أين وصلت قضية الفوسفات

Page 1

‫أين وصلت قضية الفوسفات‬


‫شهود النيابة العامة ينفون الوقائع التي قام عليها االتهام‬ ‫من فوائد علنية املحاكمة في قضية الفوسفات أن وسائل اإلعالم املنصفة تمكنت من االطالع على ما أدلى به شهود النيابة‬ ‫العامة من أقوال أمام املحكمة بخصوص الوقائع التي قام عليها االتهام في هذه القضية‪ ،‬ويلحظ املتابع لتفاصيل هذه القضية‬ ‫من خالل وسائل اإلعالم أن ما ورد بأقوال شهود النيابة العامة ‪ -‬وعلى وجه الخصوص من هم على صلة عملية ومعرفة واقعية‬ ‫بتفاصيل عمليات شركة الفوسفات ‪ -‬جاءت داحضة لالجتهادات الشخصية التي أسبغت على الوقائع التي تم االستناد إليها في‬ ‫توجيه التهم لرئيس مجلس ادارة الشركة السابق‪ ،‬وأسفرت أقوال الشهود عن وضوح الصورة وإظهار الوقائع الحقيقية التي‬ ‫تمثل النشاطات املعتادة للشركة في تسيير اعمالها وتنفيذ العقود الجارية بينها وبين الشركات املشترية ملادتي الفوسفات‬ ‫ً‬ ‫والسماد‪ ،‬دون أية مخالفات أو أفعال تعدي‪ .‬ويلحظ أيضا أن ما جاء على لسان شهود النيابة من وقائع تتناسب مع الواقع‬ ‫ً‬ ‫الحقيقي ألعمال الشركة ونشاطاتها‪ ،‬أنها وبقدر إظهارها للحقيقة‪ ،‬فقد أظهرت أيضا أن األوصاف التي قامت عليها االجتهادات‬ ‫الشخصية تتناقض مع الواقع والحقيقة‪ ،‬وأن هذه األوصاف قامت على صيغ إنشائية مصدرها الجهة التي تعمدت تركيبها‬ ‫الصطناع قضية ضد رئيس مجلس إدارة الشركة السابق‪ ،‬غرضها تكوين قضية رأي عام وإدانة شعبية بمعزل عن أنها ال يمكن‬ ‫أن تكون قضية قانونية ذات وقائع وأدلة حقيقية‪ ،‬والفرق بين اصطناع الوقائع لغرض تبرير االتهام‪ ،‬والحقائق التي أكد عليها‬ ‫الشهود‪ ،‬أن األولى تحريف وافتعال والثانية واقع ثابت واضح‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫‪ -1‬أتهم وليد الكردي بأنه قد تسبب في خسارة شركة الفوسفات ملبلغ (‪ )24‬مليون دينار في صورة أجور شحن ملادتي‬ ‫الفوسفات والسماد وأنه لو تعاقد مع شركة املشارطة البحرية على شحن هذه املواد ملا خسرت الشركة هذا‬ ‫املبلغ!!‬ ‫لقد أكد الشهود على الحقائق التالية‪:‬‬ ‫ا‪ -‬أن هناك طريقتان للبيع وهما‪ :‬بيع ‪ CFR‬ويقصد به البيع املشروط بتوصيل البضاعة الى ميناء التفريغ‪ .‬وفي هذه‬ ‫يغطي االعتماد املستندي الذي يفتحه املشتري ثمن البضاعة وأجور الشحن‪ .‬ويتم الشحن من خالل شركة شحن‬ ‫متفق عليها بين شركة الفوسفات واملشتري‪ .‬وبالتالي فإن املشتري هو الذي يتحمل أجور الشحن‪ .‬أما الطريقة الثانية‬ ‫فهي بيع ‪ FOB‬ويقصد به البيع املشروط بتسليم البضاعة على ظهر السفينة في ميناء الشحن‪ .‬وفي هذه الحالة‬ ‫تتقاض ى شركة الفوسفات ثمن البضاعة ويتحمل املشتري مباشرة أجور الشحن وهو حر في اختيار شركة الشحن‬ ‫التي يريد‪.‬‬

‫أين وصلت قضية الفوسفات‬

‫الحالة تتقاض ى شركة الفوسفات ثمن البضاعة باإلضافة ألجور الشحن املتفق عليها بين الشركة واملشتري وبحيث‬

