I think magazine 26

Page 1


‫هيئة التحرير‬ ‫أمين غوجل‬ ‫محمد حسني محمد‬ ‫أخيل‬ ‫دينا‬ ‫كاترينا‬ ‫كنان‬ ‫تامبي‬ ‫زانا‬ ‫بن باز عزيز‬ ‫رامي‬

‫‪2‬‬

‫احلرية لرزان زيتونة‬

‫‪3‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬

‫اثبات األخطاء العلميّة بالقرآن وكشف التدليس والتالعب هبا‬ ‫نبضات بن باز‬

‫‪15‬‬

‫األمساء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫‪25‬‬

‫«ألننا نستطيع»‬

‫‪29‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫‪37‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫‪43‬‬

‫الديىن بالفطرة‬

‫‪49‬‬

‫تفسري البسملة « قراءة إحلاديه» ضمن مشروع متكامل‬

‫‪55‬‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫‪63‬‬

‫التطور امللحوظ ىف البشر‬

‫‪65‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬

‫‪1‬‬

‫اختطاف ثورة‬ ‫يف ‪ 2013-12-10‬قامت جمموعة مسلحة ملثمة و‬ ‫كل الدالئل تتجه اال أهنا تتبع لتنظيم زه ران علوش‬ ‫االس �ل�ام ��ي ب ��أخ ��ت ��ط ��اف ك ��ل م ��ن ال ��ن ��اش ��ط ��ة احل ��ق ��وق ��ي ��ة‬ ‫البارزة رزان زيتونة واملناضلة والناشطة مسرية اخلليل‬ ‫والناشط وائل محادة والناشط واحلقوقي ناظم محادي الناشطني مبجال توثيق االنتهاكات يف‬ ‫سوريا و ومكتب التنمية احمللية ودعم املشاريع الصغرية‬ ‫اختطفت من قبل االسالميني لصاحل نظام بشار االسد‪.‬‬ ‫رزان زيتونة اليت أمضت سنني عديدة من حياهتا يف سجون االسد ‪.‬‬ ‫اليوم ختتطف لصاحلة و على يد من يدعمه و يسانده من الكتائب االلسالمية اليت خطفت‬ ‫الثورة ‪.‬‬ ‫رزان زيتونة اليت مل توافق على مغادرة سوريا طوال الفرتة املاضية و اصرت على دعمها من‬ ‫الداخل السوري و بذلت الغايل و الرخيص يف سبيل دعم ابناء بلدها و ايصال صوهتم اىل‬ ‫كل احملافل و توثيق اجل رائم ضد االنسانية املرتكبة من كل االط �راف سواء مع أو ضد نظام‬ ‫بشار االسد ختتطف ‪.‬‬ ‫رزان من كان توثيق حاالت االختطاف أحد مهامها اليومية أختطفت ‪.‬‬ ‫رزان رمبا تكون أخر حجر صامد يف وجه شيطنة الثورة و حتويلها اىل ن زاع دموي ديين تافه ال‬ ‫هناية له أختطفت ‪.‬‬ ‫رزان أيقونة الثورة ووجهها الناصع أختطفت ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫رزان‬ ‫صديقيت و معلميت و ملهميت كوين خبري ‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫أمين غوجل‬ ‫بالنيابة عن اسرة جملة أي ثينك‬ ‫‪2013-12-11‬‬

‫‪2‬‬


‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫‪Lyrien‬‬

‫رندا قسيس املتمردة على الدين و اجملتمع‬ ‫و صاحبة خط فكري مستقل و متميز‬ ‫احلوار معها كان مث رياً و مفيدأ اىل أبعد‬ ‫احلدود‬ ‫من هي رندا قسيس ؟‬ ‫ بدأت رندا قسيس حياهتا املهنية فنان ةً‬‫تشكيلية مث انتقلت اىل األحباث النفسية‬ ‫االنرتبولوجية والكتابة فيها‪ .‬منذ اندالع‬ ‫االنتفاضة السورية اجتهت حنو السياسة‬ ‫ح ��ي ��ث ت �رأس ��ت اهل ��ي ��ئ ��ة ال ��ع ��ام ��ة ل�لائ ��ت�لاف‬ ‫العلماين ال ��دمي ��وق �راط ��ي لتمثله مبقعد يف‬ ‫اجمللس ال ��وط�ني ال ��س ��وري‪ .‬استقالت بعد‬ ‫خ�لاف ��ات بينها وب �ي�ن االئ ��ت�لاف يف ش ��أن‬ ‫تسليح املعارضة وعدم إدانة االنفجارات‬ ‫والسلوكيات غري املشروعة لبعض املقاتلني يف “اجليش احلر”‪ ،‬واختالف مع اجمللس الوطين يف‬ ‫شأن هيمنة “اإلخوان املسلمني” واإلسالميني على احل راك الثوري‪ ،‬وهي حالي اً‪ ،‬رئيسة حركة‬ ‫اجملتمع التعددي الذي أسسته يف أيلول ‪ 2012‬وجيمع ناشطني يف الداخل السوري واخلارج‪.‬‬ ‫منذ سنة والنصف بدأت تنادي باملباشرة من مجيع األط راف للبدء يف احلل السياسي لعدمية‬ ‫احل ��ل العسكري على األرض لصاحل كال الطرفني‪ ،‬كما أدان ��ت وبشدة انتهاكات املعارضة‬ ‫املسلحة اليت لكل تأكيد لن تصب إال لصاحل النظام‪.‬‬ ‫كيف ترين العالقة بني الذكر و االنثى داخل اجملتمع السوري ؟‬ ‫ يعاين اجملتمع السوري كغريه من اجملتمعات الذكورية من موروث تارخيي بدائي يرتكز على‬‫ثقافة دينية‪-‬اجتماعية قائمة على مبدأ التمييز بني اجلنسني‪ ،‬فهو حيول امل رأة أداة لدى للذكر‬ ‫من خالل ثقافة وتربية حتث امل رأة أن تعمل ما بوسعها للحفاظ على قيم اجتماعية فرضت‬

‫‪3‬‬

‫كلمينا عن جتربتك اخلاصة كونك انثى أوالً يف جمتمع ذكوري كاجملتمع السوري و أم رأة‬ ‫حرة مفكرة و ملحدة ثاني اً يف جمتمع متدين‬ ‫ منذ طفوليت متردت على «تقاليد أو أع راف» اجملتمع السوري داخل سوريا‪ ،‬ألبدأ بتساؤالت‬‫عدة عن وضع امل رأة يف األديان وضرورة التخلص من أساطري دينية سجنت امل رأة الستخدامها‬ ‫كأداة‪ .‬استطعت التخلص من القيود الدينية يف سن الثانية عشر ألعلن قناعيت الكاملة يف‬ ‫االحلاد‪ .‬وقد ساعدين يف هذا الشيء والدي املختص يف علم النفس‪ .‬من هنا كانت بدايايت‬ ‫يف رفض مجيع التابوهات االجتماعية‪ .‬فيما بعد كان من الطبيعي أن أعيد ق راءة هذه الثقافة‬ ‫من خالل القاء الضوء عليها من خالل النظريات األنرتبولوجية والنفسية اخلاصة هبا ملعرفة‬ ‫العوامل اليت سامهت يف تشكيل هذه الثقافات‪ .‬من هنا ال ميكن أن نقوم بد راسة حيادية‬ ‫قائمة على أسس علمية من دون اكتساب عقلية التشكيك واالستفسار‪ ،‬أي اكتساب ما‬ ‫نسميه «الفكر احلر» القادر على إعادة التفكري مبا يؤمن به أو مبا فرض عليه‪.‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫عليها الستعبادها من أجل احلصول على شهادة تقدير وحسن سلوك سعي اً منها الكتساب‬ ‫ود اجملتمع عامة والرجل خاصة‪ ،‬فيصبح الرجل هدف اً حياتي اً لدى امل رأة بدالً من أن تعمل‬ ‫لتحقيق ذاهتا ‪.‬‬

‫كيف تصفني الثورة السورية و دور امل رأة فيها ؟‬ ‫ اقتصر دور امل رأة السورية يف االنتفاضة السورية على وجود رمزي يف املعارضة‪ ،‬فمع اننا‬‫رأيناها يف ساحات االحتجاج يف بعض امل ��دن إال ان حضورها ك ��ان بالقليل إذا ما قارناه‬ ‫ب ��أع ��داد ال ��رج ��ال‪ .‬وبالرغم من وص ��ول بعض النساء اىل بعض امل �راك ��ز احلساسة إن ك ��ان يف‬ ‫احلكومة أو يف بعض جمالس املعارضة إال ان دورها مازال بعيداً على أن يكون قيادي اً‪ .‬يعكس‬ ‫هذا التواجد املتواضع للم رأة السورية ذهنية ذكورية قائمة على حتجيم دورها‪.‬‬ ‫و مل ��ا ب �رأي ��ك حتجم دور امل �رأة ضمن معارضة م ��ن امل ��ف�ترض اهن ��ا تطالب بشعارات احل ��ري ��ة و‬ ‫مواطنة و تأسيس دولة متحضرة ؟‬ ‫ قبل الكالم عن احلرية واملواطنة ودولة متحضرة‪ ،‬دعين أقوم بتحديد هذه املفاهيم أوالً‪.‬‬‫جند أن احلرية يف مفهومها العام يعين حرية احلركة من دون موانع أي استقاللية أي نظام‬ ‫داخل حميطه‪ .‬أما يف مفهومها اإلنساين فهي اليت تعطي مساحة للفرد لإلعالن عن إرادته يف‬ ‫التفكري والتعبري عنه ومتنحه احلق يف ممارسة قناعاته الفردية‪ .‬من هذا املنطلق نستطيع القول‬ ‫أن احلرية يف مفهومها اإلنساين مرتبط بالثقافة االجتماعية والسياسية والفلسفية جملتمع ما‪.‬‬ ‫مما يعين أن احلرية ممارسة وسلوك قبل أن تكون شعارات‪ .‬أما بالنسبة للمواطنة فهي هوية‬

‫‪4‬‬


‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫هل تسبب كونك انثى و ح ��رة زي ��ادة عن ال ��ل ��زوم باملقاييس الذكورية الشرقية مبشاكل أو‬ ‫مضايقات نفسية و هل أخن راطك و دعمك للثورة السورية سبب لك أي مشاكل و خاصة‬ ‫ضمن املظهر االسالمي الطاغي فيها ؟‬ ‫ استلمت الكثري من رسائل التهديد بالقتل‪ ،‬ناهيك عن الشتائم واالشاعات املستلهمة‬‫من اخلياالت الفانتازية للبعض‪ .‬فكان يل النصيب يف استالم شتائم متنوعة‪ ،‬فمنها املليئة‬ ‫ب ��اإلحي ��اءات اجلنسية وال �ت�ي تعرب ع ��ن ح ��ال ��ة كبت مج ��اع ��ي لكل ال ��رغ ��ب ��ات الباحثة ع ��ن خمرج‬ ‫للتنفيس‪ .‬ناهيك عن االهتامات بالعمالة واخليانة…اخل هذه الرسائل تعرب‪ ،‬ولألسف الشديد‪٫‬‬ ‫عن ثقافة تفتقد اىل قواعد معرفية واىل خلط يف املفاهيم واالصطلحات‪ ،‬كما تعكس الص راع‬ ‫النفسي الذي يعانيه أف راد هذه الثقافة‪.‬‬ ‫جتربتك يف الثورة السورية مثرية و تعرضت يف أكثر من مرة هلجمات من تيارات دينية و حىت‬ ‫غري دينية من احملسوبني على املعارضة السورية ملا ب رأيك ؟‬ ‫ أعتقد أن اهلجوم اليت تعرضت له ناتج عن ثقافة ذكورية أوالً (ختص الثقافة الذكورية‬‫اجلنسني‪ :‬األنثى والذكر) وثاني اً عن ثقافة قمعية ال حترتم حق االختالف يف التفكري‪ .‬هلذا كان‬ ‫اهلجوم من األط �راف اإلسالمية ت ��ارة وم ��ن بعض العلمانيني ت ��ارة أخ ��رى‪ .‬االنتفاضة السورية‬ ‫ج ��اءت نتيجة ع ��وام ��ل ع ��دي ��دة ومتفاوتة ت راكمت على م ��ر ال ��ع ��ق ��ود‪ ،‬ل ��ت ��أيت الفرصة املناسبة‬ ‫لطرح الشحنات الداخلية امل رتاكمة املكبوتة على السطح من خالل انفجار تدرجيي‪ .‬أي أن‬ ‫االنتفاضة مل تكن حالة مدروسة ومتوازنة بل كانت تعبري عن حالة القمع بكل قياساته‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية‪ .‬كما كانت حالة رفض للتمييز الطبقي الذي يعاين منه‬ ‫اجملتمع السوري‪ .‬فكان من البديهي أن يتعرضوا إىل أي فرد له رؤيته وحتليله اخلاص‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫هل انتهت الثورة السورية ك (ثورة ) و حتولت حلرب طائفية دينية و ملاذا ؟‬ ‫ رغم أين أحتفظ على كلمة ثورة ألن الثورة يف تعريفها العام هي نتيجة حل راك شعيب إن‬‫كان سلمي أو عسكري ميكنه أن يغري نظام اً سياسي اً واجتماعي اً يف مفهومه العميق‪ .‬هلذا‬ ‫من املبكر جداً الكالم عن ثورة ألن االنتفاضة مازالت قائمة والنتائج غري حمققة‪ .‬ما نعيشه‬ ‫اليوم يف سوريا من حرب أهلية هو نتيجة حتول االنتفاضة اىل ح راك عسكري ممول يف اجلزء‬ ‫الكبري له من دول أرادت حتوبل احل راك اىل حرب دينية‪ ،‬وال ننسى أن هذا الشيء يصب يف‬ ‫مصلحة النظام السوري‪ ،‬لكن يف ذات الوقت علينا االع رتاف بوجود أرضية طائفية يف اجملتمع‬ ‫السوري‪ .‬إال أن كل هذا ال يعين أبداً استحالة عملية التغيري من خالل تقسيم امل راحل ووضع‬

‫هل من الصعب أن تكوين انثى و ملحدة و ثائرة و بنفس الوقت أن تنخرطي بثورة باتت‬ ‫توصف بأهنا جهاد ال اكثر و ال أقل ؟‬ ‫ من الصعب أن تكون مستقال وأن تنخرط يف هذا احل راك‪ .‬ومن الصعب أيضا أن تكون‬‫من األشخاص الذين ميكنهم املشاركة يف صنع الق رار وأن تنخرط يف هذا احل راك فكيف اذا‬ ‫كان هذا الفرد أنثى مستقلة وحرة يف الق رار وملحدة يف جمتمع ثقافته استنساخ األف راد على‬ ‫شاكلة واح ��دة‪ .‬ويف ذات الوقت كل هذه األشياء تدفعين لالستم رار ألن اإلرادة هي احملرك‬ ‫األساسي والدافع الرئيسي للبقاء‪.‬‬ ‫منذ أيام مت أختطاف الناشطة احلقوقية رزان زيتونة و بعض من الناشطني املدنيني مارأيك ؟‬ ‫ إن كان النظام هو املسؤول عن عملية االعتقال فال غ رابة يف ذلك ألنه يعتقل العلماين‬‫قبل أن يعتقل االسالمي ألن العلماين يشكل منافس اً وخط راً عليه أكثر من اإلسالمي‪ .‬أما‬ ‫إذا كانت قد اختطفت من اجلماعات اإلسالمية‪ ،‬وهذا بالشيء الوارد‪ ،‬فال عجب يف ذلك‬ ‫ألن تاريخ اإلسالميني مليء باألفعال العدوانية‪.‬‬ ‫سؤال أخري ياترى هل تنصحني امللحدين أن يشهروا احلادهون و ملاذا ؟‬ ‫ أعتقد أن على الفرد ممارسة قناعاته كي ال يقع فريسة لص راعات وازدواجات نفسية‪.‬‬‫األفكار والقناعات تساعد يف اكتشاف الذات ملعرفة األهداف الدفينة يف الداخل النفسي‬ ‫واليت تدفع إىل تبين اسلوب أو منط يف التفكري دون اآلخر‪.‬وهذا يساهم يف دفع عملية التفكري‬ ‫واخلروج من متاهات التصعيد‪.‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫وطنية ترتكز على مبدأ احلقوق وجرية الق رارات‪ .‬أي اهنا ثقافة وسلوكيات ممارسة‪ .‬أما الدولة‬ ‫املتحضرة فهي تأيت عند بناء دولة حقوق للبدء يف العمل لرفع مستوى الوعي اجلماعي‪.‬‬

‫اس رتاتيجيات وأهداف لكل مرحلة‪.‬‬

‫أجرى احلوار أمين غوجل‬ ‫‪2013/12/11‬‬

‫‪6‬‬


‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬

‫خليل خالد العمري‬ ‫‪21 / 11 / 2013‬‬

‫‪ -1‬األخطاء العلميّ ة بعمل اخللق بالقرآن ‪..‬‬ ‫الش َج ِر َوممِ َّا �يَ ْع ِر ُش و َن‬ ‫َّح ِل أ َِن اتخَِّ ِذي ِم َن الجِْ بَ ِال �بُيُ وتًا َوِم َن َّ‬ ‫َوأ َْو َح ى َربُّ َ‬ ‫ك إِلىَ ال ن ْ‬ ‫نهِ‬ ‫ِ‬ ‫ثمَُّ ُك لِ ي ِم ن ُك ِّل ال ثَّم ر ِ‬ ‫ف أَلْ وانُه فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‬ ‫اس لُ ك ي ُس بُ َل َربِّك ذُلُلاً يخَ ْ ُر ُج م ْن بُطُو َا َش َر ٌ‬ ‫اب مخُْ تَ ل ٌ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِش َف اءٌ لِل ن ِ‬ ‫ك لآَ َيَةً ل َق ْوم �يَ�تَ َف َّك ُرو َن النحل ‪69 - 68 /‬‬ ‫َّاس إِ َّن فيِ َذل َ‬ ‫اآليات هاته تثبت جهل مؤلّفهما بأبسط العلوم وعمل اخللق و الغيب بغض النظر ان اعتربنا‬ ‫أن األزهار هي مثار فهل العسل خيرج من بطن النحل !!؟؟ اجلواب ‪ :‬ال‬ ‫فالعامالت من النحل جتمع « النكتار « ( ‪ %20‬منه عسل ) داخل‬ ‫بطن النحلة ضمن معدة خاصة تسمى معدة العسل و مير عرب معي‬ ‫عامالت النحل ليخرج من فمها وبعد أن تضع العامالت نكتار‬ ‫يتحول‬ ‫العسل داخل اخلاليا الشمعية تقوم بتجفيفه بفمها حىت ّ‬ ‫النكتار اىل عسل خالص‬ ‫م راجع‬ ‫‪http://animals.nationalgeographic.com/‬‬ ‫‪/animals/bugs/honeybee‬‬ ‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫‪Honey#Formation‬‬ ‫‪http://www.fordshoneyfarm.com/‬‬ ‫‪honeymade.html‬‬ ‫ِ‬ ‫الرحيق الزهري الذي جتمعه عامالت النحل فقط إىل العسل‬ ‫وتستغرق عمليات التحول من‬ ‫حوال اليوم الكامل‬ ‫خمتل العقل زغلول‬ ‫وعلى عكس ما ي ّدعيه ادعياء التخريف العلمي امثال األبله األخ ��رف ّ‬ ‫النجار وغريه من شيوخ الدجل والبالهة‬ ‫العسل اول من اكتشف فائدته و بدأ باستخ راج األدوية منه هم املصريني القدماء ‪ -‬الف راعنة‬ ‫و الصينيني القدماء ومن قبل اإلسالم بأكثر من الف وستمائة عام !!‬‫‪http://pharmacy.ksu.edu.sa/ar/pages/departments/‬‬ ‫‪/480/community‬العالج‪-‬بالعسل‪/‬‬

‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬

‫‪7‬‬

‫العلمية بالقرآن‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬ ‫وكشف التدليس والتالعب بها‬

‫و الغلطالثاين الذي وقع به ذلك امل ّدعي هي ان النحل ال ينب بيوته باجلبال دائم اً‬ ‫‪ ,‬فهو غالب اً ما يعيش باملناطق السهليّ ة الغنيّ ة باألزهار و يعيش خباليا خاصة من صنع‬ ‫االنسان و ليس مجيع النحل من يقوم بصنع العسل ‪ -‬العامالت منه فقط‬ ‫‪---‬‬‫اآلية الثانيّ ة ‪:‬‬ ‫وإِ َّن لَ ُك م فيِ الأْ َ�ن ع ِام لَ عِ �ب رًة ۖ‪ ---;-----;---;-‬نُس ِق ي ُك م ممِ َّا فيِ ب طُونِ ِه ِم ن �ب ِ �ف ر ٍ‬ ‫ث‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َينْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ني ﴿‪---;-----;---;-‬سورة النحل ‪-;---;-﴾66 :‬‬ ‫ص ا َس ائ غً ا ل َّ‬ ‫لش ا ِربِ َ‬ ‫َو َدم لَ �بَنً ا َخ ال ً‬ ‫‪------‬‬‫الفرث أو الغائط موجود يف املثانة داخل البطن يف حني أن الغدد الثديية حيث يتم إنتاج‬ ‫احلليب فيها تقع خارج حميط البطن ال بني الفرث و الدم !!!‬ ‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Mammary_gland‬‬ ‫‪ ،‬وكالمه غري الدقيق هذا دالله على انه هو نفسه ال يعرف موقعها‬ ‫وس ع احتماالته وعلى الرغم من ذلك فشل باصابة‬ ‫ّ‬ ‫فتكه ن بذلك و ّ‬ ‫جمرد م ّدعي كاذب‬ ‫موقعها احلقيقي ألنّه ّ‬ ‫‪---‬‬

‫يقول مؤلّف القرآن ‪:‬‬ ‫ب وال �تَّرائِ ِ‬ ‫ُخ لِ َق ِم ْن َم ٍاء َدافِ � ٍ�ق * يخَ ْ ��رج ِم ْن �بَ�ْيننْ ِ ُّ ِ‬ ‫ب ‪ /‬الطارق‪:‬‬ ‫ُ​ُ‬ ‫الص ْل َ َ‬ ‫‪7-6‬‬ ‫شرح املفسرين لآلية‪:‬‬ ‫‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?p‬‬ ‫‪38118=age=showfatwa&Option=FatwaId&Id‬‬ ‫اخلطأ الذي وقع فيه قائلها امل ّدعي هو أ ّن اإلنسان ال خيلق من ماء‬ ‫املرآة ومن املعروف طبيّ اً أن احتّ اد البويضة داخل الرحم مع نطفة واحدة من الرجل هو من‬ ‫يكون اجلنني‬ ‫ّ‬ ‫يتكون من املنطقة الصدرية عندها ( ال رتائب ) ‪ ,‬و ال يتكون مين الرجل‬ ‫ثاني اً ذلك املاء ال ّ‬ ‫من منطقته الصدريّة أيض اً ( الصلب ) هو يتكون يف اخلصيتني خ ��ارج البطن بعيداً عن‬ ‫منطقة الصدر !!‬ ‫وهذا ايض اً حديث صحيح يوضح اخلطأ العلمي هذا الذي وقع به ذلك البدوي احملتال ‪:‬‬ ‫‪ »:‬ماء الرجل أبيض وماء امل رأة أصفر‪ ،‬فإذا اجتمعا فعال مين الرجل مين امل رأة أذك را بإذن اهلل‪،‬‬ ‫وإذا عال مين امل رأة مين الرجل أنثا بإذن اهلل « صحيح مسلم‬ ‫&‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa‬‬

‫‪8‬‬


‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬

‫وأترك لكم التفكر واجلواب‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬

‫‪9‬‬

‫الرد‪ :‬ما الفائده من التنويه عن انبياء قد أُرسلوا سابقا إن مل يكن هناك تفصيال هلم‪ ,‬هل‬ ‫اهلل يٌشوق عبيده مثال‪ ,‬هل حنن امام كتاب مقدس مفصل كما يدعون ام امام مغامره من‬ ‫مغام رات رجل املستحيل وألغاز فريق ع*‪2‬‬ ‫تذكر الكاتبه الدليل علي إرسال الرسل بأهنم ذُكروا يف العهد القدمي وهنا إشكاليه قدميه‬ ‫متجدده وهو املوقف اإلسالمي من الكتاب املقدس عند املسيحني‪ ,‬هل هو مقدس بالفعل‬ ‫ الحظ أهنا إختذته هنا دليال‪ -‬ام هو كتاب بشري عادي مليء باألخطاء والتناقضات‬‫وهنا نعرج علي كيف يتناول املسلم أتباع الديانات األخري وعلي رأسهم املسيحيه‪ ,‬فهم‬ ‫ضالني كافرين‪ ,‬كما ورد يف القرآن إذن الكاتبه هنا تضرب‬ ‫تضرب يف الصميم أمر عقدي معلوم من الدين بالضروره‪ ,‬ولو ق رأ هلا احد مشايخ السلف‬ ‫اعتقد أنه سيقوم بتكفريها‪ ,‬لكن مبا إننا من رافعي شعار التسامح سنكتفي فقط بالتدليل‬ ‫علي األخطاء والتناقضات‬

‫تقول املؤلفه « وألن اإلنسان العادي ال ميكنه التجاوب مع الروح االمني فقد إصطفي اهلل تعايل‬ ‫خلقا من البشر وإصطنعهم علي عينه‪ ,‬مث بعثهم معلمني وهادين إيل طريق احلق والنور وهم‬ ‫االنبياء «‬ ‫الرد‪ :‬تضعنا هنا الكاتبه يف لغز جديد فكيف هلا ان تعرف أن اإلنسان ال ميكنه التواصل مع‬ ‫املالئكه‪ -‬جربيل‪ -‬كيف حكمت علي االمر وهو أصال مل حيدث فلم نسمع أبدا بذلك النوع‬ ‫من التواصل مع اإلنسان العادي‪ ,‬إن كانت جربته أو تعاملت معه فامتين أن ختربنا بتجربتها‪,‬‬ ‫تتجاوز الكاتبه ومبنتهي الصلف أو إن شئت ق ��ل مبنتهي اإلغ ��ف ��ال ع ��ن مفهوم اإلصطفاء‬ ‫املالئكي وال تخُ ربنا مبا هي معايريه لتقول أن اإلنسان العادي أقل وأضعف من أن يتواصل مع‬ ‫املالئكه ولذا كان الزما علي اهلل أن خيتار من بني البشر من يقدر علي حتمل هذه املسئوليه‬ ‫وايضا هنا يغيب معيار اإلصطفاء عن البشر كما غاب عن املالئكه‪ ,‬وعلينا أن نقف هنا‬ ‫عند كلمة ‪ -‬إصطنعهم بيديه‬ ‫أو علي عينيه‪ ,‬ف ��ه ��ذه الكلمه ت ��ض ��رب مفهوم البشريه يف الصميم‪ ,‬علي إع ��ت ��ب ��ار ان هذا‬ ‫اإلصطناع سيكون بشكل تدخل من الذات الآلهليه بإضافة وحذف مؤهالت ومقومات مبا‬ ‫يتناسب مع الوظيفه املطلوبه مبا يضرب ايضا فكرة كمال اهلل يف خلقه‪ ,‬وفكرة أن األنبياء ما‬ ‫هم إال بش را يف النهايه وبالتايل تقع إشكاليه كربي يف الكثري من آيات القرآن الكرمي اليت ال‬ ‫تنفك تربهن وتدلل وتذكر بأن الرسل ما هم إال بشر‬

‫ال ��رد ‪ :‬إن ك ��ان األم ��ر كذلك كما تقول فما حاجة اهلل يف ت ��ك �رار نفس األم ��ر‪ ,‬م ��ا حاجته‬ ‫إلرسال رسل جدد وإرهاق نفسه باإلصطفاء وإرهاق جربيل بالقيام بدور السفري وتعذيب‬ ‫نفسه بإرسال معج زات‪ ,‬فضال عن إرسال ديانات جديده متاما عن بعضها‪ ,‬إسالم‪ ,‬يهوديه‪,‬‬ ‫نص رانيه‪ ,‬إن كانت كلها تنبع من معني واحد كما تقول املؤلفه ملاذا مل يكتفي اهلل بديانة‬ ‫واحده‪ ,‬مث إن كانت كما تدعي بان كل أتباع الديانات مسلمون‪ ,‬ملاذا إذن هذا التناحر‬ ‫والتنافر والتكفري الذي يصل حلد إزهاق الروح‬ ‫مل ��اذا ن ��ري إذن اإلق ��ت ��ت ��ال واإلح �ت�راب ب�ين أت ��ب ��اع ال ��دي ��ان ��ات كلهم م ��ع بعضهم‪ ,‬كيف تفسر‬ ‫الدكتوره فكرة التبشري او فكرة الدعوه اإلسالميه !!!‬

