العدد الرابع – ربيع ٢٠١٦
• تراثنا غير المادي • تراثنا المادي • لبنان على أقالم الرحالة ()١ • تراثنا العائلي َملَ ّف العدد تراثنا الصحافي
ـمية ُم َـح َّك َمة َتصدر مرتين في السنة َأكادي ّ نش ُرها َي ُ مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية ا َألميركية رئيس التحرير/مديـر الـمركـز هنري زغيب ميــة الهـي َـئـة ِ العـ ْـل َّ العائلة): الدكاتــرة بجديا ِب ْاسم ِ ا َألساتذ ُة َّ (ترتيبا أَ ً ً كرسي الدراسات العربية رمزي بعلبكي | الجامعة ا َألميركية | ُ أستاذ ّ
السـرديات لطيف زيتوني | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ َّ
عماد سالمة | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ العالقات الدولية واإلعالم الشهال | الجامعة اللبنانية | مساعد رئيس الجامعة للعالقات العامة ِ محمد َب َدوي َّ
رنيه غطّ اس | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذة ِإدارة ا َألعمال
للش ُـؤون ا َألكاديمية وجيه فانوس | الجامعة ِاإلسالمية في لبنان | مستشار رئيس الجامعة ُّ منسق الهيئة العلمية الروح القدس -الكسليك | ّ َأنطوان ّ قسيس | جامعة ّ
لحود | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث َأنطوان ُّ
ـمسؤول تجاه الحكومة الـمدير ال ُ وسـي كريستيان ُأ ّ اإلدارة والتحرير ِ
مركز التراث اللبناني -الجامعة اللبنانية ا َألميركية -قريطم -بيروت (المقسم )1600 هاتف+ 961 1 78 64 64 : ّ فاكس+ 961 1 78 64 60 : ص ب 13 - 5053 :بيروت -لبنان clh@lau.edu.lb
www.lau.edu.lb/centers-institutes/clh
تصميم و إخراج درغام ش.م.م
العدد الرابع -ربيع ٢٠١٦
3
ُأولى الــمرايا - هنري زغيب حفظ التراث البصرية في ْ ُ ذاكرتنا َ
١٢ ٣٠
تراثنا غير المادي
د .وجيه فانوس الشخصية التراثية المدينية في الوجدان الشعبي البيروتي
تراثنا المادي
د .رجا لبكي المادية في لبنان مدخل إلى دراسة الحضارة ّ
كيفية مقاربتها تاريخها ،مسارها ،أعالمها ،ضرورتهاّ ،
ف العدد َم َل ّ
2 هنري زغـيب
٥٠
تراثنا الصحافي
جوزف أبي ضاهر أَ أَ رو ُادها ...وغَ َز ْوا العالم بها ها طلق ها يائ إلى ها ف ل من اللبنانية الصحافة َ ِ ِِ َّ
٩2
لبنان على أقالم الرحالة ()١
د .أحمد حطيط األندلسيين في العصور الوسطى الرحالة لبنان في كتابات ّ ّ نموذجا ( 560 – ٤٩٣هـ 1156 – ١١٠٠ /م) رحلة الشريف اإلدريسي ً
١٠4
تراثنا العائلي
د .أنطوان مسرة التربية على التراث
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
127 153
Liban : patrimoine historique et touristique Hareth Boustany Deir el-Qamar: patrimoine architectural et urbain
Lebanon : Historical Heritage Abdel-Raouf Sinno The journey of the German emperor William II to Bilâd ash-Shâm in 1898
ُأولى الـ مرايا
البصرية في ْ حفظ التراث ذاكرتُنا َ هنـري زغـيـب
ـدرتـ ُـه جامعة كي ِبك فــي مونتريال (أَ ّي ــار فــي ِإح ـصـ ٍـاء مــن َكـ َـنــدا – أَ صـ ْ بالسمع ،و%6 بالب َصر%11 ، – )2012أَ ّن ِاإلنسان َ ْ يكتسب %83من معارفه َ بحواسه الثالث الباقية. هذا َيؤ ِّكد أَ همية البصر في َتلَ ّقي ال َـمدارك الـمعرفية ِإلــى الذاكرة: ُخ ً جوها وأَ طوطا وأَ لوانً ا ونُ رقاما ومشاهد صوصا َ وو ً ً َ ً شخاصا وأَ ً ومناظر ُ ُ فتحفظه الذاكرة الفردية وكل ما يدخل من العين ِإلى الدماغ َ وتواريخَّ ... ، ُ أَ وتطو َرت وسائل العصر ووسائطه ُلتبقي رد ًحا يقصر و يطول، ُوتـخ ّـزنه ْ َّ التراث من هذه الوسائط وتلك ويغنم مستدامة، ة د متوقّ الجماعية الذاكر َة ً ُ عين َترى الوسائل، حي ًة حاضرة :من العين التي رأَ ت ِإلى ّ ّ كل ٍ فتظل مالمحه َّ كل يوم. اليوم وسوف ترى ّ ـات بريشات فــي الماضي كانت الــرســوم، قديمها المغمور ،والـلــوحـ ُ ُ مرجعيا شواهد على عناصر من التاريخ والجغرافيا ظلّ ت نابض ًة الرسامين، َ ًّ حتى جاءت الفوتوغرافيا فأَ بقت الرسوم واللوحات في ِإقليم الترف الفني كل تذكار. واحتلّ ت مدى الذاكرة حاج ًة ملْ زم ًة َّ آثارا وبقايا حجار ٍة هكذا دامت الشواهد في بالدنا منذ الفينيقيينً : عصرا بعد ت رابضة في قلب التراب اللبناني، ومعال َـم ورسوما ومحفورا ٍ ً ً دته الفوتوغرافيا س منها خلَّ ْ ٍ عصر وحضار ًة على أَ رضنا بعد حضارة .وما َد َر َ نموذجا) حتى قانا (محفورات مكانها في الحجر شواهد من ـاه ـ ي إ ِ ناقل ًة ِ ً شهادة الصورة ِإلى كل مكان. البصرية في حفظ التراث ،نَ دين بها ذاكرتنا ِإنها ِإذً ا ذاكر ُة الصورة، ُ َ َ مراحل متباعدة في األمــس السحيق ،منذ أَ رسطو في العالم اليوم ِإلى َ ْ مبدأَ الغرفة المظـلمةِ ،إلى اكتشاف واكتشافه (القرن الرابع قبل المسيح) ِ أَ الفضة (حمض (كلوريد) ـاح ـ م دور سطى الو ّ َ خيميائيين في العصور ُ العالم العربي جابر بن حيان) في سماه ِ الفضة أَ و روح الملح كما ّ صنع مادة َ الحسن ابن الهيثم عالـم الرياضيات العربي األفالمِ ،إلى َت َو ُّسع ِ َ
ْ المظـلمة ،وله فيها ( )1040 – 965باكتشافه سنة ١٠١٠مبدأَ الغرفة وص ًوال ِإلى ليوناردو ٌ كتابات مخطوط ٌة تأَ ّخر اكتشافُ ها حتى سنة ُ ،1910 ول المبادئ في استخدام داﭬـنتشي ( )1519 – 1452بترسيخه سنة 1515أَ َ ّ الغرفة ال ْ ـمظـلمة ِإلخــراج الصورة (ولــه نَ دين بــأَ ول ورقــة موثقة صادرة ْ رشل سنة 1519عن الغرفة المظـلمة)ِ ،إلــى الفلَ كي ِاإلنكليزي جون ِه ِ ( )1871 – 1792أَ ول من استخدم سنة 1839مصطلح فوتوغرافيا ويعني بالضوء( من الالتينية :فوتو = الضوء ،وغرافيا = الرسم)، الرسم َ س ( )1833 – 1765الذي ِإلى المهندس الفرنسي جوزيف نيسيفور نْ ْيي ْپ ْ نظر طبيعي من نافذة ّ تمكن سنة 1826من الحصول على أَ ّول صورة ِل َـم ٍ اللتقاطه متحف فوتوغرافيا) استغرق شرقي فرنسا (الـيــوم بيته في ِ ُ ّ نظرة عميقة إلى وادي قاديشا العميق ()1920
4 هنري زغـيب
البصرية ذاكرتُنا َ
ـوال ِإلى عهد ثماني ساعات ... ،وما تال من اكتشافات ومكتشفين ُوصـ ً المتطورة كما بلَ َـغـ ْـتــنا اليوم. الفوتوغرافيا ِّ لبنان لم يعرف هذا الفن ِإ ّال في أَ واخــر القرن التاسع عشر ،بعدما ول صور ٍة في العالم العربي ( 4تشرين الثاني )1839لـمحمد تسجلت أَ ُ َ مصورون فرنسيون ِإلى بالد الشام انطلق بعدها سكندرية، اإل في علي ِ ِّ الشـرق وجما ِل مأْ خوذين بما كانوا قرأُ وا في ُكتب المستشرقين من ِسحر َ مناظره وأَ راضيه. فيلكس بونْ فيس ( )1885 – 1831فأَ سس سنة 1867جاء ِإلى بيروت ِ الحقا في محلّ ة باب ادريــس أَ ّول محترف للتصوير الفوتوغرافي أَ صبح ً (بدءا من جوالته أَ هم ذاكر ٍة للتوثيق الفوتوغرافي منذ راح َيؤرخ بالصورة ِ ً )1876في لبنان ومصر وفلسطين وسوريا واليونان حتى القسطنطينية. وحم ِلها معهم السياح عليها ـوره في أُ وروﭘــا والعالم ب ِـإقبال واشتهرت صـ ُ َ ْ ّ ت من زياراتهم السياحية ِإلى الشرق .وسنة 1878أَ صدر في ﭘـاريس تذكارا ٍ َ التقطها من جامعا في خمسة أَ جــزاء صـ َـو ًرا كتابه ذكريات من الشرق ً بلدا ٍن زارهــا في الشرق ،وفي كل ٍ جزء 40صورة مع تعليق موجز عليها شي ٍء في الشرق يبدو (مكانها ،ميزاتها .)...،وجاء في مقدمة كتابه :كل ْ
في ْ حفظ التراث
شارع النورماندي في عز بيروت ()1968
5
6 هنري زغـيب طرابلس سبقت لندن بباص الطابقين (عربة يجرها َبـغْ ـالن – )1913
البصرية ذاكرتُنا َ
السيارة َم ْسـنَ ٌـد ل َـم ْسح الحذاء (موقف سيارات في بيروت – قبالة سينما شهرزاد – )1951
7
في ْ حفظ التراث
مرت على جامدا ً ً تتغير فيه حتى تفاصيلُ ه الدقيقة .عشرون قرنً ا َّ ثابتا لم َّ تغيير في الشك ِل أَ و في مناظر هذه َ األرض الفريدة. هذا الشرق بدون أَ ّي ٍ والتمتع بها قبل أَ ن يمحو سريعا اللتقاط هذه المناظر العمل لذا علينا ُّ ُ ً وخصوصياتها. ميزاتها مدينة كل ٍ ِ ِ تطو ُر العصر من ّ ُّ بونْ المصورين الفوتوغرافيين أَ ن يتوافدوا ِإلى بيروت ع شج ـفيس نجاح ّ ِّ ِإ َّبان نُ ـمو هذه الصنعة الجديدة ،منهم أَ َبرهام غيراغوسيان الذي كان منذ المؤسس في ِـلكس ()1876 شريكا في محترف بونْ فيس بعد عودة ً 1909 ّ ِإلى ﭘــاريس َوت َولّ ـي زوجته ليديا واب ِنه أَ دريان ِإدار َة المحترف الذي احترق دارته سنة 1918مع نهاية ورم َـمـه َوت َولَّ ـى ِإ َ سنة ،1905فاشتراه غيرغوسيان َّ الحرب العالمية ُ األولى. صورا درجــت البطاقات البريدية الحامل ُة ً مع التصوير الفوتوغرافي َ وانتشرت مع ِاإلخوة َصارافيان (أَ َبرهام المولود سنة من بيروت ولبنان، َ ،1873بوغوس المولود سنة ،1876صموئيل المولود سنة )1884وهم أَ َّسسوا محترفً ا لهم في باب ادريس سنة ،1895وكان الشقيق البكر أَ َبرهام المصور الرسمي للكلّ ية السورية ِاإلنجيلية (الجامعة َ الحقا)، األميركية ً ِّ
8
محال خاصة بها أَ سسها وطوروا العمل في بطاقات بريدية انتشرت في ّ َّ طرزي وديمتري حبيس فراجت تلك البطاقات خبراء عارفون مثل ديمتري َ ُ وأَ السياح ِإلى مع تسافر ولبنان بيروت مناظر ت خذَ الطباعة، فن ر تطو مع ُّ ّ شكل ِإنتاج ِاإلخوة صارافيان بلدانهم البعيدة .وبين ناشرين بلغوا نحو ّ ،120 وحدهم ِخ ْـمس البطاقات المطبوعة في لبنان بين 1895و.1930 َ ومد ِنـنا ئذ أَ سماء وتتالت منذُ ٍ مصورين فوتوغرافيين جالوا في عاصم ِتــنا ُ ّ ناقلين نكهتها التراثية والشعبية ِإلى ُص َـو ٍر ال تزال – ولو في صورة وقُ رانا ِ المادي. وغير ـماد ِّيه جامدة – هي الذاكرة الحية لتراثنا اللبناني الغني ِب ِّ ِ ّ ّ مكان لكالم ٍ على التراث اللبناني من دون العودة ِإلى ذاكرة واليوم ال َ شارعا، منظرا ،أَ دا ًة، وجها، ً ً الفوتوغرافيا َتسحب أَ مامنا من أَ مس التاريخ ً ماكن، مدينةً ،قريةً ،مكانً ا ذا داللــة ،مجموع َة ُمواطنين، َ وثائق نــادر ًة ،أَ َ حاضرنا خصـي ًـبا بما َيحفظ نجعل معالـم ... ،منها نعود ِإلى الماضي كي ِ َ َ ث نابض ًة بالحياة. في َ ذاكرتنا البصرية َمرايا ترا ٍ
هنري زغـيب
مدير المركز /رئيس التحرير
رصيد الصور:
www.the-best-tour.com
ُ شروط النشر في مجلة مرايا التراث هم مجلة مرايا التراثِ ،إدار ًة وهيئ ًة علْ مية ،أَ ن تلفت الباحثين ِإلى َي ُّ التالي: مرس ٍل للنشر غير .1أَ ن يكون رسل أَ ً ُ صيال في بابهَ ، ٍ منشور أَ و َ البحث ال ُـم َ في مجلة أُ خرى.
العلمية ـتعارف عليها فــي المجالت المنهجية .2اعتماد العلمية ال ُـمـ َ ّ ّ ّ ُ حكمة :التوثيق في كتابة الحواشي واألص ــول والمصادر والمراجع ال ُـم ّ العلمية. رات ختص وال ُـم َ ّ التهجم الشخصي ِوإلـماحات َ سندة .3عدم واإلسقاطات غير ال ُـم َ األدلجة ِ ُّ في مقاربات البحث.
.4جميع َ األبحاث ال ُـم َق َّـدمة ِإلى المجلة َتخضع لتحكيم اللجنة العلمية، أَ وقد تستعين ِإدارة المجلة عند الحاجة بهيئة اختصاصيين تبقى سماء الع ْرف َ األكاديمي. طي الكتمان وفق ُ أَ عضائها ّ
بغير لغة بح ِثه ُ .5يرسل الباحث مع نصه َّ ملخ ًصا عنه في نحو 200كلمة ِ بحاثها في تفضيال أَ و بالفرنسية) (باإلنكليزية ً ً تسهيال َلفهرسة المجلة وأَ ِ ِ البيبليوغرافيا العالَ ـمية. .6تحتفظ ِإدارة المجلة ِب َـح ّـق النشر أَ و برفض أَ ِّي بحث ال يستوفي شروطَ النشر أَ عاله.
اآلراء ال ــوارد َة في َ األبحاث العلمية .7ال تتبنى ِإدار ُة المجلة واللجن ُة ّ َ ولية ُك ّـتابها. المنشورة ،وتبقى هذه على ُ مسؤ ّ
نسخة صدوره ،وعلى ٍ ث على ثالث نُ َسخ من العدد عند ُ كل باح ٍ َ .8يحصل ُّ ِإلكترونية من بحثه.
تعاون الباحثين في احترام شروط العلمية شكر ِإدار ُة المجلة واللجن ُة َ .9ت ُ َ ّ ً حفاظا على المستوى العلْ مي في نهج الجامعة ،وخدم ًة لنصاعة النشر، التراثية في لبنان. الذاكرة ّ
نصوصهم باسم رئيس التحرير على هذا العنوان: ُ .10يرسل الباحثون َ مجلة مرايا التراث – مركز التراث اللبناني الجامعة اللبنانية األميركية – قريطم – بيروت لكترونيا على عنوان مركز التراث اللبنانيclh@lau.edu.lb : أَ و ِإ ًّ
10
هنري زغـيب
تراثنا غير المادي
تراثنا غير المادي د .وجيه فانوس الشخصية التراثية المدينية في الوجدان الشعبي البيروتي
تراثنا غير المادي
الشخصية التراثية المدينية في الوجدان الشعبي البيروتي دراسة مبنيَّة على تحليل التراث الشفوي من مصادره الشخصية
د .وجيه فانوس
الجامعة اإلسالمية في لبنان مستشار رئيس الجامعة للشؤون األكاديمية
.1مفهوم َّ خص َّية ال ُّتراث ِ َّية الش ِ واحدا أو أكثر من والم َش ِّكل ُة هي َّ ً المنبثقة من تاريخ الجماعة ُ خصية ُ الش َّ ك ُم َع َّي ٍن الج ْم ِع َّية .إنَّ ها حضور من ُتراث الجماعة لسلو ٍ مفاهيمها ِ ٌ وق َي ِمها َ سلبا ُيمثِّ ل ِق َي ًما ومفاهيم ُت ِّؤثر ِبذاتها ،في حياة هذه الجماعة ِّ َ بتبنيها إياها ً إيجابا. أو ً المدين َّية .2ميزات الشخص َّية َ انيا أكثر من القرية، مكان ًّيا ساعا ِ َّ ألن المدينة َت ْش َه ُد ِّات ً ً وازدحاما ُس َّك َّ متعددة جمة فإنَّ ها، ِّ خصوصا إذا كانت مدينةً – مرفأُ ،ع َ ً رض ٌة لتأثيرات َّ المدينية خصية واالتجاهات ،مختلفة ال ِق َيم ِ والمفاهيم. األصول َّ ِّ َّ فالش َّ فهومي بنمط َم عموما ليست محصورة ٍ ٍ واحد أو ُمتقارب ،بل هي ابن ُة ِق َيم ٍ ً ٍّ ومفاهيم قد تكون متعارضة أو متباينة ،بقدر ما بين المؤثرات الفاعلة خصية فــي وجــود المدينة مــن تـنـ ُّـوع وتـعــارض وتـبـ ُـايــن .مــن هنا أن َّ الش َّ االجتماعية، المتغيرات جاوب مع الت المدينية ،بسبب قابلية المدينة َّ َ َّ ِّ َّ َّ القابلي ُة للخروج قادر ٌة على الخروج من نَّ َمط واحد قد تتجلَّ ى به ،وهذه َّ قابلي ٌة عــاد ًة سريع ٌة للتغير ،وهي قابلية المجتمع المديني تتحكم بها َّ َّ ُّ َّ وطبيعية في آن. َّ .3ميزات الشخص َّية التراث َّية المدين َّية في بيروت فــي تــاريــخ ب ـيــروت سبع مـحـ َّ العثماني ـطــات أســاسـ َّـيــة منذ الـ ُّـدخــول ُ مسيرتها نوعي أَ َّثر في بتطو ٍر محطة منها كل ٍ حتى اليومْ ، المنطقة َّ ِ دمغتها ُّ ُّ ٍّ الحضارية. َّ
اﻟﺤﻜﻢ ُ اﻟﻤﺼﺮي
اﻟﺤﻜﻢ ُ اﻟﺸﻬﺎﺑﻲ
اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ُ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ
اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
اﻻﺳﺘﻘﻼل
الشهابي: الحكم َّ ) ج ُ حتى باتت موضع تنازع أطراف برزت بيروت خالله مدينة بحرية الفتة َّ َّ داخلية لإلفادة من قدراتها. َّ
الحكم المصري: ) د ُ متوسعة ذات ميناء ناشط، أصبحت مدينة بيروت خالله مدينة مزدهرة ِّ االقتصادية ُم ْع َظ َم القناصل وتنبه إلى فاعليتها فسكنها َّ َّ تجار كثيرونّ ، األوروبيين. المباشر: الحكم ُ )ـه ُ العثماني ُ المركزية في اآلستانة تطورت خالله المدينة وميناؤها ما اضطر اإلدارة َّ َّ والالذقية. ا عك َّ بين ة عد إياالت تضم والية لها تحو َّ ُّ أن ّ َّ ) واالنتداب الفرنسي: أعلن الفرنسيون بيروت عاصمة دولة لبنان الكبير عن بيروت وجبل واجتماعية حضارية لبنان واألقضية األربـعــة فعاشت بيروت ت ـطـ ُّـورات َّ َّ ميزتها عن المدن األخرى في المنطقة. وسياسية متالحقة َّ َّ
13
في الوجدان الشعبي البيروتي
الحكم المعني: ) ب ُ أهمية ميناء بيروت الدين الثَّ اني مع إدراك فخر ِّ َّ سياسيا التوسعية اإلستراتيجية في تحقيق طموحاته ُّ ًّ َّ غراف ًّيا ومحاولة استقالله عن السلطة وانتشاره ُج ِ مشي ًدا ثمانية المركزيةَ ، َّ ُ أقام في المدينة – المرفأ ِّ الع َّ كبيرا له بالتعاون مع أصدقائه اإليطاليين في ا قصر ً ً تحسين عمارتها وتعزيز وجودها.
الشخصية التراثية المدينية
الدخول العثماني: ) أ ُّ ك ــان ــت بـ ـي ــروت ف ــي تلك ـاء َب ـ ْـح ـ ِـر ًّي ــا الــم ــرحــل ــة مـ ـيـ ـن ـ ً ص ـ ـغ ـ ـيـ ـ ًـرا ع ـ ـنـ ــد الـ ـ َّـشـ ــاطـ ــئ للمتوسطُ ،م ً حاطا رقي َّ ِّ الش ِّ سكنية صغيرة بمجموعات َّ م ــن ن ــاس ال ـمــرفــأ ه ــي ن ــواة إداري ـ ـ ــا نـيــابــة مــدي ـنــة ت ـت ـبــع ًّ العثمانية الخاضعة دمـشــق َّ لسلطة اآلستانة.
اﻟﺪﺧﻮل اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ
اﻟﺤﻜﻢ ُ اﻟﻤﻌﻨﻲ َ
) زاالستقالل: وثقافيا، اجتماعيا كوزموبوليتية منفتحة تحولت بيروت مدينة معه ّ ًّ ًّ َّ واالقتصادية في المنطقة. قافية َّ وباتت أحد أهم المفاتيح ِّ ياسية والثَّ َّ الس َّ الدخول العـثماني الت بيروت عبر المراحل َّ بدءا من ُّ َّ اريخية ً الدخول العثماني
ميناء بحري تابع لنيابة دمشق
المعني الحكم َ
عمرانيا معززة مدينة ميناء َّ َّ
الشهابي الحكم َّ ُ
14
مدينة ميناء تتنازع عليها األطــراف اخلية المجاورة َّ الد َّ
د .وجيه فانوس
الحكم المصري
مدينة مزدهرة
الحكم العثماني المباشر
والية كبيرة تضم إياالت عديدة
االنتداب الفرنسي
عــاص ـمــة دولـ ــة ل ـب ـنــان الـكـبـيــر ذات ـاري ــة واق ـت ـص ــادي ــة ت ـ ـطـ ــورات حـ ـض ـ َّ وسياسية متالحقة َّ
االستقالل
أساسية من عواصم العالم عاصمة َّ العربي والشرق األوسط
.٤الشخص َّية والقناع دي تفرضه الجماعة أو ُت ْك ِس ُبها تتجلَّ ى الشخصية ُّ راثية ِ ناع فَ ْر ٍّ غال ًبا ب ِق ٍ الت َّ َّ ضمير الجماعة، الم َح َّدد ذي الحضور األبرز في ِ َّإياه ،متمثِّ ًال بالشخص ُ تتبناه الثَّ قافة إيجابي سلبي أو ف فيصبح حر ًضا على موق ٍ ُ ُ دافعا ُم ِّ ُ القناعً ٍّ ٍّ راثية َبكثْ َر ٍة من خصية .ولكن عندما تتجلى َّ الج ْم َّعية تجاه َّ خص َّية ُّ الش ِ َ الت َّ الش َّ الفردي أي شخص منهم أن ُيمثِّ َل ِقناعا لها ،يفقد القناع َّ َّ الناس فال يمكن ّ خص َّية. حضوره لمصلحة مفهوم عام يستحضره وجود َّ الش ِ أبرز ما يمكن استخالصه من بينها: وللقناع أنواع كثيرةُ ،
ﻓﺮدي ﺎرﺳ ُﺔ اﻟﻤ َﻤ َ ﻗﻨﺎع ُ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﱠ اﻟﻔﺮدﻳﺔ َ
إﻋﻼﻣﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻗﻨﺎع ُ
َﺟ ْﻤﻌﻲ
اﻟﺼﻮرة ﻗﻨﺎع ﱡ اﻟﺠ ْﻤ ِﻌ ﱠﻴﺔ َ
مع َّية الج ِ الصورة َ الج ْمعي أو قناع ُّ * القناع َ خصية لحضورها َّ الناس حــول َّ معية يؤلِّ فها َّ الش َّ يتشكل من صــورة َج َّ قناع عام وليس المتعدد بينهم وتمثُّ ِلها بعدد كبير من األفراد .من هنا أنه ٌ ِّ والز ِم ّك والز ِك ْرت العامة :الجدع خاصا .ومن نماذج األقنعة قناعا ْ ّ ًّ ً َّ والست. وبنت البيت ِّ
* القناع اإلعالمي أو قناع وسائل اإلعالم خصية لغيابها عن الحضور تبرزه وسائل اإلعالم بتشخيص هذه َّ الش َّ الحقيقية. ورة الص على س ا الن الصورة ُّ اإلعالمية عند َّ ِ الم َش ْخ َص ِن ،أو لغلبة ُّ َّ َّ ُ راثية فيظلمها الت ة خصي الش حقيقة من ر يغي قد األقنعة من وع الن وهذا َّ ُّ َّ َّ َّ ِّ أحيانً ا ،وأحيانً ا ُيعطيها أكثر ِم َّما تستحقه ،وفق الجهد اإلعالمي المبذول شخصية ونوعي ِت ِه لصالح حضور هــذه األقنعة .من نماذج هــذا القناع: َّ َّ جسدها الممثل أحمد خليفة بقناع أبو العبد البيروتي القبضاي كما ّ شخصية القبضاي. الج َدع ال لشخصية َ َّ
15
في الوجدان الشعبي البيروتي
الفردية المعيشة * القناع الفردي أو قناع الممارسة َّ للناس َّ عيشة َّ الم َ راثية ،بتواف ٍق َج ْم ِع ٍّي َّ خصية ُّ الت َّ للش َّ يتشك ُل بالممارسة َ وق َي ِمها عليه ـرد ِب َع ْي ِن ِه يمثل هــذه َّ على فـ ٍ خصية النطباق مفاهيمها ِ الش َّ الناس بهذا االنطباق .ومن األمثلة على هذا القناع: وانتشار ِذ ْكـ ِـر ِه بين َّ الدين عبيدو باشا اإلنكيدار قناع شخصية القبضاي ،وناجي شهاب ِّ َّ الريس. شخصية قناعى ِّ َّ
الشخصية التراثية المدينية
اﻟﻘﻨﺎع
.5الوجدان َّ الشعبي ُ 1.1تأطير
سلبيا معين .ويكون التفاعل الثقافي َّ هو َّ الشعبي َ ًّ الجمعي مع موضوع ّ الشعبي العام من الموضوع ويعمل على أو يعبر عن الموقف َّ إيجابيا َّ لكنه ِّ ًّ تأصيل الموقف منه في الـمــوروث ال ِقيمي االجتماعي .وقــد ال يتجاوب يتجاوب مع مفهوم التاريخية للموضوع لكنه الشعبي مع الحقيقة الوجدان َّ ُ َّ وغالبا ما ُي ْص ِب ُح ذاك عبية، أو ُّصــورة صاغتهما للموضوع الثَّ قافة َّ ً الش َّ ِ التاريخي ،ما يعطي أشد وقو ًة من الواقع َّ ً الصورة َّ المفهوم أو هذه ُّ رسوخا َّ وقوة نفوذه أقوى من الواقع الوجدان َّ الشعبي جوهر وجوده َّ وسر فاعليته َّ التاريخي ،مسؤول عن تحديد التاريخي وأعظم تأثيرا ،ألنه هو ،ال الواقع َّ ً عبية تجاه أي موضوع. المفاهيم وال ِق َيم ِ َّ الش َّ 16
راثية والش خصية ُّ الشعبي َّ 2.2الوجدان َّ الت َّ َّ
د .وجيه فانوس
التراثية ،فيخرج خصية الواقعية عبية والعملية َّ يمثِّ ل الحقيقة َّ َّ للش َّ َّ َّ الش َّ اريخية .وال رابط بين االثنين سوى اسم الت أو يناقض الحقيقة الواقعية َّ َّ َّ التراثية: خصية التفريق بين وجودين َّ َّ راثية .لذا يجب َّ خصية ُّ َّ للش َّ الت َّ الش َّ خصي ِة أحدهما تاريخي واآلخر وجداني ولو تناقض هذا الوجود األخير َّ َ للش َّ التاريخي أو اختلف معه. راثي ِة مع وجودها َّ ُّ ِ الت َّ .6من مجاالت ظهور الشخصية التراثية في الوجدان الشعبي لناس بيروت قياسا على عراقة القاهرة أو عبي حديثة العهد بيروت الوجدان َّ ً الش ِّ تطورت حتى طرابلس َّ بغداد أو دمشق أو َّ الشام وصيدا .إنَّ ها مدينةٌ – ميناء َّ أساسية في المنطقة، مركزية ونيف إلى مدينة نوعيا َّ ً َّ وسريعا منذ قرنين ِّ ًّ َ راثها وكانت ذات تأثير الفت في حياة ت في رت ه ظ ات شخصي ت فشهد ُ ِ َ َ َّ أربعة مجاالت تعكس طبيعة بيروت ومفاهيم توزعت على ِ المدينة – المرفأَّ ، اقتصادية تعتمد كونها مدينة – مرفأ تعيش من أعمال ناسها ،وتتجاوب مع ِ َّ تجليات أسس القوة ُّ والنفوذ والقدرة على العمل .والمجاالت التالية من أبرز َّ راثية في بيروت: َّ خصية ُّ الت َّ الش َّ
اﻟﻘﻮة واﻟﺴﻴﻄﺮة ﱠ
اﻟﻌ َﻤﻞ َ
اﻟﺴﻠﻄﺔ ﱡ واﻟﺘﺮاﺗﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
والسيطَ رة القوة َّ َّ 1.1
17
في الوجدان الشعبي البيروتي
ميناء َب ْح ِر ٌّي .والعمل البحري راثيين، بيروت ،في األساس والمبدأ ُّ الت َّ ٌ جسدية قــادرة على َت َح ُّم ِل أعباء نَ ق ِل البضائع من أرصفة يتطلَّ ب طاقة َّ ف على ولم ْن ُيـ ْـشـ ِـر َ الميناء إلى البواخر والعكس ،ونقلها خــارج الميناءَ . َّ إداريــة ِّ الجسدية والطاقات تؤطر القوى تحمي ِل البضائع وتفريغها قدرة َّ َّ النقل بمراعاة حماية البضائع المنقولة العاملة بإشرافه، وتسخرها لخدمة َّ ِّ أحياؤها ومناطقها، تراثيا مدينة – ميناء ،كانت وسالمتها .ولكون بيروت ُ ًّ على صغرها ،تحتاج من ِّ فاعلياتهم ينظم األقــويــاء من أبنائها ويضبط َّ مجاال ُيبرز ً والسيطرة القوة َّ لمصلحة المدينة ومينائها .من هنا كانت َّ وميزه عن سواه راثية البيروتية َّ خصية ُّ ٍ بمظهر فَ َر َض ُه واقع العيش َّ الت َّ الش َّ والنفوذ ُّ والسيطرة والسيطرة ُّ القوة َّ بالقوة َّ والتمكن من األمور .لذا كانت َّ َّ عقودا البيارتة وظل يروتي. الب عبي الش الوجدان في األبرز الصفات هي َّ ً َ َ والنفوذ حتى حين لم ُيعد لتلك الشخصيات يتناقلون أخبار القوة ُّ شخصيات َّ َّ وتقنيات والسيطرة ،بعد ظهور أدوات دورها التقليدي في َّ الضبط َّ والربط َّ َّ حضور وتنظيمات جديدة لتحقيق هذه األمــور .مع هذا بقي حتى اليوم ُ يروتي ،مع الب والسيطرة في الوجدان َّ القوة ُّ والنفوذ َّ شخصيات َّ الشعبي َ َّ ِّ الشخصيات أو تحوير بعض ما قامت هذه لمثل الواقعي البريق وهج بقايا َّ عليه من مفاهيم وصور.
الشخصية التراثية المدينية
اﻟﻨ َﺴﻮي ﱠ
خصيات: من أبرز تلك َّ الش َّ اﻟﻘﺒﻀﺎي اﻟﺸﺮﺷﻮح ﱠ واﻟﺸﺮﺷﻮﺣﺔ ﱠ
اﻟﺠ َﺪع َ
اﻟﺰﻣﻚ
اﻟﺮﺟﺎل ُأﺧﺖ ﱢ
اﻟﺰﻛﺮت
18 د .وجيه فانوس
الق َبضاي * َ الناس والقادر على توجيه تحركاتهم هو المسيطر على مجموعة من َّ خصية اعتماد الت اريخية لهذه َّ وفق ما يريد أو يقرر .ومن األصــول َّ الش َّ َّ كنية الدولة على أصحابها في اإلمساك بزمام أمور َّ َّ الناس في المناطق َّ الس َّ مشتقا من معاني قبضاي لفظ يكون وقد العاملة. المجموعات بين أو ً العربية ثم والسيطرة عبر معاني الجذر (ق ب ض) في اللغة القبض َّ َّ عسكرية معينة أو صفة أضيفت إليه ملحقة آي سمة َّ اصطالحية لرتبة َّ َّ محلية .وربما ال تكون الكلمة من صيغ الجذر (ق ب ض) العربي تنظيمية أو َّ َّ الشد بل من صيغة الجذر العربي (أ ب ض) ومنه لفظة أب ــض ،أي َّ الشعبي واإلمساك والحركة .وكيفما دار األمر ،فـالقبضاي ،في الوجدان َّ الم ْونَ ة هاب ُم ْمسك بأمور الجماعة ،له عليها ُ البيروتي ،رجل قوي ُم ٌ واجب َ خصية دخلت الوجدان والرعاية .هذه َّ حق َّ ولها عليه ُّ النجدة والحماية ِّ الش َّ وه َّمة متألِّ قة باستمرار الجمعي في بيروت بصورة صاحب نخوة متميزة ِ َّ ناصر في ـالقبضاي ف لآلخرين. كما ورعاية ال تتوقَّ ف لمجموعة تلتف حوله ٌ الم ِل َّمات ،قابض على زمام األمور كيفما أتت .وهو من الصعابِ ، منج ٌد في ُ جماعية الناس ،ومن األخرى ضمانة اآلخرين ،دولة أو سلطة جهة ضمان ُة َّ ٍ َّ أي فرد آخر .القبضاي مؤتمن على الحقوق ،إلى أي جهة انتسبت؛ أو ّ الناس .وبيروت ومحافظ على أصول متوارثة وتقاليد تعترف بها جماهير َّ الشعبي بمواقفهم ـددا كبيرا من القبضايات دخلوا وجدانها َّ عرفت عـ ً ً
19
في الوجدان الشعبي البيروتي
الج َدع * َ شبان بيروت من كثير كان والمروءة. ة الهم صاحب ، د س الج القوي هو ُّ َ َ ِ َّ َّ الصفات ويفخرون بها .وكــان في وكهولها َّ وحتى شيوخها يتحلُّ ون بهذه ِّ كل منطقة أو حي أو زاروب أكثر من جــدعُ عـ ِـرف بنخوته ومــروءتــه. قوة األخالق وقدرة بالقوة والـ جدعنة ال ترتبط َّ الجسدية فحسب بل في َّ َّ فرد ال الشرف والكرامة الحفاظ على مبادئ َّ ـ الج َدعٌ والتمس ِ ك بها .ف َ ُّ وعـ ْـر َضـ ُـه من كل ـه ـ ت ذا يحمي ة. المذلَّ أو المهانة الضيم وال يرضى ِ يقبل َّ أن كل قبضاي هو ســوء وال يقبل في هــذه األمــور َّأيــة مساومة .ومــع َّ قبضايا .فالقبضنة تفترض سلطة بالضرورة جدع ،فليس كل جدع َّ ً فردية تظل في المجال على الجماعة وحماية لهاَّ ،أما الجدعنة فقدرة َّ الفردي .لذا كان لكل قبضاي مجموعة ِجدعان يعملون بمشورته ورأيه وضمن حمايتهَّ .أمــا لفظ جــدع فلعلَّ ه من الجذر العربي (ق د ع) أي مور يقوم بها الجدع .وكان في بعض اللهجات الكف والمنع َ والكبح وهي أُ ٌ ْ المصرية العربية تعطيش في لفظ حــرف القاف ُليلْ َفظ كـ الجيم َّ َّ الق َد ُع( عند العرب :الفحل أو القوي) هو الجدع .ومع كثرة فصار َ الشعبي خصية في الــوجــدان َّ ترسخت هــذه َّ الجدعان في بيروت َّ الش َّ التفاعل معها من خالل البيروتي عبر عدد كبير من األقنعة حتى تعذَّ َر َّ خصية .مع الش هذه به قناعا تجلببت قناع فردي َّ وتحول المفهوم الجمعي ً ّ َّ
الشخصية التراثية المدينية
البطولية ،واحتل بعضهم صــدارة الوجدان الشعبي المشرفة وأعمالهم ِّ َّ واألخالقية للجماعة ورعايتها .من نماذج ة االجتماعي القيم على بمحافظته َّ َّ قبضايات بيروت :عبيدو باشا اإلنكيدار والحاج سعيد َح َمد ودرويش بيضون وعبد اللطيف النعماني (أبو طالب) ونخله المجدالني الجنون (أبو سعيد) وعبد الغني الحلوة ورشاد قليالت. ومحمود ُّ تميزه بسلوكها وتصرفاتها عن سواه شخصي ٌة ولكل واحد من هؤالء ِّ َّ فردية ِّ َّ من القبضايات ،لكنها تجمعه بهم في مجال القبضنة .فـعبيدو باشا تمتع بعنفوان الشباب وبهاء طلعته وقوة اندفاع ناسه شاب من آل يموت َّ وحميتهم ونجدتهم للملهوف .والحاج سعيد َح َمد قبضاي فيه وغيرتهم َّ وح ْس ِن معاشرة رصانة الكهول وقوة شكيمتهم وتمس ِكهم باألخالق الحميدة ُ ُّ بحري الناس ومؤاساتهم .وعبد اللطيف النعماني (أبو طالب) قبضاي َّ ٌّ يجمع قدرة السيطرة على ناسه في المدينة والسيطرة على تأمين عمل الرياس في زمنه .ورشاد لكثير منهم في الميناء حيث كان من أبرز ّ السياسة واألمن بزعماء صالته قليالت قبضاي يهتم بناسه عن طريق ِّ النفوذ في مرحلته. وسائر عناصر القوة وعوام ِل ُّ
ذلك يمكن ِذ ْك ُر أحمد األرنــاؤط (أبو مصطفى) أحد أشهر الجدعان في وشخصية (جسدها الممثل خالد قرانوح) بيروت ،وشخصية أبو ُّ النورّ َّ تلفزيونية وأفالم (جسدها الممثل أحمد خليفة في مسلسالت أبو عبدّ َّ إذاعية). وبرامج سينمائية َّ َّ
20 د .وجيه فانوس
الرجال * ُ أخت ِّ االجتماعية واالنــدفــاع ـويــة والـ َـغـيــرة هــي ال ـمــرأة ذات َّ خصية الـقـ َّ َّ الش َّ اإلنساني ،تتجرأ على الـخــروج من بيتها بداعي فقد المعيل والحامي نجد أمورا في ّ الشأن العام ُّ الذُّ كوريين وتتعاطى ً الرجال ُفت ِ تبز فيها بعض ِّ وتمد المحتاج .وهي امرأة تثير إعجاب الملهوف الضعيف والمقهور ُّ وتنصر َّ ُ وجودا وقوتها وحكمتها، ً ِّ الرجال والنساء وتقديرهم واحترامهم بجرأتها َّ الجدع .هكذا يكون أن المواقف بعض في يكاد ا أنثوي صنوا للقبضاي أو َ ًّ ً االجتماعية .وقد أو ة السياسي مواقفهم بعض وتقود حولها اس الن تجمع َّ َّ َّ الرجال صاحبة تجارة وقدرة على إدارة األمالك والعقارات تكون أخت ِّ شخصية وبعض شــؤون العمل؛ أو قد تكون في بعض الحاالت صاحبة َّ الرجال في حكيمة يستشيرها أهل عائلتها ومعارفها .ومن أشهر أخوات ِّ الح َلبي .وتعبيرأخت بيروت :الحاجة صالحة( قابلة والدة) وأم ُّزكور َ عربي فصيح سليم ،فـ أخت مؤنَّ ث أخ (الشقيق والمصاحب الرجال ِّ ٌّ الرجال امرأة قادرة على أن والمالزم، وتالياُّ : الصنو) .من هنا أن أخت ِّ ً الشأن العام وقضايا العيش خارج نطاق تكون صنو الرجال ومالزمتهم في َّ َ المنزل. الزكرت * ُ تصرفاته ،وبهذا التطرف في الم َّيال إلى ُّ ُّ هو القوي ،العصبي المزاجَ ، الج َدع الذي يمتاز بحكمة ال يميل الزكرت إلى االلتزام يختلف الزكرت عن َ أن الزكرت صغير بها .ولفظ زكرت من أصل سرياني أي الصغير ،ما يعني َّ َّ والتروي. والسيطرة ويأتي قبله الجدع المتميز بالحكمة َّ في مجال القوة َّ وينفذ تعليماته وتوجيهاته .ومن وكان الزك ْرت في بيروت يناصر القبضاي ِّ ِ زكرتية بيروت :محمود قميرة وخضر دريان وأبو علي عيتور. َّ ك * ِ الزم ّ تؤهله ليكون اجتماعية أو جسدية أو مهابة بقوة شخصية ِّ َّ ال يتمتع َّ َّ َّ لكنه يثبت وجوده في في مصاف الزكرت أو الج َدع أو القبضاي؛ َّ َ للناس ،فهو إذً ا في مرتبة ضئيلة أو صغيرة العامة بخدمات الحياة يقدمها َّ ِّ َّ
والشرشوحة الشرشوح َّ * َّ وس ِفلَ ِت ِه يتوجهون َّ الشرشحة مهن ُة ذَ َك ٍر أو أُ نثى من ُحثالة المجتمع َ الشتائم وإهانتهم أعمالهم ِل َس ِّب ِهم قار بأقذع َّ إلى َس َك ِن ِكــرام َ ِ الق ْوم أو َم ِّ ِ مادي ينالونه ممن استأجرهم للقيام ل د ب لقاء فات، والص األلفاظ بأبشع ِ َ ََ ٍ ِّ ٍّ ِ الشرشوحة في معاركهما العمل. بهذا الشرشوح أو َّ وغالبا ما ينتصر َّ ً وترفعا عن كسبا الحترام الــذَّ ات أي منهم لتجنب َّ ُّ ً الناس المواجهة مع ٍّ ً شرشوحا أو شرشوحة استئجارهم اء جر ا حقوقً اكتسبوا من وثمة فالة. الس ً َّ َّ العربية ،غلب إطالقها على سفلة غير من مستعارة واللفظة لتحصيلها. َّ القوم ومن يزدريهم المجتمع ويأنف من مخالطتهم ومعاشرتهم أو االلتفات وقناعا َج ْم ِع ًّيا .ورغم هذا االحتقار لقبا وصفة ً إليهم .وهكذا بات اإلسم ً الشعبي. خصيات الماثلة في الوجدان َّ والشرشوحة من َّ الشرشوح َّ ظل َّ َّ الش َّ
اﻟﻤ َﻌ ﱢﻠﻢ ُ
اﻟﻌﺎﻫﺮة
ا ُﻷﺳﻄﻰ
اﻟﺸﻴﺦ ﱠ واﻟﺸﻴﺨﺔ ﱠ
اﻟﺮ ﱢﻳﺲ َ
اﻟﺼﺒﻲ ﱠ
21
في الوجدان الشعبي البيروتي
2.2مجال العمل الشعبي تنحصر في نشاطات معظم أحــوال العمل في تــراث بيروت َّ ف بسيطة وقليل من الـ ِّـزراعــة .لــذا جــاء الحضور الميناء والتجارة ِ وح ـ َـر ٍ ومعب ًرا عنها .ومن أبرز األعظم َّ راثية ُم ً خصية ُّ نبثقا من هذه األحوال ِّ الت َّ للش َّ الشعبي في مجال العمل: من تفاعل معهم الوجدان َّ
الشخصية التراثية المدينية
والزمك لفظ عربي القوة والنفوذ في مجتمع بيروت. ّ أدنى من مراتب َّ يعني ذَ نَ ــب َّ الطائر أو السريع الغضب .وكــان في بيروت من ُع ِرفوا بشخصية الزمك وقناعه كما جسده الممثل محمود مبسوط (فهمان) َّ في حلقات فرقة أبو سليم منذ ستينات القرن العشرين.
