقائه رسالة تعرض عليه مبلغ اً كب رياً من املال ينفق عليه‬ ‫طوال حياته إذا هو توقف عن نقد اليهودية واحلاخامني‪ ،‬وحضر الكنيس بني حني وآخر‪.‬‬ ‫ورفض سبينوزا هذا العرض وأصر على حرية ال رأي والعمل‪ ،‬واستمر جياهر بأفكاره ويدرسها‬ ‫لطالبه‪.‬وعندها س ��اءت عالقته باملؤسسة الدينية وعُ ��رف بني اليهود بآرائه اليت خيالف هبا‬ ‫اليهود اآلخرين‪ .‬وقد ذكر بعض املؤرخني حلياته‪ .‬بأن أحد اليهود املتعصبني حاول اغتياله‬ ‫بسكني ولكن احمل ��اول ��ة كانت فاشلة‪ .‬وليس بعيدا أن يكون ه ��ذا ق ��د ح ��دث وبفتوى من‬ ‫احلاخامني إذ جوز هؤالء اغتيال من يعتربونه قد خرج عن اليهودية بنقده هلا عقابا له على‬ ‫ذلك وهناك عدد من احل ��االت املوثقة ‪ .‬وملا مل جتد املؤسسة الدينية تغ ريا يف آرائ ��ه أصدرت‬ ‫«حرم» حبقه بتاريخ ‪27‬متوز يف العام ‪ 1‬أمام مجوع اليهود وحبضور نسخة من التوراة كما‬ ‫هو متعارف عليه‪.‬وهذا نص احلِ رم‬ ‫«إننا رؤساء الطائفة اليهودية نعلمكم بالتايل‪ :‬إننا لفرتة طويلة كانت لنا معرفة واطالع‬ ‫على اآلراء واألعمال الشريرة لسبينوزا‪ .‬وحنن من خالل وسائل عدة حاولنا أن نقنعه برتك‬ ‫طريقه الشرير ولكننا مل جند تغي رياً حنو األفضل يف افكاره املنحرفة والفاسدة اليت ميارسها‬ ‫ويدرسها‪ .‬وكذلك األعمال املروعة اليت ارتكبها واليت كانت تصلنا معلومات عنها يف كل‬ ‫ي ��وم من شهود موثوقني‪ .‬وك ��ان الشهود أدل ��وا بشهاداهتم حبضور سبينوزا نفسه‪ ،‬وحبضور‬ ‫حاخامينا الذين أيّدوا ذلك‪ .‬ولذلك قررنا ومبصادقة حاخامينا أن املذكور يطرد ويعزل من‬ ‫بيت بين إس رائيل وحنن اآلن نعلن باآليت نص الطرد (من اليهودية) عليه‪:‬‬ ‫إنه طبق اً لق رارات املالئكة وأحكام األولياء‪ ،‬فإننا مننع باروخ سبينوزا ونطرده (من اليهودية)‬ ‫بتأييد اإلله وموافقته وكل مجاعة إس رائيل‪ .‬وحصل هذا بوجود كتاب شريعتنا املقدسة اليت‬ ‫تضم االوام ��ر والنواهي ال �ـ‪ .613‬وحنن حنجر عليه كاحلجر الذي فرضه يشوع بن نون على‬ ‫مدينة أرحيا وكاللعنة اليت لعن هبا النيب اليشع على الشاب‪ .‬وبكل لعن مذكور يف الكتاب‬ ‫املقدس‪ .‬وليُ لعن سبينوزا يف الليل وليُ لعن يف النهار وحني يقوم وحني ينام‪ ،‬وسوف لن يغفر‬ ‫له اهلل‪ ،‬وان غضب اهلل وسخطه سيكونان دائم اً على هذا الرجل‪ .‬وسيأيت اهلل بكل اللعن‬ ‫املذكور يف كتاب الشريعة عليه وسيُ محى امسه من حتت السماء‪ ،‬ولنيته السيئة‪ ،‬فإن الرب‬ ‫سيقضي عليه من بني أسباط بين إس رائيل‪(.‬وسيلعن) بكل لعنات السموات املذكورة يف‬ ‫الكتاب املقدس‪ .‬وأنتم الذين تتمسكون باإلله الرب ستحيون اليوم واىل األبد وحنن نعلن‬ ‫اآلن بأنه ال جيوز ألحد أن يتصل به بشكل مباشر أو بواسطة الكتابة‪ .‬وال جيوز ألحد أن‬ ‫ي زامله وال أن يقضي له حاجة أو يريه أي ن ��وع من الرمحة وال أن يسكن معه حتت سقف‬ ‫واحد وال أن يقرب منه ملسافة أربعة أذرع‪.‬وال جيوز ألحد أن يق رأ مؤلفاته مطبوعة أو مكتوبة‬

‫‪4‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫باروخ اسبينوزا‬

‫باروخ اسبينوزا‬

‫‪5‬‬

‫خبط يده»‪ .‬ويعتقد أن عمر سبينوزا عندما صدر الطرد حبقه كان عمره يف حدود اخلامسة‬ ‫والعشرين سنة‪.‬‬ ‫يَن ظُم سبينوزا كتاب األخ�لاق اشهر مؤلفاته ويتكلم فيه عن احلرية واألح �رار اذ ان ��ه ارت ��اد‬ ‫األوس ��اط احلرة بعد خروجه من الدين اليهودي وتعرفه على مفكرين لي رباليني وأح �رار ‪ ,‬وال‬ ‫تقتصر دراسة سبينوزا على التوراة واليهودية فقط بل وسعها لد راسة عن املسيحية فيقول ‪:‬‬ ‫« عندما تضيف بعض الكنائس أن اهلل قد أختذ شكل اإلنسان‪ ،‬فإنين أنا أصرح أنين و بشكل‬ ‫ح ��ريف ال أدري ما يقولون‪ ،‬بل حىت و أن�ني و احل ��ق أق ��ول‪ ،‬أؤك ��د أن كالمهم قد ب ��دا فيه من‬ ‫العبث ما ال يقل عن القول بأن املربع قد أختذ شكل الدائرة‪».‬‬ ‫مل يتحدث كث رياً عن االسالم واكتفى بوصف حممد على انه شاعر ‪ ,‬و بعد فحص نقدي‬ ‫للكتاب املقدس «التوراة»‪ ،‬الذي كان أول تفسري عقلي لذلك الكتاب استخلص سبينوزا‬ ‫أن املقصود منه هو خلق الدهشة يف املخيلة و أنه ال يقدم أية معلومات عن امليتافيزياء و‬ ‫عن املعرف ةَ و فصلهما فص الً جوهري اً عن‬ ‫ال يُع لِّ م شيئ اً عن اهلل‪ .‬و هبذا أبعد سبينوزا اإلميان َ‬ ‫بعضهما‪.‬‬ ‫قد الفت الكثري من الكتب عن حياة سبينوزا وفلسفته‪.‬كما كتبت مسرحية عن حياته‬ ‫وعرضت على املسارح كما له متثال كبري يف الهاي يف هولندا‪.‬‬ ‫و يقول املتأثرين بسبينوزا انه ديكارت الذي أخضع الدين للنقد العلمي والعقلي فديكارت‬ ‫استثىن اهلل والدين عن حبثه أما اسبينوزا فلم يستثين شيئ اً ‪.‬‬ ‫« هذا الكائن األزيل األب ��دي ال ��ذي ندعوه اهلل أو الطبيعة ال يتصرف بنفس ض ��رورة وجوده‬ ‫فهو مل يوجد ألية غاية و ال يتصرف من أجل أي غاية و وجوده وفعله ليس هلما ال مبدأ و‬ ‫ال غاية»‬ ‫ويقول اسبينوزا يف حديثه عن احلرية ‪:‬‬ ‫« للعبيد و ليس لألح رار تُقدم اهلدية لتكافئهم على حسن سلوكهم‪».‬‬ ‫ان ما كتبه اسبينوزا وعمل عليه يف القرن السابع عشر حنن يف الوطن العريب من احمليط للخليج‬ ‫يف القرن الواحد والعشرين ‪ ,‬وما استفاده اسبينوزا من احلالج وبن عريب مل يستفد منه العقل‬ ‫العريب وما تأثر به اجملتمع الغريب من اسبينوزا ومن هنج على هنجه ‪ ,‬كان باالمكان جملتمعات‬ ‫تتمسك بالبدوية أن تطورها لتصبح حضارية وال تستبدهلا حبياة التخلف والعبودية ‪ ,‬وال‬ ‫تعد احلضارة بكثافة البناء ومجاليته وضخامته بل بالعقل احلضاري املنفتح واما يف النهاية‬ ‫فإن» اإلنسان العادل و احلر هو اإلنسان الذي يعرف السبب احلقيقي لوجود القوانني» وان‬ ‫الدولة تصان بصون الفكر وجي ��ب ان حتافظ على حرية التفلسف والتفكري كما يف دولنا‬ ‫العربية العظيمة متام اً ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫عبد العزيز محمد الباز‪ ،‬املعروف أيضا بإسم بنباز‪،‬‬ ‫ولد ألبوين مرصيني سنة ‪ 1985‬يف الكويت‬ ‫حاصل عىل درجة البكالوريوس يف التجارة شعبة‬ ‫اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وعمل محاسبا لرشكة محلية يف‬ ‫الكويت تسمى مرايا الخليج حتى ألقي القبض عليه‪.‬‬ ‫ديسمرب ‪2012 ,31‬‬ ‫اعتقلت الرشطة الكويتية بنباز‪ ،‬تم إيقافه من مكان‬ ‫عمله وزج به يف السجن‪.‬‬ ‫اتهم بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا‬ ‫ألحكام املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‬ ‫األدلة املقدمة ضده‪ ،‬مدونته‪:‬‬ ‫وثائق رسمية أسفله‬ ‫فرباير ‪2013, 7‬‬ ‫أدين بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا‬ ‫ألحكام املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‪ .‬حكم‬ ‫عليه بالسجن ملدة سنة واحدة يف السجن باإلضافة‬ ‫إىل العمل القرسي‪ ،‬باإلضافة إىل غرامة مالية واإلبعاد‬ ‫من الكويت‪.‬‬ ‫نشاط بنباز قبل اعتقاله‬ ‫كتابة عىل مدونته‪http://www.benbaz.info :‬‬ ‫الكتابة عىل صفحته يف الفيسبوك‬

‫‪7‬‬

‫كاتب مساهم يف مجلة ‪( IThink‬مجلة إلحادية‬ ‫شهرية باللغة العربية)‪http://i-think-magazine. :‬‬ ‫‪blogspot.com/، https://www.facebook.‬‬ ‫‪com/I.Think.Magazine‬‬

‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫نحن بحاجة ملساعدتكم‬ ‫للضغط عىل الحكومة‬ ‫الكويتية إلطالق رساح «بن‬ ‫باز»‬

‫?‬

‫نبضات بن باز‬

‫مساهم عىل االنرتنت باإذاعة امللحدين العرب‬ ‫نحن بحاجة ملساعدتكم للضغط عىل الحكومة‬ ‫الكويتية إلطالق رساح بنباز‬ ‫وقعو عىل العريضة‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫‪BenBazPetition‬‬ ‫انضامم مجموعة ‪ FreeBenBaz‬يف الفيسبوك‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/groups/‬‬ ‫‪/FreeBenBaz‬‬ ‫تابع صفحة يف الفيسبوك املجتمع ‪FreeBenBaz:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/Freebenbazpage‬‬ ‫عىل التويرت ‪hastag: # FreeBenBaz‬‬ ‫إذا كنت تستطيع تنظيم وقفة احتجاجية أمام‬ ‫السفارة الكويتية أو القنصلية يف مدينتك إتصل بناو‬ ‫سوف نساعدك‪ .‬لالنضامم إىل ‪FreeBenBazProtest‬‬ ‫الصفحة يف الفيسبوك‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫‪BenBazProtest‬‬ ‫يرجى مساعدتنا بالفيديو والكتابة يف مدوناتكم‬ ‫الخاصة وعىل الفسبوك والتويرت‪ ،‬وكتابة املقاالت‪،‬و‬ ‫اإلتصال بوسائل اإلعالم‬ ‫لدينا رشيط فيديو عىل موقع يوتيوب يرجى‬ ‫مشاهدة و البت عىل الفايسبوك و التويرت ‪:‬‬ ‫‪http://youtu.be/2B_n7wo4Ji4‬‬

‫مدونة محمد عبد العزيز‬ ‫‪www.benbaz.info‬‬ ‫صفحة الفيسبوك‬ ‫‪www.tinyurl.com/Benbazfacebook‬‬

‫لتوقيع العريضة‬ ‫‪www.tinyurl.com/BenBazPetition‬‬

‫شكرا لكم!‬

‫‪8‬‬


‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫احمد يحيى حممود‬

‫عند ق راءة تاريخ األمم اليت اعتمدت يف تكوينها اجملتمعي على الدين كركيزة بناء أساسيه يف‬ ‫النظام املعريف و األخالقي و التنظيمي فإننا يف أغلب األوقات جند أن هذه املنظومة الدينية‬ ‫كونت نظام اً دفاعي اً خاص اً هبا حبيث تحُ افظ على نفسها مصد راً مقدس اً وحيداً لإلحتياجات‬ ‫البشرية حبيث تُنشئ أطفال اجملتمع منذ نعومة أظافرهم على اإلميان بضرورة اإلحتياج لكيان‬ ‫سلطوي «اإلل ��ه أو الكيان امل ��ق � ّد س» ليُ ن ظّ م احتياجاهتم األساسية و يتح ّك م بشكل ما يف‬ ‫مصائرهم و حتديد الصواب وُ اخلطأ‪ ،‬حينها يُصبح العرف امل جتمعي قائم على ركائز واضحة‬ ‫غري قابلة للتبديل او التعديل و يتوارثها اجملتمع جيل بعد ُ‬ ‫جيل حبيث يُصبح العرف اجملتمعي‬ ‫نفسه ُم ق ّدس اً و التغ ريات اليت حتدث عليه طفيفة للغايه و غري ملحوظة‪.‬‬ ‫وال شك أن هذه اجلمودية يف القيم و األسس األخالقية و اإلجتماعية قد كانت تمُ ثل منوذج اً‬ ‫للنجاح يف اجملتمعات القدمية‪ ،‬ألن احلضارة ال تنشأ اال يف بيئة تعج بقدر من اإلنتظام و مث الً‬ ‫تتطور‬ ‫فإن قبائل الصح راء اليت كانت تعتمد على نظام اجتماعي ثابت و مجودي كانت ّ‬ ‫اقتصادي اً و عسكري اً أس ��رع من القبائل اليت ال تعتمد على نظام اجتماعي مج ��ودي صارم‪،‬‬ ‫كذلك فإن الدول القدمية اليت اعتمدت يف ركيزهتا على نظام ديين حاد قد صنعت حضارات‬ ‫قوية واضحة املعامل كاحلضارة الفرعونية‪ ،‬و السبب يف هذا يعود اىل أن الص رامة يف اجملتمعات‬ ‫البدائية كانت تتعامل مع الفطرة البشرية اليت يمُ كن بسهولة إستغالل جهلها و تسيريها‬ ‫على خط سري واضح حبيث يُصبح اف راد اجملتمع مورد بشري متجدد يُغ ّذي ماكينة النظام و‬ ‫التحض ر و اإلنتاج‪.‬‬ ‫يدير عجلة‬ ‫ّ‬ ‫و عندما ننتقل لد راسة اإلسالم فإننا جند أن املؤسس (محُ ّم د) وضع ركائز قوية لتشييد نظام‬ ‫كم جتمع اجلزيرة العربية بشكل جيد يف‬ ‫اجتماعي حاد و قوي قادر على تسيري مجُ تمع قدمي ُ‬ ‫ظل حالة الفوضى امل قننة و ضعف معايري العدالة و نسبية األخالق اليت كانت موجودة يف‬ ‫جٰم تمعه األصلي امل ّك ُي‪ ،‬استطاع ان يؤسس ملدرسة أخالقية قوية خرج من صلبها فيما بعد‬ ‫نظام اجتماعي قوي يف يثرب بعد أن مت ّك نت مدرسته الفكرية من السيطرة على مجُ تمع قابل‬ ‫كم جتمع األنصار‪ ،‬و ُس رعان ما ظهرت ب ��وادر نظام اجتماعي‬ ‫إلع ��ادة اهليكله و التشكيل ُ‬ ‫جتم ع أتباع الدين اجلديد داخل مدينة‬ ‫واضح بعد هجرة املسلمني من مكة اىل يثرب‪ ،‬و ساعد ّ‬ ‫واح ��دة على عملية ختليق الشريعة اليت أصبحت نواة طفرة حضارية لعدة ق ��رون‪ ،‬كما أثّر‬

‫‪9‬‬

‫و نظ راً ألن هذا العُ رف امل جتمعي يعتمد يف عملية زرعه يف أذهان األف راد على إق رانه بأنّه‬ ‫دستور اهلي ُم ق ّد س فإنه ُبالتايل تُصبح عملية تنشئة الفرد منذ طفولته مبنية على إرجاع‬ ‫اسباب وجود قواعد العرف امل جتمعي اىل كوهنا مق ّدسة‪ ،‬و بالتايل ينشأ لدى الطفل حالة‬ ‫من التقديس امل طلق لألع راف ُامل جتمعية تلك‪ ،‬خصوص اً يف الوقت الذي تُستخدم فيه القوة‬ ‫مع الطفل ُ‬ ‫إلجباره على إبتالعُ ب ��ذور النظام القائم‪ ،‬فنجد أن اإلس�لام ‪-‬كغريه من بعض‬ ‫األدي ��ان‪ -‬مل يمُ انع ضرب الطفل ذو العاشرة ضرب اً تأديبي اً كي يحُ افظ على الصالة اليت هى‬ ‫جزء من العُ رف العقائدي لدى امل جتمع املسلم‪ ،‬و أيض اً مل يمُ انع اإلسالم من ضرب الزوج‬ ‫لزوجته ضرب ا خفيف ا تأديبي ا‪ُ ،‬‬ ‫كذلك أدى اعتماد عملية التواتر يف نقل علم احلديث و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تدخ لت هنا الطبيعة البشرية‬ ‫القرآن اىل حالة من التبجيل ال زائد بني املُع لّ م و الطالب‪ ،‬و ّ‬ ‫الطاغية لتُ عطي العالقة بني امل علم و الطالب طابع املذلّ ة و اإلستعباد يف الكثري من األحيان‬ ‫بشكل اعطى شرعية للمع ل م ُ‬ ‫حض هم على اإللت زام‬ ‫و‬ ‫لتأديبهم‬ ‫ة‬ ‫العام‬ ‫لزجر‬ ‫الوايل‬ ‫او‬ ‫اإلمام‬ ‫او‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالعُ رف القائم‪.‬‬

‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫الوجود اليهودي باجلزيرة العربية على ُس رعة تشكيل أبعاد الشريعة اإلسالمية اليت اقتبست‬ ‫الكثري من االع راف اليهودية القوية القابلة للتطبيق‪ ،‬و بإمكاننا تأريخ اول بداية لظهور قوة‬ ‫هذه النواة احلضارية اإلسالمية بالتوقيت الذي قال فيه نيب اإلسالم ‪« :‬لو أن فاطمة بنت‬ ‫جرد رفع الش رائع و األع راف اىل مرتبة احلق امل طلق الصارم‬ ‫فبم‬ ‫حممد سرقت لقطعت يدها»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الذي يُطبّ ق على مجيع أف راد اجملتمع فإنك هبذا تكون قد أرسيت عُ رف اً اجتماعيُاً قوي اً‪.‬‬

‫ونظ راً ألن البيئة اليت نشأ هبا اإلس�لام كانت دوم �اً ُم هددة بالقبائل و التحالفات امل عادية‬ ‫فإن العقيدة اإلسالمية تأثرت حبيث أصبحت تعزز الروابط بني املسلمني و متيل اىل الُرتاحم‬ ‫الداخلي و الشدة خارج اإلطار احلزيب للمسلمني وهو ما أرساه مفهوم حُّ‬ ‫�ول ال لَّ ِه‬ ‫(مَ َّم ٌد َّر ُس � ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين َم َع هُ أ َِش ��دَّاء َع لَ ى الْ ُك َّف ا ِر ُرحمَ​َ ��اء �بَ�يْ�نَ ُه ْم) و هو أمر ليس باجلديد بالنسبة للعقائد‬ ‫َوال ذ َ‬ ‫اإلب راهيمية‪ ،‬فكذلك اليهودية و املسيحية حيتويان قد راً متفاوت اً من اإلنغالقية العاطفية‪،‬‬ ‫فحافظت االس رتاتيجية السياسية للعقيدة اإلسالمية يف يثرب على قدر من الشيطنة املقننة‬ ‫ضد «اليهود و النصارى» الذين كانت ترى فيهما العقيدة ُم هدداً إلستم راريتها يف اجلزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬فرغم أن املسلمني تعاملوا ب ربامجاتية شديدة مع ابناء عمومتهم من اليهود و كذلك‬ ‫بود مع نصارى اجلزيرة العربية يف الكثري من األحيان فإن التحذير من عدم رضا الفريقني عن‬ ‫ّ‬ ‫اجملتمع املسلم جيئ يف مرتبة متقدمة يف عقيدة الفرد‪.‬‬ ‫و ب رتاكم العوامل السابقة فإن النتيجة كانت ‪-‬كطبيعة مجيع األديان اإلب راهيمية‪ -‬هى حالة‬ ‫من الدومجا امل جتمعية اليت زحفت اىل داخل األسر املسلمة و ابواهبا املغلقة‪ ،‬فأنتقل الضغط‬ ‫ُ‬

‫‪10‬‬


‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫مل يكتفي القمع امل جتمعي بأن يجُ رب األف راد على اإلمتثال للشعائر الدينية فحسب‪ ،‬بل انتقل‬ ‫اىل مرحلة ازدراء ُ‬ ‫للتمرد على العُ رف القائم‪ ،‬س ��واء ك ��ان هؤالء‬ ‫ميول‬ ‫لديهم‬ ‫الذين‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫االف‬ ‫ّ‬ ‫التمرد على املنظومة الدينية بالكامل او ح تىّ تعديل بعض اج زاءها او رفض‬ ‫األف راد يأملون يف ّ‬ ‫االنصياع هلا‪ ،‬حيث يقوم امل جتمع بتشكيل دائرة من النبذ حول هؤالء تصل اىل حرماهنم من‬ ‫ُ‬ ‫األساسية أسري اً و إجتماعي اً ككل و ذلك ألن إمكانية الزواج و الوضع‬ ‫احتياجاهتم اإلنسانية‬ ‫املتمرد فكري اً‬ ‫اإلجتماعي و بيئة العمل مجيعها عوامل تستطيع املنظومة ان تضغط هبا على ّ‬ ‫كي يتوقّ ف عن هذا اإلح ��داث‪ ،‬فالنظام اإلجتماعي مت تصميمه حبيث يلفظ كل معارضيه‬ ‫الردة‪ ،‬او اغتياله معنوي اً بكل السبل‪.‬‬ ‫فكري اً ولو وصل األمر اىل قتل امل عارض بتهمة ّ‬ ‫ُ‬

‫‪11‬‬

‫و اذا قسنا قوة الدومجا اإلسالمية يف عقول األف راد فإننا نكون جمحفني اذا مل نقل بأنهّ ا موازيه‬ ‫لغريها من املعتقدات اليت تتأصل يف وج ��دان األجيال و يصعب مقاومتها‪ ،‬و إمعان اً يف قوة‬ ‫اإلستشهاد بدليل على هذا فإننا سنلقي الضوء على قصة من القصص القرآين نفسه‪ ،‬و هى‬ ‫قصة نيب اهلل إب راهيم‪ ،‬فإب راهيم نشأ يف مجُ تمع لديه قوة دومجاتية شديدة و اع راف اجتماعية‬ ‫خمتلة يقدسها االب ��ن ��اء بعد اآلب ��اء يف حلقة مستمرة‪ ،‬لكن اب �راه ��ي ��م مل تُلغى ل ��دي ��ه العقليه‬ ‫التشكيكيه منذ طفولته كما حي ��دث مع أق �ران ��ه‪ ،‬بل ك ��ان ُم ف ّك راً ُم تدبّراً ُم راجع اً لألع راف‬ ‫القائمة‪ ،‬و وصلت به هذه العقلية الناقدة اىل مرحلة نبذ املنظومة القائمة بالكامل‪ ،‬و بدأ‬ ‫التمرد عن طريق حتطيم أقدس أقداس امل جتمع و هى أصنام اآلهلة‪ ،‬بل مل يكتفي بذلك‬ ‫رحلة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫السخرية من عرفهم القائم بأن سخر من كبري اآلهلة‬ ‫و زاد على هذا أن ضرب هلم مث الً يف‬ ‫ذات‪ ،‬و كان ج زاء ثورة اب راهيم الفكرية و تغري قناعاته من عبادة األصنام اىل عبادة كيان‬ ‫اعلى صانع و ُم بدع أن قرر امل جتمع إح راقه بالنار‪ ،‬و هبذا يتضح لنا ان الدومجا ‪-‬يف أي عرف‬ ‫ُ‬

‫بعض املف ّك رين يعزي عنفوان ال ��دومج ��ا اإلس�لام ��ي ��ة الغاشم اىل أنهّ ��ا نشئت يف امل جتمعات‬ ‫العربية اليت متيل للعاطفة و إبطال العقل و اإلنقياد وراء الع رف املوجود و ُ‬ ‫الدفاع عنه‪ ،‬و‬ ‫ُ‬ ‫هذا قد يكون صحيح اً‪ ،‬لكن املشكلة املوجودة اآلن اي اً كانت األسباب وراء عنفوان هذه‬ ‫الدومجا اهل ّدامة ‪-‬اليت تُعترب سبب اً يف التخلف احلضاري العريب‪ -‬هى كيفية البحث عن خمرج‬ ‫التمردات‬ ‫لتفكيك هذا امل ��رض و اإلنتقال باملُجتمع اىل حالة اكثر مرونة يف التعامل مع ّ‬ ‫التمردات املتتالية‪،‬‬ ‫الفكرية‪ ،‬خصوص اً و أن العامل أصبح مفتوح اً بشكل يصعب معه منع ّ‬ ‫ثوار جدد ضد العرف الديين القائم‪ ،‬فإن مل ختف‬ ‫فالق راءة و اإلستنارة ستقوم دوم اً بصنع ّ‬ ‫وطأة الدومجا اإلسالمية فإنهّ ا ستنكسر بشكل ذليل عاج الً أم آج الً امام جحافل املعرتضني‬ ‫على هذا الغباء اإلجتماعي الذي ال يواكب التطور‪.‬‬

‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫النفسي املتوارث من الوالد او الشخص ال راعي اىل اإلبن يف اغلب األحيان‪ ،‬حبيث يقوم األب‬ ‫بسقاية العُ رف و العقيدة اىل عقل ابنه بشكل يُلغي بالتدريج اإلمكانيات التشكيكيه لدى‬ ‫الطفل‪ ،‬تلك اإلمكانيات اليت هى الركيزة األساسية للتق ّدم يف العلوم الفلسفية و الفيزيائية‪،‬‬ ‫حيث تتم تنشئة الطفل على اليقني امل طلق يف العُ رف امل جتمعي القائم و قدسيته امل طلقة‪ ،‬و‬ ‫ُ‬ ‫الدماغي كل وسائل ُ‬ ‫ُ‬ ‫القمع حسب‬ ‫اللني و الرفق و الشدة و‬ ‫تُستخدم يف سبيل هذا الغسيل‬ ‫درجة مترد الطفل و ذكاؤه يف حتليل املعلومات اليت يتل ّق اها‪ ،‬مبعىن انه ان كان ‪,‬الطفل ساذج اً‬ ‫و عاطفي اً فتكفي قبلة على جبينه بعد كل أمر ين ّف ذه إلقناعه بالعرف امل جتمعي العقائدي‪،‬‬ ‫ام ��ا الطفل ذو العقلية التحليلية فإنه ق ��د يتسائل م �راراً و ت ��ك �راراً ع ��ن ُج ��دوى العديد من‬ ‫األع راف الشرعية اليت ال جيد هلا حم الً من اإلع راب و بالتايل تُستخدم معه وسائل خمتلفه ت رتاوح‬ ‫بني اللني و الشدة لغسل أفكاره يف النهايه و حتويله اىل مجُ ّرد مسخ آخر نسخة طبق األصل‬ ‫من اق رانه او الصورة امل ثلى املطلوبة للفرد املسلم‪.‬‬ ‫ُ‬

‫املتمردين و إقصائهم بشىت‬ ‫جمتمعي قائم‪ -‬تؤدي اىل رغبة قوية لدى الفرد يف نبذ الثوار و ّ‬ ‫الس بل‪.‬‬ ‫ُ‬

‫التمرد و ال ��ث ��ورة على العرف الديين و اإلجتماعي كانا يش ّك الن دوم �اً مصد را خمتلف اً‬ ‫إن ّ‬ ‫لإلبداع و التق ّدم احلضاري‪ ،‬فحالة املوت الدماغي و التع ّف ن الزمين و اجلمود اليت تعيشها‬ ‫مفردات اجملتمع املسلم احلالية يف ال ��دول العربية لن يخُ رجنا منها اال املتمردين الساخطني‬ ‫يضح ون مبكانتهم اإلجتماعية و مسعتهم و‬ ‫الناقمني على اهل �راء املوجود‪ ،‬هؤالء الذين قد ّ‬ ‫حريتهم و حياهتم يف بعض األحيان من إجل إعادة تشكيل وعي‬ ‫حب احمليطني هبم بل و ّ‬ ‫امل جتمع و تغيري معامل طريقته يف احلكم على األمور‪ ،‬جيدر بالذكر هنا أن نقول أن الغرب‬ ‫مت ُ ّك ن من الثورة على ه راء الكنيسة بشكل مجُ تمعي عام و عارم و قوي فبالتايل استطاع أن‬ ‫يقفز بسرعة من ُم ستنقع الدومجا املسيحية‪ ،‬اما الدول العربية فعلى األرجح اهنا لن تستطيع‬ ‫اهلروب من الدومجا اإلسالمية بشكل عارم كما حدث يف الغرب ألن الدومجا اإلسالمية اكثر‬ ‫ش راسة و تعصب اً‪ ،‬كما أن املنتفعني خلفها جحافل كبرية‪.‬‬ ‫التمرد لدى الفرد يف ظل الغباء الرتبوي املوجود هى شيئ عظيم‪،‬‬ ‫ال شك ان القدرة على ّ‬ ‫فالذين استطاعوا أن يُفلتوا من الغسيل الدماغي املوجود اغلبهم عاىن من ص راعات نفسية‬ ‫تُشبه تلك اليت واجهت «إب راهيم» يف القصص القرآين‪ ،‬و ذلك ألن اإلنسان بطبعه ميّ ال اىل‬ ‫اإلستسالم للعرف اجملتمعي وال حيدث ان يسخط و يتمرد اال و إن عاىن نفسي اً من القمع و‬ ‫الديكتاتورية‪.‬‬ ‫و حتضرنا هنا ق راءة يف فلسفة و حتليل سيجموند فرويد يف كتاب «الطوطم و التابو»‪ ،‬ذلك‬ ‫التمرد و كسر التابوهات لدى‬ ‫التحليل العبقري الذي أظهر منطقية العالقة الواضحة بني ّ‬

‫‪12‬‬


‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫لكل فعل رد فعل‪ ،‬و لن تستطيع قوى األرض مجيع اً ان تقهر هؤالء املتمردين ألهنم أكلوا من‬ ‫تتحم ل ان متتثل للدومجا‪ ،‬خصوص اً‬ ‫شجرة املعرفة‪ ،‬و طبيعة انسان عصر العوملة اصبحت ال ّ‬ ‫مقرها جمتمعات فاشلة حضاري اً‪ ،‬فاذا اعتربنا ان الدومجا اإلسالمية حالي اً‬ ‫و ان هذه الدومجا ّ‬ ‫هى منتج نود تسويقه لألجيال القادمة اذاً فما هى ممي زاته ؟! ما هى ممي زاته ُم قارنة بالبدائل‬ ‫االكثر قوة يف احلضارة الغربية املتحررة ؟! ما هى ممي زاته يف مواجهة احلضارة الغربية اليت حترتم‬ ‫عقل اإلنسان و تُنشئه منذ الطفولة على الفردية و التفكري و إح رتام الذات ؟‬

‫اختم هذا املقال بكلمات احل لاّ ج الذي مل أجد يف شفافية قلبه و منطقية روحانياته مثي الً‬ ‫يف مواجهته اجلليلة لسيطرة الدومجا اإلسالمية ‪:‬‬

‫الدوجما اإلسالمية و عقدة أوديب‬

‫الفرد و بني رغبته النفسية الدفينة يف التخ لّ ص من سطوة األب او ال راعي او اجملتمع الذي‬ ‫ارهبه و استخدم معه اساليب القمع و الوعيد‪ ،‬و اذا نظرنا للمجتمعات اإلسالمية فإننا‬ ‫جندها مجُ ّرد صندوق ُم غلق يعج بالرتبية القسرية و زرع األفكار بالقوة و الرتويع و الرتهيب‬ ‫و الوعيد بالنبذ اجملتمعي يف الدنيا و بدخول النار يف اآلخرة‪ ،‬و بالتايل فإن النتيجة ببساطة‬ ‫هى نشأة التمرد‪ ،‬فإنسان العصر احلايل املنفتح اصبح ال يهاب الوعيد و الرتهيب كالسابق‪،‬‬ ‫سيتوع د امل جتمع ال زاين‬ ‫يتمرد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سيتوع د اجملتمع شارب اخلمر و مع ذلك سيظل يشربه كي ّ‬ ‫ّ ٰ‬ ‫و ستتغلب روح التمرد على هذا االمر و يقيم االف راد عالقات جنسية طبيعية خارج إطار‬ ‫ال ��زواج‪ ،‬سريهب اجملتمع من ال يصلي بعذاب القرب و بالنبذ و عدم التزويج و مع ذلك لن‬ ‫يصلي املتمردون‪.‬‬

‫الرتهيب كانت ناجحة كما ذكرت من قبل يف تأسيس نواة املدينة اإلسالمية يف يثرب‪ ،‬و‬ ‫لكن هل هذا األسلوب اصبح يمُ كن استخدامه يف إدارة امل جتمع املسلم يف العصر احلايل ؟!‬ ‫هل هذا هو البديل األفضل ؟ اىل مىت سيخدع املسلمون ُأنفسهم و يعيشون يف حالة تغييب‬ ‫تعم د لواقعهم الفكري املزري الذي اصبح يقع يف اسوأ مكان يف سلسلة اهلرم‬ ‫و جتاهل ُم ّ‬ ‫الغذائي لألمم ؟‬

