التوحيد و الصليبية

Page 1

‫التوحيد في الصليبية و‬ ‫السلم‬ ‫الترجمة الشبه حرفية للكتاب المعنون‬ ‫‪UNIFICACION EN EL‬‬

‫‪LA‬‬

‫‪CRISTIANISMO‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪ISLAM‬‬ ‫حقائق دامغة و حجج قائمة‬ ‫إلى أن يرث ا الضرض و من عليها‬ ‫تأليف و ترجمة‬

‫ضرشيد السوسي‬


‫حكمة الكتاب‪:‬‬ ‫لقننند دعونننناهم‬ ‫إلى امب ‪ ،‬بما أنزل‬ ‫اننن عليهنننم منننن‬ ‫الحق‬ ‫‪.‬‬


‫طريقة الدعوة‬

‫أعننوذ بننال مننن الشننيطان الرجيننم‪.‬‬ ‫"ول تجادلوا أهل الكتاب إل بالتي‬ ‫هي أحسن إل الذين ظلمننوا منه نممب ‪،‬‬ ‫و قولننوا آمنننا بالننذي َأنننزل إلينننا‬ ‫وأنزل إليكم و إلهنا و إلهكم واحد‬ ‫و نحنننننننن لنننننننه مسنننننننلمون "‬ ‫سوضرة العنكبوتمب ‪ ،‬آية ‪46‬‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‪.‬‬ ‫" ومن أحسن قول ممن دعا إلى ا‬ ‫وعمل صالحا و قال إنني من المسلمين "‬ ‫سوضرة فصلت‪ ,‬آية ‪33‬‬


‫تعريف الصليبية‬ ‫الصليبية هو السم الرسمي المعين من‬ ‫القديممب ‪ ،‬و الذي‬ ‫منذ‬ ‫الفاتيكان‬ ‫طرف‬ ‫َعّرفت به الكنيسة ال‪،‬ممب ‪ ،‬الديانة المتبعة من طرف‬ ‫كل الكنائس الموجودة تحت إمرة الفاتكانمب ‪ ،‬و‬ ‫نفس السم موجود عند البروتستانت المنشقينمب ‪ ،‬و‬ ‫وعند عدد من كنائس الوضرثدوك بمختلف‬ ‫فصائلهم مب ‪ ،‬و بالتالي فاسم المسيحيين ليس له‬ ‫وجود ضرسمي إل في خيالنا نحنمب ‪ ،‬لهذا فضلت‬ ‫تسميتهم بالسم الذي أطلقوه على أنفسهم‬ ‫ضرغم تحفظات عليه‪.‬‬


‫تعريف الكتاب‬ ‫إن كتاب التوحيد في الصليبية والسل‪،‬ممب ‪ ،‬هو ترجمة كاملة‬ ‫و شاملة لنفس الكتاب و بنفس العنوانمب ‪ ،‬من اللهجة‬ ‫السبانية إلى اللغة العربية‪.‬لقد ضرأينا أنه من الواجب علينا‬ ‫أن نتبع نفس السياق الذي تعاملنا به في مخاطبتنا‬ ‫للصليبيين من أهل الكتاب الكاثوليك و ُمنافسيهم من ذوي‬ ‫المذاهب الخرى كالُمرمون و اليسوعيين و الَفنجيليين‬ ‫شهود الرب‪ ...‬وغيرهم من الساخطين على الكنيسة‬ ‫و أل دينيين مب ‪ ،‬الناطقين باللهجة القشتالية المعروفة باللغة‬ ‫السبانية‪.‬‬ ‫إن هدفنا الرئيسي مب ‪ ،‬هو إشعاضرهم بثبوت وحدانية‬ ‫ضرب العزة ن جل جلله ن في الديانات السماويةمب ‪ ،‬و‬ ‫تبليغهم ما لهم وما عليهم‪.‬‬


‫كيفية الحوار‬ ‫قد يبدو لبعض الخوة المؤمنين المعتنقين‬ ‫لدين التوحيدمب ‪ ،‬شيء من الستغراب في طريقة‬ ‫حواضرنا مع فئة من معتنقي الصليبمب ‪ ،‬و أخرى‬ ‫من الماديين الغربيينمب ‪ ،‬حيث استعملنا معهم‬ ‫منهج علمي حديث بطريقة يستحبونهامب ‪ ،‬إلى أنه‬ ‫وضرقم هذا السلوب الخاصمب ‪ ،‬فإننا حصلنا على كل‬ ‫المعطيات التي استعملناها فيه من الكتاب و السنة‬ ‫في الدضرجة الولى‪...‬‬

‫النتائج الطيبة لهذا الكتاب‬ ‫يقول ضرسول ا عليه الصلة و السل‪،‬م‪:‬‬ ‫"لن يهدي بك ا امرئ خير لك‬ ‫مما طلعت عليه الشمس"‪.‬‬ ‫هذا يعني أنه إذا تمت هداية ضال كافر أو‬


‫مشرك على يد مؤمنمب ‪ ،‬فإن أجر هذا العمل‬ ‫أنفع له من الدنيا و ما فيها‪.‬‬ ‫لم أكن لتصوضر أن النتائج الطيبة والحميدة‬ ‫لهذا الكتاب سوف تبدأ بالظهوضر خلل‬ ‫الشهرين الولين من بداية توزيعهمب ‪ ،‬و‬ ‫ذلك ضرغم تواضع إمكانياتنامب ‪ ،‬لقد قرأه بعض‬ ‫السبانيين الضالينمب ‪ ،‬لكن متعطشين إلى‬ ‫معرفة الحقيقة الربانية العذضراءمب ‪ ،‬وقد تم‬ ‫إعطاؤهم هذا الكتاب كهدية من بعض‬ ‫أقاضربهم أو أصدقائهممب ‪ ،‬وذلك خلل زياضرتهم في‬ ‫عطلة ضرأس السنة الميلديمب ‪ ،‬لبعض مدن الشمال‬ ‫و منهما سبته و تطوانمب ‪ ،‬فلما قرؤوا الكتاب‬ ‫واستنشقوا ضريح التوحيد مب ‪،‬استوعبوا الحقيقةمب ‪ ،‬فإذ‬ ‫بهم كأنهم استيقظوا من سباتمب ‪ ،‬ندع ا‬ ‫لهم أن يَُرسخ فيهم اليمانمب ‪ ،‬و يعينهم على‬ ‫إخراج ذويهم من الظلومات إلى النوضرمب ‪ ،‬كما‬


‫نشكرهم على حملهم أعدادا من هذا الكتاب‬ ‫إلى بلدهممب ‪ ،‬لتوزيعه هناك على من هو في‬ ‫حاجة إليه‪.‬‬ ‫بداية الترجمة‬

‫كلمات للكاتب‬ ‫هذا الكتاب تم إنجازه تحديدا لخير كل‬ ‫الناس الذين سوف يقرؤونه‪.‬‬ ‫موضوعه الرئيسي هو معرفة أكبر‬ ‫حقائق الكون و الخلقمب ‪ ،‬تلك الحقائق‬ ‫تعتبر ذات أهمية حيوية لكل إنسان‬ ‫متواضع ليس فيه إحساس بالكبرياء و‬ ‫التميز على الخرين‪..‬‬ ‫إن قبول الصراحة المعبر عنهامب ‪ ،‬سوف‬


‫يعطي مساضرا جديدا لتجاه الحياة‬ ‫الشخصية و الجتماعية عند القاضرئ‪.‬‬

‫المقدمة‬ ‫لمعرفة أهم ما يوجد في ديٍن الربمب ‪ ،‬الذي‬ ‫جاءنا به سيدنا المسيح عيسى النصاضر‘ قمنا بدضراسة جيدة‬ ‫ودقيقة للكتاب المقدسمب ‪ ،‬ولقد اكتشفنا أنها مطابقة تماما لهم‬ ‫ما يحتوي عليه الدين السلمي‪.‬‬ ‫في ما بعد سوف نفسر كل هذا بمنتهى الوضوحمب ‪ ،‬حتى‬ ‫يتسنى لنا إشباع فضول القاضرئمب ‪ ،‬حول أهم علقة كائنة‬ ‫بين أكبر الديانتين الموجودتين على وجه الضرض‪.‬‬ ‫داخل هذا البحثمب ‪ ،‬كل الدلة حول تلك العلقة والتي هي‬ ‫التوحيدمب ‪ ،‬سنستخرجها من نفس الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫لكن قبل ذلك سوف نجيب عن السئلة التاليةمب ‪ ،‬ما هي‬ ‫الديانة؟ وكيف تكون ضروضرة الحتياج إليهامب ‪ ،‬بالنسبة لكل‬


‫إنسان؟ كما سنوضح أيضامب ‪ ،‬ما هي ديانات الطاغوت‬ ‫الزائفة؟ ولماذا أوجدت ؟ و من أوجدها؟‬

‫تعريف الدين‬ ‫الدين هو معتقد عميق مكانه جوهر النسانمب ‪ ،‬و يرافق‬ ‫هذا المعتقد طقوس معينة تعطي مطبقيها نهجا منطقي‬ ‫ا وهادًئا لحياتهممب ‪ ،‬مما يدل على أن الدين هو علج نفسي‬ ‫فعال بالنسبة للمؤمن به مب ‪ ،‬حيث يساعده على إعطاء‬ ‫استفساضر جدي و منطقي لشخصيتهمب ‪ ،‬و مساضر مستحسن‬ ‫بخطى ثابتة و صاضرمة في طريق الحياة‪.‬‬ ‫ضرغم أن الديانات تنقسم إلى‬ ‫قسمينمب ‪ ،‬ديانات ضربانية و ديانات‬ ‫مزيفة فإن حقيقة معناها الرئيسي‬ ‫واحدةمب ‪ ،‬وهو طاعة عظيم تلك‬ ‫الديانة بأن تنفذ أوامره مع تطبيقهامب ‪،‬‬ ‫و اتباع المنهجية‬


‫الموجودة في تلك الديانة‪.‬‬ ‫الديانات الربانية‬ ‫تعتبر الديانة الربانية بالنسبة‬ ‫للمؤمن بهامب ‪ ،‬نن زيادة على‬ ‫الفرائض والنواهي التي أمر ا‬ ‫بها عباده المخلصين نن‬ ‫الطريقة الوحيدة و السليمة لعبادة‬ ‫الخالق سبحانه و تعالى كما‬ ‫شاء أن يعبدمب ‪ ،‬لذلك فالمؤمن المطيع‬ ‫المطبق لوامر ا تعالى‬ ‫و شرائعهمب ‪ ،‬يحيى حياة طيبة‬ ‫ًًَ‬ ‫وعيشة‬ ‫هادئة‬ ‫تبعده عن إيذاء نفسه والخرين‪.‬‬ ‫من الواضح أن مماضرسة الحياة من‬ ‫غير دين ُيقتدىمب ‪ ،‬يؤدي إلى‬ ‫السقوط في فراغ ضرهيب إذا لم‬ ‫نتمكن من معالجته أو التحكم‬ ‫فيه مب ‪ ،‬فإنه ُيصبح مسيطرا على‬ ‫الشخصمب ‪ ،‬بل فتاكا بصاحبه أي‬


‫أنه يتحول إلى قاتلمب ‪ ،‬نعني بذلك أن هذا الفراغ قد‬ ‫يدفع إلى اليأس ثم إلى قتل النفس أي النتحاضرمب ‪ ،‬وذلك قد‬ ‫يحدث بسبب أية مشكلة أو مواجهة ل نقدضر على حلها و‬ ‫التغلب عليهامب ‪ ،‬والتي من الممكن أن نتعرض لها في أية‬ ‫لحظة من لحظات حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫الن السؤال المطروح هو‪ :‬كيف يستطيع أولئك الذين ل‬ ‫يطبقون و ل يؤمنون بأي دين سماويمب ‪ ،‬أن يتمكنوا‬ ‫إلى حد مامب ‪ ،‬من التغلب على مختلف المشاكل والمصاعب‬ ‫العديدة التي قد يتعرضون لهامب ‪ ،‬أو تصيبهم في حياتهم؟‬ ‫هناك يكمن تدخل الديانات و معتقدات الطاغوت‬ ‫الكاذبةمب ‪ ،‬و في ما يلي سوف نشرح كيف يكون ذلك ممكنا‪.‬‬ ‫حقيقة أنه ليس كل الناس مؤهلين ليؤمنوا و يطبقوا دين‬ ‫امب ‪ ،‬وهناك براهين تؤكد هذامب ‪ ،‬و سنسلط الضوء عليها في‬ ‫ما بعد‪.‬‬ ‫لكي يؤمن الفرد برب العزةمب ‪ ،‬و بالتالي يرضى بدينه كواقع‬ ‫حقيقي و نقي يجب نهُجه و اتباُعه في الحياةمب ‪ ،‬فإنه يتحتم‬ ‫عليه أن يطهر ضروحهمب ‪ ،‬منتزعا من وجدانه و مخلصا فؤاده‬ ‫من الشعوضر و الحساس بالعزة والكبرياءمب ‪ ،‬اللذان ل يجب أن‬ ‫يكون لهما مقا‪،‬م في كيانهمب ‪ ،‬و ذلك لن هذين الحساسين‬


‫الضاضرين و المهلكين لصاحبهمامب ‪ ،‬هما السببان الرئيسيان‬ ‫في تقوية الصراعات الداخلية الرافضة للطاعة و المتثال‬ ‫التي يشعر بها المعنُي بالمر اتجاه خالقه و ضربه‪ .‬أما إذا‬ ‫تمكن‬ ‫الشيطان من تمديد هذين الحساسين و تقويتهمامب ‪ ،‬فإن نفوضر‬ ‫الشخص من ضربهمب ‪ ،‬و ضرفضه الشخصي لدين الحقمب ‪ ،‬سيكون‬ ‫قاطعا و شاملمب ‪ ،‬و الشنع من هذا أن المعنَي تتكون بداخله‬ ‫كراهية سوداء ضد باضرئهمب ‪ ،‬و بالتالي يصير عدوا ل و‬ ‫لشرائعهمب ‪ ،‬حيث يتحول هذا المخلوق إلى كائن تا‪،‬م اليجابية‬ ‫في عالم الشر‪.‬‬ ‫ديانات الطاغوت الزائفة‬ ‫ديانات الطاغوت الزائفة هي‪ :‬كل المعتقدات و‬ ‫اليدلوجياتمب ‪ ،‬أكانت معلومة ُمعلنةمب ‪ ،‬أو السرية خفية‘ كما‬ ‫أنه ليس من المهم أن يكون أتباعها قليلي العدد‘ أ‪،‬م يحصون‬ ‫بالمليينمب ‪ ،‬إنما الهم هو أن مبتكري هذه المعتقدات‬ ‫الزائفة مب ‪،‬هم من تلك الفئة من الناس الذين سيطرت عدوى‬ ‫الحساس بالعزة و الكبرياء على أجسادهم و‬ ‫عقولهممب ‪ ،‬سيطرة تامة و كاملةمب ‪ ،‬وبالتالي تمكن منهم عنصر‬ ‫الحقد و الكراهيةمب ‪ ،‬ضد ضرب العزة و ما أمر به‬


‫عبادهمب ‪ ،‬وليكن في المعلو‪،‬م أن مخترعي تلك الديانات‬ ‫الكاذبة‘ قد كانوا تحت النفوذ و العانة المباشرة و الغير‬ ‫المباشرة للشيطانمب ‪ ،‬وكل ذلك من أجل أن ُيضادوا‬ ‫الرب سبحانه‪.‬‬ ‫من المؤكد أن كل ما يتصل بعلقات الناس بربهم مب ‪ ،‬نجد‬ ‫تدخل الشيطان فيه مركزا و فعالمب ‪ ،‬و ذلك ليتمكن من جلب‬ ‫أكبر عدد ممكن ممن تمت السيطرة عليهممب ‪ ،‬و بالتالي‬ ‫يصبحون تحت ضرايته‘ حيث يفعل بهم ما يشاء‘ وهكذا‬ ‫يمكنه إبعاد الناس عن الطريق القويم مب ‪ ،‬ثم سلبهم‬ ‫إيمانهم برب العالمينمب ‪ ،‬و يحتوي ذهن الشيطان على ألف‬ ‫طريقة تمكنه من فعل ذلك‪ .‬نرجو من القراء العزاء‬ ‫بعض الصبر لننا سنتحدث عن الشيطان مب ‪ ،‬و عن القوى‬ ‫التي يستخدمها و ضد من يمكنه استعمال هذه القوىمب ‪ ،‬كما‬ ‫سنتحدث عن ضعف الشيطان مب ‪،‬و كيف يمكننا أن نقهره و‬ ‫نتغلب عليه‪.‬‬ ‫اليدلوجيات هي ديانات الطاغوت‬ ‫كما نقرأ على عنوان هذه الفقرةمب ‪ ،‬فإن السماء التي قد‬ ‫تتخذها هذه الديانات الكاذبةمب ‪ ،‬يمكن أن تكون مختبئة‬


‫أو مقنعة وضراء أسماء أخرى جميلة و براقةمب ‪ ،‬و كل ذلك‬ ‫للزيادة في التأثيرمب ‪ ،‬و استقطاب انتباه أولئك الذين هم أولوا‬ ‫أفئدة فاضرغة من كل المبادئ الربانيةمب ‪ ،‬أو لجلب جملة من‬ ‫الرجال و النساء‘ إيمانهم جد ضعيف و عقيدتهم‬ ‫مضعضعة القواعدمب ‪ ،‬هذا و يجب أن ل ننسى أن كل‬ ‫المستجيبين لنداء ديانات الطاغوت الكاذبةمب ‪ ،‬هم‬ ‫ممن تمكن الكبرياء منهم كليا أو جزئيا‪.‬‬ ‫في الحين سنعطي أمثلة لتلك المعتقدات المزيفة و التي لم‬ ‫تكن لتخطر ببالنا قطمب ‪ ،‬و ذلك بالرغم من‬ ‫أنها تمثل جزءاً من ألعيب الشيطان الخبيثةمب ‪ ،‬فمن منا‬ ‫كان يتصوضر أن الشيوعية‘ أو الفاشية و النازيةمب ‪ ،‬و‬ ‫حتى الليبراليةمب ‪ ،‬يمكن أن تكون من ديانات الطاغوت‬ ‫الزائفةمب ‪ ،‬و بالتالي تخضع لمناهج بعيدة كل البعد عن‬ ‫الطريق القويم لرب العالمين‪.‬‬ ‫أيضا يدخل في خندق الشر هذامب ‪ ،‬كل من المافيا و الماسونية‬ ‫والبوذيةمب ‪ ،‬و هنالك مئات من الجماعات و الزوايا و‬ ‫اليديولوجياتمب ‪ ،‬التي تماثل سابقاتها في وسائلها و‬ ‫طرقها الفعالة للستحواذ ثم الستيلء على العقول و‬ ‫القلوبمب ‪ ،‬و ذلك ضرغم اختلف أسماءهامب ‪ ،‬و عدد‬ ‫أتباعهامب ‪ ،‬و نهج سياساتها‪.‬‬ ‫سوف نوضح الن أول ؛ كيف أن كل المناهج و الطرق‬ ‫التي تمتلكها تلك الزوايا و اليديولوجيات ‘ تؤدي بناهجيها‬


‫و متتبعيها إلى التلف التا‪،‬م إيمانا و عقيدةمب ‪ ،‬و حتى إذا‬ ‫لم تظهر نتيجة هذا التلف على أصحابه في الحياة‬ ‫الدنيامب ‪ ،‬فإن نتيجته السلبية المدمرةمب ‪ ،‬مؤكدة بعد الموت ‪.‬‬ ‫هناك سؤال ها‪،‬م هو‪ :‬لماذا اعتبرت كل اليديولوجيات و‬ ‫الزوايا ديانات الطاغوت الزائفة؟و كيف أمكننا القتناع‬ ‫بأنها كذلك؟‬ ‫إذا تذكرنا ما هي الديانة في حد ذاتهامب ‪ ،‬آنذاك سوف نرى‬ ‫بوضوح‘ التشابه الكبير في ما بينهمامب ‪ ،‬لكن ل بأس أن‬ ‫نتساءل كيف يكمن ذلك بالضبط؟‬ ‫الن شيء من الهتما‪،‬م و سوف نرى كل شيء‬ ‫بوضوحمب ‪ ،‬الدين الرباني عنده العلىمب ‪ ،‬و هو الرب‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬كذلك كل الزوايا و اليديولوجيات التي على وجه‬ ‫الضرضمب ‪ ،‬لها قطبها العلى و المعظم مب ‪ ،‬ليس مهما‬ ‫أن يكون هذا العلى المعظم شخصا مب ‪ ،‬أ‪،‬م شيء أو فكرة أو‬ ‫تهيؤامب ‪ ،‬والن فلنعد إلى الحقيقة لُنكمل قياسنا هذامب ‪ ،‬في‬ ‫الديانة الربانية هناك منهج حياة يجب اتباعهمب ‪ ،‬وهذا المنهج‬ ‫يفرض واجبات علينا القيا‪،‬م بهامب ‪ ،‬و مسائل كثيرة و متعددة‬ ‫يمكننا فعلهامب ‪ ،‬و أخرى ممنوعة و محر‪،‬م علينا القيا‪،‬م بها أو‬ ‫تعاطيهامب ‪ ،‬و هذا ما ُيعرف في دين الرب سبحانه مب ‪ ،‬بالوامر‬ ‫النواهي و المستحبات‪.‬‬ ‫في معتقدات الطاغوت أي الديانات الزائفة هناك نفس‬


