مجلة الفراشة - العدد السابع

Page 1


‫‪1|Page‬‬

‫لماذا الفراشة؟!‬ ‫من منا ال يشمئز حينما يرى دودة تتحرك امامه ؟!‬ ‫من منا ال ينبهر حينما يرى فراشة جميله بألوانها المتناسقة تطير أمامه بحرية و جمال ومنظر مبهج ؟!‬ ‫بالطبع كلنا نشمئز حينما نرى الدودة الننا نرى كم هى قليلة النفع و الجمال ‪ ،‬كما ننبهر بجمال و حسن منظر‬ ‫الفراشة لما لها من جمال و ألوان مبهجة متناسقة‪.‬‬ ‫حقا ً انها عظمة الخالق الن هذه الفراشة المريحة للنظر ومبهجة للعيون هى نفسها الدودة ‪.‬‬ ‫لهذا السبب تم اختيار اسم الفراشة الننا نبحث داخل كل انسان عن الجمال الذى بداخلة ‪ ،‬لنساعده على‬ ‫أكتشاف ما بداخله من امكانيات و مواهب ليحرر الفراشة التى بداخلة‬ ‫ليكتشف مدى روعة الصورة الجميلة المتناسقة فى الوانها التى بداخلة ‪.‬‬ ‫فدورنا االساسى مساعدة كل انسان ليتحرر من صورة الدودة عديمة النفع و الفائدة الى صورة الفراشة حسنة‬ ‫المنظر ‪ .‬من صورة الدودة التى تزحف على االرض و الترى سوى تراب االرض الى الفراشة التى تطير و‬ ‫تحلق فى الفضاء لترى عالم جميل مختلف ‪.‬‬ ‫فأننا نؤمن ان بداخل كل رماد جمال فريد يحتاج فقط الى من ينقب و يبحث عنه ‪.‬‬ ‫انتظرونا فى عدد جديد مع بداية كل شهر جديد لنقدم لكم كل ما هو جديد‬ ‫كما يسعدنا مشاركتكم معنا فى المقاالت التى يتم نشرها من خالل مجلتكم " الفراشة "‬ ‫مع تحيات‬ ‫فريق الفراشة‬


‫‪2|Page‬‬

‫كيف ننمي االبداع واالبتكار لدى األطفال ؟‬ ‫حقيقة هامة البد ان نقف عندها وقفة حقيقية ‪ ،‬اال وهي اننا لسنا فى حاجة‬ ‫االن لمن اليبدع فى حديثه ‪ ،‬فى لعبة ‪ ،‬فى عمله وفى كل حياته ‪.‬‬ ‫اننا بحاجه الى االبداع و االبتكار لذا فهي مسئولية علينا‬ ‫هل حقا نعلم اطفالنا االبداع ام نقتل فيهم االبداع ؟‬

‫بقلم دكتور ‪ /‬مينا عادل‬ ‫مستشار تدريب ومدرب حياة‬

‫هل نشجع عندهم التفكير الخالق االبداعى ‪ ،‬ام نشجع عندهم الالتفكير ؟‬ ‫اظن اننا جميعا نسعى لنسلم اطفالنا خيوط االبداع و االبتكار لذلك حاولت ان الخص الموضوع فى النقاط‬ ‫العشر التالية ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬بيئة اللعب‪:‬‬ ‫من الضرورة أن نهيئ للطفل بيئة تساعده على االكتشاف واللعب من غير قيود وخوف و تخريب أثاث‬ ‫المنزل أو تكسير األواني‪ ،‬وغيرها من أثاث البيت‪ ،‬وحتى في البيوت المغلقة‪ ،‬والتي ال تجد مساحة كافية‬ ‫لتهيئة مثل هذه البيئة‪ ،‬فعلى األقل يجب تحديد مكان في غرفته أو ركن في البيت ليكون مكان لعبه‬ ‫واكتشافاته‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التكيف مع أفكارهم‪:‬‬ ‫قبول أفكار األطفال دون تتفيهها أو وضع قيود عليها‪ ،‬ومحاولة النزول لفهمهم‪ ،‬ومجاراتهم في أفكارهم‪،‬‬ ‫حتى ال نوقف عملية توليد األفكار‪ ،‬والتي هي أحد أهم أسس االبتكار‪ ،‬وال يمنع من تعديل بعض األفكار‬ ‫الخاطئة بحكمة الوالدين دون إبداء العنف والمصادمة‪ ،‬ألن ذلك من شأنه تعوق توليد األفكار‪ ،‬وهذا يستلزم‬ ‫إبداء األسباب واألدلة عند تعديل بعض األفكار الخاطئة‪.‬‬ ‫و مساعدتهم فى تنفيذ االفكارة الجيده كلما امكن ذلك‬ ‫‪ - 3‬حلول مبتكرة ‪:‬‬ ‫تعزيز االبتكار لدى األطفال يتطلب الكثير من االبتكار من جانب الكبار‪ ،‬وهذا يدعونا إلبراز الحلول المبتكرة‬ ‫للمشاكل التي تحدث كل يوم‪ ،‬وجعلها جزءا أساسيا في منهج تربية األبناء‪ ،‬يشاهدونها ويتأثرون بها‪ ،‬مع‬ ‫تعمد التحدث عنها‪ ،‬وإعطاء الفرصة لمشاهدة ابتكاراتنا‪ ،‬مع إشراكهم معنا في تنفيذ هذه المبتكرات‪.‬‬


‫‪3|Page‬‬

‫‪ - 4‬الحلول الجاهزة ‪:‬‬ ‫أعط الطفل فرصة ووقتا كي يكتشف جميع اإلمكانات‪ ،‬والحلول‪ ،‬واجعله يتحرك من العموميات إلى األفكار‬ ‫األصلية‪ ،‬وإياك وتجهيز الحلول له قبل إعطائه هذه الفرصة‪.‬‬ ‫إن بعض اآلباء يظن أنه عندما يقوم بإعطاء األجوبة الجاهزة يساعد أبناءه على النمو الفكري‪ ،‬والحقيقة‬ ‫غير ذلك تماما‪ ،‬حيث إن ذلك يقتل عنده قدرة التفكير بحلول جديدة‪ ،‬أو حتى محاولة التفكير بحلول‪.‬‬ ‫‪ - 5‬طرق التفكير ‪:‬‬ ‫ركز على طرق التفكير أكثر من التركيز على النتائج‪ ،‬فليس مهما أن يكسب المسابقة‪ ،‬أو يحصل على األول‬ ‫بقدر ما يهم ما قام به من طرق للتفكير توصل بها لذلك الحل‪ ،‬وذلك بالثناء على طرق تفكيره أمام اآلخرين‬ ‫ورصد هدايا للحلول الصحيحة وهدايا بطرق التفكير السليم‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إعطاء الفرصة للمغامرة‪:‬‬ ‫إعطاء فرصة للطفل للتحدي والمغامرة عن طريق بعض األلعاب والمنافسة بينه وبين اخوته و اصدقائه ‪،‬‬ ‫أو بعض األلعاب االلكترونية‪ ،‬وهذا سيساعده كثيرا على رؤية أفكار جديدة في الطريق‪.‬‬ ‫فهناك الكثير من األلعاب التي تساعد على تنمية روح االبتكار والحلول‪ ،‬وخاصة ألعاب التركيب‪.‬‬ ‫‪ - 7‬شاركهم أفراحهم ‪:‬‬ ‫عقول األطفال تحتاج لكي تنمو وتتطور أن تحتك بالكبار‪،‬‬ ‫ومن غير الوالدين يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور؟‬ ‫فإذا كان الوالدان ال يعيران أي انتباه لهذه الضرورة والحاجة في حياة األطفال‪ ،‬وهم في طريقهم للنمو‪ ،‬فال‬ ‫يتعجب الوالدان عندما ال يعيرهما األطفال إذا كبروا أي اهتمام وشعور عاطفي‪ ،‬فكما أن هناك عقوقا‬ ‫للوالدين‪ ،‬يوجد أيضا عقوق لألبناء‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك فإن الوالدين يحصالن على متعة كبرى عندما يحتكان بصدق مع أطفالهما وتتعالى‬ ‫ضحكاتهم معهم‪ ،‬حيث تنتشر البهجة في أجوائهما‪ ،‬حتى إن الحروف لتعجز بوصف مثل هذه البهجة‪.‬‬


‫‪4|Page‬‬

‫‪ - 8‬التحدث والتفاعل معهم ‪:‬‬ ‫التحدث مع األطفال ساعة كاملة يوميا على أقل تقدير عن أنشطتهم اليومية‪ ،‬وكيفية قضاء أوقاتهم في‬ ‫الروضة أو االبتدائية‪ ،‬وعن أساتذتهم أو معلماتهم‪ ،‬ومن هم أصدقاؤهم في المدرسة‪ ،‬وما هي أنشطتهم في‬ ‫البيت‪ ،‬ومع أقاربهم‪ ،‬أو خارج البيت في النوادي ومع أصدقائهم‪ ،‬وعن مشاكلهم‪ ،‬وكيف وضعوا لها الحل‪،‬‬ ‫وعن عالقاتهم بمعلميهم‪،‬‬ ‫‪ – 9‬المشاركة فى االنشطة الفنية‬ ‫احرص دائما على ان يكون طفلك عضو من اعضاء فريق المسرح ‪ ،‬الموسيقى ‪ ،‬الرسم أو التأليف ‪ ،‬كما‬ ‫يجب عليك ايضا ان تحرص على تنمية الخيال عند االطفال من خالل سرد القصص المتخصصة فى مجال‬ ‫الخيال العلمى النها تنمى عند االطفال الخيال االبتكارى‬ ‫‪ – 10‬استخدام االلعاب‬ ‫يجب عليك استخدام االلعاب متعددة البنايات مثل المكعبات و الميكانوا و غيرها من االلعاب التى تمكن الطفل‬ ‫من بناء اكثر من شكل و تصميم مستخدما نفس االدوات‬


‫‪5|Page‬‬

‫الذكاء االنفعالى – ثورة فى علم النفس الحديث‬ ‫بقلم ‪ /‬فريق الفراشة‬

‫ما االنفعال ؟‪.‬‬ ‫منذ تأسيس أول مخبر لعلم النفس في ألمانيا العام ‪1879‬م على يد " ويليام فونت ‪ " W.Wundt‬و علماء‬ ‫النفس يحاولون جاهدين الكشف عن أعمق حقائق النفس البشرية‪ ,‬من أجل الوصول إلى شروح وافية لمختلف‬ ‫الظواهر النفسية و العقلية التي تقوم عليها سلوكيات اإلنسان‪ ,‬سواء كانت تلك الظواهر سوية أو شاذة‪.‬‬ ‫و اليوم‪ ,‬و بعد مرور مائة و ثالثين عاما على قيام علم النفس كعلم مستقل‪ ,‬ظهرت مذاهب و نظريات كثيرة و‬ ‫كبيرة ساهمت كل منها – طيلة تلك المراحل التاريخية – في إضافة لبنات جديدة إلى سرح هذا العلم‪ ,‬ما فتئت‬ ‫تلو اآلخر فيما يخص حقائق النفس و العقل البشري‪.‬فكانت‬ ‫كل لبنة منها تساهم نسبيا في تحقيق الفتح العلمي َ‬ ‫متفقة على رؤية واحدة تارة‪ ,‬و كانت متناقضة و متواجه تارة أخرى‪ .‬إال أن الحقيقة هي أن كل منها قد‬ ‫ساهم بشكل من األشكال في تعديل نظرة علماء النفس و االجتماع إلى الكائن البشري‪,‬و ألهمتهم المزيد من‬ ‫أساليب البحث و الدراسة و االستقصاء و التفسير‪.‬‬ ‫و قد ظهر علم النفس المعرفي أو ما يُعرف بالمذهب المعرفي في عقد السبعينيات من القرن الماضي‪,‬تماشيا‬ ‫مع فكر " الرواقيين " ( آخر فالسفة اليونان القديمة )‪ ,‬الذين أكدوا على أن الناس ال يضطربون بسبب‬ ‫األحداث في حد ذاتها‪ ,‬بل يضطربو ن بسبب األفكار المتعلقة بتلك األحداث‪ .‬و هكذا قام هذا المذهب على فكرة‬ ‫دراسة حاالت الناس العادية أو المضطربة انطالقا من مفاهيمهم الخاصة المختزنة في عقولهم حول الذات و‬ ‫الحياة و األحداث التي تربط بينهما‪.‬‬ ‫و هكذا فقد أخذ علم النفس المعرفي دراسة السلوك انطالقا مما يختزنه العقل من أفكار و تجارب‪,‬و هو ما فتح‬ ‫الباب على مصراعيه لربط علم النفس بعلم األعصاب‪ ,‬مما أسفر عن فتوحات جديدة و مذهلة جعلت هذا العلم‬ ‫يتقدم بعشرات الخطوات اإلضافية إلى األمام‪.‬‬ ‫و قد ال نبالغ إن قلنا أن موضوع الذكاء كان الموضوع األكثر تناوال في علم النفس‪ ,‬سواء قديما أو حديثا‪ .‬إال‬ ‫أن علم النفس المعرفي قد أخذ على عاتقه دراسة الذكاء اإلنساني من وجهة نظر وفّقت بين الجانب النفسي‪-‬‬ ‫االنفعالي و بين الجانب العصبي‪ ,‬حين بدأ بعض علماء النفس يرون أن معامل الذكاء (‪ ) I.Q‬لم يعد كافيا‬ ‫ليثبت ذكاء األفراد إلى حد اعتباره كمعيار للنجاح‪ ,‬فكم من فرد يحقق معدالت نجاح مرتفعة في التحصيل‬ ‫الدراسي أو األكاديمي‪ ,‬و لكنه غير سعيد و غير ناجح في جانب الحياة الشخصية و العالقات االجتماعية على‬ ‫اختالفها‪ .‬بينما يُحقق أشخاص آخرون نجاحات باهرة في مختلف مناحي حياتهم و يحصلون على السعادة و‬ ‫الرضا رغم أن مستواهم األكاديمي محدود‪ ,‬و معامل ذكائهم ليس بتلك القوة أو االرتفاع‪ .‬و هكذا بدأ العلماء‬ ‫يفترضون وجود أشكال أخرى للذكاء أكثر تعقيدا من أن يتم حصرها في جانب التحصيل الدراسي أو األداء‬ ‫على اختبارات و مقاييس الذكاء الكالسيكية التي ُوضعت في بدايات و أواسط القرن الماضي‪.‬هذا إذا أردنا‬ ‫اعتبار الذكاء قدرة أو سمة ضرورية تستعمل كأداة لتحقيق السعادة الشخصية و النجاح الالزم في الحياة‪.‬‬ ‫و قد كان العام ‪ 1983‬نقطة تحول هامة في دراسة الذكاء‪ ,‬عندما اقترح " هاورد جاردنر ‪" Gardner‬‬ ‫عرف آنذاك بالذكاء االجتماعي‪,‬الذي‬ ‫نظريته عن الذكاءات المتعددة‪,‬التي فتحت الطريق لدراسة أعمق لما ُ‬ ‫أشار إليه السيكولوجي المصري الراحل "فؤاد أبو حطب "‪,‬الذي مهد الطريق لظهور مصطلح أقل ما يوصف‬ ‫به أنه " ثوري "‪ ,‬بعد أن تمكن به علم النفس من تحقيق قفزة عمالقة في مجال البحث النفسي و الطبي –‬