‫أرجو أن تصل عالمات إستفهامي إيل جواب‬

‫ولكم أيضا التعليق‬

‫‪--------------------------------------------------‬‬‫تقول الكاتبه « حدثنا القرآن الكرمي اهنم مجيعا يف تعاقبهم ‪ ,‬مع إختالف م راحلهم وازماهنم‬ ‫كانوا مجيعا مسلمني‪ ,‬ألن اإلسالم يف حقيقيته ال ينتمي يف تسميته لدين من األديان بل هو‬ ‫إسالم القلب والنفس والوجه إيل اهلل تعايل»‬

‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬

‫الفرق بني جربيل وغريه من املالئكه هل هو فرق يف العباده والصالح‪ ,‬ام فرق يف القدره البدنيه‬ ‫مثال‪ ,‬أم فرق روحاين حبت كأن اهلل يعتز جبربييل أكثر وميوله الروحيه والعاطفيه متيل إليه‬ ‫اكثر‪ ,‬ملاذا ال يتدخل اهلل بنفسه ليُ عرف اخللق به‪ ,‬أليس هو من صنعهم‪ ,‬ألسنا حنن بصنعته‬ ‫كما صدعوا روؤسنا‪,‬‬ ‫أليس الصانع ‪-‬اهلل‪ -‬هو أدري وأعلم بصنعته ‪ .‬ملاذا إذن هذا اجلهد العبثي املبذول يف إختيار‬ ‫مالئكه مث إختيار خملوق بشري‬ ‫واتسائل دوما وهو سؤال جانيب ‪ -‬ما القيمه املضافه جلربيل أو الفائده امل حازه من قبله نتيجة‬ ‫قيامه هبذا العمل مع كل الرسل من لدن آدم وحيت مد علي إف رتاض ُ‬ ‫صحة قول أتباع األديان‬ ‫محُ‬

‫‪--------------------------------------------------‬‬‫تقول املؤلفه « ذكر اهلل تعايل يف القرآن الكرمي مخس وعشرين نبيا مرسال ‪ ,‬وهناك أنبياء مل‬ ‫ترد أمساؤهم يف الق ران الكرمي‪,‬ولكن ذٌكر الكثري منهم يف العهد القدمي»‬

‫‪10‬‬


‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬ ‫اثبات األخطاء‬ ‫ّ‬

‫‪---------------------------------------------------‬‬‫« تقول املؤلفه ان اإلسالم دعوه إيل سيادة العقل وثوره علي الضالل ودعوه إيل التحرر من‬ ‫الشرك‬ ‫الرد‪ :‬إن كان كذلك فكيف تُفسر املؤلفه‬ ‫قول اإلمام علي ‪ :‬لو كان الدين بالعقل لكان املسح علي اجلورب من أسفل أويل به من اعلي‬ ‫كيف تفسر املؤلفه إرسال اهلل رسل وكتب و ‪ ...‬إن كان للعقل وحده فقط السياده‬ ‫وإن كان األمر كله لتحرير العقل فما تفسريها من الغيبيات اليت جيب علي املسلم التسليم‬ ‫هبا من الص راط‪ ,‬القيامه‪,‬عذاب‬ ‫‪ ,‬القرب‪,‬الشجاع االقرع‪ ,‬سفينة نوح‬ ‫إن كان اإلسالم أيت ليُ حرر الناس من الشرك كيف تُفسر املؤلفه فريضة احلج وحتديدا الطواف‬ ‫حول الكعبه وما الفرق بينه وبني طواف املشركني قدميا حول الآلت والعُ زي‬ ‫ما موقفها من الصوفيه وهي فرقه ٌم عتربه يف اإلسالم تؤمن باألضرحه واألولياء والتوسل هبم‬ ‫إنتهي اجلزء االول‬ ‫متنيايت بق راءه ممتعه‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬


‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫ديسمرب ‪2012 ,31‬‬ ‫اعتقلت الرشطة الكويتية بنباز‪ ،‬تم إيقافه من مكان عمله‬ ‫وزج به يف السجن‪.‬‬ ‫اتهم بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‬ ‫األدلة املقدمة ضده‪ ،‬مدونته‪:‬‬ ‫وثائق رسمية أسفله‬ ‫فرباير ‪2013, 7‬‬ ‫أدين بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‪ .‬حكم عليه بالسجن‬ ‫ملدة سنة واحدة يف السجن باإلضافة إىل العمل القرسي‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل غرامة مالية واإلبعاد من الكويت‪.‬‬ ‫نشاط بنباز قبل اعتقاله‬ ‫كتابة عىل مدونته‪http://www.benbaz.info :‬‬ ‫الكتابة عىل صفحته يف الفيسبوك‬ ‫كاتب مساهم يف مجلة ‪( IThink‬مجلة إلحادية شهرية‬ ‫باللغة العربية)‪http://i-think-magazine.blogspot. :‬‬

‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫عبد العزيز محمد الباز‪ ،‬املعروف أيضا بإسم بنباز‪ ،‬ولد‬ ‫ألبوين مرصيني سنة ‪ 1985‬يف الكويت‬ ‫حاصل عىل درجة البكالوريوس يف التجارة شعبة اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬وعمل محاسبا لرشكة محلية يف الكويت تسمى‬ ‫مرايا الخليج حتى ألقي القبض عليه‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫?‬

‫نحن بحاجة ملساعدتكم‬ ‫للضغط عىل الحكومة‬ ‫الكويتية إلطالق رساح «بن‬ ‫باز»‬

‫نبضات بن باز‬ ‫‪com/، https://www.facebook.com/I.Think.‬‬ ‫‪Magazine‬‬ ‫مساهم عىل االنرتنت باإذاعة امللحدين العرب‬

‫نحن بحاجة ملساعدتكم للضغط عىل الحكومة الكويتية‬ ‫إلطالق رساح بنباز‬ ‫وقعو عىل العريضة‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫‪BenBazPetition‬‬ ‫انضامم مجموعة ‪ FreeBenBaz‬يف الفيسبوك‪https:// :‬‬ ‫‪/www.facebook.com/groups/FreeBenBaz‬‬ ‫تابع صفحة يف الفيسبوك املجتمع ‪FreeBenBaz: https://‬‬ ‫‪www.facebook.com/Freebenbazpage‬‬ ‫عىل التويرت ‪hastag: # FreeBenBaz‬‬ ‫إذا كنت تستطيع تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة‬ ‫الكويتية أو القنصلية يف مدينتك إتصل بناو سوف نساعدك‪.‬‬ ‫لالنضامم إىل ‪ FreeBenBazProtest‬الصفحة يف الفيسبوك‪:‬‬ ‫‪http://tinyurl.com/BenBazProtest‬‬ ‫يرجى مساعدتنا بالفيديو والكتابة يف مدوناتكم الخاصة‬ ‫وعىل الفسبوك والتويرت‪ ،‬وكتابة املقاالت‪،‬و اإلتصال بوسائل‬ ‫اإلعالم‬ ‫لدينا رشيط فيديو عىل موقع يوتيوب يرجى مشاهدة و‬ ‫البت عىل الفايسبوك و التويرت ‪:‬‬ ‫‪v://youtu.be/2B_n7wo4Ji4‬‬ ‫شكرا لكم!‬

‫مدونة محمد عبد العزيز‬ ‫‪www.benbaz.info‬‬ ‫صفحة الفيسبوك‬ ‫‪www.tinyurl.com/Benbazfacebook‬‬

‫لتوقيع العريضة‬ ‫‪www.tinyurl.com/BenBazPetition‬‬

‫‪14‬‬


‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫نادر قريط‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫ال أدري إن كان سقوط التفاحة باعثا إلكتشاف قانون اجلاذبية‪ ،‬فكثري من األمور تبدأ‬ ‫بسخرية الذعة‪ ،‬تلتقطها عني ناقدة‪ ،‬مث تؤول إىل حقيقة جديدة ال يأتيها الباطل‪..‬‬ ‫قبل إكتشاف اللغة املسمارية لوادي النهرين (يف القرن ‪ ،)19‬كانت أوروبا تنظر ألسفار‬ ‫العهد القدمي بإعتبارها تارخيا حقيقيا للعامل‪ .‬وما أن بدأت رحلة فك شيفرة ألواح بابل‬ ‫وآشور وأوغاريت‪ ،‬وما سبقها من نقوش مصرية‪ ،‬حىت تكشف غطاء القصص التورايت‬ ‫وبانت عوراته ومدى إرتباط مقدسه مبيثولوجيا الشرق القدمي‪.‬‬ ‫مع هناية القرن العشرين وبعد قرن من التنقيب األركيولوجي ونبش أرض فلسطني‪ ،‬رفع‬ ‫الكثري ال راية البيضاء‪ ،‬فعلوم األركيولوجيا أثبتت أسطورية عصر اآلباء (بني ‪1800‬ق‪.‬م‬ ‫و‪ 970‬ق‪.‬م ) وأثبتت هتافت روايته‪ ،‬اليت حبكت خيوطها مع األب إب راهيم مث اخلروج من‬ ‫مصر بقيادة موسى وإقتحام كنعان‪ ،‬وصوال للمملكة املوحدة لداوود وسليمان (يهودا‬ ‫والسامرة فيما بعد)‪.‬‬ ‫فكل هذه األحداث أصبحت ت راثا قصصيا أنتجته خميّ لة الكهنة والكتبة‪ .‬لكن التعرف‬ ‫على ال رتاث اللغوي القدمي (اآلكادي واملصري واألرامي ‪..‬إخل) أدخل علوم اللسانيات يف‬ ‫مرحلة معرفية شائكة‪ .‬و أسقطها أحيانا يف دوائر تأولية مغلقة‪ ..‬وذلك بسبب مقدمات‬ ‫خاطئة فرضت نفسها على ذهنية البحث‪ .‬فكثري من الباحثني األوائل كانوا مسكونني‬ ‫هباجس الهويت‪ ،‬إلثبات حقيقة الكتاب املقدس‪ ،‬وتأكيد جغ رافيته أو حبيسني للنسق‬ ‫الكرنولوجي وهيمنة احلقب الزمنية املقدسة‪ ..‬حىت نيوتن نفسه مل يكن قاد را على حتدي‬ ‫فكرة خلق العامل بستة أيام‪ ،‬وال غاليله الذي إرجتفت مفاصله عندما واجهته احملكمة بقصة‬ ‫يشوع وإقتحامه لكنعان‪ ،‬وكيف أوقف اهلل الشمس يف السماء‪ .‬وهذا دليل على بطالن‬ ‫نظريته‪.‬‬

‫لكن امللفت أن إبنه « إمساعيل» (مسع اهلل) متت تسميته أيضا من قبل املالك شخصيا‪،‬‬ ‫فرق قلبه عليها‪ .‬بيد أن أمثال اهلولندي‬ ‫الذي مسع إستغاثة أمه «هاجر» املصرية يف الربية‪ّ ،‬‬ ‫راينهارد دوزي (‪ )1‬وقفوا عند إشارة توراتية‪ ،‬حتدثت عن رحيل سبط مشعون ( أحد‬ ‫اإلسباط اإلثين عشر) أيام امللك شاوول وداوود‪ ،‬وإقامتهم يف أرض احلجاز‪ ،‬وهذه اإلشارات‬ ‫دعته لإلعتقاد بأن قصة إمساعيل (أو إمشعيل) وهاجر التوراتية هي حشو تارخيي أحدثه‬ ‫مدونو التوراة متأخ راً‪ ،‬لتربير رحيل آل مشعون‪ ،‬وما دفعه هلذا اإلعتقاد‪ ،‬التشابه اللفظي‬ ‫ّ‬ ‫والداليل بني « إمشعيل ومشعون» كما أنه ب رأي البعض مؤشر لبزوغ جنم «العرب» وبالتايل‬ ‫كان على كتبة التوراة التودد هلم ومنحهم شرف القرىب‪ ،‬فرتكوا املالك يقول للسيدة‬ ‫الصيب وخذي بيده فسأجعله أمة عظيمة‪ .‬سفر التكوين (‪)21 ,19‬‬ ‫هاجر‪ :‬قومي إمحلي‬ ‫ّ‬ ‫وإختصارا ميكن لقارئ التوراة أن جيد عددا ال حصر له من األمثلة اليت ربطت األمساء‬ ‫بتطور النسيج الروائي للسرد‪ ،‬فإسحق (من ضحك) ويعقوب خرج من رحم أمه ممسكا‬ ‫بعقب توأمه «عيسو» وأيضا فإن عصر ماقبل الطوفان ربط أمساء آدم وحواء بدالالت‬ ‫حادثة اخللق يف فردوس عدن (فردوس‪:‬لفظ خيص حدائق البيوت يف فارس القدمية) ففي‬ ‫تلك الفرتة املغرقة بالقدم إعتقد كتبة األسطورة أن اإلله ال يتحدث إال العربية ( باحلقيقة‬ ‫هي نفسها الكنعانية)‬

‫املهم أن علوم اللسانيات وحبوث املقارنة شقت طريقها بوعورة‪ ..‬وإختصارا أود يف هذه‬ ‫املطالعة التوقف عند حمطات لغوية صرفة‪ ،‬تتناول ظاهرة املكونات والدالالت لألمساء‬ ‫املهمة اليت تناوهلا ت راث املقدس (اليهو ـ مسيحي واإلسالمي) ففيها يقبع جزء مهم من آلية‬ ‫السرد األسطوري‪ ،‬ورمبا يكشف بدون عناء كيف َوظّفت الرواية تلك األمساء [أغلب الظن‬

‫العهد اجلديد‪:‬‬ ‫هنا ال بد من وقفة طويلة‪ ،‬فنحن يف حقبة تارخيية شديدة التداخل‪ ،‬هتيمن عليها الثقافة‬ ‫اهللينية (اليونانية الرومانية) ففلسطني‪ ،‬كانت حينها والية رومانية تابعة ألغسطس‬ ‫قيصر ومندوبه السامي هريودوس (ملك اليهودية)‪ ،‬حنن أمام كيان ثقايف متتع بنوع من‬ ‫اإلستقالل الديين منذ أيام احلكم الفارسي ألرحششتا األول‪ ،‬وتعيني ساقيه «حنميا»‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫‪15‬‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫أهنا ألقاب أطلقها الكتبة ( أو احلكواتية) أثناء بناء الد راما القصصية لألديان]‬ ‫األمساء يف ال رتاث اليهو ـ مسيحي‪:‬‬ ‫النظر مليا يف األمساء اليت أطلقها العهد القدمي على الشخصيات املقدسة‪ ،‬تستحق‬ ‫حبثا طويال ألهنا كثرية جدا وتغطي حقبا زمنية خمتلفة‪ ،‬لكن روابطها اللغوية والداللية‬ ‫(السيمانتية) مع لغات املشرق القدمية ال حتتاج عبقرية لتأويلها‪ ،‬فكثري منها أمساء مركبة‬ ‫منذورة لإلله‪ ،‬أو ترتبط مبهنة أو بيئة جغ رافية أو تقرتن بصفات جسمانية أو معنوية‪.‬‬ ‫والكثري منها ُدمج مع اإلله البابلي الكنعاين «إيل» كإس رائيل وميخائيل‪ ..‬والبداية تشري‬ ‫إىل سياق قصصي توليفي‪ ،‬ففي سفر التكوين نعلم أن اهلل أمر «اب رام» بتبديل إمسه‬ ‫ليصبح «إب راهيم» [أب (الكثريين) أو األمم] بالتأكيد حنن ال منلك وثائق دامغة حول هذا‬ ‫اإلتصال اإلب راهيمي باإلله‬

‫‪16‬‬


‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫أمساء يشوع ومرمي والرسل‪:‬‬ ‫من املثري حقا أن نعرف أن مصادر األنتيكا الرومانية‪ ،‬اليت تناولت قصة «املسيح» كانت‬ ‫ضئيلة‪ ،‬واقتصرت على بعض اإلشارات اهلزيلة‪ ،‬اليت تعرضت حلادثة صلبه دون سريته‬ ‫وتعاليمه‪ .‬فجوزيفيوس فالفيوس (‪ )3‬ذكر مثال إعدام «يعقوب» ووصفه بأنه أخو يسوع‬ ‫امللقب باملسيح‪ ،‬بيد أن معظم الباحثني يعتربون هذه اإلشارة حشوا متأخ را (ناهيك عن‬ ‫النقد احلديث الذي يعترب فالفيوس نفسه أحد مفربكات القرون الوسطى)‬ ‫أما تيتوس فيُ خرب يف حولياته عام ‪117‬م أن القيصر نريون إهتم مسيحيني حبرق روما عام‬ ‫‪ 64‬م وهؤالء ينتسبون للمدعو ‪ Christus‬الذي أعدم يف عهد تيربيوس بأمر احلامي‬ ‫بيالطوس‪.‬‬ ‫أيضا فإن سويتون يذكر عام ‪120‬م يف سرية القيصر كالوديوس‪ ،‬أنه قد طرد من روما يهودا‬ ‫إهتموا بالتحريض على الشغب‪ ،‬وهم من أنصار شخص يُسمى ‪ .. Chrestos‬ويف كل‬ ‫األحوال ال يوجد مصادر (غري كنسية) تؤكد القصة املسيحية‪..‬‬ ‫‪1‬ـ أيضا أسم « يسوع» كان هدية إهلية كما يصفها مىت ‪ 1:20‬يف حلم يوسف إذ خيربه‬ ‫املالك‪ :‬يا يوسف إبن داوود‪ ،‬ال ختف إن مرمي إم رأة لك‪ ،‬فهي حبلى من الروح القدس‪،‬‬ ‫وستلد إبنا تسميه يسوع‪ ،‬ألنه يخُ لص شعبه من خطاياهم‪( .‬إنتهى) وال أدري ملاذا أمساه‬ ‫يسوع فنبوءة أشعيا ‪14:7‬تقول‪ :‬ستلد العذ راء إبنا يُدعى «عمانوئيل» أي اهلل معنا؟‬ ‫وبالعودة للقاموس نستنتج أن إسم يشوع مركب من جذر»يهوا» والفعل» شوع» (أن‬

‫‪2‬ـ «ماريا « ‪ :»Maira‬اللفظ الالتيين ملرمي‪ ،‬وتشرتك العربية واالرامية واليونانية يف تلفظه‬ ‫بصيغة «مرمي» وهو إسم تورايت ألخت موسى وهارون‪ ،‬ومصدره غامض (البعض يعيده‬ ‫إىل جذر مصري ‪ Mry‬مبعىن‪ :‬احملبوبة‪ ،‬والبعض إىل جذر عربي ‪ Mra‬مبعىن‪ :‬مسّن علف‬ ‫(من تسمني العجول) وكإجتهاد شخصي أعتقد أنه يرتبط باجلذر األرامي ‪ Mr‬وهو لقب‬ ‫للملك اآلرامي مبعىن‪ :‬سيّ د‪ ،‬وال ت زال الكنائس الشرقية تطلق على القديسني لقب «مار»‬ ‫مثل مار مارون ومار تقال‪ ..‬وهبذا فإن اإلسم على األرجح‪ ،‬لقب تفخيمي أسقطه املؤلف‬ ‫مبعىن‪ :‬سيدة‪( .‬سنأيت الحقا مبزيد من التفصيل)‬ ‫تضم أمساء تالمذة املسيح‪:‬‬ ‫‪3‬ـ يف إجنيل مىت ‪10:1‬ومرقس ‪3:16‬ولوقا ‪ 6:12‬نعلم بقائمة ّ‬ ‫أوهلم مسعان (بطرس) وأخوه أند راوس ( وكالمها من صيادي األمساك قرب حبرية طربية)‬ ‫ويعقوب إبن زبدي وأخوه يوحنا وفيليبس وبرتوملاوس وتوما ومىت جايب الض رائب‪،‬‬ ‫ويعقوب بن حلفى وت ّداوس ومسعان الوطين الغيور ويهوذا اإلسخريوطي الذي أسلم يسوع‪.‬‬ ‫ومع اإلختالفات يف تلك القائمة‪ ،‬إال أن سرد األناجيل يحُ دث إلتباسا يف عدد من‬ ‫الشخصيات‪ ،‬فت ّداوس مثال يظهر أحيانا بإسم «يهوذا» وهو غري يهوذا اإلسخريوطي كما‬ ‫يف إجنيل يوحنا ‪ 14 :22‬ومبا أن اإللتباسات والتفاصيل كثرية‪ ،‬وبعيدة عن صلب املوضوع‪،‬‬ ‫سأقتصر على العرض اللساين وما يتعلق به‪:‬‬ ‫ـ مسعان‪ :‬أطلق عليه املسيح إسم «بطرس» والكلمة يونانية وتعىن‪ :‬الصخرة؟؟ وتذكر‬ ‫مبقولة املسيح‪ :‬بطرس أنت الصخرة وعليها سأبين كنيسيت‪ .‬وهو ينتمي ملنطقة اجلليل‬ ‫والسؤال البديهي‪ :‬ملاذا خيتار يسوع‪ ،‬اآلرامي اللغة‪ ،‬لقبا يونانيا لتلميذه؟‬ ‫ـ مىت‪ :‬من األصل العربي ماتيتياهو ويعين‪ :‬هدية اهلل‪ ،‬وال يُوجد ما يؤكد أنه كاتب إجنيل‬ ‫مىت‬ ‫ـ أند راوس أخ مسعان (بطرس)‪ :‬اإلسم يوناين‪ ،‬وأي عني بصرية سرتى تناقضا ما‪ ،‬فكيف‬ ‫لعائلة يهودية ذات طقوس توراتية معقدة‪ ،‬أن تطلق على أحد أبنائها إمسا يونانيا وعلى‬ ‫اآلخر إمسا آراميا ـ عربيا؟ أم أن يهود ذلك العصر كانوا مودرن‪ ،‬ومقتنعني بالتعدد الثقايف‬ ‫مشوهة ومستعصية على الفهم؟‬ ‫واألثين ؟ أم أن الصورة التارخيية اليت وصلتنا كانت ّ‬ ‫ـ يعقوب ابن زبدي وأخوه يوحنا‪ :‬ال يُوجد ما يؤكد أن األخري هو صاحب إجنيل يوحنا‬ ‫املعروف‬ ‫ـ أيضا فيليبوس‪ ،‬وبرتوملاوس أمساء يونانية بإمتياز‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫‪17‬‬

‫حاكما على يهودا‪ .‬ومع السيطرة اهللينية بدأ هذا اإلستقالل الديين يفقد متاسكه إثر‬ ‫إنشقاق طبقيت الصدوقيني والفريسيني‪ .‬لكن هذه اإلستقاللية الدينية اليهودية إستمرت‬ ‫بشكل متذبذب‪ ،‬وصوال للقرن اخلامس ميالدي‪ ،‬حىت أن القيصر املسيحي املتزمت والورع‬ ‫تيودوسيوس األول‪ ،‬أعدم نائبه (حاكم فلسطني) بسبب إهانته لبطريرك اليهود‪)2( .‬‬ ‫لكن التناقض اجلديل واخلفي يف مفاصل هذا النسيج التارخيي‪ ،‬كان حضور اللغة اآلرامية‪،‬‬ ‫فالتاريخ يُعلمنا أن يهود احلقبة اهللينية‪ ،‬كانوا يتكلمون اآلرامية ويكتبون بعض أدهبم‬ ‫باليونانية (وهذا لغز حم يرّ ‪ ،‬فلماذا تركوا لغة املقدس الع رباين؟) هلذا وجب على املسيح أن‬ ‫يتحدث لغة آرامية‪ ،‬كانت قد إمتدت يف العامل القدمي لتصبح أيضا لغة الثقافة يف املشرق‬ ‫القدمي‪ ،‬وصوال إىل قصور الساسانيني‪.‬‬ ‫إال أن قارئ اإلناجيل وأعمال الرسل وال رتاث الكنسي‪ ،‬سيصطدم مباشرة بنوع من املركبات‬ ‫اللغوية‪ ،‬اليت تطرح كث ريا من عالمات اإلستفهام‪ ،‬تصل أحيانا إىل حالة من اإلرتباك الشديد‬ ‫والتأويل القسري لألحداث واألمساء‪ ..‬فلو إستعرضنا قائمة أمساء الرسل وآباء الكنيسة‬ ‫سنجد أهنا ختفي هذا الواقع املركب لصريورة احلدث املسيحي‪ .‬وبإختصار شديد أقدم فيما‬ ‫يلي إطاللة فيلولوجية قد تساعد يف فهم طبيعة السرد الروائي للحدث‪:‬‬

‫تكون نبيال‪ ،‬أو تطلب عونا ) أو « يَشع» (خ لّ ص‪ ،‬ساعد) وهكذا فإن تأويله يتطابق مع‬ ‫ما ورد يف مىت‪ :‬اهلل هو املخ لّ ص‪ .‬وأيضا ال يوجد شهود عيان لتأكيد حلم السيد يوسف‪.‬‬ ‫فال‬ ‫بد من إعتباره لقبا أسقطه عليه السرد الروائي‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األمساء يف ال رتاث اإلسالمي‪:‬‬ ‫بداية البد من التأكيد ان الد راسات اإلسالمية عموما‪ ،‬وقعت بني الفينة والفينة ضحية‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫‪19‬‬

‫ـ توما‪ :‬مشتق من اللفط اآلرامي «توأم»‬ ‫ـ يهوذا اإلسخريوطي‪ :‬إمسه األول يعود ألحد األسباط اإلثين عشر‪ ،‬أما لقبه فيعود لقرية يف‬ ‫اليهودية إمسها إسخريوط‪ ،‬وهو الوحيد الذي ينتمي لليهودية بعكس التالميذ (الرسل)‬ ‫اآلخرين الذين أتو من اجلليل‪.‬‬ ‫‪ .‬بولس‪ :‬إمسه القدمي «شاول» وقد إستبدله‪ ،‬بُعيد إعتناقه املسيحية إئر حصول معجزة‬ ‫أصابته بالعمى‪ ،‬أثناء مطاردته للمسيحني‪ ،‬قرب دمشق‪ .‬وبولس ‪ :‬كلمة يونانية‬ ‫‪ Paullos‬وتعين‪ :‬الصغري‬ ‫ومن الضرورة مبكان التوقف عند مرقس ولوقا‪ ،‬كوهنما من كتبة اإلجنيل‪.‬‬ ‫ـ مرقس‪ :‬إمسه مشتق من الالتينية ‪Mart cos‬وتعين املنذور ملارس (إله احلرب الروماين)‬ ‫وهذا اإلسم كان يُطلق على مواليد شهر مارس‬ ‫ـ لوقا ‪ :‬إسم التيين مشتق من ‪ ،Lucanus‬ويطلق على القادمني من منطقة لوكانا يف‬ ‫جنوب إيطاليا‪ ،‬ويقول املوروث أن لوقا ولد يف أنطاكيا وإعتنق املسيحية على يد بولس‬ ‫وتويف يف اليونان‪.‬‬ ‫بعد هذا املوجز‪ ،‬وبالنظر لإللتباسات الكثرية يف األمساء ومرجعيتها اللغوية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫تداخل مرميات عديدة يف األحداث (مرمي األم‪ ،‬واجملدلية‪ ،‬وأم يعقوب الصغري)‪ ،‬فقد إستوقفين‬ ‫إسم التلميذ (الصحايب الكبري) يهوذا اإلسخريوطي‪ ،‬بإعتباره رمز اخليانة‪ ،‬فهو الذي س لّ م‬ ‫املسيح للصلب‪ ،‬مقابل قبضه ثالثني من الفضة‪ ،‬والغريب أنه الوجيد الذي يرجع بأصوله‬ ‫ملنطقة اليهودية‪ ،‬ناهيك عن إمسه اليهودي اخلالص‪ ،‬أما املؤسسون والواعظون الكبار‬ ‫كبولس وبطرس فقد إختذوا ألقابا يونانية‪ ،‬كذلك هو احلال مع اإلجنليني مرقس ولوقا‪،‬‬ ‫تدرعا بأمساء التينية؟‪..‬‬ ‫الذين ّ‬ ‫وهذا يوحي بأن التوليف ال راوئي لإلناجيل تعمد جترمي وشيطنة اليهود‪ ،‬من خالل رمزية‬ ‫األمساء اليت خلعها على أبطال الرواية‪ .‬ويبدو أن األمر قد حدث أثناء إعتناق الدولة‬ ‫الرومانية للمسيحية‪ ،‬فكلنا يتذكر كيف أن الوايل بيالطوس غسل يديه من دم الصديق‬ ‫(يسوع) وكأنه يُعلن ب راءة روما من دمه‪ ،‬يف حني تُركت غوغاء اليهودية املدفوعة من‬ ‫الكهنة وسدنة اهليكل تصرخ‪ :‬أصلبه أصلبه!!‬ ‫ويف هذا السياق أنقل نقدا صارما مثلته آراء بالداوف‪ Baldauf‬كامماير ‪Kammeier‬‬ ‫الذيّن كانا على قناعة‪ ،‬بأن تأمال عميقا لألناجيل وأعمال الرسل مينح إنطباعا بأهنا‬ ‫ُك تبت من أناس مل يعرفوا فلسطني جيداً وال اليهودية وطقوسها املعقدة‪ ،‬ومل يُلموا‬ ‫باليونانية إال كلغة أجنبية‪ ،‬مع جهل مطلق باآلرامية!!‬