‫َيـت ربّـي بِ َـع ِ‬ ‫َنت‬ ‫َنت َ‬ ‫قال أ َ‬ ‫لت َم ـن أ َ‬ ‫ني قَ ليب فَ ـ ُق ُ‬ ‫َرأ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َنت‬ ‫ـنت أ َ‬ ‫ـنت ُك َ‬ ‫ـح يثُما ُك ُ‬ ‫أ َ‬ ‫َنـت َح ـيايت َوس ُّـر قَ ليب فَ َ‬ ‫ـن بِ َ ِ ِ‬ ‫َنت‬ ‫يس أَرجـو ِس َ‬ ‫فَ ُـم َّ‬ ‫واك أ َ‬ ‫ـالع ف و يـا إلَ ـهي فَ ـ لَ َ‬ ‫أمتىن أن يرى املسلمون ربهّ م بعني قلبهم فإهنا ال تعمى األبصار و لكن تعمى القلوب اليت‬ ‫يف الصدور‪.‬‬

‫بعض السفسطائيني يقول أن اإلسالم يف األصل ال يؤصل للدومجا‪ ،‬و لألسف فإن النصوص‬ ‫الدينية تنضح بالدومجا ‪-‬اليت كانت تصلح سابق اً بالفعل إلدارة اجملتمعات القدمية بشكل‬ ‫ناجح‪ -‬و سأكتفي بسرد منوذج د راسة واحد فقط ‪-‬و مثله كثري‪ -‬من القرآن الكرمي ‪:‬‬ ‫تتح ّدث هذه اآلية عن امل ع ّذبني يف النار ‪/‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ص دُّو َن َع ْن َس بِ ُِ‬ ‫يل ال لَّ ِه َو�يَ�بْغُ و�نَ َه ا ِع َو ًج ا َو ُه ْم بِالآْ ِخ َرِة ُه ْم َك افِ ُرو َن»‬ ‫ين يَ ُ‬ ‫«ال ذ َ‬ ‫ آية ‪ ،١٩‬سورة هود‬‫اقرنت الصورة الذهنية هنا الصد عن سبيل اهلل و عدم اإلمتثال لدينه مبن يبغوهنا عوج اً‪ ،‬و‬ ‫بالتايل أصبح مؤص الً يف أذهان األتباع ان اي حركة مترد جمتمعي على دين اإلسالم هى بكل‬ ‫تأكيد نابعة من هؤالء الذين يبغوهنا عوج اً‪ ،‬و بالتايل يكفي ان حتاول التمرد على اي شيئ يف‬ ‫العقيدة او حتاول تطويره كي اصفك بأنك تصد عن سبيل اهلل السليم و انك تبغيها عوج اً‬ ‫بل و إنك كافر باآلخرة‪ ،‬هذا ان مل ارغب قتلك يف هناية األمر‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ال شك أن الفلسفة القرآنية بصدد التهذيب و التأديب امل جتمعي بإستخدام الرتغيب و‬ ‫ُ‬

‫‪14‬‬


‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬

‫حممد مريغني‬

‫ختيل معي أن يبلغ اجلنون والعته اجلماعي ب أُمة يتضور أكثر من ثلثيها جوع اً درجة أن يقوم‬ ‫البعض بدفع مبالغ مهولة تبلغ ماليني ال ��دوالرات فقط ألجل أن حيوموا حول غرفة عمالقة‬ ‫سبع م رات و�يَُق بِ لُ وا حج راً أسود اللون يُع�تَ َق د أنّه من اجلنة !!! ‪.‬‬ ‫ختيل معي أن يبلغ اهلوس بالبعض لدرجة أن �يُ ْؤثِ ُروا دفع هذه املبالغ الباهظة ملمارسة طقوس‬ ‫ُم ْس تَ َم ٌد معظمها من املمارسات الوثنية اليت كانت سائدة آنذاك باجلزيرة العربية بدالً عن‬ ‫صرفها لرفاهيتهم أو رفاهية أبنائهم !!! ‪.‬‬ ‫بغض النظر عن احملتوى الوجداين الذي يعتقد البعض أ ّن احلج يتضمنه ‪ ،‬وبغض النظر عن‬ ‫ركن ركني من أركان اإلسالم ‪ ،‬وبغض النظر عن مدى صدقية هذا اإلعتقاد الذي ال‬ ‫أ ّن احلج ٌ‬ ‫أي دليل خالف اليقني القليب أو سمَِّ ه اإلميان الغييب الغري مدعوم بالربهان العقلي‬ ‫يقوم على ّ‬ ‫كل ذلك ‪ ،‬أالّ تعتقدون أ ّن اولويات ( العمل اخلريي ) ليست يف العبادة (‬ ‫‪ ،‬بغض النظر عن ِّ‬ ‫الطقوسية ) من صالة وصوم وحج على أمهيتها بالنسبة للمتدينني وإنمّ ا أولوية العمل اخلريي‬ ‫هو اإلسهام يف حياة اآلخرين على حن ٍو إجيايب عرب تقدمي املساعدة للمجتمع بتلك األموال‬ ‫الطائلة اليت تُدفع نظري احلج ؟‬ ‫أالّ تعتقدون أن احلج هبذه املبالغ الفاحشة يف بلد يتضور أكثر من ثلثي سكانه جوع اً ويضم‬ ‫بني ربوعه ماليني املشردين بال مأوى ‪ ،‬ضحايا احلروب والن زاعات األهلية ‪ ،‬وماليني الفق راء‬ ‫بال ماء أو طعام أو كساء يقيهم شر البأس والربد‪ ،‬أالّ تعتقدون أن احلج هبذه املبالغ يف بد‬ ‫اجلوع والفقر واجلهل فعل ينطوي على لالخالقية ونذالة ربمّ ا حىت من املنظور الديين الغييب ؟‬ ‫وبشر مثلك‬ ‫أالّ تعتقدون أ ّن دين اً الينظر لفعل كهذا ـ أي دفع اآلف اجلنيهات من أجل احلج ٌ‬ ‫من حل ٍم ودم جوعى وفق راء ـ على أنّه فعل غري أخالقي هو دين يستحيل أن يكون إهلي املصدر‬ ‫؟‬ ‫هل الثواب يف اآلخرة ـ إن س لّ منا بوجوده ـ يكون ملن يُبدِّد هذه األموال من أجل قذف احلجارة‬ ‫على صرح حجري يشبه إىل ٍ‬ ‫حد ما القضيب ال َذكري ‪ ،‬أم أ ّن األج ��در واألح ��ق بالثواب هو‬ ‫من يقوم بالتربع هبذه األموال لدعم مسرية البحث العلمي امل نعدمة ببلداننا ‪ ،‬أو حىت لش راء‬ ‫ُ‬ ‫حواسيب إلحدى املدارس أو اجلامعات هبا ؟‬ ‫أخي املسلم احلبيب ‪ :‬إنظر إىل أين ستذهب هذه األم ��وال اليت تدفعها من أجل اهلرولة أو‬

‫‪15‬‬

‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬

‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬ ‫وال داعي لتشييد املزيد من املساجد‬

‫املكوث جببل طيلة هنا ٍر كامل والتمتمة‬ ‫بتعاويذ تعتقد أ ّن اهلل سيرتك العامل ك لّ ه‬ ‫ألجلها و ينصت هلا ولقائلها ‪ .‬هل تعلم‬ ‫أ ّن نصفها سيذهب للسعودية والنصف‬ ‫اآلخر حلكومتك الطاغية ؟ هل تعلم أ ّن‬ ‫هذه األم ��وال ستذهب إىل آل سعود ‪ ،‬ال‬ ‫ليلطاطون هب ��ا يف ل ��ن ��دن فحسب ـ كما‬ ‫فعل أحد األم راء الذي أُلقي القبض عليه‬ ‫يف لندن العام قبل املنصرم بعد أن قتل‬ ‫سائقه الذي كان يلتاط به ‪ ،‬وقد عُ ثِ ر يف‬ ‫حاسوبه الشخصي على مقاطع فيديو (‬ ‫محيمية ) جتمع بينهما ـ بل إ ّن هذه املبالغ‬ ‫ستذهب كذلك لقتل األبرياء يف سورية‬ ‫إذ ال فرق بني قذائف بشار إي رانية الصنع‬ ‫واليت تنهال على املعارضيني السياسيني‬ ‫‪ ،‬وب�ين قذائف جبهة النصرة سعودية ‪/‬‬ ‫امريكية الصنع اليت تنهال على املخالفني‬ ‫يف امل لِّ ة واملعتقد ‪.‬‬ ‫هل تعلم أيّها املسلم املسكني أ ّن هذه األموال اليت تدفعها للحج قد تذهب ملساعدة آل‬ ‫سعود لش راء املزيد من األسلحة من الغرب لينعشوا إقتصاده ( الكافر ) ال ��ذي يُعاين من‬ ‫أزمات إقتصادية طاحنة ؟‬ ‫هل تعلم أنهّ م ـ آل سعود ـ قد يشرتوا بأموالك املزيد من الغاز املسيل للدموع والرصاص احلي‬ ‫واملطاطي ليقمعوا ُدعاة احلرية باملناطق الشرقية بالسعودية وبالبحرين ؟‬ ‫هل تعلم اهنا قد تذهب كذلك هلم ليستعينوا هبا يف نشر الفكر الوهايب بالعامل واإلساءة‬ ‫أكثر وأكثر لإلسالم وتقدميه للعامل بأكثر الصور دموية وبشاعة ؟‪.‬‬ ‫الرب عنك ستذهب‬ ‫هل تعلم أ ّن جزء من هذه األموال اليت دفعتها للحج وأنت تبتغي رضى ّ‬ ‫إىل حكومتك الظاملة ال�تي ص ��ادرت ِّ‬ ‫حق ك يف التعليم وال ��ع�لاج و العيش الكرمي ‪ ،‬وحقك‬ ‫باحلرية وممارسة العمل السياسي احلر ؟‬ ‫‪ .‬هل تعلم أنهّ ا ستذهب إىل األنظمة اليت صادرت أعز ما متلك ‪ ،‬صادرت إنسانيتك ؟‪.‬‬ ‫مهما بلغت إستطاعتك للحج ف ��إ ّن جم ��رد وج ��ود إن ��س ��ان جائع أو م ��ش �ّ�رد أو جاهل حباجة‬ ‫للتعليم أو مريض حباجة للعالج فإ ّن هذا يجُ ِّردك من هذه اإلستطاعة ‪ ،‬لو كنت اهلل وأتاين‬ ‫سأأم ر مالئكيت بإدخاله‬ ‫أحد األثرياء من السودان يوم القيامة عارض اً َح َّج هُ لبييت احل رام فإنّين ُ‬

‫‪16‬‬


‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬

‫ينسحب ه ��ذا الكالم أيض اً على دافعي التربعات من أج ��ل بناء املساجد ‪ ،‬وم ��ن الط رائف‬ ‫املضحكة أن جتد املساجد ـ يف بلد كالسودان يعاين من ختلف وت ��ردي مستويات التعليم‬ ‫مب ��خ ��ت ��ل ��ف م �راح ��ل ��ه ـ أك ��ث ��ر م ��ن امل � ��دارس ‪ ،‬وأن جتد‬ ‫املسجد حيتوي على مولد إحتياطي للكهرباء وال‬ ‫جتد الكهرباء موجودة أص�لاً ببعض امل ��دارس ‪ ،‬وأن‬ ‫جت ��د املسجد مشيدا م ��ن طابقني ك ��أمج ��ل مايكون‬ ‫التشييد ومجيع امل ��ن ��ازل اجمل ��اورة له باحلي أو املدينة‬ ‫مبنية من اجلالوص ( الطني ) ‪ ،‬وعندما تأيت األمطار‬ ‫وت ��ت ��ه ��دم امل ��ن ��ازل ويبقى املسجد ه ��و امل ��ب�نى الوحيد‬ ‫الذي مل يتعرض لإلهنيار يُسارع رجال الدين بإدعاء‬ ‫أنهّ ��ا م ��ع ��ج ��زة مس ��اوي ��ة !!!!رغ � ��م أ ّن ال ��س ��ب ��ب يف ذل ��ك‬ ‫بديهي جداً يتمثل يف أ ّن التشييد املعماري للمبىن‬ ‫أحدث وأمنت من بقية املنازل اجملاورة له ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫عندما تُصبح الشعوذة مصل يمُ َزج حبليب االمهات‬ ‫يُ ِق ْم ّن به أصالب أبنائهن ‪ ،‬وعندما تتحول اخل رافات‬ ‫إىل حقائق يقينية التقبل النقاش أل ّن مؤسسات التنشئة الرتبوية أوحت لنا أ ّن هناك مصادر‬ ‫اخرى للمعرفة غري العقل والتجربة ‪ ،‬وعندما تُصبح الغيبيات ِع لم يُ َد ّرس يف جامعاتنا حتت‬ ‫عناوين ه راءات احلكمة من الطقوس التعبدية ‪ ،‬وعندما تحُ تكر فضاءات اإلعالم والتواصل‬ ‫و�تُتَ َخ ذ املنابر مطيّ ة ملخنثي الفكر واملعرفة من الشيوخ والدجالني ‪ ،‬وعندما خيون املثقف‬ ‫أمانة ال ��واج ��ب األخ�لاق ��ي وي � ِ‬ ‫�وظ ��ف عبقرية نشاطه يف التكريس ملصاحله ومطامعه الزعامية‬ ‫ُ‬

‫قاطعوا احلج هذا العام ‪..‬‬

‫زج ت‬ ‫أشد العذاب مع آل فرعون بالدرك األسفل من النار ‪ ،‬وستكون هتمته أو خطيئته اليت ّ‬ ‫به بالنار هي األنانية والبحث عن اخلالص الفردي ولو على حساب ماليني األطفال اجلوعي‬ ‫بالعامل امله ّددين باإلنق راض و الذين كانت ماليينه ال�تي أنفقها باحلج لبييت احل ��رآم كفيلة‬ ‫بإنقاذ بعضهم ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫سلوك أو رد فعل من اهلل خالف فعلي هذا فهو يدل على‬ ‫أي‬ ‫بل أذهب ألبعد من هذا وهو أ ّن ّ‬ ‫أنّه ليس كما يزعم ( ك لِّ ي اخلري ) أو العدل‪.‬‬ ‫نعم ‪ ..‬إنهّ ا دعوة ملقاطعة احلج ‪ ،‬ليس هذا العام فقط ‪ ،‬ولكن إىل أن نقضي على الفقر واملرض‬ ‫واجلهل والتخلف وكافة الظواهر السلبية من حروب وإبادات ودكتاتوريات وعنصرية ‪ ،‬ليس‬ ‫حج ك ملا تعتقد أنّه بيت اهلل‬ ‫ببالدنا فقط ولكن بالعامل أمجع ‪ ،‬حينها فقط ميكن أن نعترب ّ‬ ‫واخلس ة ‪..‬‬ ‫سلوك شخصي ال ينطوي على شكل من أشكال اهلوس أو اجلنون أو النذالة‬ ‫ّ‬

‫أو السلطوية املتماشية مع اخل رافة والدجل ‪ ،‬وعندما تتكالب مؤسسات اإلج �رام املافيوي‬ ‫والقهر واإلستغالل الطبقي تكالب األكلة على قصعتها وتحُ اصر ك � ّ�ل حم ��اوالت اإلص�لاح‬ ‫كل مشاريع التحديث اليت تتصادم مع مصاحلها املتمثلة يف احملافظة على‬ ‫اإلجتماعي وتُوئَد ّ‬ ‫هذا اجلهل والتخلف والعته واجلنون الديين ‪.‬‬ ‫حينها ستنقشع الغمامة وستبدوا لنا هرولة الشعوب للحج واملساجد والتعلق باخل رافات‬ ‫أمر أكثر من منطقي وفق اً لتِ ل ُك م املعطيات ‪.‬‬ ‫اليت يُبددون فيها طاقاهتم لإلنتاج ٌ‬ ‫ورغم ذلك تظل ضبابية اخليارات العالجية هلذه األدواء املستفحلة قائم ةً مامل نُنقي حليب‬ ‫األمهات من أمصال الشعوذة ‪ ،‬وحنارب املناهج الغبية الغيبية اليت جتعل من احلج والطقوس‬ ‫التعبدية ِح َك م سامية وأخالقية ‪ ،‬ونعمل على فك إحتكار قنوات التواصل مع الناس‬ ‫وحترير هذه القنوات من رجال الدين وكافة اإلنتهازيني ‪ ،‬وحناصر املثقفني اخلونة من خالل‬ ‫تعريتهم أمام هؤالء العامة البسطاء ‪..‬‬ ‫الكفاح السياسي وبث الوعي العقالين وإصالح األنظمة التعليمية املتخلفة وحماربة الفساد‬ ‫وجتذير ثقافة الشفافية يف اجملتمع هي العناوين األعرض اليت جيب على املثقفني أن �يُ َع ْن ِونُوا هبا‬ ‫مشاريعهم اإلصالحية ‪ ،‬هذا أو ستستمر كارثة تبديد الثروات يف احلج واملخد رات وتشييد‬ ‫املواخري الدينية واملساجد وغريها من أوجه الصرف اخلاطئة بسبب إختالل األولويات اخلريية‬ ‫وإبت زال مفهوم األخالق ‪..‬‬ ‫ّأم ا بالنسبة هلؤالء املنافقني الذين حياولون أن ي ّدعوا وجود حكمة من هذا اجلنون اجلماعي‬ ‫الذي امسه احلج فأقول هلم ‪:‬‬ ‫وآ حسرتاه على عقول تُرهف نفسها عنتا يف إستخ راج وإستصناع قي م ِ‬ ‫وح كم ومقاصد‬ ‫ّ‬ ‫إنسانية نبيلة م ��ن طقوس بدنية ال تنفع وال تضر ‪ ،‬إم ��ت � ّدت منذ عصور سحيقة أبرزها‬ ‫الوقوف طيلة هنا ٍر كامل على جبل ‪ ،‬والطواف حول غرفة عمالقة ‪ ،‬واهلرولة جبنون ‪ ،‬ورمي‬ ‫احلجارة على ٍ‬ ‫نصب شديد الشبه بالقضيب الذكري ‪.‬‬ ‫يا هيبة العضالت الفكرية ‪.‬‬ ‫وياهيبة ال ��س ��واع ��د الفتية ال�تي إس ��ت ��أس ��دت ( م ��ن األس ��د ) وه ��ي ت ��ق ��ذف الشيطان ال ��ذي أىب‬ ‫السجود بكل كربياء ‪ ،‬وإستنعمت ( من النعامة ) وبني ظه رانيهم شياطني اإلنس آل سعود‬ ‫الذين أدمنوا السجود للشيطان االكرب ( امريكا ‪) ..‬‬

‫‪18‬‬


‫رئيسكم؟‬ ‫من هو‬ ‫ُ‬

‫رئيسكم؟‬ ‫من هو‬ ‫ُ‬

‫رئيسكم؟‬ ‫من هو‬ ‫ُ‬ ‫يكتبها الذهب العتيق ‪...‬‬ ‫سامر قَ َّ‬ ‫طان‬

‫مل أكن أدري‪ ،‬وأنا يف زيارة إىل سويس را قبل حنو عشر سنوات‪ ،‬أنين سـ أُحرج أصدقائي‬ ‫السويسريني هناك بسؤال عارض خطر على بايل يف سياق أحاديثنا عن موضوعات ش تىّ ‪،‬‬ ‫ادلِنا لبعض النكات والتعليقات اخلفيفة‪ ،‬كما هي العادة يف اللقاءات األوىل‪ ،‬وأنين‬ ‫و�تَبَ ُ‬ ‫عبث اً‪ ،‬سأحاول ال رتاجع عنه‪ ،‬ولكن دون جدوى!‬ ‫كنت العريب الوحيد يف اجللسة‪ ،‬غري أن أحد األصدقاء السويسريني كان جييد العربية‬ ‫ويقوم بالرتمجة‪ .‬من قلب الدنيا وجدتين أميل حنو صديقي هامس اً بسؤال‪« :‬وم ��ا اسم‬ ‫رئيسكم احلايل؟» فوجدته‪ -‬بعد أن هرش رأسه‪ -‬مييل حنو اجلالس قربه‪ ،‬ليميل األخري‪-‬‬ ‫ط شفته ورفع كتفيه‪ -‬حنو آخر مال بدوره‪ ،‬فبدوا يل مثل أحجار الدومينو إذ‬ ‫بعد أن م ّ‬ ‫اخنرطوا يف الكالم باألملانية‪ ،‬وازداد امح ر ُار وجوههم ج راء عدم متييزهم (كما فهمت) بني‬ ‫اسم الرئيس املاضي واحلايل والقادم! وهذا ما أشعرين بثقل دمي و»غالظة» سؤايل‪ ،‬إذ مل‬ ‫وسألت‪،‬‬ ‫تورطت‬ ‫أكن معني اً إن كان امسه جون أو ألربت أو إدغار أو عبد اجلبّ ار!! غري أنين‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتورطوا يف البحث عن اجلواب الصحيح!!‬ ‫ٍ‬ ‫مسابقة‬ ‫من ارتباكهم البادي‪ ،‬ومن تداوهلم السريع للكالم (كما لو كانوا يشاركون يف‬ ‫ِ‬ ‫قصرية الوقت) مهست لصديقي بأنين أسحب سؤايل‪ ،‬إذ أن االسم ال يعنيين‪ ،‬وإ ْن هو إالّ‬ ‫جمرد سؤال عابر‪ .‬لكن سؤايل العويص كان قد أحرجهم‪ ،‬كما يبدو من حركات أيديهم‪،‬‬ ‫فأرادوا حفظ ماء وجوههم أمامي‪ ،‬ولذا استمروا يف التداول حماولني تذ ّك ره!‪.‬‬ ‫يتم تداوله بني سبعة أشخاص (مدة‬ ‫قبل ذلك‪ُ ،‬‬ ‫كنت علمت أن منصب الرئاسة عندهم ّ‬ ‫املنصب‪...‬‬ ‫عام واحد لكل شخص) وحني تنتهي األعوام السبعة‪ ،‬يتداول سبعة آخرون‬ ‫َ‬ ‫وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫أحدهم القيام‬ ‫ومل نكن لنتخ لّ ص من ورطة معرفة اسم الرئيس لوال‪ -‬من نِ َع م اهلل‪ -‬أ ْن اقرتح ُ‬ ‫جبولة يف املدينة‪ ،‬حيث دخلنا منطقة خالية من السيارات متام اً‪ ،‬يكثر فيها املشاة إضافة‬ ‫إىل بعض راكيب الد راجات اهلوائية‪.‬‬ ‫وفيما كان يشرح يل صديقي سبب إخالء هذه املنطقة من السيارات وختصيصها للمشاة‪،‬‬ ‫فإذ به يقطع شرحه ليهتف مش رياً بسبابته‪« :‬انظر! انظر! ذاك هو رئيس الدولة! امسه‬ ‫ايريك‪ .‬نعم امسه ايريك»‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫«م � ْ�ن‬ ‫ُ‬ ‫التفت إىل حيث أش ��ارت سبابته‪ ،‬فلم أستطع متييز الرئيس‪ ،‬فسارعت إىل س ��ؤال ��ه‪َ :‬‬ ‫�اب‪« :‬راك ��ب الد راجة ال ��زرق ��اء‪ ،‬ت �ولىّ الرئاسة حديث اً» استطعت متييزه فسألته‬ ‫منهم؟» أج � َ‬ ‫«م ْن؟»‬ ‫متعجب اً‪« :‬هذا رئيس بالدكم؟!» قال‪« :‬بلى» قلت مندهش اً‪« :‬إنه متواضع!» قال‪َ :‬‬ ‫بت حبميّ ة‪:‬‬ ‫قلت‪« :‬رئيسكم»‪ .‬فقال بنربة حيادية كأنه يخُ رب عن الوقت‪« :‬ال أدري‪ ».‬ع ّق ُ‬ ‫«وكيف ال تدري! أال ت راه يركب د راجة؟!» قال‪« :‬منذ قليل أخربتك أهنم منعوا السيارات‬ ‫�ت ذل ��ك‪ ،‬لكنه متواضع ح ��ق �اً» فسألين‬ ‫هنا حفاظ اً على البيئة حب ��ي ��ث‪ »...‬قاطعته‪« :‬ع ��رف � ُ‬ ‫باستغ راب‪« :‬وهل تعرفه شخصي اً!؟» أجبته وقد ضاق صدري‪« :‬بالطبع ال أعرفه! ولكن‬ ‫ط شفتيه ك ��أن ��ه يستغرب استنتاجي‪،‬‬ ‫ألن ��ه ي ��رك ��ب د راج ��ة ف�لا ب � ّد أن ي ��ك ��ون م ��ت ��واض ��ع �اً»‪ .‬م � ّ‬ ‫وجحظت عيناي مستغرب اً استغ رابه!!‪.‬‬ ‫وفيما راح صديقي يتابع شرحه عن أمهية البيئة لديهم‪ ،‬كنت أشعر بتع طّل يف تالفيف‬ ‫�ذت بالصمت‪ ،‬ن ��اوي �اً االس ��ت ��م �رار ب ��ه ط ��وال األي ��ام املتبقية‬ ‫دم ��اغ ��ي‪ ،‬وخبربطة يف برناجمها‪ ،‬ف ��ل � ُ‬ ‫لزياريت‪ ،‬مكتفي اً بالتصويت بـ «إمممم» على كل حديث جيري أمامي‪ ،‬إذ من شأن أي سؤال‬ ‫ٍ‬ ‫كوكب بعيد ألزور‬ ‫جديد أطرحه أن يورطين مزيداً‪ ،‬ويوطّن اليقني لدي من أنين جئت من‬ ‫كوكب اً آخر!!‪.‬‬ ‫السبائكي (‪ 24‬ق رياط)‪ ،‬أبو مسرة‬ ‫من صفحة‬ ‫صوت احلرية من سلقني‬ ‫‪facebook.com/pages/Sound-of-Freedom-from-Salqin‬‬

‫‪20‬‬


‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫عمل «التحالف الوطين لتشريع محاية النساء من‬ ‫العنف األسري» على إلغاء استثناء الزوج من جرم‬ ‫�ادة ‪503‬‬ ‫اغتصاب زوجته املنصوص عليه يف امل� ّ‬ ‫أكرَه غري زوجه‬ ‫من قانون العقوبات اللبناين («من َ‬ ‫بالعنف والتهديد على اجلماع عوقب باالشغال‬ ‫ال �ش��اق��ة مخ��س س �ن �وات ع�ل��ى األق� ��ل‪ .‬وال تنقص‬ ‫العقوبة عن سبع سنوات إذا ك��ان املعتدى عليه‬ ‫يتم اخلامسة عشرة من عمره»)؛ ُوذل��ك حني‬ ‫مل ّ‬ ‫ص��اغ امل��ادة ‪ 4‬من «مشروع قانون محاية النساء‬ ‫من العنف األسري» الذي تق ّدم به «التحالف»‬ ‫امل��ذك��ور وت�ب��نّ��اه جم�ل��س ال� ��وزراء ب�ع��د إض��اف��ة امل��ادة‬ ‫‪ 26‬امل�ش�ه��ورة عليه (مي�ك��ن متابعة م�س��ار نشاط‬ ‫«التحاف الوطين لتشريع محاية امل�رأة من العنف‬ ‫األس � ��ري ع �ل��ى ‪www.protect.kafa.‬‬ ‫‪.)org.lb‬‬ ‫تنص املادة ‪ 4‬من مشروع القانون على ما يأيت‪:‬‬ ‫«م��ن أك��ره زوج��ه بالعنف والتهديد على اجلُماع‬ ‫عوقب باحلبس من ستة أشهر إىل سنتني»‪.‬‬ ‫رحبت هيئات اجملتمع امل��دين العاملة حتت مظلّة‬ ‫ّ‬ ‫حقوق اإلنسان باملشروع‪ ،‬وباملادة ‪ 4‬ضمناً‪ ،‬لكن‬ ‫هيئات نسائية متحالفة مع دار اإلفتاء اإلسالمية‬ ‫شنّت محلة ض ّده‪ ،‬مطلقةً أفكاراً ومعتقدات بثتها‬ ‫وسائل اإلعالم ونُشرت على النِت تن ّدد بالقانون‬ ‫مجلة وتفصيالً‪ .‬بدا أن اللجنة اخلاصة اليت كلّفها‬ ‫رئيس جملس ال�ن�واب دراس��ة امل�ش��روع امل��ذك��ور قد‬ ‫تأثّرت‪ ،‬بدرجة غري قليلة هبذه احلملة‪ ،‬ما أسفر‬

‫‪21‬‬

‫عن تعديل بعض بنوده‪ .‬وقد جاء البند ‪ - 4‬أ ذو‬ ‫الصلة باالغتصاب ال��زوج��ي يف مشروع القانون‬ ‫امل�ع� ّدل على الشكل اآليت‪« :‬م��ن أق��دم‪ ،‬بقصد‬ ‫استيفاء حقوقه الزوجية يف اجلُ�م��اع‪ ،‬أو بسببه‪،‬‬ ‫ع�ل��ى ض ��رب زوج ��ه أو إي ��ذائ ��ه ع��وق��ب ب��إح��دى‬ ‫امل� �واد ‪ 554‬أو ‪559‬‬ ‫امل� �ن� �ص ��وص ع �ل �ي �ه��ا يف‬ ‫ق ��ان ��ون ال �ع �ق ��وب ��ات»‪،‬‬ ‫والبند ‪ - 4‬ب ال��ذي‬ ‫�ص أن «م��ن أق��دم‪،‬‬ ‫ي�ن� ّ‬ ‫بقصد استيفاء حقوقه‬ ‫ال ��زوج �ي ��ة يف اجلُ� �م ��اع‪،‬‬ ‫أو بسببه‪ ،‬على هتديد‬ ‫زوجه‪ ...‬إخل»‪.‬‬ ‫هكذا تُ��ذك��ر يف قانون‬ ‫م ��دين‪ ،‬ل �ل �م� ّ�رة األوىل‪،‬‬ ‫عبارة «استيفاء احلقوق‬ ‫الزوجية»‪ .‬وتتكثّف يف‬ ‫التصورات‬ ‫هذه العبارة ّ‬ ‫واملعتقدات واألح�ك��ام‬ ‫النمطية ح��ول النساء‬ ‫وال��رج��ال ن�ت�ع�ّ�رف إليها‬ ‫يف ت �ص��رحي��ات‪ /‬م �ق��والت ش��ائ�ع��ة‪ ،‬أع ��اد التذكري‬ ‫هبا املعارضون واملعارضات ملشروع قانون محاية‬ ‫املرأة من العنف األسري‪ .‬وهي إذ تقع يف اإلطار‬ ‫امل��رج�ع��ي اخل ��اص ب��ال�ق��ان��ون�ي�ين يف م��وق��ع م��أل��وف‬ ‫بسبب اندراجها يف سياق الكالم عن عقد بني‬

‫الحقوق الزوجية‬

‫م� � � �ف� � � �ه � � ��وم «احل� � � � �ق � � � ��وق‬ ‫البندين ‪ 4‬أ‬ ‫الزوجية» يف َ‬ ‫وب من املشروع املع ّدل‬ ‫ال�ق��ان��ون‪ ،‬ه��ل يستجيب‬ ‫ل �واق ��ع ال �ن �س��اء وال ��رج ��ال‬ ‫عندنا؟‬ ‫حييل مفهوم «احل�ق��وق»‬ ‫مباشرة على املفهوم الذي‬ ‫ي� �ك � ّ�م� �ل ��ه‪« :‬واج� � �ب � ��ات»‬ ‫ال ��زوج ��ة جت ��اه زوج �ه��ا يف‬ ‫م��وض��وع اجلُ�م��اع‪ .‬وذل��ك‬ ‫ل� �ل� �ت ��أك� �ي ��د أن ال � ��زوج � ��ة‬ ‫ُم � �ل� � َ�زم� ��ة‪ ،‬مب ��وج ��ب ع�ق��د‬ ‫ال � � � ��زواج ال� � ��ذي أب ��رم �ت ��ه‪،‬‬ ‫على القبول باجلُماع مع‬ ‫ال� � ��زوج‪ .‬ي �ن �ط��وي م�ف�ه��وم‬ ‫احلقوق والواجبات على التغاضي عن رغبة الزوجة‬ ‫يف اجلُماع‪ ،‬وإن كانت تعفى من واجباهتا هذه‪،‬‬ ‫وفق اجتهادات دينية‪ ،‬بسبب وقوعها يف املرض‪.‬‬ ‫أما اخللل الذي استوجب صوغ املادة ‪ - 4‬أ وب‬ ‫من مشروع القانون املع ّدل‪ ،‬فيتمثّل بكون الزوج‬ ‫قد اختذ العنف اجلسدي وسيلة من أجل «استيفاء‬

‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫متعاقدين‪ ،‬فهي نافرة من منظور نسوي؛ فاملنظور‬ ‫َ‬ ‫النسوي ي��رى إىل التشريع س�ي�رورة تتم يف سياق‬ ‫نفس ‪ -‬اجتماعي يستدعي اآلث��ار ال�تي تحُ دثها‬ ‫التحوالت اجملتمعية على النساء والرجال ويأخذ يف‬ ‫االعتبار الديناميات املستج ّدة اليت حتكم العالقة‬ ‫القائمة بني الفئتني‪ .‬يف ما يأيت‪ ،‬أتناول بعض هذه‬ ‫املقوالت يف حماولة للبحث عن مالءمتها مع واقع‬ ‫النساء والرجال يف جمتمعنا‪.‬‬