‫‪6|Page‬‬

‫العصبي‪ ,‬و هو مفهوم " الذكاء االنفعالي ‪ " Imotional intelligence‬الذي جاء به سيكلوجيون أمريكان‬ ‫سنوات التسعينات‪ ,‬كاقتراح أكاديمي لمواجهة المشاكل االنفعالية العويصة التي تعاني منها المجتمعات‬ ‫المعاصرة‪ ,‬و قد كان في مقدمة هؤالء النفساني الكاتب " دانيل جولمان ‪ ." D.Goleman‬فما هو هذا‬ ‫المفهوم و ما هي أهم أسسه و طبيعته و نظرياته و آثاره في حياتنا‪ ....‬؟‪.‬‬ ‫قبل الغوص في هذا الموضوع ال بأس من طرح سؤالين‪ :‬ما هو االنفعال و ما هي وظيفته ؟ ! ‪ .‬سؤاالن قد‬ ‫يتيه معظم الناس من العامة في اإلجابة عنهما‪ ,‬فيقولون أن االنفعال هو اإلحساس‪ ,‬فما هو اإلحساس إذن ؟‪.‬‬ ‫فيقولون أنه المشاعر‪ ,‬فما المشاعر ؟‪ .‬فيقولون هي العواطف‪ .‬فما هي العواطف ؟‪ ....‬أما وظيفتها فحدث و ال‬ ‫حرج‪.‬‬ ‫إن وضع تعريف واضح لماهية االنفعاالت و فهم طبيعة وجودها في حياتنا يستدعي وضع المصطلح في‬ ‫سياقه الطبيعي العام‪ ,‬خاصة عندما نفهم أن كل الخبرات االنفعالية و العاطفية التي نعيشها تحدث دوما في‬ ‫سياق متكامل‪ ,‬حيث تشترك في صنعه كل من الحالة الذهنية و االنفعالية و الفسيولوجية التي تشكل معا ما‬ ‫يُعرف باالستجابة لحدث ما‪ ,‬إما داخلي ( كالمرض مثال ) أو خارجي يرتبط بالمحيط االجتماعي و البيئة التي‬ ‫يعيش فيها الفرد‪ .‬هذا من جهة‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ,‬ال بد أن نوضح أن هنالك فرقا بين مصطلحي االنفعال و العاطفة‪ ,‬فاإلنفعال يكون أسرع من‬ ‫العاطفة في الحدوث‪ ,‬إذ يعتبر كرد فعل طارئ لحدث أو موقف أو فكرة ما‪ ,‬و هو أسرع في الزوال‪ .‬أما‬ ‫العاطفة فهي تلك الحالة الثابتة نسبيا و المرتبطة باتجاهاتنا و انطباعاتنا تجاه مواقف أو أحداث أو أشخاص‬ ‫بعينهم‪ ,‬و يمكن أن تكون العاطفة بذلك حالة تتشكل من تراكم و تكرار النفعاالت تنتج عن استجابات محددة‪.‬‬ ‫كما يجب أن نفهم كذلك أن موضوع االستجابات ال يحدث دوما في سياق أحادي أو خطي ( أ‪ -‬ب – ج )‪ ,‬لكنه‬ ‫أدق و أعقد من ذلك بكثير‪ .‬فتكفي فكرة واحدة و لو كانت صغيرة تمر على وعي الفرد حتى تؤسس لشبكة‬ ‫طويلة من االستجابات االنفعالية المعقدة‪ ,‬التي قد تأخذ منحنى تصاعدي ينتهي في أقوى الحاالت ليثير ردات‬ ‫الفعل ذات الطابع الجسماني كالتعرق أو االرتعاش‪ .‬فهنا نجد ذلك التداخل المعقد و التأثير المتبادل بين‬ ‫االنفعاالت و األفكار و الجسم‪ .‬فأحيانا يسبق االنفعال و تليه الفكرة ثم تأتي استجابة الجسد كالخوف من شيء‬ ‫غير واضح‪ ,‬و أحيانا تكون الفكرة ثم يليها االنفعال فردة فعل الجسد‪ ,‬كرؤية شيء مقزز‪ ,‬و في أحيان أخرى‬ ‫تأتي ردة فعل الجسم تجاه مثير خارجي لتليها الفكرة و ينتهي األمر باالنفعال كالتعرض للسعة مفاجئة‪ ,‬فتكون‬ ‫ردة النخاع الشوكي الالإرادية كالقفز مثال‪ ,‬تليها الفكرة ( الوعي ) التي توضح أن الحادث هو عبارة عن لسعة‬ ‫نحلة‪ ,‬ليليها االنفعال الناتج عن األلم كالغضب مثال‪ ,...‬و في كل حالة من هذه الحاالت قد تحدث تفاعالت‬ ‫كثيرة و متشعبة بين االنفعال و العقل و الجسم و تصل لتترك أثرها في المحيط‪.‬‬ ‫و هنا يجب أن نطرح السؤال األنسب لفهم ماهية االنفعال‪ :‬لماذا تحدث االنفعاالت في حياتنا اليومية ؟‪.‬‬ ‫إن التجارب و األحداث المختلفة التي نمر بها طيلة حياتنا‪ ,‬و مهما كان نوعها أو طبيعتها‪ ,‬تحمل دوما قيمة‬ ‫ذات بعد انفعالي أو عاطفي معين‪ ,‬تمكن لنا من إعطاء أو إكساب معنى لذواتنا و حياتنا و لتلك األحداث نفسها‪,‬‬ ‫و الظروف أو األشخاص الذين يرتبطون بها‪ ,‬بحيث ال يمكن أن تتحول تلك التجارب على اختالفها –سواء‬ ‫كانت إيجابية أو سلبية – إلى ما يُعرف بالخبرة إن كانت منقوصة من نسبة و لو ضئيلة من المركب االنفعالي‪,‬‬ ‫الذي يضمن الحد األدنى من التفاعل و التقييم و التعلم‪ ,‬و ذلك يبدأ منذ مرحلة الطفولة‪ .‬فمثال كيف للصبي‬ ‫الصغير أن يفهم أن سلوك تحطيم ممتلكات اآلخرين و العبث بها هو سلوك غير مقبول اجتماعيا‪ ,‬إن لم يشعر‬ ‫بقدر معي ن من الخوف أو الذنب جراء التوبيخ الذي يتعرض له من طرف األبوين‪ ,‬و الذي يدفعه للحذر‬ ‫مستقبال في التعامل مع مقتنيات البيت ؟‪ .‬و هو ما يقابله الشعور بالسعادة عندما يقابله أفراد األسرة باالحتضان‬


‫‪7|Page‬‬

‫و التقبيل في حال اإلقدام على فعل يحمل قيمة اجتماعية إيجابية‪ ....‬فهذه االنفعاالت التي تصاحبنا منذ خبراتنا‬ ‫الطفولية األولية ( قبل نضجنا الفكري ) تكون بمثابة البوصلة المرشدة لنا في تحديد توجهاتنا نحو ذواتنا و‬ ‫اكتشاف القيم األخالقية للمحيط الذي نحيا فيه‪,‬هذا على المستوى التربوي‪.‬‬ ‫أما على المستوى االجتماعي فإن من وظائف االنفعاالت في حياتنا الشخصية و االجتماعية هي خلق التكيف‬ ‫و التوازن مع شكل أو طبيعة األحداث التي نعيشها وسط جماعتنا‪ .‬فالمرء ال يمكن أن يحقق اندماجا مثاليا في‬ ‫جماعته إن لم يكن متوافقا و متناغما معها على المستوى االنفعالي و العاطفي‪,‬و أبسط مثال على ذلك هو حالة‬ ‫الشخص العا بس وسط حفلة بهيجة‪ ,‬أو حالة الشخص المرح وسط مأتم‪,...‬فهذا النوع من عدم التوافق االنفعالي‬ ‫وسط الجماعة يعد أحد مسببات اإلقصاء و العزل عن المجتمع‪.‬‬ ‫بل و يذهب علماء النفس و األعصاب المعاصرون إلى تحديد أهم وظائف االنفعال في "الحفاظ على حياتنا و‬ ‫ووجودنا " كجنس بشري‪ ,‬بوصف المشاعر بـ " دوافع األفعال " حسب جولمان‪ ,‬الذي يربط السياق الذي‬ ‫تحدث فيه االنفعاالت بمختلف ردود الفعل التي من شأنها تجنيب الفرد المواقف الخطرة أو المهددة لسالمته‪.‬‬ ‫فمشاعر القلق و الخوف – حسب جولمان – هي الدافع إلى الحذر‪ ,‬و مشاعر اإلعجاب و االنجذاب نحو‬ ‫الجنس اآلخر هي الدافع للصداقة و التعاطف و االقتران و الحماية و التكاثر‪ ,‬و مشاعر الحب األبوي مثال هي‬ ‫الدافع للعمل و التضحية من أجل مستقبل األبناء ( الجيل التالي )‪ .‬و هذه الحقيقة المتعلقة بتحريك العواطف‬ ‫للسلوك كان قد أشار إليها العالم " ماك دوجال ‪ " Mc Dogal‬في بدايات القرن العشرين‪ ,‬عندما قال بأن‬ ‫"السلوك ال يندفع باعتبارات عقلية محضة‪ ,‬بل بالحب و الكره و االهتمام و الحماس و المنافسة و غيرها من‬ ‫العواطف "‪.‬‬ ‫لهذا نفهم أن االنفعاالت تؤدي وظائف متنوعة في حياتنا‪,‬منها ما هو تكيفي و منها ما هو دفاعي و منها ما هو‬ ‫سط على أنها " تلك الحالة التي تؤثر في الكائن‬ ‫ارتقائي ( يسمو بالكائن البشري )‪ .‬و يمكن تعريفها بشكل مب ّ‬ ‫الحي‪ ,‬و تصحبها تغيرات جسمية وظيفية داخلية‪,‬و مظاهر جسمانية خارجية غالبا ما تعبر عن نوع تلك الحالة‬ ‫نفسها‪ ,‬الهدف منها هو التكيف مع طبيعة المثير الذي يثير تلك الحالة‪ ,‬سواء كان إيجابيا أو سلبي‪ ,‬داخليا أو‬ ‫خارجي‪ ,‬طارئا أو غير طارئ‪ ,‬و التعامل معه بالشكل المناسب "‪.‬‬ ‫جدلية العقل و االنفعال و الحل المقترح إلنهائها‬ ‫" الحياة كوميديا لمن يُف ّكرون‪ ,‬و تراجيديا لمن يشعرون "‪ ...‬بهذه الكلمات عبّر دانيل جولمان عن تلك الجدلية‬ ‫الطويلة و المستمرة بين من يقدسون العقل و يرون أنه المفتاح الوحيد للتحكم في زمام األمور و مجريات حياة‬ ‫األفراد و المجتمعات‪ ,‬و أالئك الذي يرون أن العواطف و االنفعاالت هي مفتاح ذلك‪.‬‬ ‫و الحقيقة هي أن كل التجارب الحياتية أثبتت بما ال يدع مجاال للشك أن التطرف في الميل إلى أحد هاذين‬ ‫الطرفين ( العقل أو القلب ) على حساب اآلخر‪ ,‬إنما هو فاتحة لمشاكل جمة من عدم التوافق النفسي و‬ ‫حولته سلوكياته المبنية على التفكير العقالني المحض إلى شخص فاتر‬ ‫االجتماعي للفرد‪ .‬فكم من شخص ّ‬ ‫صالته االجتماعية بسبب نفور المحيطين به منه‬ ‫العواطف يشبه اآللة الحاسبة‪ ,‬و انتهى به المطاف إلى تفكك ِ‬ ‫بسبب استحالة العيش بجانبه‪ .‬و كم من شخص آخر صار عبدا ضعيفا لعواطفه و انفعاالته‪ ,‬إلى درجة أن‬ ‫التفكير العقالني أو المنطقي لم يعد له وجود في حياته‪,‬مما جعل الحياة بجانبه مستحيلة كذلك بسبب سلوكياته‬ ‫االنفعالية المندفعة دوما بدون تفكير متأن نحو المجهول‪ ...‬نحو االنهيار‪.‬‬ ‫و قد كان هناك مجال واسع للحديث عن التوفيق بين العقل و المشاعر في تسيير أمور الحياة‪ ,‬لكن الحقيقة‬ ‫أثبتت أن قلة من الناس يفلحون في خلق هذا التوافق‪,‬بينما يستمر الكثير منهم في حياة المد و الجزر في صراع‬


