أرضية تيار: " يسار مواطن لسقاط الستبداد و الفساد" عرضت خل ل المؤتمر الوطني الثالث
الفهرس تقديم عام I .مغرب ما قبل 20فبراير -1التشخيص -2تساؤل ت في ما سمي ب "العهد الجديد -3أزمة اليسار الديمقراطي - IIحركة 20فبراير المسار والفاق -IIIعلى خط النضا ل الديمقراطي الجماهيري
1
تقديم عام إن حركة 20فبراير ذات عمق تاريخي ولن تزول إل بزوال التستبداد والفساد ،هدفها الديمقراطية بما هي رؤية تحررية تقوم على مركزية النسان والعلم والمعرفة ،وعقلنة السياتسة وعلمنة الثقافة وتحرير الفضاء العام وتسييد رابطة القانون، الديمقراطية بما هي أرقى أشكال التعايش الذي أبدعته النسانية لتدبير التختل ف والتعدد بما يضمن للفرد الحق في الوجود الكامل و حقوق النسان بمضمونها الكوني وأيضا ببعدها الجتماعي بدءا بالخدمات التساتسية :من تعليم وصحة وتسكن وشغل ... حركة 20فبراير هي جزء ل يتجزأ من ربيع ديمقراطي حل على المنطقة المازيغية العربية ،بالرغم من رزوخ هذه المنطقة لعقود طويلة تحت وطأة التستبداد والفقر والمية والتهميش والقصاء ،إل أنها طورت من العوامل المحفزة ما يحسم تخياراتها لصالح التغيير ،فانبثاق الفئات الوتسطى داتخل مجتمعاتها أدى إلى تركيز التناقض الموضوعي بين النظمة السياتسية والجتماعية القائمة وبين طموحات التقدم والتطور ،كما أن التحصيل العلمي والمعرفي الذي عملت هذه الفئات على ضمانه ووضعه في أولى أولوياتها ،وانفتاحها على العالم وعلى تجارب الشعوب التي نجحت في إقرار الديمقراطية ، طور لديها وعيا تسياتسيا متقدما بأن بناء المجتمعات الحديثة يبدأ بحل إشكالية السلطة السياتسية . إن الربيع الديمقراطي هو امتداد لتجارب شعوب أتخرى انخرطت في إقرار الديمقراطية ) أوربا الشرقية وبلدان أمريكا اللتينية )...و جزء من حركة عالمية مناضلة راهنا في كل بلد المعمور لتسماع صوت الشعوب و الكادحين. إن حركة 20فبراير التي جسدت انتمائها لهذا الربيع الديمقراطي قد تتراجع ،قد تنزاح لكنها تسرعان ما تستنتفض من جديد ،وهي بهذا العمق التاريخي أكبر ما يتهددها إلى جانب عوامل تخارجية معروفة وعادية في ظل نظام اتستبدادي قمعي هي المحاولت الجارية داتخلها للسطو عليها وإدتخالها في حسابات قوى تعيش لحظات غموض وغياب رؤية واضحة و محاولت تغييب هويتها الصلية التقدمية وشعاراتها التأتسيسية و طبيعتها المواطنة الحداثية. إننا ل نعتبر أن الحركة تخلقت لتستمر ،الحركة تخلقت لتنجز مهام وتحقق أهدا ف ،ونحن نعتبر أن الحركة هي انعكاس وتعبير من جملة تعبيرات توجد في مجتمع يولد ،مجتمع جديد محاصر ومقيد بنظام عتيق ذا طابع مخزني متخلف مغل في الفساد منكر لحق المغاربة في مواطنة كاملة غير منقوصة ،كما نعتبر الحركة حركة مجتمع تواق للحرية والمواطنة ومتعطش للنخراط في روح العصر ،وهي بهذا المعنى التاريخي جزء من تيار عالمي مناهض لوحشية النظام الرأتسمالي ،تيار مناهض لتدمير كوكبنا الرض تواق للعدالة والتوزيع العادل للثروة .والهم أنها حركة مواطنة تنشد المواطنة ،التي يلتقي المخزن مع الصولية في إنكارها ،إذ أن كلهما ينتعشان من الفقر والمية والتهميش ،التي تولد لدى الفرد ميولت للتبعية والقدرية والمحافظة المنبطحة حينا ،والمتطرفة حينا أتخر ،وهي المظاهر التي تنتفي في مجتمع يحكمه العقل ويضع رفاهية الفرد ورتخائه في صلب اهتمامه .ومن هذه الزاوية نقدر اللتقاء الموضوعي بين عتاقة ومحافظة واتستبداد المخزن ،والتستبداد الصولي في معاناة المغاربة والسحق اليومي لمواطنتهم .ومن هنا وبالقدر نفسه الذي نعتبر أنه ل مهادنة مع المخزن ول تراجع عن المطالبة بالديمقراطية كاملة غير منقوصة ،بالقدر نفسه الذي نعتبر أنه ل مهادنة مع الصولية ،ومثلما نرفض ول نزكي الحزاب الدارية اليمينية المخزنية ،مثلما وبنفس الصرامة نرفض اليمين الصولي المحافظ ،ل تحالف معه لتكتيكيا ول اتستراتيجيا ،ل ميدانا ول حركيا ول كل الصيغ المبهمة والغامضة. 2
