I think magazine 27

Page 1


‫كلمة رئيس التحرير‬ ‫التطور ‪ ...‬هنا‬ ‫ماذا بعد الرب ؟‬

‫هيئة التحرير‬ ‫أمين غوجل‬ ‫أخيل‬ ‫نور‬ ‫‪Hunger Mind‬‬ ‫دينا‬ ‫تامبي‬ ‫كاترينا‬ ‫بن باز عزيز‬ ‫رامي‬

‫‪2‬‬

‫التطور ‪ ...‬هنا ‪ ..‬ماذا بعد الرب ؟‬

‫‪3‬‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫‪9‬‬

‫القصيمي‬

‫‪13‬‬

‫نبضات بن باز‬

‫‪15‬‬

‫ال سعادة بال سذاجة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫يف نقد املعجزات‬

‫‪23‬‬

‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫‪25‬‬

‫وعيك هو وعي البشريَّة‬

‫‪27‬‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫‪35‬‬

‫هل تعلم ؟‬

‫‪37‬‬

‫حتديد النسل‪...‬‬

‫‪41‬‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫‪45‬‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل حق‬

‫‪49‬‬

‫القارب الفارغ‬

‫‪53‬‬

‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬

‫‪55‬‬

‫رهان باسكال‬ ‫كوندوم جمتمع مذكر‬

‫‪61‬‬

‫لنناقش احلجة التالية‪« :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده»‬

‫‪63‬‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫‪67‬‬

‫لسيطرة على شعب عريب ‪...‬‬

‫‪57‬‬

‫التطور هو مسة و ناموس الطبيعة بشكل عام و مبا أننا ( كرافضي ) قولبة األمور و ثباهتا‬ ‫حاولنا و على مدى سنتني و نيف دفع اجمللة تطورياً عدداً فعدد ‪.‬‬ ‫حاولنا تغيري الشكل كل فرتة ليتطور و ليسهل التعامل معها‬ ‫حاولنا تطويرها الكرتونياً باضافة مواد و لينكات و صفحات ديناميكية أكثر‬ ‫حاولنا تطويرها من حيث املضمون فبعد أن بدأنا مبقاالت منشورة مسبقاً بدأنا بنشر مقاالت حصرية بنا و أصبح لدينا‬ ‫ترسانة من الكتاب الذين يكتبون ل ( أنا أفكر ) و ينشرون من خالهلا ‪.‬‬ ‫يف أخر عددين اجتهنا اىل عمل مقابالت مع شخصيات نعتقد أن قصصها تستحق أن تروا ‪.‬‬ ‫و هذا العدد سيكون بداية حقبة تطورية جديدة يف حياة جملتكم ‪.‬‬ ‫رمبا توصلنا و من خالل التواصل مع قراء اجمللة اىل حمصلة بسيطة جداً‬ ‫من يقرأ ( أنا أفكر ) ال بد و أن موضوع ( اهلل أو الرب ) بشكله الكالسيكي ان صح التعبري و عدم عقالنيه وجده أصبح‬ ‫شيئاً مفروغاً منه ‪.‬‬ ‫و من هنا يطرح سؤال ماذا بعد الرب ؟‬ ‫علمنا خبطئ النظرة الساذجة ألكثرية أهل االرض و أخرتاعاهتم الطفولية النامجة عن خوفهم البدائي ملفهوم ( اهلل )‬ ‫ماذا بعد أو باألحرى ماذا اذاً هناك ؟‬ ‫هذا السؤال هو من أخرتع اآلهله تارخيياً ‪.‬‬ ‫أقصد تفسري وجودنا ووجود الكون أو ما يطلق عليه ( احلقيقة املطلقة )‬ ‫سنحاول و تدرجيياً عرض كل نظريات ( التساؤل ) و سنرتك ( األجابات ) مفتوحة‬ ‫يف احلقيقة معرفة السؤال الصحصح هو األهم و ليس اجلواب يف هذه املسأله ( برأيي )‬ ‫( أنا أفكر ) ستطرح من اآلن فصاعداً و بشكل جزئي و تدرجيي هذا التساؤل و كل األفرتاضات الال ( ربوبية )‬ ‫ألنه السؤال اآلهم و األحرى بالدراسة و النقاش من جنون و سذاجة طروحات االديان ‪.‬‬ ‫تطور آخر و على صعيد آخر سرتونه بدئاً من هذا العدد هو استبدال كل روابط اجمللة برابط واحد سهل و ميسر و ال‬ ‫يتطلب ال تسجيل مبواقع استضافة مثل تلك اليت كننا نلجئ اليها لوضع األعداد فيها أو مواقع صعبة التعامل ‪.‬‬ ‫ستكون كل أعداد اجمللة على البلوغر الرمسي للمجلة جاهزة للتنزيل بسهولة و يسر ‪.‬‬ ‫التطور مسة الطبيعة و حنن نتطور و األهم أن تظلوا تدلونا على املواضع اليت حتتاج اىل تطوير‬ ‫جملتنا تعىن بالفكر أوالً و طريقة توصيل الفكر هي نتاج عملنا و مالحظاتكم‬

‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬

‫‪1‬‬

‫عيشوا سعداء أصدقائي‬ ‫أمين غوجل‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪2‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫‪Friedrich Nietzsche‬‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫حياته‬ ‫ولد نيتشه عام ‪ 1844‬لقس بروتستانيت وكان العديد من أجداده من جهيت األب واألم ينتمون‬ ‫للكنيسة‪ .‬مساه والده فريدريك ألنه ولد يف نفس اليوم الذي ولد فيه فريدريك الكبري ملك‬

‫‪3‬‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫ولد ‪ 15‬أكتوبر‪ 25 - 1844 ،‬أغسطس‪)1900 ،‬‬ ‫فيلسوف وشاعر أملاين‪ ،‬كان من أبرز املمهدين‬ ‫ل ��ـ ع��ل��م ال��ن��ف��س‪ ،‬وك���ان ع���امل ل��غ��وي��ات م ��ت ��م��ي ��زاً‪.‬‬ ‫ك��ت��ب ن���ص���وص���اً وك���ت���ب���اً ن��ق��دي��ة ح����ول امل���ب���ادئ‬ ‫األخ�ل�اق���ي���ة‪ ،‬وال��ن��ف��ع��ي��ة‪ ،‬وال��ف��ل��س��ف��ة امل��ع��اص��رة‪،‬‬ ‫املادية‪ ،‬املثالية األملانية‪ ،‬الرومانسية األملانية‪،‬‬ ‫واحلداثة عُ موم اً بلغة أملانية بارعة‪ .‬يعد من بني‬ ‫الفالسفة األك��ث��ر شيوعا وت����داوال ب�ين ال��ق��راء‪.‬‬ ‫كث ريا م ��ا تفهم أعماله خطأ على أهن��ا حامل‬ ‫أساسي ألفكار الرومانسية الفلسفية والعدمية‬ ‫ومعاداة السامية وحىت النازية لكنه يرفض هذه‬ ‫املقوالت بشدة ويقول بأنه ضد هذه اإلجتاهات‬ ‫كلها‪ .‬يف جم��ال الفلسفة واألدب‪ ،‬يعد نيتشه‬ ‫يف أغلب األحيان إهلام للمدارس الوجودية وما‬ ‫بعد احلداثة‪ .‬روج الفكار توهم كثريون أهنا مع‬ ‫التيار الالعقالين والعدمية‪ ،‬استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية‪.‬‬ ‫رفض نيتشه األفالطونية واملسيحية امليتافيزيقيا بشكل عام‪ ،‬ودعا إىل تبين قيم جديدة بعيداً‬ ‫ع ��ن الكانتية واهليغيلية والفكر ال ��دي�ني والنهلستية‪ .‬سعى نيتشه إىل تبيان أخ ��ط ��ار القيم‬ ‫السائدة عرب الكشف عن آليات عملها عرب التأريخ‪ ،‬ك ��األخ�لاق السائدة‪ ،‬والضمري‪ .‬يعد‬ ‫نيتشه أول من درس األخ�لاق د راس��ة تأرخيية مفصلة‪ .‬ق��دم نيتشه ت ��ص ��وراً مهم اً عن تشكل‬ ‫الوعي والضمري‪ ،‬فضال عن إشكالية امل��وت‪ .‬ك ��ان نيتشه رافضا للتمييز العنصري ومعاداة‬ ‫السامية واألديان والسيما املسيحية لكنه رفض أيضا املساواة بشكلها االش رتاكي أو اللي ربايل‬ ‫بصورة عامة‪.‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫بروسيا‪ ،‬حيث كان والده مربي اً للعديد من أبناء األسرة امللكية وعاش حياة مدرسية عادية‬ ‫ومنضبطة‪ ،‬ومساه أصدقائه القسيس الصغري لقدرته على تالوة اإلجنيل بصوت مؤثر‪.‬‬ ‫تأثر يف شبابه بوحدة أملانيا وزعيمها بسمارك ورأى فيه كماالً للشخصية األملانية‪ .‬تويف والده‬ ‫وهو يف اخلامسة عشرة من عمره فعرف انقالب اً وجهه إىل التشاؤم واكتشف يف نفس الوقت‬ ‫الفيلسوف األملاين شوبنهاور وانغمس يف ق راءة أعماله‪ ،‬كما عشق املوسيقى الكالسيكية وقام‬ ‫مبحاوالت لتأليفها‪ .‬يف اجلامعة‪ ،‬درس نيتشه الفيلولوجيا وتعلم اللغات القدمية واهتم يف سنة‬ ‫التخرج باملسرح والفلسفة اإلغريقية القدمية حيث فضل الفالسفة الذريني على الذين ظهروا‬ ‫فيما بعد كسق راط وأرسطو وتأثر بالفلسفة األبيقورية بشكل خاص‪ .‬على الرغم من ضعف‬ ‫بصره وكونه األب��ن الوحيد ألم��ه األرم��ل��ة‪ ،‬إال أن��ه طُلب للخدمة العسكرية يف اجليش األمل ��اين‬ ‫املتصف بالص رامة وهناك وقع عن صهوة حصانه مما دفع بقائد فرقته أن يعفيه من اخلدمة بعد‬ ‫إصابته ولكن نيتشه ظل طول عمره متأث راً باحلياة العسكرية واألخالق اإلسبارطية اليت عرفها‬ ‫يف اجليش‪ .‬بدأ نيتشه كتاباته بكتاب مولد املأساة الذي يتحدث فيه عن األساطري اإلغريقية‬ ‫وارتباط احلضارة باملوسيقى حيث كان نيتشه قد تعرف على املوسيقار األملاين الشهري ريشارد‬ ‫فاغنر ورأى فيه جتسيداً للعبقرية وعاش معه فرتة رافقه فيها يف رحالته ولكن سرعان ما انقلب‬ ‫نيتشه ضده وكانت القطيعة بينهما هي الش رارة اليت أطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على‬ ‫القيم األوروبية إذ رأى يف املسيحية احنطاط اً وأن النمط األخالقي الصائب هو النمط االغريقي‬ ‫الذي كان ميجد القوة والفن ويستخف بالرقة والنعومة وطيبة القلب اليت رآها من صفات‬ ‫املسيحية‪.‬‬ ‫الم نيتشه اجلامعات واملعاهد األملانية على نبذها لشوبنهاور وغريه من الفالسفة مما حدى هبم‬ ‫إىل نبذه هو اآلخر حيث رأوا فيه عامل اً لغوي اً ال غري‪ ،‬وإن كان كتابه املأساة القى بعض املديح‬ ‫مث أصيب نيتشه مبرض شديد وش��ارف على امل��وت حيث أوص��ى أخته «أن ال تدعو قسيس اً‬ ‫ليقول الرتهات على قربي أري��د أن أم��وت وثني اً شريف اً»‪ ،‬ولكنه بعد ذلك شفي وذه��ب إىل‬ ‫جبال األلب ليتعاىف وهنالك كتب كتابه األشهر «هكذا تكلم زرادشت» الذي مزج شع راً‬ ‫قوي اً وحساس اً مع مبادئ فلسفية مبتكرة وواقعية ونداء إىل نظرة فلسفية جديدة حيث أعاد‬ ‫النظر باملبادئ األخالقية الفلسفية ومل تعد بعده الفلسفة األخالقية كما كانت‪.‬‬ ‫كتب نيتشه بعدها العديد من الكتب ولكنها كلها كانت تقريبا تعليقا على هذا الكتاب‬ ‫ال ��ذي كان يعتربه أجنيله الشخصي ولكنه واج ��ه صعوبات كبرية يف نشره ومل يلقى الكتاب‬ ‫ترحيب اً كب رياً يف أوساط اجلامعات األملانية املتمسكة باملثالية اهلغيلية‪.‬‬ ‫كانت عالقة نيتشه بأخته قوية وكان حيبها حب اً كب رياً لذا تأمل كث رياً عندما تزوجت برجل ال‬ ‫حيبه وسافرت لتقيم يف مستعمرة اش رتاكية يف أوروج��واي‪ ،‬كما أنه وقع يف احلب عدة م رات‬ ‫لكنه فشل بسبب عينيه احلادتني ونظ راته املخيفة ب رأي الفتيات لذا اتسمت حياته بالكآبة‬ ‫حىت هنايتها‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬ ‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫دخل نيتشه عامل الفلسفة عرب الفيلولوجيا كعامل لغوي وشاعر (وهي د راسة الكتب التارخيية‬ ‫يف إطارها التارخيي الصحيح من دون ترمجة) ومكنته د راسته اجلامعية من حتصيل ثقافة كونية‬ ‫شاملة‪ .‬ك��ان اهتمامه األويل ومهنته هي الكتب الفلسفية اليونانية القدمية‪ .‬وك��ان ال رافد‬ ‫األساسي لكل ما سيقدمه يف التفكري الفلسفي هو الفكر اإلغريقي القدمي الذي كان بالنسبة‬ ‫إليه مقياس األشياء والذي رأى من خالله احنطاط عصره‪ .‬لقد كان نيتشه أقرب إىل أن يكون‬ ‫أخالقي اً من أن يكون فيلسوف اً باملعىن املعروف يف عصره إذ نظر لألخالق وحبث فيها ومل ينظر‬ ‫للماهيات‪.‬‬ ‫يعد كتاب «هكذا تكلم زرادشت» أهم كتب نيتشه‪ .‬يبدأ الكتاب بقصة زرادشت « نسبة‬ ‫إىل النيب الفارسي القدمي « الذي نزل من حم رابه يف اجلبل بعد سنوات من التأمل ليدعو الناس‬ ‫إىل اإلنسان األعلى وهي الرؤية املستقبلية لإلنسان املنحدر من اإلنسان احل ��ايل وهي رؤية‬ ‫أخالقية وليست جسمانية حيث اإلنسان األعلى هو إنسان قوي التفكري واملبدأ واجلسم‪..‬‬ ‫أنسان حمارب‪ ،‬ذكي‪ ،‬واألهم شجاع وخماطر‪ .‬يلتقي زرادشت بعدها بعجوز يصلي ويدعو اهلل‬ ‫فيستغرب ويقول‪« :‬أيعقل أن هذا الرجل العجوز مل يعلم أن اهلل مات وأن مجيع األهلة ماتت»‪.‬‬ ‫يواجه زرادشت يف البداية صعوبة يف جذب الناس إىل دعوته حيث يتلهون عنه مب راقبة رجل‬ ‫يلعب على حبل عايل لكن الرجل يقع فيأخده زرادش��ت بني يديه وخياطبه أنه يفضله عن‬ ‫اجلميع وحيبه ألنه عاش حياته خبطر ورجولة‪.‬‬ ‫وهكذا يتابع زرادشت رحلته ودعوته ليعرب عن أفكار نيتشه اليت وإن كانت عنصرية بنظر‬ ‫البعض إال أهنا واقعية ومبدعة وكاشفة عن طبيعة النفس البشرية‪ .‬يعد نيتشه من أعمدة‬ ‫النزعة الفردية األوروبية حيث أعطى أمهيه كبرية للفرد واعترب أن اجملتمع موجود ليخدم وينتج‬ ‫أف راداً مميزين وأبطاالً وعباقرة‪ ،‬ولكنه ميز بني الشعوب ومل يعطها األحقية أو املقدرة نفسها‬ ‫حيث فضل الشعب األمل��اين على كل شعوب أوروب���ا واعترب أن الثقافة الفرنسية هي أرقى‬ ‫وأفضل الثقافات بينما يتمتع اإليطاليون باجلمال والعنف والروس باملقدرة واجلربوت وأحط‬ ‫الشعوب األوروبية ب رأيه هي اإلنكليز حيث أثارت الدميوق راطية اإلنكليزية واتساع احلريات‬ ‫الشخصية واالنفتاح األخالقي امشئ زازه واعتربها دالئل افتقار للبطولة‪.‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫سيرته الفلسفية‬

‫لقد مات اإلله وحنن الذين قتلناه‪.‬‬ ‫كل ما ال يقتلين‪ ,‬جيعلين أقوى‪.‬‬ ‫قد يكون أنفع إجنازاتنا‪ ،‬يف جمال املعرفة‪ ،‬عزوفنا عن االعتقاد خبلود النفس‪.‬‬ ‫آه‪ ،‬كم تكره نفسي أن تُرغم آخر على اعتقاد أفكاري !‬ ‫ال يهم املوجة أن تعرف كيف تحُ مل‪ ،‬وال إىل أين‪ .‬بل قد يكون من احلكمة أال تعرف‪.‬‬ ‫أين هي أعظم خماطرك؟ ‪ -‬إهنا يف الشفقة‪.‬‬ ‫تعترب الشروحات الغامضة(أو التصوفية) عميقة‪ .‬ولكن احلقيقة أهنا ليست سطحية حىت!‬ ‫املفكر‪ - .‬أن يكون مفك را‪ ،‬هو أن يكون قاد را على جعل األشياء ابسط مما هي عليه‪.‬‬ ‫جولة سريعة يف مصح عقلي تثبت أن اإلميان ال يثبت شيئ اً‪.‬‬ ‫الرسالة زيارة غري معلنة‪ ،‬وساعي الربيد هو رسول املفاجآت الفظة‪ ،‬عليك أن ختصص ساعة‬ ‫يف األسبوع فقط الستالم الرسائل‪ ،‬وتستحم بعد ذلك‪.‬‬ ‫زوج من العدسات القوية كفيلة بأن تشفي عاشق اً‪.‬‬ ‫تستطيع امل��رأة أن تكون تصنع صداقة جيدة مع الرجل‪ ،‬لكن عليها أن تدعم هذه العالقة‬ ‫ببعض البغض لتحافظ عليها‪.‬‬ ‫أشعر أن علي أن أغسل يدي كلما سلمت على إنسان متدين‪.‬‬ ‫النساء‪ ...‬يرفعن ما هو مرتفع أكثر وأكثر‪ ...‬ويزدن ما هو منخفض اخنفاض اً‪.‬‬ ‫كل املصداقية وكل الضمري وكل أدلة احلقيقة تأيت من احلواس فقط‪.‬‬ ‫احلياة جدل بني الذوق والتذوق‪.‬‬ ‫كل العلوم خاضعة ملهمة أن حتضر البيئة املناسبة ملهمة الفيلسوف‪ ،‬ليحل مشكلة القيم‪،‬‬ ‫ليحدد حقيقة ترتيب وتصنيف القيم البشرية‪.‬‬ ‫كل األشياء خاضعة للتأويل‪ ،‬وأيا كان التأويل فهو عمل القوة ال احلقيقة‪.‬‬ ‫كل األفكار العظيمة ميكن فهمها أثناء املشي‪.‬‬ ‫« كل احلقائق بسيطة»‪ ،‬أليست هذه كذبة مضاعفة؟‬ ‫عندما حتدق يف جهنم عميق اً‪ ،‬فإن جهنم حتدق يف عمقك‪.‬‬ ‫أكثر األكاذيب شيوعا هي األكاذيب اليت نوجهها ألنفسنا‪ ...‬أن تكذب على اآلخر فهذه‬ ‫حالة نادرة مقارنة بكذبنا على آنفسنا‪.‬‬ ‫نادرون أولئك الذين ال يتاجرون بأخطر اس رار أصدقائهم عندما يعجزون عن إجياد موضوع‬ ‫للمحادثة‪.‬‬ ‫هل يغريك أسلويب ولغيت؟‬‫ماذا‪.‬سوف تتبعين خطوة فخطوة؟‬ ‫كن وفيا لك وحدك‪ ،‬كن أنت‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫‪5‬‬

‫ع��اىن نيتشه يف هناية حياته م ��ن م��رض عقلي حيث دخ��ل املصح العقلي لكن أم��ه العجوز‬ ‫سارعت بإخ راجه ليعيش معها إىل أن تويف‪.‬‬ ‫يعد فريدريك نيتشه من أهم فالسفة أوروب��ا على اإلط�لاق حيث تغذي أفكاره العديد من‬ ‫التيارات الفكرية‪44.‬‬

‫بعض أقواله‬

‫‪6‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬ ‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫هكذا تكون قد تبعتين‪ -‬وديعا! وديعا!‬ ‫الناس الذين يثقون بنا ثقة تامة يعتقدون أهنم بذلك حيق هلم أن حيوزوا على ثقتنا هبم‪ .‬هذا‬‫تفكري غري سليم‪ .‬ألن اهلبات اليت نقدمها ال متنح أي حق‪.‬‬ ‫املتوحد يلتهم نفسه يف العزلة ويف احلشود تلتهمه أعداد ال متناهية‪.‬‬ ‫هناك شخص واحد مل يذق طعم الفشل يف حياته هو الرجل الذي يعيش بال هدف‬ ‫إين أشتاق إىل الكائنات البشرية وأحبث عنهم‪ ,‬ولكنين دائما أجد نفسي فقط‪ ,‬مع أنين مل‬ ‫أشتاق إىل نفسي‪ .‬مل يعد يأيت أحد إيل‪ ,‬ولقد ذهبت إليهم مجيعا ومل أجد أحدا‬ ‫وق��د ق��ال خماطبا أخ ��ت ��ه‪ :‬إمن��ا إذا م ��ا م ��ت ي ��ا أخ ��ت ��اه ال جتعلي أح��د القساوسة يتلو علي بعض‬ ‫الرتهات يف حلظة ال أستطيع فيها الدفاع عن نفسي‪( .‬ولكن مل تتحقق امنيته إذ تلى عليه‬ ‫القساوسة يف ساعة دفنه)‬ ‫مؤلفاته‬ ‫بالرتتيب التارخيي‬ ‫* من حيايت ‪1858‬‬ ‫* عن املوسيقا ‪1858‬‬ ‫* نابليون الثالث كرئيس ‪1862‬‬ ‫* القدر والتاريخ ‪1862‬‬ ‫* اإلرادة احلرة والقدر ‪1862‬‬ ‫* هل يستطيع احلسود ان يكون سعيدا حقا ‪1863‬‬ ‫* حيايت ‪1864‬‬ ‫* الفلسفة يف العصر املأساوي االغريقي‬ ‫* مولد ال رتاجيديا ‪1872‬‬ ‫* هو ذا اإلنسان ‪1878‬‬ ‫* املسافر وظله ‪1879‬‬ ‫* الفجر ‪1881‬‬ ‫* العلم املرح ‪1882‬‬ ‫* هكذا تكلم زارادشت ‪1885-1883‬‬ ‫* ما وراء اخلري والشر ‪1886‬‬ ‫* قضية فاغنر ‪1888‬‬ ‫* أفول األصنام ‪1888‬‬ ‫* عدو املسيح ‪1888‬‬ ‫* نيتشه مقابل فاغنر ‪1888‬‬ ‫* إرادة القوة (جمموعة مالحظات قدمتها أخته‪ ،‬ال تعرب بالضرورة عن رأي نيتشه) ‪1901‬‬ ‫* العلم اجلزل(أو املرح)‬

‫‪7‬‬

‫‪4‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬ ‫القصيمي‬

‫العقل من رأك‬

‫من كتاب ايها « العقل من رأك « سوف نقوم برحلة لعقل القصيمي من خالل بعض مقوالته‬ ‫ىف هذا الكتاب‬ ‫• ان الدعاء والصالة هلل اهتام له‪ .‬انك‪ ،‬اذا دعوت اهلل‪ ،‬فقد طلبت منه ان يكون أو اليكون‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫القصيمي‬

‫ولد القصيمي ببلدة صغرية مبنطقة القصيم بالسعودية‪ ،‬تركه والده وهو ىف ال رابعة من عمره ‪.‬‬ ‫نشأ ىف قريته ىف ظروف صعبة من الناحية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬رحل اىل الرياض بعد زواج‬ ‫والدته وترىب عند اخوات والدته ىف سن العاشرة ليكون طالب على على يد شيوخ الرياض‪.‬‬ ‫وكان يرى هؤالء الشيوخ مثاال للعلظة واجلفاف والقسوة‪.‬‬ ‫وحني التقى بوالده بعد ذلك مل جيد اال الغلظة والقسوة فقد كان ابوه متدينا متعصبا بال‬ ‫حدود‪.‬‬ ‫ك ��ان وال��ده ملتزم بالسلفية الوهابية وت��وىف عندما ك ��ان القصيمى ىف سن ال‪ . 22‬وش ��اءت‬ ‫الظروف ان يذهب اىل الزبري ىف الع راق‪ .‬ولكن بعد بضعة اشهر رحل اىل اهلند طالبا العلم ىف‬ ‫احدى املدارس الشهرية بأهل احلديث « املدرسة الرمحانية» وامضى هناك عامني يدرس اصول‬ ‫الشريعة والفقه واحلديث‪.‬‬ ‫عاد بعدها اىل الع راق عام ‪ 1926‬ومت قبوله ىف مدرسة الكاظمية ببغداد اال ان صديقه بن راشد‬ ‫مل يتم قبوله فتخلى القصيمي عن الكاظمية من اجل صديقه وذهبا مها االثنان اىل االزهر‬ ‫بالقاهرة‪ .‬أخذ القصيمي ينهل من الكتب وامل راجع املوجودة مبكتبة االزهر‪.‬‬ ‫فهذا االزه���رى السلفى ال��وه ��اىب باختصار ختلى عن كل ذل��ك ىف وق��ت ما ليقف ضد اآلهله‬ ‫واالديان‪.‬‬ ‫وىف العام ‪ 1954‬اضطر ان يرتك القاهرة مطرودا ذاهبا اىل بريوت وعاد اىل القاهرة عام ‪1965‬‬ ‫كتب كتابه «ايها العقل من رآك» ىف العام ‪ 1967‬والذى سوف نورد منه بعض مقوالته ىف‬ ‫هذا الكتاب‪.‬‬ ‫وىف التاسع من يناير ‪ 1996‬اسدل الستار على هذا الكاتب والفليسوف العظيم اثر اصابته‬ ‫بالتهاب حاد ىف الرئة‪.‬‬ ‫هذه هى باختصار قصة حياة ال رائع عبد اهلل القصيمي‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫القصيمي‬

‫انك تطلب منه حينئذ ان يغري سلوكه ومنطقه وانفعاالته‪ .‬انك‪ ،‬اذا صليت هلل‪ ،‬فقد رشوته‬ ‫لتؤثر ىف اخالقه ليفعل لك طبق هواك‪ .‬فاملؤمنون العابدون قوم يريدون ان يؤثروا ىف ذات‬ ‫اهلل‪ ،‬ان يصوغوا سلوكه‪.‬‬ ‫• لقد خلق اهلل االنسان لكى يعبده ويطيعه‪ .‬ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك انه‬ ‫لن يعبده ولن يطيعه‪ .‬فهل كانت رغبته ىف عبادة االنسان له غري ناضجة‪ ،‬أم كانت خطته‬ ‫لتحقيق رغبته غري كافية؟‬ ‫• الناس ال يتحدثون عن االشياء كما هى‪ ،‬بل كما يريدوهنا‪.‬‬ ‫• ان الفضيلة هى أن يتوافق االنساان مع الطبيعة – ال أن يتجنبها أو خيافها أو يعجز‬ ‫عنها أو حيرمها أو يعبدها‪ .‬الرذيلة ىف مجيع أساليبها‪ ،‬هى أن يصطدم االنسان بالطبيعة‪.‬‬ ‫• أه��ل االدي���ان ي��ري��دون حت��وي ��ل ال ��ت ��اري ��خ كله اىل مبكى بعد ان ح��ول��وه اىل معبد‪ .‬لقد‬ ‫ابتكروا خصاء ال��رج��ال ليفقدوهم ك ��ل طموح اىل احل��ري ��ة والتمرد واالس ��ت ��ق�لال واملقاومة‪،‬‬ ‫ليفقدوا حوافز اجملد والغضب للك رامة عند فقداهنم الرغبة اجلنسية‪.‬‬ ‫• ان صفات آهله االنسان موجودة ىف ذات االنسان‬ ‫• الضغفاء أقرب اىل اآلخالق ؟ألهنم أعجزعن عصياهنا‪ ،‬وهم ايضا أبعد عن األخالق‬ ‫ألهنم اعجزعن حتقيقها وحتصيلها‬ ‫• ان االنبياء مل يبعثوا اىل الناس وال��وح��ى مل ينزل عليهم ألهن��م افضل من الكائنات‬ ‫االخرى‪ ،‬بل ألهنم أج رأ وأقدر على االدعاء والكذب باسم الكائنات البعيدة الصامتة‪.‬‬ ‫• مل تكن اديان البشر وأفكارهم وآهلتهم تعب ريا عن خوفهم من الكون ومن حماولتهم‬ ‫لتفسريها والتناسق معه‪ ،‬بل لقد كان تعب ريا عن خوفهم من أنفسهم ومن حماوالهتم لتفسريها‬ ‫والتناسق معها‪.‬‬ ‫• ان اختالف الناس ىف اآلراء واملعقدات اليعىن اختالفهم ىف تفسريهم للكون‪ ،‬وامنا يعىن‬ ‫اختالفهم ىف تفسري انفسهم‪.‬‬ ‫• القوانني العلمية ليست س��وى قوانني كونية صيغت ىف كلمات – أى ان قوانني‬ ‫الكون ومنطقه قد حتولت اىل منطق انساىن‪.‬‬ ‫• ال ��ط ��اق ��ة النفسية ه��ى ال�تى تتحول اىل آهل��ه وش��ي��اط�ين‪ ،‬واىل معابد وم�ل�اه‪ ،‬واىل غناء‬ ‫وصلوات‪.‬‬ ‫• البطولة تصدر عن عقل متفوق آمن بأفكار متفوقة‪ ،‬وليس ىف الوجود كله قوة أقوى‬ ‫من قوة الفكرة العظيمة‪.‬‬ ‫• ليس الذى يصلى للشمس أو للوثن أو األحجار و احليوانات أعظم شركا من الذى‬ ‫يصلى فكره واعتقاده ونظامه ألحد املوتى البعيدين عنا جدا‬ ‫• أم راصنا وآالمنا النفسية حمتوم أن تتحول اىل قادة ودعاة وأنبياء‪.‬‬ ‫• األديان ال تنتصر اال ىف املعارك الىت تتجنبها‪ .‬فهى ال حتارب بالعقل وال حتارب العقل‪،‬‬

‫‪10‬‬


‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫القصيمي‬

‫القصيمي‬

‫‪11‬‬

‫أى ال تدخل مع العقل ىف معارك حرة – وهلذا ظلت منتصرة‪.‬‬ ‫• ان السماء‪ ،‬لو ارسلت لنا كل انبيائها ينهوننا عن االميان وحيرمون علينا كل عبادة‪،‬‬ ‫لعصينا كل االنبياء وبقينا نؤمن ونصلى ونتعبد‪ .‬فالعبادة استف راغ روحى‪ ،‬وعملية جنسية‬ ‫تؤديها الروح حلساهبا‪ ،‬الحلساب اآلهله‬ ‫• ان ال��ذى يصنع الشر‪ ،‬وهو عري حمتاج اليه ويستطيع ان اليفعله‪ ،‬شر جدا من الذى‬ ‫يفعله وخو حمتاج اليه وعاجز ان ال يفعله‬ ‫• كيف يعاقب االل��ه على فعل اشياء هو يفعلها – مع ان الناس يفعلوهنا بالشهوة‬ ‫والضرورة‪ ،‬وهو يفعلها بال شهوة وال ضرورة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫ديسمرب ‪2012 ,31‬‬ ‫اعتقلت الرشطة الكويتية بنباز‪ ،‬تم إيقافه من مكان عمله‬ ‫وزج به يف السجن‪.‬‬ ‫اتهم بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‬ ‫األدلة املقدمة ضده‪ ،‬مدونته‪:‬‬ ‫وثائق رسمية أسفله‬ ‫فرباير ‪2013, 7‬‬ ‫أدين بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‪ .‬حكم عليه بالسجن‬ ‫ملدة سنة واحدة يف السجن باإلضافة إىل العمل القرسي‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل غرامة مالية واإلبعاد من الكويت‪.‬‬ ‫نشاط بنباز قبل اعتقاله‬ ‫كتابة عىل مدونته‪http://www.benbaz.info :‬‬ ‫الكتابة عىل صفحته يف الفيسبوك‬ ‫كاتب مساهم يف مجلة ‪( IThink‬مجلة إلحادية شهرية‬ ‫باللغة العربية)‪http://i-think-magazine.blogspot. :‬‬

‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫عبد العزيز محمد الباز‪ ،‬املعروف أيضا بإسم بنباز‪ ،‬ولد‬ ‫ألبوين مرصيني سنة ‪ 1985‬يف الكويت‬ ‫حاصل عىل درجة البكالوريوس يف التجارة شعبة اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬وعمل محاسبا لرشكة محلية يف الكويت تسمى‬ ‫مرايا الخليج حتى ألقي القبض عليه‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫?‬

‫نحن بحاجة ملساعدتكم‬ ‫للضغط عىل الحكومة‬ ‫الكويتية إلطالق رساح «بن‬ ‫باز»‬

‫نبضات بن باز‬ ‫‪com/، https://www.facebook.com/I.Think.‬‬ ‫‪Magazine‬‬ ‫مساهم عىل االنرتنت باإذاعة امللحدين العرب‬

‫نحن بحاجة ملساعدتكم للضغط عىل الحكومة الكويتية‬ ‫إلطالق رساح بنباز‬ ‫وقعو عىل العريضة‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫‪BenBazPetition‬‬ ‫انضامم مجموعة ‪ FreeBenBaz‬يف الفيسبوك‪https:// :‬‬ ‫‪/www.facebook.com/groups/FreeBenBaz‬‬ ‫تابع صفحة يف الفيسبوك املجتمع ‪FreeBenBaz: https://‬‬ ‫‪www.facebook.com/Freebenbazpage‬‬ ‫عىل التويرت ‪hastag: # FreeBenBaz‬‬ ‫إذا كنت تستطيع تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة‬ ‫الكويتية أو القنصلية يف مدينتك إتصل بناو سوف نساعدك‪.‬‬ ‫لالنضامم إىل ‪ FreeBenBazProtest‬الصفحة يف الفيسبوك‪:‬‬ ‫‪http://tinyurl.com/BenBazProtest‬‬ ‫يرجى مساعدتنا بالفيديو والكتابة يف مدوناتكم الخاصة‬ ‫وعىل الفسبوك والتويرت‪ ،‬وكتابة املقاالت‪،‬و اإلتصال بوسائل‬ ‫اإلعالم‬ ‫لدينا رشيط فيديو عىل موقع يوتيوب يرجى مشاهدة و‬ ‫البت عىل الفايسبوك و التويرت ‪:‬‬ ‫‪v://youtu.be/2B_n7wo4Ji4‬‬ ‫شكرا لكم!‬

‫مدونة محمد عبد العزيز‬ ‫‪www.benbaz.info‬‬ ‫صفحة الفيسبوك‬ ‫‪www.tinyurl.com/Benbazfacebook‬‬

‫لتوقيع العريضة‬ ‫‪www.tinyurl.com/BenBazPetition‬‬

‫‪14‬‬


‫ال سعادة بال سذاجة‪.‬‬ ‫تلك النظرة الشمولية للكون‪ ،‬ما هي اّإل عقار مينحك شعوراً زائف اً بأن كل شيء على ما ي رام‪،‬‬ ‫بينما تبقى األمور العالقة يف حياتك كما هي‪.‬‬ ‫إهنا السوط الذي جتلد به نفسك وأنت تضحك حتت تأثري السموم العقلية‪.‬‬ ‫«ابتسم‪ ،‬فكل شيء على ما ي رام‪ ...‬ال زالت الشمس تشرق كل يوم وال زالت العصافري تطري يف‬ ‫السماء!»‬ ‫لو أن البساطة والتفكري الساذج يباع يف زجاجات‪ ،‬ل رمبا ف ّك رت يف ش رائه ولعشت يف سعادة أبدية‪.‬‬ ‫ابتهال حممود‬

‫‪15‬‬

‫‪16‬‬


‫يف نقد املعجزات‬

‫بعض االفكار حتتاج لشدة تعقيد منطقها املركب إىل التوسع و تفسري املفسر و توضيح ال واضح‪،‬‬ ‫فليس باإلمكان عرضها بشكل خمتصر و سريع و هو ما يفقده هذا املوضوع الذي يعرض أسئلة‬ ‫اكثر مما جيب‪.‬‬ ‫لذلك وجب التنويه!!‬ ‫***‬ ‫مقدمة‬ ‫ال خيص املوضوع دين معني‪ ،‬فاالديان الثالثة مبا اهدت البشرية من فكر نيّ ـر تستحق ان نفرغ‬ ‫هلا أنفسنا لنعرب هلا عن مدى امتناننا لوجودها يف حياتنا ملا حققته للبشرية من فضالت ( مجع‬ ‫معروف )‪ ،‬فلم يعرف التاريخ فكر حقق كم من الك وارث كما حققته االديان بسهولة و يسر‪،‬‬ ‫بفضل بعض االف راد كان وا مييلون اىل الع زلة و االنط وائية و إحياء الليل على وجه اخلصوص‪ ،‬النين‬ ‫ال اظن بأن مبدع هذا الفن انسان طبيعي اوال‪ ،‬وال اعتقد بأن ما سطرت أنامله من فكر و اخبار و‬ ‫قصص قد رأت ضوء الشمس ثانيا‪ ،‬فالبد ان تكون قد ألفت يف ليل س واده مدهلم متاما كما هي‬ ‫االفكار اليت حتتويها‪.‬‬ ‫وهنا نقطة تستحق التوقف عندها و هي أن الدين (أي دي��ن) ال��ذي يفرتض إله يدعو لعبادته‬ ‫تفرض عليه احلبكة االدبية و الدراماتيكية ان يتحدث بلغة رمسية واحدة رغم اختالف زمان و‬ ‫مكان تأليفها‪ ،‬هي لغة الدم العالمة املميزة ملسرية الفرسان الثالثة‪ ،‬هذه النقطة تبدو مفهومة جدا‬ ‫يف سياقها التارخيي مع فكر ايدولوجي يريد أن يفرض نفسه كمحرك اساسي لل واقع‪ ،‬و مهمينا‬ ‫لتشكيل هذا ال واقع بكل مكوناته بناء على هذه االفكار‪ ،‬و لكنه يصبح مزعج و مثري للغثيان عند‬ ‫نسبه اىل قوة اعلى تقدمه و تروجه تلك احلبكة على انه اخلري املطلق و الرمحة ال واسعة!!‬

‫‪17‬‬

‫من الناحية املوضوعية حاولت جاهدا أال استخدم كلمات تسيء اىل نفسها (مثل كلمة غباء و‬ ‫مشتقاهتا)‪ ،‬إال أنه من اجليد استخدام الكلمة يف مكاهنا الصحيح‪ ،‬و أعتقد بأن الغباء لو منح إرادة‬ ‫فلن يكون مبقدوره ان يصل اىل مستوى سذاجة و سطحية القصص اليت تنقلها لنا الكتب املقدسة‬ ‫«أعمال اهلل الكاملة»‪ ،‬اليت تتمحور مجيع تلك القصص حول فلك واحد ال خترج عنه الظاهر بأنه‬ ‫مهم بالنسبة هلذا االله‪ ،‬يطلبها من االنسان بكرم قل نظريه تتلخص بعبادته و اعمار االرض (إن‬

‫بخصوص المعجزات‪..‬‬

‫لكي يكون الغباء على مستوى واحد مع «احسن القصص» جيب عليه ان ينحدر اىل مستوى‬ ‫املعج زات‪ ،‬اىل اقصى حد كتلك القصة ال�تي حدثت يف غابر الزمان و ال�تي تعترب والدة ثانية‬ ‫للكائنات احلية‪ ،‬حىت ان بطلها له اسم حركي (آدم الثاين)‪ ،‬و هو اول قبطان يف العامل باملناسبة‪،‬‬ ‫اجهد نفسه ببناء سفينة ملهمة انقاذ و اجالء انسانية‪ ،‬و أبقى نفسه مستعدا بانتظار ساعة‬ ‫الصفر اليت اختريت بعناية فائقة تدل على دهاء هذا االله و «حكمته»‪ ،‬و رغم مشاغل اهلل يف‬ ‫اختيار حلظة االنتقام و خططه لتدمري االرض و من عليها مل يفته أن يذ ّك ـر قبطانه أن ينتشل‬ ‫معه من كل الكائنات زوجني اثنني لضمان استم رار احلياة املتمثلة بعملية بيولوجية تسمى‬ ‫التكاثرمع امهال و تغاضي غريب لعملية بيولوجية اخرى ال تقل امهية عن العملية السابقة!!‬ ‫و هنا الفكرة ال رئيسية‪ ،‬فإذا ما سلمنا أم رنا بصحة تلك الرواية‪ ،‬إال أن تتابع االحداث فيها ال‬ ‫يساعد على جتاهل مسألة مهمة جدا يتناسى أمرهاوكأنه امر ثانوي يعاب إثارته او انه سطحي‬ ‫مبا فيه الكفاية لتجاهله مقارنة مع ضخامة العملية ككل!! هو موضوع إطعام تلك اجلموع‬ ‫الغفرية‪.‬‬ ‫ف ��إذا متت عملية االخ�لاء للكائنات احلية بنجاح‪ ،‬فاحلياة نفسها سوف تنقرض مع حلظة رفع‬ ‫اشرعة السفينة لتسري يف عباب البحر مع وجود هذا الكم اهلائل من الكائنات اليت خلقها اهلل و‬ ‫سلطها على بعضها البعض و جعل التنافس فيما بينها غريزة اساسية لالستم رار! حيث انه من‬ ‫ال واضح بأن اهلل مهتم جدا المر الكائنات احلية و استم رارها و اال ملا كلف نفسه عناء إنقاذها!!‬ ‫هذا و منعا لالكثار من التناقضات يف هذه القصة لن نسأل عن اعداد الكائنات احلية اليت محلت‬ ‫يف تلك السفينة!!‬ ‫و حيث انين شخصيا ال اتوقع من االسد ان يرى فريسته وال ينقض عليها‪ ،‬وال انتظر من الذئب‬ ‫ان تدب فيه الرمحة امام تنوع وجبات الغذاء املوجودة يف قائمة الطعام امل رافقة له‪ ،‬اقرتح خمرجا‬ ‫لنجاح تلك العملية من بني التناقضات الهنا بالفعل جنحت من وجهة النظر الدينية‪ ،‬و الصيغة‬ ‫الوحيدة لنجاحها هي بأن اهلل قام مبعجزة اخرى اكرب ع طّ ـل من خالهلا أسباب احتياج تلك‬ ‫الكائنات للغذاء والطاقة إىل أن تنجح عملية االنقاذ و ترسو السفينة على اليابسة‪ ،‬و تبدأ احلياة‬ ‫من جديد لتتكاثر هذه احلي وانات و تصل اىل عدد معني و نسبة حددها اهلل بدقة ليعيد من جديد‬ ‫تفعيل غريزة االف رتاس الرحيمة و التنافس النبيل بني الكائنات احلية ليضمن عودة الت وازن البيئي‬ ‫اىل الطبيعة‪ ،‬و ايضا من جديد!!‬

‫يف نقد املعجزات‬

‫يف نقد املعجزات‬

‫مسحت له الظروف اليت هو من وضعها)!!‬ ‫مهمتان متناقضان يستحيل حتقيق احدامها بوجود االخر!! و اظن بأنه رغم تناقض هذان الطلبان‬ ‫على املستوى االهلي اال انه منطقي جدا امام املستوى البشري الالهث دائما للسلطة و السيطرة‪!!.‬‬

‫‪18‬‬


‫يف نقد املعجزات‬

‫حسنا هل هناك اغىب من هذه الطريقة لالنتقام من الكافرين ؟؟ فالقصة مثرية للسخرية لدرجة‬ ‫أنك قد تظن من شدة تعقيدها بأن الكافرون هم من حمُِ ل وا مع نوح يف السفينة وليس املؤمنون!!‬ ‫و املشقة اليت ناهلا املؤمنون يف سبيل إبادة الكافر جتعلك تشفق عليهم و حتسد الكافر على حظه‬ ‫السعيد يف ابادته؟؟ حيث اهنم مقابل االميان باهلل اصابتهم مجيع ان واع املصائب من دمار و مشقة‬ ‫و غ ربة و دوار حبر‪ ،‬فلم تنته متابعهم حىت حلظة رسو السفينة بشكل متقن و حكيم على انسب‬ ‫ميناء ممكن ان خيتاره كابنت «حكيم»‪ ،‬ذلك الرسو العجيب املتقن على قمة جبل و ال ��ذي مل‬ ‫يكتشفه احد ليكون احد املعج زات العلمية لالديان الثالثة معا‪ ،‬اال ان ما لقووه املؤمنون من مشقة‬ ‫هتون امام كسبهم فريضة احلج بطوفاهنم حول الكعبة !!‬

‫‪19‬‬

‫مث أمل يعلم هذا االل��ه و هو من يكره املبذرون بأن هناك طرق أوف��ر يف التعامل مع ه��ؤالء الذين‬ ‫ضاق هبم ذرعا؟؟ أليس من االسهل ان يقوم بإفنائهم و اراحة نفسه من هذه السلسلة املتتالية من‬ ‫املعج زات و اليت كل معجزة منها حتتاج اىل معجزة تدعمها لتحقيق حلمه البنيوي على االرض‬ ‫الذي قام اآلن بتدمريه؟؟‬ ‫و إن كان هذا االله مييل بطبعه اىل اهلدوء و الطمأنينة ملاذا يكلف نفسه خبلق يزعجه وجودهم و‬ ‫من مث يتكبد عناء إبادهتم؟؟ بل اكثر من ذلك ‪« ،‬ماذا أراد اهلل هبذا مثال»؟ أي ما هو الشيء الذي‬ ‫اراد اهلل اثباته هبذه املعجزة ؟؟ حيث انه «مخسة عشر رجال مات وا من اجل صندوق» على اثبات‬ ‫ال شيء!! الن قدرته كانت ستثبت ايضا لو استخدم اسلوبا اقل كلفة‪ ،‬ويف كال احلالتني ستصلنا‬ ‫أخبار قدرته كرواية تتناقل عرب االجيال الميكن اثباهتا ناهيك عن امكانية دحضها! فما هي‬ ‫الرسالة املهمة اليت اراد االله ان خياطب هبا اهل االرض من وراء تلك «املعجزة» و مل نستطع حننا‬ ‫بعقولنا احملدودة ان نفهمها؟؟‬ ‫مث هناك امر آخر مبنتهى االمهية ال يُذكر ابدا و كأنه ال ميت لالديان بصلة ومل حيدث ابدا‪ ،‬رغم انه‬ ‫الصيغة ال رئيسية و االولية ومسبب مجيع تلك الروايات اليت بنت الكتب املقدسة مجيع ش رائعها‬