22 د .وجيه فانوس
المعلم ِّ * لقب األعلى أو غل، الش صاحب أي عاملة، سة مؤس يملك من لقب ُّ ُ ُ َّ والمعلم صاحب سلطة كبرى رتبة واألشد خبرة بين العاملين في المؤسسة. ِّ وصالحياتهم وأجورهم ،والمسؤول في قبول العاملين وتحديد مراتبهم َّ معلميته غالبا وارث َّ المباشر عن العمل أمام الزبائن والعمالء .وهو ً شخصيا متميزة فيها ،وما اكتسبه جد أو قريب أكسبه خبرة عن والد أو ٍّ ًّ ِّ من خبرة العمل المباشر عبر الممارسة والمتابعة .والطريف أن بعض البيارتة كان ُيطلق اسم خواجه على المعلم الذي يملك العمل أو يكون مسيحيا .ولفظ خواجه لفظ تركي يعني األول عنه إذا كان المسؤول َّ َّ مهمته نقل فعربي المعلم السيد؛ َّأما لفظ ِّ يدل على شخ ٍ فصيح ُّ ٌ ص َّ ِّ ٌّ العملية الخبرات منهل م المعل ل ويشك ِّ اآلخرين. إلى معارفه وخبراته ِّ َّ معينة في مجال اختصاصه ،يقصده َّ الناس لتدريب أوالدهم على صنعة َّ معينة تؤمن لألبناء مصدر رزق يعتاشون منه ومنزلة أو مهنة ِّ اجتماعية َّ َّ محل الشعبي بين أبناء محيطهم وناس بلدهم. يحل في الوجدان َّ ِّ َّ والمعلم ُّ المهنية اليوم ،وشهادته يعترف بها أهل االختصاص والمجتمع. المدرسة َّ لــذا يتباهى كثيرون مــن أهــل بـيــروت بمعلميهم ويـعـتـ ُّـزون بأنهم درســوا المعلم أو ذاك مهنة يعتاشون منها ،أو ُي ْش َتهرون بها ويعرفون على هذا ِّ يؤدي له واجب أسرارها وفنونها .ويبقى التلميذ ً مدينا لمعلمه طوال عمرهِّ ، التلميذ معلِّ ما في مرحلة االعتراف ب ـ معلميته وفضله ،ولو صار هذا ِّ َّ المدينة كانوا ُم َع ِّلمين في س نا من كبير لعدد بيروت راث ت ويشهد الحقة. ِ ُ ٍ ِ ٍ ت َم َ المدينة .لذا ليس لشخصية المعلم ِقناع ألت حيا َة ِ أعما ٍل وصناعا ٍ بارزا: معلم َّ قناعا ً معين بل قناع جمعي .ونموذج ِّ شكلت شخصيته ً ّ فردي َّ جميل حاسبيني. * ا ُألسطى التراتب الوظيفي للعمل. بارع في حرفة أو مهنة ،يلي المعلم في َّ ِّ معلم أن يكون أسطى إنما ال يصبح كل أسطى معلِّ ما. بد لكل ِّ وال َّ مالكا محترف فــ األســطــى يبرع في حرفة أو مهنة إنما قد ال يكون ً معلم .ولفظ معل ًما ،أو قد يكون عمل وأدواته ليصبح ً عامال لحساب ِّ ِّ (ويقال إنّ ه تحريف األسطى غريب عن تركية ُ العربية ،لعلَّ ه من أصول َّ َّ بالفارسية) .وتراث بيروت عرف أسطوات كثيرين في مهن لفظ أستاذ ّ متمي ًزا لهذه متنوعة فلم يتوفر ّ ألحد منهم أن يكون ً وحرف وصناعات ِّ قناعا ِّ معب ًرا عن خصية؛ فاكتفى الوجدان َّ َّ الشعبي البيروتي بال ِقناع َ معي ِّ الش َّ الج ِّ شخصية األسطى. َّ
والشيخة الشيخ َّ * َّ وغالبا ما يكون رقيق الحال الك َّتاب للذُّ كور. الم َد ِّرس في ُ َّ الش ُ ً يخ هو ُ تؤهله والحساب باللغة متواضعة ومعرفة التجويد علوم بعض على ماديا، ِّ ًّ عربية فصيحة تعني كبير القوم شيخ ولفظة صغار. لصبيان ا م معلِّ ليكون َّ ً الناس للداللة التدريس مصطلح يستخدمه َّ الديني ،لكنها في مجال َّ والعالم ِّ خصية في الوجدان شكلوا على المعلِّ م .من أشهر من َّ قناعا لهذه َّ ً الش َّ الشعبي :الشيخ نجيب في مطلع القرن العشرين ،والشيخ البيروتي َّ
23
في الوجدان الشعبي البيروتي
الصبي * َّ الصبي ِ م َعلِّ مٍ في مهنة أو حرفة .ولفظة َّ عامل تنفيذي يعمل بإشراف ُ الغ ّر ،لكنها في مجال العمل ال ترتبط الناشئ أو الفتى ُ في العربية تعني َّ الصبي طاعته لـ أسطاه أو معلِّ مه ميزات من بالسن بل بالخبرة. َّ ِّ الصبي يكون قد لذا وخارجها. العمل أوقات خالل خدمته في وتفانيه َّ بعد مرتبة شابا أو ً رجال لكنه غُ ٌّر بخبراته في المهنة أو الحرفة ،ولم يبلغ ُ ً المهنية أو حياتهم بدأوا والمعلمين األسطوات معظم ولعل األسطى. َّ َّ صبيانا عند واحد أو أكثر من األسطوات والمعلمين .لذا الحرفية ً َّ الشعبي ل ل اس الن بين ر ه اشت فردي قناع ما من ـ الصبي واكتفى الوجدان َّ َّ ُِ َّ البيروتي بقناع َجمعي.
الشخصية التراثية المدينية
الر ِّيس * َ يشرف على تنفيذهم مهام إمرته. تحت عاملين جماعة عن مسؤول ُ اشت ِه َر في موكولة إليهم ،وهو مسؤول عنهم تجاه الم َع ِّلم .أكثر من ُ ُ الر َّياس كانوا عاملين في قطاع الميناء الوجدان َّ عبي البيروتي من ِّ الش ِّ والريس ،خاصة خصية تنحصر بالميناء والعاملين فيه. حتى تكاد هذه َّ َّ ِّ الش َّ بحريا ،يتحلَّ ى بشجاعة كبرى وقــدرة على المغامرة ري ًسا ًّ إذا ما كان ِّ أساسية تجاه ة وبمصداقي ة البحري العواصف ـراع ـ ص و ـواج وركــوب األم ـ َّ َّ َّ أصحاب البضائع وربابنة المراكب وسائر العاملين في القطاع البحري. الرئيس بتحويل ولفظة الريس تصحيف بسيط للَّ فظ العربي الفصيح َّ ِّ الشعبي ألبناء الر َّياس الذين دخلوا الوجدان َّ الهمزة ياء ِّلينة .من أشهر ِّ محمد راثية: قناعا وشكلوا لديهم َّ بيروت متمي ًزا لهذه َّ خصية ُّ ً ّ الت َّ الش َّ ِّ اليافاوي (أبــو أحــمــد) ،وكــان أبــو عفيف البعدراني وناجي شهاب ري ــاس من آل البلطجي ذاع ال ِّــديــن من ِ ر َّي ــاس الميناء ومعهم َّ صيتهم إثر إنقاذهم البطولي من سقطوا في بحر بيروت من َّركاب السفينة شامبوليون في خمسينات القرن العشرين.
الشيخة فاألنثى التي توازي الشامي في منتصف القرنَّ .أما َّ ديب َّ الشيخ في مهام تدريس األناث. َّ
24
* العاهرة الرجال للفجور وإرواء شهواتهم مقرا يقصده ِّ هي بنت الهوى التي تتخذ ًّ التجارية األسواق ضمن بيروت في ة خاص الجنسية .وكان للعاهرات مناطق َّ َّ َّ بهن. اجتماعي اختالط أي يأنفون كانوا الذين المدينة أهل سكن عن بعيدا ً َّ تسمى عليهن لطة الس في أقويائهن من ة ـد ـ ح وا ـإدارة ـ ب عملهن يمارسن كن ٍ َّ َّ َّ ُّ َّ وغالبا ما كانت مساكن العاهرات خاضعة لحماية شخص أو البترونة. ً بهن يرغب ومن العاهرات بين االتصال مهام تسهيل يتولون ذكور مجموعة َّ واشت ِهر من مناطق ُس ْكنى العاهرات في بيروت موقع خلف الرجال. ُ من ِّ المتنبي في ساحة البرجَّ .أما لفظ العاهرة فهو مؤنّ ث القشلة ،ثم شارع ّ اشتهارا لـ العاهرة في الوجدان العاهر أي الفاجر الزاني .وأكثر األقنعة ً المتنبي. شارع في عاهرات بيت ماريكا ،مديرة الشعبي البيروتي قناع َّ َّ ِّ
د .وجيه فانوس
راتب االجتماعي والت ُ السلطة َّ 3.3مجال ُّ مجتمع بيروت المنبثق من جــذور الميناء القائمة على حسن التنظيم للسلطة وضرورة احترام معايير قيما ُ وأساسية المعرفة وضرورة النجاح ،أبرز ً َّ عبية الش ة خصي الش ت تجلَّ هنا ومن الناس. َّ َّ راتب االجتماعي والمعرفي بين َّ الت ُ َّ َّ َّ اعتبارا تقيم عليها، ظ وتحاف أبعاده كل في راتب الت هذا تراعي بترسيمة َّ ِ ً ِّ التصرف واستيعاب األحوال. وحسن للسلطة والنفوذ والمعرفة ،وللحكمة ُّ اﻟﺒﺎﺷﺎ
اﻟﺤﺞ َ
اﻟﺒﻚ ِ
اﻷﺳﺘﺎذ
اﻷﻓﻨﺪي
اﻵﻏﺎ
* األفندي السيادة ،أطلقه جرى السيد أو صاحب معنى لقب تركي يفيد َ َّ ِّ يتمتع بسيادة كبيرة في المجتمع .وبهذا التركي على من َّ العرف االجتماعي َّ ُ بارزا أو أي ا منصب أ تبو من كل األفندي ة شخصي شملت المفهوم حكوميا ً َّ ًّ ً َّ مفتيا منصب وع ِر َ اجتماعي مرموقُ . ف بعض المفتين بـ األفندي ومنهم َ ٍّ
25
في الوجدان الشعبي البيروتي
البك * ِ للمبرزين من العثمانية السلطنة ِّ هــو فــي األصــل لقب كانت تمنحه َّ َّ وخصوصا في رجاالتها .كان أهل بيروت يطلقونه على ذي نفوذ سياسي، ً فكل زعيم سياسي نافذ هو السلطة السياسية من أهل بيروتُّ . التعامل مع ُّ َّ الشعبي البيروتي بيك عند أهل بيروت .لذا صار البيك في الوجدان َّ السياسية الحاكمة السلطة هو القادر على َّ النفاذ بمطالب أهل المدينة لدى َّ َّ وتنوعها .وهكذا بات معظم رجاالت وتحقيق هذه المطالب على اختالفها ُّ قناعا له في الوجدان السياسة في بيروت يمثلون شخصية البيك ِّ ويقدمون ً َّ التقرب منه من يريدون من على ة البكوي البيروتيين الشعبي .وأطلق بعض َّ ُّ َّ شخصية البيك وحضوره في يمثل من وأبرز والنفوذ. والجاه المال أهل َّ الصلح بك وسامي الصلح ُّ الوجدان التراثي البيروتي :رياض بك ُّ ناهيك بصائب بك سالم ،والوحيد الذي رأوا فيه مؤهالت البيك ونفوذه السياسي والمالي ولقبوه خواجه مرادفً ا لقناع البيك ،هو الخواجه وازوا شخص هــنــري فــرعــون ،لكونه مسيحيا مــن بـيــروت ،والبيارتة َ ًّ بشخصية المعلِّ م في مجال العمل؛ وهنري فرعون كان رجل الخواجه َّ معا. أعمال ومال وسياسة ً
الشخصية التراثية المدينية
* الباشا غالبا لوزراء وقُ َّواد لقب تركي يعني الكبير أو العظيم ،تمنحه اسطمبول ً تفوق بين قومه في الوالء لها ومن قام بأعمال مجيدة في خدمة َّ السلطنة أو َّ وال يمكن إنكارها أو التغاضي عنها .وقد يكون الحصول على اللقب أحيانً ا كثيرا عدد يقدمه طالب اللقب ُألولي األمر في َّ لقاء بدل مالي ِّ الدولة .ولم يكن ً السلطنة الباشوات من أبناء بيروت ،فقلّ ة من ناسها نالوا هذه الحظوة من َّ طباره وحسن العثمانية ،أبرزهم سعد ِّ الدين باشا شاتيال وعلي باشا َّ َّ الشعبي دخلت ما قليال لذا المخزومي. باشا شخصية الباشا الوجدان َّ ً َّ شخصية الباشا قابعة في برج عاجي فكان البيروتي أو َّأثرت فيه ،فظلَّ ت َّ الناس يطلقون اللقب على من يتعاظم أمامهم بأعماله أو صفاته أو على من َّ حتى الهزء. يريدون هم تعظيمه على سبيل الحقيقة أو المداعبة أو َّ
والشيخ توفيق أفندي خالد. الشيخ مصطفى أفندي نجا بيروت َّ َّ كل حتى أصبح وتوسع الوجدان َّ الشعبي في بيروت في مفهومه َّ أفندياُّ َّ َّ للناس ببعض احترام .وأصبحت المرأة تتحدث عن زوجها رجـ ٍل ُيوحي َّ كل من حظي بالتعلّ م أو أمام َّ الناس بأنَّ ه األفندي ،وبات األفنديّ الشرطة .لذا ليس لهذه الشخصية المقام االجتماعي ،أو من كان في سلك ُّ فاتخذت لكثرة ها ناس في ة جم َّ ِ ِق ٌ ـردي ُم َم َّي ٌز ألنها ش ِهدت ُّ ناع فـ ٌّ توسعات َّ السياد ُة الشعبي لل قناعا َج ْم ِع َّيا َّ شكله المفهوم َّ أشخاصها ً ـ أفندية قوامه ِّ َّ مرموق ًة كانت أو عادية.
26 د .وجيه فانوس
* اآلغا شخصية األفندي .واللفظ (كما األفندي) زمنيا َّ شخصية اآلغا سابق ٌة ًّ َّ إقطاعية .ولم يكن األغــوات في سيادة صاحب السيد أو فارسي ويعني َّ ِّ ّ عكار وسواها، بيروت ُكثُ ًرا ،خالفً ا لما كانوا عليه في مناطق أخرى مثل ّ واستحق وارث ثروة وسلطة وزعامة ألن بيروت لم تعرف اإلقطاع .واآلغا ّ ُ خصية من صلب التراث البيروتي لكن اللقب بـفَ َرمان .ولم تكن هذه َّ الش َّ بعض البيارتة اعتمدوها مضاهاة ناس المناطق األخرى .لذا لم يكن في بيروت آغا أصيل فأطلقه البيارتة على بعض من يرغبون في تكريمه أو إظهار احترام ٍ ُم َت َم ِّيز له.
* األستاذ علمي ٍة ت الصادر ِة عن الم َتعلِّ ُم صاحب َّ مرجعيا ٍ سمي ِة َّ الشهاد ِة َّ ُ َّ َّ الر َّ هو ُ الشعبي البيروتي ــاذ ت ــ س أ ة ُ ولفظ َمرموقة. فارسية أطلقها الــوجــدان َّ َّ التدريس أو على المتعلمين عموما .وغلبت َّ خصية على من يمارس َّ ً الش َّ الدين الشعبي البيروتي هذه َّ ب الوجدان َّ خصية لعلماء ِّ ونس َ المحاماةَ . الش َّ مسلمون فــي بـيــروت لقب فضيلة األســتــاذ ،وأبــرزهــم مشايخ فحمل ْ عباس وفضيلة األستاذ الشيخ مصطفى فضيلة األستاذ الشيخ أحمد َّ حتى الغالييني .وال تزال لمية قائمة َّ شخصية األستاذ صاحب الشهادة ال ِع َّ َّ اليومية في بيروت. اليوم في الحياة َّ
الحاج * َ اسمه نقوال. هو في األســاس من حـ َّـج إلــى األمــاكــن َّ المقدسةَ ، ومــن ُ الشعبي البيروتي تمركزت حول مفهوم لكن شخصية الحج في الوجدان َّ َّ النزاعات الهمام في مجال فعل الخير ونجدة الملهوف الرجل َ وفض ِّ ُّ ِّ الكهل ُ شخصية أساسية في المجتمع البيروتي ـ حج ل فا وأهله. ناسه بين ة اليومي ُّ َّ َّ اليومية النزاعات ال تكتمل بدونها الصورة االجتماعية ،إذ لوالها تتضاعف ِّ َّ َّ
النسوي 4.4المجال ِّ تراثية عاشت فــي الــوجــدان البيروتي شخصيات كــان للمرأة بعض َّ َّ التراث البيروتي والنفوذ والعمل ،لكن لها في ُّ بحضورها في مجاالت القوة ُّ البيروتية، األساسية للمرأة مجاال اقتصر عليها فقط :هو البيت ،المملكة ً َّ َّ الشعبي ضمن بيروت نساء فيها توزعت شخصيات الفتة في الموروث َّ َّ النسوي البيروتي. وتركن فيه بصمات واضحة برسم َت ُّ شكالت المجتمع َّ
الست * ِّ شخصية تحتل مكان خصية هي عموما َّربة البيت .وكــادت هذه َّ ُّ ً َّ الش َّ الشعبي البيروتي بعد انقضاء الحكم العثماني ،إذ الوجدان في الخانم َّ الست. ة لشخصي ة ً ل مؤه الخانم، ة لشخصي مؤهلة َّ اعتبر البيارتة كل َّ ِّ َّ َّ الشعبي السيدة. واللفظة من اللفظ العربي الفصيح وتوسع الوجدان َّ َّ ِّ الست إلى كل أنثى بالغة ،وكانت مديرات المدارس شخصية في مفهوم ِّ َّ الست : بينهن بيروت. في ولقبها ت الس ة بشخصي فن ر ع من من أشهر ّ ُ ِ َّ ِّ ِّ َّ عــزيــزة ط َّــيــارة وال ِّــســت نجاح المحمصاني .ومــال بـيــارتـةٌ ،وبعضهم مسيحيون ،في مرحلة االنتداب الفرنسي وما بعدها ،إلى اعتماد لفظ الم َدام من اللفظة فعرفت من الفرنسية Madameبدل ِّ الستُ ، َّ َ
27
في الوجدان الشعبي البيروتي
الخ ُانم * َ راثي صاحبة المقام االجتماعي هي في الوجدان َّ روت ِّي ُّ الب ْي ِ الشعبي َ الت ِّ المميز .وقد تكون الخانم ابنة الكبير المتميز بمكانته ًّأيا تكن سنها؛ وقد َّ الرجل أو أخته أو إحدى بناته ،أو كبيرة قومها ونساء تكون الخانم زوجة َّ تصرفاتها. عائلتها ومجتمعها ،بشخصيتها الفذَّ ة وعمرها المديد وحكمة ُّ عبرهن السيدة .ولكثرة من تمثَّ لت اللفظة َّ أصل اللفظة تركي – فارسي يعني ِّ الصريح بدون لقب الخانم، الهانم واجبا ّأال يلفظ اسم من النساء ،كان َّ ً شخصية الخانم في أو يكتفى أحيانً ا باللقب دون االســم .لم تترسخ َّ معينة بل ب ِقناع جمعي. الوجدان َّ الشعبي البيروتي بامرأة ّ
الشخصية التراثية المدينية
االجتماعية التي تــؤرق المجتمع .فـ الحج حــال المشاكل، والمآسي َّ الم ْونَ ة على وقاضي ُّ الصلح المحبوب الجانب قبل أن يكون مرهوبه ،وصاحب َ والمقدم في االجتماعات، الهفوات وساتر ه، وحي وعائلته بيته جميع أهل َّ ِّ تلبس هذه الشخصية كثيرون لكن وجيه جماعته من غير زعامة وسلطةّ . شخصية حمد ،أبرز قبضايات بيروت ،بقي من أروع أقنعة َّ الحج سعيد َ الحج في وجدان ناسها ،فال يلفظ اليوم بيروتي اسم الحاج سعيد َح َمد ّ عاريا من لفظة حج. ً
مــديــرات الـمــدارس مــدام نعمة؛ وجــاراهــم مسلمون باستخدام لفظة مسيحية أو مخاطبتها ،وهو تصحيف سيدة َّ مضام عند الحديث عن ِّ الفرنسية. فظة اللَّ في ا ضاد الدال ً لفظي يقوم على إبدال َّ َّ الح َّجة * َ النسائي للـحج في المجتمع الذُّ كوري. الصنو ِّ هي ُّ
28
* بنت البيت فتاة ذات مربى َح َسن وأخــاق َرفيعة تتميز بطهارتها وعفتها وبراءة النية .وهي تصون بأخالقها تفكيرها ُوب ْع ِدها عن كل دنيء في ُّ التصرف أو َّ الصعاب بال إفصاح أو عتب؛ كرامة زوجها وأسرتها ومجتمعها فتصبر على ِّ الستر االجتماعي ،وال تخرج من دارها َّإال ُّ وتكد بصمت شريف في سبيل َّ لن في الوجدان شك ّ كثيرات ونساء فتيات بيروت وعرفت قاهرة. لضرورة َ ً قناعا جم ِع ًّيا لـ بنت البيت. َّ الشعبي ً
د .وجيه فانوس
ُخالصة نسبيا في تاريخها عبي البيروتي يحفظُ الوجدان َّ َ بيروت مدين ًة حديثة ًّ الش ُّ تمتد ألكثر من االجتماعي .فهي ،بما يحفظه وجدانها الشعبي ،مدين ٌة ال ُّ ذمة التاريخ االجتماعية قرنين ،ما سبقهما من حياتها والشعبية بات في َّ َّ َّ اجتماعية ترسبات وبقايا المصادر، أمهات ال تحفظ كلَّ ه أو بعضه سوى َّ والدارسون المحللون المتعمقون. قل أن انتبه إليها الباحثون المتخصصون َّ َّ الشعبي القديم يحتاج من يكتشفه وينفض عنه أكوام النسيان فتاريخ بيروت َّ الناس وفق الوجدان واإلهمال والضياع والتشتت .وبيروت التي يعرفها َّ عثمانية في منتصف القرن التاسع عشر .وما تحولت والية الشعبي مدين ٌة َّ َّ سبق ،متروك للبحث والتنقيب واالستدالل عن مقومات وجوده التاريخية الزمنية .ووجدان بيروت الشعبي يظهرها ،على صغر تحوالته َّ ومجاالت ُّ ومسرحا أقوياء الشخصية والحضور مساحتها ،مدين َة عمل وتجارة وسلطة، ً ذكورا أو ً والسعي والسيطرة والقدرة على َّ والقدرةً ، التنظيم َّ للقوة َّ إناثا ،بما َّ والمجتمعية من والنفوذ لدى الجهات الحاكمة في تحصيل المعرفة والعلم ُّ َّ دور أساس في رسم ِق َيم ِ المدينة ومفاهيمها ومالمح مجتمعها .فللمرأة، الشأن العام ،والمقياس :إمكانات القدرة كما للرجل ،حظّ الظهور في َّ العامة حفظت للحياة الخاصة، والحياة االجتماعية على التأثير والنفوذ. َّ َّ وتقديرا ومهابة. ا احترام سوي، الن جانبها في ا وخصوص َّ ً ً ً
تراثنا المادي د .رجا يوسف لبكي المادية في لبنان مدخل إلى دراسة الحضارة ّ كيفية مقاربتها تاريخها ،مسارها ،أعالمها ،ضرورتهاّ ،
تراثنا المادي
مدخل إلى دراسة الحضارة الماديّة في لبنان تاريخها ،مسارها ،أعالمها ،ضرورتها ،كيفيّة مقاربتها
د .رجا يوسف لبكي
اللبنانية المادية في الجامعة أستاذ تاريخ الحضارة ّ ّ
اختلفت مناهج التاريخ ومدارسه وأبوابه ُ وط ُرقه واتجاهاته منذ بدء َ التأْ ريخ – مع المؤرخين األوائل مثل هيرودوت وتوسيديد – حتى اليوم مع نُ شوء اتجا ٍه تأْ ريخي جديد في القرن العشرين ُعرف بدراسة الحضارة المادية أو ِاإلتنوتاريخ .فما هي؟ ّ ـموما القسم األول :الحضارة المادية ُع ً المادية تعريف الحضارة ّ مرة سنة 1979في كتاب فرنان الحضارة المادية مصطلح جديد ظهر َّأول ّ ّ بروديل )Fernand Braudel( 1متأَ ِّث ًرا بأفكار مدرسة الحوليات = ا َأل ّنال روادها مارك بلوخ ( )Annalesفي فرنسا بعد الحرب العالمية األولى ،ومن ّ ( )Marc Blochو لوسيان فيفر (.2)Lucien Febvre التقليدية 3صراع نشأ بينها وبين المدارس التاريخية الفرنسية واأللمانية ّ االجتماعية المتشعبة ،تأَ ُّث ًـرا بالعلوم كيفية مقاربة التاريخ ومجاالته ّ البحثية ُ ّ على ّ والجغرافية مع بروز أعالم هذه المجاالت :إميل دوركايم والنفسية والفلسفية ّ ّ ّ Fernand Braudel, Civilisation matérielle, économie et capitalisme, 1 1 XV e – XVIII e siècle, le temps du monde, 3 volumes, Edition Armand Colin, Paris, le livre de poche 1979, réédition décembre 1997.
22 أبرز رواد مدرسة األنَّ ال :مارك بلوخ ( ،)Marc Blochلوسيان فيفر (Lucien ،)Febvreفرنان بروديل ( ،)Fernand Braudelجاك لوغوف (،)Jacques Le Goff جورج دوبي ( ،)Georges Dubyجان بيار فرنان ( ،)Jean-Pierre Vernantفرنسوا فوريه ( ،)François Furetإيمانويل لوروا – الدوري (،)Emmanuel Leroy - Ladurie ِ مارك فيرو ( )Marc Ferroوغيرهم.
Charles Victor Langlois - Charles Seignobos, Introduction aux études 33 historiques, Paris, Edition Kimé, 1994, 284 pages. هذا الكتاب َذكر فرنسوا دوس ( )François Dosseأنه كتاب مقدس لكل طالب أو
باحث في التاريخ.
(Friedrich
فر ِد ِريك أنغلز ( ،)Emile Durkheimكارل ماركس (ِ ،)Karl Marx سيغمند فـرويد (،)Sigmund Freud ،)Engelsماكس ويبر (،4)Max Weber ُ كــارل غوستاف يونغ ( ،)Carl Gustav Jungفــردريــك راتــزل (Friedrich ،)Ratzelپول فيدال دو البالنش (.5)Paul Vidal de la Blanche
مدخل إلى دراسة 31
جديدا َ تقاط َع مع األنتروﭘـولوجيا بحثيا أسس مؤرخا الحولياتً ً مجاال ًّ (كالرياضيات والمنطق بمختلف امتداداتها مستفيدين من العلوم البحتة ّ 6
44وجيه كوثراني ،التأريخ ومدارسه في الغرب وعند العرب ،مدخل الى علم التاريخ، الجزء األول ،األحوال واألزمنة للطباعة والنشر ،بيروت ،2001ص.243–205 . 55
Petrequin, Pierre, Gens de l’eau, gens de la terre, Paris, Edition CNRN,
1984.
66بين فروع األنتروﭘـولوجيا التي ترتبط بالحضارة المادية: أ) األنتروﭘـولوجيا التاريخية ( )Anthropologie historiqueأو اإلتنو– تاريخ ( :)Ethnohistoireعلْ م يدرس التفاعل بين التاريخ واإلتنية ،يدرس التاريخ من وجهة نظر إتنولوجية ،واإلتنيات على ضوء المعطيات التاريخية ،يدرس اللغة والمعتقدات والديانات وأعماال يدوية تساعد ً والعادات والتقاليد والمسكن والمأكل والملبس والفنون والحرف تطور المجتمعات البشرية ،ويدرس تطورات المؤرخ على تحليل الظواهر االتنولوجية لفهم ُّ المجتمعات االتنية وتأثيرها على عالقاتها وتفاعلها مع المجتمعات األخرى. ب) اإلتنو–آثار ( )Ethnoarchéologieأو األنتروﭘـولوجيا اآلثارية (Anthropologie ،)Archéologiqueفرع من علم اآلثار واألنتروﭘـولوجيا يدرس ويحلل المخلفات األثرية على ضوء ممارسات وإنتاجات مادية كانت لدى الشعوب .وهو ظهر في علم اآلثار عند مطلع القرن العشرين في أوساط مؤرخي ما قبل التاريخ وعلماء اآلثار .وفي منهجية
الحضارة الماديّة في لبنان
فردريك راتزل
پول فيدال دو ال بالنش
واإلحصاءات) والعلوم التجريبية (كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والطب وغيرها).7 المفكرين ّأثر على مناهج كتب العلوم ّ التطور في العلوم واتجاهات هذا ُّ مؤر َخي الحوليات أضافا الى ما سبقهما اإلنسانية واالجتماعية .غير أن ّ ساع َد ًة علْ م كل أنواع العلوم ،واستخدماها علوما ُم ِ من دراسات تاريخية َّ ً الح َدثي وعقمه التاريخ يكتبون من إلى ة ً عنيف ت ووجها انتقادا ٍ َ التاريخَّ ، 8 الذي أنتجته المدرسة الوثائقية التاريخية والموضوعية .
32 د .رجا لبكي مارك بلوخ
لوسيان فيفر
دراسة المخلفات األثرية :المراقبة والمقارنة وإدخال العلوم والتحليل والربط وتفسير الظواهر واالستنتاج .لإلستزادة عن االتنو–آثار:
Robert P Charles, L’anthropologie archéologique: méthodes, buts et premiers résultats, Revues Annales: Economie, Sociétés, Civilisations, 1966, 21 / 3, p. 518 – 552; Daniel Stiles, Ethnoarcheology: A discussion of methods and application, Published by: Royal Anthropological Institute of Great Britain and Ireland, 92 / 1, April 1997, p. 87–103; Olivier Auranche, Vous avez dit ethnoarchéologie?, Maison de l’Orient et de la Méditerranée, Lyon, 2012.
77اعتبر مؤرخون أن بعض الزعماء (نيرون وهتلر وستالين وغيرهم) عاشوا حالة وأن األنظمة السياسية واألحوال االقتصادية نفسية مضطربة ّأثرت على أدائهمّ ، ّ أساسا على حركة التطورات وغيرها. وتؤثر واالجتماعية تنعكس على نفسية الشعب ً
ّ تطوره – منهجه ،الدار اللبنانية للنشر 88الياس القطار ،مدخل الى علم التاريخّ ، الجامعي ،بيروت.1982 ،
99
وجيه كوثراني ،التأْ ريخ ومدارسه ،ص.243–205 .
Morpeth Neil, Marc Bloch, Strange defeat, the historian’s craft and 110 world war II: Writing and teaching contemporary History, European Legacy, 2005, p. 179 – 195; Katherine Stirling, Rereading Marc Bloch: The life and Works of a Visionary Modernist, History compass, 2007, p. 525 – 538.
111وجيه كوثراني ،الذاكرة والتاريخ في القرن العشرين الطويل ،دراسة في البحث والبحث التاريخي ،دار الطليعة بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى ،نيسان ،2000 ص.178 – 163 .
Jean L’Homme, Note sur la civilisation matérielle, Revue économique, 112 1968, 19 / 2, p. 331– 334. Fernand Braudel, Ecrits sur l’Histoire, Paris, Flammarion, 1997; Id., 113 Braudel, Fernand, La Méditerranée.
33
الحضارة الماديّة في لبنان
التاريخية الثالث فرنان بروديل والطبقات ّ أضاف بروديل على أسالفه في مدرسة الحوليات مفهوم التأْ ريخ لفترة طويلة ،12فاعتبر التاريخ مؤلّ ًفا من ثالث طبقات:13 * الطبقة األعمق أو السفلى أو التحتية :وهــي زمــن التاريخ شبه الثابت أي تاريخ االنـســان في عالقاته مع محيطه الجغرافي والبيئي: المكان والمناخ والموقع. تتوسط التحتية والسطحية وتمثّ ل التاريخ االجتماعي * الطبقة الثانيةّ : واالقتصادي.
مدخل إلى دراسة
المعتمد عليه في كتابة التاريخ واعتبرته تبدل أرادت هذه المدرسة أن ّ َ أغاني أو (رسوما أو ف إذ ّأكدت اإلفادة واالعتماد على المعطيات غير كا ٍ ً َ بأن التاريخ ال يقتصر على ورأت المكتوبة. كالوثائق ة مهم ا) بيوت أو تماثيل ً ّ ّ ب لها زراعاتها دراسة سيرة شخص أو ْ حقبة بل يقوم على دراسة سيرة شعو ٍ وكل ملموس وصناعاتها وتجارتها وتقاليدها وديانتها ولباسها وحضارتها ُّ أن ال يمكن فهم التاريخ دون وموجود يتعلّ ق بهاّ .9 وف ْيفر ْ العال َمان بلوخ ِ وأكد ِ ومتغيرات اإلحاطة بكل جوانب الحدث الخاضع للدرس ،وإبراز معطيات ّ تغيرات وثوابت تفرض على ّ الم ّ المؤرخ االستعانة بالعلوم المساعدة لتعليل ُ ويومية وعادات ة وتيني ر الصغيرة، األحداث فيها دخل ي ثوابتها، التاريخية أو ُ ّ ُ ّ 10 شخصية اقتصادية واعتبارات فردية ،وتبادالت ونفسية وغيرها . ّ ّ ّ ّ ويرى بلوخ أن التاريخ علم البشر في الزمان ،المهم منه أن َيفهم ّ والسلوكيات في الماضي من غير إسقاط المطلع عليه المسائل والظواهر ّ 11 أخالقيات وإيديولوجيات الحاضر لإلبقاء على الموضوعية والتجرد . ّ
الحدثي الذي ُيقاس بعهود األشخاص، * الطبقة الثالثة :في التاريخ َ جدا نسب ًة للطبقتين ويمتد على حقبة زمنية قصيرة ألن تحركاته سريعة ً ّ السابقتين. البني ِو ِّيين إضاف ًة إلى نظرية طبقات التاريخ الثالث عارض بروديل أفكار َ فة المجتمع ،14ودعا الى ( )Structuralistesبإهمال األجزاء الصغيرة المؤلِّ ِ علوما يتضمن ا محوري التوحيد بين العلوم االنسانية ليغدو التاريخ معه علْ ًما ً ًّ إنسانية متعددة. من هنا يعتبر بروديل أن دراســة التاريخ تشمل الجوانب االجتماعية صغيرا ومـجـ ّـز ًءا واالقتصادية وكــل جــزء مــن أج ــزاء المجتمع مهما كــان ً 15 زمنيا وال عهود . ( )élémentaireلفترة طويلة فال تحقيب ًّ
34
فرنان بروديل وخلفه كتابه ذو المتوسط والعالم الجزءين: ِ التوسطي في عهد فيليب الثاني
د .رجا لبكي
فــي الـجــزء األول مــن كتابه يستخدم مصطلح الــحــضــارة المادية يوميا .يبدأ ويعني به كتابة تاريخ حياة البشر في ظروف مادية يعيشونها ًّ 1 14البنيوية ( :)Structuralismeتيار بحثي في العلوم اإلجتماعية ظهر في أوساط القرن العشرين .من أبرز أعالمه كلود ليـﭭـي شتراوس ( .)Claude Levi–Straussيعتمد الفكر البنيوي على اعتبار دراسة األشياء أو المجتمعات كأنها بنية واحدة أو جزء واحد دراستها على حدة ال تساعد على فهم البنية مؤلفة من تفاعالت وعالقات بين أجزاء صغيرة ُ الواحدة ،فدراسة األجزاء ال تفيد بل تفاعل هذه األجزاء يفيد في فهم البنية الواحدة. طويال انتقادات كثيرة على نهجه في درسه الظواهر ،وخاصة 115القى فرنان بروديل ً من بنيويين أكثرهم انتقادا ميشال فوكو ( )Michel Foucaultالعتباره فترات بروديل ً الزمنية الطويلة ال ُتظهر الحركات والثورات ،ويجب التركيز في األحداث على التقاطع واالنفصال ( )cassures et rupturesبين األزمنة.