‫الشيءمب ‪ ،‬نعني أنها تحتوي أيضا على منهجمب ‪ ،‬كما تفرض‬ ‫أيضا أوامرها و نواهيهامب ‪ ،‬هذا يعني أن أية أيديولوجية أو‬ ‫زاويةمب ‪ ،‬هي طريقة حياة في حد ذاتهامب ‪ ،‬و ذات تأثير‬ ‫فعالمب ‪ ،‬على كل من يؤمن بها و ينتمي إليها‪.‬‬ ‫الشيوعية على سبيل المثالمب ‪ ،‬كان لها خالق و هو اليهودي‬ ‫ماضركسمب ‪ ،‬كما كان لها قطب أعلىمب ‪ ،‬و الذي كان‬ ‫متمثل في السنوات العشرينات و الثلثينات و الضربعينات‬ ‫من القرن الماضي في شخص جوزيف استالين مب ‪ ،‬حيث‬ ‫كان استيلؤه على الحكم في ضروسيامب ‪ ،‬و جمهوضريات‬ ‫الجنوب السلميةمب ‪ ،‬يتميز بالهيمنة و السيطرة و‬ ‫الجبروتمب ‪ ،‬فقد كان يفعل ما يريد و في من يريدمب ‪ ،‬حتى أنه‬ ‫كان يعذب و يقتل أقرب المقربين من عبادهمب ‪ ،‬إذا ما ساوضره‬ ‫أدنى شك في خروجهم عنهمب ‪ ،‬أو في إخلصهم له و‬ ‫طاعتهم إياهمب ‪ ،‬لقد كان جباضرا و يتصرف في البلد و العباد‬ ‫ظانا نفسه إله‪.‬‬ ‫كل الناس الذين عاشوا في تلك البلدمب ‪ ،‬كانوا مجبرين على‬ ‫اتباع منهج الحياةمب ‪ ،‬الذي فرضته تلك الديانة الزائفة‬ ‫المسماة بالشيوعيةمب ‪ ،‬و إذا ما تجرأ أحد على ضرفض دين‬ ‫الطاغوت هذا أو العتراض على أشياء فيهمب ‪ ،‬آنذاك الموت‬ ‫و التنكيل ينتظران هذا الشخص في أقرب نقطة تابعة لهذا‬ ‫النظا‪،‬م السودمب ‪ ،‬نفس المثال مطابق على كل من النازية و‬ ‫الفاشيةمب ‪ ،‬لنه و ضرغم اختلف الشخاص فالجوهر واحد‪.‬‬


‫الوجهين النثنين للبرالية‬ ‫إن لبراليتنا الفخمة ليست غائبة عن هذا التشبيهمب ‪ ،‬لن إلهها‬ ‫المادة أي المال على وجه التحديدمب ‪ ،‬و تعتبر هذه‬ ‫اليديولوجية أقد‪،‬م دين طاغوت على وجه الضرضمب ‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ أن بدأ النسان يتعامل بالذهبمب ‪ ،‬إنمامب ‪ ،‬إذا لم ُنقدس‬ ‫المال بحيث نستعمل كل أنواع الشر المتمثلة في الطرق‬ ‫المشبوهة و الوسائل الممنوعة لجل الحصول على‬ ‫الثروةمب ‪ ،‬و الزيادة في الغنىمب ‪ ،‬و بالتالي إذا اتبعنا منهجية‬ ‫حياة مقتصدة متواضعة و هادئةمب ‪ ،‬حيث نهتم ونفكر في‬ ‫أنفسنا والخرين أيضامب ‪ ،‬حين ذاك تصبح اللبرالية‬ ‫منهجية خالية من كل خطرمب ‪ ،‬ل بالنسبة للنسان كمخلوق‬ ‫مكلفمب ‪ ،‬ول بالنسبة لروحه نن كروح طاهرةمب ‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تلوث بفعل أي فكر أو معتقد يملكه الطاغوت نن‬ ‫حينذاك تصير اللبرالية مجرد طريقة لكسب العيش و‬ ‫ضربح المالمب ‪ ،‬و الفرص إلى ذلك متوفرةمب ‪ ،‬لتعدد الطرق‬ ‫التي تشتمل عليها هذه اليديولوجيةمب ‪ ،‬من وسائل شتى‬


‫للحصول على الثروةمب ‪ ،‬و هو أمر ليس ممنوعا في كل‬ ‫الديانات الربانيةمب ‪ ،‬إذا ما اسُتعملت لتلك الغاية طرقا‬ ‫مشروعة في التجاضرة أو الزضراعة أو الصناعة‪.‬‬ ‫الن تبين لنا بوضوحمب ‪ ،‬أنه بالنسبة لنا نحن المؤمنين بإحدى‬ ‫الديانات الربانيةمب ‪ ،‬هناك خطر كبير يهدد إيماننا و‬ ‫تقوانامب ‪ ،‬إذا ما نحن انغمسنا جسدا و ضروحامب ‪ ،‬و بطريقة‬ ‫عمياء في أي واحدة من أيديولوجيات الطاغوتمب ‪ ،‬لهذا‬ ‫واجب علينا أن ل ننسىمب ‪ ،‬أن الشيطان في ضرصد مستمر‬ ‫ضدنامب ‪ ،‬يترقب أدنى غفلة أو انزلق من طرفنامب ‪ ،‬ليستغلها‬ ‫ضدنامب ‪ ،‬فيوقعنا في ما ل تحمد عقباه‪.‬‬

‫ُممهد الشر‪ ،‬و الكائنات الذكية قبل النسان‪.‬‬ ‫لكنمب ‪ ،‬من هو هذا الشيطان؟ الذي يقوض كل خير و يفعل‬ ‫الفعال الضاضرة و المؤلمةمب ‪ ،‬ل بالفراد فقط مب ‪ ،‬ولكن‬ ‫بالجماعات أيضامب ‪ ،‬شعوبا كانوا أو قبائلمب ‪ ،‬و ما هي تلك‬ ‫القوة التي يمتلكها حتى يتمكن من النجاح في محاولتهمب ‪،‬و‬ ‫الوصول إلى أهدافه؟‬


‫لكي نجيب على هذا السؤالمب ‪ ،‬علينا أن نرجع كثيرا إلى‬ ‫الوضراءمب ‪ ،‬في تاضريخ بداية الخلقمب ‪ ،‬لكن قبل هذامب ‪ ،‬لنتذكر جميعا‬ ‫تلك الجملة المشهوضرةمب ‪ ،‬و التي يمكن أن يكون القليلون فقطمب ‪،‬‬ ‫هم الذين نسوها أو يجهلونهامب ‪،‬أل و هي " الشيطان الملك‬ ‫الساقط "}في المعتقد الصليبي الرسمي ُيعتبر الشيطان ملك‬ ‫متمرد مب ‪ ،‬ثاضر ضد خالقه لعد‪،‬م اتفاقه معهمب ‪ ،‬و بالتالي كون‬ ‫الملئكة عباد مكرمون ل يعصون ا ما أمرهم و يفعلون‬ ‫ما يؤمرونمب ‪ ،‬ل وجود له عندهم ل نصا ول معنى إنما‬ ‫الموضوع عندهم والذي يميلون إليهمب ‪ ،‬هو أن الكل يتجرأ‬ ‫على امب ‪ ،‬حتى الملئكة و النبياء{‪.‬‬ ‫إذاً ماذا؟مب ‪ ،‬هل كان الشيطان ملكا؟مب ‪ ،‬لنعرف حقيقة ما حدث‪.‬‬ ‫نعلم أن ا سبحانه و تعالىمب ‪ ،‬خلق النسان من صلصال من‬ ‫طينمب ‪ ،‬ثم نفخ فيه من ضروحه ليهبه الحياةمب ‪ ،‬لكن قبل ذلك‬ ‫بكثيرمب ‪ ،‬كان الرب سبحانه قد خلق على هذه الضرض كائنات‬ ‫مختلفة تماما عن النسان و الدواب و الحيتانمب ‪ ،‬و قد خلق‬ ‫الرب سبحانه هذه الكائنات الذكية و المكلفة‬ ‫من سخونة حراضريةمب ‪ ،‬أي لهيب سرابي خفيف مترتب عن‬ ‫اشتعال ناضريمب ‪ ،‬من خصوصيات هذه الكائنات الذكية أنها‬ ‫ل تحتاج إلى المادة لصناعة ماعون لها و تطوير آلتهامب ‪،‬‬ ‫بل وعلى العكس من هذامب ‪ ،‬لم تكن في حاجة إلى أية آلةمب ‪،‬‬ ‫ذلك لنها تستعمل قوى معينة موجودة في ِخلقتهامب ‪ ،‬والتي‬ ‫كانت كافية جدا بالنسبة لكل الحتياجات الخاصة لهذه‬


‫الكائناتمب ‪ ،‬و قد كان نوع من هذه القوةمب ‪ ،‬تستعمله للتشويش‬ ‫أو التحكم في مخ الحيواناتمب ‪ ،‬التي كانت تعيش على سطح‬ ‫الضرضمب ‪ ،‬و على الخصوص تلك التي كانت تنتمي إلى‬ ‫فصيلة الدينصوضراتمب ‪ ،‬هذا التشويش كان فيه تعذيب شديد‬ ‫لتلك الحيواناتمب ‪ ،‬حتى أنه كان يؤدي بها إلى الهستريا و‬ ‫الموتمب ‪ ،‬الشيء الذي كان يسعد الكائنات الذكية ويحسسها‬ ‫بلذة الشعوضر بالنصرمب ‪ ،‬و يزيد من تجبرها في الضرض و‬ ‫اعتدائها على الخرينمب ‪ ،‬كان لها مصلحتان في القيا‪،‬م بتلك‬ ‫الفظائعمب ‪ ،‬أولهما الترفيه و العبثمب ‪ ،‬و ثانيهما الزيادة في‬ ‫قوتها و تطويرها إلى أبعد الحدودمب ‪ ،‬و مع مر الزمن زادت‬ ‫قوتهم أكثر فأكثرمب ‪ ،‬فتمكنوا من أن يحدثوا ضرضرا كبيرا‬ ‫على سطح الضرض‪.‬‬ ‫كفروا بال مب ‪ ،‬وعموا بقوتهم الغاشمةمب ‪ ،‬حتى أنهم تحدوا‬ ‫الخالق سبحانه‪ .‬كان بين هؤلء المتجبرين في الضرض‬ ‫واحد منهم ل يزال على الطريق المستقيممب ‪ ،‬عبدا و مطيعا‬ ‫لرب العالمين ضرغم كل الفتنمب ‪ ،‬و كان اسم هذا العبد إزازيل‬ ‫إبليسمب ‪ ،‬فجزاه الرب عن ذلك بأن ضرفعه إلى دضرجة‬ ‫الملئكة مب ‪ ،‬مر الزمن و الكائنات الجنية لزالت تصاعد في‬ ‫تحدياتها للرب سبحانه مب ‪،‬على سطح الضرض و حتى في‬ ‫السماء الدنيامب ‪ ،‬و كان واضحا أنهمب ‪ ،‬لم يكن في نيتها الرجوع‬ ‫عن غيهامب ‪ ،‬و التوبة إلى خالقهامب ‪ ،‬و بما أن الضرضر الذي‬


‫أحدثوه في البلد و العبادمب ‪ ،‬كان فظيعا و في تزايدمب ‪ ،‬أً ًِذَن‬ ‫ا سبحانه و تعالى بأن يعاقبوامب ‪ ،‬فأضرسل عليهم فيلقا من‬ ‫الملئكة لمحاضربتهممب ‪ ،‬و القضاء على طواغيتهممب ‪ ،‬و أقويائهم‬ ‫المتجبرينمب ‪ ،‬و كانت حرب في السماءمب ‪ ،‬و حرب في‬ ‫الضرضمب ‪ ،‬لم يشهد تاضريخ الخلق مثيل لها من حيث قوتها و‬ ‫دماضرهامب ‪ ،‬ل سابقا ول لحقامب ‪ ،‬هكذا تم القضاء على كل‬ ‫القوياءمب ‪ ،‬و الجبابرة المتمردين من الجن‪ .‬القوي الوحيد‬ ‫من جنسهم و الذي لم ُيقضى عليه هو إزازيل إبليسمب ‪ ،‬ذلك‬ ‫لن الخالق سبحانه كان قد ضرفعه إلى مرتبة عليامب ‪ ،‬جزاء‬ ‫على عبادته و تقواه في زمنمب ‪ ،‬كان كل أهل الضرض من‬ ‫المكلفين كفرة فجرةمب ‪ ،‬كان إزازيل إبليس يستمتع بما حصل‬ ‫عليه من المزايا في الجنةمب ‪ ،‬كما كان باستطاعته أن يحصل‬ ‫علي العلم و المعرفة في كل مكان من الفضاء الخاضرجي‪.‬‬ ‫الشيء الذي ل يجب أن ننساه هو أن إبليس كان مختلفا عن‬ ‫الملئكةمب ‪ ،‬ذلك لنه كغيره من الجن كان مكلفامب ‪ ،‬و بالتالي فقد‬ ‫جعل ا تعالىمب ‪ ،‬فيه كل الغرائز و الحاسيس التي‬ ‫سيجعلها الخالق سبحانه في آد‪،‬م بعد حينمب ‪ ،‬لن الكائنات‬ ‫الجنية و الكائنات النسية خلقت لُتمتحنمب ‪،‬هل ستقبل الطريق‬ ‫المؤدي إلى ا و تتبعهمب ‪ ،‬أ‪،‬م سوف ترفضهمب ‪ ،‬فتكفر به و‬ ‫ُتعرض عنهمب ‪ ،‬هكذا و من أجل هذا الختباضرمب ‪ُ ،‬غرس فينا‬ ‫نحن النسيين و الجنيين معامب ‪ ،‬غرائز و أحاسيس متنوعةمب ‪،‬‬ ‫أولها الحبمب ‪ ،‬و هو إحساس يمكننا استخدامه بطرق متعددةمب ‪،‬‬


‫و في مواقف مختلفةمب ‪ ،‬و هذه الستعمالت قد تكون لجل‬ ‫الخيرمب ‪ ،‬أو لجل الشرمب ‪ ،‬مثل حب شرب الخمرمب ‪ ،‬ل يماثل‬ ‫حب الوالدينمب ‪ ،‬بالرغم من أن كلهما حبمب ‪ ،‬و هذا يسمى‬ ‫اختياضرا‪.‬‬ ‫من الواضح أن كائنات الجن و كائنات النسمب ‪ ،‬يتمتعان‬ ‫بإمكانيات الختياضر مب ‪ ،‬في كل ما يتعلق بأموضرهم الدنيويةمب ‪،‬‬ ‫أكانت مصالحمب ‪ ،‬أو مفاسد أو عقيدةمب ‪ ،‬و هذا هو الذي يجعل‬ ‫الجن والنس مختلفون كل الختلف عن الملئكةمب ‪ ،‬و على‬ ‫تلك الشاكلة مب ‪ ،‬يمكن استعمال كل الحاسيس الخرىمب ‪ ،‬التي‬ ‫غرسها المولى سبحانه فينامب ‪ ،‬لهذا علينا أن نكون جد‬ ‫ُمحتاطينمب ‪ ،‬و ُمتحكمين بفعالية في هته الحاسيسمب ‪ ،‬و التي‬ ‫هي‪ :‬الحب كما ذكرنامب ‪ ،‬ثم الكراهيةمب ‪ ،‬ثم الغضبمب ‪ ،‬ثم الطمعمب ‪،‬‬ ‫ثم العزة و التكبر‪.‬‬ ‫إن عد‪،‬م السيطرة على هذه الحاسيس الغريزية الخمسةمب ‪،‬‬ ‫هو الذي سبب في ضياع إبليس لمرتبته الساميةمب ‪ ،‬و طرده‬ ‫من ضرحمة امب ‪ ،‬و بالتالي السقوط البدي في سخط الباضري‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬وذلك حصل كالتالي‪.‬‬ ‫بداية الصراع‬ ‫شاء الرب سبحانه أن يخلق كائنا آخر ذكيامب ‪ ،‬كما شاء‬ ‫سبحانه أن يكون لهذا المخلوق جسما صلبا مختلفا عن‬


‫سابقيه من الملئكة و الجنمب ‪ ،‬و هكذا خلق الرب سبحانه‬ ‫النسان من صلصل من الفخاضرمب ‪،‬‬ ‫ثم نفخ فيه الروح مب ‪ ،‬وسماه آد‪،‬ممب ‪ ،‬و منه خلق ا النثى‬ ‫لتكون له زوجة و ضرفيقةمب ‪ ،‬و سمى سبحانه النثى حواء‪.‬‬ ‫جمع الرب سبحانه الملئكةمب ‪ ،‬ثم أمرهم بالسجود لد‪،‬ممب ‪،‬‬ ‫فسجدوا إل إبليسمب ‪ ،‬الذي ضرغم اختلف جنسه عنهممب ‪ ،‬كان‬ ‫محسوبا عليهم لمرتبتهمب ‪ ،‬ل لخلقتهمب ‪ ،‬فكان الوحيد الذي تخلف‬ ‫عن أمر ا عصيانا و ليس عذضرا أو سهوامب ‪ ،‬فخاطبه الرب‬ ‫سبحانه قائل‪:‬‬ ‫لماذا لم تنفد أمري كما فعل الملئكةمب ‪،‬‬ ‫فتسجد للنسان الذي خلقته بيدي‪.‬‬ ‫فأجاب إبليس‪:‬‬ ‫لم أكن لسجد للرجل‪.‬‬ ‫خلقتني من ناضرمب ‪ ،‬وهو فقط خلقته من صلصال‪.‬‬ ‫فقال الرب سبحانه‪:‬‬ ‫لست هنا لتكون متكبرا فتعصي أمري‪.‬‬ ‫اذهبمب ‪ ،‬عليك اللعنة إلى يو‪،‬م الدين‪.‬‬ ‫هناك و في تلك اللحظة تحول إزازيل المرفوع إلى‬ ‫الشيطان الملعونمب ‪ ،‬لكن هناك أمر يجهله الكثيرونمب ‪ ،‬وهو أن‬ ‫إبليس كانت له فرصة الرجوع إلى طريق الرحمانمب ‪ ،‬إذا‬ ‫هو ند‪،‬م على فعلته و استغفر لخالقه مب ‪ ،‬وبالتالي يطيع أمر ا‬ ‫فيسجد لد‪،‬ممب ‪ ،‬لكن لمب ‪ ،‬لم يكن ذلك ممكنا بالنسبة لهمب ‪ ،‬لنه‬


‫كان ممتلئ تكبرامب ‪ ،‬و أعمى من شدة الغضبمب ‪ ،‬فقد كان ل‬ ‫يهمه آنذاكمب ‪،‬إل النتقا‪،‬م من ذلك الكائن الذي اعتبره سبب‬ ‫المصائب التي حلت بهمب ‪ ،‬فكان ضرد فعله هو قوله لرب العزة‬ ‫سبحانه ‪:‬‬ ‫أضرأيت هذا الذي كرمت علي ‪.‬‬ ‫لن أخرتني إلى نهاية الزمانمب ‪،‬سأضراود كل ذضريته و بشتى‬ ‫الطرق لكي يبتعدوا عنك و يتبعوني أنا‪.‬‬ ‫و يا للطامة و المصيبة بالنسبة لنا جميعامب ‪ ،‬حينما أجابه ضرب‬ ‫العزة الخالق سبحانهمب ‪ ،‬بكل‪،‬م حق دائممب ‪ ،‬و أمر مطبق ل‬ ‫ضرجعة فيه‪:‬‬ ‫منك و من كل من تبعكمب ‪،‬‬ ‫سأمل ناضر جهنم‪}.‬لم أضع نصوص قرآنية حتى الن و‬ ‫فضلت المعنى فقط و هذا الفعل مقصودمب ‪ ،‬لن ل ينفر بعض‬ ‫الصليبيون قبل أن أقيم الدليل عليهم بثبوت وحدانية ا في‬ ‫الكتاب المقدس{‬ ‫هكذا أضرجو ن نكون قد حصلنا على ضرؤية موجزة على‬ ‫القلمب ‪ ،‬لكن مهمة في محتوياتهامب ‪ ،‬حول التعريف بالشيطانمب ‪،‬‬ ‫و إذا كنتم تودون معرفة أشياءمب ‪ ،‬بتفصيل و وضوحمب ‪ ،‬عن‬ ‫الطاغوت و مخططاته و ألعيبه التي يستعملها ضد‬ ‫النسانمب ‪ ،‬فيمكنكم قراءة كتاب" مداخل الشيطان" ن مكتوب‬ ‫بالسبانية و لم يترجم بعدن ‪.‬‬


‫البيان و الزور‬ ‫النمب ‪ ،‬وقد بدأنا نقترب كثيرا من موضوعنا الرئيسيمب ‪ ،‬ل‬ ‫زال أمامنا جزء أخيرمب ‪ ،‬لبد لنا من استكشافه و تعريفه ليتم‬ ‫بذلك وضع كل النقاط على الحروفمب ‪ ،‬و هذا الجزء متعلق‬ ‫بتمييز الديانات الربانية مب ‪ ،‬و السؤال هو التالي‪ :‬كيف يمكننا‬ ‫التعرف على الديانة الربانية من بين الُمعتقدات الخرى؟‪.‬‬ ‫إن تعريف كل الدينات الربانية ممكن إذا كانت هناك بطاقة‬ ‫تقديم توضح منبع تلك الديانةمب ‪ ،‬وبعد ذلك نقو‪،‬م ببحث عميقمب ‪،‬‬ ‫لنعرف كل محتويات تلك الديانة‪.‬‬ ‫كل الديانات الربانية تم إضرسالها إلى البشرمب ‪ ،‬عن طريق‬ ‫ضرسل و أنبياء ضرب العالمينمب ‪ ،‬و من المعلو‪،‬م والمؤكد أن كل‬ ‫النبياء و الرسلمب ‪ ،‬قبل تكليفهم بمهمتهم الربانيةمب ‪ ،‬هم قّمة في‬ ‫الصدق والمانة و النزاهة عند قومهممب ‪ ،‬وفي قراهم و‬ ‫مدنهممب ‪ ،‬لهذا لم يحصل في تاضريخ النبياءمب ‪ ،‬أن قومهم‬ ‫اتهموهم بالكذب أو الزوضرمب ‪ ،‬قبل نزول الرسالت عليهم‪.‬‬


