اشكالية الحياد والموضوعية في الاعلام

Page 1

‫اللعلم واشكالية الموضولعية والحياد ‪ ..‬نحو يمفهوم جديد للحياد اللعليمي‬ ‫‪ --------------------‬لعبد الجبار كريم‬‫اللعلم قبل كل شئ يعني تزويد الناس بالبخبار الصحيحة ‪ ،‬والمعلويمات الدقيقة ‪ ،‬والحقائق‬ ‫الصادقة والثابتة ‪،‬والتي يمكن ان تساهم لعلى تشكيل رؤية صائبة ازاء واقعة يما ‪ ،‬بحيث تكون‬ ‫هذه الرؤية تعبيرا يموضولعيا لعن لعقلية الجماهير واتجاهاتهم ويميولهم ‪.‬‬ ‫وحسب اتوجروث ‪ Otto Grath‬فان ) اللعلم هو التعبير الموضولعي لعقلية الجماهير‬ ‫ولروحها ويميولها واتجاهاتها في نفس الوقت ( ‪ .‬المدبخل في العلقات العايمة د‪ .‬يمحمود يوسف‬ ‫ص ‪19‬‬ ‫يفترض في أي نشاط العليمي الصدقية لكي يحقق غاياته بشكل يمطلوب ‪ ،‬وهناك جملة‬ ‫شروط يمن الضروري توفرها لستحصال الصدقية اللعليمية واهمها التزام الحيادية‬ ‫والموضولعية في نقل الرسالة اللعليمية ‪.‬‬ ‫ويمن الطبيعي ان كل وسيلة العليمية تحاول ان تبدي او تتظاهر بمساحة واسعة يمن الحيادية‬ ‫كشرط يمهم لكسب ثقة القارئ ‪ ،‬بخاصة ونحن نعلم ان يمفهوم حيادية اللعلم بمعناه المطلق‬ ‫غير يموجود ولن يوجد ‪ ،‬لن اللعلم يمهما اجتهد وحاول ان يكرس هذه الخاصية ال انه يبقى‬ ‫تكتنفه بعض الميول وقد تكون بخفية الى هذا الجانب او ذاك ‪ ،‬كما ان الموضولعية في اللعلم‬ ‫ليست يمطلوبة لذاتها كهدف ابخلقي بقدر يماهي يمطلوبة كضرورة العليمية ‪.‬‬ ‫ولعليه فان التعاطي يمع يمفهوم الحياد والموضولعية كْايمر نسبي وليس يمطلق ‪ ،‬وان شئت‬ ‫كفن وليس كعقيدة يميتافيزيقية ابعد يماتكون لعن التجسيد كْايمر واقع ‪ ،‬بخاصة وان اللعلم يتعايمل‬ ‫يمع الجهاز الدراكي للنسان اكثر يمن التعايمل يمع قلب النسان في يمعركة استحصال ثقته ‪،‬‬ ‫وازالة ) الفلترات ( التي قد يتحصن بها المتلقي للرسالة اللعليمية لتشذيب المواد اللعليمية‬ ‫والتجاهات التي تروم تكريسها في ذهن القارئ ‪ ،‬ويمن هنا تْاتي اهمية المقولت التي تقول ‪،‬‬ ‫حدث الناس لعلى قدر لعقولهم ‪ ،‬وليس كل يمايعرف يقال ‪ ،‬ولكل يمقام يمقال ‪ ،‬ولكل حادث‬ ‫حديث ‪،‬وغير ذلك يمن المقولت التي تجتمع لعند نقطة التعايمل يمع قنالعة البخر ‪ ،‬وليس‬ ‫يمايتصور انه الحقيقة ‪ ،‬فان ذهنية البخر الذي توجه اليه الرسالة اللعليمية هي التي تقرر‬ ‫درجة الوثوق بالحقيقة التي تحملها هذه الوسيلة اللعليمية او تلك ‪.‬‬ ‫بناء لعلى يماسبق فان الحيادية فن يمهم في الممارسة اللعليمية ‪ ،‬يمن الضروري اكتساب‬ ‫الياته وسبل يممارسته في العملية اللعليمية ‪ ،‬ليصال رسالة التصال الجماهيرية لكبر لعدد‬ ‫يممكن يمن المتلقين ‪ ،‬وبخاصة القطاع الذي ليس لديه يموقف يمسبق يمن صاحب الرسالة‬ ‫التصالية ‪.‬‬ ‫ان الخطْا الذي تقع فيه بعض اجهزة اللعلم والدلعاية ان يموادها يموجهة ايما للموالين لها‬ ‫ليزدادوا ولء ‪ ،‬او للرافضين لها ليزدادوا رفضا ‪ ،‬فيما ينبغي ان تكرس جهدها لجتذاب القطاع‬ ‫المحايد والذي ليزال لم يشكل يموقفا او رؤية ‪.‬‬ ‫الدهى يمن ذلك ان بعض وسائل اللعلم لعلى ابختلفها ) المقروءة والمسمولعة والمرئية (‬ ‫تتصور ان يمتبنياتها بما انها صحيحة فل تكرس ال رؤيتها ‪ ،‬ولتفرد يمجال واسعا للراي‬ ‫والراي البخر او لعلى القل التظاهر بالحيادية ‪ ،‬لكي لتخسر المزيد يمن جمهورها ‪ ،‬يمتجاهلة‬ ‫حقيقة ان لكل فكرة جانبي الصحة والصلحية ‪ ،‬كما يقول المفكر يمالك بن نبي ‪ ) :‬قد تكون‬


‫فكرة يما صالحة وليست صحيحة وقد تكون فكرة صحيحة وفقدت في الطريق صلحيتها ْ‬ ‫لية‬ ‫اسباب ( دور المسلم ورسالته ص ‪. 60‬‬ ‫الحياد والموضولعية في النشاط اللعليمي يعني احترام لعقل المتلقي ولعرض الفكار والمواقف‬ ‫المختلفة بنفس الدرجة يمن الحترام والصدقية والنزاهة ‪ ،‬وان كان يمن المستحيل يممارسة‬ ‫العدالة المطلقة في تقييم الفكار والحداث )َوَلت ْن َتت ْسَتِطعيوُعوا أَت ْن َتْعُلِدُلاوا( سورة النساء ‪ 129‬ولكن يمن‬ ‫الضروري الرتفاع الى هذا المستوى وفسح المجال للراي والراي البخر ‪ ،‬بخاصة يمع تزايد‬ ‫وسائل اللعلم والتسابق نحو استحصال المزيد يمن الثقة والقالعدة الجماهيرية ‪.‬‬ ‫وهنا يطرح تساؤل وهو هل باليمكان ايجاد نشاط العليمي ليس بهدف ايصال رسالة يما بقدر‬ ‫يمايستهدف الوصول للحقائق المجردة ‪ ،‬أي يكون قناة لمعرفة الوقائع بعيدا لعن الدلجة‬ ‫والتوظيف السياسي او يماشابه يمن انواع التوظيف ؟ العتقد انه يمكن ايجاد هكذا نشاط بخاصة اذا‬ ‫كان لغايات يمادية وليس ايدولوجية ‪ ،‬حيث يكون همها هو تقديم يماتريده يمن يمعلويمات بعيدا‬ ‫لعن النتقائية او المواقف المتبناة يمن قبل الوسيلة اللعليمية ‪ ،‬وهذا النوع يمن النشاط يموجود‬ ‫ولكن ليس بالمعنى المطلق وانما النسبي ‪ ،‬حيث يجب ان نبحث لعن المساحات المتوفرة يمن‬ ‫الموضولعية والحياد في هذه الوسيلة اللعليمية او تلك ‪.‬‬ ‫يمعنى الحيادية والموضولعية في اللعلم‬ ‫‪-----------------------‬‬‫رغم الفارق في المعنى الصطلحي لكلمتي الحياد والموضولعية ‪ ،‬غير ان الجمع بينهما هو‬ ‫يمن اجل رفع اللتباس لعن يمعنى الحيادية التي يفهمها البعض بعدم ايمتلك راي ‪ ،‬بدل يمن‬ ‫فهمها باتخاذ يمسافة واحدة يمن وجهات النظر المختلفة ‪ ،‬ولعدم النحياز قدر اليمكان لراي لعلى‬ ‫راي ابخر ‪ ،‬بمعنى ان تكون الوسيلة اللعليمية الجماهيرية بمثابة قناة لمختلف الراء‬ ‫والتوجهات ‪ ،‬واحترام يمختلف الراء يمهما بدت هشاشتها يمن وجهة نظر الجهة اللعليمية‬ ‫العاكسة للموضوع ‪ ،‬وذلك تمييزا لعن الصحف الحزبية التي تتبنى وجهات نظر واراء الحزب‬ ‫في يمختلف المواد المنشورة ‪.‬‬ ‫ولعن هذا الموضوع يقول د ‪ .‬هادي نعمان الهيتي ) لعميد كلية اللعلم في جايمعة بغداد ( ‪:‬‬ ‫)برغم ان للصحافة يمفهويمها المهني‪ ،‬ال انها ينبغي ال تكون حيادية‪ ،‬وقد يبدو يمن غير الممكن‬ ‫وصف العمل اللعليمي بالحياد‪ ،‬لن هناك يمي ً‬ ‫ل باتجاه يمعين ينبغي ان يتضح في اللعلم‪ ،‬لذا فان‬ ‫اللعلم لعمويماً له اتجاهاته‪ ،‬وليس هناك نشاط العليمي يمجرد يمن التجاهات بحيث يمكن ان ينفي‬ ‫الحيادية لعن العمل المهني والصحفي والذالعي ( لقاء يمع تلفزيون الفيحاء ‪.08-6-20‬‬ ‫يمن المؤكد ان الحياد في اللعلم وكذلك الموضولعية بالمعنى المطلق غير يمتوفر وليمكن‬ ‫ايجاده ‪ ،‬ولكن هذا ليعطي المبرر بتجاوز الموضوع ‪ ،‬ولعدم تكريسه ولو نسبيا في النشاط‬ ‫اللعليمي ‪ ،‬بخاصة اذا كانت النظرة للخطْا والصواب نسبية وليست يمطلقة ‪ ،‬بمعنى تبني الراء‬ ‫ووجهات النظر كطروحات ليست نهائية ‪ ،‬وانما كمقولت قابلة للبختبار ‪ ،‬وبالتالي التصحيح‬ ‫والتعديل ‪ ،‬ولعلى انه ليس هناك بخطْا او صح يمحظ ‪ ،‬وانما هناك درجات يمختلفة يمن الصحيح ‪،‬‬ ‫بعيدا لعن الرؤى المطلقة التي تتراوح بين البيض والسود ‪ ،‬فيما تكمن اغلب الحقائق في اللون‬ ‫الريمادي ‪.‬‬


‫فلسفة اللون الريمادي ونسبية الحقائق هي التي جعلت الغرب في صدارة العالم لعلى يمختلف‬ ‫المستويات بما فيها اللعلم ‪ ،‬وجعلته يتبنى الدور الريادي لعلى اكثر الصعدة ‪ ،‬وهكذا في تبني‬ ‫وتكريس ثقافة التعدد والتنوع بدل يمن ثقافة التوحد والمماثلة ‪ ،‬وابخيرا يمحاولة التفكير بالجمع‬ ‫بين الذات والبخر بدل يمن يمواصلة تكريس المغايرة كاساس للحفاظ لعلى التفوق والغلبة‬ ‫ايما يمفهوم الموضولعية في الصحافة فقد ظهر يمنذ حوالي قرن كرد فعل لعلى أسلوب الثارة‬ ‫والموضولعات الخاضعة لرأي يمعين وهو يما كان سائدا آنذاك في يمعظم الصحف‪ .‬واسُتخدم تعبير‬ ‫"الموضولعية" أول يما اسُتخدم في وصف السلوب أو التناول الصحفي للموضوع؛ فكان‬ ‫الصحفيون يسعون إلى تقديم البخبار بطريقة يموضولعية دون أن يعكس ذلك أي تحيز تجاه‬ ‫شخصية يمعينة أو جهة يمحددة‪.‬‬ ‫ويمع يمرور اليام أصبحت الموضولعية يمطلوبة حتى في تصرفات وسلوك الصحفيين أنفسهم‪.‬‬ ‫وهنا نشير إلى أن ليونارد داوني رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست اليميركية‬ ‫يتعايمل يمع يمسألة الموضولعية بجدية شديدة لدرجة أنه يرفض تسجيل اسمه في قوائم النابخبين‪.‬‬ ‫غير أن العديد يمن الصحفيين في وقتنا الراهن يَُسّلمون بأن الموضولعية الكايملة يمستحيلة‪ .‬وفي‬ ‫العام ‪ 1996‬أسقطت نقابة الصحفيين اليميركيين كلمة "يموضولعية" يمن يميثاق أبخلقيات المهنة‬ ‫الذي كانت قد وضعته‪ .‬فالصحفيون هم بشر قبل أي شئ آبخر‪ .‬وهم حريصون لعلى أل يفقدوا‬ ‫وظائفهم‪ ،‬كما أن لهم آراءهم الخاصة‪ .‬والدلعاء بأنهم يموضولعيون تمايما يفترض أنهم ل يؤيمنون‬ ‫بالقيم‪ .‬وقد اتفق الصحفيون إلى حد كبير لعلى أنهم يجب أن يكونوا لعلى ولعي تام بآرائهم الخاصة‬ ‫حتى يمكنهم يمراقبة انعكاساتها بصفة دائمة‪ .‬فيجب أل يستشعر القارئ رأي الصحفي حينما يقرأ‬ ‫يمقاله‪ .