‫و هنا تبدأ االمور تتضارب فعال و أسألة تبدأ وال تنتهي‪ ،‬فال تستطيع معرفة رغبة هذا االله مباذا‬ ‫تتمثل على وجه التحديد ؟؟ هل يريد أن يعبد و ترفع إليه الصل وات و االدعية؟؟ هل يريد ان‬ ‫خيترب تأثري االرادة على البشر و نتائج استخدامهم هلا؟؟ هل لديه مشروع إعماري مـا ال يتحقق‬ ‫اال بنوعية معينة من البشر ؟؟ هل يريد حتقيق النصر يف املبارزة بينه و بني الشيطان ؟؟‬ ‫مهما كانت االجابة على تلك االسألة‪ ،‬إال أن معجزة كاملعجزة السابقة سوف تناقض مجيع‬ ‫االجابات احملتملة!! حاول و اجب عن احد االسألة السابقة و قارهنا باملعجزة‪ ،‬لن ترى سوى‬ ‫التناقض و ذلك بسبب أن مؤلفو سرية اهلل ختيل وا كائن مطلق القدرة ال يقف يف وجهه شيء من‬ ‫الصعوبات اليت ت واجههم يف حياهتم اليومية‪ ،‬فقام وا بروئيتهم البدائية للقدرة املطلقة باملبالغة‬ ‫بكم املعج زات اليت قام هبا اهلل لرتسيخ هذا املعىن بالذات (القدرة املطلقة)‪ ،‬و ما كان وا يريدون‬ ‫حتقيقه لالله منعوه عنه مببالغتهم هذه و عندما فاهتم ان ي ربط وا سبب املعجزة بالنتيجة ‪..‬‬ ‫لتفع ل مفهوم‬ ‫حيث كانت النتائج دائما مغايرة للسبب اليت اتت من اجله املعجزة‪ ،‬ومل تكن ّ‬ ‫وجود اهلل يف اذهان االمم اليت تصفها الكتب املقدسة بأهنا كافرة‪ ،‬و على ذلك تتالت املعج زات‬ ‫و مل تبق سوى معجزة واحدة مل يستخدمها اهلل و هي الرتجي لالميان به‪.‬‬ ‫ و لكن ملاذا يعج التاريخ بعرب و م واعظ و معج زات باجلملة مل تستطع ان تقنع الكفار بالعدول‬‫«املتعم ـد» على اهلل ؟؟‬ ‫عن ت واطئهم‬ ‫ّ‬ ‫الهنم يف حقيقة االمر مل يروا فيما يسمى معجزة شيء يضطرهم أن خيروا هلا سجدا!! فجميع‬ ‫اج زائها مركبة بطريقة توحي بأهنا طبيعية جدا‪ .‬هل هناك اكثر من معجزة خروج ناقة من الصخر‬ ‫جيب ان تصيب مجيع من شاهدها بداء االميان‪ ،‬إال ان ما حدث للناقة شيء يدعو للحزن‪ ،‬فالناقة‬ ‫اليت خرجت من مادة صلبة كانت متلك نفس اخلصائص البيولوجية ألي ناقة اخرى‪ ،‬حيث اهنم‬ ‫لشدة االميان هبا كمعجزة‪ ...‬نعم عقروها !!‬ ‫و تاريخ املعج زات يشهد على ذلك و يؤيد هذا الطرح فال ربط بني سبب حدوث املعجزة و بني‬

‫يف نقد املعجزات‬

‫هنا تنتهي القصة ليرتك لنا املؤلف حرية التخيل بعد ان قطع علينا متعة التعرف على االحداث‬ ‫اليت ادت الستم رار احلياة بعد ان وطأت اليابسة‪ ،‬فاالسلوب القصصي الديين يتبع تقنية الفيديو‬ ‫كليب‪ ،‬فهو يعطي اللقطات املثرية فقط من احلادثة لكي تدرك اهلدف املطلوب ادراك��ه‪ ،‬بينما‬ ‫خالل االربعني يوم احبار الشيء مثري يذكره لك املؤلف لضئالة االوراق و احلرب‪.‬‬ ‫و لكن احلياة وفق هذا املخطط من املستحيل أن تكون كللت بالنجاح بدون تدخل اهلي مستمر‬ ‫على مدار الساعة‪ ،‬فاهلل مل يعطل فقط احلاجة اىل الغذاء بل عطل ايضا املوت!! و ليس هذا فقط بل‬ ‫انه عطل املوت و عطل اسباب االحتياج اىل الغذاء و اطلق عملية التكاثر بنفس الوقت مبت واليات‬ ‫هندسية حىت تعود النسب الصحيحة كما كانت سابقا و قرر افنائها مع حق االحتفاظ بزوجني‬ ‫اثنني!‬

‫عليها!!‬ ‫فعمليات االب ��ادة اليت يلحقها اهلل بالكافرين خترق شرط احليادية و العدل يف املنافسة على بين‬ ‫البشر اليت ذكرت يف مذكرة التفاهم بني اهلل والشيطان يف قصة اخللق!!‬ ‫فالشيطان مارس ق واعد اللعبة كما مت االتفاق عليها عند توقيع العقد متاما و هبذا قام اهلل بتدمري‬ ‫انتصار خصمه و جناحه يف اغ واء البشر‪ ،‬ليحقق انتصار عن طريق االحتيال!! وهذا يذكرين مببدأ‬ ‫معروف ملن يلعب الورق يسمى «لعبين و رحبين»‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫يف نقد املعجزات‬

‫يف احلقيقة ليس غريبا بأهنم صلبووه!!‬

‫بل إن اضافة القرآن هلذه القصة اتت لتزيد الطينة بلة‪ ،‬فالطفل الذي و لد للتو تكلم يف املهد‬ ‫ليدافع عن شرف والدته‪ ،‬و ب ينّ هلم (باملشرحمي) بأنه نيب!! و النتيجة كانت حامسة االن‪ ،‬فاهلل‬ ‫اصبح على قناعة تامة بأنه ال شيء ينفع مع هؤالء الكفار‪ ،‬لذلك قرر قبل اعت زاله الفن أال يكلف‬ ‫نفسه و يستهلك من طاقته فاالحداث باتت متوقعة «وما منعنا أن نرسل بااليات إال أن كذب هبا‬ ‫االولون»‪ ،‬لن يؤمن وا به ولو بالطبل البلدي ‪.‬‬ ‫إشكالية املعج زات‪...‬‬ ‫ ولكن رغم ذلك اال ان تلك املعج زات من ال واضح اهنا اعطت مثارها‪ ،‬فاالديان الثالثة اليت حدثتنا‬‫عن معج زاهتا جنحت يف الوصول و االستم رار ؟؟‬ ‫نعم‪ ..‬و هذا استفسار منطقي‪ ،‬و لكن يوجد يف املقابل استفسار منطقي آخر‪ ،‬هل وصلت تلك‬ ‫االديان حبيث تستطيع ان تثبت وجود االله و صحة رساالته‪.‬‬ ‫منطقيا يستحيل أن يوجد ه ��ذا االل��ه مع هكذا رس��االت ال�تي نسبت له تلك القصص و تلك‬ ‫االفعال‪ ،‬النه إن كان حسب املنطق الديين أن يقوم اهلل مبعج زات لتأييد دينه و اثبات قدرته املطلقة‪،‬‬ ‫فالعكس يكون صحيح متاما لتثبت له هذه القدرة! فمطلق القدرة ال حيتاج اىل معج زات تساعده‬ ‫على اثبات قدرته!!‬

‫‪21‬‬

‫مبعىن‪ ،‬إن املعجزة هي أال يكون هناك توجيه من قبل اله مطلق القدرة و اال النتفت عنه هذه‬ ‫القدرة متمثلة بالعلم املسبق!! فلو كان علمه مسبق ملا لزم االمر اىل معجزة‪ ،‬ناهيك عن تدخل‬ ‫سريع و معج زات متتالية تدعم احداها االخرى تأيت لسد الثغ رات!!‬ ‫ و لكن وفق هذا التحليل من املمكن طرح استفسار آخر عن كيفية التعرف اىل اهلل بدون‬‫معج زات تدل عليه ؟؟ فتفاعل أحداث الزمن وحدها ليست كافية لتدل على وجوده؟؟‬ ‫و هذا ايضا سؤوال مشروع و منطقي جدا‪ ،‬فإذا ما استخدمنا املنطق الديين جمددا‪ ،‬تكون معرفة‬ ‫اهلل م رتبطة فعليا باملعجزة‪ ،‬ولكن مجيع املعج زات مل تكن حتقق النتيجة املرجوة منها بإظهار إله‬ ‫مطلق‪ ،‬بل الصورة كانت العكس متاما‪ ،‬فظهوره املبطن حيتاج اىل من يفسر معج زاته و هذا ما‬ ‫قامت به االديان خبلق مفهوم االميان الغييب لرتقع املنطق االديب الذي صورت به االله!!‬ ‫يعرف عن نفسه و لكن بدون ان يظهر بشكل مباشر‬ ‫و هذا املنطق يصيب بدوار‪ ،‬فاهلل يريد ان ّ‬ ‫حىت ال ينتفى مفهوم االميان الغييب‪ ،‬فريسل رسل تعرف عنه و معجزة تدل عليه ؟؟ و لكن هذه‬ ‫املعجزة سوف تكون اثبات لشخصية االله‪ ،‬فظهوره من عدمه س واء و بذلك يبطل مفهوم االميان‬ ‫الغييب الذي يفضله اهلل!! و هنا نقع يف حلقة مفرغة من االسئلة اجلدلية!!‬ ‫هل يريد االله ان نؤمن بوجوده؟ نعم‪ ،‬فلماذا ال يظهر لنا يعرفنا عن نفسه ؟؟ النه يريد ان تؤمن‬ ‫به «اميان غييب»‪ ،‬ملاذا اذن يرسل رسل و يؤيدهم مبعج زات تدل عليه؟ حىت تؤمن بوجوده‪ ،‬فلماذا‬ ‫ال يظهر لنا يعرفنا عن نفسه ؟؟ إىل ماال هناية‪...‬‬ ‫يف النهاية هذا الطرح حماولة نقدية انتقائية للمنطق املعتمد يف ادبيات الكتب املقدسة ليس دعوة‬ ‫العادة التفكري يف صحة االديان‪ ،‬بل العادة التفكري يف وجود اله بالشكل الذي تريده االديان ان‬ ‫يكون‪ ،‬منيع على الفهم صعب املنال ال ميكن ادراك��ه‪ ،‬فليساحمنا ان مل نقبل له تلك الصورة‬ ‫املشوهة اليت رمستها له تلك الرساالت اليت من شدة معرفتها به اطلعت على اس رار له من املفروض‬ ‫أال يعرفها إال زوجاته!!‬

‫يف نقد املعجزات‬

‫النتائج املرجوة منها‪.‬‬ ‫فإذا كان هناك داعي قوي إضطر بسببه اهلل ان يرسل وحيده و فلذة كبده إىل االرض خبرق ق وانني‬ ‫ال حصر هلا‪ ،‬اال ان النتيجة تدهشك!!‬ ‫فاهلل ارسل وحيده بنفس اخلط وات الذي يأيت هبا أي طفل آخر‪ ،‬بنفس فرتة الوضع الطبيعية ألي‬ ‫والدة اخرى ( يقال بأن احملروس ابن ستة)‪ ،‬و بنفس احتياج الطفل لالهتمام و الرعاية‪.‬‬ ‫الغريب يف االمر بأن الكفار رؤوا يف هذه احلادثة بأهنا عملية زىن (يا لطيف!!) لعدم توفر الطرف‬ ‫االخر للعملية حاليا؟؟‬ ‫كيف حدث هذا!! (الكتب املقدسة تتعجب)‪ ،‬و هم (الكفار) مل يروا اهلل ينـزل من عليائه لينفخ‬ ‫روحه يف اطهر نساء االرض‪ ،‬و مل يروا يف الطفل املعجزة اي عالمات (بالهة مثال) تدل على هذه‬ ‫املعجزة ؟؟ و ليس هذا فقط بل عليهم ان ينتظروا ثالثني عاما لتكشف هلم احلقيقة بأن هذا‬ ‫الطفل الذي اعتقد سابقا ظلما و عدوانا بأن ال أب له‪ ،‬هو من نسل اهلل و لديه رسالة منه فريجى‬ ‫االستماع اليه و اتباعه مع ترقيته ليصبح ملكا عليهم‪ ،‬فقط ال غري!‬

‫فاملعجزة اليت تثبت القدرة املطلقة‪ ،‬هي ت رتيب حدث من اهلل بدون توجيهه هلذا احلدث لكي‬ ‫حي��دث‪ ،‬و امن��ا ح��دث عن طريق تفاعل اح���داث الزمن و ال ��ظ��روف ال�تي ولّ��ـ��دت ذل��ك احل��دث!!‬ ‫(واضحة وبسيطة و مفهومة)‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫حسب الباحثني يف علم االساطري ( امليثولوجيا ) ومنهم سيد حممود القمين نق الً عن املالحم‬ ‫السومرية و البابلية‪ ..‬يقول عن اصل اسطورة الضلع االعوج الذي خلقت منه حواء‪ ..‬باهنا‬ ‫جاءت من أساطري دملون القدمية البحرين حاليا‪ ..‬و حتكي األسطورة مبا خيص هذا االمر‪ ..‬ان‬ ‫اآلهلة األم الكربى ( ماما ممهور ساج ) اجنبت اإلله ( جي ) ‪ ..‬وهو اول سكان االرض اختلط‬ ‫فيه اجلنس البشري مع الوهية االم‪ ..‬وقد حرمت اآلهلة االم على ابنها ان يأكل مثرة الشجرة‬ ‫احملرمة‪ ..‬اال انه طغى و استكرب و خالف امرها وأكل من الشجرة احملرمة فأصابه مرض شديد‬ ‫يف احدى أضالعه!!! ومن هنا اسرعت االم اآلهلة و خلقت له انثى مهمتها عالج ضلع إبنها‬ ‫املعوج وكان امسها ( آن يت ) ‪ ..‬ومن هذا االسم جاء مسمى أنثى‪ ..‬إذاً االصل يف االسطورة‬ ‫التوراتية وهي سومرية دملونية اجلذور ‪ ،‬االصل ان الذكر هو من اكل الثمرة احملرمة و ليست‬ ‫االنثى ( ح��واء ) من قامت ب ��اغ��واءه على ذل��ك‪ ..‬و مل تكن ضلع اً أعوج اً من ضلوع الذكر‬ ‫‪ ،‬امن��ا هي من قامت بعالج الضلع …ولكن مع سيطرة الذكر يف ما بعد و انتهاء زم ��ن و‬ ‫العهد االمومي‪ ..‬نقلت لنا الكتب الدينية ابتداءاً من التوراة بأن امل رأة ليست اال ضلع اعوج‬ ‫من ضلوع آدم‪ !!! ..‬وه��ذا ي ��أيت من ضمن التحوالت الرهيبة ال�تي ط��رأت على احل ��ض ��ارات و‬ ‫اجملتمعات بسيطرة العقلية الذكورية و باخلصوص ثقافة ( القحط ) على ثقافة ( العدن ) اي‬ ‫االستق رار… و اآلباء االسطوريني عدنان و قحطان ‪ ،‬يبدوا اهنم ليسوا اال تعب رياً عن الص راع‬ ‫القدمي بني القحط و العدن ‪ ،‬اي بني الفالح املستقر و بني البدوي الغري مستقر ‪..‬‬ ‫حممد مسيح ‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫‪26‬‬ ‫‪24‬‬


‫وعيك هو وعي البشر َّية‬

‫ج‪ .‬كريشنامورتي‬

‫األزمة ليست اقتصادية – احلرب‪ ،‬القنبلة‪ ،‬رجال‬ ‫السياسة‪ ،‬العلماء –‪ ،‬األزمة فينا‪ ،‬األزمة يف وعينا‪.‬‬ ‫فهما عمي ًقا جدًّا طبيعة ذاك الوعي‪،‬‬ ‫فإىل أن نفهم ً‬ ‫ِّ‬ ‫فنشكك ونغوص عمي ًقا فيه ونكتشف بأنفسنا‬ ‫إ ْن ك��ان باملستطاع إح���داث ط��ف��رة كلِّية يف ذاك‬ ‫الوعي‪ ،‬سيواصل العامل اختالق املزيد من البؤس‪،‬‬ ‫املزيد من البلبلة‪ ،‬املزيد من الرعب‪ .‬ومنه‪ ،‬ليست‬ ‫نوعا ما من العمل الغريي‪ ،‬السياسي‬ ‫مسؤوليتنا ً‬ ‫أو االقتصادي‪ ،‬بل اإلحاطة بطبيعة كياننا‪ :‬ملاذا‬ ‫صرنا هكذا‪ ،‬حنن البشر الذين مافتئنا نعيش على‬ ‫هذه األرض اجلميلة البديعة‪.‬‬ ‫ف������إذا ك��ن��ت��م م���س���ت���ع ِّ���دي���ن‪ ،‬إذا ك���ان���ت امل��س��ؤول��ي��ة‬ ‫معا‪ ،‬طبيعة وعينا‪،‬‬ ‫مسؤوليتكم‪ ،‬بوسعنا أن ندرك‪ً ،‬‬ ‫طبيعة كياننا‪ .‬هذه ليست حماضرة‪ ،‬لكننا حناول‬ ‫معا‪ ،‬غري منفصلني – أن نرصد‬ ‫– أنتم واملتكلِّم ً‬ ‫حركة هذا الوعي وعالقته بالعامل‪ ،‬سواء كان ذاك‬ ‫الوعي فرديًّا‪ ،‬منفصالً‪ ،‬أو كان ذاك الوعي وعي‬ ‫النوع البشري بأسره‪ .‬منذ الطفولة‪ ،‬نُربىَّ على أن‬ ‫ن��ك��ون أف����ر ًادا‪ ،‬ذوي ن��ف��وس منفصلة – إذا اتفق‬ ‫لكم أن تؤمنوا مبثل هذا النوع من األفكار‪ .‬لقد‬ ‫طت على التفكري كفرد‪َّ .‬‬ ‫فألن‬ ‫يت‪ ،‬أُش ِر َّ‬ ‫بت‪ُ ،‬ربِّ َ‬ ‫ُد ِّر َ‬ ‫لنا أمساء منفصلة‪ ،‬هيئات منفصلة – سمُْر‪ُ ،‬ش ْقر‪،‬‬ ‫ط��وال‪ ،‬قِصار‪ ،‬بيض‪ ،‬سود‪ ،‬إىل آخره –‪ ،‬وألننا‬ ‫خنتص مبيول وخربات بعينها‪ ،‬ترانا نظن أننا أفراد‬ ‫ِّ‬ ‫سنشكك يف هذه الفكرة‬ ‫منفصلون‪ .‬لكننا اآلن‬ ‫بالذات‪ :‬هل حنن أفراد؟‬

‫ه���ذا ال ي��ع�ني أن��ن��ا ن���وع م��ن ال��ك��ائ��ن��ات اهل�لام��ي��ة‪،‬‬ ‫لكن‪ ،‬فعليًّا‪ ،‬هل حنن أفراد؟ يقول العامل أمجع‪،‬‬ ‫و ْ‬ ‫حد س��واء‪ ،‬بأننا أفراد‬ ‫دينيًّا وبطُ​ُرق أخ��رى على ٍّ‬ ‫اعتبارا من ذلك املفهوم‪ ،‬ورمب��ا من‬ ‫منفصلون‪ .‬و ً‬ ‫كل واحد منَّا أن ينجز‪،‬‬ ‫ذلك الوهم‪ ،‬إذ حياول ُّ‬ ‫أن يصري شيئًا‪ ،‬فإنه ينافس اآلخر‪ ،‬يقاتله‪ .‬ومنه‪،‬‬ ‫إذا بقينا على أسلوب احلياة ذاك ال َّ‬ ‫حتما‬ ‫بد لنا ً‬ ‫م��ن ال��ت��ش��بُّ��ث ب��ال��ق��وم��ي��ات‪ ،‬ب��ال�� َق��بَ��ل��ي��ة‪ ،‬ب��احل��رب‪.‬‬ ‫حيرضها‪،‬‬ ‫فلماذا نتمسك بالقومية وباهلوى الذي ِّ‬ ‫كل هذه األمهية‬ ‫وهو ما حيدث اآلن؟ ملاذا نضفي َّ‬ ‫أساسا؟ ملاذا؟‬ ‫اخلارقة على القومية‪ ،‬وهي �قَبَلية ً‬ ‫َّ‬ ‫��وع��ا من‬ ‫أألن يف ُّ‬ ‫متسكنا بالقبيلة‪ ،‬باجلماعة‪ ،‬ن ً‬ ‫األمان؟ – ال األمان املادي‪ ،‬بل األمان النفسي‪،‬‬ ‫اإلحساس الباطن باالكتفاء‪ ،‬باالمتالء‪ .‬إذا كان‬ ‫أيضا‬ ‫األمر على هذا النحو فإن القبيلة األخرى ً‬ ‫��اس��ا مم��اث�لاً؛ وم��ن��ه ينجم االن��ق��س��ام‪،‬‬ ‫حت ُّ‬ ‫���س إح��س ً‬ ‫تنجم احلرب‪ ،‬النزاع‪.‬‬ ‫إذا رأى امل��رءُ حقيقةَ ه��ذا فعليًّا‪ ،‬ال نظريًّا‪ ،‬وإذا‬ ‫شاء أن يعيش على هذه األرض – وهي أرضنا‬ ‫مجيعا‪ ،‬ال أرضك أنت أو أرضي أنا‪ ،‬ال األرض‬ ‫ً‬ ‫األمريكية أو الروسية أو اهلندوسية –‪ ،‬إذ ذاك‬ ‫ليس هناك من قومية على اإلطالق‪ ،‬بل الوجود‬ ‫اإلنساين فحسب‪ .‬إهن��ا حياة واح��دة – ليست‬ ‫حياتك أنت أو حيايت أنا‪ ،‬بل احلياة يف كلِّيتها‪.‬‬ ‫لكن ه��ذه ال��ف��ردي��ة امل��وروث��ة م��ا انفكت األدي���ان‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫تُدميُها‪ ،‬يف الشرق ويف الغرب على ٍّ‬

‫وعيك هو وعي البشر َّية‬

‫‪25‬‬

‫وعيك هو وعي البشر َّية‬

‫ألمر جي ٌد‬ ‫واآلن‪ ،‬هل األمر على هذا النحو؟ إنه ٌ‬ ‫أمر جي ٌد جدًّا أن‬ ‫جدًّا‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬أن نشك‪ٌ ،‬‬ ‫نتصف ب��ذه��ن ي��ش ِّ��ك��ك‪ ،‬ال يقبل‪ ،‬ذه��ن يقول‪:‬‬ ‫مل يعد بإمكاننا أن ن��واص��ل احل��ي��اة ه��ك��ذا‪ ،‬على‬ ‫هذا النحو الوحشي‪ ،‬العنيف‪ .‬ومنه‪ ،‬فإن للشك‪،‬‬ ‫للتشكيك أمهية خارقة‪ ،‬ال االكتفاء بتقبُّل أسلوب‬ ‫��ام��ا‪ ،‬أو‬ ‫احل��ي��اة ال���ذي اتَّبعناه رمب��ا ط���وال ث�لاث�ين ع ً‬ ‫أسلوب احلياة ال��ذي اتَّبعه اإلنسا ُن ط��وال مليون‬ ‫سنة‪ .‬وإذن‪ ،‬فنحن ِّ‬ ‫نشكك يف واقعية الفردية‪.‬‬ ‫ال��وع��ي يعين ال��ت��ي ُّ��ق��ظ‪ ،‬امل��ع��رف��ة‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬ال��رص��د‪.‬‬ ‫وحم��ت��وى ال��وع��ي ه��و م��ع��ت��ق��دك‪ ،‬ل َّ��ذت��ك‪ ،‬خ�برت��ك‪،‬‬ ‫املعرفة املعيَّنة اليت مجعتَها‪ ،‬سواء من خالل اخلربة‬ ‫اخلارجية أو من خالل خماوفك‪ ،‬تعلُّقاتك‪ ،‬أملك‪،‬‬ ‫عذاب الوحشة‪ ،‬األسى‪ ،‬البحث عن شيء أكثر‬ ‫جمرد الوجود اجلسماين – ذاك كلُّه هو وعي‬ ‫من َّ‬ ‫امل��رء وما حيتويه‪ .‬ق��وام الوعي هو حمتواه‪ .‬من غري‬ ‫حمتوى‪ ،‬ينعدم الوعي كما نعرفه‪ .‬ذاك الوعي –‬ ‫وهو َّ‬ ‫معقد للغاية‪ ،‬متناقض‪ ،‬يتصف حبيوية خارقة‬ ‫–‪ ،‬هل هو وعيك أنت؟ هل الفكر فكرك؟ أم أنه‬ ‫ال يوجد سوى التفكري‪ ،‬وهو ليس من الشرق وال‬ ‫من الغرب؟ يوجد التفكري وحسب‪ ،‬تشرتك فيه‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫البشريةُ مجعاء‪ ،‬أغنياؤها وفقراؤها على ٍّ‬ ‫فالتقنيون‪ ،‬مب��ق��درهت��م اخل��ارق��ة‪ ،‬أو ال��ره��ب��ان الذين‬ ‫ويكرسون أنفسهم لفكرة ما‪،‬‬ ‫ينسحبون من العامل ِّ‬ ‫مازالوا يفكرون‪.‬‬ ‫فهل تشرتك البشرية مجعاء يف هذا الوعي؟ أينما‬ ‫ذه��ب امل���رء‪ ،‬ت���راه يشهد ال��ش��ق��اء‪ ،‬األمل‪ ،‬القلق‪،‬‬ ‫الوحشة‪ ،‬اجلنون‪ ،‬اخلوف‪ ،‬إحلاح الرغبة‪ .‬هذا كلُّه‬ ‫مشرتك بني اجلميع؛ إنه األرضية اليت يقف عليها‬ ‫كل إنسان‪ .‬وعيك أنت هو وعي البشرية‪ ،‬بقية‬ ‫ُّ‬ ‫البشر‪ .‬إذا فهم املرءُ طبيعةَ هذا األمر – أنك بقية‬ ‫النوع البشري‪ ،‬مع أن أمساءنا خمتلفة‪ ،‬نعيش يف‬