في هدا الطار نتأتسف لبتعاد جمهور المنتجين والفئات الشابة الحديثة والفئات الوتسطى و مغادرتها تساحة الحتجاج بتزامن مع حرمانها من مساندة الطبقة العاملة وعموم المأجورين بسبب فساد وبيروقراطية الجهزة النقابية التي تواطأت وقبلت رشوتها. مشروعنا المجتمعي هو مشروع لعموم التقدميين والمتنورين و المطالبين بدولة الحق و القانون ,من أجل اجتثاث الفكر الرجعي المخزني و الصولي و إقرار مجتمع المواطنة و العدالة الجتماعية و الديمقراطية الحقيقية .و الطريق إلى الديمقراطية هنا و الن يمر عبر توحيد قوى اليسار الحداثي الديمقراطي و اعطائه انطلقة جديدة تنهل من النقد الذاتي و النقاش الديمقراطي الداتخلي حول هاته اللحظة المفصلية. أما الحزب فسينجح إن هو تمكن من بلورة رؤية تنتصر لمشروع مجتمع المواطنين الحرار ل مجتمع الرعايا ،والذي تستلعب فيه الفئات الوتسطى المتنورة دورا حاتسما وحيويا ،بل إن هذه الفئات هي التي تسكون حاتسمة في جلب طبقات اجتماعية أتخرى حاتسمة في مسار التغيير ومن بينها الطبقة العاملة وطبقة المنتجين والمقاولة المواطنة المحاصرة بنظام الريع والمتيازات والتستبداد . نحن نختلف اليوم في تقدير مسار التغيير في بلدنا وفي دور فئاته الشابة التي هجرت الحزاب والسياتسة كما تقترح عليها ، هجرت الحزاب بما فيها أحزاب اليسار المشدودة لبنيات تنظيمية متكلسة ،ولتساليب عمل تقليدية ولبنيات اتستقبال محافظة ،هجرت التكتيكات الغامضة وغير الموصلة لهدا ف ملموتسة ومرئية ،الشباب لم يغادر فقط النتخابات ،الشباب غادر السياتسة كما تمارس ،ولذلك تسيكون تخطأ إتستراتيجيا إذا لم يقدر الحزب هذه الصحوة الشابة ،وإن هو اتستمر في تبخيس وعدم تقدير كفاءات و تخبرة الشباب وطموحاته التي أبان عنها وهو يخرج الل ف إلى الشوارع ويبعث المل في قدرة الشعب على تحقيق ما يريد . مسار التغيير في بلدنا يفرض علينا تغير نظرتنا للتحالف المشدود للعناوين التنظيمية لصالح إعادة بناء حركة اليسار الديمقراطي المواطن المغربي ،وأن مقدمة هذه المهمة تفرض بنفس القدر من الحزم ومن الجهود إعادة بناء الحزب على أتسس حديثة على قاعدة تعاقدات واضحة ومؤتسسة بين عضواته وأعضائه ،تعاقدات تضمن تداول تسلسا على المسؤوليات ، وبرامج واضحة وأهدا ف واضحة قابلة للنجاز ومدققة في الزمن وملموتسة تتيح المحاتسبة وتمنع تداتخل المسؤوليات . نحن امتداد لليسار الذي تخاض تجربة التقييم والنقد الذاتي ،وتبنى بشكل ل رجعة فيه الخيار الديمقراطي واعتبر الديمقراطية وتسيلة وغاية ،وتبنى منظومة حقوق النسان كاملة ،واعتبر الرأتسمالية ليست قدرا أبديا على البشرية وتبنى السعي المشروع والتاريخي للبشرية نحو الشتراكية بأبعادها النسانية الشاملة ،واعتبر نفسه جزء من الحركة اليسارية والشيوعية العالمية المناهضة لتشيء البشر ،الرافضة للتستيلب والمدافعة عن حماية كوكبنا الرض ،والمناهضة للحروب والتستعمار واتستعباد الشعوب.