‬وباستخدام أسلوب يموضولعي ولعلمي للتحقق يمن المعلويمات يستطيع الصحفيون الكتابة‬ ‫لعن يموضولعات بحيث ل تنعكس فيها وجهات نظرهم الشخصية‪ .‬ويجب أن يكون الموضوع‬ ‫نفسه غير يمتحيز ونزيه‪.‬‬ ‫ويبذل الصحفيون جهودا يمضنية يمن أجل تحري النزاهة في يموضولعاتهم بعدم الكتابة لعن جانب‬ ‫واحد يمنها أو يمن وجهة نظر واحدة فحسب‪ .‬وهم يبحثون لعن وجهات النظر المتعارضة‬ ‫ويكتبون لعنها دون التحيز لجانب أو لبخر‪ .‬وبالضافة إلى التحقق يمن صحة وصدق الحقائق‪ ،‬هم‬ ‫يسعون للتعرف لعلى وجهات نظر يمختلفة في الحالت التي تكون فيها الحقيقة يموضع نزاع‪.‬‬ ‫غير أن النزاهة ليست يمرادفة للتوازن‪ .‬فالتوازن قد يعني أن هناك وجهتي نظر لي يموضوع ‪،‬‬ ‫وهو يما يحدث نادرا‪ ،‬وأن كل جانب يجب أن ُيعطى ثقل يمتساويا‪ .‬والصحفيون الذين يسعون‬ ‫لتحقيق هذا النوع يمن التوازن المصطنع في يموضولعاتهم قد ينتهي المطاف بهم إلى تغطية‬ ‫الموضوع بأسلوب ل يتميز بالدقة إطلقا‪ .‬ولعلى سبيل المثال‪ ،‬قد تتفق غالبية بخبراء القتصاد‬ ‫المستقلين لعلى العواقب المترتبة لعلى انتهاج سياسة إنفاق يمعينة‪ ،‬بينما يكون هناك رأي يمختلف‬ ‫لقلة يمن الخبراء البخرين‪ ،‬وهو يما تأكد أنه بخاطئ يمن التجارب السابقة‪ .‬أي يموضوع يعطي وقتا‬ ‫يمتساويا أو يمساحة يمتساوية لرأي كل يمن المجمولعتين يكون يموضولعا يمضلل‪.‬‬ ‫والتحدي الماثل أيمام الصحفيين هو تغطية كل وجهات النظر المهمة بطريقة تكون لعادلة ونزيهة‬ ‫بالنسبة لكل يمن تكون لهم لعلقة بالموضوع لعلى أن تقدم صورة كايملة وأيمينة للجمهور أيضا‪.‬‬ ‫وحسبما يقول الصحفي دان غيلمور وهو صاحب يموقع لعلى النترنت أيضا‪ ،‬فإن "العدالة أو‬ ‫النزاهة تعني – يمن بين أشياء أبخرى‪ -‬الصغاء لوجهات نظر يمختلفة‪ ،‬وتجسيدها في الصحافة‪.‬‬ ‫إنها ل تعني ترديد الكذب أو التشويه يمن أجل تحقيق ذلك التساوي الكسول الذي يؤدي ببعض‬


‫الصحفيين إلى السعي للحصول لعلى أقوال يمعارضة لعنديما تكون الحقائق تؤيد بصورة طاغية‬ ‫وجهة نظر يمعينة‪.‬‬ ‫الموضولعية فن وليست نوايا حسنة‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫الموضولعية والحياد فن اكثر يمن كونهما نوايا صادقة ‪ ،‬حيث يستطيع المرء يممارسة‬ ‫الموضولعية والحياد في الظاهر ويمرر الكثير يمن الفكار والتوجهات بشكل يمستتر وغير يمباشر‬ ‫‪ ،‬فيما تعجز وسائل العلم ابخرى لجهلها بالساليب الفنية اللعليمية لعن تمرير ابسط الفكار‬ ‫المتبناة ‪.‬‬ ‫يمن هنا نجد بعض وسائل اللعلم تحظى بمكانة جيدة ويمريموقة يمن حيث الموضولعية ‪،‬‬ ‫لنها تمتاز لعن غيرها بفسح يمجال واسع للراء المختلفة ‪ ،‬وتستهدف تمرير رسالتها وتوجهاتها‬ ‫الخاصة بشكل يمستتر ويمموه ‪ ،‬فيما ليمتلك ابخرون هذه المهنية ‪ ،‬او القدرة لعلى يمخاطبة جمهور‬ ‫واسع يمن القراء ‪ ،‬بالطبع ان الوسعة والشهرة لتعني يموضولعية اللعلم ‪ ،‬وانما المقصود‬ ‫االذهنيةاللعليمية المرنة تستطيع ان تمارس دورها افضل يمن الذي يمتلك فقط النوايا الصادقة ‪،‬‬ ‫فيما يجهل الساليب اللعليمية والمهنية المطلوبة في العمل ‪.‬‬ ‫والموضولعية والحياد رغم كونها قوالعد لعايمة واساليب يمختلفة قادرة لعلى يمخاطبة يمختلف‬ ‫التجاهات ‪ ،‬بيد انها تبقى يمجال يمفتوحا للبداع في طريقة يممارسة الموضولعية لعلى العكس يمن‬ ‫وسائل العليمية ابخرى تتنكب في يمشرولعها ‪ ،‬لنها تلتزم قطاع يمعين يمن الناس وليس كل‬ ‫التجاهات اليمر الذي يفتح المجال ايمام الذهنيات الوالعية لملء الفراغ ‪ ،‬وجمع ا‬ ‫الفرق بين الحياد والموضولعية‬ ‫‪---------------------------‬‬‫لماذا الجمع بين المصطلحين ‪ ،‬هل هما يمترادفان ام يمتقاربان ؟ ويماهي اوجه الفرق‬ ‫بينهما ؟‬ ‫يمظاهر الحيادية وتجلياتها‬ ‫‪ ------------------------‬يمن اهم يمظاهر الحيادية وتجلياتها في اللعلم ان تكون الوسيلة‬‫اللعليمية يمنبر للتعددية ‪ ،‬ولعدم النحياز لجهة لعلى ابخرى ولو بشكل يمستتر ‪ ،‬وفسح المجال‬ ‫ايمام الراي والراي البخر لتحقيق اهداف شتى تساهم في تكريس الموضولعية اللعليمية ‪،‬‬ ‫يمنها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اشعار المتلقي بعدم يممارسة دكتاتورية الكلمة يمن قبل صاحب المنبر اللعليمي ‪ ،‬ووجود‬ ‫يمساحة واسعة للراي البخر ‪ ،‬بل ويمن الضروري يمع انتشار اللعلم اللكتروني‬ ‫وتقلص دور الرقيب لعلى اللعلم ان يكون هم النشاط اللعليمي هو تبني يمايريده‬ ‫الجمهور ‪ ،‬بخاصة اذا كان الهدف الكسب المادي ‪.‬‬