‫أجزاء خمتلفة من العامل‪ ،‬نُربىَّ بطُ​ُرق شىت‪ ،‬نكون‬ ‫ميسوري احلال أو مدقعي الفقر –‪ ،‬حني تنظر‬ ‫خلف القناع جت��دك مثل باقي البشر‪ :‬عصابيًّا‪،‬‬ ‫موجوعا‪ ،‬تعاين الوحشة والقنوط‪ ،‬تؤمن بوهم ما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ذهبت إىل الشرق أو‬ ‫إىل آخر ما هنالك‪ .‬وسواء َ‬ ‫���دت األم��ر على ه��ذا النحو‪ .‬قد‬ ‫إىل ال��غ��رب وج َ‬ ‫تستحب التفكري بأنك كلِّي‬ ‫ال تستحبُّه‪ ،‬بل قد‬ ‫ُّ‬ ‫رصدا‬ ‫االستقاللية‪ٌّ ،‬‬ ‫حر‪ ،‬فرد‪ .‬لكنك حني ترصد ً‬ ‫عمي ًقا للغاية جتد أنك بقية البشرية‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫جان‪-‬ماري مولِّر‬

‫نزع الشرعية عن القتل‬

‫��أم�لات ألبري كامو‬ ‫تَ��� ِرُد فكرةُ الالعنف م���ر ًارا يف ت ُّ‬ ‫كثريا‬ ‫يف القتل‪ .‬وم��ن الالفت للنظر أن خصومه ً‬ ‫م��ا أخ���ذوا عليه ه��روبَ��ه إىل مثالية ال�لاع��ن��ف‪ ،‬يف‬ ‫حني أنه مل يد ِ‬ ‫َّعه قط‪ .‬ففي سنة ‪ ،1961‬جاءت‬ ‫املقدمة اليت َع َق َدها جان‪-‬پول سارتر على كتاب‬ ‫فرانتز فانون َّ‬ ‫دفاعا عن عنف‬ ‫معذبو األرض[‪ً ]1‬‬ ‫ص َد عرب ُّ‬ ‫هتكمه الالذع‬ ‫الشعوب‬ ‫املستعمرة‪ ،‬وفيها قَ َ‬ ‫َ‬ ‫أن يصارح “الالعنفيني” برأيه فيهم‪“ :‬ما أشد‬ ‫سذاجة الالعنفيني‪ :‬ال ضحايا وال جالدون! لنكن‬ ‫ِجدِّيني!” التلميح إىل كامو واضح‪ ،‬واإلشارة إىل‬ ‫نصه ال��ذي بعنوان ال ضحايا وال ج�لادون ُّ‬ ‫تدل‬ ‫ِّ‬ ‫داللةً واضحةً أنه املقصود قبل غريه‪.‬‬ ‫حني تكلَّم كامو على الالعنف فعل ذل��ك أوالً‬ ‫طعنًا يف صحة “الالعنف امل��ط��ل��ق”[‪ .]2‬ولعلَّه‬ ‫يف ذل��ك مل يكن خمطئًا ألن ه��ذا املفهوم يفتقر‬ ‫أي َسداد‪ .‬غري أنه‪ ،‬عرب عدد من حدوسه –‬ ‫إىل ِّ‬ ‫وباألخص رفضه مجلةً لعمليات َش ْر َعنَة القتل –‪،‬‬

‫تراه قد تبنىَّ عمقيًّا التأكيدات اجلوهرية لفلسفة‬ ‫الالعنف‪ .‬لكنه فعل ذلك من حيث ال يدري‪ ،‬إذا‬ ‫يتصور الالعنف قط‪ ،‬كما مل‬ ‫جاز القول‪ .‬فهو مل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫يشكل الالعنف هيكليةً لتفكريه؛ ويف احلاصل‪،‬‬ ‫مل ي��ك��ن ل��دي��ه ع���ن ال�لاع��ن��ف غ�ي�ر إدراك مبهم‬ ‫ومعرفة سطحية‪ ،‬إذ ك��ان يفتقر إىل الوساطات‬ ‫الفكرية الضرورية العتناق مبدأ الالعنف‪ .‬أكان‬ ‫من املمكن له‪ ،‬رمبا‪ ،‬أن جيد هذه الوساطات يف‬ ‫فكر گاندهي وس�يرت��ه؟ لئن ك��ان‪ ،‬يف مناسبات‬ ‫حمرر اهلند‪ ،‬م ِ‬ ‫بديًا له تقديره‪ ،‬تَراه مل‬ ‫ُ‬ ‫عدة‪ ،‬يذكر ِّ َ‬ ‫يقرتب منه مب��ا يكفي ك��ي يعرفه ويفهمه‪ .‬فمن‬ ‫ال��ب�ِّي�نِّ أن “ال�لاع��ن��ف امل��ط��ل��ق” ال����ذي ط��ع��ن يف‬ ‫صحته مل يكن العنف گاندهي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ي���ب���دو يل أن م���ا س��أمسِّ��ي��ه ن���ظ���رة ك���ام���و امل��ل��ت��ب��س��ة‬ ‫��س��ري��ه‪ .‬ففي‬ ‫إىل ال�لاع��ن��ف مل يستوقف ن��ظ َ��ر م��ف ِّ‬ ‫خيصصوها له‬ ‫امللحوظات املوجزة اليت اتفق هلم أن ِّ‬ ‫عموما يف استمرار اللبس حول الالعنف‬ ‫سامهوا ً‬

‫“م���ن ه��و اإلن��س��ان امل��ت��م ِّ��رد؟ هو‬ ‫ي��ت��س��اءل ك��ام��و‪َ :‬‬ ‫���ض‪ ،‬فهو ال‬ ‫إن��س��ان يقول “ال”‪ .‬لكنه‪ ،‬وإ ْن َرفَ َ‬ ‫أيضا إنسان يقول “نعم”‪ ،‬منذ أوىل‬ ‫يزهد‪ :‬إنه ً‬ ‫حركاته‪ ]...[ .‬فما مضمون هذه الـ”ال”؟”[‪]3‬‬ ‫ه��ذه ال���ـ”ال” ت��ري��د التعبري ع��ن “ال��رف��ض القاطع‬ ‫��دخ��ل �يُ َ��ع ُّ��د ال ي��ط��اق”[‪ ]4‬وع��ن “ال��ن��ف��ور من‬ ‫ل��ت ُّ‬ ‫الدخيل”[‪“ .]5‬التدخل” هو اقتحام العنف حياةَ‬ ‫البشر‪ ،‬و”الدخيل” هو الذي يتحمل مسؤولية‬ ‫ٍ‬ ‫معا‪ ،‬رفض‬ ‫ه��ذا العنف‪ .‬ب��ذا ف��إن ُّ‬ ‫التمرد‪ ،‬يف آن ً‬ ‫التمرد سلبيًّا‪،‬‬ ‫وتأكيد‪ ،‬استنكار وإثبات‪“ :‬يبدو ُّ‬ ‫مبا أنه ال خيلق شيئًا‪ ،‬لكنه إجيايب إجيابيةً عميقةً مبا‬ ‫الدفاع‬ ‫عما يستوجب‬ ‫أنه يكشف‪ ،‬يف اإلنسان‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫املتمرد‬ ‫دوم������ا‪ ]6[”.‬فحىت ي��ك��ون اإلن��س��ان ِّ‬ ‫عنه ً‬ ‫منسجما مع نفسه‪ ،‬وثابتًا على انسجامه هذا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كل نيل من كرامة اإلنسان اآلخر‪:‬‬ ‫عليه أن يرفض َّ‬ ‫“أن��ا أمت َّ���رد‪ ،‬إذن حنن م��وج��ودون‪ ]7[”.‬فهو‪ ،‬إذ‬ ‫��ل حقد‪ ،‬ال يستطيع‬ ‫يتغلب على ك ِّ��ل ضغينة وك ِّ‬ ‫الشر‬ ‫إال أن يتمنىَّ ٍّ‬ ‫ألي كان أال يشقى من جراء ِّ‬ ‫“التمرد‪ ،‬من حيث مبدؤه‪ ،‬يتقيَّد‬ ‫الذي يتكبَّده‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫برفض الذل‪ ،‬دون استجالبه على اآلخ��ر‪]8[”.‬‬ ‫تأمر األخالق باحرتام إنسانية اإلنسان اآلخر دون‬ ‫انتظار املعاملة باملثل؛ فالعالقة مع اآلخر ليست‬ ‫حدسا جوهريًّا من‬ ‫تناظرية‪ .‬ويف هذا يعتنق كامو ً‬ ‫حدوس الالعنف‪.‬‬ ‫يشدِّد كامو على أن ما مييِّز واقع النصف األول‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫‪27‬‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫يف كتابات كامو‪ ،‬هذا إ ْن مل يسامهوا يف تفاقمها‪.‬‬ ‫يقل‬ ‫واحل��ق أن اطِّالعهم على امل��وض��وع مل يكن ُّ‬ ‫إهباما عن اطِّ�لاع كامو‪ .‬إذ إنه لواقع فاضح أن‬ ‫ً‬ ‫جتاهلهم لسرية‬ ‫املثقفني الفرنسيني ظلوا ً‬ ‫عمدا على ُ‬ ‫گاندهي‪.‬‬

‫مذاهب‬ ‫من القرن العشرين هو أن البشر ابتنوا‬ ‫َ‬ ‫لتربير القتل‪ .‬إن��ه “زم��ن اإليديولوجيات”[‪.]9‬‬ ‫فمنذ سنة ‪ 1948‬نراه يؤكد‪“ :‬املصيبة هي أننا‬ ‫يف زم��ن اإليديولوجيات‪ ،‬ال بل اإليديولوجيات‬ ‫التوتاليتارية‪ ”.‬ويف اخلطبة نفسها‪ ،‬ك��ان يتكلَّم‬ ‫ع��ل��ى “إي��دي��ول��وج��ي��ات ال��ف َّ��ع��ال��ي��ة”[‪ ،]10‬وكلُّها‬ ‫ي َّ��دع��ي ت�برئ��ة ال��ق��ت��ل‪ .‬إهن���ا إي��دي��ول��وج��ي��ات عنف‪،‬‬ ‫إيديولوجيات قتل‪ ،‬إيديولوجيات قاتلة‪ .‬مذ ذاك‬ ‫ف��إن املسألة اجلوهرية ال�تي تنطرح على اإلنسان‬ ‫يفر م��ن ال��ت��اري��خ‪ ،‬إمن��ا ال يريد‬ ‫ال��ذي ال يريد أن َّ‬ ‫أيضا أن َّ‬ ‫يتنكر لعقله‪ ،‬هي أن يتساءل إن كان‬ ‫ً‬ ‫يربر القتل‪“ :‬لن نعرف‬ ‫من الشرعية يف شيء أن ِّ‬ ‫حيق لنا أن نقتل هذا‬ ‫شيئًا مادمنا ال نعرف إ ْنكان ُّ‬ ‫اآلخر أمامنا أو أن نوافق على قتله‪ ]...[ .‬فالقتل‬ ‫هو املسألة [التشديد من عند الكاتب]‪]11[”.‬‬ ‫لذا فإن كالًّ منَّا ُم َلزم أن “يتخذ موق ًفا حامسًا من‬ ‫القتل”[‪“ .]12‬إن احلرية القصوى‪ ،‬حرية القتل‪،‬‬ ‫ليست متوافقة مع أسباب ال��ت��م ُّ��رد‪ ]13[”.‬فما‬ ‫يتمرد على املوت ال يستطيع‬ ‫املتمرد َّ‬ ‫ظل اإلنسا ُن ِّ‬ ‫َّ‬ ‫التمرد هي‬ ‫يتمرد على القتل‪“ :‬إن عاقبة ُّ‬ ‫إال أن َّ‬ ‫التمرد‪ ،‬من حيث‬ ‫رفض منح القتل شرعيَّته مبا أن ُّ‬ ‫مبدؤه‪ ،‬هو احتجاج على امل��وت‪ ]14[”.‬فحىت‬ ‫ي��ك��ون اإلن��س��ان امل��س��ؤول م��تَّ��س�� ًق��ا م��ع م��ب��ادئ��ه ال‬ ‫يستطيع أن يناضل ضد امل��وت دون أن يصارع‬ ‫القتل‪.‬‬

‫تضاد العنف والالعنف‬ ‫ُّ‬

‫وج���د ك��ام��و ن��ف��س��ه م��رغ ً��م��ا ع��ل��ى االع��ت��راف ب��أن‬ ‫املتمرد‪ ،‬إذ يشتبك مع عنف التاريخ‪،‬‬ ‫اإلنسان ِّ‬ ‫قد يضطر‪ ،‬على الرغم منه وحتت إكراه الضرورة‪،‬‬ ‫إىل امل��واف��ق��ة ع��ل��ى ال��ق��ت��ل ل��ئ�لا ي��ك��ون ض��ال ً��ع��ا يف‬ ‫��ل ح���ال‪ ،‬إذا مل يكن يستطيع‬ ‫القتل‪“ :‬ع��ل��ى ك ِّ‬

‫‪28‬‬


‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫‪29‬‬

‫االمتناع بتاتًا عن القتل‪ ،‬مباشرة أو على حن ٍو‬ ‫دوما‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غري مباشر‪ ،‬فهو يستطيع أن يُعمل حمَ يَّتَه وشغ َفه‬ ‫يف التقليل من حظوظ القتل من حوله‪]15[”.‬‬ ‫تضاد‬ ‫تناقضا يتمثل يف ٍّ‬ ‫عليه أن جيابه على الدوام ً‬ ‫ي��ب��دو يف ال��ظ��اه��ر م��ت��ع��ذر احل���ل‪“ :‬ال��ت��ع��ارض بني‬ ‫ال��ع��ن��ف وال�لاع��ن��ف”‪“ .‬ت��ف�ترض ال��ق��ي��م��ةُ امل ِ‬ ‫��وج��ب��ةُ‬ ‫التمرد األوىل التخلِّ َي عن العنف‬ ‫احملتواةُ يف حركة ُّ‬ ‫املبدئي‪]16[”.‬‬ ‫لكن كامو ال ِّ‬ ‫يشكك تشكي ًكا مطل ًقا يف املسلَّمة‬ ‫ال�تي تقتضي الفعاليةُ يف التاريخ مبوجبها املوافقةَ‬ ‫��رد أن ي��ف��رض اح�ت�ر َام‬ ‫على ال��ع��ن��ف‪ .‬ف���إذا أراد ال��ف ُ‬ ‫اهل���وي���ة اإلن��س��ان��ي��ة يف ال��ت��اري��خ ف�ل�ا ب َّ���د ل���ه م���ن أن‬ ‫ي��ن��خ��رط‪ ،‬ع��ل��ى ال��رغ��م م��ن��ه‪“ ،‬يف ع��م��ل ي��ف�ترض‪،‬‬ ‫لكي ينجح [التشديد من عند الكاتب]‪ ،‬صفاقةَ‬ ‫املتمرد‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫العنف‪ ]17[”.‬ال مناص لإلنسان ِّ‬ ‫كلما اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬أن يوافق على القتل‬ ‫يتذرع‬ ‫حني تنعدم اخليارات األخرى‪ ،‬وذلك لئال َّ‬ ‫بالسكوت والقعود عن العمل املتَّصفني إذ ذاك‬ ‫باجلُنب‪ .‬ويلحظ كامو أ ْن “وحدها‪ ،‬يف عامل اليوم‪،‬‬ ‫تربر الالعنف”[‪.]18‬‬ ‫فلسفة لألبدية ميكن هلا أن ِّ‬ ‫إن إميان املؤمن يبيح له أن يستجري باهلل لينتصر‬ ‫للعدل؛ لكن ع��دالً يتحقق فيما بعد التاريخ لن‬ ‫ي��رض��ي اإلن���س���ا َن امل��ت��م ِّ��رد ألن���ه ال ي��ق��در أن ي��ف ِّ��رج‬ ‫قطعا على‬ ‫عن املقهور هنا واآلن‪ .‬قد ُّ‬ ‫يصح هذا ً‬ ‫بعض امل��ؤم��ن�ين‪ ،‬لكن التعميم هنا م��ن قبيل قلَّة‬ ‫قطعا‬ ‫ُّ‬ ‫التبصر‪ .‬ف��اإلمي��ان يستطيع – وجي��ب عليه ً‬ ‫– أن يضطلع ال��ي��وم بفريضة ال��ن��ض��ال يف سبيل‬ ‫حق فهمه‪،‬‬ ‫العدالة‪ .‬والواقع أن الالعنف‪،‬‬ ‫مفهوما َّ‬ ‫ً‬ ‫ال حاجة له البتة إىل فلسفة لألبدية ترب ًيرا لذاته؛‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫إذ إنه يقتضي العمل يف التاريخ ويتيحه ً‬ ‫التضاد بني‬ ‫ويذهب كامو إىل املزيد من تصليب‬ ‫ِّ‬ ‫“يؤسس الالعنف املطلق –‬ ‫الالعنف والعنف‪ِّ :‬‬

‫العنف‬ ‫��دم��ر‬ ‫سلبًا – للعبودية ولعنفها‪ ،‬فيما ي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الوجود الذي‬ ‫املَُم َنهج – إجيابًا – اجلماعةَ احليَّةَ و َ‬ ‫نستمدُّه منها‪ .‬فعلى هذين املفهومني‪ ،‬كي يكونا‬ ‫خصبني‪ ،‬أن جيدا حدودمها‪ ]19[”.‬ال َّ‬ ‫قطعا‬ ‫بد ً‬ ‫م��ن اس��ت��ب��ق��اء م��ف��ه��وم “احل�����د”‪ ،‬إمن���ا ه��ل ت��ص ُّ��ور‬ ‫“الالعنف املطلق” ت��ص ُّ��وٌر وجيه؟ إن��ه ال ميكن‬ ‫أن يعين هنا إال “الرفض املطلق” للعنف‪ ،‬ومثل‬ ‫هذا التعريف بالالعنف‪ ،‬السليب سلبيةً مطلقةً‪،‬‬ ‫بأي وجاهة؛ فهو ال يأخذ يف‬ ‫ال جيوز أن يتمتع ِّ‬ ‫حسبانه طروحات الالعنف بتاتًا‪ .‬ويف احلاصل‪،‬‬ ‫يتصف ه��ذا املفهوم “لالعنف املطلق” بعدم‬ ‫نفعا وال يفيد‬ ‫الفاعلية وبالعقم؛ إن��ه ال جي��دي ً‬ ‫ُّ‬ ‫التفكَر يف العنف يف شيء‪.‬‬ ‫التمرد ال��ذي يعيِّنه كامو قد �يَُع ُّد‬ ‫غري أن ُّ‬ ‫تصور ُّ‬ ‫أس��س مبدأ الالعنف‪ .‬إذ إن “ال”‬ ‫واح ً���دا من ُ‬ ‫ال�ل�اع���ن���ف ه���ي ب���ال���دق���ة “ال” مت ُّ����ردي����ة‪ .‬ف��ال��ذي‬ ‫يعقد ال��ع��زم ع��ل��ى ال�لاع��ن��ف إن��س��ان م��ت��م ِّ��رد أم��ام‬ ‫العنف ال���ذي ي ِ‬ ‫وي�ب�رح ب��ه بانتهاك‬ ‫����ذ ُّل اإلن��س��ا َن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ك��رام��ة إنسانيَّته‪ .‬العنف‪ ،‬حبسب ع��ب��ارة كامو‪،‬‬ ‫�يُ َ��ع ُّ��د “ت��دخ�لاً” ال يطاق‪ ،‬والعنيف “دخيل”‬ ‫يستوجب التحييد‪ .‬ب��ذا ف��إن َم��ن يأخذ باخليار‬ ‫الالعنفي هو إنسان يقول “ال”‪ .‬وهو‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫إنسان يقول “نعم”‪ ،‬منذ أوىل حركاته‪ .‬وهو‪،‬‬ ‫إذ ي��ق��ول “ال” للعنف ال���ذي يغتصب احل��ي��اة‪،‬‬ ‫أيضا “نعم” للحياة‪ .‬إنه يؤكد أنه ميكن‬ ‫يقول ً‬ ‫كالتمرد‪،‬‬ ‫للحياة أن تكون ذات معىن‪ .‬الالعنف‪ُّ ،‬‬ ‫انتفاضة للضمري ال��ذي يرفض أن يرتضي القتل‬ ‫فيحامي ع��ن احل��ي��اة‪ .‬على العكس بالضبط مما‬ ‫أبعد ما يكون عن‬ ‫يزعم كامو‪ ،‬ف��إن الالعنف‪َ ،‬‬ ‫ال�ترافُ��ع ع��ن االستنكاف‪ ،‬يقتضي العمل‪ .‬سوء‬ ‫الفهم هنا هائل‪ ،‬ومل يتمكن كامو قط من التغلب‬ ‫��ام��ا‪ .‬ف��اإلن��س��ان امل��ت��م ِّ��رد‪ ،‬يف واق���ع األم��ر‪،‬‬ ‫عليه مت ً‬


‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫الضرورة ال تساوي الشرعية‬

‫‪31‬‬

‫على اإلنسان‪ ،‬إذ يعيش يف عامل القتل‪ ،‬أن خيتار‪.‬‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫ل��ي��س خم����يَّ ً���را ب�ين ال��ق��ع��ود ع��ن ال��ع��م��ل وب�ي�ن العمل‬ ‫العنفي‪ ،‬بل هو خميرَّ بني القعود عن العمل وبني‬ ‫العمل العنفي وبني العمل الالعنفي‪ .‬فمادام كامو‬ ‫ال يأخذ باحلسبان وسائل العمل الالعنفي فإن‬ ‫ُّ‬ ‫جسيما‬ ‫تفكره يف العنف والالعنف يعاين فقدانًا‬ ‫ً‬ ‫تضاد أكيد‪ ،‬لكنه‬ ‫يف التوازن‪ .‬بني األول والثاين ٌّ‬ ‫ليس التضاد الذي صاغه كامو وقدَّمه‪.‬‬ ‫املتمرد أن يصوغ فلسفة‪،‬‬ ‫لو كان بإمكان اإلنسان ِّ‬ ‫يؤكد كامو‪“ ،‬لكانت فلسفة حدود”[‪ .]20‬إن‬ ‫سكوت كامو عن العمل الالعنفي حيُول بينه وبني‬ ‫التساؤل عن حدوده – وهي‪ ،‬إىل ذلك‪ ،‬حدود‬ ‫واقعية فعالً –‪ .‬فهو هنا ال َّ‬ ‫يتفكر إال يف احلدود‬ ‫املتمرد أن يضعها على‬ ‫ال�تي جيب على اإلنسان ِّ‬ ‫عنفه‪ ،‬وإذ ذاك‪ ،‬ف��إن ُّ‬ ‫��س��داد‪.‬‬ ‫تفكره يف منتهى ال َّ‬ ‫متاما أن الشرط األول لفرض حدود‬ ‫يدرك كامو ً‬ ‫على العنف ه��و ع��دم َش ْ��ر َع��نَ��ت��ه أب ً���دا‪“ :‬إذا اتفق‬ ‫له‪ ،‬حبُكم ال��ض��رورة‪ ،‬أن يشارك يف جرمية التاريخ‬ ‫حيق له أن يُ َش ْر ِعنَها‪ ]21[”.‬إن كون العنف‬ ‫فال ُّ‬ ‫ضروريًّا ال جيعله من ثمَ​َّ شرعيًّا‪.‬‬ ‫م����ن اجل����وه����ري أن ي���ت���ذك���ر َم�����ن ي��ق��ت��ل أن�����ه ع��ل��ى‬ ‫“ت��ن��اقُ��ض”‪“ :‬إذ إن��ن��ا نعيش ب��ال��ض��ب��ط يف ع��ا ٍمل‬ ‫��ش ْ��ر َع��ن‪ ،‬وجي��ب علينا أن نغيرِّ ما به‬ ‫العنف فيه ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫إذا كنَّا ال نريده‪ .‬إمنا يبدو أنه ليس بالوسع تغيري‬ ‫م��ا ب��ه م��ن غ�ير جم��ازف��ة ب��ال��ق��ت��ل‪ ]22[”.‬إن األث��ر‬ ‫لش ْر َعنَة القتل هو بالدقة إلغاء التناقض‪.‬‬ ‫ال��ش��اذَّ َ‬ ‫فما يغذي ثقافة العنف املسيطرة على جمتمعاتنا‬ ‫حبد ذاته بقدر ما هي َش ْر َعنَتُه‪ .‬لذا‬ ‫ليس العنف ِّ‬ ‫فإن أول فعل من أفعال ثقافة الالعنف هو نزع‬ ‫الشرعية عن العنف‪.‬‬

‫يؤكد كامو‪“ :‬من جانيب‪ ،‬أظنين شبه متأكد من‬ ‫أبدا ممَّن‬ ‫بعد ً‬ ‫أنين اخرتت‪ ]...[ .‬لن أكون من ُ‬ ‫يرتضون القتل‪ ،‬أيًّ��ا ك��ان��وا‪ ]23[”.‬ك��ان هاجس‬ ‫القتل‪ ،‬متنازالً‬ ‫كامو ومهُّ��ه ال��دائ��م هو أال َّ‬ ‫يتعود َ‬ ‫بذلك عن قوة سخطه – ويف هذا اهلاجس عظمة‬ ‫ألبري كامو وشرفه ونبله‪ .‬مل يَ َس ْعه إال أن يعاين‪ ،‬يف‬ ‫كل مكان من حوله‪ ،‬أن العادة قتلت السخط‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واملدهش ليس هذا االنتباه االستحواذي الذي‬ ‫يوليه كامو للقتل؛ املدهش هو ه��ذه الالمباالة‬ ‫بالقتل ال�ت�ي ت��س��ود ع��ل��ى ه���ذا ال��ع��دد ال��غ��ف�ير من‬ ‫األذهان‪.‬‬ ‫الالعنف شكليًّا‬ ‫واملفارقة أن كامو‪ ،‬على دحضه‬ ‫َ‬ ‫وع��ل��ى تأكيده استحالتَه‪ ،‬ع��اد واعتنق التأكيد‬ ‫اجلوهري لفلسفة الالعنف‪ .‬إذ إن من خصوصية‬ ‫هذه الفلسفة بالفعل أن تنظر إىل العنف بوصفه‬ ‫دوم��ا غري شرعي‪ ،‬حىت عندما يبدو ض��روريًّ��ا يف‬ ‫ً‬ ‫خدمة قضية عادلة‪ .‬الضرورة ال تساوي الشرعية‪.‬‬ ‫َش ْ��ر َع��نَ��ة ال��ع��ن��ف حت��ت غ��ط��اء ال���ض���رورة ه��و جعل‬ ‫لكل‬ ‫قطعا‪ ،‬وه��ي أص�لاً َش ْ��ر َع��نَ��ةٌ ِّ‬ ‫العنف ض��روريًّ��ا ً‬ ‫���از للمستقبل يف ض����رورة‬ ‫ع��ن��ف ُم��� ْق���بِ���ل واح���ت���ج ٌ‬ ‫���دود‬ ‫ال��ع��ن��ف‪ .‬ف��ح�تى ع��ن��دم��ا ي��ب��دو اس��ت��ع��م ٌ‬ ‫��ال حم ٌ‬ ‫ومتناسب للعنف ضروريًّا تظل فريضةُ الالعنف‬ ‫ٌ‬ ‫باقية‪ :‬ض��رورة العنف ال تلغي فريضة الالعنف‪.‬‬ ‫املتمرد يتحاشى بناء مذهب‬ ‫ب��ذا ف��إن اإلن��س��ان ِّ‬ ‫َّسقي‬ ‫ع��ق�لاين م��ا للعنف ال��ش��رع��ي‪“ :‬العنف الن َ‬ ‫[‪ ]...‬يسود على نظام لألشياء‪ ،‬ال على نظام‬ ‫للبشر‪ ]24[”.‬وإنه بالضبط ألن اإليديولوجيات‬ ‫الثورية أرادت أن �تع ْقلِ‬ ‫القتل فقد صارت‬ ‫و‬ ‫العنف‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هي نفسها جمرمة‪“ :‬اجلرمية العقالنية ليست فقط‬ ‫أيضا‬ ‫غري مقبولة على صعيد ُّ‬ ‫التمرد‪ ،‬لكنها تعين ً‬ ‫التمرد‪]25[”.‬‬ ‫موت ُّ‬ ‫َ‬

‫عدم التضحية باحلاضر يف سبيل املستقبل‬ ‫يلح يف التشديد على أن إيديولوجيات العنف والقتل ت��ص ِّ��رف فعل ال��رج��اء يف صيغة‬ ‫ال يفتأ كامو ُّ‬ ‫التسويف‪:‬‬ ‫جمال القتل التارخيي وترتكه يف الوقت ذاته من غري‬ ‫توسع [املادية املعاصرة]‪ ،‬بوصفها خادمةَ التاريخ‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تربير‪ ،‬إال يف املستقبل الذي يقتضي اإلميان‪ ]...[ .‬ال مناص من االنتظار‪ ،‬ويف هذه األثناء‪ ،‬ال يفتأ‬ ‫الربيء ميوت‪.‬‬ ‫فالتمرد‬ ‫فتصرف فعل الرجاء يف صيغة املضارع‪ُّ :‬‬ ‫أما فلسفة ُّ‬ ‫التمرد ِّ‬ ‫يوزع‬ ‫[…] مينح دون إبطاء قوَة حبِّه ويرفض الظلم دون إمهال‪ .‬حسبه شرفًا أنه ال حيسب شيئًا وأنه ِّ‬ ‫كل شيء على احلياة احلاضرة وعلى إخوته األحياء‪ .‬وهو هبذا يغدق َكَرَمه على البشر املقبلني‪ .‬الكرم‬ ‫َّ‬ ‫كل شيء للحاضر [التشديد من عند الكاتب]‪]26[.‬‬ ‫احلقيقي جتاه املستقبل هو إعطاء ِّ‬

‫البحث عن وسائل كريمة‬

‫يعي كامو أن الواقعية يف العمل السياسي ترغم على طرح مسألة الوسائل‪“ :‬املكر والعنف والتضحية‬ ‫العمياء بالبشر – منذ ق��رون وه��ذه الوسائل تربهن على قدرهتا‪ ،‬وه��ذه الرباهني م��ري��رة‪ ]27[”.‬إذ إن‬ ‫بأي سرعة‬ ‫لتحل حملَّها‪“ :‬حنن نعلم ِّ‬ ‫وسائل العنف ال تفسد أنبل الغايات وحسب‪ ،‬بل متحوها وتأيت َّ‬ ‫العنف لذاته‪ ،‬فيصري آلة عمياء للدمار واهلدم‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫تلتبس الوسائل بالغايات‪ ]28[”.‬عند ذاك‪ ،‬يُطلَ ُ‬ ‫كل شيء يف سبيل حتقيق سعادة‬ ‫واالكتساح واملوت‪ .‬لذا فإن كامو ممَّن يفكرون بأنه ال جيوز استعمال ِّ‬ ‫البشر‪“ :‬ينبغي خدمة كرامة اإلنسان بوسائل كرمية وسط تاريخ ليس كذلك‪ ]29[”.‬ويف احلاصل‪ ،‬يف‬ ‫يقرر أن يطبِّقها‪ ،‬وليس على الغاية اليت تفلت‬ ‫سيدا إال على الوسائل اليت ِّ‬ ‫وقت العمل‪ ،‬ليس اإلنسان ً‬ ‫يربر الغاية؟ عن هذا السؤال‬ ‫تربر الوسيلة؟ ذاك ممكن‪ .‬ولكن َمن ِّ‬ ‫دوما‪ .‬ويتساءل كامو‪“ :‬الغاية ِّ‬ ‫منه ً‬ ‫التمرد‪ :‬الوسائل‪ ]30[”.‬الغاية‪ ،‬يف واقع األمر‪ ،‬ال‬ ‫الذي يبقيه الفكر التارخيي غري مبتوت فيه جييب ُّ‬ ‫تربر الوسيلة؛ فال يكفي أن تكون الغاية عادلة حىت تكون الوسائل عادلة هي األخرى‪ .‬فالواقع يبينِّ أن‬ ‫ِّ‬ ‫متاما هو الذي حيصل‪ :‬الوسائل غري العادلة جتعل الغايةَ العادلةَ غري عادلة‪ .‬لذا ينبغي للوسائل‬ ‫العكس ً‬ ‫أن تتوافق مع الغاية وتنسجم معها‪.‬‬

‫العنف يقتل احلقيقة‬

‫حق الفهم أن وسائل النضال املعمول هبا للدفاع عن القيم جيب أن حترتم هي نفسها‬ ‫لقد فهم كامو َّ‬ ‫هذه القيم‪ .‬فالدفاع عن احلقيقة بواسطة العنف هو البدء بإنكار احلقيقة‪ .‬فالفريضة‪ ،‬إذن‪ ،‬مزدوجة‪:‬‬ ‫اسهر على أ ْن ال تقتلها بالسالح نفسه الذي تدافع به عنها [التشديد‬ ‫“جاه ْد يف سبيل حقيقتك و ْ‬ ‫منتبها إىل ذلك‪ ،‬تراه يعتنق مبنتهى الدقة‬ ‫من عند الكاتب]‪ ]31[”.‬هنا ً‬ ‫أيضا‪ ،‬من غري أن يبدو كامو ً‬ ‫أساس املقاومة املدنية اليت يريد تطبيقها لنيل استقالل اهلند حتدَّث‬ ‫فكر گاندهي‪ .‬فلكي يعينِّ گاندهي َ‬ ‫َ‬

‫‪32‬‬


‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫عن “الالعنف واحلقيقة” ‪ .Nonviolence and Truth‬بذا فقد َّ‬ ‫أكد يف خطاب ألقاه‬ ‫يف ‪ 11‬كانون الثاين ‪:1930‬‬ ‫أحترق شوقًا إىل بلوغ اهلدف ما استطعنا ذلك بالالعنف واحلقيقة‪ .‬فإذا مل نكن نستطيع بلوغه إال‬ ‫بالتضحية بالالعنف وباحلقيقة فعندي لالنتظار صربٌ ال ينفد‪ .‬هذان املوقفان نابعان من إمياين الذي‬ ‫بتفوق الالعنف واحلقيقة‪ .‬قد يبدو الطريق طويالً‪ ،‬لكنين أعرف أنه األقصر‪]32[.‬‬ ‫ال يتزعزع ُّ‬ ‫حتما ال ميكن أن‬ ‫ما هي “الوسائل الكرمية” اليت يتمنَّاها كامو واليت من شأهنا أن ِّ‬ ‫تربر الغاية؟ إهنا ً‬ ‫تكون غري الوسائل اليت ال تطبِّق العنف القاتل‪ ،‬أي الوسائل اليت تتيحها إسرتاتيجية العمل الالعنفي‪.‬‬ ‫��ت [‪]...‬‬ ‫فقد جاء يف رسالة مؤرخة يف ‪ 12‬آذار ‪ 1952‬كتبها كامو إىل إتيان بنوا‪“ :‬لقد درس ُ‬ ‫بعيدا عن اخللوص إىل أهنا متثِّل حقيقةً َح ِريَّةً أن يبشَّر هبا باملثال‪ .‬لكنها‬ ‫نظريةَ الالعنف‪ ،‬ولست ً‬ ‫تستلزم عظمةً ال أتصف هبا‪ ”.‬ال نعلم‪ ،‬واحلق يقال‪ ،‬ما كانت عليه دراسة كامو لگاندهي‪ ،‬ومن‬ ‫املستغرب رأيُه أنه ال يتصف بـ”العظمة” اليت تستلزمها نظريةُ الالعنف كي يتم تطبي ُقها‪ .‬بيد أنه‬ ‫غري‬ ‫َ‬ ‫كتب سنة ‪“ :1958‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فقد برهن گاندهي أن بإمكان املرء أن يناضل من أجل‬ ‫احدا عن استحقاق التقدير‪]33[”.‬‬ ‫شعبه‪ ،‬وأن ينتصر‪ ،‬دون أن َّ‬ ‫يوما و ً‬ ‫يكف ً‬

‫ألبير كامو (‪(1960-1913‬‬

‫صحيح أن كامو مل يتلفظ بكلمة “الع��ن��ف”‪ ،‬لكن العنف گاندهي هو املقصود‪ ،‬ما يف ذلك‬ ‫خيص “العن ًفا مطل ًقا” ال ميكن أن يُل ِه َم غري االستنكاف والقعود‬ ‫ريب‪ .‬وهذه املرة‪ ،‬ال يعود األمر ُّ‬ ‫عن العمل‪ ،‬ذاك الذي كان كامو يؤكد أنه متعذر ألنه فرار من التاريخ‪ .‬ال‪ ،‬فالالعنف الذي يشري‬ ‫يتصور كامو‬ ‫إليه هذه املرة هو بالفعل وسيلة نضال‪ ،‬وسيلة كرمية مبقدورها أن تنتصر‪ .‬مع ذلك‪ ،‬مل َّ‬ ‫مفهوم النضال الالعنفي‪ .‬أكان �فَ​َع َل لو أن الوقت أتيح له لذلك؟‬ ‫مفهوم الالعنف هذا‪ ،‬وباألدق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ليس مبستطاع أحد أن جييب عن هذا السؤال‪.‬‬ ‫* فيلسوف ومناضل العنفي فرنسي والناطق باسم “احلركة من أجل بديل العنفي”‪ .‬وضع كتبًا‬ ‫مرتجم إىل العربية‪ :‬إسرتاتيجية‬ ‫عديدة يف فلسفة الالعنف وإسرتاتيجية العمل الالعنفي‪ ،‬بعضها َ‬ ‫العمل الالعنفي‪ ،‬حركة حقوق الناس (‪ ،)1999‬قاموس الالعنف‪ ،‬معابر للنشر‪/‬اهليئة اللبنانية‬ ‫للحقوق املدنية (‪ ،)2007‬الالعنف يف الرتبية‪ ،‬معابر للنشر (‪ ،)2009‬غاندي املتمرد‪ :‬ملحمة‬ ‫مسرية امللح‪ ،‬معابر للنشر (‪)2011‬؛ آخر مؤلَّفاته‪ :‬التفكري مع كامو‪ :‬القتل هو املسألة (‪.)2013‬‬

‫‪33‬‬

‫‪34‬‬


‫هل تعلم ؟‬

‫هل تعلم ؟‬

‫هل تعلم ؟‬ ‫ هل يعلم املسلمون سبب ارتباط صيامهم بظهور الشمس او اآلهلة الشمس و انتهاءه باختفاءها‬‫أو غروهبا ؟؟‬ ‫ هل يعلم املسلمون سبب ارتباط صالهتم مبواقع الشمس و توق ّف هم عن الصالة وقت ذهاهبا ؟؟‬‫ هل يعلم املسلمون ان بيت العزة هو بيت العزى ابن اإلل ��ه القمر حسب عقيدة عابدي اهلل‬‫القمري ؟؟‬ ‫ هل يعلم املسلمون ما سبب رمز اهلالل او اهلالل و النجم الذي يعلو مآذهنم و راياهتم ؟‬‫ هل يعلم املسلمون ما هو السبب بعلو املئذنة للسماء ( حنو االله القمر كما كان يعتقد ) اليت‬‫تصيح باهلل األكرب ( اهلل القمر ) و التطابق بني معابدهم و معابد عابدي ذلك اإلله او ( املشركني‬ ‫) ؟؟؟‬ ‫ ه��ل تعلم اخ��ي املسلم َّ‬‫ان طقوس احل��ج م ��ن ط��واف و رم��ي مج��رات وتقديس ملياه زم��زم وعيد‬ ‫األضحى والفطر والصالة والصوم برمضان هي طقوس للديانة الشركية القدمية‬ ‫هل تعلم ان سبب اختيار رمضان كشهر مق ّد س ألنّه اشد فصول الصيف ح رارة وهو مشتق من‬ ‫الرمض اي حرقة الصيف و األرمض األشد ‪ ,‬و ايض اً بدايته وهنايته مرتبطة باالله القمر‬ ‫هل تعلم َّ‬ ‫أن الوضوء و الركوع والسجود والطهور واخلتان والذبح احلالل و لباس الصالة واحلجاب‬ ‫و النقاب وحترمي اكل اخلنزير و الفصل بني اجلنسني بالدين احملمدي اإلسالمي‪ ....‬أصله مأخوذ من‬ ‫الدين اليهودي وأغلب علومه و طقوسه وتعاليمه كذلك ؟؟‬ ‫هل تعلم مل مسيت الكعبة بيت اهلل ؟؟‬ ‫ هل تعلم َّ‬‫أن كلمات « احسن اخلالقني « و « ربك األكرم» هي كلمات كانت تقال لتمجيد‬ ‫االله القمر اهلل األكرب وهي سبب اكتشاف عبدهلل بن ايب السرح هل راء حممد و ارتداده‬ ‫ هل تعلم َّ‬‫دم روا مجيع املعابد و اآلثار و الصور و املستندات اليت رأوها بوجههم‬ ‫أن املسلمون ّ‬ ‫صع ب األمور على األركيولوجيني وعلماء اآلثار‬ ‫واحرقو مجيع حضارات الشعوب اليت غزوها مما ّ‬ ‫كث رياً‬ ‫ هل تعلم انه ال يوجد اي اكتشاف واخ رتاع ملسلم متديّن منذ ‪ 1400‬عام ح تىّ اللحظة‬‫اجلواب على تلك األسئلة‬ ‫وكيف ميكن أن جيتمع دينان خمتلفان أحدمها وثين و اآلخر مساوي غري مرئي‬ ‫ح تىّ شيوخكم وعلماءكم األغبياء جمتمعني لن يستطيعوا اإلجابة وال على تساؤل واحد من تلك‬ ‫األسئلة‬ ‫فمن يستطيع هم علماء اآلثار أواألركيولوجيني وحدهم والباحثني بتاريخ األديان ومقارنتها‬ ‫خليل خالد العمري‬ ‫‪ - Abrahamic Delusions‬اخل رافات اإلب راهيمية‬

‫‪35‬‬

‫‪36‬‬


‫حتديد النسل‪...‬‬

‫أوشو‬

‫ليس هنالك أي دين‬ ‫يؤيد حتديد النسل‪...‬‬ ‫ولسبب بسيط أن ذلك يقلل من اعداهم‪..‬‬ ‫الكاثوليك يعارضونه‪ ..‬املسلمون يعارضونه‪..‬‬ ‫اهلندوس يعارضونه‪...‬‬ ‫الكل يعارض حتديد النسل‪...‬‬ ‫والسبب انه يقلل أعدادهم والعدد قوة‪...‬‬ ‫فكلما زاد عدد اتباعك‬ ‫كلما كنت اقوى‪...‬‬ ‫هذا جزء من السياسة‪ ..‬سياسة القوة‪....‬‬ ‫هم ال يهتمون مبستقبل البشرية‪...‬‬ ‫ال يهتمون مبعاناة الناس‪...‬‬ ‫ال يهتمون بالفقر‪..‬‬ ‫أن تلد طفل يف هذا الوقت‬ ‫يكاد يكون مبثابة جرمية‪...‬‬ ‫ألن العامل مكتظ سكانيا‪...‬‬ ‫ونص البشرية تتضور جوعا‪...‬‬ ‫وبنهاية هذا القرن‬ ‫ستكون اجلوع حادا‪..‬وال يطاق‪...‬‬ ‫وسوف تصبح األرض كوكبا جمنونا‪...‬‬ ‫سيكون اما الناس خيارين للعيش‬ ‫اما األنتحار‪ ..‬أو اجلرمية‪...‬‬ ‫وكالمها خاطئ‪........‬‬ ‫بابا الكاثوليك‬

‫‪37‬‬

‫حتديد النسل‪...‬‬

‫حتديد النسل‪...‬‬

‫و السنك راشاريا اهلندوس‪..‬‬ ‫ورجل الدين‬ ‫سيكونون هم األشخاص املسؤولني عن هذا ‪...‬‬ ‫ألهنم يعارضون حتديد النسل‪...‬‬ ‫وهم يتحدثون بشكل مجيل‪..‬‬ ‫وبريرون بطريقة مجيلة‪...‬‬ ‫بقوهلم أهنم ضد حتديد النسل النه ضد الطبيعة‪..‬‬ ‫لكن أن كان حتديد النسل ضد الطبيعة‪..‬‬ ‫عندها جيب على بابا الفاتيكان أن يكون ضد الطب‪...‬‬ ‫الن هذا ايضا ضد الطبيعة‪...‬‬ ‫وإذا كان هنالك شخص ميوت بالسرطان‬ ‫دعه ميت ‪..‬ال تعطيه دواءا‪!!.‬‬ ‫عندها هذه النقطة بيقى البابا صامتا‪!!.‬‬ ‫يف الواقع املسيحيون يستمرون يف إعمار املشايف‪...‬‬ ‫إن كانت الوالدة طبيعية‬ ‫عندها ليكن املوت طبيعي‪...‬‬ ‫لكن أن أنت خلخلت التوازن من خالل‬ ‫بأن حتول دون موت الناس‪...‬‬ ‫عندها جيب ان تتقبل اجلزء األخر ايضا‪...‬‬ ‫دع الناس ميوتون بشكل طبيعي‬ ‫وعندها دعهم يولودن اطفال على قدر ما يستطيعون‪..‬‬ ‫لكن عندها لن يكون هنالك اي خلل يف التوازن‪...‬‬ ‫فالطبيعة توازن نفسها ‪...‬‬ ‫قبل مخسني عاما فقط‬ ‫يف اهلند كان من عشر أطفال‬ ‫ميوت تسعة يف أول سنتني‪....‬‬

‫‪38‬‬


‫حتديد النسل‪...‬‬

‫األن املسالة معاكسة‬ ‫تسعة سيعشون وواحد فقط سوف ميوت‪...‬‬ ‫كيف حدث هذا يف خالل اخلميسن سنة؟‬ ‫الطب احلديث صنع املعجزة‪...‬‬ ‫وهذا غري التوازن بأكمله‪...‬‬ ‫إن تقبلت الطب‪..‬‬ ‫أن تقبلت املستشفيات‪..‬‬ ‫وتقبلت ان حتافظ على الناس من السرطان‬ ‫والسل فعدها جيب عليك أن تستخدم حتديد النسل‪...‬‬ ‫وإال فكيف ميكن أن تبقي‬ ‫الكثافة السكانية ضمن احلدود الطبيعية و احملتملة؟؟‬ ‫أوشو‬