هذا النمط التاريخي من األشياء الصغيرة في العيش واكتشاف جذورها تطورها وتحوالت التاريخية القديمة من أصولها وسبب استمراريتها وحالة ّ طرأت عليها حتى واقعها الحالي .وقد تشمل هذه الحضارة المادية أدوات والح َرف وأدواتها والصناعات االستعمال الصناعية والعمالت والزراعة ِ الزراعية وأدواتها وغيرها.
يتعرض لموروثات بدأ بعضها التنبه الى موضوع الحضارة المادية ّ ّ ّ 2.2 يزول. محد ًدا المادية في األســاس ،وإن ليس 3.3معالجة موضوع الحضارة ّ ّ الح َرف في حقبة زمنيةُ ،ي ّبين جانبا من مستوى التفكير البشري عن ِ ً الحقا مع تآلفهم ومدى االستنباط على وقدرتهم البشر تطورها لدى ً ومدى ّ منجزات الثورة الصناعية. 116رجاء لبكي ،مظاهر الحضارة المادية في تاريخ لبنان ،دراسة إتنو– تاريخية نموذجا) ،أطروحة غير منشورة لنيل الدكتوراه اللبنانية في التاريخ، تراثية (المتن ً القسيس ،الجامعة اللبنانية ،المعهد العالي للدكتوراه أنطوان الدكتور األستاذ إشراف ّ في اآلداب والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،سن الفيل ،2015 ،ص.13 . 117رجاء لبكي ،مظاهر الحضارة المادية في تاريخ لبنان ،ص.13 .
مدخل إلى دراسة
ـاديــة تختلط أحيانً ا ببعض جــوانــب التاريخ الريفي 1.1الحضارة الـمـ ّ والتاريخ المديني.
35
الحضارة الماديّة في لبنان
وكيفية معالجتها المادية ّ موضوعات الحضارة ّ المادية) بناء على ما سبق يمكن تعريف الحضارة المادية (أو الثقافة ّ ً تتميز بخصائص واضحة، لغاية تستجيب إنسانية أنشطة مجموع ب ـ ّ وتتحقق عبر أشياء مادية ترتبط باالنسان على مدى التاريخ ضرورية ّ 16 الطويل . هذا الباب التاريخي الجديد أنشأه بروديل يلتقي في كثير من جوانبه باإلتنو– آثار أو باألنتروﭘـولوجيا اآلثارية .وهي نظرة مادية يصنفون للمخلّ فات األثرية قريبة جـ ًّـدا من نظرة علماء آثــار معاصرين ّ المتغيرة والـمـتـطـ ّـورة فــي الجغرافية والــزمــن عبر األدوات الـثـقــافــات ّ 17 والمخلَّ فات األثرية . لذا نرى أن:
36 د .رجا لبكي
ـروري تــركـيـ ُـز الباحثين فــي هــذا الـمـجــال على كــل مــا يتعلّ ق لــذا ضـ ـ ٌّ الح َرف والمهن والتصنيع ،عند بالحضارة المادية والمأثورات وأدوات ِ ّ وتطورها وما تمكن االنسان من تحقيقه دراستهم تقنيات هذه الحضارة ّ وتطور تفكيره ،واإلفادة مما أنجزه الفرد أو اآلخرون عبر تراكم خبراته ّ المادية هي الوجه اآلخر لحقيقة بشرية فالحضارة مختلفة. في بيئات ّ تسد بعض ّ غير مكتوبة تتشكل من أدوات الحياة اليومية أمتع ًة أو ُب ًنى قد ّ ثغرات التاريخ المكتوب ،وهي مواد وأدوات بدائية وإنتاج فطري استخدمها 18 لتشكل مفهوم ّ مادية تتمثّ ل باألشياء فقط االنسان وتدخل ضمن ثقافة ّ الحضارة المادية والتراث الشعبي. وأخيرا... ً نواح تاريخية أخرى ثمة ُ تباي ٌن في معالجة الحضارة المادية ،بينها وبين ٍ 19 نظرا لفروقات ومعطيات أساسية ،منها : ً المؤرخ. على تلتبس قد متعاقبة وحقبات طويلة زمنية فترة دراسة ّ * * ض ــرورة تحديد األدوات وتصنيفها والمخلّ فات الـمــاديــة والـمــواد تكون موضوع دراسة الحضارة المادية. وخامات ّ * ضرورة شرح معاني أسماء األدوات والمواد والمصطلحات
المستخدمة في ِح َرف الحضارة المادية ومهنها لتكون دقيقة أي التباس. وواضحة بدون ّ
* االعتماد على التحليل الهندسي للمخلّ فات المادية وتحديد قياساتها وتبدالتها ،واالبتعاد عن الوصف العام وســرد ال طابع ومراقبة عملها ّ علمي له. * شرح عمليات فنية وحرفية وصناعية تتعلّ ق بمخلّ فات مادية تتطلّ ب درسها بشكل تسلسلي واضح مترابط من بداية حركة المواد إلى تخريج المصنوعات. 118ال تدخل في باب الحضارة المادية :األساطير والمالحم واألدب الشعبي والمعتقدات الشعبية والعادات والفنون الشعبية والحكايات واألمثال واألغاني واألهازيج والطب الشعبي والمراسم الدينية واألعياد واالحتفاالت الزراعية والرقص واالبتهاالت ّ الشعبي واأللعاب والنحت والرسم.
119رجاء لبكي ،مظاهر الحضارة المادية في تاريخ لبنان؛ رجاء لبكي ،الطواحين والمعاصر واألتاتين في بلدة بعبدات وجوارها ،دراسة تاريخية أثرية إجتماعية حضارية ،رسالة غير منشورة أُ عدت لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ ،إشراف القسيس ،الجامعة اللبنانية ،كلّ ية اآلداب والعلوم اإلنسانية، األستاذ الدكتور أنطوان ّ العمادة ،قسم التاريخ ،الدكوانة.2011 ،
1.1واقعها ،تأْ ريخهاَ ،أعالمها
من زمــا ٍن عايش اللبنانيون الحضارة المادية بمختلف فروعها في عملهم ومسكنهم وإنتاجهم ،فانطبعوا بها وغاصوا في بعض ثقافتها، وحملوا الى المستقبل بعض تراثها القديم وإن تأرجحت هذه الحضارة بين الزوال والبقاء. ورجال فكر كتبوا عن الثقافة المادية إنما صحيح أن ُك ّت ًابا ومؤرخين َ ٌ منفردا في التاريخ ،بل جعلوها ضمن مفاهيم بابا لم ّ ً تشكل كتاباتهم ً حضارية أخرى. مجالت كــ المقتطف ليعقوب لعل أبرز المقاالت العلمية صدرت في ّ ّ اليسوعيين، لآلباء والمشرق مصر، في ين اللبناني نمر وفارس وف صر ّ ّ َّ ومجالت محلية كثيرة صدرت في بيروت أو مدن لبنانية أخرى أو قرى، أصدرتها جمعيات وأندية ومنابر ثقافية وتراثية.
مدخل إلى دراسة
القسم الثاني :الحضارة المادية في لبنان
37
الحضارة الماديّة في لبنان
* عــدم إغفال أي جانب من الجوانب الـمــدروســة ،لإلحاطة بجميع المعطيات وبلوغ استنتاجات دقيقة ،واالعتماد على كل المتوفّ ر من مصادر وصـ َـور ورســوم وآالت ومقاييس ورســوم بيانية ومراجع ومقابالت ووثائق ُ وخرائط ،ومراقبة آلية العمل بالعين المجردة أو بالفيديو. ت قيد الدرس في حياة اإلنسان اليومية. * شرح أهمية مخلّ فا ٍ ـرزهــا :الرياضيات (للحسابات * االعـتـمــاد على عـلــوم ٍ مساعد ٍة أبـ ُ والتحليل الجيومتري) ،الفيزياء (لمعرفة القياس أو قوة آلـ ٍـة أو قدرة (التحوالت الكيميائية أو حرارة فرن انتاجها أو سرعتها ،)...الكيمياء ّ أثر مــا ،)...العلوم الطبيعية ،الطب ،العلوم االجتماعية ،علم أو عمر ٍ اإلحصاء ،علم السكان ،علم االقتصاد ،علم االنتروﭘـولوجيا ،اللغات، علم األلسنة ،علم اآلثار ،الجغرافيا البشرية ،علم النفس ،وعلوم أخرى تساعد فــي بلوغ استنتاجات دقيقة فــي التحليل العلمي الموضوعي والمتجرد. الدقيق ّ المسنين قبل فوات هذا النوع من البحث يسهم في اإلفادة من خبرة ّ األوان ،وقبل انعدام المعلومات أو تناقصها في غياب متاحف متخصصة والح َرف القديمة. باآلالت والمهن ِ
بين ُك ّـتاب لبنانيين قاربوا موضوعات تتعلق بالثقافة المادية والموروثات الحرفية والتراثية وموضوعات أخرى :لحد خاطر ،20أنيس فريحة ،21سالم الراسي في مجموع كتبه ،22ابرهيم األس ــود ،23سامي ريحانا ،24شاهين حقي في كتاب لبنان مباحث علمية الخازن ،25أنطون البيطار ،26إسماعيل ّ ونشرته مثقفين ،صدر في الحرب العالمية األولى ْ واجتماعية( 27لمجموعة ّ الجامعة اللبنانية) ،جوزف أبي ضاهر ،28طالب محمود قره أحمد ،29وكتب أخرى ومقاالت لمؤلفين وباحثين بينهم :فؤاد افرام البستاني ،مارون عبود، جوزف نعمة ،مهى الكيال ،فريديريك معتوق ،إميل يعقوب ،حاتم سليمان، ليلى الهبر صقر ،عصام كمال خليفة ،الياس ّ القطار ،وغيرهم ممن عالجوا 220لحد خاطر ،العادات والتقاليد اللبنانية ،مطبعة الجبل درعون – حريصا ،الجزء الثاني1977 ،؛ لحد خاطر ،مذكرات لحد خاطر ،صفحات من تاريخ منطقة الجرد الجنوبي ،طباعة شمالي وشمالي ،طبعة أولى ،حزيران .2011
38
221أنيس فريحة ،القرية اللبنانية حضارة في طريق الزوال ،جروس برس ،طرابلس لبنان.1957 ،
د .رجا لبكي
222سالم الراسيِ ،ل َئ ّال تضيع ،مؤسسة نوفل ،طبعة ثانية ،بيروت1977 ،؛ سالم الراسي ،حكي قرايا وحكي سرايا ،مؤسسة نوفل ،الطبعة الثانية ،بيروت1978 ،؛ سالم الراسي ،شيح بريح ،مؤسسة نوفل ،الطبعة األولى ،بيروت1978 ،؛ سالم الراسي ،في الزوايا خفايا ،مؤسسة نوفل ،الطبعة الثانية ،بيروت1979 ،؛ سالم الراسي ،الناس بالناس ،مؤسسة نوفل ،طبعة أولى ،بيروت1980 ،؛ سالم الراسي ،حيص بيص، مؤسسة نوفل ،طبعة أولى ،بيروت.1980 ،
223ابراهيم األسود ،تنوير األذان في تاريخ لبنان ،المجلد الثاني ،مطبعة القديس جاورجيوس ،بيروت1927 ،؛ ابراهيم األسود ،دليل لبنان ،المطبعة العثمانية ،المرة الثالثة ،بعبدا ،لبنان.1927 ، 224سامي ريحانا ،موسوعة التراث القروي – القرية مجتمع ذو اكتفاء ذاتي ،دار نوبيليس ،الطبعة الرابعة ،ثالث أجزاء.2010 ، 225شاهين الخازن ،كنوز لبنان المرصودة ،طبعة جديدة ،جونيه.1984 ،
226أنطون البيطار ،بيت شباب ،أضواء على التاريخ ،الصناعة ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى ،مطبعة منير العلم القنيطرة – بيت شباب.2004 ،
حقي ،لبنان مباحث علمية واجتماعية ،نظر فيه ووضع مقدمته 227إسماعيل ّ وفهارسه الدكتور فؤاد افرام البستاني ،جزء ،2منشورات الجامعة اللبنانية ،بيروت، .1970 228جوزف أبي ضاهرَ ،ع البركة – تقاليد لبنانية وعادات ،الجامعة األميركية للعلوم والتكنولوجيا ( ،)AUSTبيروت.2012 ،
229طالب محمود قره أحمد ،الحرف والمهن في مدينة صيدا بين الماضي والحاضر ،صيدا ،طبعة ثانية.2013 ،
كشفت الكثير من الحضارة المادية ُتمكن اإلفادة منها. موضوعات تراث َ ـ المؤسسة مؤسسات ك وثمة ّ مجالت تراثية ودراسات جامعية وما ّ َّ قدمته َّ التنموية للثقافة والفنون ،اللجنة الوطنية اللبنانية للعلم والثقافة (اليونسكو) ،مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية األميركية وعنه تصدر مجلة مرايا التراث.
مدخل إلى دراسة
سالم الراسي: شيخ األدب الشعبي
39
2.2أبوابها قامت الحضارة المادية على صناعات حرفية في البيوت ومحيطها، ينفذها صاحب العمل بمعاونة زوجته أو أوالده وفي مشاغل صغيرة يدويةّ ، تؤمن الحاجات األساسية للفرد والجماعة أو أخوته .وكانت َ منتجاتها ِّ (تأمين الغذاء والكساء والمسكن والتدفئة واإلنارة والنقل). بين موروثات كثيرة للحضارة المادية عرفها لبنان ،ما يساعد الباحثين محددة .ويمكن إدراج هذه الموروثات في والمهتمين في معالجة نقاط َّ سبعة أبواب: 330رجاء لبكي ،الطواحين والمعاصر واألتاتين في بلدة بعبدات وجوارها. 331رجاء لبكي ،مظاهر الحضارة المادية في تاريخ لبنان.
الحضارة الماديّة في لبنان
شهادتي الدبلوم وأسهمت في الكشف عن الحضارة المادية البحتة في َ ُ علميا خارج التكرار واالستنساخ. والدكتوراه .31عسى أن ينفتح هذا الباب ًّ
30
) أالحضارة الزراعية والحيوانية البحث عن مياه الشفة والري ،حفر القنوات ،تدوير الطواحين وغيرها، الـحــراثــة والـفــاحــة والــزراعــة وأدوات ـه ــا ،زراع ــة التبغ والـتـنـبــاك ،بيطرة الحيوانات. من أعلى الى أسفل: والمساس والمنجل، النير ّ وإلى اليمين :المذراة (من منزل عبده جميل قرباني في بعبدات)
40 د .رجا لبكي
) بالحضارة ال ِـب َـنـائية استخراج الحجارة من المقالع ،بناء البيوت المتنوعة والقصور والكنائس والقالع ،بناء أفــران للخبز ،بناء الطواحين واألتاتين والمعاصر ،تركيب زجاجيات المنازل.
درج حلزوني منحوت من صخرة واحدة (كنيسة مار جرجس – بعبدات)
مدخل إلى دراسة
نموذج من بيوت كبيرة مبنية سنة ( 1911منزل حبيب نقوال – بعبدات)
الحضارة الماديّة في لبنان
) جالحضارة الصناعية الحدادة العربية كصناعة سكك الفالحة والسكاكين والسيوف والمكاوي والمسامير والموازين والمكاييل ومناقل الفحم والوجاقات ومحامص البن الفخار كالجرار واألباريق والخوابي والمقالي وغيرها .السنكرية ،صناعة ّ والطناجر والصحون وال ـكــاســات ،...تصنيع الفحم ،تصنيع القطران، الدباغة والجلود والصباغ وصناعة الحقائب والمصنوعات الجلدية ،صناعة الزجاج ،صناعة النحاس واألدوات النحاسية المنزلية :دســوت ،طناجر ركاو ،صدور ،صوا ٍن ،أجران هاون ،مدقّ ات ،مطحنة بن ،قناديل نحاسيةٍ ، كــاز ،صوبيا ،وجــاقــات ،...صناعة السكاكين ،النجارة العربية :قوالب خشبية ،أبواب ،شبابيك ،طاوالت ،مقاعد ،... ،صناعة األجراس بمختلف (الق ْر َد َحة) ،صناعة البارود ،صناعة الكلس في األحجام ،صناعة األسلحة َ واللباد األتاتين ،صناعة عربات النقل :تك ،طنبر ،صناعة ّ السجاد والبسط ّ والعباءات ،...الطباعة (مطبعة مار أنطونيوس قزحيا ،مطبعة مار يوحنا الصايغ – الخنشاره ومطابع قديمة أخرى) ،التقشيش ،صناعة المكانس، تصنيع القصب (سالل ،أطباق ،صدور )...والحظائر ،...التنجيد ،صناعة الحلي :ذهب أو فضة أو أحجار كريمة، السفن وحياكة الشباك ،صناعة ّ صناعة األحذية ،صناعة الصابون ،الجزارة ،صناعة آالت الطرب على مختلف أنواعها :قرع ونفخ ووتر...
41
42
ب وأجران فخارية في غرفة التخزين (مصنع فوزي فاخوري – بيت شباب) خوا ٍ
د .رجا لبكي
أدوات نجارة (منشرة بشير نكد قرباني – بعبدات)
) دصناعات غذائية صناعات تحويلية :زيت ،نبيذ ،عرق ،دبس ،طحينة ،لبن ،لبنة،... ، مقددات ومربيات وكبيس وقاورما ،...الكشك والبرغل والطحين بمختلف ّ درج ــات الطحن ،الخبز فــي َ األف ــران (ف ــرن ،طابونة ،تـ ُّـنــور ،ص ــاج،)... المشبك ،المعكرون، العويمات، الحلويات بمختلف أنواعها (الزالبية، ّ ّ الصفوف ،الكنافة ،زنود الست ،المغلي.)...
)ـهالحضارة النسيجية والكسائية والتزيينية الغزل والنسيج ،الحرير ،الديما والجوخ ،النول والحياكة والتطريز والرتي ،الخياطة ،أشغال حرفية ّفنية ،الحالقة.
مدخل إلى دراسة 43
) وصناعة األدوية وتركيبها من الحشائش والنباتات. ) زالحضارة المادية التجارية وعبارات، وسائل النقل :طنبر وعربة وتــك ،طرقات قديمة وجسور ّ العمالت المستخدمة. بهذه األبواب السبعة من الحضارة المادية ،يتضح أنها كانت تؤمن نحو تتطور بسبب انعدام الرساميل األساسية .لم %85من حاجات المجتمع َّ ّ والتكنولوجيا وضعف الخبرة والمعرفة وصعوبة تأمين الـمــواد األولية تطورات والتصريف ،حتى الثورة الصناعية ومــا بعدها ومــا رافقها من ّ علمية كبيرة ،وانعكس هذا الواقع على المجتمعات العالمية وعلى لبنان، السيما في النصف اآلخر من القرن العشرين. ّ الح َرف والصنائع وأدوات تشمل المادية) الثقافة (أو المادية الحضارة ِ محددة ،وهذه الحضارة ال ترتبط االنتاج التقليدية اليدوية في مناطق ّ
الحضارة الماديّة في لبنان
نول الحياكة (نول سليم سعاده – زوق مكايل)
وثيقا بالبيئة الدينية وال بالدين وال باللغة وال بالموسيقى وال بالشعر ً وال بالوجدانية وال باألشياء الروحية بل يرتبط معظمها بالجغرافيا. متعددة للمجتمع ،خارق ٌة البلدان والطوائف واإلتنيات وهي ذاكرة ثقافية ّ والمذاهب والعائليات والقوميات .لها قيمتها الخاصة ومكانتها في واجبنا الحفاظ عليها والكتابة عنها والبحث فــي مجاالتها الـتــاريــخ، ُ الجدي المتنوعة ،فمعظمها على طريق الزوال بغياب االهتمام الرسمي ّ طويال وانتهى للحفاظ عليها وتعريف الجمهور بها كأنها إرث قديم عاش ً عصره واستعماله. انساني ًة ُت ّعبر ت ت تاريخي ًة واختبارا ٍ كل تراث قديم ذاكرة حافظ ٌة حقبا ٍ ّ ّ للتكيف مع البيئة والمحافظة على البقاء. عن جهد االنسان ّ كل هذا كي ال يصح القول :نحب الماضي ألنه غاب ،ونكرهه لو عاد.
44
المراجع
د .رجا لبكي
المراجع العربية •أبــي ضاهر ج ــوزفَ ،ع البركة – تقاليد لبنانية وعـــادات ،الجامعة األميركية للعلوم والتكنولوجيا ( ،)AUSTبيروت.2012 ،
األسود ابراهيم ،تنوير األذان في تاريخ لبنان ،المجلد الثاني ،مطبعة • َ القديس جاورجيوس ،بيروت.1927 ،
األسود ابراهيم ،دليل لبنان ،المطبعة العثمانية ،المرة الثالثة ،بعبدا، • َ لبنان.1927 ،
•البيطار انطون ،بيت شباب ،أضــواء على التاريخ ،الصناعة ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى ،مطبعة منير العلم القنيطرة /بيت شباب.2004 ، حقي إسماعيل ،لبنان مباحث علمية واجتماعية ،نظر فيه ووضع • ّ مقدمته وفهارسه الدكتور فــؤاد افــرام البستاني ،جزء ،2منشورات الجامعة اللبنانية ،بيروت.1970 ، •الخازن شاهين ،كنوز لبنان المرصودة ،طبعة جديدة ،جونيه.1984 ،
•خاطر لحد ،العادات والتقاليد اللبنانية ،مطبعة الجبل درعون /حريصا، الجزء الثاني.1977 ،
•خاطر لحد ،مذكرات لحد خاطر ،صفحات من تاريخ منطقة الجرد الجنوبي ،طبعة أولى ،بيروت.2011 ، •الراسي ســام ،الناس بالناس ،مؤسسة نوفل ،طبعة أولــى ،بيروت، .1980
•الراسي سالم ،حيص بيص ،مؤسسة نوفل ،طبعة أولى ،بيروت.1980 ، •الراسي ســام ،شيح بريح ،مؤسسة نوفل ،الطبعة األولــى ،بيروت، .1978
•الــراســي ســام ،في الــزوايــا خفايا ،مؤسسة نوفل ،الطبعة الثانية، بيروت.1979 ،
•ريحانا سامي ،موسوعة التراث القروي :القرية مجتمع ذو إكتفاء ذاتي ،ثالث أجزاء ،دار نوبيليس ،الطبعة الرابعة.2010 ،
•فريحه أنيس ،القرية اللبنانية حضارة في طريق الـــزوال ،جروس برس ،طرابلس.1957 ، •قره أحمد طالب محمود ،الحرف والمهن في مدينة صيدا بين الماضي والحاضر ،صيدا ،طبعة ثانية.2013 ، • ّ تطوره – منهجه ،الــدار القطار الـيــاس ،مدخل الــى علم الــتــاريــخ، ّ اللبنانية للنشر الجامعي ،بيروت.1982 ،
•كوثراني وجيه ،التأريخ ومدارسه في الغرب وعند العرب ،مدخل الى علم التاريخ ،الجزء األول ،األحوال واألزمنة للطباعة والنشر ،بيروت، .2001 •كوثراني وجيه ،الذاكرة والتاريخ في القرن العشرين الطويل ،دراسة في البحث والبحث التاريخي ،دار الطليعة بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى.2000 ،
45
الحضارة الماديّة في لبنان
•الراسي سالمِ ،ل َئ ّال تضيع ،مؤسسة نوفل ،طبعة ثانية ،بيروت.1977 ،
مدخل إلى دراسة
•الراسي سالم ،حكي قرايا وحكي سرايا ،مؤسسة نوفل ،الطبعة الثانية، بيروت.1978 ،
، الطواحين والمعاصر واألتاتين في بلدة بعبدات وجوارها، •لبكي رجاء رسالة غير منشورة أُ عدت،دراسة تاريخية أثرية إجتماعية حضارية إشراف األستاذ الدكتور،لنيل شهادة دبلوم دراسات عليا في التاريخ ، كلّ ية اآلداب والعلوم اإلنسانية، الجامعة اللبنانية،القسيس أنطوان ّ .2011 ، الدكوانة، قسم التاريخ،العمادة
دراســة إتنو، مظاهر الحضارة المادية في تاريخ لبنان، •لبكي رجــاء أطروحة غير منشورة أُ عدت لنيل،)أنموذجا تاريخية تراثية (المتن ً إشراف األستاذ الدكتور أنطوان،شهادة الدكتوراه اللبنانية في التاريخ المعهد العالي للدكتوراه في اآلداب والعلوم، الجامعة اللبنانية،القسيس ّ .2015 ، سن الفيل،اإلنسانية واإلجتماعية المراجع األجنبية
• Auranche Olivier, Vous avez dit ethnoarchéologie?, Maison Fernand, Civilisation matérielle, économie et capitalisme, XV e – XVIII e siècle, le temps du monde, 3 volumes,
• Braudel
Edition Armand Colin, Paris, le livre de poche 1979, réédition Décembre 1997. • Braudel Fernand, Ecrits sur l’Histoire, Paris, Flammarion, 1997. • Braudel Fernand, La Méditerranée et le monde méditerranéen à l’époque de Philippe II, Armand Colin, Paris, 1949, réédité en 1967. • Charles Robert P., L’anthropologie archéologique: méthodes, buts et premiers résultats, Revues Annales: Economie, Sociétés, Civilisations, 21/3 1966. • Daix Pierre, Braudel, Paris, Flammarion, 1995. • L’Homme Jean, Note sur la civilisation matérielle, Revue économique, 19/2, 1968. • Langlois Charles Victor – Seignobos Charles, Introduction aux études historiques, Paris, Edition Kimé, 1994, 284 pages. • Morpeth Neil, Marc Bloch, Strange defeat, the historian’s craft and world war II: Writing and teaching contemporary History, European Legacy, 2005, pages 179 –195.
46 رجا لبكي.د
de l’Orient et de la Méditérannée, Lyon, 2012.
• Petrequin Pierre, Gens de l’eau, gens de la terre, Paris, Edition CNRN, 1984. • Stiles Daniel, Ethnoarcheology: A discussion of methods and application, published by: Royal Anthropoligical Institute of Great Britain and Ireland, 92 /1, April, 1997.
مدخل إلى دراسة
• Stirling Katherine, Rereading Marc Bloch: The life and works of a visionary modernist, History compass, 2007.
الحضارة الماديّة في لبنان
47
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
الصحافة اللبنانية من َأ ِل ِفها ِإلى يائها وغ َز ْوا العالم بها طلق َها َّرو ُادهاَ ... َأ َ
جوزف أبي ضاهر
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
الصحافي ترا ُثنا ّ
49
الصحافي تـراثُنا ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ جوزف أبي ضاهر خبرا وماد ًة نشر المعرفة ِ تحو َل ًّ هي ِحرفَ ة ِ والتقاط اللحظة عبر حدث َّ فتشع دائــرة ضـ ٍ ريخا من زمن إلى زمــنَ ،ت ُعبر ُت ـ َـد َّون، ـوء حولها وتغدو تأْ ً ّ اسما بــ صحيفة. ِ َ والورقة فالصفحا ِ الشف َـتين إلى القلم ِ ت المختصرة ً لفعل ْيؤخذ به بما يحمل خدمت بالتواتر ُلتصبح هكذا ُعرفَ ت ً ُ صوتا ْ واست َ يود معرف ًة ن م وبينهما عارض، وم د مؤي بين اآلراء حيالها تنقسم ترددات ّ من ُّ َ ّ ُ يغض طرفً ا عن النتائج. ومن ّ َ 1 ورك ب إدموند اإليرلندي ر المفك ّ تتصدر الرابعة، السلطة اها سم ّ ُ ّ سلطات ثالث فيها تجتمع التي البرلمانات في الصحافيين قاعة المراسلين ٌ ّ تأثيرا من األحزاب كافة. قرر شؤون الناس .وهو اعتبرها األهم واألكثر ً ُت ّ عربية ُس ّميت جــريــدة ّأول منشورة ّ المعبر عن (صحيفة )أعطي لها االســم ّ التنوع فــي مضمونها :حديقة األخـبــار وإلــى جانب االســم سن ُة ال ـصــدور (بيروت منش ُئها خليل الخوري وعـ ّـرف عنها ِ َ )1858 تجري. بــ جرنال سياسي أدبي َم َ حديقة األخبار ... األولى
استقبلت بالتقدير واإلقبال ...وبالشعر ،ومنه بيتا داود بك النقاش: ُ
هـــذي احلــديــقــ ُة طــاملــا ٍ2 لك جـــريـــدة يه أُمُّ ّ
أَرِجَــــت هبــا غــر ُّ األزاهـــرْ عـــربـــ ّيـــة ...وهبـــا نــفــاخــرْ
السيد رينو (أحد وصل صدى حديقة األخبار إلى أوروبــا فكتب ّ أعضاء المحفل العلْ مي الفرنسي وحافظ المخطوطات الشرقية في مكتبة ّ )1
رواد الفكر المحافظ (.)1797–1729 مفكر وسياسي ،من ّ
األول ،بيروت )2الفيكونت فيليب دي طرازي ،تاريخ الصحافة ّ العربية ،الجزء ّ ،1913ص.57 .
)3
المرجع السابق ،ص.57 .
)5
متصرف جبل لبنان (.)1873–1868 ّ
)4
متصرف جبل لبنان (.)1868–1861 ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
المعلّ م بطرس البستاني
51
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
شبهها بـ أعظم الفرنسية) الدولة ً تقريرا عنها في 29حزيران َّ ،1858 ّ 3 الجرائد األوروبية. ّ أوال اسم الفجر المنير .لم ُيعرف ...وكان ال ُـمنشئ اختار لها ً السبب الدافع إلــى تبديله ،وأجمع المؤرخون على اعتبارها الجريدة والفرنسية. العربية األولى في العالم العربي ،وكانت باللغتين: ّ ّ بــع ــد س ـ ـنـ ــوات تـســع المتصرف داود أصــدر ّ 4 ب ــاش ــا ف ــي ب ـيــت الــديــن جــريــدة باسم لبنان، ـؤرخ الصحافة َ وصفها مـ ّ ال ـ ـكـ ــونـ ــت فــيــلــي ــب دي طــرازي بأنها صحيفة أسـ ـ ـب ـ ــوع ـ ـ ّـي ـ ــة رس ـ ـمـ ـ ّـيـ ــة أن ـ ـشـ ــأهـ ــا داود ب ــاش ــا عثمانية من بيت الدين لبنان... ّ ح ــاك ـ ُـم ل ـب ـنــان لـخــدمــة مصالح الحكومة وإذاعة أوامرها وإعالناتها ،ونَ َش َرها في صفحات أربع نصفها عربي العبارة ونصفها اآلخر حسنة التبويب ،لطيفة الحروف، ُ َ عطلها فرنكو فرنسي )...( وبعدما عاشت الصحيفة عامين كاملين ّ 5 حبا باالقتصاد. باشا ًّ فــي الـفـتــرة ذات ـهــا ،وتـحــديـ ًـدا سنة ،1860أصدر المعلّ م بطرس البستاني جــريــدة نفير ســوريــا فــي صفحتين تتضمن ع ـلــى ش ـكــل رس ــائ ــل وط ـنـ ّـيــة ّ لش ّد ُعــرى ُ األلـفــة بين الناس نصائح َ َ على اختالف مذاهبهم.
بين الدين واألدب والعلوم
بعد حديقة األخبار صدرت جريدة البشير( في 3أيلول :)1870 الرهبانية إخبارية بإشراف علمية دينية أدبية كاثوليكية أسبوعية ّ ّ ّ ّ ّ ّ السيد المسيح: ـام ـ ك ـن ـ م مستوحى شعار تحت لبنان، ـي ـ ف ة اليسوعي ّ ّ سلفا.) والحق يحرركم( قيمة العدد 15 الحق تعرفون ُ سنتيما والدفع ً َّ ً
52
البشير :تعرفون الحق
جوزف أبي ضاهر
...بعد الـحــديـقــة والبشير أعلن خليل سركيس عن صدور جريدته األول لسان الحال ،وفي صدر العدد ّ حدد ( ١٨تشرين األول )1877 افتتاحية ّ ّ فيها األسباب الموجبة لإلصدار: أسباب قويت فيها ُ إن بالدنا لَ ّـما َ ـب المطالعة العلوم واآلداب ،وصــار ُحـ ّ ملَ َك ًة في كثيرين من األدبــاء األذكياء، وكــانــت ال ـجــرائــد مــن أق ــرب الــوســائــل وإحــداهــا للحصول على ثمرة العلوم، وأسهلها لنيل الـفــوائــد المختلفة في ـادرنــا – إجــاب ـ ًة لكثيرين من كـ ّـل فـ ّـن ،بـ ْ أحبائنا – بعد االت ـكــال عليه تعالى، وأدبية، وتجارية سياسية بنشر جريدة ّ ّ ّ مرتين في ذات أربــع صفحات ُتنشر ّ يومي االثنين والخميس تحت األسبوع َ نُ ضمنها أجـ ّـل ـال، ـ ح ـ ل ا ـان اســم ل ـسـ ّ والخارجية الداخلية السياسية األخبار ّ ّ ّ
خليل سركيس
لسان الحال
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها 53
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
م ــع م ــا َي ــرغَ ــب فـيـهــا ك ـ ّـل تــاجــر م ــن بـيــان األس ـعــار وغـيــرهــا ،وسنصحبها قــريـ ًـبــا إن وصناعية علمية سياسية شاء اهلل بجريدة ّ ّ ّ كراسة ذات ست عشرة وتاريخية على هيئة ّ ّ مرة في األسبوع تحت اسم طبع ت صفحة، ُ ّ نضمنها أهم ما يرد في أخبار المشكاة، ّ ذكر ُوي َلمس السياسة مما هو جدير بأن ُي َ فصوال ً فــي جميع األع ـصــار ،ونُ ــدرج فيها في العلوم والصنائع واالختراعات ومباحث الــزراعــة ومــا يضاف إليها من الكالم عن المعادن وخواصها واستخراجها إلى ما شاء المشكاة اهلل مما يجري هذا المجرى ،ونُ فرد فيها وحدد ًّ محال لتاريخ من تواريخ األمم الخالية مما نعلم إيثار الجمهور لهّ . معا في لبنان وسوريا :أربعة عشر سركيس قيمة االشتراك بالجريدتين ً سلفا. ً فرنكا ُتدفع ً قبل أن يختم القرن التاسع عـ ـش ــر أيـ ــامـ ــه ب ـع ـش ــري ــن مــن ـدرت فــي بيروت السنوات ص ـ َ جريدة المصباح)1880( علمية ـاريــة س ـيــاسـ ّـيــة ت ـجـ ّ ّ لنقوال وجــان نـقــاش ،وبعدها صروف المقتطف ليعقوب ّ علمية تجارية المصباح: ّ ّ وفارس نمر (ّ )1876أول مجلّ ة شهرية (نقالها أدبية ّ علمية ّ ّ الحـ ًـقــا إل ــى ال ـقــاهــرة )1884 يومية ثــم جــريــدة األرز: ّ علمية فـنـ ّـيــة15( ـاريــة إخ ـبـ ّ ّ األول )1895صدرت تشرين ّ صاحب بإدارة جونيه في مدينة األرز ...من جونيه ام ـت ـيــازهــا وم ـح ـ ّـرره ــا فيليب معا جمال باشا في حزيران الخازن ،عاونه ً عدمهما ً الحقا شقيقه فريد (أَ َ الخازنيان ّأول الشهيدان 1916مع عدد من الصحافيين األحرار) .وكان َ َّ َمن استخدم تسمية نقابة الصحافة مع الصحاف َّـي ْـين :عبود أبي راشد طنوس باخوس صاحب صاحب امتياز جريدة النصير ،)١٩٠١( وخليل ّ
امـتـيــاز جــريــدة ال ــروض ــة سنتين فــي بعبدا (ص ــدرت َ س ـن ــة ...)1894وج ـ ــاءت التسمية العـتــراضـهــم على ق ــان ــون م ـط ـبــوعــات أص ــدره ال ـم ـت ـصـ ّـرف يــوســف فرنكو النصير ...والصوت النقابي ب ــاش ــا .نـ ـش ــروا االعـ ـت ــراض فــي صحفهم :عــرف قـ ّـراء جــرائــدنــا ال ـكــرام أننا رفعنا إلــى ال ـبــاب الـعــالــي وسـفــراء نظام لبنان عة الــدول الموقِّ ِ َ االحتجاجات واالعتراضات ال ـ ـمـ ــدعـ ــومـ ــة ب ــالـ ـب ــراهـ ـي ــن الروضة ...من بعبدا وال ـن ـصــوص الــرس ـمـ ّـيــة على كيفية إدخــال نظام المطبوعات إلــى لبنان ،ونحن ال نقصد باحتجاجنا ّ التقيد بـقــانــون ،إذ ال بـ ّـد للصحافة فــي سائر أقطار ـدم ـ ع واعتراضنا َ ُّ المتصرف لم يحفل دولة أن إال بموجبه، للسير قانون من المتمدن العالم ّ ّ المس َندة إلى مواثيق دولية ،فأمر بوضع هذا باعتراضاتنا واحتجاجاتنا ْ النظام موضع العمل من اليوم الثاني من الشهر الحالي ،ولقد كان بوسعنا لكننا تالفينا مخالفة السلطة .وقد ّ وطدنا أن نستمر على نشر جرائدنا ّ العزم على عدم نشرها معلّ لين النفس بأن أمر الباب العالي والــدول ال َيطول ،فنكون بذلك حافظنا على نظام لبنان الموضوع بإدارة َس ِن ّية .ونحن تحريرا في قانونية. مستعدون إلطاعة األوامــر متى صدرت لنا بطريقة ّ ً ّ غمرة كانون الثاني 1910من نقابة الصحافة :فيليب وفريد الخازن، المؤسسون الثالثة عن طنوس باخوس .وأضرب عبود أبي راشد ،خليل ّ ّ ـ أول نقابة صحافة إصدار صحفهم ِّ مسجلين بذلك ّأول إضراب قانوني ل ّ عرفها الشرق. 6
54 جوزف أبي ضاهر
الشهية شهرة فتحت ّ
ومجالت في القرن التاسع عشر ،وما وفّ رته هذه ما صدر من صحف ّ غير قليل شهي َة عـ ٍ ـدد ِ اإلصــدارات ألصحابها من مكانة ونفوذ وشهرة ،فتح ّ
)6سنة 1917ظهرت مجلّ ٌة تحمل االسم ذاته أصدرها بطرس شعيا وعزيز فرنسيس األميركية). المتحدة في مدينة لورنس (ماساشوستس – الواليات ّ ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
فتقدموا من أدباء وشعراء تدربوا وع ِملوا في صحف ذاك الزمان ّ وصحافيين ّ ّ التطور الزاحف من بطلبات تراخيص إلصــدار مطبوعات جديدة ترافق ّ خالل الطباعة ومستلزماتها من ورق وكليشهات ،وتأمين صحف أجنبية ِغ ّب خصوصا َمن ال يتقن غير لغته. الطلب يترجمون منها ما يروق القارئ اللبناني، ً
55
المتصرفية (،)1888 أوال عن من أولى تلك الصحف :بيروت الصادرة ً ّ ملكيتها سنة 1901 اسمها جريد ٌة أُ خرى نصف أسبوعية انتقلت ّ ّ وحملت َ َ بلدية بيروت) .لكنها لم تعش (رئيس محمد شقيقه إلى الدنا من أمين ّ يومية ت ظهرت بعدها جريدة االتحاد العثماني: سوى ثماني سنوا ٍ ّ صناعيةُ األهلية (ط ِب َعت في المطبعة تجارية اجتماعية أدبية ّ ّ ّ ّ سياسية ّ ّ )1908لصاحبها أحمد حسن طبارة وخليل عوار ،وفي غاية الجريدة: أن تكون مطابقة السم (االتحاد الـعـثـمــانــي) فـهــي ت ـخــدم الجامعة العثمانية على اإلطالق العتقادها ّ اعتالء شأنها وحدتها تأليف أن في ّ َ وصيان َة كيانها ،وفي جمع كلم ِتها االتحاد العثماني ارتفاع شأْ نها وسعاد َة حياتها. َ
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
المتصرفية بدءا من ّ بيروتً
بعدها صدرت الوطن)1908( لثالثة أع ــام :شبلي مـ ّـاط (شاعر وفيلكس األرز) ،نجيب الشوشاني ِ ف ـ ــارس وشـ ـع ــاره ــا بــال ـع ـمــل ح ـيــا ُة الــشــع ــوب ،وحـ ـ ّـري ـ ـ ُة ال ـن ـفــس أس ــاس السعادة .وفي صدر صفحتها األولى فُ تح لقصيدة أوضحت:
7
الوطن بين ثالثة
أجريدةَ الوطن اسعدي ومت ّتيع بــعــد الــظــام بهبجة األنــــوار ِ فلقد مىض ادلّور املخيف وأقبلت جن ُد السالم ِ ِبــرَيِّ ِ ق األدوار ِ
56 جوزف أبي ضاهر
يومية جامعة (مــن أربــع صفحات) .خصصت زاويــة وكانت الجريدة ّ أخيرة للبورصة وأسعار النقود. بـعــدهــا بـسـنـ ٍـة ( )1909صــدرت علمية ال ـم ـف ـيــد ج ــري ــدة وط ـنـ ّـيــة ّ سـيــاسـ ّـيــة لعبد الـغـنــي الـعــريـســي لم تـ ـع ــش س ـ ــوى خـ ـم ــس س ـ ـنـ ــوات ألن مــؤسـسـهــا أُ ع ـ ـ ِـدم مــع ش ـهــداء لبنان وطنية جريدة المفيد (.)1914 ّ الرعية فتُ ْعرب عن افتتاحي ُتها األولى كانت دعوة إلى ما فيه صالح ّ ّ سرائرها بغير محاباة ،وتُ فصح عن وجدانها بال هوادة ،تلتزم الحق في ما تقوله وال تداجي ،وترتفع باستقالل الفكر وال تداري ،تناقش أولياء رغبت نفوسهم عن الحق أو تراخت في مصلحة الخلْ ق. األمر إن َ فـ ـ ــي ال ـ ـس ـ ـنـ ــة ذات ـ ـهـ ــا ( )1909صــدرت األيــام لـفــائــق غــرغــور وطــانـيــوس ع ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــدو ،ثـ ـ ـ ــم ج ـ ــري ـ ــدة الــحــقــيــق ــة)1909( 8 ألح ـمــد ع ـ ّـب ــاس األزهـ ــري يومية جامعة األيامّ (صاحب االمتياز) وسمي حتى 1921حين أصبح ملكيتها سنة 1915إلى جرجي عوض وشبلي ّ مالط ّ )7انتقلت ّ وديع عقل مالكها الوحيد.