‫‪8|Page‬‬

‫القلب و العقل د ون أن يفهموا جوهر هذا التجاذب‪,‬و هو السبب األول في أنواع اإلرهاق العصبي و القلق التي‬ ‫يعيشها اإلنسان المعاصر‪.‬‬ ‫هنا نصل إلى ما يُمكن اعتباره المفهوم الذي فتح الطريق واسعا لدراسة هذه العالقة المتشابكة و المعقدة بين‬ ‫التفكير المنطقي الواعي‪ ,‬و بين طاقة المشاعر و األحاسيس و االنفعاالت‪ .‬عندما بدأ علماء النفس المعرفي‬ ‫يشيرون إلى أالئك األشخاص الذين يستطيعون التوفيق بين التفكير و االنفعال بشكل يمكنهم من النجاح في‬ ‫سميت هذه القدرة بالذكاء‬ ‫مختلف مناحي حياتهم‪ ,‬خاصة ما تعلق منها بجانب العالقات االجتماعية‪ .‬و قد ُ‬ ‫االنفعالي‪ ,‬و تسمى أيضا بالذكاء العاطفي‪ ,‬و الذكاء الوجداني‪ ,‬و ذكاء المشاعر‪.‬‬ ‫لقد كان الباحث " رووفين بارون ‪ " R-Baron‬أول من وضع معامل االنفعالية ‪Emotional‬‬ ‫‪ Quotient‬العام ‪ ,1985‬و وصف الذكاء االنفعالي بأنه " يُظهر قدرتنا على التعامل بنجاح مع مشاعرنا و‬ ‫مع اآلخرين "‪ .‬ثم جاء دانييل جولمان عام ‪ 1995‬مقدما نموذجه النظري الشهير للذكاء االنفعالي‪ ,‬إذ عرف‬ ‫جولمان هذا النوع من الذكاء بأنه " مجموعة من المهارات االنفعالية و االجتماعية التي يتمتع بها الفرد‪ ,‬و‬ ‫الالزمة للنجاح المهني و في شؤون الحياة األخرى"‪ ,‬ثم جاء بعده كل من " سالوفي و ماير & ‪Salovey‬‬ ‫‪ " Mayer‬عام ‪ 1997‬بتعريف آخر للذكاء االنفعالي يفيد بأنه‪ " :‬القدرة على إدراك االنفعاالت و فهمها و‬ ‫تنظيمها لتدعيم الترقي االنفعالي و العقلي "‪.‬‬ ‫و على أساس ما تقدم‪ ,‬يمكن أن نعبر عن الذكاء االنفعالي بأنه نوع من القدرة التي تسمح للفرد بإدراك‬ ‫عواطفه أو انفعاالته حين حدوثها‪ ,‬و تقييمها تقييما دقيقا‪ ,‬لتسخيرها لصالح عالقته مع نفسه و مع اآلخرين‪ .‬إذ‬ ‫يتحقق على هذا المستوى ذلك االرتباط بين العقلين المفكر ( القشرة المخية ) و العاطفي ( المخ الحوفي )‪.‬‬ ‫فالقدرة على إدراك االنفعال و فهم نوعه و مدى عمقه و آثاره على سلوك الفرد‪ ,‬ثم استخدام هذه المعرفة في‬ ‫ضبط االنفعاالت و السلوك و األفكار الناتجة عنها لصالح صاحبها‪ ,‬بات يعتبر من أعظم قدرات الذكاء حاليا‪.‬‬ ‫فأذكى األشخاص في عصرنا الحالي ليسوا من حملة الشهادات األكاديمية الراقية من الجامعات الشهيرة‬ ‫بالضرورة‪ ,‬بل هم أالئك الذين يملكون القدرة العالية على فهم انفعاالتهم و عواطفهم‪,‬و يستخدمون ذلك الفهم‬ ‫الدقيق في توجيه تلك األفكار و المشاعر للحصول على الراحة و الرضا على النفس و النجاح في العالقات‬ ‫مع اآلخرين‪.‬‬ ‫فقد بين سالوفي أن مرتفعي الذكاء االنفعالي يُحتمل أن يكون لديهم القدرة على مراقبة انفعاالتهم و مشاعرهم‪,‬‬ ‫و التحكم فيها‪ ,‬و الحساسية لها‪ ,‬و تنظيم تلك االنفعاالت وفق انفعاالت و مشاعر اآلخرين‪ .‬و قد حدد مفهوم‬ ‫الذكاء االنفعالي في خمسة نقاط أو قدرات أساسية‪ ,‬لخصها السيكولوجي الجزائري " بشير معمرية " كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬أن يعرف الفرد عواطفه و مشاعره‪.‬‬‫‪ 2‬أن يتدبر الفرد أمر عواطفه و مشاعره‪.‬‬‫‪ 3‬أن يدفع نفسه بنفسه‪ ,‬أي أن يكون مصدر دافعية لذاته‪.‬‬‫‪ 4‬أن يتعرف على مشاعر اآلخرين‪.‬‬‫‪ 5‬أن يتدبّر أمر عالقاته باآلخرين‪.‬‬‫هذا و قد قدم دانييل جولمان نموذجا نظريا مثيرا لالهتمام ل ّخص من خالله القدرات الفرعية األساسية التي‬ ‫يتشكل منها الذكاء العاطفي‪ ,‬و الالزمة للنجاح في الحياة الشخصية و في العالقات االجتماعية‪ ,‬إذ تشتمل على‪:‬‬ ‫معرفة االنفعاالت‪ ,‬إدارة االنفعاالت‪ ,‬تنظيم االنفعاالت‪ ,‬التعاطف و أخيرا إدارة العالقات‪.‬‬


‫‪9|Page‬‬

‫إن الركيزة األساسية في هذا النظام العقلي –االنفعالي هي معرفة االنفعاالت وقت حدوثها و إعطائها التقييم‬ ‫المناسب ألثرها على سلوكنا‪,‬إذ يورد جولمان في هذا السياق أسطورة جميلة تدور حول محارب الساموراي‬ ‫الياباني الذي التقى ذات يوم برهبان و أراد أن يتحداه حول من أكثرهما دراية بمفهوم الجنة و النار‪.‬فنظر إليه‬ ‫الرهبان نظرة احتقار و هو يقول له بأنه لن يضيع وقته مع تافه مغفل مثل مقاتل ساموراي‪,‬فكان أن شعر‬ ‫المحارب باإلهانة الشديدة‪ ,‬فسحب سيفه من غمده و هو يصيح راكضا نحو الرهبان الذي ظل واقفا في مكانه‬ ‫بهدوء‪ ,‬و قبل أن يصل مصل السيف إلى رقبته صاح في الساموراي‪ :‬هذه تماما هي النار‪ .‬فتجمد المحارب في‬ ‫مكانه و قد أدرك أنه فعال كان لقمة سائغة النفعاالته‪ ,‬فشعر بالخجل الشديد و انحنى للرهبان معتذرا بشدة فعاد‬ ‫الرهبان و هو يقول‪ :‬و هذه هي الجنة ! ‪.‬‬ ‫إن الوعي باالنفعال في لحظة حدوثه يختلف كلية عن إدراكه بعد أن يقع السلوك الناتج عنه و يزول‪,‬إذ أن هذا‬ ‫الو عي هو الذي يصنع الفارق بين اإلقدام على فعل أو سلوك متهور قد يجعل صاحبه يقع في دوامة الندم‬ ‫الطويل الحقا‪,‬و بين ضبط النفس الذي يأتي عندما يستطيع الفرد التفريق بين ذلك االنفعال و بين ذاته‬ ‫نفسها‪,‬كأن يقول الشخص في لحظة غضب غامر من شخص ثان‪ :‬هذه مشاعر الغضب و لستُ أنا الغضب‪.‬‬ ‫فهذا النوع من الوعي – حسب جولمان – يؤدي وظيفة رقابية على انفعاالت الفرد‪ ,‬وهو الذي يصدر األحكام‬ ‫على المشاعر المختلفة على أنها جيدة أو سيئة‪ ,‬مقبولة أو مرفوضة‪ ,‬فإذا تمكن الفرد من تطوير هذه القدرة‬ ‫يكون قد وصل إلى جوهر ما دعى إليه سقرلط عندما قال‪ " :‬اعرف نفسك بنفسك "‪.‬‬ ‫البعد الثاني في هذا النموذج‪ ,‬هو " إدارة االنفعاالت "‪ ,‬و الذي يُقصد به التحكم في سير االنفعاالت بعد‬ ‫إدراكها‪ ,‬و وضع كل انفعال في مكانه المناسب‪,‬لتحقيق التوافق مع الذات و مع البيئة و المجتمع‪ .‬كما يشمل‬ ‫أيضا طرق التعامل مع االنفعاالت العاصفة و الشديدة‪,‬و امتصاص آثارها السلبية التي من شأنها زعزعة‬ ‫شخصية الفرد‪ ,‬و ذلك بعيش تلك االنفعاالت و معالجتها بمرونة‪.‬فالفكرة األساسية التي تعبر عن هذا البعد هي‬ ‫أن لكل موقف من مواقف الحياة انفعاال مناسبا له ال يمكن إنكاره أو قمعه كما ال يمكن أن يستبدل بانفعال‬ ‫آخر ‪.‬فتقلب الحياة بين مواقف سعيدة و أخرى حزينة‪,‬ينبغي التعالم معه بوضع االنفعال المناسب في الموقف‬ ‫المناسب و عيش ذلك االنفعال بمعقولية‪ .‬و الهدف من كل هذا هو إعطاء الحياة معناها الحقيقي‪.‬‬ ‫فاألفراد الذين يعيشون دوما في ريتم انفعالي واحد و ثابت هم أكثر األشخاص عرضة للمشاكل التوافقية‪,‬كما‬ ‫أن أالئك الذين يفتقدون إلى قدرة تسيير مشاعرهم و التعامل مع انفعاالتهم الطارئة بالمرونة الالزمة‪,‬هم‬ ‫أشخاص بحاجة ماسة إلى مساعدة‪ .‬فاالعتقاد السائد بين عامة الناس فيما يخص التعامل مع االنفعاالت السلبية‬ ‫كالحزن مثال‪ ,‬هو أن أفضل وسيلة لتجنب هذه المشاعر هي إنكارها أو القفز عليها‪ ,‬إال أن ذلك ال ينفع عادة‪,‬‬ ‫خاصة إذا كان الموقف يتطلب أن نعيش تلك المشاعر‪ .‬إنما الحل يكمن في تقبلها و محاولة فهم سببها و‬ ‫االقتناع بأنها طبيعية و هي تخص مرحلة أو حدثا معينا أدى إلى عيشها‪ ,‬أي أنها مؤقتة‪.‬‬ ‫أما البعد الثالث لهذا النموذج النظري‪,‬فهو " تنظيم االنفعاالت " و تسمى كذلك الدافعية الذاتية و التحكم في‬ ‫العواطف و القدرة على تأجيل اإلشباع‪ ,‬و هي أيضا القدرة على تنظيم االنفعاالت و توجيهها إلى تحقيق‬ ‫االنجاز و التفوق‪ ,‬و استعمال االنفعاالت في صنع أفضل القرارات‪.‬‬ ‫فقد أثبتت دراسات تتبعية هامة‪ ,‬أجراها مجموعة من الباحثين في السنوات الماضية‪ ,‬شملت مجموعة من‬ ‫األطفال من مرحلة الروضة إلى غاية مرحلة المراهقة‪,‬أثبتت أن أفراد العينة الذين كانوا يستطيعون تنظيم‬ ‫انفعاالتهم و توجيهها توجيها صحيحا مبنيا على أساس األهداف النهائية التي يريدون الوصول إليها‪ ,‬بما في‬ ‫ذلك مهارات تأجيل إشباع اللذات اآلنية العابرة من أجل لذات مستقبلية أكبر‪.‬كان هؤالء األفراد األكثر نجاحا‬ ‫في حياتهم الدراسية و االجتماعية و المهنية‪,‬عكس األفراد الذين كانوا يواجهون عجزا في فهم انفعاالتهم و‬