‫تتضمن أن الزوجة‬ ‫حقه يف اجلُماع»‪ .‬هذه املادة ّ‬ ‫توسل‬ ‫امتنعت عن القيام بواجباهتا‪ ،‬فاستدعت ّ‬ ‫الرجل «الضرب واإليذاء» و»التهديد» إلجبارها‬ ‫على القيام بتلك ال�واج�ب��ات‪ .‬ال�ض��رب واإلي��ذاء‬ ‫والتهديد‪ ،‬تستدعي‪ ،‬بدورها‪ ،‬العقاب اليت تنص‬ ‫عليه هذه امل��ادة‪ ،‬باإلحالة على م�واد من قانون‬ ‫العقوبات‪.‬‬ ‫ه��ذه امل ��ادة م��ن ال�ق��ان��ون حممولة على ت�ص� ّ�ورات‬ ‫للزواج وللمرأة والرجل‪ -‬طَ​َرفيَ الزواج‪ -‬ومعتقدات‬ ‫ح� ��ول ال �ع�ل�اق��ة ال�ت��ي ت �رب �ط �ه �م��ا م �ع �اً وألس �ب ��اب‬ ‫«اجلُ�م��اع» بينهما‪ .‬فهل تشبه ه��ذه ال�ت�ص� ّ�ورات‬ ‫وتلك املعتقدات واق��ع النساء وال��رج��ال املعاصر‬ ‫عندنا؟‬ ‫التصورات اليت حيملها‬ ‫تشري األحباث اليت تناولت ّ‬ ‫ال �ش��اب�ّ�ات وال �ش��بّ��ان ع�ن��دن��ا ل��ذواهت��م ولشركائهم‬ ‫امل ��أم � �ول �ي�ن‪ ،‬إىل ب� � ��روز ه ��وي ��ة ن �س��ائ �ي��ة ج��دي��دة‬ ‫تتجه ألن ت�ت�ج��اوز امل�ن� ّ�م��ط األن �ث��وي التقليدي‪.‬‬ ‫فالشابة اللبنانية‪ ،‬م�ث�لاً‪ ،‬مل تعد ت��رى إىل ذاهت��ا‬ ‫كائناً اتكالياً وضعيفا وحم�ت��اج�اً حلماية الرجل‪،‬‬ ‫ب��ل ه��ي اصبحت ت�ع��زو إىل ذاهت��ا مس��ات كانت‬ ‫حكراً على ال��رج��ال‪ ،‬مثل االستقاللية واألدات�ي��ة‬ ‫‪ instrumentality‬والقيام بالذات‪ .‬وهي‬ ‫إذ تبنّت السمات الذكرية‪ ،‬فقد احتفظت لذاهتا‬ ‫بالسمات األنثوية ومل جتد يف األدوار املرتتبة على‬ ‫أي من جمموعتيَ السمات (مسات الذكورة‬ ‫تبنيّ ٍّ‬ ‫ومسات األنوثة) تعكرياً على األخرى‪ .‬إىل ذلك‪،‬‬ ‫فإن الشابة املعاصرة تعبرّ عن رغبتها بعقد شراكة‬ ‫زواجية مع رجل يعرتف هبويتها اجلديدة ويق ّدر‬ ‫إجنازاهتا وحيرتم خياراهتا احلياتية‪.‬‬ ‫ت��ؤّك��د ال��وق��ائ��ع املتمثّلة ب��اإلح �ص��اءات الشاملة‪،‬‬ ‫التوجهات اليت عبرّ ت عنها الدراسات النفس‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعية اجلزئية‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫العالقة الزوجية الحميمة‬

‫خترتق املعتقدات الشائعة حول االغتصاب الزوجي‬ ‫أفكار يرفعها بعض الناس حججاً للدفاع عن حق‬ ‫متضمنة يف‬ ‫الرجل يف إك �راه زوجته على اجلُماع‬ ‫ّ‬

‫ «ال ��رج ��ل ي�غ�ت�ص��ب زوج �ت��ه ألن�ه��ا‬‫تمتنع عنه»‬

‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫‪23‬‬

‫فالشابّة اللبنانية تتجه أكثر فأكثر حنو الرتيّث يف‬ ‫األول للشابات‬ ‫الزواج؛ إذ بلغ مع ّدل عمر الزواج ّ‬ ‫عندنا‪ ،‬وفق اإلحصاءات الرمسية‪ 29 ،‬سنة‪ .‬وفاقت‬ ‫درجة تعلّمها مستوى زميلها الشاب يف التعليم ما‬ ‫قبل اجلامعي واجلامعي‪ .‬وجتاوزت نسبة العزباوات‬ ‫وهن دخلن‬ ‫منهن ‪ 40‬يف املئة من سوق العمل‪ّ .‬‬ ‫ميادين عمل جديدة (القضاء واألمن)‪ ،‬وبعضهن‬ ‫ه ��اج ��رن ل�ل�ب�ح��ث ع ��ن ف ��رص ع �م��ل أف �ض��ل كما‬ ‫أصبحن أك�ث��ر إع�لان�اً ع��ن قضاياهن يف امليديا‪،‬‬ ‫ال�ق��دمي منها واجل��دي��د‪ ،‬م��ن م��ؤش �رات إىل أح �وال‬ ‫التصور الذي حتمله الشابة‬ ‫عامة ّ‬ ‫وتوجهات ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعزز ّ‬ ‫األعم‪ .‬إىل‬ ‫اللبنانية عن ذاهتا‪ ،‬وتتناغم مع السياق ّ‬ ‫ذل��ك ف��إن ه��ؤالء الشابّات نشأن يف أس��ر تتجه‪،‬‬ ‫حبسب اإلح �ص��اءات ال��رمس�ي��ة‪ ،‬للتناقص لتنجب‬ ‫أق��ل من ثالثة اوالد‪ .‬وه��ذا يشي بإمكان تنشئة‬ ‫«نوعية» لالوالد من اجلنسني يرتاجع فيها التمييز‬ ‫اجلنسي يف إتاحة العلم‪ ،‬واستطراداً يف العمل‪ ،‬ويف‬ ‫حرية احلركة واملشاركة يف النشاط اجملتمعي العام‪.‬‬ ‫السؤال املطروح ها هنا‪ :‬هل تتناسب أوضاع املرأة‬ ‫وهويتها اجلديدة مع عالقة زواجية جنسية‬ ‫املعاصرة ّ‬ ‫(اجلُماع) قائمة على قاعدة احلقوق والواجبات؟‬ ‫قد يبدو سائغاً أن تُدفع فتاة مل تتجاوز الثامنة‬ ‫ع�ش��رة م��ن عمرها‪ ،‬واب�ن��ة م��ن ستة أوالد (م�ع� ّدل‬ ‫عدد األطفال يف األسرة اللبنانية يف الستينات كان‬ ‫‪ )6,4‬يف أسرة متوسطة احلال (كي ال نقول فقرية)‬ ‫وكان تعليمها حمدوداً تبعاً لصغَر سنها‪ ،‬غري عاملة‬ ‫بأجر وال متلك مشروعاً حياتياً خاصاً هبا‪ ،...‬إىل‬ ‫اإلقبال على زواج جتد فيه حتقيقاً لرغبات اسرهتا‬ ‫ال�ت�ي جت��د يف «س�تره��ا» ه��دف�اً م��رغ��وب�اً ب��ه وإع�ل�اء‬ ‫لقيمتها االجتماعية‪ ،‬بل رمبا حتقيقاً لذاهتا وحلريتها‬ ‫الشخصية وجلنسانيتها‪ .‬ه��ذه ال�ف�ت��اة‪ /‬ال��زوج��ة‪/‬‬ ‫النموذج الذي كان سائداً يف عقود سابقة قد تعبرّ‬

‫ع��ن جنسانيتها يف فعل م��ن االم�ت�ن��ان‪ /‬الواجب‬ ‫جتاه الزوج الذي وفّر هلا وضعية ال متلك خيارات‬ ‫يصح‪ ،‬رمبا‪ ،‬الكالم عن حق‬ ‫سواها للوجود‪ .‬وقد ّ‬ ‫الزوج يف اجلُماع مقابل اإلنعامات اليت وفّرها هذا‬ ‫الزوج لتلك الزوجة‪ .‬يف الكالم الديين اإلسالمي‬ ‫وامل�س�ي�ح��ي ك�ل�ام ص�ري��ح ع��ن ال�ت�ب��ادل يف السلع‬ ‫واخل��دم��ات‪ .‬املأكل وامللبس‪ ،‬مثالً‪ ،‬تحُ ��رم منهما‬ ‫الزوجة ال�تي متتنع عن ف�راش زوجها‪ ،‬وفقاً للفقه‬ ‫اإلس�لام��ي (ناهيك حبرماهنا م��ن رض��ى املالئكة‬ ‫ال�تي تلعنها ط �وال الليل ال��ذي امتنعت فيه عن‬ ‫فراش زوجها!)‬ ‫ل� �ك ��ن‪ ...‬ل�ن�ن�ظ��ر ع��ن ك��ثَ��ب إىل امل � � �رأة‪ /‬ال�ش��اب��ة‬ ‫اللبنانية ِ‬ ‫املعاصرة املقبلة على الزواج‪ ،‬فماذا نرى؟‬ ‫نرى امرأة راشدة منذ زمن غري قليل جتاوز أحياناً‬ ‫مرحبة هب��ا (مل‬ ‫السنني العشر‪ ،‬ن�ش��أت يف أس��رة ِّ‬ ‫تولد «سهواً» بسبب انتشار وسائل منع احلمل‬ ‫بني النساء وفق اإلحصاءات اللبنانية الشاملة)‪،‬‬ ‫تنحو ألن ت�ك��ون متعلّمة وع��ام�ل��ة مبهنة خ��ارج‬ ‫منزلية؛ األم��ر ال��ذي جيعل عالقاهتا غري مقتصرة‬ ‫على أفراد األسرة‪.‬‬ ‫ه��ذه ال�ش��اب��ة ت�ت�ع�ّ�رض ع�بر امل�ي��دي��ا‪ ،‬ال�ق��دمي��ة منها‬ ‫لسيل واف��ر م��ن املعلومات والنماذج‬ ‫واجل��دي��دة‪ْ ،‬‬ ‫اإلن�س��ان�ي��ة‪ .‬وه��ي ق��د خ��اض��ت‪ ،‬ع�ل��ى األرج ��ح‪،‬‬ ‫جت��ارب عالئقية وع��اط�ف�ي��ة ورمب��ا جنسية ّأهلتها‬ ‫ل �ل��وص��ول إىل م �س �ت��وى م��ن ال �ن �ض��ج ال�ش�خ�ص��ي‬ ‫وم �ع��رف��ة ال� ��ذات واآلخ �ري ��ن واك �ت �س��اب ال ��دروس‬ ‫احلياتية‪ .‬هذه املرأة‪ ،‬ما هي دوافعها لعقد شراكة‬ ‫زواج�ي��ة قوامها «احل�ق��وق وال�واج�ب��ات» يف جمال‬ ‫مسوغات رضاها ألن‬ ‫حياهتا احلميمة؟ ما هي ّ‬ ‫ت �ك��ون م��وض��وع �اً الس �ت �ي �ف��اء ح �ق��وق زوج �ه��ا يف‬ ‫اجلُماع؟ ما الذي حي ّفزها ألداء واجب يف ناحية‬ ‫من وجودها‪ -‬املمارسة اجلنسية‪ -‬يُفرتض هبا أن‬

‫احلسي‬ ‫تكون مصدراً للمتعة اخلالصة وسبباً للتألّق ّ‬ ‫وحت�ق�ي�ق�اً ل��رغ�ب��ة ان�ت�ق��ائ�ي��ة ‪ selective‬امل��وض��وع‬ ‫واستسالماً اختيارياً لصلة عاطفية عقدهتا بوعي‬ ‫أملْته فرديتها املكتسبة ومل تكن (الصلة) مدفوعة‬ ‫حباجة‪ ،‬وال استجابة لضغوط قيمية ومادية؟‬ ‫ال يفوتنا أن بعض النساء‪ /‬الشابّات املعاصرات من‬ ‫اللوايت وصفنا غري َمعفيّات من الضغوط اجملتمعية‬ ‫اليت حتثّهن على اإلقبال على الزواج‪ ،‬حىت لو كان‬ ‫هذا ال��زواج معقوداً يف إطار احلقوق والواجبات‪.‬‬ ‫نعلم أيضاً أن هناك وفرة من الشابّات ْيهرعن إىل‬ ‫زواج غري متناسب مع توقعاهتن وآماهلن ألسباب‬ ‫معروفة؛ لكن بعض الدراسات تشري إىل أن تزايد‬ ‫نسبة الطالق‪ ،‬عندنا‪ ،‬ليس بدون صلة مع الفجوة‬ ‫القائمة بني توقعات النساء املعاصرات من الزواج‬ ‫وبني الواقع الذي يوفّره هلن ال��زواج غري املتناسب‬ ‫مع مكتسباهتن اليت جعلهنت مساويات للرجل‪ ،‬ال‬ ‫«ملكاً» له؛ وحيث ال ميلك هذا الزوج «احلق»‬ ‫يف إك �راه �ه��ا ع�ل��ى م��ا ال ت��رغ��ب ب��ه‪ ،‬ب�ف�ع��ل عقد‬ ‫«مق ّدس» أبرمته يف حلظة معيّنة‪ ،‬وال لقاء «مهر»‬ ‫ذي قيمة مادية حمددة‪.‬‬ ‫م��ا نفرتضه‪ ،‬اس�ت�ن��اداً إىل م��ا سبق‪ ،‬ه��و أن صوغ‬ ‫البندين ‪ 4‬أ وب مبفردات من احلقوق (والواجبات)‬ ‫تصور للمرأة والرجل‪ ،‬وللعالقة القائمة‬ ‫قائم على ّ‬ ‫بينهما‪ ،‬غري متناسبَني مع واقع النساء والرجال‪.‬‬ ‫هي صياغة متقادمة‪ ،‬ذات صلة واهية باملشكلة‬ ‫املطروحة وغري صاحلة ملعاجلة املسألة اليت ت ّدعي‬ ‫مقاربتها‪.‬‬

‫نص البندين ‪ 4‬أ وب من مشروع القانون املع ّدل‬ ‫ّ‬ ‫نذكر‪ ،‬يف ما يأيت‪ ،‬بعضها‪.‬‬

‫ت�ش�ير ب�ع��ض األحب ��اث إىل أن اغ�ت�ص��اب ال��زوج��ة‬ ‫مم��ارس��ة ش��ائ�ع��ة يف ال �ب �ل��دان ال�ت�ي ت�س�م��ح ب�ت��زوي��ج‬ ‫الطفالت؛ ذلك أن الطفلة متتنع فعالً يف املمارسة‬ ‫اجلنسية األوىل (ليلة الزفاف) لألسباب البديهية؛‬ ‫وأن اإلكراه على اجلماع يغدو أسلوباً دائماً بسبب‬ ‫االم�ت�ن��اع ال��دائ��م م��ن قِ��بَ��ل ال��زوج��ة الطفلة لكونه‬ ‫تذكرياً بفظاعة التجربة األوىل يف «اجلُماع»‪.‬‬ ‫لكن املقولة نفسها تسود يف ظروف خمتلفة ويف‬ ‫بلدان متنع زواج الطفلة‪ .‬يرى البعض أن هذه املقولة‬ ‫(اي االغتصاب سببه االمتناع) هي األسطورة‬ ‫ال�ك�برى ال�تي حتيط باالغتصاب ال��زوج��ي‪ .‬وهي‬ ‫املغتصبات‬ ‫أسطورة تدحضها رواي��ات الزوجات‬ ‫َ‬ ‫يصرحن بأهنن ميارسن‪ ،‬يف العادة‪ ،‬اجلنس‬ ‫اللوايت ّ‬ ‫مع ازواجهن بالرتاضي‪ ،‬وبأهنن يستمتعن باجلنس‬ ‫ويرغنب مبمارسته معهم‪ .‬لكن ِ‬ ‫املغتصبني يقومون‬ ‫بفعلتهم ألس �ب��اب ال ت�رت�ب��ط ب��ال �لّ��ذة اجل�ن�س�ي��ة‪،‬‬ ‫يتوسلون باجلنس‬ ‫وال بالرغبة يف إشباعها‪ .‬ه��م ّ‬ ‫امل �ف��روض إلذالل زوج��اهت��م وإلث �ب��ات سلطتهم‬ ‫وسيطرهتم عليهن‪ .‬يغتصنب زوجاهتم للتفريج عن‬ ‫الغضب‪ ،‬أحياناً‪ ،‬ويف أحيان أخ��رى للتعبري عن‬ ‫سادية وفيتيشية غالباً ما تكون‪ ،‬يف أيامنا الراهنة‪،‬‬ ‫تقليداً لألفالم اإلباحية اليت يشاهدوهنا إخل‪.‬‬ ‫ «املرأة ال تستاء من إكراهها على اجلُماع من‬‫زوجها‪ ،‬فال ميكن مقارنة هذا اإلكراه باغتصاب‬ ‫الغريب»‪.‬‬ ‫يف جمتمعاتنا تستند هذه املقولة إىل مثل رائج ي ّدعي‬

‫‪24‬‬


‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫‪25‬‬

‫بأن «ضرب احلبيب زبيب»‪ ،‬فيما هو‪ ،‬واقعاً‪ ،‬ووفق‬ ‫شعار رفعته إحدى املنظمات غري احلكومية عندنا‬ ‫صحة هذا املثل رواية‬ ‫«معيب»‪ .‬تنفي ّ‬ ‫على املأل‪ُ ،‬‬ ‫املغتصبات‪ .‬ه��ؤالء يعتربن أن االجن�راح‬ ‫ال��زوج��ات‬ ‫َ‬ ‫يتعرضن له ج� ّ�راء اغتصاهبن من أزواجهن‬ ‫ال��ذي ّ‬ ‫ِ‬ ‫فعل‬ ‫ك�ب�ير‪ .‬وي��ع�ش��ن اإلك � �راه ع�ل��ى اجل �م��اع ك��أن��ه ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إخالل بالثقة وباألمانة وجبوهر معىن الزواج‪ .‬وهو‬ ‫يفضي هبن إىل أمراض جسدية ونفسية موصوفة‬ ‫تكون أحياناً سبيالً إىل رصد االغتصاب الزوجي‬ ‫يف العيادات الطبية واإلجنابية والنفسية‪ .‬فإذا كان‬ ‫اغتصاب الغريب مبثابة ذكرى مؤملة ٍ‬ ‫حلدث وحيد‪،‬‬ ‫فإن العيش مع ِ‬ ‫مغتصب وتكرار االغتصاب يثري‬ ‫الرعب الدائم؛ وهو حيول البيت الذي ينبغي أن‬ ‫يرتاح فيه اجلسد وتسكن إليه النفس موقعاً ِ‬ ‫خطراً‬ ‫وباعثاً على القلق واخل��وف والرتقّب املستمر‪ .‬لنا‬ ‫يف أقصوصات النساء املغتصبات عندنا من قبل‬ ‫أزوجهن‪ ،‬واللوايت استمعن إليهن يف إطار حماكمة‬

‫صورية ن ّفذهتا منظمة «كفى‪ ...‬عنف استغالل»‬ ‫غري احلكومية يف العام ‪ ،2012‬صورة حيّة تنضح‬ ‫بالصور الرهيبة لألثر الذي يرتكه هذا االغتصاب‬ ‫على النساء‪ .‬نشري‪ ،‬يف هذا الصدد‪ ،‬إىل أن من‬ ‫بني النساء – قاتالت أزواج�ه��ن – نسبة عالية‬ ‫مرة على أيدي‬ ‫منهن اغتُصنب أكثر من عشرين ّ‬ ‫هؤالء األزواج‪.‬‬ ‫ ه �ن��اك م �ق��والت ح ��ول االغ �ت �ص��اب ال��زوج��ي‬‫مشرتكة م��ع م�ق��والت ح��ول اغ�ت�ص��اب الغريب‪،‬‬ ‫م �ف��اده��ا أن امل� � �رأة ت�س�ت�م�ت��ع ب��اجل �ن��س امل �ف��روض‬ ‫ألهن��ا مازوشية بطبيعتها‪ .‬إىل ذل��ك‪ ،‬فهي تقول‬ ‫«ال» فيما تقصد «نعم»‪ .‬وهي تقاوم من قبيل‬ ‫حتقيق املزيد من إثارة شهوة الرجل ألهنا متالعبة‬ ‫تتوسله للسيطرة‬ ‫بطبيعتها‪ ،‬ومتنّعها مبثابة تكتيك ّ‬ ‫على الرجل‪ .‬وإال ملاذا تسكت عن االغتصاب؟‬ ‫تتحمل ك��ل ه��ذا العنف ك��ل ه��ذا الوقت؟‬ ‫مل��اذا ّ‬ ‫ملاذا ال ترتك ِ‬ ‫املغتصب؟‬

‫حتمل املرأة فظاعة االغتصاب الزوجي‬ ‫إن أسباب ّ‬ ‫حتمل‬ ‫وع��دم تركها املنزل‪ ،‬ال ختتلف‪ ،‬نوعاً‪ ،‬عن ّ‬ ‫الزوجة املعنّفة العنف املمارس عليها من ال��زوج‪،‬‬ ‫لكنها ختتلف ك� ّ�م�اً‪ .‬تعبرُّ النساء املغتصبات من‬ ‫أزواجهن عن مشاعر األمل املمزوج ُ‬ ‫بالشعور بالذنب‬ ‫وباخلجل وعدم امتالك اللغة املناسبة لوصف فعل‬ ‫االغ�ت�ص��اب ال �واق��ع عليهن وع��ن جهلهن ب��ردود‬ ‫ال�ف�ع��ل امل�ن��اس�ب��ة عليه بسبب امل�ع�ت�ق��دات احمليطة‬ ‫بوظيفة املرأة حوله‪.‬‬ ‫هن يقب ْلن به بسبب خوفهن من ردود الفعل األكثر‬ ‫ّ‬ ‫رفضن االمتثال الغتصاب‬ ‫اختربهنا حني ْ‬ ‫عنفاً اليت ْ‬ ‫هلن سابقاً‪ .‬وما األمراض النفسية والنفس‬ ‫أزواجهن ّ‬ ‫املغتصبات إال‬ ‫جسدية اليت تشكو منها النساء‬‫َ‬ ‫دليل ملموس على التخريب اجلسدي واملعنوي‬ ‫ال��ذي يصيب النساء ج� ّ�راء وقوعهن فريسة هلذه‬ ‫اجل�رمي��ة «الطبيعية» وامل��درج��ة يف إط��ار الواجبات‬ ‫الزوجية‪.‬‬ ‫ «من الصعب إثبات اغتصاب الزوجة‪ ،‬خصوصاً‬‫أن من املستحيل وجود شاهد على الفعل فيغدو‬ ‫التجرمي نافالً»‬ ‫يتجاهل م��ن يتبنىّ ه��ذه املقولة أن أكثر اجلرائم‬ ‫تُرتكب يف غياب شاهد‪ ،‬ويعرتض إثبات وقوعها‪،‬‬ ‫غالباً‪ ،‬صعوبات غري قليلة‪ .‬إن حججاً كهذه ال‬ ‫متنع التحقيق يف اجل�رمي��ة وال متنع مالحقة اجل��اين‬ ‫وإخضاعه للمحاكمة‪ .‬فلماذا تُستثىن هذه اجلرمية‪،‬‬ ‫حتديداً‪ ،‬بسبب ذلك؟‬ ‫ بعض التح ّفظات عن جترمي االغتصاب الزوجي‬‫ال ختتلف ك �ث�يراً ع��ن ال�ت�ح� ّف��ظ ع��ن جت��رمي العنف‬ ‫لعل أمهّها اخلشية من‬ ‫األسري القائم على اجلندر‪ّ ،‬‬ ‫أن ي��ؤذي ذلك التجرمي العالقة الزوجية بـ»ختريبه‬ ‫«شر»‬ ‫اخلصوصية الزوجية‪ ،‬وبتعريض األزواج إىل ّ‬ ‫الزوجني‬ ‫الزوجات االنتقاميات وجعله الصلح بني َ‬

‫صعباً»‪.‬‬ ‫هذه املقوالت تُعفي الرجل اجلاين من واجباته جتاه‬ ‫احملافظة على خصوصية ال��زواج وعلى استمراره‬ ‫ب��ان �ت �ه��اك��ه ج �س��د ش �ري �ك �ت��ه ون�ف�س�ي�ت�ه��ا‪ ،‬وتُ�ن��اط‬ ‫مهمة احملافظة على تلك اخلصوصية‬ ‫بالضحية ّ‬ ‫وي�ُل�ق��ى عليها ال�ل��وم ألهن��ا بلّغت ع��ن االن�ت�ه��اك‪،‬‬ ‫حبجة أهن��ا خرقت قدسية ال��زواج ومحيميته‪ .‬هي‬ ‫ّ‬ ‫م�ق�ول��ة ت�ق��ع يف خ��ان��ة ت�ل��ومي الضحية ال�ش��ائ��ع يف‬ ‫املسائل ذات الصلة بالنساء وغريهن من الفئات‬

‫«المستضعفة»‪.‬‬

‫منمط ب��ائ��س م�ف��اده أن‬ ‫حتيل ه��ذه املقولة على ّ‬ ‫ال�ن�س��اء ش �ري �رات بطبعهن وينبغي مح��اي��ة ال��رج��ل‬ ‫م��ن «كيدهن العظيم»‪ .‬ه��ذا فيما تبينّ دراس��ة‬ ‫ِ‬ ‫أح� �وال األزواج‬ ‫املغتصبني النفسانية أن خلالً‬ ‫يشوب شخصياهتم ذا صلة بإخفاق «م��ا» يف‬ ‫ِ‬ ‫يصرحون‪ ،‬وفق‬ ‫حتقيق ذكورهتم‪ .‬هؤالء املغتصبون ّ‬ ‫بعض الدراسات اليت استنطقت أحوال جمموعة‬ ‫منهم‪ ،‬مبشاعر باخلصاء وبعدم تقدير زوجاهتم‬ ‫هلم (بسبب عدم قدرة بعضهم على اإلعالة أو‬ ‫غ�ير ذل��ك م��ن خلل يف حتقيق ذك��ورهت��م املرغوبة‬ ‫اجتماعياً)‪ .‬يعاين البعض منهم صعوبة يف إدارة‬ ‫غضبهم وجيدون يف اجلُماع منفذاً لتصريفه‪ ،‬كما‬ ‫منمطة عن جنسانية‬ ‫أهنم مييلون العتناق أفكار ّ‬ ‫النساء ومعتقدات ترى إىل أن جنسانية زوجاهتن‪،‬‬ ‫�ك خ��اص هبم‪.‬‬ ‫ب��ل أع �ض��اءً م��ن أج�س��ام�ه��ن‪ ،‬م�ل� ٌ‬ ‫أخي�راً‪ ،‬ف��إن صعوبة الصلح بني ال��زوج�ين ليست‬ ‫ن��امج��ة ع��ن علنية االهت ��ام ب��االغ�ت�ص��اب‪ ،‬إمن��ا عن‬ ‫االغ �ت �ص��اب ن �ف �س��ه‪ .‬وإذا اس �ت �م� ّ�ر ال �ت �ه��اون مع‬ ‫حبجة اخلشية من «صعوبة‬ ‫االغتصاب الزوجي‪ّ ،‬‬ ‫الصلح بعد اإلب�لاغ عنه»‪ ،‬ف��إن دواف��ع األزواج‬ ‫ِ‬ ‫املغتصبني لالمتناع عن اغتصاب زوجاهتم تبقى‬ ‫معدومة‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫«ال ي��وج��د م ��وض ��وع امس ��ه اغ �ت �ص��اب زوج � ��ي»‪،‬‬ ‫والتعبري «بدعة من بدع الغرب املسقطة علينا»‪،‬‬ ‫والكالم عن ذلك االغتصاب ُ‬ ‫مبثابة «استحداث‬ ‫ج �رائ��م ج ��دي ��دة»‪ .‬ه ��ذه ب�ع��ض م �ق��والت ك� ّ�رره��ا‬ ‫مناهضو ال�ك�لام ع��ن إك �راه ال��زوج��ة على اجلُماع‬ ‫ع �ن��دن��ا‪ .‬ه ��ؤالء غ��اف �ل��ون ع��ن أن ه ��ذه امل �ق��والت‬ ‫خاصة هبم‪ ،‬وال بـ»ثقافتنا وعاداتنا»‪ .‬بل‬ ‫ليست ّ‬ ‫إهنا مقوالت كانت سائدة لدى األكثرية الساحقة‬ ‫من اجملتمعات يف العامل‪ ،‬الغربية منها‪ ،‬ضمناً؛ منذ‬ ‫جيرم‬ ‫زمن ليس ببعيد‪ .‬فقبل هنايات السبعينات‪ ،‬مل ّ‬ ‫أي زوج أم�يرك��ي‪ ،‬م�ث�لاً‪ ،‬باغتصاب زوج�ت��ه‪ ،‬ألن‬ ‫املشرع األمريكي كان قبل اربعني سنة يكرر الفكرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ w‬الشائعة اليت يتم تداوهلا عندنا منذ أن طُرح‬ ‫م�ش��روع ق��ان��ون مح��اي��ة امل �رأة م��ن العنف األس��ري؛‬ ‫أي أن ��ه‪ ،‬ويف إط ��ار ال� ��زواج – ي�ق��ول ه ��ؤالء‪ -‬ال‬ ‫إك�راه على اجلُماع ألن اجلُماع من حقوق الزوج‬ ‫واالس�ت�ج��اب��ة ل��ه م��ن واج �ب��ات ال��زوج��ة‪ .‬مل يصبح‬ ‫االغ�ت�ص��اب ال��زوج��ي ج��رم�اً يف ال�ق��ان��ون األم�يرك��ي‬ ‫الفيديرايل قبل العام ‪ .1993‬منذ العام ‪،2006‬‬ ‫يُعترب االغتصاب الزوجي جرماً يف أكثر من ‪104‬‬ ‫بلدان يف العامل (منها‪ ،‬مثالً‪ ،‬تركيا وماليزيا‪ -‬من‬ ‫البلدان ذات األكثرية املسلمة)‪ ،‬فيما ال تزال أقل‬ ‫من اربعني بلداً تستثين الزوج من جرم االغتصاب‪،‬‬ ‫وبضعة ب�ل��دان أخ��رى جت�ّ�رم��ه م��ع بعض ال�ش��روط‪.‬‬ ‫جرمته ترى إىل االقتصاص‬ ‫لكن أكثر البلدان اليت ّ‬ ‫من اجلاين حقاً عاماً‪ ،‬فتالحق الدولة الزوج حىت‬ ‫بعد إسقاط الزوجة ح ّقها يف مالحقته‪.‬‬ ‫مل��اذا ُج� ّ�رم االغتصاب ال��زوج��ي يف ه��ذه البلدان‪،‬‬ ‫وكيف؟‬ ‫ُ​ُج � ّ�رم االغ�ت�ص��اب ال��زوج��ي يف أك�ث��ر ب�ل��دان العامل‬

‫زوجه‪ ...‬أيضًا‬ ‫َم ْ‬ ‫ن أَ ْك َر َه َ‬

‫‪27‬‬

‫اغتصاب الزوجة بدعة أم جريمة؟‬

‫ألن امل �ش� ّ�رع يف ه��ذه ال�ب�ل��دان يستند إىل ال�واق��ع‬ ‫يف تشريعه‪ ،‬ال إىل م��ا ينبغي أن ي�ك��ون الوضع‬ ‫عليه‪ ،‬وال تبعاً إلم�ل�اءات دينية أو أخالقية أو‬ ‫مبدئية‪ ،‬حصراً‪ .‬فالنساء يف تلك البلدان‪ ،‬وبلسان‬ ‫طليعتهن يف حركة حترر املرأة‪ ،‬عبرّ ن عن رفضهن‬ ‫اإلك �راه على اجلُ�م��اع استناداً إىل حق مكتسب‬ ‫بفعل عقد الزواج‪ .‬وملا كانت النساء مو ِ‬ ‫اطنات‪،‬‬ ‫للمشرع‬ ‫حمركاً حاثّاً ّ‬ ‫كانت شكاويهن واعرتاضاهتن ّ‬ ‫على إعادة النظر يف املادة القانونية اليت استثنت‬ ‫الزوج من فعل اإلكراه على اجملامعة وللعمل على‬ ‫تعديلها‪.‬‬ ‫املشرع عندنا وجهه عن واقع النساء اللوايت‬ ‫يشيح ّ‬ ‫ي�ت�ع� ّ�رض��ن ل�لاغ�ت�ص��اب ال��زوج��ي‪ ،‬ب��ال��رغ��م م��ن أن‬ ‫هؤالء النساء قد بحُْن مبعاناهتن على املأل (أشري‬ ‫توجهت هبا نساء‬ ‫إىل الرسائل‪ /‬الشهادات اليت ّ‬ ‫عانني من االغتصاب الزوجي يف اإلعالم اللبناين‬ ‫قائل إن هؤالء بضع‬ ‫إىل ّنواب ّ‬ ‫األمة)‪ .‬قد يقول ٌ‬ ‫حاالت استثنائية ال متثّل جمموع النساء‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫جرمت‬ ‫من قال إن البلدان الـ‪ 104‬اليت كانت قد ّ‬ ‫االغ�ت�ص��اب ال��زوج��ي ق��د فعلت ذل��ك ب�ن��اء على‬ ‫إحصاءات شاملة؟ إن احمل��اوالت اليت جرت يف‬ ‫هذه البلدان لرصد انتشار ظاهرة هذا النمط من‬ ‫االغتصاب مل تنجح‪ ،‬باعرتاف النسويات فيها‪.‬‬ ‫ألن إجراء إحصاءات شاملة يف هذا اجملال كان‬ ‫صعباً‪.‬‬ ‫فالنساء هناك –كما يف بالدنا‪ -‬ميِْلن إىل الصمت‬ ‫ويرتددن يف اإلبالغ عنه‪.‬‬ ‫عن االغتصاب الزوجي ّ‬ ‫املشرعون‪ ،‬يف هذا اجملال‪ ،‬يف البلدان اليت‬ ‫فاكتفى ّ‬ ‫ج� ّ�رم��ت االغ�ت�ص��اب ال��زوج��ي ع�ل��ى أق�ص��وص��ات‬ ‫�ص�ب��ات من‬ ‫‪ anecdotes‬روهت ��ا ال�ن�س��اء امل�غ�ت� َ‬ ‫أزواج�ه��ن وقبلوا هب��ا حججاً كافية للتشريع من‬ ‫أجل جترمي االغتصاب الزوجي‪ .‬وقد متّت إعادة‬

‫تصنيف اغتصاب الزوجة قانونياً‪ ،‬أسوة بكل اجلرائم اجلنسية‪ ،‬من كوهنا إساءات لالخالق واألسرة‬ ‫والعادات احلميدة والشرف والع ّفة إخل‪ ،‬إىل إساءات ضد احلرية الشخصية وحق تقرير املصري والكرامة‬ ‫اجلسدية‪ .‬أي‪ ،‬أن االغتصاب الزوجي جرى جترميه بوصفه تع ّدياً على احلقوق اإلنسانية للزوجات‪،‬‬ ‫ونقضاً هلا‪.‬‬ ‫اطنات‪ِ /‬‬ ‫حنن نرى‪ ،‬أنه يتع على املشرع عندنا أن يعري مسعه إىل معاناة النساء‪ -‬املو ِ‬ ‫الناخبات‪ -‬وأن‬ ‫ينّ‬ ‫َ​َ‬ ‫ّ‬ ‫وحتوالته والنظر إىل مطالبهن كما صاغتها طليعتهن‪ ،‬لتكون‬ ‫يتابع وجهات نظرهن يف حتليل واقعهن ّ‬ ‫مكوناً اساسياً من «عدة التشريع»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املشرع عندنا على معلوماته اخلاصة وال على معتقداته حول املوضوع‪ .‬مطلوب‬ ‫فال جيوز أن يعتمد ّ‬ ‫منه أيضاً أن يغلّب أطروحات النساء ذوات املصلحة يف املوضوع على أطروحات املؤسسات الدينية‬ ‫وإمالءاهتا الثابتة‪ ،‬والقيادات الطائفية املتضررة من انفكاك أح�وال الناس األسرية والشخصية من‬ ‫سلطات تقليدية معروفة بتحيّزها ضد النساء‪ .‬هكذا يسعه أن يرى بأم العني أن املشكلة حمليّة‪ ،‬ال‬ ‫مهمته التشريعية حممولة على الواقع وعلى مصاحل الفئات اليت ميثّلها‪.‬‬ ‫غربية وال مستوردة‪ ،‬وأن ّ‬