)8سنة 1906صدرت في بعبدات مجلّ ة تحمل االسم ذاته لنعيم صوايا ويوسف أبي واكد.
إصدارات ...إصدارات
...وتتالت االصــدارات :األجيال استمرت ثالث ( )1910لتوفيق اليازجي ّ سنوات (بعد 34سنة استحصل جورج ـضــول على امتياز مصروعة وميشال فـ ّ باسم األجـيــال ،)اإلخــاء العثماني ( )1911ألحمد شاكر الطيبي ،البالغ
األجيال بعد 34سنة
57
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
البرق جريدة األخطل الصغير
بشارة الخوري
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
ح ـ ـسـ ــن الـ ـ ـن ـ ــاط ـ ــور مـ ــديـ ـ ًـرا وزعت الحقيقة ً مسؤوالّ . مجانً ا وأَ تبعت ل األو ها عد َد َ ّ ّ ال ـثــانــي بــه مــع تـحــديــد ثمن النسخة بـ متليك وقيمة االش ـتــراك عــن سـنـ ٍـة واحــدة الحقيقة والتوزيع المجاني ـديــة في أرب ـعــة ريـ ــاالت مـجـيـ ّ وسعرت إعالناتها :السطر في بيروت ،وخارجها ليرة عثمانية ُتدفَ ع ً سلفاّ . ّ الصفحة األولى أربعة قروش ،الثانية والثالثة ثالثة قروش ،وفي الرابعة قرش ونصف. قبل سنة كان الشاعر بشارة الخوري أسبوعية أصدر جريدته البرق)١٩٠٨( ّ العالمية األولــى احتجبت خــال الحرب ّ َ وعادت تصدر يومي ًة مع لبنان الكبير.
10 9 كساب ولطف اهلل خالط ( )1911لمحمد الباقر ،الحوادث لعبد اهلل ّ ( ،1911تصدر مرتين في األسبوع) ... ،وغيرها. بعد الحرب اتسعت دائــر ُة الضوء .أطلّ ت غير جريدة بأسلوب جديد ضفة دورا أساسا في نقل لبنان من ّ وتقنية عالية (في زمنها) وبأقالم ّأدت ً ً االنتداب إلى ّبر االستقالل. (أول ّنوار )١٩٢١لميشال ّزكور الذي كتب في من ّأولها :المعرضّ مجردة من القيود افتتاحيته األولــى أن المعرض سيخدم لبنان خدمة ّ جزاء ،وال والشروط .يخدمه كما يجب على الولد أن يخدم أبويه ،ال يطلب ً السياسية ال فرق عنده ،والسيما أج ًـرا ،وإنه في ما سوى المبادئ يتقبل ْ ّ ّ تخصص لها بين سوريا ولبنان :وإن سوريا التي ة االقتصادي المصالح في ّ ّ جارة لبنان ،بل جارته الكريمة.
58 جوزف أبي ضاهر ميشال ّزكور والمعرض الرائد
بعد سنة عادت البيان إلى بيروت بعدما كان الشيخ ابراهيم اليازجي اسمي بطرس البستاني أنشأها في القاهرة .وفي إصدارها الجديد حملت َ وطانيوس باخوس .ثم صدرت صدى األحوال( 11في )1923/4/5لسمعان )9
أسبوعية بامتياز جديد سنة .1972 عادت إلى الصدور ّ
)10توقفت سنة 1922وأعاد سليم اللوزي إصدارها سنة .1955
)11كان عبداهلل رعد أصدرها في ( 1914/4/12جسر نهر بيروت) ،كما جاء في تاريخ طرازي ،الجزء ،4ص ،14 .وفي قاموس داغر ص.178 .
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها 59
فرح سيف ،فـ األحرار )1924( لجبران تويني ،والعهد الجديد)1925( لخير الدين األحــدب ،والشرق ،والراية ،والدستور ،والراصد، (أسسها سعيد عقل 1911واستشهد في سبيل لبنان ،)1916 والبيرقّ المكشوفّ أسسها فؤاد حبيش (مع ّأول دار للنشر في لبنان) ،اللواء، الــن ــداء ،صنين( أصــدرهــا عبد اهلل غانم في بسكنتا) ،وصحف عدة في :بيروت ،طرابلس ،جونيه ،عرمون، درع ــون ،بسكنتا ،بيت شباب ،بكفيا، األحرار من جبران تويني إهدن ،بعبدا ،زحلة ،بعلبك ،مرجعيون، إلى كميل يوسف شمعون دير القمر ،صيدا ،صور وغيرها. العهد الجديد
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
صدى األحوال
المكشوف جريدة ودار نشر
صنين ...من بسكنتا
العهد الجديد
60 جوزف أبي ضاهر
العثمانية األمبراطورية وسقوط بعد انتهاء الحرب ّ العالمية األولــى ُ ّ ّ وك َل إلى االنتداب وتقسيمات اتفاقية سايكس – بيكو بتأييد عصبة األمم ،أُ ِ حكم لبنان فأعلن المندوب السامي على سوريا ولبنان الجنرال الفرنسي ْ هنري غورو ( )1923–1919دولة لبنان الكبير( أول أيلول ،)1920وبدأ عربية .وبرز جناح سياسي اتحد االنتداب مؤيد صراع بين ٍ وآخر ّات َ ٌ َ َ حاد دول ّ الحقا ،بـ الميثاق الوطني كان من رف، ع ما في ومسلمون مسيحيون فيه ً ُ نتيجته إعالن الجمهورية اللبنانية واالستقالل التام ( )1943واالنسحاب (تم الجالء الكامل سنة .)1946 الفرنسي بعد ثالث سنوات ّ وديموغرافيا وفّ ر مساحة وسياسيا اجتماعيا المضطرب هذا المناخ ّ ً ً ً كبيرة ل ــ صــراع اآلراء فـصــدرت الصحف والـمـجـ ّـات ،وتــزايــدت رقعة انتشارها وتوفّ رت آالت الطباعة وسبل التوزيع واالشتراكات والتمويل)!( والمساعدات المنظورة وغير المنظورة (!). حش َمـ ْتـلـها ملكة إنكلترا حرية ...ولكن: ْ ّ
الــح ـ ّـري ــة ال ـص ـحــافـ ّـيــة ص ـفــة لم ـومــا فــي عالمنا الـعــربــي ،منذ تكتمل يـ ً مرورا باالنتداب العثماني ط زمن التسلّ ً وصوال إلى مرحلة االستقالل وما تالها ً تتغنى بــ كَ ـ ّـم األقــام من عهود كانت ّ حتى ال تقول الحقيقة كاملة. ّ من القيود والممنوعات والتحذيرات أيام السلطان عبد الحميد:12 دائما عن صحة 1.1يجب تنوير الشعب ً موالنا الملك.
)12السلطان الرابع والثالثون (.)1909–1876
السلطان عبد الحميد
األرمنية. 3.3ال يجوز نشر أي خبر عن المجازر ّ
4.4ال يجوز نشر أنباء عن ثورات داخل السلطنة ،أو عن ثورات ضد أي ملك من الملوك. 5.5ال يجوز نشر أخبار هزيمة أصابت جيش السلطنة.
6.6ال يجوز نشر أسماء أعداء موالنا السلطان أو اإلشارة إليهم.
ُ 2.2ي َّلقب الملوك واألبــاطــرة والسالطين فــي باقي أنـحــاء العالم بلقب حشمتلو.
حرية الصحافة أيام العثمانيين ،مجلّ ة نقابة الصحافة، )13فؤاد زكريا الحركةّ ، األول ،2001العدد ،36ص.22–21 . تشرين ّ
61
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
مراقب ُعرف بـ المكتُ بجيّ اتصف تطبيق هذه القرارات ُ ..وكلّ ف َ ٌ بالغباء المضحك /المبكي في تنفيذ التعليمات حسب رغباته. من نماذج 13الرقابة التي قام بها: خبرا عن وصول (أحمد أفندي سلطاني) 1.1أرادت صحف بيروت أن تنشر ً يلقب نفسه إلى بيروت ،فرفض الرقيب ْ نشر الخبر إذ ال يجوز إلنسان أن ّ َ سلطان ،فاللقب للخليفة وحده في اآلستانة .وطلب الرقيب أن ُيكتفى المحرر :في بيروت أن أحمد أفندي وصل إلى بيروت فاعترض بذكر ّ ّ غير اسمه ليصبح ٌ آالف باسم أحمد أفندي ...عندئذ أجاب الرقيب :تُ ّ (أحمد أفندي َسلَ َطة) .وهكذا ظهرت صحف بيروت تحمل على صفحاتها أن (أحمد أفندي َسلَ َطة) وصل بسالمة اهلل. ّ 2.2أرادت جريدة المصباح نشر االعــان التالي :بيت مؤلف من أربــع غــرف ملْ ك محمد علي الطرابلسي لإليجار فشطب الرقيب معترضا على كلمة ملْ ك فـ ال عبارة (ملْ ك محمد علي الطرابلسي) ً الشاهانية .حاولت الجريدة أن ُتقنع الرقيب بأن كلمة ملْ ك إالّ للذات ّ أن محمد علي الطرابلسي هــو صاحب البيت .وأبــى (مــلْ ــك) معناها ّ الرقيب وحذف كلمة (ملْ ك) ووضع مكانها (أمبراطور) فظهر اإلعالن معدة لألجرة وهي في الجريدة :دار األمبراطور محمد علي الطرابلسي ّ مكونة من أربع غرف. ّ التشدد في الرقابة ُو ّزعت على الصحف التعليمات التالية: ولمزيد من ّ 1.1ال ُيعطى لقب صاحب الفخامة أو الجاللة أو العظمة ّإال للسلطان وحده.
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
بالشخصيات في الدولة. منع الطعن ُ 2.2ي َ ّ
الصحافيين أن يكتب ملكة إنكلترا ،احتار في وحين أراد أحــد ّ فلقبها يسميها صاحبة الجاللة وال حشمتلوّ توصيفها :ال يجوز أن ّ حشمتلها مؤنثً ا حشمتلو .وحين قــرأ الرقيب النبأ ثــار وأصــدر إضافية: تعليمات ّ 1.1ال يجوز تسمية ملكة إنكلترا بلقب حشمتلهاُ ويكتفى بلقب حضرة.
نظرا يلقب شاه العجم (الفرس) بلقب شهامتلو بصورة َّ 2.2 استثنائية ً ّ العلية. الحضرة من ي الود لموقفه ّ ّ
3.3ال ُيسمح بتسمية سلطان زنجبار السلطان فالن ،بل حاكم زنجبار، فالسلطان الوحيد هو صاحب الجاللة السلطان عبد الحميد.
62
شكال ومضمونً ا في فترة االنتداب الفرنسي على لبنان اختلفت الرقابة ً فاكتفي بالترهيب والترغيب من تأمين الــورق لطباعة الصحف الموالية ُ صدر القرار مدعوم بسعر وحجبه عن الصحف المعارضة حتى إذا لم ّتتعظ َ ْ نهائيا. تعطيلها أو تحريرها ورئيس الكها م ن ج وس الصدور، بمنعها من َ ْ َ ً
جوزف أبي ضاهر
14
نقابة الصحافة
األول اجتمع عدد من الصحافيين وقـ ّـرروا إنشاء ّأول بعد االضــراب ّ وتوزعت المناصب رئيسا لها انتخبت خليل سركيس لجنة للصحافة ّ ً َ نائبا للرئيس ،الشيخ عبد ار) نو 6 شهداء (من اره طب أحمد على :الشيخ ّ ً ّ للسر. أمينا أمينا للصندوق ،بولس الخولة ً الرحمن سالم ً ّ ُحـ ّـدد قيمة االشتراك في لجنة الصحافة بـ بشلك واحــد ،وإذا تغيب العضو بغير عذر َيغ ّرم بربع ريـال مجيدي للصندوق. ِّ المنظ ُم اللّ جن َة مــواثـيـ َـق تتعلّ ق بمسلك رجل األول تضمن الـقــانـ ُ ـون ّ ّ الشخصية ،وعما يدعو إلى الصحافة ،ومنها :االبتعاد عن المطامع ّ ونصت المادة العاشرة على أن مجموع التفريق وإضاعة الحقوقّ ... . الصحافية ،وإذا زادت هذه الغرامات تُ صرف كأتعاب محاماة عن القضايا ّ الحقا صرف في سبيل بناء نادٍ للصحافة يكون ً المبالغ عن المطلوب تُ َ دارا للصحافة. ً نقيبا فوضع حتى انتخاب عفيف الطيبي استمرت المطالبة )14 بدار للصحافة ّ ّ ٍ ً الحلم موضع الفعل ،وثـ ّـبـت حجر األساس للدار الجديدة يوم الخميس 25آذار 1962 تدشينه في 6 برعاية الرئيس فؤاد شهاب .ثم كان المبنى الجديد (الحالي) للنقابة ت ّـم ُ ّنوار 1993بحضور الرئيس الياس الهراوي والنقيب محمد البعلبكي.
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
جورنال بيروت
63 وديع عقل
تأسست نقابة الصحافة في الشمال (طرابلس) برئاسة سنة ّ 1938 فريد أنطون (صاحب صــدى الشمال .)وبعد الحرب العالمية الثانية تأسست نقابة أصحاب الصحف 8( شباط )1943برئاسة ميشال أبو انتقالية ألربــاب الصحف، تبعتها هيئة شهالْ ، ّ ـ جمعية أصـحــاب الصحف( آب )1944 ف ّ برئاسة محيـي الــديــن النصولي وفيها شــارل حلو (عضو شــرف) ُمحام ٍ للنقابة (تسلّ م ّأول وزارة لألنباء .)1949بعدها كانت ّأول نقابة اللبنانية برئاسة جبران تويني ألصحاب الصحف ّ ( )1946وتوالى على رئاستها تقي الدين الصلح سلكا واسكندر الرياشي ،وحين أصبحت النقابة ً (بموجب قانون 10أيلول )1948اختير كميل يوسف شمعون ّأول نقيب لها ()1953–1950 شارل الحلو :عضو شرف
حررها بالفرنسية بين 1913و ،1920ثم أضيفت إليها نسخة )15صدرت عربية ّ ّ ّ طانيوس عبدو وميشال ّزكور ،وكانت تصدر أيام الثالثاء والخميس والسبت.
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
الجمعية الثانية تأسست ّ سنة ّ 1918 (مؤسس حرفوش جورج للصحافة برئاسة ّ 15 جـ ــورنـ ــال بـ ـ ـي ـ ــروت ، )تــاب ـع ـ ًة لـجـمـعـ ّـيــة العثمانية في اسطنبول .وسنة الصحافة ّ 1919تأسست نقابة الصحافة برئاسة رامز خليل سركيس ثم توالى على رئاستها: وديع عقل ( ،)1924بشاره الخوري /األخطل الصغير ( ،)1928وديع عقل (في دورة ثانية كسيب. ،)1933وبعده خليل َ
يركز فيها على بيت الصحافة( الحاشية – ١٤ص)٦٢ . عفيف الطيبي ومخطوطة له ّ
64 جوزف أبي ضاهر
ثــم روب ـيــر أب ـيـ ّـا (،)1956–1954 عـفـيــف الـطـيـبــي (،)1963–1958 ري ــاض ط ــه )1970( 16ال ــذي اغتيل في آخر سنوات واليته بإطالق النار على سيارته ( 23تموز )1980فأكمل واليته فريد أبو شهال حتى انتخاب نقيبا ()2015–1982 محمد بعلبكي ً فالنقيب الحالي عوني الكعكي. رياض طه النقيب الشهيد
فتم التمهيد لوالدتها سنة 1941بلجنة ترأسها ّأما نقاب ُة ّ المحررين ّ أبيال المونسنيور لويس خليل (مــن جــريــدة البشير ،)واختير روبـيــر ّ حتى ،1950تاله :نسيب المتني ،سليم أبو جمره ،ممتاز ّأول نقيب لها ّ الطيارة. الخطيب ،وفريد ّ نقابتي المحررون بصدور قانون 22حزيران ألغى سنة 1950فوجئ َ ّ ودمجهما في جسم واحد :نقابة الصحافةَ ت َمثّ ل والمحررين الصحافة ّ ُ )16في واليته أصبح عدد أعضاء المجلس 18بدل .12
ال تصدر الصحيفة أو المجلّ ة من دون أربعة :المخبر (وكالة األنباء ّ والموزع /البائع .هؤالء هم الجنود الخطاط ،عامل المطبعة، الحقا)، ّ ً المجهولون الذين يعملون بصمت ليصل الخبر والتحقيق والــرأي إلى القارئ الذي ال يعي حجم هذا التعب قبل أن تصبح الجريدة بين يديه. اعتمدت الصحف بــدايـ ًة على مخبرين التحقوا بها لنقل األحــداث والــوقــائــع ،قبل أن يختصر فيليب عساف زيــادة بشخصه مهمة وكالة ّ اختصارا ويوزعها على أكثر من جريدة تعتمدها األنباء كان يكتبها بخطه ّ ً الصحافية سنة 1928في للوقت ولعدد المخبرين .وكان زيادة بدأ حياته ّ ووسع فزودها بأخبار دار القضاءّ ، جريدة الراصد للشاعر وديع عقل ّ يومية أخــرى لموافاتها باألخبار نشاطه (بعد سنة) فتعاقد مع صحف ّ الخطية التي حملت بصماته .ثم أسس المحلّ ية عن طريق الوكالة ّ اللبنانية ،كانت الصحافي زكريا الخرسا وكالة مخبري الصحافة مع ّ ّ الرسمية األولى. الوكالة ّ ّ بخطاطين محترفين وفي منتصف القرن العشرين استعانت الصحف لكتابة عناوينها الرئيسة بعد أن توفّ رت محترفات حفر الكليشيهات.
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
الجنود المجهولون
65
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
والمحررون بخمسة (كما أصحاب الصحف بسبعة مندوبين، في مجلسها ّ ُ وانتخب المجلس المشترك في 11تشرين األول .1950لكن نص القانون)ُ . قائما يرجع مجلسهم واعتبروا مستقل جسم أنهم يعتبرون المحررين ظلّ وا ّ ّ ً إليه المندوبون الخمسة ،حتى نجحوا سنة 1953في استصدار مرسوم وشكل إلى النقابتين استقالليتها وكينونتها َّ كل نقابة اشتراعي أعاد إلى ّ ّ نائبا للرئيس، رئيسا ونقيب ّ مجلسا أعلى من نقيب الصحافة ً ً المحررين ً كل من المجلسين في العضوية. ويشترك معهما عمدة ّ بعد عودة األمور إلى نصابها توالى على رئاسة نقابة المحررين :جودت هاشم ،وفيق الطيبي ،إسحق منصور ،ملحم كرم سنة ( 1961نال خاللها نائبا ّأول لرئيس شهادة دكتوراه في القانون) ،وسنة ُ 1977 انتخب كرم ً الجمعية الدولية للصحافيين .وظل اتحاد الصحافيين العرب ورئيس ّ نقيبا يتجدد حتى وفاته سنة ،2010فخلفه الياس عون لدورتين. ُ انتخابه ً المسجلين في الجدول النقابي (إلــى اآلن) 1414 ـدد الصحافيين عـ ُ ّ السياسية بين يومي وأسبوعي وشهري 110 االمتيازات ـدد ـ ع و ا، منتسب ّ ً العربية (في بين ا امتياز 2018 ة السياسي غير االمتيازات وعدد امتيازات، ً ّ ّ واالنكليزية واألرمنية. والفرنسية الدرجة األولى) ّ ّ
66 جوزف أبي ضاهر
ّ الخطاطين ُيتقن رسم الكاريكاتور فأضاف إلى الجريدة وكان بعض هؤالء نكه ًة خاصة برسومه. أهمية جندي مجهول آخر ال يقل ّ عمن سبقوا ،وربـمــا فاقهم وكــان قبلهم :عامل المطبعة الــذي ّأدى أساسا في إصــدار الصحف دورا ً ً عمال الطباعة األوريان واضراب ّ النقابية، الحركة ـاق ـ ط ـ ن وتوسيع ّ لكن الحرب العالمية األولى شلّ تها وش ـ ـ ّـردت المنتسبين إلـيـهــا حتى عادوا في مرحلة تنظيمية ()1927 واشتد نضالهم لتحقيق مطالبهم ( ،)1933واتخذ أحد إضراباتهم عنيفا حين هاجموا مطابع شكال ً ً األوريانّ فعطلوها. ب ـعــد صـ ــدور الــج ــري ــدة ت ـبــدأ الجوال في موزعها وبائعها مهمة ّ ّ العاصمة (مكان الصدور) ينقلها إلى شبكة توزعها على المناطق والـ ـبـ ـل ــدات ال ـب ـع ـيــدة فــالـ َـم ـهــاجــر والـ ـ ـ ــدول الــن ــاطــق ــة بــال ـعــرب ـيــة. ـأس ـســت أك ـثــر مــن شــركــة لـهــذا تـ ّ بائع الصحف الـعـمــل ال ــذي يـبــدأ بـعــد منتصف حتى الفجر .واقترح النائب ورجل األعمال إميل البستاني الليل ويستمر ّ عصرية للصحف رائدا بين مشاريعه الطموحة :إنشاء شركة مشروعا ً ّ ً والكتب والمنشورات تعمل على تحقيق الهدف األساس من التوزيع، كل قــارئ في أي وضع المطبوعة في متناول ّ التجارية التي تكفل كل مكان ،ضمن القواعد ّ ّ حقوق األطراف من الناشر إلى شركة التوزيع إلى وكيل التوزيع .يومها كانت شركات التوزيع فــي لبنان والعالم العربي تقوم على قواعد ـديــة بـعـيـ ًـدا عــن الـتـطــور الــذي الـعـمــل الـتـقـلـيـ ّ إميل البستاني والمشروع الحلم
شركات ...وملك أفراد
وذكر ناشر جريدة النهار غسان تويني أن %27من جريدتنا يمكلها التعاونية وقف خيري هب ًة منذ تأسيس شركة النهار .وكان تويني أنشأ ّ )17سقطت طائرته في البحر ولم ُيعثر على أثر لها.
) 18أمين السباعي ،الصحافة ملك األفراد أم ملك ...الشعب ،الحوادث 20 ،تموز .1973 )19المرجع السابق.
67
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
فــي 15حــزيــران 1973فاجأ ال ـنــائــب ك ـمــال ج ـن ـبــاط الــوســطَ ـروع ــا الــصــح ــاف ــي بــط ــرح ــه مــش ـ ً اعتبر ْ فإبان ُ تأ ً ميما الصحافةَّ . مشاركته في استشارات الرئيس سليمان فرنجيه الخـتـيــار رئيس جــديــد للحكومة ،سلّ مه جنبالط الحقا مطلبا أعلنها نسخ ًة عن 31 ً ً ورد في البند صحافي في مؤتمر َ كمال جنبالط والبند الرابع عشر سات مؤس ٍ :14تحويل الصحافة ّ والمهنية، والثقافية والسياسية االجتماعية والجمعيات تمتلكها الهيئات ّ ّ ّ ّ ّ وتأمين توزيع اإلعالن التجاري والرسمي على جميع الصحف سواسيةً االقتصادية على الصحف والمجالّ ت. لمنع ممارسة الضغوط ّ اشتراكية تقوم على انطلق النائب جنبالط في اقتراحه من نظرة ّ معينة في المجتمع، تعبر عن آراء قطاعات ّ االعتقاد بأن الصحافة يجب أن ّ للعمال صحيفةٌ وللفالّ حين صحيفة وللطالّ ب صحيفة، ويجب أن تكون ّ الشيوعية ومستندان إلى مت َبعان في الصحف وهذان األسلوب والتقسيم ّ ّ قواعد التوجيه الصحافي.18 رد نقيب الصحافة رياض طه على طروحات جنبالط :ال يمكن وكان ّ للصحافة وحدها أن تخضع للتنظيم الثوري أو االشتراكي من دون سائر القطاعات في الدولة.19
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
ظل وصلت إليه زميالتها في العالم المتقدم .غير أن هذا المشروع ّ حلما لم يتحقق بسبب وفاة صاحبه ( 15آذار .17)1963 ً
68 جوزف أبي ضاهر
منطلقا الـصـحــافـ ّـيــة)1960( ً م ــن ص ـي ـغــة ت ـع ــاون ـ ّـي ــة للنشر الصحافي ،فاشترى فــي أول شــارع الحمراء (بـيــروت) قطعة شيد عليها المبنى الذي أرض ّ ض ـ ّـم جــريــدة الــنــه ــار ،ودار التعاونية الصحافية والمطابع ّ والشركات التابعة لها. بعد سـنــوات ثــاث ()1963 ظهر تطور جديد :أنشأ غسان تويني شركة مساهمة للطباعة ملكية النهار والتوزيع وانتقلت ّ الصحافية، إلــى الـتـعــاونـ ّـيــة ّ وت ــأســس ــت ش ــرك ــات لـلـطـبــاعــة غسان تويني ...وإشراقة النهار والـتــوزيــع واإلع ــان والخدمات الـصـحــافـ ّـيــة ،وشــركــات شقيقة مثل لوريان لو جور ودار النهار للنشر ،وانتقلت طباعة النهار إلى األوفست ،أُ ولى من نوعها في المشرق العربي.
النهار
في 13تشرين األول 1970عقد غسان تويني مع جورج نقاش صفقة وضمها إلى شركات النهار .وفي 15حزيران العمر :اشترى الـ أوريان ّ اليوميتين دمج من الجريدتين األول ال ُـم َ 1971صدر عن دار النهار العدد ّ ّ الوحيدتين بالفرنسية في لبنان L'Orient Le Jourوكان تويني (منذ َ الحرة هي الصحافة أن وأعلن وناشرها، األخيرة تحرير رئيس )1965 ّ الكلية ،شراكة في الفكر، التي يقوم بينها وبين قرائها نوع من الشراكة ّ 20 وشراكة في المادة ،عبر الشراء الحالل الوحيد ،شراء العدد اليومي. )20جوزف أبي ضاهر ،غسان تويني – خبرة غلبت األحقاد ،وجوه في حديقة المبدعين ،الجامعة األميركية للعلوم والتكنولوجيا ،بيروت ،2013ص.146 .
69
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
األول )1943 (أول كانون ّ مؤسس مجلّ ة الصيادّ ّأما سعيد فريحة ّ ضمت عائلية لمؤسسة اسما ّ ّ صحافية كبرى ّ ّ ّ فتوج نجاحه بجعل اسم مجلّ ته ً غير امتياز سياسي وغير سياسي :األنـ ــوار ،الـطـ ّـيــار ،الشبكة، ملحق األنوار ،فيروز ،فارس فيروز ،اإلداري ،الدفاع العربي، المتخصصة. المجالت الكومبيوتر ،سحر وغيرها من ّ ّ قبيل اشتعال الـحــرب فــي لبنان ( )1973توقف عــدد مــن الصحف (أسسها السياسية وغير والمجالت السياسية وفي طليعتها الجريدةّ ّ ّ جورج نقاش ونصري المعلوف وانتقل امتيازها إلى جورج سكاف نائب نقيب للمحررين الصحافة بين 2005و ،)2015البيرق( جريدة النقيب السابق ّ ملحم كرم) ،الحوادث Revue du Liban ،وسواها ،واقتصر الصدور اللبنانية) ،اللواء ،الشرق على :النهار ،الحياة( في طبعتها ّ (ل ـن ـق ـيــب الــصــح ــاف ــة ال ـحــالــي عــونــي ال ـك ـع ـكــي)L'Orient ، ( Le Jourب ــالـ ـف ــرنـ ـس ـ ّـي ــة) (باإلنكليزية). وDaily Star ّ ول ــم ي ـبـ َـق مــن صـحــف األح ــزاب س ـ ـ ــوى :ال ـ ـب ـ ـنـ ــاء( ال ـ ـحـ ــزب الحوادث مرتان في األسبوع الـســوري القومي االجتماعي)،
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
سعيد فريحة والصحافة
ّأول عدد من الصياد
اللبنانية) ،العواصف( حركة أمــل) ،الـنــداء المسيرة( الـقــوات ّ وتحولت األن ـبــاء( الحزب أسبوعية)، (الـحــزب الشيوعي اللبناني، ّ ّ اللبنانية)، االشتراكي) إلى موقع إلكتروني ،وغابت العمل( الكتائب ّ (النجادة). وصوت العروبة ّ مج ّ متخصصة الت ّ
70 جوزف أبي ضاهر
فـ ـ ــي خـ ـ ـت ـ ــام هـ ـ ـ ــذه ال ـ ـجـ ــولـ ــة اللبنانية، السريعة على الصحافة ّ بدءا نتذكر صحافة االختصاصً ، م ــن مـ ـج ـ ّـات ن ـســائـ ّـيــة أصــدرت ـهــا صحافيات :فتاة لبنان لسليمة ّ أبي راشــد ،المرآة لخليل زينية ( ،)1914ال ـف ـجــر لـنـجــا أبــي ال ـل ـمــع ( ،)1919صـ ــدرت خمس نقلتها إلى سنوات في بيروت ثم ْ كندا ( ،)1921الحسناء لجرجي نــق ــوال بـ ــاز ( ،)1919فـــ ص ــوت الــم ــرأة وف ـتــاة الــوطــن لمريم زمـ ـ ــار فـ ــرح (صـ ـ ــدرت ف ــي زح ـلــة ّ )1919وفي السنة ذاتها أصدرت عفيفة صعب في الشويفات مجلّ ة الخدر.
فتاة لبنان
يهتم بعد المرأة كانت التفاتة إلى الطفل ،وكان لبنان ّأول بلد عربي ّ بمجلّ ة لألطفال فأصدر سليم عبد األحد مجلّ ة العصر ،)1903( 21ثم تبعتها بعد شهر مجلّ ة أصدر نزيه داود مجلّ ة األستاذ( شباط ْ ،)1910 العثمانية ،وأصدر حنا غالب مجلّ ة العلمية في الكلّ ية للجمعية التلميذ ّ ّ ّ الصاحب ،)1952( وأصدرت لورين الريحاني مجلّ ة دنيا األحداث ( ،)1955وأصــدرت ماغي األشقر الحاج وعيسى حسن الخليل مجلة ترفيهية). (تربوية، مجالت األطفال زرزور وفُ تح الباب للعديد من ّ ّ ّ )21صدرت أكثر من مجلّ ة وجريدة باسم العصر في بعلبك ،بيروت ،نيويورك، مجالت باسم العصر الجديد. االسكندرية إضافة إلى خمس ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
فتاة الوطن من زحله
الخدر من الشويفات
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
دنيا األحداث
71
الزجل اللبناني :المجلّ ة األولى
72 جوزف أبي ضاهر
صوت الجبل
زجلية بلغت 24مجلّ ة، مجالت تفرد لبنان في إصدار ّ في مجال آخر ّ ّ أُ والهــا في بيروت الزجل اللبناني ليوسف بشاره الباحوط (،)1933 حتي ،أمير الزجل والبيدر لوليم صعب ،األدب أرزة لبنان لخليل ّ الشعبي لميشال قهوجي ،مرقد العنزة ألسعد سابا (حملت وحدها صفة زجلية سياسية ،)الكروان لكميل خليفة ،صوت الجبل لفؤاد وبقيت إلى اليوم قرداحي ،المسرح لجوزف الهاشم ،توقفت جميعها َ مجلة صوت الشاعر لروبير خوري.
صوت الشاعر
بلبل األرز
الكروان
لبنانية في مصر صحافة ّ
المصرية دعا فيها )22سنة 1903أصدر خليل مطران في القاهرة جريدة الجوائب ّ الحرية واالستقالل ،وصدرت في بيروت جريدة أخرى باسم الجوائب أللبرت إلى ّ يوسف الشدياق (.)1926
وأول جريدة صدرت فيها: )23لم تكثر الصحف في األستانة لعدم موافقة السلطةّ . حسون. مرآة األحوال )1855( لرزق اهلل ّ
ذكر جورج عارج سعاده في كتابه الصحافة في لبنان ،1965 ،أن نابوليون أصدر )24 َ الفرنسية الحملة انتهاء حتى ()1801–1799 ة اليومي الحوادث جريدة القاهرة في ّ ّ وعودتها إلى بالدها.
)25سليم ( ،)1892–1849بشارة ( )1901–1852من بلدة كفرشيما.
73
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
قبل الــدخــول إلــى مصر والصحافة الـلـبـنــانـ ّـيــة فـيـهــا ،نشير إل ــى جــريــدة الجوائب 22التي أصدرها أحمد فارس سياسية الشدياق في األستانة 23أسبوعية ّ سنة 1860ثــم نقلها إلــى القاهرة سنة 1883لسنة واحــدة .وبرغم هذه الفترة القصيرة رفع الشدياق بإنشائه الجميل أحمد فارس الشدياق والجوائب الصحافية. مستوى الكتابة ّ السلطات تتحكم بإدارتها وتحريرها ّ بدأت الصحافة في مصر ضعيف ًة ُ 24 طويال، الحاكمة .أوعــز نابوليون بإصدار جريدة التنبيه فلم تعش ً رسمية لنشر المصرية جريدة وأصــدر الخديوي إسماعيل الوقائع ّ ّ قــرارات الحكومة ومراسيمها ،ثم أصــدر عبد اهلل أبــو السعود ()1866 جريدة وادي النيل وابراهيم بن عبد الخالق المويلحي نزهة األفكار يوما ألن الخديوي ّ لتطرفها في النقد فهرب عطلها ُّ ( )1869صدرت ً 12 صاحبها إلى إيطاليا وأصدر جريدة الخالفة. صحافية مه َدت لبدء نهضة في تلك الفترة برزت في مصر أقالم لبنانية ّ ّ ّ أشرقَ ت مع األه ــرام أبــرز جريدة في العالم العربي أصدرها األخــوان 25 اللبنانيان سليم وبشارة تقال طويال قبل ظهورها فأصدرا العدد وأعدا لها ً ّ ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
متخصصة مجالت مجالت المرأة واألطفال والزجل ،صدرت وإلى ّ ّ ّ عــديــدة فــي ح ـقــول ال ـع ـلــوم وال ـ ّ ـط ــب وال ـتــاريــخ والــس ـ ّـي ــارات وال ـســاعــات أدبية ت ومجال واإلعالنات، والتسالي والمشاهير والمجوهرات واألزياء ّ ّ ودينية. فكرية ّ ّ
سمياه مثال جريدة األه ــرام ،وبعد ثالثة الصفر في 15تموز ّ 1876 26 األول المنشية رسميا نهار السبت 5آب 1876في أسابيع صدر العدد ّ ً ّ توزع في ة يومي لت تحو شهرين وبعد سبت، كل صباح أسبوعيا (االسكندرية)، ّ َّ ّ ّ ّ ًّ العربية ،ثم نقالها إلى القاهرة في تشرين الثاني .1899 الدول وبعض مصر ّ
74
األهرام :العدد صفر
جوزف أبي ضاهر
اهتمت األهرام منذ صدورها األسبوعي باألخبار الرصينة وامتنعت عن ّ يزل التوافه .وكان سليم تقال يرى في الصحافة رسالة تأبى على حاملها أن ّ في لفظ أو يخطئ في تعبير ،لذا كان يأنف الطعن في األشخاص والهيئات كل ما ينشر .وهكذا كان أسلوب األهرام أكثر سالس ًة ويتحرى الدقّ ة في ّ ّ اإلنشائية واألساليب السجع عن فابتعدت ـدة، ـ ي ـد ـ ع صحف من ـا ـ ـوح ووضـ ً ّ التقليدية ،واعتمدت لغة رصينة سهلة تخاطب القراء على اختالف ثقافاتهم. ّ Pyramide ة بمجلّ األهرام تقال سليم ألحق 1876 وسنة الفرنسية. باللغة ّ اللبنانيون: بعد سليم وبشارة تقال توالى على رئاسة تحرير األهــرام ّ جبرائيل تقال ( ،)1943–1913داود بركات ( ،)1933 –1901أنطون باشا الجميل ( ،)1948–1933عزيز ميرزا ( ،)1955–1948ثم بشارة تقال الحفيد ّ حتى انقالب الضباط الــذي امتلك الجريدة وتولّ ى تحريرها من ّ 1955 وأمموا الصحف وفي طليعتها األحرار ليلة 28تموز 1952فألغوا الملكية ّ ّ فجددت مطابعها تحول امتيازها إلى السلطة ّ األهرام 20( حزيران ّ .)1960 27 وأعلنت عن ذلك في احتفال رسمي حضره المشير عبد الحكيم عامر . جربت العدد الصفر ،النهار ،األحد ،1978/8/6 )26سلمى مرشاق سليم ،األهرام ّ ص.11 . للقوات المسلّ حة. )27أحد رجال ثورة يوليو والقائد العام ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
بعد تأميم الصحف
75
اللبنانية لويزا حباليني ّإبان انتشار األهرام في اإلسكندرية أصدرت ّ السيدات في القاهرة مجلّ ة الـفــردوس ،)1896( وروز أنطون مجلّ ة ّ أيضا أصدرت ألكسندرا خوري والبنين )1903( في اإلسكندرية ،وفيها ً ّ مجلّ ة أنيس الجليس 31( كانون الثاني .)1898 بعد األهرام
المصرية مع صدور بدأ تاريخ الصحافة ّ األهـ ـ ــرام ،وب ـعــد ثـمــانــي س ـنــوات ()1884 ان ـت ـق ـلــت م ــن بـ ـي ــروت إلـ ــى الـ ـق ــاه ــرة مـجــلّ ــة بدأته في بيروت مع المقتطفُ تكمل ما ْ حتى ث :القراءة ّ األول أن ُتقرأ بثال ٍ عددها ّ بالكد وتشغيل الدماغ ،وأن اللذة ،وتحصل ّ ّ بالعمل قر َن العلْ م تكون شاملة َ ّ متأنية ،وأن ُي َ فذلك من أفضل ما يثبت العلم في العقل صحته ويجني ثمرته. ويؤيد ّ المقتطف
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
المشير يفتتح مطابع األهرام
...وتتالت اإلصدارات: االسكندرية صحيفة العصر الجديد • سليم النقاش نقل من بيروت إلى ّ (.)1880
•أديــب اسحق أصــدر جريدة مصر قبل رحيله إلى باريس لتحويلها للمصريين. مجلّ ة مصر القاهرة وهو ّأول من أطلق عبارة مصر ّ االسكندرية (.)1880 •سليم النقاش أصدر المحروسة في ّ
•أمين ناصيف وخليل اليازجي أص ــدرا م ــرآة الـشــرق فــي القاهرة (.)1882
الجمال أصدرا مجلّ ة الحقوق 28سنة ،1886وفي •أمين الشميل وابراهيم ّ ّ الشهرية الشفاء. ته مجلّ ل الشمي شبلي القاهرة في أصدر ذاتها السنة ّ ّ 76 جوزف أبي ضاهر
طالبية في بيروت (ّ )1882أدت إلى •جرجي زيدان أطلق ّأول تظاهرة ّ األميركية وانتقاله إلى القاهرة وفيها تركه دراسة الطب في الجامعة ّ الحقا مجلّ ة الهالل )1892( ثم دار الهالل للنشر أقدم دار أسس ً مجالت :الهالل ،االثنين والدنيا عربية صدرت عنها صحافية ّ ّ المصور ،الكواكب ،كتاب الهالل ،روايات الهالل (احتجبت)، ّ ومجالت للصغار. ّ
•ابراهيم اليازجي أصدر مع بشاره زلزل ( 1آذار )1887مجلّ ة البيان الصناعية العلمية واألدبـ ّـيــة والتنقيب عن الفوائد تضمنت المباحث ّ ّ ّ علمية الضاد ة مجلّ ا أيض اليازجي وأصدر ة، العصري والمكتشافات ً ّ ّ صناعية. صحية أدبية ّ ّ ّ •فــارس نمر باشا ويعقوب صـ ّـروف وشاهين مكاريوس أص ــدروا سنة المقطم في القاهرة إبان االحتالل البريطاني ،أتبعوها 1889جريدة ّ ـ المقطم األسبوعي .)1909( وعن اسم الجريدة قال فارس نمر: ب ّ المقطم .وصدرت حتى السبب أن األهرامات ُبنِ َيت من حجارة جبل ّ .1952
المصورة ()1895 •شاهين مكاريوس أصدر في القاهرة اللطائف ّ شهرية. فكاهية ّ
حقوقية في بالد الشام: أول مجلّ ة )28بعد الحقوق المصرية صدرت في بعبدا ّ ّ ّ الحقا مع نجيب خلف مجلّ ة أصدر واألخير خلف، وملحم المعوشي الحقوق لسليم ً شهري ًة تبحث في القضاء والعدلية. ()1913–1910 الحقوق ّ
...ومع بدء قرن جديد أصدر سجعان عارج سعادة في القاهرة جريدة مقر إقامته في جونيه – كسروان. صدى لبنان )1900( ثم نقلها إلى ّ
الزهور في ّأول الربيع
ـدريــة والـقــاهــرة (وفــي اسـتـمـ ّـرت اإلصـ ــدارات الصحافية فــي االسـكـنـ ّ ّ بهمة رجال أدب وفكر وصحافة من لبنان ،وفاقت اإلصدارات السودان) ّ مخصص ًة أبرزها :روز اليوسف للّ بنانية فاطمة اليوسف خمسين مطبوع ًة ُ ّ سياسية تحولت مجلّ ة إياها للفن والفنانين وأخبار األدب واألدب ــاء ،ثم ّ ّ القدوس. تعهدها الحقا ُ ً ابنها الكاتب احسان عبد ّ ّ لصحافيين وأدب ــاء :طانيوس إلــى أولئك الــرواد أسماء كثيرة أخــرى ّ عبده ،أديب اسحق ،أسعد داغر ،كريم تابت ،بركات بركات ،روز أنطون، فرح أنطون وغيرهم.