I .مغرب ما قبل 20فبراير: -1التشخيص: •
جوهر الوضع السياسي القائم إنكار المواطنة
♦ يعاني المغرب من التخلف و التبعية و انسداد الفاق و تفاقم أتسباب معاناة الغالبية العظمى من المغاربة.
3
♦ التناقض الرئيسي للمغرب و المغاربة هو مع نظام تسياتسي مؤتسساتي ينكر عليهم حقهم في ممارتسة مواطنتهم. ♦ يجمع كل السلطات في يد الملك و التسرة الملكية و الدائرة الضيقة المحيطة بالملك؛ ♦ يوفر للمستبدين بالقرارات الحصانة و الهروب من المساءلة و الغتناء و الفلت من المنافسة ؛ ♦ يضع المكانيات العمومية رهن إشارتهم لتوزيع الريع و المتيازات و التنصل من الخضوع للقانون؛ ♦ يشجع على تسوء تدبير القضايا الوطنية الكبرى ؛ ♦ يسيء لمكانة المغرب على المستوى الدولي على مستوى احترام حقوق النسان أو الحريات أو الفساد ....
•
النظام القتصادي المغربي هو الوجه القتصادي للستبداد السياسي
♦ نظام رأتسمالية تبعية هجينة تتعايش فيها أدوات و أتساليب تدبيرية متقدمة مع أتخرى متخلفة ما قبل رأتسمالية. ♦ نظام محوره الريع و المتيازات ينخره الفساد و اتستعمال النفوذ لمراكمة الثروات و ضعف النتاجية التنافسية ♦ نظام هش مبذر للطاقات و الثروات ،ل يملك مشروعا مستقبليا و يعتمد على المطر و الخارج. ♦ موقعه على الصعيد الدولي موقع دوني تابع و هامشي يتقهقر ♦ آثار السياتسات القتصادية الماكرو اقتصادية المطبقة في بلدنا؟
رغم بعض التخفيف ،ما زال الضغط الضريبي غير عادل
اتستمرار هروب قطاعات مهمة من الضريبة عبر العفاءات القانونية أو عبر التهرب و الغش الضريبي ؛
تخفيف المديونية الخارجية و العتماد على المديونية الداتخلية مما يساهم في نضوب الموارد الموجهة التستثمار
على مستوى التوازنات اتستمر دعم صندوق المقاصة ،لكن المستفيدين هم أصحاب المتيازات في قطاعات توزيع البترول و مشتقاته ،و المضاربون في تجارة الحبوب و كبار المستهلكين أكثر من الكادحين
♦ آثار السياتسات القطاعية :الشغال الكبرى ،المغرب الزرق و التخضر و الرقمي الخ...