‫‪ -2‬ان يشعر المتلقي بان الوسيلة اللعليمية تعبر بشكل جيد لعن ذاته ‪ ،‬وتعكس يمايطمح‬ ‫اليه ‪ ،‬ويجيب لعلى تساؤلته ‪ ،‬فمن المعلوم ان المتلقي لديه بعض الوليات ويريد ان‬ ‫يعرف المزيد ‪ ،‬ل ان يجد المنبر اللعليمي في واد وهو في واد ابخر ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تبني العمق الراء واوثقها ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التخصص ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الدقة ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تجنب اظهار اللعليمي ذاته يمن بخلل المادة اللعليمية ال بما يكرس يمصلحة المتلقي ‪.‬‬ ‫يمتطلبات الحيادية والياتها‬ ‫‪------------------------‬‬‫لتكريس يمبدْا الحيادية كقيمة العليمية ‪ ،‬ينبغي ان يتضح هوية الوسيلة اللعليمية او‬ ‫اهدافها ‪ ،‬فاذا كانت غايتها تجارية وكسب يمادي فانها تتعاطى بشكل يختلف لعن تلك ذات‬ ‫الهداف السياسية او غيرها ‪ ،‬وبالتالي يختلف يمفهوم الحيادية تبعا للهداف المراد انجازها ‪،‬‬ ‫حيث ينظر كل طرف لمسالة الحياد والموضولعية يمن زاويته الخاصة ‪ ،‬فقد تجد وسيلة العليمية‬ ‫حيادية ويموضولعية لعند تعاطيها يمع يمسالة او يمسائل يمعينة ‪ ،‬وتبتعد كثيرا لعن حياديتها لعنديما‬ ‫تتعايمل يمع قضايا ابخرى تدبخل في اطار اهدافها ويمبررات وجودها ‪.‬‬ ‫يمن هنا نستنتج لعدة قوالعد اساسية في يمجال الحياد والموضولعية في العمل اللعليمي ‪:‬‬ ‫اول ‪ :‬الحيادية يمفهوم نسبي وليس يمطلق ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الحيادية فن وتكتيك اكثر يمن كونها حقيقة شفافة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الحيادية لعملية اقناع للمتلقي اكثر يمن كونها تحقيق العمى للشعار ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الحيادية انتصار لصلحية الفكار وليس صحتها ‪.‬‬ ‫بخايمسا ‪ :‬الحيادية تستهدف كسب المحايد ‪ ،‬وليس الوصول فقط للمؤيد ليزداد تاييدا او‬ ‫المخالف ليزداد يمخالفة ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬الحيادية اشعار للمتلقي كمساهم في صياغة الخطاب اللعليمي ‪ ،‬وليس يمجرد‬ ‫يمتلقي لدور له في العملية اللعليمية ‪.‬‬ ‫سابعا ‪ :‬الحيادية يمساحة لحرية الفكر ولعكس الواقع كما هو بدون استغلل لليمر لتوجيهه‬ ‫بالتجاه الذي تريده اية وسيلة العليمية ‪ ،‬وكلما كانت هذه المساحة اوسع ‪ ،‬والهداف المرادة‬ ‫بخفية وبعيدة المدى كانت العملية اللعليمية اقرب للنجاح ‪.‬‬ ‫اسباب غياب اللعلم الحيادي والموضولعي الفعال‬ ‫‪--------------------------------------------‬‬‫يعزو البعض غياب هذا النوع يمن اللعلم الى ثلثة اسباب رئيسية ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫اول ‪ :‬سطوة السلطة التنفيذية وفرض وصايتها لعلى اللعلم‪ ،‬ويتكرس ذلك في صور شتى‬ ‫تتجلى في فرض قيود لعلى حرية الوصول إلى المعلويمات وحرية تداولها‪ ،‬وفرض قيود لعلى‬ ‫حرية التملك وإصدار المطبولعات ‪ ،‬ولعلى حرية التملك والبث الذالعي والتلفزيوني وفرض‬ ‫الرقابة لعلى المطبولعات الدابخلية والقاديمة يمن الخارج‪ ،‬وفرض قيود لعلى حرية الطبالعة‬ ‫والتوزيع واللعلن‪ ،‬وأبخرى لعلى حرية التنظيم المهني والنقابي والتحكم في ظروف لعمل‬


‫الصحافيين واللعليميين يمن بخلل قوانين تكرس يمفهوم سيطرة الدولة وحريمان الفراد يمن حق‬ ‫البختيار‪.‬‬ ‫ويصل تدبخل الدولة في بعض الدول إلى حد الحتكار والسيطرة الكايملة‪ ،‬لكنه يقل لعن ذلك كثيرا‬ ‫في بعض الحوال حيث تراقب الدولة أداء المؤسسات اللعليمية لعن بعد‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬يمشكلة الحصول لعلى المعلويمات‪ ،‬فمن المنشأ توجد قوالعد لتنظيم حرية تداول المعلويمات‬ ‫وتحديد نطاق السرية التي قد تفرض لعلى بعض المعلويمات‪.‬‬ ‫ويكون حظر المعلويمات في حدود يمعينة‪ ،‬تضيق ول تتسع‪ ،‬نظرا لطبيعتها ويكون الحظر لفترة‬ ‫زيمنية يمحددة وليس بصورة يمطلقة وتعد الشفافية في نظم المعلويمات هي الوسيلة الهم في‬ ‫يمكافحة حالت نشر أو إذالعة يمعلويمات ناقصة أو يمخالفة للحقيقة‪.