77
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
بـعــد عـشــر س ـنــوات أص ــدر أنـطــون الجميل وأمين تقي الدين مجلّ ة باشا ّ الزهور مع مطلع فصل الربيع (آذار الجميل أنطون باشا ّ علمية فنية ّ )1910مـجــلّ ــة أدبـ ّـيــة ّ كل كتاب العرب في ّ على أنها تعلّ ل النفس بأن تكون صلة تعارف بين ّ أدبية مدة طوالع حركة األقطار ( )...بعد أن بدأت منذ ّ ّ فكرية ونهضة ّ ال يسع المكابر إنكارها ،فلقد نفض الناطقون بالضاد غبار الخمول عنهم وأفاقوا من سباتهم العميق ،فألقوا نظرة إلى مجاوريهم أبناء سائر اللغات فرأوهم قد ساروا ً بعيدا في مضمار اآلداب والفنون. شوطا ً
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
•فــرح أنطون أصــدر في اإلسكندرية نهار 15آذار 1899الجامعة سياسية، العثمانية بشعار :اهلل والوطن ،االتحاد واالرتقاء :مجلّ ة ّ ّ تهذيبية. علمية، أدبية، ّ ّ ّ
الحرية باريس ومحاسن ّ
أبو الهول
لبنانيا طريق لرأيت لو كان للقمر ٌ ً يـحـمــل كـ ّـشـتــه ويـصـعــد إل ـيــه ،وخلفه العشاق. لبناني آخر ّ يشك دواته في ّزناره لينشئ ّأول جريدة في كوكب ّ 29 البرازيلية ()1906 عبارة لشكري الخوري صاحب جريدة أبو الهول ّ مثال. وسارت ً اللبنانيون المهاجرون إليها الكشة لم تصل إلى باريس ،واكتفى لكن ّ ّ الحرية. بتأسيس الصحف ،فهي أغرتهم بما عندها من محاسن ّ بدءا من مطلع القرن التاسع ّ توسعت رقعة االنتشار اللبناني في العالم ً أُ بالعربية في فرنسا (ّ 8نوار :)1908جريدة الجرائد ولى وخالله. عشر ّ أيضا في تاريخ مسرة ونجيب طراد .وهي األولى ً باريس لــجورج والياس ّ ساخرا وتواقيع مستعارة، هزليا أسلوبا اللبنانية التي استخدمت الصحافة ً ً ً ّ مميزا من إعــان الدستور العثماني وانتخاب مجلس موقفا ووقـ َـفــت ً ً الحرية بل لفتت إليها عبر خبر طريف: رفضها تعلن َ المبعوثان ،ولم ِ ّ الحديدية من سيدة في أحد مقاعد الطبقة األولى من السكّ ة ّ ّ تربعت ّ المفتش وطلب إبراز الورقة دون أن تقطع ورقة على اإلطالق ،فلما جاء ّ أيضا وغــاب بضع دقائق ثم عــاد وطلب أن قالت لــه :حـ ّـريــة ،فسكت ً فسألها قبلة فانثنت غضبى وأغلظت له في الكالم فقال: بالسر َ َ يخاطبها ّ ...والحرية؟!. ّ وفي خبر ثا ٍن اتصف بالسخرية وبالنقد الالذع لحال لبنان زمن التسلّ ط الحرية ،ولكن عند فحدثنا عن مر أحد المهاجرين بباريس ّ ّ العثمانيّ : سافرت وكانت لم تصل بعد وصوله إلى بيروت قال لنا بالحرف... : ُ شكري الخوري
78 جوزف أبي ضاهر
رواد الصحافة المهجرية (.)1937–1870 )29من ّ
من مرسيليا إلى باريس
بالعربية :عطارد 32صدرت في مرسيليا ( 9تشرين الجريدة الثانية ّ األول )1858وبعد سنة انتقلت إلى باريس وهي للمستشرق الفرنسي منصور الشرقيين وكانت في صفحات أربع. اهتمت عطارد بأخبار كريتلي.33 ّ ّ عاما ،مجلة المستقبل ،العدد )30أنطوان عبد المسيح ،باريس عربية منذ سبعين ً 2 ،19تموز /يوليو ،1977ص.66 . )31المرجع السابق.
الشمسية وأقربها إلى الشمس. )32أصغر كوكب في المجموعة ّ
العلمية. السورية الجمعية عضوا في العربية في بيروت وكان )33درس ّ ّ ّ ً ّ
79
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
ونظن وصولها لن يكون في يستعدون الستقبالها... الحرية ،واألهالي ّ ّ ّ وقت قريب.30 وبعيدا من النقد ،وفي عددها السابع ( 17تموز )1908نشرت باريس ً المصور والكاتب جبران جناب الخبر التالي :قَ ِد َم من الواليات المتحدة ُ ّ عامال على إتقان فن وحيدا في باريس وسيقيم ً ً أفندي خليل جبران ُ الصور والرسوم الموجودة في متاحف العاصمة بدائع التصوير بمعاينتِ ه َ َ 31 ألشهر أرباب الصناعة.
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
مجلّ ة باريس
80
عطارد األقرب إلى الشمس
جوزف أبي ضاهر
األول :كنا وعدنا في إعالمنا المؤرخ وصدر هذا اإليضاح في عددها ّ في 29نيسان 1858أن ظهور عطارد يكون في أوايل شهر حزيران ،وكان مستندا على وعد مدير المطبعة وتوكيده لنا بأنه ال يحصل وعدنا هذا ً ُ (المنضدين) .لكن من سوء الحظ افين والصف بالطبع ق يتعلّ فيما عايق أدنى ّ ّ وبغم بوعدنا القيام لنا يتأت وألسباب عديدة ال حاجة إلى ذكرها ها هنا لم َ ٍّ عظيم رأينا أنفسنا ملزومين أن نتوقّ ف عن المباشرة في إنجاز ما ّكنا عزمنا ثمينا في صبر ال فايدة منه ،ولو وقتا ً نضيع بعد السعي والشقا ً عليه ،وأن ّ محصورا بتعطيلنا فقط لحسبناه كان ذلك من لنا حصل الذي بقي الضرر ً التشكي والمالمة من إخواننا الشرقيين الذين ّ زهيدا ،إال أنه جلَ ب لنا أمرا ً ً سببا لتوقّ ف كثيرين عن وكان ا، سلف الجرنال ثمن لنا أرسلوا بنا ثقتهم من ً ً عمليتنا هذه ال طائل تحتها حرك في البعض الظن بأن االشتراك ،وربما ّ ّ وإننا اتخذناها لواسطة لغش الناس وتشريك دراهمهم.... المحكية وكما هو واضــح :لغة عـطــارد كانت ركيكة تداخلت فيها ّ لقصر فــي معرفة اللغة الـعــربـيــة ...ف ــإذا وج ــدوا ركــاكــة فــي أساليبها فص ُحوا عنها ولينظروا بالحري إلى مفاد العبارة وفحواها الجوهري.35 فلي ِ ُ 34
بحرفيته. )34ننقل اإليضاح ّ
مجلة المستقبل، )35أنطوان عبد المسيح ،عطارد تصدر الجمعة لتلحق الوابورّ ، العدد ّ 21 ،13نوار ،1977ص.61 .
رشيد الدحداح
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
ه ــذه الـمـقــدمــة تــوضــح أن الـكــونــت محرريها الدحداح 36لم يكن بين رشيد ّ ّ تفرد بعمل روج بعض ّ الكتاب) بل َّ (كما ّ خاص به فأصدر (الخميس 24حزيران 37 )1859في باريس جريدة :برجيس ب ــاري ــس – أنــي ــس ال ـج ـل ـيــسّ اتـص ـفــت بالعربية، فمؤسسها ضليع بأناقة لغتها. ّ ّ كتبا عــدة ونشر واســع االط ــاعَ ،ع ـ َّـر َ ب ً سياسية .لكن جريدته لم تعش مقاالت ّ طويال ألنه سافر إلى تونس سنة 1862 ً وتــركـهــا فــي عـهــدة سليمان الـجــزائــري فحررها سنة واحدة. ّ
81
بعدها بثالثين سنة أصدر األمير أمين أرسالن في باريس سنة 1894 جريدة كشف النقاب( كل يوم خميس) وغايتها العظمى أن تدافع شرا، عن حقوق المملكة العثمانية وتقف بالمرصاد ّ ّ لكل َمن ُيضمر لها ًّ وتكشف النقاب عن أعمال الظالمين الذين خانوا الدولة وبحثوا بصوالح واستبدوا برعايا جاللة السلطان األعظم. األمة ،وباعوا الوطن بالمال ّ ّ رواد النقد األدبي ،ولد في عرمون – فتوح كسروان (–1813 )36أديب وصحافي من ّ .)1889 (بالفارسية) وشجر شائك له ناصبة كروية أزهارها )37البرجيس نجم المشتري ّ وردية اللون. ّ
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
برجيس باريس /أنيس الجليس
كشف النقاب
82 جوزف أبي ضاهر
ب ـعــد س ـنــة أبـ ــدل أرسـ ــان اســم مجلّ ته بـ تركيا الفتاة مع خليل غانم الذي كان أصدر ج ــري ــدة ال ـب ـص ـيــر( ش ـبــاط وتتلخص سياستها ،)1882 ّ الفرنسية بـ تأييد السياسة ّ فـ ــي اإلم ـ ـ ــارة ال ـتــون ـسـ ّـيــة، التونسية واإلمارة البصير ّ وت ـ ـمـ ـ ّـهـ ــد إلع ـ ـ ــان الــحــم ــاي ــة الـفــرنـسـ ّـيــة عـلــى تـلــك ال ـبــاد. ـددا ( 28كانون ـ ع 60 بعد ا نهائي توقفت ثم تعرضت البصير للتعطيل ً ّ ً يتضمن العدد األخير إشارة إلى سبب االحتجاب. أن دون من )1882 ل األو ّ ّ للسياسي النهضوي ابراهيم العالمية األولى خطر عز الحرب في ّ ّ ّ سليم النجار أن يترك نيويورك (بعد تعاونه مع نعوم مكرزل على تأسيس ليؤسس فيها اللبنانية )وانتقل إلى العاصمة حزب النهضة ّ الفرنسية ّ ّ مقرها المبنى رقم 3في المستقبل )1916( جريدة ّ عربية حـ ّـرةّ صدرت منه ثالث سنوات عنوانً ا صادقً ا للفن الصحافي شارع الفاييت َ معينة الكامل في تلك األيام ،وما لبثت أن احتجبت بعد أن ّأدت رسالة ّ أرادها الذين كانوا وراء صدورها.38)!( (اللبنانية) ،العدد ،53شباط )38يوسف ابراهيم يزبك ،المستقبل ،مجلّ ة المستقبل ّ ،1978ص.41 .
َ األميرك َت ْين في
مقر عمله في وزارة التربية ُ )39خطف وقُ تل إبان ثورة 1958فيما كان ً عائدا من ّ والفنون الجميلة. والمجالت التي صدرت في فرنسا بين 1858و 1888 )40وقبلذاك كان عدد الصحف ّ امتيازا. بلغ 23 ً
ومجالت لم تسع صحف ّ ... )41وكانت قبلذاك صدرت في لندن بين 1872وُ 1879 يبق منها أي أثر. َ )42بدأ العمل على آلة اللينوتيب في المهجر األميركي سنة .1910
83
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
اللبنانية ،وال فرنسا أرض وادي النيل وحدها منطلَ ًقا للصحافة لم تكن ُ ّ أرضا َ الفكرية ،فالعالم الجديد في للحرية الفاتحة أبوابها األميرك َتين كان ً ّ ّ قبوال الستقبال الهاربين من ظلْ م سلطنة بني عثمان حتى صدق فيهم أكثر ً الكشة ،وإما الصحافة. قول الصحافي شكري الخوري :إما ّ حين فُ تحت أبواب البحر مطالع القرن التاسع عشر ،امتألت المراكب ومنبرا ش ولو بعد ضنى، بالساعين إلى حياة جديدة توفّ ر لهم َ ً رغد عي ٍ عد ُدها 500 يطلّ ون منه بأفكارهم وأحالمهم عبر تأسيس صحف فاق َ ً رابطا للمحافظة على هوية تتقاطع فيها شكلت باللغة األم جريدة ومجلّ ة ّ المصالح وتترابط من خالل تجديد الحنين إلى الجذور ،وتمتين أواصر أنبتـ ْـتهم متوهج ًة اإللفة بعضا ،وإبقاء صورة األرض التي َ بعضهم ً والمودة بين ِ ّ بالعربية في بوسطن ونيويورك ما ّأدى إلى ظهور بعض الصحف الناطقة ّ اضطرار المطابع إلى استيراد حروف واجهتها صعوبات أبرزها وديترويت، ْ ُ يدويا ،قبل ظهور آالت عربية من خارج البالد ،ولكون هذه الحروف ُت ّ صف ً ّ 42 عربية تحتاج أكثر من 100رمز ،تبدأ من طباعة لتناسب اللينوتيب ّ اليمين ال من اليسار كما في اللغات األخرى.
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
حداد (والدة الصحافي واألديب الشهيد فؤاد األديبة حبوبة ّ اللبنانية ّ ّ 39 حـ ّـداد أبــو ال ـحــن ، )أصــدرت في باريس سنة 1921مجلة الحياة شهرية ،وبعد صدور عددين منها نقلتها إلى علمية أخالقية الجديدة: ّ ّ ّ واستمرت أربع سنوات. بيروت ّ بعد منتصف القرن العشرين وفي خالل الحرب على لبنان هاجرت لبنانية إلى باريس ،40وبعضها اآلخر إلى لندن ،41وفي العاصمتين صحف ّ ُكتبت النهاية لعدد منها ألسـبــاب معروفة :وقــف التمويل واإلعــان ظل الحياة المضطربة التي عرفها لبنان. المحلّ ي ،وصعوبات التوزيع في ّ
كوكب أميركا ...األولى
84 جوزف أبي ضاهر
الهدى ومراحل النجاح
أُ ول ــى ال ـجــرائــد :كــوكــب أميركا أصدرها ابراهيم ونجيب عربيلي في بوسطن ( 15نيسان .)1892واجهت ـرزهــا ص ــدور أمــر سلطاني عــوائـ َـق أبـ ُ العربية عثماني بمنع بـيــع ال ـحــروف ّ وت ـصــديــرهــا إلـ ــى الـ ـب ــاد األج ـن ـبـ ّـيــة. أوال منسوخة باليد ومطبوعة صدرت ً الجالتين .بعدها ظهرت جريدة على ِ ال ـع ـصــر )1898( ول ــم يـكــن حظها لكن اإلرادة أوفــر مــن حــظ سابقتهاّ ، والمقدرة وفّ را النجاح لجريد ٍة صدرت في السنة ذاتها ( 22شباط :)1898 الهدى انطلقت من مدينة فيالدلفيا مؤسسها نعوم مكرزل بعدما أحضر ّ من مصر ما يلزمه من األدوات إلصدار
المؤسس نعوم مكرزل: ّ
رواد ،نشرة مكتب المعلومات األميركي ،جريدة النهار، )43الهدى جريدة لبنانيين ّ ّ السبت 17آذار .1973
85
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
صدرت الهدى سن ًة كاملة بحجم صغير ثم بحجم أكبر بأربع صفحات أسبوعيا .ومع ظهور آلة اللينوتيب ابتكر لها المكرزل حروفً ا فثما ٍن ًّ تنضد على اللينوتيب عربية فكانت الهدى أول جريدة بالعربية في العالم ّ ّ ّ ومجالت صحافيون آخرون إلى إصدار صحف واندفع .5000 ها قراؤ وبلغ ّ ُ ّ تكررت فيها بعض األسماء-العناوين كـ اإلصالح في واليات ومدن أخرى ّ أصدرها في نيويورك شبل دموس ( )1899وفي بونس أيرس جورج صوايا ( )1928وفي التشيلي جريس أبو صباح (.)1930 والجنوبية) .كانت (الشمالية األميرك َتين َ امتزج تاريخ الصحف بين ّ ّ عموما نهض َة المغتربين وتوفير حياة كريمة لمصدر الصحيفة غايتها ً وتأدية دور وطني واجتماعي وديني .معظم هذه الصحف احتجب أو توقف العربية في المغتربات المؤسس أو لتراجع َدور اللغة نهائيا بعد غياب ّ ّ ً أجنبيات ،ولم من ـه ـ ج زوا نتيجة األم ه لغت الجديد الجيل إهمال بسبب َ ّ كل األمكنة لـ إكمال نهضة كان تتأسس مــدارس عربية ومعاهد في ّ ّ رو َادها لبنانيون. ّ وهنا نماذج معدودة من اإلصــدارات في غير موقع ،إذ ال ّتتسع هذه المؤسسين وتاريخ والمجالت وأسماء العجالة لتعداد أسماء جميع الصحف ّ ّ حتى مطلع النصف الثاني من الصدور ،منذ أواخــر القرن التاسع عشر ّ القرن العشرين: •الرقيب :لنعوم لبكي وأسعد خالدّ ،ريــو دي جانيرو ( .)1896ثم المناظر.)1896( ّأسس لبكي مع فارس سمعان جريدة َ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
عربية .ولــم تكن مطبعة الـهــدى ســوى بضعة صناديق حروف جريدة ّ وآلة طبع صغيرة من طراز قديم لطبع الجريدة ،وآلة طبع صغيرة أخرى لألعمال التجارية. في افتتاحية العدد األول لـ الهدى كتب نعوم مكرزل :قد يتساءل العديد :هل أن سياسة هذه الجريدة هي موالية للباب العالي أو للروس أو وجوابنا أن سياستنا هي سياسة إصالح في بلدنا للفرنسيين؟ لإلنكليز أو ُ ّ كثيرا ،وهي سياسة خدمات دون مداهنة لألصدقاء لبنان الذي نفتخر به ً ودون خوف من األعــداء ألننا ال نخدم األفــراد بل نخدم الشعب .ومن دائما.43 يكون الصدق في جانبه فهو منتصر ً
•األصمعي :لشكري الخوري وخليل ملوك، ساو باولو ( ،)1898ثم انتقل الخوري إلى ليؤسس مع خليل شاوول جريدة األرجنتين ّ منفردا الـصـبــح ...)1899( ثــم أصــدر ً جريدة أبو الهول.
•اإلص ـ ــاح أصــدرهــا فــي ب ـيــروت يوسف غانم تابت ونجيب أبو عكر ( ،)1922وفي سانتياغو الخوري سليمان الخوري ()1921 وفي أوليفيرا سعيد مطر ونجيب العسراوي ( ،)1921وفي سانتياغو جريس أبو صباح (.)1930 نعوم لبكي بين الرقيب والمناظر
86 جوزف أبي ضاهر
أما الصحف التي حملت اسم لبنان أو أرزة لبنان فهي: اللبنانية عطية ( ،)1914النهضة ّ •في البرازيل :فتى لبنان لرشيد ّ اللبنانية ( ،)1914أرزة لبنان ليوسف الحتي (( )1916بعد لجمعية النهضة ّ مختصة بالزجل اللبناني) ،لبنان وفاته أصدرها شقيقه خليل في لبنان ّ الكبير ليوسف ناصيف ( ،)1920لبنان الكبير لنعمان العندرافيلي أيضا (أيلول ،)1921أرزة لبنان لجمعية أرزة لبنان ( )1922فـ األرزةً لجمعية أرزة لبنان ( ،)1926ولبنان لنجيب حنكش (.)1934 ّ
األرزة
•في األرجنتين :لبنان ليوسف خوري ومخائيل أبو زيدان (نوار .)1926 • ...وفي المكسيك :فرائد لبنان لخليل نصر (.)1950
•إضافة إلى عناوين أخرى عديدة:
•في ساو باولو :خاليا النحل لنعوم لبكي ( 15تموز ،)1901المنارة المارونية (أيلول ،)1901البرازيل لقيصر معلوف الخيرية للجمعية ّ ّ ّ ( ،)1903الجريدة لخليل سعادة (آب ،)1920برازيل لبنان لرشيد عطية ( ،)1946النحلة ليوسف ناصيف وجرجس الهوا (،)1931 الجر ( ،)1940األنيس لحبيب مسعود وأنطوان الزنابق لشكر اهلل ّ الحقا مجلّ ة العصبة ناطقة بلسان وأسس مسعود ً سعد (أيلول ّ )1916 مجالت البرازيل :المراحل العصبة األندلسية ...)١٩٣٤( وآخر ّ ّ لمريانا دعبول فاخوري (أيلول .)1955
•في األرجنتين :الصاعقة للخوري يوحنا سعيد ( ،)1898السالم مسرة (تموز لوديع واسكندر شمعون ( ،)1902الجالية لجورج نقوال ّ ،)1910القرن العشرون للبيب الرياشي (شباط ،)1911المرسل (نوار ،)1913الشمس إلسبر الغريب (1915 للمرسلين اللبنانيين ّ ّ سياسي ًة في بيروت لكمال إسبر الغريب) ،االتحاد الحقا وصــدرت ً ّ اللبناني لجمعية االتحاد اللبناني (أيلول –1915صدرت ثالث جرائد تحمل االسم ذاته في ساو باولو ولبنان) ،االستقالل لألمير أمين
87
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
•في البرازيل :العدل لشكري أنطون ( ،)1901الحرية لبطرس حنا جعارة ويوسف بدوي ( ،)1908الشدياق ثم الغربال لجورج شدياق ( ،)1911–1910الفجر لناصر شاتيال ( ،)1912المنطاد لزوين يوسف زوين ( )1912وأحدثها األخبار لجوان جبور (.)1950
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
أرزة لبنان
وسهال لجبران أهال أرسالن ( )1926وآخر الصحف في األرجنتين: ً ً طرابلسي (كانون الثاني .)1940
•في التشيلي :المرشد للخوري بولس الخوري ( ،)1912التفاهم ألنطوان جمل ( ،)1917االعتدال توفيق ضعون ( ،)1934الشرق والـغــرب للبيبة هاشم وملحم خيراهلل (أيـلــول )1923وصــدرت في بيروت باالسم ذاته (.)1951
88 جوزف أبي ضاهر
لبيبة هاشم فتاة الشرق
•في المكسيك :السهام لمخائيل جرجس الباشا ( ،)1905صدى المكسيك لسعيد فاضل عقل ( ،)1908الخواطر ليوسف صالح الحلو (تموز ،1908وصدرت باالسم ذاته في المكسيك ،1924وفي بيروت ،)1955العصر الجديد لخليل ضاهر (.)1918
•في هافانا (كوبا) :االرتقاء السوري ،)1914( فرنسا والشرق (نوار ،)1919االتحاد لشكري بعقليني (،)1927 ليعقوب صفير ّ ال ـف ـي ـحــاء لـقــاســم هـيـمــانــي ( ،1931وصـ ــدرت بــاالســم ذات ــه في طرابلس).
•في سان دومينغو واألورغ ــواي :الجرأة األدبية لعبد اهلل الدردبي ( ،)1910العروة الوثقى اللياس ّ قطان ( )1907وصــدرت باالسم عدة في حاجة إلى مساحة ذاته في بيروت ( 1927وأسماء وعناوين ّ لذكرها وهي في معظمها أصبحت في ذاكرة التاريخ. أوسع ْ
* * *
الصحافية الحرفَ ة َ ِإلــى أبعد من مصر وفرنسا واألميرك َـتين وصلَ ت ِ ّ وحولوها صناع ًة تواكب العصر في الْ كانت مكتوب ًة على اسم اللبنانيين ّ ّ جميع اتجاهاتهَ .لف ْتنا إليها ولم نجذُ ْبها إلينا .فالمجال – على ّاتساعه – حتى لتعداد َ األسماء من دون الدخول في التفاصيل الممكن ضي ًقا ّ ُّ يظل ّ لبنانية. اختصارها بعبارة :الصحافة صناعة ُ ّ
الصحافة اللبنانية من أَلِفِ ها إِلى يائها
لبنانية تصدر فيها وتحمل •تبقى نافذة مفتوحة في أوستراليا لصحف ّ البيروتية ،ومنها: ماديا بالصحف أسماء صحف ال ارتباط لها معنويا أو ًّ ًّ ّ التلغراف ،النهار ،البيرق ،األنوار وسواها.
89
ها ر َّوا ُدها ...و َ أَطل َ غز َ ْوا العالم بها ق َ
* بعض تواريخ صدور الصحف والمجالت يتغير بين مصدر وآخر. ** بعض شعارات الصحف والمجالت في هذه الدراسة مأخوذ من كتاب الصحافة المصور للدكتور جوزيف الياس (دار النضال – الطبعة األولى اللبنانية – القاموس ّ .)١٩٩٧
90
جوزف أبي ضاهر
تراثنا غير المادي
الرحالة ()١ لبنان على أقالم ّ د .أحمد حطيط األندلسيين في العصور الوسطى الرحـالة لبنان في كتابات ّ ّ
رحلة الشريف اإلدريسي نَ موذجا ( 560 – 493هـ 1156 – 1100 /م) ً
الرحالة ()١ لبنان على أقالم ّ
حـالة األندلسييّن لبنان في كتابات الر ّ في العصور الوسطى رحلة الشريف اإلدريسي ن َ موذجا ( 560 - 493هـ 1156 - 11 00 /م) ً
د .أحمد حطيط
اإلسالمية نائب رئيس الجامعة ّ
مدخل ت أدبية برزت في الشرق والغرب على دب الرحلة بين أقدم اتجاها ٍ أَ ُ تفتـحت فيه عينا اإلنسان على الفضول ،والتطلُّ ع الى السواء .يعود الى زمن ّ حيـز مكاني ُيقيم فيه .أبرز البواعث والدوافع والغايات على ذلك: ما وراء ّ ُحب ّ االطالع ،ال ّـرغبة في اكتشاف المجاهل واألصقاع لل ِعلم بها واالنطالق منها الى مجاهل أخرى وأصقاع جديدة. الرحـالة وغاياتهم ،ومع ذلك ظل تعددت في العصور الوسطى دوافع ّ ّ الغربيون ـالة الرح الغرب: في كما الشرق في للرحلة ا رئيس عامال الحج ً ّ ً ّ كتبوا عن أسفارهم الى األماكن المقدسة في فلسطين ،والمسلمون كتبوا عن زيارتهم مكة .وكانت للرحلة غايات مختلفة :دافع شخصي ،أو حملة دواع إقتصادية ،طلب العلم ... ،فكان أهــل العلم من فقهاء عسكرية، ٍ يتوسلون الترحال الى المراكز الكبرى لالطالع وجغرافيين وأدباء وغيرهم ّ ّ والتتلْ ُمذ على علماء أصابوا الشهرة في ميدان المعرفة. َ الرحـالة طرائق ممتعة في وصف عوالم زاروها ،وفي الحديث اعتمد ّ عن عادات األمم والشعوب وطبائـعهم وثقافاتهم وأحـوالهم المعيشية ،وما ـصـوا ما عندهم مـن أساطير وخرافات، فـي ديارهم من آثار وعجـائب .ق ّ أساسا على وتاريخية تـعتمد كتبا أدبية فأصبحت ّ ً ّ مذكـراتهم عن رحالتهم ً تعرض لخاصة المشاهدة وحكاية ما رآه ـال تحت سمعه وبصرهّ . الرح ُ ّ تنو َع بين أخبار جغرافية وتاريخية الناس َّ وعامتهم بقالب قصصي جاذب َّ الرحالة عن أنفسهم وعما أبصروه يرويها ومشاهدات واجتماعية، وأدبية ّ مروا بها. أو وعانوه في أقطار قريبة وبعيدة قصدوها ّ أدب الرحلة في إسبانيا اإلسالمية كان ذا مستوى رفيع ،فشمل األدب والفن والعلوم الطبيعية واألنتروﭘــولوجيا ،وأبعد :علم الجغرافيا .لذا ُعرف رحـالة أندلسيون كثيرون بأنهم فنانون وعلماء نبات وعلماء جغرافيا، ّ بينهم :الشريف اإلدريسي ،ابن ُج َبير ،ابن بطوطة ،الحميري ،أحمد بن عمر الدالئي ،أبو عبيد البكري ،بنيامين التطيلي النباري... ،
.1الشريف اإلدريسي
1.1مؤلفاته
مصنفات كثيرة في ضــروب المعرفة، كــان موسوعي الثقافة ،وضــع ّ وبخاصة التاريخ والجغرافيا واألدب والفلك والفلسفة والطب وعلم النبات. ٍ ومن أبرز مؤلفاته :كتابه المشهور نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق المعروف بـ كتاب روجر أو الكتاب الروجري ،نسبة الى ملك صقلية روجر الثاني النورماني ( )Roger IIوهو أكرم وفادته وجعله أحد أركان بالطه في حاضرته ﭘـالرمو فاستقر نحو عشرين سنة (إثــر عودته من رحلته) حتى وفاته سنة 560هـ1166 /م. كتابا عن رحلته ،وأن طلب الملك النورماني من اإلدريسي أن يضع ً يصنع له كرة من الفضة عليها ْنقش صورة األرض فأنجز عمله في نحو 11
Yann Caradec, Histoire de la vatographie, p. 20 –22.
93
في العصور الوسطى
الحمودي الطالبي، هو أبــو عبد اهلل محمد بن عبداهلل بن إدريــس ّ المعروف بـ الشريف اإلدريسيَ لت َح ُّد ٍرهُ ،يقال ،من ساللة الحسن بن علي أيضا بالصقلي الستقراره في جزيرة صقلية. بن أبي طالب ،والمعروف ً ولد سنة 493هـ1100/م ،في مدينة سبتة المغربية ( )Ceutaعلى مضيق جبل طارق ،ثم انتقل الى قرطبة الخاضعة آنذاك لدولة المرابطين ،فأقام ردحا تلقى خالله علومه ،وربما من هنا تسميته القرطبي .وهو فيها ً علما .عاصر مشاهير القرن السابع من أشهر الجغرافيين العرب وأكثرهم ً ّ الهجري /القرن الثاني عشر الميالدي ،ومنهم ابن باجة وابن رشد وأبو الصلت وابن ميمون.1 قاصدا سواحل منطلقا من بالد األندلس، شاب، قام بـ نزهته ،وهو ً ً ّ أوروبــا الغربية وشمال أفريقيا ومصر وأواســط آسيا والجزيرة العربية فشماال ،إضافة ً جنوبا وبالد الشام ومن ضمنها مناطق لبنان الساحلية ً إلى بعلبك وجزين.
حالة األندلسيّين لبنان في كتابات الر ّ
أندلسيين زاروا لبنان في العصور الوسطى ،نقصر رحـالة ونظرا لكثرة ّ ً ّ دون عنها في مذكراته ما صادفه اإلدريسي، الشريف رحلة على هذه دراستنا ّ شكل ماد ًة للمؤرخ وبحرا ،وذكر خصائص لبلدان مر بها ،ما ّ على الطريق ًبرا ً تعرفوا بها الى حياة الشعوب واألقوام وغيرهم، االجتماع وعالم والجغرافي َّ وعاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم وأنماط عيشهم وأحوالهم اإلقتصادية.
خمس عشرة سنة ،فغـدا الكتاب والخارطة من أشهر اآلثــار الجغرافية ـربــا ،ونقلوا عن الكتاب وترجموا العربية ،أفــاد منهما العلماء شرقً ا وغـ ً مرجعا لعلماء أوروبا أكثر من ثالثة بعض أقسامه الى مختلف اللغات وظل ً 2 كتابا آخر في الجغرافيا :روض األنس ونزهة النفس أو قرون .ثم وضع ً يبق منه إال مختصر مخطوط في مكتبة حكيم المسالك والممالك ،لم َ وكتابا في علم النبات الجامع صفات أشتات أوغلو علي باشا باستنبول، ً وصنف كتاب أنس المهج وروض الفرج ،نُ شر منه قسم شمال النباتّ ، 3 أفريقيا وبالد السودان.
94 د .أحمد حطيط
2.2مصادر كتاب نزهة المشتاق َّ نظم اإلدريسي كتابه متأَ ِّث ًرا بنظرية الجغرافي اإلغريقي بطليموس الذي ّ أيضا بنظرياته جغرافيون عرب كاألصطخري في كتابه المسالك تأثر ً والممالك ،وابن الفقيه في كتابه مختصر البلدان ،وابن حوقل في كتابه األرض ُكروي ًة والعال َـم سبع َة أقاليم صورة األرض .هكذا جعل اإلدريسي َ واحدها من المغرب الى المشرق على خط االستواء ،تخترقها سبعة يمر ُ ّ قسم كل إقليم الى عشرة أجزاء ووصف كل قسم، أبحر ُتسمى ً خلجاناّ . 4 خارطة ورسم له مستهال كتابه ،من حيث بدأ بطليموس ،بتقسيم األرض ً ـدأه من جهة ـوال طـ ً وعرضا في إقليم واحــد ،أي من اإلقليم األول ،ومـبـ ُ ً 5 المغرب من البحر الغربي المسمى بحر الظلمات . ثم انتقل الى وصف ّ سهبا في وجباال ً بقاعا ً أحوال أقاليم زارها في خلقها وأصقاعهاً ، وبحاراُ ،م ً أجناسا وصف أنواع نباتاتها وصناعاتها وتجاراتها وعجائبها وأحوال أهلها ً ت ،متوقّ ًـفا عند عاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم. وأعراقً ا ِ وم ًلال ِون َـح ًال ولغا ٍ تحصـل له من كالم الفالسفة وإلى بطليموس استعان اإلدريسي بما ّ دونه من أحاديث وأهل النظر في علم الهيئة ،ومن رحالته الخاصة وبما ّ أقدم ترجمة للكتاب هي الالتينية (مطلع القرن السابع عشر الميالدي) ُوتـرجمت 22 ُ أجزاء منه الى لغات أوروبية ،نُ شر منها المقدمة والجزءان الثاني والثالث من اإلقليم الرابع (روما )1878بعناية ميكيلي أماري؛ حسين مؤنس ،تاريخ الجغرافيا والجغرافيين، مكتبة مدبولي ،القاهرة ،1967 ،ص.230 .
33حققه الوافي نوحي ،وصدر لدى منشورات وزارة األوقاف والشؤون االسالمية في المملكة المغربية ،سنة 1428هـ2007 /م. 44كتاب نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق ،مكتبة الثقافة الدينية ،بور سعيد ،ال ت ،.ص .9 .سيرد هذا الكتاب في الحواشي :نزهة المشتاق. 55
نزهة المشتاق ،ص.4 .
.2لبنان في كتاب :النزهة
66نزهة المشتاق ،ص6 .؛ زكي محمد حسن زكي ،الرحالة المسلمون في العصور الوسطى ،دار الرائد العربي ،بيروت ص65 .؛ .Yann Caradec, Histoire, p. 22–23 77
نزهة المشتاق ،ص 353 .و.370
95
في العصور الوسطى
مقاصد شكل منها لبنان الحالي ،كانت بين مناطق َت َّ بالد الشام ،ومنها َ ُ األندلسيين ،نقط َة اتصال بما يليها من البالد المجاورة. للرحـالة مفضلة ّ ّ تمحو َرت ت متنوعة هكذا حظي لبنان عبر العصور من أولئك الرحالة بكتابا ٍ َ حول جبال لبنان وسواحله ،ومواقع مدنه وتحصيناتها ،وأشهر منتجاته الزراعية والصناعية ،ومظاهر الـعــادات والتقاليد فيه ،ما جعل لبنان ذات موضوعا ذا نكهة خاصة في أدب الرحلة ،رقع ًة صغيرة من األرض َ ً متميز على مساحة الحدث التاريخي والحضاري عبر الزمن. حضور ّ ير ُد في الجزء الخامس من اإلقليم الثالث في القسم المتعلق بلبنان ِ قسما من البحر األحمر (بحر القلزم). أيضا كتاب النزهة ويتضمن ً ً يبدأ هذا القسم بتعداد مدن الحجاز وفلسطين وبالد الشام ،ومنها بعلبك وصور وبيروت والناعمة وجبيل وطرابلس ،ليقف بعدها على أحوال هذه ـزءا من جبل اللكام الممتد من بحر القلزم الى المدن معتبرا َ ً جبل لبنان ُج ً 7 نواحي الشام حتى منطقة حمص . دخل الشريف اإلدريسي لبنان من شمال فلسطين ،وذكر أسماء مدنه وبلداته وحصونه وقالعه ،بعضها ال يزال يحتفظ باسمه الى اليوم وبعضها وتغيـرت معالمه مــع الــزمــن .أشــار إلــى طبيعتها اآلخــر ّ تبدلت أس ـمــاؤه ّ وينابيع ،وإلى محاصيلها الزراعية والصناعية وأنهارا جباال ً الجغرافية ً َ والخ َضر والزيتون والصنوبر المتنوعة ومنها الحمضيات على أنواعها، ُ السكر وصناعة الفخار والزجاج واألقمشة واأللبسة ،وصناعة َّ وقصب الزيت والصابون. حاليا) أول أماكن كانت النواقير في جنوب لبنان (رأْ س الناقورة ًّ لبنانية دخلها اإلدريـســي عن طريق حصن ال ّـزيب الساحلي القريب من
حالة األندلسيّين لبنان في كتابات الر ّ
توفـر الرحـالين والتجار والحجاج على سفن كانت في ميناء صقلية ،وما ّ ّ ك له من معلوما ٍت حصدها من بلدان أوروﭘــيــة زارهــا بفضل ِ رعاية مل ِ عمله فأنعم النظر فيها حتى وقف على حقيقة أمرها.6 صقلية َ
96 د .أحمد حطيط
مطلة على ضفة البحر،9 عكا ،8فوصفها بـ ثالثة جبال بيض شواهق ّ ومنها انتقل الى محلة اإلسكندرية 10فإلى مدينة صور مدينة حسنة على ضفة البحر ،وبها للمراكب إرســاء وإقــاع يحيط بها البحر من ثالث اشتهرت به المدينة من الصناعات ،كالزجاج والفخار جهات .11ثم َي ُ ذكر ما ُ والقماش أو الثياب البيض الذائعة الصيت لجودتها كل شيء حسن عالي والصنعة ،ثمين القيمة ،وقليال ما ُيـصنع مثله في سائر البالد الصفة ّ المحيطة وتحمل الى مختلف البلدان.12 فبلع عدلون ووصفها بـ حصن منيع ً وتابع مساره شماال على الساحل َ 13 على البحر ،فصرفند وهو حصن حسن ،فمدينة صيداء ،وبين صور وصرفند نهر ليطقة ومنبعه من الجبال ويقع هناك في البحر.14 قليال باتجاه الشرق ،وتوغّ ـل في هضبة وانحرف اإلدريسي عن الساحل ً وقتا ليعود منها إلى لبنان عن طريق قاصدا دمشق الصرفند استقر فيها ً ً ّ بعلبك التي وصفها بـ مدينة خصيبة على سفح جبل ،عليها سور حصين يشق في وسطها ،ويدخل شبرا ،والماء ّ مبني بالحجارة ،سعته عشرون ً 15 ـاء ومطاحن ،وهــي كثير ُة ً كثيرا مــن ديــارهــا . وعلى هــذا النهر أرح ـ ُ الغالت ،نامي ُة اإلصابات ،وافر ُة الفواكه والطرف ،غزير ُة الكروم واألشجار، خصيب ُة المأكل واألسـعــار ،فيها من عجائب البناء المذكور آثـ ٌـار يجب ذكرها لشماختها ورثاقة صنعها ،وذلك أن من عجيب البنيان الملعبين، وهما الصغير والكبير :الكبير ُيـحكى أنه بني في أيام سليمان بن داؤود،16 88
99
نزهة المشتاق ،ص.365 .