اتختيارات لم تخضع في أغلبها لنقاش وطني
تم انجازها من طر ف مكاتب و مقاولت و منعشين دوليين كان همهم تحويل الربح و الخبرة الى الخارج؛
ل يعر ف الرأي العام الكلفة النهائية الحقيقية لهده البرامج؛
ل يعر ف الرأي العام النتائج الفعلية لهاته البرامج على التنمية و النمو و التستثمار و التشغيل القار...... 4
دون أن ننسى أن الفساد و الرشوة تخاصيتان ملزمتان لمنظومة انتقاء المستفيدين و مراقبة التزامهم بالتحملت
•
مميزا ت الوضع الثقافي و العلقة مع العصر و مع العالم
♦ المناخ الساند في المجتمع محافظ ينكر هو أيضا على المغربيات و المغاربة ممارتسة مواطنتهم و حرياتهم و يتعايش مع الرشوة و الظلم و الفساد وممارتسة الغش و العنف ♦ أصبحت رابطة النتماء المشترك للوطن تضمحل لصالح النتماء للمذهب و العشيرة و العائلة و الحي... ♦ صار العنف عملة طاغية في العلقات البشرية في التسرة و الشارع و العمل و الدارة و أبواب المدارس... ♦ مظاهر التدين طاغية في الحياة العامة مع تنامي مظاهر الغش ♦ تلتقي الدولة في إنكار مواطنة المغاربة مع الصولية التسلموية التي تشكل احتياطيا للتستبداد؛ ♦ العديد من مؤتسسات المجتمع من أحزاب و نقابات و جمعيات ل تشكل فضاء لممارتسة المواطنة
إنها المميزات العامة ،والتي لزالت حاضرة وبقوة في المغرب ،إنها المميزات التي ل ينبغي أن تغيب على اليساريين والديمقراطيين وإل تسيكونون ضحايا تقديرات تسياتسوية تمنعهم من تقدير طبيعة المرحلة ومميزاتها السياتسية والثقافية والقتصادية وأيضا الجتماعية . -2تساؤل ت في ما سمي ب "العهد الجديد": •
هل يعيش المغرب حالة انتقال ديمقراطي بالمعنى السياتسي )انفتاح ديمقراطي للنظام(؟
جوابنا هو بالنفي أي أن ملكية محمد السادس اتختارت لعتبارات تواصلية تخارجية أن تقطع مع بعض مظاهر و رموز عهد الحسن الثاني و أن تلبس مظهر الملكية القريبة من المغرب المهمش و القرب إلى الحداثة؛ لكنها اتختارت أن تبقى متشبثة بالتقليد في أكثر مظاهره احتقارا للمغاربة و لمقومات الحداثة؛ •
كيف نفسر "النصا ف و المصالحة"؟
انتصار تخوصصته الملكية بسرعة لن اليسار لم يحوله لنتصار تسياتسي لكن الملكية تسرعان ما بددت كل الربح السياتسي الذي جنته من هذه التجربة رغم أنها حاولت أن تحتسبه في رأتسمال حزبها مع اتستقطاب بعض رموزها اليساريين •
كيف نفسر اصدار مدونة التسرة؟
انتصار كبير للحركة النسائية المغربية على منطق ميزان القوى. مكسب كان ممكنا لن النظام الدولي أصبح أكثر حساتسية لوضع المرأة و لن الملكية كانت تربد على هدا المستوى ابراز تقدمها على باقي دول المنطقة العربية. تخوصصته الملكية بسرعة لن اليسار لم يحوله لنتصار تسياتسي. 5
في هدا الموضوع أيضا ثقل المحافظة في أجهزة الدولة و في المجتمع يقلص كل عناصره اليجابية و يقوض بالتالي كل الرباح التي جنتها الملكية في الموضوع. •
الهتمام بالريف و المغرب المهمش و "الفئات الهشة"
عنصر محوري في السياتسة التواصلية للملكية .لكنه ل يمكنه أن يحجب غياب تسياتسة اجتماعية حقيقية بل انه تجسيد آتخر للتناقض الذي تعيشه الملكية بين طموحها التقرب من المواطنين و الضعفاء و نيل حبهم و التفافهم و عدم قدرتها على القطيعة مع نظام ل يؤمن ل بالمواطنة و ل بالتضامن و ل بالعدالة الجتماعية •
تدبير الحقل الديني:
تدبير هدفه التساتسي محاربة أي مس ممكن بالتساس "الديني" لشرعية الملك لكنه تدبير متناقض بين هد ف محاصرة نفوذ الصوليات الوهابية بكافة فرقها وواقع اللتقاء معها في الممارتسات. •
إنشاء حزب ملكي :الصالة والمعاصرة
اتسمه وممارتسته يبرزان انعدام أية امكانية للتوفيق بين الملكية الممركزة لكل االشرعيات مع الديمقراطية والتحديث. يبرز فشل الملكية في كسب تأييد شعبي تسياتسي تلقائي وحر رغم كل الحملت الدعائية. لم يستطع تجديد النخب المدافعة عن "المشروع الملكي" رغم اتستقطابه لعدد من اليساريين الذين ذابوا وتسط العيان. •