‬‬ ‫وتضمن قوانين الدول الديمقراطية حماية الحقيقة ليس يمن بخلل إنزال العقاب البدني بالفراد‬ ‫وإنما يمن بخلل فتح قنوات الحصول لعلى المعلويمات وإتاحة قنوات إضافية تضمن حقوق الرد‬ ‫والتصحيح وطلب اللعتذار‪ ،‬وتصل إلى طلب التعويض في حال وجود ضرر يمادي أو يمعنوي‬ ‫ترتب لعلى الخطأ‪ ،‬أو تلك النقيصة‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬القيود الحتكارية‪ .‬فمصالح المالكين للهياكل اللعليمية باتت أحد أبرز يمكونات الممارسة‬ ‫اللعليمية‪ ،‬ويمتطلبات التسويق اللعلني هي يمن دون شك العنصر الهم في رسم هوية البرايمج‬ ‫التي تقديمها وسائل اللعلم‪.‬‬ ‫وفي شتى ربوع الرض يقوم المال واليديولوجيا بالحد يمن يمساحة الحرية والديمقراطية في‬ ‫اللعلم المعاصر لعلى حساب حقوق المواطن المعاصر‪ ،‬وحرية الرأي والتعبير‪.‬‬ ‫‪-------‬‬‫أن لعدم وجود يمتابعة لما يقال في اللعلم وفي ظل لعدم تحديد نولعيته بمعنى هل هو إلعلم‬ ‫تحريضي ؟ تعبوي؟ تنظيمي؟ يجعل يمن الموضولعية أيمر يمستحيل تحقيقه وشيء نحن لسنا‬ ‫بالقريبين يمنه‬ ‫‪---‬‬‫أجمع بخبراء اللعلم لعلى أن الموضولعية والحياد اللعليمى ليست هدفا بل قيمة نسعى إليها‬ ‫يمؤكدين لعلى تغيير واقع اللعلم يمقارنة بخمسة ألعوام يماضية وأنه لم يعد يقتصر لعلى إلعلم‬ ‫الدولة حيث دبخلت القنوات والصحف الخاصة فضل لعن النترنت حيث المدونات والمواقع‬ ‫الليكترونية‪.‬‬ ‫جاء ذلك فى الندوة الولى التى لعقدت اليوم الربعاء فى إطار فعاليات يمهرجان القاهرة لللعلم‬ ‫العربى السادس لعشر والتى جاءت تحت لعنوان " واقع اللعلم الجديد‪..‬هل سقطت القنعة "‬ ‫والتى حضرها أنس الفقى وزير اللعلم‪.‬‬ ‫وأشار الخبير اللعليمى ياسر لعبد العزيز أن تعدد الوسائل اللعليمية يزيل الغموض بشكل‬ ‫واضح لعن الجمهور يمشددا لعلى أن الدول التى تستثمر فى اللعلم لتحسين صورتها لعليها أن‬ ‫تصبر لن ثمار الستثمار اللعليمى يتطلب وقتا طويل وأكد أن تنوع المنابر جعل يمن الصعب‬


‫تحقيق اللعلم الموضولعية المطلقة يمشيرا إلى أن الموضولعية شرطا ليمكن الستغناء لعنه ويمن‬ ‫آليات تحقيقها إسناد المعلويمة إلى يمصدره وكفاءة المصادر وفصل الخبر لعن الرأى ويمرالعاة‬ ‫يمرجعية الخبر وطالب بعدم الندفاع للغرب الذى وصفه بالمجتمع الكثر تنظيما وإيجابية‬ ‫وبالتحلى بالرشد واليجابية فى يممارستنا العربية ‪.‬‬ ‫وأشاد بأداء اللعلم الحكويمى فى السنوات البخيرة حيث اصبح يميل نحو الموضولعية يمدلل لعلى‬ ‫ذلك بانه يخرج وينتقد يما يراه لعبر شاشات التليفزيون الرسمى‪.‬‬ ‫وأوضح أن حل يمشكلة الحياد تتمثل فى إدارة اللعليميين أنفسهم لوسائل اللعلم حيث ل يمكن‬ ‫نزع سلطة يمالك الوسيلة اللعليمية لعن المحتوى الذى تقديمه ‪.‬‬ ‫يمن جانبه أكد حسين أيمين أستاذ اللعلم بالجايمعة اليمريكية بالقاهرة بخلل الندوة التى أدارها‬ ‫اللعليمى لعبد اللطيف المناوى ‪ -‬أن اللعلم لم يعد يتوجه إلى كتلة بشرية أو شريحة يمعينة بل‬ ‫صار يمحددا ويموجها يمشيرا إلى أن الشباب العربى ينظر إليه الن بالعتباره يمستهلكا للمنتجات‬ ‫اللعليمية بنسبة تصل الى ‪% 50‬‬ ‫وأكد أن وسائل اللعلم تغيرت قوالبها وتشكلت لعناصر جديدة فهى لم تعد ساكنة بل تتمتع‬ ‫بالتفالعل يمضيفا أن الصحف أصبحت تطالب قرائها بالمشاركة بالرأى ‪.‬‬ ‫وأشار الى أن الصورة فى العالم تغيرت الن حيث صار كل يمنتج إلعليمى يمذالعا بالصوت‬ ‫والصورة فبعد يمرور ‪ 20‬لعايما سيختفى المؤرخ ليحل يمحله اللعلم المرئى وأصبحت المواقع‬ ‫الليكترونية الخاصة يمزودة بروابط لمواقع ابخرى لتحقيق الستزادة المعرفية والتراكمية للبشرية‬ ‫يمؤكدا أن الواقع اللعليمى المعاصر يمثل اللعمدة للعلم يمستقبلى فالعل‬ ‫بدوره قال السيد فهمى كريم اللعليمى العراقى إن الصحافة تعتبر فى النهاية سلعة وأصبحت‬ ‫يمتنولعة حيث أنه ل يعتمد المشاهد كما كان فى الماضى لعلى قنوات يمحدودة يموضحا أن المشكلة‬ ‫الرئيسية فى اللعلم بالعالم العربى أنه ليس هناك بخط فاصل بين اللعلم والحكويمة وانتقد كريم‬ ‫اللعلم العربى الذى يميل الى العاطفة فى تناول البخبار والحداث وليس قراءة أو يمرالعاة‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫يمن جهته قال السيد إبراهيم بلل يمدير التطوير التحريرى بشبكة الجزيرة إن التشتت الحالى الذى‬ ‫يشهده اللعلم العربى بوجه لعام يشتت المشاهد ‪ ,‬فالولء تحول يمن الولء السياسى الى الولء‬ ‫المهنى‪.‬‬ ‫وأكد أن اللعلم هو نتاج المجتمع بمزاياه ولعيوبه كونه ل ينفصل لعن الواقع المجتمعى يمشددا‬ ‫لعلى أن اللعلم ل يتحمل وحده يمسئولية إصلح المجتمع‪.‬‬