نزهة المشتاق ،ص.365 .
110والراجح أنه يقصد مزرعة اسكندرونة الحالية. 111نزهة المشتاق ،ص.365 .
112نزهة المشتاق ،ص.367–366 . 113نزهة المشتاق ،ص.366 .
114نزهة المشتاق ،ص ،366 .ونهر ليطقة هو نهر الليطاني المعروف – عند شمالي صور – بــنهر القاسمية. مصبه ّ 115نزهة المشتاق ،ص.269 .
ِ 116ذ ْك ُر اإلدريسي أن بناء الملعب الكبير يرقى الى أيام سليمان الحكيم أسطور ٌة مثاال: رحال ٌة مسلمون أوروﭘــيون زاروا بعده بعلبك ،بينهم ً كانت شائعة في عصره ،ذكرها ّ بنيامين التطيلي ،نسب بعلبك الى التوراة والى الملك سليمان ،وسمى قلعتها وهيكلها ترويحا شيدها ً ً قصرا :هي مدينة بهلة الواردة في التوراة ،من بناء الملك سليمانّ ،
الرحال ابن الفقيه الهمذاني (زار لبنان 117نزهة المشتاق ،ص .270–269 .ويذكر ّ في القرن الثالث) أن هذه الحجارة من العجائب ،ابن الفقيه ،كتاب مختصر البلدان، وأيضا :ابن حوقل ،صورة األرض ،طبعة نشرة دي غويه ،طبعة ليدن ،1885ص118 .؛ ً ليدن ،ص.192 . 118نزهة المشتاق ،ص.370 .
119الراجح أنه يقصد منطقة وادي بسري مع تقديم وتأخير في الحروف.
220لعله يقصد منطقة مجرى نهر األولي الذي يصب في البحر شمالي صيدا. 221نزهة المشتاق ،ص.370 .
حالة األندلسيّين لبنان في كتابات الر ّ
لزوجته ابنة فرعون ،راجع :رحلة بنيامين ،ترجمة عزرا حداد ،بغداد ،1945 ،ص. شيد قلعة بعلبك لزوجته .118وبين الرحالة المسلمين َذكر َياقوت الحموي أن سليمان ّ بلقيس ملكة سبأ ،راجع بعلبك في :ياقوت الحموي ،معجم البلدان ،دار صادر بيروت، ال ت.
97
في العصور الوسطى
وهــو عجيب المنظر ،فيه حجارة يكون طــول الحجر منها عشرة أذرع مبني على ُع ُمد شاهقة يروع منظرها .والملعب شيء وأقل وأكثر ،ومنه ّ ٌّ ٌ تهدم أكثره ،وذهبت محاسنه وبقي منه اآلن حائط قائم الصغير قد ّ ذراعــا ،وليس فيه إال ذراعــا ،وارتفاعه عن األرض عشرون ً طوله عشرون ً وحجران فوقه ،وأربعة أحجار فوق سبعة أحجار :حجر واحد في أسفله، َ 17 كل شيء عجيب. الحجرين .وفي هذه المدينة من البناء ُّ َ من بعلبك يتوجه اإلدريسي عبر منطقة جزين الى مدينة صيدا فيصفها ب ــأنها على ساحل البحر الملح ،عليها سور حجارة ،وهي تنسب إلمراة كانت في الجاهلية ،18وأنها مدينة كبيرة عامرة األس ــواق ،رخيصة األسعار ،محدقة بالبساتين واألشجار ،غزيرة المياه ،واسعة الكور .لها متـصلة بجبل لبنان بــإقليم جزين ،ومنه مجرى وادي أربعة أقاليمّ ، 19 الحر ،وهو مشهور بالخصب ،كثير الفواكه ،وإقليم السربة ،وهو إقليم ّ يشق جبالها ويصب الى نهر وهو الرامي، وإقليم كفرقيال، وإقليم جليل، ّ البحر .20وجميع هذه األقاليم األربعة تشتمل على ّنيف وستمائة ضيعة، يشرب أهلها من ماء يجري اليها من جبلها في قناة.21 طريفا :وبهـذه خبرا ً وفــي صيدا َلف َت ُه نــوع من األسماك روى عنه ً المدينة ،أعني صيداء ،عينها المعروفة ،وذلــك أنه ينشأ بها ،في أيام الربيعُ ،س َم ْيكات على طول اإلصبع ،منها ذكور ومنها إناث ،لها عالمات جفف ُتـعرف بها إناثها وذكورها .فإذا كان وقت سفادهاُ ،أ ِخ َذت صيدا ثم ُت َّ ً فإن الرجل فإذا احتيج اليها ُأ َ خذت منها واحدة ُ سحق ُوت ْس َتـف بالماءّ ، فت َ
98 د .أحمد حطيط
قويا ويجامع ما شاء وال يصيبه عن ذلك عجز وال فتور. ينعط إنعاطً ا ًّ خفية صغار وقد أيد السميكات صغار على هيئة الوزغ ،لها ٍ ٌ وهذه ُ وأرجل َّ 22 رأيناها غير مرة. فمر بثالث قرى َبحرية :ومن بعد صيدا واصل سيره باتجاه بيروت ّ صيداء الى الجية ،وهو حصن على البحر ثمانية أميال منه ،ومنه الى حصن القلمون ،23على البحر ،خمسة أميال ،وهذا الحصن على قنطرة، والقنطرة على واد ،وهي عريضة جـ ًّـدا وقد ُب ِن َي الحصن عليها ،وهو حصن منيع في عطفة جون ،ومنه الى حصن الناعمة وهو كالمدينة الصغيرة سبعة أميال .والناعمة مدينة حسنة ،أكثر نبات أرضها شجر طيبا .ومنها الخرنوب الذي ال ُيـعرف في معمور األرض مثله ْ قد ًرا وال ً تجهـز به الى الشام وإلى ديار مصر .وإليها ُي ْن َسب الخرنوب الشامي. ُي ّ وطيب فهو بالناعمة أكثر وأطيب كثير وإن الخرنوب في الشام أمــا ّ ّ ٌ منها.24 ميال .يقول في وصف ومن الناعمة إلى طرف بيروت أربعة وعشرين ً بيروت :مدينة على ضفة البحر الملح ،عليها سور حجارة كبيرة واسعة، ستخرج وي َ جيد القطع ُ ولها بمقربة منها جبل فيه معدن حديد طيبّ ، ويحمل إلى بالد الشام .ولها غيضة أشجار صنوبر ،مما يلي منه الكثير ُ ميال في جنوبها ،تتصل بجبل لبنان ،وتكسير هذه الغيضة إثنا عشر ً مثلها ،وشرب أهلها من اآلبار.25 ـددا مــن المدن ومــن بـيــروت الـتــزم خــط الساحل ش ـمـ ًـاال ،مخترقً ا ع ـ ً والجزر حتى عرقة :ومن بيروت الى حصن والقرى والبلدات والحصون ُ المزداسية (المرداسية) ثمانية أميال ،ومنه الى نهر الكلب ستة أميال، وهو على البحر حصن صغير. واستأنف مساره من نهر الكلب إلــى جونيه وهــي حصن كبير على البحر ،أهله نصارى يعاقبة ،ومنه الى عطفة سالم وهو جون كبير طوله 222نزهة المشتاق ،ص.371–370 .
223لعله يقصد بلدة الدامور بين الجية والناعمة؛ فليس في لبنان سوى بلدة واحدة جنوب مدينة طرابلس. تسمى القلمون َ 224نزهة المشتاق ،ص.371 .
225نزهة المشتاق ،ص.371 .
227نزهة المشتاق ،ص.372 .
وإبان 228هو في العصور القديمة وجه اإلله ،وفي العصر البيزنطي وجه الحجرّ ، وحاليا رأْ س الشقعة. حكم الفرنج رأس السيدة، ْ ًّ 229نزهة المشتاق ،ص.372 .
Orthosia ou Artousia. R. Dussaud, Topographie historique de la Syrie 330 antique et médiévale, (BAH 4), Paul Geuthner, Paris, 1927, p. 68.
331نزهة المشتاق ،ص .273–272 .في ضبط أسماء األماكن التابعة لمدينة استنادا الى طرابلس خطأٌ في نص اإلدريسي لعلّ ه تصحيف من عمل النساخ ،لذا، ً ديسو ،نقترح استبدال أبو العدس بـ برج العدس( االسم الحالي المستشرق رينيه ّ
حالة األندلسيّين لبنان في كتابات الر ّ
سد أو حاجز، 226في كتب اللسان أن الماحوز من ال َـحوز ،وهو الموضع إذا أقيم حوله ٌّ أو من الحوزة أي الناحية ،أو التخوم.
99
في العصور الوسطى
عشرة أميال ،ومنه الى ماحوز 26جبيل وهو حصن كبير ،ثم الى موقع نهر ابراهيم ثالثة أميال .ومن النهر الى مدينة جبيل خمسة أميال ،وهي مدينة حسنة على البحر ،لها سور من حجر حصين ،ولها كورة واسعة وأشجار وفواكه وكــروم وليس فيها ماء جار ّإنما يشرب أهلها من مياه اآلبار ،وبها إرساء وحط.27 مر اإلدريسي بالبترون :ومن مدينة جبيل على البحر ،الى بثرون ّ 28 عشرة أميال ،وهو حصن حسن ،ومنه الى أنف الحجر خمسة أميال، ومن أنف الحجر الى مدينة طرابلس ثمانية أميال.29 ويصف مدينة طرابلس :مدينة إطرابلس الشام عظيمة ،عليها ســور من حجر منبع ،ولها رساتيق وأكــوار وضياع جليلة .وبها شجر الزيتون والكروم وقصب السكر وأنــواع الفواكه وضروب الغالت الشيء الكثير ،والــوارد والصادر إليها كثير ،والبحر يأخذها من ثالثة أوجه. وهي معقل من معاقل الشام ،مقصود إليها باألمتعة وضروب األموال وصنوف التجارات ،وينضاف إليها عدة حصون وقالع معمورة داخلة في أعمالها مثل أنف الحجر المتقدم ذكرها ،وحصن القالمون (القلمون) وحصن أبــي العدس وأرطــوسـيــة ،30ولها من أمهات الضياع المشهورة المذكورة أربعة ،منها الضيعة المعروفة بالشفيقية والزيتونية والراعبية والحدث وأميون .وبها من شجر الزيتون ،وأنواع الفواكه أكثر مما في غيرها .ومنها في جهة الجنوب حصن بناه ابن صنجيل اإلفرنجي ومنه جدا وهو بين افتتح طرابلس ،وبينهما أربعة أميال ،وهو حصن منيع ًّ وادي ْـيـن.31 َ
100 د .أحمد حطيط
المواج َه ِة طرابلس :يقابل مدينة إطرابلس أربع الجزر ثم يكتب عن ُ ِ جــزر في صــف .فأولها جزيرة العمد ،ثم اليها جزيرة النرجس ،وهي صغيرة خالية ،وإليها جزيرة أرذقون( رامكين حاليا).32 وواصــل َبـ ًّـرا بمحاذاة خليج طوي ٍل على أطرافه بلدة عرقة وملحقاتها من الحصون :ومــن مدينة إطرابلس على الساحل إلى رأس الحصن طوله رؤوسية خمسة وهو مدينة صغيرة عامرة آهلة على طرف جــو ٍن ُ ميال ويسمى عرقة .وفي وسط ميال، وتقويرا مع الساحل ثالثون ً عشر ً ً 33 هذا الجون ثالثة حصون تتقارب بعضها مع بعض ،اسم أحدها ،مما يلي إطرابلس ،لوتورس ( ،)34Leutherosواآلخر بابية ( )al-Babiyaوهو على نهر جار يسمى نهر بابية ،35والحصن الثالث يسمى حصن الحمام ( )Hisn el-Hamamوهي تتقارب بعضها من بعض .ومنه الى عرقة،36 العلو ،في وسطها حصن وهي مدينة عامرة حسنة في سفح جبل قليل ّ على قلعة عالية ،لها ربض كبير ،عامرة بالخلق ،كثيرة التجارات ،أهلها مياسيرُ ،شربهم من مــاء يأتيهم من قناة مجلوبة من نهرها ،ونهرها جار مالصق لها ،وبها بساتين كثيرة وفواكه وقصب سكر ،وبها مطاحن ٍ على نهرها المتقدم ذكــره ،وبينها وبين البحر ثالثة أمـيــال ،حصنها
لهذا الموضع) ،والزيتونية بـ الزويتينية ،والشفيقة بـ السفينة ،وهي بلدات تقع شمالي عكار.Dussaud, Topographie historique, p. 77–78 . ّ ـبق 332نزهة المشتاق ،ص .373 .هذه الجزر قبال َة شاطئ طرابلس – الميناء ،لم ت َ جزر النخيل (فيها أشجار نخيل زرعت واحدة منها على اسمها القديم ،فهي اليوم ُ كبيرا من األرانب) .وسنة 1992 ا عدد تضم ـجزر األرانب( كانت ً أيضا بـ ُ عرف ً ً حديثً ا) ُوت َ عل َنت منطقة المحمية المتوسطية بموجب اتفاقية برشلونة ،ومنطقة تحولت محمية أُ ِ عالمية للطيور كما أعلنها المجلس العالمي للعناية بالطيور. 333هي :حصن عرقة وحصن القليعات وحصن ثالث مشكوك بحقيقته :قد يكون غربي سهل قبة بشمرا، قرب جسر الشيخ في سهل عكار على النهر الكبير ،أو في محلة ّ ّ عكار .نافذ األحمر ،المرجع نفسه ،ص ،22 .الحاشيتان 1و.2
334هو اإلسم القديم للنهر الكبير .يرجح ديسو أن المقصود نهر عكار المعروف قديما بـ نهر بابية.
335
Dussaud, Topographie historique, p. 90.
زمن اإلدريسي وهو زارها 336حول عرقة وحصانة موقعها وازدهارها االقتصادي َ إبان حروب الفرنج في الشرق :نافذ األحمر ،المرجع السابق ،ص 100 .وما بعدها؛ بولس الفغالي ،المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم ،جمعية الكتاب المقدس ،بيروت ،2003 ،ص .843 .وعرقة اليوم بلدة لبنانية على تل مرتفع.
خاتمة واستنتاجات
337نزهة المشتاق ،ص.374–373 . 338نزهة المشتاق ،ص.375 .
101
في العصور الوسطى
تميزت به الطبيعة اللبنانية من عناصر استوقف َ الشريف اإلدريسي ما ّ مبديا إعجابه بما جمالية متنوعة ،فأنعم في وصفها وإبــراز خصائصها ً حضورها اتفق ما قلَّ وبقاعا ،وما فيها من معالم أثرية متنوعة ساحال شاهد ً ُ ً لكن معالم صورة لبنان الجغرافية لم مجتمعة في مناطق أخرى زارهــاّ . الرحال األندلسي إذ أفاض في وصف ِست مدن ساحلية تكتمل فينزهةّ (من الجنوب إلى الشمال :صور ،صيدا ،بيروت ،جبيل ،طرابلس ،عرقة، إضــافــة الــى مدينة بعلبك) وتوقّ ـف عند معالمها الجغرافية ومــواردهــا الطبيعية ومنتجاتها الزراعية والصناعية وأحوال سكانها المعيشية وأوجز أي ْذكر في وصف ُم ُدن ساحلية أخرى كالدامور والبترون ،وغاب عن الكتاب ُّ للمناطق الجبلية ،ربما لوعورة مسالك جبال لبنان وندرة سكانها آنذاك. ويؤخذ على الشريف اإلدريسي أنه ال ينبه القارئ إلى ما زاره وشاهده من ْ ّ الجغرافيين من سبقه من ب كت في منها عليه ـلع اط ما وإلى واألقاليم، البلدان ُ ِ ّ العـرب واألجانب ،وال يذكر تاريخ قدومه الى لبنان وتواريخ تنقالته ،ال سن َة ترجيحا في الربع األخير من تجوله في ربوعه ،وهو ً وصل الى لبنان ،وال فتر َة ُّ القرن الثاني عشر .مع ذلك فأسلوب اإلدريسي بفصاحته وسالسته وبساطته وص َفها ،ما يجعل كتاب نزهة المشتاق جليا ثقافته العميقة عن مناطق َ أظهر ًّ قيما لـما جاء فيه من معلومات جغرافية. مشوقً ا للقراءة ً ِس ْف ًرا ّ ومرجعا ً
حالة األندلسيّين لبنان في كتابات الر ّ
كبير ،وعيش أهلها خصيب رغــد ،وبـنــاؤهــا بالجص وال ـتــراب ،والخير بها كثير.37 ومن عرقة دخل مدينة حمص فوصفها بـ مدينة حسنة في مستوى مــن األرض ،وهــي عــامــرة بــالـنــاس ،والـمـســافــرون يقصدونها باألمتعة ومسرات أهلها دائمة ،خصبهم رغد والبضائع من كل فن ،وأسواقها قائمة ّ المسمى المقلوب (العاصي) يجري ومعايشهم ونهر األرنط ()Oronte ّ على بابها بمقدار رمية سهم ،... ،والطريق من عرقة الى أنطرطوس على الساحل ،... ،ومنها إلى البحر جزيرة أرواد ،وهي جزيرة كبيرة فيها كنيسة معمورة ،متقنة البناء ،شاخصة منيعة ،ذات أبواب حديد.38 ويختم اإلدريسي اإلقليم الثالث بالعودة إلى ذكر أسماء مدن حولها كور ُ(بقع من األرض تجتمع فيها المساكن والقرى) :كورة صور ،بعلبك ،البقاع، إقليم لبنان ،الحولة ،طرابلس ،جبيل ،بيروت ،صيدا.
102 د .وجيه فانوس
الشخصية التراثية المدينية
ترا ُثنا العائلي
103
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
في الوجدان الشعبي البيروتي
د .أنطوان مسرة التربية على التراث
تراثُنا العائلي
التربية على التراث من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
د .أنطوان مسرة
عضو المجلس الدستوري /أُ ستاذ الحقوق واليسوعية وعلم اإلجتماع في الجامعتين اللبنانية ّ
كتابا يتعلَّ م فيه التالمذة ما ُيفرغونه في االمتحان فال ليس التاريخ ً ِّ الجماعية المشتركة وفي سلوكيات الحياة اليومية. يؤثر في تنقية الذاكرة َ ومؤلِّ فو ُكتب التاريخ المدرسي والمؤرخون التقليديون ينقلون األحــداث أفقيا ويتجاهلون األبعاد الثقافية وجوانب التراث المادي والمعنوي في بناء ًّ غالبا ما الثقافية، أبعاده في ق التعم عدم عند التراث، ومفهوم األوطان. ً ُّ حنين إلى الماضي ،وعلى شوﭬــينية أُ صولية واستعالء. يقتصر على ٍ .1التربية على التراث ماذا تعني التربية على التراث؟ ِول َـم هي مالزم ٌة تربي ًة إنساني ًة متكاملة؟ لبنانيا؟ وما العمل ً عميقا أهمية التربية على ت في بريطانيا ،أدركت ً ّإبان زيارتي جامعا ٍ الطالب في المكتبة يجلسون على مقاعد يرقى تاريخها يت ّ التراث ،إذ رأَ ُ تلقائيا َمن يقطن في منزل التراث ة ماهي ويدرك قرون. خمسة ِإلى اكثر من ُ ًّ ّ تراثي ،أو من يزور الفاتيكان ،أو من َدرس اآلداب القديمة ولغاتها ،فال مستجدة وعلى الموضة. بسهولة في تيارات ينجرف ٍ ّ ـت عــدم االهتمام التربوي بالتراث فــي مــدارس وفــي المقابل الحـظـ ُ ومؤسسات تعليمية لبنانية يرقى إنشاؤها إلى ما يزيد عن قرن ونصف القرن ،يدخل إليها التالمذة والطالب كأنهم في صرح حديث البناء ال اقترحت تخصيص مكان على مدخل تاريخ له وال جذور وال أَ صالة .لذا ُ ومستندات قديم ٌة ُتشير إلى مراحل وثائق هذه المؤسسات ُتعرض فيه ُ ٌ جوهريا تغير ً التأسيس .وبالفعل :عندما ّتم ذلك في بعض المؤسسات ّ كال، اإلدراك العام لدى كل طالب أو زائر .هل ذلك للتفاخر أو التباهي؟ ّ بل هو لنشر اإلدراك العفوي العام بالمسؤولية ،واالستمرارية والتواصل جو تراثي يعيشه في يومياته بين األجيال ،وال يمكن إنسانً ا ً عاقال ضمن ٍّ جزء من سلسلة مترابطة أن يقول ... :ومن بعدي الطوفان! .فكل ٍ فرد ٌ
التربية على التراث 105
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
غيره .وال ضرورة متكاملة، ور ٌ ُ ث َ ووريث حضارة وثقافة والتزام ،وهو بدوره ُم ِ لمحاضرات أو مواعظ أو إرشادات عند أماكن تراثية يعيش فيها االنسان التاريخ وفي التاريخ ومع التاريخ. التفاخر بالتراث والحنين إليه وعربيا بشكل عام ،ما زلنا عند لبنانيا، ُ ً ً بعد إلى تربية تراثية ال تقتصر على مجرد به والتغني ّ شوفينيا ،ولم ننتقل ُ ًّ ت إلى المواقع بل تدخل في عمق الخبرة الذاتية المعرفة وتنظيم زيــارا ٍ المعاشة لدى كل إنسان في العائلة والحي السكني والمدرسة والجامعة ترسيخا إلدراك التكامل والـتــواصــل والـمــؤسـســات الـخــاصــة وال ـعــامــة، ً يتحول والمسؤولية واالستمرارية بين األجيال .ففي التربية على التراث ُ ّ عاشا. ا سلوك ً والوطني والمهني العائلي االنتماء يوميا ُم ً ًّ والح َرف التراث مجموعة اآلثار المبنية والمواقع الطبيعية والممتلكات ِ المتوارثة والمعارف والـعــادات اليومية والقيم التي تتقاسمها مجموع ٌة َ أساسيا في تحديد هويتها وجــذورهــا .إنها نوعية ا ركن ـك ـ ل ذ كل تعتبر ً ً وتراكم ُ وتغنيه ،وهي ثمرة جهود ث تتناقله األجيال وتحافظ عليه ْ حياة إلر ٍ حـضــاري وحــاجــة ُمعاشة فــي سبيل حياة أفضل وبـنــاء مواطني ملموس لمفاهيم المسؤولية والتضامن والتفاعل بين األفراد والجماعات واألجيال النابض في المنزل والحي والشارع والثقافات .فالمواطن يتعلّ م تاريخه َ والمدرسة والقرية والمدينة والــوطــن ،وليس فقط في الكتاب .التراث ومعاش ،به يكتسب االنسان روح االنتماء والمسؤولية حي منظور ُ كتاب ٌّ والمشاركة والتضامن. ما الغاية من التراث؟ إن البحث في حماية التراث الثقافي والطبيعي عصر أصبحت فيه ظروف الحياة يستوجب التطرق الى الغاية منها ّإبان ٍ خطيرا يؤدي الى إتالف أو اندثار أو عامال االجتماعية واالقتصادية ُتشكل ً ً زوال عناصر مختلفة من التراث. إرث خلّ فته األجيال قيم ٍ حضارية مادية وفكرية – ٌ التراث – بما يمثّ له من َ ملحة كي يسهم في ة ضرور بالحاضر الماضي السابقة .من هنا أن ربط ٌ َّ تدعيم أسس التفكير الموضوعي حول تجذُّ ر الشعب في أرضــه وتأكيد ومعنوي َيـفرض على الحضارة أخالقي واجب هويته وانتمائه ،وهذا الربطُ ٌ ٌّ ٌّ وإحياءه وإيصالَ ه بأصالته إلى األجيال الالحقة. وصونَ ه الراهنة َ حمايته َ َ جوهري من مظاهر مظهر فالذاكرة الحية المنت ِقلَ ة من جيل إلى جيل ٌ ٌّ ويتطور ويتجدد، وعنصر فاعل ينمو التنمية لدى الشعوب والحضارات، ٌ ّ ومستقبال ،في حياتها الثقافية واالجتماعية واالقتصادية .لذا، حاضرا ً ً كل يسعى أن بديهي الهوية، وعلى الذات على والحفاظ االستمرار أجل من ُّ ٌّ
ب إلى حماية تراثه ،وتعميم االهتمام به ،وإبراز قيمته في إطار برامج شع ٍ كل من عناصر التراث في قلب حياة المجتمع. وسياسات ،بإدماج ٍّ وحماية التراث ال تتحقق إال بتضافر جهود السلطة المركزية والسلطات المحلية وجميع أطــراف المجتمع من هيئات أهلية تعنى بهذا الحقل، مهامها ومؤسسات تربوية ووسائل إعالم ومواطنين .ولكل جهة من هذه، ُّ ومسؤولياتها ودوره ــا ،ما يجعل التعاون في ما بينها ،بتعدد مستوياته ُ وتبادل المعرفة وتوفير التوعية إلى يرمي هو إذ أساسية، ة ضرور وأشكاله، ٌ ُ فعالة ويشجع التنمية االجتماعية واالقتصادية. عمل مشترك يضمن حماية ّ 1
.2أهداف التربية على التراث
للتربية على التراث أهداف أربعة: 106 د .أنطوان مسرة
َأ ًوال :التوعية وعالميا إلظهار الهوية والجذور والثقافة وطنيا * تبيان أهمية التراث ًّ ًّ المتوارثة عبر األجيال. * توعية المواطن على تراثه وحثُّ ه للمحافظة عليه ألنه يمثل جذوره انتماءه ويربطه باإلنسانية وحضاراتها. وتاريخه ويؤكد َ * توعية المواطن على غنى تراثي في لبنان يمتاز بتنوع المصادر واالنتماءات والحضارات ،ويقوده الى التماهي مع تراثه الخاص ومنه إلى التفاعل مع تراث اإلنسانية جمعاء. * ْ ـداخـ ٌـل ض وتـ ُ إط ــاع المواطنين على أهمية الـتــراث في ما هو مــا ٍ معاصر في الحياة اليومية ،عبر إيجاد التوازن بين المحافظة على التراث ٌ وحمايته واستخدامه في اآلثــار القديمة أو في المنظر الطبيعي أو في موقعا للتنمية االقتصادية المحلية. المحافظة على البيئة ً ثانيا :االلتزام ً عمليا في المحافظة على * التزام المواطنين المحليين ومشاركتهم ً التراث عبر المبادرة والتضامن والمسؤولية.
11بعض األفكار مستقاة من :شرعة المواطن للتراث ،مكتب وزير الدولة لشؤون مسره وإدارة ليلى بركات ومشاركة حارث التنمية اإلدارية فؤاد السعد ،تنسيق أنطوان ّ كالب البساط وليلى بدر وفردريك الحسيني وآنّ ا تشايكا ،منشورات مكتب بستاني وإلهام ّ وزير الدولة لشؤون التنمية اإلدارية وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،2002 ،UNDP ص.46 .
ت أهلية ،في ومدرسيا ِوإ وعائليا فرديا * اإلسهام، عالميا وجمعيا ٍ ًّ ًّ ًّ ًّ الحفاظ على التراث وإعادة تأهيله.
رابعا :اكتساب المهارات ً * إن اكتساب المهارات والقدرات ،وتكوين المواقف ،وابتداع األنشطة، جدا للمحافظة على التراث والتعريف بأهميته. عملية ضرورية ًّ
التربية على التراث
ثالثا :الحماية ً * حماية التراث من أَ ّي تهديد يوجهه :تدمير ،زوال ،تغيير بسبب ظروف اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو إدارية ،كاالستئثار أو التملك أو المتاجرة أو االستخدام اإليديولوجي أو العصبية أو االمتهان ،وضرور ُة واقع أو متوقَّ ع. التنبه والتحذير والتحرك اإلعالمي حيال كل أذى ٍ
.3أعمال تربوية :التاريخ العائلي ،أسماء الشوارع ،المتاحف البلدية حول تاريخ اللبنانيين
107
بين ما يمكن اقتراحه في سبيل التربية على التراث :أنشطة وبرامج، منها في المدارس ومنها عبر البلديات .وبين األمثلة:
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
1.1تنظيم أنشطة هادفة عبر تعليم التاريخ ومواد أخرى ،والطلب من وصور وعملة وصكوك التالمذة ُ جمع ما يتوفر في وسطهم العائلي من وثائق َ معبرة عن التاريخ السياسي واالقتصادي واالجتماعي ومستندات قديمة ّ والثقافي في المدينة أو البلدة. 2.2تخصيص مكان ظاهر في كل مؤسسة تعليمية ،جامعية أو مدرسية تعبر عن تراث أو مهنية ،لعرض َ صور ووثائق ومنحوتات ورسوم وغيرهاّ ، المؤسسة وعملها في سبيل التواصل بين األجيال واالستمرارية ،تنمي ًة وتحفيزا للمتابعة والتجدد. لعرفان الجميل حيال أجيال سابقة من الرواد ً وطالب كليات الهندسة ـث المهندسين والمعماريين والمؤرخين ّ حـ ُّ َ 3.3 ـرصد والتاريخ والفن المعماري في كل بلدة ،من خالل عمل تطوعي ،لـ ْ واتخاذ مبادرات المواقع والمميزات التراثية في كل بلدة ،والتعريف بهاّ ، المتنفذين وتفعيل النقاش العام في لصياغتها وحمايتها والضغط على ّ مختلف القضايا التراثية وبمنظور المصلحة العامة المحلية والوطنية.
4.4العمل ،في حرم المجلس البلدي أو مؤسسة جامعية ،أو بلدية، ت حول تراث البلدة، على إنشاء متاحف بلدية تضم وثائق وصو ًرا وتقنيا ٍ َ وتشجيعا للسياحة الثقافية وبناء لنقل هذا التراث إلى األجيال الجديدة ً حية وإنسانية تستفيد مــن الماضي َوتـ ُـحــول دون آلية ذاكــرة جماعية ّ التكرار. ووطنيا ،في شموليته السياسية محليا 5.5تعليم تاريخ لبنان ،كل لبنان، ً ً ضعت واالقتصادية واالجتماعية والثقافية، استنادا الى روحية برامج ُو ِ ً في السنوات 2000–1996وصــدرت في الجريدة الرسمية (العدد 27 تاريخ 2000/6/22ص ،)2195–2111 .والعمل على تطبيق هذه البرامج انسجاما مع روحيتها ،وفي سياق مشاركة الفعاليات التربوية ،كي تكتسب ً هذه البرامج شرعية اجتماعية قصوى وفاعلية تربوية. 108 د .أنطوان مسرة
والتعرف 6.6تنظيم أنشطة مدرسية الستكشاف أسماء الشوارع واألحياء ُّ النصب على التاريخ من خالل التسميات وسيرة أصحابها ،ومن خالل ُ والشارع الحي َحـ ُّـيــه التذكارية في األماكن العامة ،2فيشعر كل مواطن أن َ َّ إدراكا ً عائلي يوفّ ر تاريخ عدم إهمال رصيفه. والرصيف شارعه ُ ُ َ ويجدر هنا ُ ُ ٍ ٍّ ومتفاعل مع أحداث التاريخ وفاعل معني إنسان كل أن التالمذة لدى ا عميق ً ٌ ٌ ٌّ (هجرة ،مجاعة ،حرب )...،لها تأثيراتها في مسار العائلة ،ويمكن كتابة فرد أو عائلة ،فال يعود أجزاء واسعة من التاريخ الوطني انطالقً ا من تاريخ ٍ التاريخ مجرد كتاب للدراسة بل يصبح سير ًة ذاتية ووطنية .إن الغوص على بعض جوانب التاريخ العائلي في بلد كلبنان – ملتقى حضارات وأديان – أبعادا وطني ًة تتخطى ش ألكثر الجذور العائلية ً س ومعا ٍ يبين بشكل ملمو ٍ ِّ االنتماء المناطقي والمذهبي واإلقليمي. أصدرتها ُدور نشر لبنانية وعالمية عن تراث لبنان ت ْ 7.7تعميم مؤلفا ٍ بصور وشخصياته وتاريخ ُم ُدنه وقــراه وتقاليده وتراثه عامة ،مدعوم ًة َ النصب التذكارية في بيروت؛ عصام عازوري النصب التذكارية :تانيا عوضُ ، 22حول ُ النصب التذكارية في جبل لبنان؛ طوني جورج عطاهلل تاريخ البقاع عبر أنصابه ُ النصب التذكارية النصب التذكارية في الشمال؛ حسين حماده التذكارية؛ إميل جعجع ُ ُ مسره (إشراف) ،مواطن الغد (نماذج في وردت في كتاب أنطوان في الجنوب؛ كما َ ّ تعاونً ا مع المؤسسة الدائم األهلي للسلم اللبنانية المؤسسة بيروت، الثقافة المدنية)، ُ الوطنية للديمقراطية ،المكتبة الشرقية 3 ،أجزاء ،1997–1995 ،جزء ،1ص–297 . .476
ووثــائــق أصلية ،وتعميم وسائل سمعية بصرية وصحافية حــول التراث ـنقل ذاكرة حية من خالل كتاب مدرسي حي. اللبناني ومبدعين من لبنان ،3لـ ْ
التربية على التراث
8.8اعتماد منهجية التبني في قضايا الـتــراث لــدى أفــراد وجمعيات يتم َت َب ّني طفل واالعتناء وهيئات ولجان ،وبخاصة تالمذة المدارس .فكما ُّ به ،يمكن َت َب ّني موقع أو شجرة أو بناء واالعتناء به والتعريف به ومتابعته تراثيا أو شجر ًة موقعا كأن تتبنى مجموع ُة تالمذة وحمايته من التعدياتْ ، ّ ً ً في غابة ،يتولون تشذيبها وربما جمع األموال لهذا الغرض ،فتتولّ د عالقة جمادا بل هي تنبض بالحياة. حية بين اإلنسان وبيئته إذ ليست الطبيعة ً
109
مثال :الشاعر هنري زغيب ،سلسلة مبدعون من لبنان ،أجنحة األرز ،مجلة 33منها ً طيران الشرق األوسط ،السنوات .2015–2010
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
من أبرز تراثنا القيمي اللبناني :الحريات االحتجاج الكبير – رسالة أهالي بيروت إلــى الصدر األعظم وناظر الداخلية ضـ ّـد مصادرة (نقال عن االتحاد الجمعية اإلصالحية وإقفال النادي اإلصالحي مع تواقيع أهالي بيروت ً العثماني ،العدد ،1380تاريخ 12نيسان )1913
110 د .أنطوان مسرة
العناية بالتاريخ العائلي ليست شوﭬــينية ،وليس الهدف منها التفاخر بل تؤثر عليه أحداث التاريخ ّ كل فرد أنه جزء من التاريخّ ، ويؤثر عليها، ُ إدراك ّ تواضعا أو إلى عائلة من قرية ولو انتمى هذا الفرد إلى أكثر العائالت ً فرد يقول إن السياسة ال أي يعود تاريخها لن درس عائل ٌة َ ُ ٍ نائية .عندما َت ُ غير مبا ٍل بالسياسة! تعنيه .فالسياسة تهتم به وتؤثر عليه وإن كان َ كذلك دراسة تاريخ الحريات في بيروت وفي كل مناطق لبنان :ليست فرد وكل عائلة من أجل ُ التفاخر بل هي منهجية في الثقافة المدنية لكل ٍ المعاشة، الملقن إلى الذاكرة بدون استثناء .هذا هو االنتقال من التاريخ َ َّ عموما ،أن خصوصا والمجتمعات العربية ألن معضلة التاريخ في لبنان ً ً عاشة. ملق ٌن ويفتقر الناس إلى ذاكرة َجماعية ُم َ التاريخ َّ َ سكن أج ــدادي في ما هو مثاال من أســرتــي :منذ َ 1860 أُ عطي هنا ً اليوم شارع عبد الوهاب اإلنكليزي في بيروت .أيامها كانت نباتات الصبار كثيرة االنتشار في المنطقة .وعبد الوهاب اإلنكليزي أحد شهداء 6أيار تمثاال في هذا الشارع. ً .1916هذا ما يجهله كثيرون ويجب أن نضع له كبيرا ُويتقن لغات عدة .ذات يوم من مطالع الحروب في لبنان كان ً مثقفا ً وجدتي فقال :أنتم الروم مؤر ٌخ ورأى َ جدي ّ صورتـي ّ سنة ،1975زارني ّ الكاثوليك والروم األرثوذكس ،لن ُتدركوا المخاطر إال عندما تضطهدون!. جيدا ،من الذاكرة العائلية ،أننا جميعنا في لبنان طبعا ألني أعرف ً َص َم ُّ ت ً باحثون عن الحرية ،وعانينا من القمع في فترات وأشكال مختلفة .ففي مسره مطرانً ا للروم األرثوذكس ب األب جراسيموس 28آذار ُ 1902 ّ انت ِخ َ واشتهر بمقاومته جمال باشا حول التجنيد على أبرشية بيروت وتوابعها ُ االجباري فنفاه ألنه دافع عن شباب مطلوبين للتجنيد العسكري العثماني. هربا من بين 1911و 1913هاجر اثنان من أعمامي إلى كندا ً 1913 التجنيد العثماني ومن صدور بيانات رسمية تنص على أن من يهرب من التجنيد االجباري ُيحكم عليه باإلعدام .وبعدها أصدر والي بيروت بيانً ا يهدد باإلعدام َوي ِع ُد بالعفو إذا تقدم المتقاعسون الى التجنيد قبل 13 ّ ـدي بين ـ ل و .1915 آب ـر ـ خ أوا في ـر ـ خ آ ا ـرار ـ ق ـدر ـ ص أ ثم ،1915 حزيران ً ّ مسرة سنة 1913 شكراهلل عمي اشتراها التي محفوظاتي بطاقات الباخرة ّ قاسيا خالل الحروب في لبنان بين حل للهرب الى كندا .صحيح أن الظلم َّ َ ً ،1990–1975لكنه أيام العثمانيين قبيل الحرب العالمية األولى كان أقسى هربا من التجنيد ومواجهة خطر الحكم باإلعدام. واضطر الشباب للهجرة ً مسره رسال ًة َع ّبر فيها في 12كانون الثاني 1913كتب عبداهلل ابراهيم ّ عن أوضــاع أوائــل المهاجرين الى كندا ،وهي من 16صفحة بالفرنسية
التربية على التراث 111
قاسيا عــاشــه الـمـهــاجــرون فــي مدينة بيروت ظلما ً وبـخــط جيد تعكس ً وذكرياتهم األليمة .وطلب من والدته التوقف عن ْذكر مدينة بيروت التي كرها بها بل بالضيق الذي حصل فيها.4 تركت في نفسه ذكريات ُم ّرة ال ً
مسرة ،بعض سيرتي الذاتية ...في بيروت المالذ ،النهار2009/1/20 ،؛ 44أنطوان ّ مسره ومسك آل بخاصة: )، مقاال ً (120 اللواء البيروتية، العائالت أصول ق، حال حسان ّ ّ ومسيكه ومسلماني ومشاقة ،اللواء2015/4/11 ،؛ الشيخ كامل محمد محمد عويضه، مسرة الفيلسوف الزاهد ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،1993 ،ص124 .؛ يوسف إبن ّ الحكيم ،بيروت ولبنان في عهد آل عثمان ،بيروت ،المطبعة الكاثوليكية ،1964 ،ص. 232–222و271–269؛ ابراهيم َ األسود (صاحب جريدة لبنان) ،كتاب روض المسرة مسرة ،بعبدا ،المطبعة العثمانية،1903 ، جراسيموس في تهاني سيادة العالمة السيد ّ ص676 .؛ جان داية ،جبران تويني وعصر النهضة ،1924–1905بيروت ،دار النهار،
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
مصغرة لتاريخ الوطن بدون شوﭬـينية وتفاخر :التاريخ العائلي صور ٌة َّ مسرة من مونتريال إلى شقيقه في لبنان ( 12كانون الصفحة األولى من رسالة عبداهلل ابراهيم ّ هربا من التجنيد العثماني الثاني )1913بعد سفره إلى كندا ً
من هو عبد الوهاب اإلنكليزي المليحي الذي على اسمه ُس ّمي:إذً ا ؟ درس في دمشق وتابع1860 الشارع حيث أقطن وقطن أجــدادي منذ مفتشا وعين ً ّ دراسته العليا في اسطنبول ومــارس المحاماة في دمشق استدعت ُه المفوضية العسكرية في عاليه .لإلدارة العثمانية في والية بيروت ْ الحكم عليه باالعدام سنة ْ سبب ّ والترقي مالجنة الوحدة لمعارضته كان يتقن العربية واإلنكليزية. له مؤلفات في التاريخ والسياسة.1916 ومـعــروفً ــا بعمق ثقافته وحـ ّـســه المرهف للكرامة،والفرنسية والتركية ف كيف نُ قل مع ُ وص ْ وفي مذكرات اآلباء اليسوعيين.اإلنسانية والواجب :ميشال باشا مطران الى المشنقة على عربة من األوساخ
صرخة حرية في سماء:1913 نيسان12 ،؛ جوزف الياس29–27 . ص224 ،1994 ،)مسرة (اشراف . في كتاب أ، الجمعية العمومية اإلصالحية لوالية بيروت:بيروت ّ 3 ، المكتبة الشرقية، المؤسسة اللبنانية للسلم األهلي الدائم، بيروت،مواطن الغد .205–159 . ص،2 الجزء،1998–1995 ،أجزاء Delphine Darmency, L’identité résistante, Magazine, 8/ 7/ 2011; Miguel Asin Palacios, The Mystical Philosophy of Ibn Masarra and His Followers, Leiden, E.J. Brill, 1978, translated by Elmer H. Douglas and Howard W. Yoder, 204 p; First published as: Abenmasarra y su escuela. Origines de la filosofia hispano-musulmana, Madrid, 1914.