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية:
منظومة حائرة بين ابراز الهتمام بالمستضعفين و تأطير المجتمع بشبكات أعوان السلطة و زبنائها و احتياطي أعيان النتخابات المقربين من الدارة الترابية
-3أزمة اليسار الديمقراطي: •
مظاهر أزمة المشروع الديمقراطي التحديثي
أزمة المشروع الديمقراطي التحديثي هي نتيجة لعقود من أتخطاء النخبة المغربية التي تحسن إفلت الهدا ف و الفرص مند مشروع دتستور 1908،و لم تخض معارك التنوير إل في ما ندر .تعايشت مع السلفية و الخرافة )محمد الخامس في القمر( و لم تجسد في ممارتستها التنظيمية مقتضيات الحداثة و الديمقراطية و لم تحترم مواطنة المناضلت و المناضلين •
التباتسات إتستراتيجية النضال الديمقراطي
حوالي نصف قرن تمر اليوم على تبني القوى الديمقراطية للنضال من أجل الديمقراطية .وبالرغم من الهمية التي حققها هذا التبني من نتائج ومكاتسب ،إل أن تلك النتائج لم تكن بحجم الرهانات والهدا ف التي تسطرت .لقد انتهى هذا التختيار لقبول جزء هام من قيادات هذه الحركة اليسارية لما هو أقل بكثير من الديمقراطية ،ولقبول جزء من كعكة السلطة وبتنازلت حقيقية لصالح اتستمرار الجوهر السياتسي لنظام حكم فردي .وانتهى هذا المسلسل بالنسبة للجزء المتبقي من حركة اليسار للقبول بوضعية الهامش وتعايشه مع ضعفه وقلة حيلته. II .حركة 20فبراير المسار والفاق 6
انطلقت الحركة بمحددات معينة جعلتها في بدايتها تحضى بتعاطف شعبي كبير ،وكانت من أهم تلك المحددات : استقلليتها :إن اتستقللية الحركة عامل حيوي ومحوري في اتستمرار توهجها .إن الفعل المدني السلمي الجماهيري المستقل يضمن توتسعها وعمقها الشعبي ،تخاصة أمام الواقع السياتسي الذي عزفت عنه أغلب الفئات الجتماعية و رفضت تزكيته ،في حين اتستعملت أتخرى عبر الرشاء و منح المتيازات لتبييضه ،هو نفسه الواقع الذي رتسخه ضعف الحزاب وميل غالبيتها للتضحية بقرارها المستقل ،أو تخضوع بعضها لرهانات نخب أصابها العياء وجرفتها قيم النتهازية والسياتسة السياتسوية. وضوح خطابها السياسي ،وتمركزه حول شعارات تسياتسية موحدة ،وتجيب بشكل فعلي ملموس عن الحاجيات الحقيقية لضمان انتقال تسلمي حاتسم نحو الديمقراطية ،كما هي متعار ف عليها كونيا. إن ضامن قدرة الشعار السياتسي على التأثير هو في مدى قدرته الفعلية على ضمان أكبر التفا ف جماهيري حوله .إن الشعار السياتسي السليم هو الشعار المعبئ والذي يضمن نزول المليين للدفاع عنه ولفرضه ،كما أنه يحرص على الحفاظ على المكتسبات التي انتزعها الشعب المغربي بشهدائه و مناضليه طيلة تسنوات من الكفاح ضد التستبداد توقا للديمقراطية و الحداثة و العدالة الجتماعية. قدرتها على البداع والتنويع في أشكا ل الضغط ووسائل الفعل النضالي ،و هو ما يعكس وعيا جماعيا بكون التغيير في المغرب تسيستغرق بعض الوقت بالمقارنة مع دول المنطقة التي تعر ف مخاضات تسياتسية مشابهة ،و هو ما يستوجب طول النفس و الوضوح في الرؤية لبداع الشكال النضالية التي تحتاجها كل مرحلة و التي تعكس موازين القوى في ديناميتها المفتوحة على التطوير الدائم ،و تحولها لقوة مدنية ضاغطة لخوض الصراع السياتسي ضد التستبداد .إن وجود هذا التنويع من شأنه أن ل يسقط فعل الحركة وحضورها في نوع من التستنزا ف أو يعرض تحركاتها وفعلها لنوع من البتذال. قدرتها على ضمان احترام تنوع مكوناتها ومختلف حساسيتها وحرصها على احترام بل واحتضان كافة التعبيرات السياتسية والجماهيرية المناضلة والمستقلة عن دوائر السلطة ،وهو الحتضان الذي ينبغي أن يكون مشتركا ،ل أن يكون بنية احتواء الحركة ،وتطويعها لخدمة أجندات تسياتسية غير معلنة. حركة 20فبراير ،تكسر وتقوض أتسس موازين قوى كانت دائما مختلة لصالح التستبداد والفساد وقواه ،وهي تستستمر في تقويض أتسس هذه الموازين ،إن هي تمكنت من تعميق طابعها الشعبي ومن تعميق اتستقطابها لمختلف الفئات والطبقات المتضررة من واقع التستبداد والفساد تلك كانت هي المنطلقات ،لكن تسرعان ما وقع التراجع عنها وللتسباب التالية: لقد كان تكتيك المخزن في مواجهة هذه الحركة في بدايتها هو التسراع وإبداء نوع من التجاوب معها ،دونما الحاجةللشارة إليها بالتسم أو مخاطبتها .