‫وأضاف أن ل أحد يستطيع إنكار وجود اجندات يموضحا أن المؤسسات اللعليمية ل تدلعى أو‬ ‫تخلق بخبرا يمدلل لعلى ذلك بالعتراض إسرائيل لعلى بث قناة الجزيرة لصور هدم يمنازل فلسطينية‬ ‫والتى كان رد الجزيرة لعليها " إذا توقفت إسرائيل لعن الهدم ستتوقف الجزيرة لعن بث الصور‬ ‫"‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫أن اللعلم الموضولعي هو ذلك اللعلم الذي يحترم لعقول الناس في البختيار وتحديد المواقف‬ ‫وبالقدر الذي يعكس اللعلم ذلك يكون اللعلم تقديمي ايجابي بناء يمتطور يبتعد لعن التطرف‬ ‫والتعصب والتحريض‪ ,‬لفتاً إلى أن إلعليمنا الفلسطيني بخاضع الن لحالة الستقطاب السياسي‬ ‫وهو بعيد كل البعد لعن قضايا حقوق النسان‪ ,‬يمغادر لقوالعد المهنية وأساليب التحرير السليمة‪,‬‬ ‫يمنصب بشكل أساسي لعلى التحشيد والتميز‪ ,‬يمؤكداً انه ليس ضد اللعلم الحزبي ولكنه ضد كل‬ ‫إلعلم يخرج لعن نطاق أصول المهنة الصحفية ‪.‬‬ ‫يمن جهته العتبر يحيى رباح‪ ,‬أن هناك غياباً للموضولعية في أحيان كثيرة للتغطية البخبارية بحيث‬ ‫يكون هناك انحياز يمكشوف‪ ,‬بالضافة إلى التدبخل في البخبار ولعدم اللتزام الصارخ بقالعدة‬ ‫التعبير المتساوي‪ ,‬يمسج ً‬ ‫ل تعليقه لعلى جميع وسائل اللعلم لعدم المساواة في تغطية الحداث‬ ‫وظهور يمواد إلعليمية تقع في دائرة رفع يمستوى التشنجات السياسية والحزبية والفئوية‪ ،‬وكذلك‬ ‫ظهور يما يمس بمراجع ويمقايمات العليمية بخلفا ً للقانون‪.‬‬ ‫وأكد رباح أن الموضولعية تعني الحيادية و الوسطية‪ ,‬و أن اللعلم يتمتع بمميزات وصفات‬ ‫أهمها سرلعة التأثير والتأثر‪ ,‬بحيث يما يجرى لعلى ارض الواقع يفرض نفسه لعلى اللعلم‪ ,‬وان‬ ‫اللعلم الفلسطيني ل يمجال له أن يكون يموضولعياً في ظل سياسة القتل والتخوين والتكفير ونبذ‬ ‫البخر‪ ,‬وان غير هذا الكلم يكون غير يمنطقي ويمن باب الترف‪ ,‬فاللعلم جزء يمن المشكلة‬ ‫والستقطاب الذي نعيشه‪.‬‬ ‫ودلعا رباح وسائل اللعلم الفلسطينية إلى اللتفات إلى القضايا الجوهرية الساسية لشعبنا بدل‬ ‫المشاحنات والتعبئة الحزبية والتحريض‪ ,‬يمتسائل أين إلعليمنا يمن قضايا التعليم والصحة والتنمية‬ ‫والبناء؟ يمجيباً أن إلعليمنا الفلسطيني للسف ل يمتلك القدر القليل يمن الستقلل والحرية بل هو‬ ‫إلعلم تابع يمن الدرجة الولى‪.‬‬ ‫يمن ناحيته أوضح د‪ .‬يموسى طالب لعضو هيئة التدريس بجايمعة الزهر‪ ,‬أن الموضولعية شيء‬ ‫نسبي وانه ل يوجد حتى اللحظة تعريف يموحد يتفق لعليه فقهاء اللعلم‪ ,‬وان هناك لعدد كبير يمن‬ ‫المؤتمرات الدولية لعقدت ول تزال تعقد بين الفينة والبخرى يمن اجل وضع تعريف شايمل لمفهوم‬ ‫الحيادية والموضولعية و أن جميع المحاولت باءت بالفشل‪ ,‬يمقديما ً لعرضا ً لبعض التعريفات‬ ‫الكثر أهمية في تعريف الموضولعية يمنها‪" :‬تحرير الخبر بشكل يرضي الجميع"‪ ",‬التفاق لعلى‬ ‫يمصطلح يمعين أثناء التحرير واللتزام بالدقة والبتعاد لعن المبالغة والتهويل"‪.‬‬


‫يمشدداً لعلى دور الجايمعات في تعزيز ثقافة وأبخلقيات العمل الصحفي وبخصوصا ً تعزيز يمنطق‬ ‫الموضولعية وذلك يمن بخلل المحاضرات النظرية التي تنفرد بمناقشة وتحليل يمضمون الرسائل‬ ‫اللعليمية الفلسطينية ويمحاولة التركيز لعلى البخطأ التي تقع بها هذه الرسائل وتوضيح البخطار‬ ‫الناجمة لعنها للطلبة‪ ,‬دالعياً إلى تكثيف الندوات وورش العمل واللقاءات التي تناقش يمثل هذه‬ ‫القضايا الهايمة والخطيرة‪.‬‬ ‫فالحيادية‪ ,‬إذاً وصفة يمطاطة وتخضع للحياد أو لعديمه أيضًا‪ ,‬وتنجذب إليها الموضولعية لتدور في‬ ‫فلكها فتحكم لعلى اليمور وفقاً لترشح الممكنات والمستحيلت في ساحة يملعبها والتي ل بد وأن‬ ‫تكون يمتأثرةً باتجاٍه أو بتحليل يما‪ .‬وتأكيداً لحتمية التنوع تخرج يمن فكرة المطلق تعليلت نقدية‬ ‫تحاول أن تحفظ للحياد والموضولعية يماء وجهيهما‪ ,‬ولكن‪ ,‬هل بمقدور الفضائيات العربية‬ ‫وبخصوصا البخبارية يمنها أن تقبض لعلى سحر وجلل تلك الفكار المهيبة‪ ,‬أو هل تمكنت يمن‬ ‫يمليمسة اليقين القاطن في يمملكة الصدق البدية‪ ,‬أو هل استطالعت أن تختلس حرارة الحقيقة دون‬ ‫بخجل يمن الحقيقة‪.‬‬ ‫لعل الجابة لعلى يمثل هذه السئلة ستحيطها إبخفاقات لعديدة قبل الوصول إلى يمشارفها‪ .‬فالجدل‬ ‫حول حيادية أية قناة أو يموضولعيتها سيخضع بالضرورة لوجهات النظر الذاتية‪ .