‫بعد أن يختاضر ا سبحانه الشخص المثاليمب ‪ ،‬المناسب لمهمة‬ ‫تبليغ دين لعباد لم يكن قد جاءهم أي نذير من ضربهممب ‪ ،‬أو‬ ‫لُيقيم و ُيصّحح دينا سابقامب ‪ ،‬كان قد تحرف مع مر القرون و‬ ‫مكائد الشيطانمب ‪ ،‬و هذه تسمى ديانة مكَّسرةمب ‪ ،‬بالرغم من‬ ‫كونها ديانة ضربانية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يؤيد الرب سبحانه النبي الرسولمب ‪ ،‬الذي كلف بإقامة الدينمب ‪،‬‬ ‫بما يسمى بالمعجزاتمب ‪ ،‬و ذلك لقامة الدليل على صّحة ما‬ ‫جاء بهمب ‪ ،‬و ليتمكن من إقناع الجبابرة و قساة القلوبمب ‪،‬‬ ‫وبفضل تلك المعجزاتمب ‪ ،‬التي هي أعمال باهرةمب ‪ ،‬عظيمة و‬ ‫عجيبةمب ‪ ،‬تتحدى المنطق و تخرج عن المعتادمب ‪ ،‬يمنح ا‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬آخر فرصة لولئك الذين تمكنت الكبرياء و‬ ‫العظمةمب ‪ ،‬من الستيلء على نفوسهممب ‪ ،‬فَينظر هل سَيصحون‬ ‫من سباتهممب ‪ ،‬فُينقدون أنفسهم و أضرواحهممب ‪ ،‬بالدخول في دين‬ ‫ا والمتثال لوامرهمب ‪ ،‬ليصبحوا بذلك عبادا مطيعين‪.‬‬ ‫إن محتوى كل الديانات الربانية هو دائما نفسهمب ‪ ،‬ل يختلف‬ ‫ل بالزمان و ل بالمكانمب ‪ ،‬ولننتبهمب ‪ ،‬لن فيه َتكمُن نجاتنا كلنا‪.‬‬ ‫الهدف المقصود و الرئيسيمب ‪ ،‬في كل الديانات الربانيةمب ‪ ،‬هو‬ ‫عبادة و طاعة الخالق ونحن على يقين من وجودهمب ‪ ،‬و‬ ‫تصرفه في كل الكونمب ‪ ،‬أيضا الديانة الربانية تدعونا و‬ ‫تنصحنامب ‪ ،‬لن نكون أخياضرامب ‪ ،‬و ضرحماء مع كل مخلوقات‬ ‫الربمب ‪ ،‬كما تأمرنا بالبتعاد عن الكبر و الغضبمب ‪ ،‬و الكذب‬ ‫و النفاقمب ‪ ،‬و الجشع وقتل النفسمب ‪ ،‬و السرقة و الزنى‪.‬‬


‫واضح تماما أن المؤمنين الذين يتبعون هذه التعليمات‬ ‫الربانيةمب ‪ ،‬و مكتوب أيضا في كل الديانات السماويةمب ‪ ،‬أن‬ ‫المؤمنين المطبقينمب ‪ ،‬زيادة على الحياة الطيبة التي يعيشونها‬ ‫على هذه الضرضمب ‪ ،‬سوف يكون لهم خير الجزاء في الحياة‬ ‫البدية و الذي هو الجنةمب ‪ ،‬و أما بالنسبة للخرين الذين‬ ‫ضرفضوا دين امب ‪ ،‬و لُمّتبعي الشيطان بصفة عامةمب ‪ ،‬فسيكون‬ ‫الجحيم مثوى لهم‪.‬‬ ‫قبل النتهاء من هذه الفقرةمب ‪ ،‬سوف نوضح ما هي الجنةمب ‪ ،‬و‬ ‫ما هو الجحيم؟‪.‬‬ ‫الجنةمب ‪ ،‬أو بلفظ أوضحمب ‪ ،‬الجنانمب ‪ ،‬هي كواكبمب ‪ ،‬أكمل خلقة من‬ ‫الضرضمب ‪ ،‬و أطيب منها تربة ماء و هواءمب ‪ ،‬خلقها ا لتكون‬ ‫جزاء و عطاءمب ‪ ،‬للمتواضعين من عباده الصالحين‪}.‬الجنة‬ ‫بالنسبة للصليبيين هي غريس شاسع مملوء بالشجاضر‬ ‫المثمرةمب ‪ ،‬و منابع المياه و الوضرودمب ‪ ،‬و مكانه الشرق‬ ‫الوسط{‬ ‫الجحيم هو شبه نجم حي و ذكيمب ‪ ،‬جعله الخالق سبحانهمب ‪،‬‬ ‫لهدف واحد هومب ‪ ،‬تعذيب الشيطان و من اتبعه من الغاوين‪.‬‬ ‫}عند الصليبيين توجد ناضر جهنم في كهف تحت الضرضمب ‪ ،‬و‬ ‫هذا الكهف له مداخل سطحية في كثير من الماكنمب ‪ ،‬و‬ ‫حراسها من الشياطينمب ‪ ،‬وإبليس هو أمير جهنممب ‪ ،‬ل يتعذب‬ ‫فيها إنما هو الذي يعِذب من باعوا أضرواحهم له {‬


‫ليكن في علمنامب ‪ ،‬أن أجسامنا هذه التي نمتلكها في حياتنا‬ ‫الدنيامب ‪ ،‬ل تصلح ل للمتعة و النعيم في الجنةمب ‪ ،‬و ل للتعذيب‬ ‫والتنكيل في الناضرمب ‪ ،‬نقصد بهذامب ‪ ،‬أن كل من الفرقينمب ‪،‬‬ ‫أصحاب الجنة و أصحاب السعيرمب ‪ ،‬سيعطيهم ا الجسم‬ ‫المناسبمب ‪ ،‬للمكان الذي سوف يقضون فيه البد‪.‬‬ ‫تحضير الكتاب المقدس‬ ‫الن و قبل الدخول في تحليلتنامب ‪ ،‬سوف نستخرج‬ ‫من الكتاب المقدس بعض الدلةمب ‪ ،‬التي عليها سُنقيم أولى‬ ‫دضراساتنا و قياساتنامب ‪ ،‬لكن بما أن القليلون جدا هم الذين‬ ‫مب ‪،‬يعرفون ما هو الكتاب المقدسمب ‪ ،‬حتى و لو كانوا من قُّرائه‬ ‫سوف نوضح ما هو الكتاب المقدسمب ‪ ،‬وعلى ماذا يحتويمب ‪ ،‬و‬ ‫كيف نتعامل مع الكتاب المقدس من حيث مضمونه العا‪،‬م و‬ ‫الخاص و مصادضره المختلفة‪.‬‬ ‫ينقسم الكتاب المقدس إلى كتابين ضرئيسيينمب ‪ ،‬و هما ما‬ ‫يسميهما الصليبيون مب ‪ ،‬بالعهد القديممب ‪ ،‬والعهد الجديد‪.‬‬ ‫أما العهد القديممب ‪ ،‬فيتحدث عن تاضريخ و أحداث بني إسرائيلمب ‪،‬‬ ‫في أضراضي ما بين النيل و الفراتمب ‪ ،‬و البحر و الحجازمب ‪ ،‬و‬ ‫الفترة التاضريخية هذهمب ‪ ،‬كانت قبل عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬كما‬ ‫يعتبر العهد القديم ذا محتويات شاسعة و معلومات هامة‬


‫حول الدينمب ‪ ،‬و حول واجب بني إسرائيلمب ‪ ،‬الذي هو عبادة‬ ‫ضربهم الواحد الجباضر‪.‬‬ ‫الجزء الثاني من الكتاب المقدسمب ‪ ،‬ينقسم بدوضره إلى قسمينمب ‪،‬‬ ‫الكل‪،‬م المنقول عن سيدنا عيسى النصاضر عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و‬ ‫هو النجيلمب ‪ ،‬و يعتبر ذا أهمية كبيرة للمتدبرين فيهمب ‪ ،‬ضرغم‬ ‫اختلف مصادضرهمب ‪ ،‬و عد‪،‬م تدوين كل الشهادات لبعض‬ ‫الحواضريينمب ‪ ،‬حيث لم تعترف بالكثير منهامب ‪ ،‬ل الكنيسة‬ ‫البيزنطية و التي كان مركزها القسطنطينيةمب ‪ ،‬و ل الكنيسة‬ ‫الرومانية المتمثلة في الفاتكان‪.‬‬ ‫الجزء الخر من العهد الجديدمب ‪ ،‬هو عباضرة عن كتابات‬ ‫لحواضريينمب ‪ ،‬و شهود و تابعينمب ‪ ،‬و هذه الكتاباتمب ‪ ،‬تحكي عن‬ ‫فترة المسيح عيسى ابن مريم عليهما السل‪،‬ممب ‪ ،‬و فترة ما بعد‬ ‫سيدنا عيسىمب ‪ ،‬مع التدخلت التي قا‪،‬م بها بعض التباع و‬ ‫التشريعات التي جاءوا بهامب ‪ ،‬حين بدأ انتشاضرهم في الضرض‪.‬‬ ‫إذا أضردنا أن نلخص مكونات الكتاب المقدسمب ‪ ،‬فيمكننا فعل‬ ‫ذلك على الشكل التالي‪:‬‬ ‫إن الكتاب المقدس و بصفة عامة ُمَركبمب ‪ ،‬من أسفاضر و‬ ‫حصص مفاهيم أملها الجباضر سبحانهمب ‪ ،‬و هي بالتالي كل‪،‬م‬ ‫الربمب ‪ ،‬و كل‪،‬م الرب في الكتاب المقدسمب ‪ ،‬هو الذي يمتلك‬ ‫الهمية الكبرىمب ‪ ،‬و الوزن الثقلمب ‪ ،‬من حيث المر و النهيمب ‪،‬‬ ‫ثم السمع و الطاعةمب ‪ ،‬أيضا موجود في الكتاب المقدسمب ‪ ،‬كل‪،‬م‬ ‫و أحاديث لنبياء و ضرسل ضرب العالمينمب ‪ ،‬و أخيرا هناكمب ‪،‬‬


‫مقالت لعلماء و ضرهبان يهودمب ‪ ،‬و أخرى للُبس ُ‬ ‫طوليين أتباع‬ ‫المسيح‪.‬‬ ‫في المركز الول من حيث أهمية الحتواءمب ‪ ،‬يتناول الكتاب‬ ‫المقدسمب ‪ ،‬التعاليم من الوامر و النواهيمب ‪ ،‬المباشرة لبني‬ ‫إسرائيل ِمن ضرب العالمين‪.‬‬ ‫أموضر أخرى موجودة في الكتاب المقدسمب ‪ ،‬لكنها خفية على‬ ‫جل العينمب ‪ ،‬تلك هي التنبؤات المستقبليةمب ‪ ،‬التي ذِكرت على‬ ‫لسان بعض أنبياء بني إسرائيلمب ‪ ،‬و التي لها علقة مباشرة‬ ‫بما هو جاضر في آخر الزمانمب ‪ ،‬من القرن العشرين و الواحد‬ ‫و العشرينمب ‪ ،‬و لقد أذهلتني هذه التنبؤات من حيث واقعيتهامب ‪،‬‬ ‫و تطابقها مع أبحاث أخرى متعددةمب ‪ ،‬المر الذي يستدعي‬ ‫تهييئهامب ‪ ،‬ثم تقديمها إلى القّراء‪.‬‬ ‫أخيرا و كما سبقمب ‪ ،‬يحتوي الكتاب المقدس على شهادات و‬ ‫كتابات تمت إضافتها بعد اختفاء سيدنا المسيح عيسى‬ ‫النصاضرمب ‪ ،‬عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬تلك الكتابات تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫الولى تمت كتابتها من طرف تلميذ المسيح مب ‪ ،‬و هم ضرجال‬ ‫إيمان كانوا يعرفون المعلم و يّتبعونه و يحبونه‪.‬‬ ‫كانت هناك كتابات أخرى لناس لم يكونوا من أتباع سيدنا‬ ‫المسيح و لم يأخذوا عنه أي شيءمب ‪ ،‬و هؤلء ظهروا على‬ ‫الساحةمب ‪ ،‬بعد اختفاء سيدنا المسيح من على وجه الضرض نن‬ ‫لم نتحدث عن ضرفع ضرب العزة لنبيه عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪،‬‬


‫لننا نخاطب صليبيين أولمب ‪ ،‬و لننا لم نستخرج أدلة‬ ‫التوحيد من الكتاب المقدس بعد نن‪.‬‬ ‫لقد قدمت هذه اللئحة الترتيبيةمب ‪ ،‬للتراكيب الموجودة داخل‬ ‫الكتاب المقدسمب ‪ ،‬وذلك حتى يتسنى لنا فيما بعدمب ‪ ،‬تحليلها و‬ ‫مقاضرنة بعضها بالبعضمب ‪ ،‬في ما يتعلق باتباع أوامر الرب‬ ‫سبحانه و تعالى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الن وقد وضعنا كل شيء في مكانهمب ‪ ،‬فلنتفضل لنسلط‬ ‫الضوء على نواة و لب و مخ الديانات الربانيةمب ‪ ،‬كل الدينات‬ ‫الربانيةمب ‪ ،‬و سوف نركز بالخص على الصليبية و السل‪،‬م‪.‬‬ ‫توحيد الرب‬ ‫لكي ل َنصد ِ‪،‬م بعض القراء بالتوضيح الذي سوف‬ ‫نقد‪،‬ممب ‪ ،‬سنقو‪،‬م أول باستخراج آية من الكتاب المقدس ذات‬ ‫أهمية كبيرة في محتوياتهامب ‪ ،‬و قدسية ل تدعو إلى نقاش من‬ ‫حيث مصدضرها‪.‬‬ ‫بقول سيدنا المسيح عيسى النصاضر عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬في مقطع‬ ‫القديس ماضركس ‪12‬مب ‪ ،‬مجيبا عن سؤال أحد التلمذة‬ ‫الكاتبينمب ‪ ،‬و الذي كان كالتالي‪:‬‬ ‫أية وصية هي أول الكل‪.‬‬


‫‪ 29‬فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا‬ ‫هي اسمُع يا إسرائيل‪ .‬الرب إلهنا‬

‫رب واحد‪.‬‬

‫وهذا ما هو إل التأكيدمب ‪ ،‬لما قاله ضرب العزة الجباضرمب ‪ ،‬ن سبحانه‬ ‫و تعالىن عن جللهمب ‪ ،‬و محدثا به نبيه و ضرسولهمب ‪ ،‬سيدنا‬ ‫موسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و المر الرباني في هذا القولمب ‪ ،‬ليس‬ ‫موجها فقط لسيدنا موسىمب ‪ ،‬و قومه شعب إسرائيلمب ‪ ،‬بل هو‬ ‫موجه لكل كائن ذكي على وجه الضرض‪.‬‬ ‫يقول ضرب العزة في صفر الخروج ‪20‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنا الرب إلهك‪...‬‬ ‫ل يكن لك آلهة أخرى أمامي ‪.‬‬


‫وهذا هو الثبات الذي يمنع و يحر‪،‬م فيه ضربنا الكريممب ‪ ،‬على‬ ‫موسى و نحن معهمب ‪ ،‬تلك المكيدة الشيطانية الُمزلقة يل‬ ‫المميتة لليمان الخالص برب العالمين‪.‬‬ ‫خروج ‪20‬‬ ‫‪4‬‬

‫ل تصنع لك تمثال منحوتا ول صورة‬ ‫مما في السماء من فوق‪ ،‬وما في‬ ‫الرض من تحت‪ ،‬وما في الماء من‬ ‫تحت الرض‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ل تسجد لهن ول تعبدهن‪.‬‬

‫هناك حيث َزلق الصليبيونمب ‪ ،‬بالرغم من أن في الكتاب‬ ‫المقدسمب ‪ ،‬ن الذي هو معتقد الصليبيين نمب ‪ ،‬كل‪،‬م الرب واضحمب ‪،‬‬ ‫و يأمر فيه أن نبتعد و نمتنع جملة و تفصيل عن تشبيهمب ‪ ،‬و‬ ‫إشراك أي شيء مع قدسيته ُسبحانه‪.‬‬


‫أما الصليبيون فيعتقدون في مئات من الصنا‪،‬م و الصوضر و‬ ‫صلبانمب ‪ ،‬التي تمثل أناسا ميتين و مقدسين عندهممب ‪ ،‬حيث‬ ‫ال ُ‬ ‫يقدمون إليهم الطاعة والحب و التمجيدمب ‪ ،‬كما يرجون و‬ ‫يتمادون في الطلب منهم لقضاء حاجاتهممب ‪ ،‬وحمايتهم من كل‬ ‫مكروه‪.‬‬ ‫الحقيقة أن ألعيب الشيطان يمكن أن يكون لها نتائج‬ ‫وخيمةمب ‪ ،‬حتى على أمم بأكملهامب ‪ ،‬و إذا ما اعتقد البعض أن‬ ‫الشيطانمب ‪ ،‬ل يمكنه تغيير اتجاه دين من الديانمب ‪ ،‬خلل‬ ‫قرون عديدةمب ‪ ،‬أنا أقول لهم أنه تمكن و خلل زمن وجيزمب ‪،‬‬ ‫من تفعيل أشياء فضيعةمب ‪َ ،‬كجريمة القتل التي أدت إلى قيا‪،‬م‬ ‫الحرب العالمية الولىمب ‪ ،‬أو مساعدة هتلير بألف طريقة‬ ‫للوصول إلى الحكممب ‪ ،‬و بالتاليمب ‪ ،‬القيا‪،‬م بكل الفظائع التي‬ ‫أحدثها‪.‬‬ ‫ُكل الناس الذين يتفانون في حب الرب سبحانهمب ‪ ،‬و‬ ‫يحترمون و يحبون عيسى المسيح عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬يعلمون‬ ‫جيدا أن نواة الدينمب ‪ ،‬هي تقديس و عبادة الواحد الحدمب ‪ ،‬ضرب‬ ‫الخلق و خالق الكونمب ‪ ،‬و الذي هو موجود في كل مكانمب ‪ ،‬إن‬ ‫واجبنا الوَجبمب ‪ ،‬هو عبادة و تمجيد الرب الكر‪،‬ممب ‪ ،‬من دون‬ ‫أن ُنشرك معهمب ‪ ،‬ل أصناما و ل قديسين أكانوا أحياًء أو‬ ‫ميتين‪.‬‬


‫الستطلع الممنوع‬ ‫غلطة شنعاء يمكنها أن ُتحدث ضرضرا كبيرا بإيماننامب ‪ ،‬بل‬ ‫حتى أنها قد تؤدي بنا إلى الدخول ثم المكوث في ناضر‬ ‫جهنممب ‪ ،‬و هي محاولة التخمين لمعرفة أشياَءمب ‪ ،‬ل هي من‬ ‫حقنا و في قُ​ُدضراتنامب ‪ ،‬و ل هي من اختصاصاتنامب ‪ ،‬مثل كأن‬ ‫ُنلّح على معرفةمب ‪ ،‬كيف استطاع الرب سبحانه أن يخلق‬ ‫الكونمب ‪ ،‬أو كيف يمكن أن يكون الرب ن جل جلله ن موجود‬ ‫في كل مكانمب ‪ ،‬أو ما هو شكل الربمب ‪ ،‬كما يمكن أن يخطر‬ ‫ببالنامب ‪ ،‬المؤثر و الملوث بَتسلطات الشيطان الطويلة المدى‬ ‫أسئلة مثلمب ‪ ،‬لماذا يفعل الرب سبحانه الشيء الفلني؟‬ ‫كل العاجيب المخترعة و الُم َفبَركة من طرف العلماء‬ ‫صّنعين و المنتمين للقرن العشرين مب ‪ ،‬تأتي و معها كتاب‬ ‫الم َ‬ ‫يحتوي على تعليماتمب ‪َ ،‬تشرح لنا خصائص اللة أو الجهاز‬ ‫المعنيمب ‪ ،‬مع كيفية الستعمال و الصيانة السليمة لهذا‬ ‫الجهازمب ‪ ،‬و ذلك حتى يتسنى لنا استخدامه بالطريقة‬ ‫الصحيحة من دون أن ُنعطلهمب ‪ ،‬أو نُْحدث لنفسنا أذى بهمب ‪،‬و‬ ‫الُمؤَّهلون لَمدنا بالتعليمات حول استعمال هذه اللتمب ‪ ،‬هم‬ ‫أولئك المخترعينمب ‪ ،‬الذين قاموا بتصنيعها و تركيبها‪.‬‬ ‫الذي أضريد قوله من خلل هذا المثلمب ‪ ،‬أن ا سبحانه وتعالى‬ ‫هو الوحيدمب ‪ ،‬الذي يعلم كل شيءمب ‪ ،‬عن الكائن الذي خلقه و‬


‫أنشأه‪ ,‬و بالتالي إذا ما منع عنا شيئا ًمب ‪ ،‬فهو يعلم جيدا أن هذا‬ ‫الممنوع هو شر لنامب ‪ ،‬و إذا ما أمرنا بشيءمب ‪ ،‬فهو يعلم أيضامب ‪،‬‬ ‫أن فيه خيراً لنا‪.‬‬ ‫إن عقولنا ليست مؤهلة لحتواء كل علو‪،‬م ضرب العالمين ن‬ ‫ول حتى أدنى جزء منهاننمب ‪ ،‬و لَتكوَن لنا فكرة واضحة عن‬ ‫ذلكمب ‪ ،‬فلنقرأ كل‪،‬م ا التالي‪:‬‬ ‫لقمان ‪31‬‬

‫الية ‪27‬‬ ‫و لو أن ما في الرض من شجرة أقل م و‬ ‫البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت‬ ‫كلمات ا‪ ،‬إن ا هو الغني الحميد‪.‬‬ ‫كلمت ا أي علمه ن سبحانه ن‬ ‫إن أكثر ما يمكننا معرفته عن الكون و الخالق جل جللهمب ‪،‬‬ ‫هو ما أمدنا به سبحانه وتعالى وهو التي‪:‬‬ ‫في الماضي البدي كان ا‪.‬‬ ‫ولم يكن شيء معه‪.‬‬ ‫شاء ا أن يخلق الحلق‬ ‫فخلق الماء ثم العرش‪.‬‬ ‫وكان عرشه على الماء‪.‬‬