‫لدوائر تأولية مغلقة‪ ،‬لعدم وجود علوم قاموسية تصلنا باملرحلة السابقة لعربية سيبويه‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬وأحيانا ظهرت ميول مفرطة لدى بعض الباحثني بإعتماد تأويالت تعتمد‬ ‫مرجعيات لسانية أخرى‪ .‬إن تأخر التدوين واخلط العريب‪ ،‬اليعين مطلقا حداثة اللغة‬ ‫العربية وأسبقية اللغات الكتابية األخرى عليها‪ ،‬فالعربية كانت أداة مهمة لتفسري لغات‬ ‫األركيولوجيا‪ ،‬وعليه ال ميكن جتاهل أقدميتها‪ ..‬إن املؤش رات العامة تدل على أن قاموس‬ ‫(لغة سيبويه) قد إبتلع فيضا هائال من مفردات وكلمات اللغات القدمية‪ ،‬ووطنها داخل‬ ‫لغة متطورة ذات طاقة حركية عالية‪.‬‬ ‫املالحظة الثانية تتعلق بطبيعة السؤال عن األمساء املؤسسة لل رتاث اإلسالمي‪ ،‬فكاتب‬ ‫السطور يعتقد بوجود ثقب زمين يفصل األحداث املبكرة لإلسالم عن مرحلة التدوين‪،‬‬ ‫فكلنا يعلم أن سرية إبن هشام أو تاريخ الواقدي أو الصحاح الستة قد دونت بعد مرور‬ ‫مرحلة طويلة سادها النقل الشفهي‪ .‬مما جعل تلك األحداث عرضة للتساؤل التارخيي‪.‬‬ ‫خصوصا بوجود صمت للمصادر اليهودية والنسطورية واليعقوبية والقبطية والبزنطية‪،‬‬ ‫اليت أغمضت عيوهنا عن حلظات تش ّك ل اإلسالم‪ .‬وهذا أمر حم يرّ جدا ؟‬ ‫وقد جرت حماوالت عديدة لرصد التقاطعات اللغوية‪ ،‬عرب دراسات مقارنة‪ ،‬لكن مواجهة‬ ‫مباشرة مع القاموس العريب قد تبدو مفيدة‪ ،‬لتفسري أمساء الشخصيات املؤسسة‪،‬‬ ‫وعالقتها الداللية بظروف وآلية السرد الروائي‪..‬‬ ‫قبل سنني ق رأت «يف مدارات صوفية» لل راحل هادي العلوي‪ ،‬بأن لفظ حممد جمرد صفة‬ ‫وان إمسه احلقيقي «قثم»‪ ..‬مالحظة عابرة ال حترك عقرية البحث‪ ،‬مث تكررت احلالة أثناء‬ ‫مطالعيت لألسباين انطونيو غاال‪ ،‬الذي إعتقد أن إسم طارق بن زياد (فاتح األندلس) هو‬ ‫حديث العهد يف قائمة األمساء العربية‪ ،‬ومن املستبعد أن يُك نىّ به قائد بربري‪ ،‬إذ إن بعض‬ ‫الد راسات النقدية احلديثة تشكك أصال برواية فتح األندلس‪ ،‬وتعتربها حكاية أسطورية‬ ‫ملاضي ضبايب‪ ،‬لذا إقرتح أن يكون طارق هو تصحيف إلسم قائد قوطي منشق‪ :‬تاريكس‪،‬‬ ‫على وزن رودريكس (لذريق‪ :‬آخر ملوك القوط)‬ ‫هذه اإلف رتاضات دفعت كاتب السطور إللقاء نظرة على لسان العرب إلبن منظور (ل‪.‬ع)‬ ‫والقاموس احمليط للفريوزآبادي (ق‪.‬م)‪ ،‬ومقاييس اللغة ألمحد بن فارس (م‪ .‬ل)‪ ،‬وهو معجم‬ ‫يضم بني حمتوياته كتاب العني للف راهيدي‪ ،‬وهو أقدم حماولة قاموسية عربية‪ .‬وفيما يلي‬ ‫خارطة لبعض األمساء اإلسالمية املؤسسة‪:‬‬ ‫‪1‬ـ حممد‪ :‬مشتق من «احلمد»‪ :‬الشكر‪ ،‬الرضى واجل زاء وقضاء احلق (ق‪ .‬م) واحلمد عكس‬ ‫املذم ة (ل‪.‬ع) ويرد أيضا أن‪ :‬حممد وأَمحد‪ :‬من أَمساء املصطفى‪ ،‬واحملمد الذي كثرت خصاله‬ ‫ّ‬ ‫احملمودة؛ قال األَعشى‪:‬‬ ‫اللعن‪ ،‬كان َك اللهُ ا ــــــــــــــــ إِىل املاجد ال َق ْرم اجلَ واد احملمد‬ ‫إِليك‪ ،‬أ َ‬ ‫َبيت َ‬ ‫قال ابن بري‪ :‬ومن سمُ ي يف اجلاهلية مبحمد سبعة (أشخاص) (‪)4‬‬

‫‪20‬‬


‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫‪2‬ـ قثم‪ :‬إسم حممد كما ذكره املرحوم هادي العلوي‪ ،‬ويف اللسان نق رأ مايلي‪ :‬و�قُثَ م اسم‬ ‫ثمِ‬ ‫الع طاء‪.‬‬ ‫رجل مشتق منه‪ ،‬وهو معدول عن قا وهو املُعطي‪.‬ويقال للرجل إذا كان كثري َ‬ ‫ويف حديث املبعث‪ :‬أَنت �قُثَ م‪ ،‬أَنت امل َّ‬ ‫قف ى‪ ،‬أَنت احلاشر؛ وهذه أَمساء النيب‪ .‬وكذلك يرد يف‬ ‫الصحاح يف اللغة‪ :‬يقال للرجل إذا ُ‬ ‫مائح �قُثَ ٌم‪ .‬ويف كل احلاالت حنن أمام‬ ‫العطاء‪:‬‬ ‫كثري‬ ‫كان‬ ‫ٌ‬ ‫ألقاب أو صفات معنوية تُعلي من شأن حاملها‬ ‫القاموسخ َد َج ت الناق ةُ أَلقت ولدها قبل أَوانه‬ ‫‪3‬ـ خدجية‪ :‬اخلديج هو املولود قبل أوانه‪ ،‬ففي‬ ‫َ‬ ‫تام اخلَ ْل ق (ل‪.‬ع)‬ ‫لغري متام األَيام‪ ،‬وإِن كان َّ‬ ‫‪4‬ـ‬ ‫يلي اهلَنَ ةُ ال زائدةُ الناتئ ةُ‬ ‫سودة بنت زمعة‪ :‬السواد نقيض البياض‪ ،‬أما الزمعة فرتد كما ُ‬ ‫الش اء‪.‬وشبّ ه بذلك ُر َذال‬ ‫فوق ِظ لف الشاة (ل‪.‬ع) َّ‬ ‫الزَم ع‪ :‬وهي اليت تكون َخ لف أظالف ّ‬ ‫الناس (م‪.‬ل)‬ ‫وخيربنا املوروث أن حممد تزوجها بعد خدجية وكانت إم رأة كبرية وواعية وجاوزت صباها‬ ‫وخلت مالحمها من اجلمال‪ ،‬وبعد زواجه من عائشة إنقبضت لكنها رفضت التسريح‬ ‫وآثرت البقاء‪( .‬روي عنها مخسة أحاديث) واخلالصة أهنا منحت إمسا كئيبا‪ ،‬إضافة إلسم‬ ‫والدها الذي بدا مرذوال !! وكأن املوروث حرمها من الفتوة واجلمال‪ ،‬وربط ذلك بإمسها؟‬ ‫ليبقيها زوجة ثانوية (كومبارس) ؟‬ ‫‪5‬ـ عائشة بنت أيب بكر‪ :‬وهي أشهر زوجات حممد‪ ،‬نُسب إليها رواية احلديث والفقه‪،‬‬ ‫ومصدر إمسها من «العيش» ويقال‪َ :‬ع ْي ش بين فالن الل بنَ ُ إِذا كانوا يَعِ يشون به‪ ،‬ورمبا مسَّ وا‬ ‫اسم ام رأَة (ل‪.‬ع)‬ ‫احلس نة‪ ،‬وعائشة ُ‬ ‫اخلبز َع ْي ش اً‪ .‬والعائش ذو احلالة َ‬ ‫ورمبا يكون األهم ذكر املصدر العربي للفظ» إيشه» فهو إسم حواء (األم امليثولوجية‬ ‫للبشر) وعلى العموم فاإلسم يتضمن دالالت إجيابية‪ ،‬وأمومة لإلسالم املبكر‪ ،‬يناسب ما‬ ‫أناط هبا املوروث من مهمات تارخيية كبرية‪.‬‬ ‫فيت‪ :‬البكر من اإلبل‪ ،‬ما مل �يَ�بْ ُزل بعد(م‪.‬ل) ويف‬ ‫ويف نفس السياق فإن لفظ «بكر» يرد مبعىن ّ‬ ‫يت من ا ِإلبل مبنزلة الغالم من الناس‬ ‫احلديث‪:‬‬ ‫استسلف ُ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬من رجل بك را‪ :‬وهو ال َف ُّ‬ ‫َ‬ ‫(ل‪.‬ع) وهبذا يمُ نح أبو بكر إمسا حمايدا كما احلال مع خدجية‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪7‬ـ زينب بنت جحش‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬عرفت جبماهلا‪ ،‬وقصة تطليقها من «زيد»‬ ‫الزيْ نب شجر‬ ‫الس من‪َّ .‬‬ ‫هي أهم مايرد عنها يف املوروث‪ .‬أما القواميس فتخربنا ‪َّ :‬‬ ‫والزنَب‪ِّ :‬‬ ‫الس مني‪ ،‬وبه سمُّ يت امل ْرأةُ‬ ‫حسن الـمن ظَ ر‪ ،‬ط يِّ ب ال رائحة‪ ،‬وبه مسيت امل رأَة (ل‪.‬ع) واألَرنب‪َّ :‬‬ ‫ز�ي ن ب‪ ،‬أو من زناىب الع قرب لزباناها‪ ،‬أو من الزي نب‪ ،‬لشجر حس ِن امل ن ظ ِر ط ي ب الر َ‬ ‫ائحة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ َ ِّ ّ‬ ‫أو أصلها‪َ :‬زيْ ُن أب (م‪.‬ل)‬ ‫‪8‬ـ صفيّ ة بنت حيي‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬وهي سبية من بين النضري‪ ،‬خيربنا املوروث‬ ‫بأن حممد إصطفاها حني ألقى عليها عباءته‪ ،‬ويف باب «صفو» يف مقاييس اللغة جند‪:‬‬ ‫الص َف ايا‪.‬‬ ‫الص ِف يَّ ة‪ ،‬واجلمع َّ‬ ‫يسم ى باهلاء َّ‬ ‫َّ‬ ‫والص ِف ُّي ما اصطفاه اإلمام من امل ْغ نم لنفسه‪ ،‬وقد َّ‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫ض ُ‬ ‫قال‪:‬لك املِْربَاعُ منها َّ‬ ‫كم َ‬ ‫ك وال نَّشيط ةُ وال ُف ُ‬ ‫والص فايا ُ‬ ‫وح ُ‬ ‫والصفو نقيض الكدر‪ ،‬وصفوة ُك ِّل شيء‪ :‬خالصه من صفوة املال (ل‪.‬ع)‬ ‫علي‪ :‬من العلو‪ ،‬وبإضافة أل التعريف يصبح من أمساء اهلل‪ ،‬وقد منحه املوروث مقاما‬ ‫‪9‬ـ ّ‬ ‫يليق بإمسه‬ ‫‪10‬ـ عثمان‪ :‬وهو اخلليفة الثالث‪ ،‬تنسب لعصره نشوب الفتنة ومصرعه وبداية اإلنشقاق‬ ‫العظم‬ ‫وع ثَ َم‬ ‫بني املسلمني‪ ،‬وإمسه «عثم» يرد مبعىن‪ :‬إساءة جرب العظام‪ ،‬ففي اللسان‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫املكسور إذا اجنَ رب على غري استواء (ل‪.‬ع) ويف هذا السياق نتذكر لفظ «نعثلة» إذ‬ ‫ُ‬ ‫كان أَعداءُ عثمان يسمونه �نَ ْع ثَالً ويف حديث عائشة‪ :‬اقْ تلوا نعث الً قَ تل اهللُ نعث الً تعين‬ ‫َمحق‪( .‬ل‪.‬ع)‬ ‫عثل‪ :‬هو‬ ‫ُ‬ ‫الشيخ األ ُ‬ ‫عثمانوالنّ ُ‬ ‫الس َف ا‪ :‬اخلِ‬ ‫َّ‬ ‫كل شيء‪ ،‬وهو اجلَ هل‪َ .‬س فا إذا‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫‪11‬ـ أبو سفيان‪ :‬يقول لسان العرب‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫أما فولكر بوب (‪ )5‬فينقل أن أرشيف أوغاريت تضمن أشعارا طقوسية وميثولوجية‬ ‫كنعانية‪ ،‬حتتوي مصطلح «مهمد» الذي إرتبط إستخدامه بالذهب ويعين‪ :‬األفضل‪ ،‬يف‬ ‫إشارة إىل نقاء الذهب‪ .‬وقد إحتفظ اللفظ األوغاريين «حممد» على حمتواه الداليل مبعىن‪:‬‬ ‫املنتخب‪ ،‬املختار حىت بداية اإلسالم‪.‬‬

‫‪6‬ـ حفصة بنت عمر‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬واحلفص يرد يف القواميس ‪َ :‬ح َف َ‬ ‫ص الشيءَ‬ ‫جمَ ع ه‪ .‬وح َف ص الشيء‪ :‬أَلْ قاهواحل ْف ص زبيل من ج ٍ‬ ‫لود‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َزبِ يل صغري من أ َ​َدم (ل‪.‬ع)‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ٌ‬ ‫للزبِ يل من ُج لود َح ْف ص‪( .‬م‪.‬ل) وبلمحة بسيطة‪ ،‬يستذكر القارئ القصة الشهرية‬ ‫ويقال َّ‬ ‫أثناء مجع القرآن أيام عثمان‪ ،‬وما روي عن نسخة القرآن اليت كتبها عمر على رق‪،‬‬ ‫وأودعها بيت حفصة (‪ )6‬وهذا التماهي بني داللة إسم حفصة‪ ،‬وقصة اجلمع‪ ،‬إشارة‬ ‫مبهرة‪ ،‬آللية السرد الروائي‬ ‫وهنا جتدر اإلشارة إىل أن إسم عمر‪ ،‬مل ينل حظا من التحليل املعجمي (مع أن الباحث‬ ‫«م ر» مبعىن سيّ د‪ ،‬ولقبه الفاروق يذكر باللفظ اآلرامي فاروقا‪:‬‬ ‫أمحد داوود يربطه باجلذر َ‬ ‫املخلص) وبكل األحوال فإمسه يشري إىل مكانته املهمة يف التاريخ اإلسالمي‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫العوي‪ ،‬ويف نفس الباب جند‪ :‬وامل عاويَة ال َك ْل بَ ة امل ستَ ح ِرَم ةُ تَعوي إِىل الكالب‬ ‫‪12‬ـ معاوية‪ :‬من‬ ‫ّ‬ ‫إِذا ص رف ت و�ي ع وين‪ ،‬وقد ت عاوت الكالب (ل‪.‬ع) ُوببساطة فإن ُ‬ ‫معاوية بن أيب سفيان‪ ،‬قد‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ​َ ْ َْ َ‬ ‫تلقى طعنة جنالء من املوروث جعلته‪ ،‬كلبا عاويا وإبن سفيه‪ ،‬وال حول وال قوة‪.‬‬ ‫‪13‬ـ ماريا القبطية‪ :‬إحدى زوجات أو س راري حممد‪ .‬ونظ را ملا حيمله اإلسم من تقاطعات‬ ‫لسانية وثقافية‪ ،‬أجد من املفيد أن نتوقف عنده مليا‪ ،‬وكما أسلفت أعاله فإن ‪Maria‬‬ ‫هي الصيغة الالتينية‪ ،‬اليت ترد يف العربية والعربية واآلرامية واليونانية بصيغة «مرمي»‪ ،‬وقد‬ ‫إكتسب اإلسم قداسة عالية يف اإلسالم‪ ،‬وأفردت له إحدى سور القرآن‪..‬وهناك إجتهادات‬ ‫عديدة لتأويل هذا اإلسم (كما أسلفنا)‬ ‫لكن امللفت واملثري للدهشة‪ ،‬أن املسيحية بدأت بإستخدام إسم «ماريا» يف القرن السادس‬ ‫عشر م‪ ،.‬حينها بُدأ بإطالقه‪ ،‬على أمساء اإلناث‪ ،‬وعلى النذور املقدسة والكنائس‪.‬‬ ‫والسؤال املوضوعي‪ :‬ملاذا إستخدمه األقباط بالصيغة الالتينية‪ ،‬عند تسمية اإلناث‪ ،‬وقبل‬ ‫أوروبا بعشرة قرون؟؟ (على إف رتاض أن ماريا القبطية كانت هدية من املقوقس) وملاذا مل‬ ‫تستخدمه بصيغته املعتادة يف املشرق «مرمي»؟‬ ‫يف احلقيقة ال أملك صورة عن كيفية وروده يف املخطوطات القدمية؟ لكن أستغرب تداوله‬ ‫بصيغة «ماريا»؟ واألمر امللفت عدم تواتر اإلسم يف الفرتة املبكرة‪ ،‬وإستبعاده من أمساء‬ ‫الرعيل األول (‪ )7‬رغم ما متتعت به مرمي من قدسية‪ .‬وأعتقد أن البحث يف هذه اإلشكالية‬ ‫يكشف بسهولة أمناطا من احلشو املتأخر‪ ،‬الذي تعرضت له الرواية أثناء رحلة التأليف‬ ‫ومن خالل هذه اللمحة السريعة‪ ،‬خلارطة األمساء واألعالم‪ ،‬ميكن للنقد والعني البصرية أن‬ ‫ختم ن كيف نُسجت األحداث الدينية املبكرة‪ ،‬وكيف غُ زلت خيوطها‪ ،‬وكيف خلعت على‬ ‫ّ‬ ‫أبطاهلا مسميات وألقاب وصفات‪ ،‬تناسب أدوارهم امل تخيّ لة‪.‬‬ ‫ختاما ال أدري إن كنت هبذا املوجز‪ ،‬قد حملت سقوط ُتفاحة نيوتن؟ فكثريون حملوا سقوطها‬ ‫قبلي‪ ،‬لكن املعري سبقنا وقال‪:‬‬

‫‪23‬‬

‫خالص من نوائبها ‪ ...‬وال لغريي إال الكون يف العدم‬ ‫لنفسي‬ ‫ٌ‬ ‫اهلوامش‪:‬‬ ‫‪1 R. Dozy‬ـ اإلس رائيليون يف مكة‬ ‫‪2‬ـ إس رائيل شاحاك‪ :‬التاريخ اليهودي الديانية اليهودية‬

‫‪4‬ـقال ابن بري‪ :‬ومن مسي يف اجلاهلية مبحمد سبعة‪ :‬األَول حممد بن سفيان بن جماشع‬ ‫التميمي‪ ،‬وهو اجلد الذي يرجع إِليه الفرزدق مهام بن غالب واألَقرع بن حابس وبنو‬ ‫ُح ْي حة بن اجلُالح‬ ‫عقال‪ ،‬والثاين حممد بن عتوارة الليثي الكناين‪ ،‬والثالث حممد بن أ َ‬ ‫بالش َويْ عِ ر‬ ‫األَوسي أَحد بين َج ْح َج ىَب‪ ،‬وال رابع حممد بن حمُ ران بن مالك اجلعفي املعروف ُّ‬ ‫واخلامس حممد بن مسلمة األَنصاري أَخو بين حارثة‪ ،‬والسادس حممد بن خ زاعي بن‬ ‫علقمة‪ ،‬والسابع حممد بن حرماز بن مالك التميمي العمري‬ ‫‪5‬ـ اإلسالم املبكر‪ :‬نقال عن ـ ‪Cyrus H. Gordon: Ugaritic Manual‬‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫صار َس فيّ اً أَي‬ ‫وس فا إذا َخ َّ‬ ‫َ‬ ‫ض عُ َ‬ ‫وس فا إذا تع بَّ د وتواضع هلل‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ف ُر ُ‬ ‫وح ه‪َ ،‬‬ ‫ف َع ْق لُ ه‪َ ،‬‬ ‫َس فى إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫اسم رجل‪ ،‬يُ ْك سر ويفتح ويضم‬ ‫وس فيان ُ‬ ‫وس فاءُ وس فيان َ‬ ‫سفيه اً‪َ ،‬‬ ‫وس فيان‪ُ :‬‬

‫‪Flavius Josephus Antiquitates Judaicae3‬ـ‬

‫‪6‬ـ روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن أبيه قال‪ « :‬ملا أمرين أبوبكر فجمعت القرآن كتبته‬ ‫يف قطع األدم وكسر األكتاف والعسب‪ ،‬فلما هلك أبو بكر رضي اهلل عنه‪ -‬أي ‪:‬‬ ‫تويف – كان عمر كتب ذلك يف صحيفة واحدة فكانت عنده‪ -‬أي‪ :‬على رق من نوع‬ ‫واحد – فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النيب‪،‬‬ ‫‪7‬ـ يف كتاب أعالم النساء نعثر على‪ :‬مرمي بنت طارق‪ ،‬اليت ترد يف طبقات ابن سعد‪ ،‬وهي‬ ‫تحُ دث عن عائشة‪ ،‬وهناك مرمي الفهري اليت شيّ دت جامع األندلسيني يف فاس عام ‪245‬م‪،‬‬ ‫ومرمي املدنية (مغنية وردت يف أغاين األصفهاين) ومرمي األنصاري (شاعرة من أشبيلية)‬ ‫إضافة إىل أن ال رتاث الشيعي يلقب «فاطمة» مبرمي الكربى‪.‬‬ ‫نشر يف موقع األوان‬ ‫منقول‬

‫‪24‬‬


‫ألننا نستطيع ‪...‬‬

‫رشا األطرش‬

‫ان يطبخ طالب هريسة عاشوراء يف قِ ��در كبرية وسط اجلامعة اللبنانية‪ ..‬أن ت ��ؤدي جمموعة‬ ‫أخرى «قَ َس م السيد موسى الصدر» – عالمة االنتماء إىل حركة «أمل» (وهذه ليست املرة‬ ‫سواد الذكرى وشعاراهتا‪ ،‬وتصدح الندبيات يف أجواء احلرم‬ ‫األوىل)‪ّ ،‬‬ ‫ويلف جد راهنا كل سنة ُ‬ ‫اجلامعي (ال ��وط�ني؟)‪ ...‬فليس‪ ،‬هنا‪ ،‬ما يقال‪ ،‬ديني اً‪ .‬ليست اإلشكالية حمصورة يف املذهبية‬ ‫الصرف‪ .‬ال يف استنكار هذا الفرض‪ ،‬الذي بَ ّل ممارسوه تعاميم رئيس اجلامعة العديدة وسقوه‬ ‫ماءها‪ .‬وال يف الدفاع عن شعائر «انرتوبولوجية»‪ ،‬بدعوى أنه حيق ملعتنقني إحياؤها يف احليز‬ ‫العام على غ رار تزيني شجرة امليالد‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫ألننا نستطيع ‪...‬‬

‫"ألننا نستطيع"‬

‫أو وهابية السعودية أو طالبانية أفغانستان‪ .‬ومن نافل القول إن لبنان‪ ،‬رغم معاناته من‬ ‫نظامه السياسي الطائفي‪ ،‬واحلساسيات الطائفية اليت شرخته جمتمع اً وتارخي اً وجغ رافيا‪ ،‬منذ‬ ‫تأسيسه‪ ،‬فإن هذا النظام وهذه احلساسيات هي بالضبط‪ ،‬وللمفارقة‪ ،‬ترياقه ضد أي دين‬ ‫يستأثر بكامل مساحته‪.‬‬ ‫الكالم هنا يف السياسة أكثر من أي حقل آخر‪.‬‬ ‫�س ��م ال ��ص ��در» يف اجلامعة اللبنانية‪ ،‬ليست مثل‬ ‫ال‪ .‬اللطميات يف ال ��ش ��وارع‪ ،‬واهلريسة و»قَ � َ‬ ‫شجرة امليالد‪ .‬فلنقفز من فوق الكالم البسيط عن ال رابح يف مسابقة بني الفجيعة والفرح‪،‬‬ ‫وعن عيد امليالد الذي أصبح معومل اً وجتاري اً أكثر منه مناسبة دينية‪ ،‬وشجرته امللونة اليت‬ ‫باتت رم زاً ملوسم سياحي مغتبط حول العامل‪ ،‬وحقيقة أن أحداً ال يفرض ال رتاتيل الدينية‬ ‫وطقوس قداس منتصف الليل وقداس يوم العيد (والشعنينة والفصح) على س ّك ان أحياء‬ ‫وعلى شوارع وأرصفة‪ ..‬فإن قلب املسألة هو القوة‪ ،‬الكثري منها‪ ،‬فيضاهنا‪.‬‬

‫متر سيارات مفتوحة الشبابيك‪ ،‬مواكب وف رادى‪ ،‬يف أحياء معروفة باختالطها املذهيب‪،‬‬ ‫أن ّ‬ ‫يف ب�يروت وجبل لبنان‪ ،‬وق ��د علت اللطميات من مسجالهتا‪ ،‬ليسمعها ال �رائ ��ح وال ��غ ��ادي‪،‬‬ ‫خب ��اط ��ره أو غصب اً ع ��ن ��ه‪ ...‬أن تحً ��ت � ّ�ل األرص ��ف ��ة ب �ـ»م ��ي�ني جم ��ال ��س ع � �زاء»‪ ،‬وي ��ق ��رر ص ��اح ��ب كشك‬ ‫سجائر أن يرميك بنظرة شرر إن مررت جبانبه وأبديت انزعاجك من ارتفاع صوت اللطمية‬ ‫اليت يعليها ليل هنار وسط شارع احلم راء‪ ،‬حيث جياور «الشورت» احلجاب‪ ،‬وتُق ّدم القهوة‬ ‫كما الكحول‪ ..‬فإن الشعور األول هو شعور ضحية االعتداء السمعي والرمزي‪ .‬يليه غضب‬ ‫شديد ورمبا نقمة قلما جيرؤ صاحبها على التعبري عنها أو حىت التل ّف ظ باحتجاج (وملن حيتج؟‬ ‫لبلدية؟ ملختار؟ جل ريان‪ ،‬ملخفر‪ ،‬حملافظ؟ لرئيس مجهورية؟!‪ ...‬خ رياً إن شاء اهلل)‪ .‬هذه ليست‬ ‫ٍ‬ ‫منزه عن سياق‪ .‬وال‬ ‫«فتنة» يوقظها صهيو‪-‬لي رباليو‪-‬تكفرييون‪ .‬وال هو حقد مذهيب صاف ّ‬ ‫هي العنصرية‪ ،‬ألن األخرية تعريفها كره الشيعة جملرد أهنم شيعة‪ ،‬لشيعيّ تهم كسمة جوه رانية‬ ‫وحيدة‪ ،‬ال شيء سواها‪.‬‬