‫‪39‬‬

‫‪40‬‬


‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫ اهلل‬‫‪..‬هل تسمعين؟‬ ‫كنت أمت�نى م ��ن ك ��ل قليب أن أك��ون واح���داً م ��ن أول ��ئ ��ك املخلصني ال ��ذي ��ت جيهشون بالبكاء‪,‬‬ ‫املخلصني األوفياء‪ ,‬لكن مع كل حلظة أفكر فيها أن أنضم إىل املاليني اليت هتتف بامسك‪,‬و‬ ‫تبكي من خشيتك‪,‬و تضحي من أجلك‪,‬‬ ‫أفكر‪,‬و يا لسوء حظي أنين أفكر‪,‬‬ ‫لو كانت املمكلة العربية السعودية بالد االس�لام املنيعة قد قامت بتحويل عائدات رحلة‬ ‫زيارتك بيتك األسود إلطعام شعيب العاري يف خميمات العربان لكنت نلت اعجايب حبق‬ ‫أفكر‪,‬ما دمت موجودا ومتتلك شعبية شبه مطلقة يف صفوف البشر‪,‬‬ ‫كيف تستطيع أن تتحاشى النظر إىل مهومهم و مشاكلهم‪,‬؟؟؟؟‬ ‫وهم يسلبون أبنائهم لقمة الطعام ليقوموا بزيارة مسكنك الرملي ‪,‬و يلهثون يف فالة حارة‬ ‫حارقة من أجل أن تنتبه ملعانتهم و شقائهم‬ ‫أعجب كل العجب‪,‬كيف مل يالحظوا ما أالحظ‬ ‫األمر ال حيتاج خلربة أو عقول خارقة‬ ‫بكل بساطة‪,‬ينادون و يتقاتلون و يكبتون رغباهتم و ارادهتم من أجل ارضائك‬ ‫وانت ال توليهم باالً‬ ‫عيد ميالد سعيد البنك السامي االشقر‪ ,‬وامتىن منك ان كنت موجوداً حبق‪,‬أن تعطف عليهم‬ ‫و تساعدهم حبق‬ ‫كفاهم م رارة و تعذبا و هلفة لنيل جنان أكاد أجرم بأهنا منحوتات يف باهلم ال أكثر‬ ‫عيدك سعيد‪,‬و تقبل مالحظيت هذه‬ ‫و أمتىن أن أراك قريب اً‪,‬بني أنصارك و معجبينك‬ ‫ال فوقهم يف السماوات الباردة‬ ‫‪ ( - 2‬و عدنا اىل الضفة االوىل )‬ ‫كيف يل ان انسى مجعة كل اسبوع‪,‬كيف يل ان انسى اجواء الثورة الكرنفالية و الصخب و‬ ‫الص راخ ينبثقان على امتداد اجلغ رافية السورية ‪,‬جوقة موحدة كبرية اتقنت سيمفونية احلرية‬ ‫اليت ُم ًّزقت منذ اكثر من نصف قرن‬ ‫اهلث هنا و هناك‪,‬كنسر يبحث عن فريسة‪,‬التقط معطفي و هاتفي اخللوي‪,‬االحظ نقودي‬

‫هل الثورة على حق؟‪,‬ال انتظر االجابة‪,‬أفتح الباب اخلشيب االصفر‪,‬اغلقه‪,‬اثب جمنونا‪,‬اخرج‬ ‫من املدخل‪,‬شهقة طويلة‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫‪41‬‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫املتناثرة جبانبه ‪,‬اجتاهلها كي ال تفسد طُهر اللحظة‪,‬أقف جبانب الباب مقابل امل رأة‪,‬ارمق‬ ‫نفسي بنظ رات استفهامية‪,‬ينصهر االحساس يف اعماقي‬

‫‪,‬أرتب افكاري‪,‬ال افلح‪,‬اتركها مبعثرة ونسري معا‪,‬سيارات السيتشن البيضاء ترتبص باملرة‬ ‫هنا و هناك‪,‬دسست يداً يف جييب احتسس موبايلي‪,‬بيدي تلمست اخلطر احمليط‪,‬صرت أسري‬ ‫على غري هدى‪,‬ال ادري مل اصبت اثناء خويف حبالة من اخلمول والسكينة عوضا عن االنفجار‬ ‫يهم‪,‬تابعت مسريي و صور الشهداء تتساقط ام��ام عيين تباع اً‪,‬انعطفت‬ ‫خوفا و فزع اً‪,‬ال‬ ‫ْ‬ ‫ميين اً‪,‬مررت مبسجد احلي‪,‬مسج ٌد صغري ذو ب ��اب حديدي ازرق ص��دئ من اسفله‪,‬يتالقى‬ ‫فيه يومي اً بضع العش رات من املسنني يتقاذفون مهومهم و يرفعوها ٍ‬ ‫آهات مشرتكة اىل مساء‬ ‫القدمي‪,‬تفرست وجه‬ ‫لعلها تسمعهم‪,‬االلسنة الباردة تنبعث من ثنيات ج��داره القرميدي‬ ‫ّ‬ ‫االمام‪,‬كله اً يرتدي عباءة طويلة يعجن بني يديه مسبحة خشبية متشققة‪,‬يبصق على قطعة‬ ‫قماش خض راء‪,‬يطويها‪,‬يدخل املسجد‪,‬كأسد يدخل عرينه كمقاتل يدخل ساحته‪,‬على االقل‬ ‫باجتاه(ج نَّيت)‪,‬هأنذا اتوسط الزقاق الضيّ ق‪,‬زقاق ال يتسع اال‬ ‫هذا ما هتيّ أ يل به‪,‬تابعت املسري‬ ‫َ‬ ‫لبضعة مارة‪,‬كان مكانا امن اً عصيّ اً على دوريات االمن‪,‬كان مزركشا ببعض عبارات الرجل‬ ‫البخاخ(عضو فاعل يف جوقتنا)‪,‬تعلو الصيحات‪,‬يزداد خفقان القلب‪,‬يثقل السمع‪,‬اقرتبت من‬ ‫اجلوقة‪,‬طبول‪,‬زغاريد‪,‬هتافات‪,‬أطفال حيملون اعالم اً والفتات(ال يفقهون فحواها غالب اً)‪,‬يعلو‬ ‫الص راخ‪,‬وصلنا اىل اجلنة‪,‬اىل الكرنفال‪,‬حملت من اصدقائي من بعيد‪,‬وصلوا قبلي‪,‬انضموا اىل‬ ‫اجلوقة ب ��اك��راً‪,‬مل أن ��اده��م‪,‬مل أرد ان يكون ندائي نشازاً يعرقل مسري االص��وات‪,‬ب��دون وعي او‬ ‫ارادة‪,‬حلظة ال ميكن ان توصف‪,‬برزخ حاد بني رتابة احلياة و عنفواهنا‪,‬بني ايقاعها الرومنسي‬ ‫اجلبان و هديرها الشديد الالمتناهي‪,‬تلك العبارة اجملهولة اليت تق لّ ك لضفة القوة (مجيل‬ ‫يف بعض االحيان ان تكون قويّاً تفرتس االعداء الضعاف)‪,‬و عند وصولك ‪,‬يف تلك اللحظة‬ ‫فقط‪,‬تستحق ان تلتحم جبسد اجلوقة‪,‬تلتحم بصانعي املعج زات احلقيقية‪..........‬‬ ‫ختبو اجلوقة على ام ��ت ��داد ال��وط ��ن‪,‬هت��وي الطبول‪,‬هتوي الالفتات الدامية ف��وق الطبول‪,‬هتوي‬ ‫االج��س��اد‪,‬هت��وي االالف منها‪,‬يومي اً‪,‬بدون راح��ة‪,‬ب��دون كلل او ملل‪,‬تقرع اجل ��وق ��ة الشهيدة‬ ‫طبوهلا‪,‬تلتئم االرواح امل��ش��ردة جتتمع م��ن ج��دي��د ‪,‬جت ��ت ��م ��ع ل��ي �لاً‪,‬ت ��ت ��ه ��ام��س ت��ت��ش��اور‪,‬اح��داث‬ ‫متسارعة‪,‬مع اش��راق ��ة الشمس‪,‬تكون اجلوقة قد منت من ج��دي ��د‪,‬ال وق��ت للتكفني‪,‬ال وقت‬ ‫اجي‪,‬تشربت احلان اً عذبة‪,‬وصلت اىل نشويت‪,‬ملحمة‬ ‫للتضميد‪,‬فاالزي زاالسود ال ينتظر‪,‬اعود اد ر‬ ‫ّ‬ ‫يوميا ‪,‬ختوضها اجلوقة‪,‬لكن للخوف مفعول أش ّد من نشواتنا الساذجة‪,‬أعد السيارات من‬

‫‪42‬‬


‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫جديد‪,‬ارسل نظ رات متقطعة اىل داخلها‪,‬كم هو مجيل منظر االطفال يف السيارات‪,‬سيارات‬ ‫مدنية‪,‬سيارات ال حتمل مذاهب ال حتمل حلى وال حتمل سيوفا ب رأسني سيارات مل تلوث بروث‬ ‫أسود‪,‬سيارات مساملة بعيدة عن صخب جوقتنا حىت‪,‬افتح بابنا اخلشيب االصفر وقد شاخ‬ ‫قلي الً‪,‬اطلق كلمات التحية املعتادة‪,‬ينتظرين السرير يف غرفيت املعتمة كالوطن‪,‬انغمس فيه‬ ‫حب رارة‪,‬استذكر مأثرجوقتنا‪.‬و على ضجيجها العبثي اغفو‪,‬رغما عين اغفو(نسيت ان اخربكم‬ ‫انين عديت اىل الضفة االوىل)‪,‬و من يعود للضفة االوىل يغفو‬

‫‪43‬‬

‫‪44‬‬


‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫مناف زيتون‬ ‫منك سوى ابتسامة ونصف وجه‪ ،‬ال أملك ِ‬ ‫ال أملك ِ‬ ‫منك سوى بصيص أمل‬ ‫وليلة لطيفة‪ ،‬التفرج على حكم اإلعدام أشد أمل اً من اإلعدام نفسه‪ ،‬من يصرخ‬ ‫ال يصمه الص راخ‪ ،‬كل ما لدي ِ‬ ‫منك هو اجلزء األخري من الكون‪ ،‬األرض األخرية‬ ‫كي نكتشفها‪ ،‬رحلة السفن األخرية‪ ،‬أمسع أصواهتم تعلن هناية املهمة‪ ،‬أرى‬ ‫من هنا القبعات تتطاير فرح اً‪ ،‬األطفال يبكون غري فامهني سبب الضجيج‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مطمئنات؛ “لن خيلو السرير بعد اليوم”‪ ،‬أنا ال أملك ِ‬ ‫منك‬ ‫كل النساء تنهدن‬ ‫َ‬ ‫س ��وى حلظة االحتفال األخ�يرة‪ ،‬حيث الصفحة األخ�يرة من الكتاب موجودة‬ ‫هناك‪ ،‬ال نعلم عن كل احلكاية س��وى أن هلا هناية سعيدة‪ ،‬البقية جمهولة‪،‬‬ ‫احرتقت صفحات الكتاب مع باقي األثاث‪.‬‬ ‫جمرد التفكري باألمر يدفعين للجنون‪ ،‬يدفعين للحديث إىل اجلد ران‪ ،‬لتقمص‬ ‫روح املغنية اجملنونة اليت تغين يف غرفيت منذ الصباح‪ ،‬أتأمل انعكاس وجهي‬ ‫ِ‬ ‫جسدك املاكثة يف خميليت تقف إىل جانيب‪،‬‬ ‫يف خ زانيت الزجاجية‪ ،‬أختيل أشالء‬ ‫يب األمر أحلم ببقايا جسد‪ ،‬بالعودة إىل الوراء‬ ‫حق اً؟ هذا ما ٍحصل؟ انتهى َ‬ ‫ومنع كل شيء من احلدوث‪ ،‬أن أصل إىل املكان قبل قذائف احلقد‪ ،‬أن أصل‬ ‫إىل الزمان قبل انفجار املاضي يف وجوهنا‪ ،‬كل الوجوه مشوهة‪ ،‬فاقدة اخلاليا‬ ‫ٍ‬ ‫الشهية‪ ،‬ال متعة يف تقبيل ٍ‬ ‫أجساد ترجتف‬ ‫وجوه ميلؤها احلقد‪ ،‬ال متعة يف عناق‬ ‫باحلقد املاكث داخلها منتظ راً الرصاصة التالية لينطلق‪ ،‬قد أكسر خ زانيت‬ ‫لوح‬ ‫الزجاجية‪ ،‬سأصدم رأس��ي هب��ا‪ ،‬وس ��ن��رى‪ ،‬من أكثر هشاشة اآلن‪ ،‬أن��ا أم ٌ‬ ‫رخيص من الزجاج‪ ،‬أنا أم شبه ذكرى؟‬ ‫ٌ‬ ‫هنا ال يوجد ما يكفي من األمل‪ ،‬الكثري من اخلوف‪ ،‬لكن ال يوجد أمل‪ ،‬اخلوف‬ ‫ٍ‬ ‫دون أمل كسكب اخلمور يف معدة فارغة‪ ،‬ال شيءَ ينتج سوى احلزن‪ ،‬ال شيءَ‬ ‫ينتج سوى الذكريات الصامتة‪ ،‬وابتسام ةٌ السك ران األخ�يرة قبل أن ينفجر‬ ‫ِ‬ ‫وجهك‪ ،‬ولتحضن الطاولة األقرب الفتاة‬ ‫بالبكاء‪ ،‬حيث تصبح كل الوجوه‬ ‫ِ‬ ‫وج��ه��ك‪ ،‬وأرس���م على عنقها م��ا ف��ات�ني‪ ،‬س��أرس��م عليها كل‬ ‫ال�تي سألبسها‬

‫‪45‬‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل حق‬ ‫احلكايا‪ ،‬كل التفاصيل الربيئة واملذنبة‪ ،‬ليست احلبيبة من جتعل مين جباراً‪،‬‬ ‫إمنا تلك اليت حتولين إىل بقايا رجل‪ ،‬اليت تدفعين إىل زاوية غرفيت الصغرية‪،‬‬ ‫حيث ميكنين أن أط ��ل ��ب م��ن اجل����دارن ال ��ت��ح��ول‪ ،‬أن أط ��ل ��ب م��ن األرض حتيت‬ ‫ِ‬ ‫غرفتك‪ ،‬بضعة‬ ‫االت��س��اع‪ ،‬لتتحول إىل م�لاءة أحركها كما أش��اء‪ ،‬أسحب‬ ‫كيلوم رت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لثيابك‬ ‫ات لن تكون مشكلة‪ ،‬أرفع السرير يف غرفيت ألترك متسع اً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حذائك دائرًة‬ ‫كحيوان أليف‪ ،‬وأرسم حول‬ ‫تالحقك‬ ‫وصناديق املاضي اليت‬ ‫حذائك‪ ،‬سأتدبر ِ‬ ‫ِ‬ ‫حمرمة على اجلميع سواي‪ ،‬ولن ختلعي‬ ‫لك استثناءً وزاري اً‬ ‫لتكوين داخلها‪.‬‬ ‫أنا ال أملك ِ‬ ‫منك سوى ابتسامة‪ ،‬هل تعلمني يف هذه البالد كم هو حمظوظ‬ ‫ال��ذي ميلك ابتسامة؟ ال أدري إن كانت تلك اليت أملكها ابتسامتك أم‬ ‫ِ‬ ‫وجهك ووجهي للظهور‪،‬‬ ‫ابتساميت‪ ،‬أم أهنا جتلي الرب األخري الذي اختار‬ ‫قط رات دم الناصري لن تسيل بعد اليوم على احلجر األصم‪ ،‬سيكتفي اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫أملك ِ‬ ‫منك ذكرى‪ ،‬ال ِ‬ ‫أملك ِ‬ ‫بابتسامة والكثري من املوت‪ ،‬أنا ال ِ‬ ‫منك رائحة‬ ‫أملك ِ‬ ‫أملك ابتسامة ال أملك شفاهها‪،‬‬ ‫منك شفاه اً‪ُ ،‬‬ ‫أو ملمس إصبع‪ ،‬ال ُ‬ ‫علي تذوقها‪ ،‬مث��ار احلياة تقلقهم أكثر من مسوم‬ ‫أملك مث��رة احلياة‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وحم��رم ّ‬ ‫السعادة‪ ،‬يضيقون اخلناق علينا يف الزنازين كل يوم‪ ،‬ال أريد اخلروج‪ ،‬ال أريد‬ ‫احلرية‪ ،‬أريد فقط أن تكون زن زانيت بالقرب من زن ز ِ‬ ‫انتك‪ ،‬رمبا يصلين القليل‬ ‫ِ‬ ‫غنائك الذي يغضب احلارس األصلع‪.‬‬ ‫من‬ ‫ابتسمي قلي الً‪ ،‬قلي الً بعد‪ ،‬الشيءَ ميحي احلرب كابتسامة‪ ،‬ال شيءَ يهزم‬ ‫ك��ل ج��ي��وش األرض وجمرميها كابتسامة‪ ،‬ال ش���يءَ ميكنه أن يغري التقومي‬ ‫والساعات وحىت اجتاه دوران األرض كابتسامة‪ ،‬ال شيءَ ميكنه أن حيول املاء‬ ‫مشس والشمس إىل ٍ‬ ‫إىل مخر‪ ،‬واخلمر إىل حبر‪ ،‬والبحر إىل ٍ‬ ‫ماء كابتسامة‪ ،‬كل‬ ‫قطرة ٍ‬ ‫ماء تبتسمني أمامها متر بكل ذلك يف ِ‬ ‫ظرف ٍ‬ ‫ثوان‪ ،‬كسرعة تغري لون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجهك حني أقول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ينتظرك‬ ‫بانتظارك‪ ،‬حني تعلمني أن هناك من‬ ‫لك أنين هنا‬

‫‪46‬‬


‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫على الضفة األخرى من األمل‪ ،‬على الضفة األخرى من اجلنون الذي حييط ِ‬ ‫بك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجهك بالشمس بدل امل��اء‪ ،‬رمبا‬ ‫عجلتك الصباحية تغسلني‬ ‫رمبا يف خضم‬ ‫وجهك ب رتاب األمازون‪ ،‬وترمينه بال اك رت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اث على ذ ر ِاع أكثر الف راعنة‬ ‫جتففني‬ ‫لست متأكداً – أمتكن يوم اً ما من اإلمساك‬ ‫سعادة على اإلط�ل�اق‪ ،‬رمب��ا –‬ ‫ُ‬ ‫باملاء‪ ،‬ال تفعلي شيئ اً سوى أن تبتسمي‪ ،‬فقط ارمسي ذلك الشيء الذي يزيد‬ ‫من وزن اهلواء من جديد‪ ،‬ودعيين أداعب املاء‪.‬‬ ‫وجهك‪ ،‬ال ت ّدعي اخلجل‪ ،‬أمل ت��ري متسوالً قب الً؟ ال مت ��دي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي��دك إىل‬ ‫ال ختفي‬ ‫احلقيبة إشفاق اً‪ ،‬وال ت ّدعي أن ليس ِ‬ ‫لديك من النقود ما يكفي‪ ،‬فقط ابتسامة‪،‬‬ ‫تعني متسوالً على النجاة إىل اليوم التايل من احلرب‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫‪48‬‬


‫القارب الفارغ‬

‫أوشو‬

‫���م ال���ن���اس ي��ع��ي��ش دائ���م���ا ح���ي���اة مليئة‬ ‫ال�����ذي يحَْ���ك ُ‬ ‫باإلضطرابات‬ ‫احلقيقة أن الرغبة يف السلطة وأن تكون زعيما‬ ‫ل��ل��ن��اس ت��ن��ب��ع م���ن االض����ط����راب ال���داخ���ل���ي‪ ،‬ألن��ك‬ ‫عندما تقود الناس‪ ،‬فسيساعدك ذلك على نسيان‬ ‫االضطراب الداخلي‪ ،‬نعم هذا نوع من اهلروب‪,‬‬ ‫واخل����داع‪ ،‬ألن امل��ري��ض عندما يعتين مب��ري��ض آخر‬ ‫فهو ينسي مرضه اخلاص‪.‬‬ ‫يقولون أن بريناردشو اتصل بطبيبه اخلاص وقال‪:‬‬ ‫«أنا يف حالة سيئة ألنين أشعر أن قليب سيتوقف‪،‬‬ ‫تعال فوراً! «‬ ‫عد الثالثة‬ ‫ص َ‬ ‫رك��ض الطبيب وك��ان ال ب��د ل��ه أن يَ ْ‬ ‫سالمل لعند مريضه بشكل سريع مما أدى لتعرقه‬ ‫وتسرع نبض قلبه وفور دخوله لعند املريض ودون‬ ‫أن يتكلم وال بكلمة سقط على أول كرسي وجده‬ ‫وأغ��ل َ��ق عينيه‪ .‬قَ��ف��ز ب�يرن��اردش��و م��ن س��ري��ره وس��أل‬ ‫برعب‪« :‬ماذا ْحيدث معك؟ « فأجاب الطبيب‪:‬‬ ‫«ال شيء الشيء‪ ،‬يبدو أنين أَموت‪ ،‬وأنين أعاين‬ ‫من نوبة قلبية‪».‬‬ ‫��اع َ��دت��ه‪ ،‬وج��ل��ب ل��ه ك��أس من‬ ‫��س َ‬ ‫ب��دأ ب�يرن��اردش��و مبُ َ‬ ‫الشاي‪ ،‬وبضعة حبوب من األسبريين‪ ،‬وفعل كل‬ ‫مايف وسعه أن يفعل‪ .‬وبعد مضي نصف ساعة‪،‬‬ ‫ع���اد ال��ط��ب��ي��ب ل��وع��ي��ه‪ ،‬وق���ال ف��ج��أة‪« :‬اآلن علي‬ ‫املغادرة‪ ،‬أرجو أن تعطيين أجري!»‬ ‫فصاح بريناردشو‪« :‬ياللهول! أنت جيب أَن تَدفع‬

‫‪49‬‬

‫كض حولك ملدة نصف ساعة‪،‬‬ ‫يل! لقد كنت أَر ُ‬ ‫مث إنك مل تسألين حىت عن صحيت ومباذا أشعر!»‬ ‫��ب ق����ال‪« :‬ل��ق��د ع��اجل��ت��ك‪ ،‬ه���ذا هو‬ ‫ل��ك��ن ال��ط��ب��ي َ‬ ‫عالجي لك وعليك أن تَدفع يل أجريت‪».‬‬ ‫ع��ن��دم��ا ي��ك��ون اإلن���س���ان م��ه��ت��م��اً مب���رض شخص‬ ‫آخر فهو ينسى مرضه اخلاص‪ ،‬فلذلك جند هذا‬ ‫العدد الكبري من الزعماء‪ ،‬واملسؤولني واملعلمني‬ ‫ال��روح��ي�ين‪ .‬ألن ذل���ك يشغلهم ع��ن مشاكلهم‬ ‫اخل���اص���ة‪ .‬ع��ن��دم��ا ت��ك��ون ح��ي��ات��ك مليئة بالعناية‬ ‫بالناس اآلخرين‪ ،‬وخبدمة الشعب‪ ,‬عندما تكون‬ ‫موظفا للخدمات اإلجتماعية‪ ،‬وتكون تساعد‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فستنسى اضطرابك الداخلي اخلاص‪،‬‬ ‫وستصبح مشغوال ع��ن ع��دم الرتتيب والفوضى‬ ‫الداخلية يف عاملك الروحي‪.‬‬ ‫األطباء النفسانيون اليصابون باجلنون أب��داً‪ ،‬ال‬ ‫ألهن���م حم��ص��ن��ون ض���� ّده‪ ،‬ول��ك��ن ألهن���م مشغولون‬ ‫كثرياً جبنون اآلخرين ومبُعاجلتهم ومساعدهتم على‬ ‫جت��اوز امل��رض‪ ،‬مما جيعلهم ينسون بالكامل أهنم‬ ‫أيضاً يمُْ ِك ُن أَ ْن يصابوا باجلنون‪.‬‬ ‫فت على العديد من موظفي اخلدمات‬ ‫عر ُ‬ ‫لقد تَ ّ‬ ‫االج���ت���م���اع���ي���ة‪ ،‬وم�����ع ال����زع����م����اء‪ ،‬وال���س���ي���اس���ي���ون‪،‬‬ ‫واملعلمون الروحيون‪ ،‬ووجدت أهنم يبقون أصحاء‬ ‫ألهنم مليئون باالهتمام باآلخرين‪.‬‬ ‫ول��ك��ن ع��ن��دم��ا ت��ق��ود اآلخ���ري���ن خ��ل��ف��ك‪ ،‬وجت��ع��ل‬ ‫نفسك فوقهم‪ ،‬فستكون النتيجة أن اضطرابك‬