‫إن الكنز الوفير للرب سبحانه في هذا الخلق هو الماءمب ‪ ،‬و‬ ‫كل فضائه في الماءمب ‪ ،‬و هذا ل يمكننا معرفتهمب ‪ ،‬ل بواسطة‬ ‫العلماء ول بواسطة المخترعينمب ‪ ،‬إنما َنعلمه بواسطة أنبياء‬ ‫و ضرسل ضرب العزةمب ‪ ،‬تعالى ذكره و تباضرك اسمه ‪.‬‬ ‫إننا لسنا مؤهلين في حياتنا الدنيامب ‪ ،‬لكي نطرح أسئلة مثلمب ‪،‬‬ ‫لماذا هذه الشياء هكذامب ‪ ،‬أولمب ‪ ،‬لننا نحن الُمحاكمينمب ‪،‬‬ ‫والُمحاكمون ل يمكنهم أبدا أن يكونوا قضاةمب ‪ ،‬حتى ُيقضى‬ ‫بعد‪،‬م إدانتهممب ‪ ،‬وَتثُبت براءتهممب ‪ ،‬هذا من الجانب المنطقيمب ‪ ،‬أما‬ ‫من جانب الُوجودمب ‪ ،‬فنحن هنا لجل امتحانمب ‪ ،‬والمقاومة ثم‬ ‫النتصاضر على الّتسلطات الشيطانيةمب ‪ ،‬بعد‪،‬م الهتما‪،‬م و دحر‬ ‫تلك الفكاضر و التساؤلتمب ‪ ،‬هو جزء من النجاح في هذا‬ ‫المتحان ‪.‬‬ ‫رجوع إلى النور‬ ‫الن لنستمر مع قديس ماضركوس ‪12‬مب ‪ ،‬حتى نتذوق ضرحيق‬ ‫الدين الذي هو توحيد ا في النجيل‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من‬ ‫كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل‬ ‫قدرتك‪.‬‬


‫هذه هي الوصية‬

‫الولى ‪.‬‬

‫‪.‬كل‪،‬م عيسى المسيحمب ‪ ،‬عليه السل‪،‬م‬ ‫ن الترجمة الحرفية لكلمة "الوصية" الموجودة في‬ ‫النجيل اللتيني هي "المر" نن‬

‫لكي ُنقيس الُود الكبيرمب ‪ ،‬الذي يمكن أن يشعر به كل مؤمن‬ ‫حقيقيمب ‪ ،‬بهذه الكلمات الثمينة لسيدنا عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪،‬‬ ‫تعالوا لنشاهد هذا الشعوضرمب ‪ ،‬يعبر عنه أحد المؤمنين‬ ‫الخياضرمب ‪ ،‬من أتباع عيسى عليه السل‪،‬م‪:‬‬ ‫‪12‬‬ ‫قديس ماضركوس‬

‫فقال له الكاتب‪ ،‬جيد يا معلم‪،‬‬

‫‪32‬‬ ‫بالحق‬


‫قلت‪،‬لنه ا واحد‪ ،‬وليس آخر‬ ‫سواه‪.‬‬ ‫مبرهن عليه و أوضح من الشمسمب ‪ ،‬ا واحدمب ‪ ،‬و واحد فقطمب ‪،‬‬ ‫و ليس ثلثة في واحد ول واحد في ثلثة‪.‬‬

‫‪ 33‬و محبته من كل القلب‪ ،‬و من كل‬ ‫‍‬ ‫الفهم‪ ،‬ومن كل النفس‪ ،‬ومن كل القدرة‪ ،‬و‬ ‫محبة القريب كالنفس‪ ،‬هي أفضل من جميع‬ ‫المحرقات و الذبائح‪.‬‬ ‫انتهى كل‪،‬م النجيل‬ ‫إن الذين يحبون الرب العلي القديرمب ‪ ،‬على الطريقة الُمصّرح‬ ‫بها في الية ‪ 33‬من قديس ماضركوس ‪‍‌12‬مب ‪ ،‬ل يتجرءون‬ ‫ولو بالتفكير في تصغير و تحقير خالقهم بذلك التعبيرمب ‪،‬‬ ‫كالقول بأن الرب سبحانه ُمركبمب ‪ ،‬أو إشراكمب ‪ ،‬بأن يعبدوا‬ ‫معهمب ‪ ،‬أشخاص أو أصنا‪،‬م‪.‬‬


‫التميز داخل الكتاب المقدس‬ ‫من السباب التي تعرقل علينا إيجاد و استكشاف حقائق‬ ‫كبرى داخل الكتاب المقدسمب ‪ ،‬طريقة وضع السفاضر مع‬ ‫عناوين هذه الخيرةمب ‪ ،‬حيث نجدها موضحة و موافقة في‬ ‫بعض الحيانمب ‪ ،‬لهم ما تحتوي عليه الفقرة المعينةمب ‪ ،‬لكن‬ ‫في مرات أخرى كثيرة ل ُتوافقمب ‪ ،‬المر الذي يلقي بالقاضرئ‬ ‫الباحث بعيدا عن ما يريد البحث عنهمب ‪ ،‬و أما أبهر و أعجب‬ ‫ما زال يحتوي عليه الكتاب المقدس إلى يومنا هذا ن زيادة‬ ‫على التصريح الصريح بوحدانية ا سبحانه ن‪ ,‬هو ألغاز‬ ‫التنبؤات المستقبلية التي تحتاج إلى التفسير و التوضيحمب ‪ ،‬و‬ ‫ذاك بحر آخر من العلو‪،‬ممب ‪ ،‬حيث السباح فيهمب ‪ ،‬عليه أن يكون‬ ‫ك ْ‬ ‫فء و ذكيا‪.‬‬ ‫بقي هنالك سؤال ذو أهمية تجب الجابة عليهمب ‪ ،‬وهو كيف‬ ‫أن عيسى ابن الرب؟ لنه إذا كان عيسى عليه السل‪،‬م من‬ ‫ِعَّيال ضرب العزة عن طريق الخلقمب ‪ ،‬فليس لنا ما نعترض‬ ‫عليهمب ‪ ،‬لن من السهل تماما على الباضري سبحانهمب ‪ ،‬أن يخلق‬ ‫المسيح عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬من خلية واحدة من خليا مريم‬ ‫العذضراءن ضرضي ا عنهانمب ‪ ،‬وكذلك نحنمب ‪ ،‬و كوننا أننا خلئق‬ ‫إنسية فنحن عيال امب ‪ ،‬زيادة عن هذامب ‪ ،‬و عن طريق الخلقمب ‪،‬‬


‫فنحن ملك للرب جل جللهمب ‪ ،‬كلنا ملك لهمب ‪ ،‬نحن الدميون و‬ ‫الكائنات التي خلقت من قبلنامب ‪ ،‬و الملئكة أيضا‪.‬‬ ‫أما إذا كان القصد هو أن عيسى ابن الرب عن طريق‬ ‫النجابمب ‪ ،‬و هي المسألة التي تحتاج إلى العشقمب ‪ ،‬ثم النكاحمب ‪،‬‬ ‫لن الوحيد الذي ينكح من غير حب و عشق هو الحيوانمب ‪،‬‬ ‫و ِزد عليه أولئك الذين هم ملطخون بالرجس و الشرمب ‪،‬‬ ‫لتلبية ضرغبات الشيطانمب ‪،‬كي يَُقوضهم و ينال منهممب ‪ ،‬إذاً ل‬ ‫نقدضر بل ل ينبغي حتى مجرد التفكير في فظاعة كتلكمب ‪،‬‬ ‫نسيء بها إلى مقا‪،‬م ضرب العزة خالق الكون ن تعالى ا عن‬ ‫ذلك علوا كبيرانمب ‪ ،‬إن هذه الساءة تعتبر من أعظم السب‬ ‫اتجاه الخالق سبحانهمب ‪ ،‬وهذا السب يتجلى في تشبيه ضرب‬ ‫السماوات و الضرضمب ‪ ،‬بإحدى الكائنات التي خلقهامب ‪ ،‬ناقلين‬ ‫الرب العظيم الحكيممب ‪ ،‬من الكمال المطلقمب ‪ ،‬إلى أل كمال و‬ ‫النقصمب ‪ ،‬و هذا ل يجوز جملة و تفصيل في حق ا تعالى‪.‬‬ ‫هذه الجملة قد تذهل كثيرا من الرهبان و علماء الدينمب ‪،‬‬ ‫حقوق الرب؟ ما يجب و ما ل يجب؟ كيف يكون هذا؟‪.‬‬ ‫قبل أن نجيب على هذه السئلةمب ‪ ،‬تعالوا لنقرأ ماذا يقول‬ ‫سيدنا عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬في ما إذا كان الرب آبا بمعنى‬ ‫الخالقمب ‪ ،‬أ‪،‬م شيء آخر‪.‬‬ ‫يقول المسيح ابن مريم عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬في قديس متيوس ‪‌‍23‬‬


‫‪9‬‬

‫ول تدعوا أحدا على الرض‬ ‫يا أبانا‪ ,‬لن لكم أبا واحدا‬ ‫هو الب السماوي‪.‬‬

‫الن نستنتج بوضوحمب ‪ ،‬أننا كلنا جميعا و بل استثناءمب ‪ ،‬عيال‬ ‫ا من جانب الخلق‪.‬‬ ‫لتما‪،‬م المسايرة في بحثنامب ‪ ،‬و التحليلت و المقاضرنات التي‬ ‫نقو‪،‬م بهامب ‪ ،‬لبد لنا أن نلقي نظرة هامة و مباضركةمب ‪ ،‬على‬ ‫حقوق الرب سبحانه و تعالىمب ‪ ،‬فما هي هذه الحقوق؟ و ما‬ ‫الذي يجب و ما الذي ل يجب؟‪.‬‬ ‫حقوق الرب‬ ‫أول ما يجب من حقوق الرب سبحانه و تعالىمب ‪ ،‬حقه في أن‬ ‫يعبد وحده فردا صمدا سيدا للكون و خالقا ً لهمب ‪ ،‬و لجل ذلك‬ ‫خلقنامب ‪ ،‬إن هذا الجزء من العبادة و الذي هو التوحيدمب ‪ُ ،‬يعتبر‬ ‫النواة لكل الديانات الربانية‪.‬‬ ‫انتباهمب ‪ ،‬ل يجب علينا أن ننسى ما َحصلناه في الكتابات‬ ‫المقدسة من ‪,‬خروج ‪ ‌20‬و ماضركوس ‪.12‬‬


‫نظرا لهمية و حيوية هذا الحق من حقوق امب ‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للكائن البشريمب ‪ ،‬سوف نتعمق في شرحه و توضيحهمب ‪ ،‬لن‬ ‫حق ا هذا ُيعتبر ذا صدى عميقمب ‪ ،‬و حب كبير في نفوسنا‬ ‫نحن المؤمنين المخلصين لرب العالمين‪.‬‬ ‫إن أعظم وأهم ما تدينه النسانية لرب الكون سبحانه و‬ ‫تعالىمب ‪ ،‬هو حقه في أن ُيعبد و ُيوحدمب ‪ ،‬كالخالق الواحدمب ‪ ،‬و‬ ‫الرب الخالد الذي هومب ‪ ،‬جل جلله و تباضرك اسمهمب ‪ ،‬و هذا‬ ‫الحق ُمَوثق ُمؤكد و َمختو‪،‬م في كل الديانات الربانيةمب ‪ ،‬التي‬ ‫ل زالت لها بقايا على وجه الضرض‪.‬‬ ‫إن اّتخاذ آلهة أخرىمب ‪ُ ،‬تطلق عليها أسماءمب ‪ ،‬بودامب ‪ ،‬أو كريشنامب ‪،‬‬ ‫أو أبناء الربمب ‪ ،‬هو الكثر منعا و الشد تحريما من طرف‬ ‫الخالق سبحانهمب ‪ ،‬و أتباع هذه اللهة المزيفة الكاذبةمب ‪،‬‬ ‫سيكونون أول المستحقينمب ‪ ،‬لغضب و مقت القوي العظيم‬ ‫ضرب العالمينمب ‪ ،‬و إذا لم يندموا و يّتبعوا طريق الحقمب ‪ ،‬الذي‬ ‫هو طريق التوحيدمب ‪ ،‬فإن ا سبحانه َسيَُهيُئ لهممب ‪ ،‬مائة ألف‬ ‫طريقة عذاب في ناضر جهنم ن هذا اللفظ في السبانيةمب ‪ ،‬و‬ ‫بهذه الطريقةمب ‪ُ ،‬يطلق على المقاديرمب ‪ ،‬بالعدد الكبير الذي ل‬ ‫نعرف حدوده بالضبط نن‪.‬‬ ‫يجب في حق ا تعالى الكمالمب ‪ ،‬يراد بالقول أن الرب‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬ل يحتاج إلى أي شيء و ل إلى أحدمب ‪ ،‬بل على‬ ‫العكسمب ‪ ،‬نحن هم الذين نحتاجمب ‪ ،‬كما أننا في حاجة مستمرة و‬


‫دائمة إلى ضربنا جل علهمب ‪ ،‬و بالرغم من أننا قد نكون عصاه‬ ‫و قصاةمب ‪ ،‬حيث نسأل احتياجاتنا من قديسين و أقطابمب ‪ ،‬فإننا‬ ‫في أعماقنا نطلب من امب ‪ ،‬إلى أن ذلك ل يخرج من أفواهنا‬ ‫بصراحةمب ‪ ،‬لن الذي يمنعهمب ‪ ،‬هو إحساسنا بالكبرياء الشديدمب ‪،‬‬ ‫و عد‪،‬م الرضى بالّرب الَعلي‪.‬‬ ‫يجب في حق ا تعالى العزة و الكبرياءمب ‪ ،‬و ُتعتبر هاتان‬ ‫الصفتانمب ‪ ،‬هما الوحيدتان الممنوعتان علينا كليا من ضرب‬ ‫العبادمب ‪ ،‬ذلك أنه مثلمب ‪ ،‬يمكننا أن نوصف بالعدلمب ‪ ،‬كما يمكننا‬ ‫أن نوصف بالغنى أو الكر‪،‬ممب ‪ ،‬و كذلك يمكننا أن نوصف‬ ‫بالصدقمب ‪ ،‬و هذا ل يَُكّسر إيماننامب ‪ ،‬كما ل َيمنع من أن ُيحَّبنا‬ ‫ضرّبنامب ‪ ،‬إن كنا مستحقين لذلك الفضل و تلك النعمةمب ‪ ،‬لكن إذا‬ ‫سمحنا للكبرياء أن يغزو أنفسنامب ‪ ،‬و يحتل أجسادنامب ‪ ،‬و يتحكم‬ ‫في عقولنا و أفكاضرنامب ‪ ،‬حين ذاك فلن نكون ل أخياضرا و ل‬ ‫مؤمنينمب ‪ ،‬لن اليمان بال و الكبرياءمب ‪ ،‬ل يمكنهما أن يجتمعا‬ ‫في قلب واحدمب ‪ ،‬و ِمثلهمامب ‪ ،‬كالشراضرة و البنزين إذا التقيا‬ ‫حدث الحريق‪ .‬إن الوحيد المستحق للكبرياء و العزة هو ا‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬تباضرك اسمه و عل شأنه‪.‬‬ ‫إن كل المنتمين إلى طريق الشرمب ‪ ،‬أكانوا زنادقة أ‪،‬م كفاضرا أ‪،‬م‬ ‫شيطانيينمب ‪ ،‬أ‪،‬م أناسا بدون إيمان بصفة‬


‫عامةمب ‪،‬مثلهم كمسلوبي العقول الذين ل يرون طريق الخيرمب ‪،‬‬ ‫بالرغم من أنه طريق واضح مب ‪ ،‬و ُمضاء بكلمات التوحيدمب ‪،‬‬ ‫هكذا فإن هؤلء التائهين في ظل‪،‬م دامسمب ‪،‬إنما يسوقهم‬ ‫الشيطان الذي ُيعتبر أول ساقط بسبب الكبرياء و العزةمب ‪،‬‬ ‫اللذين سمح لهما بالتمكن منه حيث استوليا على شخصهمب ‪،‬‬ ‫نظرا لما حصل عليه من العلم و المرتبة في السابق‪.‬‬ ‫يجب في حق ا تعالى الصدقمب ‪ ،‬لن الرب سبحانه هو‬ ‫صادقمب ‪ ،‬وقوله صدق أبدي ل ُيقَّدضر‬ ‫صْدق الولمب ‪ ،‬وهو ال َّ‬ ‫ال ّ‬ ‫بثمن‪.‬‬ ‫علينا أن نعلم أن ا تعالى يوّد الصدقمب ‪ ،‬و بالتالي يحب‬ ‫عباده الذين يقولون الصدقمب ‪ ،‬ول ينشرون الكذبمب ‪ ،‬لهذا‬ ‫فالمؤمن برب العالمين يمكن أن يكون طماعامب ‪ ،‬كما يمكن‬ ‫أن يكون جبانامب ‪ ،‬لكن أبدا ل يمكنه أن يكون كذابامب ‪ ،‬و أكبر‬ ‫الكذب في الوجودمب ‪ ،‬هو الكذب على ا‪.‬‬ ‫يجب في حق ا تعالى العدلمب ‪ ،‬إن ا عادلمب ‪ ،‬و هو العادل‬ ‫أبد البدينمب ‪ ،‬أن نعتقد غير ذلكمب ‪ ،‬هو خطأ و إثم عظيممب ‪ ،‬و إذا‬ ‫المسيء لم يند‪،‬م و يطلب العفو و المغفرةمب ‪ ،‬قد يدخل ناضر‬ ‫جهنم بعدل امب ‪ ،‬و هذا نعلمه نحن المؤمنينمب ‪ ،‬ضرغم أنف‬ ‫الموبيقين‪.‬‬


‫يجب في حق ا تعالى القوة المطلقة التامةمب ‪ ،‬نعني بهذا أن‬ ‫القوي العزيزمب ‪ ،‬يمكنه فعل كل شيء على وجه الطلقمب ‪ ،‬و‬ ‫بأدنى السهولة الممكنةمب ‪ ،‬و ليس كما يعتقد أولئكمب ‪ ،‬إذ‬ ‫خالطوا بين قوة الرب المطلقة و النقص الذي هو ضعف‬ ‫تتميز به خلئق الرحمانمب ‪ ،‬و ذلك يتضح لنا في قول أولئك‬ ‫الضالينمب ‪" ،‬يدخل في قوته أن يكون له ولد"مب ‪ ،‬و لو كانوا‬ ‫أهل إيمان حقامب ‪ ،‬لما تمكن الشيطانمب ‪ ،‬من أن يجعل على‬ ‫أعينهم غشاوةمب ‪ ،‬مانعا إياهم من أن يروا أن إنجاب الذضرية‬ ‫هو احتياجمب ‪ ،‬و الحتياجات تعد نقصامب ‪ ،‬و النقص ل يجوز‬ ‫في حق ا سبحانه و تعالى ‪.‬‬ ‫إن المؤمن ن المثالي ن بقوة ا العظمى هو شخص هادئ مب ‪،‬‬ ‫آمن في حياته ومماتهمب ‪ ،‬ذلك لنه يعتقد اعتقادا مؤكدا ل شك‬ ‫فيهمب ‪ ،‬أن قوة الرب هي قوة بدون حدمب ‪ ،‬وأن الخالق سبحانه‬ ‫إذا شاء جعل الكون في بيضة‪.‬‬ ‫بالنسبة للمكذبين و الضالينمب ‪ ،‬هذا قد يدعوهم إلى الضحكمب ‪،‬‬ ‫كما سيندهشون و يستغربونمب ‪ ،‬نن تجربتي مع أحد أقطاب‬ ‫أهل الكتابمب ‪ ،‬فقد سألته إن كان يعتقد في قوة الرب المطلقةمب ‪،‬‬ ‫فأجاب نعممب ‪ ،‬فسايرته سائل‪ :‬وهل تظن أن الرب يستطيع‬ ‫فعل أي شيء؟ مب ‪ ،‬فأجاب بنعممب ‪ ،‬فتابعت معه قائل‪ :‬أنت مثلمب ‪،‬‬ ‫إذا طلبت من الرب أن يعطيك مليون أوضرومب ‪ ،‬فهل يستطيع؟مب ‪،‬‬ ‫فأجاب‪ :‬نعممب ‪ ،‬ثم سألته‪ :‬و إذا طلبت من الرب أن ُيرجع إليك‬


‫شبابك فهل يستطيع؟ مب ‪ ،‬فمكث ثوان ثم قال نعممب ‪ ،‬ثم عاودته‬ ‫قائل‪ :‬و هل يستطيع أن يعطيك كوكب الضرض و القمر‬ ‫و ‪ ...‬؟مب ‪ ،‬فقاطعني قائل‪ :‬ل تتحدث هكذامب ‪ ،‬نن وهو يقصد أن‬ ‫الجملة الخيرة إثم نحو الرب سبحانه نن ثم أضاف‪ :‬إنه ل‬ ‫يمكن أن يبقى الرب بل شيء‪ .‬و المراد بهذا المثلمب ‪ ،‬هو‬ ‫تبيين إلحاح أهل الكتاب من صليبيين و يهودمب ‪ ،‬على تقنين و‬ ‫تحديدمب ‪ ،‬بل وضع في إطاضر ضيقمب ‪ ،‬كل ملكوت ضرب‬ ‫العالمينمب ‪ ،‬حيث يجعلون لكل حق من حقوقه و صفة من‬ ‫صفاته حدا و نهايةمب ‪ ،‬ن تعالى ا عن ذلك علوا كبيران ‪.‬‬ ‫و الحقيقة أنه ل يعجبهم أن يكون للرب كل هذه القوة‬ ‫العظمىمب ‪ ،‬بل على العكس من هذا يودون لو أن المولى عز‬ ‫وجلمب ‪ ،‬فيه نقص أو تشبيه بالخلقمب ‪ ،‬لنهم ممتلئون بالكبرياء‬ ‫الذي يمنعهم من الطاعة و التواضع لرب العالمين‪.‬‬ ‫أمر قبيح بالنسبة لولئك الذين لم يندموامب ‪ ،‬و يطهروا عقولهم‬ ‫و أضرواحهم من تلك الفكاضر الخبيثةمب ‪ ،‬و أحذضرهم أن أبشع ما‬ ‫في الوجودمب ‪ ،‬هو أن يخلد المرء في جهنم‪.‬‬ ‫يجب ف حق ا تعالى الصبرمب ‪ ،‬لنه إذا لم يكن ضربنا سبحانه‬ ‫صبوضرامب ‪ ،‬لهلك كل الكافرين و الفاسقين و الزنادقة الذين‬ ‫يعصونمب ‪ ،‬و يسبون الخالق بالليل و النهاضر بأشنع الكلمات و‬ ‫أقبح الوصاف التي ُيخرجونها من أفواههم‪ .‬نلحظ أن‬ ‫سب الخالق في العقد الخير من القرن العشرينمب ‪ ،‬قد انتشر‬