‫هي قوة عرقلة حكومة ألشهر‪ ،‬ويف أكثر من استحقاق‪ .‬قوة اخلوض العسكري يف سوريا‪،‬‬ ‫رغم أنف اجلميع‪ ،‬ورغم املوقف اللبناين الرمسي بالنأي بالنفس‪ ،‬وبزهو «املنتصر»‪ ،‬وبفداحة‬ ‫من يسدد سبابته إىل صدغه ويقول‪ :‬أنا حر‪ ،‬سأفعلها ألين أريد‪ ،‬وألين أستطيع‪ ،‬وألن أحداً‬ ‫�ردين‪ .‬قوة االقتصاد امل ��وازي الزبائين‪ ،‬من خارج الدولة‪ .‬وقوة ماكينة الفساد‬ ‫ال ميكنه أن ي � ّ‬ ‫األكثر جت ��ذ راً يف داخلها‪ .‬قوة هتديد بقطع أي � ٍ�د ورؤوس‪ ،‬إن امتدت إىل «س�لاح املقاومة»‪،‬‬ ‫يصدقه سامعوه (ع ��ن ج ��دارة) فيهللون أو يرتعبون‪ .‬ق ��وة اهلوية تؤكد ذاهت ��ا‪ ،‬باملذهب عرب‬ ‫السياسة وبالعكس‪ ،‬وتعيد التأكيد‪ ،‬فتنتشي‪ ،‬م ��رة بعد م ��رة‪ ،‬وليس ما ي ��روي ظمأها إىل‬ ‫تتعم د‬ ‫املزيد‪ .‬اهلوية اليت ما زالت تغ ّذي جرح املاضي التهميشي‪ ،‬وتارخي اً من الفقر واحلرمان‪ّ .‬‬ ‫يزودها باألحقية «األخالقية»‪،‬‬ ‫تركه مفتوح اً‪ ،‬ألنه ميد الـ»أنا» اجلماعية باملظلومية املطلوبة‪ّ ،‬‬ ‫باملشروعية «املزعومة» لـ»حفظ النوع»‪ ..‬رغم أن املعادلة تغريت منذ عقود‪.‬‬

‫أن يطل علينا نائب حزب اهلل‪ ،‬حممد رعد‪ ،‬من أحد اجملالس العاشورائية‪ ،‬ومن كل عقله‪ ،‬خبطبة‬ ‫عصماء قرر فيها أن لبنان‪« ،‬قبل زمن املقاومة» كان «ساحة للمالهي الليلية والسمس رات‬ ‫ولنظام اخلدمات ومترير تبييض األم ��وال‪ ،‬لكن اآلن جيب إقامة لبنان اجلديد ال ��ذي ينسجم‬ ‫مع وج ��ود املقاومة فيه»‪ ،‬وأن املرجعية ليست للعقول بل «لفقهائنا وكبارنا»‪ ،‬فهذا ليس‬ ‫الدين يف يد ُس لطة‪ ،‬وإن كان احلزب هو السلطة الفعلية‪ .‬ق رار األمن واالستق رار االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬معظم خيوطه‪ ،‬يف قبضته‪ ،‬باملباشر أو بغري املباشر‪ ،‬يف مناطق نفوذه وأحيان اً‬ ‫خارجها‪ .‬اخلطاب هذا ليس إشارة انطالق ألس لَ مة وجه احلياة العامة‪ ،‬على غ رار مخينية إي ران‬

‫والتوع د للقضاء واجل ��ي ��ش‪ .‬قوة‬ ‫هي ق ��وة «ه ��در دم شعبة املعلومات» كجهاز أم�ني رمس ��ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مبادلة احلجاج األسرى يف أع زاز السورية‪ ،‬بطيارين تركيني ُخ طفا يف لبنان‪ ،‬أحض رهتما إىل‬ ‫مطار بريوت طوافة عسكرية من مطار رياق يف البقاع‪ ،‬وال من جيرؤ على طرح السؤال‪ :‬أين‬ ‫كانا؟ من س لّ مهما إىل األمن اللبناين؟‪ ..‬قوة االع رتاف بأن أربعة متهمني (جماهدين حبسب‬ ‫تسمية نصر اهلل) يف اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬هم يف حفظ «حزب اهلل» وحضنه املصون‪،‬‬ ‫وال ب ّد من التلويح امل عتاد حبرق وقطع وبرت‪ ..‬إن طالب هبم أحد‪ .‬قوة أخذ بريوت يف ساعات‬ ‫ُ‬ ‫املعادلة السياسية يف اجلبل‪ ،‬ولو بعد معركة عسكرية قاسية‪ .‬قوة فتح بوابات‬ ‫سوداء‪ ،‬وتغيري‬ ‫ضاحية بريوت اجلنوبية لقوى األمن اللبناين‪ ،‬حني حيتاج إليها احلزب يف ما ال يريد تلويث‬

‫‪26‬‬


‫ألننا نستطيع ‪...‬‬

‫‪27‬‬

‫يديه به (وال املخاطرة بعالقاته مع عشائر وعائالت)‪ ،‬من قضايا خمد رات ودعارة وتعديات‬ ‫بلدية‪ ،‬مث إغالقها حني يستكفي من خدمات «الدولة»‪ ،‬وال يعود «النظام من اإلميان»‪.‬‬ ‫املذاهب والطوائف اللبنانية كلها‪ ،‬كأط راف سياسية (وهذا هو نظامنا املقيت إىل ما شاء‬ ‫اهلل)‪ ،‬تكتنز حصتها الوافية من فساد وعصبية وانغالق وخوف ه ّدام من اآلخر‪ ،‬كل حبسب‬ ‫حجمه ووزنه‪ .‬لكن األقوى وزره أكرب‪ ،‬تأثريه أعمق وأخطر‪ .‬املعركة اخلاسرة يف كل األحوال‪.‬‬ ‫تشبه الشجرة‪ ،‬إن كربت يف أرض الدار‪ ،‬وتضخمت فروعها حىت اخرتقت نوافذه‪ ،‬وجذورها‬ ‫حىت فاق استيعاهبا قدرة ال رتاب‪ ،‬فال ترتك يف املكان فسحة للعيش‪ ،‬كما ال يعود تشذيبها‬ ‫ممكن اً من دون احتمال هدم البيت على رؤوس من فيه‪ ..‬إن كانت الرؤوس قد سلِ مت أص الً‬ ‫من القطع‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫كأنه ال يكفيهن أن يعشن يف جمتمع متعصب لذكوريته ‪ ...‬رفضن دينه أيض اً ملحدات‬ ‫سوريات ‪...‬‬ ‫امللحدات ال ��س ��وري ��ات قصة شجاعة بكل م ��ا للكلمة م ��ن معىن ‪ ,‬رفضن سلطة ال ��ذك ��ور و‬ ‫الشيوخ و الكهان ‪.‬‬ ‫رفضن أن يكن جمرد عورة يف جمتمع يشتهر بعوراته الفكرية‬ ‫رفضن أن يكن عبيداً يف جمتمع حيرتف العبودية ‪.‬‬ ‫ملحدات من كل سوريا و من خلفيات اسالمية و مسيحية و درزية و من اصول عربية و‬ ‫غري عربية ‪.‬‬ ‫جيمعهن اهنن هربوا فكري اً على األقل من سوريا هربوا من جمتمع ذكوري متدين كطابع عام‬ ‫كاره لألنثى و كاره للحرية و للتفرد كطابع خاص عند البعض‪.‬‬ ‫هربوا من جمتمعات حتدد الشرف و االخالق ببكارة و و قطعة قماش على ال رأس ‪.‬‬ ‫جيمعهم اخلوف و التوق للحرية و االنفالت من القيود اجملتمعية الذكورية الدينية اخلانقة‬ ‫كث ريات رفضن احلديث و البعض حتدثن حتت اسم مستعار و القلة من رضيت بنشر امسها‬ ‫علن اً ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫دينا جاويش جامعية و تعمل بالغ رافيك اضافة للرتمجة‬ ‫رغم أهنا تعمل كمصممة يف جملة ( أنا أفكر ) ذات التوجه االحلادي‬ ‫رفضت وصفها مبلحدة و فضلت وصفها ب ذات فكر حر يقبل بكل اآلراء ووجهات النظر‬ ‫طاملا ان التوجه ال عنفي ‪.‬‬ ‫تصف اجملتمع ال ��س ��وري ب « جمتمع كبري ‪ ..‬متنوع ‪ ..‬ذك ��وري ج ��دا ‪ ..‬امل �رأة املتحررة فيه‬ ‫تتعرض لضغط كبري ‪ ..‬من كل األط �راف ‪ ..‬من املثقفني واملتحررين متاما متل املتدينني او‬ ‫املتلتزمني هي غري متوازنة بعد‪ ،‬وليست إال بداية لتجربة ام رأة متحررة ‪ ..‬قادرة على االعتماد‬ ‫على نفسها ومحايتها ‪ .‬جمتمع حيوي خامة الفكار انثوية مبدعة لن ترقى رواجا يف جمتمع ال‬ ‫ي زال يرى يف امل رأة جسدا عاريا ‪».‬‬ ‫تعرضت مثلها مثل أغلب النساء السوريات ال�لايت جربن العمل يف سوريا لتحرشات قد‬ ‫تصل اىل الطلب املباشر مبمارسة اجلنس مقابل العمل « مدير املعمل ‪ ..‬بصريح العبارة حكى‬

‫أما مايا فكانت أقل حظ اً اذا مل تستطع بسبب عائلتها اكمال د راستها اجلامعية أو حىت‬ ‫العمل و اجربت على وضع احلجاب ال بل اجربت ايض اً على الزواج من شخص ال حتبه و‬ ‫ختتلف معه فكري اً بشكل كامل و مثل دينا كانت شروطه و طلباته تنحصر بالصالة و‬ ‫الصيام و احلجاب و استطاعت االنفكاك عنه بعد مضي اقل من شهر على زواجها منه ‪.‬‬ ‫مايا تقول « انا ولدت بعائلة مسلمة ‪ ،‬كانت متدينة لكن بشكل مانو متشدد ماكانو‬ ‫اهلي جيربوين على العبادة والصالة بطفوليت هيك حلىت وصلت لسن امل راهقة ‪ ،‬بدأوا اهلي‬ ‫يضغطو علي واجربوين على ارتداء احلجاب ومنعوين يكون عندي صديق ذكر ‪ ،‬ومنعوين‬ ‫فوت او اطلع ب راحيت ‪ ،‬او حىت مارس هوايايت متل ركوب الد راجة «‬ ‫سبب احلادها بسيط و منطقي « انو ليش هيك الدين منو عادل بفرض علي اشيا بكرها‬ ‫وبدو يعذبين ازا رفضتا وليش مابفرض على الذكور متل مابيفرض ع النساء ‪ ،‬ليش هل‬ ‫عنصرية جتاه النساء « و « شو الفائدة اهلل خيلقنا وبدو يتحكم بكلشي حبياتنا حىت بادق‬ ‫التفاصيل شو الفائدة ازا ماكنا اح �رارا باختياراتنا معقول يكون يف رب هبال قسوة وبدو‬ ‫يعذب الناس بالنار جملرد انو رفضو اوام ��رو او حىت ماقتنعو بدينو معقول اهلل موجود بس‬ ‫والمرة ملسنا وجودو معقول يف رب موجود ويف اطفال عم متوت من اجلوع واحلروب واالم راض‬ ‫صرت شك انو الدين جمرد خداع «‬ ‫مايا اآلن خلعت احلجاب و أعلنت احلادها يف جمتمعها الضيق و بدأت يف رسم حياهتا كما‬ ‫تريد هي بعيداً عن سلطة الذكور و الدين ‪.‬‬ ‫هبه تكاد تكون منوذج اً اصي الً ملعاناة األنثى امللحدة السورية‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫انو اذا بدك تشتغلي ‪ ..‬بدك ت رافئيين « ‪ .‬و تستدرك « وحسب ما وصلين معلومات وئتا ‪..‬‬ ‫انو هيك عادي عندن «‬ ‫رف ��ض ��ت و ظ ��ل ��ت تبحث ع ��ن ع ��م ��ل ببيئة ان ��ث ��وي ��ة ع ��ل ��ى األق ��ل و مل يشفع هل ��ا ك ��وهن ��ا متقنة‬ ‫للتصميم ‪ .‬و عوملت كقاصر من قبل من من ت رأسها يف العمل حبيث شرع لنفسه التدخل‬ ‫حىت يف خصوصياهتا العاطفية‬ ‫يف فرتة اخرى عرض عليها مشروع الزواج من شاب يعمل كأستاذ يف مسجد قالت عنه‬ ‫انه جيد لكنه متدين وحصر طلباته منها ب « طبعا كان بدو حجاب ‪ ..‬صالة « و فشلت‬ ‫الفكرة لعدم التوافق الفكري ‪.‬‬ ‫ح ��اول البعض دائ ��م �اً اقناعها بالدين لكنها أخ ��ذت خط اً فكري اً مستق الً ع ��ن اجلميع ‪.‬‬ ‫و اص ��رت على مم ��ارس ��ة حريتها بكل شكل ممكن و ال ت �زال ت ��رغ ��ب ح�تى اآلن ب ��أن تعيش‬ ‫بأستقاللية لوحدها ‪.‬‬ ‫مل تستطع حىت اليوم أن تبوح بكل ما جيول يف رأسها خوف اً من الرفض اجملتمعي مارست‬ ‫حتررها بصمت و بعيداً عن االضواء ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫من ناحية اخ ��رى جند أن بعض امللحدات السوريات وصلن اىل مرحلة متقدمة من اثبات‬ ‫الذات ووجود امل رأة السورية الفاعل سياسي اً و فكري اً ‪.‬‬ ‫رندا قسيس اليت تتفجر أنوثة و ثق ةً و فك راً كانت حاضرة كأحد أجنح مناذج امل رأة السورية‬ ‫امللحدة‬ ‫بدأت رندا قسيس حياهتا املهنية فنان ةً تشكيلية مث انتقلت اىل األحباث النفسية االنرتبولوجية‬ ‫والكتابة فيها‪ .‬منذ اندالع االنتفاضة السورية اجتهت حنو السياسة حيث ت رأست اهليئة العامة‬ ‫لالئتالف العلماين ال ��دمي ��وق �راط ��ي لتمثله مبقعد يف اجمللس ال ��وط�ني ال ��س ��وري‪ .‬استقالت بعد‬ ‫خالفات بينها وبني االئتالف يف شأن تسليح املعارضة وعدم إدانة االنفجارات والسلوكيات‬ ‫غري املشروعة لبعض املقاتلني يف “اجليش احلر”‪ ،‬واختالف مع اجمللس الوطين يف شأن هيمنة‬ ‫“اإلخ ��وان املسلمني” واإلسالميني على احل �راك ال ��ث ��وري‪ ،‬وه ��ي حالي اً‪ ،‬رئيسة حركة اجملتمع‬ ‫التعددي الذي أسسته يف أيلول ‪ 2012‬وجيمع ناشطني يف الداخل السوري واخلارج‪.‬‬ ‫رندا متثل منوذج اً حيتذى يف قدرة امل �رأة السورية ال رافضة للسلطة الدينية الذكورية على أن‬ ‫تعمل و ترتك بصمة يف احلياة املدنية ال بل كانت و ال زالت حتارب بشدة ألجل حتقيق حلم‬ ‫الثورة السورية مبجتمع دميق راطي تعددي عادل يقوم على املواطنة‪.‬‬ ‫تقول رن ��دا عن اجملتمع السوري من حيث موقفه من امل �رأة انه « يعاين السوري كغريه من‬

‫‪31‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫تربت ضمن تعاليم اسالمية و فرض عليها احلجاب منذ الصغر ‪ .‬اجربت على حضور دروس‬ ‫الشريعة ال بل اخنرطت يف فرتة من حياهتا مع حركة ( القبيسيات ) السورية اليت تصفهم ب‬ ‫« حركة هتدف اىل تدمري االسرة السورية « و تنظيم « ارهايب مقنع «‬ ‫كانت لديها الشكوك دائم اً و كانت تبحث دائم اً عن االف االسئلة اليت مل جتد هلا أجوبة‬ ‫دينية مقنعة ‪.‬‬ ‫و عند أول تواصل مع شخص ملحد وجدت االجابات الشافية لكل تساؤالهتا و من حينها‬ ‫تصف نفسها بأهنا « منومة مغناطيسي اً بواسطة الدين « و أن « كل ما علموها اياه كان‬ ‫كذبة كبرية «‬ ‫هبة حالي اً تعيش حياة مزدوجة بني زوج و عائلة حتتفظ بينهم بشكلها املتدين على االقل‬ ‫شك الً و بني عامل اف رتاضي و جمتمع اصدقاء صغري جداً تستطيع فيه أن تناقش و حتاور و بكل‬ ‫ثقة أكرب كهان الدين تصف زوجها ب “ قط أليف عادة يتحول اىل أسد قاتل عندما تفتح‬ ‫معه أي نقد لدموية االسالم «‬ ‫باتت تق رأ بشكل كبري و متتلك قدرة على أيصال أفكار كبرية جبمل صغرية ‪.‬‬ ‫تعيش احللم باخلالص يوم اً ما من قيودها و االنطالق كأنثى فاعلة مفكرة و أن تأخذ دورها‬ ‫الذي يليق مبستوى فكرها‪.‬‬

‫اجملتمعات الذكورية من م ��وروث تارخيي بدائي يرتكز على ثقافة دينية‪-‬اجتماعية قائمة‬ ‫على مبدأ التمييز بني اجلنسني‪ ،‬فهو حيول امل رأة أداة لدى للذكر من خالل ثقافة وتربية حتث‬ ‫امل رأة أن تعمل ما بوسعها للحفاظ على قيم اجتماعية فرضت عليها الستعبادها من أجل‬ ‫احلصول على شهادة تقدير وحسن سلوك سعي اً منها الكتساب ود اجملتمع عامة والرجل‬ ‫خاصة‪ ،‬فيصبح الرجل هدف اً حياتي اً لدى امل رأة بدالً من أن تعمل لتحقيق ذاهتا‪».‬‬ ‫رحلتها يف فهم و من مثه رف ��ض األدي ��ان تلخصها ب « منذ طفوليت مت ��ردت على «تقاليد‬ ‫أو أع �راف» اجملتمع السوري داخل سوريا‪ ،‬ألبدأ بتساؤالت عدة عن وضع امل �رأة يف األديان‬ ‫وضرورة التخلص من أساطري دينية سجنت امل رأة الستخدامها كأداة‪ .‬استطعت التخلص‬ ‫من القيود الدينية يف سن الثانية عشر ألعلن قناعيت الكاملة يف االحل ��اد‪ .‬وقد ساعدين يف‬ ‫هذا الشيء والدي املختص يف علم النفس‪ .‬من هنا كانت بدايايت يف رفض مجيع التابوهات‬ ‫االجتماعية‪ .‬فيما بعد كان من الطبيعي أن أعيد ق راءة هذه الثقافة من خالل القاء الضوء‬ ‫عليها من خالل النظريات األنرتبولوجية والنفسية اخلاصة هبا ملعرفة العوامل اليت سامهت يف‬ ‫تشكيل هذه الثقافات‪ .‬من هنا ال ميكن أن نقوم بد راسة حيادية قائمة على أسس علمية‬ ‫من دون اكتساب عقلية التشكيك واالستفسار‪ ،‬أي اكتساب ما نسميه «الفكر احلر»‬ ‫القادر على إعادة التفكري مبا يؤمن به أو مبا فرض عليه‪».‬‬ ‫رندا و حاهلا كحال كل من أشهر احل ��اده و فكره عالني ةً ضمن اجملتمع السوري تعرضت‬ ‫لكثري من املضايقات وصلت احيان اً للتهديد بالقتل ‪.‬تقول « استلمت الكثري من رسائل‬ ‫التهديد بالقتل‪ ،‬ناهيك عن الشتائم واالشاعات املستلهمة من اخلياالت الفانتازية للبعض‪.‬‬ ‫فكان يل النصيب يف استالم شتائم متنوعة‪ ،‬فمنها املليئة ب ��اإلحي ��اءات اجلنسية وال�تي تعرب‬ ‫عن حالة كبت مجاعي لكل الرغبات الباحثة عن خمرج للتنفيس‪ .‬ناهيك عن االهتامات‬ ‫بالعمالة واخليانة…اخل هذه الرسائل تعرب‪ ،‬ولألسف الشديد‪ ٫‬عن ثقافة تفتقد اىل قواعد‬ ‫معرفية واىل خلط يف املفاهيم واالصطلحات‪ ،‬كما تعكس الص راع النفسي ال ��ذي يعانيه‬ ‫أف راد هذه الثقافة‪».‬‬ ‫دانا اليت عملت بالتدريس بعد اهناء د راستها اجلامعية من جهة اخرى اعتمدت على اخفاء‬ ‫احلادها بشكل كامل و لسنوات طويلة ألهنا و ب رأيها انه « تستطيع العيش مبجتمع متدين‬ ‫بدين مييل إىل إلغاء الطرف اآلخر املختلف دينيا حبالة واحدة فقط وهي إخفاء إحلادك وهذا‬ ‫ما فعلته لسنوات طويلة قمت هبا باالدعاء بأنين مؤمنة على األقل وحىت االدعاء مبمارسة‬ ‫بعض الفروض الدينية كالصوم مثال يف شهر رمضان خصوصا يف العمل حيث يسيطر جو‬ ‫من العنف النفسي الديين يصل إىل حدوده القصوى يف هذا الشهر ‪ ،‬دائرة صغرية جدا من‬ ‫املعارف واألقارب من يعلمون باحلادي ويتقبلون هذا الشيء غالبا على مضض مع اش رتاط‬

‫‪32‬‬


‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫أما باسلة أبو حامد اليت تكاد تكون جتربتها خمتلفة متام اً كوهنا استطاعت اىل حد ما فرض‬ ‫طريقها و طريقتها يف احلياه على جمتمعها الصغري فتقول عن زواجها مث الً « اصبحنا خنتار‬ ‫انا زوجي اصدقاء تشبهنا ( ملحدين ) حىت اننا بليلة القدر كنا نعمل سهرة شرب ورقص‬ ‫او صناعة العرق يعين كنت اعيش بازدواجية تقريبا ‪ ،،،،،،،‬داخل االصدقاء والعائلة ملحدة‬

‫‪33‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫عدم حماولة لطرح أي أفكار إحلادية من قبلي ألن الطرف اآلخ ��ر املتدين دائ ��م الشعور بانه‬ ‫ضمن دائ ��رة حماربة دينه ولذلك سهل جدا أن يُستفز وبالتايل قد مي ��ارس عليك نوع ما من‬ ‫أنواع العنف أبسطها اإلقصاء والعنف النفسي ويشعر املتدين يف جمتمعي أنه جيب أن ت راعي‬ ‫مشاعره الدينية بشكل دائم‪ ..‬أكرب أزمة واجهتها بسبب إحلادي هي عند الزواج بشخص‬ ‫متدين مل أخفي عليه إحل ��ادي هنائيا وتعاهدنا عند ال ��زواج بتقبل بعضنا البعض واح�ترام‬ ‫وجهات النظر املختلفة لكل طرف وأنا بالطبع اعتربهتا جتربة حضارية بإمكانية التعايش مع‬ ‫اآلخر املختلف وبناء عائلة معه واملفاجأة الغري سارة بعد الزواج هي أنين مطالبة بتغيري كل‬ ‫أفكاري (اخلاطئة ) حسب وجهة نظره والشعور الدائم بأنين متهمة بشيء ما جملرد إحلادي‬ ‫ووصلت األمور لذروة التأزم عندما أصبح لدينا طفل وأصبحت متهمة بأنين أم غري صاحلة‬ ‫لرتبية طفل جملرد أنين لست مؤمنة رغم انين بذلت جهد كبري لبناء منظومة فكرية أخالقية‬ ‫قائمة على قواعد اخلري واجلمال طول سنوات حيايت ومع ذلك أهتم بالشر املطلق بسبب‬ ‫إحلادي وما زلت حىت اللحظة مهددة باإلبالغ عن إحلادي (السيما أنين مقيمة يف دولة ذات‬ ‫نظام ديين متطرف نوعا ما) وأخذ أبين مين بسبب هذا املوضوع الذي أحاول جاهدة إخفاءه‬ ‫‪ ..‬من أكثر األمور اليت لفتت نظري مبجتمعي املتدين أنه معظم أصدقائي وأقربائي الذين‬ ‫يرفضون متاما فكرة إحلادي أهنم يعيشون منط حياة ال خيتلف عن منط حيايت ويكسرون الكثري‬ ‫من القواعد الدينية ال�تي حرمها الدين ال ��ذي يستميتون بالدفاع عنه مثل ش ��رب الكحول‬ ‫وممارسة اجلنس خارج إطار الزواج وهذا ما كنت أراه قمة التناقض ال سيما مع العنف الكبري‬ ‫الذي يصدر منهم عندي مناقشة أي فكرة دينية وحماولة تفنيدها علميا «‬ ‫دانا ترى أن اجملتمع السوري « قائم على مزيج من العادات والتقاليد اجملحفة متاما حبق امل رأة‬ ‫مع دي ��ن ذو منظمومة متكاملة يف اضطهاد امل �رأة وتعنيفها وه ��و الدين اإلسالمي والقانون‬ ‫السوري متواطئ مع هذا املزيج بشكل تام «‪.‬‬ ‫و عند سؤاهلا عن القوانني السورية و كيف تعامل امل رأة قالت ‪ »:‬بالتأكيد ‪..‬قانون األحوال‬ ‫الشخصية وامل رياث قانون شرعي يعتمد بشكل تام على الشريعة اإلسالمية اللي حتوي الكثري‬ ‫من التمييز والعنف ضد امل راة ولكن لإلنصاف ضمن قوانني العمل ال يوجد اي بند للتمييز‬ ‫ضد امل رأة بالنسبة لألجور والتطور الوظيفي ما عدا منصب رئاسة اجلمهورية الذي ال يسمح‬ ‫للم راة برتشيح نفسها ‪« .‬‬