‫���م ال���ن���اس ي��ع��ي��ش دائ���م���ا ح���ي���اة مليئة‬ ‫ال�����ذي يحَْ���ك ُ‬ ‫باإلضطرابات‬ ‫�����س ه�����و ف����ق����ط ي���ع���ي���ش ب���ش���ك���ل م����ب����اش����ر يف‬ ‫ول�����ي َ‬ ‫االضطراب‪ ،‬ولكنه يستمر بنشر االضطراب إىل‬ ‫اآلخرين‪ ،‬ألن االضطراب ال يولد إال االضطراب‪.‬‬ ‫لذلك عليك أن تذكر دائما عندما تكون يف حرية‬ ‫وتشتت القاعدة التالية‪ :‬ال تساعد أي أحد‪ ،‬ألن‬ ‫مساعدتَك تتحول إىل سم قاتل‪ .‬عندما تكون‬ ‫مضطربا فال تعمل مع اآلخرين‪ ،‬ألنك تتحول إىل‬ ‫منبع للمشاكل ويصبح مرضك معديا‪ .‬ال تَعطي‬ ‫نصيحتك ألي أحد‪ ،‬وإذا كان عندك ولو قطرة‬ ‫من الفهم فال تَأخذ النصيحة من شخص متحري‬ ‫أو مضطرب‪.‬‬ ‫إبق يف حالة يقظة وحذر‪ ،‬ألن الناس املضطربون‬ ‫َ‬ ‫حيبو َن دائماً أن يعطوا النصائح‪ ،‬وهم يعطوهنا جمانا‪،‬‬ ‫ويوزعوهنا بسخاء وكرم! خذ حذرك! فاالضطراب‬ ‫ال يولد إال االضطراب‪.‬‬ ‫الذي حيكم الناس يعيش يف احلُزن‪.‬‬ ‫عندما تتعاىل على الناس فأنت تعيش يف اضطراب‪،‬‬ ‫وعندما تسمح للغري بالتعايل عليك فأنت تَعيش‬ ‫يف احلزن‪ ،‬ألن الداو تريد‪:‬‬ ‫أن ال نؤثر على اآلخرين‬ ‫وال أن نصبح متأثرين بسلطتهم‪.‬‬ ‫ليس من احلكمة أن حناول التَأثري على اآلخرين‪،‬‬ ‫واألفضل أن نكو َن منتبهني ويقظني لكي ال نقع‬ ‫حت��ت ت��أث�ير اآلخ���ري���ن‪ .‬األن����ا امل��زي��ف��ة ذات م��ق��درة‬

‫القارب الفارغ‬

‫القارب الفارغ‬

‫ال��داخ��ل��ي‪ ،‬س��ي��ول��د االض���ط���راب يف ح��ي��اهت��م‪ .‬نعم‬ ‫ق��د ت��ك��ون أن��ت ق��د متاثلت للشفاء‪ ،‬وق��د يكون‬ ‫ه��ذا خم��رج مريح ملشاكلك الداخلية ولكنه نشر‬ ‫ملرضك‪ ،‬ونقل للعدوى إىل احمليطني‪.‬‬

‫على التأثر والتأثري ولكنها ال تستطيع البقاء يف‬ ‫املنتصف ‪ ,‬األنا املزيفة حتاول التَأثري على الناس‬ ‫تشعر باالرتياح‪ ،‬ألهنا تتعاىل يف ذلك‬ ‫مما جيعلها ُ‬ ‫عن احمليط‪ ،‬ولكن جيب أن نتذكر أ ّن األنا املزيفة‬ ‫تشعر بأهنا يف وضع ليس بالسيء عندما تكون‬ ‫حتت سيطرة شخص أو شيء ما‪ .‬العبيد يشعرون‬ ‫باالرتياح عندما خيضعون ألوامر سيدهم‪.‬‬ ‫هناك نوعان للتفكري يف هذا العامل‪ :‬التفكري الذي‬ ‫يحُ��ب السيطرة‪ ،‬وه��و يف األغلب تفكري ذك��ري‪،‬‬ ‫والتفكري ال��ذي يحُ��ب أن يُسيطر عليه‪ ،‬وه��و يف‬ ‫الغالب تفكري أنثوي‪ ،‬وعندما أق��ول أنثوي فأنا‬ ‫ال أقصد النساء فقط وعندما أق��ول ذك��ري فأنا‬ ‫ال أقصد الرجال فقط‪ .‬ألن��ه هناك نساء ذوات‬ ‫تفكري ذكري‪ ،‬وهناك رجال ذوي تفكري أنثوي‪.‬‬ ‫يحُ��ب السيطرة‪،‬‬ ‫ه��ذان مها نوعا التفكري‪ :‬األول ُّ‬ ‫سيطر عليه‪ ،‬ويف كليت احلالتني‬ ‫والثاين يحُ ُّ‬ ‫ب أن يُ َ‬ ‫تكون األن��ا املزيفة يف وض��ع جيد ألن��ه ليس من‬ ‫املهم أن تُسيطر على أح��د أو يُسيطر عليك‪،‬‬ ‫سيطر عليك شخص‬ ‫املهم هو أن��ت‪ .‬فعندما يُ ُ‬ ‫ما‪ ،‬فأنت أيضاً شيء مهم‪ ،‬ألن هيمنتَه وسيطرته‬ ‫تَعتمد عليك‪ ،‬فهو بدونك‪ ،‬على من سيسيطر؟‬ ‫وكيف ستكون مملكتَه‪ ،‬وهيمنته‪ ،‬وامتالكه؟ فهو‬ ‫بدونك‪ ،‬سيصبح ال أحد‪.‬‬ ‫يف كليت احلالتني تشعر األنا املزيفة أهنا يف وضع‬ ‫جيد‪ ،‬ألهن��ا ال مت��وت إال يف املنتصف‪ .‬ال تَكن‬ ‫حتت السيطرة‪ ،‬وال تحُ اول السيطرة على أحد‪.‬‬ ‫سيحدث يف تلك‬ ‫عليك أن تتخيل ببساطة ماذا‬ ‫ُ‬ ‫احلالة اليت تصبح فيها غري مهم‪ ،‬وغري ذي قيمة‬ ‫يف أية حال‪ ،‬سواء كنت سيدا أو عبدا‪ .‬السادة‬ ‫ال يستطيعون ال��ع��ي��ش ب���دون ع��ب��ي��د‪ ،‬وال��ع��ب��ي��د ال‬ ‫يستطيعو َن العيش بدون سادة‪ ،‬ألن كال الطرفني‬ ‫حمتاجون لبعضهم البعض‪ ،‬وهم مكملون لبعضهم‬

‫‪50‬‬


‫القارب الفارغ‬

‫البعض‪ ،‬كما يف ح��ال��ة ال��رج��ل وامل���رأة يُكمل كل‬ ‫طرف منهما اآلخر بشكل أكيد‪.‬‬ ‫فم ْن أنت‬ ‫عندما ال تَكون ال هذا الطرف وال ذاك َ‬ ‫عند ذل��ك؟ فجأة ستَختفي‪ ،‬ألنه يف هذه احلالة‬ ‫أن��ت غ�ير مهم مطلقاً‪ ،‬ليس ه��ن��اك أح��د مرتبط‬ ‫بك‪ ،‬وليس هناك من حيتاج إليك‪.‬‬ ‫هناك احتياج كبري عند معظم الناس ألن يكون‬ ‫هناك من حيتاج إليه‪ ،‬نعم تذكر دائما أنك تَشعر‬ ‫باالرتياح عندما تكون مطلوبا‪ ،‬وهناك من حيتاج‬ ‫��ب ل��ك ه��ذا ال��وض��ع ال��ب��ؤس‪،‬‬ ‫إل��ي��ك‪ .‬أح��ي��ان��اً‪ ،‬جي��ل ُ‬ ‫ول��ك��ن��ك رغ���م ذل���ك حت����اول أن ت��ب��ق��ى يف وضعية‬ ‫حيتاج فيها أحد ما إليك‪.‬‬ ‫الطفل املشلول الذي ال يستطيع مفارقة السرير‪،‬‬ ‫تبقى أم��ه بشكل دائ���م قلقة بشأنه وتتسائل ما‬ ‫أخدم‬ ‫العمل؟ هي تقول لنفسها دائما جيب أن َ‬ ‫وأع��ت�ني هب��ذا ال��ط��ف��ل‪ ،‬ول��ك��ن ح��ي��ايت تضيع ب��دون‬ ‫معىن حيث ال أج��د اجمل��ال لبناء حيايت اخلاصة‪.‬‬ ‫���وت ه��ذا ال��ط��ف��ل‪ ،‬فستشعر األم‬ ‫ول��ك��ن عندما مي ُ‬ ‫أهن��ا ضائعة‪ ،‬وغ�ير سعيدة ألن ه��ذا الطفل كان‬ ‫حيتاجها بشكل ش��دي��د‪ ،‬حبيث أصبحت مهمة‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫عندما ال يكون هناك من حيتاجك فمن أنت عند‬ ‫ذلك؟ حنن نطمح دائما النشاء حالة يكون فيها‬ ‫م��ن حيتاجنا‪ ،‬فحىت العبيد مطلوبون يف مستوى‬ ‫معني‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫‪52‬‬


‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬

‫الكم وانتشرت يف العلوم كالن ريان يف النصف األول‬ ‫حني بزغت األفكار اجلديدة يف ميكانيكا ّ‬ ‫من القرن العشرين‪ ،‬أول ما فعله الفيزيائيون هو تطبيقها على اجلاذبية والنسبية العامة‪.‬‬ ‫ولكن النتائج كانت غري مرضية‪ ،‬إذ ظهرت قيم الهنائية يف املعادالت مما جعل من املستحيل‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل كبري‪ .‬مثّ يف‬ ‫استيعاهبا‪ .‬فأصبح من الواضح أن مؤسس تيَ العلم احلديث متعارضتان‬ ‫منتصف الستينيات‪ ،‬جنح الفيزيائيان جون ويلر وبريس دويت يف مزج هذه األفكار املتعارضة‬ ‫ف مبعادلة ويلر‪-‬دويت‪ .‬استطاعت هذه املعادلة جتنب القيم الالهنائية‪ ،‬ولكن سرعان‬ ‫فيما عُ ِر َ‬ ‫ما لوحظ أهنا قدمت مشكلة أخ��رى وهي أن الوقت ال يلعب دور فيها‪ .‬هذا يعين‪ ،‬طب ًق ا‪،‬‬ ‫هلذه املعادلة‪ ،‬أن ال شيء حيدث يف الكون‪ ،‬وهذا‪ ،‬بوضوح‪ ،‬يُعارض األدلة امللحوظة ألن الكون‬ ‫يتطور‪ .‬حىت جاء عالِ َم ا الفيزياء النظرية دون بيدج وويليام فوترز عام ‪ٍ 1983‬‬ ‫حبل جيّ د مبين‬ ‫كم يَّ ان‬ ‫ج��دا‬ ‫الكم ي ‪ -‬وه��ي ظ ��اه��رة غرببة ً‬ ‫ُ‬ ‫حيث يرتبط جسيمان ّ‬ ‫على ظ ��اه��رة التشابك ّ‬ ‫ويتشاركا يف اخلواص الفيزيائية رغم انفصاهلم‪ .‬لقياس الوقت‪ ،‬قال بيدج وفولرتز بأن طريقة‬ ‫تطور جسيمني كم �يَّينَ هو نوع من الساعة اليت ميكن استخدامها لقياس التغ يرُّ ‪ .‬حني تتشابك‬ ‫كم يًّ ا‪ ،‬فقياس خ��واص أحدها يُغ يرّ من اآلخ��ر‪ .‬فأظهروا رياضيً ا أن ساعة متشابكة‬ ‫األشياء ّ‬ ‫كم يا مع باقي الكون ستدق لو متّ مالحظتها من داخ��ل الكون‪ .‬ولكن لو افرتضنا وجود‬ ‫ّ‬ ‫شخص يالحظ من خارج الكون‪ ،‬فسريى الكون ساكنً ا‪ .‬هذا يعين أن الوقت قد يكون ومهً ا‪،‬‬ ‫فهو ينشأ فقط من التشابك الكمي‪ ،‬وال يلحظه إال من بداخل الكون نفسه‪ .‬بالطبع‪ ،‬أفكار‬ ‫بيدج وفوترز بدون األدلة التجريبية هي جمرد فلسفة مثرية للفضول‪ .‬ولكن ليس بعد اآلن‪،‬‬ ‫مت ّك نت (ايكاترينا موريفا) وزمالئها من معهد ‪ INRIM‬بإيطاليا من القيام بأول جتربة‬ ‫الختبار أفكار بيدج وفوترز‪ ،‬وهم يؤكدون أن الزمن بالفعل ينشأ نتيجة التشابك الكمي‪،‬‬ ‫كم يًّ ا‪،‬‬ ‫وإن يكن يف «كون ُدمية»‪ .‬هذا «الكون» عبارة عن ٍ‬ ‫زوج من الفوتونات متشاب َك ني ّ‬ ‫وتتم مالحظة حالتهم بإحدى الطريقتني‪ .‬األوىل‪ ،‬امل راقب يالحظ تطور النظام عن طريق‬ ‫التشابك به‪ .‬الثانية‪ ،‬م راقب يالحظ التطور مقارن ةً بساة خارجية غري معتمدة إطالقً ا على‬ ‫كل من الفوتونات املتشابكة لديه استقطاب‬ ‫هذا «الكون»‪ .‬التفاصيل التجريبية مباشرة‪ٌ .‬‬ ‫ميكن تغيريه بتمريرها يف صفيحة م��زدوج��ة االن ��ك��س��ار‪ .‬يف التجهيز األول للتجربة‪ ،‬يقيس‬ ‫امل راقب استقطاب فوتون واحد‪ ،‬وبالتايل يكون متشاب ًك ا معه‪ .‬مث تتم مقارنة هذا بالفوتون‬ ‫الثاين‪ .‬الفرق هو قياس للزمن‪ .‬متّ إعادة التجربة أكثر من مرة بسمك خمتلف للصفيحة يف‬ ‫كل مرة‪ .‬يف التجهيز الثاين‪ ،‬مير زوج الفوتونات يف الصفيحة مما يغري من استقطاهبم‪ ،‬ولكن‬

‫‪ By: I believe in Science‬‬

‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬

‫‪53‬‬

‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن‬ ‫من التشابك الكمي‬

‫هذه امل��رة‪ ،‬يقيس امل راقب اخل��واص الشاملة لكال الفوتونني مبقارنتهم بساعة مستقلة‪ .‬يف‬ ‫هذه احلالة‪ ،‬ال يستطيع امل راقب كشف أي اختالف بني الفوتونني بدون التشابكم كميً ا‬ ‫بأحدهم‪ .‬ومبا أنه ال يوجد اختالف‪ ،‬فالنظام يبدو ساكنً ا‪ ،‬أي أ ّن الزمن ال ينشأ‪# .‬علم‬ ‫‪#‬علوم ‪#‬فيزياء ‪#‬كم ‪#‬فيزياء_كمية ‪#‬تشابك_كمي ‪#‬الزمن ‪#‬اجلاذبية ‪#‬فوتونات‬ ‫‪#‬جسيمات ‪#‬جتربة املصدر‪https://medium.com/the-physics-arxiv- :‬‬ ‫‪with Diana — 1310.4691/http://arxiv.org/abs blog/d5d3dc850933‬‬ ‫‪.James‬‬

‫‪54‬‬


‫رهان باسكال‬

‫ُس ؤال يسأله الكثري من املؤمنني للملحد عندما يرون أنه النتيجة من حوار شخص ال يقتنع‬ ‫إال باملنطق واحملسوس امل خترب ‪.‬‬ ‫ماذا لو كنت خمطئ ؟ ُماذا لو كان بالفعل هناك رب وانت أحلدت به؟‬ ‫تُسمى هذه احلُجة ِرهان باسكال وهو منطق باطل وتعترب الورقة األخرية يف يد امل ؤمن ‪ .‬سوف‬ ‫اُح��اول استع راض هذه احلجة بشكل اوس��ع وما هي املشاكل فيها ومل��اذا تُعتربُ من اسخف‬ ‫األسئلة اليت ميكن أن تسأهلا مللحد‬ ‫إذا كان املؤمن على خطأ واهلل غري موجود فلن خيسر شيئ اً إذا كان امللحد على خطأ واهلل‬ ‫موجود فسوف يذهب إىل النار‬ ‫هلذا من احلكمة أن ختتار االميان لكي ال تذهب إىل النار ولن ختسر شئ اذا مل يكن هناك رب‬ ‫أوالً ‪ ,‬اف�ترض ��ت احلجة أن االع ��ت ��ق ��اد وع��دم االع ��ت ��ق ��اد ه��و ِخ ��ي��ار ب��دال م��ن أن يكون ش ��ئ حيدد‬ ‫باالسباب والتحليل والظروف واالدلة ‪.‬‬ ‫االحل��اد ليس باختيار انا مل أختار ان اك��ون ملحد ‪ .‬االحل��اد هو نتيجة لرفضي لإلعتقادات‬ ‫اخل رافية ‪ .‬هلذا كانت النتيجة كوين ملحد وليس إختياراً‬ ‫ثاني اً ‪ ,‬إفرتضت احلجة أنه هناك ِخ يارين فقط ‪ . .‬إما اله املؤمن خطأ او امللحد خطأ فيما‬ ‫انه يف احلقيقة قد يكون كِ المها خاطئ ‪ .‬قد يكون هناك إله ولكنه ليس إله املؤمن ‪ .‬رمبا‬ ‫كان هذا اإلله اليهتم إن كان الناس يؤمنون به أم ال ‪ .‬على عكس إله املسلمني الذي يغار‬ ‫ويغضب ويطلب اخلضوع ويتصرف بطفولية كالبشر ‪ .‬رمبا هذا اإلله يَقبل النقد والتفكري‬ ‫املنطقي ‪ .‬وهو أكرب من أن يضع كيانة وعظمته مع تفكري البشر الذي هو خلقهم ل رياقبهم‬ ‫ويسجل عليهم ‪ .‬فإذا كان إله عطوف وراقي فهو الميانع بأن اليؤمن الناس وهذا مايُسمى‬ ‫بِ ِرهان امل لحد‬ ‫ثالث اً ‪ُ ,‬يقولون لن ختسر شيئا ان كنت مؤمن وعلى خطأ ؟! املؤمن سيقضي طوال حياته يف‬ ‫طقوس ال معىن هلا ويفين الساعات والدقائق من عمره يف هذه املمارسات ‪ ،‬هبذا يكون أهدر‬ ‫حياته الوحيدة يف الوهم ‪ ،‬وباع عقله ملبادئ من العصر اجلاهلي ‪ .‬ذلك هلو اخلُس ران العظيم‬ ‫رابع اً ‪ ,‬اجلميع لديه نفس النسبة يف الدخول اىل اجلنة أو النار على اف رتاض وجودمها ‪ .‬يف هذا‬ ‫العامل يوجد أكثر من ‪ 1000‬إله واكثر من هذه االهل��ه أدي��ان ومذاهب واعتقادات ومجيعها‬ ‫تدعي أهن ��ا الطريق الصحيح الوحيد‪ .‬وماعدا ذل ��ك فهو باطل ‪ .‬فامللحد لديه نفس نسبة‬ ‫املؤمن يف دخول اجلنة أو النار قياسا على عدد هذه األديان‬

‫رهان باسكال‬

‫‪55‬‬

‫رهان باسكال‬

‫مما سبق نستنتج أن اإلحلاد هو الطريق األكثر منطقية ليسلكه العاقل ‪ .‬جيب على املؤمن‬ ‫أن يكون أكثر عقالنية يف تصوارته عن الرب وأن ال يقبل أي فكرة جملرد أن الناس تتبعها‬ ‫بل عليه التحقق منها قدر االمكان بغض النظر عن العواقب ‪ .‬او اخل��وف من الصواعق‬ ‫واخلسف من اهلل الشرير وجحيمة امللتهب كما يُصور االسالم !‬

‫‪56‬‬


‫كوندوم جمتمع مذكر‬ ‫كنده يوسف‬

‫هل تقصدين أن؟‬ ‫نعم‪ ،‬تود فعل ذلك؟‬ ‫يا إهلي أشعر أين سأبدأ بالضحك‪ ..‬تطلبني هكذا‪ ..‬أشعر بغ رابة املوقف‬ ‫امسعين أرجوك‪ ،‬ال تكرر كلمة طلب‪ ..‬هذا ليس بطلب‪ ،‬إنه أمر أود وأرغب وأشعر أين أريده‬ ‫معك‪..‬معك أنت‬ ‫امسعيين ِ‬ ‫أنت هذه املرة… هيا بنا‬ ‫نعم!‬ ‫نعم‪ ..‬نعم نعم‪ ،‬ولكن!‬ ‫ماذا؟‬ ‫هل هي املرة األوىل؟‬ ‫نظري اً ال أبداً‪ ،‬ككل النساء أعيش حياة مزدوجة إحداها داخل خميليت‬ ‫خائفة؟‬ ‫ال أدري… ولكن أريد ذلك فع الً‬ ‫ذهبنا سوي اً‪ ،‬كنا متحمسني لدرجة لن يدركها غرينا‪ ،‬مل نكرتث لعري الشوارع من الكائنات‬ ‫بل أعجبنا األمر‪ ،‬حضرة احملقق هل تدرك كم من املشقة بذلت حىت وجدت شخص اً بوقاحتها؟‬ ‫حضرة احملقق ل رمبا تبدو قصيت ساذجة ومجلي مشوشة فأنا مل أعد أذكر متام اً‪ ..‬ال ألوم حضرتكم‬ ‫فللضربات املتتالية وقع على الذاكرة وخاصة حني تتماهى العصا مع جلدي‪ ،‬فأحسبين من‬ ‫يؤذي العصى ال العكس‪ ،‬نعم كما تطلبون‪ ..‬سأكمل‪.‬‬ ‫أتشعرين بتوتر؟ هل أشرتي لك شيئ اً قبل الصعود؟‬ ‫ال‪ ..‬رمبا نعم‪..‬أشعر بتوتر عارم وكأين اثنتني داخلي‪ ..‬فلنصعد‬

‫‪57‬‬

‫تباين الضوء ووجهك يشعرين حبنني لك‬ ‫توقف اآلن‪ ..‬واحزم كلماتك حىت نصل‪..‬ال أريد أن ي راين أحد‪ ..‬أرجوك‬ ‫صعدنا حضرة احملقق‪ ،‬وكانت متوترة أقسم‪ ..‬أقسم بكل ما أمتلك من ال شيء أهنا توترت‪..‬‬ ‫ضغطت عليها‪ ..‬مل أجربها ال مل أفعل‪..‬‬ ‫شعرت بنوع من الضغط‪ ..‬نعم أعرتف أين‬ ‫أو ل رمبا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫كانت املرة األوىل ‪ ..‬حضرة احملقق صدقين‪ ..‬امسعين أرجوك… سأجلس كما تطلب‪..‬‬ ‫ولكن‬ ‫ْ‬ ‫سأتوحد والكرسي‪ ..‬أعتذر على الوقوف‪..‬سأكمل…‬ ‫بسرعة أرجوك فلندخل…‬ ‫تفضلي…‬ ‫يا إهلي‪..‬من يسكن هنا‪ ..‬يبدو املكان بقمة الفوضوية…‬ ‫ال عليك إنه منزل أحد األصدقاء‪ ..‬وقبل أن تسأيل لن يأيت أي منهم اليوم…‬ ‫قبل أن تذهب للمطبخ‪ ..‬أريد أن أسألك أم راً‬ ‫ِ‬ ‫صعدت هنا مع شخص مثلي‪ ..‬ومل‬ ‫آه عرفت‪ ..‬وانظري كم يبدو وجهي خائب اً‪ ..‬كيف‬ ‫ختايف ومل تشعري ومل‪ ..‬آه كم أنا أمحق أمامك اآلن‪.‬‬ ‫أنت أمحق فع الً‪ ..‬أيها اخلائب وودت أن أعرف ‪ ..‬هل حتبين حق اً ؟‪..‬أجبين‬ ‫إن مل أحبك ملاذا أحضرك هلذا املكان‪ ..‬ومنكث وحيدين‪ ..‬اقرتيب اقرتيب اآلن…‬ ‫ولكن…‬ ‫ال ت راوغي خبجل‪ ..‬اقرتيب‪ ..‬هيا فلندخل سوي اً‬ ‫سأنري املكان‪..‬ال أشعر أين احب أن …‬ ‫واملكان مظلم؟‬ ‫نعم‬