‫نضال ال يتوقف‬

‫تواجه احلركة النسائية‪ ،‬عندنا‪ ،‬اضطرار الناشطات يف إطارها إىل تكرار حججهن يف مواجهة القوى‬ ‫املنضوية يف إط��ار املنظومة اجلندرية البطريركية حيال املسائل ذات الصلة حبيوات النساء‪ .‬وذلك‬ ‫العامة وترى أن‬ ‫ألن هذه القوى تتبنىّ اجتاهات قائمة على معتقدات ثابتة ومتج ّذرة يف الذهنيات ّ‬ ‫التحوالت يف جمتمعاتنا‪ ،‬محُ يلة إياها‬ ‫حتوالت أوضاع النساء والرجال عابرة‪ .‬وهي تنفي اصالة هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫على تأثرات سطحية تنعتها بـ»اخلارجية»‪ -‬الكلمة السحرية اليت يستخدمها كل من يناسبه جتاهل‬ ‫التحوالت‪.‬‬ ‫هذه ّ‬ ‫هذه احلركة ال متلك إال العناد واملثابرة يف العمل على تظهري التمييز يف واقع النساء ويف شحذ احلجج‬ ‫للعموم وحتشيد املناصرة وعقد التحالفات إخل‪ .‬من ممارسات من أجل نصرة قضاياهن‪ .‬تفيدنا جتربة‬ ‫النسويات اللوايت سب ْقننا يف البلدان األخرى إىل إحقاق املساواة يف القانون أن النظام البطريركي يف‬ ‫متأهب دائماً ليستعيد باليد الثانية ما ق ّدمه باليد األوىل؛‬ ‫جتلياته مجيعها ال يستسلم بسهولة وأنه ّ‬ ‫تأهباً‪.‬‬ ‫تقل ّ‬ ‫وهو ما يفرض مواجهة من احلركة النسائية ال ّ‬ ‫التوجه العاملي حنو‬ ‫‪ ...‬هذا حتديداً ما تقوم به منظَّمات احلركة النسائية وناشطاهتا عندنا‪ .‬ولنا يف ّ‬ ‫توسع مساحة السعي للتشريع من أجل إحقاق العدالة اجلندرية ما‬ ‫إلغاء التمييز ضد النساء ويف ّ‬ ‫التوجه لنواكب‪ ،‬يف ذلك‪ ،‬انتفاضات جمتمعاتنا اليت‬ ‫حي ّفزنا على‬ ‫املضي قُ ُدماً يف االخن�راط يف هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ختوض راهناً نضاالهتا ضد كل أشكال القمع والتمييز والتهميش لقوى اجملتمع الساعية إىل عيش‬ ‫حياة تليق بإنسانيتها‪.‬‬ ‫عزة شرارة بيضون‬

‫‪28‬‬


‫كيف أؤمن؟‬

‫كيف أؤمن و قد جعلتم اإلميان أشبه بالكفر؟‬ ‫ففرقتم به البالد و نش رمت به الفساد و قتلتم به العباد‬ ‫و كل هذا باسم الدين و العبادة‬ ‫يا من باسم اهلل يتمتم األوالد‬ ‫يا من باسم اهلل سرقتم و كذبتم و هدمتم بيت من أشاد‬ ‫لتعيشوا يف قصور أشيدت من طوب الظلم و االستعباد‬ ‫فهل ستجيبنا أيها املنادى؟‬ ‫قفد سئمنا الكالم دون إفادة‬ ‫سئمنا الشعر و الغناء و اإلنشاد‬ ‫سئمنا حركات اإلصالح و التطرف و احلياد‬ ‫سئمنا الرؤساء و جمالس األمن و القيادة‬ ‫سئمنا من متسك بالدين و من ارتاد‬ ‫سئمنا سئمنا و سنسأم بازدياد‬ ‫فهل من قيمة للدستور حتت ظل االستبداد؟‬ ‫جلست مع نفسي فلم أجد نفسي‬ ‫احتللت أنا أيضا‬ ‫يف داخلي سجن سياسي‪ ,‬يف داخلي مستوطن‪ ,‬يف داخلي رجل حيمل سالحا‬ ‫و آخر يبحث عن التخلف‬ ‫يف داخلي ام رأة نطقت حبرف سقط على آذان ال تسمع‬ ‫يف داخلي طائ رات و تفج ريات‬ ‫يف داخلي مصلون يسجدون هلل و يف جوفهم قلوب ال ختشع‬ ‫يف داخلي بالد عربية باتت تضل و ال تنفع‬ ‫فكيف أؤمن و قد أصبح يف داخلي عدو ال يفزع؟‬ ‫تعاديين عروبيت‬ ‫تذوب يف صدري كالثلج كحرب باردة ثانية‬ ‫تعاديين… متنعين من التجول‪ ,‬ال تسمح يل بالعبور‪ ,‬ال ختتم يل على جواز السفر‬

‫‪29‬‬

‫كيف أؤمن؟‬

‫كيف أؤمن؟‬ ‫تعاديين… تلك اليت تدور يف الشوارع باحثة عن حكومة أجنبية تأويها‬ ‫تدور من ضابط إىل ضابط‪ ,‬من سفارة غاى سفارة و ال أحد مالقيها‬ ‫تعاديين عروبيت‬ ‫تذوب يف صدري كالثلج كحرب باردة ثانية‬ ‫فكيف أؤمن‬ ‫و قد أصبحت عروبيت كام رأة مقطوعة زانية؟‬ ‫هجرنا العلم فهجرنا و اختذنا سبيل املرح و اجلهل‬ ‫يا أمة اق رأ مذا ق رأمت؟‬ ‫فضلتم كل شيء على العقل‬ ‫طلبنا العلم يف اخلارج و كذلك سيفعل أوالدنا‬ ‫فكيف أؤمن ما دمت أطمح بأن أعيش يف بالد ليست بالدنا؟‬ ‫كيف أؤمن و قد جعلتم اإلميان أشبه بالكفر؟‬ ‫ففرقتم به البالد و نش رمت به الفساد و قتلتم به العباد‬ ‫و كل هذا باسم الدين و العبادة‬ ‫يا من باسم اهلل يتمتم األوالد‬ ‫يا من باسم اهلل لن تنالوا شيئا ما دمتم تظلمون العباد‬ ‫فافعلوا ما شئتم و ادعوا ما شئتم‬ ‫فقد آمنت به فكيف يل بأن أؤمن بكم؟‬ ‫فاخذوا مناهجكم‬ ‫فإين قد أعلنت بكم اإلحلاد‬ ‫فرح مشا‬

‫‪30‬‬


‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫عبد ال ّله عبابنه‬

‫بداية أحب أن أعرض عليكم املعيقات‪ ،‬اليت يواجهها علم النفس التحليلي؛ ليس يف جمال عمله و‬ ‫حسب بل فيكم كذلك‪ ،‬اوال نود ان نستعرض الفرق بينه و بني غريه من فروع الطب‪ ،‬رمبا يتسأل‬ ‫احدهم و مل��اذا تقارنه بالطب؟‪ ،‬الن��ه و بكل بساطه علم النفس التحليلي يعترب الطريقة العالجية‬ ‫للمصابني باالمراض العصابيه اذا هو من جم��االت الطب‪ ،‬املهم‪ ،‬عندما تذهب لتدرس الطب فإن‬ ‫احملاضر بك ال��ذي يود تعليمك الطب حيضر لك جمسمات عن اعضاء االنسان و ص��ورا العراض‬ ‫بعض االمراض‪ ،‬او حىت قد تتعامل مع جثه بشكل مباشر و فيما بعد سوف تتعامل مع انسان حي و‬ ‫تشاهد الطبيب و هو جيري العمليات‪ ،‬هذا موجز الشكال املعرفه اليت يتالقها دارس الطب‪ ،‬إنه ملن‬ ‫الواضح لنا و بشكل جلي أن دارس الطب يتعامل مع مادة تعليمه بشكل حسي و ملموس‪ ،‬فهو ال‬ ‫يكتفي بسماع الكالم عن الكبد بل يشاهده و يشاهد عمله‪ ،‬و ال يكتفي بسماع متخصص عمل‬ ‫االعضاء حبديثة عن تنقية البول بل يضرب له امثله واقعيه جدا تشابه هذه العمليه‪ ،‬بل لرمبا قام احدهم‬ ‫بتصميم جهاز يبني عمل الكال‪ ،‬و يتعاطى مع التجربه فعندما يشارك الطبيب املختص يف عمل‬ ‫التجربه فانه يقوم بتطبيق لالمور اليت مازال يدرسها‪ ،‬و عندما يتخرج من اجلامعه و يدخل املستشفى‬ ‫فإنه يتمكن من ان حيصل على املعرفة الضمنيه (اخلربه) اليت حازها من قبله و ذلك باالحتكاك هبم‬ ‫يف اثناء العمل و التعلم منهم؛ أي انه ميكننا القول بأن الطبيب حيصل على كافة ان��واع التعليم و‬ ‫بشكل شبه متكامل‪ ،‬لكن ماذا عن من يود دراسة علم النفس التحليلي؟‪ ،‬هنا جيب ان نصارحك و‬ ‫هذه من ميزات علم النفس الواضحه و اليت سوف أيت على توضيحها‪ ،‬ان دراسة هذا الفرع ليست‬ ‫باالمر هني بل انه يسبب لصاحبه بعض املشاكل‪ ،‬فتصبح كالغريب بني اهلك ندرة هم من يفهموك‬ ‫و قلة من جتدهم يستمعون لك او يشعرون بالقيمة او االمهيه جتاه كالمك‪ ،‬كذلك إن علم النفس‬ ‫امل بامور كثريه جدا و احاط بتفسريها‪ ،‬فإذا ما كنت انسانا فضوليا و دقيق املالحظه فإنك سوف‬ ‫تتشت كثريا و تعاين كثريا الن كثريا من التفسريات لن تسعدك‪ ،‬و هذا ليس كالمي بل كالم احد‬ ‫كبار املختصني هبذا العلم و هو ” سيغموند فرويد”‪ ،‬نعود اىل دراسة العلم نفسه و ما يواجهها‪ ،‬مبا‬ ‫أين ضربت املقارنة بينه و بني الطب فأستأنف كالمي من عند تلك املقارنه‪ ،‬إن علم النفس التحليل‬ ‫ال يتسم باي نوع من التجريب‪ ،‬انه و بكل بساطه بعيد كل البعد عن اجراء جتربه‪ ،‬كما انه خال‬ ‫من اي شئ حسي او ملموس يتناقله دارسوه او ممارسوه‪ ،‬فهو مقتصر على الطالب نفسه و مدى‬ ‫ابداعه و حبه هلذا الشئ كما انه يعتمد على اسلوب امل��درس‪ ،‬ان الطبيب يشاهد اع��راض الطفح‬ ‫اجللدي لكن كيف للطبيب النفسي ان يرى اعراض اإلكتأب؟ ‪ ،‬ان اعراض االمراض النفسيه حمدوده‬ ‫جدا و ال تكفي دائما‪ ،‬و مبا انه يستحيل ان يقوم طالب بعمل حتليل الحد املرضا مع معلمه فان هذا‬

‫ان العقبة اليت يضعها الناس امام التحليل النفسي هي النفور الذي يواجهوه به‪ ،‬السباب كثرية الهنم‬ ‫يتمسكون باملورث و بالكالم املنمق و اللبق اكثر من الواقع العلمي‪ ،‬و النه يتعارض مع اجلماليه اليت‬ ‫ينظروا هبا لتصرفاهتم و مشاعرهم و أفعاهلم‪ ،‬فالناس تتمسك باالشعار اليت تتغنا باحلب و هتلل له‬ ‫و جتعله امسى ما يف الوجود حىت انه قد تربطه بالنفس او الروح فقط كي جتعله يتسامى عن اجلسد‬ ‫و شهواته‪ ،‬و عندم نتقدم له بالتحليل احلقيقي للحب ينفر منه النه يعارض ما توارثه و يتعارض مع‬ ‫نظرته اجلماليه‪ ،‬فاذا ما تلقى اجملتمع فكرة ان الغرائز هي ايل توجه االنسان و حتركه جتده يعارض‬ ‫بشدة و يبتعد عن هذا الكالم‪ ،‬ال نلومهم فنحن نعلم مدى خوف الشعوب من غرائزها و شهواهتا‬ ‫و سعي اجملتمعات اىل كبح مجاحها‪ ،‬فنايت بني ليلة و ضحاها نقول له اهنا هي اليت تسريه مؤكد هذا‬ ‫مقلق له‪ ،‬انه لغالبا يكون هذا النفور عن سوء فهم فنحن ال نقلل من شأن احلب بل فقط نعرض‬ ‫لطريقة تكونه و الشعور به‪ ،‬هنا يكمن الفارق بني من يريد فهمنا اكثر و بني من يريد متعتا اكثر‬ ‫و مجاليه اكثر‪ ،‬ان مما يواجهه التحليل النفسي من اعرتاضات تكمن يف اعتباره “كالم بكالم”‪،‬‬ ‫هنا ال يسعنا ان ننكر ذلك ابدا فجل حتليالتنا قائمة على الكالم‪ ،‬الكالم الذي خيفي خلفه حتليالت‬ ‫منطقية و مقارنة بني قرائن عديده‪ ،‬ال ميكن ان نقول ال‪ ،‬علمنا ليس كالم بكالم‪ ،‬فان فعلنا فنحن‬ ‫نكذب و نبعد علمنا و عملنا عن جوهره و هذا ما نعرتف به عندما نقول ان علمنا خايل من‬ ‫التجارب‪ ،‬اذا ما تبقى نظريات و كالم فان كنت تعترب ان هذا مأخذ علينا فانت مل تايت جبديد‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫‪31‬‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫يصعب االمر كثريا و جيعل التجربه و نقل اخلربه و املعرفه الظاهريه حمدودا جدا‪ ،‬فال ميكن ملن يقوم‬ ‫بتعليم الطالب ان يصحبهم معه لتحليل شخصية مريض مصاب باللهسترييا‪ ،‬ذلك الن املريض لو‬ ‫شعر بانه هناك من يراقبه او انه هناك شخص جديد فانه سوف يتوقف عن الكالم الن هذا الكالم‬ ‫الذي ال يبوح به اال لطبيبه اخلاص الذي يسعى اىل ان يكون بينه و بني مريضه عالقة عاطفية مبنية‬ ‫على الطمئنينه و الثقه‪ ،‬و اال فكيف للمريض ان يبوح الحد بامور خيفيها احيانا عن اهله و عن‬ ‫جمتمعه و حىت انه يتهرب من مواجهتها يف ذاته‪ ،‬اذا يبدو ضروريا وجود ارتباط و عالقة قوية بني‬ ‫املريض و احمللل حىت يبوح له‪ ،‬هذه العالفه نفسها تشكل عائقني معا‪ ،‬فهي متنع املريض من ان خيرب‬ ‫ما يعانيه اال ملن تكونت عنده هذه العالقة جتاهه بالتايل ال يبوح للطالب باي شئ‪ ،‬اضافة اىل ان‬ ‫احمللل ال ميكنه ان ينقل هلم ماهية تلك العالقة و سبيل تكوينها كي يستفيدوا منها فيما بعد‪ ،‬بل‬ ‫تقتصر على امور بسيطه جدا و نصائح عامه ال تكفي‪ ،‬اذا نلحظ ان االمر يتوقف على امرين مها ‪:‬‬ ‫رغبة الطالب يف التعلم و مهارة املعلم يف نقل اكرب كم من املعلومات اىل طالبه‪ ،‬من هنا يكون من‬ ‫املفيد جدا ان ننال اشخاص قادرين عن التعبري عن خربهتم و معرفتهم الضمنيه باي سبيل و منهم‬ ‫فرويد الذي دوون الكثري من االمور النافعه يف هذا اجملال و عرب عن خربته باسلوب مجيل‪ ،‬و هذا‬ ‫ما حيتاجه الطالب ففي ضل اقتصار نوع التعليم الذي يتلقاه على التلقني و شرح املعلم فانه يكون‬ ‫حباجه اىل معلم مثل فرويد‪ ،‬هذا يف شأن ما يواجه التحليل النفسي يف جماله هو و من خصائصه‪،‬‬ ‫لكين قلت انه يواجه عقبات فيه و فيكم‪ ،‬فماذا عنكم؟ ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫االن انتقل من عرض املعيقات اليت تواجه علم النفس التحليلي و بعض الشبهات عليه اىل سرد بعض‬ ‫االجوبه لالسئلة اليت تلوح يف اذهنتكم و افهامك االن او بعد قليل‪ ،‬و لن انافق نفسي بل سوف‬ ‫اسأل نفسي كما تسألوين‪ ،‬لعل باحدكم يهمس و ماذا قدم علم النفس لنا؟ عاجل بعض املصابني‬ ‫باهلسترييا مثال او من يعانون من االكتأب و وصفنا باننا ننجر خلف غرائزنا و سلبنا اعتقادنا حبرية‬ ‫النفس هل هذا كل ما قدمه هذا العلم؟‪ ،‬اجل حنن فعلنا ما نقول مع حتفظي على بعض ما قلته لكن‬ ‫املهم اننا فعلنا ما قلت و قدمناه للعامل‪ ،‬السؤال الذي اوجهه لكل واحد منكم جال يف خاطره هذا‬ ‫السؤال‪ ،‬اىل مىت سوف نبقى نتصف باملكر و اخلداع و نكران احلقائق‪ ،‬اعلم ان كالمي يبدوا لكم‬ ‫عنيفا و انه غري مربر رغم انه مربر‪ ،‬ذات املشكله اليت كانت تدور حول استخدام الكلمات االن‬ ‫تتكر حول علم النفس كله‪ ،‬حنن ننكر دوره رمبا الننا الندرك مدى استخدامه‪ ،‬انه من الطبيب اىل‬ ‫املعلم اىل احد مجاهري الكره يستغل علم النفس و نتائجه و يستخدمها و لكنه ينكرها اذا ما تكلم‬ ‫عنا‪ ،‬كم من طبيب جتده حيدث املريض حول ان العملية سوف تنجح بشكل كبري و ان نسبة النجاح‬ ‫هبا عاليه و لن تظطر لغريها و اهنا كذا و كذا و يعرض عليه من االجيابيات الكثريه فقط كي يطمئنه‬ ‫و يهيئه نفسيا لتقبل العالج‪ ،‬و هذا الشئ واضح جدا ان املرضا الذين يتعاطون بشكل اجيايب و امل‬ ‫مع االدوي و العمليات تكون نسبة جناح عملياهتم اكرب‪ ،‬و قد ال تكون معلومات الطبيب دقيقه‬ ‫لكنه يعلم انعكاسها على املريض‪ ،‬و هذا كله من علم النفس و من مث يتجراء‪ ،‬زميلنا الطبيب علينا‬

‫بعدما وضحت ذاك الكالم حول علم النفس‪ ،‬و وضحت صورته و رددتت بعض الشبهات عنه‬ ‫فانا على أمل ان تكونوا االن على قدر جيد من التعاطي معه جبديه و موضوعيه و حياد‪ ،‬و البد يل‬ ‫من ان اعرض عليكم مثاال بسيطا يظهر مدا دقة و مجال هذا العلم‪ ،‬ان ما سوف اتعرض له االن‬ ‫شئ نسميه ”اهلفوات” ‪ ،‬و كي اكون قريبا جدا منكم فان هذه اهلفوه هي ذاهتا زلة اللسان و زلة‬ ‫القلم و النسيان املفاجئ‪ ،‬رمبا ان احدكم يقول ‪ :‬ان هذه سفسفه ملاذا كل هذا التدقيق على امور‬ ‫بسيطه و ماذا سوف يقدم لنا فهمها رغم اهنا مفهومه امور صغريه ال طائله منها؟‪ ،‬دعين اخربك‬ ‫ان��ك ان اردت دراس��ة التحقيق اجلنائي فانت انسان فاشل يف ه��ذا اجمل��ال فنصيحيت انصرف عن‬ ‫دراسته‪ ،‬ان احملقق يتناول اصغر االدلة و يبدا بالتمسك هبا و التحقيق و االستنتاج بناء عليها اىل‬ ‫ان يصل اىل هوية القاتل او مرتكب اجلرم‪ ،‬ان اغلب االمور تبدا بسفائس صغرية و من مث تتضخم‬ ‫لتصبح حقائق كبريه‪ ،‬دون ان انسى ان اخربك بشئ حزين فانت فاشل كذلك يف اكتشاف احلب‪،‬‬ ‫فالفتاة اليت تنال اعجاهبا لن تايت و تعرب لك عن حبها باهنا متلك رغبة جاحمه يف احتظانك! او اهنا‬ ‫تريد تقبيلك او اهنا حتبك‪ ،‬بل اننا نكتشف املوضوع ببساطه‪ ،‬هي نظرة بطريقة ما او سالم يطول‬ ‫عن باقي الساالمات ملدة ثانية واحده او اهتمام بسيط‪ ،‬فانك مباشره تدرك مدى قيمة هذه االشياء‬ ‫الصغريه و تبين عليها نتائج كبريه‪ ،‬اجل من حقك هذا فهي فتاة بينما انا احتدث عن زلة لسان نادرا‬ ‫ما تعرب عن حب لكنها قد تفعل احيانا‪ ،‬لذلك دعك من نعتنا باننا ندس انوفنا يف سفائس صغريه‪ ،‬و‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫‪33‬‬

‫فهذا من جل اعرتافاتنا‪ ،‬اما إن كنت تعترب الكالم ال يقدم و ال يؤخر‪ ،‬امسح يل! ‪ ،‬دعين اخربك اين‬ ‫باالسلوب الذي استخدمته و الذي تعمدت ان اجعله كاحلوار او القاء حماضره وتالعبت يف صيغة‬ ‫املخاطب فمرة اخاطب باجلمع و مرة باملفرد‪ ،‬فاين نقلتك من مكانك اىل جو قاعة احاضرك هبا‬ ‫عندما اتكلم معك باجلمع و اىل جلسة حوار صغريه عندما اخاطبك باملفرد‪ ،‬ال اعلم ملاذا نستخف‬ ‫بالكالم و الكلمات رغم اهنا قوام حياتنا‪ ،‬ال اود احلديث عن قيمتها بل عن تاثريها يف تستمد قيمتها‬ ‫من تأثريها‪ ،‬انه و بالكالم وحده بامكان احدهم نقلك اىل حافة اهلاوية و اليأس العميق و بنفس‬ ‫الوسيلة و هي الكلمات بامكانه جعلك سعيد جدا و فرحا‪ ،‬بالكلمات نتواصل اعرب لك عن حيب‬ ‫و تعرب يل عن اي شئ و ينقل لكم معلكم علمه‪ ،‬و بالكلمات نصف ابيات الشعر اليت تتغىن جبمال‬ ‫اوطاننا و اليت تشحننا بالوطنيه و حب الوطن‪ ،‬بالكلمات نفعل و نفعل بالكلمات حنلل انفس البشر‬ ‫و حنل مشاكلهم‪ ،‬فإن كانت حياتنا كلها قائمة على الكالم فلماذا نستخف به‪ ،‬و به نعرب عن ردات‬ ‫فعلنا و به نضطر اىل ان نبدي اىل ردة فعل فلماذا تعيبون علينا استخدام الكالم؟‪ ،‬ال انتظر اجابه‬ ‫فاملهم اين اجبت عن هذا السؤال‪ ،‬و قبل ان انتقل بكم اىل املوضوع الذي يليه اود ان نقول ان علم‬ ‫النفس ميلك تفسريا لتعنت البعض يف النفور من علم النفس و حتليالته و هذا واضح جدا مما قاله‬ ‫فرويد “ان الطبيعة البشريه جمبوله على اعتبار ما ال تستسيغه ظلما و جورا‪ ،‬و من مث ال يشق عليها‬ ‫ان جتد حججا تربر له نفورها و امشئزازها‪ ،‬و على هذا النحو ينقلب ما هو مستكره يف نظر اجملتمع‬ ‫اىل باطل”‪ ،‬ان كالمه واضح جدا اتوقع ‪.‬‬

‫منكرا دورنا و مؤاكدا ان عملنا ال يكمن ان يضيف او يقلل و بالنهايه ال عالج اال بالعملية او‬ ‫الدواء‪ ،‬و كذلك املعلم الذي يتحدث باجابيه حول مادته و حول االمتحان و حياول قدر االمكان‬ ‫ان يقدم هلم امل��اده على اهنا االسهل و االمتع‪ ،‬حاله حال الطبيب النه الحظ ان الطالب الذين‬ ‫يتعاطون مع املاده بشكل اجيايب يكون حتصيلهم افضل‪ ،‬ان ذات مالحظاته حنن الحظناها و عربنا‬ ‫عنها و فسرناها و هو يستخدمها علم هبذا ام مل يعلم فنحن بالنهايه ال نأيت باي شئ من خارج‬ ‫النفس و االنسان لذلك من الطبيعي جدا ان يكون اي انسان توصل اىل كالمنا و مالحظاتنا‪،‬‬ ‫و لكن عندما حيدثه طالبه عن علم النفس جتده يشوح بيده منددا و مستنكرا انه ال يقدم و ال‬ ‫يؤخر‪ ،‬لن اعرض اكثر من هذا فلن تنتهي االمثله مهما فعلت‪ ،‬فعلم النفس متداخل يف كل العلوم‬ ‫و اجملاالت تقريبا و ال اكون من املبالغني ان قلت انه العلم الذي يستخدم على اوسع نطاق‪ ،‬لكن‬ ‫كل العلوم تستغلنا و حنن فرحني هبذا فهذا ما نريد لكننا حنن ال نستغل ما يستغله الناس كثريا‪،‬‬ ‫فلو قدم احدكم اىل اي حملل نفسي فانه لن يبهر له العالج النفسي و لن يومهه انه العصا السحريه‬ ‫اليت سوف تشفيه‪ ،‬بل على غرار ذلك يصارحه بان العالج سوف يطول و ان نتائجه غري مضمونه‬ ‫و هذا يعود اىل جتاوبك مع نصائحي و صراحتك معي‪ ،‬اىل خره من هذا الكالم جند ان االغلبيه‬ ‫مدينه لعلم النفس و علم النفس نادرا ما يدين الحد او لعلم فهو تقريبا كالنظام املغلق الذي يعطي‬ ‫و ال يأخذ‪ ،‬اتوقف كي ال نتهم بالغرور او بالتباهي‪ ،‬و انتقل اىل عرض مثال مجيل و بسيط حول‬ ‫االمور يقدم هلا علم النفس تفسريا‪..‬‬

‫‪34‬‬


‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫‪35‬‬

‫احرتم هذه االمور الصغريه‪ ،‬و رمبا باخر يقول اجل انا احرتم تلك االمور الصغريه و لكن ما الفائده‬ ‫من معرفة ما هو خلف زلة اللسان؟‪ ،‬حقيقة ان سؤالك يف حملة و بسؤالك هذا جتعلين اتقدم كثريا‬ ‫يف كالمي متجاوزا عن امور كثريه لكن ال مانع من اجابه صغريه االن‪ ،‬يا سيدي هناك قصة معروفه‬ ‫حول احد السفاحني كان يأخذ البكترييا من املختربات حبجة انه يقوم بعمل زراعة هلا و اختبارها‬ ‫على فئرانه رغم انه باحلقيقة كان جيرهبا على جريانه!‪ ،‬اجل و من هنا كسب لقب السفاح‪ ،‬و مرة‬ ‫راسل املخترب حمتجا على اخر نوع بكترييا حصل عليه قائال ‪ :‬اهنا مل تقتل اجلريان‪ ،‬زل قلمه فبدل‬ ‫ان يقول الفئران قال اجلريان‪ ،‬لن اوضح كثريا لكن لو كان احد عمال املخترب ميلك ولو شكا طفيفا‬ ‫لكان حل اصعب اجلرائم و سوف اوضح ذلك فيما بعد‪ ،‬االن اعود قليال اىل موضوع اهلفوات‪ ،‬ان‬ ‫اهلفوات شكلت حمل دهشه و ذهول عند الكثري؛ لذلك عكف الكثري على دراستها و البحث فيها‪،‬‬ ‫و من االمساء الالمعه يف هذا اجملال مها العاملان (مرنغر و العامل ماير)‪ ،‬فقد درساها و وضعوا عليها‬ ‫امثال كثيريه جدا مازال العلماء اىل حد االن يستخدموها جلالء معناها و صفاها‪ ،‬بكون احدمها فقيه‬ ‫باللغه و االخر خمتص يف الطب العقلي فاهنما حاوال ضمن جماليهما اىل تفسري حدوث هذه اهلفوات‪،‬‬ ‫قد يقول احدكم ان هذا بسيط جدا فان اهلفوه ال حتدث اال عندما يكون االنسان متوتر او متعجل‬ ‫او خائف او حىت تعب فما شأن علم النفس ان االمر فيزيوجلي حبت‪ ،‬اقول لك ان مرنغر و ماير‬ ‫قد قاال مثلك تقريبا حيث اهنما قاال ان سبب حدوث اهلفوات يكمن يف كون االنسان يكون تعب‬ ‫او قلقا و ال ميلك تركيز كايف فيبدل او يهفو بكلمه غري اليت كان يريد ان يقوهلا و السبب يف ذلك‬ ‫يكمن يف تواجد تشابه صويت بني لفظ الكلمتني‪ ،‬اجل انا ال انكر كالمك و ال كالمهم فالتشابه‬ ‫الصويت و االرهاق و عدم الرتكيز كلها عوامل تسبب هذه اهلفوات‪ ،‬اقول لك االن اين دورنا لكن‬ ‫اود ان اورد بعض املأخذ على مرينغر و ماير‪ ،‬اوهلا ان التشابه الصويت و اللفظي ليس دائم التوافر‬ ‫بني الكلمات فمثال بدل ان اب��ارك لصديقي بشركته احلديثه اقول له مبارك لك شركتك امللعونه‬ ‫مثال‪ ،‬فانه واض��ح جدا انه توجد الكثري من االمثله اليت ال يوجد فيها اي تشابه صويت بني اللفظ‬ ‫املتعدى عليه و املتعدي‪ ،‬ايضا ان مرنغر و ماير مل يقدما تفسريا لزالت القلم و القراءة‪ ،‬و اعود اقول‬ ‫اننا ال ننكر دور العوامل الفيزولوجيه يف اهلفوات و ال التشابه الصويت‪ ،‬و لكن سؤال واحد جيعل‬ ‫كالمها يتوقف عند حد معني فلو سألتك مبا انك تعترب ان االرهاق هو السبب‪ ،‬ملاذا حدثت هذه‬ ‫اهلفوه يف هذه الكلمه وحدها بالذات دون كل تلك الكلمات اليت نطق به ذالك الرجل املتعب؟‪،‬‬ ‫و ملاذا بدهلا بلفظ معني عالوة عن غريه رغم وجود الفاظ اخرى كثريه تشابه اللفظ املتعدى عليه‬ ‫بالصوت؟‪ ،‬اتوقع ان تلك التفسريات ال تقدم اجوبه هلذه التساؤالت النه و ببساطه هذه االسئله‬ ‫اعمق من اجلسد اهنا مرتبطه بالنفس هنا يكمن دورنا و كذلك حمور كالمنا‪ ،‬اننا حنرتم االسباب‬ ‫املذكوره اع�لاه باعتبارها مقدمات للهفوه و ميسره هلا ال اكثر لكنها ليست السبب يف مغزاها‪،‬‬ ‫اعلم ان احدكم االن جتده متعجبا من كلمة مغزاها‪ ،‬اجل فنحن جيب ان نتفق منذ االن ان ننظر‬ ‫اىل اهلفوه مبغزاها ال حبدوثها‪ ،‬قد يسال احدكم كيف يكون للهفوه مقصد و هي جمرد فعل نرتاجع‬ ‫عنه غالبا و غالبا حيدث بشكل عشوائي‪ ،‬يف احلقيقة يا سيدي اود ان اق��ول لك اننا حنن يف علم‬

‫النفس نعتمد يف اثبات ما نقوله عليك انت‪ ،‬اجل على صدقك يف تعاملك مع كالمنا و حيادتك‬ ‫جتاهنا‪ ،‬فانا سوف اسرد لك العديد من االمثله ابني لك فيها اننا نعلم و ندرك ان للهفوه معىن و‬ ‫نستخدمها كذلك‪ ،‬و انا االن اريد ان احتدث عن اهلفوات املقصوده لكي يكون من السهل اعطاء‬ ‫مقصدها النين انا من يفعلها االن بينما اهلفوات االخرى سوف حتتاج اىل عملية خمتلفه و طويله‬ ‫قليال اعرضها فيما بعد‪ ،‬لكن االن من الضروري جدا ان اوصل لكم فكرة ان للهفوه مغزى الهنا‬ ‫نقطة اطالقنا لدراسة اهلفوات‪ ،‬انا اعلم ان صديقي امحد حيب صديقته سندس و انا اريد اغاضته‬ ‫و ان اجعله يهيم بالشك يف عالقته معها او يف كوين احبها كذلك‪ ،‬فاجلس و اقول له امحد هل‬ ‫حللت الواجب؟ يقول يل نعم و ماذا عنك‪ ،‬اقول له اجل يا امحد رغم اين كنت اعاين لكين التقيت‬ ‫بسندس و ساعدتين باحلل‪ ،‬مث اتلكء و اهز رأسي و اقول عفو رمي ليس سندس‪ ،‬ان استخدامي‬ ‫هلذه اهلفوه مقصود جدا و له مغزى مبعىن الكلمه و انا متاكد من انه حقق ذلك املغزى و هذا كان‬ ‫واضحا عندما الحظت التعجب على وجه امحد‪ ،‬كما ان امحد يصبح مثلنا مؤمنا بان هلذه اهلفوه‬ ‫مغزى فرتاه يقول هل يعقل انه حقا التقى هبا و مها خيفيان عين ذلك ام انه فقط يريد اغاضيت ام ام‬ ‫اىل اخره‪ ،‬و هكذا يبدا بتفسري اهلفوه و البحث عن سبب ابداله بني رمي و سندس‪ ،‬هذا مثال بسيط‬ ‫رمبا استخدمه الكثري منكم ممن حيبون الدعابه و املرح‪ ،‬و هناك امثله كثريه لكن عرضها سوف‬ ‫تاخذ وقتا طويال و مثال واحد اتوقع انه كان كافيا ليوضح اننا نستخدم اهلفوه ملغزى ما و اهنا‬ ‫ذات مغزى ان كانت مقصوده ام ال‪ ،‬كما ان الكثري من الشعار و االدباء استخدموا هذه اهلفوات‬ ‫املقصوده و هذا واضح و جلي يف ادب شكسبري و املسرحيات الكثريه‪..‬‬ ‫إذا اتفقنا ان للهفوة مغزى و معىن و ان ننظر اليها بقصدها و مغزاها ال حبدوثها فقط‪ ،‬نعود االن‬ ‫لنستائنف احلديث فبعد ان بني كالمنا السابق فان العاملان ماير و مرنغر افادنا بشكل كبري‪ ،‬حيث‬ ‫قسموا اهلفوات بناء على حدوثها اىل‬ ‫‪ -1‬القلب‬ ‫‪ -2‬االستلحاق‬ ‫‪ -3‬االستباف‬ ‫‪ -4‬االدغام‬ ‫‪ -5‬االبدال‬ ‫و لعل اخر اثنتني مها االكثر شيوعا‪ ،‬و خبصوص الباقيات‪ ،‬فالقلب يكمن يف تقدمي جزء على اخر‪،‬‬ ‫مثال بدل ان يقول علي بن حسني يقول حسني بن علي‪ ،‬و االستباق ان يقول ما اجثم اهلم الذي‬ ‫جيثم على قليب‪ ،‬بدل ان يقول ما اثقل‪ ،‬و االمثله تطول جدا و لن خنوض يف سردها بل سوف نبدأ‬ ‫يف تفسريها‪ ،‬اننا يف علم النفس نعترب اهلفوه عبارة عن صراع بني نية داخليه و امر ظاهر‪ ،‬صراع‬