‫انتشاضرا سريعا بين الضراذل من الناس و ما أكثرهممب ‪ ،‬و‬ ‫أسوء أنواع السب ضد الخالق هو ما يروج في البلدين‬ ‫شمال و جنوب البوغاز‪.‬‬ ‫يجب في حق ا تعالى الغنى المطلقمب ‪ ،‬و هذا ما سنعلمه‬ ‫بوضوح من خلل معنى الحديث القدسي التالي‪:‬‬ ‫لو أن من أولنا إلى آخرنا و هذا يعني من أول إنسان وجد‬ ‫على وجه الضرضمب ‪ ،‬و الذي هو آد‪،‬م عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬إلى آخر‬ ‫إنسان يخلق قبل نهاية العالممب ‪ ،‬لو أن كل هذه المئات من‬ ‫مليير البشرمب ‪ ،‬قاموا في صف واحد وسألوا الرحمان ما‬ ‫يشاءونمب ‪ ،‬فيعطي الرب سبحنه كل واحد مسألتهمب ‪ ،‬ما نقص‬ ‫ذلك مما عند امب ‪ ،‬إل ما تنقصه البرة من ماء البحرمب ‪ ،‬أي ل‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫جهل غير لئق‬ ‫بعد كل هذامب ‪ُ ،‬يستنتج أن الصليبيين قد أخطؤوامب ‪ ،‬حين‬ ‫تجاهلوا أهم ما يحتوي عليه دينهممب ‪ ،‬و ذلك واضح في أول‬ ‫الوامر التي فرضها عليهم ضرب العزةمب ‪ ،‬أل و هي عبادته‬ ‫وحدهمب ‪ ،‬كالمستحق الوحيد لهذا المرمب ‪ ،‬والذي هو سهل و‬ ‫ممكن بالنسبة لعباد ا المخلصينمب ‪ ،‬ما أعظم الضرضر‬ ‫بالنسبة للصليبيين الذين ابتعدوا كثيرا عن طريق الربمب ‪ ،‬و‬


‫على الخص لما ضرفضوا ثم ضربوا عرض الحائط تلك‬ ‫الواجبات و الوامر الرئيسية مب ‪ ،‬والتي هي أول الفرائض‬ ‫المباشرة من ضرب العالمينمب ‪ ،‬و ذلكمب ‪ ،‬أن نشهد له بالوحدانية‬ ‫من دون أن نشرك معه ل صليبا و ل صنمامب ‪ ،‬و من دون أن‬ ‫نشخصه في عجل من ذهب‪.‬‬ ‫توحيد ا سبحانه و تعالى هو أول واجب أمر به الخالق‬ ‫عز وجلمب ‪ ،‬و أكده أنبياؤه العزاء الذين هم سيدنا موسى و‬ ‫سيدنا عيسىمب ‪ ،‬ثم أقامه سيدنا محمدمب ‪ ،‬عليهم صلوات ا و‬ ‫سلمه أجمعين ‪.‬‬ ‫يالها من حماقة كبرى إْذ ُترك ما هو ضرباني خالصمب ‪ ،‬و‬ ‫اّتبعت كتابات لشخاصمب ‪ ،‬لم يكن لهم أي اتصال سموي أو‬ ‫وحي إلهيمب ‪ ،‬فقط لنهم ليسوا بأنبياء‪.‬‬ ‫ليس من المحر‪،‬م اتباع كتابات لقديسين شهداء على وقائع و‬ ‫سَير لبعض النبياء و الرسلمب ‪ ،‬إذا كان ما يكتبون مطابقا‬ ‫لقول الرب سبحانه‪.‬‬ ‫لكن إذا كانت هناك كتابات مدونة من طرف علماءمب ‪ ،‬أو‬ ‫ضرهبانمب ‪ ،‬أو قديسينمب ‪ ،‬أو أبسطوليينمب ‪ ،‬مخالفة لما قاله ا‬ ‫تعالىمب ‪ ،‬فإنها حينذاك ل تساوي حتى قيمة وزنها من الوضرق‬ ‫التي كتبت عليه‪.‬‬


‫غير مسموح‬ ‫إن واجبنا كمؤمنين بالرب جل ذكرهمب ‪ ،‬هو اتباع أوامره‬ ‫حرفيامب ‪ ،‬و البتعاد كل البعد عن كل ما يمكنه أن يزحزح‬ ‫إيماننا بالخالق عز و جلمب ‪ ،‬حتى ل تتم بذلك عرقلة دخولنا‬ ‫إحدى جنان الرحمان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إذا الرب سبحانه قال الشرقمب ‪ ،‬و أحد الُبسطلت قال‬ ‫الغربمب ‪ ،‬فَ​َكيف ُيعقل أن نتبع ما قاله الُبسطلمب ‪ ،‬و نضرب‬ ‫عرض الحائط ما قاله الرب سبحنه‪.‬‬ ‫أن ُيعبد الصليبمب ‪ ،‬كفر عظيممب ‪ ،‬و أن يسمون أنفسهم‬ ‫َ‬ ‫صليبيونمب ‪ ،‬بينما عيسى عليه السل‪،‬م سماهم أنصاضرامب ‪ ،‬كل هذا‬ ‫ُيعتبر خروجا صريحا عن الطريق المستقيم الذي خ ّ‬ ‫طه ا‬ ‫صوضر و الصنا‪،‬م كفر و‬ ‫لهممب ‪ ،‬لهذا وكما سبقمب ‪ ،‬فعبادتهم لل ّ‬ ‫جحودمب ‪ ،‬كما أن عبادة البشر كانوا من الحياء أو من‬ ‫الموات كفر أيضامب ‪ ،‬و فيها استدباضر واضح لوامر الربمب ‪،‬‬ ‫و استهواء و اتباع لدعوى الشيطان‪}.‬أنظر‪ :‬خروج ‪‌‍20‬‬ ‫آيات ‪‌2‬مب ‪ 3 ،‬مب ‪{ 4،‬‬ ‫كل الذين تسلطوا على الكتاب المقدسمب ‪ ،‬بعد ما ضرفع ا‬ ‫عيسى عليه السل ‪،‌،‬ممب ‪ ،‬قد غيروا بالكامل مفاهيم الدين‪.‬‬ ‫هناك سؤال مهم َيطرح نفسهمب ‪ ،‬هو‪ :‬من أين أخرج بعض‬ ‫الُبسطوليين كل هذه المضادات للقواعد الساسية من‬ ‫الوامر الربانية ‪‌،‬؟‬


‫الختبار الكبير من الرب العظيم‪.‬‬ ‫بعدما ضرفع الرب سبحانه عيسى عليه السل‪،‬م من على وجه‬ ‫الضرضمب ‪ ،‬بدا هناك تصاد‪،‬م كبير في الضراء و المفاهيم عند‬ ‫اليهود من بني إسرائيلمب ‪ ،‬أما المؤمنون الحقيقيون كالقديسة‬ ‫مريم عليها السل‪،‬ممب ‪ ،‬وأنصاضر الرب الذين آمنوا و صدقوامب ‪،‬‬ ‫فإن ا سبحانه و تعالى أكرمهم بأن عرف لهم أن ما‬ ‫يجري على أضرض ذلك المكان من تعذيب و صلبمب ‪ ،‬لم يكن‬ ‫صلب لم يكن عيسى عليه‬ ‫كما يظنه المتفرجونمب ‪ ،‬لن َبطل ال َّ‬ ‫السل‪،‬م مب ‪ ،‬إنما كان خائنا و فاسقا جعله ا شبيها للمسيح‪.‬‬ ‫على عكس المؤمنينمب ‪ ،‬كان بعض أتباع عيسى عليه السل‪،‬م‬ ‫ُيعانون مشاكل إيمانيةمب ‪ ،‬حيث بدؤوا يرون أحلما و أشياءمب ‪،‬‬ ‫و بالتالي ساضروا يُ ْ‬ ‫صِدضرون أوامر و أحكا‪،‬م نن ما أنزل ا بها‬ ‫من سلطان نن‪.‬‬ ‫قساة القلوب‬


‫إن أصحاب الجهة المضادة و المرتدينمب ‪ ،‬الذين لم يكونوا قد‬ ‫آمنوا حقيقة أن عيسى عليه السل‪،‬م ُمرسل من ضربهمب ‪ ،‬استولت‬ ‫عليهم النشوة من شدة الفرحمب ‪ ،‬لنه من جهة مب ‪ ،‬كان عيسى‬ ‫عليه السل‪،‬م بالنسبة لهم بمثابة كابوسمب ‪ ،‬ذلك لنه قد أثبت‬ ‫لهم عد‪،‬م نزاهتهممب ‪ ،‬وتعاملهم بالغش في كل الموضر حتى في‬ ‫الدينمب ‪ ،‬و من جهة أخرىمب ‪ ،‬فقد طاضر لب اليهود لما أمرهم‬ ‫عيسى عليه السل‪،‬م بإخراج الزكاةمب ‪ ،‬لنه بالنسبة لَِعبيد المادة‬ ‫من الغنياء اليهودمب ‪ ،‬كان وقع هذه الفريضة عليهم أشد من‬ ‫الطاعونمب ‪ ،‬إذ كيف يمكنهم أن يخرجوا جزءا من أموالهم‬ ‫فيعطوها لفقراَِئهممب ‪ ،‬زيادة عن هذا كانت المهمة الرئيسية‬ ‫للمسيح عليه السل‪،‬م هي تصحيح ديانة بني إسرائيل‪.‬‬ ‫إن اليهود لم يقبلوا حتى معجزة خلق عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪،‬‬ ‫فاتهموا القديسة مريم العذضراء بالزنىمب ‪ ،‬و ألحوا على اتهامهم‬ ‫هذامب ‪ ،‬بالرغم من كل‪،‬م عيسى عليه السل‪،‬م لهم وهو ضرضيعمب ‪،‬‬ ‫قائل لهم أنه معجزة من عند الربمب ‪ ،‬و َخي ٌر و فل ٌح لبني‬ ‫إسرائيلمب ‪ ،‬و كانت تلك هي الحقيقة التي ضربها اليهود‬ ‫عرض الحائطمب ‪ ،‬كيف ل و قد فعلوا أشنع من هذا و في حياة‬ ‫موسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬ذلك أنه لم يكن قد مر عليهم وقت‬ ‫طويل منذ مروضرهم على أضرض يابسة وسط جبال من‬ ‫الماءمب ‪ ،‬و قد ضرأوا بمقلة أعينهم كيف أغرق الرب سبحانه‬


‫عدوهم و جيوشهمب ‪ ،‬فتجرئوا وطلبوا أن يجعل لهم نبيهم‬ ‫صنما إلها‪.‬‬ ‫هذا ولم يكد يمضي زمن على ذهاب موسى عليه السل‪،‬م‬ ‫إلى الجبلمب ‪ ،‬ليسمع تعاليم ضرب العزةمب ‪ ،‬و يأتي بني إسرائيل‬ ‫بأوامر ا و شرائعهمب ‪ ،‬حتى استمال خسيسي بني إسرائيل و‬ ‫لئميهم من متبعي شهواتهم الجهنميةمب ‪ ،‬و المدعوين من‬ ‫طرف الشيطان إلى الكفر بال مب ‪َ ،‬فخروا لصنم عجلمب ‪ ،‬لكنه‬ ‫كان مصنوعا من الذهب الخالصمب ‪ ،‬ما يوحي لنا أن اليهود‬ ‫هم ماديون حتى نهايتهممب ‪ ،‬و أن الذهب ُيسيل لعابهم و ُيذهب‬ ‫لبهممب ‪ ،‬و لن نبالغ إذ قلنا أنهم و منذ القديم يقدسون الذهبمب ‪،‬‬ ‫بل يعبدونه‪.‬‬ ‫في زماننا الحاضر من القرن الواحد و العشرينمب ‪ ،‬أصبحت‬ ‫المادية اليهودية مبرهن عليها أكثر من أي وقت مضىمب ‪ ،‬إذ‬ ‫و بالرغم من أنهم أقلية داخل المجتمع البشريمب ‪ ،‬فإنهم‬ ‫يمتلكون أزيد من سبعين في المائة من الشركات العالمية‬ ‫الضخمةمب ‪ ،‬الذي أضريد أن أبينه بهذه المثلة هو أن الماديين‬ ‫اليهود و منذ عهد قديممب ‪ ،‬قد استبدلوا الرب سبحانه بمتاع‬ ‫الحياة الدنيا‪ .‬و للحصول على الثروات الهائلة و الغنى‬ ‫الفاحشمب ‪ ،‬استعملوا كل ما هو ممنوع و محر‪،‬م في دين‬ ‫موسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و الذي هو أيضا محر‪،‬م في دين عيسى‬


‫و محمد عليهما صلوات ا وسلمهمب ‪،‬و ذلك مثل البغاء و‬ ‫القماضرمب ‪ ،‬وما يسمى بالسلف ذي الفائدةمب ‪ ،‬الذي هو في حقيقة‬ ‫المر أحسن وسيلة لَتعسير وقهر وَتقويض حياة َِذوي‬ ‫الحاجة من الَمدينينمب ‪ ،‬و هذا أيضا محر‪،‬م في دين ضرب‬ ‫العزةمب ‪ ،‬كما يسمحون لنفسهم بأنواع كثيرة من الغش كأن‬ ‫يراوغوا في الكيل و الميزان لكل السلع المتاِجرين فيهامب ‪،‬‬ ‫ضَرة على أنها صالحةمب ‪،‬‬ ‫كما يقدمون سلعا فاسدة أو ُم ِ‬ ‫كالخموضر و السجائر على سبيل المثالمب ‪ ،‬مستخدمين لنجاح‬ ‫هذه الُخطط مب ‪،‬الشهاضر الهدا‪،‬م عبر كل وسائل العلنمب ‪ ،‬حتى‬ ‫يتمكنوا من الستحواذ على المستهلكمب ‪ ،‬و قد نجحوا في‬ ‫ذلكمب ‪ ،‬فهانحن نرى نفس الشيء قد حصل بالنسبة للكل‬ ‫صنَّعمب ‪ ،‬والمحتوي على مواد ضاضرة للنسان‪ .‬في هذه‬ ‫الُم َ‬ ‫المثلة لم نذكر سوى الشيء القليل من ألعيبهم و مكرهممب ‪،‬‬ ‫الذي يستخدمونه لتكوين الثروات الطائلة مب ‪ ،‬هناك شيء آخر‬ ‫ل يجب أن ننساه هومب ‪ ،‬أنهم أيضا يتحكمون في أسواق‬ ‫تصنيع و بيع السلحةمب ‪ ،‬كما ُيحكمون قبضتهم على عالم‬ ‫الفن و الموضة‪.‬‬

‫دائما يميلون إلى الشر‬


‫إذا كان أكبر جحود بني إسرائيل قد حدث و موسى عليه‬ ‫السل‪،‬م موجودمب ‪ ،‬و هم يرون آيات و معجزات الرب‬ ‫الُعظمىمب ‪ ،‬فما هي الكيفية التي نظن أنهم سيتعاملون بها مع‬ ‫سيدنا عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬خصوصا في تلك الفترة التي‬ ‫كان فيها قتل النبياء خطة مرخصة من طرف المجموعة‬ ‫العليا لحكماء اليهود السبعة‪.‬‬ ‫ليس جل البسطليين الذين عرفوا عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪،‬‬ ‫كانوا من ذوي اليمان الخالص و التقوى الكاملة لرب‬ ‫العالمينمب ‪ ،‬ذلك لن العديد منهم كانوا فقط منبهرين بتلك‬ ‫المعجزات التي قا‪،‬م بها عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬كإحياء الموتى‬ ‫أو إبراء المجذومين أو منح البصر للعمي‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫إن كثيرا من البسطليين كانوا قد ُجلبوا و استميلوا فقط عن‬ ‫طريق المعجزاتمب ‪ ،‬و ليس إيمانا و حبا في امب ‪ ،‬لهذا خانوا‬ ‫عيسى عليه السل‪،‬م لما ضرأوا الموت بأعينهممب ‪ ،‬فانقلبوا على‬ ‫أعقابهم حين حصل أكبر اختباضر من عند ضرب العزةمب ‪ ،‬ليعلم‬ ‫من هو على اليقين ممن هو في شك أو ضللمب ‪ ،‬و هكذا‬ ‫حين تبرؤوا ؟؟؟ من المسيح ابن مريم عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬كانوا‬ ‫قد أضاعوا آخر فرصة لتثبيت اليمان و النجاة من الناضر‪.‬‬ ‫سحر الشر‬ ‫الشيطان و مساويه من الجنس البشري كانوا وضراء كل‬ ‫فشلمب ‪ ،‬وبالطرق المباشرة و الغير المباشرةمب ‪ ،‬و هذا ل يعني‬


‫أن الشر و خدامه قد أحرزوا على شيءمب ‪ ،‬على العكسمب ‪ ،‬لن‬ ‫كل ما حدث وما يحدث و ما سيحدث هو جزء من الختباضر‬ ‫الكبير لرب العالمين تباضرك اسمه مب ‪ ،‬لينظر من سيثبت على‬ ‫الطريق المستقيم ممن سينزوي و يندحرمب ‪ ،‬ثم ينقلب على‬ ‫عقبيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لماذا ادعى أولئك البسطليين بعد اختفاءمب ‪ ،‬أي ضرفع المسيح‬ ‫عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬أن ضروح القدس يدخل فيهم و يأمرهم و‬ ‫يمكنهم من مشاهدة أشياء غريبة و عجيبةمب ‪ ،‬و أن عليهم أن‬ ‫ينشروا مسائل قد سمعوها في أحلمهممب ‪ ،‬بالرغم من أن هذا‬ ‫الذي سمعوه يضاد و ل يوافق ما أمر به الرب سبحانهمب ‪ ،‬و‬ ‫ما جاء به أنبياؤه وضرسلهمب ‪ ،‬إنهم لشدة فرحهم و سروضرهم‬ ‫بتلك الرؤى المزيفة ظنوا أنفسهم على شيءمب ‪ ،‬فوقعوا في‬ ‫مصيدة الكفر بسذاجة فائقةمب ‪ ،‬فضلوا و أضلوامب ‪ ،‬وهكذا‬ ‫كالمرات السابقةمب ‪ ،‬فقد انبهروا بما هو سطحيمب ‪ ،‬و تخلو عن‬ ‫الحقيقة الدائمةمب ‪ ،‬وهي أن المؤمن الحقيقي ل يأمر إل بعبادة‬ ‫ا الواحد الحدمب ‪ ،‬حتى و إن ظهر له ضوء باهر بلون‬ ‫مب ‪،‬معين‬ ‫فيريه مشاهد‬ ‫عجيبةمب ‪ ،‬ثم يقول له‪:‬إن عندي لك مهمةمب ‪،‬هي أن تذهب إلى‬ ‫الناسمب ‪ ،‬فتنشر بينهم أن الرب له أخمب ‪ ،‬و من واجب الناس‬ ‫أن يعبدوه أيضامب ‪ ،‬كل من ِيؤمن بال حق اليمان سوف‬ ‫يفطن بالمكيدة في حينهمب ‪ ،‬فيلعن ذلك الضوء و ما جاء به مب ‪،‬‬


‫أمثلة كهذه كانت دائما موجودةمب ‪ ،‬في الزمنة الماضية و في‬ ‫الزمن الحاضرمب ‪ ،‬ذلك لن الشيطان و جنوده ل يستسلمونمب ‪،‬‬ ‫‪.‬و التحدي كان و ل يزال مفتوحا‬ ‫لبلوغ أهدافه في التطاول على الدينمب ‪ ،‬يبذل الشيطان و‬ ‫عملؤه من فرسان الشرمب ‪ ،‬مجهودا كبيرا و باهرا حيث‬ ‫يقومون باستخدا‪،‬م ألعيبمب ‪ ،‬تبدو للولهة الولى كأنها‬ ‫معجزاتمب ‪ ،‬و هذا ل ينبغي أن يدعو إلى التعجب و‬ ‫الستغرابمب ‪ ،‬أول لن لدينا مثل التقد‪،‬م العلمي وهو كالتالي‪:‬‬ ‫إذا ما شخص ينتمي للقرن الحادي عشرمب ‪ ،‬ضرأى بمقلة عينيه‬ ‫طياضرا يخرج من طائرته ف ‪18‬مب ‪}،‬طائرة نفاثة مقاتلةمب ‪،‬‬ ‫شديدة السرعة و باهظة الثمنمب ‪ ،‬كاملة الفعالية عند قيامها‬ ‫بالتدمير و قتل الناس بالجملة‪ {.‬فُيظهر له القوة المدمرة‬ ‫لصاضروخ من صواضريخهامب ‪ ،‬فإذا كان المشاهد لهذه الحدث‬ ‫ليس من دوي التقوى و اليمان المرسخمب ‪ ،‬فسيعتقد أن‬ ‫‪...‬الطياضر إله أو أحد الملئكة المقربين‬ ‫كما ذكرنا سابقامب ‪ ،‬الشيطان أتقن و طوضر قواه في ذلك الزمن‬ ‫‪.‬الغابرمب ‪ ،‬و قبل أن ُيخلق آد‪،‬م عليه السل‪،‬م‬