‫فلم يكن هناك اي ممنوع لسبب الدين ( لباس ‪ ،‬رقص ‪ ،‬شرب ‪ ،‬سهر ‪ ) ،‬وخارج هي احللقة‬ ‫باملدرسة مثال كنت اراعي اللباس والكالم لكن بدون مظاهر دينية وهي ( حجاب ‪ ،‬صالة‬ ‫‪ ،‬صوم ) «‬ ‫باسلة تقول عن أهنا تعرضت للتمييز دائم اً كوهنا ذات مظهر متحرر و خصوص اً يف العمل‬ ‫حيث كانت مضطرة للعمل أضعاف اً مضاعفة ألث ��ب ��ات نفسها و متيزها مقابل زميالهتا‬ ‫املتدينات ( احملجبات ) و مد رائها الذين يربطون موضوع نوعية املالبس‬ ‫و ما تغطي من شعر ال رأس بعدم القدرة على االتقان يف العمل ‪.‬و خاصة ان عملها تربوي ‪.‬‬ ‫باسلة اليت تعيش حالي اً خارج سوريا اسست جمموعات نسائية اغاثية عدة داخل سوريا‬ ‫أثناء الثورة و خارجها يف مصر و تقول أن الثورة عملت و تقريب اً يف بداياهتا على توحيد‬ ‫مكونات اجملتمع السوري لكن كان موضوع الدين هو ما يفرق دائم اً ‪.‬‬ ‫آيا من جهه اخرى القادمة من خلفية ( درزية ) أصغر من التقيت و أكثرهن حيوية فهي‬ ‫تتمىن أن تعلن احلادها على االقل أمام أبويها و تنتهي من التلون بعدة الوان امامهم ‪.‬‬ ‫تقول أن كل من يعرف ( من شباب جمتمعها ) أهنا ذات تفكري متحرر حياول أن يتحرش‬ ‫هبا جنسي اً او لفظي اً و تستغرب ربط اجملتمع فكرة اجلنس العشوائي مبجرد أن تكون االنثى‬ ‫تفكر حبرية خارج الدين و خارج القطيع ‪.‬‬ ‫آيا تعرضت مثلها مثل الباقيني ألدجلة أفكارها منذ الصغر و حماولة تطبيعها بطابع الدين و‬ ‫تقول أهنا تكره فكرة أن تضطر أن ختتار شريك حياهتا مستقب الً من (نفس الطائفة و الدين‬ ‫) كما يصر أهلها أن يفهموها يومي اً ‪.‬‬ ‫سايل عبيد تصف قبول جمتمعها املسيحي لفكرة االحلاد ب « اخف بنص درجة من املسلم‬ ‫«‬ ‫حاول أهلها رغم أهنم مل يثوروا عليها أن يرجعوها اىل جادة ( الصواب ) كل فرتة و كل‬ ‫مههم أن يروها أيام اآلحاد يف الكنيسة ‪.‬‬ ‫خسرت اصدقاء عدة بسبب أفكارها ( املنفلته ) عن ماهو مقبول جمتمعي اً ‪.‬‬ ‫سايل تقول أهنا حىت تعرضت لتهديدات بالقتل ارسلت اىل بريدها من بعض االسالميني يف‬ ‫سوريا بعد اخن راطها يف الثورة و نقدها لتلوين الثورة السورية بلون واحد ‪.‬‬ ‫مل تستطع سايل و حلد اآلن أن تشهر احلادها اال يف دائ رهتا االجتماعية الضيقة من االصدقاء‬ ‫و املعارف ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫م ��ل ��ح ��دات س ��وري ��ا يتحملن وزر أهن ��ن وج ��دن يف جمتمع متعصب ل ��ذك ��وري ��ت ��ه مثله مثل كل‬ ‫اجملتمعات العربية عامة و املتدينة خاصة ‪.‬‬ ‫نساء يبحثن عن اخلالص و أعلى أمانيهن أن يستطعن العيش بدون تغيري مستمر لألوجه و‬ ‫بدون تلون و حمابات جملتمع مل يكن هلن أي خيار يف الوجود فيه ‪.‬‬ ‫كل ذنبهن أهنم جربن أن يفكرن بأنفسهن مبعزل عن عته و محق و تعصب و قوقعة جمتمعاهتن‬ ‫‪.‬‬ ‫و جربن التحليق خارج السرب ‪.‬‬ ‫أمين غوجل‬ ‫رئيس حترير جملة أنا أفكر‬

‫‪35‬‬

‫‪36‬‬


‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫باب ما يٌباح به دم امل سلم‬ ‫ُ‬ ‫‪)1676( -25‬‬ ‫حدثنا أبو بكر بن يب شيبه‪ .‬حدثنا حفص بن غياث وأبو معاويه ووكيع عن‬ ‫األعمش‪ ,‬عن عبداهلل بن‬ ‫مرة‪,‬عن مسروق عن عبداهلل ق ��ال‪ :‬قال رس ��ول اهلل ‪ :‬ال حيل دم ام ��ريء مسلم‬ ‫الثيب ال زاين‪ ,‬والنفس‬ ‫‪,‬يشهد ان ال إله إال اهلل واين رسول اهلل‪ ,‬إال بإحدي ثالث‪ٌ :‬‬ ‫والتارك لدينه‪ .‬املفارق للجماعه‪.‬‬ ‫بالنفس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ُ )...‬م ستطردا ‪ « ....‬اي احلديث برواية اخرى تعود لنفس األصل « حدثنا‬ ‫بن منري‪ .‬حدثنا أيب‪.‬حدثنا وحدثنا أيب بن عمر‪ .‬حدثنا سفيان‪,‬حدثنا بن إب راهيم‬ ‫وعلي بن خشرم‪ .‬ق ��اال‪ .‬أخربنا عيسي بن يونس‪ ,‬كلهم عن األع ��م ��ش‪ ,‬نص‬ ‫احلديث السابق‪.‬‬ ‫من ُم نطبق ان اإلسالم دين اً ودوله‪ ,‬عقيدة ومنهج اً اتت لكي تُدير كافة شئون‬ ‫الناس يف دنياهم وآخ راهم‪ ,‬كما يتشدقون دائما‪ ,‬فكرت يف إسقاط املفاهيم‬ ‫اإلسالميه علي اهم املباديء اإلنسانيه يف عصرنا احلاضر وهي مبدأ املواطنه‪.‬‬ ‫كيف يتعامل اإلسالم مع امل خالف له يف العقيده اوال‪ ,‬ويف املنهاج او السياسه‬ ‫ثانيا‪ .‬مث إكتشفت أثناء ُ‬ ‫البحث والق راءه أنه جيب علي يف املقام األول ان أعرف‬ ‫كيف يتعامل اإلسالم داخليا مع أتباعه‪ ,‬وكيف ينظر إليهم إن أملً هبم شيء‬ ‫دعاهم لرتكه‪ ,‬وكان امل نطلق هو إن أردت أن تعرف اخلارج فالبد من أن تدرس‬ ‫وبتعمق الداخل‪ُ .‬‬ ‫فكان نص احلديث امل عنً ون أعاله‬ ‫ُ‬

‫‪37‬‬

‫املصدر‪ :‬صحيح ُم سلم‪ ,‬نسخه مزيده ومنقحه صادره عن دار اإلعتصام‬

‫صدع اتباع حممد روؤسنا بسماحة اإلسالم‪ ,‬ورحابة صدر اإلسالم‪ ,‬وأن غري‬ ‫املسلمني مل جيدوا يف دينهم ما وج ��دوه يف اإلس�لام من رمحة وترحاب‪ ,‬وكان‬ ‫السؤال‪ ,‬هو أي عقيدة تللك وأي مذهب هذا ال ��ذي يضع يف حسبانه أن‬ ‫مريديه واتباعه قد يتخلون عنه يوما ويرتكونه‪ ,‬خصوصا إن ك ��ان منهاجا‬ ‫ربانيا رحيما قوميا‪ ,‬يكفل ملتبعيه السعادة يف الدنيا والفوز يف اآلخ ��ره‪ .‬من‬ ‫امل ��ف�ترض أن م ��ن ي ��دخ ��ل يف ص ��ف عقيدة كتللك ال ومل ول ��ن خيطر بباله أن‬ ‫يُفارقها!!!‪ .‬ولكن العجب العجاب كعادة الشريعه احملمديه أهنا تفاجئنا‬ ‫دوما باجلديد فنجدها وضعت باب اً كامال تخُ رب فيه عن مصري من يرتك تللك‬ ‫العقيده ويقرر أن يفارقها‪ .‬حتت عنوان « ما حيل به دم املسلم» ‪ ...‬ولكم‬ ‫أن تقفوا علي امل سمي فقط وترتكوا لعقولكم عنان التساؤل من بداية اللفظ‬ ‫املستخدم هناية ُبفتح الباب لكل الوسائل والطرق اليت جيوز هبا سفك الدم‪.‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم (‪)4‬‬

‫موسوعة احلديث الشريف املعتمده من جممع البحوث اإلسالميه‬ ‫يف ه ��ذه امل ��ره إكتفيت بذكر ب ��اب احل ��دي ��ث‪,‬رق ��م ��ه‪ ,‬م ��ص ��د ران خمتلفان فقط‬ ‫للروايه‪ ,‬إقتصارا ودفعا للملل‪ ,‬وإن كان القاريء ميكنه أن يرجع للنصوص‬ ‫واملتون وهي متاحه عرب اإلنرتنت ل رياجع الرويات األخري مبزيد من اإلسهاب‬ ‫يف العنعنه‪.‬‬

‫يُبني احلديث ثالثة أسباب إن توافرت يف امل سلم فدمه مهدور‪ ,‬وهنا نود ان‬ ‫نُعرج بشيء من القول وهو حديث محُ مد ُبأنه‬ ‫« ٌأم ��رت ان أقاتل الناس حيت يشهدوا ان ال إله إال اهلل وأين رس ��ول اهلل‪ ,‬فإن‬ ‫قالواها عصموا مين دمائهم وأمواهلم»‬ ‫احلديث موجود يف الصحيحني ‪ ,‬وميكن الرجوع إليه سنداً ومتن اً‪ ,‬ألين لن‬ ‫أذكرهم حيث أسوق احلديث هنا مجُ ردا نص اً كمثال‪.‬‬ ‫إق رأ عزيزي القاريء هذا احلديث وضعه جنبا جبنب مع احلديث املذكور يف‬ ‫ب ��داي ��ة مقايل‪ .‬وأس ��ال نفسك عن سر ه ��ذا التضارب واإلخ ��ت�لاف‪ .‬فهو هنا‬

‫‪38‬‬


‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫املهم‪ :‬نبدأ يف سرد الشروط اليت وضعها حممد ليحل له أن يهدر دم شخص‬ ‫دخل يف دينه وصار من اتباعه‬ ‫الثيب تعين امل حصن أي املتزوج‪...‬‬ ‫الثيب ال زاين ‪ ....‬وكلمة‬ ‫أوال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أي إنه حيل هدر دم الرجل املتزوج إن قامُ بإقامة عالقه جنسيه خارج إطار‬ ‫زوجته‪ ,‬علي إعتبار أنه ميللك فرج اً جمانيا يسمي « زوجه» ميكنه ان يعتليه‬ ‫ويقفز عليه وقتما شاء‪....‬‬ ‫لن اعرج هنا علي إسقاطات هذه الكلمه من منظور امل رأه وحقوقها وكيف‬ ‫ينظر هلا اإلسالم‪ ,‬وإن كان التعريج هنا له مقام‪ ,‬ولكن لك ان ت راجع عزيزي‬ ‫القاريء كيف ينظر اإلسالم وأتباعه للم رأه يف اعدادي السابقه من السلسله‬ ‫املباركه‪.‬‬ ‫ولكين أتسائل‪ ,‬ما املوقف من رجل له غٌ لمه ( أي شديد الرغبه اجلنسيه)‪,‬‬ ‫ما املوقف من رجل‪ ,‬ال تشبعه زوجته جنسيا مبعين اهنا ال تتقن فنون اهلوي‬ ‫واإلم ��ت ��اع‪ ,‬م ��اذا لو مت األم ��ر مبعرفة ال ��زوج ��ه ما املوقف التشريعي حينها؟؟ ما‬ ‫املوقف من إم راة ضعيفة البنيان‪ ,‬بارده فاتره‪ ,‬ال ترغب يف اجلماع وال التلذذ‬ ‫اجلنسي اغلب الوقت؟؟؟‬ ‫كيف يكون الوضع طبقا لقياسهم يف حالة زواج الرجل من أربع‪ ,‬بينما له‬ ‫زوجه واحده علي األقل تتفنن يف كيفية إمتاعه‬ ‫وجعله يطري ف ��رح ��ا م ��ن معرفتها ب ��ش ��ؤن ال ��ف �راش ق ��وال‪,‬ف ��ع�لا وح�تي ص ��وت ��ا‪ .‬إن‬ ‫توافرت له تللك الزوجه‪ ,‬هبذه الشروط‪,‬وقام برتكها وتزوج اخري‪ ,‬أال يٌعد هذا‬ ‫زين !!! فضال عن كونه خيانه او باألحري ( ف راغة عني)‬ ‫‪ .....‬اترك عالمات إستفهامي وتعجيب لكم‪.......‬‬

‫الشرط الثاين ‪ :‬النفس بالنفس‪ :‬يعين من قتل يقتل‪ ,‬والسؤال هنا‪ ,‬من يقوم‬ ‫بالقتل‪ ,‬وكيفيته‪ ,‬وهل القتل هنا قتل معنوي أم قتل مادي‪ ,‬وما هي اجلرميه ‪,‬‬ ‫وما هي انواعها ‪ ,‬مث أليس من املفرتض يف الشريعه أهنا أتت لتبني وتفصل ما‬ ‫أهبم‪ ,‬أين التفصيل هنا‪ ,‬وإمل يكن للتفصيل يف هكذا موضع بيان فأين يكون‬ ‫؟؟ ‪ .‬مث ما الذي أيت به حممد جديدا يف تلك العقوبه من الناحيه التشريعيه‬ ‫فضال علي الناحيه التارخييه امل تعارف عليها من قبل الشعوب واحلضارات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫والتعليق‪......‬‬ ‫‪ ....‬ولكم التفكر‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫‪39‬‬

‫يعصم الناس ودمائهم وامواهلم مبجرد نطقهم للشهاده‪ ,‬ويف موضوع آخر‬ ‫يتحدث عن هدر دمهم وإستباحة أرواحهم‪.‬‬ ‫أنفك اسأل نفسي هل انا أمام نص ٌم قدس‪ ,‬أم أمام سفر من االحاجي‬ ‫‪ ....‬ال ُ‬ ‫رجل سكري‪ ,‬خمبول‪...‬‬ ‫واأللغاز ُك تب بواسطة ُ‬

‫كفيل بان‬ ‫أم ��ا ال ��ش ��رط ال ��ث ��ال ��ث‪ :‬فهذا ل ��ه م�ني وق ��ف ��ات ووق ��ف ��ات‪ .‬الن ��ه وح ��ده‬ ‫ُ‬ ‫يضرب كل من تشدق ونادي حبرية ورحابة وسعة اإلسالم مع املخالفني فض الً‬ ‫عن املؤيدين « التارك لدينه»‪.‬‬ ‫والسؤال ما املوقف هنا واآليه الكرميه تقول « لكم دينكم ويل دين»‬ ‫ما املوقف هنا واآليه تقول « وما أرسلناك إال ٌم بش را ونذي را «‬ ‫ما املوقف من قول القرآن « إنت أنت إال نذير»‬ ‫واخ ريا وليس آخ را « من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»‬ ‫أال يعد هذا تعارضا صارخا واضحا يفقء عني كل من نادي حبجية السنه‬ ‫وصحة األحاديث‪ ,‬إذن فسروا لنا هذا التناقض‬ ‫واين يكمن العيب اهو يف القرآن ( كالم اهلل) أم يف السنه ( كالم حممد‪ ,‬الذي‬ ‫ال ينطق عن اهلوي)‬ ‫أال تٌعد هذه النصوص تدليسا وكذبا واضحا ونوع من انواع املرآء والنفاق‪.‬‬ ‫أين احلريه‪ ,‬أين السماحه‪ ,‬أين قول حممد بن عبداهلل لعلي بن أيب طالب يف‬ ‫الواقعه الشهريه « وهل شققت عن قلبه»‪.‬‬ ‫تعليق بسيط ‪:‬‬ ‫تستمد العقائد واملناهج قوهتا من نفسها وما تقدمه من اطروحات وبدائل‬

‫‪40‬‬


‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫ُدمتم‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫واقعيه حل ��ل مشاكل االف �راد فض الً ع ��ن اجملتمعات وبإتساعها وق ��درهت ��ا علي‬ ‫إحتواء املعارض قبل املؤيد‪ ,‬ألنه من املفرتض يف العقول التغري والشاذ فيها‬ ‫هو الثبات‪ ,‬فالبشر يتعلمون‪,‬يتطورونو يق رأون‪ ,‬ميرون بتجارب ومواقف عرب‬ ‫حياهتم تُغري من فكرهم‪ ,‬عقائدهم !!!‬ ‫مل أمسع يف حيايت عن عقيده تعاقب صاحبها إن تركها إال يف اإلسالم ‪ ....‬علي‬ ‫إعتبار ان القتل عقوبه‪ ...‬جمازا‬ ‫دين يتعامل مع أتباعه وكأهنم آالت صماء ‪ ,‬سكبت يف قالب واحد ال يصح‬ ‫ُ‬ ‫والجيوز هلا ابدا ان تنفك عن خطه املرسوم‬ ‫وإن فعلت فالقتل وهدر الدم هو احلل‪ ,‬وهنا أسال عن كيفية قياس الوالء‬ ‫لتلك العقيده بعد علم أصحاهبا بأهنم إن تركوها فسيكون مصريهم املوت‪....‬‬ ‫ما أعظمه من حتفيز وما أرقاه من ترغيب‪...‬‬ ‫ولكم التعليق‪.....‬‬

‫وص ��اي ��ه ج�بري ��ه علي ال ��ع ��ق ��ول‪ ,‬صكا حممديا ربانيا يُ��ت ��وارث ك ��اب �را ع ��ن كابر‬ ‫ملشايخ اإلس �ل�ام وأتباعه يعطيهم غذنا لسفك دم ك ��ل م ��ن اعمل عقله يف‬ ‫معتقده واكتشف ما به من هلهله ورثه بل وتسطح وغباء فضال عن العنف‬ ‫واإلضطهاد والقتلو وغياب املنطق‪.‬‬

‫كلمة امل ��ف ��ارق للجماعه ‪ ...‬تعين أي ال ��ذي جهر بإعتقاده املخالف ورفض‬ ‫اإلستم ر ٌاريف إتباع ذلك الدين او تللك العقيده وإنطلق ليقول ذلك يف اجلموع‬ ‫‪ .....‬وأورد لكم امثله لتقريب التعريف ( د\ عبداهلل القصيمي منوذجا) (‬ ‫موالنا مصري ملحد) ( ال رائع محزه كشغري)‪ ( ,‬تسليمه نسرين)‬ ‫وللعلم صاحب هذا الفعل من مساحة اإلس�لام له ثالث فرص يُستتاب فيها‬ ‫فإن مل يرجع فدمه مهدور‬ ‫( وال تعليق‪)....‬‬ ‫طاملا ظلت معتقداتك داخل نفسك‪ ,‬فهذا شأنك‪ ,‬اما ان تنطلق لتؤثر هبا يف‬ ‫اجلموع فهنا تكمن الكارثه‪ ,‬يضرب أيضا هذا التفسري مبدأ احلريه يف الصميم‬ ‫فضال عن كونه يتصدر املشهد علي إعتبار ان أتباع حممد فقط هم اصحاب‬ ‫الرؤي السليمه وان اي مغرد خارج السرب حيت وغن كان خرج من عبائتهم‬ ‫فهو ال شك مهرطق زنديق جيب محاية الناس منه‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫‪42‬‬


‫الدينى بالفطرة‬

‫ه��ى جمموعة م��ن امل �ق��االت املختلفة ال�تى تتناول‬ ‫ت��اري��خ وم �ع �ت �ق��دات ال �ع��رب ق�ب��ل اإلس�ل��ام ‪..‬ه��ى‬ ‫حماولة للتنقيب عن حفريات اإلسالم‪.‬‬ ‫البوتقة الىت ظهر منها اإلسالم ‪,,‬والظروف املادية‬ ‫والتارخيية الىت شكلت تكوينه ‪.‬‬ ‫األديان تعترب إمتداد طبيعى لتارخيها القدمي ناقلة‬ ‫ال ت�راث ال�ق��دمي بكل ح��ذاف�يره ىف أح�ي��ان ومعدله‬ ‫بشكل ما ىف أحيان أخرى وفقا ملفهوم‬ ‫جديد يلح على الظهور ‪.‬‬ ‫يكون اإلسالم منوذج جيد للدراسة والتأكيد على‬ ‫أن ال�تراث اإلنساىن هو إمتداد وث��ورة على تاريخ‬ ‫قدمي شكلت الظروف املوضوعيه رغبة ىف التجاوز‬ ‫دون اإلنسالخ التام عن مرياثه القدمي ‪.‬‬

‫يدين للعرب بالكثري‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬بالنيب العريب‪.‬‬ ‫وث��ان�ي��ا‪ :‬بالصحابة‪ -‬وه��م ع��رب‪ -‬ال��ذي��ن آزروه‬ ‫وضحوا بأمواهلم ودمائهم يف سبيله‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬بالكعبة ال�تي يتجه إليها املسلون يف كل‬ ‫صالة فريضة ونافلة‪ ،‬واليت تضمها مكة املكرمة‪،‬‬ ‫وهي مدينة عربية عريقة‪.‬‬ ‫وراب�ع��ا‪ :‬بأبناء القبائل العربية ال��ذي��ن محلوا على‬ ‫كواهلهم أعباء الفتوحات‪.‬‬ ‫وخ��ام �س��ا‪ :‬ب�ل�غ��ة ال �ع��رب ال�ت�ي وس�ع��ت ك�ت��اب��ه (=‬ ‫اإلسالم) وهو القرآن الكرمي‪ ،‬وأظهرت إعجازه‪،‬‬ ‫ومن مث سامهت يف خلوده‪.‬‬ ‫وسادسا‪ :‬بأن العرب مصدر الكثري من األحكام‬ ‫والقواعد واألنظمة واألعراف والتقاليد اليت جاء‬ ‫هبا اإلسالم أو شرعها‪ .‬ومن الشعائر اليت ورثها‬ ‫اإلسالم عن القبائل العربية‪:‬‬

‫الجذور التاريخية للشريعة االسالمية‬

‫الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنيفية‬

‫أرج��و أن أق��دم لكم وجبة دمس��ة ترضى عقولكم‬ ‫الشغوفة للمعرفة ‪.‬‬ ‫ك �ت��اب اجل � ��ذور ال �ت��ارخي �ي��ة ل�ل�ش�ري�ع��ة اإلس�لام �ي��ة*‬ ‫مييط اللثام عما ورث��ه اإلس�ل�ام أو أخ��ذه أو أق��ره‬ ‫م��ن شعائر تعبدية‪ ،‬وع ��ادات ومفاهيم وأع �راف‬ ‫اجتماعية وجزائية وحربية وسياسية كانت سائدة‬ ‫يف جزيرة العرب‪ ،‬ومعمول هبا لدى القبائل العربية‬ ‫قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬وخاصة يف قريش‪.‬‬ ‫وامل �ؤل��ف إذ يسلط ال �ض��وء ع�ل��ى ت�ل��ك الشعائر‪،‬‬ ‫ي��ذك��ر مب�ق�ول��ة (ال �ع��رب م ��ادة اإلس �ل��ام) امل�ن�س��وب��ة‬ ‫للخليفة عمر بن اخلطاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إن اإلس�لام‬

‫‪43‬‬

‫واحلنيفية‪ :‬حركة دينية انتشرت يف اجلزيرة العربية‬ ‫قبل اإلسالم‪ ،‬بشر هبا يف يثرب أبو عامر الراهب‪،‬‬ ‫ويف الطائف أمية بن الصلت‪ ،‬أما يف مكة فكان‬ ‫هلا دعاة كثر منهم ‪ :‬ورقة بن نوفل‪ ،‬وزيد بن عمرو‬ ‫بن نفيل (عم عمر بن اخلطاب)‪ ،‬وعبد اهلل بن‬ ‫جحش‪ ،‬وكعب بن لؤي بن غالب (اجلد األعلى‬ ‫للرسول)‪ ،‬وعبد املطلب (اجلد املباشر للرسول)‬ ‫الذي يعتربه الدكتور سيد حممود القمين يف كتابه‬ ‫احلزب اهلامشي‪ :‬أستاذ احلنيفية وزعيمها‪ ،‬وأُطلق‬

‫الدينى بالفطرة‬

‫الدينى بالفطرة‬

‫ع�ل��ى أص �ح��اب ه��ذه احل��رك��ة‪ :‬احل�ن�ف��اء‪ .‬ويعرفهم‬ ‫ال��دك�ت��ور ال�س�ي��د ع�ب��د ال�ع�زي��ز س��امل يف (دراس ��ات‬ ‫يف تاريخ العرب قبل اإلس�لام) بأهنم‪ :‬مجاعة من‬ ‫العقالء العرب مست نفوسهم عن عبادة األوثان‬ ‫ومل جينحوا إىل اليهودية أو النصرانية‪ ،‬إمن��ا قالوا‬ ‫بوحدانية اهلل‪ ،‬ومن بني دعاهتا أيضا زهري بن أيب‬ ‫سلمى‪ ،‬وعثمان ب��ن احل ��ارث‪ ،‬وأس�ع��د أب��و كرب‬ ‫احلمريي‪ .‬ويذهب األستاذ عباس حممود العقاد يف‬ ‫كتابه مطلع النور إىل القول‪( :‬أهنم كانوا يعرفون‬ ‫أن اإلميان باإلله الواحد أهدى وأحكم من اإلميان‬ ‫بالنصب واألوث��ان)‪ ،‬ويف معتقدهم أن الوحدانية‬ ‫ه��ي دي��ن إب�راه�ي��م اخل�ل�ي��ل عليه ال �س�لام‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫سننهم هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬النفور من عبادة األصنام‪ ،‬وحترمي األضاحي‬ ‫اليت تُذبح هلا‪ ،‬وعدم أكل حلومها (شعائر يهودية‪-‬‬ ‫الكاتب)‬ ‫‪ -2‬حترمي الربا (شعرية يهودية مسموح هبا للغريب‬ ‫ال للقريب‪ -‬الكاتب)‬ ‫‪ -3‬حترمي الزنا‪ ،‬وشرب اخلمر‪ ،‬وحد مرتكبيهما‬ ‫(حترمي الزنا‪ :‬شعرية يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫‪ -4‬قطع يد السارق‪ ،‬وقد أمر به عبد املطلب‬ ‫جد النيب‬ ‫‪ -5‬حت��رمي أك��ل امليتة وال��دم وحل��م اخلنزير (وهي‬ ‫شعائر يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫‪ -6‬ال�ن�ه��ي ع��ن وأد ال �ب �ن��ات‪ ،‬وحت�م��ل تكاليف‬ ‫تربيتهن‪ ،‬وقد حدثنا ابن سعد يف الطبقات الكربى‬ ‫أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‪ ،‬كان يقول‬ ‫للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته‪ ،‬أي (يئدها) ‪ :‬ال‬ ‫تقتلها وأنا أكفيك مؤونتها‪.‬‬ ‫‪ -7‬الصوم‬ ‫‪ -8‬االختتان‬ ‫‪ -9‬الغسل من اجلنابة (الصوم واخلتان والغسل‬

‫من اجلنابة‪ :‬شعائر يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫‪ -10‬اإلميان بالبعث والنشور واحلساب‬ ‫‪ -11‬االعتكاف يف غار حراء للتحنث‪ ،‬يف شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬وعمل الرب‪ ،‬وإطعام املساكني‪.‬‬ ‫وق��د ت�ب�نى اإلس �ل�ام ك��ل ه��ذه ال�س�ن��ن وال�ع�ق��ائ��د‪،‬‬ ‫وبتعبري احل��اف��ظ أيب ال�ف��رج اجل ��وزي‪ :‬إن اإلس�لام‬ ‫وافقهم عليها فيما بعد‪ ،‬ودعا هلذه السنن‪ ،‬وبشر‬ ‫هبا‪.‬‬ ‫وق��د كنت أرغ��ب بالتعليق على ق� �راءة األس�ت��اذ‬ ‫خليل عبد ال�ك��رمي لفرقة احلنيفية أو املتحنفني‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬نظرا لطول هذا التعليق فقد فضلت نشره‬ ‫يف مقال مستقل‪.‬‬ ‫الشعائر االجتماعية‬ ‫‪ -1‬الرقى والتعاويذ‬ ‫اختلط الطب يف أول أمره لدى الشعوب القدمية‬ ‫بالكهانة والسحر‪ ،‬وك��ان��ت معاجلة امل��رض��ى من‬ ‫ضمن مهام الكاهن ال��ذي ك��ان يستخدم كان‬ ‫ي�س�ت�خ��دم ال ��رق ��ى وال �ت �ع��اوي��ذ‪ ،‬إلخ� � �راج األرواح‬ ‫الشريرة‪ ،‬كاجلن والشياطني‪ ،‬من البدن‪ ،‬وباملثل‬ ‫ك ��ان ال �ع��رب ق�ب��ل اإلس�ل��ام ي�س�ت�خ��دم��ون ال��رق��ى‬ ‫والتعاويذ يف العالج والشفاء‪ ،‬وخاصة من لدغ‬ ‫الثعبان والعقرب والنملة‪ ،‬وكانت (الشفاء بنت‬ ‫عبد اهلل) يف اجلاهلية‪ ،‬ترقي من النملة‪ ،‬وهي ممن‬ ‫بايعن الرسول‪ ،‬وهاجرت إىل املدينة‪ ،‬وفيها طلب‬ ‫النيب منها أن تعلم زوجته حفصة بنت عمر بن‬ ‫اخلطاب رقية النملة‪ ،‬ألن كلمات الرقية مل يكن‬ ‫هبا شرك (أخرجه أبو داوود يف سننه)‪ .‬وكان آل‬ ‫ح��زم مم��ن ي��رق��ون م��ن احل�ي��ة‪ ،‬وع�ن��دم��ا لُ��دغ بعض‬ ‫أصحاب الرسول‪ ،‬طلب الرسول من عمارة ابن‬ ‫حزم أن يرقيه‪ ،‬بعدما راجع معه نص الرقية‪ ،‬ووجد‬