كان ذلك في 9من مارس .أي بعد 11يوما بالتمام عن أول تظاهرة لهذه الحركة ،وكان الهد ف وبالشكل الذي قدم به تخطاب 9من مارس يستهد ف ما يلي : إظهار التجاوب مع مطالب التغيير وإظهار نوع من السرعة في إتخراج هذا التجاوب .والهد ف كان التحكم في الوقتوإظهار حسن النوايا بهد ف إيقا ف التعاطف مع الحركة أو على القل الحد منه. الحسم في اتجاهات التغيير وعلى الخصوص منها إيقا ف أية إمكانية لبروز تحالف والتفا ف جماهيري متعاطف ومساندلمعركة النضال ضد الفساد والتستبداد . جعل انتظارات الجماهير تتجه نحو السلطة ونظام الحكم وما تستسفر عنه وعودها عوض التوجه للحركة والضغط معهالحداث التغيير . 7
بعد وضع الدتستور والتعديلت التي تضمنها والطريقة التي عرض بها ونسبة التصويت الحقيقية لصالحه ،تأكدت شرائحواتسعة من المجتمع أن مناورات السلطة وعدم وجود إرادة تسياتسية حقيقية للتغيير حقيقة قائمة . وعوض أن تحافظ الحركة على مطالبها وتشد بالنواجد على شعاراتها ،كان لبعض مكوناتها رأي أتخر وهكذا جرى : – 1صعدت بعض القوى الداعمة من المطالب وانحرفت على أرضية التأتسيس من تخلل رفع تسقف المطالب والشعارات .انبرت هذه القوى وهي التي ترددت في بداية الحركة عن تبني مطالبها كعادتها برغماتية محاولة الركوب على الحركة لهدافها الخاصة . – 2غيرت من اتستراتيجية تخروجها وتظاهراتها لتحولها للحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية ،وبداية الحديث عن أن الخروج للحياء الشعبية تخيارا اتستراتيجيا ،الشيء الذي كانت نتيجته المباشرة تراجع كثير من الشرائح والفئات المتضررة من التستبداد والفساد عن التفافها حول الحركة . – 3تحويل المسيرات لغاية في ذاتها والبحث الدائم عن نقط الحتكاك والصدام ،وظهور نزعات محافظة تبخس من أهمية الوضوح السياتسي وتقدس العفوية . – 4تقليص والحد من ديمقراطية الجموعات العامة بمبررات مواجهة التختراق والحد من محاولت التخريب من الداتخل، وهو ما أدى لتراجع واضح في القاعدة العامة للحركة ،التي غادرها كثيرات وكثيرون من شبابها ،وتعويضه بالمقابل إما بمجالس الدعم والتي وقع السطو عليها في كثير من المواقع من طر ف العدل والحسان عن طريق وتسيط غالبا ينتمي لفصيل يساري ،أو عن طريق تنسيقيات حزبية الطر ف القوي فيها هو العدل ،الذي يلجأ لتقنية التقية وعدم إظهار أي هيمنة ،إل في الحالت التي يكون راغبا في توجيه رتسائله .حينها يمارس انطلقا من موقعه القوي في هذه التنسيقيات على تمريرها . إن العدل والحسان يعي جيدا أنه قوي تنظيميا وجماهيريا حينما يكون ضمن هذه الليات ،لكنه ليس كذلك حينما تتعمق جماهيرية الحركة وتتمسك بمطالبها المعلنة والمعروفة والمحددة .وبدل أن يقع نوع من الضغط لكي تقدم هذه الجماعة على توضيح اتختياراتها السياتسية تخاصة ،وما إذا كانت مستعدة أن تجري المراجعات الضرورية ،انبرى يساريون من صفو ف الحركة بنزعة برغماتية تنشد الكثرة ،وتستبطن الضعف وتتعايش معه ،وتضفي على هذه الجماعة الصولية الشرعية والتي تحرك فصل 19جديد . إن طائفة العدل والحسان حسمت وقررت أن تتحكم في الحركة ،وبعض اليساريين المنهزمين لم يستوعبوا أن طائفة العدل حسمت في قراراها وما شجعها هو أن جل ثورات المنطقة أبرزت بشكل جلي أن جماعات التسلم السياتسي كانت القوة العددية المنظمة والتي اتستطاعت السطو على جل الثورات التي حدثت ،مستغلة ضعف الحركة الديمقراطية وتشتت قوى اليسار وتشرذمه . إن حماية وتحصين حركة 20فبراير ،ل يمكن أن يكون إل بتعميق جماهيريتها ،وهدا لن يتأتى إل بحماية اتستقلليتها ، وإبعادها عن الحسابات الحزبية الضيقة.