‫المعجزة ضد السحر‬ ‫في تاضريخ أحداث موسى عليه السل‪،‬م مع فرعونمب ‪ ،‬نجد مثل‬ ‫واضحا لقوى الشيطانمب ‪ ،‬في مواجهة ضد معجزة الرب‬ ‫سبحانه و تعالىمب ‪ ،‬لكن ل يجب أن يغيب عَّنا أنه من دون‬ ‫‪.‬الرسل و النبياء ليس هناك معجزات‬ ‫لما أحضر فرعون المشعوذين و السحرةمب ‪ ،‬ليساعدوه‬ ‫و ُيمكنوه من التغلب على موسى و قهر الخيرمب ‪ ،‬في ذلك‬ ‫الحين حصل اندهاش و اضرتباكمب ‪ ،‬أول لن أتباع جهة الشر‬ ‫كانوا كثيرين و أقوياء في ما يفعلونمب ‪ ،‬و ثانيا فقد كانت دولة‬ ‫بأكملها مب ‪ ،‬و أقوى دولة في العالم حين ذاكمب ‪ ،‬ضد ضرجل‬ ‫واحدمب ‪ ،‬و الكثر من هذا أنهم تحدو نبي و ضرسول ضرب‬ ‫العالمينمب ‪ ،‬لما ألقوا على الضرض الحبال و العصي مب ‪ ،‬و‬ ‫تمكنوا مما هو ممكن في قوى الشيطانمب ‪ ،‬و هو أن توهم‬ ‫للناس ُضرؤية ما ليس موجودا ول حقيقيامب ‪ ،‬و هكذا كل‬ ‫الحاضرين و حتى موسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬خيل إليهم أن تلك‬ ‫الشياء قد دبت فيها الحياةمب ‪ ،‬فتحولت إلى أفاعي حقيقية‬ ‫‪.‬تتحرك‬


‫نفس قوة الشر استعملت بعد عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و‬ ‫كانت فعالة للغاية كونها تمكنت من جَرف و انزلق بعض‬ ‫البسطليين في دوامة الشرك و الغلومب ‪ ،‬بالرغم أن منهم من‬ ‫ساوضره الشك في حقيقة تلك الرؤى وِمصداقيتها‪.‬‬ ‫لم يجاهدوا ضد القوة الملعونةمب ‪ ،‬بل ضرضوا و تقبلوا تلك‬ ‫النتائج الشيطانيةمب ‪ ،‬و هكذا لما خاطبهم عيسى عليه السل‪،‬م‬ ‫قائل أنهم سوف يتخلون عنه و يخونونهمب ‪ ،‬كان قد قال‬ ‫الحقيقةمب ‪ ،‬و هذا ل يعني أن جانب الشر قد انتصرمب ‪َ ،‬بل و‬ ‫على العكس من ذلكمب ‪ ،‬فإن ما حدث كله ضراجع إلى الختباضر‬ ‫الكبير لرب العالمينمب ‪ ،‬الذي جعله و قدضره ليبلو كل الثقلين‬ ‫من الجنة و الناس أجمعين‪ .‬مجموعة واحدة تتضمن الحقيقة‬ ‫و التزييفمب ‪ ،‬كل ذلك موجود في الكتاب المقدسمب ‪ ،‬كل ما‬ ‫يلز‪،‬م هو إمكانية تمييز هذا من ذاكمب ‪ ،‬و بالتالي النجاة من‬ ‫ذلك التزويرمب ‪ ،‬الذي هو أحقر من أن ينتمي إلى الحقيقة‬ ‫البديةمب ‪ ،‬التي هي عبادة ا وحده من دون أن ُيشرك معه‬ ‫‪.‬شيء‬ ‫مرض اليمان‬ ‫إن الختياضر يملكه الصليبيمب ‪ ،‬أول عليه أن يقرأ الكتاب‬ ‫المقدس كما يَجبمب ‪ ،‬حتى يتمكن من التمييز و التوضيحمب ‪ ،‬و‬ ‫لبلوغ هذا الهدفمب ‪ ،‬عليه قبل كل شيء أن يطهر ضروحه بنقاء‬ ‫التواضعمب ‪ ،‬حتى يتخلص نهائيا من العزة و الكبرياءمب ‪ ،‬و ليكن‬


‫في الحسبان أن الرب سبحانه يحب المتواضعين لهمب ‪ ،‬و‬ ‫يجعلهم تحت ضرايتهمب ‪ ،‬و عكس هذا فإنه يكره و يرفض ذوي‬ ‫الكبرياءمب ‪ ،‬الذين يجعلون أنفسهم متعالين عن الناس‪.‬‬ ‫يقول الرب جل و عل في حديثه القدسي‪:‬‬ ‫" العزة تاجي و الكبرياء ردائي‪ ،‬من نافسني فيهما خلدته‬ ‫في النار"‬ ‫إذا كنت نقيا من الداخل و تمكنت من استنشاق الحقيقةمب ‪،‬‬ ‫فإنك ستصبح ُمسلمامب ‪ ،‬و هذه الكلمة تعني ) ُمسالم استسلم ل‬ ‫( و ليس صليبيامب ‪ ،‬لن هذه الكلمة أوجدت بعد أن ضرفع ا‬ ‫عيسى عليه السل‪،‬م من بين الكفرة و الخونة اليهود‪.‬‬ ‫إن الحقيقة الخالصة التي نحاول توضيحها في هذا الكتاب‬ ‫هي‪ :‬إذا كان ما ُكتب بعد أن ضرفع ا سبحانه عيسى عليه‬ ‫السل‪،‬ممب ‪ ،‬غير مطابق لكل‪،‬م ضرب العزة تباضرك اسمهمب ‪ ،‬وغير‬ ‫موافق لما جاء به سيدنا موسى و سيدنا عيسى عليهما‬ ‫السل‪،‬ممب ‪ ،‬إذا فهو خاطئ َمتروك و َمرفوضمب ‪ ،‬و أكثر من‬ ‫هذا فهو إثم عظيم ضد الرب سبحانهمب ‪ ،‬و عاقبته هي الخلود‬ ‫في ناضر جهنم‪.‬‬


‫الكنيسة متحكمة في الصليبية‬ ‫حتى ُقواد الكنيسةمب ‪ُ ،‬يعطون لنفسهم كل الصلحيات للقيا‪،‬م‬ ‫بشناعات محرمة من عند ضرب العالمينمب ‪ ،‬و ذلك مثل قَْنص‬ ‫العلماء و المسلمين و اليهود في العصوضر الوسطىمب ‪ ،‬لقد‬ ‫سمح الفاتكان آنذاك بالتعذيب و التقتيل الجماعي ضد‬ ‫عشرات اللف من الناس في أنحاء أوضربامب ‪ ،‬و على وجه‬ ‫الخصوص قاموا بتقتيل أزيد من ثلث مائة و خمسين ألفا‬ ‫من المسلمين الذين لم ُيريدوا أن يقبلوا صليبا كرب يعبد ؛‬ ‫}في هذه الفترة السوداء من التاضريخمب ‪ ،‬كانت تساق السر‬ ‫بأكملها كالقطيعمب ‪ ،‬و جميع أفرادها من صغيرهم إلى كبيرهم‬ ‫مجردون من الثيابمب ‪ ،‬و الجلد على أجسادهم حتى يصلوا‬ ‫إلى الساحات في السواقمب ‪ ،‬حينذاك يخيرون بين شتم ضرموز‬ ‫السل‪،‬م و الدوس على القرآن وتقبيل الصليبمب ‪ ،‬أو القتل‬ ‫الشنيع بالحرق أو فصل العضاءمب ‪ ،‬لقد قتلوا بعض اليهود‬ ‫أيضا بنفس الطريقةمب ‪ ،‬أما الملفت للنظر هو أن ُدوْن ْخوان‬ ‫كاْضرلس أْضرَيس نَ​َفّرومب ‪ ،‬قد‪،‬م اعتذاضرا ضرسميا لليهود و لم يفعل‬ ‫ذلك مع العرب المسلمين من سللة أهل الندلسمب ‪ ،‬و كذلك‬ ‫فعل الفاتكان { ‪.‬‬ ‫إن الكنيسة لم توجز أشياء حسب المواقف و الظروف و‬ ‫الزمنة فقطمب ‪ ،‬إنما كانت قد منعت وظائف طبيعية و جد‬ ‫هامةمب ‪ ،‬و هي أموضر البعض منها أباحه الرب سبحانه‬


‫والبعض الخر أمر بهمب ‪ ،‬لقد قُبح فعلهم حين منعوا على‬ ‫أنفسهم الزواجمب ‪ ،‬أي النكاح الحللمب ‪ ،‬الذي أمر ا بهمب ‪ ،‬أل‬ ‫يعرفون أن اتخاذ الزوجة و إنجاب الذضريةمب ‪ ،‬مع البحث عن‬ ‫لقمة العيش و إعانة الهل للقدو‪،‬م نحو الما‪،‬ممب ‪ ،‬هو جزء من‬ ‫اختباضر الرب لبني النسان‪.‬‬ ‫بمنعهم الزواج و إنجاب الذضريةمب ‪ ،‬ضرب الكنيسيون من‬ ‫الرهبان و الَكراِدنة عرض الحائط كل‪،‬م الرب لهم حيث‬ ‫قال‪ ":‬تزاوجوامب ‪ ،‬تكاثروا"مب ‪ ،‬أ‪،‬م حسبوا أنفسهم أفضل من‬ ‫النبياء و الرسلمب ‪ ،‬الذين تزوجوا و كان لهم الهل و‬ ‫الذضريةمب ‪ ،‬و مع كونهم ذوي مهمة ضربانية عظيمةمب ‪ ،‬أل وهي‬ ‫مهمة إخراج الناس من الظلومات إلى النوضرمب ‪ ،‬فقد أحسنوا‬ ‫العناية والرعاية بذّضرياتهم و أزواجهم‪.‬‬ ‫إن تعطيل أو وضع حواجز أما‪،‬م قانون طبيعي و ضرباني‬ ‫لبني النسان جهل وفسقمب ‪ ،‬ذلك أن هذا القانون يدخل في‬ ‫اختباضر السمع و الطاعة لرب العالمينمب ‪ ،‬حيث أنه سبحانه‬ ‫لما حر‪،‬م علينا تعاطي الزنى و الفاحشةمب ‪ ،‬أوجب علينا تلك‬ ‫العلقات مع زوجاتنا و اللواتي هن جزء حيوي منامب ‪ ،‬كما‬ ‫ل يخفى علينا ضروضرية تلك العلقات الِجماعية‬ ‫لستمراضر نسلنامب ‪ ،‬و ضراحة أنفسنا‪.‬‬


‫إذا ما وقفنا نتأملمب ‪ ،‬فسوف نرى أن الرهبان و الكرادنةمب ‪،‬‬ ‫ِمثلهم مثل المات و الَّدلْيلمات}زاوية بوديةمب ‪ ،‬الُمنتمون إليها‬ ‫َيحر‪،‬م عليهم الزواجمب ‪ ،‬و مزاولة كل النشطة الخاصة بهم‬ ‫من أعمال الكسبمب ‪ ،‬و تكوين أسرة أو حتى حضن الهل‬ ‫من الخوة والوالدين {مب ‪ ،‬إلى أن أولئك لهم الفاتكان و‬ ‫لهؤلء معابد الّتبت في الهماليا مب ‪ ،‬لكن الفخ الشيطاني الذي‬ ‫سقطوا فيه هو نفسه‪.‬‬ ‫العامة من الناس من أهل الصليبية لم يقرؤوا الكتاب‬ ‫المقدسمب ‪ ،‬و القليلون جدا ممن قرؤوهمب ‪ ،‬لم يتعمقوا في قراءته‬ ‫بما فيه الكفاية ليتمكنوا من التمييز بين ما هو حقيقي و ما‬ ‫هو مزيفمب ‪ ،‬لذلك فإن تلك الكثرية ليسوا إل كقطيع من‬ ‫الُعمي َيتجهون نحو ُجرف شاهق‪.‬‬ ‫عودة إلى الحقيقة‬ ‫قديس يوحنى ‪17‬‬ ‫‪2‬‬

‫و هذه هي الحقيقة البدية‪ ،‬أن يعرفوك‬ ‫أنت الله الحقيقي و حدك‪ ،‬ويسوع‬ ‫المسيح الذي أرسلته‪.‬‬


‫نن الية السالفة هذه مب ‪ ،‬هي من الحقائق الباقية في الكتاب‬ ‫المقدسمب ‪ ،‬إنها أول تدل على وحدانية ا سبحانهمب ‪ ،‬وثانيا‬ ‫تبين أن عيسى عليه السل‪،‬م ُمرسل من ضربهمب ‪ ،‬لكن اليات‬ ‫التي قبلها فيها كثير من التدليس و التخليط ليقاع القاضرئ‬ ‫في الخطأ و الشركمب ‪ ،‬و بالتالي فإنه من الصعب جدا‬ ‫على المستوعب للكتاب المقدسمب ‪ ،‬أن يستخرج حقيقة‬ ‫دامغة كهذه من بين تشويش كثيف و خلط ُمنِهكمب ‪ ،‬يحيط‬ ‫بالحقيقة من كل جانب‪.‬نن‬ ‫ُ‬ ‫قبل النتهاء ل يجب أن ننسى مب ‪ ،‬أو نغمض أعيننا على هذا‬ ‫الواقع الشديد الهمية في الية السالفة الذكرمب ‪ ،‬ذلك إذا كنا‬ ‫نريد نجاتنا و خير أنفسنامب ‪ ،‬في حياتنا الدنيا و في الحياة‬ ‫الخرة‪.‬‬ ‫الرب الحق هو واحد أحدمب ‪ ،‬و عيسى عليه السل‪،‬م هو نبيه‬ ‫الُمرسلمب ‪ ،‬و معجزة عيسى الولى هي كيفية خلقهمب ‪ ،‬لنه في‬ ‫ذلك الزمن كانت التجمعات اليهودية تتداول فيما بينها و‬ ‫بتهكم في أمر وهو ؛ تحدثهم و تساؤلهم فيما إذا كان الرب‬ ‫يستطيع أن يخلق جنينا من أنثى دون أن يمسها ذكرمب ‪ ،‬و لما‬ ‫قضى الخالق سبحانه تلك المعجزةمب ‪ ،‬انقلب اليهود كعادتهممب ‪،‬‬ ‫فمنهم من سب القديسة العذضراء متهما إياها بالبغاءمب ‪ ،‬و منهم‬ ‫من فعل ما هو أشنعمب ‪ ،‬حيث نزع من الجباضر سبحانه حقه‬ ‫الربانيمب ‪ ،‬و الذي هو الكمال و الوحدانيةمب ‪ ،‬كما ضربوا‬


‫عرض الحائط كل‪،‬م ضرب العزةمب ‪ ،‬الذي جاءنا عن طريق‬ ‫ُمختاضره و كلمته سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه‬ ‫السل‪،‬م‪:‬‬ ‫قديس مركوس ‪12‬‬

‫‪ 29‬فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا‬ ‫هي اسمُع يا إسرائيل‪.‬‬ ‫الرب إلهنا رب واحد‪.‬‬ ‫و على سؤال أحد من الذين سيُْدعْون بالمَّتبعينمب ‪ ،‬فقد أجاب‬ ‫نبي ا عيسى النصاضر عليه السل‪،‬م‪:‬‬ ‫قديس يَُحنى ‪7‬‬

‫‪ 16‬أجابهم يسوع وقال‪ :‬تعليمي ليس لي‪ ،‬بل‬ ‫للذي أرسلني‬ ‫ثانيامب ‪ ،‬كل الصوضر و الصنا‪،‬م و القديسونمب ‪ ،‬أكانوا من‬ ‫الحياء أو من المواتمب ‪ ،‬يجب علينا أن نتجاهلهم كليامب ‪ ،‬لن‬ ‫عبادتهم أو طلب الشيء منهممب ‪ ،‬مثل الصحة أو الحماية أو‬ ‫العون أو الغنىمب ‪ُ ،‬يعتبر أكبر خطيئة بعد سب الربمب ‪ ،‬و ليس‬


‫هناك سب أعظم ضد المولى عز و جلمب ‪ ،‬من أن ُيشَّبه و‬ ‫يقاضرن بخلئقهمب ‪ ،‬قائلين أنه مركب أو له ابنمب ‪ ،‬و للستدلل‬ ‫ضد هذا الفتراءمب ‪ ،‬علينا أن نتذكر ما قاله سبحنه في‬ ‫خروج ‪ 20‬و ابتداء من الية الثالثة‪.‬‬ ‫خروج ‪20‬‬ ‫أنا الرب إلهك‪...‬‬ ‫‪2‬‬

‫ل يكن لك آلهة أخرى أمامي ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ل تصنع لك تمثال منحوتا ول صورة‬ ‫مما في السماء من فوق‪ ،‬وما في‬ ‫الرض من تحت‪ ،‬وما في الماء‬ ‫من تحت الرض‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ل تسجد لهن ول تعبدهن‪.‬‬


‫تقديم منطقي للمنحرفين‬ ‫وهب الرب لشعب إسرائيل فرصا عديدة مب ‪ ،‬من أجل أن‬ ‫يعبدوا ا وحده دون أن يشركوا معه شيئامب ‪ ،‬و حتى يتبعوا‬ ‫حرفيا كل ما جاءهم من أوامرمب ‪ ،‬على لسان النبياء و‬ ‫المرسلينمب ‪ ،‬الذين أنعم ا بهم على شعب إسرائيلمب ‪ ،‬و‬ ‫بالرغم من أن شعب إسرائيل قد بعث ا فيه من النبياء‬ ‫والرسلمب ‪ ،‬أكثر مما أضرسل إلى أي شعب أو أمة أخرى على‬ ‫وجه الضرضمب ‪ ،‬فإن هذا الشعب كان دائما ُيظهر الرفض و‬ ‫عد‪،‬م الموافقة على ما أمر به الخالق سبحانهمب ‪ ،‬فقد آذوا كثيرا‬ ‫من النبياءمب ‪ ،‬و ذلك بأن سبوا البعض و افتروا الزوضر و‬ ‫البهتان على الخرين‪ .‬كلنا نعلم ما قالوه من افتراء على‬ ‫سيدنا عيسى عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و على آخرين أيضامب ‪ ،‬مثل سيدنا‬ ‫لوط عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و هو نبي و ضرسول من ضرب العالمينمب ‪ ،‬و‬ ‫إنه لمر صالح أن نعلم ما فعله اليهود في حق هذا النبي‬ ‫الثابت و المطيع لمر امب ‪ ،‬و الذي هو ابن أخ الب‬ ‫الروحي للنسانيةمب ‪ ،‬سيدنا إبراهيم عليه السل‪،‬م‪.‬‬ ‫أمر ا سبحانه جبريل عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬و الذي هو الملك‬ ‫الشديد القَُّوة و المسمى أيضا بروح القدس مب ‪ ،‬الُمنَّفذ لمر‬ ‫ا الِعقابيمب ‪ ،‬لما َدمر ذلك الملك الرباني المدينتين التوأمتينمب ‪،‬‬ ‫اللتين كانتا مقرا للشر و الفاحشةمب ‪ ،‬تدميرا لم يسبق له مثيلمب ‪،‬‬ ‫حيث ُقطع دابر الذين كانوا ُمدمنين على فعل الفاحشة في‬


‫بعضهم البعض فلم يبق منهم أحدامب ‪ ،‬و هكذا تم القضاء على‬ ‫الداء الخبيث الذي كان فيهم‪.‬ل أحدا من أولئك الزنادقةمب ‪،‬‬ ‫كان قد تاب إلى خالقه مب ‪ ،‬و اتبع ما جاء به إبراهيم و لوط‬ ‫عليهما السل‪،‬ممب ‪ ،‬لهذا فالذين نجوا هم سيدنا لوط و ابنتَْيه‬ ‫فقطمب ‪ ،‬و هنا يكمن الفتراء الثيم الذي لَّفقه اليهود لهذا‬ ‫النبي و بناته‪.‬‬ ‫في‪ ,‬خروج ‪ 19‬مب ‪ ،‬من الَمكتوب ‪ 32‬إلى ‪ 38‬مب ‪ُ ،‬يحكى ما‬ ‫ُيحكى بميوعة و من دون أي استحياء ل من الرب‬ ‫سبحانهمب ‪ ،‬و ل من لوط عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬الذي افتروا عليه و‬ ‫على بناته المؤمنات العفيفاتمب ‪ ،‬و المطبقات لدين إبراهيم‬ ‫عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬لنه إذا لم تكونا من الطيبينمب ‪ ،‬لدمرهما ا‬ ‫سبحانه و تعالى كما دمر أَمُهمامب ‪ ،‬و كل سكان المدينة‬ ‫الخبيثة‪.‬‬ ‫في الكتابات اليهودية القديمةمب ‪ ،‬هناك الكثيرون من الَمكذوب‬ ‫عليهم و الُمفترى عليهممب ‪ ،‬من النبياء و المرسلين و‬ ‫الصالحينمب ‪ ،‬و أكبر و أشد من هذا ظلمهم و افتراؤهم على‬ ‫الخالق سبحانه و تعالىمب ‪ ،‬و لقد صاضروا على هذا الطريقمب ‪،‬‬ ‫مرسلين الِكذبة تلو الخرىمب ‪ ،‬قاصدين توسيخ أسماء الكثير‬ ‫من النبياءمب ‪ ،‬و الذين سوف نعطي عنهم أمثلة و‬ ‫توضيحات‪.‬‬ ‫في كل بلدان ما يسمى بالعالم المتحضرمب ‪ ،‬تم وضع قانون‬ ‫من طرف البشر الذي هو كائن قابل للخطأمب ‪ ،‬هذا القانون‬