‫‪36‬‬


‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫‪37‬‬

‫بني شئ حقيقي نشعر به و شئ البد ان نقوله الن ما نشعر به قد يسبب لنا احلرج او قد نكون‬ ‫مظطرين اىل قول امر غريه‪ ،‬فمثال ذاك السفاح يف سرورته الداخليه و يف جوفه يعلم و يردد ان جتاربه‬ ‫يقيمها على جريانه ال فئرانه و يعمل على ان يقول فئران بدل جريان‪ ،‬لكنه يف حلظة ما قال فئران بدل‬ ‫جريان الهنا هي ما جيول يف حقيقته و نفسه‪ ،‬و ان مل نكن نعلم اصال انه قد فعل ذلك على جريانه‬ ‫فان هذه الزله تعرب رمبا عن رغبه يف جتربتها على اجلريان او حىت خمطط يف فعل ذلك و هو حياول‬ ‫اخفاء ذلك‪ ،‬ان اهلفوه هي موازنه بني ما تريده النفس و ما يستلزمه املوقف‪ ،‬كذلك عندما نعطي‬ ‫احدهم كلمة ليلقيها امام الناس و هو ال يرغب يف القائها جنده يتسرع يف ذكر اخر كلمه منها او‬ ‫مجله و لو مل نكن نعلم اصال بانه ال يرغب هبا فاننا لكنا قلنا مؤكد انه مل يكن يرغب هبذه الكلمة او‬ ‫ال يوافق حمتواها لذلك كان متعجال الهنائها‪ ،‬و لنا يف االمثله التاليه اليت نريد ان نقوهلا امور مهمه‪،‬‬ ‫مرة قال مؤسس احدى الشركات استشريوا املوظفني و بالنهايه اخربوين مبا يريدوه لنفعل ما اريد‪،‬‬ ‫لقد قال ما اريد بدل ما يردوا‪ ،‬النه يف االصل انه يستشريهم من اجل ان يليب ارادهتم لكنه قال ما‬ ‫اريد يف هفوه‪ ،‬ان هذا يف احلقيقة يعكس مدى قهر هذا املدير و تسلطه و عدم احرتامه الراء موظفيه‬ ‫فهو معتاد على ان يفعل ما يريد و يف قريرة نفسه كذلك‪ ،‬فهو يستشريهم فقط ليومهه بالدمقراطيه‬ ‫و هو يقول يف نفسه سوف افعل ما اريد‪ ،‬لذلك حدث نزاع بني ما يرد و ما سوف يفعل و بني‬ ‫الكذب الذي حيتاجه املوقفه لكنه بالنهايه قال ما اريد انا و من مث عدهلا و قال ما يريدوه هم‪ ،‬اذا‬ ‫اهلفوه ختلق حال وسطا بني االمرين فيه اشارة ملن يهتم‪ ،‬و شخص اخر جتده يتجول معك و يقول‬ ‫‪ :‬ان العلم حتت احلر القائض متعب جدا تبتل بعرقك و قميصك و …‪ .‬عندما تعود اىل سرولك‬ ‫ترتاح‪ ،‬يف احلقيقه هو كان يريد ان يقول تبتل بعرقك و قميصك و سروالك لكن اخلجل منعه من‬ ‫ذلك و لكنه عندما كان يريد ان يقول و عندما تعود اىل بيتك فانه هفا و قال اىل سروالك‪ ،‬من هذه‬ ‫احلاله يبدو واضحا انه كان يريد ان يعد سرواله مع قميصه لكن اخلجل منعنه من ذلك و لكن هذه‬ ‫االراده عربت عن نفسها من جديد عندما اراد ان يقول بيتك مستغله التشابه بني بيتك و سروالك‪،‬‬ ‫و مثال قال احد املوظفني للوزير عندما زار الدائره‪ ،‬سيادة الوزير هل تسمح يل ان انافقك‪ ،‬هنا كان‬ ‫املفرتض به ان يقول ارافقك لكنه ادغم بني رافق و نافق و قال انافقك‪ ،‬و لكين احب ان اخربكم ان‬ ‫الروايات حول صديقنا تضاربت فمنهم من يقول احيل اىل التقاعد و منهم من يقول نقل اىل مكان‬ ‫بعيد‪ ،‬املهم نعود لنسأل ملاذا حدث هذا االدغام؟‪ ،‬ان هذا االدغام حصل الن هذا املوظف يعلم انه‬ ‫جيب ان يرافق الوزير و حيدثه عن حال الدائره‪ ،‬لكنه يف قريرة نفسه يعلم انه سوف يكون مظطرا‬ ‫لنفاقه و الشكر له على جهوده الكبريه و املتواصله رغم اهنا غري موجوده‪ ،‬و هنا حدث نزاع بني ما‬ ‫يستلزمه املوقف و بني احلقيقه يف ان هذه املرافقه ما هي اال نفاق بنفاق‪ ،‬فحصل على حل متوسط‬ ‫بينهما و هو انافقك‪ ،‬اذا يبدوا لنا واضحا ان اهلفوه يوجد هبا متعدي و هو ما جيول يف سريورات‬ ‫النفس و باطنها‪ ،‬و متعدى عليه و هو االمر غري الصحيح و الذي ال يعرب عن رغبة النفس احلقيقه‪،‬‬ ‫و يف اغلب االحيان لو ذهبت اىل الشخص الذي نطق باهلفوه و اخربته بتفسريك القر به‪ ،‬لكن ماذا‬ ‫خبصوص الذي قال ويل العهر بدل ويل العهد‪ ،‬انك لو اخربته بتفسريك لكذبه و عارضه بشده و‬

‫قوة و للعلم ال ميكنك اعتباره كاذب‪ ،‬قد يقول احدكم انه هذه هي كل تقنيتك و هي اعرتاف‬ ‫الشخص مبا تقول و ما تريده لعل ما قاله ليس حقيقي؟‪ ،‬فان وافقك قلت ان كالمك صحيح و ان‬ ‫عارضك كذبته و عارضته‪ ،‬اقول لك اننا نعتمد هذه الطريقه يف التفسري و ان كنت مازلت تؤمن‬ ‫حبرية النفس الكامله فانا اختلف معك هبذا فان كانت النفس حتت ضغط و كبت تقول ما تريده‬ ‫عن طريق اهلفوه فما بالك هبا عندما ال متلك سببا للكذب‪ ،‬حىت اننا كاناس عامه يف جمتمعاتنا يوجد‬ ‫اميان هبذه احلقيقه و ذلك جلي يف املثل املشهور ” كلمة احلق سبقت”‪ ،‬و خبصوص الذي ينكر و‬ ‫اصر عليه انه غري صادق و ان تفسريي هو الصحيح و احلقيقه‪ ،‬فاين اضرب لك مثال ان القاضي‬ ‫يصدق املتهم ان اعرتف بذنبه و لكنه يكذبه اذا ما انكر التهمه و يستمر بالتحقيق معه‪ ،‬ان سؤالك‬ ‫هذا هو مقدمه جيده جدا لكي نتحدث عن تصنيف اهلفوات و هذا ليس هتربا من سؤال فاعلم اين‬ ‫مل اجب عليه بعد لكن هذا التصنيف سوف يفعل‪ ،‬اننا يف علم النفس نقسم اهلفوات اىل هفوات‬ ‫يعلم صاحبها سببها و مغزاها‪ ،‬فتجده يقول عفوا كان قصدي رمي بدل سندس و هي ببساطه اليت‬ ‫يصححها قائلها بعد االنتهاء منها و لرمبا لو كان بينك و بينه ثقه الخربك ملاذا قال سندس بدل رمي‬ ‫رمبا النه حيبها مثال او يريد اغاضة صديقه‪ ،‬و اهلفوات االخرى اليت يعرتف صاحبها هبا و مبغزاها‪،‬‬ ‫لكنه نادرا ما يصححها و يعدهلا النه اصال ال ينتبه هلا عندما يقوهلا‪ ،‬لكنك اذا ما راجعته هبا يقرها‬ ‫و يقر تفسريك هلا‪ ،‬اما الثالثه فهي اليت ال يعرتف بتفسريها و ال مغزاها البته و ينكر اي تفسري هلا‬ ‫و احياننا ينكرها مبجملها فمثال صديقنا الذي قال ويل العهر مؤكد انه سوف ينكر تفسريك هلفوته‬ ‫بانه يكن يف نفسه بغض لويل العهد و العهد نفسه‪ ،‬ببساطه سوف ينكر و بعنف‪ ،‬ان سبب تقسيم‬ ‫اهلفوات على هذا الرتتيب يعود اىل مستوى الكبت فيها‪ ،‬فاالول ال يكون قد كبت ما يف نفسه‬ ‫كثريا لذلك يصدر منه بسهوله و هذا يتيح له التنبه له و يعدله‪ ،‬اما االخر فيكون مستوى الكبت‬ ‫اعال قليال فريتاح عندما يلفظ مبا يف نفسه لذلك ال يتنبه له النه ارتاح من الكبت الذي يف داخله‬ ‫و مؤكد لن يعود ليكبت نفسه من جديد فال يصححها‪ ،‬اما الثالث فهذا مستوى الكبت عنده‬ ‫كبيري ج��دا‪ ،‬فتجده كبت ال��ذي بنفسه اىل حد بعيد لدرجه انه جتده قد ختلص من التفكري فيه‪،‬‬ ‫فصاحبنا قبل ان يلقي خطابه جتده كان طوال الليل حيذر نفسه من ان يعرب عن ما يف نفسه و رايه‬ ‫يف ويل العهد اىل حد انه نسي انه كان ميلك هذا الري و الرغبة لذلك تصبح و كاهنا بعيدها جدا‬ ‫جدا و غريبه عليه و عندما تصارحه بتفسريك سوف ينكر و هو ال يكذب النه يكون اصال نسي‬ ‫هذه الرغبه بسبب الكبت‪ ،‬و لكن النفس ال تطيق هذا الكبت و تنتظر اي حلظه ضعف او خلل و‬ ‫تفرغ عن كبتها‪ ،‬لذلك يا سيدي حنن ال نصدقه النه اصال اخفى هذا الشئ حىت عن نفسه لكنه ال‬ ‫خيفا على اي شخص ببساطه‪ ،‬و لو وضعته يف ظروف اخرى و اعطيته االمان و اهلكوء و الوقت‬ ‫فسوف جتده ولو بعد وقت طويل يقر بان تفسرينا حقيقي الن اخلوف و التوتر مها اصال العامالن‬ ‫الرئيسيان يف سبب هذا الكبت و النكران‪ ،‬هنا جند الفرق بني تصنيف مرنغر و ماير و تصنيفنا‪ ،‬و‬ ‫هبذا تقريبا نكون قد توصلنا اىل خامتة تفسري اهلفوات و ما قلناه ينطبق على زالت القلم و القراءة‪،‬‬ ‫و خبصوص النسيان لالمور رغم انه من املفرتض ان ال ينساها‪ ،‬فان هذا يعود اىل عالقتك بتلك‬

‫‪38‬‬


‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫علم النفس التحليلي و الهفوات‬

‫االشياء فلو اهداك شخص عالقتك به ليست جيده كتابا لنسيت بسهوله اين وضعته على غرار ما‬ ‫هتديه لك حبيبتك مثال‪ ،‬و هكذا و على هذا املنوال لكن املهم كان بالنسة لنا هو هفوات اللسان‬ ‫الهنا االكثر حدوثا و اليت حتمل اكرب معىن‪..‬‬ ‫بالنهايه امتىن ان اكون قد اوضحت لكم اكرب قدر ممكن من االمور اليت كنتم ترغبون بتلقيها‪ ،‬و‬ ‫اليت كنتم تشتبهون هبا‪ ،‬متمنيا ان يكون اسلويب راق لكم‪ ،‬ان ما اود ان يصل اىل كل واحد منكم‬ ‫هو ان ال يتعاطى مع االمور بطريقة غري حياديه و دون علم مسبق هبا‪ ،‬و ان ينظر اىل اي شئ حوله‬ ‫بنظره تتجاوز احلدث اىل املعىن و املغزى و ان يسعى دائما اىل كسب معرفة افضل بالنفس البشريّة‪..‬‬ ‫عبد اللّه عبابنه‬ ‫معرض االفكار ‪Ideas Gallery .‬‬

‫‪39‬‬

‫‪30‬‬


‫سلسلة الرد املٌلجم علي صحيح مسلم‬

‫فيكم ما إن متسكتثم به ًس تٌ لحدوا» كتاب اهلل‬ ‫كت ُ‬ ‫إميانا مين بقول الرسول الكرمي « �تً​ًر ٌ‬ ‫وسنيت صدق «عقالين حر»‬ ‫نبدأ حبمد العقل وتوفيقه يف الدرس الثاين من السلسه املباركه واليت هتدف إيل إب راز حقيقة‬ ‫اإلعجاز يف السنه النبيويه املطهره ‪ -‬واهنا تقف خائرة القوي‪,‬هزيلة البنيان أ مام ق راءة العقل‬ ‫وفحص املنطق أو باألحري امام صخرة الواقع‬ ‫المصدر‪ :‬صحيح مسلم‪ -‬نسخه مزيده ومنقحه ومفهرسه‪ -‬طبعة دار اإلعتصام‬ ‫موسوعة الحديث الشريف‪ -‬المعتمده من مجمع البحوث اإلسالميه‬ ‫لنق را معا النص ون راعي ماماهو مكتوب باللون األمحر‪:‬‬

‫(‪ )2‬باب ندب من رأى ام رأة‪ ،‬فوقعت يف نفسه‪ ،‬إىل أن يأيت ام رأته أو جاريته فيواقعها‬

‫‪ )1403( - 9‬حدثنا عمرو بن علي‪ .‬حدثنا عبداألعلى‪ .‬حدثنا هشام بن أيب عبداهلل عن أيب‬ ‫الزبري‪ ،‬عن جابر ؛ أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رأى ام رأة‪ .‬فأيت ام رأته زينب‪ ،‬وهي‬

‫متعس منيئة هلا‪ .‬فقضى حاجته‪ .‬مث خرج إىل أصحابه فقال‪:‬‬ ‫«إن امل رأة تقبل يف صورة شيطان‪ ،‬وتدبر يف صورة شيطان‪ ،‬فإذا أبصر أحدكم ام رأة‬ ‫فليأت أهله‪ .‬فإن ذلك يرد ما يف نفسه»‪.‬‬

‫ومع احلديث امل عجز الثاين‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬باب نكاح املتعة «وبيان أنه أبيح مث نسخ‪ ،‬مث أبيح مث نسخ»‪ ،‬واستقر حترميه إىل يوم‬ ‫القيامة‬ ‫‪ )1404( - 11‬حدثنا حممد بن عبداهلل بن منري اهل ��م ��داين‪ .‬حدثنا أيب ووكيع واب ��ن بشر عن‬ ‫إمساعيل‪ ،‬عن قيس‪ ،‬قال‪ :‬مسعت عبداهلل يقول‪:‬‬

‫كنا نغزو مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬ليس لنا نساء‪ .‬فقلنا‪ :‬أال نستخصى‬ ‫؟ فنهانا عن ذلك‪ .‬مث رخص لنا أن ننكح امل رأة بالثوب إىل أجل‪ .‬مث ق رأ عبداهلل‪ { :‬يا‬ ‫أيها الذين آمنوا ال حترموا طيبات ما أحل اهلل لكم وال تعتدوا إن اهلل ال حيب املعتدين} }‪5‬‬ ‫‪/‬املائدة‪ /‬اآلية ‪{87‬‬ ‫ونفس احلديث السابق لكن برواية أخري‬

‫‪41‬‬

‫‪13 )1405( - 13‬وحدثنا حممد بن بشار‪ .‬حدثنا حممد بن جعفر‪ .‬حدثنا شعبة عن عمرو بن‬ ‫دينار‪ .‬قال‪ :‬مسعت‬

‫خرج علينا منادي رس ��ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إن رس ��ول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم قد أذن لكم أن تستمعوا‪ .‬يعين متعة النساء‪.‬‬

‫نبدا تعليقنا بشرح مبسط لكال املصطلحني « السند»‪ « -‬ملنت»‬ ‫السند وهو املعنون واملعروف بالعنعنه « حدثنا فالن عن عالن» او كما قال موالنا مصري‬ ‫ملحد واحب ان أستخدم لفظه‬ ‫« حدثنا صايع عن ضايع عن رعديد» وسلسلة العنعنه هذه تسمي السند‬ ‫أما املنت فهو نصل احلديث نفسه أي كالم حممد نفسه‪.‬‬ ‫«تذييل بسيط باللغه الدارجه ملن يشمئز من الفصحي»‬ ‫احلديث األول والثاين ‪:‬‬ ‫إن حممد كان ماشي يف مكان ما فشاف حرمه طريه لينه مطوبزه‪ ,‬فهاج عليها ومتلكت منه‬ ‫الرغبه اجلنسيه‪ ,‬ومعرفش ميسك نفسه حلد ما راح البيت ونام مع م راته زينب عشان يطفي‬ ‫نار عضوه الذكري املبارك صاحب قوة األربعني بغال‪ ,‬املهم بعد ما عمل الواحد التمام مع‬ ‫زينب وإتكيف‪ ,‬لبس لباس الورع والتقي تاين وخرج علي شلة الصيع اتباعه وقاهلم ‪ ,‬امل رأه‬ ‫بتيجي يف صورة شيطان‪ ,‬وبتمشي يف صورة شيطان‪ ,‬فأي واحد فيكم شاف واحده فعجبته‬ ‫أو مبعين أصح إشتاهها ‪ ,‬الزم يروح علي طول ينط علي املدام‪ ,‬عشان النطه دي هي اللي‬ ‫هرتحيه وختلصه ‪.‬‬

‫ونبدأ هنا بسرد األعجاز‬ ‫‪ -1‬كيف لنبي معصوم ‪ ,‬ات ��ي ليتمم م ��ك ��ارم األخ �ل�اق‪ ,‬ان ال يطيق صبرا علي‬ ‫شهوته‪ ,‬فضال علي أن يٌستثار لمجرد رؤيته لمرأه مرت بجانبه‪ ,‬وإن كان الرد بأنه‬ ‫في النهايه بشر‪ ,‬فنرد ونقول‪ ,‬إذن لماذا ال تطيقون نقده إن كان بشرا‬ ‫‪ -2‬ات ��ي محمد زوجته زينب وه ��ي تمعس منيئه ‪ ,‬يعني كانت بتعمل حاجه‬ ‫معينه‪ ,‬الحديث وسياقه يبرز كيف أنه إعتالها مباشرة‪ ,‬بمجرد دخوله البيت بال‬ ‫أي مقدمات ‪ ,‬رفع جلبابه‪ ,‬واخرج ذكره وبدا في عملية الجماع‪ ,‬فأين هو مما‬ ‫يتشدق به اتباعه من مقدمات الجماع‪ ,‬وسنن الجماع‪ ,‬والمداعبه والمالعبه‪ ,‬ثم‬ ‫ما اإلعجاز في إبرازه في هذه الصوره المخزيه كرجل ال يطيق صبرا علي نيران‬ ‫شهوته‪ ,‬وما هو موقف الزوجه المصون زينب التي وجدت نفسها فجأه مركوب‬ ‫عليها من الرسول الكريم؟؟‬ ‫‪ -3‬إبراز المراه في صوره وحيده متكرره وهي آله إلشباع الغرائز وإخماد نار‬ ‫الشهوات مما يضرب ما جاء به اإلسالم ويتشدق به الجميع من تكريم‪ ,‬صون‪,‬‬

‫سلسلة الرد املٌلجم علي صحيح مسلم‬

‫سلسلة الرد املٌلجم علي صحيح مسلم‬ ‫(‪)2‬‬

‫احلسن بن حممد حيدث عن جابر بن عبداهلل وسلمة بن األكوع‪ ،‬قاال‪:‬‬

‫‪42‬‬


‫سلسلة الرد املٌلجم علي صحيح مسلم‬

‫الحديث الثالث والرابع‬ ‫أوال ‪ :‬نقف معا امام كلمة « ابيح ثم نسخ‪,‬ثم أبيح‪,‬ثم نسخ»‬ ‫‪ -1‬استشعر هنا وك ��أن ��ن ��ي ام ��ام ش ��رك ��ة ميكروسوفت للبرمجيات ت ��ق ��وم بطرح‬ ‫إصدارات متكرره لنفس المنتج من منتاجاتها بعدما علمت بعض عيوبها بطرحها‬ ‫في األسواق‬ ‫‪ -2‬اين اهلل صاحب القدره المطلقه والعلم األزلي من إباحة شيء ثم نسخه‪,‬ثم‬ ‫إباحته ثم نسخه مره اخري‪ ,‬أهو الخطأ‪ ,‬ام النسيان‪ ,‬أم اليد البشريه بما ينفي‬ ‫تمام صفة اإللهيه واإلعجاز عن هذا اهلل وعرضه في صورة بشر بل وفي صورة طفل‬ ‫رضيع ال يٌميز او رجل كهل أصيب بالزهايمر‬ ‫( هنا نستدعي منطق أبيقورس الفيلسوف ‪ .... ,‬ولكم التعليق)‬

‫‪ -4‬التشريع المحمدي الراقي‪ ,‬الذي رفض اإلخصاء لكنه سمح بنوع من انواع‬ ‫الزني المقنن وهي نكاح المراه بثوب وليس هذا فقط بل وإلي أجل ايضا‬ ‫‪ -5‬نكاح المراه بثوب ‪ ---‬الهذه الدرجه وصل اإلمتهان في أذهانهم للمراه‬ ‫لماذا تنكر علي الرجال ان يستخصوا بينما اإلجهاز علي النساء وإمتهانهم هو‬ ‫الحل االمثل‬ ‫‪ -6‬إلي أجل ‪ .....‬لماذا تعيبون إذن علي الشيعه في قبولهم لزواج المتعه أو‬ ‫ليس النكاح إلي أجل نوع من انواع الزني المقنن‪ ,‬ثم من يحدد هذا االجل‪ ,‬وما‬ ‫موقف المراه منه‪ ,‬تغييب تام وإهمال متعمد للمراه في قضيه هي محورها‬ ‫‪ -7‬محمد بتشريعه ه ��ذا ه ��ل ه ��و نبي صاحب رس ��ال ��ه‪ ,‬ام ق ��واد إح ��ت ��رف فنون‬ ‫المتاجره والعهر‬ ‫هذه قراءه مبسطه وإعمال عقلي محض في نصوص أطلق عليها نصوص مقدسه‬ ‫ولكم التعليق‬

‫سلسلة الرد املٌلجم علي صحيح مسلم‬

‫حماية المراه‬ ‫‪ -4‬محمد البدوي الجاهل‪ ,‬يظهر في موقف المنافق الذي يفعل شيئا ثم يأمر‬ ‫أتباعه بفعل غيره‪ ,‬فبعد ان تمته بإمراته‪ ,‬ونال منها ما يناله الرجل من زوجته‪,‬‬ ‫خرج علي أتباعه ليصف المراه بأقبح األوصاف ويضعها في تشبيه كيان ما ذُكر‬ ‫في نص إال ولٌعن‪ ,‬تقبل في صورة شيطان‪ ,‬تدبر في صورة شيطان‪ ,‬يعني بدل ما‬ ‫يشكرها علي ما قدمته له من إشباع لغريزته الهمجيه‪ ,‬بدبل من ان ينوه عن عظمة‬ ‫ما اوتيت المراه من نعمه‪ ,‬خ ��رج ليسبها علنا ويلصق بها العوار والشنار امام‬ ‫أصحابه بهذا التشبيه القذر‬ ‫‪ -5‬إظهار كل أصحابه ومتبعيه بانهم مثله في الشهوه والرغبه الجنسيه وانهم‬ ‫يعيشون فقط ليمتعوا ذكورهم‪ ,‬وان الجنس والجماع هو شغلهم الشاغل‬ ‫‪ -6‬لم يكن من باب اولي بعدما أثيرت شهوته برؤية تللك المرأه ان يُحاضرهم‬ ‫عن العفه والشرف واألخالق‪ ,‬والتحكم في النفس‪ ,‬بدال من ان يخرج عليهم بهذا‬ ‫الكالم الغث‬

‫(‪)Hunger Mind‬‬

‫‪ -3‬ألم يكن الخروج للغزوات هدفه األسمي هو النصر أو الشهاده ؟؟ إذا ففيم‬ ‫اإلهتمام في خضم الحروب والمعارك بالجماع والجنس والمراه؟ الهذه الدرجه‬ ‫كانت رغبات الصحابه الكرام مستعره‪ ,‬الهذه الدرجه كانت اعضائهم الذكوريه‬ ‫هائجه‪ ,‬لدرجة انهم فكروا بأن يستخصوا‪ « ,‬ليكفوا عن انفسهم ضرر هذا العضو‬ ‫الهائج دائما»‬

‫‪43‬‬

‫‪44‬‬


‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫نهى سيلني الزبرقان‬

‫ملا تتناقش مع املسلمني أول شيئ يقولونه لك « ال اإلسالم ليس دين التخلف و الرجعية‪...‬‬ ‫لكن اإلسالم دين احلضارة و التطور و التقدم و الرقي و املساواة و احملبة و اإلعتدال‪...‬اخل»‬ ‫اهنا كثري من املفاهيم ‪ :‬حضارة‪ ،‬تطور‪ ،‬تقدم ‪ ،‬رقي‪ ،‬مساواة‪ ،‬حمبة‪ ،‬أعتدال‪ .‬يعين كل مفهوم‬ ‫حيتاج اىل كتب لرد عليهم ‪ ،‬لكن انا ساحاول أن ارد على عجالة ورمبا املعلقني سيضيفون‬ ‫مايشاؤونه للرد على هذه املفاهيم‪.‬‬

‫ملا يقول لك املسلم «أن االسالم دين التطور و التقدم والرقي» ‪ ،‬هو هبذا يريد أن يوصل لك‬ ‫رسالة أن األسالم حيث على التقدم و التطور والرقي وأن األسالم ليس أبدا بعائق لتحقيق هذه‬ ‫املفاهيم يف اجملتمع ‪ ،‬لكن أنا اتوقف هنا ألطرح عدة أسئلة ‪:‬‬

‫‪45‬‬

‫ اذ كنت انت متمسك حرفيا بالق رأن و املذاهب و مسلم و البخاري ‪ ،‬فكيف سيتقدم و‬‫يتطور ويرقى اجملتمع ؟؟‬ ‫ اذ كنت الت زال ختتزل دور امل راة يف النكاح واالجناب‪ ،‬و مستمر يف هتميش واحتقار امل رأة‬‫وفرض الوصايا عليها يف كل شيئ ‪ ،‬واجبارها على التغلف يف اكياس قماش ‪ ،‬كيف سينهض‬

‫أكيد سريدون عليّ ا باملوال املعروف « احلضارة االسالمية « ‪ ،‬لكن الكثري جيهل بان مقومات‬ ‫احلضارة ليست موجودة يف ما يُدعى زورا «احلضارة األسالمية»‬ ‫يقدم لنا الشيخ ناصر الفهد يف كتابه « حقيقة احلضارة االسالمية» حتليال ت راثيا حول‬ ‫موقف شيوخ االسالم من كبار فالسفة وعلماء الفرتة املعروفة باحلضارة االسالمية‪ ،‬ليفاجأنا‬ ‫بأن اغلب كبار املفكرين كانوا يف حقيقتهم خارج االسالم‪ ،‬وهذا من وجهة نظر « خنبة‬ ‫علماء الدين االسالمي حتديداً»‪.‬‬ ‫من ذلك يصبح مفروغا منه ان انتاج الفالسفة والعلماء يف تلك الفرتة نتيجة املنهج الديين‬ ‫اجلديد ال ��ذي اجتاح منطقة احل ��ض ��ارات القدمية وامن ��ا نتيجة استم رار التأثري الثقايف ملنهج‬ ‫الفلسفة القدمي الذي ابدعته شعوب احلضارة امل حتلة‬ ‫ان األم�براط ��وري ��ة األس�لام ��ي ��ة ق ��ام ��ت على أك ��ت ��افُ ح ��ض ��ارات ك ��ان ��ت م ��وج ��ودة يف البقاع الىت‬ ‫أحتلتها ‪ ،‬فلم يأيت جرذان الصح راء حمملني باألفكار املبدعة‪ ،‬بل كل مافعلوه هو اهنم تبنوا‬ ‫ما كان موجودا يف جمتمعات ذات حضارات عظيمة مثل حضارة بني ال رافدين و احلضارة‬ ‫املصرية و احلضارة الرومانية و احلضارة األغريقية ‪ ،‬والدليل على هذا ماهو موجود يف كتب‬ ‫املؤرخني املسلمني‪ ،‬حيث أن عمر بن اخلطاب نفسه تبىن نظام «الديوان» يف ادارة الدولة‬ ‫و هو نظام فارسي‪ ،‬كما كانت اللغة الفارسية يف القرن الثاين للهجرة مستعملة يف البصرة‬ ‫والكوفة‪ ،‬ومتداولة على األلسنة كما تشهد بذلك الروايات املختلفة‪ .‬ويف منطقة الشرق‬ ‫االوسط كانت اللغة األرامية منتشرة على نطاق واسع ‪.‬‬ ‫لقد أحتل املسلمون األوائل املشرق و املغرب فوجدوا الزراعة ‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬اهلندسة البنائية‬ ‫‪ ،‬العلوم ‪ ،‬واملدن بأبنيتها وم رافقها و طرقاهتا ‪ ،‬فلم تكن هذه املناطق صفحة بيضاء و اتى‬ ‫املسلمون االوائل و كتبوا فيها افكارهم وابداعتهم وخلقوا حضارة باهرة !‬ ‫احلضارة تعريفا هي وصول االنسان إىل قمة الثقافة والعلوم والتصنيع والرقي ‪ .‬الثقافة هي‬

‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫أضحك ملا يٌقال يل‪:‬‬ ‫االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫جمتمع ونصفه مهمش وحمقر ؟؟؟؟‬ ‫ كيف سينهض جمتمع وهو مازال يسأل شيوخ الدجل عن كل صغرية وكبرية يف حياته‬‫؟؟؟؟‬ ‫ اذ كنت انت تناقض العلم يف الكثري من النقاط‪ ،‬و تعادي الفلسفة و التفكري ‪ ،‬و تعادي‬‫نقد األسالم ‪ ،‬فكيف سيتقدم و يتطور ويرقى اجملتمع ؟؟؟‬ ‫ اذ كنت أنت تعادي االبداع و الفن بكل أشكاله‪ ،‬وصباح مساء تُفيت يف احلالل واحل رام‬‫‪ ،‬وتقتل يف اخليال ‪ ،‬وحتصر حياة الفرد بني األسود (احل �رام) أو األبيض (احل�لال) ‪ ،‬فتجعله‬ ‫كاحلمار ال ��ذي توضع جلدة على عينيه فاليرى ميينا وال يسارا ‪ ،‬اذا كيف سينهض هذا‬ ‫الفرد و يتطور و يرقى ؟؟؟‬

‫‪46‬‬


‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫لكن ألكون منصفة ‪ ،‬ولتوضيح الرؤية ‪ ،‬لوال قلة من خلفاء بين العباس ممن اعتنوا بالعلم مثل‬ ‫املأمون ملا أجنبت أمة املسلمني علماء ‪ ،‬فالفضل يعود اىل املأمون الذى تبىن مذهب املعتزلة‬ ‫كمذهب لدولته‪ ،‬وساهم يف انتشار العلم و الرتمجة ‪ ،‬لقد كان املأمون يؤمن بالعقل أكثر من‬ ‫الدين ‪ ،‬لذا اختذ منهج املعتزلة كمذهب له و للدولة‪ ،‬والكل يعرف ان املعتزلة كانوا يقدمون‬ ‫العقل على الدين ‪ ..‬و بعد املأمون اتى «وامعتصماه» الذي كان حمدود الثقافة وضعيف يف‬ ‫الكتابة !‬ ‫ان عدد علماء املسلمني والذين سامهوا مثال يف علم الفزياء يُعدون على أصابع اليد‪ ،‬كما‬ ‫ان هناك حتفظات على اسالم هؤوالء العلماء‪ ،‬انا أحرتم وافتخر هبؤوالء العلماء ليس الهنم‬ ‫مسلمني أو عرب بل الهنم سامهوا يف العلم ‪ .‬لكن حماولة تضخيم االم ��ور ومغالطة الناس‬ ‫وايهامهم بوجود «حضارة أسالمية» فهذا من باب الكذب واالف رتاء‪.‬‬ ‫فعال أن بعض علماء فرتة احلكم االسالمي سامهوا بالرتمجة واضافات‪ ،‬لكن ملا نقارن مدى‬ ‫مسامهة «ه ��ؤوالء» يف علم الفزياء ‪ ،‬جند اهنا ذرة يف حبر أخرتعات االمم االخ ��رى‪ ،‬وانا احرتم‬ ‫هذه الذرة‪ ،‬مهما تكن فهي مسامهة يف قطار العلم‪.‬‬ ‫اليكم مسامهة علماء الفزياء يف التاريخ ‪ ،‬وسرتون مسامهة « علماء املسلمني» مقارنة بفرتة‬ ‫عصور التنوير يف اوربا ‪:‬‬ ‫علماء املسلمني الذين سامهوا يف الفزياء‪:‬‬‫ال ننسى ان فرتة احلكم االسالمي ‪ -‬من ال راشدين ‪ 632‬م اىل هناية اخلالفة ‪ - 1924‬امتدت‬ ‫مايقارب ‪ 1300‬سنة ‪ ،‬والجتد يف هذه الفرتة اال مخسة فزيائيني وهم ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬احلسن ابن اهليثم (‪ 354 -430‬هجري) اشتهر بد راسة علم الضوء‬ ‫‪ -2‬أب ��و ال ��رحي ��ان ال ��ب�يروين (‪ 362-443‬ه ��ج ��ري) ع�ين الكثافة النوعية للكثري م ��ن العناصر‬ ‫الطبيعية بإستخدام جهازه الذي أخرتعه‬ ‫‪ -3‬ابن سينا (‪ 370-428‬هجري) درس ابن سينا أنواع القوى‪ ،‬وعناصر احلركة‬ ‫‪ -4‬أبو الفتح اخلازين (‪ 550‬هجري) أبدع يف د راسة علم احلركة وعلم السوائل الساكنة‬ ‫‪ -5‬ابن ملكا البغدادي (‪ 560‬هجري) درس القانون الثالث للحركة‬