. IIIعلى خط النضا ل الديمقراطي الجماهيري إن من أهم التستنتاجات الصادمة والتي كان لها تأثير على الحراك الجتماعي والسياتسي الذي عرفه المغرب ،هي ظهور عجز تسياتسي واضح لمختلف التعبيرات التنظيمية والسياتسية والتواصلية لمختلف العناوين التنظيمية لمكونات الحركة الديمقراطية وضمنها حركة اليسار المغربي .إن حركة 20فبراير باعتبارها حركة اجتماعية متعددة الروافد هي بالتأكيد 8
جزء هام من الحركات الجتماعية المغربية تشكو اليوم من ضعف التعبير السياتسي الواضح والمستجيب بشكل فعلي وعملي للحاجيات الموضوعية والفعلية والتاريخية والسياتسية للعناصر الداعمة والمطابقة لنتقال المغرب للديمقراطية ،ولفتح مسار التحول الديمقراطي الشامل والمتكامل .وفي هذا الطار ترتسم مهام الحزب الملحة والتي تفرض عليه التجاوب مع متطلبات المرحلة بالوضوح الكافي . ما هي أهم عناوين الخط السياسي للمرحلة القادمة ؟ إن حركة 20فبراير فرضت واقعا تسياتسيا جديدا يملي إحداث مراجعة شاملة للخط السياتسي وللخطة السياتسية والتنظيمية . إن عناصر هذا الخط السياتسي ل ترمي مراجعة الهد ف العام لنضالنا كديمقراطيين مغاربة ،أي إقرار ديمقراطية حقيقية تؤدي إلى تداول تسلمي ونزيه على السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة ،كما أن هذه المراجعة ل ترمي إلى رمي كل المراجعات والجتهادات التي تخاضها اليسار المغربي واتستطاع من تخللها أن ينهي مع النزعات اليسراوية ومع الطبقوية ومع الجملة الثورية .بل بالعكس ،إن هذه المراجعة تستند لكل هذا التراث الفكري والسياتسي ولكل المراجعات التي انتهت إلى أن تخيارنا الديمقراطي السلمي تخيارا اتستراتيجيا ،وأن معركتنا من أجل انتصار الديمقراطية هي معركة شاملة ومتعددة البعاد والمرامي ،إنها معركة دمقرطة المجتمع ودمقرطة الدولة في الن معا ،أي هي معركة تحديث شامل وتاريخي .وفي هذا الطار تبرز الكثير من الخلفات التي قد تشكل في حالة ما إذا وقع تهريب النقاش حولها فرصة للنقضاض على كل ما راكمناه كيسار مغربي ،وكحزب . تنطلق بعض الطروحات القديمة ،التي يجري الترويج لها ودون أن يكلف أصحابها عناء الفصاح عنها داتخل مؤتسسات الحزب وداتخل الطار الذي جرى إحداثه في تسياق التحضير للمؤتمر ومنها الطروحة القديمة " الكتلة التاريخية " أو الدعوات الضمنية لتستصغار أهمية الفئات الوتسطى في عملية التغيير الديمقراطي ،أو الدعوات لبناء تحالفات غامضة بما فيها حالة القتراب مع الجماعة الصولية جماعة العدل والحسان ،بل وبلغت الحماتسة حد الحديث عن الحق في بروز تيار إتسلمي متنور وتسط حزب مدني علماني . إنه الشكال القديم يعود اليوم وبلبوتسات تبدو أنها جديدة ،لكنها في العمق قديمة وجرى تجريبها وانتهت للفشل .تتلخص المحددات العامة بالنسبة لصحاب هذه الطروحات غير المؤتسسة في اتختزال الفعل اليساري وفي معنى اليسار في بعد واحد هو البعد السياتسي وفي الموقف السياتسي الواحد .