55 Christian Taoutel et Pierre Wittouck s.j. « Les Jésuites au Liban et la Grande Guerre de 1914 –1918 », L’Orient-Le Jour, 28 /10/ 2013; Christian Taoutel – Pierre Wittouck s.j., Le peuple libanais dans la tourmente de la Grande guerre 1914 –1918, (d’après les archives des Pères Jésuites au Liban), Beyrouth, Presses de l’Université Saint-Joseph, 2015, 164 p. :حول الحريات في لبنان
Antoine Douaihi (dir. Editoriale), Saad Kiwan (dir. artistique), Ghassan Tuéni (Préface), Quatre siècles de culture de liberté au Liban, Beyrouth, Chemaly and Chemaly, Beyrouth, Librairie al-Burj, 2 vol., 2006, 950 p., p. 910 – 925.
مسره في أنطوان،1946/6/27 وردة بطرس إبراهيم، الحريات النقابية،حسن صالح ّ الجندي خالد كحول يقاوم،؛ طوني عطاهلل330–285 . ص،(إشراف) مواطن الغد . ص،مسره (إشراف) مواطن الغد في أنطوان،1975/12/8 الخطف على الهوية ّ مرصد،)مسره (اشراف أنطوان في ،1987/11/9 تظاهرة،؛ أنطوان سيف285 –263 ّ
112 أنطوان مسرة.د
« A Damas, Abdel Wahab el-Inglizi et Michel Pacha Moutran, condamnés comme traîtres à la patrie ottomane, sont promenés publiquement dans une charrette, fouettés et couverts de crachats et d’ordures. Tous les drogmans des consultats dAlep, de Damas et de Tripoli, comme Espère Choukaire, du consultat anglais à Beyrouth, et Aziz Fiani du consulat russe de Beyrouth, sont déportés »5.
التربية على التراث
السلم األهلي والذاكرة ،بيروت ،المؤسسة اللبنانية للسلم األهلي الدائم ،المكتبة الشرقية ،2004 ،ص422–411 .؛ عصام خليفه ،ميثاق السالم بين اللبنانيين ،في مسره (اشراف) ،مرصد السلم األهلي والذاكرة ،ص240–235 .؛ بهيج حجيج، أنطوان ّ لور مغيزل ،فيلم وثائقي ،بيروت اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو، آذار .2003
113
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
حي يعيش سكانه نوعية حياة أفضل إذا اكتسبوا ُ الشارع مجال تراثي ّ عماال على طريق ً رأيت تربية تراثية .األحجار تتكلم على األرصفة! عندما ُ الشام ينزعون عن أطــراف األرصفة حجارة صخرية صفراء ترقى إلى أكثر من قرن وما زالت براقة ،األرصفة ليستبدلوها بالباطون عشت نحو شهرين في حالة اضطراب وغربة وانسالخ عن مدينتي! كأن تلك الحجارة الصخرية كانت ُتنتزع مــن حياتي وهويتي ،فالهوية تبدأ مــن الحجارة الصخرية الصفراء وحمايتها .بعد ذلك توقف نزع تلك الحجارة في شارع عبد الوهاب! تاريخ عائلته ،بدون تفاخر أو شوﭬـينية ،يتخطى كل فرد َ عندما يدرس ُّ تاريخا من ويدخل التقليدي، والتأريخ الشخصية العائلية البحث في الجذور ً نوع آخر ،في ذاكرة مجتمع وأنتروﭘـولوجيا تاريخ ُت ّبين مكامن االضطراب في ً وشروطا مستقبلية لذاكرة الغد الجماعية المشتركة ،إذ إنه المجتمع اللبناني – على المستوى المصغر :في العائلة والصف والمدرسة والحي السكني– ... يكتشف الشخصية الوطنية األساسية وجذور الممارسات والسلوكيات وسياق تنشئة اجتماعية تؤدي إلى ثقافة وطنية مجزأَ ة أو مشتركة. ماذا نعني بالعائلة النووية؟ إنها موجودة في الكتب وفي أعمال شوﭬـينية، ـوإ الحاالت في أعمال عرقية .ينتمي كل واحــد منا في الواقع وفــي أسـ ِ الساللي وفي الحياة إلى عائلة كبرى في القرية والمدينة والوطن والعالم، مع تفرعات ُمترابطة كشجرة ضخمة تلتقي فيها الجذور واألغصان وتجعل من الشجرة وحدة ُمتنوعة ُمتضامنة. وتحرر ت عـ ّـدة ،إستعاد اليوم حقوقه الفرد المعاصر ،كثمرة تـحـ ُّـوال ٍ ّ لكن الفردية المعاصرة التي من طغيان العائلة والجماعة والمجتمعّ . نشاهد مفاعيلها في العائلة اليوم قد تكون منبع تفكك .ربما انتهى زمن عائليا .لكن العائلة ووحدة العائلة واستقرار العائلة، الزيجات المبرمجة ً هي اليوم في حالة َم َرضية ،وفي بعض البلدان حالة مرضية خطرة مع تسميات تجميلية حول الزوال الطبيعي للحب désamourوتعددية الوفاء تفككت polyfidélitéوالمساكنة ،...مع ما يستتبع ذلك من أطفال ضحاياَ . ف الحب إلى مستوى مادة استهالكية في سوﭘـرماركت قيم. العائلة َوت َس َّخ َ ما معنى مجتمع (ما يجمع)؟ هل نحن مجتمع أم مجموعة أفــراد؟ في
114 د .أنطوان مسرة
الغرب يعتنق الشبان إيديولوجية تبسيطية وينضمون إلى برابرة في بلدان ومواطنيهم وبال بوصلة ،لذا يسهل عربية ألنهم في انفصام ٍ عن عائالتهم ُ رصدهم من خبراء في التعبئة النزاعية. الحكام. ّ أُ ْت ِخ َم اللبنانيون بأعمال حول تاريخ لبنان الدﭘـلوماسي وتاريخ وصدرت بحوث حول تاريخ اللبنانيين والحياة اليومية .لكن تلك البحوث لم تدخل التعليم المدرسي للتاريخ والتربية على التراث في سبيل تنقية العابر يعبر عن العيش اليومي المشترك والتواصل ِ الذاكرة .تاريخ اللبنانيين ّ االنتماءات الفئوية والحزازات القبلية والعائلية. كثيرا ،بدون إدراك في لبنان ذي الوحدة في التنوع ،حين غذّ ينا ْ بالغنا ً ذاتها تغذي جميع االنفصام بدون التعمق في العصارة ( )sèveالتي هي ُ األغصان المتشعبة في الشجرة الواحدة .فاالستقصاء التاريخي العائلي بمنهجية علمية وبــدون خلفيات شوﭬـينية ،هو بــالــذات (ال تاريخ لبنان ونقل ذاكرة اللبنانيين الدﭘـلوماسي) منطلق استراتيجية ُمتجددة في التأريخ ْ ُ 6 المشتركة الجماعية الذاكرة على والتربية خصوصا عبر وسيلة؟ بأي . ً مق جذوره متاحف بلدية يكتشف فيها المواطن ،على المستوى المصغرُ ،ع َ الغارقة في الماضي واألغصان الشاخصة الى المستقبل. .4استكشاف التراث الحي لالنتماء والقيم اللبنانية جسدها اآلباء مؤسسو ما هي قيمنا الوطنية الجامعة والمشتركة التي ّ وعبروا عنها خالل المراحل المفصلية سنة 1920مع إعالن لبنان للبنان ّ رسميا ،وسنة 1943مع إرساء الميثاق الوطني واالستقالل؟ هذا الكبير ًّ ومثقفين واختصاصيين بل إلى طالب أكاديميين الى يتوجه ال السؤال ُ ثانويين في برنامج يشمل أكثر من أربعين مدرسة ،بمشاركة معلميهم، نتهكة وملّ وثة في غالبا مجهولة أو ُم َ قيما تأسيسية هي اليوم ً ليكتشفوا ً س ـجــاالت نــزاع ـيــة .هــل الـمـطـلــوب الـبـحــث الـتــاريـخــي؟ ك ـ ّـا .المطلوب: ومعايشة تلك المراحل بين 1943–1920مع تركيز االستكشاف الذاتي ُ على الفاعلين من رواد مؤسسين ربما من رجال ونساء متواضعين ،من أجل بناء ذاكرة جماعية لبنانية اكثر مناعة للبنان 10 ،452كم 2ولـ التعهدات الوطنية ،حسب تعبير إدمون رباط ،أي الميثاق الدستور. مسرة ،بيروت،2015 ، 66روبير عيد ،حمانا في حوار األجيال ،مع تقديم ألنطوان ّ ص.592 .
Robert Eid, Genealogy Tree: Tannous Chédid Farhat (Hammana 1835 –1909), 2015, p. 390.
115
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
ـرارا أله ــداف جمعية تـصــالــح( أنـشـئــت سنة 2012بهدف اس ـت ـمـ ً الصداقة اللبنانية للحوار المسيحي االسالمي) ،تم تنظيم ورشة عمل في جامعة القديس يوسف ضمن برنامج الماستر في العالقات االسالمية عدة إلشراك التالمذة جمعت نحو 40معلّ ًما من محافظات ّ المسيحيةَ ، الثانويين في استكشاف ذاتي للذاكرة المضطربة والعريقة في السنوات واختتم البرنامج باجتماع عام في 9نيسان 2016عرض .1943–1920 ُ بناء الذاكرة أعمال التالمذة وستصدر في كتاب ُي ّ شكل مادة تربوية داعم ًة َ القيم اللبنانية التأسيسية .والفاعلون والمستفيدون شباب اللبنانية لتراث َ من لبنان متعطشون إلى المعايير ،فاقدو المرجعية والبوصلة ،وفي حالة قرف من السجاالت والمراهنات النزاعية. حمل الطالب على اكتشاف تراثهم هل الهدف تعليم التاريخ؟ ّ كال ،بل ْ ذاتيا وإدماجه في خبرتهم الشخصية ومعايشته ،مع التركيز على الفاعلين، ّ وشبابا ،وربما من طبقات متواضعة ،من أجل ونساء رجاال ً ة الحي الوجوه أي ً ّ ً 2 بناء ذاكرة جماعية مشتركة أشد مناعة للبنان الـ 10،452كم والتعهدات الوطنية التأسيسية.
التربية على التراث
يؤدي إلى استعادة مغامرا ٍت واختبارات القيمي اللبناني وتأصيله وتعميمه ّ عدم ترسيخ التراث َ من الماضي كاريكاتور بيار صادق: شو هـ البلد اللي عمرو آالف السنين وبيضل كل عمرو بالمرحلة التأسيسية( النهار)2010/4/7 ،
لبنانيا أربعة ُمكونات: إن لالنتماء ً
سي ًـئا .فالوطن 1.1حب الوطن :الحب والوفاء للوطن ولو كان الحكم فيه ِّ ليس مرادفً ا الحكام وال يتم التعامل مع الوطن كفندق خمسة نجوم. 2.2جـغــرافـ ًّـيــا :اإلدراك النفسي الشمولي لـكـ ّـل جغرافية لبنان في 10،452كم.2 مؤسساتيا :االلتزام بـ التعهدات الوطنية التي هي ،وفق تعبير 3.3 ًّ إدمون رباط ،المواثيق والدستور. تاريخيا :االدراك المشترك للخطر الخارجي الذي هو عامل تضامن 4.4 ًّ يعلو على كل التباينات.
116 د .أنطوان مسرة
وفي هذا المؤتمر انطلق التالمذة الثانويون في إبراز وجوه ريادية (هل يعرفها َمن ُهم دون الثامنة عشرة؟) وأهــرى متواضعة أرســت ً تراثا من وحث معا في السنوات .1943–1920 ّ القيم اللبنانية في التضامن والعيش ً المعلمون التالمذة من دون تدخل مباشر ،ألن اإلبداع واالختبار الشخصي القيمي اللبناني ُيـ ّ ـرسـخــان ذاك ــرة جماعية مشتركة فــي سبيل ال ـتــراث َ واستمراريته .وهكذا كان المعلمون والطالب شركاء في اكتشاف التاريخ 7 الجدة... الحي وربما التاريخ الشفهي ،وربما على لسان الجد أو ّ * * *
بعد سنوات من الحروب يحتاج اللبنانيون إلى المصالحة مع الجغرافيا والمكان ،مع التاريخ واآلخر ،عبر تاريخ كل لبنان وتراثه .وفي هذا السياق شجعت هيئات عدة على كتابة تاريخ لبنان عبر تاريخ شوارع في بيروت ُ التاريخ كل من يعبر شوارع ألّ مبي ورياض تعكس تاريخ كل لبنان ،فـ يعيش َ الصلح وبشاره الخوري واألوزاعي وسواها. أتساءل أحيانً ا عما ال يجعلني أفكر بذهنية مــن بعدي الطوفان، القيمي اللبناني لتاريخ عائلتي. فأجد أن السبب األبرز :معرفتي التراث َ ذلك أن الفرد إذا عرف تاريخ عائلته أدرك أن التاريخ استمرارية ،وأن 77برنامج تصالح Gladic لسنة 2016لتجمع مسرة أنطوان يوسف؛ القديس d’amitié et de dialogue islamo-chrétienفي جامعة ّ وجوه ميثاقية في تاريخ لبنان واللبنانيين (مجموعة وثائق) ،بيروت ،جمعية تصالح والمؤسسة اللبنانية للسلم األهلي الدائم ،سلسلة وثائق رقم .2015 ،45
Groupement libanais
القرار الــذي اتخذه أحد أجــداده قبل أكثر من قرن في السكن والتملُّ ك قرارا ذا تفاعالت تمتد مئة سنة والتعلُّ م في هذه المدرسة او تلك ،كان ً أخرى إلى الجيلين الثالث والرابع... من هنا ضرور ُة التنقيب في التاريخ العائلي الخاص وفي التاريخ الوطني كل مواطن أنه العام ،ال للتفاخر والشوﭬـينية بل لوعي المسؤولية ،فيدرك ّ الكل وعنصر أساسي في االستمرارية.8 ٌ جزء من ّ
التربية على التراث 117
من الشعار والحنين إلى السلوك في الحياة اليومية
88حول النصوص الوطنية والدولية المتعلقة بالحفاظ على التراث :شرعة المواطن مسرة، للتراث ،مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية اإلدارية فؤاد السعد ،تنسيق أنطوان ّ المرجع المذكور ،ص.46–36 .
Le palais de Younès Maʿan Younes Ma’an était le frère de Fakhr ed-Dîne. Commencé par ce prince, ce petit palais fut complété par Mahmoud Chéhab après l’extinction de la dynastie des Maʿan. Qobbat al-Charbine Le mausolée des princes est un grand cube surmonté d’une coupole. Il a servi de tombeau aux quelques princes Maʿan et Chéhab qui ont eu la chance de mourir dans leur lit. Le palais de Melhem Chéhab Si le premier étage de ce palais édifié au XVIIe siècle a été détruit, le rez-de-chaussée possède encore sa très belle salle voutée. Tous les arcs convergent vers un unique pilier central qui les supporte, d’où son nom de Salle à la colonne. Cette pièce était utilisée par les princes comme salle de conseil.
Le rez-de-chaussée fut construit au XYIIe siècle. En 1800, le cheikh Gerios Baz, conseiller des Chéhab, l’acheta aux héritiers d’Ahmad Chéhab et fit édifier le premier et le second étage. Ce palais est toujours propriété de la famille Baz. Le Grand Sérail Datant également du XVIIIe siècle, le sérail de l’émir Youssef Chéhab, prince du Liban (1770 –1788), est un grand bâtiment rectangulaire avec une cour intérieure d’une élégance sobre et raffinée. Ce palais fut construit sur des soubassements voûtés qui remontent à l’époque maʿanide. Bien entretenu, il fait fonction d’hôtel de ville et de siège de la municipalité. La résidence de Nicolas Turk Ce petit palais fut offert en 1805 par Béchir II au poète Nicolas Turk, qui fut également son Premier ministre. Ses ruines furent acquises par l’historien Fouad E. Boustany en 1951. Il en fit sa résidence après l’avoir entièrement restauré.
118 Hareth Boustany
Le sérail d’Ahmad Chéhab
patrimoine architectural et urbain
Notre-Dame de la Colline (Sayyedet at-Tallé) La première église fut construite par le père Nicolas de Samosate avant le concile de Chalcédoine en 451, sur les ruines d’un temple phenico-romain. L’église actuelle remonte au XVIIe siècle. La mosquée Construite par Fakhr ed-Dîne Ier à l’usage des mercenaires musulmans que le sultan turc lui avait envoyés pour l’aider, elle se dresse à l’angle ouest du Midan. C’est la plus ancienne mosquée de la Montagne libanaise (1493); elle se caractérise par son minaret octogonal.
Deir el-Qamar
119
Mosquée Fakhr ed-Dîne 1er (1493)
Le palais de Fakhr ed-Dîne II Ce palais fut édifié par l’émir après son retour d’ltalie en 1618. Il n’en reste actuellement que les écuries et le premier étage, qui abritait la salle des gardes, le ministère des Finances, le palais des Impôts (Qayssariya) et la petite synagogue que le prince avait fait construire à l’intérieur du palais à l’usage des familles juives qui l’aidaient à gérer les finances de l’État et les siennes. Les deux étages supérieurs ont été entièrement rasés par les Turcs après leur invasion du Liban en 1634.
Place Midân devant le palais de Fakhr ed-Dîne 2nd...
Hareth Boustany
... Et lors d’une manifestation en 1923
patrimoine architectural et urbain Deir el-Qamar
121
La décoration des fontaines, des portes, des plafonds mêle parfois étroitement des arabesques savantes à des éléments stylistiques occidentaux déposés par les courants convergents des influences arabes et européennes. L’élément architectonique qui se retrouve dans la plupart des habitations bourgeoises et princières demeure le mandaloun, fenêtre double à colonnette centrale et arc de décharge. Plus ou moins décoré suivant les prétentions de l’architecture, il était toujours doté d’un balcon à fleurs, sorte de bac faisant saillie sur la façade et reposant sur de solides corbeaux de pierre. Le règne de Fakhr ed-Dine II a légué, outre les prestigieux palais et monuments, une tradition de détails, d’ornements ainsi qu’un sens du raffinement que l’on retrouve également dans les maisons les plus modestes : utilisation de l’arc légèrement outrepassé (arc en fer à cheval), décoration géométrique et polychrome des portails, utilisation de moulures finement sculptées...
Visite Le Minchiyé Ce jardin public se trouve à l’entrée ouest de Deir el-Qamar. Il possède un kiosque caractéristique de l’architecture libanaise. Il fut construit en 1874 sur l’ordre de Rustom Pacha, sur un terrain offert à la municipalité par la famille du cheikh Gergis Baz. Trente ans avant sa construction, Lamartine, alors hôte de l’émir Béchir II Chéhab, se promenait dans les jardins du kiosque avec son épouse Marie et sa fille Julia, qui mourut à Beyrouth peu après, alors que lui-même était élu député à Paris. Ce lieu, dit-on, inspira au poète les vers de son grand poeme jocelyn. Ce kiosque était un lieu de promenade où l’on venait écouter la musique jouée par la fanfare locale. Le Midân Ce nom signifie « champ de joute ». C’est la place centrale de Deir el- Qamar. La fontaine al-Chalout, fut construit au XIXe siècle.
Hareth Boustany
Centre Ville Sites Historiques & Touristiques
Deir el-Qamar
patrimoine architectural et urbain Deir el-Qamar
123
Ils avaient à leurs services huit garçons qui servaient les différentes tables et s’occupaient de la vaisselle. La cuisine personnelle de l’Émir était dirigée par Mohamad de ʿAkka qui habitait à Deir el- Qamar. Les lads de l’écurie de l’Émir au nombre de six, étaient des Égyptiens, sous la direction de Abou Taleb supervisé par Wehbé al-Agha de Jezzine qui veille sur toutes les écuries. Qnant au riz on le distribuait à raison de deux paniers de huit kilos chacun avec tous les ingrédients nécessaires à sa cuisson. L’huile était aussi distribuée à toutes les salles à manger. Ainsi que le café, le sucre et le savon sous la supervision d’Ibrahim al-Moussalli, à raison de deux kilos et demi pour le café d’Aden distribué avec le savon à tous les résidents à Beit ed-Dîne. Le préposé à la literie des invités et du personnel était Abou Hamdé Choueiri. La cuisine de la princesse était dans ses appartements. Tous les employés qui habituent Deir el-Qamar rentraient chez eux pour la nuit avec des provisions qui suffisaient à trois foyers. Depuis 1945, un décret présidentiel a fait de Deir el-Qamar un sire classé monument historique.
L’architecture de Deir El-Qamar Les architectes ont combiné à Deir el-Qamar les formules traditionnelles des habitations bourgeoises et populaires. Les palais s’inspirent des khars (entrepôts), avec leurs galeries ouvrant sur des cours intérieures. La tradition, qui, jusqu’alors, avait développé des alignements parallèles de différents types d’habitation, les assemble dans les palais sous forme de complexes cohérents où chaque unité garde son autonomie de fonctionnement et son expression architecturale. Assez fermés du côté de la montagne, ces palais s’ouvrent largement vers la val lée, du côté de la plus belle vue. Les constructions surplombent de hauts et solides soubassements qui interdisent toute attaque ou préviennent toute violation de l’intimité des appartements, des cours et des jardins. Par leur caractère massif, ces bâtiments en pierre offrent des températures intérieures agréables, peu influencées par les excès climatiques de la région.
Le moindre petit village ou hameau est devenu autonome il n’a plus besoin de Deir el-Qamar qui ne peut plus compter que sur ses habitants qui à leur tour cèdent leurs biens les uns aux autres ce qui va mener la ville à la décadence totale. Pour en revenir aux rentrées de l’Émir, il faut ajouter les taxes sur les échoppes, les rentrées des biens de Cheikh Béchir Joumblatt, après son exécution, et la destruction de son domaine et d’autres biens des familles tombées en disgrâce. La gérance des mines de fer, monopole des fers à cheval et les usines de Douma. Les rentrées des cheptels ovins et de race caprine et la graisse animale fabriquée par les Arabes et les Kurdes. Les taxes sur les commerçants de la région de Damas qui se montaient à cent mille piastres en échange de la protection de leur territoire.
L’Émir Béchir dispensait la charge de soixante mulets de blé, d’avoine de foin, de bois à chauffer et de charbon, sous la supervision de Mansour Mecari de Deir el-Qamar. Et il se servait d’une quarantaine d’ânes pour transporter les pierres, le sable et la chaux sous la direction de Abou Chayben. Le silo d’ivoire géré par Mansour Qamar de Jezzine pourvoyait la nourriture, les chevaux de l’émir et toutes les écuries du palais. Le silo de blé géré par Moussa Qamar, aidé par un ouvrier pour tamiser le blé et de deux mulets pour faire tourner de moulin. Une partie de la farine produite était distribuée gratuitement une ou deux fois par an aux pauvres de la ville. Quatre boulangers et six mitrons travaillaient au four à pain qui était géré par Tannous de Wadi Jezzine. Le pain était distribué trois fois par jour. Le lot de chaque personne adulte ou enfant était de dix pains par jour. On ne refusait aucune demande même si le demandeur ne faisait pas parti des employés. Les tailleurs de pierre et les ouvriers des bâtiments mangeaient à la table de la cuisine de l’Émir. Le cellier était géré par Sleiman Choueiri. Les cuisiniers étaient Farés Aad et son frère, Boutros Abou Ayach grand-père de Melhem et Boulos al-Maqlaʿ.
124 Hareth Boustany
Les dépenses de l’Émir
patrimoine architectural et urbain Deir el-Qamar
125
Daham Tabet Abou Jouhannam, Chahine Wehbé et autres qu’ils vendaient aux détaillants lesquels les acheminaient vers Damas, Alep, Homs et Hama. Une partie de la soie était destinée aux artisans locaux qui faisaient travailler plus de 500 femmes. Outre la soie, la qayssarieh accueillait toutes sortes de marchandises venues des quatre coins du pays. Beyrouth était alors presque inconnue : il y avait Saïda, Alep et Damas. Deir el- Qamar concentrait tous les commerces en gros et en détail. Elle faisait la fierté de l’Émir et elle lui fournissait à la fois les capitaux et les hommes en tant de guerre.
Les rentrées de l’Émir Béchir La trésorerie de l’Émir était alimentée par des rentrées indéterminées qui lui venaient des loyers des locaux qui lui appartenaient (habitat et commerces) et de rentrées fixes (les gérances). * La savonnerie gérée et monopolisés par Moussa Chouʾa rapportait à l’Émir deux cent vingt mille piastres. Tout contrevenant était possible de sanctions corporelles. * La boucherie ovine gérée par Abboud Chidiac et ses associés rapportait cent trente mille piastres payés en nature : Douze moutons par jour et parfois plus. * La boucherie bovine gérée par Abou Maroun al-Ferkh rapportait trente mille piastres. * La gérance de la balance était assurée par Ghostine Abou Akar et ses associés pour cent vingt-cinq mille piastres. * La teinturerie était gérée Baruch pour vingt-cinq mille piastres. * La tannerie gérée par la famille Azeir pour quinze mille piastres. Quant à la balance de la soie elle fut gérée pour un temps par Youssef Baz pour trente-deux mille piastres et il taxait la balle de soie trente piastres par an. Toutes ces rentrées étaient dépensées à Deir el-Qamar ; et tous les visiteurs de Beit-ed-Dîne, grandes et petites gens, venus des quatre coins du pays faisaient leurs emplettes dans la ville. La famille Maassarani gérait le pressoir de la Halawa pour douze mille piastres. Toutes ces informations étaient archivées. Aujourd’hui toute cette prospérité a disparu.
Le prince construisit son palais en surplomb de la place. L’église, appelée Notre-Dame de la Colline (Sayyedet et-Tallé) parce qu’elle dominait de toute sa hauteur la ville, fut à son tour dépassée par une série de palais à l’architecture floren tinoorientale, qui allaient devenir l’apanage de la montagne du Liban. Deir el-Qamar s’orna donc de ces constructions de pierres taillées blanches et jaunes trouées de fenêtres jumelles. Les cours intérieures de ces palais préservaient l’intimité des familles et embaumaient au printemps du parfum des jasmins et des chèvrefeuilles. La quiétude et la sérénité n’étaient troublées que par le murmure de l’eau des fontaines et des bassins, et les glouglous des narguilés.
Deir el-Qamar au XIX siècle – vie quotidienne e
1
Au XIXe siècle, on pouvait trouver à Deir el-Qamar quelques quatre-cents rouets pour toutes sortes de filatures de soie. Et toutes sortes d’artisans principalement des tailleurs, des forgerons, des menuisiers, des barbiers, des armuriers, des cordonniers et des savetiers. Ainsi que des épiciers et des magasins de primeurs. De plus une grande qayssaryah (hôtel des impôts) accueillait les commerçants et mettait à leur disposition une balance pour peser la soie. Ou y trouvait également des cordeliers, des teinturiers, des tanneurs et des fabricants de savon. La plus grande partie de la soie produite au Liban passait par la qayssarieh où elle était distribuée aux grossistes : Merhej grand père de Selim, Lattouf Abou Chaker, Jabra al-Halabi, 1) Pour en savoir plus cf. : Roustom Baz : Mémoires, éd. Ad-Daïrat, Beyrouth, 2015.
126 Hareth Boustany
Durant quatre siècles, Deir el-Qamar fut le centre le plus important de la Montagne. Après l’avoir élue capitale du Liban les émirs y érigèrent leurs palais. Leurs proches édifièrent des résidences dont l’architecture a donné toute son originalité à la construction libanaise des XVIIe – XVIIIe siècles. Devenue une place commerciale importante, elle vit se développer souks et marchés. Les souks étaient organisés par corporations : cordonniers, bouchers, menuisiers ... Au XVIIe siècle fut construite la Qaïssariyé, marché fermé destiné à l’origine au commerce des bijoux, de la soie et des denrées impériales.
Liban : patrimoine historique et touristique
Deir el-Qamar : patrimoine architectural et urbain Hareth Boustany Professeur d'Archéologie et d'Histoire ancienne à l'Université Libanaise
Pour accéder à Deir el-Qamar, il faut emprunter l’autoroute du sud sur 21 km puis bifurquer vers l’est à la hauteur du fleuve Damour. On escalade alors la montagne sur 16 km. La ville s’élève à 850 m d’altitude. Cette ancienne capitale de la principauté du Mont-Liban fut fondée par les Phéniciens au cours du Ier millénaire avant Jésus-Christ. Situé sur une des routes caravanières reliant la cote à la vallée de la Béqaa et à l’arrière-pays proche-oriental, le lieu faisait office d’aire de repos aménagée autour d’une source d’eau. En effet, les vestiges d’un ancien temple dédié à la déesse phénicienne de la Lune, Sin-Tanit-Sahro, ont été trouvés sous les fondations de l’église principale de la ville. A l’époque phénico-araméenne, le nom de Deir el- Qamar était Bait Sahro (« la maison de la Lune »). Après la christianisation de la région aux Ier et IIe siècles de notre ère, le temple fut transformé en église, puis en couvent, et le terme beit (maison ou temple) fut remplacé par celui de deir (couvent). Ce n’est que vers le IXe siècle que le nom s’arabisa et devint Deir el- Qamar (« couvent de la Lune »). Cette petite ville connut des fortunes diverses jusqu’à l’arrivée dans le Chouf, au XVe siècle, des princes druzes de la famille Maʿan. Ils s’y installèrent et en firent leur capitale. Les Maʿan commencèrent par gouverner le sud du Liban jusqu’à l’avènement, au XVIe siècle, du prince Fakhr ed-Dine Ie, qui étendit son pouvoir sur tout le Liban en s’alliant avec les maronites du Nord. Mais ce n’est qu’au début du XVIIe siècle, sous le règne de Fakhr ed-Dîne II le Grand, que Deir el-Qamar fut vraiment urbanisée. Après son exil à Florence, de 1613 à 1618, il rentra accompagné d’architectes, maçons, sculpteurs et peintres florentins. Deir el-Qamar s’enrichit de nouvelles infrastructures : des égouts furent enfouis sous les ruelles, qui toutes furent dallées.
Liban : patrimoine historique et touristique Hareth Boustany Deir el-Qamar : patrimoine architectural et urbain
Hareth Boustany
128
The journey of the German emperor 129
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898
So this great journey came to its end – a journey which will remain for history an everlasting memory and a grand influence. In the following years, Germany obtained from the Ottoman Empire the concession of constructing the “Berlin – Baghdad Railway”, which expressed the German world strategy to reach the east by land away from the “eyes” of the British navy. Moreover, German officers and constructors trained the Ottoman army, and no less than German technology helped the Ottoman engineers in the construction of the Hijaz Railway. This assistance and support increased German prestige in the Islamic world as well as with the Arabs, so that the Ottoman Sultan was expected to be the natural ally of the German Emperor during World War I.
Abdel-Raouf Sinno
130
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
131
The alabaster memorial in honor of William II
political because he wanted to express his admiration for the Muslim-Christian coexistence in the Ottoman Empire and the situation of its Christian residents compared to the situation of the religious minorities living under colonial rule – this being in contrast to what was publicized by western media. The journal stated that William II was struck by Ottomanism because it secured the safety of the state from inside, and by Panislamism because it strengthened the spiritual bonds between the Caliphate and Muslims all over the world so that enemies would have to take them into consideration. The journal further wrote that the Emperor’s attitude was pretty useful for Panislamism, in particular because he did not consider it dangerous as it was rumored in the West. On the other hand, the journal made clear that the Emperor also profited by the Panislamic Movement as “it is not something small to gain the friendship of 300 millions of Muslims ”. The paper came to the conclusion that history will judge of William II in the future : “At the end of the 19 th and the beginning of the 20 th centuries, Germany was ruled by a young monarch whose greatness and justice detested to join the greedy vultures flying eagerly over the lands of the Ottoman Empire ”115. 115) Al-Jamiʿah al-ʿUthmaniyyah, al-Imbratur Ghiliyum al- ʿUthmaniyyah wa-l-Islamiyyah, Part 2, April 1, 1899, 18 –19.
wa-l-Jamiʿah
Reporting on the present of chandeliers to the Tomb of Salah ad-Din by William II shortly after the outbreak of World War I, the Beiruter newspaper Ababil recalled the Emperor’s visit to the Tomb of Salah ad-Din in 1898 and raised the question, whether this happened because the Emperor was fascinated by Salah ad-Din’s knowledge and arts of warship or “because he had understood the basis of the Islamic religion and been convinced of it as being the true and the right path ”113. Concerning the other speech at the dinner delivered by Salim Thabit, the Emperor called for the speaker the next day to tell him : “The weight (i.e. meaning) of your speech yesterday came to me in my dreams ”114. In the opinion of the journal al-Jamiʿah al-ʿuthmaniyyah, the words of the Emperor were meant to be 110) Al-Muqattam, no 2936, Nov. 19, 1898, 1. 111) Al-Manar, Athar ʿan Imbratur Almaniya, vol. 1, part 36, 714 –715. 112) Al-Muʾayyad, no 2623, Nov. 17, 1898, 1. 113) Ababil, Dec. 21, 1914, 2. This document was found in : politisches Archiv des Auswärtigen Amt–Bonn, Türkei 177, Libanon, R 14032, löztved an Wagenheim, Damaskus Dec. 22, 1914, A 2046 (a Lebanese Journal issued in Beirut 1909 by Hussein al-Habbal. Later Moved to Sidon). 114) Al-Ahram, no 6282, Nov. 19, 1898, 1.
132 Abdel-Raouf Sinno
This speech took great effect on the Muslims of Bilad ash- Sham110 : first, because the Emperor praised a unique military and political leader who had defended the Dar alIslam against the Crusaders; and second, because he referred to the Islamic Caliphate represented by ʿAbd al-Hamid and to the bonds of Panislamism which intensified the links of the Muslims to the Caliphate. Commenting on the speech, al-Manar interpreted the Emperor’s reason for praising Salah al-Din as follows : “William II is a warrior because he is leader of the best army of the world. Salah ad-Din was the best warrior of his time. It is typical of man”, the journal added, “that somebody distinguished by something will pay respect to his equal, even if he was his enemy ... in wars, the brave feels sorry for the brave when he is killed, even if through his sword...”111 Al-Muʾayyad remarked that the honorable characteristics of Salah ad-Din attracted the German Emperor like a magnet so that he became like him, “although William II was propagating Christianity in the 19 th century, while Salah al-Din was protecting and propagating Islam in the 12 th century ”112.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
133
Apart from all that had been said about the Emperor’s speeches, the two he delivered in Damascus at the Tomb of Salah-ad-Din on 7 October and during the dinner on the same day offered by the Municipality, were regarded as the most political events during the whole journey. Both speeches attracted the local as well as the international press. On Tuesday morning, 7 November, the Emperor visited the Tomb, on top of which a garland of flowers was placed by his wife. The garland was decorated with a banner, saying in Arabic : “William II, Emperor of Germany and King of Prussia, in memory of the hero Sultan Salah ad-Din al-Aayyubi ”106. Both al-Manar and al-Muʾayyad reported correspondingly that the Emperor abode in silence and spread his hands as if to invoke mercy on the dead. Then he said that Salah ad-Din was the great sign of his time, due to his boldness, justice and noble nature107. This utterance of the Emperor was not made incidentally, but was well-considered. On the evening of the same day he was honored by the dinner already mentioned. On this occasion, a young man called Salim Thabit delivered a speech on Muslim- Christian coexistence in the Ottoman Empire, followed by another address from Shaykh Muhammad ʿAli al-Kuzbari who spoke on behalf of the people of Damascus. He welcomed the Emperor by pointing at the friendship between him and the Sultan and by speaking of “the white hands support ” of the Emperor to the Ottoman nation; for these deeds he would always have a place in the hearts of the Ottomans and the Muslims108. Answering to these respectful words of al-Kuzbari, William II declared his pleasure to be “in a city of someone who was the greatest hero of all past rulers, the noble man whose rank increased by teaching his enemies how heroes ought to be; the fearless fighter, the great Sultan Salah ad-Din al-Aayyubi “. Then he added : “May His Highness, the powerful Sultan ʿAbd al-Hamid Khan II, and the 300 millions of Muslims firmly bound by His exalted Caliphate and spread all over the earth be sure that the German Emperor will always remain their most sincere friend ”109. 106) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 2. 107) Al-Manar, Athar ʿan Imbratur Almaniya, vol. 1, part 36, 711; al-Muʾayyad, no 2623, Nov. 17, 1898, 1. 108) Lisan al-Hal, no 2965, Nov. 12, 1898, 2. 109) Thamarat al-Funun, no 1207, Nov. 21, 1898, 1–2.
Khalil Sarkis, owner of Lisan al-Hal, the Emperor said about his admiration of Damascus : “Nothing is more beautiful on earth than Damascus ”99. These sorts of speeches were transformed into rumors according to which the Emperor said he had never experienced an enthusiastic welcome as in the Ottoman Empire, with the exception of the day when he was enthroned. Another rumor made him out to have said in Damascus : “Let my people of 40 millions of Germans come to these lands to learn how monarchs are welcomed in the East ”100.
99) Ash-Sham qabla miʾat ʿAm. Rihlat al-Imbratur Ghalyum ath-Thani Imbratur Almaniya wa qarinatuhu ila Filastin wa Surriyyah. Sajjala waqaʾiʿaha Khalil Sarkis, ʿania biha Hasan al-Samahi Suwaydan, Tabʿah 2, Dimashq 1997, 5. 100) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 4. 101) Al-Muqattam, no 2916, Oct. 27, 1898, 1. 102) Al-Muqattam, no 2922, Nov. 3, 1898, 1; 2928, Nov. 10, 1898, 1; 2934, Nov. 17, 1898, 2. 103) Al-Nashrah al-Usbuʿiyyah, Ziyarat Imbratur Almaniya, wa-l-Imbraturah ila Filastin wa Surriyyah, no 1712, Nov. 19, 1898, 400 – 401. 104) Al-Manar, Athar ʿan Imbratur Almaniya (fi ash-Sham wa-l-Quds), vol. 1, part 36, 1315 /1316, 713. 105) From the Emperor’s speech in Haifa, answering Biever, director of the German Catholic Hospice at Tabighah, al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 1.
134 Abdel-Raouf Sinno
On the other hand, the speeches now and again pointed at the successful results of German policy towards the Orient. William II regarded the number of Ottoman students in German schools as a proof of success of German culture, “a victory for the German element ”101. When meeting the Templers of Palestine, the Emperor was pleased to learn that they did not give up their patriotism. He assured them he would firmly cooperate with the Sultan for securing their future102. For William II, this emphasis on Patriotism also implied a policy of treating his people equally, irrespective of their confessional belonging. The issue was clearly demonstrated by the Emperor’s promise at David’s Tomb that “as he had built a church for the German Protestants, he would also build one for the German Catholic on this piece of land ” granted to him by the Sultan103. The Emperor stressed his readiness to protect his German Catholics104 and called them “to always trust in his imperial protection, whenever and wherever they need it ”105. This speech was no less than a challenge to French historical interests and presence in Syria. France was the main traditional protector of Catholicism in the region.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898
William II said : “From Jerusalem came the light in splendor from which the German nation became great and glorious; and what the Germanic peoples have become, they became under the banner of the cross, the emblem of self-sacrificing charity ”96. With regard to his reception in Damascus, William II stated that “never since his accession to the throne had he experienced a warm welcome to his public visits comparable to the one shown by the people of Damascus ”97. Turning to the governor Nazim Pasha, he said : “If an emperor wants to see great respect and honor, he should come to Damascus ”98 As reported by
The journey of the German emperor
135
Triumphal arch in honor of the emperor at Beirut port
96) Quoted from : German medals commemorating the visit of Kaiser Wilhelm II to Palestine in 1898, in : http://www.israelidecorations.net/Foreign/ Foreign_VisitKaiserWilhelm1898.htm 97) Al-Muqattam, no 2936, Nov. 19, 1898, 1. 98) Al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 2.
his son ”89. He also made clear that the friendship of his father, Frederick William, towards the Sultanate was strengthened through his own journey and the “delicious fruits ” resulting from it. Furthermore, he underlined “that the two nations which are different in terms of race and religion can hold together through loyalty and mutual support ”90. As seen by the Emperor, these German-Ottoman cordial relations opened for him the doors to Palestine and let him go on a pilgrimage to the Holy Land. Commenting on his “peaceful policy ”, he criticized, during his speech at the Redeemer’s Church, the Crusaders for having invaded Palestine by sword, whereas he entered by peace 91. On the eve of his departure from Beirut to Germany, William II asked the Ottoman delegation to tell the Sultan that he would never forget this journey and always respect the friendship between him and ʿAbd al-Hamid, wishing him “a long life full of progress and success ”92.
89) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 3. 90) From the Emperor’s speech at the German Embassy in Istanbul, al- Bashir, no 1357,Oct. 31, 1898,1; al-Muqattam, no 2915, Oct. 26, 1898, 1. 91) Al-Ahram, no 6274, Nov. 10, 1898, 1. 92) Al-Misbah, no 1281, Nov. 26, 1898, 1–2. 93) Conversation between the Emperor and the Ottoman delegation, shortly before departing to Germany, al-Misbah, no 1279, Nov. 12, 1898, 1;1281, Nov. 26, 1898, 1–2. 94) Quoted from Kassab/Tadmori, Op. cit., 147. 95) Kassab/Tadmori, 147.
136 Abdel-Raouf Sinno
The Emperor’s satisfaction did not only result from the official measures of the Ottoman government to make his visit successful. He was also deeply touched by “the feelings and sympathies ” shown by the population. To him, the way he was honored in Beirut clearly demonstrated the people’s belief in the German-Ottoman friendship 93. He praised Beirut as “The jewel in the Ottoman crown”94. He conveyed his thanks for the efforts by Wali Rashid Bey and Field Marshall Shaker Pasha for the preparations made to insure his comfort, as well for the commemorative gifts that he and his empress received. Most important of these were as stated the luxurious oriental textiles offered by the Beirut Municipal Council, and the portrait of the Empress embroidered in gold and presented by Eliane Moussa Sarkis 95. At the dedication of the Redeemer’s Church in Jerusalem,
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
137
On the following day (Friday, 11 November), Mikhaʾil Aluf, a man of letters, presented the Emperor with his book on Baalbek86. Then, William II lifted the curtain from a stone plate manufactured at the order of the Sultan to memorialize the Emperor’s visit to Baalbek. This stone plate consisted of white marble (4 – 2 meters), surrounded by black and white mosaic stones and divided into two equal halves each bearing the distinguished Ottoman and German emblems plus inscriptions in both languages saying : “In memory of the solid allegiance between His Majesty, the Sultan, the Conqueror, ʿAbd al-Hamid Khan II, and His Majesty, the Emperor William II ”87. Although the stone plate was fixed at the vestibule through which one entered the citadel, the Emperor preferred its setting opposite to the famous pillars of the Temple of Jupiter. So he hit the favored location three times, using a golden pick. At this moment, the court photographer took many pictures of the Emperor who was standing in front of the stone plate. After this ceremony William II continued his visit of the ruins of Baalbek, viewing the Temple of Venus and the Phoenician wall 88. The sejourn at Baalbek was the last station of the Emperor’s journey.Thereafter, he left via al-Muʿallaqah and ʿAlayh for Beirut. On Saturday, 12 November, he returned from there on board his ship to his home country.
Public addresses of the Emperor William’s II speeches held during his journey focused on three issues : the warm reception he met due to German -Ottoman friendship, the support given to German presence in the Ottoman Empire, and his loyalty towards the Muslims and the Sultan as their Caliph. According to Arabic newspaper reports, the Emperor took every chance to demonstrate his gratitude for the welcome he received. At one time, he compared the treatment experienced during his tour from the Sultan to “a kindness of a father to 86) Mikhaʾil Moussa Aluf al-Baʿalbaki, Tarikh Baʿalbak, 4. ed., Beirut, 1926. 87) Lisan al-Hal, no 2966, Nov. 14, 1898, 1; Compare with al-Misbah, no 1279, Nov.12, 1898, 2. 88) Lisan al-Hal, no 2966, Nov. 14, 1898, 1; Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 4.
the German vice-consul at Damascus. The Emperor also made a tour through the city, mounted Jabal Qasyun, and witnessed cavalry games and military parades in al-Marja. His wife paid a visit to the town of Dummar, on 7 November, and a great dinner sponsored by the city’s municipality was offered to the guests80. Escorted by 1,000 Arab horsemen81, the Emperor left Damascus on 10 November, for Baalbek where he arrived at sunset. Inside of the citadel a night camp had been prepared for him, not far from the Temple of the Sun. The visit to Baalbek was exactly scheduled for the moment when the full moon would light the temple82. William II walked through the citadel with music and the German hymn being performed83. One of the daughters of Habib Pasha Mutran 84 (Victoria) gave an address in French to welcome the Emperor’s wife. She praised her by saying : “The Temple of Baalbek is looking upon you as the greatest crowned head ever seen for 1,500 years, bowing out of esteem with all his past glories in view of your present glory ”85.
Abdel-Raouf Sinno
138
Emperor William II
Empress Victoria
80) Al-Muqattam, no 2933, Nov. 16, 1898, 1; 2934, Nov. 17, 1898, 2; 2936, Nov. 19, 1898, 1; al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 2; al-Nashrah al-Usbuʿiyyah, Ziyarat Jalalat Imbratur Almaniya wa-l-Imbraturah li-Filastin wa Surriyyah, no 1715, Dec. 10, 1898, 427– 429. 81) Al-Muqattam, no 2936, Nov. 19, 1898, 1. 82) Tarablus, no 279, Oct. 13, 1898, 1. 83) Lisan al-Hal, no 2966, Nov. 14, 1898, 1. 84) Lebanese politician and one of the people of the Arab Renaissance. 85) Al-Ahram, no 6283, Nov. 21, 1898, 2.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
139
Emperor William II entering the Gate of Damascus
Islam”75. When coming to Muʿallaqat-Zahlah, William II was awaited by some 60,000 people. One of the triumphal arches set up there was decorated with slogans in honor of the Sultan and his quest76. After lunch at al-Muʿallaqah, the Emperor went on, reaching the Baramikah train station of Damascus in the evening. He entered the city on horseback, while his wife rode in a wagon through the streets. Salutes of gunfire and enthusiastic shouting of crowds of spectators could be heard from all sides. William II passed by the Tekke of Sultan Selim and then to the Jisr al- Hadid (Iron Bridge) where many students from military and civil schools applauded the visitor. Finally, he entered the military sarail where he was to lodge during his stay in Damascus77. The newspaper al-Muqattam described the reception of the Emperor as a very warm and cordial event, stating that people had demonstrated joy and happiness to an extent which the Orient had never experienced before78. William II stayed until Thursday morning, 9 November, in Damascus. His visiting program comprised the Umayyah Mosque, the Tomb of Sultan Salah ad-Din, the ʿAzm Palace as well as the houses of Jubran Shamiyyah79, Nazim Pasha, and Lütticke, 75) Kamal Salibi, A Bird on an Oak, Amman 2002. (Arabic translation). 76) Al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 1. 77) Al-Misbah, no 1280, Nov. 19, 1898, 1–2; Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 2. 78) Al-Muqattam, no 2933, Nov. 16, 1898, 1. 79) The Emperor’s father was guest in the house of Shamiyyah, during his visit to Damascus in 1869, see al-Ahram, no 6281, Nov. 18, 1898, 1.
On the following day, an Ottoman delegation headed by Shaker Pasha and Rashid Bey accompanied by ʿAbd al-Qadir Qabbani, chief of the Municipality of Beirut, paid a visit to the Emperor on his yacht and presented him with Oriental textiles inscribed with sayings in memory of his visit to Beirut71. After lunch with the delegation, the Emperor went on land to visit the city. The German imperial musical choir accompanying the Emperor played melodies at the Hamidiye Public Park in al- Bourj Square. Upon the request of the German residents, the band also performed at the pine forest of Beirut ()حرج بيروت72.
140 Prussian Hospital of the Johanniter Order
From Beirut the journey was continued by train to Damascus on Monday, 7 October. All along the way, the Emperor was welcomed by officials and local people who set up decorations in their towns and villages, as it happened everywhere during the journey. In ʿAlayh, he was received by the Governor Naʿum Pasha, while the German and the Ottoman hymns were played. In Bhamdoun, the Emperor met a Christian delegation which came to complain about the treatment of the Christians by Ottoman authorities. When he asked about the number of Lebanese Christians and learned that it does not exceed a few hundred thousand, he asked, “Why don’t they convert to 71) Al-Bashir, no 1358, Nov. 7, 1898, 2; Thamarat al-Funun, no 1205, Nov. 7, 1898, 2; al-Misbah, no 1269, Aug. 27, 1898, 1; al-Ahram, no 6276, Nov. 12, 1898, 1. 72) Kassab/Tadmori, 158. 73) Lisan al-Hal, no 2960, Nov. 7, 1898, 2. 74) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 5; al-Misbah, no 1279, Nov. 12, 1898, 1.
Abdel-Raouf Sinno
At the Prussian Hospital the Emperor met the American physicians who worked there, while his wife, the Empress, paid a visit to the German kaiserswerth school. ()مدرسة شماسات القيصرزفرت Later on, William II turned to the military barracks to take part in a parade 73, and then went on to the military garden at al-Hurj quarter (al-Hadiqah al-Faruqiyyah)74.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
141
this ground for his Catholic countrymen69. This promise was meant to express the Emperor’s policy of equality towards his people, treating adherents of Protestantism and of Catholicism in the same way. Later on, William II visited the Armenian monastery and the Orthodox Patriarchate. To conclude his program in Jerusalem, he went to see the Noble Sanctuary (alHaram ash- Sharif), the Aqsa Mosque and the Rock, Sulaiman’s Fountains, the German Hospital, the Syrian Orphanage, and the Tombs of the (Mamluk) Sultans70.
Beirut – Damascus – Baalbek (5 November to 12 November) After his journey through Palestine, William II returned by train to the port of Jaffa where he embarked for Beirut. Guarded by two German battleships “Hertha” and “Hela” and the cruiser “Loreley”, the Emperor reached the Lebanese city on Saturday morning, 5 November. Before arrival at Port of Beirut, the local government chose an area for anchoring the imperial yacht. Steps were taken to facilitate the disembarkation and re-embarkation of the Emperor and his retinue. The port was crowded with 50,000 people to welcome the Emperor, among them many students who had a holiday for this special event.
The pine forest in Beirut 69) Lisan al-Hal, no 2960, Nov. 7, 1898, 1. 70) Al-Ahram, no 6274, Nov. 10, 1898, 1–2.
under colonial rule, instead. During the following years and throughout World War I, Germany did not deny the rumors about its Emperor’s conversion to Islam, and that he was working on restoring Islam efficiency64. Throughout Saturday and Sunday, William II was busy with his program. He visited the Church of the Holy Sepulcher, met there by welcome speeches from the Latin, the Armenian and the Orthodox Patriarchs. With regard to this event, al-Muqattam stated that the Pope had ordered all seniors of the Catholic Church in Palestine to treat the German monarch as a “usual“, i.e., non-Catholic person, as the canonical laws of the Church prohibited them to do other than this65. Thereafter, the Emperor paid a visit to the Lutheran Christmas Church at Bethlehem; then he inaugurated the German Evangelical Church in this town. Furthermore, he visited the Mount of Olives in Jerusalem as well as the Anglican Church of Saint Georges.
64) Ussama al-ʿissa, Kayfa Asbaha Imbratur Almaniya Khal al- Muslemin ?, Elaph, Jan. 30th, 2007 (http://elaph.com/ElaphWeb/Elaph Literature/207741/1/2007.htm) Compare with my study : Ad-Daʿwa ela alIslam wal-ʿelaqat ad-Dawliyya : Qirʾat fi al-waʾi as-siyasi fi matlaʿ al-qarn al- ʿishrin, al-Igtihad (Beirut), 45/46 (2000), 241–274. 65) Al-Muqattam, no 2919, Oct. 31, 1898, 1. 66) The history of the German Evangelical Church in Jerusalem goes back to 1869, when the Crownprince Frederick William had received this piece of land by the Sultan. Architectural design was done from 1871 to 1874, but construction only started in 1892, see al-Nashrah al-Usbuʿiyyah, al-Kanisah al-Injiliyyah fi-l-Quds ash-Sharif, no 1702, Sept. 10, 1898, 304. 67) Al-Nashrah al-Usbuʿiyyah, no 1702, 304. 68) For more details on the Coenaculum, see my book, Deutsche Interessen, 222–224.
142 Abdel-Raouf Sinno
The consecration of the Redeemer’s Church in Jerusalem on Monday morning, 31 October, constituted the realization of William’s II religious motive for his journey to Palestine66. Al-Nashrah al-Usbuʿiyyah stated that the Emperor himself had chosen this date for the consecration, as it was the same as the one of the beginning of the Lutherian Reformation in Germany (31 October, 1517)67. In the afternoon of the same day, William II came to David’s Tomb to receive there a piece of land “Coenaculum ”68 granted to him from the Sultan. On this occasion, the Emperor promised to build a church on
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
143
During his sojourn in Haifa, the Emperor visited Mount Carmel, the German Consulate at Haifa, the monasteries of the Catholic nuns and the religious establishments of the Protestants57. He received Father Biever, director of the German Catholic colony at Tabighah58, and also met the German Templers in their establishments 59. On 26 October, the Emperor left Haifa on horseback to go to Jaffa. He passed by ʿAtlit and Caesarea to visit their archeological remains and then stopped at Burj al-Khayl to spend the night there60. Next morning, while going on to Jaffa, he witnessed cavalry games of the “al-ʿUja” Bedouins61. At his arrival at Jaffa in the evening, he was cordially received by an Ottoman delegation, the city’s high-ranking religious dignitaries (ʿulamaʾ) and the Templer colonists headed by the German consul62. Having visited al-Latrun on Friday, 28 October, and stayed there overnight, on the next day the Emperor’s convoy entered Jerusalem, being saluted by gunfire and music from all sides. Thamarat al-Funun reported that some 200,000 people were waiting for the Emperor along the way from Jaffa to Jerusalem63. The crowd chanted “Guillaume our uncle, we take our revenge by your sword” ()غليوم يا خالنا بسيفك نأخد ثارنا, an indication that they were betting on Germany to restore Moslems’ territories 57) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 3. 58) Al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 1. 59) Al-Muqattam, no 2922, Nov. 3, 1898, 1. “The Temple Society”, as a religious group, was founded in Germany in 1861 at Kirschenhardthof near Ludwigsburg. It has its roots in the Pietist Movement within the Lutheran Evangelical Church in Württemberg, called by its founders Christoph Hoffmann and Favid Hardegg, Die Tempelgesellschaft in Deutschland. Its aim was to promote spiritual support to advance the building of the Temple in the Holy Land, Palestine, in belief that this foundation will promote the second coming of Christ. For additional information about the society, Alex Carmel, Die Siedlungen der Württembergischen Templer in Palästina 1868–1918, translated by Perez Leshem, Stuutgart, 1973. 60) Al-Ahram, no 6267, Nov. 2, 1898, 1. 61) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 4. These Bedouins were located 12 Kilometers north-east of the city of Jericho. 62) Al-Ahram, no 6267, Nov. 2, 1898, 1. 63) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 4.
Damascus 52, and in Baalbek stables for horses and large parking places for the Emperor’s vehicles set up. Also the water tank of this location was cleaned 53.
Stations of the journey The first stop of the Emperor’s tour through the Orient was the Ottoman capital Istanbul (16 October to 22 October). From there he went by sea on 25 October to Palestine to visit its main places, going on by yacht to Beirut on 5 November, and from there by train to Damascus and Baalbek. Finally, he returned via Beirut to his home country. The whole journey lasted from 16 October to 12 November. Our discussion will focus now on his trip to Syria and Lebanon.
Palestine : 25 October to 4 November
On Tuesday, 25 October, William II arrived at the port of Haifa on board his yacht, where he was welcomed by the Governors of Syria, Beirut and Acre as well as some 20,000 of the local population. The artillery of Acre was firing a salute to the guest 55. His tour through Palestine lasted 10 days including the visit of Haifa, Jaffa, Jerusalem, Bethlehem and some archeological sites. In every place he was given a warm and friendly reception56. 52) Thamarat al-Funun, no 1205, Nov. 7, 1898, 6; 1206, Nov. 14, 1898, 2; alMisbah, no 1276, Oct. 15, 1898, 1. 53) Al-Ahram, no 6257, Oct. 21, 1898, 1. 54) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 6. 55) Al-Bashir, no 1357, Oct. 31, 1898, 2; Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 2. 56) Lisan al-Hal, no 2954 (sic), Oct. 31, 1898, 1–2; 2958, Nov. 4, 1898, 1–2; 2960, Nov. 7, 1898, 1–2.
144 Abdel-Raouf Sinno
On the day of departure from Istanbul to Palestine, many Arabic newspapers reported on the moving and emotional farewell. Thamarat al-Funun wrote that the Sultan, the Emperor and the Empress stopped talking for a moment, while tears were falling down from the eyes of the latter. She praised the Sultan and his people for their hospitality, kindness and moral behavior 54.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
145
Camps in ʿAlayh and Muʿallaqat-Zahlah for the Emperor’s rest
was decorated with the imperial crown and mound on its top44. The tents for the Emperor and his wife as well as some others were sent to Jerusalem by order of the Sultan 45. As for Baalbek, where the Emperor was to spend one night, the citadel was cleaned and prepared for setting up tents inside of its walls 46. In all cities of Bilad ash-Sham, in which the visitor was expected to pass, roads were repaired or reconstructed, and walls of public and private buildings as well as shops repainted 47. In Damascus, the street from al-Baramikah train station to the al-Marjah quarter was repaired, 5,000 shops and 2,000 square meters of walls repainted 48. In Beirut, streets from the port to the railway station in an-Nahr were recovered with sand49. Likewise, in Palestine communications were improved and constructed; thus, for example, a new road was built between Jerusalem and the Mount of Olives so that the Emperor’s coaches would be able to pass. Many old houses were pulled down in Jerusalem, Beirut and Baalbek in order to widen the streets for the visitor’s convoy 50. In Haifa, a pier of 70 meters length was constructed for his yacht to come to anchor 51. Finally, three trains were put at the disposal of William II and his entourage to go from Beirut to 44) Al-Ahram, no 6267, Nov. 2, 1898, 1; 6273, Nov. 9, 1898, 1. 45) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 7. 46) Al-Ahram, no 6257, Oct. 21, 1898, 1. 47) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 7. 48) Al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 1. 49) Al-Misbah, no 1278, Nov. 5, 1898, 2. 50) Al-Muqattam, no 2856, Aug. 18, 1898, 1; 2928, Nov. 10, 1898, 2; al-Ahram, no 6257, Oct. 21, 1898, 2. 51) Al-Misbah, no 1269, Aug. 27, 1898, 2.
Arrival of the German guests in Muʿallaqat-Zahlah
With regard to accommodation, the Emperor was expected to take up quarters either on his yacht, in military palaces, or in camps. Consequently, measures were taken to prepare the military sarail in Damascus by furnishing it with the most beautiful fittings 42. In ʿAlayh and Muʿallaqat-Zahlah, camps were set up for the Emperor’s rest during his travel by train from Beirut to Damascus. The camp at ʿAlayh was surrounded by cedars, pines and other trees which had been cut only for this purpose 43. In Jerusalem, a camp of 75 tents was erected on an area of 10 feddan outside the city-walls; the tent of the Emperor 39) Al-Misbah, no 1278, Nov. 5, 1898, 2; Lisan al-Hal, no 2954 (sic), Oct. 31, 1898, 2; al-Bashir, no 1358, Nov. 7, 1898, 2; al-Ahram, no 6275, Nov. 11, 1898, 1. 40) Yussef Mezher, Tarikh Lubnan al-ʿAm, part I, n.d., 813; Lahd Khater, ʿAhd al-Mutasarrefin fi Lubnan 1861–1918, Beirut 1967, 155. 41) Lisan al-Hal, no 2958, Nov. 4, 1898, 1. 42) Al-Bashir, no 1359, Nov. 12, 1898, 2. 43) Lisan al-Hal, no 2954 (sic), Oct. 31, 1898, 2; al-Ahram, no 6280, Nov. 17, 1898, 1.
146 Abdel-Raouf Sinno
A great square cupola was erected in the center of the pier to welcome the German guests, decorated in the colors of the German flag. Similar measures were also carried out in Mount Lebanon. From the Shuf district to the Sannin mountain, every location was illuminated. The Mutsarrif ordered the inhabitants of villages facing the Mediterranean Sea to hold celebrations by the display of fireworks and lightning their villages 39. On the contrary, the Maronites of Mont Liban, in response to French incitements, did not follow Naʿum Pasha’s orders 40. This incident revealed the intense competition between France and Germany over politics and presence in the east. Also Jaffa and Sarona were magnificently illuminated and decorated. The same held true for Jerusalem41.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
147
ports34. As an extra measure of precaution, members of the “Young Turks” were put under arrest in Istanbul35. All of these preparations for the Emperor’s visit to Syria and Lebanon were meticulously reported by the Arabic press. From Haifa to Jaffa and Jerusalem, and from Beirut to Damascus and Baalbek, all sorts of decoration were to be seen. German and Ottoman flags with the crown of the “eagle” and the “tughra”, triumphal arches and banners of salute in honor of the guest and the host (i.e., the German Emperor and the Ottoman Sultan) were raised 36. Probably the finest decoration created in Beirut for the occasion, was the triumphal arch in al-Bourj square (Hamidiya square), a decoration adorned with branches and banners created by the municipal engineer Yossef Effendi Aftimos. In addition, the triumphal arch was also adorned with the “Tughra” ( )الطغراءof Sultan Abdul-Hamid II and the German imperial insignia37. In Damascus, the public was called to hold a celebration for three days. The number of flags raised in this city amounted to 28,000 38. In Beirut, the Gas Company illuminated the port where the yacht of the Emperor was to come to anchor.
Cupola built in honor of the emperor at Beirut port 34) Al-Muqattam, no 2903, Oct. 12, 1898, 1; 2920, Nov. 1, 1898, 1; Lisan al- Hal, no 2956, Nov. 2, 1898, 1; al-Ahram, no 6257, Oct. 21, 1898, 1. 35) Al-Muqattam, no 2903, Oct. 12, 1898, 1. 36) Al-Ahram, no 6161, Oct. 26, 1898, 1; 6273, Nov. 9, 1898, 1. 37) Sawsan Agha Kassab – Khaled Omar Tadmori, Beyrouth et le Sultan. 200 photos des albums de Abdul Hamid II (1876 –1909), Municipalité de Beyrouth, Édition Terrre du Liban, 2002, 147. 38) Al-Ahram, no 6281, Nov. 18, 1898, 1.
started training programs for the reception, others for parades in Istanbul, Beirut and Damascus. A cavalry regiment landed in Haifa to welcome the German guest and then escort him to Jaffa and Jerusalem27. According to Arabic reports, the Ottoman soldiers, between 15,000 to 30,000, were clothed for the time with new uniforms28.
27) Al-Ahram, no 6258, Oct. 23, 1898, 2; 6261, Oct. 26, 1898, 1. 28) Lisan al-Hal, no 2944, Oct. 18, 1898, 1; al-Muqattam, no 2928, Nov. 10, 1898, 2. 29) In the beginning, it was scheduled that William II would visit Egypt after Syria. However, the plan was cancelled at the last minute, thereby causing many comments by the Arab press. Some papers speculated on an attempt of assassination the Emperor would be exposed to in Egypt; according to others, for ex. al-Huda, vol. 1, no 35, Oct. 18, 1898, 12 –13 the Emperor feared that his visit to Egypt could be interpreted as a recognition of the sovereignty of the Khedive and the British, which would irritate the Ottoman Sultan. Al- Muʾayyad, Nov. 15, 1898, 1, commented the cancellation of the visit as having a political reason, i.e., “not letting Britain exploit it for the consolidation of her influence in Egypt ”. Moreover, the paper regarded the German policy “as a proof that British rule over Egypt was not corresponding with German interests ”. 30) Al-Ahram, no 6258, Oct. 23, 1898, 2. 31) Ibid, no 6280, Nov. 17, 1898, 1; 6274, Nov. 10, 1898, 2. 32) Al-Muqattam, no 2923, Nov. 14, 1898, 1–2; Lisan al-Hal, no 2941, Nov. 14, 1898,1; 2956, Nov. 2, 1898, 1. 33) Al-Ahram, no 6261, Oct. 26, 1898, 1.
148 Abdel-Raouf Sinno
By the time of the journey, the Austrian-Hungarian Empress Elizabeth had been assassinated by an Italian anarchist. Because of rumors that the German Emperor might be the next victim during his trip through Egypt 29 and Palestine, a special guard of 500 soldiers was provided for his personal protection30. Another 4,000 soldiers were stationed on the road from Beirut to Damascus to safeguard the guest and his suite. In Jerusalem, where the Emperor would spend some nights outside the walls of the city, he gave out for himself every night a secret pass-word before entering the camp, which was watched by 25 patrols 31. In addition, a large number of secret policemen was drawn up in the Syrian cities and ports 32. On 16 October, 1898, al-Ahram reported the arrival of 12 German secret detectives at Jaffa and Jerusalem33. Suspected foreigners, in particular from Italy, were arrested in the Ottoman capital and in major Syria cities. Italian and Greek sailors were not allowed to leave their ships in Syrian
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898
and Arab journalists came to the main cities of Bilad ash-Sham to cover the event of the Emperor’s visit 23. In the Provinces of Syria and Beirut and in the district (Mutasarrifiyyat) of Mount Lebanon three committees were established by the respective political heads, Nazim Pasha, Rashid Pasha and Naʿum Pasha24, in order to organize preparatory measures for the arrival of the Emperor. Afterwards, these committees nominated reception delegations composed of high military and civil officials as well as some local notables 25. Some ships of the Ottoman navy were prepared for the reception of the Emperor’s yacht “Hohenzollern” on its entrance in the Dardanelles guarded by three German Warships. Others were provided for accompanying his sea convoy to Haifa and Beirut, with an Ottoman delegation on board. Many warships were renewed and repainted26. Apart from this, Ottoman forces
The journey of the German emperor
149
The imperial yacht Hohenzollern 23) Al-Bashir, no 1357, Oct. 31, 1898, 2. 24) Al-Misbah, no 1269, Aug. 27, 1898, 2. 25) Al-Ahram, no 6261, Oct. 26, 1898, 1; al-Misbah, no 1275, Oct.8, 1898, 1. 1278, Nov. 5, 1898, 2; al-Muqattam, no 2934, Nov. 17, 1898, 2. 26) Thamarat al-Funun, no 1204, Oct. 31, 1898, 1; Tarablus, no 279, Oct. 13, 1898, 1.
These “warnings” of “German friendship ” were accepted with caution by the Lebanese paper al-Huda. According to its opinion, it could be true that Germany had colonial goals in the Ottoman Empire, but the Great Powers, i.e., France and Russia, would never let her achieve these goals, especially taking over Syria17.
Preparations for the journey : From Istanbul to Baalbek As the visit of the German monarch to the East was regarded an extraordinary event, the Ottoman government had to take special measures concerning security, organization, selection of residences for the Emperor, reception delegations, welcome orations and improvement of infrastructure in the Ottoman cities.
A delegation led by Shaker Pasha, chief of the military staff, had to accompany the Emperor during his tour through Bilad ash-Sham21. In order to be always in touch with the latest news, the Sultan ordered the journalist Ahmad Rasim Bey to participate in the Emperor’s round-trip22. At the same time, fifteen foreign 17) Al-Huda, vol, 1, 35, Oct. 18, 1898, 12–13. 18) Al-Muqattam, no 2856, Aug. 18, 1898, 1. 19) Al-Misbah, no 1269, Aug. 27, 1898, 1–2; 1280, Nov. 19, 1898, 1; Al-Ahram, 6212, Aug. 30, 1898, 1. 20) Lisan al-Hal, no 2932, Oct. 4, 1898, 1. 21) Al-Misbah, no 1278, Nov. 5, 1898, 1– 2. 22) Misbah ash-Sharq, Nov. 2, 1898, 2.
150 Abdel-Raouf Sinno
From the beginning, Sultan ʿAbd al-Hamid had declared his willingness to bear all expenses of the journey and place it under Ottoman supervision, this being in conformity with Oriental hospitality. However, the German Emperor refused this offer and preferred to charge the company Thomas Cook and Son with all the journey’s necessities18. Thus, everything (such as carpets, tents, utensils) was bought by the company on the Syrian market and local employees (interpreters, cooks, servants, mule-drivers, etc.) engaged. The firm had also to cover the financial needs of the Emperor during his tour 19. Shortly before he started his journey, horses and vehicles had been transported from Berlin to Palestine 20.
William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 The journey of the German emperor
151
further described as “a great Protestant emperor famous for his boldness and courage ”8, and from his people “a living nation ”, one could only expect a brilliant future 9. German-Ottoman friendship was another important subject discussed in detail and commented on by the press. The emperor was presented as “the best friend of the great Sultan ” and “the most sincere and loyal monarch in his friendship towards the Sublime and Imperial Majesty ”10 and this through “word and action ”11. Some newspapers considered the enthusiastic reception of the Emperor in evidence of the obedience on the part of the Ottoman nation to the desires of the Sultan – this nation which returns “gratitude with more gratitude ”12; “if he (i.e., the Sultan) liked something, she (i.e., the nation) would also like it, if he had a distaste for something, she would also have it ”13. Comments on the journey as uttered by the Lebanese press apparently exaggerated the political consequences of this event. Some papers considered it as a sign of political understanding and alliance between the German and the Ottoman Empires14. These positive mutual relations which became even stronger through the journey were described as “a filled glass pouring out love, friendship and loyalty ”15. For the Lebanese Moslem paper Thamarat al-Funun issued in Beirut, the warm reception of the German Emperor in Palestine, Lebanon and Syria showed the people’s consent to Germany’s friendly policy towards the Ottoman Sultan16. This policy happened to take place at a time when European Powers were working on the dismemberment of the Ottoman territories (The Eastern Question). 8)
Al-Ahram, no 6208, Aug. 25, 1898, 1.
9)
Al-Mausuʿat, al-Alman fi midmar al-Hayat, 3 (1898), 91.
10) Al-Misbah, no 1269, Aug. 27, 1898, 1; 1276, Oct. 15, 1898, p. 1; 1278, Nov. 5, 1898, 1. 11) Lisan al-Hal, no 2968, Nov. 16, 1898, 2. 12) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 1. 13) Ibid, no 1206, Nov. 14, 1898, 1. 14) Lisan al-Hal, no 2949, Oct. 24, 1898, 1. 15) Ibid, no 2968, Nov. 16, 1898, 1. 16) Thamarat al-Funun, no 1206, Nov. 14, 1898, 1– 4.
Even before William II started his journey, the event was eagerly discussed by the international press. With regard to Arabic newspapers, special attention was paid to the function and the consequences of the journey, because it was announced to take place shortly after Germany’s silence on the Armenian massacres (1895) and the Ottomans’ victory over the Greeks (1897), the latter above all thanks to German instructions and weapons 4. This article will focus on the reports of the Lebanese press concerning the journey of William II, yet without investigating the accuracy of these reports as this would be the subject of further study.5 Beiruter press being under direct Ottoman rule and subject to censor-ship or self-control, reflected the official standpoint of the Ottoman Government.
A pilgrimage – friendship journey or colonial objectives ?
Furthermore, Lebanese papers paid attention to the Emperor’s personality and his dynasty. He was characterized as “one of the greatest monarchs of the world ”, who was “the descendant of the Hohenzollern dynasty filled with widespread glory and sublime and luminous honor ”7. The Emperor was 4) William Miller, The Ottoman Empire and Its Successors, [1913], New Impression, London, Frank Cass : 1966, 431; Jehuda L. Wallah, Anatomie einer Militärhilfe, Düsseldorf : Droste 1976, 104 –106, 114. 5) Critics on ʿAbd al-Hamid extravagance regarding the journey, see both articles of al-Muqattam : Nahhab Wahhab, no 2832, July 20, 1898, 1–2; “Madha yaqulu al-Imbratur fina”, no 2924, Nov. 5, 1898. 6)
Lisan-al Hal, no 2954, Oct. 29, 1898, 3; 2968, Nov. 16, 1898, 1.
7) Al-Mashriq, Ziyarat muluk Hohenzollern li-l-aradi al-muqaddasa, 22 (1898), 1050 – 51.
152 Abdel-Raouf Sinno
The journey of Emperor William II to the East was welcomed by the majority of Arabic newspapers. They called for a warm reception of the Emperor whose visit would give voice to the cordial relations between the German and the Ottoman Empires. Most Lebanese and Syrian newspapers underlined the immediate purpose of the journey as being the pilgrimage to the Holy Land and the consecration of the Redeemer’s Church in Jerusalem. The Lebanese newspaper Lisan al-Hal stated that Jerusalem as the cradle of Christianity attracted the German Emperor, and that it was this Holy City which moved German monarchs to visit it in order to gain benediction6.
Lebanon: Historical Heritage
The journey of the German emperor William II to Bilâd ash-Shâm in 1898 Its reflection in contemporary arabic journalism Abdel-Raouf Sinno Professor of modern History in the Lebanese University
One of the significant events of late 19th century German Ottoman relations was the second journey of Emperor William II to the Ottoman Empire in 18981, which this time included a visit of the major cities of “Bilad ash-Sham”. The importance of this event was not only as alleged by the German official propaganda, namely, to go on a pilgrimage to the Holy Land and to inaugurate German establishments in Palestine; the visit also reflected the new course of the Emperor’s world-politics (Weltpolitik) to secure for his country “Platz an der Sonne ”2. Since the 1880s, Germany had been engaged in an imperialist confrontation around the world with the traditional colonial states, Britain and France. On the eve of the Emperor’s journey, Germany’s commercial, economic and cultural penetration into the Ottoman Empire had strongly increased; Ottoman soldiers had been trained by German officers and arms supplies largely been brought from Germany. By pursuing such a “penetration pacifique ” on the one hand, and by avoiding direct colonial policy towards the Sultan’s possessions on the other, Germany was able to build up her political influence in Istanbul which even surpassed the positions of the other Powers in the Ottoman capital3. Moslem and Arab inhabitants of the Ottoman Empire had looked to Germany as a “friend” of Islam, and its Emperor friend of the Ottoman Sultan Abdul-Hamid II. 1) For further information on the first journey of William II to the Ottoman Empire in 1889 see C.A.V. Engelbrechten, Kaiser Wilhelms Orientreise und deren Bedeutung für den deutschen Handel. Neue Bahnen und Wege für den deutschen Ausfuhrhandel, Berlin, 1890. 2) Fritz Fischer, Griff nach der Weltmacht. Die Kriegszielpolitik des kaiserlichen Deutschland 1914/18, [1961], 4. ed., Düsseldorf, 1971, 16ff. 3) For more details on this subject see chapters x and xi of my book Deutsche Interessen in Syrien und Palästina 1841–1898, Berlin, 1982, 253 – 299.
Lebanon : Historical Heritage
Abdel-Raouf Sinno The journey of the German emperor William II to Bilâd ash-Shâm in 1898
صدر في مرايا التراث العدد األول :خريف 20 1 4 * تراثنا اللبناني :معالم وعالمات •حسان حالق :بلدية بيروت المحروسة في العهد العثماني •يوسف الحوراني :حرمون جبل التجلي ونيسا مغارة أدونيس لغزا •ابرهيم كوكباني :بعلبك مدينة الشمس الُ لغز الذي لم ُيعد ً
* ملف العدد :التراث اللبناني الشفوي بين المروي والمحكي والموسيقي المروي •عبداللطيف فاخوري :بيروت ...إحكي لنا من تراثك ّ •جوزف أبي ضاهر :الزجل اللبناني من البدايات – شعر الحياة اليومية والتراث •كفاح فاخوري :من فصول الحياة الموسيقية في لبنان •محمود زيباوي :التراث الفولكلوري الشعبي كما تناوله األخوان رحباني •ناصر مخول :اآلالت الموسيقية التراثية :تصنيعها والعزف عليها •بديع الحاجLe chant traditionnel au Liban: Identité, histoire : et genres
* إرثنا التراثي :تشريعات ومعايير •حنا العميل :التراث الثقافي غير المادي :تحديات المحافظة عليه ووطنيا عالميا ً ً •نسيب حطيط :أسباب التلف والدمار في المصادر التراثية •محمد ناصر :دور التشريعات في حفظ التراث وحمايته العدد الثاني :ربيع 20 1 5
والد َولي عدد خاص في موضوع :لبنان في األرشيف الوطني ُ * لبنان في األرشيف المحلي •أحمد حطيط :لبنان في أرشيف الحروب الصليبية •الياس القطار :أرشيف لبنان في العهد المملوكي •أنطوان القسيس :لبنان في الزمن الفينيقي •بطرس لبكي :حرير لبنان في األرشيف المحلي واألجنبي •جوزف أبو نهرا :لبنان في أرشيف األديار
•حسان حالق :لبنان في أرشيف بيروت •رياض غنام :لبنان في األرشيف األهلي •عبداهلل المالح :لبنان في أرشيف المتصرفية •عمر عبدالسالم تدمري :لبنان في األرشيف اإلسالمي * لبنان في األرشيف األجنبي الحكيم :لبنان في األرشيف الفرنسي •أنطوان ّ •عباس أبو صالح :لبنان الخمسينات في األرشيف األميركي •عبداللطيف الحارس :لبنان في األرشيف البريطاني •كرم رزق :لبنان في األرشيف النمساوي •مسعود ضاهر :لبنان في األرشيف األميركي العدد الثالث :خريف 20 1 5 العمراني * تراثنا ّ •نسيب حطيط :ال ـتــراث الـعـمــرانــي فــي ب ـيــروت بين ال ـهــدم والتنمية المستدامة تراث لبنان باالندثارُ ...م َه َّدد •مي عبود أبي عقل: ُ مج َّمد ُ وقانون حمايته في مجلس النوابَ ... •أنطوان فشفش :تطور األشكال العمرانية والمدنية في بيروت منذ نهاية القرن التاسع عشر
في * ملف العدد :تراثنا ِ الح َر ّ •عبداللطيف فاخوري :تـقـالـيـد شـعـب َّـيـة ...قبل أَ ن َت ـ ُـزول
التاريخي * تراثنا ّ والتبعية في الحيز الجغرافي اللبناني بين التمايز •جــورج شلهوب: ّ ّ العهدين األموي والعباسي •مسعود ضاهر :المسألة الطائفية في لبنان :المسار التاريخي واآلفاق المستقبلية •مــروان أبي فاضل :جبل الكرمل :صراع بين النبي الياس وكهنة بعـل ُصــور الفينيقي
في األعداد المقبلة الشعبية في جنوب لبنان: •علي شعيب :من تراثنا غير المادي – الزعامة ّ أَ حمد َ نموذجا األسعد ً المادي – عرقَ ةَ :م ْعلَ ٌم أَ ثري وتاريخي في عكار • َأنيس شعيا :من تراثنا َ • ُع َمر عبدالسالم تدمري :من تراثنا الديني – جامع َ األمير َط ْـي َـنـال – طرابلس التاريخي – س َر ْبـتا (الصرفند) :حاضرة •عصام علي خليفة :من تراثنا ْ منسية فينيقية ّ ّ زمان – م َهن الطب وطب •عبد اللطيف فاخوري :من تراث بيروت أَ يام ِ َ األسنان والصيدلة •بيار مكرزل :لبنان في رحلة المستشرق البلجيكي أَ نسيلمي أَ دورنــو ()1471–1470( )Anselme Adorno
• َأحمد حطَ يط :لبنان في رحلة ابن جبير •الياس القطّ ار :لبنان في رحلة ناصر خسرو •جورج شلهوبَ :ت َط ُّـور مفهوم الكيان اللبناني منذ القرن السادس عشر • Ibrahim Kaoukabani: Les stèles de Nahr el Kalb • Jeanine AbdelMassih: La carrière archéologique de Baalbek dévoile son secret • Paul Zoghaib: Les chapelles rurales des régions de Jbeil, Batroun et Koura • Antoine Fischfisch: Église de Mar Zakhia – Ajaltoun entre revitalisation et restauration
Mirrors of Heritage Refereed journal published twice a year by The Center for Lebanese Heritage (CLH) at The Lebanese American University (LAU)
Henri Zoghaib – Editor
Issue No. 4 – Spring 2016
Intangible Heritage Tangible Heritage Special Section: Press Heritage Lebanon as seen by Andalusian travelers Family Heritage Liban: Patrimoine Historique et Touristique Lebanon: Historical Heritage
Center for Lebanese Heritage Lebanese American University, Kraytem, Beirut – Lebanon Phone: +961.1.78 64 64 (ext: 1600) Fax: +961.1.78 64 60 P.O. Box: 5053 13 Beirut – Lebanon email: clh@lau.edu.lb www.lau.edu.lb/centers-institutes/clh Design and layout by Dergham s.a.r.l.
Mirrors of Heritage Issue No. 4 – Spring 2016
Liban: patrimoine historique Lebanon: Historical Heritage Special section Press Heritage