‫‪44‬‬


‫الدينى بالفطرة‬

‫‪ -2‬احلسد‬ ‫كذلككان العرب قبل اإلسالم يعتقدون باحلسد‪،‬‬ ‫وت��أث�ير احل��اس��د ب��احمل�س��ود‪ .‬ومل��ا ج��اء اإلس�ل�ام أقر‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد نزلت سورة الفلق باحلسد‪( .‬قل أعوذ‬ ‫برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا‬ ‫وقب ومن شر النفاثات يف العقد ومن شر حاسد‬ ‫إذا حسد)‬

‫‪45‬‬

‫‪ -3‬العني‬ ‫والعني خبالف احلسد‪ ،‬وكان عرب ما قبل اإلسالم‬ ‫يعتقدون بالعني‪ ،‬يقول ابن قيم اجلوزية يف كتابه‬ ‫ال�ط��ب ال�ن�ب��وي‪( :‬ك��ل ع��ائ��ن ح��اس��د‪ ،‬ول�ي��س كل‬ ‫حاسد عائن)‪ ،‬وكانوا يسرتقون من احلسد والعني‬ ‫كالمها‪ ،‬ويف حديث أيب هريرة يف الصحيحني‪،‬‬

‫‪ -4‬النفث‬ ‫والنفث يف العقد‪ ،‬أو ما تسميه العامة يف مصر‬ ‫(ال �ع �م��ل) وه ��و أح ��د ض ��روب (ال �س �ح��ر) غ��اي�ت��ه‬ ‫اإلض � �رار ب��اخل�ص��م‪ ،‬وك ��ان ه��ذا االع �ت �ق��اد شائعا‬ ‫قبل اإلس�لام‪ ،‬ومستقرا لدى السوقة وامل�لأ على‬ ‫السواء‪ .‬قال عنرتة بن شداد‪:‬‬ ‫فإن يربأ فلم أنفث عليه‪ ..............‬وإن‬ ‫يفقد فحق له املفقود‬ ‫وق��د أق��ر اإلس�ل�ام النفث بالعقد واع�ت�بره حقيقة‬ ‫وطلب من املسلمني أن يتعوذوا باهلل منه ( سورة‬ ‫الفلق)‪ .‬وج��اء يف تفسري س��ورة الفلق يف اجلامع‬ ‫ألحكام القرآن للقرطيب‪( :‬وعن حممد بن حاطب‬ ‫أن ي��ده اح�ترق��ت فأتت ب��ه أم��ه إىل النيب فجعل‬ ‫ينفث عليها‪ ،‬ويتكلم بكالم زعم أنه مل حيفظه)‪،‬‬ ‫(وقال حممد بن األشعث‪ :‬ذهب يب إىل عائشة‬ ‫رضي اهلل عنها ويف عيين سوء فرقتين ونفثت)‬ ‫‪ – 5‬العناية باإلبل‬ ‫اعتمدت القبائل العربية يف معيشتها على األنعام‪.‬‬ ‫وأكثر ما يقع هذا االسم على اإلبل‪ ،‬اليت تعترب‬ ‫أعالها مرتبة وأمه�ي��ة‪ ،‬وال�تي كانت مقياس الثراء‬ ‫ل��دى ال �ع��رب‪ .‬وق��د أوىل اإلس�ل�ام أمه�ي��ة خاصة‬ ‫هل ��ا‪ ،‬وت ��وج ��د يف ال� �ق ��رآن س � ��ورة ب��امس �ه��ا تسمى‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬واآليات اليت تذكر األنعام وتعدد‬

‫وكانت املهور والديات تدفع باإلبل‪ .‬وعبد املطلب‬ ‫جد الرسول (ص) هو أول من حدد دية القتيل‬ ‫مبائة من اإلبل‪ ،‬ومنه انتقل هذا التقليد إىل اإلسالم‬ ‫فيما بعد‪ ،‬حىت أن بعض الباحثني املعاصرين يرى‬ ‫أن التغليظ يف العقوبة ال يكون إال باإلبل‪ ،‬حىت‬ ‫لو حكم القاضي بغريها‪ ،‬ال ينفذ حكمه‪.‬‬ ‫‪ -6‬التفرقة بني العرب والعجم‪:‬‬ ‫ك��ان ال��روم��ان ي�ن�ظ��رون إىل م��ا ع��داه��م على أهنم‬ ‫(برابرة)‪ ،‬وكذلك كان العرب قبل اإلسالم يتعالون‬ ‫على غريهم‪ ،‬ويسمون ما عداهم ب (العجم)‪،‬‬ ‫احتقارا هلم‪.‬‬ ‫والعجم ضد العرب‪ ،‬والواحد أعجمي‪ ،‬والعجماء‬ ‫هي البهيمة‪.‬‬ ‫األعجم هو الذي ال يفصح يف كالمه وال يبني‪.‬‬ ‫والعرب تسمي كل من ال يعرف لغتهم وال يتكلم‬ ‫بكالمهم أعجميا‪.‬‬ ‫إن اس�ت�ع�لاء ال�ع��رب على م��ا ع��داه��م يتضح من‬ ‫تسمية اآلخرين ب (العجم)‪ ،‬وإط�لاق التسمية‬

‫الدينى بالفطرة‬

‫أنه ال بأس هبا‪ -‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ويف الصحيحني من حديث أيب سعد اخلدري أن‬ ‫مجاعة م��ن الصحابة ك��ان�وا يف سفر‪ ،‬ون�زل�وا على‬ ‫ح��ي م��ن أح�ي��اء ال�ع��رب‪ ،‬ف�لُ��دغ سيد ذل��ك احل��ي‪،‬‬ ‫فرقاه أحد الصحابة‪ ،‬فشفي‪ ،‬فأعطاهم قطيعا من‬ ‫الغنم‪ ،‬فلما رجعوا إىل الرسول‪ ،‬ذكروا له القصة‪،‬‬ ‫ف��أق��ره��م ع�ل��ى ذل ��ك‪ ،‬وط�ل��ب منهم أن يقتسموا‬ ‫القطيع‪ ،‬وأن يعطوه سهمه فيه‪.‬‬

‫وأيب داوود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأمحد‪ ،‬أن (العني حق)‪،‬‬ ‫وورد يف الصحيحني عن عائشة‪( :‬وأم��رين النيب‪،‬‬ ‫أو أمر النيب أن نسرتقي من العني)‪ ،‬وأخرج البزار‬ ‫ٍ‬ ‫بسند حس ٍن رفعه ع��ن جابر ع��ن ال��رس��ول‪( :‬إن‬ ‫العني لتُدخل الرجل القرب‪ ،‬واجلمل القدر)‪ ،‬وأورد‬ ‫اإلمام ابن القيم اجلوزية يف كتاب الطب النبوي‬ ‫عدة طرق رمسها النيب للوقاية من العني‪.‬‬

‫فوائدها كثرية ومنها‪ ( :‬واألنعام خلقها لكم فيها‬ ‫دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها مجال حني‬ ‫ترحيون وحني تسرحون وحتمل أثقالكم إىل بلد مل‬ ‫تكونوا بالغيه إال بشق األنفس إن ربكم لرءوف‬ ‫رحيم واخليل والبغال واحلمري لرتكبوها وزينة وخيلق‬ ‫م��ا ال ت�ع�ل�م��ون‪ -‬ال�ن�ح��ل ‪ ) 8-5‬و (واهلل جعل‬ ‫ل�ك��م م��ن بيوتكم سكنا وج�ع��ل ل�ك��م م��ن جلود‬ ‫األنعام بيوتا تستخفوهنا يوم ظعنكم ويوم إقامتكم‬ ‫ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إىل‬ ‫ح�ي�ن‪ -‬ال�ن�ح��ل ‪ ) 80‬و (وإن ل�ك��م يف األن �ع��ام‬ ‫لعربة نسقيكم مما يف بطوهنا ولكم فيها منافع كثرية‬ ‫ومنها تأكلون‪ -‬املؤمنون ‪.) 21‬‬

‫نفسها ع�ل��ى ال�ب�ه��ائ��م‪ .‬ول �ش��دة اس�ت�ع�لاء ال�ع��رب‬ ‫على غ�يره��م‪ ،‬فقد رف��ض النعمان اإلص�ه��ار إىل‬ ‫كسرى‪ ،‬فكانت هلذا السبب معركة ذي قار اليت‬ ‫انتصر فيها العرب‪ .‬كما أن سلمان الفارسي مل‬ ‫يستطع أن يتزوج بابنة عمر بن اخلطاب‪ ،‬بعد أن‬ ‫خطبها‪ ،‬ألنه مل يكن عربيا‪ ،‬وال قرشيا‪ .‬ومل يشفع‬ ‫له يف ه��ذا ق��ول الرسول عنه‪( :‬سلمان منا‪ ،‬من‬ ‫أهل البيت)‪.‬‬ ‫إن ال�ت�ف��رق��ة ب�ين ال �ع��رب وال�ع�ج��م اس�ت�م��رت بعد‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وما زالت مستمرة حىت يومنا هذا‪ .‬فالدولة‬ ‫األموية يطلق عليها اسم الدولة العربية‪ .‬أما الدولة‬ ‫العباسية فكان أعداؤها يسموهنا من باب اإلهانة‬ ‫وال�ت�ح�ق�ير ب��ال��دول��ة العجمية (اجل��اح��ظ‪ -‬البيان‬ ‫والتبيني)‪ .‬ألهن��ا قامت على سيوف اخلرسانية‪،‬‬ ‫وه��م أع��اج��م‪ .‬كما أن أغلب خلفائها أمهاهتم‬ ‫أعجميات‪ ،‬وإن شئت عجماوات‪ .‬فاملنصور أمه‬ ‫بربرية‪ ،‬واملأمون أمه فارسية‪ ،‬واملهتدي أمه رومية‪،‬‬ ‫واملقتدر واملكتفي والناصر‪ ،‬أمهاهتم تركيات‪ .‬كما‬ ‫استوزر اخللفاء العباسيون الكثري من األعاجم‪.‬‬ ‫وك��ان العامة يف ش �وارع ب�غ��داد يتعرضون ملوكب‬ ‫اخلليفة املأمون صائحني‪ :‬يا أم�ير املؤمنني أنظر‬ ‫إىل عرب الشام كما نظرت إىل عجم خرسان‪،‬‬ ‫تعريضا بأمه الفارسية‪ .‬حىت أبناء الطبقة املثقفة‬ ‫ان�س��اق�وا وراء تلك التفرقة امل��وروث��ة‪ ،‬ف��أل�ف�وا كتبا‬ ‫يف مناقب العرب ومثالب العجم ومن أشهرهم‬ ‫(تفضيل العرب‪ -‬ابن قتيبة)‪.‬‬ ‫الشعائر التعبدية املوروثة عن القبائل العربية‬ ‫ ‪ -‬تعظيم البيت احلرام (الكعبة)‪ ،‬والبلد احلرام‬‫(مكة)‪:‬‬ ‫ف�ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن وج ��ود إح ��دى وع�ش�ري��ن كعبة‬

‫‪46‬‬


‫الدينى بالفطرة‬

‫فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله‬ ‫رجال بنوه من قريش وجرهم‬ ‫ ‬ ‫ومن شدة تقديسهم للكعبة‪ ،‬كان الرجل يرى قاتل‬ ‫أب�ي��ه يف البيت احل �رام ف�لا ميسه ب�س��وء‪ .‬كما كان‬ ‫العرب جيلون أهل مكة (قريشا)‪ ،‬ويسموهنم (أهل‬ ‫احل��رم)‪ ،‬وك��ان اإلص�ه��ار إليهم يعترب ش��رف��ا‪ .‬وكما‬ ‫قال حممد (ص)‪( :‬وال تكون العرب كفؤا لقريش‪،‬‬ ‫وال املوايل كفؤا للعرب)‪ ،‬مشس الدين السرخسي‪-‬‬ ‫املبسوط‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬ب��اب النكاح البكر‪-‬‬ ‫باب االكفاء طبعة ‪ 1986‬دار املعرفة – بريوت‪.‬‬ ‫كما أن سلمان ال�ف��ارس��ي مل يستطع أن يتزوج‬ ‫بنت عمر بن اخلطاب بعد أن خطبها‪ ،‬ألن��ه مل‬ ‫يكن عربيا وال قرشيا‪ ،‬مع أن الرسول (ص) كان‬ ‫يقول عنه‪( :‬سلمان منا‪ ،‬من أهل البيت)‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك مل يشفع له‪.‬‬ ‫و(خطب سلمان الفارسي بنت عمر بن اخلطاب‬ ‫فهم أن يتزوجها منه‪ ،‬مث مل يتفق ذل��ك‪ -‬املرجع‬ ‫َّ‬ ‫السابق )‪،‬‬ ‫وح�ين ج��اء اإلس�ل�ام أب�ق��ى على تقديس الكعبة‬ ‫ومكة‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫‪ -2‬احلج والعمرة‪:‬‬ ‫ك��ان ال�ع��رب قبل اإلس�ل�ام حي�ج��ون يف شهر ذي‬ ‫احلجة من كل عام‪( ،‬يرحلون إليها إىل مكة من‬

‫‪ -3‬تقديس شهر رمضان‬ ‫آيات الذكر احلكيم ترفع من شأن شهر رمضان‬ ‫وتعلي من قدره‪ ،‬وتقديس هذا الشهر‪ ،‬أيضا مما‬ ‫ورث��ه اإلس�ل�ام م��ن ال�ع��رب‪ ،‬فقد ك��ان املتحنفون‬ ‫ي�ف�ع�ل��ون ذل ��ك‪ ،‬وم�ن�ه��م ع�ب��د امل�ط�ل��ب ج��د النيب‬ ‫(ص) إذ أن��ه إذا ج��اء رم�ض��ان ش��د م�ئ��زره وطلع‬ ‫إىل غار حراء وحتنث فيه‪ ،‬وأمر بإطعام املساكني‬ ‫طوال الشهر وكذلك كان يفعل زيد بن عمرو بن‬

‫‪ -4‬حترمي األشهر احلرم‬ ‫كانت العرب قاطبة تعترب أشهر ذي القعدة‪ ،‬وذي‬ ‫احلجة‪ ،‬وحمرم‪ ،‬ورجب‪ ،‬أشهرا حرما ألهنا األشهر‬ ‫اليت يقع فيها احلج‪ ،‬وال تستحل القتال فيها‪ .‬وملا‬ ‫جاء اإلسالم أبقى على شعرية حترمي هذه األشهر‪،‬‬ ‫وحرم القتال فيها (البقرة ‪ ) 194‬و (املائدة ‪.) 5‬‬ ‫‪ -5‬تعظيم العرب قبل اإلسالم إلبراهيم وإمساعيل‬ ‫ك��ان ال�ع��رب قبل اإلس�ل�ام يعتقدون أن إبراهيم‬ ‫وإمساعيل مها اللذين أقاما بناء الكعبة وفرضا احلج‬ ‫إليها‪ ،‬واإلسالم تبىن هذا االعتقاد‪( .‬البقرة ‪125‬‬ ‫ ‪) 127‬‬‫ع��ن أن��س ق��ال‪ :‬ق��ال عمر ب��ن اخل �ط��اب‪ :‬وافقت‬ ‫ريب يف ث�ل�اث‪ ،‬وواف �ق�ني ريب يف ث�ل�اث‪ .‬قلت يا‬ ‫رس��ول اهلل‪ :‬ل��و اخت��ذن��ا م�ق��ام إب�راه�ي��م مصلى‪،‬‬ ‫ف��أن��زل اهلل ( واخت ��ذوا م��ن م�ق��ام إب�راه�ي��م مصلى‪-‬‬ ‫احلافظ اإلمام أبو الفرج اجلوزي – تاريخ عمر بن‬ ‫اخلطاب – قدم له وعلق عليه أسامة عبد الكرمي‬ ‫ال��رف��اع��ي ص ‪ – 32‬الناشر مكتبة عبد السالم‬ ‫العاملية – الفلكي القاهرة )‪ ،‬ومما ال شك فيه أن‬ ‫اقت�راح عمر – يسميه اجل��وزي موافقة‪ -‬نابع مما‬ ‫ورثه اإلس�لام من العرب من تعظيم اجلد إبراهيم‬ ‫عليه السالم‪ ،‬ومن تقديس البيت احلرام والكعبة‪.‬‬ ‫‪ -6‬االجتماع العام‪ ....‬يوم اجلمعة‬ ‫قال أبو سلمى‪ :‬أول من قال أما بعد‪ :‬كعب بن‬ ‫ل��ؤي‪ ،‬وك��ان أول م��ن مسَّ��ى اجلمعة‪ :‬مجعة‪ ،‬وك��ان‬ ‫يقال ليوم اجلمعة ‪ :‬يوم العروبة‪( .‬القرطيب – اجلامع‬ ‫ألحكام القرآن – تفسري سورة اجلمعة ) وملا جاء‬ ‫اإلس�لام أخ��ذ األنصار يف (يثرب‪ -‬املدينة) هبذا‬

‫الدينى بالفطرة‬

‫يف ج�زي��رة ال�ع��رب‪ -‬قبل اإلس�ل�ام‪ ،-‬ف��إن القبائل‬ ‫العربية قاطبة أمجعت على تقديس (كعبة مكة)‪،‬‬ ‫وحرصت على احلج إليها‪ ،‬يستوي يف ذلك من‬ ‫كان لديه كعبة خاصة مثل كعبة غطفان‪ ،‬أم ال‪.‬‬ ‫ويف ه��ذا ي �ق��ول يف معلقته زه�ي�ر ب��ن أيب سلمى‬ ‫املتويف سنة (‪ )54‬قبل اهلجرة‪:‬‬

‫كل مكان من اجلزيرة يف موسم احلج من كل عام‬ ‫لتأدية فريضة احلج ‪ -‬د‪ .‬علي حسين اخلربوطلي‬ ‫ الكعبة على مر العصور ‪ -‬ص ‪ 24‬عدد اقرأ‬‫‪ 291‬مارس ‪ ،)1967‬وكانوا يقومون باملناسك‬ ‫عينها اليت يقوم هبا املسلمون حىت اليوم وهي‪:‬‬ ‫ال�ت�ل�ب�ي��ة‪ -‬اإلح � � �رام‪ ،‬وارت� � ��داء م�لاب��س اإلح � �رام‪-‬‬ ‫ال��وق��وف بعرفة وال��دف��ع إىل مزدلفة‪ ،‬والتوجه إىل‬ ‫مىن لرمي اجلمرات‪ ،‬وحنر اهلدى‪ ،‬والطواف حول‬ ‫الكعبة سبعة أشواط (مل تزدد ومل تنقص)‪ ،‬وتقبيل‬ ‫احلجر األسود (تعظيما له)‪ ،‬والسعي بني الصفا‬ ‫ومروه‪ ،‬وكانوا يسمون اليوم الثامن من ذي احلجة‬ ‫(يوم الرتوية)‪ ،‬ويقفون يف عرفات باليوم التاسع‪،‬‬ ‫وتبدأ من العاشر أي��ام مىن ورم��ي اجلمار‪ ،‬وكانوا‬ ‫أيضا يسموهنا أيام التشريق‪ ،‬كما كانوا يعتمرون‬ ‫يف غري أشهر احلج‪.‬‬ ‫وق ��د ورث اإلس�ل��ام م��ن ال �ع��رب ه ��ذه ال�ف�ري�ض��ة‬ ‫باملناسك عينها‪ ،‬والتسميات عينها‪ ،‬لكنه طهرها‬ ‫م��ن م�ظ��اه��ر ال �ش��رك‪ ،‬وهن��ى ع��ن ط �واف ال�ع�راي��ا‪،‬‬ ‫الذي مل يكن من باب االحنالل اخللقي كما حيلو‬ ‫للبعض وصفه‪ ،‬ولكن لشدة تقديسهم للكعبة‬ ‫وحلجرها األسود‪ ،‬يهابون أن يطوفوا هبا أو يقبلوا‬ ‫احلجر بالثياب اليت قارفوا فيها ذنوبا‪.‬‬

‫نفيل‪.‬‬

‫التقليد‪ ،‬وقيل‪ :‬أول من مجّع باملسلمني يف املدينة‬ ‫هو أسعد بن زوارة‪ ،‬وقيل إنه مصعب بن عمري‪.‬‬ ‫وملا هاجر الرسول من مكة أدركته اجلمعة يف بين‬ ‫سامل بن عوف يف بطن واد هلم‪ ،‬وقد اختذوا يف‬ ‫فجمع به الرسول‪ ،‬وخطب‬ ‫موضع منه مسجدا‪ّ ،‬‬ ‫أول خطبة له باملدينة‪ -‬القرطيب – اجلامع ألحكام‬ ‫القرآن – تفسري سورة اجلمعة‪.‬‬ ‫مث ن��زل ق��ول اهلل تعاىل ( يا أيها الذين آمنوا إذا‬ ‫نودي للصالة من يوم اجلمعة فاسعوا إىل ذكر اهلل‬ ‫وذروا البيع إن كنتم تعلمون‪ -‬اجلمعة ‪) 9‬‬ ‫ه��ذه بعض الشعائر ال�تي استعارها اإلس�لام من‬ ‫ال�ق�ب��ائ��ل ال�ع�رب�ي��ة‪ ،‬وإن ع��دل يف بعضها‪ ،‬فلكي‬ ‫ت�ت�واءم أو تتالئم وعقيدة التوحيد‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫التعديل أو التحوير ال يطمس امل�ع��امل الرئيسية‬ ‫لتلك الشعائر وال ميحو فضل من جاءوا هبا‪.‬‬ ‫*اجل ��ذور التارخيية للشريعة اإلس�لام�ي��ة‪ -‬تأليف‬ ‫الشيخ خليل عبد ال �ك��رمي‪ -‬دار سينا للنشر‪-‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪1997‬‬ ‫وإىل جزئية أخرى ‪..‬لكم مودتى‬

‫‪48‬‬


‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫التفسري العقلي للقرآن‬ ‫قراءة عقلية يف أصح ُكتب التفاسري‬ ‫« رحلة فكرية مبجهود شخصي حبت «‬ ‫الزمان ‪:‬‬ ‫صباح اخلميس املوافق الثامن والعشرين من شهر‬ ‫نوفمرب لعام ألفني وثالثة عشر – حوايل الساعه‬ ‫الثامنه والربع صباحا‬ ‫امل�ص��در ‪ :‬كتاب صفوة التفاسري تفسري القرآن‬ ‫العظيم ‪ ،‬جامع بني املأثور واملنقول‬ ‫ُمستمد من اوثق الكتب التفسريية ( الطربي‪،‬ال‬ ‫كشاف‪،‬القرطيب‪،‬األلوسي‪،‬بن كثري‪،‬البحر احمليط‬ ‫وغريها )‬ ‫– ثالثة جملدات من احلجم املتوسط – نسخة‬ ‫منقحة ومصححة‪ « -‬حالياً املجلد االول «‬ ‫تأليف ‪ :‬حممد علي الصابوين ُ‪ :‬األستاذ بكلية‬ ‫الشريعة وال��دراس��ات اإلسالمية – جامعة امللك‬ ‫عبدالعزيز‪ -‬اململكة العربية السعودية‬ ‫الناشر ‪ :‬دار احلديث القاهرة‬ ‫يف البدء ‪...‬‬ ‫علي مدار ِست صفحات يستعرض فيها الكاتب‬ ‫آراء وإمتداح وتزكية أساتذته له ولعمله‬ ‫الرد ‪:‬‬ ‫وهنا نقول وم��ن وجهة نظر دينية حبته أن��ه « إن‬ ‫كان عمل الكاتب وجهده املتمثل يف هذا الكتاب‬ ‫‪،‬خالصاً لوجه رب��ه كما ي��دع��ي‪ ،‬إن ك��ان اهل��دف‬

‫‪49‬‬

‫األمسي من تأليفه هو خدمة اجلموع البشرية‪ ،‬إن‬ ‫نشد مرضاة ربه فلما كل‬ ‫كانت رسالة سامية تً ُ‬ ‫هذا الثناء واملدح‪ ،‬ما احلاجة لكل هذه الكلمات‬ ‫يف اإلفتتاحيه بقلم هذا ‪ ,‬ومبحربة ذاك‪.‬‬ ‫خصوصاً أن كانوا يف املقام االول واالخري ليسوا‬ ‫املعنني بكتابه أو باالصح ليسوا هدفه املرجو‪.‬‬ ‫صدق الكاتب يربز ويظهر بعرض أعماله علي‬ ‫اجلموع وليرتك هلم احلكم يف النهايه‪ ,‬أما أن يفعل‬ ‫كما فعل الصابوين يف كتابه‪ ,‬وكانه يقول للقراء‪,‬‬ ‫هذه أراء من هم أثقل وأفهم واعقل منكم‪ ,‬فيها‬ ‫ن��وع من ان �واع الكرب ال�ف��ارغ وال�غ��رور والصلف‪،‬‬ ‫ناهيك عن دخوله بذلك يف زمرة من يُسحبون‬ ‫يف النار علي وجوههم يوم القيامه نتاج مرائتهم‬ ‫كما ثبت يف صحيح االحاديث‪...‬‬ ‫‪ - :1‬ي�ق��ول ال�ك��ات��ب يف تفسري البسملة ‪:‬‬ ‫الرِحي ِم )‬ ‫حتديداً قوله (بِ ْس ِم اللَّ ِه الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫افتتح اهلل هبذه اآلية سورة الفاحتة وكل سورة من‬ ‫س��ور ال �ق��رآن ‪ -‬م��ا ع��دا س ��ورة ال�ت��وب��ة ‪ -‬لريشد‬ ‫املسلمني إىل أن يبدأوا أعماهلم وأقواهلم باسم اهلل‬ ‫الرمحن الرحيم ‪ ،‬التماساً ملعونته وتوفيقه ‪ ،‬وخمالفة‬ ‫للوثنيني الذين يبدأون أعماهلم بأمساء آهلتهم أو‬ ‫طواغيتهم فيقولون ‪ :‬ب��اس��م ال�ل�ات ‪ ،‬أو باسم‬ ‫العزى ‪ ،‬أو باسم الشعب ‪ ،‬أو باسم هبل‪.‬‬ ‫ضرب ألهم صفة من‬ ‫الرد ‪ :‬يف التفسري السابق ُ‬ ‫صفات اإلل��ه وه��ي صفة العلو والسمو والرتفع‬