والتخطر في بداية بروز نزعات شعبوية تستكون لمحالة ضارة بالعملية الديمقراطية كما ينبغي أن تجري في بلدنا . إن الخط السياسي يتحدد في الهداف التالية : – 1إعادة فتح الملف الدتستوري في أفق القرار الصريح الواضح لنظام حكم يقر ملكية برلمانية الن وهنا ،ويقود المغرب للدتخول للعصر وينهي مع ديمقراطية الواجهة وينتصر للنظام السياتسي البرلماني . – 2محاربة الفساد والقطع مع اقتصاد الريع ،وتحريك المتابعة في حق المتورطين الكبار في نهب المال العام واتستغلل النفوذ . – 3تغييرات تسياتسية حقيقية تفضي لنتخابات نزيهة وشفافة ،وإبعاد وزارة الداتخلية على الشرا ف عليها وإقرار هيئة دتستورية تتولى الشرا ف ،مع وضع لوائح انتخابية جديدة باعتماد تسجلت البطاقة الوطنية ،وتجريم التزوير والتدليس. – 4إصلح حقيقي للعلم العمومي 9
– 5التستجابة للمطالب العادلة للجماهير الشعبية وتسن تسياتسية اقتصادية تقوي من فرص الشغل. لكن الشكال يظل في الخطة السياتسية ،وفي الداء السياتسي وفي القدرة على تخلق التوتسطات وإبداع التكتيكات الخلقة والمبدعة ،والتي تجعل الحزب في قلب الحدث. إن عناصر الخطة السياتسية تتأتسس على المنطلقات التالية : – 1النطلق من اتختبار الدتستور الحالي في العديد مما يتضمنه من حقوق وحريات. – 2النطلق من أن النتخابات إما أن تجري بشكل شفا ف ووفق قواعد مضبوطة تمنع التزوير وتجرمه ،أو تسيكون الموقف العملي هو مقاطعتها وعدم تزكيتها .إن هذا التختيار ل يعني بالمطلق نفض اليد على العملية النتخابية ،لكنه التختيار الذي يتأتسس وفق شروط تسياتسية محددة على اللجوء لتكتيك المقاطعة ،بهد ف تحسين شروط المشاركة ،التي تبقى هي القاعدة . – 3توتسيع مجال التحالف وإتخراجه من منطق التحالف الفوقي للتحالف القاعدي ،ومن منطق التحالف على أتساس العناوين التنظيمية لتحالف يرمي إعادة بناء حركة تسياتسية يسارية وديمقراطية جديدة ،وربط اتستمراره بمدى الحترام للتعاقدات بين مكوناته ،تخاصة تجاه النضال الجماهيري النقابي والجتماعي واحترام اتستقلليته وديمقراطيته . – 4تنويع أتساليب العمل والقطع النهائي مع الشكل التنظيمي الحالي القائم على المركزية والفقير في بنيات التستقبال . – 5الشروع الفوري في التقدم في بناء حركة شبيبية يسارية قوية ،مبادرة ومبدعة . – 6وضع تخطة إعلمية وتشكيل هيئة إعلمية. – 7تأتسيس فضاءات وأندية للنقاش والفعل المفتوح في وجه الطر والطلبة والمثقفين والفاعلين القتصاديين لدمجهم في مسار التغيير الديمقراطي الحداثي . – 8دعم و إنشاء مراكز البحث المتخصص ،الذي يجيب بشكل فعلي وملموس عن الشكالت الراهنة التي تواجه حركة اليسار الديمقراطي في وضع التستراتيجيات للتغيير المنشود وتخاصة منها السوتسيولوجي والقتصادي .
10