‫‪10 | P a g e‬‬

‫استغاللها في حفز ذواتهم للوصول إلى أهدافهم النهائية‪.‬لذلك خلص أحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة‬ ‫للقول بأن‪ " :‬تأجيل اإلشباع المفروض ذاتيا و الموجه بالهدف‪,‬ربما يكون أساسا لتنظيم الذات االنفعالية "‪.‬و‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن التنظيم االنفعالي يساعد الفرد في فهم الكيفية التي يتفاعل بها اآلخرون من حوله‬ ‫بمشاعرهم المختلفة‪.‬‬ ‫و هنا نصل إلى البعد الرابع و الذي يُعتبر أساسيا و هاما جدا في مجال النجاح في العالقات االجتماعية‪ ,‬و هو‬ ‫ما يُسمى بـ" التعاطف "‪ ,‬و يسمى كذلك التفهم أو التقمص الوجداني كما يسميه "إدوارد‬ ‫تيتشنر‪ " E.Titchener‬الذي يقول‪ ":‬التعاطف ينبع من الشعور بمعانة اآلخر‪ ،‬باستحضار مشاعر اآلخرين‬ ‫نفسها إلى داخل المتعاطف نفسه"‪.‬‬ ‫و يوضح الدكتور بشير معمرية ما سبق بقوله‪" :‬يقوم التعاطف على أساس الوعي بالذات‪ ,‬ألنه بقدر ما يكون‬ ‫الفرد قادرا على تقبل مشاعره و إدراكها‪ ,‬يكون قادرا على قراءة مشاعر اآلخرين‪ .‬فاألشخاص العاجزون عن‬ ‫التعبير عن مشاعرهم‪ ,‬و المفتقدون ألي فكرة عما يشعرون به أنفسهم‪ ,‬يكونون في ضياع كامل‪ .‬حيث أنه إذا‬ ‫طلب منهم معرفة مشاعر أي شخص آخر ممن يعيشون حولهم‪ ,‬فإنهم ال يجيبون بشيء "‪ .‬و قد بينت الباحثة "‬ ‫زينب شعبان " في هذا الصدد عام ‪ 2003‬دراسات أجريت في أمريكا على أفراد من أعمار مختلفة و من‬ ‫جنسيات مختلفة‪ ,‬أن اإلنسان القادر على قراءة المشاعر من التعبيرات غير المنطوقة‪ ,‬يكون في حالة أفضل‬ ‫من حيث التكيف العاطفي و محبوبا أكثر من غيره‪,‬و تبين كذلك من نتائج هذه الدراسات أن النساء أفضل من‬ ‫الرجال في التعاطف‪,‬و أن األطفال األذكياء في قراءة المشاعر غير المنطوقة كانوا من األطفال‬ ‫المحبوبين في المدرسة و أكثرهم استقرار عاطفيا و أفضلهم أدا ًء‪.‬‬ ‫لذلك يُطلق بعض العلماء على هذا العنصر اسم " دور العاطفة الذكي "‪ ,‬فهو يشمل إدراك اإلنسان لعواطفه‬ ‫الذاتية و فهمها فهما عميقا‪ ,‬ثم العمل على الحفاظ عليها و العناية بها و تطويرها‪ ,‬إلى القدر الذي يصل به إلى‬ ‫" االرتقاء " بها إلى القدرة على قراءة عواطف و انفعاالت اآلخرين‪ ,‬دون أن يضطروا هم للتعبير عنها‪ ,‬و‬ ‫استعمال هذه القدرة في التواصل معهم و تلبية احتياجاتهم‪ ,‬بما يكفل تقديرهم و تأثرهم بشخص الفرد‬ ‫المتعاطف‪.‬‬ ‫أما البعد الخامس و األخير في هذا النموذج فيسمى بـ "إدارة العالقات "‪,‬و هو ما يمكن اعتباره فنا من فنون‬ ‫العالقات االجتماعية‪,‬كما يسمى بالكفاءة االجتماعية و التواصل االجتماعي‪.‬و يشير إلى تأثير الفرد القوي و‬ ‫االيجابي في اآلخرين عن طريق إدراك انفعاالتهم و مشاعرهم‪ ,‬و معرفة متى يقود و متى يتبع اآلخرين و‬ ‫يتصرف معهم بطريقة مالئمة‪.‬‬ ‫فحسب بشير معمرية فإن اإلنسان كائن اجتماعي‪ ,‬و قدرته على السلوك بصورة سليمة مع اآلخرين عامل‬ ‫فعال في توافقه‪ .‬و تشير الكفاءة االجتماعية إلى القدرة على فهم مشاعر اآلخرين و انفعاالتهم بالصورة المثلى‬ ‫التي يتطلبها الموقف‪ ,‬و هي تظهر في القدرة على التأثير في اآلخرين و التواصل معهم‪ ,‬و قيادتهم بشكل‬ ‫فعال‪ .‬هذا وقد كتب جولمان يقول‪ " :‬فن العالقات بين البشر هو في معظمه مهارة في تطويع عواطف‬ ‫اآلخرين‪ ,‬و يتطلب ذلك كفاءة اجتماعية و قدرات و فعالية في عقد الصالت مع اآلخرين‪ .‬و المتفوقون في هذه‬ ‫المهارات يجيدون التأثير بمرونة في كل شيء يعتمد على التفاعل مع الناس"‪.‬‬ ‫و يضيف بشير معمرية على كالم جولمان أن إدارة االنفعاالت بشكل سليم مع اآلخرين‪ ,‬هي أساس تناول‬ ‫العالقات على نحو صحي و ناجح‪ ,‬و هي مهارة أساسية في إقامة عالقات ايجابية متميزة مع اآلخرين‪ ,‬و لكي‬ ‫ينجح الفرد في التحكم في انفعاالته يتطلب نضج اثنتين من المهارات في هذا النموذج هما‪ :‬إدارة الذات و‬ ‫التعاطف‪.‬‬


‫‪11 | P a g e‬‬

‫و لعلنا نفهم اآلن بعد كل الذي تقدم‪,‬أن مثل هذه النماذج النظرية و البحوث التي ارتبطت بها قد حققت الكثير‬ ‫في ميدان علم الن فس الحديث‪ ,‬و ساعدت في فهم و تحليل الكثير من السلوكيات سواء كانت ظاهرة أو باطنية‪,‬‬ ‫و التي يتميز بها اإلنسان مع نفسه و مع اآلخرين‪ .‬حيث صار مفهوم الذكاء االنفعالي أو العاطفي من بين أهم‬ ‫المواضيع المدروسة في الجامعات و مراكز البحث‪.‬‬ ‫آثاره على بعض مناحي حياتنا‬ ‫ي جب االعتراف بأن عهد االحتقار أو االستصغار غير المعلن للعواطف و المشاعر قد بدأ في االنحصار‪,‬بعدما‬ ‫أثبت العلم الحديث أن تميز الفرد بعاطفة قوية و انفعاالت عميقة ليس فيه أي عيب أو دليل على ضعف في‬ ‫الشخصية‪ ,‬مادام قادرا على اكتشاف تلك االنفعاالت و المشاعر و االعتراف بها و تحليل شكلها و تحديد‬ ‫عمقها بشكل دقيق‪ ,‬و تسخيرها لصالح عالقته بنفسه و بمحيطه‪ ,‬و جعلها وقودا يمأل خزان طاقاته اإلبداعية‬ ‫المختلفة‪ ,‬الذي يستخدمه في تجسيد خططه و أهدافه في الحياة‪.‬‬ ‫و قد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة التي تزامنت مع التطور الهائل في أدوات الرصد و المراقبة و‬ ‫القياس‪,‬أن للعواطف و االنفعاالت‪ ,‬و ردود الفعل الفكرية و الفسيولوجية المصاحبة لها آثار بالغة األهمية في‬ ‫تحديد نوع عالقة الفرد بمحيطه االجتماعي و المهني‪ ,‬و من ثم مستقبل العالقة نفسها‪ .‬و أثبت جل العلماء أن‬ ‫لمستوى الذكاء العاطفي الدور األبرز في تحديد المستقبل العالئقي للفرد و إن كان هذا المستقبل مشرقا أم‬ ‫العكس‪ .‬و فيما يلي نلخص بعض أهم الجوانب االجتماعية التي يلعب فيها الذكاء االنفعالي دوره الحاسم‪,‬‬ ‫استنادا إلى ما توصلت إليه بحوث العلماء في هذا الشأن‪:‬‬ ‫أ‪-‬الذكاء االنفعالي و العالقة الزوجية‪:‬‬ ‫فالعالقة الزوجية و مستقبلها مرهون – كما أثبتته الدراسات – بالخلفية العاطفية للزوج و الزوجة‪ .‬فقد أكد‬ ‫جولمان على أن االستعدادات و الصفات االنفعالية للرجل تختلف عن استعدادات المرأة بحكم الخلفيات الذهنية‬ ‫و العاطفية لكل منهما‪ ,‬و قد اعتمد في ذلك على بحث قامت بتلخيصه كل من "ليسلي برودي ‪Lislie‬‬ ‫‪ " Brody‬و "جوديث هول ‪ " Judith Hall‬يؤكد على أن الفتيات يتطورن في اللغة بسهولة و بسرعة عن‬ ‫الذكور و هذا ما يجعل اإلناث أكثر حدة في إظهار مشاعرهن‪ ,‬و أكثر مهارة من األوالد في استخدام الكلمات‬ ‫ليكشفن عن ردود أفعالهن العاطفية‪ .‬أما الذكور ممن ال يتلقون تأكيدا لفظيا للمؤشرات التي يواجهونها‪ ,‬قد ال‬ ‫يدركون كثيرا حالتهم االنفعالية أو حاالت غيرهم‪ ,‬و غالبا ما تكون المعارك الجسدية سبيل العنصر الذكوري‬ ‫للتعبير عن ردود الفعل االنفعالية بدل األلفاظ‪.‬‬ ‫لهذا يستنتج جولمان أن أغلب الخالفات التي تنشأ بين األزواج مردها االختالف بين أنماط السلوك االنفعالي‬ ‫بين الجنسين من جهة‪ ,‬و جهل كل طرف بالخصائص العاطفية و المعرفية للطرف اآلخر من جهة ثانية‪ .‬لهذا‬ ‫يؤكد على أن الرجال الذين يمتلكون مهارات اإلعفاء الجيد و التعاطف مع حاالت الزوجات هم األزواج‬ ‫الذين غالبا ما ين تهي بهم المطاف إلى كسب ثقة زوجاتهم و إطالة عالقاتهم بهن‪ .‬إضافة إلى األهمية القصوى‬ ‫لدور المناقشة التي تدور بين األزواج حول المشاكل و المنغصات‪ ,‬إذ يوضح جولمان أن تقصير دورات‬ ‫المناقشة و تقديم الحلول العملية السريعة للمشاكل من طرف األزواج‪ ,‬من أهم األمور السلبية التي يجب‬ ‫تفاديها‪ ,‬ألن الزوجات عموما يرغبن في إطالة تلك المناقشات‪ ,‬فقط من أجل أن يشعرن بأن أزواجهن‬ ‫يصغون إليهن باهتمام‪ ,‬بغض النظر عن بساطة أو حتى سذاجة موضوع النقاش‪.‬‬