‫‪47‬‬

‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫جزء من احلضارة ‪ ،‬وتعين اتقان االنسان للفن يف كل جماالته ‪ :‬رسم‪ ،‬معمار‪ ،‬حنت‪ ،‬مسرح‪،‬‬ ‫أدب‪ ،‬رقي املعاملة ‪ ،‬رقي التعليم ‪... ،‬اخل‬ ‫اي احلضارة معناها إبداع يف مفهومي اخلاص ‪..‬‬ ‫أما مسلمني تلك العصور استهلكوا ما كان موجودا ‪ ،‬كما يفعل املسلمني يف عصرنا احلايل‬ ‫!‬

‫ انظروا ماذا انتجوا واخرتعوا علماء أوربا (‪ 400‬سنة فقط)‬‫‪-1‬جاليلو جاليلي االيطايل (‪1564-1642‬‬ ‫الذي اكتشف ‪ 4‬من أقمار املشرتي بعد صنعه ملنظاره اخلاص‪ ،‬واستطاع مبنظاره املتواضع أن‬ ‫يكتشف اجلبال املوجودة على القمر‪ .‬و درس السقوط احلر لألجسام و أثبت بعد التجربة‬ ‫أن سقوط هذه األجسام ال يعتمد على كتلتها‬ ‫‪ -2‬كبلر األمل ��اين (‪ )1571‬صاحب القوانني الثالثة املشهورة اليت تدرس حركة الكواكب‬ ‫حول الشمس‬ ‫‪ -3‬نيوتن الربيطاين ( ‪ ) 1643 - 1727‬الذي وضع ‪ 3‬من أمجل و أهم القوانني يف الفيزياء‬ ‫و هي قوانني نيوتن كما أن هذا العامل العبقري وضع قانون اجلاذبية‬ ‫‪ -4‬االسكتلندي جيمس واط (‪ )1736-1819‬الذي أخرتع احملركات البخارية احلديثة اليت‬ ‫تعمل مببدأ التكثف‬ ‫‪ -5‬أمبري العامل الفرنسي ( ‪ )1854 -1775‬من مؤسسي النظرية الكهرومغناطيسية‬ ‫‪ -6‬العامل الدمناركي أورس ��ت ��د(‪ )1789-1854‬الذي أكتشف اجملال املغناطيسي الناتج عن‬ ‫سريان تيار كهربائي يف سلك‬ ‫‪ -7‬أوم العامل األملاين (‪ )1789-1854‬الذي اكتشف العالقة الطردية بني تدفق يف سلك و‬ ‫فرق اجلهد الكهربائي‪ ،‬والعالقة العكسية بني التدفق التيار واملقاومة‬ ‫‪ -8‬مايكل فاراداي (‪ )1791-1867‬الذي اكتشف احلث العامل االجنليزي الكهرومغناطيسي‬ ‫‪ -9‬العامل الفرنسي كارنوت (‪ )1796-1832‬الذي ساهم يف نشوء علم الديناميكا احل رارية‬ ‫ الثرموديناميك‬‫‪ -10‬دوبلر العامل االس رتايل (‪ )1803-1853‬الذي اشتهر بتجاربه على املوجات الصوتية‪،‬‬ ‫وعرفت ظاهرة تغري طول املوجة ملوجة ما الناجتة عن احلركة النسبية بني املصدر واملالحظ‬ ‫بامسه « تأثري دوبلر‬ ‫‪ -11‬العامل اإلملاين وبر (‪ )1804-1891‬الذي اشتغل على البنيئة الكهربائية للمادة‬ ‫‪- 12‬جيمس جول الربيطاين (‪ )1818 -1889‬الذي درس املكافئة امليكانيكية للح رارة‬ ‫‪ -13‬العامل األملاين ردولف كالسيوس (‪ )1888-1822‬الذي طور قانون الديناميكا احل رارية‬ ‫الثاين‬ ‫‪ -14‬لورد كلفن العامل الربيطاين (‪ )1907-1824‬شارك يف تطور الديناميكا احل رارية‪ ،‬و أقرتح‬ ‫درجة احل رارة املطلقة‬ ‫‪ -15‬العامل األملاين كوستاف كرتشوف (‪ )1824-1887‬طور قوانني التحليل الطيفي الثالثة‬ ‫وقواعد حتليل الدوائر الكهربائية الثالثة‪ ،‬وساهم يف علم البصريات‬ ‫‪ -16‬و العامل الربيطاين ماكسويل (‪)1831-1897‬‬

‫‪48‬‬


‫أضحك ملا يٌقال يل‪ :‬االسالم دين التقدم والرقي و احلضارة‬

‫‪-17‬بولتزمان العامل النمساوي (‪ )1844-1906‬طور امليكانيكا‬ ‫‪-18‬العامل السويسري ريدبريغ ( ‪) 1919 -1854‬‬ ‫‪ -19‬العامل رونتجن األملاين (‪ )1845-1923‬مكتشف أشعة أكس‬ ‫‪-20‬ال ��ع ��امل الربيطاين تومسون (‪ )1865-1940‬مكتشف اإلل ��ك�ترون‪ ،‬وواض ��ع من ��وذج علمي‬ ‫لوصف الذرة‬ ‫‪ -21‬بالنك العامل األملاين (‪ )1858-1947‬من مؤسسي النظرية الكمية احلديثة‬ ‫‪ -22‬ماري كوري و بري كوري (‪ )1859-1906‬درسا ظاهرة النشاط اإلشعاعي‬ ‫والقائمة مات زال طويلة طويلة ‪.................................‬اخل‬ ‫يعين مساهامات واب ��داع ��ات واخ�تراع ��ات األورب ��ي�ين يف الفزياء اليضيهها اخ ت�راع ‪ ،‬اهن ��ا فعال‬ ‫عبقرية االوربيني***‬ ‫لذا اقول للذين يقولون لنا «حضارة اسالمية» اقول هلم لو اتى املسلمون اىل البلدان وفعلوا‬ ‫مثل مافعل االوربيون يف القارة االمريكية‪ ،‬هنا سنقول ان املسلمون القادمون من غياهب‬ ‫الصح راء بسطوا حضارهتم على العباد و البالد ‪ ،‬وساعتها سنطلق على هذه احلضارة الىت‬ ‫جلبوها « حضارة اسالمية»‬ ‫احلوار املتمدن‬ ‫هوامش‬ ‫مصدر املعلومات عن علماء الفزياء من هذا املوقع ***‬ ‫‪66186=http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t‬‬

‫‪49‬‬

‫‪50‬‬


‫اجلمهورية االحلادية‪ ،‬وطن قومي للكفار‪.‬‬

‫مهدي احلبشي‬

‫أعرف أن الكثري سيكتفون بق راءة العنوان‪ ،‬وعليه سيتبنون موقف اً عام اً من املقال‪ .‬وأعلم أن‬ ‫ثلة من الق راء األفاضل هلم مدافع جمهزة ومصوبة سلف اً‪ ،‬لقصف أي كالم يبتدئ مبا قد يثري‬ ‫حفيظتهم‪ ،‬و «يزعزع» عقيدة اإلقصاء وال رأي الواحد اليت يؤمنون هبا‪ ...‬كنت أعلم أن األمر‬ ‫قد يتسبب يف اإلس ��اءة إىل امسي وتشويه مسعيت‪ ،‬وأنا يف بدايات مشواري الصحفي‪ ،‬عندما‬ ‫جت رأت على كتابة هذه احلروف‪ ،‬وأن الكثريين قد صنفوين يف خانة «الكفر»‪ ،‬حىت قبل ق راءة‬ ‫املقال‪ ،‬ولكنين مع ذلك جت رأت‪ ...‬ألن الوضع‪ ،‬مل يعد يسمح ملن ميلك شيئ اً من عقل وقلي الً‬ ‫من ضمري أن يلزم الصمت‪ ،‬قررت أن أكتب وأنشر‪ ،‬بغض النظر عن ما قد يرتتب عن ذلك‬ ‫من سوء فهم بيين وبني أكثر الق راء‪.‬‬ ‫اجلمهورية اإلحلادية‪ ،‬دولة تقع يف قلب حبر الظلمات‪ ،‬حدودها غري مرسومة‪ ،‬اقتصادها منحط‬ ‫وهش‪ ،‬ال مكان فيها ملا يسمى «حقوق اإلنسان»‪ ،‬احلاكم ال ينتخب دميق راطي اً‪ ،‬بل يعينه‬ ‫جملس مكون من كبار االرستق راطيني يف البالد‪ .‬إهنا وطن قومي للـ»ملحدين»‪ ،‬وعاصمتها‬ ‫«احل ��ادأب ��اد»‪ ...‬و ه ��ذا مقتطف م ��ن دس ��ت ��وره ��ا ‪ :‬ه ��وي ��ة ال ��دول ��ة ه ��ي اهل ��وي ��ة اإلحل ��ادي ��ة‪ ،‬واإلحل ��اد‬ ‫معتقد الدولة الرمسي‪ ،‬حاكم البالد هو «أمري املشركني»‪ ،‬و حامي محى امللة و «الالدين»‪.‬‬ ‫الدولة يف دستورها تضمن لكل املواطنني «حرية ممارسة شعائرهم الدينية»‪ ،‬لكن سلطاهتا‬ ‫األمنية اعتقلت قبل أي � ٍ�ام مواطن اً يقال أن ��ه اعتنق اإلس �ل�ام‪ ،‬وتابعته بتهمة «زع ��زع ��ة عقيدة‬ ‫ملحد»‪ ،‬وحكمت عليه بالسجن مدى احلياة‪ .‬كما فككت يف شهر رمضان املاضي‪ ،‬بقوة‬ ‫«الزرواطة» مظاهرة أقليات مسلمة‪ ،‬بعد أن طالبوا مبنحهم احلق يف «صيام رمضان»‪ ،‬وذلك‬ ‫اثر اعتقال السلطات لشاب أىب أن يغادر مقر عمله أثناء فرتة الغذاء‪ ،‬مما أثار الشكوك حول‬ ‫«ارت ��داده عن ملة اإلحل ��اد» واعتناقه دين اإلس�لام‪ ...‬كانت هيئات مدنية وخاصة ما يعرف‬ ‫هناك بـ»هيئة األمر باملنكر والنهي عن املعروف» قد طالبت بإدانته وتطبيق «حد اإلميان» يف‬ ‫حقه‪ ،‬وهو القتل‪ ،‬عم الً مبقولة أحد كبار الشخصيات اإلحلادية يف التاريخ ‪»:‬من آمن بوجود‬ ‫اله فاقتلوه»‪ ،‬حلسن حظه أن الدولة تدعي احلداثة أمام األمم املتحدة‪ ،‬وتلتزم بشيء منها‪،‬‬ ‫ولذلك كان عقابه فقط بضعة شهور سجن اً‪.‬‬ ‫يؤمن امللحدون بضرورة اح�ترام مبادئ «الرفق باحليوان»‪ ،‬ولذلك فان الدولة جترم كل من‬ ‫يفكر يف ذب ��ح أضحية خ�لال عيد األض ��ح ��ى‪ ...‬بعيداً عن جهاز ال ��دول ��ة‪ ،‬املواطنون يف هذه‬ ‫البالد أكثر تطرف اً من دولتهم‪ ،‬فقد تلقى أحد املفكرين املنتمني إىل هذه الدولة عدداً من‬ ‫التهديدات بتطبيق «شريعة الطبيعة» يف حقه‪ ،‬وهي أن يقتل‪ ،‬والسبب أن هذا املفكر سبق‬

‫اجلمهورية االحلادية‪ ،‬وطن قومي للكفار‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫اجلمهورية االحلادية‪ ،‬وطن قومي للكفار‪.‬‬

‫ونشر مقاال يشكك يف «نظرية التطور» لتشارلز داروي ��ن‪ ،‬وق ��ال أن ه ��ذه النظرية خاطئة‬ ‫مقدم اً أدلة واقعية و حتليال أكادميي اً‪ ،‬يفيد بكون الصواب هو أن «اهلل» قد خلق اإلنسان‪،‬‬ ‫وأن ه ��ذا األخ�ير مل يكن ق ��رداً م ��ن قبل‪ .‬قبل بضع س ��ن ��وات‪ ،‬ق ��ام أح ��د رس ��ام ��ي الكاريكاتري‬ ‫يف إح ��دى ال ��دول العربية برسم كاريكاتري مسيء لـ»كارل ماركس»‪ ،‬فقامت القيامة بني‬ ‫أف راد اجملتمع‪ ،‬ونظموا مظاه رات حاشدة ختللتها شعارات من قبيل ‪ « :‬بأيب وأمي يا كارل‬ ‫ماركس»‪ ،‬و شهدت أعمال ختريبية للمنشآت و البنيات التحتية‪ ،‬كما دعا نشطاء إىل‬ ‫مقاطعة منتجات تلك الدولة‪.‬‬ ‫األح زاب اللي ربالية ال حتظى بشعبية واسعة هنا‪ ،‬فاملواطنون يعتربوهنا أح زاب اً «مؤمنة»‪ ،‬وهتدف‬ ‫إىل إرس ��اء ق ��واع ��د «العلمانية»‪ ،‬والعلمانية يف نظرهم‪ ،‬فسق وف ��ج ��ور ألهن ��ا ت ��دع ��و لفصل‬ ‫الدين عن السياسة‪ ،‬و منح حرية املعتقد‪ ،‬وهو األمر الذي تعارضه بشدة مجاعة «اإلخوان‬ ‫امللحدين»‪ ،‬وخاصة الشيوخ «الداروينيون» و»النيتشيون» بدعوى أن ‪ % 90‬من املواطنني‬ ‫هم ملحدون‪ ،‬و على بقية األطياف الدينية أن تتقبل وضعها املزري باعتبارها أقلية‪ ،‬وأن‬ ‫ال تعرب أبداً عن آراءها‪ ،‬فأف راد هذه األقليات ليسو أكثر من «مواطنني من الدرجة الثانية»‪،‬‬ ‫ب ��ل يذهب بعض ه ��ؤالء الشيوخ‪ ،‬وال ��ذي ��ن هل ��م صيت واس ��ع يف أوس ��اط اجملتمع‪ ،‬إىل ض ��رورة‬ ‫فرض غ رامة مالية على كل من يؤمن باهلل‪ .‬املثقفون يف هذه الدولة مقتنعون أن القرآن أكثر‬ ‫الدساتري عدالً‪ ،‬وأن شكل تنظيم الدولة اإلسالمية هو املناسب للتقدم والتحضر‪ ،‬مستندين‬ ‫يف ذلك على ازدهار الدول اإلسالمية وتقدمها يف كل مناحي احلياة‪ ،‬لكن السواد األعظم‬ ‫من املواطنني وأغلبهم ال ميلكون «شهادة الباكالوريا» ومل يطالعوا يف حياهتم كتاب اً واحداً‪،‬‬ ‫عدى كتاب «وهم اإلله» لريتشارد دوكينز‪ ،‬وأغلبهم مل يفهمه جيداً‪ ،‬ويكتفي بق راءته بنربة‬ ‫موسيقية‪ ،‬معتقداً أن ذلك ٍ‬ ‫كاف جلعله ينال رضي املعلم ريتشارد‪ .‬هؤالء يعارضون فكرة‬ ‫االحتكام لبعض القوانني اإلسالمية‪ ،‬نظ راً لكون مصدرها هو «الشرق اإلسالمي الكافر»‪،‬‬ ‫أي نعم‪ ،‬الكافر بفكرة أن «اهلل قد مات» اليت كتبها نيتشه قبل عدة قرون يف كتابه «هكذا‬ ‫تكلم زرادش ��ت»‪ ،‬وال�تي يكفي أن يرفضها شخص ما ليكون مكروه اً ومنبوذاً من طرف‬ ‫جمتمع الدولة اإلحلادية‪.‬‬ ‫مينع القانون يف هذه الدولة أن تقوم النساء امللحدات بالزواج من رج ��ال «متدينني» ألن‬ ‫ذل ��ك مل ي ��رد يف صحيحي «اجن ��ل ��ز» و «لينني»‪ .‬طبع اً كما أسلفنا ال ��ذك ��ر‪ ،‬اقتصاد الدولة‬ ‫منهار‪ ،‬وشرحية هامة من اجملتمع تتخبط يف الفقر واجلهل‪ ،‬ومعظم املواطنني حيلمون باهلجرة‬ ‫إىل أوروبا العلمانية أو املشرق اإلسالمي ليعيشوا شيئ اً من إنسانيتهم املفقودة يف وطنهم‪،‬‬ ‫ولكنهم مع ذلك يكرهون أفكار الغرب العلماين والشرق اإلسالمي ألهنا تسعى «لزعزعة‬ ‫ث ��واب ��ت األم ��ة»‪ ...‬رع ��اي ��ا ه ��ذه ال ��دول ��ة يكرهون ك ��ل م ��ن ليس ملحداً‪ ،‬م ��ن مسلمني و يهود‬ ‫ومسيحيني‪ ،‬بل األكثر من ذلك أهنم يكرهون بعضهم البعض‪ ،‬فالـ»الداوكينزيون» يرون‬ ‫أن أتباع املذهب «الدارويين» من النواصب‪ ،‬كما يسمي الداروينيون اخوهتم يف العقيدة‬

‫‪52‬‬


‫اجلمهورية االحلادية‪ ،‬وطن قومي للكفار‪.‬‬

‫االحلادية «الداوكينزيني» بـ»الروافض»‪ ،‬و «يؤمنوهنم»‪ ،‬أي يقولون أهنم ليسو ملحدين‪ ،‬بل‬ ‫مؤمنني ميارسون التقية‪ .‬وقبل أن خنتم نشرة أخبار دولة اإلحلاد العظمى‪ ،‬نأيت إىل اخلرب األهم‬ ‫‪ :‬جمموعات متطرفة تنتمي لتنظيم إرهايب ملحد‪ ،‬تعتقد أن الدولة رغم كل هذه املصائب‬ ‫«دولة مؤمنة»‪ ،،،‬و السبب يف ذلك أهنا مل تقم بإعدام كل من يعتقد بوجود خالق للكون‪،‬‬ ‫و قامت هذه اجملموعة املسلحة باعتقال بعض السياح العرب وذحبهم بعد أن عجزوا عن‬ ‫اإلجابة عن سؤال «ما اسم زوجة كارل ماركس عليه السالم ؟»‪...‬‬ ‫نكتة كئيبة أليس كذلك ؟ صحيح أن كل ما كتب هنا ليس أكثر من خ رافة‪ ،‬وال وجود‬ ‫لدولة كهذه‪ ،‬ولن توجد أبداً‪ ،‬لكنين متأكد أن كل عاقل ق رأ املقال‪ ،‬مسلم اً كان أو مسيحيا‬ ‫أو يهوديا‪ ،‬قد تنفس الصعداء‪ ،‬أن دول ��ة كهذه بريئة من ال ��وج ��ود‪ ،‬بل قد يسجد بعضكم‬ ‫شاك راً اهلل أنه ال ينتمي إليها خوف اً على دينه‪ ...‬سؤايل ملن ق رأ‪ ،‬ختيل لو أنك مواطن يف دولة‬ ‫كهذه‪ ،‬تؤمن بدينها وتعتنق معتقداهتا‪ ،‬لكنك ذات صباح مجيل أحسست بأمر أخذ يغري‬ ‫قناعاتك‪ ...‬لقد هداك اهلل إىل دين اإلس�لام‪ ،‬واقتنعت أنه دين حق‪ ،‬لكنك من عائلة فقرية‬ ‫ع ��اج ��زة ع ��ن تسديد متطلبات مغادرتك للبالد‪ ،‬ف ��م ��اذا تفعل؟ أن ��ت متحمس ج ��داً لدينك‬ ‫اجلديد‪ ،‬وتريد إخبار كل من حولك به‪ ،‬تريد أن تصوم وتصلي و تذبح األضحية و تذهب‬ ‫للحج‪ ...‬لكن‪ ،‬ويال األسف‪ ،‬دولتك متنعك من فعل كا ذلك‪ ،‬حاول أن تضع نفسك يف هذا‬ ‫املوقف املقرف ‪ ...‬أعلم أن أغلبكم بانتهاء املقال قد أخذ يضرب كف اً بكف‪ ،‬ويتحسر على‬ ‫هذه البالدة اليت ضيع عش راً من دقائق عمره وهو يق رأها‪ ،‬لكن الكثريين من أويل األلباب‬ ‫قد فهموا القصد‪ ،‬واستنتجوا املغزى‪ ...‬صحيح‪ ،‬اهنا حماولة إليقاظ ضمائر وعقول نائمة‪،‬‬ ‫العلمانية ليست كف راً وال إحل ��ادا‪ ،‬العلمانية حتمي املؤمن من تطرف امللحدين من حوله‪،‬‬ ‫وحتمي امللحد من تطرف املؤمنني احمليطني به‪ ،‬العلمانية تضمن لك عدم تغري حقوقك‪ ،‬مهما‬ ‫تغريت قناعاتك الدينية‪ ،‬ومهما تغري املكان الذي تعيش فيه‪.‬‬

‫احلوار املتمدن‬

‫‪53‬‬


‫احلج ‪ :‬املؤمتر العام ألثرياء العامل اإلسالمي سابقيه؟‬

‫حممد مريغني‬

‫الزعم األساسي الذي يدفع به اخلطاب الديين لتربير وتسويق صرف تلك املبالغ املهولة‬ ‫ّ‬ ‫اليت تُدفع يف احلج وطقوسه ( وثنية املنشأ ) هو أنّه ـ أي احلج ـ مؤمتر جامع للمسلمني‬ ‫يتوحد فيه اجلميع ال فضل ٍ‬ ‫لغين على‬ ‫لعريب على أعجمي ‪ ،‬وال ألمح ٍر على أصفر ‪ ،‬وال ٍّ‬ ‫الكل سواسي ةٌ ‪ ،‬ولكن هل هذا الزعم صحيح بالفعل ؟ هل حق اً احلج هو مؤمتر‬ ‫فقري ‪ّ ،‬‬ ‫جامع الغرض منه تذويب الفوارق اإلجتماعية واإلقتصادية والثقافية والعرقية بني‬ ‫مكان ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واحد وإرتدائهم لز ٍي موحد ؟ وهل من احلكمة ربط‬ ‫املسلمني عرب جتميعهم يف‬ ‫إزالة هذه الفوارق بالدين فيصبح املسلمني سواسية ‪ ،‬وباقي أرومة البشر خارج هذا‬ ‫ٍ‬ ‫لطقس ديين لتوحيد البشر‬ ‫املؤمتر الداعي لتذويب الفوارق غري سواسية؟ ملاذا حنتاج‬ ‫يؤدون احلج حىت ولو إستطاعوا إليه سبيال ؟ وهل‬ ‫الذين ال �يُِّق ر معظمهم باإلسالم وال ُّ‬ ‫بعد صدور اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الذي يُعلن عن املساواة بني مجيع الناس‬ ‫تنتفي احلكمة من احلج وبالتايل ميكننا اإلستغناء عن تلك األموال واملبالغ الفاحشة اليت‬ ‫تُدفع ألدائه ؟‬ ‫عموم اً على العكس متام اً من تلك امل زاعم اليت جتعل من احلج رم زاً للمساواة بني‬

‫‪55‬‬

‫احلج ‪ :‬املؤمتر العام ألثرياء العامل اإلسالمي سابقيه؟‬

‫احلج ‪ :‬املؤمتر العام ألثرياء العامل اإلسالمي‬

‫املسلمني ( وليس بني الناس مجيع اً ) جند احلج ـ بشكله ال راهن والتارخيي ـ كان صفة‬ ‫مائزة إختص هبا أهل اليُ سر والرخاء والث راء من املسلمني ‪ ،‬ال سيّ ما الوافدون من خارج‬ ‫فجوج‬ ‫مكة وهم الغالبية الساحقة من لفيف احلُ ّج اج القادمني على الضوامر من‬ ‫ِ‬ ‫عميقة ‪ ،‬فاحلج هو الفريضة الوحيدة ـ بإستثناء الزكاة ـ املرتبطة باإلستطاعة واليت يف‬ ‫أي كفارة ‪.‬‬ ‫حال عدم القدرة على أدائها ال يرتتب على ذلك ّ‬ ‫وطاملا ربطت النصوص ـ ق ران اً وحديث اً وفقه اً ـ فريضة احلج باإلستطاعة ال سيّ ما املالية‬ ‫‪ ،‬واملتتبع لتاريخ احلج قبل اإلسالم جيدهُ عبارة عن موسم جتاري تنشط فيه أسواق م ّك ة‬ ‫وتع ج بزبائنها من القبائل واألمصار اجملاورة وغري اجملاورة ‪ ،‬وكذلك هو‬ ‫وقبيلة قريش ‪ُّ ،‬‬ ‫موسم جند فيه نشاط اً ملحوظ اً وإستع راض اً مفضوح اً للشع راء أمام مجهرة‬ ‫ـ أي احلج ـ‬ ‫ٌ‬ ‫وفود احلجيج ‪ ،‬نساءً ورجاالً ‪ ،‬يبذلون هلم الشعر مبا يشتهون‪ ،‬توس الً للثناء واملال‬ ‫وطلب اً لإلنتشار‪ ،‬كما يفعل املغنون إذ يتس ّق طون أهواء السامعني وشهواهتم فريفدوهنا‬ ‫كيفما إتفق‪.‬‬ ‫ومل خيتلف الوضع اليوم كث رياً عن األمس ‪ ،‬فم ّك ة واملدن السعودية اليت حتتوي األماكن‬ ‫املرتبطة بطقوس احلج اليوم باتت مبثابة مصدر دخل مهم للسعودية ‪ ،‬وموسم تنشط‬ ‫فيه وكاالت الفندقة وتزدهر فيه أسواق السعودية ‪ ،‬فما إن يُطالعنا شهر ذو القعدة‬ ‫قُ بيل ٍ‬ ‫أيام معدودات من احلج حىت تنتشر اإلعالنات على املواقع اإللكرتونية ووكاالت‬ ‫السفر وإعالنات التلفزة تُن بِ ئ عن حج ٍز لفنادق ( مخس جنوم ) تطل ـ ال على البحر ـ‬ ‫ولكن على احلرم ِّ‬ ‫املك ي أو ُم قام إب راهيم امل ص لّ ى‪.‬‬ ‫وحىت وكاالت أو هيئات احلج والعمرة ُ‬ ‫املسؤولة عن حتصيل أموال احلج جندها قد‬ ‫ولكل سعره‬ ‫قس مت احلج إىل حج سياحي درجة أوىل ‪ ،‬وحج متوسط ‪ ،‬وحج عادي ‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلاص به ‪ ،‬فاألثرياء سيُ شاركون يف احلج ( مؤمتر املساواة بني املسلمني ) نعم ‪ ،‬ولكن‬ ‫حيج وا حج اً (‬ ‫تيس ر هلم احلج إالّ أنهّ م لن ُّ‬ ‫ليس كمن هم أقل منهم ث راءً والذين وإن ّ‬ ‫سياحي اً ) ولن يُقيموا يف فنادق مخس جنوم تطل على احلرم ِّ‬ ‫املك ي أو مقام إب راهيم ‪.‬‬ ‫لذلك فاحلج هو الفريضة اإلسالمية الوحيدة ومبعيتها الزكاة كما أوضحنا سابق اً اليت‬ ‫جند فيها إنعدام اً تام اً و ب يِّ ن اً للمساواة بني املسلمني ‪ ،‬على عكس ال زاعقون ِحب َك م‬ ‫تكريس للتفاوت الطبقي‬ ‫احلج ومقاصده وأهدافه اإلش رتاكية ‪ ،‬إذ احلج اليوم ما هو إالّ‬ ‫ٌ‬ ‫حىت يف الدين ‪ ،‬فصاحب املال هو من ميلك اإلستطاعة للحج ‪ ،‬وصاحب الث راء هو من‬ ‫سيستمتع باحلج أكثر من غريه حىت وجداني اً إلمكانية املكوث جبناح فندقي يطل على‬ ‫املناطق أو امل زارات املق ّدسة ‪ ،‬فض الً عن اإلستحقاق املايل للدولة اليت حتتوي الكعبة دون اً‬

‫‪56‬‬


‫احلج ‪ :‬املؤمتر العام ألثرياء العامل اإلسالمي سابقيه؟‬

‫‪57‬‬

‫عن باقي دول العامل اإلسالمي ال ٍ‬ ‫لشئ إالّ لصدفة امليالد اإلسالمي الذي مت هبذه البقعة‬ ‫اجلغ رافية ‪ ،‬رغم أ ّن دوالً إسالمية أُخرى أش ّد فق راً من السعودية هي أوىل بريع ومداخيل‬ ‫كل عام ‪.‬‬ ‫احلج البذخيّ ة اليت تؤول إىل السعودية املُ َ‬ ‫تخ مة نفطي اً ّ‬ ‫مث ما هي احلوجة للمؤمتر اإلسالمي الذي جيمع فقط لفيف اً من املستطيعيني مالي اً‬ ‫وبدني اً من املسلمني ؟ هل ملناقشة مشاكل املسلمني وهذا ما ال حيدث باحلج ؟ أليس‬ ‫بإمكاهنم ألجل ذلك اإللتقاء إسفريي اً عرب مواقع التواصل اإلجتماعي سيّ ما إذا علمنا‬ ‫أنهّ م قادرون مادي اً على دفع تكاليف فواتري اإلنرتنت اليت ال تُضاهي ضخامة فواتري‬ ‫احلج اليت تبلغ ق رابة العشرة اآلف دوالر بالنسبة للحج السياحي ‪ .‬هل هذا املؤمتر‬ ‫مقدور على‬ ‫اإلسالمي ( احلج ) ملمارسة تلك الطقوس املوروثة من الوثنية ؟ هذه‬ ‫ٌ‬ ‫ح لِّ ها ‪ ،‬فبالنسبة للسعي بني الصفا واملروة أو اهلرولة بينهما فباإلمكان فعل ذلك عرب‬ ‫أي مم ٍر من املم رات أو الشوارع ‪،‬‬ ‫الركض أو السعي واهلرولة كيما إتفق معهم يف ّ‬ ‫أي غرفة مربعة ويستأذن‬ ‫وبالنسبة للطواف حول الكعبة فيمكن أن يذهب املرء إىل ّ‬ ‫صاحبها ويطوف حوهلا سبعة م رات بنية التعبد هلل الذي ال حتده األمكنة أو األزمنة ‪،‬‬ ‫وبالنسبة لرجم الشيطان فما أكثرهم شياطني اإلنس بني ظه رانينا و الذين يستحقون‬ ‫أي مظاهرة يف أحد البلدان‬ ‫الرجم نكاالً أكثر من شياطني اجلن ‪ ،‬إذ يكفي اإلش رتاك يف ّ‬ ‫اإلسالمية ضد حاكمها الطاغية وقذف رجال األمن والشرطة جنود الطاغية ببلداننا‬ ‫الذين يسدون عني الشمس ويستخذي أمام ج رائمهم مردة شياطني اجلن !‬ ‫خالصة القول ‪ :‬احلج مؤمتر أو فعالية إلستع راض اإلستطاعة املالية وحجم الث راء ‪،‬‬ ‫ونلحظ ذلك بوضوح يف تركيز احلاج وزويه على إب راز نوع احلج الذي ّأداهُ احلاج لو كان‬ ‫سياحي اً ‪ ،‬والتباهي بذلك أمام املأل من اجل ريان وأهايل احلي الذي يقطنه احلاج ‪ ،‬وأمام‬ ‫أقاربه ومعارفه وزمالئه ‪.‬‬ ‫وباعث ملشاعر‬ ‫احلج جتسيد حي ملدى اهلُّوة الشاسعة بني فق راء املسلمني وأثريائهم ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫األمل لدى هؤالء الفق راء الذين تعلق وجداهنم بشعائره ـ أي شعائ راحلج ـ وقصرت جيوهبم‬ ‫سره ـ‬ ‫عن أداء وحتقيق هذا التطلع والطموح الوجداين ‪ ،‬وما أبلغ شيخنا ـ ق ّد س اهلل ّ‬ ‫عبد الرحيم الربعي اليماين وهو يصف هذا الشعور يف قصديته املشهورة وال رائعة ( يا‬ ‫الر ِ‬ ‫حيل فؤادي)‪.‬‬ ‫مىن بغيايب * هيجتموا يوم ّ‬ ‫راحلني إىل ً‬ ‫احلج هو تبدي ٌد لألموال اليت حتتاجها األقطار اإلسالمية وأف راد األُّم ة اإلسالمية يف‬ ‫ٍ‬ ‫أولويات أُخرى خالف اً لتلك الطقوس على أمهيتها الدينية طبع اً بالنسبة ألثرياء‬ ‫دعم‬ ‫أولويات مثل حماربة الفقر ‪ ،‬واألُِّم يّ ة ‪ ،‬والبطالة بني الشباب ‪ ،‬ودعم‬ ‫املسلمني ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الص حيّ ة وغريها من ضرورات‬ ‫املؤسسات التعليمية ‪ ،‬وإنشاء املستشفيات وامل رافق ِّ‬