‫‪1‬‬


‫ب‪ -‬أن شركة الفوسفات وبموجب قرار صادر عن مجلس إدارتها عام ‪ 4002‬أي قبل أكثر من سنتين على تولي السيد‬ ‫وليد الكردي مهام إدارة الشركة‪ ،‬قد قررت التحول الى أسلوب البيع ‪ FOB‬وبالتالي تكون قد استغنت عن خدمات‬ ‫شركة املشارطة البحرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ج‪ -‬أن شركة الفوسفات قد أرسلت كتابا الى املدعي العام بتاريخ ‪ 4064/60/61‬أكدت فيه أنها ال تتحمل أجور الشحن‬ ‫ً‬ ‫وإنما يتحملها املشتري‪ .‬وبالتالي فإن شركة الفوسفات لم تخسر شيئا في صورة أجور شحن‪ ،‬وأن ادعاء الخسارة‬ ‫هنا يجافي الحقيقة‪.‬‬ ‫‪ -4‬أتهم وليد الكردي بأنه قد استثمر وظيفته في الشركة من خالل عشرة عقود خاصة ببيع منتجات الشركة إلى‬ ‫َ‬ ‫شركات وسيطة بأقل من أسعار النشرات العاملية وأنه ألحق ضررا بالشركة وحقق منفعة شخصية له ولغيره‪.‬‬

‫لقد أكد الشهود على الحقائق التالية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫إ‪ -‬أن النشرات العاملية ال تعد مرجعا معتمدا وملزما لتحديد األسعار وأن األسعار الواردة فيها تأشيريه وتعتمد على‬ ‫تصريحات البائعين واملشترين بعد تنفيذ عملية البيع‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن النشرات العاملية متعددة وليس بالضرورة أن تعكس األسعار الحقيقية‪ .‬وأن سعر البيع يتحكم به عوامل كثيرة‬ ‫منها درجة املنافسة وجودة املنتج واملسافة بين البائع واملشتري والرغبة بدخول أسواق جديدة والكمية املباعة وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن أسعار البيع كانت ضمن األسعار العاملية وضمن أسعار الشركات املنافسة لشركة الفوسفات وأن مدقق‬ ‫حسابات الشركة أيرنست ويونغ قد أكد ذلك في اجتماع الهيئة العامة املنعقد في شهر نيسان من عام ‪4064‬‬ ‫واملتعلق بالسنة املالية ‪.4066‬‬ ‫د‪ -‬أن التعامل مع شركات وسيطة كان بناء على طلب املشتري في الهند‪.‬‬

‫أين وصلت قضية الفوسفات‬

‫‪2‬‬

‫ه‪ -‬أن التعامل من خالل شركات وسيطة أمر مألوف قبل تولي السيد وليد الكردي ألمور إدارة الشركة وأن هذا النهج‬ ‫ً‬ ‫ال زال مستمرا في اآلن‪.‬‬ ‫و‪ -‬أنه ال مصلحة للسيد وليد الكردي في الشركات الوسيطة‪ ،‬فال هو مالك ألي من تلك الشركات وال هو مساهم فيها‬ ‫وأن شهادات ملكية تلك الشركات قاطعة الداللة على ذلك‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فإنه يمكن القول أنه لم يرد في القضية أي دليل على انتفاع غير مشروع لرئيس مجلس إدارة الشركة السابق‬ ‫أو ألطراف العقود الوارد ذكرها في القضية‪.‬‬


‫‪ -3‬أتهم وليد الكردي بأنه سمح ببيع مادة الفوسفات ذات الجودة األعلى بسعر أقل من سعرها‪ ،‬أي شحن للمشتري‬ ‫نوعية أفضل من النوعية املتفق عليها في العقد‪ ،‬وأن ذلك كان يتم عن طريق عملية الخلط لتحسين النوعية‪.‬‬ ‫لقد أكد الشهود على الحقائق التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن عملية الخلط بهدف تحسين النوعية متبعة منذ ثمانينيات القرن املاض ي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن مجلس الوزراء قد وافق على عملية الخلط بهدف تحسين النوعية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن عملية الخلط كانت تتم ملعظم كبار زبائن الشركة دون تمييز‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن عملية الخلط تستهدف خفض نسبة السيليكا لكي تكون مادة الفوسفات مقبولة للمشتري‪.‬‬

‫ما الذي لم يشهد على صحته شهود النيابة‪:‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-5‬‬

‫لم يشهد ولو شاهد واحد على أن لوليد الكردي مصلحة في الشركات الوسيطة‪.‬‬ ‫لم يشهد ولو شاهد واحد على أن وليد الكردي قد ّ‬ ‫تربح من عمليات بيع الفوسفات والسماد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لم يشهد ولو شاهد واحد على أن وليد الكردي قد اقترف غشا في عمليات البيع والشحن‪.‬‬ ‫لم يشهد ولو شاهد واحد على أن وليد الكردي قد ّ‬ ‫رجح مصلحته الشخصية على مصلحة الشركة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لم يشهد ولو شاهد واحد على أن نشرات األسعار العاملية تعد مرجعا معتمدا وملزما‪.‬‬

‫ً‬ ‫والخالصة تختصر بعبارة واحدة "أن الظن ال يغني عن الحق شيئا"‪.‬‬

‫أين وصلت قضية الفوسفات‬

‫‪3‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.