‫‪12 | P a g e‬‬

‫و الحقيقة أن معظم األزواج ال يفهمون هذا التفصيل الصغير‪ ,‬و ال يدركون أن المرأة في العموم تلجأ إلى‬ ‫تضخيم بعض المشاكل فقط لترى زوجها مصغيا و متعاطفا و مانحا لها مزيدا من الوقت‪ ,‬فيميل هؤالء‬ ‫األزواج – إما عن جهالة أو عن قصد – إلى التهكم على المشاكل المطروحة للنقاش‪ ,‬و بأنها سخيفة و ال‬ ‫تستحق كل هذه الضجة من طرف الزوجة‪ ,‬فيكونون بذلك قد فتحوا الباب لفقدان الثقة و الشعور بالوحدة و‬ ‫النكد من طرف الزوجة‪.‬‬ ‫لكن طبعا هذا ال يعني إعفاء الزوجات من المسئولية في التصدعات التي تصيب عالقتهن مع أزواجهن‪ ,‬إذ‬ ‫يشير العلماء إلى أن من أهم األخطاء التي تقع فيها الزوجات عادة في مثل هذه العالقات هي التهجم المباشر‬ ‫على شخصية ا لزوج عند حدوث أي أمر منغص‪ ,‬و كما يشير جولمان دائما‪ ,‬فإن عدم قدرة الزوجة على‬ ‫التفريق بين أي سلوك سلبي صادر عن زوجها و بين هذا الزوج كشخص‪ ,‬غالبا ما يدفعها إلى إطالق عبارات‬ ‫التهكم و االستصغار أو حتى االحتقار في حقه‪ ,‬بدل انتقاد سلوكه بشكل الئق و محترم‪ ,‬و هو – حسب علماء‬ ‫النفس – من أكثر األمور التي تمس الرجل في الصميم‪ .‬فتجعله يفقد احترامه للزوجة مع مرور الوقت‪ ,‬بل و‬ ‫قد يكون أحد األسباب للعنف المعنوي أو البدني أو حتى الخيانة الزوجية مستقبال‪.‬‬ ‫لذلك فإن أهمية الذكاء االنفعالي في هذا الجانب الجوهري في الحياة االجتماعية‪ ,‬تكمن في معرفة الخصائص‬ ‫االنفعالية لكل من طرفي العالقة الزوجية‪ ,‬و االعتماد على هذه المعرفة القائمة أساسا على مهارتي التعاطف‬ ‫و إدارة العالقات في توجيه العالقة بين الزوجين في االتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫بـ‪ -‬الذكاء االنفعالي في األسرة‪:‬‬ ‫و كما يقول جولمان‪" :‬األسرة هي المدرسة األولى للتعلم العاطفي‪ ,‬فنحن نتعلم في هذا المحيط االجتماعي‬ ‫كيف نتمعن في مشاعرنا و نحدد اختياراتنا كرد فعل لهذه االستجابات"‪ .‬و يرى جولمان أن هذه التربية‬ ‫العاطفية تتم عن طريق ما يقوله اآلباء و يفعلونه و يقدمونه من نماذج في كيفية تعاملهم تجاه أبنائهم‪ ,‬و‬ ‫كيف يتبادلون المشاعر هم أنفسهم فيما بينهم‪.‬‬ ‫فقد قام سالوفي و آخرون ببحث اقترح أن آباء األطفال أو األفراد األذكياء عاطفيا يكونون حساسين انفعاليا‬ ‫ألطفالهم في وقت الحاجة العاطفية‪ .‬و من بين أهم العناصر التي تنمي القدرات العاطفية لألطفال منذ سن‬ ‫مبكرة هي "المظاهر األمومية التعبيرية"‪ ,‬أي ردود أفعال األم على تعابير الطفل‪ ,‬إذ يوضح كل من "دنهام و‬ ‫غروت ‪ " Denham & Groat‬عام ‪ 1993‬في إحدى الدراسات‪ ,‬أن ردود الفعل التعبيرية للوالدين على‬ ‫انفعاالت األطفال يمكن أن تكون عوامل هامة لجعل األطفال يعرفون أي اتجاهات السلوك تكون مالئمة‪,‬‬ ‫عندما يشعرون بأن هناك طرقا مختلفة يمكن استخدامها لالستجابة‪.‬‬ ‫كما يكتسب الطفل الذكاء العاطفي عن طريق حديث األسرة المفتوح عن المشاعر و االنفعاالت التي تقوي‬ ‫وعي الطفل العاطفي‪ ,‬الذي يسمح له بتبني المعاني المالئمة و الشائعة ثقافيا حول الخبرة االنفعالية‪ .‬لذلك‬ ‫فاألطفال الذين ينشئون في أسر يتكرر فيها الحديث حول الحالة الشعورية يبدون أفضل في اتخاذ أحكام حول‬ ‫انفعاالت الراشدين‪.‬‬ ‫و هكذا إذن تبرز األهمية التي تلعبها النظرات العاطفية و اللمس و المناغاة منذ مرحلة الرضاعة‪,‬إذ يستعملها‬ ‫األبوين كلغة إشارات انفعالية و عاطفية‪,‬تعلم الطفل التواصل الوجداني و التعلق بالوالدين‪,‬و تمهد له الطريق‬ ‫الكتساب قدرة فهم و تفسير الحاالت االنفعالية لآلخرين في سن مبكرة‪ .‬يتبعها شكل العالقة الزوجية بين‬ ‫األبوين‪ ,‬إذ تبرز أهمية إبراز األبوين الحب و االحترام المتبادل بينهما أمام األطفال‪ ,‬لتعزيز الشعور باألمان و‬ ‫الثقة من جهة‪ ,‬و من جهة أخرى ليشكال نماذج ممتازة عن شكل العالقات اإلنسانية األنسب الذي يسعى الطفل‬


‫‪13 | P a g e‬‬

‫لتشكيله مستقبال‪ .‬يضاف إلى كل هذا – و هو ما يعتبر طابو في مجتمعاتنا – الحديث و التعبير الصريح عن‬ ‫مشا عر الحب و الود داخل األسرة‪,‬و الذي يعتبر سلوكا جد مهم في إكساب الطفل القدرة على وصف مشاعره‬ ‫و التعبير عن حاالته العاطفية بدل كبتها‪ ,‬إذ يتصل هذا السلوك مباشرة بالمعرفة االنفعالية‪ ,‬التي – كما أشرنا‬ ‫سابقا – تعد الركيزة األساسية لمهارات الذكاء االنفعالي‪.‬‬ ‫ج‪-‬الذكاء االنفعالي في المدرسة‪:‬‬ ‫تقول السيكولوجية الجزائرية " زبيدة الحطاح "أن‪ :‬المجال المدرسي مجال نفسي و اجتماعي ال يمكن فصل‬ ‫الظواهر النفسية لألفراد فيه عن الظواهر االجتماعية الخاصة بالمجموعات الصغرى التي تلتقي فيه و‬ ‫تتفاعل في إحداث الظواهر التربوية‪ .‬فالمتغيرات السيكولوجية الخاصة باألفراد من حاجيات و دوافع و‬ ‫أهداف و إدراكات‪ ,‬تلتقي بالمتغيرات االجتماعية من منظومات القيم الثقافية‪ ,‬و هكذا يكون المجال المدرسي‬ ‫مجاال عاطفيا لسببين رئيسيين حسب الباحث "خوالدة محمود" و هما‪ -1 :‬أن مجال المدرسة هو مجال معرفة‪,‬‬ ‫إذ ال يمكن أن نوجه أية آلية معرفية بدون عناصر وجدانية و عاطفية‪ -2 .‬أنه – أي المحيط المدرسي – مجال‬ ‫عالقات إنسانية و حيث ما تكون العالقات تكون العواطف‪.‬‬ ‫فهذا جولمان يرى أن المدارس هي األماكن األولى التي يمكن أن تديرها المجتمعات لتصحيح القصور في‬ ‫الكفاءة العاطفية للتالميذ‪ ,‬بما أن داخليها و مرتاديها يكونون مختلفين انفعاليا بحسب بيئة و خلفية كل فرد‬ ‫متمدرس‪ .‬لهذا هي تضطلع بمهام التغيير الالزم من أجل سد الفراغات العاطفية‪ -‬المعرفية التي خلفتها أساليب‬ ‫التنشئة الخاطئة أو الناقصة داخل األسرة‪ ,‬و هنا تعتبر مهارات و قدرات الذكاء العاطفي لدى المدرسين‬ ‫عامال حاسما في تأدية هذا الدور‪.‬‬ ‫و يمكن اإلشارة إلى أنه و في السنوات األخيرة دأبت بعض الحكومات الغربية على وضع سياسات تربوية في‬ ‫مختلف المدارس و المؤسسات التعليمية‪ ,‬من أجل نشر و توسيع مفاهيم الذكاء العاطفي وسط المتمدرسين‪,‬‬ ‫عبر توطيد مؤهالتهم و قدراتهم العاطفية "‪ ." Emotional Aptitude‬و كمثال على ذلك المشروع الذي‬ ‫ترعاه الحكومة البريطانية‪ ,‬و الذي يقوم بتنفيذه باحثون و أكاديميون و القاضي بنشر المفاهيم و القيم الخاصة‬ ‫بالمهارات االجتماعية و العاطفية‪ ,‬و نشر العادات الخاصة بها وسط طالب و تالميذ نحو ألف مدرسة ابتدائية‬ ‫في بريطانيا‪ .‬و يقول "جيمس بارك ‪ " James Park‬رئيس هذا المشروع أن جامعات أسترالية قد أبدت‬ ‫اهتماما بهذه الفلسفة التربوية‪ ,‬و هي متحمسة لنقلها إلى جامعات و مدارس أستراليا‪.‬‬ ‫إن الهدف من كل هذه الجهود هو تثقيف األطفال و التالميذ و حتى المدرسين عاطفيا لمواجهة ما يُمكن وصفه‬ ‫في عصرنا الحالي باألمية العاطفية "‪ " Emotional illiteracy‬من أجل تحسين تحصيلهم العلمي و‬ ‫األكاديمي‪ ,‬بما أن العملية التعليمية هي عبارة عن تكامل و عالقة وثيقة بين الجانب المعرفي و الجانب‬ ‫االنفعالي‪.‬‬ ‫د‪-‬الذكاء االنفعالي في أماكن العمل و المؤسسات‪:‬‬ ‫إن التدخالت في آماكن العمل لتنمية الذكاء العاطفي تكون هامة ألن الكثير من البالغين يدخلون عالم الشغل‬ ‫بدون القدرات الضرورية للنجاح‪ ,‬فقد أجري مسح قومي في الواليات المتحدة األمريكية للموظفين تبين منه‬ ‫أن أكثر من ‪ %50‬من العاملين تنقصهم الدافعية للعمل و التعلم للتحسن في وظائفهم‪ .‬و إذا ما علمنا أن‬ ‫الباحثين يقولون أن هناك فقط ما بين ‪ %20 -10‬من التباين في اختبارات النجاح المهني يمكن إيعازه إلى‬ ‫قدرات معرفية‪ ,‬و أن عوامل النجاح المهني األخرى و التي تقع ما بين ‪ %90 -80‬فتعزى إلى النواحي‬


‫‪14 | P a g e‬‬

‫الوجدانية و سمات الش خصية‪ ,‬يمكننا إذن تصور األهمية القصوى التي تحتلها قدرات و مهارات الذكاء‬ ‫العاطفي في المجال المهني‪ ,‬كمنطلق ألي نجاح أو ازدهار تحققه المؤسسات المختلفة‪.‬‬ ‫فالصناعة األمريكية تنفق في هذه السنوات ما قيمته ‪ 50‬مليون دوالر سنويا على برامج التدريب الوجدانية‬ ‫بصفة أساسية‪ .‬و عندما ُ‬ ‫طرح سؤال من "الشركة األمريكية للتدريب و التطوير ‪American Society for‬‬ ‫‪ " training and developpment‬على مجموعة تتكون من خمسين شركة حول تفضيلهم التدريب و‬ ‫األنشطة التنموية لتنمية الذكاء العاطفي لموظفيها‪ ,‬تبين أن أربعة من خمسة شركات أكدت أنها تفعل ذلك‬ ‫دائما‪.‬‬ ‫و في هذا الصدد يظهر مشروع "التعلم االجتماعي و العاطفي ‪" Social and Emotional Learning‬‬ ‫كعالمة على الجهود التي تبذلها األوساط األكاديمية األمريكية عبر شبكاتها و منظماتها المختلفة‪ ,‬من أجل نشر‬ ‫مفاهيم و مهارات الذكاء العاطفي و المؤهالت الوجدانية في األوساط المهنية المختلفة‪ ,‬من أجل تطوير‬ ‫قدرات األفراد الذاتية في مجال العمل و اإلنتاج‪ ,‬و كذلك تطوير شبكة العالقات اإلنسانية داخل النسيج‬ ‫المؤسساتي لمضاعفة مردوديته انطالقا من عالقة الفرد مع ذاته و عالقته مع األخر‪.‬‬ ‫و هكذا نصل إلى خالصة مفادها أن ذكاء اإلنسان ليس مرهونا بتاتا بما يملك من مؤهالت أكاديمية أو مستوى‬ ‫جامعي راق‪ ,‬بقدر ما هو مرتبط أساسا بقدرته على فهم مشاعره و مشاعر غيره‪ ,‬و تسييرها لخدمة صحته‬ ‫النفسية و تطوير قدراته العقلية ذاتيا‪ ,‬و النجاح في عالقاته االجتماعية و تطوير مجتمعه على هذا األساس‪.‬‬ ‫إن غالبية األ فراد في عصرنا الحالي‪ ,‬و بسبب الوتيرة السريعة التي يتميز بها‪ ,‬صاروا يفتقدون إلى قدرة‬ ‫المعرفة االنفعالية‪,‬بسبب عدم مالءمة وتيرة و نمط الحياة العصرية المليئة بالمتطلبات الطارئة‪,‬مع مفهوم‬ ‫االختالء أو الجلوس مع الذات و التأمل في أحوالها و احتياجاتها الحقيقية‪ ,‬و الذي كان فيما مضى ثقافة قائمة‬ ‫بذاتها‪ ,‬حيث تم استبداله اليوم بنشاطات ترفيهية ذات طابع مادي و خيارات كثيرة ُمغرية‪ ,‬تجر الفرد إلى‬ ‫التبعية النفسية و االنفعالية لها‪ ,‬على حساب استكشاف ذاته و رصد احتياجاتها الحقيقية‪ ,‬و هو ما عمل على‬ ‫تعطيل قدرة العقل الذاتية في فهم ذاته‪ ,‬و جعل قدرات الذكاء االنفعالي لدى إنسان القرن الواحد و العشرين‬ ‫تتراجع بشكل مقلق‪ ,‬فهل آن األوان ليفكر كل شخص في هذه المسألة بجد ؟‪.‬‬