‫احلياة ‪ ،‬فالدين بوصفه مشروع يزعم أ ّن ُم ناطه اإلنسان جيب أن يبدأ باإلنسان ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فالذي أنزل الدين ليس‬ ‫حباجة إلينا ‪ ،‬ومل يُنزله ألنّه حيتاج لنا ‪ ،‬ولكنه أنزله خدم ةً‬ ‫لإلنسان ‪ .‬لذلك أمتىن أن يتحول احلج إىل صندوق تربعات ضخم جيوب الدول‬ ‫اإلسالمية كل ٍ‬ ‫والص حة وحماربة األُميّ ة والفقر والبطالة ‪.‬‬ ‫ص ص لدعم التعليم ِّ‬ ‫عام ‪ ،‬ويخُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وحسن فعل بعض املنتمني لتيار إسالمي جتديدي يُطلقون على أنفسهم ( القرآنيون)‬ ‫ٌ‬ ‫ؤدى يف م ّك ة وما جاورها ‪ ،‬حيث قالوا بأ ّن احلج‬ ‫عندما أعلنوا وثنية احلج الذي يُ َّ‬ ‫هو‬ ‫طواف على املساكني بالطعام ‪ .‬وبغض النظر عن صدق تأويلهم الديين هذا إالّ‬ ‫ٌ‬ ‫طورنا قول الق رانيني بإطعام‬ ‫وم ِّ‬ ‫أنّين أجده مالئم اً حلاضرنا ُ‬ ‫بش ٌر مبستقبلنا سيّ ما لو ّ‬ ‫املساكني إىل القول مبحاربة الفقر واملسكنة ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫الشيطان ‪ -‬املالك الساقط بني التوراة و القرآن‬

‫القسم األول‪ :‬اخللفية التاريخية‬

‫اخللفية التارخيية‪:‬‬ ‫لقد واجه اإلنسان منذ فجر وعيه ثالثة أنواع من الشرور وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشرور الطبيعانية‪ :‬مثل ال رباكني والزالزل واألعاصري والفيضانات واحل رائق‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشرور البيولوجية‪ :‬مثل األمل واملرض والشيخوخة واملوت‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشرور األخالقية‪ :‬مثل السرقة واالغتصاب والتسلط والظلم‪.‬‬ ‫ولكن أديان اإلنسان القدمي مل تربط بني هذه الشرور ومصدر كوين للشر‪ ،‬وإمنا عزهتا‬ ‫إىل وجود أرواح أو آهلة خ يرّ ة بطبيعتها وأخرى شريرة بطبيعتها‪ .‬فالنظام املستقر‬ ‫واملتوازن على املستوى الطبيعاين والبيولوجي تدعمه هذه‪ ،‬واخلروج على النظام تقوم‬ ‫به تلك‪ .‬وقد قاده هذا التصور إىل تطوير نوعني من الطقوس‪ :‬األول يهدف إىل طلب‬ ‫عون اآلهلة اخل يرّ ة‪ ،‬والثاين يهدف إىل اتقاء أذى اآلهلة الشريرة‪ .‬أما الشر األخالقي فقد‬ ‫بقي شأن اً اجتماعي اً ال يتصل بتلك القوى املاورائية أرواح اً كانت أم آهلة‪ .‬فالذي‬ ‫يسرق أو يظلم أو يعتدي ليس مدفوع اً من قبل إله خ يرّ ‪ ،‬والذي ينصف وحيسن وي رأف‬ ‫ليس مدفوع اً من قبل إله شرير‪ .‬وهكذا تُركت اجملتمعات اإلنسانية لتدير شؤوهنا‬ ‫ٍ‬ ‫قدسية ما‪.‬‬ ‫األخالقية من خالل أع رافها وعاداهتا احمللية دون وصاية من قوة‬ ‫من خالل هذه التصورات‪ ،‬مل يكن وجود الشر يف العامل يطرح أي مشكلة على الفكر‬ ‫الديين لإلنسان القدمي‪ .‬ولكن هذه املشكلة غدت أكثر إحلاح اً مع ميل الفكر الديين‬ ‫املشرقي إىل مفهوم التوحيد يف سياق األلف األول قبل امليالد‪ ،‬عندما أخذ ذلك الفكر‬ ‫يرى إىل الكون باعتباره وحدة م رتابطة متكاملة يسودها نظام دقيق جيمع األج زاء‬ ‫إىل بعضها يف توازن حمكم‪ ،‬ويرى وراء هذا الكون قدرة إهلية واحدة غري جمزأة‪ ،‬كلية‬ ‫احلضور وكلية القدرة وكلية املعرفة‪ ،‬إليها تُعزى كل الكماالت اليت تنتهي مجيع اً إىل‬ ‫كمال اخلري‪ .‬عند هذه النقظة وجد الفكر التوحيدي نفسه أمام مشكلة تتطلب احلل؛‬ ‫فإذا كان اهلل هو اخلري احملض فمن أين يأيت الشر؟ أمام هذا السؤال حتولت آلية التفكري‬ ‫اجلدلية بطبيعتها عند اإلنسان إىل مفهوم الشيطان الكوين‪ .‬وهذا الشيطان ليس كائن اً‬ ‫ماورائي اً شري راً من تلك الكائنات اليت عرفتها الديانات السابقة‪ ،‬وإمنا هو أصل الشر‬

‫‪59‬‬

‫كانت الزرادشتية (وهي أول ديانة توحيدية معروفة لنا تارخيي اً‪ ،‬إذا استثنينا اآلتونية‬ ‫املصرية اليت ال نعرف عنها الكثري) أول عقيدة مشرقية صاغت مفهوم اً متكام الً عن‬ ‫الشيطان الكوين‪ .‬فوفق التعاليم األصلية لزرادشت‪ ،‬مل يكن يف البدء سوى اهلل الذي‬ ‫ٍ‬ ‫ومكتف بنفسه‪ .‬مث إن اهلل‬ ‫يدعوه زرادشت أهورامزدا‪ ،‬وجود كامل وتام‪ ،‬قائم بذاته‬ ‫اختار اخلروج من حالة الكمون والظهور ملخلوقاته‪ ،‬فصدر عنه روحان توأمان مها‬ ‫سبينتا ماينيو وأجن را ماينيو‪ ،‬اللذان وهبهما اهلل أهم خصيصة متيزمها عنه وجتعلهما‬ ‫كائنني مستقلني وهي خصيصة احلرية‪ ،‬فاختار األول طريق اخلري ولذلك ُدعي سبينتا‬ ‫ماينيو أي الروح املقدس‪ ،‬واختار الثاين طريق الشر ولذلك ُدعي أجن را ماينيو أي الروح‬ ‫اخلبيث‪ .‬مث إن الروح املقدس سبينتا ماينيو عمد مبعونة أهورامزدا إىل إظهارستة كائنات‬ ‫قدسية هم األميشا سبينتا أي املقدسون اخلالدون‪ ،‬وهؤالء بدورهم عمدوا إىل إظهار‬ ‫عدد من الكائنات الطيبة تدعى باألهورا‪ .‬أما الروح اخلبيث أجن را ماينيو فقد أظهر إىل‬ ‫الوجود عدداً من الكائنات الشريرة تدعى بالديفا‪ .‬وهكذا فقد مت تأسيس معسكر‬ ‫اخلري يف مقابل معسكر الشر يف انتظار اجملاهبة على مسرح العامل املادي الذي خلقه‬ ‫بعد ذلك أهورامزدا على ستة م راحل‪ ،‬وكان اإلنسان آخر ما خلق يف املرحلة السادسة‪.‬‬ ‫ومع خلق اإلنسان انطلق التاريخ الذي سيشهد ص راع اً ال هوادة فيه بني املعسكرين‪،‬‬ ‫وينتهي باالنتصار املؤزر لقوى اخلري على قوى الشر‪ .‬وسوف يقود املعركة األخرية ضد‬ ‫قوى الشر خم لّ ص منتظر يدعى ساوشيانط‪ ،‬وهو الذي يقضي على الشيطان‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك جيري تدمري العامل القدمي امللوث بالشر‪ ،‬مث جتديده ليغدو جنة أرضية‪ .‬مث تُفتح‬ ‫القبور يف يوم النشور‪ ،‬فتهبط األرواح من الربزخ الذي كانت تقيم فيه لتتحد مع‬ ‫أجسادها وتأيت إىل احلساب الذي يفصل بني األش رار واألخيار‪ .‬فأما األش رار فيحرقهم‬ ‫هنر من النار وميحو أثرهم بعد عذاب أليم‪ ،‬وأما األخيار فيعيشون يف اجلنة األرضية بعد‬ ‫أن يسقيهم رهبم ش راب اخللود(‪)41‬‬

‫الشيطان ‪ -‬املالك الساقط بني التوراة و القرآن‬

‫الشيطان ‪..‬‬ ‫املالك الساقط بني التوراة و القرآن‬

‫ومنبعه على املستوى الطبيعاين والبيولوجي واألخالقي‪ .‬إنه نقيض اهلل على كل صعيد‪.‬‬

‫إياد خليل‬ ‫من صفحة الكذبة األوىل |‪The First Lie‎‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/gods.religions.stories‬‬

‫‪60‬‬


‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫طريف سردست‬

‫على صفحات االنرتنيت جتري معارك شعواء‪ ،‬يستخدمون فيها نصوص ال رتاث‬ ‫االسالمي‪ .‬يعرض البعض االحاديث اليت تشهد ان النيب حممد كان يعاين من القمل‪،‬‬ ‫فينربي البعض االخر دفاعا‪ ،‬اعتقادا ان وجود القمل احد االدلة على سوء العناية‬ ‫الصحية‪ .‬القسم االخر يوافق على ان االحاديث مسيئة‪ ،‬الهنا ليست احاديث حكماء‬ ‫طائفته والن النيب فوق البشر يف اعتقادهم‪ .‬اليوم نعلم ان وجود القمل العالقة له‬ ‫بالقذارة‪ ،‬على اخلصوص‪ ،‬فالقمل ميكن ان يتواجد لدى مجيع الفئات والطبقات‪ ،‬فهو‬ ‫يسعى للوصول اىل الدم ‪ ،‬وقاد را على مقاومة النظافة‪ ،‬وقد اصبح مشكلة تعاين منها‬ ‫مدارس اوروبا اليوم‪.‬‬ ‫ومن الناحية التارخيية‪ ،‬القمل عاصر االنسان منذ عصور سحيقة وحىت قبل ظهور‬ ‫االنسان كنوع‪ .‬وقد وصل االمر اىل ظهور انواع من القمل متخصصة على االنسان‬ ‫وحده‪ .‬وكان املصريون القدماء مبا فيهم الف راعنة انفسهم واالغريق والرومان‪ ،‬يعانون‬ ‫من القمل‪ .‬لذلك ليس غريبا ان النيب حممد عاىن منه ايضا‪ ،‬ومل جيد عالجا له‪ ،‬واالدلة‬ ‫على ذلك كثرية وطريفة‪.‬‬ ‫يف الصحيحني عن كعب بن عجرة قال كان يب أذى من رأسي فحملت إىل رسول اهلل‬ ‫والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى اجلهد قد بلغ بك ماأرى ويف رواية فأمره‬ ‫أن حيلق رأسه وأن يطعم فرقا بني ستة أو يهدي شاة أو يصوم ثالثة أيام‬ ‫ويف اجلامع الصحيح‪ ،‬للبخاري‪ ،‬عن أنس بن مالك أمه قال‪:‬كان رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يدخل على أم ح رام بنت ملحان فتطعمه ‪ ،‬وكانت أم ح رام حتت عبادة‬ ‫بن الصامت ‪ ،‬فدخل عليها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فأطعمته ‪ ،‬وجعلت تفلي‬ ‫رأسه ‪ ،‬فنام رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مث استيقظ وهو يضحك ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلت‬ ‫‪ :‬وما يضحكك يا رسول اهلل ؟ قال ‪ ( :‬ناس من أميت ‪ ،‬عرضوا علي غ زاة يف سبيل اهلل‬ ‫‪ ،‬يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على األسرة ‪ ،‬أو ‪ :‬مثل امللوك على األسرة ) ‪ .‬شك‬ ‫إسحاق ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ،‬ادع اهلل أن جيعلين منهم ‪ ،‬فدعا هلا رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬مث وضع رأسه مث استيقظ وهو يضحك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وما يضحكك‬ ‫يا رسول اهلل ؟ قال ‪ ( :‬ناس من أميت ‪ ،‬عرضوا علي غ زاة يف سبيل اهلل ) ‪ .‬كما قال يف‬

‫‪61‬‬

‫اجلماع الصحيح‪ ،‬برقم ‪( 2788‬وورد يف نفس الكتاب‪ ،‬برقم ‪،3080 ،1912 ،7001‬‬ ‫‪)729،3171 ،4/129 ،2491‬‬ ‫وقد جاء يف (سنن أيب داود السجستاين ج ‪ 3‬ص ‪ )179‬و (سنن البيهقي الكربى ج‪6‬‬ ‫ب أهنا كانت‬ ‫ص‪ )156‬و (جامع األصول البن األثري ج‪ 9‬ص‪ )625‬وغريها «عن َز�يْنَ َ‬ ‫ِ‬ ‫س رسول ال لَّ ِه وعنده إم رأة عثمان بن عفان ‪ »..‬وجاء يف (املعجم الكبري‬ ‫�تَ ْف ل ي َرأْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫س رسول ال لَّ ه فَ َج اءَ ْ‬ ‫للط رباين ج ‪ 23‬ص ‪« )321‬عن أ ُِّم َس لَ َم ةَ أهنا كانت �تَُف لِّ ي َرأْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِري إِلَ �يْ َه ا‪،‬‬ ‫ب ْام َرأَةُ عبد ال لَّ ه بن َم ْس عُ ود فَ َج َع لَ ْ‬ ‫ت تُ َك لِّ ُم نيِ َوأُ َك لِّ ُم َه ا‪َ ،‬وَر�فَ ْع ُ‬ ‫ت بَ َ‬ ‫َز�يْنَ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ينه ا بِ َع �يْ�نَْي ك» وجاء يف (كشف‬ ‫فقال رسول ال لَّ ه أَقْ بِ ل ي على ف اليَت ك فَِإنَّك لَ ْس ت تُ َك لِّ م َ‬ ‫املشكل من حديث الصحيحني البن اجلوزي ج ‪ 4‬ص ‪« )468‬كان النيب يُ ِق يِّ ل يف بيت‬ ‫خالة أنس بن مالك وكانت تفلي رأس رسول اهلل ‪ ..‬وقد روى أبو عمر بن عبد الرب يف‬ ‫كتاب التمهيد عن ابن وهب‪ :‬إن أم ح رام كان يقيل عندها الرسول وينام يف حجرها‪،‬‬ ‫وتفلي رأسه» ويف (الدر املنثور جلالل الدين السيوطي ج ‪ 8‬ص ‪« )74‬عن ِع كرمة إن‬ ‫ام رأة أخي عبادة بن الصامت جاءت إىل رسول اهلل تشكو زوجها وام رأة تفلي رأس‬ ‫رسول اهلل فرفع رسول اهلل نظره إىل السماء فقالت اليت تفلي الم رأة أخي عبادة بن‬ ‫الصامت وامسها خولة بنت ثعلبة يا خولة أال تسكيت فقد ترينه ينظر إىل السماء»‬ ‫جاء يف جاء يف كتاب (الطبقات الكربى البن سعد ج ‪ 2‬ص ‪« )208‬عن أيب سعيد‬ ‫اخلدري قال جئنا النيب فإذا عليه صالب من احلمى ما تكاد تقر يد أحدنا عليه من‬ ‫شدة احلمى فجعلنا نسبح فقال لنا رسول اهلل ليس أحد أشد بالء من األنبياء ‪ ..‬فالنيب‬ ‫من أنبياء اهلل يسلط عليه القمل حىت يقتله ‪ « ..‬وحيكي املرجع نفسه (الطبقات‬ ‫الكربى البن سعد ج ‪ 5‬ص ‪ )109‬قصة رجل مات بسبب القمل بقوله‪« :‬عن أيب محزة‬ ‫قال‪ :‬قد رأيت القمل يتناثر من حممد بن علي فلما قضينا نسكنا رجعنا إىل املدينة‬ ‫فمكث ثالثة أشهر مث تويف»‬

‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫األول ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلت يا رسول اهلل ‪ ،‬ادع اهلل أن جيعلين منهم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أنت من األولني)‬ ‫‪ .‬فركبت البحر يف زمان معاوية بن أيب سفيان ‪ ،‬فصرعت عن دابتها حني خرجت من‬ ‫البحر ‪ ،‬فهلكت ‪.‬‬

‫وقد وردت يف صيغة اخرى يف مسند أمحد‪ :‬باقي مسند املكثرين‪ ،‬ومسند أيب سعيد‬ ‫اخلدري حدثنا‏‏عبد الرزاق‏‏أخربنا‏‏معمر‏‏عن‏‏زيد بن أسلم‏‏عن‏‏رجل‏‏عن‏‏أيب‬ ‫سعيد اخلدري‏‏قال‏‏وضع رجل يده على النيب‏‏صلى اهلل عليه وسلم‏‏فقال واهلل ما أطيق‬

‫‪62‬‬


‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫وحديث ابتالء االنبياء بالقمل رواه امحد والب زار واحلاكم من حديث ايب سعيد اخلدري‬ ‫وصححها البوصريي يف الزوائد وصححها الع راقي يف ختريج االحياء وهي موجودة يف‬ ‫رواية امحد واحلاكم وقد صححها على شرط مسلم ووافقه الذهيب‪.‬‬ ‫ويف اجلامع الصغري ورد عن عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬من طريق معاوية بن صاحل عن حيىي‬ ‫بن سعيد عن عمرة اهنا قالت‪( :‬كان يفلي ثوبه وحيلب شاته وخيدم نفسه)‪.‬‬ ‫رواه البخاري يف مواضع من صحيحه والرتمذي من طريقه يف الشمائل وامحد يف املسند‬ ‫من رواية والب زار‬

‫وبطبيعة احلال مل يكن النيب وحده مصابا بالقمل‪ ،‬وعلى االغلب مجيع من كانوا حوله‬ ‫كانوا مصابني به‪ ،‬ولكن لدينا ادلة عن اصابة بعض الصحابة على اية حال‪.‬‬ ‫يف الصحيحني من حديث قتادة ‪« ،‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬رخص رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم لعبد الرمحن بن عوف ‪ ،‬والزبري بن العوام رضي اهلل تعاىل عنهما يف لبس‬ ‫احلرير حلكة كانت هبما» ‪.‬‬

‫وروى ابن عبدالرب يف التمهي‪ :‬ذكر نعيم بن محاد‪ ،‬عن ابن املبارك‪ ،‬عن املبارك بن‬ ‫فضالة‪ ،‬عن احلسن‪ ،‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم «كان يقتل القمل يف الصالة أو قتل‬ ‫القمل يف الصالة»‪ .‬قال نعيم‪ :‬هذا أول حديث مسعته من ابن املبارك‪.‬‬ ‫وقال املناوي يف شرح الشمائل يف شرح احلديث املذكور‪ ( :‬مث ان ظاهر هذا ان القمل‬ ‫كان يؤذي بدنه لكن ذكر ابن سبع وتبعه بعض ش راح الشفاء انه مل يكن فيه قمل آلنه‬ ‫نور وألن أصله ( يقصد القمل) العفونه وال عفونه فيه وأكثره من العرق وعرقه طيب‬ ‫ومن قال أن فيه قمال فهو كمن نقصه وال يلزم من التفلية وجود القمل فقد يكون‬ ‫للتعليم أو التفتيش ملا فيه من حنو خرق لريقعه أو ملا علق فيه من حنو شوك ووسخ‬ ‫وقيل انه كان يف ثوبه قمل وال يؤذيه وامنا كان يلتقطه استقذارا له)‪.‬‬ ‫ويبدو ان هذه الرؤية يف تفسري أسباب وجود القمل عند النيب حممد كانت منتشرة‬ ‫انطالقا من االوهام الشائعة آنذاك عن االسباب اليت تقف خلف ظهور القمل‪ ،‬وهي‬ ‫ذاهتا االسباب اليت تدفع الكثريين اليوم لنفي وجود القمل عند النيب‪ ،‬حسب االسباب‬ ‫اليت جرى ذكرها يف جمموعة من الكتب اليت وصلت الينا مثل كتاب زاد املعاد‪ ،‬اجلزء‬ ‫الثالث‪ ،‬حيث يقول‪.:‬‬ ‫« القمل يتولد يف ال رأس والبدن من شيئني خارج عن البدن وداخل فيه فاخلارج الوسخ‬ ‫والدنس امل رتاكم يف سطح اجلسد والثاين من خلط رديء عفن تدفعه الطبيعة بني اجللد‬ ‫واللحم فيتعفن بالرطوبة الدموية يف البشرة بعد خروجها من املسام فيكون منه القمل‬ ‫وأكثر ما يكون ذلك بعد العلل واالسقام وبسبب األوساخ وإمنا كان رؤوس الصبيان‬

‫‪63‬‬

‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫أن أضع يدي عليك من شدة محاك فقال النيب‏‏صلى اهلل عليه وسلم‏‏إنا معشر األنبياء‬ ‫‏‏يضاعف لنا‏‏البالء‏‏كما يضاعف لنا األجر إن كان النيب من األنبياء‏‏يبتلى‏‏بالقمل‬ ‫حىت يقتله وإن كان النيب من األنبياء‏‏ليبتلى‏‏بالفقر حىت يأخذ العباءة‏‏فيخوهنا‏‏وإن‬ ‫كانوا ليفرحون‏‏بالبالء‏‏كما تفرحون بالرخاء‬

‫اكثر لكثرة رطوباهتم وتعاطيهم األسباب اليت تولد القمل ولذلك حلق النيب رؤوس‬ ‫بين جعفر ومن أكرب عالجه حلق ال رأس لتنفتح مسام األخبرة فتتصاعد األخبرة الرديئة‬ ‫فتضعف مادة اخللط وينبغي ان يطلى ال رأس بعد ذلك باألدوية اليت تقتل القمل ومتنع‬ ‫تولده»‪( .‬نقل النص عن موقع نصرة حممد‪ ،‬بتاريخ ‪2013/07/23‬‬

‫ويف رواية ‪« :‬أن عبد الرمحن بن عوف ‪ ،‬والزبري بن العوام رضي اهلل تعاىل عنهما ‪ ،‬شكوا‬ ‫القمل إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم يف غ زاة هلما ‪ ،‬فرخص هلما يف قمص احلرير ‪،‬‬ ‫ورأيته عليهما « ‪.‬‬ ‫وجاء يف كتاب (احليوان للجاحظ ج ‪ 5‬ص ‪« )383‬رأيت مرًة أنا وجعفر بن سعيد‬ ‫َّ‬ ‫جي بَ ها‪ ،‬وقد‬ ‫بق اال يف العتيقة وإذا ام رأته جالس ةٌ بني يديه وزوجها حيدَّثها وهي تف لِّ ي ْ‬ ‫وس بَّ ابتها عدَّة قمل فوضعتها على ظف ِر إهبام ِه ا األيسر‪ ،‬مث قلبت‬ ‫مجعت بني إهبامها َ‬ ‫عليها ظفرها األمين فشدخ ْت ها به‪ِ ،‬‬ ‫ت هلا فَ رقع ةً‪ .‬فقلت جلعفر‪ :‬فما منعها أن‬ ‫فس م َع ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أبلغ عندها يف اللذة فقلت‪:‬‬ ‫تض َع ها بني َح َج رين قال‪ :‬هلا لذةٌ يف هذه الفرقعة واملباشرةُ ُ‬ ‫َ‬ ‫عجب بذلك لنهاها»‬ ‫فما تكرهُ مكا َن زوجها قال‪ :‬لوال أن زوجها يُ ُ‬ ‫واسباب القمل ومنشأه‪ ،‬حسب اعتقاد العرب قدميا‪ ،‬مذكور يف مجلة من الكتب‪،‬‬ ‫كما رأينا يف كتاب زاد املعاد أعاله‪ .‬وقد جاء يف يف كتاب (احليوان للجاحظ ج ‪5‬‬ ‫ص ‪371‬و‪« )372‬قال أبو قطيفة ألصحابه‪ :‬أتدرون ما ي ْذ رأ [أي �يُ ْو ِج د] القمل قالوا‪:‬‬ ‫القمل‬ ‫صلح أبدانكم‪ ،‬ويذرأُ [يوجد]‬ ‫ال نعرف‪ .‬قال‪ :‬ذاك وال لّ ه من قلة عنايتكم مبا يُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ُف ساء» ‪ .‬ويف كتاب (احلاوي يف الطب لل رازي ج ‪ 1‬ص ‪« )202‬وأما القمل فنوع واحد‬ ‫(!) وتولد قمل صغار يف األشفار ويعرض ملن يكثر األطعمة‪ ،‬ويقلل االستحمام(!)»‪.‬‬ ‫ويف كتاب (طلبة الطلبة يف اإلصطالحات الفقهية للنسفي ج ‪ 1‬ص ‪« )109‬الوسخ‬ ‫يقمل أي يصري ذا قمل» ويف كتاب (أمايل ابن مسعون ج ‪ 2‬ص ‪« )116‬القمل املعروف‬ ‫يتولد من العرق والوسخ إذا أصاب ثوب اً أو بدن اً أو شع راً‪ ،‬حىت يصري املكان عفن اً» ويف‬ ‫كتاب (احليوان للجاحظ ج ‪ 3‬ص ‪« )331‬كذلك القول يف القمل الذي إنمََّا يخُْ لق من‬

‫‪64‬‬


‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫ومع ذلك كان هناك حال ملشكلة القمل‪ ،‬وحتديدا احلالقة‪ .‬جاء يف (سورة البقرة‬ ‫‪( )196‬مرتلة) «فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة‬ ‫أو نسك» وجاء يف (تفسري الطربي ج ‪ 2‬ص ‪« )235‬من كان مريضا ‪ ..‬أو كان به‬ ‫أذى من رأسه‪ :‬من قمل فحلق‪ ,‬ففدية‪ :‬من صيام ثالثة أيام‪ ،‬أو صدقة تفرق بني ستة‬ ‫مساكني أو نسك [دم ذبيحة] والنسك‪ :‬شاة» (‪ )3‬وجاء يف (زاد املسري يف علم التفسري‬ ‫لعبد الرمحن اجلوزي ج ‪ 1‬ص ‪205‬و ‪« )206‬قوله تعاىل هذا نزل على سبب‪ :‬وهو أن‬ ‫كعب بن عُ ْج رة كثر قمل رأسه حىت هتافت على وجهه فنزلت هذه اآلية فيه فكان‬ ‫«ع ْن‬ ‫يقول َّ‬ ‫يف نزلت خاصة‪ ،‬وجاء عنه يف (سنن سعيد بن منصور ج ‪ 2‬ص ‪َ )716‬‬ ‫ال ُك نَّا ج لُ وس ا فيِ الْ م س ِج ِد فَ ج لَ ِ‬ ‫َع ْب ِد ال لَّ ِه بْ ِن َم ْع ِق ٍ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب بْ ُن عُ ْج َرَة �فَ َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س إلَ �يْنَ ا َك ْع ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َه ِذ ِه اآلي ةُ «فَ م ن َك ا َن ِم ْن ُك م م ِر ً ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫�ق‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫»‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫فيِ َّ �نَ​َزلَ ْ‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫يض ا أ َْو ب ه أَ ًذى ْ َ‬ ‫ال خ رج ْن ا م ع رس ِ ِ ِ‬ ‫ني �فَ​َوقَ َع الْ َق ْم ُل فيِ َرأْ ِس ي َولحِْ يَ تيِ َو َش ا ِربيِ‬ ‫َك ا َن َش أْنُ َ‬ ‫ول ال لَّ ه محُْ ِرم َ‬ ‫ك؟ قَ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫اج بيِ فَ َذ َك ر ِ‬ ‫ح تىَّ وقَ ع فيِ ح ِ‬ ‫ك لِ رس ِ‬ ‫ت أ َ​َرى أ َّ‬ ‫ك‬ ‫ول ال لَّ ِه �فَ َق َ‬ ‫َن الجَْ ْه َد �بَلَ َغ ِم ْن َ‬ ‫ُْ‬ ‫ال َم ا ُك ْن ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ت َذل َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َه َذا ْادعُ الحَْ الِ َق فَ َج اءَ الحَْ ال ُق فَ َح لَ َق رأسي» ‪ .‬وجاء يف (معجم ابن األع رايب البن درهم‬ ‫البصري ج ‪ 4‬ص ‪« )202‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول اهلل لكعب بن عجرة‪ :‬أتؤذيك‬ ‫هوام رأسك؟ يعين قمل رأسك‪ ،‬قال‪ :‬نعم قال‪ :‬احلق رأسك وافتد‪ .‬فافتدى ببقرة»‬ ‫والغريب ان حلق الشعر مل يكن مباحا يف السابق‪ ،‬ويبدو ان ضرورات مكافحة القمل‬ ‫هي اليت اباحت حالقته‪ .‬جاء يف (تفسري الطربي ج ‪ 2‬ص ‪ :)235‬قال شيخنا علي‬ ‫بن عبيد اهلل اقتضى قوله‪( :‬سورة البقرة ‪( )196‬مرتلة) «وال حتلقوا رؤوسكم حىت يبلغ‬ ‫اهلدي محَِ لَّ ه» حترمي حلق الشعر سواء وجد به األذى أو مل يوجد حىت نزل «فمن كان‬ ‫منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك» فاقتضى هذا‬ ‫إباحة حلق الشعر عند األذى [القمل] مع الفدية فصار ناسخا لتحرميه املتقدم» ويف‬ ‫(موطأ مالك ج ‪ 1‬ص ‪« )324‬إذا َرَم ى الرجل احمل ِرم جمَْ َرَة الْ َع َق بَ ِة �فَ َق ْد َح َّل له �قَْت ُل الْ َق ْم ِل‬ ‫الش ع ِر وإِلْ َق اء ال �تََّف ِ‬ ‫ث [أي الشعر احمللوق] ولُ ْب س ال �ثِّي ِ‬ ‫اب»‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َو َح ْل ُق َّ ْ َ ُ‬

‫دور طول الشعر في انتشار القمل‬

‫غري انه من املستبعد ان النيب قد حلق شعره للتخلص من القمل‪ ،‬فكل الدالئل تشري‬ ‫اىل ان النيب حممد كان ميلك شع را طويال وله غدائر على عادات تلك االيام‪ .‬بل ان عادة‬

‫‪65‬‬

‫غري ان النيب مل يكتفي بالشعر الطويل والغدائر وامنا كان يدهن شعره بالدهون‪ ،‬على‬ ‫عادة تلك االيام‪ ،‬وعلى االغلب دهون طبيعية‪ ،‬مبا جيعل من الصعب مكافحة القمل‪.‬‬ ‫روى النسائي يف سننه عن أيب قتادة (أنه كان له مجة ضخمة فسأل النيب صلى اهلل عليه‬ ‫و سلم فأمره أن حيسن إليها وأن يرتجل كل يوم[اي يسرح شعره كل يوم])‪ .‬ويف رواية‬ ‫‪( :‬قلت ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ :‬إن يل مجة أفأرجلها‪ .‬قال ‪ :‬نعم أكرمها فكان قتادة رمبا دهنها‬ ‫يف اليوم مرتني من أجل قوله ‪ :‬أكرمها)‪.‬‬

‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫ووس ِخ جلده وخبار بدنه» وأيضا يف كتاب (احليوان للجاحظ‬ ‫َع َرق اإلنسان ومن رائحته َ‬ ‫ِ‬ ‫يش أو شعر حىت‬ ‫ثوب أو ِر ٌ‬ ‫والوس خ إذا عالمها ٌ‬ ‫ج ‪ 5‬ص ‪« )369‬القمل يعرتي م َن َ‬ ‫الع َرق َ‬ ‫ِ‬ ‫املكان َع َف ن وخمُ وم»‬ ‫يكون لذلك‬

‫الشعر الطويل بقيت سارية بني بدو الصح راء العربية حىت اوائل القرن العشرين‪ .‬قال‬ ‫اإلمام النووي‪( :‬هذا‪ ،‬ومل حيلق النيب صلى اهلل عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) يف سين‬ ‫اهلجرة إال عام احلديبية مث عام عمرة القضاء مث عام حجة الوداع) ‪ .‬وقال علي بن أيب‬ ‫طالب رضي اهلل عنه‪( :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كثري شعر ال رأس راجله)‪،‬‬ ‫أخرجه أمحد والرتمذي وقال حسن صحيح‪.‬‬

‫أيب هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ‪َ ( :‬م ن كان له شعر‬ ‫وحس نه احلافظ ابن حجر يف «فتح الباري»‬ ‫فليكرمه ) ‪ .‬رواه أبو داود (‪َّ )4163‬‬ ‫(‪ . )368/10‬وما رواه ابن عمر أن النيب صلى اهلل عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض‬ ‫شعره وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال‪( :‬احلقوه كله أو اتركوه كله) رواه أبوداود‪.‬‬ ‫رأس رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪ :‬كنت ِّ‬ ‫أرج ل َ‬ ‫وأنا حائض [والرتجيل هو تسريح الشعر] ‪ .‬رواه البخاري (‪.)291‬‬ ‫وكان شعره صلى اهلل عليه وسلم يصل إىل شحمة أذنيه ‪ ،‬وإىل ما بني أذنيه وعاتقه ‪،‬‬ ‫وكان يضرب منكبيه ‪ ،‬وكان – إذا طال شعره ‪ -‬جيعله أربع ضفائر ‪.‬‬ ‫شعره منكبيه ‪ .‬رواه‬ ‫فعن أنس رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم كان يضرب ُ‬ ‫البخاري (‪ )5563‬ومسلم (‪.)2338‬‬ ‫وقال أنس بن مالك رضي اهلل عنه ‪ :‬كان شعر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بني أذنيه‬ ‫وعاتقه ‪ .‬رواه البخاري (‪ )5565‬ومسلم (‪.)2338‬‬ ‫ويف رواية عند مسلم ‪ ( :‬كان شعر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إىل أنصاف أذنيه )‪.‬‬ ‫وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪ :‬كان شعر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فوق‬ ‫الوفرة[الوفرة ‪ :‬شعر ال رأس إذا وصل إىل شحمة األذن] ودون اجلمة [اجلُ َّم ة ‪ :‬شعر ال رأس‬

‫‪66‬‬


‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫وعن أم هانئ رضي اهلل عنها قالت ‪ :‬قدم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مكة وله‬ ‫أربع غدائر[والغدائر هي الضفائر] ‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )1781‬وأبو داود (‪ )4191‬وابن‬ ‫حس نه ابن حجر يف «فتح الباري» ‪ ،‬وصححه األلباين يف‬ ‫ماجه (‪ . )3631‬واحلديث ‪َّ :‬‬ ‫«خمتصر الشمائل» (‪)23‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر رحمه اهلل ‪:‬‬