‬وبالتالي يخضع‬ ‫الحياد هو البخر لضغط الممول الساسي لية وسيلة إلعليمية‪ .‬إذاً يمن هو الحكم الموضولعي في‬ ‫هذه المسألة ??‪.‬‬ ‫تحديد هذا اليمر يخضع أيضاً لشكاليات يمعقدة وبخصوصا ً في يمرحلة التحولت الفكرية‬ ‫المريرة ‪ ,‬وبالتالي يصبح يمن الضروري في حالة الغباش وتدابخل اللقطات أن يبقى الحسم لصدى‬ ‫تدفق النفس المشدودة للنقاء وتلمس الشفافية‪,‬هذه النفس التي تشعر بالحدس والفطرة أن هناك‬ ‫فرقاً بين الجلد والضحية فل تسمح للطرف المعتدي بأن يدلي بكايمل رأيه يمن لعلى شاشتنا وكأننا‬ ‫في حالة إلعادة تفكير لمجمل آرائنا و أفكارنا ‪ ,‬أوفي حالة لعدم توازن يفقدنا القدرة لعلى صوغ‬ ‫يمفاهيمنا الخاصة لنعطي نفس المساحة بل وأكثر لعرض وجهة نظر واضحة في لعدائيتها‬ ‫للشخصية العربية ‪ .‬فالوقت ل يحتمل تضييعه في بخسارة تليه بخسارة و بخصوصا ً أن الحاجة‬ ‫أصبحت يملحة لسماع رأي يموضولعي يمنصف يتحدث لعن القضايا العربية باللسان العربي وليس‬ ‫بلسان آبخر‪ .‬فأن تستضيف أي قناة شخصيات إسرائيلية لفترات طويلة ول تأتي بصحفيين لعرب‬ ‫أكفاء ليقويموا بالرد لعليهم ‪ ..‬هذا أيمر يستدلعي طرح لعدة أسئلة ‪:‬‬ ‫فهل يمن داع ٍ لن تقوم أية دولة لعربية بدفع يمبالغ طائلة لعلى قنوات ستكون نسخة يمترجمة أو‬ ‫يمكررة ل ‪ , BBC‬أوليس يمن الجدى صرف هكذا يمبلغ لعلى يمشاريع صحية أو تنموية وفي أي‬ ‫بلد لعربي فقير ‪ ,‬أو هل بات النحياز لقضايانا الكبرى يموضع شك أو استهجان لنصاب بحالت‬ ‫انكماش و ارتعاد تطالبنا بسماع الطرف الذي تقوم حياته لعلى إلغاء شخصيتنا وحضارتنا ‪ ,‬وفي‬ ‫جميع الحالت ل يكون أيمام المشاهد العربي المسكين إل وأن يستدلعي ويمن تلقاء نفسه كافة‬ ‫المعدات والجهزة الدفالعية ليقوم بصون بصيرته إن كان يملكها ‪ ,‬أو يريمي بها فيفقد حساسيته‬ ‫الكاشفة لكل العليمات الفارقة ‪..‬‬


‫والملفت للنظر أنه ل نجد في الفضائيات السرائيلية أو الغربية أي لعرض لوجهة نظر تخالف‬ ‫وجهة نظرهم أو استضافة أي شخصية تعارضهم‪ ,‬وهذا اليمر ل يحرجهم ول يقلقهم البتة‪,‬‬ ‫وبالتالي يكون يمن الواضح أنه ل توجد أية لعبثية في بث هذا الكم الهائل يمن الصور والراء‬ ‫المتعددة والتي في غالبيتها تريد أبخذنا إلى الضباب‪ ,‬فينتج يمما سبق أن يما تقوم به بعض فضائياتنا‬ ‫يما هو إل تضحية بجمهورها المنتشر في جميع أنحاء العالم والمتلهف لمشاهدة حقيقة ليست‬ ‫بحمالة أوجه‪ ,‬ولعلى صلة وثيقة بينبوع الحياة ذي البعد النساني‪.‬‬

‫وقال د‪ .‬يمحمود بخليفة المستشار بوزارة اللعلم الفلسطينية‪ ,‬أن الحديث لعن الحيادية‬ ‫والموضولعية في وسائل اللعلم غير يمجدي في ظل ظروف هي أساسا ً غير يموضولعية‬ ‫بخصوصا ً بعد أحداث حزيران الماضي‪ ,‬لفتا ً إلى أن الحالة الفلسطينية تفتقد إلى اللعلم المحايد‪,‬‬ ‫حيث أنها تمتلك إلعلم حكويمي رسمي تعبوي‪ ,‬وإلعلم حزبي فصائلي يغلب لعليها طابع‬ ‫التحريض والمعارضة‪ ,‬ونفتقد إلى اللعلم التجاري الحر المستقل الذي ل يخضع للبتزاز يمن‬ ‫أي طرف‪.‬‬ ‫وشدد د‪ .‬بخليفة لعلى أننا بحاجة إلى بعض اليمور التي تطور يمن إلعليمنا وتجعله أكثر استقللً‬ ‫وحرية يمن أهمها دلعم وتطوير اللعلم التجاري‪ ,‬وتطوير النظمة والقوانين الخاصة باللعلم‪,‬‬ ‫تعدد يمصادر المعلويمات يصحبها حالة اجتمالعية واقتصادية وأيمنية يمناسبة‪ ,‬شبكة توزيع لتسويق‬ ‫اللعلم يصل يمن بخللها اللعلم لكل نقطة ويمنطقة‪ ,‬تطوير أساليب التحرير والتركيز لعلى يما‬ ‫يمثل التحقيق الصحفي الجزء الكبر يمن صياغتها‪ ,‬لنه المعيار الحقيقي والمقياس الساس‬ ‫لتطوير اللعلم الموضولعي‪.‬‬ ‫وقبل نهاية اللقاء فتح باب النقاش والمدابخلت يمن قبل الطلبة والحضور طالبت يمعظمها بالتفاق‬ ‫لعلى يميثاق شرف‪ ,‬يضبط لعمل المؤسسات اللعليمية‪ ,‬وان تكون نصوص القوانين نافذة ويملزيمة‬ ‫إلى أن يتم تعديلها وتطويرها وفقاً للصول الدستورية المعتمدة‪.‬‬ ‫‪---‬‬‫أن وسائل اللعلم ‪ -‬حتى وان كانت تدلعي الحيادية في طرحها ‪ -‬هي إحدى السلطات المؤثرة في‬ ‫المجتمعات يمما يعني بالضرورة أن لها رسالة تريد أن توصلها ولها دور تريد أن تلعبه وتستخدم‬ ‫جميع إيمكانياتها واذرلعها الطويلة في بخديمة تلك الهداف المعدة يمسبقًا‪ .‬لذلك فإنني أرى انه يمن‬ ‫السذاجة بمكان التعايمل يمع أي يمن وسائل اللعلم لعلى أنها حيادية‪.‬‬