‫يمنع سياقة كل أنواع السياضرات الصغير و الكبير منهامب ‪ ،‬إذا‬ ‫كان السائق في حالة سكرمب ‪ ،‬إذاً كيف يعقل أن هذا النسانمب ‪،‬‬ ‫و الذي هو ذلك المخلوق الذي قد يصيب و قد يخطئمب ‪،‬أن‬ ‫يستعمل قانون المنع هذا ضد سائقي اللتمب ‪ ،‬بينما ا الذي‬ ‫وسع علمه السماوات و الضرضمب ‪ ،‬يسمح لنبيائه أن يكونوا‬ ‫من السكاضرى و المدمنين على الخمرمب ‪ ،‬و هم الذين يقودون‬ ‫و يسوقون القبائل و الشعوب من البشرمب ‪ ،‬إلى طريق الحق و‬ ‫البيانمب ‪ ،‬ل يا سادتيمب ‪ ،‬لم يحدث هذا أبدامب ‪ ،‬لن أنبياء الرب‬ ‫معصومون و ل يمكن أن ينزلقوا في هذا الفعلمب ‪ ،‬لن الخمر‬ ‫أ‪،‬م الكبائر محرمة من عند ا‪.‬‬ ‫بالرغم من أن حرية التحرضر السلبيمب ‪ ،‬قد بلغت مداها‬ ‫القصىمب ‪ ،‬فإن أي زنديق ل يرضى أن يشاضر إليه بأصابع‬ ‫التها‪،‬ممب ‪ ،‬قائلين‪ :‬ذاك يزني بابنتهمب ‪ ،‬إذا كان هذا الفعل جد‬ ‫قبيح بين أوساط الزناة الثمين مب ‪ ،‬إذا كيف تجرأ أولئك‬ ‫المنحرفون من اليهود على تدوين مثل هذه القبائح في‬ ‫الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫كل إنسان يخشى امب ‪ ،‬و يشعر بالحترا‪،‬م اتجاه أنبيائهمب ‪ ،‬يعلم‬ ‫إذا قرأ ما كتب من ‪ 32‬إلى ‪ 38‬في خروج ‪ 19‬مب ‪ ،‬أن كل‬ ‫ذلك هو تزوير و افتراء مب ‪ُ ،‬وضع هناك من جانب الشرمب ‪،‬‬ ‫ليساعد على انزلق الناسمب ‪ ،‬فُيسقطهم في الشهوة لضرتكاب‬ ‫الثا‪،‬م و السيئات‪.‬‬


‫إن الصنف الوحيد من الشراضر الذين يتجرءون على‬ ‫القولمب ‪ ،‬أو فقط على التفكير و الظنمب ‪ ،‬أن الرب الخال ُ‬ ‫ق ِلما‬ ‫هو ُمشاه ٌد و ما هو غائب علينامب ‪ ،‬له َشبه بالدميين مب ‪ ،‬أو‬ ‫يستريحمب ‪ ،‬أو له ذضرية مب ‪ ،‬أو يعتذضرمب ‪ ،‬كل مخلوق يسلك هذا‬ ‫الطريق القبيحمب ‪ ،‬هو كائن نتن بكبريائهمب ‪ ،‬وملوث بعزٍة‬ ‫ُمهلكةمب ‪ ،‬حيث أن التمكن الذي تمكن منه هذان الحساسان‬ ‫بعد السماح لهما للستيلء عليهمب ‪ ،‬حيث صاضر يخضع لهما‬ ‫كأنهما ِسلحان فتاكان شيطانيانمب ‪ ،‬و بالتالي جعله يثوضر‬ ‫ضد خالقه حين استشعر في نفسه أنه ذو أهمية عظمىمب ‪،‬‬ ‫فسمح لها بالغير مسموح‪.‬‬ ‫َمن َوضعوا أو ظنوا أن نبي ا لوط عليه السل‪،‬ممب ‪ ،‬قد زنى‬ ‫باْبنتْيهمب ‪ ،‬و أن داود و سليمان لم يكونا من النبياءمب ‪ ،‬و أنهما‬ ‫كان لهما عشيقات يأثمان معهن كأي من الوغاد اليهودمب ‪،‬‬ ‫كل من كتب هذا أو يؤمن بهمب ‪ ،‬كان مملوء بالحقد و الحسد‬ ‫ضد أنبياء ا و ضرسلهمب ‪ ،‬و هذا الحقد كان مصهوضرا و مقوى‬ ‫من طرف الشيطانمب ‪ ،‬بطريقة ملفتة جعلته يتحدى الخوف‬ ‫الواجب من الجباضرمب ‪ُ ،‬مخلَِد الكافرين في الناضر‪.‬‬ ‫نحن المؤمنين الحقيقيين ل نستطيع حتى التَخّيلمب ‪ ،‬أن دماء‬ ‫نبي من أعز المرسلين من ضرب العالمين هي خمرمب ‪ ،‬و أن‬ ‫هذه الشخصية المقدسة و المباضركةمب ‪ ،‬قد أمرت أتباعها‬ ‫بالتعاطي للخمرمب ‪ ،‬كل الذين وافقوا على هذه الفتراءاتمب ‪،‬‬ ‫كانوا من أكبر المحبين لشرب الخموضرمب ‪ ،‬بل و لستفساضر‬


‫أوضحمب ‪ ،‬فقد كانوا من أكبر السكيرينمب ‪ ،‬حيث دفعهم إدمانهم‬ ‫على شرب الخموضرمب ‪ ،‬للقيا‪،‬م بتلك المراوغات في دين الربمب ‪،‬‬ ‫و كل هذا حتى يتسنى لهم الستمراضر في استمتاعهم بهذا‬ ‫الدمانمب ‪ ،‬و أسوء من هذا هو ظنهم أنهم قد فعلوا خيرامب ‪،‬‬ ‫لنهم لو طبقوا قانون الرب في منع الخموضرمب ‪ ،‬لما دخل‬ ‫الكثير من الناس في الدين الجديدمب ‪ ،‬لذلك و لشياء أخرى‬ ‫قالوا أنهم كذبوا ليعلو الرب‪.‬‬ ‫كل الشخاص الذين اقترفوا هذه العتداءات ضد دين‬ ‫الرب جل ذكرهمب ‪ ،‬يؤدون الثمن الساعة في البعد الرابع و‬ ‫الذي هو عالم ما بعد الموتمب ‪ ،‬ولسوف يكون عقابهم أشد في‬ ‫الخلود الجهنمي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى نجد واحد من البسطليين الثقل وزنامب ‪،‬‬ ‫يشهد على نفسه أنه يكذب من أجل أن يضاعف انتشاضر‬ ‫الصليبية على وجه الضرضمب ‪ ،‬و زيادة على هذا ل يريد أن‬ ‫يحاسب كمذنب آثم‪.‬‬ ‫ضرمانوس ‪3‬‬

‫‪ 7‬فإنه إن كان صدق الرب قد ازداد بكذبي‬ ‫طئ‪.‬‬ ‫لمجده فلما ُأدان أنا بعُد كخا ِ‬ ‫أما الترجمة الحرفية من القشتالية فهي كالتالي‪:‬‬


‫‪7‬‬

‫إذا حقيقة الرب بكذبي ازدادت لمجده‬ ‫هو لماذا و رغم ذلك إنني أقاضى‬ ‫كُمسيء‬

‫ما يسمى عنده بالحقيقة هو افتراءات ؟‬ ‫الثم تلك التي ُأحدثت بعد ما ضرفع ا سبحانه و تعالى‬ ‫عيسى عليه السل‪،‬م من على هذه الضرضمب ‪ ،‬افتراءات خبيثة‬ ‫مثل ضرب مركب من ثلثة أجزاءمب ‪ ،‬مبتعدا بذلك كل البعد عن‬ ‫الهممب ‪ ،‬و الذي هو عبادة ا الواحد الحدمب ‪ ،‬من دون تجزيئه‬ ‫ل إلى ثلث و ل إلى أضربعة‪.‬‬ ‫لنتذكر القديس ماضركوس ‪12‬‬ ‫‪ 29‬فأجابه يسوع إن أول‬

‫كل الوصايا‬ ‫هي اسمُع يا إسرائيل‪ .‬الرب إلهنا رب‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫يلَحظ بوضوح أن ما فعله البُْسطل و أمثالُهمب ‪ ،‬اعتقدوه شيئا‬ ‫جيدا و صوابامب ‪ ،‬إلى أنه ل ذلك البسطل مب ‪ ،‬و ل كل‬ ‫الُبسطليين معامب ‪ ،‬هم في حماية و منع ضد التدخلت و‬ ‫التأثير الشيطانيمب ‪ ،‬لن الشخاص الوحيدين الذين هم في‬


‫حفظ كامل من هذا التأثير هم أنبياء ا و ضرسلهمب ‪ ،‬و هذا‬ ‫الحفظ و المنع مثله مثل لقاح وقائي فَّعال ضد كل‬ ‫التدخلت الشيطانية الممكنةمب ‪ ،‬كما ل يجب أن ننسى أن‬ ‫واحدة من أخبث مصايد الشيطانمب ‪ ،‬التي ُتستعمل ليقاع‬ ‫الشخاص المقصودين من طرفهمب ‪ ،‬هي جعلهم يحَسبون‬ ‫أنفسهم من الولياء القطاب و القديسين الخياضرمب ‪ ،‬الذين‬ ‫يستحقون ثناء الرب عليهم و شكره لهممب ‪ ،‬و إذا ما وصل‬ ‫الفرد إلى هذه الحدودمب ‪ ،‬فبإمكانه السماح لنفسه أن يغير في‬ ‫الدين بحيث ينقص منه ما هو ضربانيمب ‪ ،‬أو يزيد فيه ما هو‬ ‫طاغوتيمب ‪ ،‬و الذي هدفه خلخلة وتكسير وحدانية ضرب العزة‬ ‫سبحانه و تعالى‪.‬‬ ‫إن ا سبحانه ل يحتاج لي أحدمب ‪ ،‬أكان ملكا أو بشراً أو أي‬ ‫شيء آخرمب ‪ ،‬بل على العكس من هذامب ‪ ،‬فنحن المخلوقاتمب ‪ ،‬كل‬ ‫المخلوقات هم الذين يحتاجون لربهم في كل أموضرهممب ‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة لنا نحن البشرمب ‪ ،‬فاحتياجنا لرب العالمين ليهدينا إلى‬ ‫طريق الحق هو أعظم و أكبر من كل لحتياجاتمب ‪ ،‬شيء‬ ‫مهم ل يجب أن ننساه هو أن الحتياج علمة ضعفمب ‪ ،‬و‬ ‫الضعف علمة نقصمب ‪ ،‬و علمات النقص ل تجوز في حق‬ ‫ا سبحانه و تعالى‪.‬‬


‫إن الذي يسأل نفسه هو الذي في حيرة من أمرهمب ‪ ،‬و ل‬ ‫يدضري هل ما يفعله صواب أ‪،‬م لمب ‪ ،‬و البسطل من صيغة‬ ‫كلمه يحاول أن يجد مخرجا مقنعامب ‪ ،‬و طريقا مهّدئا لُيريح‬ ‫ضميرهمب ‪ ،‬ذلك أن الِحمل ثقيل جدامب ‪ ،‬و سوف يكون له تأثير‬ ‫على أجيال المستقبلمب ‪ ،‬و هكذا نجد أن آضراء خاطئة في أموضر‬ ‫الدين الحيويةمب ‪ ،‬إذا اّتبعت تؤدي إلى ضياع مليين النفس‪.‬‬ ‫الرب ل يستريح‬ ‫لما شّبهوا الخالق سبحانه بما خلقمب ‪ ،‬و ذلك عند قولهم أن‬ ‫الرب استراح في اليو‪،‬م السابعمب ‪ ،‬كان اليهود يريدون ضربا‬ ‫ضعيفامب ‪ ،‬يمكنهم التفاوض معهمب ‪ ،‬فقا‪،‬م الشيطان بما يلز‪،‬م مب ‪،‬‬ ‫حتى تمكن من استمالِتهم إلى ما يريدون‪.‬‬ ‫إنه لح ٌ‬ ‫ق مؤكد أن ا سبحانه خلق السماوات والضرض في‬ ‫ستة أيا‪،‬ممب ‪ ،‬لكنه لم يسترحمب ‪ ،‬إنما استوى على العرش بعد‬ ‫إتما‪،‬م الخلق}الستواء من معانيه تدبير أمر السماوات و‬ ‫الضرض وما بينهما و ما فيهمامب ‪ ،‬وتسييرهما طبق أمره و‬ ‫قضائهمب ‪ ،‬ومن دون أي فتوضر ولو مقداضر عشوضر طرفة عين‬ ‫أو أقل من ذلكمب ‪ ،‬فتباضرك ا أحسن الخالقين{‪.‬‬


‫الذي يستريح هو من ساوضره الحساس بالتعبمب ‪ ،‬و الحساس‬ ‫بالتعب هو علمة ضعف و نقصمب ‪ ،‬و علمات الضعف و‬ ‫النقص ل تجوز في حق ا تعالى‪.‬‬ ‫واحدة من الخطط الذكية للشيطان هي‪َ :‬قرابة الرب في‬ ‫أعين المجتمع اليهوديمب ‪ ،‬و هذا يعني أن ينظر اليهود إلى‬ ‫الرب كواحد منهممب ‪ ،‬وقد استطاع الشيطان أن يستحوذ‬ ‫عليهممب ‪ ،‬فيسّهل لهم هذا الفعل الشنيعمب ‪ ،‬وهكذا انزلقوا فسقطوا‬ ‫في متاهات يصعب الخروج منها‪.‬‬ ‫كل الزلت و الفتراءات لم تكن لتخرج إلى الوجود دون‬ ‫إذن و موافقة من مجموعة حكماء اليهود السبعةمب ‪،‬‬ ‫و هذه المجموعة هي ذات أهمية كبرى بالنسبة للتياضر‬ ‫اليهوديمب ‪ ،‬كما أن وجودها مستمرمب ‪ ،‬حيث أن أعضاءها‬ ‫يهيؤون بطريقة تسلسلية‪ .‬الذي نقصده هنا هو ؛ بالرغم من‬ ‫أن هؤلء الحكماءن في الشرن قد ينتهي وجودهم إما بالهر‪،‬م‬ ‫و الشيخوخة أو بالمماتمب ‪ ،‬فإن آخرون مهيؤون و ممرنون‬ ‫لخلفتهممب ‪ ،‬و بالتالي يبقى العمل مستمرا بطريقة تسلسلية ل‬ ‫يؤثر فيها الزمنمب ‪ ،‬و حسب التحريات فالمجموعة تؤدي‬ ‫وظيفتها منذ حوالي ألفي سنة و ب ْ‬ ‫ضعِة قرون‪.‬‬


‫الشيطان و جنودهمب ‪ ،‬والمجموعة اليهودية وَمِلكهامب ‪ ،‬كلهم‬ ‫يظنون أن في إمكانهم أن يلعبوا نوعا من الشطرنج ضد‬ ‫ضرب العزةمب ‪ ،‬و َيودون لو يغلبوا‪.‬‬ ‫كل الخطط التي اتبعوها عبر العصوضر قد تم إحداثها و‬ ‫طّوَضر ْ‬ ‫ت مع مروضر الزمنمب ‪ ،‬وهي في عصرنا هذا من القرن‬ ‫الواحد والعشرينمب ‪ ،‬ساضرية المفعول في كل المصاضر و‬ ‫داخل كل المجتمعات‪.‬‬ ‫إن أول ما في تلك الخطة المشتركة بين الجهتينمب ‪ ،‬الممثلتين‬ ‫في كل من الكائنات الذكية ذات الصل الحراضريمب ‪ ،‬و‬ ‫الخرى ذات الصل الطيني التي ننتمي إليهامب ‪ ،‬هذه الخطة‬ ‫هي تشبيه الرب سبحانه بمخلوقاتهمب ‪ ،‬و بالتالي يَُحّولونه‬ ‫سبحانه من الكمال إلى التصغير و التحقير تعالى ا عن‬ ‫ذلك علوا كبيرامب ‪ ،‬وهذا واضح في تفسيرهم‪ :‬أن الرب خلق‬ ‫النسان على صوضرته مب ‪ ،‬و قصدوا بذلك أن البشر ُخلق علي‬ ‫صوضرة ضرب العزةمب ‪ ،‬تعالى ا عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫إن الحقيقة في كون ا تباضرك و تعالى خلق البشر على‬ ‫صوضرتهمب ‪ ،‬هي مؤكدة و ثابتةمب ‪ ،‬ذلك أن ضرب العزة سبحانه و‬ ‫تعالى خلق النسان على صوضرته أي نفس صوضرة النسان‬ ‫التي نعرفها اليو‪،‬ممب ‪ ،‬يعني أن آد‪،‬م لما خلقه ا عز و جلمب ‪،‬‬


‫كان يشبه في شكله أي بشر من العباد الموجودين على‬ ‫وجه الضرض ن ضرغم الزيادة في طوله ن وبالتالي لم يكن له‬ ‫شبه قرد أو شبه إله‪.‬‬ ‫في جملة التشبيه تلك مب ‪ ،‬كان لهم أول سقوط في شر عواقبه‬ ‫وخيمة بل جهنميةمب ‪ ،‬وكيف لمب ‪ ،‬فإله يبنى الجبال و يَُخط‬ ‫النهاضر وفي اليو‪،‬م السابع يستريحمب ‪ ،‬هذا يجعلنا نتخيل عملقا‬ ‫ضخمامب ‪ ،‬وليس ضرب العزة القوي الجباضر الذي ل تدضركه‬ ‫البصاضرمب ‪ ،‬ذلك ا الذي خلق سماًء واسعة مملوءة‬ ‫بالمجاضرات و كل مجرة تحتوي على ما ل ُيحصى من‬ ‫النجو‪،‬م و الكواكب و القماضر و المذنبات‪.‬‬ ‫إننا نلح على هذا المرمب ‪ ،‬فالستراحة أعزائي القراء هو‬ ‫نعت ل يصلح لجلل الرب القوي سبحانه و تعالى لن‬ ‫الستراحة علمة للنقصمب ‪ ،‬و علمات النقص ل تجوز في‬ ‫حق ا جل ذكره‪.‬‬ ‫لقد قرأت سفر التكوين بِعَّدة ترجماتمب ‪ ،‬و فيها ُيرى أن‬ ‫الشبه المزعو‪،‬م الذي جعلوه لرب العزةمب ‪ ،‬مطابقا لثيوز أو‬ ‫زحلمب ‪ ،‬و الذي هو كبير آلهة الطاغوت الزائفة للغريق و‬ ‫الرومان القدامى‪.‬‬


‫و يأتي داضروين قرون عديدة بعد هذا بنظرية التطوضرمب ‪ ،‬لكن‬ ‫من دون أدلة الربط مب ‪ ،‬إنما جد منحوتة و منظومة من طرف‬ ‫الشيطانمب ‪ ،‬و هكذا لم ُتعجب تلك الجملة المشهوضرة ل لُِممثلي‬ ‫الكنيسة ول ِللّرهبانمب ‪ ،‬إذ كيف يمكن أن يكون الُغريل ن َعّم‬ ‫القردن ذا قرابة لنا؟‬ ‫لكن ألم يخطر بذهنهم سؤال آخر أكثر أهمية مَن الَّسالف‬ ‫الذكرمب ‪ ،‬و الذي ُيعتبر ذا خطوضرة عظمىمب ‪ ،‬وهو ؛ كيف‬ ‫يمكنهم حتى التصوضر أننا أقرباء الربمب ‪ ،‬و أننا نشبهه في‬ ‫الشكل‪.‬‬ ‫هل تناسوا أن الشيء الوحيد الذي يميزنا على الحيوانمب ‪ ،‬هو‬ ‫قدضرتنا على التفكيرمب ‪ ،‬نعني بهذا تلك العقول التي نملكهامب ‪،‬‬ ‫تَُمّكننا من الختياضرمب ‪ ،‬إما أن‬ ‫وتلك القدضرة و الضرادة حيث‬ ‫نفعل الخير و إما أن نفعل الشرمب ‪ ،‬كما ل يجب أن ننسى أننا‬ ‫إذا لم ننظف أجسامنا من ُبرازنا و من كل الروائح الكريهة‬ ‫التي ُننتجمب ‪ ،‬فإنه آنذاك حتى القرد لن يتجرأ على القتراب‬ ‫منا‪ .‬لهذا كيف تجرءوا على قول أننا نشبه الرب أو أن‬ ‫الرب يشبهنامب ‪ ،‬فتعالى ا عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫إنه لمخطط خبيث كما قلنا سابقامب ‪ ،‬و هدفه الرئيسي هو‬ ‫إذاية و إحراج سيد الكون و خالقه‪.‬‬


‫لن يتمكن الشر أبدا من تحقيق هدفهمب ‪ ،‬وبالرغم أن جانب‬ ‫‪.‬الشر يعرف ذلكمب ‪ ،‬فإنه يستمر في محاولته‬ ‫بطبيعة الحال و بما أنه خسر كل شيءمب ‪ ،‬فل بأس من أن‬ ‫يَْسحب معه أكبر عدد ممكن ممن اتبعوهمب ‪ ،‬و إذا تذكرنا فذلك‬ ‫هو الوعد الذي عقده الشيطان على نفسه في كلمه لرب‬ ‫العزة‪.‬‬ ‫يقول لنا الرب سبحانه في الحديث القدسي التالي و بطريقة‬ ‫مقنعة أنه كامل الحصانةمب ‪ ،‬فل يضره ضاضر و ل ينفعه نافع‪.‬‬ ‫يقول ا سبحانه و تعالى في حديث العدل القدسيمب ‪ ،‬الذي‬ ‫أخرجه مسلم في صحيحه‪:‬‬ ‫يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعونيمب ‪ ،‬و لن تبلغوا‬

‫ضري فتضروني‪.‬‬ ‫يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و إنسكم و‬ ‫جنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم‪ ،‬ما‬ ‫زاد ذلك في ملكي شيء‪.‬‬ ‫يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و‬ ‫جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم‪ ،‬ما‬ ‫نقص ذلك من ملكي شيء‪.‬‬


‫يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم‪ ،‬نثم‬ ‫أوفيكم إياها‪ ،‬فمن وجد خيرا فليحمد ا‪ ،‬و‬ ‫من وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه‪.‬‬ ‫"أخرجه مسلم في صحيحه"‬ ‫دوا م التوحيد‬ ‫بالرغم من أن محاولت حزب الشيطانمب ‪ ،‬أحرزت بعض‬ ‫النصر في إخفاء الحقيقة البديةمب ‪ ،‬و التي هي عبادة ا‬ ‫وحده مب ‪ ،‬خالق السماوات والضرضمب ‪ ،‬فإن جانب الشر لم و لن‬ ‫يمحو توحيد ا من على وجه الضرضمب ‪ ،‬ل في كتاب‬ ‫الصليبيين و ل في السل‪،‬ممب ‪ ،‬إذا الذي يقدضرون عليه و‬ ‫يمكنهم ِفعله هو وضع ِقناع لخفائهمب ‪ ،‬وجعله جد مستتر‬ ‫وسط الكثير من المفاهيم الباطلةمب ‪ ،‬ومن الواضح أن لديهم‬ ‫وسائل و أناس للنجاح في ذلكمب ‪ ،‬هذا ل يعني أنهم قد‬ ‫انتصروا في ما يصبون إليهمب ‪ ،‬أو أن قَّوتهم ل يمكن التحكم‬ ‫فيهامب ‪ ،‬على العكسمب ‪ ،‬فربنا سبحانه هو الذي أذن لهم فعل ما‬ ‫يقومون بهمب ‪ ،‬لماذا؟ لكي ينظر من يتبع الشيطان ممن يختاضر‬ ‫طريق الرحمانمب ‪ ،‬و هذا الختياضر هو مسؤولياتنامب ‪ ،‬ذلك و كما‬ ‫هو المر في حاجياتنا الدنيويةمب ‪ ،‬التي نحن فيها ملزمون‬ ‫من أنفسنامب ‪ ،‬للبحث و التفكير لمعرفة تمييز ما هو صالح لنامب ‪،‬‬