‫‪ :2‬وصفه لسورة الفاحته‬ ‫يقول ال�ك��ات��ب ‪ :‬ه��ذه ال�س��ورة الكرمية مكية ‪،‬‬ ‫وآي��اهت��ا س�ب��ع ب��اإلمج��اع ‪ ،‬وت�س�م��ى « ال �ف��احت��ة «‬ ‫الفتتاح الكتاب العزيز هبا ‪ ،‬حيث إهنا أول القرآن‬ ‫ىف (الت�رت �ي��ب) ال ىف (ال� �ن ��زول) ‪ ،‬وه ��ى ‪ -‬على‬ ‫قصرها ووجازهتا ‪ -‬قد حوت معاىن القرآن العظيم‬ ‫‪ ،‬واشتملت على مقاصده األساسية باإلمجال ‪،‬‬ ‫فهى تتناول أصول الدين وفروعه ‪ ،‬تتناول العقيدة‬ ‫‪ ،‬والعباد ‪ ،‬والتشريع ‪ ،‬واالعتقاد باليوم اآلخر ‪،‬‬ ‫واإلمي��ان بصفات اهلل احلسىن ‪ ،‬وإف �راده بالعبادة‬ ‫‪ ،‬واالستعانة وال��دع��اء ‪ ،‬والتوجه إليه ج��ل وعال‬ ‫بطلب اهلداية إىل الدين احلق ‪ ،‬والصراط املستقيم‬ ‫‪ ،‬والتضرع إليه بالتثبيت على اإلميان وهنج سبيل‬ ‫الصاحلني ‪ ،‬وجتنب طريق املغضوب عليهم والضالني‬ ‫‪ ،‬وفيها األخ�ب��ار ع��ن قصص األم��م السابقني ‪،‬‬ ‫واالط�لاع على معارج السعداء ومنازل األشقياء‬ ‫‪ ،‬وفيها التعبد بأمر اهلل سبحانه وهنيه ‪ ،‬إىل غري‬ ‫ما هنالك من مقاصد وأغ�راض وأه��داف ‪ ،‬فهي‬ ‫كاألم بالنسبة لبقية السور الكرمية ‪ ،‬وهلذا تسمى‬ ‫« أم الكتاب « ألهنا مجعت مقاصده األساسية‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مع تفسري نص السوره‬ ‫أوالً السوره‬ ‫الرِحي ِم (‪)1‬‬ ‫بِ ْس ِم اللَّ ِه الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫الحْ م ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ‬ ‫الرِحي ِم (‪)3‬‬ ‫ني (‪ )2‬الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫اك �نَْعبُ ُد َوإِيَّ َ‬ ‫َمالِك �يَْوم الدِّي ِن (‪ )4‬إِيَّ َ‬ ‫اك نَ ْستَع ُ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫(‪ْ )5‬اه ِدنَا ِّ‬ ‫يم (‪ )6‬صَرا َط الذ َ‬ ‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ني‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َغيرِْ الْ َم ْغ ُ‬ ‫وب َعلَْي ِه ْم َولاَ الضَّالِّ َ‬ ‫أَ�نَْع ْم َ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫التفسري يقول الكاتب‬ ‫علمنا البارى جل وع�لا كيف ينبغى أن حنمده‬ ‫تعاىل ونقدسه ‪ ،‬ونثين عليه مبا هو أهله فقال [‬ ‫احلمد هلل رب العاملني ] أي قولوا يا عبادي إذا‬ ‫أردمت شكري وثنائي احلمد هلل ‪ ،‬اشكروين على‬ ‫إحساين ومجيلي إليكم ‪ ،‬فأنا اهلل ذو العظمة واجملد‬ ‫والسؤدد ‪ ،‬املتفرد باخللق واإلجي��اد ‪ ،‬رب اإلنس‬ ‫واجل��ن واملالئكة ‪ ،‬ورب السموات واألرض�ي�ن ‪،‬‬ ‫فالثناء والشكر هلل رب العاملني ‪ ،‬دون ما يعبد‬ ‫من دون��ه [ الرمحن الرحيم ] أي ال��ذي وسعت‬ ‫رمحته كل شئ وعم فضله مجيع األنام ‪ ،‬مبا أنعم‬ ‫على ع�ب��اده م��ن اخل�ل��ق ‪ ،‬وال ��رزق ‪ ،‬واهل��داي��ة إىل‬ ‫سعادة الدارين ‪ ،‬فهو الرب اجلليل عظيم الرمحة‬ ‫دائ ��م اإلح �س��ان [ م��ال��ك ي��وم ال��دي��ن ] أي هو‬ ‫سبحانه املالك للجزاء واحلساب ‪ ،‬املتصرف ىف‬ ‫يوم الدين تصرف املالك يف ملكه [ يوم ال متلك‬ ‫نفس لنفس شيئا واألمر يومئذ هلل ] [ إياك نعبد‬ ‫وإي��اك نستعني ] أي خنصك ي��ا أهلل بالعبادة ‪،‬‬

‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫عن إحتياج غريه خصوصا إن كانوا دونه يف كل‬ ‫التفاصيل‪.‬‬ ‫إي إله هذا الذي يٌصر علي أن جيعل كل عباده‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫دائ � ��رون أب ��د ال��ده��ر يف ف�ل��ك��ه يف ك��ل األوق� ��ات‪،‬‬ ‫ك يف إعتقادهم‬ ‫االح �وال ‪،‬األع�م��ال ‪ ,‬وكأنه يً ُش ُ‬ ‫وص ��دق إمي��اهن��م‪ .‬مث م��ن ق ��ال أن ك��ل امل�خ��ال�ف�ين‬ ‫للشريعة املحمديه يبدئون اعماهلم بأمساء آهلتهم‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫ما دليل الكاتب علي هذا الكالم ؟؟ أي إحصائية‬ ‫إستند إليها ‪ ،‬ووفق أي إستقصاء قال هذا الكالم‬

‫ال� ��رد ‪ :‬أت �س��ائ��ل إن ك��ان��ت س� ��ورة ال �ف��احت��ة هب��ذه‬ ‫املواصفات وبكل تلك املزايا ما كانت اجة اهلل‬ ‫يف تنزيل باقي سور القرآن وعددها ‪ 113‬سورة‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫الرد ‪ :‬يف تفسري « احلمد هلل رب العاملني»‬ ‫تظهر كل آيات أمراض اهلل النفسية من نرجسية‪،‬‬ ‫بارنوايا‪ ،‬شيزوفرنيا‪ ،‬فسورة الفاحته كما فيل عنها‬ ‫أهنا الشافيه‪ ،‬الكافيه‪ ،‬الوافيه‪ ،‬االم‪ ،‬فهي صدقاً‬ ‫كذلك ولكن يف التدليل علي ف �راغ وخ �واء هذا‬ ‫اهلل‪ ،‬وه��ي كفيلة ألي ص��اح��ب ع�ق��ل ح�ين يقرأ‬ ‫تفاسريها بأن يضع هذا اهلل يف « مصحة االمراض‬ ‫العقلية»‬ ‫إن ك��ان اهلل ه��و ال�ص��ان��ع ف�م��ن واج�ب��ه أن يُ�راع��ي‬ ‫صنعته ويشملها ب��ال��رع��اي��ة وال�ع�ن��اي��ة ال م��ن ب��اب‬ ‫التفضل واإلحسان ولكم من باب املسئولية‪ ,‬ومن‬ ‫ه��ذا املنطلق تُصبح عملية الشكر يف ح��د ذاهت��ا‬ ‫عبثية حيث أنه كما يقول املثل الدارج « ال ُشكر‬ ‫علي واجب»‬ ‫اهلل غ�ني ع��ن ال �ع��امل�ين‪ ,‬ك��ام��ل م�ت�ك��ام��ل ل�ي��س يف‬ ‫حاجة ألحد ‪ ،‬ففيم إذن فرضه علي عباده عملية‬ ‫الشكر أب��د الدهر‪ ,‬الذين – أُيت هب��م‪ -‬إيل هذه‬ ‫احلياة العبثية‪ -‬وفق كالم ومعتقد املسلمني مبشيئة‬ ‫الرب نفسه ال عن إختيار منهم‪.‬‬ ‫وبالتايل تتجلي صبغة اهلل النرجسية‪ ,‬فيهوي نفخ‬ ‫ال� ��ذات وت�ع�ظ�ي��م ن�ف�س��ه‪ ,‬مم��ا ي ��دل ع�ل��ي نقصان‬

‫رابعاً ‪ :‬يف تفسريه لقول اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وب‬ ‫�ت َعلَْي ِه ْم َغ�ْييرِْ الْ َم ْغ ُ‬ ‫ص � َ�را َط الَّ��ذي� َ�ن أَ�ن�ْ َ�ع� ْ�م� َ‬ ‫ني (‪)7‬‬ ‫َعلَْي ِه ْم َولاَ الضَّالِّ َ‬ ‫يقول الكاتب‬ ‫[ غري املغضوب عليهم وال الضالني ] أي ال جتعلنا‬ ‫ي��ا أهلل م��ن زم��رة أع��دائ��ك احلائدين ع��ن الصراط‬ ‫املستقيم السالكني غري املنهج القومي ‪ ،‬من اليهود‬ ‫املغضوب عليهم ‪ ،‬أو النصارى الضالني ‪ ،‬الذين‬ ‫ضلوا عن شريعتك القدسية ‪ ،‬فاستحقوا الغضب‬ ‫واللعنة األبدية‪ .‬اللهم آمني‪.‬‬ ‫الرد ‪ :‬يف التفسري إشارة إيل أفضلية اإلسالم وعلوه‬ ‫كديانه م��ن امل�ف�ترض فيها اهن��ا مس��اوي��ة‪ ,‬وبالتايل‬ ‫ي�ن�ع�ك��س ذل ��ك وب��وض��وح ع�ل��ي ط �ب��اع املسلمني‬ ‫وشخصياهتم مفسراً إحساسهم املفرط بالعلو‬ ‫وال�س�م��و‪ ,‬رغ��م ان ال�واق��ع يضرب يومياً األمثال‬ ‫علي حقارهتم وذلتهم‪...‬‬ ‫ال�ي�ه��ود وال �ن �ص��اري ‪ :‬يف ال�غ�ض��ب ع�ل��ي اليهود‬ ‫واحلكم بالضالل علي النصاري ن��وع من ان�واع‬ ‫اجلور يف احلكم‪ ،‬والتعميم يف املعاملة‪ ،‬علي إعتبار‬ ‫حجة منطقيه وعقليه معرتف هبا وهي « إن كان‬ ‫االول��ون أخطأوا ‪ ,‬فما ضري من أيت بعدهم‪ ,‬مل‬

‫ويف النهاية يذكر الكاتب يف ختام التفسري الفوائد‬ ‫من هذه السورة ‪ ,‬حيث يقول‬ ‫الفوائد ‪ :‬األوىل ‪ :‬الفرق بني [ اهلل ] و[ اإلله ]‬ ‫أن األول اسم علم للذات املقدسة ذات البارى‬ ‫ج��ل وع�لا ‪ ،‬ومعناه املعبود حب��ق ‪ ،‬وال�ث��اين معناه‬ ‫املعبود حبق أو باطل ‪ ،‬فهو اسم يطلق على اهلل‬ ‫تعاىل وعلى غريه ‪ ،‬خبالف « اهلل « فإنه املعبود‬ ‫حبق‪ .‬الثانية ‪ :‬وردت الصبغة بلفظ اجلمع « نعبد‬ ‫ونستعني « ومل يقل « إي��اك أعبد وإي��اك أستعني‬

‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫‪51‬‬

‫وخنصك بطلب اإلعانة ‪ ،‬فال نعبد أحدا سواك ‪،‬‬ ‫لك وحدك ربنا نذل وخنضع ‪ ،‬ونستكني وخنشع‬ ‫‪ ،‬وإي��اك ربنا نستعني على طاعتك ومرضاتك ‪،‬‬ ‫فإنك املستحق لكل إجالل وتعظيم ‪ ،‬وال ميلك‬ ‫ال�ق��درة على عوننا أح��د س �واك [ إه��دن��ا الصراط‬ ‫املستقيم ] أي دلنا وأرشدنا يا رب إىل طريقك‬ ‫احلق ‪ ،‬ودينك املستقيم وثبتنا على اإلسالم الذي‬ ‫بعثت ب��ه أن�ب�ي��اءك ورس �ل��ك ‪ ،‬وأرس �ل��ت ب��ه خ��امت‬ ‫املرسلني ‪ ،‬واجعلنا ممن سلك طريق املقربني‬

‫الشخصيه‪ ،‬أو علي اإلقل إنتفاء صفة األلوهية‪ ,‬مث‬ ‫أنه ثبت بالدليل أن القرآن ُوجد قبل خلق العباد‬ ‫مب�لاي�ين ال�س�ن�ين‪ ,‬وح�ي��ث ان ع�ل��م اهلل أزيل كما‬ ‫يقولون‪ ,‬فحني وجد هذا القرآن مل يكن البشر‬ ‫ق��د وج ��دوا يف األس ��اس‪ ,‬ف�ف��ي ط �وال ك��ل تللك‬ ‫ال�ف�تره‪ ,‬ما كانت احلاجة من قبل اهلل إيل شكر‬ ‫عباده !!!!‪ ,‬وملاذا يخً ُص اهلل نفسه بسوره تفرض‬ ‫علي كل متبعيه ان يشكروه‪،‬حيمدوه‪،‬يتقربوا إليه‪..‬‬

‫يتحملون وزر مل يرتكبوه‪ ,‬خصوصا مع ورودنص‬ ‫صريح « وال تزورا وازرة وزر أخري « ‪ ...‬فكيف‬ ‫يُفسر إذن هذا التناقض !!!!‬ ‫يف اجململ فالنتيجه النهائية ‪ :‬من إستحقاق الغضب‬ ‫واللعن األب��دي علي كل من اليهود والنصاري ‪،‬‬ ‫تعترب جرمية أخري يف سلسة جرائم اهلل حيث أنه‬ ‫اخل�ص��م واحل �ك��م يف آن واح ��د ‪ ,‬يسلك مسلك‬ ‫القرود األربعة املقدسه ‪ ,‬علي إعتبار أنه ال يري‬ ‫‪,‬ال يسمع‪ ,‬ال يتكلم‪ ,‬يف غضه الطرف عن اي‬ ‫خريية أو إحسان يفعله هؤالء‪ ,‬فقد أصدر هنائياً‬ ‫حكمه عليهم‬ ‫باللعن والغضب فال ينفع صالح وال يشفع خري‬ ‫مهما عظُم أو إستمر أو ًكبرٌ ‪.‬‬ ‫وه� ��ذا ي �ق��ودن��ا إيل إس �ل��وب ال�ت�ع��ام��ل م��ع ال�ي�ه��ود‬ ‫والنصاري يف اليوم اآلخر‪ -‬إن صح وجوده –‬ ‫أوال ما حكم اعماهلم احلسنه هل سيثابون عليها‬ ‫ام ال‬ ‫ثانياً ما ذنب الالحقون فيما أرتكبه السابقون ؟؟‬ ‫أوليس من املفرتض يف الشرائع السماوية اهنا أتت‬ ‫لتكمل بعضها بعضاً ‪ ,‬أم أت��ت لتثحقر بعضها‬ ‫بعضاً وهتدم بعضها بعضأً ‪.‬‬

‫« بصيغة املفرد ‪ ،‬وذلك لالعرتاف بقصور العبد‬ ‫عن الوقوف ىف باب ملك امللوك ‪ ،‬فكأنه يقول‬ ‫‪ :‬أن��ا يا رب العبد احلقيق الذليل ‪ ،‬ال يليق يب‬ ‫أن أقف هذا املوقف ىف مناجاتك مبفردي ‪ ،‬بل‬ ‫أنضم إىل سلك املؤمنني املوحدين ‪ ،‬فتقبل دعائى‬ ‫ىف زمرهتم ‪ ،‬فنحن يا رب مجيعا نعبدك ونستعني‬ ‫ب��ك‪ .‬الثالث ‪ :‬نسب النعمة إىل اهلل ع��ز وجل‬ ‫[ أنعمت عليهم ] ومل ينسب إليهم اإلض�لال‬ ‫والغضب ‪ ،‬فلم يقل ‪ :‬غضبت عليهم أو الذين‬ ‫أضللتهم ‪ ،‬وذل��ك لتعليم العباد األدب مع اهلل‬ ‫تعاىل ‪ ،‬فالشر ال ينسب إىل اهلل تعاىل أدباً ‪ ،‬وإن‬ ‫كان منه تقديراً ‪ ،‬كما ورد ىف الدعاء املأثور «‬ ‫اخلري كله بيديك « والشر ال ينسب إليك « ‪.‬‬ ‫خامتة ىف بيان األسرار القدسية ىف فاحتة الكتاب‬ ‫العزيز‬ ‫الرد ‪ :‬هنا ال اعتب علي الكاتب فهو يري نص‬ ‫القرىن بعني القداسة والسمو ‪ ،‬ال بعني الفحص‬ ‫والنقد‬ ‫ولكن تعليقاً علي الفوائد نقول‬ ‫أوالً ‪ :‬الفرق متهافت فهو وإن كان صحيح لغوياً‬ ‫إال إنه فاشل وجب��داره علي أرض الواقع ‪ ،‬فكل‬ ‫من يتعبد بشيء ي��ري فيه نفس ما ي��ري هو يف‬ ‫إهل��ه‪ ،‬فكونه يري ربه هو أصح األرب��اب‪ ،‬فهذه‬ ‫نظرته الشخصية ووفق معتقده البحت‪ .‬وبالتايل‬ ‫مفهوم التناقض بني اهلل واإلله املذكور ‪ ...‬يعترب‬ ‫هباءاً منثوراً‬ ‫فرب املسيحني بالنسبة هلم هو املعبود حبق‬ ‫ورب اليهود هو املعبود حبق‪ ,‬ناهيك عن الديانات‬ ‫الوضعيه كالزرادشتيه‪,‬املاونيه‪,‬الكونفوشوسيه إخل‬ ‫‪...‬‬

‫‪52‬‬


‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫فاعتقد أن الكاتب هنا من حيث أراد ان يوح ويفصل‪ ,‬اهبم وزاد األمر غموضاً‪...‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬إن كان ربك يعرف ُمسبقاً قصور عبده يف شكره ‪ ،‬وانه لن يؤتيح حقه يف شكر النعمه‬ ‫مهما بذل يف ذلك من جهود ‪ ...‬فيقودنا هذا مرة أخري إيل نرجسية اهلل ‪ ,‬وإشارة ضمنية حلقارة‬ ‫اإلنسان يف اإلسالم‪ ,‬رغم ما يتشدق به املسلمون من أن آيات التكرمي والتفضيل له علي سائر‬ ‫املخلوقات !!!!‬ ‫ثالثاً ‪ :‬الرؤية االحادية هلل‪ ,‬وتنزيهه عن كل عيب أو نقيصة‪ ,‬تُعترب آفة كل ُمتبع لدين فمفهوم‬ ‫الذات فلسفياً‪ ,‬يشمل اخلري والشر معاً‪ ,‬خصوصا بعد بروز شخصانية اإلله – اهلل – كما أسلفنا‬ ‫سابقاً‬ ‫مث كيف يراه خرياً ُمنزها عن النقيصة ‪ ,‬بعد ما أقره يف حكمه ويف علمه من اليهود والنصاري ونعته‬ ‫إياهم باملغضوب عليهم او الضالني ‪...‬‬ ‫‪ ....‬إنتهي ‪....‬‬

‫‪53‬‬

‫‪54‬‬


‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫ترجمة حميي أسامة‬

‫يف كل سنة يقوم شعب املرينا الذي يقطن جزيرة مدغشقر بإخ راج األجداد ‪ ،‬واألقارب من‬ ‫قبورهم إلعادة تزيينهم من جديد وتغيري األكفان احلريرية اليت حتيط هبم وتغطيهم ‪...‬‬ ‫يقول ( جون بيري موهني ) املتخصص يف طقوس وم راسم املوت ‪ « -:‬إن كل ما يفعله شعب‬ ‫املرينا بعيد ك ��ل البعد ع ��ن احل ��زن والكآبة ‪ ،‬ب ��ل يغلب على ه ��ذه الطقوس ال ��ف ��رح والغبطة‬ ‫والروائح الطيبة ‪...‬‬ ‫ويسعى ه ��ذا الشعب من ه ��ذا العمل إىل إش �راك املوتى يف احلياة العامة ‪ ،‬وطلب النصيحة‬ ‫وامل ��س ��اع ��دة منهم ‪ ،‬وال ��غ ��ري ��ب أن ك ��ل املناسبات ال�تي يفكر فيها يعب امل ��ري ��ن ��ا مثل ال ��زواج‬ ‫ومبادلة االرض ( البيع والش راء ) وكذلك بيع وش راء احليوانات واحلصاد ‪ ،‬ترتك للفرتة الواقعة‬ ‫ب�ين شهري يونيو ‪ /‬ح ��زي �ران ‪،‬‬ ‫وسبتمرب ‪ /‬أيلول من كل عام ‪،‬‬ ‫وذلك لتتم األمور أمام األموات‬ ‫وبشهادهتم قبل أن تتم إعادهتم‬ ‫إىل مدافنهم ‪...‬‬ ‫أم � � ��ا ال � ��ش � ��ع � ��وب امل ��ك ��س ��ي ��ك ��ي ��ة‬ ‫والصينية وخاص ةً صينيي هونغ‬ ‫ك ��ون ��غ ‪ ،‬ف ��إهن ��م ي ��ق ��وم ��ون كل‬ ‫سنة بنزهة إىل مقابر أجدادهم‬ ‫ول ��ك ��ن يف أوق � � � ��ات خم ��ت ��ل ��ف ��ة (‬ ‫أي ل ��ي ��س يف ن ��ف ��س ال ��ت ��اري ��خ )‬ ‫وجي ��ت ��م ��ع ص ��ي ��ن ��ي ��و ه ��ون ��غ ك ��ون ��غ‬ ‫يف ال ��ي ��وم ال ��ت ��اس ��ع م ��ن ال ��س ��ه ��ر‬ ‫ال ��ت ��اس ��ع يف ال ��ت ��ق ��ومي ال ��ص ��ي�ني يف‬ ‫مدافن األجداد ‪ ،‬حيث يعتقد‬ ‫هؤالء وفق اً للمعتقدات البوذية‬ ‫والطاوية أن أرواح املوتى ميكن‬ ‫أن تظهر غضبها ضد األحياء‬ ‫‪ ،‬ول � ��ذا ف ��ه ��م ي ��أت ��ون لتنظيف‬

‫حائط األرواح ‪-:‬‬ ‫جتسد التمائيل ال�تي تقف عند حافة ه ��ذا اجل ��رف أج ��داد قبيلة « ت ��وراج ��دا « وه ��ي قبيلة‬ ‫مسيحية املعتقد ‪ ،‬تسكن جزيرة سوالوسي األندونيسية ‪ ،‬واملالحظ أن كل وجه مت حنته‬ ‫وفق اً لوصف العائلة اليت بنتمي إليها الشخص امليت ‪ ،‬وتسهم هذه الوجوه يف السهر على‬ ‫األحياء وم راقبة تصرفاهتم حىت يلقوا حتفهم ‪ ،‬يف حني أن األموات احلقيقيني الذين ميثلون‬ ‫هذه األصنام ‪ ،‬يرقدون حتت الشرفات يف مقابر حمفورة يف الصخر ‪ ،‬واملثري يف األمر أن عائلة‬ ‫امليت تقضي عشر سنوات يف مجع املال للقيام بواجب الع زاء وعملية الدفن وامل راسم املتعلقة‬ ‫بذلك ‪ ،‬حىت جيب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من اجلواميس واخلنازير وتوزيعها على‬ ‫أهل القرية ‪...‬‬ ‫جوهرة لألبد ‪-:‬‬ ‫وهنا تعرض إحدى املؤسسات السويسرية اليت هتتم بإج راء م راسم دفن املوتى من األلف إىل‬ ‫الياء يف موقع هلا على اإلنرتنت ‪ ،‬طريقة للخلود داخ ��ل جوهرة ‪ ،‬حيث تعرض على أهل‬ ‫امليت أن حيرقوا فقيدهم إن رغب ذلك ‪ ،‬وأن يأخدوا رماده ويسخنوه حىت درجة ح رارة تزيد‬ ‫عن ألفي درجة مئوية ويعرضوهنا إىل ضعط ٍ‬ ‫عال جداً ليحصلوا يف النهاية على حجر كرمي‬ ‫أو جوهرة ( ماسة ) ‪ ،‬خاضة إذا علمنا أن املاس عبارة عن كربون يف األصل ‪ ،‬وهو ما ميكن‬ ‫احلصول عليه من الرماد ‪ ،‬ويقول أحد العاملني يف املؤسسة أن ‪ 500‬ج رام من رماد امليت‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫‪55‬‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫القبور وتناول الطعام فوقها بغية هتدئة أرواح موتاهم ‪...‬‬ ‫ويف املكسيك حيتفل الناس يف بداية شهر نوفمرب ‪ /‬تشرين الثاين بعيد األموات ‪ ،‬حيث يتوافد‬ ‫الناس على القبور حاملني معهم ال ��ورود بكافة األل ��وان ‪ ،‬لكن شريطة أن تكون الباقات‬ ‫مطعمة بالقرنفل الربتقايل الذي يعمل على جذب األرواح الفقيدة حسب اعتقادهم ‪ ،‬ويف‬ ‫العادة تكون العطايا املقدمة لألموات عبارة عن طعام ومخر وعدد من أنواع احللوى اليت تتم‬ ‫صناعتها على هيئة هياكل عظمية ‪...‬‬ ‫وت ��دخ ��ل يف االح ��ت ��ف ��ال ط ��ق ��وس أخ ��رى كالغناء وال ��رق ��ص اخل ��اص على م ��دار الليل ‪ ،‬ويعتقد‬ ‫املكسيكيون أن هذه الطقوس مناسبة إلعادة العالقات املنقطعة مع أحبائهم املوتى وفرصة‬ ‫لتسليتهم يف عاملهم اجملهول ‪...‬‬ ‫ويف إفريقيا الغربية وبالتحديد يف غانا ‪ ،‬يطلب الناس من النجارين أن يصنعوا هلم نعوش اً‬ ‫بكافة األشكال واألل ��ون كالطائرة والسمكة وحىت ق ��ارورة الكوال واهلواتف احملمولة ‪ ،‬ويف‬ ‫البداية ظهرت هذه املوضة على يد شعب إفريقي يسمى « أجلا « ويعتقد هذا الشعب أن‬ ‫من الضروري لكل إنسان أن يرحل حنو العلم اآلخر يف املركبة اليت تتناسب مع شخصيته‬ ‫بشكل أفضل ‪...‬‬ ‫وإليكم بعض العادات والطقوس الغريبة فع الً ‪...‬‬

‫‪56‬‬


‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫التحليق يف السماء ‪-:‬‬ ‫أما العادات التبتية يف الدفن فهي أغرب من اخليال حيث يقوم الرهبان البوذيون بتقطيع‬ ‫جثة امليت إرب �اً إرب �اً إىل قطع صغرية وه ��ي ع ��ادة طبيعية يف التبت ‪ ،‬مث يرتكوهنا يف الع راء‬ ‫لتلتهمها النسور والطيور األخرى لتحلق هبا يف السماء ‪ ،‬ويعتقد التبتيون أنه خالل حلظات‬ ‫الن زاع ترتك الروح اجلسد ‪ ،‬ولذا يصبح اجلسد جمرد وعاء ومن االوىل ان يقدم لفائدة االرواح‬ ‫احلية من الطيور‪.‬‬ ‫وهذه الطقوس واملفاهيم منحدرة عن الديانة الزرادشتية القدمية‪ ،‬حيث يعترب اجلسد جنس اً ال‬ ‫جيوز تدنيس األرض به بعد موت صاحبه‪ ..‬الدفن ممنوع وإح راق اجلثة ممنوع أيض اً‪ .‬لذلك كان‬ ‫أتباع هذه الديانة يعمدون اىل وضع جسد امليت فوق قمة جبل يطلقون عليه اسم «تالل‬ ‫الصمت» ويرتكونه هناك لكي تلتهمه الطيور السامية ‪ ..‬وبعد أسابيع جيمعون العظام‬ ‫اجلافة متام اً‪ ،‬فيطحنوهنا مث يذيبوهنا بعصري الليمون للتخلص منها هنائي اً‪.‬‬ ‫يف العديد من‬ ‫وت رتافق هذه االعتقادات مع االعتقاد بأن تكرمي امليت يكون برفعه عالي اً وليس بدفنه حتت‬ ‫األرض وتركه طعاما للديدان احلقرية‪ ..‬ولذلك كانوا يلفون امليت بالقماش ومن مث يعلقونه‬ ‫يف خطاف ف ��وق غصن ع ��ال إىل أن تلتهمه الطيور وال تُبقي منه شيئ اً س ��وى العظام اليت‬ ‫تتساقط على األرض‪ ،‬فتتم تغطيتها بال رتاب أو بأغصان الشجر ‪ ..‬وقد كانت هذه الطريقة‬ ‫شائعة جداً يف اس رتاليا وكولومبيا وأمريكا اجلنوبية وسيبرييا وافريقيا‪.‬‬