‫‪58‬‬


‫كما شئت ولكن أسديل الستائر…‬ ‫سيدي يف تلك الدقيقة وحينما أن��ارت امل ��ك ��ان‪ ..‬عرفت أن أم��راً ما سيحدث‪ ،‬أقسم لك‪،‬‬ ‫أوتدري حينما تفكر بأسوأ ما ميكن أن حيدث ومن مث حيدث‪ ،‬هذا ما عابين يف تلك اللحظة‪..‬‬ ‫وبدأت بالتعرق‪.‬‬ ‫توجست خيفة‬ ‫ُ‬ ‫عماذا تبحث‪ ..‬ملاذا تبعثر األوراق هكذا أخربين أرجوك‪ ..‬هل تريد…‬ ‫ال عليك ال عليك دعي كل شيء على السرير‬ ‫ال تتوتر أرجوك أظن أين أمحل واحداً…‬ ‫حتملني؟‬ ‫نعم يف احلقيبة… انتظر دقيقة‬ ‫ولكن…!‬ ‫سيدي احملقق‪ ،‬ذاك األبله كاذب كاذب‪ ،‬محداً هلل أننا معزولون وأنه ال يسمع ما أقول‪ ..‬أقسم‬ ‫سيدي‪ ،‬وانا أصر كوين عفيفة طاهرة‪ ،‬مل أحتدث عن اجلنس وال ملرة يف حيايت أقسم لك‪ ،‬ملاذا‬ ‫ال تصدقين؟ حىت أين أخفض صويت عند احلديث عن أمر كهذا‪ ،‬وأنا‪ ..‬انا أمحل واقي اً ذكري اً‬ ‫داخل حقيبيت؟ كيف يل أن أفعل أم راً مشين اً كهذا؟ أال تدرك أنه عيب حضرة احملقق؟ نعم‬ ‫طلبت االختالء به ومن يستطيع إج راء حديث سياسي حقيقي يف أيام كهذه؟ ل رمبا ظن أين‬ ‫أين أمحل أشياء ختص الرجال ولكن أقسم مبلء الفم واملعدة والرحم وكل أغشييت احلميمة أننا‬ ‫حتدثنا بكل مواضيع السياسة واملناشري أقسم أقسم‪ ..‬هذا ما حدث‪.‬‬ ‫ال تشعر بتوتر‪ ..‬ال تبعثر األوراق باحث اً يف كومة قش ‪ ..‬أمحل واحداً‪..‬سأجلبه لك‬ ‫ولكن!‬ ‫تفضل‪ ..‬ألق نظرة‬

‫‪59‬‬

‫يا إهلي‪ ..‬هل تدركني ماذا كتب هنا؟‬ ‫ال شأن يل بظنونك اآلن وهذا ما أريد طباعته متام اً‪ ،‬احرق ما حتمل من أوراق فكلها ال تعن‬ ‫شيئ اً أمامها‪ ،‬هي أعظم من أن ختفى داخل حقيبة نسائية‬ ‫أتدركني العاقبة؟‬ ‫نعم‪ ..‬وال أكرتث أبداً‪ ،‬أريد توزيعها أريد أن نوزعها سوي اً‪ ..‬أريد مشاركتك أرغب بتوزيعها‬ ‫مع اً‬ ‫فلنكتب ما أمكن اآلن‪ ،‬لدي وسيلة للنسخ ويف الصباح سيكون كل شيء جاهز‪ ..‬هيا‬ ‫أعطتين ال��واق��ي س��ي��دي‪ ،‬حينها توقفنا ع��ن ال��ك�لام‪ ،‬س ��ي��دي ه��ل ت�لاح��ظ أين عندما ألفظ‬ ‫سياسية أخفض ص ��ويت؟ أخ ��اف ذكر كلمة كهذه‪ ،‬اخ��اف التفكري يف كلمة كهذه‪ ..‬حنن‬ ‫نتحدث سياسة يف كل األماكن‪ ،‬ولكن عند اجلنس نصمت كلنا‪ ،‬أردت االختالء هبا لنتحرر‬ ‫أما السياسة ال أفهم بأمور كهذه أقسم‪ ،‬هي بلهاء‪ ..‬نعم أعرتف مبلء الصوت والرجولة‬ ‫والكربياء واحلياة نفسها وأنا أصرخ أين مارست معها اجلنس فقط‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫لنناقش احلجة التالية ‪" :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬

‫طارق الياس‬

‫اذا قبلت أي شيء و كل شيء ال ميكن اثبات عدم وجوده ببساطة ألن أحداً ما يف مكان ما‬ ‫يؤمن بوجوده ( بابا نويل – د راكوال – الكائنات الفضائية – وحش السباغييت الطائر ‪.....‬‬ ‫اخل) ستكون حياتك كوميديا مأساوية من املعتقدات املتضاربة‪ .‬و سيكون عقلك حتت رمحة‬ ‫أي فكرة شاردة تطري يف اهلواء‪.‬‬ ‫و بالتايل األميان هو وسيلة مأساوية لعيش حياتك‪.‬‬ ‫إن األميان هو قبول شيء ال تدعمه األدلة‬ ‫لذلك يطلق عليه اسم األميان و ليس املعرفة‪.‬‬ ‫و هنا يقوم املؤمنون بالدعوة اىل أن العلم جيب رفضه (بطرق مباشرة أو غري مباشرة) ألنه ليس‬ ‫مثايل و ألنه ال ميكننا معرفة شيء ما حق املعرفة و بصورة كاملة‬ ‫أو حبجة أن الناس تعبث و تلوي احلقائق العلمية لكي تتناسب مع نواياهم يف تدمري الدين‬ ‫‪....‬‬ ‫لذلك يقولون أن كل أنظمة األميان تستحق اإلح رتام‪......‬‬

‫و يقول روبرت غرين فيما يتعلق برمي املعتقدات البالية و الغري مثبتة‪:‬‬ ‫«كلما دمرنا و ختلصنا من معتقدات خاطئة أكثر ‪,‬فتحنا جماالً أوسع للحقيقة»‬ ‫و إذا جرحت مشاعر أحد ما‪....‬‬ ‫أقول له أن العلم و األدلة و احلقائق ال تأبه ملشاعرنا‪.‬‬

‫لنناقش احلجة التالية ‪" :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬

‫لنناقش احلجة التالية ‪:‬‬ ‫"إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬

‫من األقوال اليت تعمل تدرجيي اً على احلد من التفكري و التحليل النقدي‬ ‫و لكن إذا كانت القضية مدعومة بأدلة ‪ ..‬فيجب أن يرحب أصحاهبا بالتحدي بثقة‬ ‫و بالنهاية سوف تنتصر‬ ‫و يف املقابل اذا مل تكن مدعومة باألدلة فسوف يتم استكشافها و حتديها و كنتيجة هنائية‬ ‫رفضها‪.‬‬

‫يا هلا من فلسفة عيش مبهمة كسولة‪.‬‬ ‫مث الً‪:‬‬ ‫اجلاذبية األرضية‪:‬‬ ‫إهنا حقيقية و موجودة إلنه ميكن لنا معاينتها و قياسها و متثيلها‪...‬‬ ‫و إذا قام أحد ما بإنشاء دين أو معبد ضد وجود اجلاذبية مث الً ‪ ..‬فأهنم أح رار بفعل هذا‬ ‫لكنهم لن يتلقوا االح رتام فقط ألن أمياهنم و معتقدهم عزيز عليهم‪..‬‬ ‫بالطبع أولئك الذين ال يتفقون معهم و حيملون آراء مغايرة تنفي واقع دينهم سيقال عنهم‬ ‫أهنم يدمرون اجملتمع و كفار و كارهني‪....‬اخل‪.‬‬ ‫إهنا آلية وقائية الحظها علماء النفس و عاينوها و فسروها جيداً‬ ‫يقوم املتدينون مبحاوطة أمياهنم بقدسية هشة و ميتنعون عن التحدث عنه كمقولة‪ :‬هذا‬ ‫ح رام‪ ...‬ال تفكر هبذه الطريقة‪...‬ال تشكك ‪ ..‬ببساطة جيب عليك األميان بقلبك‪ ...‬و الكثري‬

‫‪61‬‬

‫‪62‬‬


‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫ابتهال حممود‬

‫جتربتها و معاناهتا الشخصية يف تعامل الدين‬ ‫مع امل رأة جعلها هترب و تقاوم من مث تتحدى و‬ ‫تصرخ يف وجه الدين ‪.‬‬ ‫لقائنا معها كان أقل ما ميكن تقدميه للتعريف‬ ‫هبا و بفكرها و شجاعتها ‪.‬‬ ‫نبدأ‪...‬‬ ‫ه���ل م���ن امل��م��ك��ن أن ت��ع��ريف ن��ف��س��ك ل���ق���راء اجمل ��ل ��ة‬ ‫بثالث أسطر‬ ‫ أنا إنسانة أحلم بعامل تسوده احملبة‪ ،‬ال مكان‬‫فيه للحقد وال للك راهية‪ ،‬تتالشى فيه كل أشكال‬ ‫القمع والظلم حتت كل املسميات املق ّدسة وغري‬ ‫امل��ق�� ّدس��ة‪ .‬أج��ي��د بضعة ل ��غ ��ات وأع��م��ل يف الرتمجة‬ ‫والكتابة والصحافة‪ ،‬وأمتىن املسامهة يف صنع عامل‬ ‫أفضل للجميع ‪.‬‬ ‫ماهو عملك ‪ .‬د راستك ؟‬ ‫ درست األدب اإلجنليزي وحصلت على شهادة البكالوريوس عام ‪ .2005‬عملي األساسي‬‫مؤخ راً رئاسة شعبة اللغة العربية يف االحتاد العاملي للمرتمجني الفوريني‬ ‫هو الرتمجة‪ .‬تس لّ مت ّ‬ ‫(‪ .)IMIA‬ومع اهتمامايت األكادميية‪ ،‬مل أستطع إمهال اجلانب الفين يف شخصييت‪ ،‬فاجتهت‬ ‫أيض اً إىل عرض األزياء ‪.‬‬ ‫شاركت‬ ‫كشاعرة يف مهرجان الشعر ال ��ذي أقيم احتفاالً بيوم السالم العاملي يف مدينة سياتل (‪21‬‬ ‫سبتمرب ‪ ،)2013‬ومهرجان السالم يف مدينة بيلينغهام (‪ 9‬نوفمرب ‪ ،)2013‬حيث قمت بإلقاء‬ ‫عدة قصائد باللغة اإلجنليزية تتناول اجلانب القبيح للص راعات بني البشر‬ ‫اخرتيت مقارعة حجارة الرجم بصور جلسدك مرجوم اً موسوم اً بكتابات الرجم املقدسة‬

‫‪63‬‬

‫ملا اخرتت التعبري باجلسد االنثوي ملا مل ختتاري مث الً الفته أو صفحة فيسبوك أو عريضة و‬ ‫توقيعات أو موقع على االنرتنت ؟‬ ‫ اجملتمعات الذكورية ختشى جسد امل��رأة وتعتربه هتديداً هلا وألمنها واستق رارها‪ .‬فكان‬‫اختياري للخروج إىل العامل هبذا الشكل مبني اً على إمياين بأننا أحيان اُ نضطر إىل السري على‬ ‫مبدأ «داوها باليت كانت هي الداء‪».‬‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫هل تعتقدين أنك أوصلت رسالتك بوضوح ؟‬ ‫ نشأت يف عائلة متدينة تق ّد س العادات والتقاليد‪ ،‬إال أنين اخرتت اخلروج عن املألوف‬‫فواجهت الكثري من االنتقاد والتهديد‪ .‬انتقلت للعيش خارج الوطن‪ ،‬ومع ذلك مل أستطع‬ ‫اهلروب من االنتقادات والتهديدات‪ ،‬فجاءت فكرة عمل هذه الصورة كمحاولة للخروج‬ ‫من قوقعة اخل��وف وملواجهة الواقع كما أن��ا‪ ،‬بكل ما أمحله يف داخلي من حب للحياة يف‬ ‫جتس د املوت الذي كان الكثريون يتمنونه يل‪ .‬كانت حماولة إلرسال رسالة للكثريين‬ ‫صورة ّ‬ ‫بأنين ختطيت قيودهم ومل أعد أرتعب أمام هتديداهتم يل بالرجم‪ ،‬فأنا ام��رأة ترسم مصريها‬ ‫بنفسها‪.‬‬

‫هل تعتقدين أنك اصبحت معرضة للخطر بعد تلك الصور ؟‬ ‫هل مت هتديدك أو أيذائك ؟‬ ‫معرضة للخطر قبل عرض تلك الصور‪ ،‬والسبب هو ظروف زواجي املثري للجدل‬ ‫ كنت ّ‬‫ واالنفصال املثري للجدل أيض اً‪ .‬تلقيت الكثري من التهديدات ألنين قررت االستم رار يف‬‫حيايت كام رأة مستقلة‪ ،‬ورفضت العودة إىل احلياة كطفلة ال متلك من أمرها شيئ اً ويتحكم‬ ‫فيها مجيع ذكور العائلة‪ ،‬خاصة وأنين كنت مطلقة‪ .‬رفضي للخضوع كان دائم اً سبب اً يف‬ ‫تعرضي للتهديد والتنديد‪ .‬وبعد أن أخذت تلك الصور الفنية‪ ،‬أصبحت أتلقى التهديدات‬ ‫ّ‬ ‫من جهات أخرى أيض اً‪ ،‬لكنين ومع جتربيت الطويلة مع هذا املوضوع‪ ،‬تع لّ مت كيف أتعامل‬ ‫مع هذا النوع من التهديدات‪.‬‬ ‫ماهي مشكلتك بالضبط مع الدين ملا‬ ‫رفضت أن تكوين منضوية حتت مسمى‬ ‫ام رأة مؤمنة متدينة ؟‬ ‫اخل رافة تقول أن الدين هو احلافظ االكرب‬ ‫حلقوق امل رأة مارأيك ؟‬ ‫ م���ش���ك���ل�ت�ي م�����ع األدي�����������ان وخ����اص����ة‬‫اإلب راهيمية منها‪ ،‬هي أهن ��ا تعامل امل��رأة‬

‫‪64‬‬


‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫أنت كنت أحد ضحايا التنكيل بامل رأة ديني اً و استطعت جماهبة هذا التنكيل و حتديه‬ ‫مباذا تستطيعني أن تنصحي عش رات آالف النساء االيت يتعرضن ملثل ال بل ألبشع من هذا‬ ‫التنكيل و االحتقار و مصادرة احلرية يومي اً ؟‬ ‫ سأقوهلا بص راحة‪ ،‬وبكل أسف‪ ،‬أن ما أوصل حال امل رأة إىل ما صار إليه هو امل رأة نفسها‪.‬‬‫كيف ميكن أن تتق ّدم ام رأة تعترب من ضرب الرجل هلا «تكرمي اً» وتعترب غريته املرضيّ ة عليها‬ ‫«حمبّ ة»؟ على امل��رأة أوالً وأخ �يراً أن ت ��درك بأهنا متساوية اإلنسانية مع الرجل‪ ،‬وأن ال تسمح‬ ‫لك رامتها أن هتان حتت الضغوطات العائلية‪ ،‬وأن تدرك أن تغيري العادات والتقاليد البالية‬ ‫حيتاج إىل النساء بالدرجة األوىل ألنه تقع عليهن مسؤولية تنشئة األجيال املستقبلية‪ ،‬فتنتهي‬ ‫سلسلة الص راع‪.‬‬ ‫ما هو أقوى سالح ب رأيك يف وجه التدين و ماجيلبه من قتل و ختلف و خ رافة و تعدي على‬ ‫احلقوق العامة و اخلاصة ؟‬ ‫ ال ميكننا ‪ -‬ولن ميكننا ‪ -‬أن منحو األدي��ان من حياتنا‪ ،‬فالكثري من الناس حيتاجون إىل‬‫وإل لدخلوا يف ‪ identity crisis‬أو «أزمة اهلوية»‪ .‬ليس يف مقدرة‬ ‫وجود الدين يف حياهتم اّ‬ ‫اجلميع الوصول إىل حالة فكرية مستقلة إىل درجة االستغناء عن وهم اإلله‪.‬‬ ‫ما احلل إذاً؟ احلل هو علمانية قوانني الدولة أوالً‪ ،‬والسماح للتجديد يف اخلطابات الدينية اليت‬ ‫أكل عليها الدهر وش��رب‪ .‬فمع أن معظم املتدينون يعرفون حق املعرفة بأن كتبهم الدينية‬ ‫حتوي ما يندى له اجلبني من النصوص والتشريعات‪ ،‬إال أهنم يرفضون املساس هبا ويعتربون‬ ‫حماولة ذلك كف راً وهرطقة‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫الدائمة ‪..‬‬

‫كمخلوق أقل إنسانية من الرجل‪.‬‬ ‫هذه النظرة هي نفس التفسري الذي‬ ‫يعطيه املتدينون ملقولة أن األديان‬ ‫حت���ف���ظ ح����ق امل�������رأة ول���ك���ن ب��ق��ال��ب‬ ‫خم���ت���ل���ف‪ ،‬ف���م���ث �ل�اً ي���ق���وم���ون ب��ت ��غ��ي�ير‬ ‫حقيقة أن األدي����ان تنص على أن‬ ‫امل رأة سلعة ميتلكها الرجل بقوهلم‬ ‫أن األدي������ان ت��ع��ت�بر امل�����رأة «ج���وه���رة‬ ‫غالية الثمن» وجيب احملافظة على‬ ‫ه���ذه اجل��وه��رة ب��اإلخ��ف��اء وال��وص��اي��ة‬

‫هل تعتقدين أنه ميكن اصالح النصوص الدينية رغم قدسيتها عند متبعيها ؟‬ ‫أقصد أنه من املستحيل حذف آية واحدة من القرآن فما احلل مع مئات آيات احلقد و القتل‬ ‫و التحقري ؟ و االمر متشابه يف املسيحية و اليهودية ؟‬ ‫ سيكون ذل ��ك من الصعب ج��داً‪ ،‬لكنه ليس مستحي الً‪ .‬األم��ر يتط لّ ب تغذية اجلانب‬‫العقلي واحلس اإلنساين عند الفرد‪ ،‬وعندها يبدأ العقل بإد راك ما يتعارض مع اإلنسانية من‬ ‫يقرها الدين وتتعارض مع احلس اإلنساين‪ .‬يلزمنا إث راء‬ ‫النصوص الدينية لدى مواجهة قضية ّ‬ ‫املهارات النقدية لدى الفرد حىت وإن بدأت بعيداً عن النواحي الدينية‪ ،‬ويف النهاية سيصل‬ ‫األث��ر إليها‪ .‬هناك دائم اً جهود كبرية لنشر الثقافة الدينية يف اجملتمع‪ ،‬وجي ��ب مواجهتها‬ ‫حتث العقل على التفكري والتمحيص بدالً من اإلميان املطلق‬ ‫بكم مماثل من املشاريع اليت ّ‬ ‫واملتوارث‪ .‬وهنا أيض اً تكمن أمهية الدولة العلمانية‪ .‬القوانني العلمانية تطبّ ق على اجلميع‬ ‫عم ا إذا كانت ديانة‬ ‫بغض النظر عن خلفيتهم الدينية‪ .‬ستكون اجلرمية جرمية ّ‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر ّ‬ ‫اجملرم تسمح بذلك‪.‬‬ ‫هل ب رأيك املستقبل أكثر تدين اً أم اكثر احلاداً أو علماني ةً على األقل ؟‬ ‫ ملستقبل أكثر علمانية بال شك‪ ،‬وأكثر إحلاداً بال شك‪ .‬األديان تسري إىل حتفها و حتفر‬‫قربها بنفسها عرب ما حيدث هذه األيام من ج رائم بشعة انتشرت يف كل أرجاء العامل حتت‬ ‫مسميات دينية‪ .‬سيصل اإلمر إىل حد لن تنفع معه كل احمل ��اوالت لتجميل الوجه القبيح‬ ‫لألديان‪ .‬‬ ‫هل جتربتك الصورية هي اآلخرية أم هناك ما هو قيد التحضري أو الد راسة أو التفكري ؟‬ ‫ كنت سعيدة جداً باألصداء اليت حققتها التجربة‪ .‬ليس هناك مشاريع قيد التحضري‬‫حالي اً‪ ،‬ولكنين سأكون سعيدة جداً خبوض مشاريع أخرى مشاهبة‪ .‬‬ ‫ابتهال حممود سعدت شخصي اً بالتحدث معك و أظن أن ق راء جملة أنا أفكر سيسعدون و‬ ‫يستمتعون و يستفيدون من مقابلتنا معك‬ ‫الكلمة االخرية لك ؟‬ ‫القراء‪.‬‬ ‫ أشكرك جزيل الشكر على منحي هذا املنرب إليصال صويت إىل مساحة أكرب من ّ‬‫دمتم مبحبة وسالم‪ ...‬وعقل ن يرّ ‪.‬‬ ‫أجرى احلوار أمين غوجل‬ ‫‪2014-1-3‬‬

‫‪66‬‬


‫لسيطرة على شعب عربي مع املي العكرة‬

‫‪ -1‬جيش ديكتاتوري‬ ‫‪ -2‬دين ‪*.‬‬ ‫إذا كان اخليار العسكري طريقك حتتاج إىل شعارات وطنية وعدو ومهي‬ ‫ الصهيونية ‪ ..‬أعداء الوطن ‪.‬‬‫ تسقط أمريكا وإس رائيل ‪.‬‬‫ اإلمربيالية األمريكية خطر ‪.‬‬‫ بلد الصمود ‪ ..‬بلد التحدي ‪.‬‬‫وه نا تنجح بشكل قطعي بإشغال الشعب عن حقوقه والركض خلف أوهام مثل اإلمربيالية‬ ‫ُ‬ ‫وغريها‬ ‫وبدل أن يسأل املواطن ملاذا أنا فقري‬ ‫يقول ‪ :‬املوت ألمريكا وإس رائيل ‪.‬‬ ‫أما إذا كانت احلكومة إختارت الدين للسلطة فهي أيض اً حتتاج إىل شعارات دينية وعدو‬ ‫ومهي ‪.‬‬ ‫العلمانيون ‪ ..‬أعداء اإلسالم ‪ -.‬اللعنة على الغرب الكافر ‪.‬‬ ‫‪ .‬مؤامرة على ديننا احلنيف ‪.‬‬ ‫مع القليل من الص راعات الطائفية « تخُ رب السنة عن خطر الشيعة «وتخُ رب الشيعة عن خطر‬ ‫السنة «‬ ‫وه نا تنجح بشكل قطعي بإشغال الشعب عن حقوقه والركض خلف أوهام مثل « ‪#‬سنة‬ ‫ُ‬ ‫و ‪#‬شيعة « أو « مؤامرة ضد اإلسالم « ‪.‬‬ ‫وبدل أن يسأل املواطن ملاذا أنا فقري ؟‬ ‫يقول ‪ :‬املوت ألعداء الدين ‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫لسيطرة على شعب عربي مع املي العكرة‬

‫لسيطرة على شعب عربي ‪...‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪68‬‬


‫لتحميل املجلة‬ issuu www.issuu.com/i-think-magazine Mediafire www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne Box www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp facebook www.facebook.com/I.Think.Magazine Web www.ithinkmag.net www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.