‫‪15 | P a g e‬‬

‫كيفية تعديل السلوك المزعج لدى الطفل‬ ‫كل طفل يتعرض لعملية اإلجبار ينتقم‪...‬‬ ‫وهذا اإلنتقام نوعين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬انتقام إيجابي‬ ‫( طفل ذكي )‬ ‫( العناد ‪ /‬العدوانية ‪ /‬التمرد ‪ /‬العنف )‬

‫بقلم ‪ /‬سوزان نبيل‬

‫‪ - 2‬انتقام سلبي‬ ‫(طفل ذو شخصية ضعيفة)‬ ‫(التبول الالإرادي ‪ /‬نتف الشعر‪ /‬كثرة البكاء ‪ /‬التوقف عن األكل ‪ /‬قضم األظافر ‪ /‬التأتأة)‬ ‫*لعالج السلوك المزعج البد من تعديل سلوك الوالدين والتخلي عن سلوك اإلجبار‪.‬‬ ‫*كثرة التوجيهات والمواعظ للطفل تجعله ينغلق إذا وصل لسن المراهقة ( يرفض حتى أن يستمع لوالديه ) ‪،‬‬ ‫وكذلك بالنسبة للضرب الدائم‪..‬‬ ‫مثال ‪ :‬إذا قام طفل بضرب أمه يجب أن تستخدم معه القوة ال العنف كمسك يده وعدم ضربه ومن دون صراخ‬ ‫أو زعل‪.‬‬ ‫*أي سلوك غير جيد يحتاج إلى اسلوب اإلطفاء ( التجاهل )‬ ‫مالحظة ‪ :‬كل محاولة لتعديل السلوك المزعج لدى الطفل بأساليب سلبية ( عنف – تهديد – اغراء ) قد يدفع‬ ‫الطفل إلى تحويل السلوك المزعج إلى سلوك أسوأ وأصعب في العالج‪.‬‬ ‫*الدلع هو المحرك األساسي للعناد ( من عمر سنة ونصف – سنتان ) يجب أن يعتمد على نفسه ( مثال‪ :‬يأكل‬ ‫لوحده مع مساعدتك )‪..‬‬ ‫*من سوء التربية ‪ :‬الحرية الزائدة – المواعظ اليومية ألنها تُفسد لذا يجب أن تكون ( ‪2/1‬دقيقة ) باإلسبوع‬ ‫فقط‪..‬‬ ‫*اسلوب التهديد ( افعل ‪ ...‬وإال ‪ ) ....‬أو ( إذا لم تفعل ‪ .....‬سأخبر والدك ) طفل جبان في المستقبل واألب‬ ‫يسصبح بصورة الوحش‪..‬‬ ‫*أسوء اسلوب في التربية هو الخوف من األم واألب >>فعل السلوك غير المرغوب دون علمهم‪..‬‬ ‫*أفضل اسلوب في التربية هو احترام األب واألم >>عدم فعل السلوك غير المرغوب أمامهم أو من دون‬ ‫علمهم‪.‬‬ ‫*العقاب هو أسوأ ما نفعله للطفل ألنه اسلوب العاجز‪..‬‬ ‫*إذا عوقب الطفل فإنه ينتقم‪.‬‬ ‫*عند استخدام العقاب والشتم في التعامل مع الطفل سيكون عديم الشخصية ومنافق في المستقبل‪.‬‬ ‫*إذا هاج الطفل ( صراخ ‪ /‬ضرب ) نقوم بحضنه من الخلف مع الطبطبة عليه لمدة دقيقة من غير أن نتكلم‪.‬‬ ‫*يجب أن ال نتدخل بأي شي سلبي يقوم به األطفال دون سن السادسة بل نتركهم يتعلمون المهارات الحياتية‬ ‫من خالل محيطهم‪..‬‬ ‫*من الميالد – ‪ 7‬سنوات >>تشكل ‪ %90‬من شخصية الطفل ( نراها في المستقبل )‪..‬‬ ‫*من عمر ‪ 18 – 7‬سنة >>تشكل ‪ %10‬من شخصيته‪.‬‬

‫اخصائية تخاطب وتوحد‬


‫‪16 | P a g e‬‬

‫*أساس كل الحاجات هي الطمأنينة ‪ ..‬مثال ‪ :‬أنا ال أحبك‪...‬هذه أخطر عبارة تقال للطفل بل يجب أن نقول ‪:‬‬ ‫أنا ال أحب ماقمت به ولكني أحبك‪..‬‬ ‫*أهم وأفضل عقاب هو العقاب بالمدح ‪ ( ...‬انت الطيب – انت المؤدب – انت ‪ ....‬تفعل كذا وكذا )‪.‬‬ ‫*من الممكن أن يكون العقاب مجرد نظرة‪.‬‬ ‫*ممكن أن يكون العقاب بالزعل ( عدم التكلم مع الطفل ولكن لمدة دقيقتين فقط )‬ ‫مثال ‪:‬لك ‪ 10‬دقائق إما أن ‪ .....‬أو ‪ ، ......‬وبعد مرور الـ ‪ 10‬دقائق >>أنفذ ما قلته ‪ ..‬هنا ال يعتبر عقاب‬ ‫والحرمان بل قمت باعطاءه خيارين وهو اختار أحدهما ومن هنا يتعلم المسؤولية‪.‬‬ ‫كوني متعة لطفلك يحترمك ‪ ،‬وال تكوني ألـما ً له‪..‬‬ ‫*لتكوني متعة ‪ :‬أوالدي أولوية في حياتي ‪ /‬وجه مبتسم ‪ /‬كالم طيب ‪ /‬حضن‪..‬‬ ‫*ال تكوني ألما ‪ :‬خوف ‪ /‬ضرب ‪ /‬صراخ ‪ /‬شتم ‪ /‬إجبار ‪ /‬كثرة المواعظ ‪ /‬الضبط الزائد‪..‬‬ ‫*يجب عدم إجبار الطفل على إعطاء شي لآلخرين بالرغم عنه‪..‬فاألطفال يعلمون كيف يتعاملون بعضهم‬ ‫البعض والطفل إلى سن ‪ 7‬سنوات أناني ( يشكل ذاته )‪.‬‬ ‫*الطفل الذي يرغم على شي دائما يرجع من المدرسة بأدوات ناقصة‪..‬‬ ‫تعليم األطفال الكتابة‪:‬‬ ‫*إذا تعلم الطفل الكتابة وهو أقل من ‪ 6‬سنوات سينضج جزء من المخ قبل أوانه ‪ ،‬لذا بعد عمر الـ ‪12‬‬ ‫سنةغالبا ما يكره القراءة والكتابة والمذاكرة‪..‬‬ ‫ال ُمعتقد يولد السلوك‪..‬‬ ‫*السلوك المزعج للطفل >>>اعتقاد يعتقده عن نفسه‪.‬‬ ‫*الطفل يجمع المعلومات عن نفسه من خالل رسائل( أنت ) ‪ ....‬من أنا ؟؟‬ ‫مثال ‪ :‬أمي تقول ‪ :‬أنا >>> ‪ ....‬إذا أنا‪....‬‬ ‫المعلمة تقول ‪ :‬أنا ‪ ....‬إذا أنا‪.....‬‬ ‫أبي يقول ‪ :‬أنا رائع >>إذا أنا رائع‬ ‫*الطفل ال يفعل إال مايعتقده عن نفسه ويتعامل على هذا األساس‪..‬‬ ‫الحل للسلوك المزعج‪..‬‬ ‫‪1‬حددي الصفة التي تريدينها من طفلك ( ودود ‪ /‬متعان ‪.)..‬‬‫‪2- 70‬رسالة يوميا بهذه الصفة ( مثال ‪ :‬حبيبتي حنونة – نقول هذه الرسالة بالسيارة وعند األكل وقبل النوم‬ ‫‪)....‬‬ ‫‪3‬قدمي ابنك يوميا ألبيه ( مرة واحدة ) ولألهل ( مرة واحدة في اإلسبوع )‪..‬‬‫كيف ؟؟ قولي ما شاء هللا هذه ابنتي الحنونة‪ ...‬لمدة ‪ 3‬أسابيعإلى ‪ 3‬أشهر وستنقلب البنت إلى الصفة التي‬ ‫تريدينها‪.‬‬ ‫ولكن بشرط واحد >>>اذا قلتي كلمة بذيئة للطفل أو قمت بالصراخ عليه سترجعين من الصفر وتقومي‬ ‫بالبدء من جديد‪.‬‬ ‫قواعد تغيير السلوك‬ ‫‪ - 1‬تحديد السلوك غير المرغوب ( الذي نود تغيره )‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التكلم مع الطفل بالتحديد حول ما ننتظره منه ومانريده‪.‬‬


‫‪17 | P a g e‬‬

‫‪ - 3‬نبين له كيف يمكن تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مدح وشكر الطفل على السلوك الجيد ‪ ،‬النمتدح ذاته بل حسناته ‪ :‬انت رائع ألنك هادئ ‪ /‬كم هو رائع أن‬ ‫تكون هادئ‪..‬‬ ‫‪ - 5‬االستمرار في مدح السلوك حتى يصبح عادة لديه‪.‬‬ ‫‪ - 6‬اجتناب استعمال العنف‪..‬‬ ‫‪ - 7‬كن حاضرا مع أبنائك ( اذا افتقد الطفل اهتمام الوالدين يفقد دوافع تغيير السلوك )‪...‬‬ ‫‪ - 8‬عدم التذكير بأخطاء الماضي ‪ ( ..‬يصيب الطفل باإلحباط )‬ ‫‪ - 9‬عدم توجيه األوامر للطفل وأنت في حالة غير طبيعية ( تعب شديد –غضب – توتر )‬ ‫تجنب السلبيات السبعة ( المصائب )‪:‬‬ ‫‪ - 1‬النقد ( مثال‪:‬لقد قلت لك وانت لم تسمع الكالم ) بدال من ذلك نقول ( ماشاءهللا أنت ‪ ...‬ولكن لو تقوم بـ ‪...‬‬ ‫)‬ ‫‪ - 2‬اللوم ( لماذا لم تفعل كذا وكذا ؟ )‬ ‫‪ - 3‬المقارنة ( تهدم عالقة الثقة بين األهل واألوالد ) ‪ ،‬وأسوأها عند استخدامها بمعنى أنه *** ( انظر إلى‬ ‫فالن عمره ‪ 5‬سنوات ‪ )..‬يجب مقارنة الولد بنفسه فقط‪..‬‬ ‫‪ - 4‬السخرية ‪ ...‬تؤدي إلى عقدة تقدير الذات‪..‬‬ ‫‪ - 5‬التحكم ( اجلس ‪ /‬استمع إلى الكالم ‪ /‬قم ‪ /‬افعل ‪ ) ...‬الطفل بطبيعته حر ال يحب التحكم‪..‬‬ ‫‪ - 6‬عدم اإلنصات‪..‬‬ ‫‪ - 7‬الصراخ ‪ ..‬وهو إهانة للطفل وتحبيط لذاته ويوتره ويجعله عدواني‪.‬‬


‫‪18 | P a g e‬‬

‫‪ 15‬طريقة ولعبة لتنمية مهارات األطفال‬ ‫تنمية مهارات األطفال شئ مهم جدا خصوصا‬ ‫في السن الصغير للطفل وتعود الطفل على عدة‬ ‫أشياء يقوم بها تجعلها تكون ثابتة وراسخة فيه وتكون‬ ‫جزء من حياتي بشكل كبير عندما يكبر‪.‬‬