‫من حياة طيبة و عيشة هنيئةمب ‪ ،‬أو صحة و عافيةمب ‪ ،‬أو وفرة‬ ‫مال و غنىمب ‪ ،‬إذاً بنفس هذه الكيفية و الضروضرة على القلمب ‪،‬‬ ‫نحن مطالبون بالبحث عن الحقيقة الروحيةمب ‪ ،‬و معرفة‬ ‫تمييزها من الفتراءاتمب ‪ ،‬و إخراجها من المغشوشاتمب ‪ِ ،‬مثل‬ ‫ما يقو‪،‬م به الباحث عن الذهبمب ‪ ،‬و الذي يظل أياما و أسابيع‬ ‫بل شهوضرمب ‪ ،‬وسط أطنان من الطين و التراب و الرمالمب ‪،‬‬ ‫يغسل الكل بالماءمب ‪ ،‬حتى يتمكن من تمييز و العثوضر على‬ ‫تلك الحبة الذهبية العزيزة الغالية بالنسبة لهمب ‪ ،‬كذلك هو‬ ‫توحيد امب ‪ ،‬فهو حقيقة ضروحية موجدة وثابتةمب ‪ ،‬لكنها مقَ​َّنعة و‬ ‫جد مختبئة بين قدضر كبير من التزييفمب ‪ ،‬فالوحيد الذي له‬ ‫القدضرة والضرادة و العزيمة ليجادهامب ‪ ،‬هو الذي يجدها‪} .‬هذا‬ ‫الِمثال و أمثالهمب ‪ ،‬خاص بكيفية وجود التوحيد في الكتاب‬ ‫المقدس و الطريقة المعقدة لستخلصها{‬ ‫محاولت ضد التوحيد في السل م‪.‬‬ ‫إن توحيد ا في السل‪،‬م تعرض ن ول زال يتعرض نن‬ ‫للهجو‪،‬م بطريقٍة أكثر إلحاحا وشراسة و وحشية مما كان‬ ‫عليه المر في الديانة النصرانيةمب ‪ ،‬و ذلك لنه كان َمعلوما‬ ‫أن هذا هو آخر دين لرب العالمين على يد آخر النبياء و‬ ‫المرسلينمب ‪ ،‬الذي ستعرفه الدنيا قبل نزول عيسى عليه‬ ‫السل‪،‬ممب ‪ ،‬و نظرا لهذا فقد كانت فرصة ثمينة بالنسبة لمثلث‬


‫الشرمب ‪ ،‬المكون من الشيطان و جمعية السبعة و أتباعهمامب ‪،‬‬ ‫أخيرا يمكنهم محو توحيد ا من على وجه الضرض حسب‬ ‫ما يريدون و يخططونمب ‪ ،‬لكن يد ا فوق أيديهم مب ‪ ،‬وإضرادة‬ ‫الرحمان قاهرة فوق كل اليراداتمب ‪ ،‬و هكذا خاب الشيطان‬ ‫و أوباشه إِذ انطلقت ضرميتهم فيهم‪.‬‬ ‫الخطة الوحيدة التي بقيت لهم لمحاولة ضربح مقابلتهم‬ ‫ضّد عيسىمب ‪ ،‬هو‬ ‫ضّد عيسىمب ‪ِ }،‬‬ ‫الخبيثةمب ‪ ،‬هو تهيئ الخروج لِ ِ‬ ‫السم الذي يطلقه أتباع الكتاب المقدس على الدجال{و‬ ‫مساعدته على غزو العالممب ‪ ،‬وليس المقصود هو الستيلء‬ ‫على الضراضيمب ‪ ،‬إنما الغرض هو الستيلء على القلوب مب ‪،‬‬ ‫إن الخطة في اشتغالمب ‪ ،‬ولم يبق إل وضع اللمسات الخيرة‬ ‫قبل انطلقة العرض النهائي‪.‬‬ ‫أعود لقول مرة أخرىمب ‪ ،‬ل يمكنهم محو توحيد ا من‬ ‫على وجه الضرضمب ‪ ،‬يمكنهم تدثيره أو تخبيئه و تقنيعهمب ‪ ،‬لكن‬ ‫أبدا يمكنهم تدميره‪.‬‬ ‫لما أمر ا سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى ا عليه و‬ ‫سلممب ‪ ،‬أن يَ ْ‬ ‫صَدع بالسل‪،‬م على وجه الضرضمب ‪ ،‬كانت هناك‬ ‫محاولت عديدةمب ‪ ،‬للقضاء على دين ا هذا من أصولهمب ‪ ،‬و‬ ‫أغلبية هذه المحاولت الفاشلةمب ‪ ،‬كانت للقبائل اليهودية التي‬


‫عاشت قرب جبال الحجاز}المعروفة في الكتاب المقدس‬ ‫بجبال َفراْنمب ‪ ،‬و هذه الكلمة تعني الحاجزة{ يدا فيهامب ‪ ،‬و الذي‬ ‫دفعهم إلى ذلك هو إحساسهم بالعزة و العلومب ‪ ،‬ذلك ِلظنهم أن‬ ‫آخر النبياء الذي سيظهر على وجه الضرضمب ‪ ،‬سيكون من‬ ‫ذضرية إسحاقمب ‪ ،‬و لما ضرأوا أنه من ذضرية إسماعيلمب ‪ ،‬غضبوا و‬ ‫احتّجوامب ‪ ،‬حاسبين أن الرب سبحانه سوف يْنصاع لضرادتهممب ‪،‬‬ ‫فيبدل نبيه بواحد منهممب ‪ ،‬إن عقلء تلك القبائل اليهودية آمنوا‬ ‫برسالة محمد صلى ا عليه و سلممب ‪ ،‬ودخلوا في السل‪،‬ممب ‪،‬‬ ‫أما ذوي الكبرياء من اليهودمب ‪ ،‬فظنوا أن لهم الحق فيما‬ ‫يُلِّحون عليه و ي ْ‬ ‫صبون إليهمب ‪ ،‬حينذاك فكروا أنهم إذا قتلوا‬ ‫النبي العربيمب ‪ ،‬فيمكنهم أن يحصلوا على نبي من أنفسهممب ‪،‬‬ ‫وهكذا حاولوا و لمرات متتالية القضاء على حياة ضرسول‬ ‫ا صلى ا عليه و سلممب ‪ ،‬كانت إحدى هذه المحاولت عن‬ ‫طريق وضع السم في أكله صلى ا عليه و سلممب ‪ ،‬و أخرى‬ ‫تمت في إلقاء ضرحى من الحجر عليهمب ‪ ،‬و قد مرت دونه‬ ‫فنجاه ا منهامب ‪ ،‬ثم استخدموا ضده السحرمب ‪ ،‬فلم يفلحوا أيضامب ‪،‬‬ ‫ذلك لن ضرسول ا صلى ا عليه و سلم كانت له مهمة‬ ‫ضربانية عليه تأديتهامب ‪ ،‬فخاطبه ضربه و ضربنا سبحانه و تعالى‪:‬‬

‫يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من‬ ‫ربك‪ ،‬و إن لم تفعل فما بلغت رسالته‪ ،‬و ا‬


‫يعصمك من الناس‪ ،‬إن ا ل يهدي القو م‬ ‫الكافرين‪.‬‬ ‫المائدة ‪ 5‬مب ‪ ،‬آية ‪67‬‬ ‫كما عملوا على تحريض القبائل العربية ضده صلى ا‬ ‫عليه و سلممب ‪ ،‬بأن أقنعوهم بعد‪،‬م مصداقية الرسالة و أن‬ ‫دياناتهم المتمثلة في عبادة النجو‪،‬م و الصنا‪،‬ممب ‪ ،‬هي أحسن‬ ‫مما جاء به ضرسول ا صلى ا عليه و سلممب ‪ ،‬فدفعوا القبائل‬ ‫العربية لمحاضربة النبي عليه الصلة و السل‪،‬ممب ‪ ،‬واعدين‬ ‫إياهم المعونة بالمال و السلحمب ‪ ،‬و زاضرعين فيهم الخوف من‬ ‫نتائج هذا الدين المستقبليةمب ‪ ،‬و التي فيها أننا كٌّل سواسية إذ‬ ‫ل فرق بين أبيض وأسود ول بين عربي و عجميمب ‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن العبيد و أسيادهم سوف يكونون متساوينمب ‪ ،‬وهذا لم‬ ‫يكن ليسع في عقول الغنياء من سادة العرب في كل‬ ‫القبائل الكافرة‪.‬‬ ‫العبث في كتاب ا بعد وفات الرسول كان مستحيل‬ ‫لسببين‪:‬‬ ‫أولهما أن القرآن كان منزل ثم مكتوبا بالعربيةمب ‪ ،‬و العربية‬ ‫لغة صعبة و معقدة السلوب و القوانينمب ‪ ،‬و أنها صافية من‬


‫كل اختلط لغوي آخرمب ‪ ،‬و ذلك لبقائها آلف السنين مستوضرة‬ ‫في صحراء صعبة المنافذ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بعد موت النبي صلى ا عليه وسلممب ‪ ،‬كان القرآن‬ ‫محفوظا وفي آمان داخل قلوب و عقول آلف المسلمينمب ‪،‬‬ ‫لهذا استحال عليهم الوصول إليه‪.‬‬ ‫بالرغم من أن توحيد ا سبحانه في دين السل‪،‬ممب ‪ ،‬نقي و‬ ‫خالص كما أنزله ضرب العزةمب ‪ ،‬وأن الشراضر لم يتمكنوا من‬ ‫التلعب به مباشرةمب ‪ ،‬إلى أنهم وّفقوا في إدخال أغراضهم‬ ‫الخبيثة و أفكاضرهم النتنة داخل زوايامب ‪ ،‬و عددها اثنان و‬ ‫سبعون زاوية موجودة في كل العلم السلمي‪}.‬للزيادة في‬ ‫المعلومات حول هذا الموضوع‪ ,‬يمكن قراءة كتاب‬ ‫"الزوايا و الشيطان" المقتبس من السم الصلي الذي هو‬ ‫‪Las sectas y el demonio‬‬ ‫"‬ ‫إن الزوايا الثنان والسبعونمب ‪ ،‬قد كَّسروا المسطرة الولى‬ ‫والرئيسة في كل ديانات الرب عز وجلمب ‪ ،‬و التي هي‬ ‫بطبيعة الحالمب ‪ ،‬عبادة ا وحده خالق السماوات والضرضمب ‪،‬‬ ‫دون أن نشرك معه ل أمواتا ول أحياء مب ‪ ،‬المر الذي ل‬ ‫ينضبط عند كل الزوايا الموجودة في العالم السلميمب ‪،‬‬ ‫لنهم يملكون أنواعا من الرموزمب ‪ ،‬تحتوي على كلمات‬ ‫وجمل مكونة من الثممب ‪ ،‬و تلك المحتويات يرافقها دضرجات‬ ‫يعطونها لشخاص من المنتسبين إلى تلك الزوايامب ‪ ،‬وهذه‬ ‫الدضرجات تتنقل من الولية والقداسةمب ‪ ،‬تاضركة وضراءها مكانة‬


‫و منزلة النبياء و الرسلمب ‪ ،‬صاعدة إلى العلى حتى تصل‬ ‫إلى ضرفقة الخالقمب ‪ ،‬تعالى ا عن ذلك علوا كبيرامب ‪ ،‬و يريدون‬ ‫القول بذلكمب ‪ ،‬أن ُمقَ​َّدسهم العظم و ُقطَبهم الكبرمب ‪ ،‬موجود‬ ‫في الّرفقة بالمل العلى في المكان الذي ل يصله ل ملك‬ ‫ُمَقرب و ل نبي ُمرسلمب ‪ ،‬وأن هذا الُمقدس أو القطب ُيعتبر‬ ‫ذا استحقاق بأن ُيثنى عليه و ُيرجى منه من طرف‬ ‫المؤمنين بهمب ‪ ،‬تلك الزوايا بالرغم من أنها ُتلح على انتمائها‬ ‫للسل‪،‬ممب ‪ ،‬فهي ليست من السل‪،‬م في شيءمب ‪ ،‬وأن افتراءاتها‬ ‫و آثامها مما يسخط ا عليه دون عفو و ل مغفرة‪.‬‬

‫" إن ا ل يغفر أن يشرك به و يغفر ما‬ ‫دون ذلك لمن يشاء‪ ،‬و من يشرك بال فقد‬ ‫افترى إنثما عظيما‪".‬‬ ‫النساء ‪4‬مب ‪ ،‬آية ‪48‬‬ ‫كيف يجب أن يتصرف النصاضرى و المسلمون مع الشعوب‬ ‫الخرى؟‬ ‫إنه لواجب علينا كموحدين لرب العالمينمب ‪ ،‬أن نشرح لكل‬ ‫الناس الذين يعتقدون في الطاغوتمب ‪ ،‬و نَُفهمهم بالطرق‬ ‫الكثر وضوحا التي نقدضر على إيجادها مب ‪ ،‬أن ا الواحد‬ ‫الحدمب ‪ ،‬هو الذي له علينا أن ُنقد‪،‬م له الطاعة و التقدير و‬


‫الحبمب ‪ ،‬كما يجب علينا أن نخاف غضبه و عقابهمب ‪ ،‬و أن‬ ‫نطمع في عطائه مب ‪ ،‬ضراجين منه وحده كلما نحتاج و نريد من‬ ‫أموضر الدنيا و الخرة‪.‬‬ ‫إذا ما تقبل أصحاب المعتقدات الخرى هذه النصائح‬ ‫الثمينة و التوجيهات القيمةمب ‪ ،‬فوحدوا ا وعبدوهمب ‪ ،‬حينذاك‬ ‫يكون نصرا لهم و لنا ضد الشر و الطاغوتمب ‪ ،‬أما إذا لم‬ ‫يريدوا أن يقبلوا الرب الواحدمب ‪ ،‬خالق السماوات والضرضمب ‪،‬‬ ‫ففي ذلك خير لنا لننا قمنا بواجبنا في الدعوةمب ‪ ،‬وشر لهم‬ ‫لنهم لم يتقبلوا الحقيقةمب ‪ ،‬و سوف يؤدون الثمن باهظا في‬ ‫الحياة البديةمب ‪ ،‬أما هنا على هذه الضرضمب ‪ ،‬إذا لم يقوموا‬ ‫بفرض ديانتهم الزائفة علينامب ‪،‬أو إذايتنا في معتقداتنامب ‪ ،‬فإن‬ ‫معاملتنا معهم تكون طبيعية و طيبة بل ضرضر ول ضراضرمب ‪،‬‬ ‫واصلين معهم إلى التفاهم العادل في كل الموضر العامة التي‬ ‫تجمعنا في هذه الحياة الدنيا‪.‬‬ ‫يقول ضرب العزة جل ذكره في‪:‬‬

‫يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى‬ ‫و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا‪ ،‬إن‬ ‫أكرمكم عند ا أتقاكم‪ ،‬إن ا عليم خبير‪.‬‬ ‫الحجرات ‪ 49‬مب ‪ ،‬آية ‪13‬‬


‫كلمات الحق الباقية‬ ‫من المستحسن أن ننهي هذا الكتاب بآيات من القرآن و‬ ‫الكتاب المقدسمب ‪ ،‬و التي تحثنا على توحيد ا سبحانه و‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫خروج ‪20‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنا الرب إلهك‪...‬‬

‫‪ 3‬ل يكن لك آلهة أخرى أمامي ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ل تصنع لك تمثال منحوتا ول صورة‬ ‫مما في السماء من فوق‪ ،‬وما‬ ‫في الرض‬ ‫من تحت‪ ،‬وما في الماء من تحت‬ ‫الرض‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل تسجد لهن ول تعبدهن‪.‬‬


‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬

‫وإذ قال ا يا عيسى بن مريم ءأنت قلت‬ ‫للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون ا‪,‬‬ ‫قال سبحنك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي‬ ‫بحق‪ ,‬كنت قلته فقد علمته‪ ,‬تعلم ما في نفسي‬ ‫و ل أعلم إن ما في نفسك‪,‬إنك أنت عل م‬ ‫الغيوب‪116 .‬‬ ‫ما قلت لهم إل ما أمرتني به أن اعبدوا ا‬ ‫ربي و ربكم‪ ,‬وكنت عليهم شهيدا ما دمت‬ ‫فيهم‪ ,‬فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم‪,‬‬ ‫وأنت على كل شيء شهيد‪117.‬‬ ‫إن تعذبهم فإنهم عبادك‪ ,‬وإن تغفر لهم‬ ‫فإنك أنت العزيز الحكيم‪118.‬‬ ‫المائدة ‪5‬‬


‫مرقوس ‪12‬‬ ‫‪ 29‬فأجابه يسوع إن أول كل‬ ‫الوصايا‬ ‫ع يا إسرائيل‪ .‬الرب إلهنا رب‬ ‫هي اسم ُ‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫تحب الرب إلهك من كل‬ ‫‪30‬‬ ‫قلبك و من كل نفسك ومن‬ ‫كل فكرك ومن كل قدرتك‪.‬‬ ‫هذه هي الوصية الولى ‪.‬‬ ‫‪ 32‬فقال له الكاتب‪ ،‬جيد يا معلم‪،‬‬ ‫بالحق قلت‪،‬‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬


‫و قضى ربك أل تعبدوا إل إياه و بالوالدين‬ ‫إحسانا‪ ,‬إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو‬ ‫كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل‬ ‫لهما قول كريما‪23.‬‬ ‫واخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل‬ ‫رب ارحمهما كما ربياني صغيرا‪24.‬‬ ‫السراء ‪17‬‬

‫مرقوس ‪12‬‬

‫فقال له الكاتب‪ ،‬جيد يا‬ ‫‪31‬‬ ‫معلم‪ ،‬بالحق قلت‪،‬‬ ‫لنه ا واحد‪ ،‬وليس آخر سواه‪.‬‬ ‫قديس مركوس ‪12‬‬ ‫‪ 29‬فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا‬ ‫ع يا إسرائيل‪ .‬الرب إلهنا رب‬ ‫هي اسم ُ‬


‫واحد‪.‬‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬

‫أفحسبتم أنما خلقناكم عبثككا و أنكككم‬ ‫إلينا ل ترجعون‪115 .‬‬ ‫فتعالى ا الملك الحق‪ ،‬ل إله إل هو رب‬ ‫العرش الكريم‪116.‬‬ ‫و من يدعو مع ا إله آخر ل برهان له به‬ ‫فإنما حسابه عند ربه‪ ،‬إنه ل يفلح الكافرون‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير‬

‫الراحمين‪.‬‬

‫‪118‬‬ ‫المؤمنون ‪23‬‬ ‫قديس يوحنى ‪17‬‬ ‫‪3‬‬

‫و هذه هي الحقيقة البدية‪،‬‬ ‫أن يعرفوك أنت الله الحقيقي‬


‫و حدك‪ ،‬ويسوع المسيح الذي‬ ‫أرسلته‪.‬‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬

‫أ م كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ‬ ‫قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد‬ ‫إلهك و إله ءابائك إبراهيم و إسماعيل و‬ ‫إسحاق إله واحدا ونحن له مسلمون‪.‬‬ ‫البقرة ‪1‬مب ‪ ،‬آية ‪133‬‬ ‫يوحنى ‪7‬‬

‫‪ 16‬أجابهم يسوع وقال‪ :‬تعليمي‬ ‫ليس لي‪ ،‬بل للذي أرسلني‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬

‫بسم ا الرحمان الرحيم‬


‫‪ 1‬والصافات صفا‬ ‫فالزاجرات زجرا‪2.‬‬ ‫فالتاليات ذكرا‪3.‬‬ ‫إن إلهكم لواحد‪4.‬‬ ‫رب السماوات و الرض و‬ ‫مابينهما ورب المشارق‪5.‬‬ ‫إنا زينا السماء الدنيا بزنٍة‬ ‫الكواكب‪6.‬‬ ‫الصافات ‪57‬‬


‫الفهرس‬ ‫‪ 1‬المقدمة‬ ‫‪ 2‬تعريف الدين‬ ‫‪ 3‬الديانات الربانية‬ ‫‪ 4‬ديانات الطاغوت الزائفة‬ ‫‪ 5‬اليديولوجيات هي ديانات كاذبة‬ ‫‪ 6‬الوجهين الثنين للبرالية‬ ‫ُممهُد الشر و الكائنات الذكية قبل‬ ‫‪7‬‬ ‫النسان‬ ‫‪ 8‬بداية النزاع‬ ‫‪ 9‬البيان و الزوضر‬ ‫‪ 10‬تحضير الكتاب المقدس‬ ‫‪ 11‬توحيد ضرب العزة‬


‫‪ 12‬الفضول الممنوع‬ ‫‪ 13‬عودة إلى النوضر‬ ‫‪ 14‬التمييز في الكتاب المقدس‬ ‫‪ 15‬حقوق الرب‬ ‫‪ 16‬جهل غير لئق‬ ‫‪ 17‬الغير مسموح‬ ‫‪ 18‬الختباضر الكبير من الرب‬ ‫‪ 19‬قساة القلوب‬ ‫‪ 20‬المائلون للشر‬ ‫‪ 21‬سحر الشر‬ ‫المراجع التي استعملتها في هذا البحث هي‪:‬‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫صحيح البخاضري‬ ‫صحيح مسلم‬ ‫التوضراة‬ ‫النجيل‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.