‫‪--‬‬‫يمعايير شروط الموضولعية والحياد‬ ‫‪------------------------------‬‬‫هناك يمعايير وتقنيات يمحددة ويمدروسة ويمطبقة لعلى صعيد العالم في يمجال التزام‬ ‫الموضولعية والحياد في اللعلم ‪ ،‬ويمن بين الشروط التي تذكر في هذا المجال ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تجنب الذاتية في نقل الوقائع ‪ ،‬بمعنى توبخي الدقة في نقل المعلويمات والوقائع ل‬ ‫التحليلت والراء الشخصية أو القوال والشائعات ‪ .‬ولشك تتعقد المهمة في الزيمات‬ ‫والحروب ‪ ،‬ولعلى المراسل الحربي او المراسل بشكل لعام ان ينسب الراء او‬ ‫المعلويمات الى يمصدر يمعين ولعدم تبنيها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬لعدم استخدام لغة يمشبعة بالكلمات العاطفية ‪،‬أي يجب ان ل نسمح لمشالعرنا بان تملي‬ ‫لعلينا الوقائع وفي المقابل‪ ،‬يمكن ان نقّدم الوقائع في قالب لعاطفي لنضفي يمزيدا يمن‬ ‫النسانية لعلى لعملنا ‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه لعلى الصحافي ال يسمح لمشالعره بأن تملي‬ ‫لعليه الوقائع يمن دون ان تكون قد حصلت فعل‪.‬‬ ‫‪ -3‬تبني الصدق في الوصف والسرد والتْاويل والتفسير ‪ ،‬ولعلى ان تكون المادة اللعليمية‬ ‫الخاصة بالراي العام كما يعبر اصحاب الشْان ‪ ،‬وكما ينظرون ويرون ويمارسون‬ ‫الحدث ‪.‬‬ ‫‪---------‬‬‫ضرورة تجنب التصنيف في بخانة يمعينة‬ ‫‪-------------------------------------‬‬‫يمن الضروري لعلى اية وسيلة العليمية تهتم بتكريس دورها الحيادي والموضولعي ان‬ ‫تتجنب تصنيفها في بخانة يمعينة نتيجة لشعورالمتلقين بانها تميل الى جهة يما ‪ ،‬او يمحسوبة لعلى‬ ‫بخط او اتجاه يمعين ‪ ،‬فيما اذا كان يهمها ان تكون العليما يمحايدا وجماهيريا وليس نشرة حزبية‬ ‫تكرس توجهات الحزب اكثر يمن ان يكون همها تنوير القراء بحقائق اليمور ‪ ،‬ففي حالة‬ ‫التصنيف تفقد الوسيلة اللعليمية بعض جمهورها ‪ ،‬بخاصة التجاه المحايد والمستقل الذي‬ ‫يطمئن لن يتعرض طولعا للرسالة اللعليمية التي يتوقع يمنها ان لتكون تقرا الوقائع يمن بخلل‬ ‫نظارة سوداء ‪ ،‬او تكرس لتجاه يما حتى ولو كان لعلى حساب الحقيقة ‪ ،‬وانما تقدم نفسها‬ ‫كوسيلة العليمية تتبنى يمختلف التجاهات والراء بهدف تثبيت صدقيتها ويموضولعيتها في‬ ‫التغطية اللعليمية ‪ ،‬بخاصة يمع تعدد المنابر اللعليمية اليوم ‪ ،‬وانتهاء دور الرقيب الى حد كبير‬ ‫في لعالمنا اليوم ‪ ،‬ووجود تنافس حاد يمن اجل الستحواذ لعلى اكبر قدر يممكن يمن القراء ‪.‬‬ ‫كيف يمكن التْاكد يمن يموضولعية وحيادية وسائط اللعلم المختلفة ؟‬ ‫‪------------------------------------------------------------‬‬‫هنالك يمنهجين بارزين في قياس درجة الصدقية والموضولعية في وسائل العلم الراي العام ‪،‬‬ ‫وهما المنهج الكمي والمنهج الكيفي ‪.‬‬ ‫اول المنهج الكمي ‪:‬‬ ‫بعض ابختراقات شروط الموضولعية والحياد‬ ‫‪----------------------------------------‬‬


‫هنالك اساليب ويمظاهر يمتعددة تنتهك بها الشروط الموضولعة بالنسبة لمفهوم الحياد‬ ‫والموضولعية في العملية اللعليمية ‪ ،‬يمنها لعلى سبيل المثال ل الحصر ‪:‬‬ ‫اول ‪ /‬اطلق صفات او تعاريف تنم لعن توجهات يمحددة سلفا ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ /‬ابخبار غير يمتوازنة ‪..‬‬ ‫ثالثا ‪ /‬تبني وجهات نظر بخاصة وتقديمها لعلى شكل بخبر ‪ ..‬وحتى الصورة يتم ابختيارها احيانا‬ ‫بشكل يتم يمن بخللها ايصال رسالة يما دون التصريح بها ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ /‬فقدان المحتوى ‪ ..‬كْان تنشر صورة ليفهم يمنها شئ وانما اشياء يمتناقضة او لربما‬ ‫لتشير الى شئ يما بالتحديد ‪ ) .‬المعنى في قلب الشالعر ( ‪.‬‬ ‫بخايمسا ‪ /‬الحذف النتقائي ‪ ..‬كْان يبتر بعض اجزاء بخبر يما رغم النقل الصحيح والدقيق له ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ /‬استخدام حقائق يمع تقديم استنتاجات بخاطئة ‪ ..‬فنجد في كثير يمن الحيان يتم نقل‬ ‫يمعلويمات وابخبار صحيحة ولكن يتم يمن بخللها التوصل الى قنالعات واستنتاجات بخاطئة وغير‬ ‫دقيقة ‪.‬‬ ‫سابعا ‪ /‬توضيح الحقائق بشكل يموفق ‪ ،‬فمثل لعنديما يتوجه يمراسل يما وهو ليس لديه الرغبة‬ ‫الكايملة الى نقل حدث يما نجده ليبذل جهده لنقل كايمل الحدث ‪ ،‬او لربما تركيزه لعلى السبق‬ ‫الصحفي يمنعه يمن التركيز لعلى بقية اجزاء الخبر ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.