‫« وما دل عليه احلديث من كون شعره صلى اهلل عليه وسلم كان إىل قرب منكبيه كان‬ ‫غالب أحواله ‪ ،‬وكان رمبا طال حىت يصري ذؤابة ويتخذ منه عقائص وضفائر كما أخرج‬ ‫أبو داود والرتمذي بسند حسن من حديث أم هانئ قال ت‏ ‪:‬‏ ( قدم رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم مكة وله أربع غدائر ) ويف لفظ ‪ ( :‬أربع ضفائر ) ويف رواية ابن ماجه ‪( :‬‬ ‫أربع غدائر يعين ضفائر )‏ وهذا حممول على احلال اليت يبعد عهده بتعهده شعره فيها‬ ‫وهي حالة الشغل بالسفر وحنوه « انتهى باختصار ‪« .‬فتح الباري» (‪.)360/10‬‬ ‫وعن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪( :‬كان النيب صلى اهلل عليه وسلم حيب موافقة‬ ‫أهل الكتاب فيما مل يؤمر فيه‪ ،‬وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان املشركون‬ ‫يفرقون رؤوسهم‪ ،‬فسدل النيب صلى اهلل عليه وسلم ناصيته مث فرق بعد)‪ ،‬أخرجه‬ ‫البخاري ومسلم‪ .‬وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪( :‬كنت إذا أردت أن أفرق رأس‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بني عينيه(‪.‬‬

‫القمل في الفقه االسالمي‬

‫والقمل له دورا هاما يف الفقه االسالمي‪ .‬جاء يف (تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‬ ‫ض ال َش يء ِ‬ ‫البن علي الزيلعي ج ‪ 2‬ص ‪« )66‬لو �قَتَ ل أحد قَ ْم لَ ةً َس اقِ طَةً على الأْ َْر ِ‬ ‫عليه‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع من �بٍُّر [قمح] َولَ ْو َوقَ َع يف �ثَ ْوبِ ِه قَ ْم ٌل َك ثِ ٌري‬ ‫ص ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫‪َ ..‬وإِ ْن �قَتَ َل قَ ْم ال َك ث ًريا أَطْ َع َم ن ْ‬ ‫ف َ‬ ‫الش م ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع من �ب ٍّر وإِ ْن مل �ي ْق ِ‬ ‫ص ْد بِ ِه‬ ‫ص ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫س ل يَ ُم َ‬ ‫ب عليه ن ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فَ أَلْ َق اهُ على َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫وت الْ َق ْم ُل َو َج َ‬ ‫�قَْت َل الْ َق ْم ِل ال َش ْيءَ عليه» وللشافعي رأي آخر‪ :‬فقد جاء يف كتاب (األم البن إدريس‬ ‫الشافعي ج ‪ 2‬ص ‪ 200‬و‪« )201‬من �ق ت ل من الْ م ح ِرِم ني قَ م لَ ةً ظَ ِ‬ ‫اه َرًة على َج َس ِد ِه أو‬ ‫ُ ْ َ ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫الل فَ ال فِ ْديَةَ عليه» وجاء يف كتاب (احمللى البن حزم ج ‪ 3‬ص‬ ‫اه ا أو �قَتَ َل قَ ْم ال َح ٌ‬ ‫أَلْ َق َ‬

‫‪67‬‬

‫القمل عند النبي والصحابة ويف الفقه االسالمي‬

‫إذا سقط على املنكبني] ‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )1755‬وأبو داود (‪ )4187‬وصححه األلباين‬ ‫يف «صحيح الرتمذي» ‪.‬‬

‫‪َ« )86‬إِ ْن تَأَذَّى إنسان بِوز َغ ٍة أو �ب رغُ ٍ‬ ‫وث أو قملة فوجب عليه َد�فْعُ ُه َّن عن �نَ ْف ِس ِه فَ ِإ ْن‬ ‫َ​َ‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص الَة فَ الَ َح َر َج يف ذلك ألننا قد‬ ‫كان يف َدفْ عِ ِه �قَ�تْلُ ُه َّن ُدو َن تَ َك لُّ ف َع َم ٍل َش اغ ٍل عن َّ‬ ‫ر ِّوينَ ا عنه صلى اهلل عليه وسلم «األَْم ر بِ َق ْت ِل الْ وَز ِغ» من طَ ِر ِ‬ ‫يق أيب ُه َر�يَْرَة َو َس ْع ِد بن أيب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص الَ ِة‪ ،‬والَ أَ ْن ينشغل بِ رب ِط �ب رغُ ٍ‬ ‫وث أو قَ م لَ ةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َوقَّ ٍ‬ ‫اص َوأ َِّم َش ِريك‪َ .‬والَ يجَُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫وز له ال �تَّ َف لِّ ي يف َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ورَة إلىَ ذلك» وجاء يف كتاب (األوسط يف السنن واإلمجاع واالختالف‬ ‫يف �ثَ ْوبِ ه إ ْذ الَ َ‬ ‫ض ُر َ‬ ‫للنيسابوري ج ‪ 3‬ص ‪« )277‬اختلفوا يف قتل القمل يف الصالة فرخصت فيه طائفة‪،‬‬ ‫ُر ِّوينا عن أنس أنه كان يقتل القمل يف الصالة‪ ،‬وكان احلسن يقتل القمل يف الصالة»‬ ‫ِ ِ‬ ‫س أَ ْن‬ ‫وجاء أيضا يف كتاب (احمللى البن حزم ج ‪ 7‬ص ‪« )247‬عن ع ْك رَم ةَ قال الَ بَأْ َ‬ ‫تمَُ ِّش َط الْ َم ْرأَةُ الحَْ َر ُام الْ َم ْرأَ​َة الحَْ َر َام َو�تَ ْق تُ َل قَ ْم َل َغ يرِْ َه ا» ويف (مصنف عبد الرزاق بن مهام‬ ‫الصنعاين ج ‪ 4‬ص ‪ )412‬تأيت قصة نرى منها ان بن عمر كان يتهكم على فقه القملة‪،‬‬ ‫إذ ورد‪« :‬حدثنا بن البيلماين قال كنت مع بن عمر إذ جاء رجل فقال ما تقول يف حمرم‬ ‫قتل قملة فقال بن عمر ينحر بَ َدنَة [أي يذبح ذبيحة]‪ .‬فضحكت فنظر إيل وقال ال‬ ‫تلمين‪ .‬يسألين عن القملة‪ ،‬وأحدهم يثب على أخيه بالسيف!!!»‬ ‫وحىت االزهر يرى عالقة للقمل بالدين الصحيح‪ .‬ففي فتوى األزهر رقم ( ‪ )685‬بتاريخ‬ ‫‪ 27‬مايو ‪1919‬م عن تفشى محى التيفوس‪ :‬أفىت فضيلة الشيخ حممد خبيت املفىت قائال‪:‬‬ ‫«كل من احلمى التيفوسية واحلمى ال راجعة تنتقل من شخص إىل آخر بواسطة القمل‬ ‫‪ ،‬وشر املهلكات أم راض تتفشى ومحيات تنتشر وتفتك بالنفوس فتكا ذريعا بإمهالنا‬ ‫تعاليم الدين الصحيحة ‪ .‬هذا املرض يسبب ارتفاع درجة احل رارة ويؤدي إىل املوت»‪.‬‬ ‫فهل اصابة حممد بالقمل تفتح الباب الهتامه بأمهال تعاليم الدين الصحيح‪ ،‬او انه‬ ‫مات باحلمى التيفوسية؟‬ ‫غري ان كل ذلك مل مينع ان بعض الشيوخ كانوا يعتقدون التمسك بالقمل جزء من‬ ‫العقيدة حيث ورد يف (تاريخ اإلسالم ووفيات املشاهري واألعالم البن عثمان الذهيب ج‬ ‫‪ 50‬ص ‪255‬و ‪ )256‬أن «الشيخ حميي الدين النووي ‪ ..‬كان إماما بارعا وكان شديد‬ ‫الورع والزهد ‪ ..‬وترك امللبس إىل الثياب الرثة املرقعة‪ ،‬ومل يدخل احلمام ‪ ..‬وحكى لنا‬ ‫الشيخ أبو احلسن بن العطار أن الشيخ قلع ثوبه ففاله أحد الطلبة‪ ،‬وكان فيه قمل‬ ‫فنهاه وقال‪ :‬دعه»‬ ‫احلوار املتمدن ‪ -‬العدد‪22:10 - 24 / 8 / 2013 - 4194 :‬‬

‫‪68‬‬


‫ملاذا يُكرث الدعاة من احلديث عن اجلنس؟‬

‫طالب ك إبراهيم‬

‫هنا أمسرتدام ـ لكل مسلم يف اجلنة حوريتان على األقل‪ ،‬ومع كل حورية ‪ 70‬وصيفة‪،‬‬ ‫وهن أيض اً حالل للمسلم‪ .‬ولكل ام رأة يف الدنيا دخلت اجلنة أيض اً سبعون حورية‪ .‬ومع‬ ‫كل حورية منهن سبعون وصيفة‪ ،‬لذلك فرتتيب نساء اجلنة ثالث‪:‬‬ ‫امل رأة ومعها سبعون حورية‪ ،‬وكل حورية معها سبعون وصيفة‪ ،‬والوصيفة ليس لديها‬ ‫شيء‪ .‬لذلك فإذا كان الرجل متزوجا من ام رأتني فزوجاته إذا دخلن اجلنة سيكن‬ ‫من خدمه ومع كل ام رأة منهن سبعون حورية ومع كل حورية سبعون وصيفة‪ .‬وهن‬ ‫باإلمجال حالل له‪.‬‬ ‫هذا ما ذكره الشيخ الشنقيطي‪ ،‬من مشايخ العربية السعودية يف إحدى خطبه ليوم‬ ‫اجلمعة‪.‬‬

‫اجلنسي الطاغي‬

‫يضيف الشيخ الشنقيطي أن الرجل الذي يدخل اجلنة على األقل لديه زوجة‪ ،‬ولدى‬ ‫الزوجة سبعني حورية‪ ،‬ولدى كل حورية سبعني وصيفة‪ .‬وهن مجيعا مسؤوالت عن‬ ‫إشباع رغباته من النساء واحلوريات والوصيفات!‬ ‫ويواصل الشيخ الشنقيطي‪ ،‬أنه يف حال كان الرجل متزوجا من أربع فيعين ذلك أن‬ ‫هناك جيشا من النساء احلالل حوله‪ .‬لكن أحد الشباب السعوديني يعلق على احلالة‬ ‫إلذاعة هنا أمسرتدام قائ الً‪:‬‬ ‫«هو منوذج حلديث يشغل الشارع اإلسالمي وليس مرده إىل ما يثوب عليه رب العاملني‬ ‫يف اجلنة‪ ،‬ولكن جذره هو ما جيوس يف نفوس الدعاة ونفوس املسلمني يف جمتمعاتنا‬ ‫اإلسالمية املكبوتة»‪.‬‬ ‫لكن معلق آخر يتساءل‪« :‬وإذا طلق الرجل زوجته هل يعين ذلك أن حوريات زوجته‬ ‫ووصيفاهتا سيكن حالله أم أن املسألة خاضعة للفتوى»؟!‬

‫بدون خجل ‪..‬‬

‫يعارض الشيخ حممد الظفريي الشيخ الشنقيطي يف كثري من املسائل‪ ،‬ويتساءل‪ :‬كيف‬ ‫ميكن أن يتم احلديث عن هذا املوضوع بدون حياء على األقل أمام األطفال وامل راهقني‬ ‫املوجودين يف اجلامع أو املوجودين أمام شاشات التلفزيون‪ .‬مث كيف ميكن أن حتضر‬ ‫النساء حديث الشيخ الكبري؟‬

‫‪69‬‬

‫ويضيف قائال‪« :‬إذا كان مسموح اً أن‬ ‫يتحدث الشيوخ يف ذلك‪ ،‬فلماذا هذا‬ ‫األمر ممنوع على اآلخرين؟!‬ ‫وكيف يستطيع املواطن املسلم يف‬ ‫بلداننا العربية أن يفرق بعد هذا‬ ‫احلديث ما جيوز اآلن وما ال جيوز‪!..‬‬

‫وصفة إهلية‬

‫ملاذا يُكرث الدعاة من احلديث عن اجلنس؟‬

‫ملاذا يُكرث الدعاة من احلديث عن اجلنس؟‬

‫يف خطبته األسبوعية يقول الشيخ‬ ‫واملفكر اإلسالمي عدنان إب راهيم املقيم‬ ‫يف النمسا‪ ،‬إن احلب قبل الزواج أمر‬ ‫واقعي وحالل‪ ،‬وقد فعل الرسول العريب‬ ‫الكرمي ذلك وقال بذلك‪ ،‬لكن مشايخ‬ ‫«احلروف» ادعوا غري ذلك‪ .‬وقد وضح‬ ‫الداعية يف تلك اخلطبة وجهة نظره‬ ‫حول احلب واجلنس واحلياة‪ .‬واعترب‬ ‫أن اجلنس نزعة إهلية وليست رغبة‬ ‫حيوانية‪.‬‬ ‫وأكد يف خطبته تلك‪ ،‬أنه ال يستطيع كائن من يكون أن يهندس مشاعر الناس يف أن‬ ‫حيبوا أو ال حيبوا‪ .‬واجلنس طبيعة إهلية عند البشر ومن يتحدث باجلنس يتحدث عن‬ ‫صفة إهلية‪.‬‬ ‫ويؤكد الداعية إب راهيم أن هذه النزعة عند اإلنسان هي نزعة إهلية‪.‬‬ ‫ويضيف أن األدبيات القدمية البن قتيبة وابن عبد الرب وال راغب واالصفهاين وغريهم‪،‬‬ ‫والذين حتدثوا فيها عن امل رأة بوصفها «شيء»؛ بوصفها مكان تفريغ لشهوات الرجل‪،‬‬ ‫هي أدبيات منحطة ألهنا اختصرت امل رأة والرجل واحلياة‪ .‬وألهنا تعكس تصوراً خاطئ اً‬ ‫للحياة والدين‪ .‬هذه النظرة شوهت نظرتنا إىل اإلنسان واحلياة والدين‪ ،‬يشدد عدنان‬ ‫إب راهيم‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫فادي عزام‪‎‬‬

‫‪ -1‬تعلم الدفاع عن نفسك بالثقة هبا‬ ‫‪ -2‬إذا استفزك تافه أو شتمك ال ترد لكن ال تنساه أبدا‬ ‫‪ -3‬ال تصنع قصة غ رام عظيمة مع ام رأة سخيفة‬ ‫‪ -4‬حاسب أصدقاءك ودعهم حيسبوك‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال تعطي وعدا الم رأة تقيم معها الغ رام‪،‬الوعد فقط للحب وال تقل ألي ام رأة إنك‬ ‫حتبها لألبد‪.‬‬ ‫لك كب ريا‪.‬‬ ‫‪ -6‬غادر املكان حني يكون االنتباه َ‬ ‫‪ -7‬ال تبح بأس رار من ّأم نك‪ ،‬وال تتحدث عن ضعفهم يف غياهبم‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال تتحدث عن جسد ام رأة الم رأة أخرى مهما كان السبب‪.‬‬ ‫‪ -9‬ال تشتغل موظفا أبدا‪.‬‬ ‫‪ -10‬ال تقيم امل رأة مبقياس الرجل فلكل نوع من هذين اجلنسني منطقه املختلف‪.‬‬ ‫‪ -11‬ال تثقل على اآلخرين حبجة أهنم حيبونك‪.‬‬ ‫‪ -12‬ال تصدق حىت ترى ليكن القديس توما قدوتك‪.‬‬ ‫‪ -13‬جتنب أن يعتدي عليك أحد وإذا اضطررت أن تدافع عن نفسك‪ ،‬دافع ببسالة‬

‫‪71‬‬

‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫مئة وصية ألبني‬ ‫ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫وحتمل العواقب مهما كانت‪.‬‬ ‫‪ -14‬ال تربر أخطاءك‪.‬‬ ‫‪ -15‬ال تلجأ للبالغة حني يقتضي الوضوح‪.‬‬ ‫‪ -16‬ال تصدق الشع راء العرب الشع راء العرب خاصة‪.‬‬ ‫‪ -17‬سر صغري ‪ .‬البنت اجلميلة جدا غالبا تكون وحيدة جدا‪.‬‬ ‫‪ -18‬ال تعطي وعدا ال تستطيع تنفيذه‪.‬‬ ‫‪ -19‬حينما توعد ِ‬ ‫أوف حىت مع من ال يستحق‪.‬‬ ‫‪ -20‬ال تقبل التحدي على التفاهات‪.‬‬ ‫‪ -21‬دائما حني حتب شيئا حاول أن ترى نقيضه‪.‬‬ ‫‪ -22‬تكن طبيعيا ودع الفرح جزء منك‪.‬‬ ‫‪ -23‬ال حتسد أحدا فلديك أكثر من اجلميع لديك حياتك‪.‬‬ ‫‪ -24‬ملكافحة امللل أقرء كتبا غري مملة‪ ،‬الكتاب اجليد عدو امللل األول ‪.‬‬ ‫‪ -25‬ال ختاف املوت‪ ،‬صادقه‪.‬‬ ‫‪ -26‬أفضل طريقة إلسكات الثرثار ال جتعله يتكلم‪.‬‬ ‫‪ -27‬كن نبيال مع نفسك ال هتملها ال تقسو عليها وال ترتكها على سجيتها‪.‬‬ ‫‪ -28‬الصداقة العظيمة أهم من الغ رام العظيم‪.‬‬ ‫‪ -29‬ال تعطي صديقك فرصة أخرى‪ ،‬فلو كان صديقك ملا احتاجها‪.‬‬ ‫‪ -30‬إذا تزوجت دع زوجتك صديقتك األقرب إن فشلت لن ينج زواجك ‪.‬‬ ‫‪ -31‬دع زوجتك صديقتك ال هترب منها لقلب ام رأة أخرى أقفل قلبك افتح‬ ‫عاطفتك‪.‬‬ ‫‪ -32‬كن صارما مع املدعني‪ .‬ال جتادل التافهني أجلدهم إن كان لديك سوط‪.‬‬ ‫‪ -33‬تذكر موعد قبلتك األوىل‪ .‬تذكر‪ :‬دائما هناك دائما قبلة أوىل‪.‬‬ ‫‪ -34‬إياك أن تسخر من أي فقري أو مشرد أو حامل علة‪ .‬إياك أن تصادق من يسخر‬ ‫منهم‬ ‫‪ -35‬احناز دائما لألضعف‪ ،‬واملظلوم واملكسور قلبه‪ ،‬لكن ال جتعله يبتز عاطفتك‪.‬‬ ‫‪ -36‬ساعد اآلخرين حبدود‪ ،‬ساعد املظلومني بال حدود‪.‬‬ ‫‪ -37‬ابق على مسافة‪ ،‬تعلم االتصال واالنفصال بسهول عن كل شيء‪.‬‬ ‫أجل البالد أنكدها‪ ،‬أمجل البالد‬ ‫‪ -38‬ال تنسى مهما تغري جواز سفرك أنك من سوريا‪ّ .‬‬ ‫وأبشعها‪ .‬لكنها بلدك نصف تكوينك وثالث أرباع حقيقتك‪. .‬‬ ‫تابع الوصايا هذه الوصايا كي تخُ رق يا ولد‪ .‬ال يوجد وصية ال تخُ رتق‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫‪ -39‬حىت العصفور حيق له أن يظن نفسه فيال ال حدود للمخيلة لكن ال تدع الظنون‬ ‫تقودك‪ .‬هناك اختالف دائم بني املخيلة والظنون‪.‬‬ ‫‪ -40‬شجرة الصبار ال يأكلها اجل راد‪ ،‬لتكن شهيا كالد راق‪ ،‬حكيما كالعنب‪ ،‬لذيذا‬ ‫مثل الكرز‪ ،‬راسخا كالسنديان ولتكن أوراقك كأبر الصبار حني يأيت اجل راد‪.‬‬ ‫‪ -41‬ال يوجد إجحاف أكرب من أن تستبدل من ينغص عليك حياتك مبن تنغص عليه‬ ‫حياتك‪.‬‬ ‫‪ -42‬األصالة دائما خارقة ومؤسفة أيضا‪ ،‬حني تعين فقط املاضي‪.‬‬ ‫‪ -43‬ال تشغل عقلك بوجود اهلل فكل الدالئل اليت تقنع العقل ال تثبت ذلك‪ .‬وأيضا‬ ‫ال تشتغل عقلك بعدم وجودك فكل الدالئل اليت تقنع القلب ال تثبت ذلك‪ .‬معرفة اهلل‬ ‫تأيت من الصمت‪.‬‬ ‫‪ -44‬التدين ثوب‪ ،‬الدين متجر مالبس‪ ،‬أما اإلميان فشيء خمتلف كأن ترى مشهدا‬ ‫الغروب من قريتك « تعارة « وجبل الشيخ يلوح من بعيد‪ ،‬وتسمع ثرثرة اللجاة وهي‬ ‫تناغي اخلط الربتقايل الالمع فتضع يدك على قلبك وتغمض عينيك وتبتسم‪.‬‬ ‫‪ -45‬إذا كنت ال تريد طفال ال تتزوج الزواج حيث يقطن األقوياء‪.‬‬ ‫‪ -46‬الزواج مثل السقيفة أعلى ما يف البيت وحني تدخله تكتشف أنه أوطى سقف‬ ‫بالبيت‪ .‬لذلك عليك أن تفتح نافذة به‪ ،‬نافذة على السماء كي ال تبقى منحنيا‪ .‬أو‬ ‫تضطر للقفز من السقيفة‪ .‬أو رمي شريكتك من السقيفة‪.‬‬ ‫‪ -47‬ما حتبه ومن حتبه يصنع لغتك‪.‬‬ ‫‪ -48‬ال حتب اجلاف وال حتب املتكربة ال حتب املسبق الصنع‪ ،‬ال حتب األجوف‪ ،‬ال حتب‬ ‫القابل لالستعمال ال حتب الدينء ال حتب املتسلط ال حتب ام رأة متحررة من اخلارج‬ ‫مستعبدة من الداخل ال حتب الكاذبة وال تتزوج ام رأة عذ راء‪.‬‬ ‫‪ -49‬العذرية ليست فقط غشاء‪.‬‬ ‫‪ -50‬بقلب ريان باحلياة واجه املوت‪ ،‬ال تفقد الثقة قدميا قال أهل احلكمة‪ .‬كن ك الً‬ ‫تأيت كل األشياء إليك‪.‬‬ ‫‪ -51‬ابتعد فورا عمن يقول ح رام وحالل‪ .‬فمعرفة اخلري والشر ال حتتاج إىل مبشر حيرق‬ ‫ويعذب أو نساء يدفع مهرهن يف الدنيا لنكحهن باآلخرة‪ .‬فهذا مسسار يقبض يف الدنيا‬ ‫مثن ما ال ميلكه يف اآلخرة‪.‬‬ ‫‪ -52‬هناك فرق كبري بني الغ راميات واحلب‪ .‬الغ رام مثال مثل نور مشعة تشعله لتستمتع‬ ‫بذوبانه وبعدها تبقى تتذكر اللهب‪ ،‬احلب تنوير مثل مشس خارقة ال تعرف الغروب‪.‬‬ ‫املشكلة حتصل أن املغرم واحملب يستخدمان نفس اللغة لإلضاءة‪.‬‬ ‫‪ -53‬عدد احملبني الكبار واحملبات العظيمات الذين جاؤوا إىل احلياة وأحبوا فعال ال‬

‫يتجاوز املئة‪ .‬أحدهم امسه املسيح وأمجلهم يدعى ابن الفارض وأعظمهم ابن عريب أما‬ ‫أشقاهم فيدعى أيب منصور احلالج‪ .‬وأعظم امل حبات‪ ،‬ام رأة تدعى ليلى األخيلية وأخرى‬ ‫ُ‬ ‫هي جدتك أي أمي‪.‬‬ ‫‪ -54‬أم راض الغرية‪ ،‬احلسد‪ ،‬الكذب‪ ،‬اللؤم‪ ،‬احلقد‪ ،‬النذالة‪،‬االستع راض كلها صفات‬ ‫الغ راميات‪ .‬احملب ال يعرف كل ذلك‪.‬‬ ‫‪ -55‬كل يوم ميكن أن يكون بداية جديدة‪ ،‬ال تقل فات الوقت على أي شيء‪ ،‬ال‬ ‫تتوقف عن اللعب حىت يف التسعني‪.‬‬ ‫‪ -56‬الرغبة الشديدة حتمل نقيضها‪ ،‬ال ترغب بشدة بشيء ينتهي‪ .‬ال ترغب إال باحلب‬ ‫واملزيد منه أقصد بالتنوير ال النور‪.‬‬ ‫‪ -57‬ليكن لديك مرآة حقيقية ترى نفسك هبا‪ ،‬يف الغ رام يعمي بصرك وتتشتت‬ ‫بصريتك وتتوهم احلاجة‪ ،‬يف احلب تستطيع أن ترى أعمق ما يف جوانيتك‪ ،‬ترى كم‬ ‫حتتاج وماذا حتتاج واألهم تستطيع أن تعرف ملاذا حتتاج‪.‬؟‬ ‫‪ -58‬إذا اهتمت باطال‪ ،‬تعلم الصمت‪ ،‬إذا مت اإلجحاف حبقك أعمل م رافعة لنفسك ال‬ ‫لآلخرين‪ .‬ال تربر الصح أبدا إذا بدأت بالتربير اعلم إهنم على حق‪.‬‬ ‫‪ -59‬يف احلرب واملوت والبشاعة ليكن لديك فسحة من السالم واحلياة واجلمال كل‬ ‫يوم‪ ،‬كل ساعة إن استطعت‪ .‬وتذكر كل احلروب انتهت‪ ،‬تفكريك بالسالم واحلياة‬ ‫واجلمال يساعد على تقريب هنايتها‪.‬‬ ‫‪ -60‬دائما ليكن لديك نكتة ترويها أو حكاية حتكيها‪ .‬أو غادر قبل ان تبدأ احلديث‬ ‫عن نفسك‪.‬‬ ‫‪ -61‬ال تنسى جسدك فهو صديقك الوحيد الذي جيب عليك أن ال ختذله أبدا‪.‬‬ ‫‪ -62‬ال ختلق أعداء باجملان‪ .‬وال ختلق أصدقاء باجملان أيضا‪ .‬أدفع فواتريك كاملة‪.‬‬ ‫‪ -63‬مثة مشس تغرب اآلن وشروق سيأيت بعد قليل‪ .‬ال تنسى أن حتصل على شروق أو‬ ‫غروب واحد برفقة صديقة أو صديق من يشاركك البداية والنهاية لفعل كالشروق‬ ‫والغروب غالبا ما يضيء على حياتك يف املنتصف‪.‬‬ ‫‪ -64‬ابتسامتك الساحرة احلقيقية مفتاح دخولك العامل‪ .‬ال تفرط هبا كث ريا‪.‬‬ ‫‪ -65‬كتاب اجلني األناين لرتشارد دوكينز اق رأه بعد لـ ‪ 18‬وأنت يف اجلامعة مهما كان‬ ‫اختصاصك طالعه باالنكليزية ستحصل على درج صلب للمعرفة‪.‬‬ ‫‪ -66‬بعد اجلني األناين اق رأ الشيخ حمي الدين بن عريب ترمجان األشواق والفتوحات‪ ،‬ال‬ ‫تضيع جهدك إذا مل تكن خمتصا بفصوص احلكمة‪ .‬ستحصل على حبر واسع ويصبح‬ ‫قلبك مبثابة احمليط‪.‬‬ ‫‪ -67‬ال تق رأ أحدمها دون األخر الشيخ و دوكينز بل معا‪ .‬فكلما توهم عقلك يصفيه‬

‫‪74‬‬


‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫مئة وصية ألبني ‪ ..‬ليس مهما أبدا أن تأخذ بها يا ولد‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ وكلما شطح قلبك يهديك دوكينز‪.‬‬ ‫‪ -68‬دعك من كتب التنمية الذاتية كلها زعربة‪ ،‬كتاب السر ( هو لتكريس األنانية‬ ‫أو ملعاجلة خيبات الغ رام ) واألناين لن يشفى واملغرم اخلائب أناين مت تأديبه على يد‬ ‫خائب آخر ‪.‬‬ ‫‪ -69‬انتبه لألشياء اليت ال يوجد عليها إضاءة‪ ،‬غالبا هي من تقول احلقيقة‪ .‬لكنها ال‬ ‫متلك صوت ضوء‪.‬‬ ‫‪ -70‬ال تكشف أس رار قلبك‪ ،‬أخرب اآلخرين حكايات ال ختربهم مشاعرك‪.‬‬ ‫‪ -71‬ال ختاف من رعشة القلب ال تقسو على نفسك فالغ رام ليس سيئا أيضا‬ ‫‪ -72‬ال ختاف عندما تنام مع حبيبتك إهنا أصبحت خمتلفة‪ .‬غالبا أنت من أصبحت‬ ‫خمتلفا‪.‬‬ ‫‪ -73‬امل رأة تبحث عن الرجولة‪ ،‬والرجولة تعين أن تكون إنسان اً يشعرها باآلمان‪.‬‬ ‫‪ -74‬يف امل راهقة ال تأخذ دروسا مين فلست معلمك فعصرك ليس عصري‪ .‬لكين لن‬ ‫أكف عن احملاولة عليك أن تتحملين‪.‬‬ ‫‪ -75‬جرب التدخني س را فهو األلذ‪ .‬أما علنا ال أنصحك أبدا أن حتمل طوال حياتك‬ ‫فم اً مليئ اً بروائح السجائر‪ .‬مل أندم على شيء سوى أين مدخن‪.‬‬ ‫‪ -76‬جرب كأس البرية وتذكر طعم الرشفة األوىل دائما‪ ،‬لكن ال تسكر وإن سكرت ال‬ ‫تغب عن الوعي أبداً‪ .‬التكلفة عادة باهظة‪.‬‬ ‫‪ -77‬النبيذ طقس كامل من السحر تعلم أس راره وتذكر أنه ال يكرع وال يشرب إال مع‬ ‫من حتب‪.‬‬ ‫‪ -78‬ال تشرب وحيدا أبدا‪ .‬ليكن ندميك نداً‪.‬‬ ‫‪ -79‬صادق جسدك وحني متارس العادة السرية ال تشعر بالعار‪ .‬اجلميع فعلها‪ .‬لن‬ ‫يصيبك العمى وال تسبب حب الشباب‪.‬‬ ‫‪ -80‬األجوبة عن اجلنس ال ميكن أن جتدها أبدا ألن نصفها باحلياة ونصفها األخر‬ ‫باملوت‪.‬‬ ‫‪ -81‬أحضر فلم سيكس برفقة أصدقائك‪ ،‬ال تصدق الص راخ فهو للتمثيل النشوة نأيت‬ ‫صامتة مصحوبة بالتنهدات العظيمة‪.‬‬ ‫‪ -82‬تعرف على اجلسد واجلنس بالسؤال الواضح ال بالتلصص‪ .‬حني ترى صورة بورنو‬ ‫‪ ،‬إحبث فورا عن صورة راقصة باليه‪.‬‬ ‫‪ -83‬اجلنس يف أفالم البورنو يقوم به حمرتفون يرتزقون من هذا العمل‪ ،‬أنت تدفع نقوداً‬ ‫مثن إرضاء غريزتك‪ ،‬خياطبون احليوان اجلنسي فيك ال روحك‪ .‬على كل هذا ليس عيبا‬ ‫إذا كنت حمصنا باملعرفة‪ ،‬لكنه غري مهم‪ .‬الرياضة قد تساعدك‪.‬‬

‫‪ -84‬ال يوجد شيء أمسه ضعف الوازع الديين ال معىن يف اللغة والواقع لكلمة وازع‪.‬‬ ‫يوجد ضعف إنساين دائما‪ .‬أحناز للضعف اإلنساين لكن ال تربره‪.‬‬ ‫‪ -85‬ال تبقى يف وطن غري عادل أو يف عالقة ميتة أو غ رام مستهلك أو يف عمل سيء‬ ‫أو زواج كارثي حبجة أنه ال يوجد بديل‪ .‬البديل يأيت بعد تغادر ال كي تغادر‪.‬‬ ‫‪ -86‬أحرص على االست زادة واملعرفة راقب جسدك كل عام ال يوجد أس رار باجلنس السر‬ ‫بالرغبة‬ ‫‪ -87‬يف امل راهقة أوجد رياضة حتبها وبطال متثله‪ ،‬وصديقة تعزف على البيانو ‪.‬‬ ‫‪ -88‬احرتم شهوتك فهي قاصر بكماء عمياء صماء احرتم دائما ما تشتهي أكثر مما‬ ‫ترغب به‪.‬‬ ‫‪ -89‬حني تقوم عالقة ( صداقة‪ -‬عمل – حب ) تأكد إنك أقفلتها متاما ألنك إذا‬ ‫تركت تفصيال صغ ريا سيصبح يف املستقبل إعاقة كبرية‪.‬‬ ‫‪ -90‬لو كنت بنت اً لن تتغري الوصايا‪ .‬رمبا ستتغري قليال اللغة‪.‬‬ ‫لست مسؤوال عن أخطاء الفيزيولوجيا ال تدافع حىت عين إن كنت ال أتفق مع‬ ‫‪َ -91‬‬ ‫مبادئك‪.‬‬ ‫‪ -92‬االقارب والعالقات العائلية اجلوفاء ال تعين شيئا‪ .‬عاملهم باح رتام لكن وفق‬ ‫قانونك أنت‪ ،‬ال تسمح للعائلة للطائفة للقومية للدين أن جترك إىل معالفها‪.‬‬ ‫‪ -93‬ال تشارك حاقدا ولو بفكرة‪.‬‬ ‫‪ -94‬ال تصنف نفسك وال جتعل أحد يصنفك من تصنفه ختنقه‪.‬‬ ‫‪ -95‬انت ِم إىل اإلنسان ال تقرتب من األح زاب‪.‬‬ ‫‪ -96‬إذا قررت أن تعيش بالغرب دع قلبك أوال‪ .‬وإذا عشت بالشرق دع لقلبك عقل‪.‬‬ ‫أعقله وال تتوكل إال على نفسك‪.‬‬ ‫‪ -97‬احرتم من يؤمن مهما كان إميانه‪ .‬ما دام ال يدعو إىل القتل‪ .‬عدوك هو كل معتقد‬ ‫قاتل‪.‬‬ ‫‪ -98‬مارس عملك كهواية دائما ال حترتفه وحتوله عادة ومارس هوايتك كمحرتف‪.‬‬ ‫‪ -99‬فكر يوميا بالكون‪ ،‬كم هو كبري ومتسع وأنك تعيش على كوكب ال يرى قياسا‬ ‫حلجمه فكر بالكون كأنه جسد اهلل وفكر باحلركة وقوانني احلياة وكأهنا روحه‪.‬‬ ‫‪ -100‬هذه الوصايا ستبدو سخيفة أمام أمل ضرسك أو وجع قلبك‪ .‬أكتب وصاياك‬ ‫ودع ابنك خيرقها‪.‬‬

‫‪75‬‬


78

76


‫لتحميل املجلة‬ issuu www.issuu.com/i-think-magazine Mediafire www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne Box www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp facebook www.facebook.com/I.Think.Magazine Web www.ithinkmag.net www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.