‫املومياء تتحول اىل صنم ‪-:‬‬ ‫يعتقد أف راد قبيلة البابو اإلندونيسية أن حتويل ميتهم إىل مومياء هو شرف كبري يعرب عن‬ ‫االح�ترام ل�لاج ��داد‪ .‬ويعتقدون أن املومياء تقوم حب راسة ومحاية األح ��ي ��اء‪ ،‬لتصبح املومياء هلا‬ ‫وظيفة االصنام الطوطمية‪ ،‬وذلك من االعتقاد ان ارواح االجداد تبقى حتوم حوهلم اىل االبد‬ ‫وترعاهم ‪ ،‬ومن عاداهتم أهنم يقومون يتقدمي الزوار إىل مومياواهتم باعتبارها واحدة منهم‬ ‫وكأن صاحبها ما ي زال حي اً يرزق‬ ‫اشتهر الفايكينغ يف منطقة اسكندينافيا (مشال أوروبا)بأهنم كانوا يقضون معظم حياهتم يف‬ ‫البحار‪ ،‬وغالب اً ما كانوا ميوتون أيض اً يف البحار‪ ..‬وعلى هذا األساس كان الغين منهم حني‬ ‫ميوت يضعون جسده خلف مقود سفينة خاصة وإىل جانبه الكثري من الطعام والش راب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫‪57‬‬

‫تكفي ليتحول إىل جوهرة خالدة ‪...‬‬ ‫و عند قبائل « الغايل « القاطنة يف الكامريون ‪ ،‬توجد ع ��ادة قدمية حلفظ اجساد االج ��داد‬ ‫املقدسة‪ ،‬حيث يقوم أف رادها بلف امليت بالقطن إىل أن يصبح شبيه اً بلعبة كبرية ‪ ،‬وكلما‬ ‫كان الشخص امليت مهم اً يف القبيلة كلما بالغ الرجال يف لفة بقطعة القماش القطين ‪،‬‬ ‫ويقوم رجال القبيلة بتقدمي الطعام للميت بعد إخ راجه من مدفنه ‪ ،‬ويقدمون له كذا ( إن‬ ‫كانت ام رأة ) آنية مربقعة بنقاط بيضاء داللة على أهنا تركت وراءها عدداً كب رياً من الذرية ‪...‬‬ ‫وطبق اً للديانة اهلندوسية‪ ،‬يكون تكرمي امليت حبرق جثمانه وذلك يف احتفال كبري يتم فيه‬ ‫وضع اجلثمان على عربة تغطيها الزهور وجترها اخليول إىل املكان املخصص لعملية احلرق‪،‬‬ ‫حيث تغطى باألغصان اجلافة لتسهيل انتشار النار‪ .‬ويغسل امليت مباء الورد ويلف بثوب حماط‬ ‫باطواق الورد‪ .‬وبعد انتهاء عملية احلرق يتم مجع الرماد املتبقي يف إناء قبل نثره على صفحة‬ ‫م ��ي ��اه هن ��ر ال ��غ ��ان ��ج امل ��ق ��دس‬ ‫لديهم‪ .‬ويعتقدون ان مياه‬ ‫ال ��غ ��ان ��ج ه ��ي ال ��ف ��ي ��ض االهل ��ي‬ ‫ال ��ذي ي ��ق ��وم بتطهري ال ��روح‬ ‫م ��ن اج ��ل إع � ��ادة خ ��ل ��ق ��ه من‬ ‫ج ��دي ��د ع ��ن ط ��ري ��ق ت ��ن ��اس ��خ‬ ‫االرواح‪ ،‬ليحيا من جديد‪،‬‬ ‫إذ الي ��وج ��د ل ��دي ��ه ��م ف ��ن ��اء او‬ ‫جنة ونار‪.‬‬ ‫ويف ال � � � ��والي � � � ��ات امل ��ت ��ح ��دة‬ ‫وال � ��ع � ��دي � ��د م � � ��ن ال � ��ب � ��ل � ��دان‬ ‫االوروبية تنتشر هذه األيام‬ ‫وسيلة إح راق اجلثة يف فرن‪،‬‬ ‫بشرط أن يكون ذل ��ك بناء‬ ‫على وصية امليت‪.‬‬ ‫ويف أوروب ��ا‪ ،‬يلجأ العلماء هذه األيام إىل طريقة حديثة لتسهيل دروس التشريح على طلبة‬ ‫الطب‪ ،‬وعلى املهتمني باملوضوع يف املتاحف العلمية‪ ،‬وذلك بسحب كل السوائل والدهون‬ ‫من جسد امليت واستبداهلا مبواد كيماوية مركبة من البالستيك الطري (بوليمر أو بوليسرت)‬ ‫حبيث تشبه اجلسد الطبيعي ‪ ..‬حيث ميكن ملسها وهي ال تتفسخ وال تتعفن كما أهنا بال‬ ‫رائحة أيض اً‪.‬‬ ‫العامل كله يعرف والت ديزين مبتكر الرسوم املتحركة‪ ،‬لكن القليلني فقط يعرفون أن الرجل‬ ‫الذي مات قبل عش رات السنني‪ ،‬ال ي زال جسده حمفوظ اً بناء على وصيته يف حالة جتمد وسط‬

‫النيرتوجني السائل‪ ،‬اعتقاداً منه‪ ،‬ومن الكثريين غريه‪ ،‬أن العلم سيتوصل يف النهاية إىل قهر‬ ‫املوت وحتقيق اخللود واستم رار احلياة إىل ما ال هناية‪ ،‬أو إىل الوقت الذي يقرر املرء فيه املوت!‬

‫‪58‬‬


‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫وبشهادهتم قبل أن تتم إعادهتم إىل مدافنهم ‪...‬‬ ‫أم ��ا الشعوب املكسيكية والصينية وخاص ةً صينيي هونغ كونغ ‪ ،‬فإهنم يقومون كل سنة‬ ‫بنزهة إىل مقابر أجدادهم ولكن يف أوقات خمتلفة ( أي ليس يف نفس التاريخ ) وجيتمع صينيو‬ ‫هونغ كونغ يف اليوم التاسع من السهر التاسع يف التقومي الصيين يف مدافن األجداد ‪ ،‬حيث‬ ‫يعتقد هؤالء وفق اً للمعتقدات البوذية والطاوية أن أرواح املوتى ميكن أن تظهر غضبها ضد‬ ‫األحياء ‪ ،‬ولذا فهم يأتون لتنظيف القبور وتناول الطعام فوقها بغية هتدئة أرواح موتاهم ‪...‬‬ ‫ويف املكسيك حيتفل الناس يف بداية شهر نوفمرب ‪ /‬تشرين الثاين بعيد األموات ‪ ،‬حيث يتوافد‬ ‫الناس على القبور حاملني معهم ال ��ورود بكافة األل ��وان ‪ ،‬لكن شريطة أن تكون الباقات‬

‫حائط األرواح ‪-:‬‬ ‫جتسد التمائيل ال�تي تقف عند حافة ه ��ذا اجل ��رف أج ��داد قبيلة « ت ��وراج ��دا « وه ��ي قبيلة‬ ‫مسيحية املعتقد ‪ ،‬تسكن جزيرة سوالوسي األندونيسية ‪ ،‬واملالحظ أن كل وجه مت حنته‬ ‫وفق اً لوصف العائلة اليت بنتمي إليها الشخص امليت ‪ ،‬وتسهم هذه الوجوه يف السهر على‬ ‫األحياء وم راقبة تصرفاهتم حىت يلقوا حتفهم ‪ ،‬يف حني أن األموات احلقيقيني الذين ميثلون‬ ‫هذه األصنام ‪ ،‬يرقدون حتت الشرفات يف مقابر حمفورة يف الصخر ‪ ،‬واملثري يف األمر أن عائلة‬ ‫امليت تقضي عشر سنوات يف مجع املال للقيام بواجب الع زاء وعملية الدفن وامل راسم املتعلقة‬ ‫بذلك ‪ ،‬حىت جيب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من اجلواميس واخلنازير وتوزيعها على‬ ‫أهل القرية ‪...‬‬ ‫جوهرة لألبد ‪-:‬‬ ‫وهنا تعرض إحدى املؤسسات السويسرية اليت هتتم بإج راء م راسم دفن املوتى من األلف إىل‬ ‫الياء يف موقع هلا على اإلنرتنت ‪ ،‬طريقة للخلود داخ ��ل جوهرة ‪ ،‬حيث تعرض على أهل‬ ‫امليت أن حيرقوا فقيدهم إن رغب ذلك ‪ ،‬وأن يأخدوا رماده ويسخنوه حىت درجة ح رارة تزيد‬ ‫عن ألفي درجة مئوية ويعرضوهنا إىل ضعط ٍ‬ ‫عال جداً ليحصلوا يف النهاية على حجر كرمي‬ ‫أو جوهرة ( ماسة ) ‪ ،‬خاضة إذا علمنا أن املاس عبارة عن كربون يف األصل ‪ ،‬وهو ما ميكن‬ ‫احلصول عليه من الرماد ‪ ،‬ويقول أحد العاملني يف املؤسسة أن ‪ 500‬ج رام من رماد امليت‬ ‫تكفي ليتحول إىل جوهرة خالدة ‪...‬‬ ‫و عند قبائل « الغايل « القاطنة يف الكامريون ‪ ،‬توجد عادة قدمية حلفظ اجساد االجداد‬ ‫املقدسة‪ ،‬حيث يقوم أف رادها بلف امليت بالقطن إىل أن يصبح شبيه اً بلعبة كبرية ‪ ،‬وكلما‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫‪59‬‬

‫يف كل سنة يقوم شعب املرينا الذي يقطن جزيرة مدغشقر بإخ راج األجداد ‪ ،‬واألقارب من‬ ‫قبورهم إلعادة تزيينهم من جديد وتغيري األكفان احلريرية اليت حتيط هبم وتغطيهم ‪...‬‬ ‫يقول ( جون بيري موهني ) املتخصص يف طقوس وم راسم املوت ‪ « -:‬إن كل ما يفعله شعب‬ ‫املرينا بعيد ك ��ل البعد ع ��ن احل ��زن والكآبة ‪ ،‬ب ��ل يغلب على ه ��ذه الطقوس ال ��ف ��رح والغبطة‬ ‫والروائح الطيبة ‪...‬‬ ‫ويسعى ه ��ذا الشعب من ه ��ذا العمل إىل إش �راك املوتى يف احلياة العامة ‪ ،‬وطلب النصيحة‬ ‫واملساعدة منهم ‪ ،‬والغريب أن كل املناسبات اليت يفكر فيها يعب املرينا مثل الزواج ومبادلة‬ ‫االرض ( البيع وال ��ش �راء ) وكذلك بيع وش �راء احليوانات واحلصاد ‪ ،‬ت�ترك للفرتة الواقعة بني‬ ‫شهري يونيو ‪ /‬حزي ران ‪ ،‬وسبتمرب ‪ /‬أيلول من كل عام ‪ ،‬وذل ��ك لتتم األم ��ور أم ��ام األم ��وات‬

‫مطعمة بالقرنفل الربتقايل الذي يعمل على جذب األرواح الفقيدة حسب اعتقادهم ‪ ،‬ويف‬ ‫العادة تكون العطايا املقدمة لألموات عبارة عن طعام ومخر وعدد من أنواع احللوى اليت تتم‬ ‫صناعتها على هيئة هياكل عظمية ‪...‬‬ ‫وت ��دخ ��ل يف االح ��ت ��ف ��ال ط ��ق ��وس أخ ��رى كالغناء وال ��رق ��ص اخل ��اص على م ��دار الليل ‪ ،‬ويعتقد‬ ‫املكسيكيون أن هذه الطقوس مناسبة إلعادة العالقات املنقطعة مع أحبائهم املوتى وفرصة‬ ‫لتسليتهم يف عاملهم اجملهول ‪...‬‬ ‫ويف إفريقيا الغربية وبالتحديد يف غانا ‪ ،‬يطلب الناس من النجارين أن يصنعوا هلم نعوش اً‬ ‫بكافة األشكال واألل ��ون كالطائرة والسمكة وحىت ق ��ارورة الكوال واهلواتف احملمولة ‪ ،‬ويف‬ ‫البداية ظهرت هذه املوضة على يد شعب إفريقي يسمى « أجلا « ويعتقد هذا الشعب أن‬ ‫من الضروري لكل إنسان أن يرحل حنو العلم اآلخر يف املركبة اليت تتناسب مع شخصيته‬ ‫بشكل أفضل ‪...‬‬ ‫وإليكم بعض العادات والطقوس الغريبة فع الً ‪...‬‬

‫‪60‬‬


‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫كان الشخص امليت مهم اً يف القبيلة كلما بالغ الرجال يف لفة بقطعة القماش القطين ‪،‬‬ ‫ويقوم رجال القبيلة بتقدمي الطعام للميت بعد إخ راجه من مدفنه ‪ ،‬ويقدمون له كذا ( إن‬ ‫كانت ام رأة ) آنية مربقعة بنقاط بيضاء داللة على أهنا تركت وراءها عدداً كب رياً من الذرية ‪...‬‬ ‫وطبق اً للديانة اهلندوسية‪ ،‬يكون تكرمي امليت حبرق جثمانه وذلك يف احتفال كبري يتم فيه‬ ‫وضع اجلثمان على عربة تغطيها الزهور وجترها اخليول إىل املكان املخصص لعملية احلرق‪،‬‬ ‫حيث تغطى باألغصان اجلافة لتسهيل انتشار النار‪ .‬ويغسل امليت مباء ال ��ورد ويلف بثوب‬ ‫حماط باطواق الورد‪ .‬وبعد انتهاء عملية احلرق يتم مجع الرماد املتبقي يف إناء قبل نثره على‬ ‫صفحة مياه هنر الغانج املقدس لديهم‪ .‬ويعتقدون ان مياه الغانج هي الفيض االهلي الذي‬ ‫يقوم بتطهري الروح من اجل إعادة خلقه من جديد عن طريق تناسخ االرواح‪ ،‬ليحيا من‬

‫‪61‬‬

‫‪62‬‬


‫التطور امللحوظ فى البشر‬ ‫‪Lyrien‬‬

‫سالم عليكم‬ ‫هذا مثال جديد لنوع التطور العشوائى و لكن ىف للبشر املرة دي‬ ‫حيث حدثت الطفرة ىف الكروموزوم رقم ‪ 7‬ىف قبيلة تعيش معزولة ىف زميبابوى‪,‬مما أحدث تغيريآ دائمآ ىف أرجلهم‬ ‫و تأقلموا معها و توارثوها بينهم‬ ‫معروفني بإسم ال ‪Doma people‬‬ ‫املصدر ‪http://en.wikipedia....iki/Doma_people‬‬

‫‪63‬‬

‫‪64‬‬


‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫« توطئه»‬ ‫ملاذا األحاديث القدسيه ؟‬

‫مبدئي اً‪ :‬تعريف احلديث القدسي ‪ ( :‬من موقع إسالم ويب‪ -‬مركز الفتوي )‬ ‫فاحلديث القدسي هو‪ :‬ما كان لفظه من النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومعناه من اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫أو هو ما أخرب اهلل نبيه باإلهلام أو املنام‪ ،‬فأخرب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن ذلك املعىن‬ ‫بعبارة من نفسه‪ .‬وتعريف احلديث النبوي‪ :‬هو ما أضيف إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم من‬ ‫هم‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫قول أو فعل أو تقرير وحنوها من أوصاف َخ لقية أو ُخ لقية أو ِّ‬ ‫رابط التعريف أعاله من اجل التدقيق والتوثيق ‪:‬‬ ‫&‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa‬‬ ‫‪18457=Option=FatwaId&Id‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫اإلب راهيميه وعلي رأسها دين اهلمجيه األول « اإلسالم»‬

‫املصدر الذي أرجع إليه يف كتابة مقااليت ‪ :‬كتاب من احلجم املتوسط بإسم « األحاديث‬ ‫القدسيه من إص ��دار املكتبه القيمه ويشمل األح ��ادي ��ث القدسيه امل ��وج ��وده يف أص ��ح كتب‬ ‫احلديث ( املتعارف عليها بإسم الكتب الست ) مع شرح موجز لكل حديث «‬ ‫ونبدأ يف صلب مقالنا ‪.‬‬ ‫ألين قررت أن أتعامل مع جذر املشكله ومكمن الداء‪ ,‬قررت أن أتعامل مع املرض وليس مع‬ ‫العرض‪ ,‬قدمت مسبقا سلسة مقاالت حتت عنوان « الرد امل لجم علي صحيح ُم سلم» يف‬ ‫شكل أربع مقاالت‪ ,‬ن شرت يف أعداد بييت الثاين « جملة ُ‬ ‫امللحدين العرب ‪ - ,‬اليت حتتفل يف‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫متمنيا هلا مزيدا من التقدم ومزيدا من اإلنتشار من أجل‬ ‫هذا العدد بعيدها السنوي األول ‪,‬‬ ‫فكر تنويري يبدد غياهب احلماقه ‪ -‬تعرضت فيها ألحدايث ٌم ثبته وصحيحه من أرجح‬ ‫وأصح الكتب لدي أتباع محُ مد بن عبداهلل‪ ,‬مفنداً فيها الكثري من اإلدعاءات واإلف رتاءات اليت‬ ‫طاملا تشدق هبا أتباعه‪ ,‬من تكرمي للم رأه‪ ,‬مكارم االخالق‪ ,‬هل حممد نيب أم رئيس عصابه‪,‬‬ ‫وغريها ‪ ,‬وكنت قد قررت البدء يف سلسله جديده تدور علي نفس املعين أو املقصد ‪ ,‬ولكن‬ ‫تتعامل مع صحيح آخر وهو صحيح البخاري حتت عنوان « نزح اجملاري يف كشف عوار‬ ‫البخاري» أو ُم ستع رياً لفظ موالنا مصري ملحد « فتح الباري يف شرح صحيح أم زخاري‬ ‫« ولكين إكتشفت أنين أتعامل مع الصوره‪ ,‬فقررت أن أصب تركيزي علي األصل وهو «‬ ‫األحدايث القدسيه»‬ ‫ألهن ��ا أك ��ث ��ر ق ��رب �اً‪ ,‬وأع ��م ��ق تعلقا م ��ع اهلل‪ ,‬أو ال ��ذات اإلهل ��ي ��ه كما ي ��دع ��ي أص ��ح ��اب ال ��دي ��ان ��ات‬

‫‪65‬‬

‫ومن خالل التعريف نقف عند أول إشكاليه او باألصح اول يهم يوجه إيل هذا اهلل‬ ‫« اللفظ من الرسول واملعين من اهلل تعايل» ‪.‬‬ ‫ملاذا مل يتصدر لإلثنان ( رواية احلديث القدسي) كيان واحد الرسول أو اهلل نفسه ؟؟‬ ‫ملاذا اهلل وهو الغين عن العاملني‪ ,‬املعجز علي أ ن تُدركه العيون ‪ ,‬وتحُ يط به األفهام ‪ ,‬يُوكل‬ ‫غريه للتواصل مع خلقه‪ ,‬الذين قال عنهم ُم تشدقا يف كتابه املعصوم علي زعمهم « { َونحَْ ُن‬ ‫أَ�ق رب إِلَ ي ِه ِم ن ح ب ِل الْ و ِر ِ‬ ‫يد } [ سورة ق اآلية ‪] 16 :‬‬ ‫َْ ُ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫أال يُعد هذا تناقضا بني صحيح السنه امل شرفه وصحيح القرآن ‪ ...‬واللذان من املفرتض أهنما‬ ‫من نفس النبع املسموم أال وهو « اهلل «ٌ‬ ‫كيف تكون أقرب إيل من عروقي وتوكل غريك ليٌ بلغين عنك ؟؟‬ ‫ملاذا يُظهر النص حممد يف صورة الشريك املتضامن مع اهلل ‪ ,‬وكأن الرساله امل حمديه أقرب‬ ‫ُ‬ ‫إيل الصفقه التجاريه منها إيل اهلدايه البشريه !!!‬ ‫وبالتايل يقودنا التساؤل إيل اآليت‬ ‫‪ :1‬أكان حممد يتأول علي اهلل ويدعي عليه ما ليس فيه وجتنبا للشبهه‪ ,‬أو إحباكا للخطه‬ ‫الشيطانيه ألصق به هذا التضامن؟‬

‫‪66‬‬


‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫إن كان حممد كذلك وال ��ذي قيل يف حديث عنه صحيح باإلمجاع يقول فيه واحلديث يف‬ ‫صحيح البخاري ‪ ,‬وهذا هو ال رابط من اجل التوثيق ‪http://library.islamweb.‬‬ ‫‪3617=ID&10=bk_no&1=net/newlibrary/display_book.php?f lag‬‬ ‫ال ح دَّ�ث نَ ا اب ن نمَُ ٍ ع ن الأْ َوز ِ‬ ‫اع � ِّ�ي َع ْن َح َّس ا َن بْ ِن َع ِط يَّ ةَ َع ْن أَبيِ َك ْب َش ةَ َع ْن‬ ‫َح دَّ�ثَنَ ا أَبُو بَ ْك ٍر قَ َ َ َ ْ ُ يرْ َ ْ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫ب َع لَ َّي ُم �تَ َع ِّم ًدا‬ ‫َع ْب ِد ال لَّ ِه بْ ِن َع ْم ٍرو قَ َ‬ ‫ول ال لَّ ه َ‬ ‫ص لَّ ى ال لَّ هُ َع لَ ْي ه َو َس لَّ َم ‪َ :‬م ْن َك َذ َ‬ ‫ال ‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫�فَْل يَ تَ �بَ َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم ْن ال نَّا ِر ‪.‬‬ ‫إن كان هذا هو ج زاء من يتقول علي رسول اهلل من بين البشر ‪ ,‬فكيف مبن يتقول علي اهلل‬ ‫!!! ‪ ,‬وما هو احلادث إن كان هذا امل تقول هو الرسول نفسه ؟؟؟‬ ‫فيا هذا اهلل القابع يف االعالي ت راين ُالىن ونا أخط بيداي هذه الشكوك واألسئله ‪ ..‬حبق أنت‬ ‫يف مأزق حقيقي !!! أتُراك تسمع ‪ ,‬أتُراك تأبه‪ ,‬أتُراك حقا موجوداً‬ ‫( هاتفي مفتوح‪ ,‬إمييلي موجود‪ ,‬صفحيت علي الفيس ُم تاحه للجميع‪ ,‬أنتظر ردك ‪) ....‬‬ ‫اإلشكاليه الثانيه ‪ :‬طريقة اإلخبار نفسها ‪ ....‬وكما هو مبني من نص التعريف هي «‬ ‫اإلهلام أو املنام «‬ ‫تدور عالمة إستفامهي هنا يف التدليل علي صدق املنام ‪ ,‬أو مدي ُح جية وتوثيق ذلك اإلهلام‬ ‫!!‬ ‫املشرتك بني اإلثنني ( اإلهلام واملنام ) هو إحنصارمها فقط مع حممد وليس مع سواه من أبناء‬ ‫جلدته ومن عاصروه ‪ ,‬فال شاهد وال ناقل وال رائي وال سامع سوي حممد نفسه !!! وهنا‬ ‫بعُ رفنا امل تبع وقواعدنا الثابته يف علم اجل ��رح والتعديل هو أنه إذا كان الشخص نفسه هو‬ ‫احلجه ُ‬ ‫ومصدرها فنحن أمام ضرب ألسس وقواعد املنطق يف الصميم أو علي األقل نستطيع‬ ‫اجلزم بأن حممد هنا « جمروح الشهاده «‬ ‫وهنا قد يتشدق صلعمي ويقول « األنبياء رؤياهم صادقه ‪ ,‬وأن أحد أركان النبوه هي الرؤيه‬ ‫الصادقه»‬ ‫وم ��ا علي هنا أم ��ام تللك احلجه املتاهفته كعادة الصالعمه س ��وي اإلبتسام وأع ��ذر قائلها‬ ‫ف املاء بعد اجلهد باملاءً « سيدي‬ ‫ص َ‬ ‫جبهله‪ ,‬ألنه يف هذه احلاله يصدق فيه قول الشاعر « ًو ً‬ ‫أري ��د دليال عملي اً‪ ,‬علمي اً من خ ��ارج ُم نظمتك‪ ,‬ال ينبثق وال خي ��رج من نفس ٌج عبة نبيك‪,‬‬ ‫فاملنطق الدائري يف التدليل هو من أهم وأعظم أدوات هدم احلجج ونسفها ‪ ( .....‬أتُراهم‬ ‫أصال يعرفون ما هو املنطق الدائري حقا أشك !!!!!)‬

‫تعريف احلديث القدسي ‪ :‬من املفرتض فيه الثبات وهنا نسأل إن عرضنا هذا التعريف أمام‬ ‫طبيب نفساين محُ ايد واخربناه بأنه نٌقل عن طريق اإلهلام أو املنام ‪ ...‬فكيف سيفسره !! ‪.‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫‪67‬‬

‫‪ : 2‬أم أن اهلل يشك يف رسوله وال يأمنه علي نقل ما يُريد إيصاله للبشر ؟ وهذا ينقلنا إيل‬ ‫أزمة ثقه عميقه تتعلق بكال الكيانني محُ مد ( رسول اإلسالم ) وربه‪....‬‬ ‫ي طل علينا رأس سهم ناري جديد ‪..‬‬ ‫ومن هنا ُ‬

‫كيف يصدق عاقل رج الً رأي رؤيا‪ ,‬أو مسع هاتف اً ‪ ,‬أتاه وحيدا يف غار يف جبل أو يف غرفه‬ ‫معزوله يف بيت‪ ,‬مث ي ��أيت ُم تخذا ه ��ذه الرؤيا دليال علي نبوته وأفضليته علي سائر البشر‬ ‫واألدهي واألمر ‪ ,‬يتخذ منها شريعة ومنهاج اً يُلزم به غريه !!! وتأيت املصيبه الفادحه‪ ,‬بأن‬ ‫ٍ‬ ‫حواس تُ​ُدرك فيؤمن به ويصدقه‬ ‫غريه هذا أيضا ٌم غيب يقف عاج زاً وكأنه بال رأس تُفكر أو‬ ‫ويضعه يف مصاف البشر‪....‬‬ ‫حقيقة تلك مآسة بين العرب « أجساد البغال وأحالم العاصفري ‪ ,‬هذا إن وجدت أصال‬ ‫أحالم !!!! «‬

‫هل تسائل املسلمون كيف لرب مزعوم أن يسوق دلي الً إزدواجيا كهذا ‪ ,‬كيف لرب علي‬ ‫كل شيء قدير وال يعجزه من يف األرض وال يف السماء‪ ,‬يستطيع ان يطوي الكون كله يف‬ ‫بيضه ‪ ,‬أن يسوق كالما يهدف منه هلداية احلياري من بين البشر‪ ,‬تقف طريقته وأسلوبه‬ ‫خائره أمام أيدلوجيات علم النفس ‪ ,‬متهافته خائره أمام أسس علم الطبيعه البشريه‪.‬‬ ‫ملاذا يضع اهلل عباده أمام كل تللك اإلحتماالت‪ ,‬ملاذا يرتك طريقه هكذا موسوما بالعوار‬ ‫ُم لبدا بالغيوم !!!‬ ‫مل ��اذا ال يُرحيهم ويريح نفسه ويتخذ الطريق األسهل واألسلم واألوق ��ع واملتناسب مع عزته‬ ‫وقدرته يف التبليغ عن نفسه بنفسه‬ ‫فمشكليت مع اهلل أنه كيان زئبقي ُم تحول متشكل ‪ ,‬يضع نفسه دائما يف موطن الشبهات‬ ‫ينفك أبدا عن إساءة الظن به ‪.‬‬ ‫وعقلي ال ُ‬ ‫ُدمتم ودام مساعكم‬

‫‪68‬‬


‫لتحميل املجلة‬ issuu www.issuu.com/i-think-magazine Mediafire www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne Box www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp facebook www.facebook.com/I.Think.Magazine Web www.ithinkmag.net www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.