‫بقلم ‪ /‬مينا سعيد‬ ‫مدرب تنمية مهارات‬

‫هناك مهارات كثيرة يجب على األهل العمل على تنميتها وعدم إهمالها‪ ،‬مثل األلعاب التي تعمل على زيادة‬ ‫التركيز الحركي والذهني وكل أنواع التركيز‪.‬‬ ‫وهناك عدة طرق وألعاب جديدة ومختلفة تساعد على تنمية هذه المهارات الهامة والضرورية لألطفال ‪...‬‬ ‫إليكم اآلن في السطور القادمة بعض الطرق واأللعاب التى تساعد على تنمية مهارات األطفال‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التشجيع المستمر والتركيز أكثر على اإليجابيات الموجودة في أوالدنا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬البعد عن مشاهدة األشياء التى تسبب العنف والكراهية واإلبتعاد عن األشياء التى تقلل إستخدام العقل‬ ‫وإيجاد بدائل أخرى لألطفال يستخدم فيها عقله‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إستخدام ألعاب ذكاء تساعد على إستخدام العقل (بازل ‪ -‬ألعاب فك وتركيب ‪.)....... -‬‬ ‫‪ - 4‬إكتشف مهارة جديدة عند طفلك وإجعله يمارسها (وإحضرله األدوات المناسبة لممارسة هذه المهارة)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬لعبة تحدى الوقت (ضع طفلك في تحدى شئ معين مع الوقت)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ضع طفلك في تحدى أن ينقل أشياء معينة كثيرة من مكان آلخر في وقت معين دون سقوط شئ منها‬ ‫على األرض (لعبة للتركيز الحركى)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬مساعدة الطفل في تنفيذ بعض األفكار الخاصة به والتى يمكن تنفيذها وتحقيقها ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬مساعدة الطفل في األلعاب التى تساعد على اإلبداع (الصلصال "يشكل بإيده" ‪ -‬المكعبات "تكوين أشكال‬ ‫جديدة ومبتكرة من عقله" ‪.)............. -‬‬ ‫‪ - 9‬مساعدة الطفل في تنفيذ وممارسة األشياء والمهارة التى يتميز بها ويكررها في كل مرة بطريقة جديدة‬ ‫بإبداع وإبتكار‪.‬‬ ‫‪ - 10‬مساعدة الطفل في األلعاب التى تساعد على اإلبداع (لعبة ميكانو ‪-‬‬ ‫األلوان بأنواعها ‪.)........... -‬‬ ‫‪ - 11‬إعطاء الطفل مجموعة من الكلمات أو أسماء أشخاص لتأليف وتكوين قصة‪.‬‬ ‫‪ - 12‬إعطاء الطفل شئ غير كامل أو بايظ واتركه يعمل على إصالحه‪.‬‬


‫‪19 | P a g e‬‬

‫‪ - 13‬مساعدة الطفل في األلعاب التى تساعد على اإلبداع (بازل‪- D3‬‬ ‫تجميع األشكال ‪.)......... -‬‬ ‫‪ - 14‬إجعل الطفل يعمل لك عمل فنى مبتكر من عقل الطفل يعمله بإيده وبنفسه‪.‬‬ ‫‪ - 15‬طريقة تعاملتنا مع األطفال هى التى تحدد سلوك أطفالنا تجاهنا ‪ -‬إستفد بحركة الطفل الكثيرة في عمل‬ ‫أشياء مفيدة في البيت ‪ -‬إجعله يشعر بأنك تريده أن يكون بطالً ومختلفا ً عن كل إنسان موجود ‪ -‬إجعله يشعر‬ ‫إنه يقدر يعمل حاجات كتير مفيدة بإيده‪.‬‬

‫للقراءة أكثر في موضوعات تخص األطفال يمكنكم الدخول على الموقع الخاص بي‪:‬‬ ‫‪http://minasaid4hd.simplesite.com/431919248‬‬


‫‪20 | P a g e‬‬

‫عشر نصائح مهمة لحماية جهاز الكمبيوتر‬ ‫بقلم م ‪ /‬ماريان نبيل‬

‫أعلنت شركة ياهو أن قراصنة تمكنوا من سرقة بيانات ‪ 453‬ألف من مشتركيها‪ .‬وأما موقع فورمسبرينغ فقد‬ ‫اخترق القراصنة بيانات ‪ 28‬مليونا من مستخدميه‪ .‬فكيف يمكن حماية الحاسوب الشخصي والمحافظة على‬ ‫البيانات والصور واألسرار؟‬ ‫باتت الهجمات الفيروسية واالختراقات األمنية ألجهزة الكمبيوتر أمرا ً شائعا هذه األيام‪ ،‬ومن ثم فإن حماية‬ ‫جهازك الشخصي صارت في غاية األهمية‪ .‬فعندما يتصل المستخدمون بشبكة اإلنترنت‪ ،‬تزداد فرص إصابة‬ ‫أجهزتهم‪ .‬وبدون علم المستخدم‪ ،‬ربما يتمكن قراصنة اإلنترنت من الحصول على معلومات مهمة من جهازه‪.‬‬ ‫وفيما يلي أهم عشر نصائح لحماية جهاز الكمبيوتر‪:‬‬ ‫تنصيب برنامج مناسب لمكافحة الفيروسات‪:‬‬‫فهذا البرنامج يشكل أحد أهم الدفاعات الالزمة لحماية جهازك الشخصي من الفيروسات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الفيروسات الدودية (وورم) وأحصنة طروادة (تروجان)‪ .‬وينصح المستخدمون بتنصيب برنامج مناسب‬ ‫لمكافحة الفيروسات على الجهاز‪ ،‬حيث أن هناك العديد من البرامج المجانية إلى جانب البرامج المدفوعة‬ ‫المتوافرة في السوق‪ .‬ومن بين هذه البرامج "ايه‪.‬في‪.‬جي" و"كاسبرسكاي" و"مكافي" و"أف‪-‬سيكيور"‪.‬‬ ‫ويمكن أن يؤدي برنامج مكافحة الفيروسات إلى إبطاء جهازك‪ ،‬لكنه يمثل أول خطوة نحو حماية الجهاز‪،‬‬ ‫سواء من الفيروسات أو المرفقات المصابة في الرسائل اإللكترونية‪.‬‬ ‫تنصيب برنامج جدار الحماية "جدار النار" (فايروول)‪:‬‬‫تهدف برامج الحماية من االختراقات وهجمات قراصنة اإلنترنت (هاكرز)‪ ،‬والتي تعرف باسم برامج الجدار‬ ‫الناري "برنامج الحماية"(فايروول)‪ ،‬إلى التحكم في حركة مرور البيانات عبر الشبكة‪ ،‬حيث تقوم بفحص‬ ‫حزم البيانات التي تمر عبر الشبكة واالختيار بين السماح لهذه الحزم بالمرور إلى جهاز‬ ‫الكمبيوتر أو ال‪ .‬وبدون هذا البرنامج‪ ،‬يمكن للهاكرز بسهولة سرقة كافة المعلومات السرية المخزنة على‬ ‫الجهاز‪ ،‬أو قد يلحقون أضرارا بنظام التشغيل للكمبيوتر‪.‬‬ ‫تحديث الجهاز أوال بأول‪:‬‬‫من األفضل أن تقوم بتحديث جهازك أوال بأول‪ .‬وبصورة عامة‪ ،‬تتضمن التحديثات الرسمية بعض‬ ‫التحسينات‪ ،‬مثل تعزيز األمن وتحسين األداء‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يساعد التحديث الجهاز على العمل بسالسة‪.‬‬ ‫توخي الحذر عند فتح المرفقات في الرسائل اإللكترونية‪:‬‬‫يجب عليك توخي الحذر عند فتح المرفقات التي تحتويها الرسائل اإللكترونية على جهازك الشخصي‪ ،‬خاصة‬ ‫عندما تصل إليك المرفقات في صندوق الوارد ببريدك اإللكتروني داخل رسائل مجهولة المصدر‪ .‬ويفضل‬ ‫فحص مرفقات الرسائل اإللكترونية عن طريق برامج الحماية قبل فتحها‪.‬‬


‫‪21 | P a g e‬‬

‫عدم تحميل ملفات من مواقع الكترونية غير موثوق بها‪:‬‬‫كن حذرا عند تحميل برامج أو ملفات من مواقع إلكترونية غير معروفة‪ .‬ففي بعض الحاالت‪ ،‬قد تحتوي هذه‬ ‫الملفات على فيروسات أو ملفات تجسس‪ ،‬وربما تتسلل إلى جهازك دون علمك‪.‬‬ ‫إزالة الملفات المؤقتة "كاشي‪":‬‬‫في كل مرة تتصفح فيها اإلنترنت‪ ،‬يعمل جهاز الكمبيوتر على تخزين معلومات التصفح لزيادة السرعة‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يتم تخزين المعلومات عندما تتقدم بطلب شراء عبر اإلنترنت أو تستخدم بعض الخدمات‬ ‫المصرفية على شبكة المعلوماتية (أونالين بانكينغ)‪ .‬ولكنك قد ال تدري عندما تتعرض بياناتك لهجوم فيروسي‬ ‫أو اختراق من القراصنة "الهاكرز"‪ .‬حينئذ‪ ،‬قد تفقد معلومات سرية إذا لم تتخذ اإلجراءات السليمة لحماية‬ ‫جهازك‪.‬‬ ‫استخدام متصفح آمن لإلنترنت‪:‬‬‫يجب على المستخدمين اختيار متصفح آمن لالنترنت‪ .‬وأظهرت دراسة أجرتها شركة "أكيوفنت" االستشارية‬ ‫مؤخرا أن برنامج "غوغل كروم" هو المصنف كأكثر برامج التصفح أمنا‪ ،‬وفقا لشركة "زون أالرم" الشهيرة‬ ‫المتخصصة في الحماية‪ .‬ويتميز المتصفح اآلمن بتوفير حماية أكبر للخصوصية‪ ،‬وأدوات لمكافحة ملفات‬ ‫التجسس تتيح االتصال اآلمن بالشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫استخدام كلمة مرور معقدة‪:‬‬‫من أجل حماية البيانات‪ ،‬ينبغي إنشاء كلمة مرور طويلة ومعقدة من حروف وأرقام واالحتفاظ بها في مكان‬ ‫آمن‪ ،‬مما يجعل من المستحيل على القراصنة سرقتها‪.‬‬ ‫تنصيب برنامج مضاد للملفات الخبيثة‪:‬‬‫ينصح المستخدمون بتنصيب برنامج لمكافحة الملفات الخبيثة يفحص جهاز الكمبيوتر الشخصي ويكشف عن‬ ‫أي حاالت تسلل ويساعد على إزالة هذا النوع من الملفات‪.‬‬ ‫تشفير جهاز "الراوتر‪":‬‬‫من الضروري تشفير جهاز "الراوتر"‪ ،‬حتى ال يسهل على أي قرصان من قراصنة اإلنترنت الدخول إلى‬ ‫شبكتك‪ ،‬أو ربما سرقة المعلومات المخزنة على جهازك‪.‬‬


‫‪22 | P a g e‬‬

‫مش طالبه فرهده‬ ‫مش كل حاجه قضاء وقدر‪..‬مش كل حاجه هنقول ربنا عاوز كده‬

‫بقلم ‪ /‬جانيت عدلى‬ ‫مدربة تنمية مهارات‬

‫عشان ربنا ادانا عقل نفكر بيه وميزنا به عن المخلوقات التانيه‬ ‫ليه ناس كتير خاصه الشباب بتحتار في العالقات؟ليه بنفرط في حقنا‬ ‫وبنسمح للناس توجعنا؟‬

‫بقلم ‪ /‬جانت عدلى‬ ‫مدربة تنمية مهارات‬

‫اي عالقه في الدنيا قايمه علي اخد وعطاء(صداقه بقي‪-‬شغل‪-‬متجوزين‪-‬ولد وبنت‪-‬بنات بس‪-‬شباب بس مش‬ ‫فارقه) لو بتدى بس يبقي في حاجه غلط عشان هييجي اليوم وهتبقي عاوز تاخد ومش هتالقي ألن اللي قدامك‬ ‫ضمن وجودك هتقولي ليه؟ هقولك انت اللي عملت في نفسك كده انت اللي فرطت في حق نفسك‪..‬ومش هينفع‬ ‫تاخد بس الن ساعتها هتكون اناني مش بتحب غير نفسك وبسالزم االعتدال‪ .‬خليك واضح وصريح مع‬ ‫نفسك ومع اللي قدامك وحدد انت عاوزايه من العالقه دي ‪-‬عزيزى الشاب المحترم ارجوك كفاياك لعب‬ ‫بمشاعر بنات الناس صدقني انت كده مش راجل وال تعرف للرجوله عنوان لو عاجباك واحده ادخل البيت من‬ ‫بابه‪..‬لو عاوز واحده محجبه متجيش لواحده بشعرها وتقولها اتغيري‪..‬او واحده بتشتغل تقولها يا أنا يالشغل‬ ‫وهكذا‪..‬ولوهتسيب واحده بالش تحسسها ان فيها عيوب الدنيا واالخره وتشوهها نفسيا عشان سيادتك‬ ‫سيبتها‪..‬وحياتك ماطالبه فرهده خليك امين قدام ربك في االول واالخر‪.‬‬ ‫الفتاه اختي العزيزه محتاره في ايه؟بتضحكي علي نفسك ليه؟ يعني ايه دايما تقولي انا مش فاهماله حاجه مره‬‫يبقي حلو وكويس ومره أل! مستنيه ايه عشان تقطعي العالقه اللي بتستنزفك دى؟انت من حقك تختاري وتقبلي‬ ‫وترفضي وتكوني فعل مش رد فعل‪ ..‬مجرد عدم احساسك باألمان ده كفيل انك تنهي العالقه وانت واثقه ان‬ ‫خسارته مكسب مش العكس‪.‬‬ ‫العالقات الصح هي العالقات اللي بنبقي مبسوطين فيها ووشنا منور ودايما بطلعنا لقدام‪..‬العالقات الصح‬ ‫بتزود ثقتنا في نفسنا مش العكس بنبقي حاسين باألمان فيها‪..‬بتجاوب علي كل اسئلتنا مش بتزود حيرتنا‪.‬‬ ‫لو انت مش حاسه بكل ده يبقي انت في عالقه غلط هتقلي فيها مش هتزيدى انفدي بجلدك بسرعه وامشي‬ ‫وقولي أل متفرطيش في حقك‪..‬ألن بصراحه مش طالبه فرهده‪.‬‬


‫‪23 | P a g e‬‬

‫نمو الطفل في المرحله من ‪٦‬شهور حتي ‪١٨‬شهر‬

‫احتياجات الطفل في هذه المرحله االستكشاف‬ ‫بقلم ‪ /‬سحر ماهر‬

‫ففي هذه المرحله يتشكل ويتضح العالم من حوله ويخرج الطفل‬

‫مدربه بمركز تالميذ البابا كيرلس‬

‫من انشغاله بذاته النشغاله بالعالم المحيط به من كل جانب فيفهم العالقان المكانيه‬ ‫اي امام وخلف تحت وفوق داخل وخارج وهكذا فمن الجدير بالذكر ما يطلق عن هذه المرحله بالمرحله‬ ‫االستطالعيه للتطور وهي مرحله غنيه باالستغراب وتهدف الي تطوير المبادره الذاتية وتعلم المفاهيم‬ ‫المختلفة وحرية الحركة فمن المتطلبات الصحيه في هذه المرحله السماح للطفل باالستكشاف في اطار من‬ ‫الحمايه اي ابعتد كل ماهو ضار وخطر ومنح الحب الغير مشروط لذا يجب تشجيع المبادره والتحفيز علي‬ ‫االستكشاف بدون قيود او عقاب فهذا السن غير مالءم لتاديب الطفل فالتاديب يبدء عند العامين للخصول علي‬ ‫اكبر قدر من التطور الصحي ‪٠‬‬ ‫ماكينه لمس‬ ‫هذا ما يطلق علي الطفل في هذه المرحله فالمس وسيلته في التعرف‪ .‬علي االشياء واستكشافها وتعلم المفاهيم‬ ‫المختلفه وتعرفه علي العالم من حوله بهذه الطريقه‪.‬‬ ‫ماذا لو‬ ‫ماذا لو منعنا االستكشاف عن الطفل اي التلمس ال تطعم نفسك انا هعملهالك او عقاب او زعيق وتخويف‬ ‫يكبر هذا الطفل في اطار غير صحي وغير سليم ويتعلم التبعيه وعدم االعتماد علي النفس‬ ‫قله المبادره وتدني الحافز الذاتي‬‫قله السيطره علي الرغبات الملحة‬‫عدم ضبط النفس‬‫تجاهل المشاكل‬‫اما عندما تمنحه حب غير مشروط وحريه في االستكشاف وبيءة محميه يجعله قادر علي تحفيز ذاته وتطوير‬ ‫دوافعه في اي عمل يقوم به‬ ‫‪-‬لديه القدره علي بناء عالقات اجتماعية سليمه‬


‫‪24 | P a g e‬‬

‫فعلينا بمنح ابناءنا احتياجات المراحل العمريه للتي يمرون بها لضمان تطورهم بشكل صحي فالطفوله السليمه‬ ‫تنتج اجياال صالحة‬


‫‪25 | P a g e‬‬

‫‪15‬نصيحة لتحسين الصحة النفسية والعيش بسعادة‬ ‫المرض النفسي ال يعني أننا بعيدين عن هللا‪ ،‬وغير مؤمنين فصب هللا علينا انتقامه‪ ،‬وال يعني أن لدينا إعاقة‬ ‫تُقلل من شأننا بين الناس‪ .‬المرض النفسي ال يعني أننا كائنات فضائية أتينا لعالم ليس لنا مكان فيه‪ .‬بل على‬ ‫العكس نحن البشر كاملين تامين كما ُخلق ماليين البشر تامين في أحسن تقويم‪.‬‬ ‫المرض النفسي قد يكون وراثيا بسبب جينات الوالدين‪ ،‬قد يكون بسبب ضَعف مادة كيميائية معينة في‬ ‫سمى اضطرابا نفسيا‪ ،‬وليس ألننا مجانين‪ .‬بل كلمة‬ ‫الدِماغ‪ ،‬التي ينعكس أثرها على نفسية اإلنسان لذلك ُ‬ ‫مجنون ليس لها وجود علمي أصال‪.‬‬ ‫قد يكون المرض النفسي مخيفا وغريبا على كثير من البشر في كل أنحاء العالم؛ ألنه شيء مخفي‪ ،‬ليس له‬ ‫وجود مرئي‪ .‬شيء ال نستطيع لمسه او إدراكه بأعيُ ِننا‪ ،‬فنخاف منه ونبتعد‪ .‬تماما ك ِقصص األشباح التي‬ ‫نراها في األفالم‪ ،‬ونسمع كبار السن يحكون حكاياتهم القديمة عنها‪ ،‬نسمع بعقل وقلب متوجس‪ .‬هل توجد‬ ‫تلك األشياء حقا؟‬ ‫ولكن المرض النفسي أصبح لهُ إدراك علمي قوي‪ ،‬علماء يفنون أعمارهم في البحث العلمي عن األسباب‬ ‫وال ِعالج‪ ،‬لم يعد المرض النفسي شبحا اآلن إال على الجهالء‪ ،‬الذين ال يقرؤون وال يبحثون‪ ،‬ويكتفون‬ ‫وصدقها‪.‬‬ ‫بمعلومات سطحية من مواقع ال رقابة على محتواها ِ‬ ‫معرفة المعلومة الصحيحة التي تعتني‬ ‫المرض النفسي مرض كأي مرض‪ ،‬قد يكون سببه خطأ في عدم ِ‬ ‫عارض ألم‬ ‫بأرواحنا بها‪ .‬أو قد يكون كما ذكرتُ جينات الوالدين التي مرت إلينا بدون تدخل‪ .‬أو حتى بسبب ِ‬ ‫نخرج منها بعد‪.‬‬ ‫بعوالمنا الصغيرة‪ُ ،‬مشكلة ما أو حدث كبير أو ُحفرة حياتية لم نتعلم كيف ُ‬ ‫لكن المفاجئة أن ِتلك المعلومة التي أخطأنا بها تجاه أرواحنا‪ ،‬يُمكن إصال َحها‪ .‬وتلك الجينات التي فُرضت‬ ‫ب ال يعلمه إال هللا‪ ،‬نستطيع التحكم بها‪ .‬تلك ال ُحفرة التي لم يُعلمنا المجتمع كيف نقفز منها دون أن‬ ‫علينا لسب ِ‬ ‫نكسِر أقدامنا‪ ،‬يستطيع ال ِعلم أن يُسا ِعدنا على تسل ِقها بكل ذكاء ونجاح‪ .‬العلم نِعمةُ البشرية لما ال نستغلها‬ ‫وضعت في كتبه؟‬ ‫ِ‬ ‫ألخر نُقطة ِ‬ ‫نفسية اإلنسان السوية هي التي تُقويه على أن يجعل جسده صحيا‪ .‬وهي التي تساعده على بناء أُسرة‬ ‫هادئة وعالقات طبيعية مع البشر‪ .‬نفسية اإلنسان ومزاجه واتزانه هما الذين يسمحون له بعيش حياة هنيئة‬ ‫ومنظمة‪ .‬إذا اختل هذا التوازن ال يعني أنه أجرم‪ ،‬او كفر باهلل‪ ،‬بل على العكس تماما‪ ،‬هذا التوازن اهتز‬ ‫ليُخ ِبرنا أن شيئا ما خاطئ في النظام الذي ُخلق بكل دقة‪ ،‬هناك صخرة عقيمة ت ِقف في حلبتِه وال يستطيع‬ ‫زحزحتها‪ .‬قد يحتاج عالجها ألدوية كيميائية أو جلسات حديث وتدريب مع مختص أو ِكالهما‪.‬‬ ‫العيب في طلب المساعدة حين نحتاجها؟ قد نُحارب لنصل للراحة النفسية وهدوئها‪ ،‬ولما ال‪ ،‬وهي‬ ‫فما‬ ‫ُ‬ ‫أساس استقرار الحياة بأكملها؟ المريض النفسي له كل الحق في ال ِعالج واعتراف من حوله به‪ ،‬له كل‬ ‫الكرامة والحقوق وليس ألحد أن يقتصها منه‪.‬‬ ‫نصائح مهمة للمحافظة على الصحة النفسية في أفضل حاالتها‪:‬‬


‫‪26 | P a g e‬‬

‫التنفيس الصحيح عن الغضب والحزن‪ .‬التنفيس سيد الراحة النفسية‪.‬‬ ‫ُمشاركة صديق أو أخ بالمشكالت‪ ،‬وطلب المشورة والرأي اآلخر‪ ،‬يُسا ِعدان كثيرا‪.‬‬ ‫الطعام المتزن‪ ،‬فكثير من األمراض النفسية سببها نقص في المعادن والفيتامينات والتغذية السيئة‪.‬‬ ‫التعبير المتزن عن المشاعر‪ ،‬فالكبت ال يُعتبر صبرا وال ِحكمة‪.‬‬ ‫االهتمام بالهوايات مصدر رائع للسعادة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تغيير الروتين كل فترة في األكل والملبس وأماكن النزهات‪ ،‬وحتى تنظيم الغُرفة الشخصية أو المنزل‪.‬‬ ‫تغذية العقل بال ِقراءة والبحث والتفكر‪،‬‬ ‫الكتابة رائعة لتصفية الذهن وتنظيم األفكار‪.‬‬ ‫ممارسة الرياضة من أجمل ال ُمحفزات ألسباب الصحة النفسية والفسيولوجية‪.‬‬ ‫الخروج الدائم ألماكن الهواء الطلق‪ ،‬كالبحر أو الحدائق المفتوحة‪ ،‬أو السفر فترات الراحة مهما كانت‬ ‫قليلة ال يُستهان بأهميتها أبدا‪.‬‬ ‫البقاء على اتصال بالعائلة واألصدقاء بشكل مباشر‪ ،‬يُشبع االطمئنان في قلوبنا‪ ،‬مهما كان االتصال دائما‬ ‫على البرامج واألجهزة في زماننا إال إنه ال قيمة له أمام االتصال البشري الطبيعي وجها لوجه‪.‬‬ ‫اإلنجاز الدراسي والمهني والمادي من أهم أسباب االستقرار النفسي‪ ،‬والنضج العاطفي‪.‬‬ ‫االهتمام باآلخرين وحبهم يُشعر اإلنسان بوجودِه وقيمته‪.‬‬ ‫تمارين االسترخاء وتصفية الذهن قبل النوم جنة االتزان‪.‬‬ ‫مصارحة النفس والمواجهة مع العيوب بالتصالح مع النفس وتقبلها وحبها كما هي‪ .‬إن أتقناها ذهبت‬ ‫كل همومنا‪.‬‬


‫‪27 | P a g e‬‬

‫االنشطة التى يقدمها فريق الفراشة‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫تقديم االستشارات المهنية‬ ‫تقديم االستشارات االسرية‬ ‫تقديم االستشارات االدارية والقيادية‬ ‫التدريب‬ ‫قياس العائد من التدريب‬ ‫مراكز قياس‬ ‫تحليل أي وظائف تناسبك‬ ‫اعداد مدربين‬ ‫اعداد مدربي حياة‬ ‫تقيم مدربين‬ ‫بيع حقائب تدريبية‬ ‫اعداد حقائب تدريبية‬ ‫اعتماد حقائب تدريبية‬ ‫االعداد لسوق العمل‬ ‫تحليل الوظائف‬ ‫اجراء مقابالت شخصية الختيار أفضل الموظفين للشركات‬ ‫تقديم استشارات للمقبلين على الزواج‬ ‫قياس التوافق بين الخطيبين‬ ‫تقديم استشارات تربوية‬ ‫كورسات متخصصة للمتزوجين حديثا‬ ‫كورسات للتأهيل للزواج‬ ‫كورسات متخصصة لمساعدة االزواج فى التعامل مع المشكالت الحياتية‬ ‫كورسات متخصصة العادة التأهيل بعد الصدمات النفسية‬ ‫كما يمكننا اعداد كورسات تتناسب مع احتياجات االفراد ‪ /‬المؤسسات المتنوعة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.